ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 11/10/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الحاجة ملحة لإبدالها بثقافة السلام:

فشل ذريع لثقافة العنف وإقتصاد الحرب

بقلم فيديريكو مايور*

برشلونة - وكالة انتر بريس سيرفس

أكتوبر (آي بي إس)

يمكن الجزم باليقين القاطع بأن ثقافة الحرب وإقتصاد الحرب وطغيان فارضي العولمة، قد أصيبوا جميعا بالفشل الذريع وتسببوا في المعاناة والجوع والفقر المدقع والتقويض الإجتماعي، وهو ما يحتم "بداية جديدة" الآن وما زال العالم في مستهل القرن الجديد والألفية الجديدة.

فطالما هيمنت القوة والإكراه والعنف والمواجهات الحربية، إلي حد يبدو فيه التاريخ منحصرا في سلسلة لا تنتهي من المعارك والنزاعات، حيث يظهر السلام كمجرد فاصل. وهكذا تتابعت القرون الواحد تلو الآخر، وتخللتها محاولات وامضة خاطفة للتحرر من هذا الثقل الرهيب.

لقد جرفت البشرية نحو مواجهات دامية جراء تربيتها علي ممارسات القوة، وتطويعها علي الإنصياع لأحكام الأقوي، وتدريبها علي إستخدام العضلات أكثر منها الذهن والعقل.

كما إعتادت البشرية علي العداء بدلا من التآخي، فلم تنظر إلي الغير، قريبا كان أم بعيدا، كشقيق تشاركه نفس المصير، وإنما كغريم وعدو يجب القضاء عليه وإفنائه.

وهكذا بني الماضي علي أساس سلسلة لا تنتهي من المواجهات والهجوم والإنتقام والعداء والعنف البدني والروحي.

لكن من حسن الحظ، ثمة تاريخ موازي وغير منظور، تبنيه يوما بعد يوم سمات الكرم والسخاء والإبتكار التي تميز البشرية. تاريخ فريد من نوعه، ثابت، دائم، شيد علي أكتاف العديد من المثابرين علي بناء صرح السلام كمهمة مستمرة ثابتة.

لقد ذكر ماهتما غاندي بأنه "لو توجد طرق نحو السلام، فالسلام هو الطريق". طريق تنوره المبادئ والقيم، والعدل في المقام الأول. السلام هو البذرة والثمرة. ولابد من تحديد أسباب النزاعات لتحاشيها. فالتحاشي هو النصر الأعظم.

كما تذكر منظمة الأمم المتحدة (يونسكو) المناط لها ببناء السلام عبر التربية والعلم والثقافة، تذكر في ميثاقها بمباديء الديمقراطية، العدالة والحرية والمساواة والتضامن، التي يجب أن تنور مرحلة الإنتقال من ثقافة العنف والحرب، إلي ثقافة الحوار والتوافق.

وهكذا إنطلق منها برنامج "نحو ثقافة السلام" الذي تمت الموافقة، في سبتمبر 1999، علي بيانه وبرنامج عمله الذين ينصان علي أن ثقافة السلام، هي مجموعة من القيم والمواقف والتصرفات التي تبلور إحترام الحياة والكائن البشري وكرامته.

وتنص خطة العمل علي التدابير الخاصة بالتربية والمساواة بين الرجل والمرأة والتنمية وحرية التعبير.. التي يجب أن تتخذ وتنفذ للإنتقال من القوة إلي الكلمة، وهي:

 

الترويج للتربية علي السلام، وحقوق الإنسان والديمقراطية، والتسامح، والتفاهم المتبادل القومي والدولي،

مكافحة كافة أنواع التمييز والتفرقة، والترويج للمباديء والممارسات الديمقراطية في جميع مجالات المجتمع، ومكافحة الفقر وتحقيق التنمية الذاتية والمستدامة التي تفيد الجميع وتوفر لكل فرد إطار حياة كريمة،

تعبئة المجتمع من أجل ترسيخ الرغبة الجامحة بين الشبان للبحث عن أشكال جديدة للتعايش، علي أساس التوافق والسخاء والتسامح، ورفض كافة أنواع القمع والعنف، والتوزيع العادل للثروة، وحرية الإعلام، وتشاطر المعرفة.

لقد نص "مانيفستو" 2000 لعام الدولي لثقافة السلام الذي وقعه 110 مليون شخصا في كافة أرجاء العالم، علي "إلتزامي في حياتي الخاصة وفي أسرتي وعملي، وفي جماعتي وبلدي وإقليمي، بإحترام حياة الأفراد، ورفض العنف، وإطلاق الكرم والسخاء، والحفاظ علي الكرة الأرضية، وإعادة إبتداع التضامن".

هذا هو ما ينبغي فعله، إي الإلتزام الشخصي بمثل هذا المسار الذي في وسعه أن يقود، في سنوات قليلة، إلي إجلاء الآفاق الداكنة القائمة في يومنا هذا، وإتاحة التعايش السلمي لكافة أهالي الأرض.

الكثير من بلدان العالم وأقاليمه وبلدياته، إستوعبوا ثقافة السلام في دساتيرهم وأنظمتهم. ومن المهم بمكان أن يدرك الوعي الشعبي أن الوقت قد حان لعدم قبول الإكراه والطاعة العمياء لسلطة القوة

لقد حان الوقت لكي يدرك الجميع أن المواطنين لم يعدوا مجرد رعايا ومشاهدين، للصعود في المقابل إلي خشبة مسرح، والتخلي عن الصمت والخوف، والتحول إلي ابطال السلام.
ـــــــــ

* فيديريكو مايور، رئيس مؤسسة ثقافة السلام، والمدير العام السابق لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).

(آي بي إس / 2009)

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ