ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 31/10/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

في تقدير الموقف:

الأخضر الإبراهيمي ..

تحت السقف المزدوج الروسي الصيني

أي إنجاز ؟!

زهير سالم*

 

يكاد يجمع السوريون على إعلان ثقتهم بالسيد الأخضر الإبراهيمي : عقله وقلبه ونفسه . يكادون يجمعون على أنه لا أحد يشكك في  الحكيم العربي لا في عقله وفكره ولا في قلبه وإخلاصه ولا في سلوكه وصورة نفسه . ويكادون يجمعون على أن الرجل آثر ألا يتخلى عن شعب يشاركه العقيدة والرؤية والدم ويبادله الوفاء والحب حين قرر أن يتخلى عنه الأكثرون . وحين يكتب مقهور مثلي أو مثل الكثيرين من السوريين : ( لا شيء خير من هذا الشيء .... ) يجيب الحكيم العربي المدرك لأبعاد المأساة السورية بكل عمقها وأبعادها : السياسة فن الممكن  فلنحاول ..

 

راهنا وراهن الكثيرون على فشل الهدنة التي طالب بها السيد الأخضر . تندرنا حولها . حول ظروفها وشروطها وأرضها وسقفها وعمقها . لا أظن أن امله فيها كان يختلف عن أملنا . ولا أظنه كان يرجو منها أو يعول عليها . وكرجل استأثر بوصف الحكيم الذي لم يحظ به إلا القليل في هذا العالم ومع أمنياته العذاب لكي يمر على السوريين ( عيد بلا دم ) ؛ إلا أنه كان في الوقت نفسه يراهن على فشل الهدنة كما كان يتمنى نجاحها . وها هنا يكمن سر الحكمة الذي يغيب عن الكثيرين منا .

 

قبل أن تنقضي أيام العيد الأربعة حمل السيد الأخضر فشل الهدنة الهزيلة بسقفها الواطئ ليضعه على طاولة الروس والصينيين المتبنين لمشروعها ولمشروع الحوار وجنيف وليقول لهم هذا هو فعل صاحبكم فماذا أنتم فاعلون ؟!

 

إن من تابع المؤتمر الصحفي للسيد الأخضر مع وزير الخارجية الروسية يدرك أن الرجل طار إلى هناك ليطالب بثمن فشل الهدنة الذي كان سببه الأول من يملك الطائرات في والدبابات والمدفعية على الأرض وفي السماء السورية كما قال .

 

ولا بد للمتابع أيضا أن يلحظ ( حيص بيص ) الذي كان يضطرب فيه لا فروف ، والذي ظل يحاول الاستنجاد بما سماه ( اتفاق جنيف ) والإبراهيمي يقول له إن صديقكم أو حليفكم لم يوافق عمليا على هدنة أربعة أيام فكيف يوافق على حكومة انتقالية ؟ ! . كان سر زيارة الأخضر لروسية والصين أنه يطالب الدولتين بالمنطق الذي يقول : إذا كنتم حريصين فعلا على وقف إطلاق نار ، وعلى مرحلة انتقالية ، وعلى حوار وطني ، فعليكم أن تمرروا في مجلس الأمن قرارا مساعدا يُلجئ بشار الأسد إلى القبول بكل هذا الذي تدعون إليه . إن بشار الأسد الذي يستظل بحمايتكم غير مستعد للذهاب معكم إلى القدر الذي تدعون إليه للقاء مع ( الشعب السوري ) ولو على بعد خطوة من الموقع الذي هو فيه . إنه ما يزال يرى أن القتل هو الطريق الأيسر للاحتفاظ بالسلطة وهو مصمم للسير فيه حتى النهاية . وأنتم وحدكم من يبسط له ظل الحماية لتحقيق ذلك .

 

لقد كان هذا سر مسارعة السيد الأخضر إلى موسكو ثم إلى بكين ليستثمر الانعكاس العملي الساخن لفشل مشروع الهدنة الذي سعى الرجل إليه . ولكن يبقى السؤال إلى أي حد هناك إرادة دولية تتنازل عن سورية الدولة والشعب كمنطقة نفوذ روسي ؟! أو بعبارة أدق إلى أي مدى ستترك الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن لروسية أن تحدد مستقبل سورية وسقف الحريات الذي يمكن أن يتكرم به بوتين على شعبها ؟! وكيف سيسمح بوتين لهذا الشعب أن بشرب من كف بشار الأسد ، حسب ما يجود به المندوب السامي الروسي والصيني والإيراني .

 

وإذا اقتضت مصالح الدول النافذة في المجتمع الدولي أن تتناسى أن سورية دولة مستقلة منذ السابع عشر من نيسان 1946 . وأن شعبها ثار على الفرنسيين حتى تحرر من انتدابهم ووصايتهم منذ ذلك التاريخ ؛ فإن الشعب السوري لن يقبل أي وصاية من دولة أخرى مهما يكن شأنها ، وأن ثورته من أجل حقوقه الوطنية والمدنية والإنسانية قد ضمنتها كل المواثيق والمعاهدات الدولية الضامنة لحقوق الإنسان .

 

ستمضي هذه الثورة المباركة إلى أهدافها وسيتحرر الشعب السوري من مستعمريه ومستعبديه وجلاديه . وسيكون للمواقف والسياسات الدولية انعكاساتها المباشرة على مستقبل سورية الذي أراده هؤلاء الثوار منذ اليوم الأول الأجمل والأرحب ..

 

يبقى السؤال المطروح على السيد الأخضر إذا كان سقف المسعى الذي تسعون إليه هو الإرادة الروسية والصينية المعبرة مباشرة عن إرادة بشار الأسد فأي إنجاز تحت هذا السقف تتوقعون ؟!

 

لندن : 16 / ذو الحجة 1433

31 / 10 / 2012

____________

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

              

 

ملاحظة : ما يكتبه مدير مركز الشرق العربي يعبر عن رأي المركز فقط


 


 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ