ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 14/01/2013


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

 في تقدير الموقف

من المؤسسة العسكرية المانعة للديمقراطية

إلى المؤسسة العسكرية الخاضعة لها ....

زهير سالم*

 

عندما بدأت بتسطير عنوان هذا المقال كنت سأكتب ( من المؤسسة العسكرية المانعة للديمقراطية إلى المؤسسة العسكرية الضامنة لها . ) ثم تنبهت أن أي دولة حديثة أو أي نظام ديمقراطي تضمنه مؤسسة منفصلة عنه لن يكون ديمقراطيا بالمعنى المنشود . هذا تداخل بين مستويين من مستويات التفكير : ما قبل وما بعد الديمقراطي .

 

أتصور أنه يجب أن نسقط من خلفيتنا الذهنية قواعد علوم الستاتيك التقليدية . إن اعتقاد الإنسان طويلا أن الكرة الأرضية يجب أن ترتكز على شيء ما قد ثبت بطلانه. وإن ما تعلمناه من علوم الفلك يؤكد أن انسجام النجوم والكواكب في مداراتها وأفلاكها بين قوى الجذب والنبذ هو الذي يمنحها هذا النظام والاستقرار . وأن نظرية الثور الذي يضع كرة الأرض بين قرنيه كانت نوعا من الخيال العلمي الذي حل مشاكل عصر الستاتيك في عصوره .

 

بناؤنا المستقبلي للدولة الحديثة التي نحلم بها لا تحتاج إلى ما تعودنا أن نطلق عليها الضامن للسلطة أو نقطة الارتكاز للنظام . إذا انطلقنا من حقائق العلم الحديث ولبناء الدولة الديمقراطية سنتجرأ لندعو إلى إسقاط كل المؤسسات والبنى ( المانعة للديمقراطية ) . وبغير هذا لن ننعم أبدا بما تنعم به شعوب العالم من حرية تفكير وتدبير وإبداع .

 

لن نكون بعد اليوم شعبا قابلا للاستبداد – مع استمطار الرحمة لروح مالك بن نبي – صاحب مصطلح القابلية للاستعمار . لقد اكتشفنا أن أثر الاستبداد في تدمير إنسانيتنا وأوطاننا أكبر بكثير من أثر الاستعمار . وأن جرأة الاستبداد على قيمنا ودمائنا وأعراضنا أبعد مدى مما فعله بنا الاستعمار . قد ينقض عليّ قولي هذا من يستطيع أن يذهب إلى أن هذا الاستبداد بكل فساده وقسوته وعفنه هو ناتج مباشر من نتائج سياسات الاستعمار . وأن هؤلاء الجلاوزة الملتفعين بعباءات المستبدين ما هم إلا أدوات صغيرة بأيدي المستعمرين ...

 

إن الحقيقة التي يجب أن تقطع قول كل خطيب هي أن شعبنا الذي خاض ثورة قد ينجلي غبارها عن مليون ضحية يجب أن يحصل على كل ما يريد . ولاسيما حين يكون ما يريده يقع في إطار الحقوق الكونية العامة التي تضمنها كل الوثائق الدولية وتتمتع بها كل شعوب الأرض . ومن هنا ندعو صراحة إلى التوقف عن جميع محاولات الالتفاف على إرادة شعبنا .

 

وإن القوى – كل القوى – التي رفضت حتى الآن أن تقدم لهذا الشعب أي شكل من أشكال الحماية بما فيها حمايته من الثلج والبرد والمطر والجوع ، ودع عنك حمايته من الذبح والاغتصاب ستكون آخر من يحق لها السمسرة على حساب هذا الشعب ، أو فرض الوصاية على إرادته ، أو رهن أمن أجياله لإرادة أي قوة لا تنبع من تكوينه وبنيته. لن تقبل هذه الثورة أن ترهن أمن الإنسان السوري لمن لم نعرف عنهم إلا القسوة والشر والغدر . لقد دفع هذا الشعب غاليا ثمن الكلام المطاط الذي تشدق به في مرحلة خلت مثاليو السياسة الفراغية والذين نراهم اليوم يطلون علينا بأفكار تبث الفزع والرعب والقبول .

 

لا نريد لجيل سوري مستقبلي أن يتعرض لمجزرة أخرى وأن يواجه حمام دم أخرى . لا نريد لامرأة سورية أخرى أن تغتصب ، ولا لطفل سوري آخر أن يذبح ، ولا لحر سوري آخر أن يقضي حياته في المنافي أو في الزنازين ...

 

ولن نأمن بعد اليوم بأي حال لأي مؤسسة أو هيئة أو شخص كان جزء من معادلة اغتصاب نسائنا وذبح أطفالنا ونفينا وتشريدنا . إن إضفاء صفة ( الوطني ) و ( الوطنية ) على الجريمة لن يبررها . الجريمة الوطنية . والمجرم الوطني لن يكون أكرم حالا عند العقلاء من المجرم الأجنبي . عند العقلاء يكون هؤلاء شر حالا وأسوأ مقيلا . كل الفطر السليمة تستقذر الزنى ولكن زنى المحارم هو الأكثر إثارة للنفور والاشمئزاز ..

 

زنى المحارم هذا هو ما ارتكبته هذه المؤسسة المرتكسة التي يسميها البعض ( المؤسسة العسكرية ) والتي نرفض بأي شكل أن تمنح لقب الجيش السوري أو أن يوضأ مجرموها بلفظ الوطنية ...

 

إن هؤلاء الذي لم يحققوا خلال تاريخهم الطويل لوطننا وشعبنا نصرا واحدا إلا عندما كانوا ينفلتون عليه ؛ لن يكونوا أبدا جزء من المعادلة الوطنية المستقبلية . ولن تأمن في وطننا امرأة ولا طفل ولا رجل ولا مفكر ولا مصل ولا عالم ولا متعلم مادام في يد واحد من هؤلاء الأراذل عصا ولو أخفاها تحت الثياب ...

 

لقد عانى شعبنا بما يكفي وولى زمن المجاملة في الحق . ولن نقبل كفالة كفيل ولا ضمانة ضمين ونحن نتابع المجتمع المتحضر يتفرج على مآساتنا ليس فقط خلال عامين بل خلال نصف قرن .

 

لن نتوقف عند النشأة المشبوهة لهذه المؤسسة في إطار جيش الشرق لركام الإنسانية هؤلاء ، لن نستحضر مغامراتهم بانقلاباتهم الرعناء التي كدرت علينا عهد استقلالنا ، لن نتوقف عند هزائمهم الكبرى في الثامنة والأربعين والسابعة والستين والثالثة والسبعين التي أذلت ضمائرنا ، لن نحاسبهم على تخاذلهم على مدى خمسين عاما عن تحرير أرضنا المحتلة ، لن نسائلهم عن تسخيرهم لأبنائنا ومجندينا على العمل في مزارعهم وورشهم وأحيانا شغالين عند نسائهم وفي مطابخهم ، لن نتوقف عند مضارباتهم التجارية في أموالنا وصفقات تسليحهم المشبوهة من مصيص دمائنا ،لن نطرح عليهم : من أين لك هذا ؟ ونحن نعلم مصدرهم ومخرجهم ، لن نتوقف عند كراتهم مرارا بمذابحهم المشهودة في اقتحام مدننا وقرانا ومساجدنا وكنائسنا كرة بعد كرة بعد كرة بعد كرة ...سنذكر فقط دعمهم أو صمتهم خلال عامين على مشروع استباحتنا وذبحنا وقنصنا وتشريدنا ..

 

لقد لفظ الخيرون من رجال وطننا من ضباط وضباط صف وجنود ومجندين مؤسسة الشر والسوء هذه. نبذوها وخلفوها وراء ظهورهم وفاءوا إلى أخلاقهم وإلى أوطانهم وإلى أهليهم . وكل الأخيار هؤلاء هم اليوم في فصائل الجيش الحر في قواده وأفراده وهؤلاء الذين سيغدو ويروح شعبنا في ظلالهم آمنا مطمئنا . أما الآخرون فإن هذه الثورة ما قامت إلا لتكف شرهم وإثمهم وإجرامهم وإن وجد فيهم صاحب عذر حال بينه وبين الانحياز لشعبه فيجب أن يسل منهم كما تسل الشعرة من الوحل والطين ...

 

كتائب الجيش الحر وقادته وأفراده هم نواة الجيش الوطني المستقبلي وعلى الذين يهرفون بما لا يعرفون أن يتوقفوا عن المراهنة بمستقبل أجيال أضاعها من قبل المسترسلون ...

 

لندن : 1 / ربيع الأول / 1434

13 / 1 / 2012

 

____________

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

              

 

ملاحظة : ما يكتبه مدير مركز الشرق العربي يعبر عن رأي المركز فقط


 


 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ