ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بسم
الله الرحمن الرحيم البيان
الختامي لمجلس
شورى جماعة الإخوان المسلمين في
سورية في
دورته الطارئة المنعقدة في شهر
كانون الثاني 2013 إلى جماهير شعبنا الثائر في سورية
البطولة.. إلى أحرار العرب والمسلمين والعالم في
كلّ مكان.. في الوقت الذي تتوالى فيه إنجازات
أبطالنا على الأرض السورية،
ويظلّ النظام يمعن في القتل
والتدمير والإجرام، ويستمرّ
المجتمع الدوليّ في موقفه
المريب، بين التخاذل والتآمر
على الشعب السوري.. في هذه
الظروف الصعبة، والمرحلة
التاريخية.. اجتمع مجلس الشورى
في دورته الطارئة، تدارس جملة
من قضايا الجماعة والوطن، وأقرّ
مجموعة من القرارات والتوصيات. يا أنصار
الحرية والكرامة في كل مكان..
لقد فاجأ الشعب السوري العالم
بثورته العظيمة، الثورة التي
تحدّت أكثر النظم استبداداً
وفساداً وإرهاباً في تاريخ
سورية، بما في ذلك أيام الغزو
المغولي، والصليبي، والاستعمار
الفرنسي. لقد قرأ نظامُ بشار
الربيعَ العربيّ قراءاتٍ
خاطئة، المرّة تلو الأخرى،
وبشّر العالم بأن الثورة لن تصل
إلى سورية، بسبب تلاحم النظام
والشعب. فلما وصلت إلى سورية
أصبح يتخبّط، ويتهم الجماعات
الإرهابية، والعصابات المسلحة،
والفلسطنيين، والسلفيين.. ولم
يخطر بباله مرة واحدة، أن ينظرَ
إلى نفسه في المرآة، ليرى وجهه
على حقيقته. واستمر منذ اليوم
الأول للثورة، حتى خطابه الأخير
يوم 6/1/2013، يقرأ الأحداث قراءة
متغطرسة مكابرة، يتحدّى فيها
الشعب، وينذره بمزيد من الإجرام..
إن خطاباً يصف ثورة الشعب
المجيدة بالإرهاب، ويصف الربيع
العربيّ بفقاعات الصابون..
لايعنينا، ولايعني الشعب
السوري في شيء. وفي الوقت الذي يتقدّم فيه الثوار على
الأرض، فإن المجتمع الدوليّ ما
يزال يتسلّى بمشاهدة المجازر
اليومية، التي يرتكبها بشار
الأسد وعصابته، ضد أبناء الشعب
من المدنيين، من الأطفال
والنساء والشيوخ.. إن هذا
المشهدَ اليوم يتكرّر بصورة
أشدّ قسوة وأكثرَ وحشية.. ليدمغَ
المجتمع الدوليّ بوصمة عار لا
تنمحي. أما بياناته وشجبه
واستنكاره.. فهي كلمات فارغة
باهتة، يتلذذ الجزار بإهانتها. إن اتكاء دول العالم الحرّ، على الفيتو
الروسي الصيني المهين، لا
يعفيها من تحمّل مسئولياتها
تجاه الشعب السوريّ، والمجازر
التي يرتكبها بشار الأسد بحقه..
إنّ تردّي الوضع الإنساني،
وانعدام مقومات الحياة بأبسط
صورها، وقصف المخابز، وقتل
المئات من أبناء الشعب، الذين
يقفون الساعات الطوال من أجل
بضعة أرغفة من الخبز، لا يمكن
النظر إليه إلا في إطار جرائم
الحرب. إن سقوط عشرات الآلاف من الضحايا، ومئات
الآلاف من الجرحى والمعتقلين
والمفقودين، وملايين المشرّدين
داخل الوطن وخارجه، لأمرٌ لا
يمكن السكوت عنه، إلا حين يموت
الضمير الإنساني. إن الموقف الروسي، لم يفاجئنا بشيء، لقد
تعلمنا أنه لا يقيم للحياة
الإنسانية وزناً، وأن مصالحه هي
التي تحكم قراره، وأن قراراته
كانت دائما في الوقوف في الجانب
الخاسر. أما الموقف الإسرائيلي، فقد ظل مؤيدا
بقاء بشار الأسد، وحتى لو نفض
يديه منه ويئس من بقائه، فإنه ما
يزال يعمل على منع أيّ حلّ ينتهي
بانتصار الثورة ورحيل الجزار..
ما يشير إلى أنّ الموقف
الإسرائيلي هو المهيمن على
القرار الدوليّ في منطقتنا. وفي الوقت الذي تعمل فيه إيران من أجل حسم
الموقف بنصر (بشار) على الشعب،
فإن دول العالم الحرّ، تظلّ
تعمل على إطالة أمد الصراع، دون
السماح بانتصار الثوار.. ويكفي
أنها تمنع تزويد الجيش السوري
الحر، بأسلحة نوعية تغير اتجاه
المعركة، أو تحيّد، على الأقل،
طيران العصابة الأسدية، وتمنعه
من شنّ هجماته الوحشية ضدّ
الشعب. إن التحليل النهائيّ
لهذا الموقف، لم يعد يخفى على
أطفال سورية.. إن أشدّ الناس
فظاظة، لم يكن يتوقع أن يصبح
الدم السوريّ رخيصاً إلى هذا
الحد!. فهل أصبح تدمير سورية
هدفاً يعمل المجتمع الدولي
بتخاذله على تحقيقه؟ إنه لمما يثير الأسى، أنّ إيران ما تزال
تتنكر لمبادئ ما تسميه
ثورتها الإسلامية وأهدافها..
لقد سقطت المزاعم الكبيرة
والشعارات الزائفة عند أول
اختبار.. إن مشاركة إيران نظام
الأسد في القتل، ودعمه بالمال
والسلاح والخبراء، أمر لن يغفره
لها الشعب السوريّ، ولا التاريخ.. وإذا كانت دول الإقليم تتحمّل الكثير،
مشكورة، في استضافة اللاجئيين
السوريين.. فإنها تبدو عاجزة عن
اتخاذ موقف حاسم تجاه نظام بشار
الأسد، من غير موقف دوليّ واضح.
إن العجز الذي يلفّ الموقف
العربيّ أمرٌ لا ينقضي منه
العجب. إننا في الوقت الذي نوجّه فيه الشكر إلى
تركيا ودول الخليج والأردن.. على
دعمها للشعب السوري، فإننا
ننتظر منها دعماً أكبر على
جميع المستويات، كما ننتظر من
مصر أن تؤديَ دورها القياديّ
الرياديّ في دعم الشعب السوري،
وننتظر مواقف حاسمة منها ومن
تونس والمغرب. ونحن إذ نشكر
ليبيا على موقفها الشجاع.. نعجب
من أن الجزائر ماتزال تؤيد
عصابة القتلة في دمشق. يا أحرار العالم.. لقد أكدنا في هذه الظروف
الصعبة، موقفنا الثابت إلى جانب
شعبنا وثورته وثوّاره، حتى
انتصار الثورة، وتحقيق أهدافها
كاملة. وسقوط عصابات الغدر
والجريمة. وإننا، بهذه المناسبة، إذ نؤكد التحامنا
بقوى الثورة العاملة على الأرض،
من النشطاء، والكتائب،
والألوية، والمجالس العسكرية،
والجيش السوري الحرّ.. ومواصلة
دعمنا لها بكلّ ما نستطيع..
فإننا ندعم جهود المجلس الوطني
السوري، والائتلاف الوطني لقوى
الثورة والمعارضة السورية،
ونعلن أن الحلّ السياسي الممكن
الوحيد، يجب أن يبدأ برحيل بشار
وعصابته.. وبعد ذلك يصبح الحوار
الوطنيّ الشامل، بداية الطريق
لبناء سورية المستقبل. إننا ندعو أبناء سورية جميعا، بكل
أطيافهم الدينية والمذهبية
والعرقية، إلى الالتحام
بالثورة، من أجل مستقبل أفضل
لأبنائنا وأحفادنا.. آن للجميع
أن يقذفوا أكاذيب بشار الأسد عن
حماية الأقليات في وجهه.. إن
الأكثرية والأقليات - وهي
مصطلحات لا نحبّذ استخدامها
للتعبير عن مكوّنات مجتمعنا -
ستعيش معاً، جنباً إلى جنب، في
دولة المواطنة المدنية
الديمقراطية، التي يتساوى فيها
المواطنون جميعا في الحقوق
والواجبات، وأمام القانون. وهذه
هي الحماية الحقيقية لأبناء
الشعب السوري جميعا. كما ندعو شركاء الوطن أبناء الطائفة
العلوية إلى الانحياز الكامل
لثورة الشعب، وإلى التحرّر من
أسر نظام يختطف الطائفة، كما
يختطف الوطن. إننا نؤكّد هنا ما أعلناه مرارا في ميثاق
الشرف الوطني، ومشروعنا
السياسي، وفي وثيقة العهد
والميثاق، وفي سائر أدبياتنا..
من أن رؤيتنا لسورية المستقبل،
تقوم على بناء الدولة الوطنية
الحرة، دولة مدنية ديمقراطية
تعددية تداولية، يتساوى فيها
أبناؤها جميعا في الحقوق
والواجبات وأمام القانون.
وتراعي التوافق بين سائر
المكوّنات السياسية
والاجتماعية، وترفض الاستئثار
بالسلطة من أيّ فريق كان.. هذه
الدولة المنشودة هي التي ستمحو
من واقعنا دولة الفساد
والاستبداد والجريمة، وتعيد
سورية إلى مجدها وألقها ودورها
الرياديّ، وأفقها الإنسانيّ..
وتضعها في موقعها اللائق بها في
مصافّ الدول المتحضّرة. إن الحفاظ على سورية، موحّدة أرضاً
وشعباً، سوف يظل هدفا أساسيا
لنا. وإن إسقاط مشاريع تقسيم
سورية وتفتيتها، ومشاريع
المحاصصة الطائفية.. هو الذي
ينبغي أن يكون الجامع المشترك
لأبناء سورية جميعا. إن جماعتنا، وعلى الرغم من كل الجراح
والآلام.. ماتزال تنظرُ إلى
المستقبل بعيون متفائلة،
وتدركُ أنّ بعد الليل الطويل
فجراً جميلاً، وأن سنّة الله في
أخذ الطغاة سنة باقية ماضية، لن
ينجوَ منها طغاة دمشق
المتغطرسون. الرحمة لشهدائنا الأبرار، والحرية
لأسرانا الأبطال، والشفاء
لجرحانا، والنصر لشعبنا العظيم.
عاشت سورية حرة كريمة موحّدة..
عاش شعبنا الثائر البطل. (والله غالبٌ على
أمره، ولكنّ أكثرَ الناس
لايعلمون).. والله أكبر، ولله
الحمد. 26 صفر 1434 الموافق 9/1/2013 جماعة الإخوان المسلمين في
سورية مجلس الشورى ----------------------- البيانات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |