ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 12/11/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


موقع لبنان في العلاقة الفرنسية – السورية

الاربعاء, 11 نوفمبر 2009

رندة تقي الدين

الحياة

كان تشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري عشية وصول الرئيس السوري بشار الأسد الى باريس، موضوع الأحاديث في كل الأوساط اللبنانية. والكل كان يردد أن الحكومة ستشكل قبل زيارة الأسد وكأنها رغبة سورية أن تظهر للجانب الفرنسي أنها مارست ضغوطاً إيجابية في لبنان لولادة هذه الحكومة. وقد يكون ذلك فعلاً ما حدث خصوصاً بعد تولي الوزير سليمان فرنجية القيام بمساع حميدة مع العماد ميشال عون الى أن انفكت عقدته.

ولكن واقع الحال ان العلاقة الفرنسية – السورية لم تعد تحتاج الى مثل هذه البادرات الإيجابية لتتحسن. فهناك علاقة صداقة بين الرئيسين ساركوزي والأسد وفتح هذا الخط كل من رئيس حكومة قطر الشيخ حمد بن جاسم وأمين عام الرئاسة الفرنسية كلود غيان.

فعلى رغم الرسالة الودية التي أرسلها الرئيس ساركوزي مهنئاً سعد الحريري وداعياً إياه لزيارة فرنسا، أصبحت العلاقة السورية – الفرنسية أهم بكثير من الموضوع اللبناني. فقد أدرك ساركوزي نتيجة محاولاته مع الرئيس ميشال سليمان أن قرار التفاوض أو السلم مع إسرائيل ليس في الملعب اللبناني لأن حلفاء سورية في لبنان يتصدون لمثل هذه النوايا طالما أن سورية ترفض ذلك. فهؤلاء الحلفاء اللبنانيون، مثل «حزب الله»، يتساءلون أحياناً عن النوايا السورية عندما تفاوض سورية إسرائيل من دون التشاور مسبقاً معهم، ولكنهم في النهاية يعرفون أن قرار السلم يعود الى سورية.

والحقيقة أن السلطات العليا الفرنسية استاءت من ضعف القيادة اللبنانية وملّت من الخلافات الداخلية. ففرنسا ترى الآن أن سورية مفتاح مهم للمنطقة لذا نسج ساركوزي علاقة صداقة مع الأسد على غرار علاقته بالرئيس المصري حسني مبارك. حتى أن ساركوزي بدأ بتكليف الأسد وحليفه الفلسطيني خالد مشعل بالقيام بمساع للإفراج عن الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت الذي يحمل الجنسية الفرنسية، مما أزعج الجانب المصري الذي كان يتعامل مع هذه القضية.

لا شك في أنه على رغم الود الذي يربط غالبية السياسيين الفرنسيين بلبنان نتيجة العلاقات التاريخية بين البلدين، فالرئيس ساركوزي مهتم الآن بلعب دور على المسار السلمي مع إسرائيل وهو يدرك أن سورية وحدها بإمكانها أن تعطيه هذا الدور، فلبنان ليس مفتاحاً في المنطقة. فهو كان معقل الفرنكوفونية والمسيحيون فيه كانت تربطهم علاقة تاريخية بفرنسا، لكنها تغيّرت مع إهمال عهد ساركوزي للبطريرك صفير. فقد زار الرئيس الفرنسي لبنان مرتين ولم يجد الوقت لزيارة البطريرك، وكذلك الأمر بالنسبة الى رئيس الوزراء فرانسوا فيون ووزير الخارجية برنار كوشنير. ففرنسا ساركوزي غيّرت علاقتها مع بطريرك الموارنة الذي كان لديه موقع أساسي في عهدي الرئيسين فرانسوا ميتران وجاك شيراك.

يريد ساركوزي نتائج من علاقاته في المنطقة. وسورية هي مفتاح أساسي. فهي تملك ورقة «حماس» وتتقاسم ورقة «حزب الله» في لبنان مع إيران. وسورية أيضاً مفيدة في تحالفها مع إيران، مثلما أثبتت عندما ساعدت الى إخراج الرهينة الفرنسية كلوتيلد رايس من السجن الإيراني الى السفارة الفرنسية في طهران حيث لا تزال. وساركوزي على قناعة خاطئة أن صداقته مع سورية ستبعدها عن إيران.

خلال زيارة الأسد الى باريس يوم الجمعة عندما يستقبله ساركوزي بإمكانه شكر سورية على مساعدتها على تشكيل الحكومة اللبنانية كما فعل بالنسبة الى عودة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين. ويعتبر ساركوزي أن كل ما طلبه من سورية تم تنفيذه حتى الآن. ففرنسا لم تحرج سورية ولم تطلب منها يوماً أن تتوقف عن إمداد «حزب الله» بالسلاح. فساركوزي سيغض النظر عن ذلك طالما أنه يحاول لعب دور للسلام. إلاّ أن صديقه الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يلتقيه مساء اليوم وهو في طريق العودة من واشنطن يرفض أي تنازل. فهو لا يريد التنازل عن الجولان ولا يريد إيقاف الاستيطان ولا الدولة الفلسطينية. ويفضل عدم الاستقرار في المنطقة على السلام. لكن ساركوزي سيحاول مع صديقه الجديد بشار الأسد أن يدفع عجلة السلام. والتمني أن ينجح ولو كان ذلك مهمة مستحيلة مع نتانياهو. فالسلام بين سورية وإسرائيل أفضل الأمور للبنان والمنطقة مهما كان لبنان ضعيفاً.

___________________

آسيا الناشئة ولدت من انهيار جدار برلين

الاربعاء, 11 نوفمبر 2009

براهما شيلاني *

الحياة

قبل عشرين عاماً، آذن هدم جدار برلين بانتهاء الحرب الباردة، وتفكك معسكر الشرق، وأسهم في إعادة صوغ خريطة العام الجيو سياسية. والقارة الآسيوية هي أبرز المستفيدين من هذا الفصل من التاريخ. فطي الشيوعية قلب موازين القوى في العالم، وغلب كفة القوة الاقتصادية على كفة القوة العسكرية. وعلى خلاف موازين القوى، بعد الحرب العالمية الثانية، أصبح النمو الاقتصادي هو الفيصل في موازين القوى العالمية.

وفي 1989، قمعت مجازر ساحة تيان آن - مين قمعاً دامياً التظاهرات المطالبة بالديموقراطية في بكين. ولكن انتهاء الحرب الباردة حمل الغرب على ترك بكين تفلت من العقاب، وغض نظره عما يجري في الصين. ولم يفرض الغرب عقوبات تجارية على الصين، وانتهج نهجاً سياسياً عملياً معها، وأسهم في اندماجها في النظام الاقتصادي العالمي، ودخولها المؤسسات الدولية. ورفعت الصين القيود عن حركة التجارة والاستثمارات الأجنبية. ولو فرضت الولايات المتحدة هي وحلفاؤها عقوبات على الصين، مثل تلك التي فرضت على بورما وكوبا، لما تعاظم ازدهار الصين الاقتصادي، وانفتاحها على الخارج.

ويعود الفضل في ازدهار الصين، وتسجيلها فائضاً تجارياً قياسياً وادخارها احتياطياً ضخماً من العملات الاجنبية، الى قرار الغرب الامتناع عن فرض عقوبات تجارية عليها، إثر مجازر تيان آن - مين. وحلّت الصين محل ألمانيا أكبر قوة مصدرة في العالم. واليوم، تسعى الصين في التفوق على اليابان اقتصادياً، والحلول في مرتبة ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم.

وشأن الصين، استفادت الهند من حوادث ما بعد 1989 وغداتها. فإثر تفكك كتلة الشرق وأفول الاتحاد السوفياتي، اضطرت الهند، وهي ربطتها علاقات اقتصادية وثيقة بالاتحاد السوفياتي ودول شرق أوروبا قوامها اقتصاد المقايضة، الى أن تسدد ثمن وارداتها نقداً وبالعملة الصعبة. وفي 1991، استنفدت الهند احتياطها المتواضع من العملات الاجنبية. فانزلقت الى أزمة مالية حادة حملتها على القيام بإصلاح اقتصادي جذري. والإصلاحات هذه كانت عجلة بعث الاقتصاد الهندي.

والحق أن هزيمة الماركسية الرمزية في 1989 عبّدت الطريق أمام انتهاج دول آسيا، وخصوصاً الصين والهند، سياسات رأسمالية اقتصادية. فالنهضة الاقتصادية تعود الى عهد دينغ زياوبينغ. ولكن الحزب الشيوعي الصيني لم يسعه تغليب كفة جمع الثروة على كفة الايديولوجيا الحزبية، قبل 1989. واحتذت الأحزاب الشيوعية الآسيوية حذو الحزب الشيوعي الصيني، وسارت على خطاه.

وفي ختام الحرب الباردة، عانت الهند أزمة ديبلوماسية. فهي فقدت دعم حليفها السوفياتي. وفي أزمة 1991 المالية، أفلحت الهند في تجاوز مصاعب الأزمة هذه من طريق انتهاج سياسة خارجية عملانية وواقعية جديدة وتخففت من أثقال الماضي. وأبرمت الهند شراكات ثنائية اقتصادية مع دول آسيوية بارزة، ودول أخرى. والشراكة الهندية – الأميركية هي أبرز التحالفات الجديدة في عقد التسعينات. وليس كل ما ترتب على طي الحرب الباردة وردياً. ففي مرحلة ما بعد 1989، برزت ظاهرة الدول الفاشلة بآسيا. ولم يعد المعسكر السوفياتي الآفل، أو الغربي المنتصر، يهب لنجدة هذه الدول. وأصبح بعض الدول، مثل أفغانستان وباكستان والصومال وإيران وكوريا الشمالية، ملاذ الإرهابيين الدوليين أو القراصنة أو بؤرة ازدراء القوانين الدولية وتحدي أعرافها وموجباتها.

وبعد عشرين عاماً على انهيار جدار برلين، طويت مساعي نشر الديموقراطية في العالم، وتقهقرت إجراءاتها في روسيا والصين، وهي أقدم الانظمة الاستبدادية في العالم. والصين هي خير دليل على أن الافكار السياسية تنضب في ظل نظام استبدادي يلتزم رأسمالية انتاج الثروة والسلع. فرأسمالية الأنظمة الاستبدادية هي حجر عثرة في وجه انتشار القيم الديموقراطية.

* أستاذ العلاقات الاستراتيجية في مركز الابحاث السياسية بنيودلهي، عن موقع «بروجيكت سانديكايت» الدول، 4/11/2009، إعداد م.ن.

________________________

لماذا لا تعترف أمريكا بدولة فلسطين؟

آخر تحديث:الأربعاء ,11/11/2009

ميشيل كيلو

الخليج

تراجعت أمريكا أمام أطماع “إسرائيل” الاستيطانية، وبررت ذلك بحجة واهية هي أن مشكلة الاستيطان ستحل عند رسم الحدود النهائية للدولة الفلسطينية. هذا التبرير له معنى من ثلاثة:

 

إما أن قيام الدولة الفلسطينية ورسم حدودها ليس قريباً. لو كان قريباً، لوجب أن يقول الأمريكيون ل “الإسرائيليين”: يا جماعة ما محرزة. أنتم ستنسحبون من المستوطنات بعد فترة قصيرة، فلماذا تكبدون دافع الضرائب الأمريكي كل هذه النفقات؟ ولماذا تخلقون هذا الإشكال المتفجر مع الشعب الفلسطيني اليوم ومع مئات آلاف المستوطنين “الإسرائيليين” غدا، مع أنكم ستتخلون عن المستوطنات وسترحلون عن الأرض الفلسطينية؟

 

وإما أن المستوطنات ستبقى رغم قيام الدولة الفلسطينية. وكانت فكرة بقائها قد طرحت، وإن بصورة غير نهائية، مرات متعددة، فقيل تارة بتبادل أراض يعطي الفلسطينيين جزءاً في صحراء النقب مقابل أراضي الضفة الغربية التي استولى عليها المستوطنون، أو يخضع المستوطنات لسيادة “إسرائيلية”، أو “إسرائيلية”فلسطينية مزدوجة، بصورة دائمة أو لفترة محدودة، مقابل ترضية ما للدولة الفلسطينية.

 

وإما أن الموقف الأمريكي من الاستيطان مراوغ وكاذب، هدفه الحقيقي منح “إسرائيل” الوقت الكافي لخلق حقائق على الأرض يصعب تغييرها، يمكن لاحقاً إقناع بقية الدول الكبرى بها، بحجة أن المشكلات التي ستترتب على إزالة الاستيطان أكثر من تلك التي ستنشأ عن استمراره، وأنه يمكن إخضاعه لسيادة مزدوجة فلسطينية“إسرائيلية”، أو لسلطة الدولة الفلسطينية، تحت إشراف ورقابة دوليين.

 

أما أساس الفساد في الموقف الأمريكي من الاستيطان فهو كامن في موقف واشنطن من الدولة الفلسطينية، التي كثيرا ما قيل إنها خيار أمريكا، وإلا لما كانت تبنت ما تسميه “حل الدولتين”.

 

ثمة فساد في موقف واشنطن من الدولة الفلسطينية، تفسره حقيقة أن حل الدولتين ليس جديدا، وأنه الحل الذي تبناه قرار التقسيم عام ،1947 قبل اثنين وستين عاماً. مع ذلك، وبهمة واشنطن والأنظمة العربية و”جيش الدفاع الإسرائيلي”، قامت دولة واحدة على أرض فلسطين التاريخية هي “إسرائيل”، ولم تقم الدولة الأخرى، العربية الفلسطينية، وخسرت، بتأييد أمريكا وتغطيتها، نصف الأرض الوطنية المخصصة لها في قرار التقسيم. هل كانت أمريكا يومئذ ضد قيام الدولة الفلسطينية؟. إنها لم تعلن يوماً أي موقف رسمي ضد قرار التقسيم، ولم يسمع أحد تصريحا أمريكياً واحداً يقول إن قرارات الأمم المتحدة ليست واجبة النفاذ، وإن تطبيقها يتوقف على رغبة ومصالح “إسرائيل”؟ لقد أيدت واشنطن قرار التقسيم، أي أنها أيدت قيام الدولة الفلسطينية إلى جانب “إسرائيل” واعترفت بوجودها وإن لم تقم علاقات دبلوماسية معها. وهذا كان ببساطة “حل الدولتين” الدولي، فلماذا لا تتوقف عن تمنيننا بأكذوبة أنه حل أمريكي، وأن أمريكا وافقت عليه مؤخراً، أيام جورج بوش، وأن باراك أوباما تبناه بدوره .

 

وافقت أمريكا على حل الدولتين وكانت أشد الدول تحمساً، حين صدر قرار تقسيم فلسطينعام 1947. لكنها منعت تطبيقه قرابة ثلثي قرن. فما ومن الذي يضمن أن لا تواصل منع تطبيقه اليوم أيضا؟ وكيف يمكن قراءة موقفها من الاستيطان خارج سياق جهودها لمنع قيام دولة عربية في فلسطين، رغم قبولها اللفظي، القديم جدا، بوجودها؟ لو كانت أمريكا صادقة في مسألة حل الدولتين، لأعلنت اعترافها الدبلوماسي الكامل بالدولة الفلسطينية، ولأعلمت “إسرائيل” أنها ستعاملها من الاعتراف فصاعدا كدولة تحتل أراضي دولة أخرى، وأن عليها تفكيك مستوطناتها خلال فترة محددة، يعينها قرار دولي يصدر باقتراح أمريكي يدين “إسرائيل” ويعتبر الاستيطان عدوانا على أراضي وسيادة دولة فلسطين العربية. لكن أمريكا لا تفعل هذا، وتعمل في اتجاه معاكس له، مما يثير الشكوك في حقيقة نواياها ويلقي بظلال كثيفة من التوجس والريبة على مساعيها. بالمناسبة: لماذا لا تطالب السلطة الفلسطينية أمريكا بإعلان اعترافها الدبلوماسي بالدولة الفلسطينية في حدود عام ،1967 إذا كانت صادقة في تطبيق قرارات الأمم المتحدة في الموضوع الفلسطيني، وتعمل حقا من أجل حل الدولتين، أي لإقامة دولة فلسطينية على كامل أرضها الوطنية. أليس اعتراف أمريكا بالدولة الفلسطينية هو المدخل إلى السلام، الذي أعلنت واشنطن مرات عديدة أنها تبحث عنه من أجل بدء مفاوضات تتولى تحقيقه؟ إن اعتراف أمريكا بدولة فلسطين، والتقيد بما يترتب عليه من التزامات دولية ضد الاحتلال “الإسرائيلي”، هو معيار صدق موقفها من حل الدولتين، وعملية السلام عموماً. أما موقفها الحالي، الذي يرفض الاعتراف بدولة فلسطين، ويرى في أراضيها مناطق متنازعا عليها ل “إسرائيل” حق الاستيطان حيثما تشاء منها، وحق إجبار الدولة الفلسطينية، بالقوة أو بالتفاوض، على قبول التنازل عنها، فهو موقف يدمر حل الدولتين ويحوله إلى مطلب كلامي يتناقض جذريا مع ما كان يجب أن يترتب عليه من أفعال لصالح دولة فلسطين، منذ عام 1947 إلى اليوم.

 

تحاول السيدة كلينتون بيعنا بضاعة فاسدة تسميها حل الدولتين، يشجعها على ذلك وضع عربي شديد البؤس، ووضع فلسطيني أشد بؤسا وتهافتا. والآن: إذا كانت أمريكا و”إسرائيل” وحكومات العرب ومنظمات الفلسطينيين ضد فلسطين وقضيتها ودولتها، من أين سيأتي حل الدولتين؟ ومن ذا الذي سيفكر هناك وسيتمكن هنا من تطبيقه ومن وقف الاستيطان؟.

 

ليست فلسطين اليوم في متناول يد أحد غير يد “إسرائيل”. عندما ستصير في متناول أيدي شعبها وأمتها العربية، لن يتبجح أوباما أو غيره بقبول حل الدولتين بينما الاستيطان قائم على قدم وساق، وسيسارع إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وسيعتبرها قائمة بالفعل وليست فكرة في ضمير الغيب، وسيكون له شأن آخر مع “إسرائيل”، التي لن تتمكن عندئذ من القفز فوق خيالها، مثلما تفعل الآن، وستنفذ ما يريده عن يد وهي صاغرة .

 

لكن العرب في واد وفلسطين في واد. وفلسطين في واد ومنظماتها في واد آخر. فمن أين تأتي الحلول العادلة؟. ومن الذي سيوقف الحلول الجارية، التي تصهين القليل من أرض فلسطين، الذي لم تأخذه “إسرائيل” عليه عام ،1948 مع أنها فعلت ذلك بالأمس رغم وجود قرار ملزم بإقامة دولة فلسطينية، وتفعله اليوم في ظل كلام يترك لها حرية فعل ما تشاء، من دون أي التزام أمريكي بما يمكن أن يقرب فلسطين من أي حل عادل.

_______________________

دعوة أميركية صارت مملّة

بقلم :رأي البيان

2009-11-11 00:09:51 UAE

في كل مناسبة تأتي فيها واشنطن على سيرة «عملية السلام»، تدعو إسرائيل إلى «وقف النشاط غير الشرعي» في الاستيطان. جملة، تكاد تصبح مثل اللازمة في الأغنية. تتردد على غير طائل. حكومة نتانياهو، ترفض وتتجاهل. تزعم أن التوسع، أمر يقتضيه «النمو الطبيعي» للمستوطنات.

والإدارة الأميركية تكتفي بتكرار المعزوفة. وإسرائيل لا تبالي وتواصل بناء المزيد من الوحدات السكنية. وكأنها تعرف سلفاً بأن الإدارة لن تذهب إلى أبعد من هذه الاسطوانة المشروخة.

أول من أمس، خلال وجود نتانياهو في واشنطن وقبل اجتماعه بالرئيس أوباما؛ ردّدت مصادر البيت الأبيض الدعوة ذاتها. وكان الزائر قد كرّر، قبل ساعات من اللقاء، في كلمته أمام مؤتمر الجاليات اليهودية في شمال أميركا؛ رفضه لوقف الاستيطان، إذ زعم أنه «لم يسبق لحكومة إسرائيلية أن ارتضت بتقييد حركة الاستيطان، كما فعلت حكومته».

فالتقييد، بمعايير نتانياهو، تنازل كبير. وإذا كان تحدث عن الاستيطان بلغة التقليص ؟ الملغوم بكل حال - ؛ فإنه لم يأت على ذكر حلّ الدولتين ولو بالتلميح. فقط، دعا إلى «مفاوضات بهدف الوصول إلى اتفاقية سلام».

وبلغته المخادعة المعروفة، خاطب السلطة الفلسطينية بالدعوة إلى «اغتنام الفرصة للتوصل إلى اتفاقية تاريخية». مفردات مفتوحة على التأويل. المهم أنه لا مكان فيها، كالعادة، لكلمة دولة فلسطينية. صحيح أن البيت الأبيض أعطى أكثر من إشارة عدم رضا. لم يحدّد موعداً للاجتماع بنتانياهو، سوى قبل أربع وعشرين ساعة. وتعمّد أن يكون الموعد، ليليا ومحاطا بأقل قدر من الأضواء. كما أن الرئيس أوباما، لم يظهر مع ضيفه أمام الصحافة؛ بعد نهاية اللقاء.

وكان الرئيس قد ألغى خطابه أمام المؤتمر اليهودي أعلاه، بذريعة ضيق الوقت. كل ذلك علامات وإشارات ضيق وعدم ارتياح من مواقف وسياسات الحكومة الإسرائيلية. لكنها تبقى تعبيرات غير مترجمة على الأرض. الحرد، فقط، من نتانياهو؛ لا يثمر. كما لا يكفي الإدارة ترديد النغمة ذاتها، بأنها سوف تواصل محاولاتها «لإطلاق المفاوضات». فهذا تمرين أشبه بمحاولة طحن الهواء. مواجهة إسرائيل بنفس الدعوة اليتيمة، صارت نوعاً من المخاطبة المملّة.

عملياً، هي أقرب إلى الاستقالة المموهة؛ من الموضوع، لاسيما وأن تقارير أميركية ألمحت إلى أن الإدارة تتجّه «إلى الانسحاب بعض الشيء من العملية لمراجعة خياراتها والبحث عن آلية مقبولة» تؤدي إلى طاولة التفاوض. كما تعمل للحصول على «ضمانات تقنع الرئيس عباس بترشيح نفسه». إذا كانت الإدارة فعلاً جادة، فمفتاح الباب المغلق معروف مكانه ومعروفة طريقة فتحه. خارج ذلك، شراء وقت لنتانياهو.

 _____________________

الاندماجات وغياب التخطيط !

الجزيرة السعودية

11-11-2009

غياب التخطيط في العالم العربي يحمل انعكاسات سلبية تظهر ملامحها في أكثر من موضع، وكثيرا ما تسلط الأزمات الاقتصادية الضوء على جوانب هذا القصور، ومن المفارقات في ظل الأزمة المالية العالمية أن يتحدث القطاع الخاص العربي عن فرص الاندماج كأحد وسائل التكيف مع مستجدات وتطورات الأزمة في القطاع الخاص، في حين أن مثل هذا الطرح كان ينبغي تبنيه ضمن خطط استباقية قبل وقوع الفأس في الرأس.

 

ثمة معضلتان حقيقيتان أمام القطاع الخاص العربي لكي يشب عن طوق الرعاية ويعتمد على النفس ككيان صلب يعمل وفق شروط السوق والمنافسة المطردة التي يشهدها، الأولى تكمن في ثقافة الإدارة التقليدية التي ترفض التنازل عن مكتسبات الوظيفة حتى ولو على حساب الكفاءة والأخرى في تطوير البيئة التنظيمية والتشريعية التي تهيئ الطريق أمام الاندماجات في إطار صحي يضمن مصالح جميع الأطراف.

حماسة الاندماجات دفعت بعض الاقتصاديين إلى الدعوة إلى تشجيع الشركات على خوضها من خلال الدعم المباشر وغير المباشر باعتبار أن خيار الحاضر سيكون أهون من اضطرار المستقبل، ورغم ما يحمله هذا الطرح من تبسيط إلا أن معالجة الاندماجات وما يصاحبها من آثار ينبغي أن يشمل جميع الأطراف بما في ذلك العاملين الذين تتجه شركات الحجم الكبير إلى التقليل منهم لتخفيض التكاليف في سبيل تنافسيتها، الاستحواذات والاندماجات مرشحة للنمو في منطقة الخليج بنسبة 30% خلال الفترة المقبلة وفقا لأحدث الدراسات، الأمر الذي يستلزم الاستعداد التنظيمي والتشريعي لتفعيل ايجابياتها وتقليل سلبياتها استنادا إلى التخطيط الاستباقي ولو كان متأخرا.

____________________

تهديدات إسرائيلية .. للوفاق اللبناني

الجمهورية

11-11-2009

بدأت لبنان الشقيقة صفحة تاريخية جديدة بتشكيل حكومة الوفاق الوطني برئاسة سعدالدين الحريري. لتنهي صفحة مؤلمة من النزاعات الطائفية والخلافات السياسية الناجمة عن تدخلات خارجية في الشأن اللبناني.

 

أثار تشكيل الحكومة الجديدة جواً من الارتياح والأمل لدي كل القوي الحريصة علي استقلال لبنان ورفاهية شعبها.

 

ولكن علي العكس من ذلك. جاء رد الفعل الإسرائيلي علي لسان رئيس الأركان اشكنازي الذي وجه تهديدات سافرة إلي لبنان متذرعاً بما زعمه عن ترسانة الصواريخ لدي حزب الله.

 

إن التهديدات والضغوط الإسرائيلية تقترن عادة بأي تطور إيجابي في ملفات الصراعات العربية الداخلية لأن إسرائيل تري في اشتعال هذه الصراعات إضعافاً للعالم العربي وإلهاء له عن القضية الرئيسية.

 

وهي الصراع مع إسرائيل. التي تستحق كل جهد عربي من أجل بناء جدار صلد من التضامن قادر علي مواجهة المخططات العدوانية التوسعية الإسرائيلية التي تتمتع للأسف بغطاء كثيف من الحليف الأمريكي مهما تعددت صوره وألوانه وأقواله!

_______________________

بعد أربع سنوات على مشروع السكن الشبابي..استعصاءالأرض والإرادة ..!!...شباب طرطوس في دوامة الترقب..لعدم تأمين الأراضي اللازمة...إضبارة الاستملاك في رئاسة الوزراء...اعتراضا ت من الفلاحين والزراعة على استملاك العقارات المقترحة

تحقيقات

الثورة

الأربعاء 11-11-2009م

تحقيق: هيثم يحيى محمد

لماذا عجزت الجهات المحلية ذات العلاقة عن تأمين الأرض اللازمة للمؤسسة العامة للإسكان من أجل المباشرة ببناء السكن المكتتب عليها ؟

ماذا نقول ل /3774/ شاباً سدّدوا الدفعة الأولى المطلوبة للاكتتاب منذ منتصف العام 2005.. ومن ثم سدّدوا نحو /50/ قسطاً شهرياً حتى تاريخه دون أن يشعروا بأي اهتمام بمشروعهم.. ودون أن يلمسوا أية خطوات عملية لتنفيذه ؟ ترى بماذا نجيب هؤلاء على الأسئلة اليومية حول هذا المشروع بعد أن وصل اليأس إلى نفوسهم ؟‏

أسئلة.. وأسئلة تحتاج لإجابات من الجهات المسؤولة في المحافظة.. والعاصمة.. وتحتاج منا كإعلاميين إلى المتابعة الدائمة.. علنا ننجح في دفع تلك الجهات لتحويل اليأس إلى أمل جديد وإلى فعل على أرض الواقع بعد كل هذا الانتظار !.‏

بداية ماذا يقول مجلس مدينة طرطوس ؟‏

سبق وصدر قرار مجلس المدينة رقم /67/تاريخ 15/5/2007 المتضمن الموافقة على استملاك كامل العقارين / 84-130/ وأجراء العقارات /8-11-61 / من منطقة العنابية العقارية (بمساحة إجمالية تبلغ حوالي / 45/ هكتار) والتي تقع جميعها ضمن الحدود الإدارية وخارج المخطط التنظيمي لمدينة طرطوس.‏

وبعد صدور قرار مجلس المدينة وقيام الشركة العامة للدراسات والاستشارات الفنية بإجراء الرفع الطبوغرافي للمنطقة تمهيداً لدراستها وتنظيم المخططات الاستملاكية تقدم عدد من الأخوة الفلاحين باعتراضات على الاستملاك فتم تشكيل لجنة في المحافظة برئاسة عضو المكتب التنفيذي المختص وعضوية المعنيين بموضوع السكن الشبابي وتأمين الأراضي (رئيس مجلس المدينة ومدير الخدمات الفنية ورئيس اتحاد الفلاحين في المحافظة ومدير الزراعة ومدير فرع المؤسسة العامة للإسكان ومدير فرع شركة الدراسات ورئيس دائرة أملاك الدولة لمديرية الزراعة) وقد توصلت اللجنة بعد عدد من الاجتماعات إلى عدة مقترحات منها فيما يخص الموقع الكائن ضمن الحدود الإدارية لمدينة طرطوس:‏

أن يتم استملاك مساحة /70/ وذلك وفق المحضر رقم 400/ص/ 10/11/تاريخ 2/4/2008. بعد ذلك عقد اجتماع في وزارة الإدارة المحلية والبيئة بتاريخ 5/8/2008 برئاسة السيد الوزير وحضور كل من رئيس مجلس مدينة طرطوس ومدير عام المؤسسة العامة للإسكان والمعنيين بموضوع السكن الشبابي من الوزارة ومدينة طرطوس والمؤسسة حيث تم تكليف مجلس مدينة طرطوس بإعداد الإضبارة الاستملاكية لمساحة /20/ هكتار جنوب أبو عفصة والمحددة من قبل مجلس المدينة وفرع المؤسسة بطرطوس علماً بأن تحديد هذه المساحة ضمن المنطقة المخصصة سابقاً كان استنادا إلى إلى كتاب فرع المؤسسة العامة للإسكان بطرطوس رقم 712/ص تاريخ 28/7/2008 المرفوع إلى السيد المحافظ والذي يبين أسباب اختيار موقع أل /20/ هكتاراً استناداً إلى المخطط الطبوغرافي المنظم والمصدق من قبل الشركة العامة للدراسات والاستشارات الفنية وهي:‏

- طبيعة المنطقة الطبوغرافية.‏

- الابتعاد عن الإشغالات السكنية والصناعية والتجارية.‏

- الربط الطرقي الجيد بالشبكة الطرقية لتخديم المشروع مستقبلاً.‏

- التقيد بمساحة /20/ هكتار.‏

- مراعاة المناطق الخضراء المشجرة.‏

علماً بأن المنطقة المراد استملاكها تقع ضمن الحدود الإدارية ومجاورة للمخطط التنظيمي لمدينة (منطقة حماية).‏

وبناء عليه تم تنظيم الإضبارة الاستملاكية من أجل إقامة أبنية السكن الشبابي المطلوبة وتمت إحالتها إلى وزارة الإدارة المحلية بموجب كتابنا رقم 3301/ ص. ف تاريخ 29/4/2009 لإستمال أسباب صدور القرار اللازم.‏

الإسكان يشكو‏

أما مدير فرع مؤسسة الإسكان بطرطوس فيقول :‏

جرى الاكتتاب على مساكن السكن الشبابي بتاريخ 15/5/2005 وهي وفق الفئات التالية :‏

الفئة /1/ مساحة /80/م2 ك (مرحلة خمس سنوات) /250/ شقة + (مرحلة سبع سنوات) /2914/ شقة.‏

الفئة /ب/ مساحة /70/م2 : (مرحلة خمس سنوات) /200/ شقة + (مرحلة سبع سنوات) /251/ شقة.‏

الفئة /ج/ مساحة /65/ م2 : (مرحلة خمس سنوات) /50/ شقة + (مرحلة سبع سنوات) 109 شقة.‏

وحرصاً من المؤسسة العامة للإسكان على مصداقيتها بسبب تعثر تأمين الأراضي اللازمة للسكن الشبابي لعدم تجاوب مجلس مدينة طرطوس ووزارة الإدارة المحلية للقيام بتخصيص المؤسسة بالأراضي اللازمة لإنجاز هذا المشروع أسوة بباقي المحافظات قامت المؤسسة بشراء /38/ دونماً ضمن موقع ضاحية الباسل من المؤسسة الإجتماعية العسكرية حيث تتسع هذه الأرض ل/1037 / شقة سكنية وفق الجدول المرفق.‏

قامت الشركة العامة للدراسات والاستشارات الفنية بإنجاز الدراسة لهذا المشروع ويجري الآن العمل على إنجاز الأضابير الفنية اللازمة للإعلان عن هذه المناقصات والآن يجري العمل على فض عروض مناقصتين ل /10/ أبراج نموذج /80/م2 بتاريخ 8/11/2009.‏

أما بالنسبة للموقع الثاني منطقة جنوب أبو عفصة بمساحة /20/ هكتاراً بناء على المحضر رقم 400/ص/10/11 تاريخ 2/4/2008 جرى تخصيص المؤسسة العامة للإسكان بمنطقة جنوب أبو عفصة لأجزاء العقارات:‏

- العقار رقم /1/ منطقة العنابية العقارية.‏

- العقار رقم /61/ منطقة أبو عفصة العقارية.‏

- العقار رقم /8/ منطقة أبو عفصة العقارية.‏

وبتوجيهات السيد وزير الإدارة المحلية لمجلس مدينة طرطوس بالكتاب رقم 417/64/ت/ع تاريخ 11/8/2008 لإعداد الإضبارة الاستملاكية لهذه المنطقة تم إنجاز الإضبارة وإرسالها إلى وزارة الإدارة المحلية بالكتاب رقم 4528/ص/ف تاريخ 17/6/2009 متضمنة موافقة حزب البعث العربي الاشتراكي بالكتاب رقم 34/ص تاريخ 6/1/2009 ومحضر اللجنة الفرعية للاستملاك الذي عقد بتاريخ 21/1/2009.‏

وبناء على ما ذكر تم رفع الإضبارة الاستملاكية من وزارة الإدارة المحلية إلى السيد رئيس مجلس الوزراء بالكتاب تاريخ 19/10/2009 مع الرجاء الموافقة والتصديق.‏

و هذا الموقع يتسع ل /800/ شقة سكنية حيث أن الكثافة المثالية هي /200/ شخص في الهكتار أي /4000/ شخص بمتوسط عدد أفراد عائلة تبلغ /5/ أشخاص.‏

الموقع الثالث العقار /55/ منطقة أبو عفصة العقارية: ملك الجمهورية العربية السورية (دائرة أملاك الدولة) بمساحة إجمالية مقدارها /22/ هكتاراً.‏

وبناء على قرارات المحضر رقم 400/ص/10/11 تاريخ 2/4/2008 تم تخصيص المؤسسة العامة للإسكان بالعقار رقم /55/ منطقة أبو عفصة العقارية وتم تكليف دائرة أملاك الدولة ومديرية المصالح العقارية لإنجاز بيان حدود للعقار المسكون وحصر الإشغالات الموجودة فيه حيث قامت عناصرنا وعناصر المصالح العقارية وأملاك الدولة بعدة جولات للعقار وقمنا بترقين إشارة الآثار والمتاحف عن صحيفة العقار بالعقد رقم /3308/ تاريخ 16/9/2009 وهذا العقار يتسع ل/880/ شقة سكنية بكثافة مثالية /200/ شخص على الهكتار.‏

ويختم مدير فرع المؤسسة العامة للإسكان بالقول :‏

بناء على ما تقدم وعلى معطيات المواقع الثلاثة بالكامل تكون المؤسسة قد أنجزت ما مجموعه /2680/ شقة سكنية وتحتاج المؤسسة لما يزيد عن /25/ هكتار لإتمام مشروع السكن الشبابي بطرطوس.مع الإشارة إلى أن السيدة عضو المكتب التنفيذي المختص في مجلس المحافظة اتصلت بنا نهاية الأسبوع الماضي وقالت إنه سيتم عقد اجتماعات جديدة للبحث عن عقارات أخرى للسكن الشبابي بحجة أن قرارات الاستملاك للعقارات المحددة والمرفوعة لمجلس الوزراء (قد لا تصدر – بسبب اعتراضات الزراعة واتحاد الفلاحين وأصحاب الأراضي... وطبعاً هذا يعني أن الأمور ستعود لنقطة الصفر... مما سيهدد هذا المشروع الحيوي في طرطوس بالإلغاء !‏

في وزارة الإدارة المحلية‏

تابعت هذا الموضوع مع وزارة الإدارة المحلية فتبين لنا أنها رفعت إضبارة الاستملاك إلى رئاسة مجلس الوزراء بالكتاب 4835 /ب/ت ع تاريخ 19/10/2009 وينص الكتاب الموقع من السيد الوزير د. تامر الحجة علي مايلي :‏

إلى رئاسة مجلس الوزراء:‏

نرفع إليكم مشروع القرار المتضمن استملاك أجزاء عقارات من المنطقة العقارية العنابية وأبو عفصة لتنفيذ مشروع السكن الشبابي في مدينة طرطوس – محافظة طرطوس – وفق أحكام المرسوم التشريعي رقم 20/لعام 1983م مع العلم إن الموقع المراد استملاكه يقع خارج المخطط التنظيمي لمدينة طرطوس وضمن منطقة الحماية حسب ما ورد في تقرير اللجنة الفرعية رقم 2916/ ص تاريخ 12/2/2009 المرفق وقد تحفظ عليه كلاً من السادة : رئيس اللجنة الفرعية (مدير زراعة طرطوس) ورئيس اتحاد الفلاحين بطرطوس ورئيس فرع نقابة المهندسين الزراعيين بطرطوس ومقرر لجنة الاستملاك نظراً لوجود عشرة ألاف شجرة تقريباً بالموقع متنوعة حمضيات وزيتون وسرو ووجود أحد عشر بيتاً بلاستيكياً نظامية تزرع سنوياً بالخضار الباكورية (مرفق صور جوية للموقع).‏

بموجب كتاب الرفيق أمين فرع طرطوس رقم 34/ص تاريخ 6/1/2009 الموجه للسيد محافظ طرطوس تمت موافقة قيادة الفرع على الاستملاك وكذلك بموجب قرار المكتب التنفيذي رقم 67تاريخ 15/5/2007 تمت موافقة مجلس مدينة طرطوس وبموجب محضر الاجتماع رقم 417/ت ع تاريخ 11/8/2008 المصدق من السيد رئيس مجلس الوزراء الذي تقرر بموجب تكليف مجلس مدينة طرطوس بالاستملاك المطلوب موضوع الاضبارة وبموجب كتاب المؤسسة العامة للإسكان رقم 5945/3/1/ تاريخ 27/8/2009 تضمن طلب إعطاء الموضوع صفة الاستعجال للأهمية ولتتمكن من تنفيذ التزاماتها تجاه المكتتبين على المساكن الشبابية بطرطوس وفق المدد الزمنية المحددة لها واستناداً لما ورد أعلاه يرجى الموافقة على مشروع القرار واستكمال أسباب صدوره.‏

مرفقات‏

وقد أرفقت الوزارة مع هذا الكتاب مشروع قرار الاستملاك مع كتاب الإرسال وكتاب المؤسسة العامة للأسكان رقم 5945 تاريخ 27/8/2009 وجدول بأرقام العقارات المراد استملاكها ومناطقها العقارية وحضور الموقع (1) مصدق بالقرار /1101/ق تاريخ 30/4/2006 ومصور الاستملاك عدد (3)... والكشف التقديري /79/ مليون ليرة سورية (بيان بحالة الاعتماد) ومحضر الاجتماع رقم 467 /14/ت ع تاريخ 11/8/2008 ومحضر رقم 961 / ص / 10 تاريخ 20/5/2007 ورأي فرع الحزب في طرطوس بكتابه رقم 34/ص تاريخ 6/1/2009 وقرار المكتب التنفيذي رقم 67/تاريخ 15/5/2007 وتقرير بالوضع الإنتاجي + تقرير فني وأسباب موجبه وبيان باستكمال دراسة المشروع... وبيان بأن الأراضي ليست أملاك دولة وبيان بعدم خضوعها للقانون 60 وبيان بأنه لم يسبق استملاكها لصالح جهة عامة أخرى..ز الخ.‏

مضمون الاعتراضات‏

طبعاً الأضبارة قيد الدراسة في رئاسة مجلس الوزراء و لاندري إن كان صدر قرار نهائي بالاستملاك أم لا... وهنا لابد من الإشارة إلى مضمون اعتراضات الفلاحين أصحاب العقارات المراد استملاكها... واعتراضات مدير الزراعة ورئيس فرع نقابة المهندسين الزراعيين رئيس اتحاد الفلاحين المذكورة في كتاب السيد وزير الإدارة المحلية المرفوع لرئاسة مجلس الوزراء...‏

فأهالي وأعضاء جمعية أبو عفصة الفلاحية يؤكدون إن الأراضي المراد استملاكها زراعية بامتياز وفيها أشجار مثمرة (زيتون – حمضيات) عمرها أكثر من 40عاماً وأغلبها تروى بالتنقيط ويتساءلون: أليست هذه البساتين أهم من الكتل الأسمنتية؟ علماً أنه يمكن إقامة السكن الشبابي في مناطق غير زراعية ؟ أما مقرر لجنة الاستملاك فيتحفظ على الاستملاك لأنه يضر بالمساحات الزراعية الخصبة والأشجار... ورئيس اتحاد الفلاحين يتحفظ على الاستملاك لعدم موافقة الجمعية الفلاحية في المنطقة المراد استملاك العقارات فيها بناء على كتاب الاتحاد العام للفلاحين رقم 1330 تاريخ 14/8/2008 المستند إلى كتاب من الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش... ورئيس اللجنة (مدير زراعة طرطوس) يتحفظ كون الاستملاك المطلوب يشكل ضرراً على الفلاحين ومعيشتهم وسكنهم.‏

وهنا نقول من حق الأخوة الفلاحين الاعتراض كون هذه الأراضي في طرطوس زراعية ومشجرة أو حراجية فإنه يصعب أو يستحيل الاستملاك إذا اشترطنا أن تكون الأراضي غير زراعية وغير مشجرة... وبالتالي وفي ضوء أهمية مشروع السكن الشبابي وضرورة استملاك أراضي له فإنه في حال الاستملاك لا بد من إعطاء تعويض ممتاز لأصحاب العقارات يساعدهم على شراء عقارات جديدة للعمل فيها أو على توفير مصادر دخل لهم تعوضهم عن عقاراتهم...‏

أما في حال عدم الاستملاك لهذه العقارات فلابد من بدائل أخرى وسريعاً لأنه لا يعقل أن ينتظر المكتتبون كل هذه السنوات وليسددوا كل الأقساط المطلوبة منهم ثم نقول لهم : فشلنا في تأمين أراض لمشروعكم.‏

ختاماً‏

كل هذه المعطيات نضعها بتصرف الحكومة ومن يهمهم الأمر.. آملين سرعة القرارات والمعالجات.‏

_________________

التقنيات.. لزعزعة الاستقرار أيضاً!

موقع: GLOBAL RESERCH

ترجمة

الثورة

الأربعاء 11-11-2009م

ترجمة: حسن حسن

رعت وزارة الخارجية الأميركية مؤتمر تحالف حركات الشباب الذي استضافته مدينة المكسيك مابين 15 و16 تشرين الأول الماضي، وهو مؤتمر كُرسَ لاستخدام التقنيات الحديثة بهدف إسقاط الأنظمة المعادية للإمبريالية.

وقد تضمن المؤتمر إلقاء وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خطاباً عبر شبكة الأنترنت، ودعوة الخارجية الأميركية للعديد من «المندوبين» من بينهم شخصيات لها صلة بحركات زعزعة الاستقرار في أميركا اللاتينية أمثال: الفنزويلي يون غوكوشيا ورافائيل ديلاغادو، والكوبي مارك واتتنهايم وسواهم وقد بلغ عدد هؤلاء 43 مندوباً قدموا من جميع أنحاء العالم (سيريلانكا) الهند، كندا، المملكة المتحدة، كولومبيا، البيرو، البرازيل، لبنان، جامايكا، إيرلندا، مولدافيا، ماليزيا، الولايات المتحدة والمكسيك).‏

وقد شكل المندوبون والخطباء مزيجاً متنوعاً من ممثلي التقنيات الحديثة وموظفي وكالات الأنباء المختصين بالانقلابات وزعزعة الاستقرار في البلدان الرافضة الرضوخ لمخططات الولايات المتحدة الأميركية والانضواء تحت رايتها.‏

دون أدنى شك فإن هذا الانسجام والتوافق بين وكالات الأنباء والتقنيات المدنية، والزعماء السياسيين الشباب الذين وقع عليهم الاختيار من قبل وزارة الخارجية الأميركية، يمثل استراتيجية جديدة «لإسقاط الأنظمة» علاوة على ذلك جاء المؤتمر ليؤكد الدعم السياسي والمالي الذي تقدمه الولايات المتحدة لحركة المعارضة الطلابية في فنزويلا، ولتقدم للرأي العام الدليل القاطع على الارتباط الوثيق بين واشنطن والتقنيات الحديثة.‏

وطبقاً للتعريف الخاص بالدبلوماسية الأميركية فإن تحالف حركات الشباب أبصر النور في عام 2008، وقد جاء رداً على ظهور فئة من الشباب المجهولين على المسرح الدولي، سيطروا على التقنيات الأكثر حداثة وقدموا إنجازات خارقة، إذ تمكنوا من إحداث تحولات حقيقية وكبرى في بلدان مثل: كولومبيا، إيران ومولدافيا وذلك من خلال استخدام هذه التقنيات الشائعة للوصول والتأثير في عقول الشباب، ولم تكن تلك سوى البداية!.‏

لقد كانت أولى العمليات التي خاضتها وكالة الاستخبارات الأميركية وبنجاح في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي هي إنشاء مجلس للحرية والثقافة في أوروبا، وقد صمم هذا المجلس لاختراق واستخدام المجالات التي يشغلها الفن، والجامعات والمفكرون والحركات الاجتماعية وذلك للحد من المد الشيوعي، وقد امتد اللجوء إلى الثقافة كأداة لتسويق الأجندة الإمبريالية إلى مابعد الحرب الباردة.‏

وبينما تزداد ظاهرة التبعية للتقنية أكثر فأكثر يجري استغلالها والاستفادة منها بدقة وبراعة أكبر، ومن هذه التقنيات المدنيةface book twittre التي تكاملت مع تمويل عمليات السي آي إيه، على سبيل المثال m-@-tel وهي شبكة متخصصة ب «الاستفادة من مصادر المعلومات» وتعمل حالياً كشبكة لتجنيد (عملاء) وإعدادهم لخدمة مصلحة الإمبراطورية كما أن الطاقةالتي تتضمنها هذه التقنيات لإحداث الآثار النفسية ونشر الدعاية (البروباغندا) هائلة ولامحدودة فهي تستطيع نشر رسائل إعلامية في زمن قياسي على مستوى الكوكب الذي نعيش عليه، ولاينقص سوى استراتيجية لاستغلال هذه الطاقة.‏

وقد كان من بين الخطباء ثلاثة أعدوا الحملة الرئاسية لباراك أوباما، وهم جوي روز بارس وسكوت غولدستاين، وسام غراهام فيلسون، هؤلاء الذين قادوا أوباما إلى النصر و الفوز بالرئاسة، عملوا يداً بيد مع وكالات الأنباء في واشنطن لإعداد استراتيجية كاملة مؤلفة من قوتين سياسيتين جديدتين هما: الشباب والتقنيات الحديثة، وهذا التآلف كان لابد وأن يمكن وكالة المخابرات الأميركية من بلوغ هدف لم تنجح به بعد سنين من العمل والجهد المضني ألا وهوتغيير نظام لايستجيب للمطالب الأميركية، ودون أن تظهر يد واشنطن في دعمها للحركة الطلابية (مانوس بلانكس) في فنزويلا، والاحتجاجات المناهضة للشيوعية في مولدافيا، والمظاهرات ضد الحكومة الإيرانية.‏

إن تحالف حركات الشباب ماهو إلا فصل مخططات زعزعة الاستقرار في البلدان المعادية للإمبريالية والتي تحاول الحفاظ على سيادتها وترفض أي شكل من أشكال التبعية والهيمنة.‏

وتؤكد ازدواجية المعايير الأخلاقية لواشنطن الأمر التالي في وقت تدعم فيه وزارة الخارجية الأميركية وتمول وترعى حركات الشباب في بلدان أخرى باستخدام التقنيات الحديثة لزرع الفوضى، وقلب أنظمة الحكم، تقوم الولايات المتحدة بتجريم من يلجؤون إلى التقنيات نفسها للدعوة إلى مظاهرات مناهضة لسياسات واشنطن وقد حدث هذا منذ أكثر من ثلاثة أسابيع عندما أوقفت مواطنين أميركيين استخدموا شبكة twittre قاموا بالدعوة للتظاهر ضد قمة العشرين التي عقدت في مدينة بيتسبيرغ، والإجراءات القمعية التي يمارسها رجال الأمن (البوليس).‏

بقلم: إيفاغولينغر‏

___________________

مسؤولية إيران..

الافتتاحية

الأربعاء 11-11-2009م

الثورة

بقلم : رئيس التحرير - أسعد عبود

لسنا أبداً مع إنتاج إيران للسلاح النووي.. لا إيران ولا غيرها.. لا في منطقتنا ولا في العالم... نحن مع إزالة هذا الخطر من العالم ومن منطقتنا أولاً.. بذلك طالبنا.. وعلى ذلك صوتنا.. ولم ولن نتراجع عنه..

إن حالة التحريض الوحيدة لتفكير دول المنطقة بالسلاح النووي هو الترسانة الإسرائيلية التي لا يجهلها كل أولئك «المناضلين» لمنع إيران من إنتاج السلاح النووي..‏

إيران تقول: لن ننتج سلاحاً نووياً.. إنما نريد صناعة نووية للأغراض السلمية..‏

إسرائيل تمتلك السلاح النووي..‏

فلماذا لا يوظف «المناضلون» جهودهم في مواجهة ما هو قائم وثابت ومحرض؟ والاكتفاء بمراقبة الآخر إن كان لا أرضية للثقة؟!‏

لسورية علاقات ممتازة ومتميزة مع إيران، يصرّ عليها البلدان، والطبيعي أن تستمر وتقوى، لأنها ليست ضد أحد..‏

بل هي سند مهم جداً في مستقبل أمن واستقرار المنطقة.. وسورية أعلنت أكثر من مرة عن استعدادها للمساعدة في تفهم وجهة النظر الإيرانية، لكل من يجد في نفسه ما يريد أن يسأل عنه أو يتأكد منه..‏

أما من ناحية الإنتاج النووي للقضايا السلمية.. فالمسألة مختلفة تماماً..‏

هذا حق لكل الشعوب لا تنازل عنه ولا وصاية عليه إلا من قبل الهيئات المعنية مباشرة والمقرة دولياً..‏

إيران المتقدمة نسبياً في الصناعة النووية تتحمل مسؤولية تاريخية في ألا تقرّ بأي شيء يقيد حق الدول بنتائج تطبيق علوم الطاقة النووية في الصناعات السلمية.‏

من الواضح أن الجمهورية الإسلامية تخوض حواراً طويلاً مع أكثر من جهة عبر «5+1» أو غيرها..‏

وتؤدي عملاً دبلوماسياً ناجحاً ولافتاً، بما يؤكد سلمية مواقفها وعدم توجهها للسلاح النووي بل للإنتاج النووي السلمي.‏

لعل للتجربة الإيرانية خصوصية غير مسبوقة من ناحية إقدام دولة في العالم الثالث على مثل هذه التجربة التطبيقية الصناعية للعلوم الحديثة.. وبالتالي هي ترسم - بشكل ما - توجهاً عالمياً تاريخياً له علاقة مباشرة بحقوق شعوب العالم في هذه الإنجازات العلمية..‏

يعني:‏

في حالة تراجع الموقف الإيراني عن هذه الحقوق المقرّ بها وفق القوانين والشرعات الدولية، هي تقدم سابقة تعوق طموحات شعوب العالم المشروعة للوصول إلى هذه الصناعة التي لا بد منها مستقبلاً..‏

وفي حالة استمرار النجاح الإيراني في الحوار والمحادثات والفهم والتفهم والإصرار على الحقوق.. أيضاً هي ستقدم سابقة إيجابية للعالم كله من جانبين:‏

1-تأكيد حقوق شعوب العالم بالإنتاج النووي السلمي.‏

2-تعزيز ثقة العالم ودوله الكبرى بأن الشعوب في العالم «الثالث» قادرة من جهة ولا توظف مقدراتها للحروب فقط من جهة ثانية.‏

نحن ضد السلاح النووي في منطقتنا وفي العالم.. لكننا مع حق الإنتاج النووي السلمي، وبقوة.‏

a-abboud@scs-net.org

___________________

الحل النهائي عند نتنياهو هو الوضع الحالي

المستقبل - الاربعاء 11 تشرين الثاني 2009

العدد 3480 - رأي و فكر - صفحة 19

رضوان السيد

عندما التقت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مع أبو مازن في أبو ظبي، ما كذبت عليه، بل صارحته بأنه "ليس في الإمكان أبدع مما كان". وقالت له: إن نتنياهو لن يتنازل أكثر، لكن استمرار الهدوء على الجبهات، والدخول في التفاوض، سوف يوقظ الآمال لدى الشعبين بالاستقرار والسلام. وستكون الضغوط من الأميركيين والأوروبيين والروس قوية، بحيث يضطر الإسرائيلي للقبول. ويبدو أن فكرة "الضمانات" ما طرحت من الجانبين.

فالسلطة الفلسطينية صارت مقيدة الأيدي والأرجل بضغوط الرأي العام الفلسطيني والعربي وليس بضغوط حماس. فأبو مازن ما عاد يستطيع الدخول في العملية إلا بشرطين: وقف الاستيطان، وايضاح مرجعية التفاوض.

وكان التنازل الذي قدمه الرجل من قبل فيما يتعلق بتأجيل البت بتقرير غولدستون، مرده الى وعد أميركي بأنه إن فعل ذلك، فسيسهل اقناع نتنياهو بالتفاوض بشروط مقبولة. بيد أن هياج الرأي العام العربي من جهة، وتشبث إسرائيل بمقولة "التفاوض وحتى بدون شروط" من جهة ثانية، دفعا السلطة والعرب الى طرح التقرير من جديد حيث حصلت الموافقة عليه، فأحيل الى الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

بيد أن فصل التقرير فصل مضى وانقضى وما نحن فيه فصل آخر. إذ اعتقد نتنياهو أن اندفاع الأميركيين واضطرار الفلسطينيين، سيدفعهما للقبول بأي شيء.

وقد ثبت ذلك لدى الأميركيين، لكن السلطة الفلسطينية ما استطاعته للأسباب السالفة الذكر. وهكذا وبعد تسعة أشهر من الضغط على إسرائيل انصب الضغط على أبو مازن مرة واحدة لدفعه للقبول بالتفاوض مع استمرار الاستيطان. ودونما ايضاح لأهداف التفاوض وغاياته! وعندما لم تنفع همسات جورج ميتشل ومناشدات هيلاري كلينتون في جذب ابو مازن بعد الدرس الذي تلقاه، أعلن الأميركيون عن غضبهم وقالوا إن الفلسطينيين يضيعون الفرص عبثاً! بيد أن الوزيرة الأميركية التي ذهبت لمنتدى المستقبل بمراكش فوجئت بأمرين: هياج وزراء الخارجية العرب هناك، والأمر الثاني اجتماع الملك الأردني والرئيس المصري (اللذين لهما اتفاقية سلام مع إسرائيل)، وإعلانهما عن دعم أبو مازن في رفضه لعدوانية نتنياهو! وهكذا وبعد أن أكدت كلينتون بمراكش أن ما قدمه نتنياهو غير كاف، وأن الولايات المتحدة لا تزال تقول بلاشرعية الاستيطان، جاءت الى مصر لتسمع نغمة مختلفة بعض الشيء. فالمصريون يطلبون للفلسطينيين والعرب ضمانات في أمرين: التفاوض على سائر المسائل بما في ذلك القدس والمستوطنات، والثاني أن يكون هدف التفاوض إقامة الدولة الفلسطينية في حدود العام 1967.

وهكذا فإن المخرج من المأزق الذي تعرضه مصر (وربما الأردن) يتعلق ببدء التفاوض دون وقف الاستيطان لكنه يريد تأكيدات أميركية على معالجة كل مسائل الحل النهائي بما في ذلك المستوطنات والقدس الشرقية، وأن تقوم الدولة الفلسطينية خلال سنتين. وقد ذكرت كلينتون ذلك بالفعل أو تعهدت به علناً بعد مقابلتها الرئيس مبارك.

والواقع الظاهر للعيان أن الوضع ليس على ما يرام لكل الأطراف وبخاصة الطرفين العربي والأميركي مع الفارق طبعاً. فالفلسطينيون لن يستيطعوا البدء في التفاوض إلا بالشرطين، رغم انفتاح المصريين. وما تقوله كلينتون عبثي حتى لو كانت جادة فيه. والذي يقبل الموافقة على إقامة دولة فلسطينية بحدود 1967 بما في ذلك القدس وبدون المستوطنات بعد أشهر أو سنة، كيف لا يتمكن من ايقاف بناء المستوطنات لستة أشهر أو تسعة. ولست أدري على أي أساس استند أوباما في تفاؤله في كلماته الكثيرة وكأنما هو لا يعرف مدى انحياز المؤسسات الأميركية لإسرائيل بالباطل قبل الحق!

والوقت الآن ليس لشتم أوباما أو حتى الولايات المتحدة، وإنما التفكير بماذا نفعل في عهد حكومة نتنياهو التي لا تريد السلام ولا تستطيعه؟! صائب عريقات دعا للتفكير في حل الدولة الواحدة ذات الشعبين ما دام هدف إقامة الدولة المستقلة يوشك أن يسقط، وهذه فكرة جريئة لكنها أبعد من حل الدولتين. فالحكومة الإسرائيلية تتحدث ودونما اعتراض من أحد عن "يهودية دولة إسرائيل". ومن الواضح أن هذا لن يكون إذا صار الفلسطينيون فيها النصف أو أكثر. وهكذا فالإسرائيليون لا يريدون السلام والانسحاب، كما لا يقبلون أن يعيش العرب واليهود معاً في دولة واحدة يتساوى فيها الناس في الحقوق والواجبات، وهي ثنائية القومية! فالوضع المثالي الذي يقولون به اذن هو الوضع الحالي حيث هم دولة محتلة تستمر في بناء المستوطنات على الأراضي التي تحتلها بالقوة.

ويقوم جيشها في كل فترة بغارات على مناطق احتلاله وخارجها لمكافحة الإرهابيين والمتمردين على الاحتلال بالذات! والقرارات الدولية تتوالى وسوف تتوالى، لكن ليس لدى المجتمع الدولي العزيمة على فرض قراراته منذ القرار رقم 194 عام 1947!

ماذا نفعل إذن والآن؟ من نافلة القول الدعوة الى التوحد الفلسطيني/الفلسطيني. لكن حماساً لن توافق على أي حل مهما حاولت مصر. لأن الحل سيتضمن إجراء انتخابات تخشى حماس خسارتها. ولأن أفق السلام مسدود فتستطيع حماس الاعتصام بغزة كما فعلت حتى الآن، لأن كل الآخرين لا يملكون أفقاً آخر يعرضونه على الشعب الفلسطيني.

فالكرة الآن في ملعب السلطة الفلسطينية التي راهنت على السلام. وتستطيع حماس أن تقول إنها أدركت منذ البداية أنه لا أمل في التقدم باتجاه استعادة الأرض والاستقلال من طريق التفاوض، ولذلك فهي تتشبث بالسيطرة على غزة لحين بروز شيء جدي في الأفق. وإذا كنا نذكر ذلك عن حماس، فلننتبه الى كرة النار المرمية باتجاه عباس إذ أجاب عباس عليها بالإعلان عن عدم ترشحه للرئاسة الفلسطينية مرة ثانية بعد شهرين. وهو يعقتد بذلك انه يُرعب الأميركيين والإسرائيليين، لاتجاه الأمور الى التطرف وتراجع معسكر الاعتدال. وقد يزعج ذلك الولايات المتحدة بالفعل لبعض الوقت، أما الإسرائيليون فسيسرهم الخبر، لانهم يستطيعون القول بالفعل: ما عاد عندنا شريك للتفاوض معه! على أن ذلك كله قد لا يكون أكثر من ألاعيب تطرأ عليها عوامل التغيير والتبديل. لكن يبقى أنه لا ينبغي الاستخفاف بخطاب محمود عباس الذي وردت فيه مسألة الاعراض عن الترشح للرئاسة. فهذا الموقف ينبغي أن يساوقه موقف عربي بدأ بالفعل بدعوة لجنة المتابعة للاجتماع بالجامعة العربية، ثم ينبغي أن يعقب ذلك إدارة عربية فلسطينية للمسألة، تشارك فيها سائر الأطراف.

والذي أعتقده أن الأميركيين والأوروبيين محتاجون لمحمود عباس وللعرب أكثر بكثير من حاجة عباس والعرب لهم، فالآن الآن، تبدأ الاستراتيجية العربية للتفاوض على أساس المرجعيتين: حدود العام 1967، والمبادرة العربية للسلام.

______________________

كتاب

قواعد التنوير: تغييب الرأي الآخر انتصار للغوغائية

عفيف رزق

السفير

11-11-2009

بعد أن تنتهي من قراءة كتاب «قواعد التنوير» للباحث المفكر محمد الحداد تشعر بأن الانطباع «الاستفزازي» الذي جاء في التصدير ودفعك إلى هذه القراءة، هو في محله لأن المواضيع والقضايا التي استعرضها وناقشها المؤلف، حتى ولو كان بعضها قد أثير سابقا، فإن تردداتها ما زالت تتفاعل وهي شغلت الرأي العام العربي والإسلامي، لأهميتها وتأثيراتها، الايجابية والسلبية معا. فموقف المفكر الفرنسي ارنست رينان من الإسلام ورد العلامة الإسلامي الأفغاني عليه، يترددان في مواقف الإصلاحيين والتقليديين العرب والمسلمين، ولا يستطيع أحد تجاهل ما كان لموقف البابا بيندكت السادس عشر الذي أعلنه في المحاضرة التي ألقاها في العام 2006 من تأثير على العلاقات الإسلامية  الغربية (المسيحيين)، أما قضايا أمثال «التكفير» و«عقيدة الفرقة الناجية» وغيرهما من القضايا الساخنة التي تأخذ بها قطاعات واسعة من المجتمعات العربية والمسلمة فهي مدار خلاف حاد بين من يرى التخلي عنها ومن يرى تعزيزها...

أما ما جاء في التصدير فهو: «اذا كنت مسلما تقليديا فقد تزعجك بعض أجزاء هذا الكتاب، أما اذا كنت مسلما مستنيرا فستدرك أن الحوار خاصية العصر الحديث، ولا حوار دون اختلاف ومن دون قدرة على تحمل الرأي المختلف أو المخالف. حوار المجاملة لا فائدة منه، وكذلك لا جدوى من محاورة من كان على مثل رأيك»، وليكمل المؤلف الإطار النظري الذي سيعالج من ضمنه القضايا والمواضيع الشائكة، يرى أن الحوار في مرحلة العولمة التي نعيشها، هو جزء من عملية إنشاء المعنى بعد أن قبل مبدأ التعددية التأويلية في المعطى الواحد، كما أنه يفرّق بين الحوار والجدل الذي يُقصد منه تغلب طرف على آخر، وعن المجاملة التي تسكت عن الموقف مراعاة لمشاعر الآخر.

تأتي في طليعة المحور الأول المناظرة المشهورة التي حصلت في العام 1883 بين الفيلسوف الفرنسي ارنست رينان وأحد رواد النهضة جمال الدين الأفغاني. لقد انتقد رينان الوضع في الدول التي «يحكمها الإسلام والبؤس الفكري للأعراق التي لا تقتبس ثقافتها وتعليمها إلا من هذه الديانة»، ويضيف رينان، أن المسلم يحتقر «التعليم والعلوم وكل ما يميز العقل الأوروبي لأنه يعتقد أن الله يمنح الثروة والسلطان بمشيئته فلا دخل في ذلك للتعليم والاستحقاق». لقد طاول نقد رينان التربية، وخاصة الدينية منها، التي كانت سائدة في المجتمعات العربية، وجاء في محاضرته «قد ينشأ الطفل بعقل يقظ لكن التربية الدينية تحوله في سن العاشرة أو الثانية عشرة إلى كائن متعصب...».

بمنهج تميز بالموضوعية والشمولية والاطلاع على مختلف النقاط الرئيسية للمحاضرة جاء رد الأفغاني حيث قال: تقوم محاضرة السيد رينان على فكرتين رئيسيتين، الأولى أن الديانة الإسلامية هي في جوهرها ديانة تناقض العلوم، والثانية أن الأمة العربية تبغض في طبعها الفلسفة وعلوم ما بعد الطبيعة. دحض الأفغاني الفكرة الأولى بقوله: «لا توجد بين الأمم أمة قادرة منذ النشأة أن تتبع طريق العقل المحض...». فأتباع هذه الأمة يخيم، في البداية، عليهم الرعب والخوف، كما أنهم لا يستطيعون تمييز الخير عن الشر، ومن الطبيعي أن يسلم هؤلاء أمرهم الى معلمين يرشدونهم إلى الطريق الصحيح، ويتبع الأفغاني مناقشته لهذه الفكرة بالسؤال التالي: «بماذا تختلف الديانة الإسلامية عن غيرها من الديانات؟ أليست الأديان جميعا تشترك في التعصب، كل بطريقته الخاصة؟». ولتأكيد صحة حجته، يعطي الأفغاني بعض الأمثلة المستندة إلى وقائع تاريخية، منها انه «عندما دخلت الديانة المسيحية أثينا والإسكندرية، دخلت متواضعة متوددة، لكنها عندما استقرت فيهما كان أول همها إلغاء العلوم الحقيقية والفلسفة...»، تلك سنة الأديان، فعندما تقوى هذه وتسود تتجه الى إلغاء الفلسفة، وكذلك تسلك الفلسفة اذا آلت اليها السيادة... «سيستمر الصراع بين العقيدة والنظر الحر وبين الدين والفلسفة استمرار التاريخ الإنساني»، مع إبداء خشيته من أن لا تكون الغلبة دائما للنظر الحر؟

وبالنسبة للفكرة الثانية يؤكد الأفغاني أن الأمة العربية خرجت من الوضع الذي كانت عليه في الجاهلية «وأخذت تسير في طريق التقدم العلمي والذهني في سرعة لا تعادلها إلا سرعة الفتوحات..». لقد تمكنت الأمة العربية من أن تستوعب كل العلوم الإغريقية والفارسية خلال مدة لا تتجاوز القرن من الزمن، كما شهدت المجتمعات التي كانت خاضعة لسلطة العرب تقدماً مدهشاً في ميادين العلوم. وبروح العالم المتمكن يرى الأفغاني أن روما وبيزنطة لم تكونا أقرب للعرب وعاصمتهم بغداد من الفرنسيين والألمان والانكليز «فلماذا لم يبذل هؤلاء جهداً في سبيل استغلال الكنوز العلمية المطمورة في تينك المدينتين الى أن أنارت المدنية العربية على قمم جبال البيرينية وأشعت ضياء وبهاء على الغرب»، ويمضي الأفغاني في تفنيده أقوال رينان فيرى أن الأوروبيين استقبلوا أرسطو بعد توشحه بالزي العربي، ولم يهتموا به عندما كان قابعا بين جيرانهم اليونان، فالعرب لم يكونوا غائبين لا عن الحركة العلمية ولا عن الفلسفة في القرون الوسطى، يكفي أن نذكر منهم من لا يستطيع أحد تجاهل دوره في ميادين الفلسفة والعلوم كابن رشد وابن باجة وابن طفيل. وحتى الحرانيون الذين يذكرهم رينان كانوا عربا مع أنهم حافظوا على أتباع ديانتهم القديمة وهي الصابئية، كما أن العرب الذين احتلوا اسبانيا والأندلس لم يفقدوا جنسيتهم وظلوا عربا. يرى الأفغاني أن رينان رسم هيئة الفتى العربي «في عبارات قاسية»، فهذا الفتى «ينتمي الى جنس ترك بالغ الأثر عند دخوله حلبة التاريخ، ولم يكن أثره السيف وحده فقد قدم أيضا الأعمال الجليلة التي تثبت ولعه بالعلوم جميعا ومنها الفلسفة..».

في اليوم التالي لنشر رد الأفغاني في صحيفة «لوديبا» التي كانت قد نشرت نص محاضرة رينان، رد هذا الأخير ومن أبرز ما جاء فيه: موافقته الأفغاني بأن كل أديان الوحي تعادي العلم الوضعي، وان المسيحية، في هذا المجال، ليست بأقل ذنب من الإسلام، فلم يكن مصير غاليليه مع الكاثوليك بأفضل من مصير ابن رشد بين المسلمين «وصل غاليليه الى الحقيقة في بلد كاثوليكي على الرغم من الكاثوليك، كما تفلسف ابن رشد بنبل في بلد مسلم على الرغم من الإسلام».

يرى المؤلف أن الضجة التي أثارتها هذه المناظرة تعود بالدرجة الأولى لمكانة الفيلسوف رينان، ثم لوجود مفكرين عرب في الغرب، ومنهم الأفغاني، يتمتعون بفكر حر ويحترمون الرأي الآخر ولو كانوا على خلاف معه. أما اللغط الذي رافقها فكان بسبب عدم الاطلاع عليها تماما، وان مضمونها خضع لمنهج «القراءة الأبوية» التي تمنح الحق لطرف ما في أن يحدد للقارئ ما هو مسموح له بقراءته وما هو غير مسموح، وعندما نتخلى عن هذه القراءة تصبح القاعدة معاملة القارئ معاملة الراشد، وتصبح القراءة فضولا معرفيا قبل أن تكون تحديدا للحق والباطل، «وما يحدث اليوم يشبه المناخ الذي حدثت فيه تلك المناظرة».

يتضمن هذا المحور أيضا محاضرة رئيس الكنيسة الرومية البابا بيندكت السادس عشر في 12 أيلول 2006، حيث ورد فيها تعريض بالعلاقة بين الإسلام والعنف. يأخذ المؤلف على أن الردود العربية  الإسلامية على المحاضرة كان مصدرها، في الغالب، أجهزة الإعلام، لذلك سيلجأ إلى النص الكامل للمحاضرة ويضعها في سياقها التاريخي. فالبابا ألقى المحاضرة في جامعة ألمانية أمام مجموعة من الطلاب استعاد ذكرياته أيام التدريس الجامعي. أما مضمون ما جاء فيها عن العلاقة بين الإسلام والعنف فهو أن البابا استحضر جزءا من حوار بين الامبراطور البيزنطي المثقف مانويل الثاني وعالم فارسي جرى عام 1391 وموضوعه «المسيحية والإسلام وحقيقة كل منهما». لقد تطرق الامبراطور الى موضوع الجهاد والحرب المقدسة، وكان يعرف جيدا السورة الثانية من القرآن التي تنص على أن «لا إكراه في الدين»، كان يعرف ايضا «الأحكام التي طُورت بعد ذلك وذكرت الحرب المقدسة..». قال البابا إن الامبراطور لم يتوقف عند هذه التفاصيل «ولا عند الفارق في التعامل مع أهل الكتاب والوثنيين»، بل واجه مخاطبه بفجاجة مفاجئة تثير استغرابنا، ووجه إليه ببساطة السؤال المركزي حول العلاقة بين الدين والعنف بصورة عامة، فقال له «بيّن لي ماذا قدّم محمد من جديد، انك لا تجد إلا أشياء قبيحة وغير إنسانية، مثل نشر رسالته بالسيف؟». يرى المؤلف أن الجزء الأساسي من المحاضرة يتمحور حول التوافق بين العقل والإيمان المسيحي وبين الفلسفة اليونانية والكتاب المقدس.

ومن قراءة متأنية لما جاء فيها نستنتج أنها مزعجة لأطراف عديدة: مزعجة لليهود لأنها تعتبر اليهودية «مجرد ديانة تهيئة وعبور للمسيحية»، ومزعجة للأرثوذكس لأن البابا «تحدث عن مانويل الثاني وبيزنطة ولاهوت الآباء وكأنه تراث روما..»، ومزعجة لأتباع «الكنائس المسيحية غير الأوروبية لأنها ترفض دعواتهم لتأكيد الخصوصية الثقافية لكنائسهم..»، ومزعجة «للعلمانيين لأنها تعتبر الأنوار الحقيقية هي الوفاق بين الفلسفة الاغريقية والديانة المسيحية دون الفلسفة الحديثة..»، ويضيف الكاتب أن المحاضرة بالأساس موجعة ضد البروتستانت الذين «أفسدوا الوفاق بين العقل والإيمان بالتيه في مسالك الفلسفة الحديثة وتحويل اللاهوت عن أصله وطبيعته تحت ضغط هذه الفلسفة النافية للمشغل الديني..». أما في ما خص الإسلام، فالمحاضرة تتضمن «فقرة عارضة جاء فيها ذكر الإسلام..». لقد حوّلت ردود الفعل الإسلامية المحاضرة الى وجهة اخرى فإذا بالأطراف المذكورة أعلاه تتخذ موقفا موحدا ضد «هذه الردود التي تراوحت بين العنف الذي تمثل في تعبئة الجموع وتنظيم التظاهرات العنيفة وإحراق رموز الديانة المسيحية واعتداءات واغتيالات..». ليغيب الرأي الآخر بغياب المناقشة العلمية الدقيقة تحت وطأة الغوغائية. ومع ذلك يكمل المؤلف تحليله للفكرة المتعلقة بالإسلام فيجد أن البابا وصف رأي الامبراطور في الإسلام بأنه «معروض بفجاجة تذهلنا اليوم»، وأننا لا نعرف عن مضمون «المحاضرة أكثر مما نقله أحد طرفيها دون الطرف الآخر». ويعلق الكاتب على هاتين الإشارتين بسؤال عما اذا كان المقصود تنصل «المحاضر من مسؤولية المقول؟»، أم «المقصود أن يتأسف لغياب تقاليد الحوار الصريح اليوم..». هذان التأويلان ممكنان لمقصد المحاضر ولا يمكن ترجيح أحدهما على الآخر، أما التأويل الثالث الذي ذهب اليه «المحتجون من المسلمين والذي يعتبر أن البابا استشهد برأي الامبراطور البيزنطي لاقتناعه به، فهو يتجاوز ظاهر النص الى الحكم على نوايا صاحبه». ويختم الكاتب هذه القضية بالقول، اذا لم يكن مزعجا أن يعتقد كل رجل دين بأن دينه هو الأفضل فإن المزعج سعيه إلى تقديم قناعاته الإيمانية على أنها الحقيقة التاريخية والعلمية الموضوعية التي لا تقبل المناقشة، وقد أظهرت الدراسات المقارنة بضرورة تذكير رجال الدين جميعا بأن التاريخ غير الذاكرة، وان الإيمان غير العلم، والتقوى غير يقين الرياضات. أما المحور الثاني فيتعلق بمناقشة قضايا إسلامية منها إبطال التكفير وتحديد مجال الفتوى.

ويستعرض المؤلف قضايا أخرى تتناول إمكانية الاستجابة لتحديات المرحلة الجديدة من مراحل تطور الفكر البشري، وكذلك تعاظم بعض رجال الدين وإصرارهم على قيادة معركة ليسوا مؤهلين، أساسا، لها بسبب غياب الوعي بالثقافة الحديثة وآليات الحوار المعاصر ومن أهم مكوناتها الاعتراف بالرأي الآخر واحترامه...

_______________________

هل نحن محتاجون الى حركة العمل؟

الرأي الاردنية

11-11-2009

عوزي برعام -يبدو تعبير حركة العمل قديما، لكن له معنى تاريخيا وصهيونيا واجتماعيا؛ معنى لا يمكن محوه ايضا في ايام واقع شديد على الحركة.

ليست حركة العمل اليوم نفس الحركة النخبوية التي حاربت من اجل حقوق العمال في مواجهة البرجوازية الطاغية. لا يعني ذلك انه لا يوجد في ايامنا برجوازية متعجرفة منكلة، ولا يعني انه لا يوجد عمال يئنون تحت العبء، لكن حركة العمل، بهذه المثابة، فقدت صبغتها وتميزها على السنين الكثيرة منذ أسست. بالنسبة الي، المعرف لحركة العمل اليوم هو الاعتدال والواقعية السياسية، وتأييد سلطان القانون غير المسيس وصياغة اقتصاد حر الى جانب مشاركة الدولة في تضييق الفروق الاجتماعية.

اليوم الاهتمام السياسي هو المعرف الرئيس للخلافات في السياسة الاسرائيلية. فاليمين يعمل تحت راية الوضع الراهن ويؤكد في الاساس المسيرة السياسية لا جوهرها. والمركز المعتدل، ومعه اليسار الصهيوني، يشعر بأن نهجه ونظريته فقط تستطيعان تخليص دولة اسرائيل من وضعها الصعب. اين توجد حركة العمل ها هنا؟ بعد كل شيء، يوجد حزب مركز براغماتي مثل كديما. لكن كديما ليس الوريث الطبيعي لحركة العمل. اجل انه حزب مهم لكنه بغير جذور حقيقية. وليست مواقفه مشتقة من صياغة فكرة مركزية توحد جميع اجزائه.

يتطرق اليوم تعبير حركة العمل الى حزب العمل ايضا والى ميرتس والى كثير من الافاضل يؤون اليوم الى خيمة كديما. صحيح، يوجد ميل الى السخرية من قيم اليسار الصهيوني واخلاصه لرؤيا اسرائيل كدولة يهودية، لكن اسرائيل لم تحتج قط الى مواقف حركة العمل كما هي محتاجة اليها اليوم. لا يمكن ان نتجاهل التناقض بين ميل الجمهور في اسرائيل والحكومة وبين الواقع الدولي - وهو واقع قد يفرض علينا قرارات تاريخية في الامد القصير. لهذا فان المسؤولية عن اقناع الجمهور بأن قيم حركة العمل هي الصحيحة لاسرائيل في ايامنا ملقاة على من يؤمنون بأن نهجهم صحيح، وان نهجهم فقط سيخلص دولة اسرائيل من عزلتها.

عرفنا ايام عوز، وعرفنا ايام حصار سياسي وأمني، لكننا لم نعرف فترة سدت فيها جميع الخيارات امامنا. ليس الصراع اليوم على الحدود بل على ان العالم يحاصرنا من جميع الاتجاهات. يستطيع اليمين ان يرتل نظريته، لكن الاحتلال والمستوطنات لا يستطيعان الاستمرار على الوجود بغير اضرار باسرائيل.

كذلك الصراع على سلطان القانون وفي مواجهة تسييس جهات تطبيق القانون صراع على روح الدولة. انا اعرف وأجل يعقوب نئمان، وزير العدل، لكن يبدو ان ساسة يقودونه اكثر مما يقوده مزوز ولادور معا.

حركة العمل - كمفهوم وكحزب جوهري - مطلوبة للدولة. كذلك يريد أناس اليمين المعتدل ان يعود التوازن السياسي. لن تستطيع اسرائيل على حسب حلم تسيبي حوتوبلي واسرائيل الداد، الوجود، فقط اذا عرضت اسرائيل مبادرة سياسية حقيقية ولم تصر على مسيرة لا معنى لها، ستجد مكانها الصحيح في عائلة الشعوب. بهذه الطريقة فقط ستمنح اسرائيل مواطنيها ما يرغبون به اكثر من كل شيء - السلام والامن.

اسرائيل اليوم

_______________________

إيران/ باكستان بوادر الحرب المذهبية الشاملة؟

المستقبل - الاربعاء 11 تشرين الثاني 2009

العدد 3480 - رأي و فكر - صفحة 19

ميشال كيلو

بعد انهيار الاتحاد السوفييتي مباشرة، فتشت دوائر أميركية عن عدو بديل، فوقع اختيارها على الإسلام، وابتدعت حاملا فكريا للمعركة معه أسمته "نظرية صراع الحضارات". وقيل يومئذ إن المواجهة بين الغرب والإسلام حتمية، فالأخير خصم تاريخي لنمط الحضارة اليهودي / المسيحي، الذي يقوم عليه الغرب، وهو، في بنيته التكوينية العميقة كما في محدداته العقلية، اللاعقلانية، عدو لأي توجه ليبرالي أو فلسفة إنسانية. لذلك، من الضروري كسبه أو تحييده في المعركة الدائرة بين الشمال الغني والجنوب الفقير، وبين الغرب اليهودي / المسيحي والشرق الشنتوي / البوذي / الكونفوشيوسي، أو كسره، إن هو اختار الانحياز إلى الجنوب في المعركة الأولى، أو إلى الشرق في الثانية.

بهذه الحاضنة الفكرية / الاستراتيجية، كان من الضروري تشخيص بعض الوقائع والملامح العامة للمعركة القادمة، فقيل بوجود احتمالين: احتمال أول هو أن تشن المعركة ضد جميع فرق ومذاهب الإسلام، بحجة أنها تشترك في موقف فكري معاد للحداثة، وموقف سياسي مناهض للغرب. واحتمال ثان هو أن تستغل تناقضات المذاهب والفرق الإسلامية، لإثارة حرب إسلامية عامة، حطبها خلافات الشيعة والسنة، الموجودة في كل مكان من دار الإسلام.

بعد فترة من تبني الاحتمال الأول، ودخول المعركة ضد الإسلام من بوابته، أدرك الطرف الغربي بعامة والأميركي بخاصة أن ربح الحرب لن يكون أمرا سهلا أو سريعا. عندئذ، شرع ينقل مركز اهتمامه إلى الاحتمال الثاني، لاستخدام خلافات السنة والشيعة في إشعال حرب ضروس، تستند إلى حدة وشدة انقساماتهم المذهبية، وتأخرهم السياسي والفكري، الذي يجعلهم يرجحون تناقضاتهم على التناقضات بينهم وبين الغرب.

في هذه الأثناء، كانت الثورة الإيرانية ترتكب غلطتين كبيرتين تجاوزت كل واحدة منهما خطا أحمر لم يكن جائزا الاقتراب منه، ذلك أنها: عملت لانتزاع قيادة العالم الإسلامي في معركته ضد الغرب، فبدا وكأنها تنقلب على تاريخ عمره ألف وخمسمائة عام تولت السنة خلاله حماية الإسلام وقيادته. وعملت لإزاحة الفكرة القومية العربية ولإفراغ العالم العربي من مركز ثقل يتكور حوله، وانحازت إلى منظمات معينة أمعنت في رعايتها وتسليحها، وغلّبت دورها على دور غيرها من تنظيمات المذاهب الإسلامية. أخطأت إيران، وبدا وكأنها تريد إزاحة السنة عن موقعهم ودورهم التاريخي، وأخطأت وبدا وكأنها تريد إزاحة العرب عن دورهم القيادي في الإسلام، فظهر في الحالة الأولى وكأنها تمارس سياسة مذهبية باسم عامة المسلمين، وفي الثانية وكأنها ترجح مصالحها القومية الضيقة (تجاه عربستان والجزر الثلاث والخليج العربي والعراق...) على مصلحة الإسلام والمسلمين، التي أخذت تماثلها مع مصالحها الخاصة.

أفادت الولايات المتحدة من السياسات الإيرانية في المسألتين، دون أن تكون إيران راغبة في جعلها تفيد منهما، وذلك على مستويين هما: تعميق الانقسامات المذهبية بين المسلمين إلى حد أثار أحقادا قديمة ضارة وأحكاما مسبقة عدوانية، وتحريض العالم العربي على إيران كدولة تمارس سياسات توسع قومي باسم الإسلام، يفوق خطرها على العرب خطر إسرائيل، لكونها تشبهها في الأهداف وتتفوق عليها في القدرات والطاقات وسبل ووسائل اختراق الأوضاع العربية.

بالتوتر الداخلي بين مذهبي المسلمين الرئيسيين، وبينها وبين العرب، وفرت إيران "للغرب" الأجواء اللازمة لتحويل صراعه ضد الإسلام إلى صراع بين المسلمين، وظروف ملائمة لوضع العرب، مذهبيا وقوميا، في مواجهة شريكهم في الدين، الذي لم يدرك قادته فداحة الضرر الذي يمكن لسياستهم إلحاقه بالعالم الإسلامي، وصدقوا أنه يمكن كسب العرب عبر مبالغات ومزايدات كلامية ضد العدو الإسرائيلي، احتجزت بدورها الحاجة إلى إعادة نظر جدية في سياساتهم، خصوصاً بعد تورطهم في صراعات مذهبية في العراق وأفغانستان واليمن والصومال وإيران، وظهور تباشير حرب على حدودهم مع باكستان، إن نشبت (لا سمح الله) لن يبقى مسلم واحد في العالم خارج دائرة الذبح والقتل، وسيخرج العالم الإسلامي منها، بعد زمن طويل، مدمرا بيد أبنائه، بينما ستجلس أميركا في مقعد المتفرجين، لتلقي من حين لآخر مزيدا من الحطب في نارها، بعد أن ذاقت مرارة الحرب ضد المسلمين في أفغانستان والعراق، وأرعبتها سرعة انتشار كراهيتها في العالمين العربي والإسلامي، وأدركت أن جيشها عاجز عن خوض حرب رابحة ضد الإسلام، الذي أرعبتها قدراته التعبوية الهائلة كدين وكنمط حياة وعيش، للدنيا والآخرة.

تتخلق أزمة جديدة بين إيران وباكستان. بينما يقوم جنرالات أميركا بزيارات متعاقبة إلى جمهوريات الاتحاد السوفييتي الإسلامية السابقة، ويعيدون تسليح وتدريب جيش إسرائيل، ويعززون وجود جيشهم في العالمين العربي والإسلامي، ويوسعون الحرب في أفغانستان، وتهدد الأزمة العراقية / السورية، إن هي تفاقمت وتوسعت (لا قدر الله)، بتحويل حرب العراق ضد الاحتلال إلى حرب أخوة يرجح أن تتحول إلى جزء من حرب عامة حدها الأول البحر الأبيض المتوسط والأخير الصين، هي، في حقيقتها حرب عالمية بمعنى الكلمة، وقودها العرب والمسلمون، ليس الغرب وأميركا طرفا مباشرا فيها، وإن تولى إدارتها. هل يجب التذكير، في هذا السياق، بأن الغرب كسب الحرب الباردة دون إطلاق رصاصة واحدة، وأن كسبها ترتب على حروب محلية كثيرة، خسر بعضها، أهمها حرب فيتنام؟.

تتصاعد نذر حرب إسلامية شاملة يبرمجها الغرب، ويندفع إليها بحماسة تنظيم القاعدة وبعض قادة إيران ممن يظنون أنهم يقصّون وبر أميركا، وقد يكتشفون بعد فوات الأوان أنه تم جرهم إلى كمين جز فيه وبرهم ووبر العالم الإسلامي، من أقصاه إلى أدناه ولمئات كثيرة من السنين!.

قال السيد علي خامنئي: إن أزمة إيران وباكستان تستهدف تعميق الانقسام السني / الشيعي. ليته يركز سياسة بلاده على إطفاء هذا الانقسام، وتقليص قدرة أميركا على استغلاله، ما دام فيه هلاك وهزيمة المسلمين: اليوم وغدا وفي كل حين!

____________________

اقتلوهم وأطفالهم.. فإنهم «أغيار» فلسطينيون!!

ياسر الزعاترة

الدستور

11-11-2009

لو صدر الكتاب الذي نحن بصدده في بلد عربي أو مسلم لقامت الدنيا ولم تقعد ، ولكن صدوره في الدولة العبرية يجعله مجرد وجهة نظر لا قيمة لها في السياق العام ، مع أن الحاخامات الذي أصدروه وفتاواهم هي التي تتيح للجنود الإسرائيليين والمستوطنين قتل الفلسطينيين بدم بارد: ليس في الحروب والمواجهات الساخنة فحسب ، وإنما في الأوضاع العادية أيضا.كتاب "عقيدة الملك" هو واحد من كتب التحريض الديني البشعة التي تصدر في الدولة العبرية ، وكان من تأليف الحاخام إسحق شابيرا ، رئيس مدرسة "يوسف لا يزال حيا" في مستوطنة يتسهار القريبة من مدينة نابلس ، وفي الكتاب 230( صفحة) بحسب صحيفة "معاريف" تفاصيل حول شرائع قتل "الأغيار". و"الأغيار" في العقيدة اليهودية هم كل ما عدا اليهود من البشر ، وليس الفلسطينيون أو العرب أو المسلمون وحدهم ، لكن وقائع الصراع القائم تجعل الفلسطينيين هم المعنيون بفتاوى الكتاب ، وربما اللبنانيين في حال نشوب حرب جديدة ضد لبنان وحزب الله.ثمة نصوص كثيرة نقلها تقرير "معاريف" من الكتاب تؤكد روحية الموقف الذي يتبناه ، والتي تعتبر كل ما من شأنه حماية الإسرائيلي مباح ، حتى لو أدى ذلك إلى قتل أي أحد ، محاربا كان أم غير محارب ، منتميا إلى الشعب المعادي أم غير ذلك ، لكنه يتجاوز الأمر حدود البشاعة التقليدية عندما يشرع الكتاب قتل الرضع الأطفال.فالأطفال الذي يغلقون طريق الإنقاذ: إنقاذ الإسرائيلي مسموح قتلهم. ليس هذا فحسب ، إذ يسمح بقتل الأطفال الذين "سيكبرون لإضرارنا" ، إذا يمكن قتلهم هم بالذات ، "وليس فقط في إطار المس بالكبار" ، كما يمكن المس بما أسماه "أطفال الملك الشرير" ، وهو العدو بالطبع ، وذلك من أجل الضغط عليه.والحق أن مثل هذا الكتاب ، وليس كلام السياسيين الدبلوماسي هو الأكثر تعبيرا عن عقائد اليهود كما تتوفر في كتبهم "التوراة" و"التلمود" ، وإذا كان الأخير نوعا من التفسير ، فإن "التوراة" ذاتها في نسختها الحالية تزدحم بالعنف وأوامر القتل لأعداء "شعب الله المختار" ما يتفوق على ما ورد في الكتاب الذي نحن بصدده.والخلاصة أن الحاخام الذي كتب الكتاب ، ومن استند إليهم ومن أثنوا عليه لا يأتون بشيء من عندهم ، بل هي النصوص الكثيرة ، بل الكثيرة جدا التي تتوفر في التوراة وتمنح اليهودي حق قتل الغير بكل بساطة ، بل وإهلاك الحرث بعد النسل أيضا من أجل تحقيق أهدافه.أوامر القتل في التوراة يصعب حصرها ، ومن شاء أن يقرأ بعضها فما عليه سوى وضع أية عبارة مشابهة في محرك البحث "غوغل" لتخرج له عشرات النصوص المترجمة من التوراة مثل تلك التي استند إليها الكتاب.في حرب غزة كانت الأوامر الأساسية للجنود واضحة بأن عليهم تجنب القتل أو الأسر بأي ثمن ، حتى لو أدى ذلك إلى قتل آلاف المدنيين الفلسطينيين وهدم آلاف البيوت ، والتحقيقات التي أجراها القاضي الصهيوني (هو يفتخر بأنه صهيوني) غولدستون أكدت ذلك على نحو لم يمنحه فرصة التهرب من سيل الحقائق الدامغة التي واجهها أثناء التحقيق ، والتي تحدثت عنها الصحف الإسرائيلية ذاتها عشرات المرات ، ومعها شهادات كثيرة لجنود شاركوا في الحرب.في المقابل لم تتورط قوى المقاومة في قتل الأطفال رغم سهولة ذلك ، اللهم إلا بالخطأ في بعض العمليات ، أما استهداف ما يسمى المدنيين ، فجاء ردا على استهداف المدنيين الفلسطينيين ، من جهة ، فضلا عن حقيقة أن المجتمع الإسرائيلي برمته محتل ويعرف أفراده أنهم محتلون ، فضلا عن حقيقة أنه مجتمع عسكري يخدم الجميع فيه في الجيش أو الجهات التي تدعم استمرار الاحتلال.خلال انتفاضة الأقصى دخل استشهادي من كتائب القسام التابعة لحماس مطعما بهدف تفجير نفسه ، لكن وجود طفل مع أمه في المطعم دفعه إلى ترك المكان ، الأمر الذي أثار الريبة وكلفه القبض عليه ، ولو كان يحمل مثل أفكار الجنون الحاخامي إياه لما تردد في تنفيذ العملية.للحرب في ديننا فقه ولا أورع ، لكن هؤلاء عنصريون ، لأن دينهم بطبعته التي يؤمنون بها عنصري أيضا يمنح الأفضلية للبشر بالوراثة ، وفقط عن طريق الأم،،.

التاريخ : 11-11-2009

______________________

إدمان إيران ل«الشيطان الأكبر»

الشرق الاوسط

11-11-2009

ديفيد اغناتيوس

لدى الإيرانيين لفظ يستخدمونه في وصف المأزق السياسي، «أبومباست»، ويعني أن الشارع مسدود من أحد طرفيه، أو عقدة يتعذر حلها.

يعد هذا وصفا جيدا للنقاش المتأزم في طهران حول القضية النووية، حيث مر أكثر من شهر على انعقاد ما جرت الإشادة به باعتباره اجتماعا تاريخيا مع الإيرانيين في جنيف حول برنامجهم النووي. الآن، يبدو أن الإيرانيين شرعوا في التقهقر عبر تنصلهم من الاتفاق المبدئي الذي سبق أن لمح مفاوضوهم إلى تأييدهم إياه.

في هذا الصدد، قال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين البارزين المعنيين بالمفاوضات: «يسود شعور الآن بأن الإيرانيين عاجزون عن اتخاذ قرار حاسم». من جهته، أبدى عباس ميلاني، البروفسور في جامعة ستانفورد والذي يراقب عن كثب الأحداث في إيران، اتفاقه مع هذا الرأي، مضيفا: «من الواضح أنهم يرغبون في التراجع عن الاتفاق».

من أبرز المؤشرات على الفوضى التي تعتمل في إيران أنه على امتداد الشهر الماضي تمثل المؤيد الأساسي للتعاون مع الولايات المتحدة في الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد. وتعرض الرئيس للهجوم بسبب استعداده المزعوم تقديم تنازلات إلى الغرب، وكان من بين مهاجميه بعض الإصلاحيين من أعضاء ما يعرف باسم «الحركة الخضراء» ممن عارضوه خلال الانتخابات الرئاسية في يونيو (حزيران).

المؤكد أن حالة التأزم الدبلوماسي الراهنة تشكل انتكاسة لإدارة أوباما التي جعلت من التعاون مع إيران واحدة من أبرز قضاياها. إلا أن الإدارة بدأت تكتشف الآن أن الحصول على موافقة إيران على اتفاق بات في حكم المستحيل في الوقت الحاضر. وتأتي هذه الأزمة في أعقاب انهيار المفاوضات الإسرائيلية  الفلسطينية، وهي القضية الأخرى التي حاول خلالها أوباما الشروع في بداية جديدة جريئة، لكن سرعان ما وجد نفسه محاصرا بإرث الماضي المرير.

أما ما سيشهده الموقف مع إيران في الفترة القادمة، حال استمرار التأزم الراهن على صعيد المفاوضات، فهو ظهور حملة ضغوط جديدة. أولا: سيدور جدال حول إقرار الأمم المتحدة مزيدا من العقوبات ضد إيران. وستكمن الأصوات الحاسمة في هذا الجدال في روسيا والصين، اللتين بمقدور أي منهما استخدام حق النقض (الفيتو) ضد أي قرار عقابي جديد من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقد أبدت كلتا الدولتين علانية حذرهما إزاء فرض مزيد من العقوبات ضد إيران. عند النظر إلى الوراء إلى الاجتماع الذي انعقد في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) في جنيف، من الواضح أن الإيرانيين كانوا يحاولون تقليل الخسائر بأكبر صورة ممكنة. ذكرت التقارير الأولية أن إيران وافقت على إجراء عمليات تفتيش لمنشآتها النووية التي كانت تفرض عليها السرية قبل ذلك في قم، علاوة على موافقتها على شحن معظم مخزوناتها من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى روسيا كي يخضع لمزيد من المعالجة، والاستمرار في محادثات أوسع نطاقا حول برنامجها النووي وقضايا أخرى.

من بين هذه الأمور الثلاثة، تحققت الأولى فحسب  التفتيش على منشأة قم  على أرض الواقع بحلول 31 أكتوبر (تشرين الأول)، مثلما كان متوقعا. وبمرور الوقت، اتضح أن ما وعد به الإيرانيون بالفعل في جنيف هو عدم معارضة إعلان الغرب حدوث انفراجة في المحادثات بينهما، الأمر الذي يختلف تماما عن الإقرار العلني لما طرح خلال المحادثات.

الواضح أن إمكانية إبرام اتفاق مع «الشيطان الأكبر» أحدث انقساما سياسيا في طهران، فعلى مدار الأيام الأولى بعد اجتماع جنيف، التزمت الصحافة الصمت، في انتظار، على ما يبدو، الحصول على مؤشرات. ثم بدأت حملة الهجوم، وتكثفت بعد الاجتماع الذي استضافته فيينا في 21 أكتوبر (تشرين الأول) والذي كان من المفترض أن يصوغ تفاصيل نقل اليورانيوم الإيراني إلى روسيا. وشن نقاد هجوما شديدا ضد أحمدي نجاد لتخليه عن المخزون النووي.

أما النقد الأهم فصدر عن علي لاريجاني، رئيس البرلمان وكبير المفاوضين الإيرانيين على صعيد القضية النووية سابقا. قال لاريجاني: «يصر الغربيون على ممارسة نوع من الخداع». المعتقد أن لاريجاني لم يكن ليجرؤ على شن مثل هذا الهجوم لولا تأكده من دعم آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى، له.

في الواقع، انضم لاريجاني إلى الهجمات الأسبوع الماضي، حيث حذر من أن التفاوض مع الولايات المتحدة ينطوي على «سذاجة وتضليل». وحمل هذا القول انتقادا ضمنيا لأحمدي نجاد، الذي وصف الاتفاق المبرم في جنيف بأنه نصر إيراني.

ربما لا يعدو الأمر برمته خدعة تفاوضية محكمة ترمي لتعزيز موقف طهران التفاوضي. عند قراءة الصحف الإيرانية يتولد لدى المرء الشعور بأن النخبة الإيرانية الحاكمة لا تزال تنظر إلى التعاون مع الولايات المتحدة باعتباره أمرا بعيد الاحتمال. على سبيل المثال، شددت صحيفة «يا ليسارات» الأسبوعية على أن «أميركا لا تزال الشيطان الأكبر. وتفتقر المفاوضات إلى أي معنى حقيقي».

بدلا من الإعلان عن تأييدهم عقد حوار مع الولايات المتحدة، اختار الكثير من الإصلاحيين المحيطين برئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي، بدلا من ذلك، إحراز نقاط سياسية في مواجهة أحمدي نجاد.

ويمكن القول بأن أحداث الشهر المنصرم ذكرتنا جميعا كيف أن وجود وشرعية نظام خامنئي مرتبط على نحو بالغ باتباع توجه صارم مناهض لواشنطن. الواضح أن هذا الأمر يمتد حتى إلى الإصلاحيين المعارضين لخامنئي.

من ناحيته، أوضح كريم ساجادبور، من «مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي»، أن التحدي أمام الرئيس أوباما الآن يكمن في كيفية التوصل إلى تسوية مع طهران التي ترغب في بقاء واشنطن عدوا لها. وكيف يمكن لأوباما تحقيق ذلك من دون خيانة المعارضة التي تحمل الأمل الأكبر للتغيير في إيران؟

*خدمة «واشنطن بوست».

خاص ب«الشرق الأوسط».

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ