ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
في تقدير الموقف قضية
الشعب السوري والمحامي الفاشل
... من
المطالبة برحيل الطاغية إلى
تبني الحوار معه لم
تلق ثورة الشعب السوري – خلال
عامين من عمرها ومع نصاعة وجه
الحق فيها وشراسة وقسوة عدوها –
ما تستحق من تأييد ودعم على
المستويين الرسمي والشعبي ،
والدولي والإقليمي. ودائما
تبقى معاذير العجزة والمخفقين
حاضرة على أفواه العاجزين .
فالقضية السورية معقدة مشتبكة
متداخلة الخيوط ، وما يسمى حتى
اليوم النظام السوري على ألسنة
البعض ، رغم كل البشاعات التي
يرتكبها ، ما زال يلتحف ألوية
المقاومة والممانعة ، والتصدي
للمشروع الامبريالي عند قوم ،
وما زال حاميا للمشروع العلماني
عند آخرين ، ونصيرا لمظلومية آل
البيت التاريخية عند فريق ثالث
، وساهرا على حماية مسيحيي
الشرق الأرثوذكس منهم عند قوم
والكاثوليك عند آخرين ؛ وما
يزال هذا القاتل يمسك بعقدة
استقرار جيوسياسية تقلق
زعزعتها كلا من موسكو وطهران
وتل أبيب وبالتالي واشنطن ولندن
وباريس .. ومع
صحة كل هذه المعاذير التي
يسوقها المسوقون ويختبئ وراءها
القاصرون ؛ يبقى أرجوان دم
السوريين أصدق قيلا ، مما يتشبث
به المتشبسون ... لم
ترقَ قضية الثورة السورية مع
حجم المأساة الإنسانية
والمدنية لتكون قضية رأي عام لا
دولي ولا إسلامي ولا عربي .
وكانت هذه علامة الإخفاق الأولى
للمحامي الذي أخذ على عاتقه
التسويق للقضية وخدمتها
والانتصار لها .. ثم
في الوقت الذي تجد فيه مجموعات
موضوعة على قوائم الإرهاب
الدولية مصادر تمويلها ، ما
تزال قوى المعارضة السورية
مجتمعة ومتفرقة تشكو ، بطريقة
مثيرة للشفقة ، من قلة الدعم
وضعف التمويل .هي قيادة
المعارضة التي تنتظر !!! هي
القيادات التي ترجو وتأمل
وتنتظر . حتى التجربة
الفلسطينية القريبة في توفير
التمويل لم تجد من يدرسها
ويستفيد منها بما يخدم مشروع
الثورة والثائرين وكان هذا
مضمارا آخر من مضامير الإخفاق.. ومع
ما كسبته الثورة السورية في
بداية أمرها من زخم دعم وتأييد
باعتبارها حلقة في سياق الربيع
العربي إلا أن هذا الزخم وعلى
الرغم من تصاعد مدها الثوري ،
بدأ يتراجع بشكل لا تخطئه عين
البصير . بل
إن قسوة عدو هذه الثورة ،
وشراسته ، وتماديه في العنف
والدجل والبروغندا المدعومة
معا جعل الكثيرين يرون التفاهم
معه ولو على حساب الضحايا
والقيم أولى من التمادي في
التصدي له . وكانت الكارثة
الكبرى عندما انتقلت هذه
القناعة إلى وعي المحامي المكلف
بتمثيل الشعب السوري والدفاع
عنه.
أصبح
اليوم مع مستجدات المشهد إخفاق
المحامي السوري مشهودا يشار
إليه على كل صعيد ، ويؤشر عليه
عند كل فريق فيالسوء حظ هذا
الشعب البطل الصنديد .. في
سورية أخفق المحامي (
الديمقراطي والليبرالي
والعلماني والحداثي ) أن يقنع
النظراء الدوليين على كل الخطوط
أن الشعب السوري يستحق شيئا من
إيجابيات هذه المبادئ الكونية ؛
اللهم إلا بعض ما تحمله هذه
المبادئ من معاني الانسلاخ
والتخلي والذوبان . .. إننا
حين يخرج علينا جون كيري وزير
الخارجية الأمريكي ليتكلم بلغة
لافروف الوزير الروسي ، بالحديث
عن قدرة القاتل المستبد على
تجاوز المرحلة والاشتراك في
عملية الانتقال ؛ فيجب علينا أن
نتلمس انتكاس الموقف الأمريكي
أداء المحامي السوري المتخبط
فيما يفعل وفيما يقول والذي لا
ينفك عن الزهو علينا .. وحين
تعاني الثورة السورية من وهن
الموقف السياسي والعملي في دول
يحكمها من يطلق عليهم (
الإسلاميون ) ، في المغرب وتونس
وفي السودان ومصر ، وحين يستمع
العالم الرئيس مرسي يتنازل عن
موقفه في ضرورة رحيل بشار إلى
الحديث عن ضرورة ( الحوار ) بين
جميع الفرقاء ، ثم تتبع مصر
تركية الحليف الأثقل ، محتجة
بالقول : كيف لا نقبل بما تقبل به
المعارضة السورية نفسها لا بد
أن نحكم على المحامي ( الإسلامي )
بالطريقة نفسها التي حكمنا بها
عليها على المحامي الحداثي أو
العلماني ... وحين
تخف زعانف من التيار القومي
العربي لتقديم الدعم المفتوح
لمشروع انتهاك العرض وذبح الطفل
السوريين ؛ فإن علينا أن نحكم
على القوميين العرب السوريين
منهم بالحكم الذي أصدرناه على
الأولين . وحين
نتابع في موقف حاضرة الفاتيكان
ما لا يفي باستحقاقات ثورة في
عظم ثورتنا فإن علينا أن نلتفت
بكل الصدق ليس إلى وفاء الرسل
المسيحيين بل إلى حسن أدائهم
بكل تأكيد .. إن
التردي السياسي في الموقف
الدولي والعربي والإسلامي من
الجرح السوري ،على عمق الجراح
،هو الثمرة المباشرة للسياسات
الخائبة أو الضالة التي ينتهجها
الهواة الذين لم يكونوا أبدا في
مستوى القضية التي ندبوا أنفسهم
للدفاع عنها ثم أداروا ظهورهم
لها .. ثم ما زالوا يتصرفون
بنرجسية الإعجاب بالذات . هذا
الكلام للتوضيح والحث على
الرجوع إلى خبرة الخبراء في
صناعة السياسات ، وليس للتجريح
والتثريب . فأي جرس قرع بالأمس
أحمد خاتمي وهو يرد على
المعارضة السورية على منبر
طهران : بعد أن قتلتم ستين ألف
سوري جئتم تطلبون الحوار ؟!! وإنه
بدل أن يجد هؤلاء المحامون
المداخل العملية المجدية لخدمة
القضية التي نذروا أنفسهم لها
وجدوا أن الأسهل عليهم للتهرب
من استحقاقات صناعة الموقف
السياسي الرشيد أن يغرقوا
أنفسهم في مربعات الجمع والطرق
والقسمة .. أي
جناية يجنيها المحامي الفاشل
على قضية وجه الحق فيها ناصع
كقضية الشعب السوري إذا كان
سيستهل مرافعته بطلب الرحمة
والشفقة للبطل المقاتل العنيد
... ؟! لندن : 6 / ربيع
الثاني / 1434 16 / 2 / 2013 ____________ *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826 ملاحظة
: ما يكتبه مدير مركز الشرق
العربي يعبر عن رأي المركز فقط
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |