ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بسم
الله الرحمن الرحيم تجديد
ميثاق البر والوفاء بيان
من جماعة الإخوان المسلمين في
سورية أيها
الأبطال الأحرار أبناء سورية
الحرة الأبية.. أيها الثوار على كلّ الأرض
السورية في جميع مواقعكم.. لقد
أطلقتم ثورتكم متوكّلين على
ربكم، متعلّقين بجميل وعده
لعباده المؤمنين (وكان حقا
علينا نصر المؤمنين). وإنّ ما
حققتموه خلال عامين في مقارعة
الظالمين، والتصدّي للطغاة
والجبّارين، مع قلة العدد، وضعف
العدّة والعتاد.. هو والله
الكثير الطيب. ولقد أدهشت
انتصاراتكم العالم، وأذهلت
بطولاتكم المتابعين، وما النصر
إلا صبرُ ساعة، فلا تفتّ في
عضُدِكم أحاديثُ المثبّطين
والمرجفين واليائسين
والميئّسين.. أيها الثوار الأبطال.. لقد
انطلقتم بثورتكم سلمية وطنية،
فأبى المستبدّون الظالمون إلا
أن يحرجوكم بعدوانهم على
الحرمات، وسفك الدماء، حتى
حملتم السلاح دفاعاً عن وجودكم
ودمائكم وأعراضكم.. لم يكن حملكم
للسلاح إلا مركبَ المضطر،
ألجأكم إليه تغوّلُ ظالم
متوحّش، أوغلَ في الدماء
والأعراض، وتخاذلُ مجتمع
دوليّ، تخلّى عن مسئولياته، ولم
يلتزم بالقيام بواجباته، وداسَ
قانونه في حماية المدنيين،
والدفاع عن المستضعفين؛ إلا
أنكم ما تزالون، كما هو العهدُ
بكم، متمسّكين بوطنية ثورتكم،
في يومها، وفي غدها، ليظلّ
سعينا معاً نحو المجتمع المتآخي
الموحّد، مجتمع أسنان المشط،
ونحو دولة العدل والحرية
والإخاء، دولة المواطنة، التي
لا يخافُ فيها ضعيف من ظلم، ولا
يبطرُ فيها قويّ من قوة. إن
الرسالة التي يجب أن يعيَها
العالم أجمع، أن ليلَ التطرّف
والظلم والقسوة، سينجلي عن
سورية، بانتصاركم وانتصار هذه
الثورة المباركة. أيها الثوار الأبطال الأحرار..
أنتم صناع الثورة، كان مدادُها
من دمائكم، وأنتم مالكو قرارها.
وكلّ ما عداكم ومَن سواكم، إنما
هو ملحق بكم، منفذ لإرادتكم،
فلا تلتفتوا إلى حديث الوهن،
يبثه هنا وهناك الواهنون. وإننا
في هذا المقام، نعاهدُكم أن
نظلّ الأوفياءَ لخياراتكم،
الداعمين لقراراتكم، الكتِفَ
بالكتِف، والساعدَ بالساعد،
والدمَ الدم، والهدْمَ الهدْم. نعلمُ أيها الثوار الأبطال،
أنكم تسمعون تشكيكات كثيرة،
يطلقها بعضُ من باع نفسه
للشيطان، وبعضُ من لم يلتزم
التحققَ مما يسمع وينقل؛ إننا
في هذا المقام نجدّد عهدنا مع
الذين مضَوْا من إخواننا
الشهداء، ونجدّد العهد مع الذين
ينتظرون منهم، أنّ بيعتنا مع
الله، ثم مع شعبنا، ماضية، لا
نقيلُ ولا نستقيلُ، بإذن الله،
حتى تنتصرَ إرادة الشعب
السوريّ، وتتحققَ أهدافُه،
وتزولَ عصابة الظلم، برموزها
ومرتكزاتها، وحواشيها
وأتباعها، عن وطننا الذي نحبّ
ونفدي.. أيها الأبطال الأحرار.. لقد
علمنا - كما علمتم - أنّ (سلعة
الله غالية)، وأنه (حُفت الجنة
بالمكاره)، وأنّ طريقنا إلى
النصر لن يكون مفروشاً بالورود
والرياحين، ولا مغطّى بالظلال.
وقد علمنا - كما علمتم - أنّ
حريتنا لن تُقدّمَ لنا على طبق
أمريكيّ، ولا على طبق أوروبيّ،
وأننا لن نأخذَ حريتنا إلا
بأيدينا المضرّجة بدم الشهادة.
وأنكم كما حرّرتم - حتى الآن -
ثلثيْ الأرض السورية بسواعدكم،
فستحرّرون الثلثَ الباقي –
بإذن الله – في غدكم، بالطريقة
نفسها. ولن يداخلنا ريبٌ أو شكّ
بنصر الله، ولن يجدَ الوهنُ إلى
قلوبنا سبيلا، مهما علت شكاوى
البعض من الخذلان وانقطاع
التمويل. فاللهُ معكم، ولن
يتِرَكم أعمالكم. ثقوا بالله
فلن يضيّعَكم (الشيطان يعِدُكم
الفقر، ويأمرُكم بالفحشاء،
والله يعدُكم مغفرة منه وفضلا،
والله واسعٌ عليم ).. أيها الأبطال الأحرار.. لسنا في
عالم من المثال لا خطأ فيه، ولا
في عالم من الكمال لا نقص فيه،
ولا في عالم من القوة لا ضعف
فيه؛ من أخطائنا ونقصنا وضعفنا
نتعلم، ومن عثارنا ننهض،
وبثباتنا وإصرارنا نمضي وتمضون..
حتى يتحقق لشعبنا جميل وعد الله.. أيها الثوار الأحرار الأبطال..
لنرِ شعبَنا وأمتنا والعالم
أجمع من أنفسنا خيرا.. وأيّ خير
أكبرُ من وحدة صفنا، ووحدة
كلمتنا؟. الكلمة المعبّرة عن
الرأي الجامع، وعن الشورى
الهادية لسبيل الرشاد.. لقد التقينا في فضاء المعارضة
السياسية على قاعدة الشورى،
وتواثقنا على ميثاقها، وها نحن
أولاء – في جماعة الإخوان
المسلمين - نجدّد عهدَنا معكم،
وندعو كلّ أطراف المعارضة
ورجالها، إلى البرّ والوفاء،
والنزول على حكم الشورى
وقانونها. لا نظنّ إلاّ خيرا،
ولا نقولُ إلاّ خيرا، ندركُ في
هذا الظرف العصيب التي تمرّ به
ثورتنا، أنّ المتربّصين كثر،
وأنّ الماكرين يحيطون بها من
كلّ اتجاه.. أيها الثوار الأحرار.. وإذ
تفترق بالبعض الطرق، فيؤثرون
استعجالا أو اختزالا، فإنّ
خيارَكم هو خيارُنا، وطريقكم هو
طريقنا، بيعة عهد وبرّ، حتى
يفتحَ اللهُ بيننا وبين قومنا
بالحقّ. (ولقد
سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين
إنهم لهم المنصورون، وإنّ
جندَنا لهم الغالبون..) 26 ربيع الأول 1434 7 شباط 2013 جماعة الإخوان المسلمين في
سورية ----------------------- البيانات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |