ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
في
تقدير الموقف: يريدون
معارضة ترضى عنهم أما
آن الأوان لننشغل بهم عن أنفسنا
؟! سأظل
أحلم .. زهير
سالم* ستجتمع
هيئات وقوى وفصول وشعب وشخصيات
المعارضة السورية بعد أيام في
الدوحة . أحلم أن يكون جدول
أعمال الاجتماع
هو الاشتغال على مشروع
الثورة لا على مشروع الأشخاص
والهيئات والتشكيلات
والتنسيبات أحلم
... أن
يكون على جدول أعمال لقاء
الدوحة طاولة لورشة مختصين
بالمتابعة الميدانية ، يدرس
الوضع العملياتي على الأرض عبر
خارطة تعبوية . ورشة تعيد تحديد
المهام ، ورسم الخطط على ضوء
الواقع والمستجدات . مستعينة
بمن تثق بهم من الخبراء ، مؤكدة
علاقتها بالقوى الحقيقية تفكر
كيف تجمع المتفرق ، وتلم الشعث ،
وتوحد الجهد ، وتعيد توزيع
القوى وتقديم الأولويات ، وتفكر
بالرفق بالجراح لكي لا تكون
جسرا لعبور الغلو وأفكاره
وأصحابه .. أحلم
... أن
يكون على جدول أعمال لقاء
الدوحة المنعقد بعد أيام ورشة
خاصة لدراسة أبعاد الكارثة
الإنسانية على الأرض بأبعادها .
كيف يتدبر كرام الناس من أبناء
هذا الشعب الكريم أمورهم . كيف
نسد الثغرة ، ونستر العورة على
أولئك الذين حدثنا ربنا عنهم ((
يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ
أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ
تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ
يَسْأَلُونَ النَّاسَ ... ))
. كيف نصل إلى أرملة الصامتة
وإلى يتيم لا يضيعه إلا لئيم
،وإلى شريد ينام تحت الشجر
والمطر ، ماء من فوقه وآخر من
تحته ..؟! أحلم
أن تستتفرغ العقول النيرة
لهؤلاء المفكرين المستعدين
لإدارة الدولة والمجتمعين
بالدوحة الجهد في إحكام الغطاء
الودود للبرهنة على أنهم جديرون
بما به يعدون .. أحلم
... أن
يكون على جدول أعمال لقاء
الدوحة بعد أيام ورشة عمل تتولى
مشروع دفن مخلفات هدنة العيد .
وما ارتكزت عليه وقطع الطريق
على ما يمكن أن يبنى عليها . .. أحلم
أن
يكتفي مؤتمر الدوحة بوضع خططه
المتواضعة لملاعبة الموقف
الدولي في أبعاده المؤيد
والمندد والرد الجميل ، فقد آن
الأوان لإعلان اليأس من الذين
لم يشبعوا من دمائنا ومن
الوقيعة بيننا ، ومن تدمير
جهودنا ، وتضييع أوقاتنا .. أحلم
أن
يعلن مؤتمر الدوحة اليأس مما
أصبح الأمل فيه ، والانشغال به
نوعا من العبث وضياع الوقت . واليأس
ليس حالة سلبية دائما . اليأس من
الميئوس منه هو المدخل للبحث عن
البديل . لقد
كان فيما يقرب من عامين من
انشغال قوى المعارضة بنفسها ما
يكفي من وقت . وآن الأوان
لمتتالية الفك والتركيب أن
تتوقف . يقول لي
البعض إنهم يريدون معارضة يرضون
عنها وأقول بل إنهم يريدون
معارضة ترضى عنهم . إنه
من الأنانية بل من كبائر الإثم
أن ينشغل المعارضون بعدُ
بأنفسهم عن ثورة ملتهبة يحتاج
ضرامها إلى من يوجهه و من يغذيه
، أو أن ينشغلوا عن الجرح الوطني
النازف دما وكرامة وحاجة
تتلمسها على أجساد الجرحى وفي
عيون المحتاجين والمحتاجات .. إن
من إثم هذا الدأب على عمليات
الانشغال بالذات بالذي ( لك )
والذي ( لي ) أن يظل من احتل من
هذه الثورة موقع القيادة
مشغولا بشأنه وبأمره عن
متابعة الواقع الدامي على الأرض
بأبعاده الإنسانية والإدارية
والعملياتية . لقد
رحب المخلصون من السوريين في
الأشهر الستة الأولى بكل لقاء .
وتقبلوا في الأشهر الستة التي
تلتها على مضض أحاديث القيل
والقال . سيكون
من الصعب على السوريين بعدُ أن
يتماهوا مع مشروع إحراق مجتمع
إنساني برجاله ونسائه وأطفاله
ليدّفأّ البعض على أوار ناره في
تجاذبات ( الأنا ) وتجلياتها
المقيتة . إلى
أي مدى يستطيع الثوار على الأرض
أن يوفروا استحقاقات هذه الثورة
التي ستستمر وستنتصر ؟! وإلى أي
مدى يستطيع الأفراد الملتصقون
بهذه الثورة أن يجدوا ثغرتهم
التي يعملون عليها في الإطار
الوطني الثوري ؟! هذا هو التحدي
المفروض على أولئك الذين وصفهم
ربنا بقوله (( .. لا يُرِيدُونَ
عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا
فَسَادًا )). إنه
حين يتوه العمل الجماعي في
دوائر ذاتياته التي تتهددنا في
متتالية المؤتمرات . حيث يفرّخ
المؤتمر مؤتمرات ، ويتولد عن
المشكلة مشكلات ؛ سيجد
المواطن الفرد أن مراكبه
الجماعية قد تاهت أو احترقت وهو
أحوج ما يكون إليها . وأن عليه أن
يبحث عن شيء يقدمه لوطن وأهل في
إطار إمكانات الفرد المحدودة.. فهل
يستطيع المؤتمرون في الدوحة أن
يكسروا جدران هذا الحصار ؟ هل
يمكنهم أن يتوقفوا عن اللهاث
وراء عمليات الجمع والطرح
والقسمة ، وعن محاولة استرضاء
من لديهم العلم اليقين أنه لن
يرضى . سنحلم
أننا نستمع إليكم
تحدثوننا ، عن أهل ودار
، لا عنهم ولا عنكم ، فقد
سئمنا من كل هذا وحُق لنا بعد كل
هذا .. لندن
: 14 / ذو الحجة / 1433 29
/ 10 / 2012 ____________ *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826 ملاحظة
: ما يكتبه مدير مركز الشرق
العربي يعبر عن رأي المركز فقط
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |