ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الرابطة
الأهلية لنساء سورية الأحد,
18 أكتوبر 2009 نلمس
في هذه النافذة جانباً من مشكلة
اجتماعية نكاد نقول إنها تحولت
إلى ظاهرة. مشكلة نملك الحديث عن
بعض أبعادها ومقاربة بعض
الخطوات التي يمكن أن تحد من
حجمها. دون الذهاب إلى حد القول
باقتراح الحلول الناجعة لها.
ففي مجتمعاتنا التي أضحت (لا
شرقية ولا غربية) تتعقد
المشكلات وتتداخل بحيث يعسر
اقتراح الحلول لهذا الواقع
المختلط، في قواعده تارة وفي
بُناه أخرى. تربيتنا
على مقولة: أبغض الحلال إلى الله
الطلاق. حدت كثيرا من الظاهرة
البغيضة، في مجتمع تقليدي ننتمي
إليه، ولا ندعي له الكمال. دور
الأسرة الكبيرة كان حاضرا في
صون المؤسسة التي كانت تُبنى،
في الغالب، بقرار من هذه الأسرة
نفسها. مع ثقافة
اجتماعية سائدة جعلت المرأة في
تلك المجتمعات تضع حاجزا كتيما
بينها وبين أن يُكتب على جبينها
كلمة (مطلقة). ولم يكن الرجل في
ذلك الحذر والحرص ولكنه لم يكن
كما هو عليه اليوم بنفس الغرور.
استمرار الشراكة، وبقاء
المؤسسة ولو مع بعض الظلم
والحيف يلحق بهذا الجانب أو
ذاك، وغالبا ما يكون على حساب
ذاك؛ كان هو الحكمة السائدة في
ذلك الزمان. تستطيع
كل واحدة منا حيث تُلقي ببصرها
في دائرة وجودها الاجتماعي
اليوم أن تلمح العشرات من
المطلقات الصغيرات عُدن إلى
بيوت آبائهن بعد تجربة زواج
فاشلة. تجربة استمرت من سنة إلى
خمس سنوات، ثم انتهت بمأساة
تحملت عبئها الأكبر فتاة ربما
لم تتفكر، يوم أصرت على الفراق،
بما يكفي في المآل الذي ينتظرها. المقام
هنا ليس لدارسة أسباب فشل تجارب
الزواج. ومن يمكن أن يكون المحق
أو المحقوق، من هو الجاني ومن هو
المجني عليه، من هو الذي تعنت
حتى أفشل التجربة ومن هو الذي
تهور حتى أوقع أو وقّع
الطلاق؛ المقام هنا هو
للحديث عن المشكلة بعد أن وقع
الفأس في الرأس كما يقولون.. حقيقة
المشكلة: وقع
الطلاق.. فالرجل أو لنقل الشاب
الذي لا يدري، ربما، ماذا صنع،
والذي ربما يكون ضحية أحيانا
لتعنت فتاة مغرورة أو أمها أو
أبيها، يسارع قبل أن يمضي على
الفراق شهر إلى إحداث خطبة
وزواج واستئناف تجربة جديدة مع
امرأة جديدة. أصبح الماضي
بالنسبة إليه غمامة عابرة. ربما
لا يحب أن يذكرها أو أن يتوقف
عندها، إلا عندما يكون للتجربة
السابقة بعض الثمرات، من بنين
وبنات، فإنها ستظل عندها تطل
على ساحة حياته إلى أمد غير
محدود. وربما سيظل يلازمه شعور
بالشفقة أو الشماتة كلما سمع عن
معاناة الضحية أو آلامها. والفتاة،
التي أصبح من الأفضل أن نطلق
عليها اسم (امرأة) ولقب مطلقة،
تعود لبيت أهلها، ليُعلَّق إلى
أمد غير مسمى مشروع استئناف
حياتها ككائن بشري. الفرصة
الثانية، بالنسبة إليها،
نادراً ما تطل. وإن أطلت فمع
رجل من ذوي الأوضاع الخاصة. رجل
وفارق كبير في السن، رجل وحطام
أسرة مدمرة. رجل و مشكلة
اجتماعية أو صحية أو.. أو... و(العنوسة)
التي تشكل ظاهرة اجتماعية أخرى
تكاد تبخل بفرصة الزواج الأولى
على كثير من الفتيات، فمن أين
تحظى بها فتاة مطلقة إن لم تكن
تملك خصوصيات تغري على إعادة
الزواج بها؟! إن
مرتسمات كلمة (مطلّقة) قاتمة مع
الأسف في أبعادها الشخصية
والاجتماعية. ومن هنا ينبغي أن
تبدأ مقاربات العلاج. فالمطلقة
في الإطار الإنساني والمجتمعي
هي إنسان كامل الإنسانية
والأهلية. وهي إنسان لم يفقد أي
بعد من أبعاد الاحترام الذي يجب
أن يعترف لها به. تجربة فاشلة
نعم ولكن المجتمع ليس هو
القاضي، وليس بالضرورة أن يكون
أحد أطراف التجربة مدانا. الموقف
الاجتماعي الذي يصدر حكم
الإدانة بناء على العناوين أو
على الأحكام المسبقة يعتبر
الفشل في تجربة بحد ذاته تهمة أو
إدانة، ويحمّل مسئولية الإدانة
بطريقة مباشرة للطرف الأضعف،
للمرأة. سيكون
مرفوضا بالنسبة للمرأة المطلقة
موقف التعاطف ممزوجا بالشفقة.
لاشك أن هناك ضحية تستحق الدعم
والتأييد ولكن من منطلق
الاحترام أيضا، ولاسيما عندما
تكون المرأة صاحبة قرار في طلب
الانفصال. في
مقاربتنا لتلمس الحلول للظاهرة
لا نملك أكثر من أحاديث متعانقة
عن العمل المسبق لتجفيف أسبابها. إعادة
النظر في أساليب الاختيار
وقواعده، وطرائق اتخاذ قرار
الزواج ومراحله. ربما اندثرت أو
كادت طريقة الخاطبة التي تجمع
الرأسين في الحلال. وربما توقف
أسلوب قرع الأبواب ( عندكم بنات
للخطبة). وطريقة أبي يعرف أباه،
وأمه صديقة خالتي هي الباقية.
وتزويج الشاب على سمعة أبيه،
والفتاة على سمعة أمها أو
رغبتها هو بعض المشكلة. المشكلة
أن هناك تقدما متفاوتا في أبعاد
الحياة الاجتماعية، مضامير
ساخت فيها سياقاتنا
الاجتماعية، وأخرى ما زلنا فيها
على الأعتاب. على رجال الإصلاح
الاجتماعي أن يقترحوا طرائق
أكثر أمانا لتقاليد الخطبة
والتعارف واللقاء والزواج.
طرائق تلتزم الثوابت
والآداب الشرعية وتكون أكثر
أمانا بالنسبة للشباب والشابات. الزواج
مغامرة. إنه أشبه بشراء بطيخة من
غير ضمان، الفتاة تعلم أنها حين
تعطي موافقتها إنما تغامر على
المجهول، لأنه ليس لديها بديل.
ولن ينفعها في شيء تأكيدات
أبيها أو خالها أو عمتها. الحديث
هنا ليس فقط عن المحيط الملتزم
بالشريعة أو بالتقاليد،
الظاهرة هي هي حتى مع نساء
حداثيات، خضن التجربة على
الطريقة الغربية، اخترن وتعرفن
ودخلن وخرجن وتعاملن وأرضين
وأغضبن وظنن أنهن تأكدن من
البطيخة التي اخترن؛ ثم وصلن
إلى النتيجة نفسها. ثم
تصحيح الثقافة والتصور المسبق
عن الشراكة: لن
نغفل عن ذكر الدور السلبي
للثقافة القاصرة التي تركز على
تصور وردي لحياة واقعية. ثقافة
ترسم أفق حالم في رحاب الأسرة.
حياة متخيلة يشارك في رسم
معالمها المقررون والممثلون
وكتاب الروايات. ينبغي العودة
إلى فقه الأسرة كأساس ثقافي.
الحلم جميل والواقع حاكم.
وتوازن التصورات المسبق يعين
على معرفة موقع القدم. المرأة
العربية الأولى قالت لابنتها:
إنك خرجت من العش الذي فيه درجت
فصرت إلى فراش لم تعرفيه، وقرين
لم تألفيه، فكوني لك أرضا يكن لك
سماء، وكوني له مهادا يكن لك
عمادا . والقرآن
الكريم نبه إلى أن الأدمة قد لا
تحصل ولكن الخير ممكن: (
وعاشروهن بالمعروف فإن
كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا
ويجعل الله فيه
خيرا كثيرا). ونستطيع أن
نخاطب في الأسرة الرجال والنساء.
بقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(لا يفرك مؤمن مؤمنة إن سخط منها
خلقا رضي آخر). تلك ثقافة مسبقة
تمهد الطريق أمام تصور واقعي
لما ينتظر الطرفين في مكابدة
عملية التأسيس للبناء. قاعدة
أخرى للشباب والشابات، لا
تتوقفوا عند السلبيات، لا
تجعلوها تغلق عليكم الأفق،
انظروا أيضا إلى الإيجابيات.
والحب إن لم يسبق يصنع. عمر رضي
الله عنه ينكر على من طلق امرأته
، قالوا لأنه لا يحبها!! تساءل
عمر رضي الله عنه: أفلا تقوم
البيوت على غير الحب، فأين
الرعاية والتذمم إذن؟!! ثقافة
تنظر إلى الأسرة كواحة للقاء،
وخلية للبناء، ومظلة للمودة
والرحمة أيضا.
لا
نريد العودة إلى ثقافة أن بيت
المرأة هو قبرها؛ ولكن ثقافة
المقررات والمسلسلات أفرزت
مشكلات أخرى، ثقافة نظرية حالمة
بدون غطاء عملي أو واقعي.
بمثالية مقرر أو مسلسل يدخل
الشباب والشابات تجربة جديدة
تكاد تستوي فيها فرص النجاح
وفرص الفشل. لعل من
تجفيف منابع الطلاق أن نسبق إلى
إجراء دورات عملية عن أجواء
الحياة الزوجية. والتخفيف
قليلاً من الظلال الوردية
للحياة. والتأكيد على أن هذا
القادم الجديد ليس الفارس على
الفرس الأبيض، الذي يراود الحلم.
وأن هذه العروس ليست سندريلا
الموعودة. وأنها وهي العفيفة
الغضيضة لن تؤدي أدوار العارضات
في (الفيديو كليب) الموبوء. وتظل
المشكلة عالقة. مشكلة (المطلقات
الصغيرات) يملأن بيوت الآباء
والأمهات أو الأخوة والأخوات.. وحين
تغيب مع هذا الواقع الكئيب أي
إمكانية لاستئناف نشاط إنساني
مفيد على أي صعيد من صعد الإنجاز
والعطاء؛ يكون هناك حياة
إنسانية قد وئدت. المهارات
الإضافية، والأنشطة العامة هي
بعض التعويض في رحاب المأساة
التي سببتها طلقة طائشة سبق
إليها شاب أو أصرت عليها غريرة
من الفتيات. أيها
الآباء أيتها الأمهات، أيها
الأزواج أيتها الزوجات.. اتقوا
الله.. المصدر
: أمهات بلا حدود ======================= كيف
ظهرت شوائب في مخزن إيران
النووي؟ الشرق
الاوسط - ديفيد إغناتيوس ربما
لا تكون ممن يطالعون بانتظام
دورية «نيوكليونكس ويك»
المتخصصة، ولذا اسمح لي بأن
ألخص لك مقالا نشرته الدورية في
عددها الصادر يوم 8 أكتوبر (تشرين
الأول). ذكر المقال أن مخزون
إيران من اليورانيوم ضعيف
التخصيب، وهي المادة الخام
اللازمة لصنع قنبلة ذرية، توجد
به «شوائب» «يمكن أن تتلف أجهزة
الطرد المركزي» إذا حاول
الإيرانيون رفع مستوى تخصيب
اليورانيوم كي يكون مناسبا لصنع
قنبلة. إنه
شيء مثير! وربما لا يبدو
الاتفاق، الذي تم التوصل إليه
في الأول من أكتوبر (تشرين الأول)
بجنيف بعد أن وافق الإيرانيون
على إرسال نحو 1500 كيلوغرام من
اليورانيوم ضعيف التخصيب
لتخصيبها بدرجة أعلى خارج
البلاد، إنجازاً كما ينظر إليه
الناس. فربما لا يوجد لدى إيران
خيار آخر سوى السعي للحصول على
مساعدة من الخارج في عملية
التخصيب لأن أجهزة الطرد
المركزي التي لديها قد تتلف. وقد
أشار مراسل الدورية في مدينة
بون، مارك هيبس، إلى أن «هذه
الشوائب ومعها مركبات فلزية
فلوريدية قد تعوق عملية التخصيب
باستخدام أجهزة الطرد المركزي»
داخل المنشأة الإيرانية
بناتانز. لقد
فاجأني هذا الخبر، فإذا كان
تقرير «نيوكليونكس ويك» دقيقا (وهناك
بعض الشكوك لدى الخبراء بخصوص
خطورة مشكلة الشوائب)، فإن
البرنامج النووي الإيراني في
حالة أسوأ كثيرا مما ظن معظم
المحللين. وسوف يكون الوقود
الملوث الذي أنتجته إيران حتى
الآن دون قيمة فيما يتعلق
بعملية تصنيع أسلحة نووية.
ولصنع وقود كاف لصنع قنبلة،
فعلى إيران البدء مجددا، ولكن
مع تجنب هذه الشوائب. وقد تمكن
الإيرانيون من تحقيق أفضل ما
يمكن من وضع سيئ، فمن خلال
المقترح الذي تم تبنيه في جنيف
نجح الإيرانيون في الحصول على
موافقة الغرب على تطهير الوقود
الذي لن تكون له قيمة دون حدوث
ذلك كي يتمكنوا من الحصول على
طاقة نووية للاستخدامات
النووية المدنية التي يزعمون
أنها مرادهم الوحيد. وقد
قال جورج بيركوفيتش، مدير
برنامج الحد من انتشار الأسلحة
النووية في مؤسسة كارنيغي
للسلام الدولي، إنه «تصرف وقح
من جانب إيران أن تسعى إلى
استغلال رغبتها في الحصول على
تعاون دولي لتوفير وقود نووي
وجعل ذلك يبدو وكأنه تنازل». وقد
حظي الاتفاق المبدئي الذي تم
التوصل إليه في 1 أكتوبر (تشرين
الأول) بالقبول لأن إيران كانت
تتعهد بإرسال اليورانيوم ضعيف
التخصيب لديها والذي تبلغ درجته
3.5 في المائة إلى روسيا، حيث
ستصل درجة التخصيب إلى 19.75 في
المائة وهو ما يحتاج إلى مفاعل
بحثي في طهران ينتج نظائر طبية.
وبموجب الاتفاق المبدئي التي تم
التوصل إليه في جنيف عرضت فرنسا
تحويل اليورانيوم المخصب بدرجة
أكبر إلى تركيبات وقود. وقد
قال مسؤول أميركي بارز
للصحافيين بعد مباحثات جنيف: «الميزة
المحتمل تحقيقها من ذلك، إذا ما
تم، هو أن ذلك سوف يقلل مخزون
إيران من اليورانيوم ضعيف
التخصيب بدرجة كبيرة وهو ما يعد
في ذاته مصدر قلق في الشرق
الأوسط وأماكن أخرى». ومن
المقرر عقد اجتماع آخر مع إيران
في فيينا يوم الاثنين لصياغة
التفاصيل. ولكن،
دعنا نعُد إلى الحديث في
الموضوع من الناحية الفنية. قال
هيبس في المقال: «لو كان يجب
تطهير مخزون إيران من
اليورانيوم قبل إعادة تخصيبه...
فإن ذلك يشير إلى أن سيناريو
الظهور المفاجئ في إيران لا يعد
تهديدا في المدى القريب. وذلك
لأن قيام إيران بإعادة التخصيب
لليورانيوم ضعيف التخصيب داخل
ناتانز دون عملية التطهير يمكن
أن يدمر أجهزة الطرد المركزي
المستخدمة لهذا الغرض». ويظهر
مقال «نيوكليونكس ويك» أن شركة
«إريفنا» الفرنسية «لديها
تقنية ومعدات ذات صلة بالتحويل
يمكن أن تساعد على تطهير
اليورانيوم ضعيف التخصيب
الموجود لدى إيران». وبادئ
ذي بدء، كيف ظهرت هذه الشوائب في
مخزون اليورانيوم الموجود لدى
إيران؟ إنه سؤال مثير للاهتمام.
يبدو أن الشوائب المذكورة ظهرت
في مفاعل إيراني موجود في
أصفهان يقوم بتحويل اليورانيوم
الخام إلى صورة غازية يمكن
تخصيبها باستخدام أجهزة الطرد
المركزي. وذكرت «نيوكليونكس ويك»
في عام 2005 أن مفاعل أصفهان لم
يقم بإزالة مادة الموليبدنيوم
وغيرها من الشوائب بالصورة
المناسبة. وثمة
سؤال يطرح نفسه: من أين أتت
الأجهزة الموجودة في مفاعل
التحويل بأصفهان الذي يعاني من
قصور؟ يمكن القول إن الإيرانيين
كانوا يشعرون بالقلق بخصوص هذا
المفاعل لمدة من الوقت. وفي
الواقع، ربما تكون هناك تساؤلات
لدى الإيرانيين عن الأجزاء
الأخرى بمنشآتهم النووية التي
يمكن أن تكون عرضة لمواجهة قصور
في العمل. وإن
كان ذلك غير كاف لكي يشعر
الإيرانيون بالخوف، فهناك
الخبر المسرب عن مفاعل التخصيب
السري الذي كان يتم حفره في جبل
بقاعدة للحرس الثوري بالقرب من
مدينة قم، فإذا كانت الولايات
المتحدة تعرف ذلك، فماذا يوجد
أيضا في جعبة الشيطان الأكبر؟ وهذه
هي المحصلة النهائية: ربما ما
زال هناك وقت في الساعة النووية
الإيرانية أكثر مما كان يخشاه
الكثير من المحللين. وربما يدمر
مخزون الوقود الذي أنتجه
الإيرانيون حتى الآن أجهزة
الطرد المركزي لديهم إذا ما
حاولوا تخصيبه كي يكون صالحا
لصنع قنبلة ذرية. وثمة فائدة في
الوصول إلى صفقة مع إيران
لتخصيب الوقود النووي خارج
إيران إذا أمكن للمجتمع الدولي
الإشراف على مكان ذلك وكيفية
استخدامه، ومعرفة ما إذا كانت
هناك ====================== سورية
تجري «دراسة معمقة» قبل توقيع
الشراكة مع أوروبا الحياة
: دمشق - إبراهيم حميدي الأحد,
18 أكتوبر 2009 تشهد
الايام المقبلة سلسلة زيارات
لمسؤولين أوروبيين لدمشق، فيما
تجري الحكومة «دراسة معمقة
وشاملة وتفصيلية» لاتفاق
الشراكة مع الاتحاد الأوروبي
قبل اتخاذ قرار نهائي في شأن
اقتراح توقيعه في لوكسمبورغ في
السادس والعشرين من الشهر
الجاري. وعُلم
أن وزير الخارجية الفرنسي برنار
كوشنير سيزور دمشق السبت المقبل
ضمن جولة في عدد من دول المنطقة،
بعد المحادثات التي ستجريها
رئيسة فنلندا تاريا هالونين مع
الرئيس بشار الأسد خلال زيارتها
التي تبدأ الاربعاء المقبل
وتستمر يومين، للبحث في
العلاقات بين دمشق وهلسنكي
والاتحاد الأوروبي والأوضاع في
المنطقة. وكان
رئيس الوزراء الاسباني خوسيه
لويس ثاباتيرو أجرى قبل يومين
محادثات مع الأسد، في أول زيارة
لرئيس وزراء اسباني منذ نحو عشر
سنوات. وأشارت مصادر ديبلوماسية
أوروبية تحدثت إلى «الحياة»،
إلى احتمال قيام كل من وزير
خارجية تشيخيا يان كوهارت
ورومانيا دورو كوستا بزيارتين
منفصلتين لدمشق نهاية الشهر
الجاري. وكان
وزير الخارجية السوري وليد
المعلم أعلن قبل يومين أن نظيره
السويدي كارل بيلت أبلغه بقرار
أوروبا توقيع اتفاق الشراكة في
السادس والعشرين من الشهر
الجاري. وعُلم أن الحكومة
السورية تجري دراسة سياسية
واقتصادية على اتفاق الشراكة
والنصوص الواردة فيه، «بما
ينسجم مع المصلحة الوطنية
ولايسمح بالتدخل في الشؤون
الداخلية لسورية»، قبل اتخاذ
قرار نهائي بالتوقيع. إلى
ذلك، يجري نائب وزير الخارجية
الروسي الكساندر سلطانوف
محادثات مع مسؤولين سوريين مع
احتمال لقائه رئيس المكتب
السياسي لحركة «حماس» خالد
مشعل، كما سيترأس رئيس الوزراء
الأردني نادر الذهبي ونظيره
السوري محمد ناجي عطري في دمشق
اليوم اجتماعات اللجنة العليا
المشتركة، مع ترجيح توقيع
اتفاقات ومذكرات تفاهم. ====================== الأحد,
18 أكتوبر 2009 عبدالله
اسكندر بدأت
القوات الباكستانية حملة جديدة
على منطقة وزيرستان القبلية،
بعد أولى على وادي سوات. وفي
الحالين استهدفت معاقل حركة «طالبان
باكستان»، بعدما وصل مقاتلوها
الى مشارف العاصمة إسلام آباد،
وبعدما تبنت المسؤولية عن عدد
كبير من التفجيرات الدامية في
مدن عدة عبر البلاد، واغتيالات
ومحاولات اغتيال لشخصيات مدنية
وعسكرية. وبين
الحملتين لم تتوقف التفجيرات
الانتحارية التي استهدفت مقار
عسكرية وأمنية ومدنية. ما يظهر
ان الحملة على سوات لم تضعف
الحركة ولم تمنعها من الاستمرار
في تحدي السلطات وإنزال خسائر
في صفوفها، اضافة الى المدنيين
العابرين صدفة قرب امكنة
التفجير. وفي
الحملتين، اعتمدت القوات
النظامية تكتيك الارض المحروقة.
اي اللجوء الى القصف البري
والجوي والضربات الاستباقية.
وقد يكون بعض هذه الضربات ادى
غرضه، لكن النتيجة الفعلية هو
ان الجسم الاساسي للمتمردين لم
يزل على حاله، على رغم مقتل
زعيمهم بيت الله محسود وما أعقب
ذلك من خلافات داخلية وصلت الى
التقاتل. والجانب الآخر من
النتيجة هو ان المدنيين في
المناطق المستهدفة في الحملات
هم الذين يدفعون الثمن الاكبر.
فهم يخسرون املاكهم ويهجرون
منازلهم الى مخيمات بائسة
للاجئين، بعدما قضى منهم من قضى
بفعل المعارك. ومن
غير المتوقع ان تكون نتائج
الحملة الحالية على وزيرستان
مختلفة كثيراً عن تلك التي
استهدفت وادي سوات: لن تتمكن
القوات الحكومية من انهاء ظاهرة
«طالبان باكستان»، لا بل قد
تزداد هذه الحركة قوة، فيما
سيكون المدنيون هم ضحايا
المواجهات، تهجيراً وقتلاً. والسبب
في هذه الخلاصة لهذا النوع من
المواجهات هو انها تدور في
مناطق جبلية وعرة ومفتوحة على
بلد مجاور، هو افغانستان، بحيث
تلعب وحدة الايديولوجيا واواصر
القربى دوراً كبيراً في حماية
المتمردين. في
كلام آخر، اظهرت سياسة الارض
المحروقة المستخدمة في
افغانستان عجزها عن وضع حد
للتمرد الاصولي في البلاد. وهي
سياسة اظهرت عجزها ايضاً في
اليمن حيث يدور القتال بين
القوات النظامية و «الحوثيين»
في مناطق ذات طبيعة جغرافية
مماثلة، وحيث يبدو الكدنيون
ضحيته الاولى. ولا
يصح في حال افغانستان واليمن،
ما صح خلال تسعينات القرن
الماضي في مصر والجزائر. ذلك ان
طبيعة المواجهة بين الدولة
المصرية والجماعات الاسلامية
المتشددة كانت تدور في ارض
منبسطة، لا يجد فيها المتمردون
اي ملاذ من القوات الحكومية
التي قتلت او قبضت على الكثيرين
منهم، ولاذ الآخرون بالفرار
خارج البلاد، ليلتقي معظمهم
لاحقاً في افغانستان. في حين ان
سياسة السلم والمصالحة الوطنية
في الجزائر اغرت كثيرين من
المسلحين بالنزول من الجبال، ما
حدّ من قدرة من رفضوا السلم على
مواجهة عسكرية، فاكتفوا
بتفجيرات ارهابية متى أتيح لهم
ذلك. لكن بذور الارهاب ما تزال
موجودة، في كل من مصر والجزائر،
بدليل التفجيرات التي تقع بين
وقت وآخر، وإن كانت محدودة. وهذا
يدفع الى التساؤل عن قدرة العمل
العسكري وحده وسياسة الاستئصال
والارض المحروقة في وضع حد
للإرهاب، بأشكاله المختلفة،
اذا لم يترادف ذلك مع سياسة
تنموية واجتماعية وتعليمية
وثقافية تتمكن من الوصول الى
جذور البيئة الحاضنة له. والشرط
الشارط لمثل هذه السياسة هو
قيام الدولة الناجحة والحكم
الرشيد. ما يعني في الظروف
الحالية ان هذه المعركة لن تجد
لها نهاية قريبة، خصوصاً ان
الدول ما تزال تضع كل امكاناتها
في استراتيجية الارض المحروقة
من دون ان تعيد النظر في واقع
كونها دولاً فاشلة تحارب
الارهاب وتغذيه في آن. ====================== الجرأة
أول متطلبات الإتفاق على المناخ بيكيل
غيليتا وجون هولمز * الحياة
: الأحد, 18 أكتوبر 2009 إذا
كانت الحاجة هي أم الاختراع،
يجب أن نتطلع نحو اتفاق خلاق
يتطلب جهداً كبيراً من أجل
التغير المناخي في كوبنهاغن في
كانون الأول (ديسمبر) المقبل.
مثل هذا الاتفاق لن يعطي الخطوط
العريضة فقط لما يتوجب فعله
للحد من انبعاث غازات الدفيئة،
بل كيف علينا أن نتكيف في شكل
منطقي مع التغير المناخي،
ومساعدة الدول في التعاطي مع
تأثيراته السلبية. إن
التهديد المتزايد للحياة
وأسباب العيش التي يشكلها
التغير المناخي أصبحت ملموسة،
وبالتالي أصبحت الحاجة إلى
إجراء فعال يتفق عليه في
كوبنهاغن أمر ملح جداً. مع ذلك
فإن ضعف التقدم في مجال مناقشات
المناخ الجارية حالياً تزيد من
المخاوف حول قدرة الحكومات على
التوصل إلى اتفاق ذي معنى في
كانون الأول. ولدى
أولئك الذين يجلسون على خط
المواجهة الأمامي – فإن أكثر
المجتمعات عرضة للخطر والتي
تعيش في مناطق العالم الخطرة –
ضياع كل يوم يمكن أن يعني خطوة
إضافية باتجاه انعدام الأمن
الغذائي والمائي، ومجتمعات
تسعى للانتقال من أجل تأمين
خدمات كافية وآمنة، أو حتى
إفراغ مناطق بأكملها لأنها لم
تعد قادرة على دعم الحياة. التغيرات
التي تحدث في المناطق القطبية
تسرع من وتيرة التغير المناخي
العالمي. ويحذر العلماء من أنه
إذا اختفى الثلج من جبال
هيمالايا، سيشعر بتأثير ذلك
أكثر من بليون شخص في آسيا. ماذا
سيفعل المزارعون الأفارقة إذا
اجتاحت الفيضانات محاصيلهم كما
يحصل هذه الأيام في غرب
أفريقيا؟ قد
يبدو هذا إفراطاً في اليأس. وعلى
كل حال، فإن التغير المناخي
يزيد من تكرار وشدة الكوارث
الطبيعية الخطرة، خصوصاً
الفيضانات والعواصف والجفاف.
وتؤثر الأحداث المرتبطة بالطقس
على الناس وتجبر المزيد منهم
على الانتقال كل سنة. وبحسب
تقرير الاتحاد العالمي لمنظمات
الصليب والهلال الأحمر «تقرير
كوارث العالم 2009»، فقد تأثر
خلال العقد الأخير حوالى 243
مليون شخص في شكل سنوي من
الأحداث الخطرة المرتبطة
بالمناخ، أو أكثر من ثلاثة في
المئة من عدد سكان العالم.
والدلائل العلمية كلها تشير إلى
أن مثل هذه النزعات سيزداد
ويتسارع. بالطبع
فإن قضية التغير المناخي معقدة،
ولا يمكن فصلها في شكل واضح عن
العوامل الأخرى مثل التزايد
السكاني، وتزايد البشر ضمن
المدن والتردي البيئي – كل هذه
العوامل تزيد من المخاطر على
المجتمعات الأكثر عرضة للخطر.
لكن أولئك الذين يعملون في
المجال الإنساني – سواء كانوا
عمال المساعدة الميدانيين،
المدافعين عن هذه القضية ذوي
المستوى الرفيع أو أولئك الذين
يقدمون التمويل – يدركون
جميعاً في شكل جيد أن التغير
المناخي الآن، هو عامل رئيس في
زيادة عدد الناس الذين يتأثرون
بالكوارث، وبالتالي زيادة
الطلب على المساعدات الإنسانية.
وتسبب الكوارث الناجمة عن
التغير المناخي خسارة حياة
العديد من الأشخاص هنا والآن،
كما أن لها تأثيرات طويلة الأمد
تعيدنا إلى المربع الرقم واحد
في مجال محاربة الفقر. لسنا
من فاقدي الأمل – نحن بعيدون عن
ذلك. ويمكن تجنب أو تقليل العديد
من العواقب الإنسانية للتغير
المناخي. فعلى سبيل المثال،
حافظت برامج الاستعداد
للأعاصير في بنغلادش وموزامبيق
على مئات الآلاف من الأرواح
ويمكن توسيع هذه البرامج
لمعالجة الخطر المتزايد
للعواصف القوية والفيضانات. يمكن
تطوير حملات الصحة العامة التي
نجحت في العديد من القرى والمدن
حتى تستطيع معالجة الأخطار
المرتبطة بالتغير المناخي مثل
انتشار حمى الضنك والملاريا.
رفع مستوى الرعاية بالمسنين
خلال موجات الحر، زرع الأشجار
لمنع الانزلاقات الأرضية
وموجات العواصف، تطوير أنظمة
المحافظة على المياه لمكافحة
الجفاف. وهناك مدى واسع من
الحلول الصغيرة والكبيرة بين
أيدينا. ونحن ملتزمون بأن نأتي
بهذه الحلول إلى الأماكن حيث
تكون حاجة لتبنيها. لكن
النظام الإنساني سيحتاج لإصلاح
دقيق من أجل تبني هذه الحقيقة
الجديدة. يجب تحقيق توازن أفضل
بين الالتزام بالتجاوب مع
الاحتياج الإنساني الشديد مع
استثمار أكبر في مجال تخفيض
مخاطر الكوارث وإجراءات
الاستعداد للخطر في البلدان
الأكثر عرضة للمخاطر. على مستوى
العالم، نحن بحاجة لتطوير أنظمة
إدارة المخاطر من أجل التوقع
والتجاوب في شكل أفضل مع
التأثيرات المناخية السلبية في
المستقبل. ونحن أيضاً في حاجة
إلى اكتشاف طرق مبتكرة أخرى
للتشارك في الخطر، ربما من خلال
أنظمة تأمين، وذلك لضمان حماية
أفضل للناس في المستقبل. ولمناسبة
اليوم العالمي لتخفيض الكوارث
نتذكر أن الوقت قصير. هناك فرصة
فريدة لوضع مقاربة عالمية شاملة
لتخفيف التغير المناخي. يجب أن
يساعد قادة العالم الذين
سيجتمعون الشهر المقبل في
برشلونة في وضع الأساس للاتفاق.
نأمل ذلك، لأن مصالح الشعوب
المعرضة للخطر تعتمد على وجود
اتفاق قوي توقعه الحكومات في
كوبنهاغن. قد لا يشتمل على كل
التفاصيل، لكنه في حاجة لأن
يوضع موضع التنفيذ ليتم التأكد
من أن الكلمات الجميلة التي
سمعناها سيتبعها إجراء ذو معنى. *
الأمين العام للاتحاد الدولي
للصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC)، ووكيل الأمين
العام للأمم المتحدة للشؤون
الإنسانية، منسق الإغاثة
الطارئة ====================== الخليج
- عزمي بشارة لكي
توافق فصائل المقاومة
الفلسطينية على اتفاق المصالحة
المقترح مصرياً، يجب أن تتعهد
الرباعية المتمثلة بالولايات
المتحدة وروسيا والاتحاد
الأوروبي والولايات المتحدة أن
تحترم نتائج الانتخابات أياً
كان الفائز، وأن تلتزم بعدم فرض
حصار على الشعب الفلسطيني إذا
كان الفائز هو “حماس”. وليس هذا
شرطاً موجهاً إلى مصر. وهو لا
يعني فتح بنود الاتفاق للنقاش
من جديد، بل هو شرط دولي، ظرف
دولي من دونه لا يعني الاتفاق
شيئاً، سوى محاولة التخلص من
المقاومة بموافقتها، ومسايرتها
إذا لزم حتى تصل الى نقطة
اللاعودة. وحتى
إذا تجاوز الشعب الفلسطيني
مسألة الانتخابات تحت الاحتلال
برمتها، كمسألة تثير معركة
داخلية وتهمش الصراع ضد
الاحتلال وتجري تحت سقف
اتفاقيات أوسلو، فإن من حقه أن
يطالب بتوفر هذا الظرف الدولي
المتمثل بالتعهد أعلاه كي يطمئن
وذلك لسببين: 1- إنه جرت انتخابات
في الماضي لم يعترف بنتائجها
وعوقب عليها الشعب الفلسطيني. 2-
إن الانتخابات الحالية سوف تجري
تحت الحصار، وفي ظل رفض إعادة
بناء ما دمرته الحرب في غزة، أي
تحت التهديد. عدم
صدور مثل هذا الالتزام، أو مثل
هذا التعهد عن الرباعية
المسؤولة عن الحصار، يوجه
الرسالة التالية: عليك أيها
الشعب الفلسطيني أن تنتخب طرف
التسوية المتمثل بفريق أوسلو،
وأن تمنحه الثقة، وذلك ليس لأنه
جدير بالثقة سياسياً أو مبدئياً
أو وطنياً، ولا لأنك تؤيد
التنسيق الأمني مع “إسرائيل”،
ولا لأنك مقتنع بهذا الفريق
بالمجمل، بل لأنك إذا لم تفعل
ذلك سوف تتعرض لحصار لا يكل ولا
يلين، ولا يعترض عليه النظام
الرسمي العربي، بل يساهم فيه.
وليكن في حصار غزة المستمر منذ
أعوام خلت والحرب التي شنت على
القطاع عبرة لمن يعتبر. طبعاً،
لا نتوقع ممن يذهب للانتخابات
بسيف الحصار والحرب المسلط من
قبل أعداء الشعب الفلسطيني أن
يخجل أو يشعر بالحرج، فهذا كثير
في مثل هذه المرحلة، ولكننا
نطلب منه ألا يكثر من الخطابة
والوعظ علينا في شؤون
الديمقراطية. هذه
ليست انتخابات، بل مبايعة تحت
التهديد بالقتل، وليس قتل
الناخب وحده بل قتل أبنائه
وبناته أيضاً الذين لا ذنب لهم. ومن
هنا، لا تخضع حركات المقاومة
للانتخاب قبل الاستقلال، أو قبل
اتضاح هزيمة الاحتلال على الأقل
في استفتاء عليه. فأيّ شعب كان
سوف ينتخب حركة مقاومة وهو تحت
الاحتلال وقبل اتضاح زوال
الأخير، أيّ شعب كان سوف ينتخب
حركة مقاومة تحت التهديد
بالنتائج الوخيمة؟ تطلب
المقاومة من المناضل أن يضحي،
ولكنها لا تطلب من المواطنين
العاديين عموماً أن يختاروا في
عملية انتخاب بين طعام عائلاتهم
والمقاومة. يتضمن
الاتفاق أمراً رئيسياً آخر
يتكرر في كل فصل من فصوله وهو
اعتبار رئيس السلطة مرجعية عليا
فوق النقاش والخلاف. فهو بموجب
اقتراح اتفاق المصالحة مرجعية
لجنة الانتخابات، وهو مرجعية
لجنة المصالحة والوفاق الوطني،
وهو مرجعية الهيئة الأمنية
العليا. ينص الاتفاق على رئيس
السلطة كمرجعية وهو أحد أهم
رموز الخلاف والاختلاف عند
الشعب الفلسطيني. فهو يحتل
مكانة مرموقة حتى بين مجموعة
قليلة من الشخصيات الأقل شعبية
والأكثر إثارة للغضب على الساحة
الفلسطينية منذ فترة طويلة.
ورمزياً على الأقل، ما كانت هذه
الفقرات لتكتب بهذا النص في هذه
المرحلة بعد سفور السلوك في
جنيف. لا شك
في أن قيادات السلطة الفلسطينية
سوف توافق على اتفاق المصالحة
المصري ولو كان مجلداً من ألف
صفحة، وليس ثماني وعشرين، ولو
اشتمل على شرح مسهب لوسائل
تحرير فلسطين. فهذه القيادات
تنظر الى الاتفاق كمجرد ديباجة
لأمر واحد فقط هو الانتخابات.
لقد ذُوبت الانتخابات في محلول
من سكر الألفاظ المعسولة والتي
تشمل ليس فقط الوحدة الوطنية،
بل حتى “الحفاظ على سلاح
المقاومة”. ولكنه ليس اتفاق
مصالحة. ولا توجد أصلاً أجواء
مصالحة مع “الإمارة الظلامية”
على حد تعبير رئيس السلطة
المتنور، بل هو أداة لحصد نتائج
الحصار والحرب على غزة. رئيس
السطلة يرفض علناً المصالحة مع
حركة “حماس”، ولكنه يوافق على
اتفاق المصالحة لأنه يتضمن
أدوات للتخلص منها بإرادتها. لم
تناقش السلطة مواد الاتفاق
بجدية، ولن تناقشها. سوف تمررها
رغم أنها غير موافقة على قسم
كبير منها، لأن الاتفاق يشمل
أمرين وسواهما كلام: إعادة بناء
الأجهزة في غزة قبل الانتخابات،
ثم التوجه الى انتخابات، وذلك
من دون رفع الحصار عن القطاع ومن
دون إعادة بناء ما دمرته الحرب.
وهدف الانتخابات العلني ليس
المصالحة بل “التخلص من
الإمارة الظلامية”، و”التخلص
من آثار الانقلاب الظلامي”. وطبعاً،
لو جرت الانتخابات كما جرت عام
2006 لما تحمس لها فريق أوسلو. وقد
رفض نفس الفريق انتخاب الرئيس
بعد انتهاء مدته، وأصر على
التأجيل وقد فرض الأخير بقرار
من الجامعة العربية. ولكنه
يتحمس الآن للانتخابات معتمداً
على متغيرات أخرى، وليس لأنه
يؤيد الانتخابات مبدئياً.
ففواعل مثل الحصار على حكومة “حماس”،
وعلى حكومة الوحدة الوطنية،
والحرب على غزة لاحقاً،
واستمرار الحصار حالياً من جهة،
وإقامة حكومة غير محاصرة
ومدعومة مالياً من قبل الولايات
المتحدة وأوروبا، ولو كانت غير
منتخبة وغير شرعية في رام الله،
من جهة أخرى مأخوذة سوية كفيلة
بإفهام المواطن الفلسطيني من
عليه أن ينتخب، وماذا عليه ان
يصوت. هذه انتخابات تجري تحت
التهديد بالحصار ومنع التنقل،
والعقوبات الجماعية، والتجويع،
وحتى الحرب. وما
الانتخابات المقترحة حالياً
إلا عملية تزوير واسعة النطاق
لإرادة الشعب الفلسطيني تجري
تحت التهديد. وليس بوسع فصائل
المقاومة مواجهتها إلا بطلب
توفر الشرط الدولي أعلاه،
والتمسك بالثوابت الوطنية،
وبحق المقاومة من دون تردد ولكن
بحسن إداء، وطرح نموذج ديمقراطي
في السلوك. وهذا يتطلب بعض
التعديلات الأساسية على نمط
السلوك الذي ساد عند السلطة في
قطاع غزة. أما الانتخابات من طرف
واحد التي يلوح بها فريق اوسلو
حاليا، إذا لم توقع “حماس”
الاتفاق، فما هي إلا تكريس
للانقسام بين الضفة الغربية
وغزة، فهو غير قادر على فرضها في
الأخيرة، وما هي الا تأكيد على
أن هدفه ليس المصالحة. وطبعاً،
تعرف الولايات المتحدة وأوروبا
معنى الانتخابات “الطبيعية”.
ولذلك فهي تخشى أن يُفَسر
صمتُها عن الاتفاق المصري
كموافقة عليه. ومن هنا يعلن
ميتشل بصريح العبارة عدم
الموافقة على هذه الورقة
المصرية للاتفاق مؤكداً شروط
الرباعية الثلاثة: وقف العنف،
والالتزام بالاتفاقيات
الموقعة، والاعتراف ب”إسرائيل”.
وهذا يعني أن شروط الحصار
باقية، وأن الولايات المتحدة
عبر تصريح مسؤولها الأخير تنذر
الناخب. وقد أعذر من أنذر. ولو
تركنا مساحة لحسن النية، نقول
ربما لا تفهم الولايات المتحدة
الأحابيل السياسية الكلامية
العربية. فهي ربما لا تعرف،
وغالباً تعرف، أن الكلام المرسل
بين السياسيين العرب لا يعني
الكثير، أو للدقة قد يعني
الكثير كوسيلة للتأثير وكأداة
للمسايرة، ولكنه يعني القليل
كنصوص يلتزم بها. فبالإمكان
كتابة أي اتفاق يصل حد الوحدة ثم
الاستيقاظ في اليوم التالي كما
لو أنه لم يكن، تماماً كما ذكرنا
مؤخراً نوري المالكي حين احترم
اتفاقية للتعاون الاستراتيجي
مع سوريا، وأشبعها احتراماً.
وطبعاً يختلف الأمر حين يلتزم
السياسيون العرب لقوة أجنبية أو
حتى معادية، فهنا يصبحون الأكثر
تزمتاً في التزامهم، ويشتهر
عنهم هذا الالتزام على الساحة
الدولية كما يشتهر عنهم عدم
الالتزام فيما بينهم. مثل أمور
كثيرة أخرى متعلقة باحترام
الحقوق والاحترام الثقافي
الذاتي وعقد النقص أمام الآخر
والتعامل الداخلي كأنه بين
قبائل. ويختلف التعامل الداخلي
بين الطوائف والعشائر والقبائل
والمماليك. فهذا عالم يقع خلف
الدول والمعاهدات والحقوق
وغيرها، وتسوده قوانين أخرى. ويمكننا
تخيل مسؤول امريكي يسأل “زميله”
الفلسطيني أو العربي: “كيف
توقعون اتفاقاً كهذا يتضمن
عبارات مثل “الحفاظ على سلاح
المقاومة” و”واجب الأجهزة
الأمنية في المقاومة” (غير واضح
مقاومة من؟)، ولا تتضمن
التزاماً بالاتفاقيات مع “إسرائيل”،
ولا نبذ العنف، ناهيك بالاعتراف...؟”.
فيجيبه “زميله” العربي أو
الفلسطيني مستغرباً جهله: هذا
كلام وتخريجات بعد مناقشات على
النقطة والفاصلة فقط لكي يخرج
نص نوقعه، ولكن الأهم هو إعادة
بناء الأجهزة وعبور يوم
الانتخابات. وبعدها لكل حادث
حديث. أنظر ماذا يجري ل”حماس”
في الضفة الغربية، وما يجري لكل
من تسول له نفسه التهجم على
السلطة أو التشكيك في
اتفاقياتها مع “إسرائيل””. لقد
أقامت السلطة الفلسطينية في رام
الله نظاماً من المنافع في ظل
استمرار الاحتلال تخطيطاً
وممارسة، وفي ظل تهويد القدس،
وتهميش الشتات، والتنسيق
الأمني مع “إسرائيل”، يرافقه
نظام من التخويف حتى من التعبير
عن الرأي والتهديد بالوظيفة
ولقمة العيش، لم تشهد له الساحة
الفلسطينية مثيلاً حتى في ظل
الاحتلال. ومن
ناحية أخرى، فهي تكرر ادعاء
ديمقراطياً ليبرالياً كان
يستخدم في الغرب ضد الشيوعيين
والنازيين عن استخدام
الانتخابات للوصول الى السلطة
ثم إلغائها. وقد تكرر استخدامه
في نهاية القرن العشرين عدة
مرات ضد الحركات الإسلامية.
وفيما عدا حالة السودان (الخطيرة
فعلاً في سلوك التيار الإسلامي
وانتهازيته في الوصول للحكم
وسلوكه في الحكم)، ما حصل حتى
الآن هو العكس في كافة الدول، إذ
لم تعترف القوى المعارضة
للحركات الإسلامية بنتائج
الانتخابات، أو مَنَعت
الانتخابات حين تبين أن الأخيرة
سوف تفوز. وحالة فلسطين هي حالة
كلاسيكية عن فوز انتخابي للحركة
الإسلامية لم يعترف به الطرف
الخاسر، وجرى تدخل دولي لغرض
إفشاله والانقلاب عليه ومنع
تكراره. فحكومة رام الله
الحالية والمعترف بها عربياً
ودولياً غير منتخبة بل معينة.
وهي معيّنة برضى أمريكي - “إسرائيلي”
يسهل عليها شؤونها. فكيف تسوّل
نفوسٌ لأصحابها الادعاء بأن
حركات المقاومة الإسلامية
تستخدم الانتخابات لمرة واحدة
للوصول الى السلطة ثم إلغائها،
في حين أن الانتخابات في تلك
المرة لم توصل أحداً الى
السلطة، وتم الانقلاب عليها
بتدخل دولي، ورغم الاعتراف
بنزاهتها فلم يُعتَرَف
بنتائجها. ====================== 3
مقاربات لفهم "الانقلابات
التركية" الخليج
: سعد محيو كيف
نفهم الاتفاق الاستراتيجي
السوري - التركي، وقبله الاتفاق
الاستراتيجي أيضاً العراقي-
التركي الذي وُقّع في 11 يوليو/
تموز 2008؟ ثمة
ثلاث مقاربات. الأولى
تركية، تضع هذه التطورات المهمة
في إطار مايُسميه وزير الخارجية
التركي داود أوغلو نهج “العمق
الاستراتيجي” الجديد، الذي
يتطلب من بلاد الأناضول العمل
على ضمان أمنها القومي من خلال
ممارسة النفوذ واستخدام “القوة
اللينة” في بيئتها الإقليمية،
ولعب دور مؤثّر على الساحة
الدولية. يقول
داود اوغلو: “تركيا كلاعب دولي
كان يُنظر إليها سابقاً على أن
لديها عضلات قوية، ومعدة ضعيفة،
ومشاكل في القلب، وقوة دماغ
متوسطة. بكلمات أخرى، هي جيش قوي
واقتصاد ضعيف، وتفتقد إلى الثقة
بالنفس وليست جيدة في التفكير
الاستراتيجي. أما الآن، فتركيا
موجودة في مستويات عدة من
السياسات الدولية وتوّسطت في
العديد من النزاعات في البلقان
والشرق الاوسط والقوقاز،
فحوّلت بذلك أعداء سابقين
كروسيا وسوريا إلى حلفاء حميمين”. وهناك
مقاربة الصقور “الإسرائيليين”
الذين يعتبرون التقارب التركي
مع سوريا والعراق بمثابة انقلاب
كامل على التحالف الاستراتيجي
التاريخي التركي - “الإسرائيلي”،
ويربطون بين استبعاد تركيا ل”إسرائيل”
من مناورات “نسر الأناضول”
الجوية الأطلسية وبين
الاتفاقات الاستراتيجية
التركية مع سوريا والعراق وخطوة
إجراء مناورات عسكرية سورية -
تركية على مرمى حجر من العمق “الإسرائيلي”.
كما يتوقفون، كدليل على النزعة
الانقلابية، أمام البيانات
المتلاحقة لأردوغان، التي أعلن
فيها غداة حرب غزة أن “الله
سيعاقب “إسرائيل” على أعمالها
بعد أن حوّلت القطاع إلى معسكر
اعتقال دموي”، ثم بعد المشادة
الكبرى التي حدثت بينه وبين
الرئيس “الإسرائيلي” بيريز في
مؤتمر منتدى دافوس والتي خاطب
خلالها الأخير بقوله: “أنتم
تعرفون تماماً كيف تَقتُلون”. ويرى
الصقور “الإسرائيليون”، ومعهم
المحافظون الامريكيون
اليمينيون كما الجدد، أن مواقف
تركيا الأردوغانية نابعة
أساساً من المنظور الإسلامي
الذي تُطل من خلاله على العالم،
وهو بالضرورة منظور معادٍ للغرب
وعلى رأسه “إسرائيل”. ولذا،
يدعون إلى فتح النار على تركيا
وعلى كل الجبهات، خاصة منها
جبهات الكونجرس وهيئات الضغط
الكبرى المالية والسياسية
الأخرى في الولايات المتحدة. ثم
هناك أخيراً مقاربة إدارة
أوباما التي تبدو مطمئنة إلى ان
تركيا لن تذهب بعيداً في
توجهاتها الاستقلالية الحالية،
وأنها محكومة بحتمية التحالف مع
واشنطن بسبب اعتمادها الكلي على
التسليح الأمريكي، وعلى دعم
الولايات المتحدة لجهودها
الهادفة إلى الانضمام إلى
الاتحاد الأوروبي، وأيضاً لأن
أمريكا هي بطاقة تأمين دائمة
لها ضد الدب الروسي في حال أراد
مواصلة ما انقطع من طموحاته
الجيو- استراتيجية. هل ثمة
قاسم مشترك ما بين هذه
المقاربات الثلاث؟ أجل.
فهي كلها تتفق على أن هناك
بالفعل “تركيا جديدة” في الشرق
الأوسط القديم، وبأنه (كما أقّر
إيهود باراك) لم يعد ثمة مفر من
الاعتراف بها كلاعب إقليمي كبير
في المنطقة. وعلى
رغم أن ذلك لن يعني بأي حال
احتمال انتقال أنقرة إلى
المعسكر المعادي للغرب كما
الأمر مع إيران (ولاحتى إلى
المعسكر المعادي لوجود “إسرائيل”)،
إلا أن المضاعفات السلبية على
الدور “الإسرائيلي” في النظام
الشرق الأوسطي ستكون كبيرة
بالفعل، وربما تاريخية أيضاً.
لماذا؟ ====================== جمعيات
أمريكية تمول الاستيطان
وعمليات تهويد القدس
الخليج
طالبت
الأمانة العامة لجامعة الدول
العربية الإدارة الأمريكية
بالوقف الفوري وتجفيف كل
الأموال والتبرعات التي تحول
إلى المستوطنين والمستوطنات “الإسرائيلية”
باعتبار هذه الأموال تسهم في
عمل عدواني غير شرعي وتمنع
التوصل إلى اتفاق سلام في
المستقبل . وكشف
قطاع فلسطين والأراضي العربية
المحتلة في تقرير حديث صدر،
أمس، أنه في الفترة الأخيرة
تكشفت العديد من الحقائق
والمعلومات التي تثبت وجود
العديد من المؤسسات والهيئات
المدنية في الولايات المتحدة
التي تمول إقامة وحدات
استيطانية في القدس المحتلة
ومحيطها والاستيلاء على بيوت
وأملاك المقدسيين وطردهم من
بيوتهم بالتحايل والتزوير،
وقال إن جمعيات ومنظمات يهودية
عديدة من أشهرها مؤسسة “سي .ام”
مملوكة للمليونير الأمريكي
اليهودي إيرفينغ موسكوفيتش
تقوم بتمويل كامل لجميع الأنشطة
الاستيطانية اليهودية في القدس
المحتلة . من
جانبه، قال الأمين العام
المساعد لشؤون فلسطين والأراضي
العربية المحتلة بجامعة الدول
العربية السفير محمد صبيح إن
مليارديراً أمريكياً يدعى
أرفين موسكوفيتش يقوم باستغلال
تبرعات المقامرين في أمريكا
لبناء المستوطنات في الضفة
الغربية والقدس، وشدد على أن
الاستيطان يعد جريمة حرب، مؤكدا
حق الشعب الفلسطيني بالمطالبة
بالتعويض عن كل ما نهبته “إسرائيل”
من خيرات وما قامت به من تغييرات
منذ احتلالها للأراضي
الفلسطينية .
(وام) ====================== توماس
فريدمان: ليس جيداً بما فيه
الكفاية الوطن
القطرية إن
تمكّن الرئيس أوباما من إيجاد
طريقة لرصد العدد المحدّد
والضروري من الجنود لإحلال
الاستقرار في كل من أفغانستان
وباكستان، من دون جرّ أميركا
إلى فيتنام أخرى، إذن يستحق
بالفعل الفوز بجائزة نوبل - ولكن
في علم الفيزياء. لا
أمانع إن احتاج الرئيس إلى بعض
الوقت للتوصل إلى حلّ لهذه
المشكلة. عليه وعلينا أن نواجه
تبِعات هذا القرار لوقت طويل.
ولكن حفاظاً على سلامة وضعي
المالي، أتمنى لو يقلّ الكلام
اليوم عن عديد الجنود الإضافي
الذي يجب إرساله إلى هناك
ويزداد التركيز حول ماهية
الحكومة الأفغانية التي
استحالت إلى شريكتنا في هذه
البلاد. يقول
مراقبو الانتخابات المستقلون
إن ما يقارب ثلث الأصوات التي تم
الإدلاء بها في انتخابات الـ 20من
أغسطس كانت زائفة وإن الرئيس
حميد قرضاي تورّط بوضوح في خطة
احتيال واسعة للفوز. وعلى الرغم
من ذلك، يُفترَض به أن يشكّل
الجسر الذي يجمع بين زيادة عديد
جنودنا وهدفنا القاضي بإحلال
الاستقرار في أفغانستان. لا
محالة. أعلم
أن اسم جيفرسون لم يرد في بطاقة
التصويت. ولكن الفرق شاسع بين «كافية»
ومفكّكة وفاسدة. ومهما اختلفت
آراؤنا، يكثر عدد السكّان
الأفغان الذين يعتقدون أن
شريكنا قرضاي وفريقه مروعون
تماماً. لهذا
السبب، لا يكفي أن نرسل المزيد
من الجنود بكل بساطة. إن أردنا
تجديد التزامنا في أفغانستان،
علينا أن نظهر للشعب الأفغاني
بوضوح أننا نتوقّع من قرضاي أو
من أي رئيس آخر، أسلوباً
مختلفاً في الحكم وأن نرفض
الاستمرار من دونه. لا نطلب
بالضرورة أن تستحيل أفغانستان
إلى سويسرا، ولكن على الوضع
فيها أن يكون جيداً بما فيه
الكفاية - أي تأليف حكومة يقبل
الأفغان العيش في ظلّها. من دون
ذلك، جلّ ما يمكن المزيد من
جنودنا فعله هو تأجيل الهزيمة. لست
على يقين من أن واشنطن تعي فعلاً
أن حركة التمرّد التي يقودها
الطالبان تستحيل أكثر فأكثر إلى
عصيان مسلّح ضد تصرفات حكومة
قرضاي - لا ضد ديانة شركائها
الدوليين أو حضارتهم. ويكثر
الآن عدد السكّان الأفغان الذين
يلقون اللوم علينا لأننا أنشأنا
هذه الحكومة وحافظنا عليها. سبق أن
حاول قرضاي الإطاحة بالتدقيق
الدولي الإضافي في نتائج هذه
الانتخابات الزائفة والتهرّب
من إعادة إجرائها. في يوم
الاثنين، استقال مصطفى
باراكزاي، حليفه في لجنة
الشكاوى الانتخابية، وادّعى أن
السبب يعود إلى «التدخل الأجنبي».
ويحاول قرضاي بالتالي قلب شعبه
ضدنا لمنعنا من تنظيف الفوضى
التي أحدثها في الانتخابات. بعد
التحدث إلى الخبراء في الشؤون
الأفغانية من كابول وواشنطن
وبرلين، تتوضّح معالم الصورة
شيئاً فشيئاً: تكثر أوجه الشبه
بين حكومة قرضاي والعصابات. في
حين تجمع الحكومة «العادية»
المداخيل من الشعب - عبر الضرائب
- ثم توزّعها على مؤسساتها
المحلية والإقليمية عبر
المخصصات أو دعم الميزانية،
تقوم هذه الحكومة الأفغانية
بخلاف ذلك. يتدفق المال نحو
الأعلى من الريف ويتخذ شكل
الدفعات لقاء المراكز التي تم
شراؤها أو «الهدايا» من
الأصدقاء. ويقول
الخبراء إن ما يتدفق من كابول هو
الإذن بوقوع عمليات الاختطاف
غير المحدودة والحماية في حال
الملاحقة القانونية والعقاب في
حال عارض المسؤول النظام أو
تمرّد على الوضع القائم. في «عالم
قرضاي»، إما يتم بيع المراكز (إلى
الأشخاص الذين يقدمون على
شرائها بغية الحصول على الأرباح)
وإما يتم توزيعها على الأصدقاء،
وإما يتم منحها بكل بساطة إلى
الأخصام لكسب دعمهم. علينا
أن نكون حريصين كيلا يحسبنا
الشعب الأفغاني منفذي هذا
النظام. خلال
زيارتي إلى أفغانستان في شهر
يوليو الماضي، التقيت حاكماً
إقليمياً بارزاً وقال لي
المسؤولون الأميركيون جميعاً
إنه الأفضل والأكثر نزاهة في
أفغانستان - ثم أضافوا قائلين، «علينا
محاربة قرضاي كل يوم للحؤول دون
تعرضه للطرد»، هذا ما يحصل
لأولئك الذين يعارضون نظام
قرضاي. إنه
ضرب من الجنون. لقد تصرّفنا
بتهذيب وقلق مفرطين لتفادي
الاضطلاع بدور السلطة
الاستعمارية لدى التعامل مع
قرضاي. أرفض إرسال جندي إضافي
قبل أن يخطو هذا الرجل، في حال
فاز بمنصب الرئاسة، الخطوات
الواضحة لإصلاح حكومته من خلال
الطرق التي تكسب احترام الشعب
الأفغاني. في حال
رفض قرضاي ذلك، إذن على الردّ أن
يكون واحداً ووحيداً: «تابع
العمل بمفردك يا صديقي. واستمتع
بحياتك مع الطالبان. نعجز ونرفض
سكب المزيد من الدماء والأموال
الأميركية في ظلّ حكومة تتصرّف
كما لو كانت عصابة. إن ظننت أننا
سنمتنع عن الرحيل - ما عليك سوى
مشاهدة التالي». فلتستعد
الطائرات المروحية. إذن،
من فضلكم، دعكم من المحاضرات
حول أهمية أفغانستان وباكستان
اليوم. لقد فهمت المخاطر. ولكن
من المستحيل أن تفوق رغبتنا في
تحويل أفغانستان إلى بلاد لائقة
رغبة رئيس البلاد بنفسه. في حال
صحّ ذلك، لن نملك بالتالي
شريكاً محلياً فعلياً قادراً
على المحافظة على ولاء شعبه ولن
نتمكن من تحقيق النجاح - سواء
أقدمنا على زيادة عديد الجنود
أو عدد الطائرات بلا طيار أو
مبالغ الأموال. ====================== إسرائيل..
حالة استثنائية مسـتمرة الوطن
القطرية كتب
روجر كوهين مقالاً نشرته صحيفة
نيويورك تايمز تحت عنوان «إسرائيل
عادية»، استهله بطرح السؤال: هل
اسرائيل دولة عادية مثل باقي
الدول؟ ويجيب الكاتب قائلاً
انها من ناحية لا تختلف عن أي
دولة أخرى حول العالم من حيث
المرور والشواطئ والديون.
ولكنها تختلف عنها من ناحية
أخرى. فبعد 60 عاماً من قيامها،
لا تزال دولة اسرائيل دون حدود
معروفة، ودون دستور، ودون سلام.
ونظراً لأنها نشأت هرباً من رعب
الهولوكوست، فربما وجدت
اسرائيل الحياة الطبيعية
مفهوماً محيراً. ويرى
الكاتب أن قلق اليهود المشردين
لم يهدأ وانما ازداد، ولم تتغير
فكرة الدمار الشامل داخلهم
وانما اتخذت شكلاً مختلفاً. لذا
يرى الكاتب أن هذه النقطة تعد
فشلاً ذريعاً في الدولة التي
يعدها أنجح دول المنطقة
بمجتمعها المفتوح والمتحرك. ومن
ثم يطرح السؤال: هل هناك ما يمكن
فعله في هذا الصدد؟ ويبدأ
الكاتب الاجابة بقوله ان
اسرائيل كدولة لا ترى نفسها
طبيعية، وانما تعيش في حالة من
الاستثنائية المستمرة. اذ إن
اسرائيل دولة صغيرة تحيطها دول
اما معادية أو لا مبالية. لذا
ينبغي عليها أن تبدأ في التعامل
مع العالم كما هو اليوم، وليس مع
عالم أمس. فالهولوكوست كان
تجربة مريرة ولكنها حدثت قبل 65
عاماً ومات من ارتكبوها، أو
يقتربون من الموت. بل ان العودة
دائماً الى قضية الهولوكوست
تثير الاضطراب وتشوه التاريخ،
وهو ما اتضح في خطاب رئيس
الوزراء الاسرائيلي بنيامين
نتانياهو أمام الأمم المتحدة
الشهر الماضي. اذ خصص أول 30 فقرة
من الخطاب للحديث عن ألمانيا
النازية وايران وتنظيم القاعدة
والارهاب العالمي، وغيره مما
تقف اسرائيل الاستثنائية وحدها
ضده. ويشير الكاتب الى أن ملخص
خطاب نتانياهو عن الصراع في
العصر الحالي هو أنه صراع «بين
الحضارة والهمجية، بين القرن
الـ 21 والقرن الـ 9، بين من
يقدسون الحياة ومن يمجدون الموت».
ولكن
الكاتب يرى أن هناك طريقة أفضل
وأكثر دقة للنظر الى الصراع
الحالي بالشرق الأوسط، وهي
بالنظر اليه كصراع على توازن
مختلف للقوى بين اسرائيل
المسلحة نووياً وايران
المشاكسة والعالم العربي الذي
يزداد تعقيداً وادراكاً بمرور
الوقت. ويعترف
الكاتب بأن العديد من أعداء
اسرائيل يطعنون في قيامها
ويتمنون انتهاءها، دون أن
تتوافر لديهم القدرة على ذلك.
ولكن فكرة الارهابيين
الانتحاريين ضد الاسرائيليين
العقلانيين ليست كافية أيضاً.
فهناك العديد من الحضارات
المتنوعة في الشرق الأوسط،
والتي تختلف مواقفها تجاه الدين
والحداثة، ولكنهم يبحثون
جميعاً عن نوع من التوفيق بينها.
وتبعاً لهذه الرؤية، تفقد
اسرائيل ما يجعلها استثنائية
وتصبح مثل أي دولة أخرى تصارع
على النفوذ والثروة. ثم يدعو
الكاتب اسرائيل الى الالتزام
باتفاقية منع الانتشار النووي،
حتى تستطيع الولايات المتحدة
التوصل الى اتفاق أمني اقليمي
يمنع ايران من الحصول على سلاح
نووي. ويختتم الكاتب المقال
بقوله ان الشرق الأوسط تغير،
وكذلك ينبغي على اسرائيل أن
تتغير وأن تتوقف عن أسلوب «ليس
ثانية» في التعامل مع العالم
الحديث. ــــ
نيويورك تايمز ====================== صحافي
اسرائيلي: الولايات المتحدة
تستخدم تقرير غولدستون لمعاقبة
نتنياهو تل
ابيب – القدس – نظرت اسرائيل
الى عدوان "الرصاص المسكوب"
ضد غزة على انه انتصار مشرق.. فقد
توقف اطلاق الصواريخ من غزة
بشكل تام تقريبا. وخرج الجيش
الاسرائيلي من فشله في الحرب
اللبنانية الثانية واستخدم
قواته البرية بخسائر طفيفة..
وترك "العالم" العملية
العسكرية لتتواصل ولم يفرض وقفا
لاطلاق النار. وتقول
صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية
في مقال للصحافي الفو بن انه لم
يمض اكثر من عشرة اشهر حتى بدا
انه كان انتصارا بروسيا، او
مكلفا جدا. فلم تدرك اسرائيل ان
القواعد قد تغيرت بانتخاب باراك
اوباما رئيسا للولايات المتحدة.
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي
آنذاك ايهود اولمرت قد حدد موعد
عملية "الرصاص المسكوب"
ليكون في فترة ضبابية بين
انتهاء فترة عمل ادارة اميركية
وحلول اخرى محلها، معتمدا على
دعم كامل من الرئيس الاميركي
السابق جورج بوش. الا انه خلافا
للحرب اللبنانية العام 2006 التي
انتهت بوقف لاطلاق النار، فان
الحملة ضد غزة استمر النزال
فيها – على الساحة الدبلوماسية
وامام الرأي العام – ولا بد
لاسرائيل من تحمل تداعياتها في
فترة حكم اوباما التي تتسم
بدرجة اقل من المودة مع اسرائيل. وقد
افادت اسرائيل خلال الجولة
العسكرية الاولى من التفوق
الحاسم الذي تمثله قوة نيرانها
العسكرية. الا ان الفلسطينيين
حولوا جولة الحرب الجارية الى
ساحة افضل بالنسبة لهم، واخذوا
يستفيدون مما يصب في مصلحتهم في
مؤسسات امم المتحدة والرأي
العام. فاصوات نداء مقاطعة
اسرائيل ارتفعت اكثر من ذي قبل.
وتركيا قلصت من تحالفها
الاستراتيجي مع اسرائيل وتقوم
بتصوير جنود الجيش الاسرائيلي
انهم قتلة أطفال متوحشون. من
ناحية اخرى فان "حماس" بدأت
تحصل على اعتراف تدريجيا بانها
لاعب مشروع، في وقت تواصل فيه
حشد الصواريخ من دون اي عوائق.
فيما ينهمك القادة
الاسرائيليون بالدفاع عن
اسرائيل ضد تقرير غولدستون بل
ان بعضهم يشعر بالقلق الان خشية
صدور قرار بالقاء القبض عليهم
في اوروبا. ولكن
حتى وان لم يصل الامر بادخال
اسرائيل قفص الاتهام في لاهاي،
فان اياديها مغلولة. فالعالم
بقيادة اوباما لن يسمح لعملية
"رصاص مسكوب ثانية" وعلى
وجه التأكيد بوجود حكومة يمينية
بقيادة بنيامين نتنياهو الذي
يحب العالم ان يكرهه. وقد فشلت
محاولته في خطابه بالبرلمان
الاسرائيلي بان يربط بين عدوان
غزة مع زعيمة المعارضة تسيبي
ليفني. فهو في مركز السلطة
والعالم يعتبره مسؤولا. ويستخدم
الاميركيون والاوروبيون تقرير
غولدستون لمعاقبة نتنياهو
لرفضه تجميد الاستيطان. والشيء
نفسه حدث بالنسبة للفلسطينيين
بين الانتفاضتين.. فعندما قذفت
الحجارة خلال الانتفاضة الاولى
(1987-1993) والمواجهة في الضفة
الغربية وفي قطاع غزة، فان
العالم هلل لهم واجبر اسرائيل
على الاعتراف بمنظمة التحرير
الفلسطينية والسماح لياسر
عرفات بتأسيس حكم ذاتي في
المناطق المحتلة. وكانت هناك
قناعة بان العنف الفلسطيني انئذ
ليس الا مقاومة مناسبة للاحتلال.
وخلال الانتفاضة الثانية لجأ
الفلسطينيون الى الهجمات
الانتحارية في المدن
الاسرائيلية ادت الى مقتل كثير
من الاسرائيليين لكنهم فقدوا
قاعدتهم على الباحة
الدبلوماسية وخاصة بعد هجمات 11
من ايلول (سبتمبر) في الولايات
المتحدة عندما تغيرت انظمة
اللعبة. وكانت
عملية "الرصاص المسكوب"
اكثر العملية المخطط لها في
سجلات الحروب الاسرائيلية.
وباختصار اعدت الحكومة والجيش
الاسرائيلي العدة للقيام بحرب
لبنانية ثالثة. لكنهم نسوا ان
الشروط على الجبهة الفلسطينية
تختلف عنها في لبنان. كان
وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود
باراك يريد ان تنتهي عملية "الرصاص
المسكوب" بعد يومين او ثلاثة
ايام، الا ان اولمرت كانت له
الكلمة العليا واراد استمرار
الحملة. وبعد
تسلم نتنياهو زمام الحكم كان
يرغب في ان يترك القضية
الفلسطينية جانبا ويركز على
التهديد الايراني وعلى التنمية
الاقتصادية. غير ان على حكومته
الان مواجهة تبعات "الرصاص
المسكوب" في ظروف اقل من
مثالية وفي ضوء ضغوط دولية
وخشية من صدور اوامر بالقاء
القبض وتوجيه التهم. ====================== ناصر
قنديل: يكشف اسرار الحريري
وتولي تركيا ملف الاخوان
المسلمين بسام
البدارين القدس
العربي –الثلاثاء 13/ 10/ 2009 لا بد
من الاعتراف بأن التحاور مع
العضو المهم والنشط في مجلس
النواب اللبناني ناصر قنديل لا
تنقصه الاثارة والمتعة خصوصا
عندما يتجاوز المعادلة
اللبنانية الداخلية ويتجاهل
النصائح المجانية في سوق
الاعلام اللبناني والتي تدعو
لتجاهل النائب قنديل او تجنب
الوقوف على محطته او حتى تشكك به
وبطروحاته في بعض الاحيان. 'القدس
العربي' دخلت في حالة عصف ذهني
وتبادل معلوماتي مع قنديل، احد
نجوم الاعلام والسياسة في
لبنان، بعدما زارته في منزله في
الجزء الراقي والشيعي من ضاحية
الجناح وكان لا بد من تسجيل هذه
الحيثيات والانطباعات. يتصور
قنديل ان الوقوف مطولا لتأمل
التطور الذي حصل مؤخرا في
العلاقات السعودية - السورية
وتحديدا من زاوية الايجابية
التركية التي دعمت الانفراج بين
دمشق والرياض بنشاط وحماس يساعد
كثيرا ليس فقط في فهم مشهد لا
يتجاوز التفصيلة الصغيرة
كالمشهد اللبناني، ولكن في هضم
حراك استراتيجي كامل في المنطقة
لا يعبئ الفراغات فقط ولكن يجيب
على بعض الاسئلة المحورية ويمكن
المحلل المنصف والعلمي من تحصيل
اطار شمولي قليلا. ويصف
قنديل من يعتقدون بأن المراجعة
السورية - السعودية التي حصلت
مؤخرا مجرد مصالحة اعتيادية
تكمل ما بدأ في الكويت، او تفاعل
على اساس المجاملات له علاقة
بحضور الرئيس بشار الاسد
لاحتفالات جامعة حدة الاخيرة
بأنهم 'واهمون'، على اساس ان
المنطقة برمتها تترتب بين
الكبار، وفي سياق لعبة على
مستوى كبار الطباخين في العالم
من الواضح ان دمشق والرياض
تلتقطان اشاراتها بكفاءة حتى
الآن. ويرى
بأن اهتمام تركيا باصلاح
العلاقات بين سورية والسعودية
مفصل مهم يقود لقراءات اهم على
المستوى الاقليمي منسجما بذلك
مع معلومة كشفها لمحطة 'الجزيرة'
الباحث السعودي عبد الله الخليل
عندما قال من الرياض بأن
اسطنبول تحركت بقوة واقنعت
الرئيس السوري بحضور
الاحتفالات التي اهتم بها
العاهل السعودي كثيرا تحت عنوان
تأسيس جامعة جديدة. وهنا
يجد قنديل انه من المهم ملاحظة
ان دمشق كانت قد اعدت وفدا
حكوميا لحضور احتفالات الرياض
كمشاركة رمزية قبل ان يقرر
الرئيس بشار شخصيا الحضور
ويفاجئ الجميع، بما في ذلك
مرافقون لزعماء عرب قالوا لـ'القدس
العربي' بأن طائرة الرئيس بشار
لم تكن على بروتوكول استقبال
الزعماء العرب في مطار جدة الا
في اللحظات الاخيرة. مسؤول
اردني بارز قال في السياق لـ'القدس
العربي' بأن جامعة الملك عبد
الله بن عبد العزيز قامت خلال
ثلاث سنوات فقط وبامكانات مالية
هائلة وباشراف شخصي من الملك
وبمعارضة اساسية لرموز المؤسسة
الدينية في الرياض الذين منعهم
الملك من التدخل في التفاصيل
ملاحظا بأن الجامعة عبارة عن
رسالة سياسية سعودية لاطراف
متعددة يهمها الامر. وهنا
ايضا يتوقف قنديل مسجلا بأن
العاهل السعودي اقال فورا ودون
تردد احد مشايخ المؤسسة الدينية
في نفس اليوم الذي انتقد فيه
الاخير منع رجال مراقبة السلوك
الديني من دخول حرم الجامعة
الجديدة التي خصصت لها اموال
كبيرة للعمل في نمطية الابحاث
التي تعتمدها ارقى الجامعات في
العالم والولايات المتحدة. راقبوا
تركيا جيدا بالنسبة
لقنديل لا بد من مراقبة جيدة
وحثيثة للاعب الاقليمي الكبير
الممثل بتركيا حتى نتساعد جميعا
في فهم بعض ما يجري وفكرته
باختصار تنطلق من الاعتقاد
بوجود ترتيبات دولية على
المستوى الاقليمي تنتهي بنظام
اقليمي جديد تماما وبمواصفات
مختلفة في اطار لعبة كبرى يعمل
الكبار على انضاجها بهدوء بالغ،
وهي لعبة تلتقط السعودية
اشاراتها بحيث بدأت بالاستعداد
لها عبر الاندفاع: اولا نحو حل
الاشكال مع سورية او النسبة
الممكنة منه، وثانيا قبول
المشاركة بحماس مع اللاعب
التركي الذي يتعاظم دوره،
وثالثا 'ابطاء' فعالية وتأثير
الجناح البراغماتي في العائلة
السعودية المسؤول عن التصعيد مع
سورية ودعم طرف دون آخر في لبنان
وهو بوضوح جناح الامير بندر
الذي خاض في لعبة قديمة نسبيا
كادت ان تنتهي باخراج المملكة
من سكة التأثير الاقليمية. ويرى
قنديل ان دولا صغيرة مثل الاردن
ولبنان مجرد تفاصيل في هذه
اللعبة الكبيرة، اما مصر ففي
فضائها الآن وليس في محورها،
سواء بسبب التناقضات بين مؤسستي
الرئاسة والجنرالات في
القاهرة، او بسبب جدل خيارات
التوريث او بسبب التناغمات
التركية التي دخلت بقوة على 'الخط
الداخلي' المصري برعايتها لخطة
معالجة الاشكال المصري الرسمي
والامني مع الاخوان المسلمين
داخل مصر. وهنا
وقبل الاسترسال في الشرح
والتفصيل يطالب قنديل بالتوقف
عند محطات اساسية على شكل اسئلة
قال انه يطرحها للعصف الذهني
على قراء 'القدس العربي': لماذا
انتقل في لبنان سعد الحريري من
منصة التعليق العبثي فيما يخص 'حق
العودة' للفلسطينين قائلا بأن
هذه 'ليست مشكلتنا' الى منصة
التصريح الصارم بالوقوف باسم
تيار المستقبل ضد اي حلول
للتسوية تسقط او تؤثر على حق
العودة؟ هنا
يقول قنديل: تحول واضح في مفردة
رجل يعمل مع السعوديين كالحريري. السؤال
التالي: على اي اساس يشتم
اردوغان شمعون بيريس وفي
نيويورك؟ وما الذي حصل حتى يصدر
عن الاخوان المسلمين في سورية
بيان سياسي يندد بآليات الاصلاح
والتغيير على طريقة احمد الجلبي
في العراق؟ وما الذي يحصل حتى
تصبح انقرة واسطنبول محجا لقادة
الاخوان المسلمين من كل مكان
بهدف استنساخ نموذج عقلاني منهم
يستلهم نسختهم التركية في حزب
اردوغان؟ ومن الذي منح الاتراك
احقية وافضلية التدخل كوسطاء
بين الاخوان المسلمين والحكم في
مصروالدولة في سورية حتى وصل
الامر لحلقات اتصال عبر تركيا
بين قادة اخوان مصر وجنرالات
الجيش المصري او لتفاعل سوري
رسمي مع دعوات المصالحة
الاخوانية يصل لدرجة الاستعداد
لالغاء النص القانوني الذي يحكم
بالاعدام على كل من انتمى
للاخوان المسلمين في سورية. ازمة
مالية في اعلام (المستقبل) قنديل
يسترسل في الاسئلة: كيف ننام
فجأة في بيروت ثم نستيقظ على
ايقاع 'ازمة مالية' مفاجئة في
ثلاث وسائل اعلام لبنانية قوية
وتاريخية صدف انها من لون واحد
هو لون تيار المستقبل رغم ان
الاعلانات والاشتراكات
والمبيعات هي نفسها؟ ولماذا
تنحى جانبا وعلى نحو مفاجئ
الامير بندر بن سلطان رمز
الاستراتيجية السعودية قبل
اسابيع في لبنان؟ ومع ذلك ما هي
اسرار المقايضة او المقاربة
التي دفعت فجأة العلاقات
السعودية - السورية؟.. السؤال
الاخير الذي يطرحه قنديل هو:
ماذا حصل في الحسابات المصرية
المخضرمة حتى تاكل مصر العزيزة
الكف بما حصل مع فاروق حسني؟
اقتراح قنديل الاساس انه ثمة
رابط خفي بين هذه الاسئلة
جميعها وهو نفسه الرابط بين
حلقات اللعبة الاقليمية الكبرى
الجديدة وكذلك بين مؤشرات
المصالحة السعودية - السورية
وقبل الاسترسال في التشبيك
والتربيط يقدم الرجل ما يقول
انه حزمة معلومات وليس
استنتاجات قد تكون مفيدة لاغراض
التحليل. تحركات
تركيا في فضاء الوساطة بملف
الاخوان المسلمين تعني انها
مكلفة ومفوضة من قبل قوة اساسية
لا نعرفها حتى الآن بادارة ملف
الاخوان المسلمين في المنطقة،
الامر الذي يؤهل النسخة التركية
من التنظيم الاخواني الدولي
لقيادة الحركة الاخوانية في
العالم وجهة التكليف براي قنديل
هي المؤسسة العسكرية الامريكية..
اي جنرالات واشنطن وليس الامن
القومي او الخارجية مما يفسر
التحاق جنرالات في الجيش المصري
بحلقات التشاور مع الاتراك تحت
عنوان حل معضلة الاخوان
المصريين الداخلية في بلد تطحنه
ازمات اقتصادية صعبة بعيدا عن
الخيار الاسرائيلي المتمثل
بتوريث جمال مبارك. اتصالات
الوساطة التركية في السياق نتج
عنها فورا استحقاقات.. تحريك
سريع لايقاع المصالحة الاخواني
في سورية.. استرخاء نسبي لأزمة
اعتقالات قيادات الاخوان في مصر..
تخصيص مساحة دافئة في الاحضان
التركية يسترخي فيها قليلا خالد
مشعل ورفاقه في حماس.. تفاعلات
في واشنطن داخل اروقة القيادة
الامريكية الوسطى في الجيش
الامريكي (الجنرالات هنا مرة
اخرى) وداخل بعض المعاهد ومراكز
الدراسات الاستراتيجية وهي
تفاعلات ليس سرا انها انتهت
بتقارير اقلقت الرياض وتتحدث عن
دور المؤسسة الدينية السعودية
الوهابية في خلق ظاهرة القاعدة
وعن عودة الجدل - بين الامريكيين
- تحت عنوان البقاء المزعج وسط
ثنائية الانظمة الرسمية
العربية الفاسدة او الارهاب وهي
نغمات استمع لها النظام العربي
السني في الايام الاخيرة لجورج
بوش لكنه يستمع لها الآن. الخوف
من الفراغ وهذه
المعطيات لا تعني برأي قنديل
الا ان نسخة الاسلاميين في
الحكم التركي ستقود بعد الآن
شعب التنظيم الاخواني في
المنطقة وهو ما يحصل تدريجيا
عبر مؤتمرات وندوات مكثفة تجري
حاليا في تركيا، والاهم ان هذه
الافضلية التركية حلقة في خيار
اهم واخطر يتعلق بدعم مسيرة
تركيا العلمانية ـ الاسلامية
كدولة اقليمية كبرى في المنطقة
سيمنحها الامريكيون الريادة
باسم العالم الاسلامي وان كان
الامر على حساب المملكة العربية
السعودية التي يلاحظ قنديل انها
تحاول الاستدراك حاليا حتى
تبقى، اولا: جزءا عضويا في
الترتيب والحلقة بكل الاحوال،
وحتى تقول للامريكيين ثانيا:
انا هنا ومستعدة لاعادة تأهيل
نفسي حتى لو تطلب الامر قرارا
جريئا من طراز منع المطوعين من
دخول حرم جامعة رسمية في قلب
مدينة سعودية مهمة. ويرى
الرجل ان الامريكيين يدعمون
صدارة تركيا ليس فقط نكاية
بالسعودية وانزعاجا منها ولكن
لاسباب اخرى مهمة واستراتيجية
من ابرزها ابراز نموذج مدني
وعلماني لدولة اسلامية عصرية
بجوار اوروبا وفي قلب العالم
الاسلامي.. ايجاد وسيلة لتفاهم
منتج لاحقا بين الدور التركي
المبتكر وبين ايران الاسلامية
التي يمكن التصدي لطموحاتها
المرفوضة امريكيا بواسطة
اجبارها على التفاهم او الصدام
مع الجار التركي القوي المدعوم
والأهم المقبول اكثر منها - اي
ايران - في العالم العربي. والسبب
الاهم لهذا الخط حسب قنديل شعور
دوائر مهمة جدا في الادارة
الامريكية تصاغ فيها بالعادة
الخطط الكبرى واغلب سكانها
الجنرالات بان الحاجة ملحة جدا
لحزام امان يضمن افضل انسحاب
ممكن للقوات الامريكية من
افغانستان والعراق، وهنا توفر
تركيا القوية صاحبة الكلمة
المسموعة في العالم الاسلامي
والمنطقة فرصة وجود كيان قوي
وحليف يخفف من آثار واضرار
الانسحاب ويمنع حضور قوى كبرى
اخرى منافسة للقدوم للمنطقة
واحتلال الفراغ الناتج عن
الانسحاب العسكري وهي
بالحسابات الامريكية قوى
متحفزة مثل الصين واوروبا وحتى
روسيا وهي جميعها قوى تترقب
لحظة سقوط السيناريو الامريكي
وتنفيذ ذلك لا يتطلب فقط تاهيل
تركيا ولكن معالجات سريعة
للصدامات والاشكالات الاصغر
والاخرى في المنطقة. وتستند
هذه الرؤيا الى ما يعتبره قنديل
وصول ادارات امريكية عليا
لقناعة محددة بعد الفشل في
الحسم العسكري في العراق
وافغانستان وبعد الازمة
الاقتصادية الاخيرة الى ان
السقوط امريكيا من مرتبة القوة
العظمى الاحادية في العالم الى
مرتبة القوة الاولى ممكن ومحتمل
لكن السقوط الى مرتبة قوى الصف
الاول كارثة غير محتملة، الامر
الذي يتطلب فعل شيء ما
والاستعداد. تسكين
جناح الامير بندر وفي
لعبة المعلومات يشير قنديل
لمستجدات في المشهد السعودي
لعبت دورا في تفعيل الحراك
الاخير ملمحا الى عبارة بدأت
تتردد في الدائرة السعودية
الضيقة بأن واشنطن السياسية
بدأت تتباين في العمل والتحرك
مع واشنطن العسكرية فجناح
الامير بندر كان يعمل بنشاط مع
جماعة وزارة الخارجية والامن
القومي اما العمل الحقيقي فكان
يحصل في مواقع قرار اخرى في
واشنطن. وفي
اروقة السياسين اللبنانيين
تتردد عبارة غاضبة يقال انها
وردت على لسان الملك عبدالله بن
عبد العزيز يقول فيها.. 'انا لست
محمود عباس' وتفسير قنديل
للمضمون بصرف النظر عن مصداقية
الخبر ان القيادة السعودية بدأت
تشعر بأنها تتحول الى ملف
تكتيكي يتبع فريق وزارة
الخارجية ولم تعد ملفا
استراتيجيا في ادارة البيت
الابيض والقيادة الوسطى للجيش
الامريكي خلافا لتركيا وحتى
سورية في بعض الاحيان. من هنا
طلب من الامير بندر وجماعته
التواري قليلا ثم قرر الملك عبد
الله ادارة ملف الاتصالات مع
الامريكيين مباشرة تحت عنوان
استعادة الدور والمكانة حتى ولو
في ظل ترتيب رباعي يضمن
للسعودية الاستمتاع في الكرسي
الثاني بعد تركيا والتحالف مع
سورية وحل الاشكالات مع ايران
وبالتالي تشكل زاوية رابعة في
المشهد تجدد مقعد السعودية في
النظام الجديد. في
اطار هذه النظرة الاستراتيجية
تحققت ارضية مناسبة للتقارب مع
سورية والتلاقي معها سعوديا
متأثرة باستراتيجية دمشق التي
تحاول الاحتواء والمعالجة
ويهمها بالمقام الاول عدم
الجلوس في مكان اقليمي ضعيف في
مواجهة الاسرائيلي. والمراجعة
تطلبت - يقول قنديل - ستة اشهر
بين دمشق والرياض لانضاجها وقد
تتطلب عاما اضافيا لترتيب
المشهد..هنا سألت 'القدس العربي'
عما كان يحصل في الاشهر الستة؟...قنديل
يتحدث عن مقايضة سياسية منصفة
انضجتها الظروف الموضوعية وليس
فقط الاعتبارات المصلحية
وحلقتها الاولى الصغرى بدأت مع
اجواء المصالحة العربية في قمة
الكويت الاقتصادية التي خلقت
اساسا يمكن البناء عليه لاحقا. ومع
تتالي الايام وخلال ستة اشهر
مضت حصل اتفاق ضمني بين
العاصمتين ليس على التفاهم وحل
الاشكالات ولكن على محاولة
حصرها والعمل على منع تطويرها
ونموها 'السفير السعودي في
بيروت الذي اصبح لاحقا وزيرا
للاعلام عبد العزيز خوجة عمل
على ذلك في لبنان باوامر من
القصر الملكي وهذه معلومة لا
علاقة لقنديل بها'. بالنسبة
لسورية ما تريده واضح ومحدد..
ليس وقف التدخل السعودي في
لبنان ولكن وقف الحملات
الاعلامية 'الممولة سعوديا' ضد
سورية في وسائل اعلام تيار
المستقبل، ولفت نظر السفير
السعودي لضرورة تخفيف
استقبالاته لرموز تيار
المستقبل.. هنا حصريا يبدو ان
الرئيس السوري بشار الاسد تحدث
شخصيا عن خمسة ملايين دولار يتم
تقديمها لمؤسسات صحفية لبنانية
متخصصة باستهداف سورية
والتحريض عليها. وهنا
يربط قنديل ين هذا المستجد وبين
الازمة المالية التي عاينتها
وسائل اعلام مهمة في بيروت
مؤخرا وانتهت بطرد عشرات
العاملين في هذه المؤسسات. دمشق
والرياض وخطاب الحاجات اذا
وفي التحليل النهائي ما تريده
سورية من السعودية محصور سياسيا
في امرين.. اولا وقف الحملات
وليس التدخلات في لبنان، وثانيا
عدم اتخاذ السعودية مواقف من
عملية السلام يمكن ان تقيد او
تحاصر استراتيجية سورية وينتج
عنها صدام من اي نوع خصوصا في
المفاصل الاساسية المتعلقة
بالتطبيع وحق العودة والتوطين. السؤال
الان ما الذي تريده ممكلة
السعوديين من سورية؟... الجواب
بسيط وفقا لقنديل وهو الامن
ويعبرعن ذلك بوضوح قرار سورية
التعاون وتسليم السعودية ما بين
35-40 سعوديا من تنظيم القاعدة
كانوا موقوفين في سورية كما
تعبر عنه تقارير سعودية عن
تنامي وتوسع تنظيم القاعدة في
بعض مساحات لبنان، الامر الذي
يعترف به حلفاء الرياض في بيروت
علنا ويشكل هاجسا مقلقا جدا
للمؤسسة السعودية. وهنا
ايضا ثمة مفاجآت ومستجدات لا
يمكن اسقاطها من اي حساب: فوجئت
الرياض بان بعض الاموال التي
قدمتها لأحد اجنحة تيار
المستقبل ذهبت لصالح مجموعات في
تنظيم القاعدة تضم سعوديين
وتونسيين واردنيين وفلسطينيين
وغيرهم.. وهذه المجموعات وجدت
طريقها لبعض مخيمات اللاجئين
الفلسطينيين التي تخف فيها قبضة
حركة فتح وسلطة الرئيس محمود
عباس وسط نظرية لبنانية هذه
المرة يقول اصحابها بأن غض
البصر عن ظاهرة دخول السلاح
وتشكيل المجموعات المسلحة في
اوساط المخيمات مفيد مستقبليا
للبنان فهو يحول المخيمات لساحة
متوترة ومشتبكة . وهذه
الاموال ذهبت من الجناح
اللبناني الى المجموعات
المتطرفة على اساس ان الفرصة
ستحين لاحقا للمواجهة الداخلية.
وعليه اصبح الامر يتطلب 'وقفة
اضطرارية' من قبل الجانب
السعودي بعد ملاحظة التزايد
الواضح لانصار القاعدة في لبنان. وعلى
هذا الاساس من: المنفعة
المتبادلة'.. الرياض تريد الامن
ودمشق تريد وقفا للحملات في
اعلام المستقبل تم انتاج ظرف
سمح منذ شهرين فقط كما يقول
قنديل ليس في تأسيس مصالحة ولكن
مراجعة تتطلب الجلوس والتفاهم
بين العاصمتين، فتاسست بداية
انطلاق لتفاهمات مهمة تم
تطويرها لاحقا لتنتهي بأول
زيارة رسمية يقوم بها العاهل
السعودي لدمشق وسط اجواء
احتفالية حارة بعد فترة طالت
نسبيا من الخصام والتلاوم وفي
كثير من الاحيان القطيعة. ختاما
يقف قنديل ليقول: ببساطة ووضوح
ارى ان نظاما اقليميا جديدا
يترتب في المنطقة والانتهاء منه
قد يحتاج لعام او عامين وملمحه
الاساسي تركيا في الصدارة
والتنظيم الدولي للاخوان يدخل
اللعبة وجنرالات واشنطن يخططون
جديا لانسحاب آمن من افغانستان
والعراق لا يترك فراغا تجلس فيه
الصين او غيرها. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |