ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 16/10/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

في تقدير الموقف

كلمة السر في جولة المبعوث الأممي :

( وقف تدفق السلاح إلى جميع الأطراف ) !!!

زهير سالم*

 

رغم عظم التضحيات التي يقدمها الشعب السوري على الأرض إلا أن ثورته لم تجد حتى الآن الحامل السياسي الذي تستحق . ولذا تتكاثر على هذه الثورة المبادرات والمؤامرات دون ان تجد لها من يفندها أو يتصدى لها أو يحذر الشعب والثوار منها . إن غياب الحامل السياسي عن الساحة تجعل هذه المؤامرات أكثر وأشد خطورة كما نلحظها اليوم ..

 

إن الحل السياسي لما يجري في سورية هو في وضع الأساس الركين للدولة المدنية المأمولة . والقطع تماما مع جميع مرتكزات الشر ومظاهره وتعبيراته . وكل مبادرة دولية أو اممية أو إقليمية تقوم على غير هذا الحل تعتبر خطرا على الثورة ومؤامرة على الشعب السوري . وهذا ما يجب توضيحه دائما لكل المواطنين .

 

إن خطورة ما يحمله المبعوث الأممي إلى المنطقة ويبذل جهده لإقناع دولها به في كونه يتحرك تحت عنوان ( الوسيط ) . والمفهوم من كلمة الوسيط هو أنه الساعي إلى الوصول إلى الحلول الوسطية ، التي تجمع بين الفرقاء المتحاربين . والحلول الوسطية تكون دائما على حساب الطرف الذي يظن أنه الضعيف ، أو الأضعف في المعادلة .

 

والملاحظ اليوم أن المبعوث الأممي يقارب جميع أطراف المعادلة ببسط أرضية من الخطاب تقدم تطمينات أولية تستدر التأييد أو تستدعي الصمت ولو حتى حين . بمعنى أنه يقدم لكل طرف من أرضية الخطاب ما يطمئنه ويقنعه ويستدر تأييده أو يشتري صمته.

إن العنوان الحقيقي الذي يتحرك تحته المبعوث الأممي وهو نفس العنوان الذي يعلنه الأمين العام للجمعية العامة ليل نهار هو ( وقف تدفق السلاح إلى جميع الأطراف في سورية .)

 

هذا العنوان يشكل لب ( المؤامرة ) الدولية على الثورة السورية . هذه المؤامرة التي جعلت الأمير سعود الفيصل ينسحب من مؤتمر أصدقاء سورية الأول الذي عقد في تونس والتي رسمت خارطته السيدة هيلاري كلينتون وما تزال تتمسك بها .

 

إن من يستمع إلى المبعوث الأممي أو إلى الأمين العام للأمم المتحدة وهو ينادي بوقف ( تدفق السلاح إلى جميع الأطراف ) . يتخيل أن هناك بوارج وطائرات تنقل من أطراف العالم الأربعة السلاح الخفيف والمتوسط والثقيل إلى المعارضة السورية . إن استعمال كلمة ( تدفق ) بالنسبة لما يعيشه الثوار السوريون من ضنك وشدة وقلة في التسليح الكمي والنوعي يعتبر من ( الكذب البواح ) الذي يجب على جميع قوى المعارضة السورية أن تعمل على فضحه والتنديد به ، وليس التماهي معه بأي شكل من الأشكال .

 يطوف المبعوث الأممي – بما يملك من قدرة دبلوماسية وقوة إقناع – على بعض القيادات العربية التي تتعاطف مع أعناق الأطفال المجزوزة في سورية لتتوقف عن فعل ذلك ، وليزين لها أن هذا الذبح الذي يقع في سورية – مع استنكاره له وتعاطفه مع ضحاياه - كفيل بجعل هؤلاء المعارضين يجلسون على مائدة حوار تعيدهم إلى بيت الطاعة . وهذا هو جوهر الحل الروسي الإيراني الأسدي ..

 

لم يكن حمل السلاح ، ولا تسليح الثوار في أي لحظة جزء من خيار الثورة ولا الثوار . إن الذي جعل السلاح اضطرار الدفاع عن النفس هو عنف النظام وقسوته من جهة وتخلي المجتمع الدولي عن مسئولياته في الدفاع عن المدنيين في سورية من جهة أخرى .

 

يدرك المبعوث الأممي وكذا الأمين العام للأمم المتحدة أنهما غير قادرين على وقف تدفق السلاح على عصابات الأسد، وإن حاولا ذلك . ويدركان أن ترسانة السلاح التي تملكها هذه العصابات ، ولو لم يكن لها مزيد ، كفيلة بإبادة الشعب السوري بما فيها الأسلحة البيولوجية والكيمائية والقنابل العنقودية وبراميل الحقد والكراهية المحلية ؛ ولذا فإن مشروع الإغلاق على الثوار السوريين للحد من قدرتهم على الاستمرار تعني الحكم بخنق هذه الثورة . وبالتالي فرض الحلول التي يمكن أن ينعم بها بشار الأسد عليها . وعندها سيتم الإعلان عن نجاح المبادرة السياسية الأممية .

 

لندن : 29 / ذو القعدة / 1433

15 / 10 / 2012

____________

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

              

 

ملاحظة : ما يكتبه مدير مركز الشرق العربي يعبر عن رأي المركز فقط


 


 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ