ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 15/11/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


فتح الجبهة السورية

عبدالرحمن راشد

الشرق الاوسط

14-11-2009

فجأة دب الحماس في أوصال وسطاء السلام بين دمشق وتل أبيب. الأميركيون اتجهوا إلى طريق دمشق بعد أن ملوا من الخط الفلسطيني، بسبب إصرار أبو مازن على وقف كامل لبناء المستوطنات قبل أن يجلس على الطاولة.

دمشق لديها شرط أولي واحد اسمه خط حدود ما قبل السادس من يونيه 67، على إسرائيل أن تقبل به. رئيس وزراء إسرائيل الذي طلب إبعاد الوسيط التركي في غرفة التفاوض، قال إنه يريد مفاوضات مباشرة. هنا لم يجد الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي رأى كيف راحت عليه سنة ثمينة من رئاسته بلا نتيجة على الخط الفلسطيني قبل بنصيحة الفرنسيين أن ينظر في الطلب السوري، فهو أكثر واقعية وأكثر عملية من الطلب الفلسطيني. وكان أوباما قد أعطى أبو مازن طلبه بأن يكون التفاوض على حل نهائي أي إقامة الدولة الفلسطينية وإلغاء خارطة الطريق وما سبقها من شروط، وقد رضخ نتنياهو لهذا الطلب مع أن وعده الانتخابي ضد التفاوض على قيام دولة فلسطينية.

هنا صار البحث عن سلام بين دمشق وتل أبيب مطلوبا، خاصة أنه سيكون أهون كثيرا من سلام إسرائيلي مع الفلسطينيين، حيث لا توجد في الجولان المحتل أماكن عبادة، ولا مزاعم تاريخية توراتية في الجولان، بل مجرد مزارع عنب وبضع مستوطنات وكيبوتزات، ولا يوجد لاجئون سوريون مشردون في أنحاء العالم. قضية هينة التفاصيل، لكنها مثقلة بالشكوك والإرث التاريخي في النزاع العربي الإسرائيلي.

الإسرائيليون يعتقدون أن السوريين ينشدون استئناف المفاوضات بهدف فك الحصار الأميركي السياسي والاقتصادي عنهم، المعادلة التي وجدوا أنفسهم فيها منذ اغتيال الحريري وبعد تزايد تحالفهم مع طهران. أي أنهم لا ينوون توقيع سلام حتى لو أعيدت كل الجولان إلى حدود ما قبل حرب سبعة وستين بل كسر الطوق عنهم فقط.

هل يستطيع السوريون توقيع سلام مع الإسرائيليين؟ احتمال ضعيف جدا في ظل الخطاب السوري والمواقف السياسية. لا يوجد دليل واحد على أن دمشق تنوي بالفعل الإقدام على خطوة جريئة كهذه مهما قدم الأميركيون والإسرائيليون من هدايا وأعادوا من حقوق.

ولو فعلتها سورية ستكون قد غيرت تاريخ المنطقة العربية أكثر مما فعل الرئيس المصري الراحل أنور السادات عندما وقع اتفاق السلام التاريخي بين بلاده وإسرائيل. ولو قررت دمشق فعلا التفاوض ستحصل على اتفاق سلام يعيد الجولان ويغلق الجبهة السورية، وبالتالي الجبهة اللبنانية مع إسرائيل. مهمة صعبة سياسيا في عالمنا العربي، خاصة بالنسبة لعاصمة الرفض العربي التي بنت خطابها ومشروعها وعلاقاتها على حالة العداء. وبالنسبة للإسرائيليين ليسوا في حال مختلف. فالعداء مع سورية محسوب بميزان دقيق لا تتعداه الدولتان، ومفيد للنظام الإسرائيلي الذي يعتبر حالة الحرب ضرورة لبقاء الدولة العبرية، وبالتالي وبمثل هذا الشعور المشترك، لن تفرز المفاوضات المقبلة شيئا مثيرا أو جديدا. ستخدم المفاوضات الأطراف المختلفة في تنشيط العلاقات الخارجية وسترضي الوسطاء الباحثين عن أدوار تضعهم على الخريطة وستنتهي كسابقتها اتفاقا لا يوقع.

alrashed@asharqalawsat.com

================================

أهل الثقة..

الافتتاحية

السبت 14-11-2009م

بقلم رئيس التحرير: أسعد عبود

الثورة

كل التصريحات الإسرائيلية، بكل المصطلحات والبيانات التي تُعلن حتى اليوم، لاتقترب من السلام ولاخطوة.. على العكس هي تبتعد، لأنها تحاول أن توسع أنفاق المتاهة، منعاً لأي نجاح يقترب بعملية السلام من أهدافها المرحلية والنهائية.

إسرائيل لاتعير قضية السلام ماتستحقه من اهتمام، في سياسة متعمدة تهدف إلى إعاقتها.. تريد أن تحوّل القضية إلى حركات مسرحية «مصافحة.. لقاء في أي مكان» دون إظهار حتى نيات جدية واضحة بالاعتراف بحقوق الآخرين، وضمنها الحقوق السورية في استعادة الجولان كاملاً حتى حدود 4 حزيران 1967.‏

كثيراً مالبى بعض العرب الباحثين عن السلام بنيات طيبة، بل بتنازلات كثيرة «التقى.. صافح.. عانق.. استقبل.. ودع..» هل اقترب من السلام؟!..‏

الجدية في هذه المسألة الجوهرية تقتضي إعلان الإطار العام الذي هو الإقرار بحقوق الآخر.. والدخول الفني في التفاصيل، ولا معنى للحركات الاستعراضية المشوهة للحقائق.‏

السلام يحتاج إلى..‏

- الوسيط الجيد الراغب في السلام..‏

- الدعم الدولي..‏

- أطراف السلام تتجه إلى المفاوضات عبر الأدوات الفنية الصحيحة..‏

أين الخلل في المعادلة المفترضة الممكنة لمحادثات السلام السورية الإسرائيلية؟!‏

إنه غياب الشريك الإسرائيلي؟! بل هو لا يكتفي بالغياب، إنما يمارس دوراًَ معيقاً، يمنع تسهيل الخطوات، عن طريق طرح المصطلحات واقتراح الحركات الاستعراضية.‏

لذلك نرى، ويرى العالم الدبلوماسية الإسرائيلية في مأزق حقيقي أمام قضية السلام.‏

في حين تحضر الدبلوماسية السورية على الساحة الدولية بتألق، نعتقد أنه مشهود في العالم كله.‏

الحضور السوري الراهن المشهود، هو حضور الصدق في الموقف والوضوح في الرؤية والإرادة الفعلية للدخول في مشروع السلام دون تأخير.. مستفيدين من الجهود السابقة لأطراف العملية، وما حققته من تقدم.‏

.. ومن الفهم - المفترض أنه لابد حصل- لقرارات الشرعية الدولية وخاصة 242 - 338 ومرجعية مدريد ومبدأ الأرض مقابل السلام.. وبرأينا أن ذلك يجعل الوصول إلى اتفاقية السلام في متناول اليد، عندما تتجه النيات إلى ذلك.‏

إن العالم يعرف جيداً الرغبة السورية الأكيدة بالسلام، ويرى بوضوح اليد الممدودة لهذا الغرض.‏

بل أكثر من ذلك..‏

يرى العالم أن الموقف السوري من مسألة السلام يتوج مسعى لا يعرف التردد أو التراجع.. وهو ما يتفق مع ما قاله الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للرئيس بشار الأسد:‏

«كنتم شريكاً موثوقاً واحترمتم دائماً وعودكم والتزاماتكم».‏

a-abboud@scs-net.org

=======================

عودة الأسطول الروسي لقاعدة طرطوس السورية

بقلم :ليونيد ألكسندروفتش

البيان

14-11-2009

بعد قرار الرئيس الأميركي أوباما في منتصف سبتمبر الماضي، بتخلي بلاده عن نشر عناصر الدرع الصاروخي الأميركي في أراضي بولندا وتشيكيا، اعتقد الكثيرون أن مشكلة الدرع الصاروخي بين روسيا والولايات المتحدة قد ذهبت بلا رجعة، وأن العلاقات ستتحسن بينهما، ولكن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أفسد هذا التفاؤل بتصريحات أعلن فيها أن بلاده لن تلغي الدرع الصاروخي، بل ستعززه وتنشره في البحار شمال وجنوب أوروبا على متن سفن حربية أميركية.

وعلمت موسكو أن الأميركيين يعدون مشروع دفاع صاروخي جديدا سوف ينشرونه في البحار والمحيطات العالمية، وأنه وفقا لهذا المشروع سيتم تزويد سبعين سفينة حربية أميركية بصواريخ «ستاندارت 3»، القادرة بعد تطويرها على ضرب صواريخ العدو لحظة إطلاقها.

وصرح وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس بأن السفن المحملة بهذه الصواريخ، سوف تنتشر في بحر الشمال وفي البحر الأبيض المتوسط. وعلى ما يبدو فإن واشنطن تلجأ لهذه الحيلة، لتفادي المشاكل من وراء نشر درعها على أراضي الدول الأخرى، كما أنها تواجه صعوبات واعتراضات في قبول العديد من الدول لاستضافة قواعدها العسكرية.

لقد عادت روسيا تهتم بأسطولها الحربي البحري، الذي أهمل كثيرا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في سنوات التسعينات الماضية، وغاب تماما عن التواجد في البحار والمحيطات العالمية.

 

وعادت روسيا تبحث عن قواعد لأسطولها في البحار والمحيطات، وأصدرت وزارة الدفاع الروسية في يوليو الماضي قرارا بتطوير ميناء طرطوس السوري على البحر الأبيض المتوسط، وإعداده كقاعدة بحرية دائمة لسفن الأسطول الحربي الروسي، تقدم الخدمات والتمويل للسفن الحربية الروسية في البحرين المتوسط والأحمر وفي القرن الإفريقي، وتجري الآن إجراءات تنفيذية لجعل نقطة مرابطة سفن الأسطول الروسي في ميناء طرطوس السوري، جاهزة في المستقبل القريب لتلبية متطلبات ومهمات الأسطول في المنطقة المحيطة والقريبة.

وتقول وزارة الدفاع الروسية إن الأوضاع في البحر الأحمر وخليج عدن ونشاط القرصنة، تملي على روسيا ضرورة التواجد هناك وإيجاد قواعد قريبة من المنطقة لتموين السفن بالوقود والماء والعتاد.

ومن المعروف أن الأسطول الروسي يتخذ من ميناء طرطوس السوري قاعدة له منذ عام 1971، بعقد إيجار طويل المدى يتجدد، وكان الميناء أهم قاعدة للأسطول السوفييتي السابق في البحر المتوسط، ولكن روسيا أهملته تماما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وسحبت سفن الأسطول منه إلى قواعدها في روسيا، ولم يبق فيه سوى وحدة من خمسين جنديا فنيا، وعاد الاهتمام به فقط في العام الماضي بعد انتشار ظاهرة القرصنة في خليج عدن. ويعد ميناء طرطوس القاعدة الوحيدة لروسيا في البحر المتوسط والمنطقة.

اهتمام روسيا بقاعدة ميناء طرطوس والتصريحات الأخيرة الصادرة من موسكو، لا يربطها البعض بظاهرة القرصنة في خليج عدن فقط، بقدر ما يربطونها باهتمام الولايات المتحدة الأميركية بتواجدها العسكري في البحر المتوسط، وأيضا بعد دخول سفن حربية أميركية للبحر الأسود في أغسطس من العام الماضي، بعد الحرب التي شنتها جمهورية جورجيا (السوفييتية السابقة) على أوسيتيا الجنوبية، والتي أدت لتدخل الجيش الروسي وطرده للقوات الجورجية من أوسيتيا.

وكانت روسيا وقتذاك قد أعلنت استنكارها ورفضها القاطع لدخول سفن الأسطول الأميركي للبحر الأسود، واعتبرته خطوة غير ودية تجاه روسيا، واضطرت السفن الأميركية للانسحاب من البحر الأسود بعد أيام قليلة من تواجدها فيه.

حيث ان هناك اتفاقا بين دول البحر الأسود على عدم السماح لأية سفن حربية أجنبية بدخول البحر.

ويتوقع الكثيرون أن لا تكون طرطوس القاعدة الوحيدة للأسطول الروسي في البحر المتوسط، حيث يدور الحديث عن احتمال تأسيس قاعدة أخرى في ليبيا.

كاتب روسي

maze nabb59@hotmail.com

=======================

ما حقيقة فيروس إنفلونزا الخنازير؟

الرأي الجزيرة

14-11-2009

وبدأت تتكشف الحقائق، وأخذت (فوبيا إنفلونزا اتش1 ان 1) تخفت قليلاً، وبعد الأرقام المفزعة التي كانت تحذر من ضحايا هذا الفيروس الذي اقترن اسمه بأقذر الحيوانات، فقد حذر العلماء من وفاة خمسة وستين ألف إنسان في بريطانيا وحدها في أكتوبر الماضي.. مر أكتوبر ولم يتوفَّ من الإنجليز أقل من ألف وهو أعلى معدل وفيات في أوروبا من جراء هذا الفيروس، وفي فرنسا لم يتوفَّ إلا ثلاثون شخصاً فقط.

 

إذن تلك الضجة التي ولدتها تضخيم وتهويل المرض الذي يصيب الإنسان بعد أن يتعرض لفيروس اتش 1 ان 1 المنتقل من حيوان الخنزير ومع أن المرض فعلاً، مرض قاتل ويؤدي إلى الوفاة ان لم يجد العلاج والرعاية الطبية والراحة، وان عدداً من الأشخاص قد ذهبوا ضحايا للإصابة بفيروس المرض لأنهم لم يجدوا العلاج والاهتمام إلا أنه في الوقت نفسه لا يعدو أن يكون مرضاً مثل غيره من الأمراض التي تواجه باللقاحات والتطعيم والعلاج بل إن أمراضاً أخرى أكثر فتكاً بل إن المرض الشائع (الإنفلونزا الموسمية) وهو المرض الذي يعانيه الكثيرون وخصوصاً أثناء تبدل الفصول والذي يطلق عليه كثير من الشعوب العربية مرض البرد يعد أخطر من نسله مرض إنفلونزا الخنازير فالمرض الأم الإنفلونزا الموسمية تصيب مئات الآلاف من المرضى وتذكر إحصاءات أوروبية أن 20 في المئة من السكان في المتوسط في العالم.

 

إذن ما الذي أرعب العالم ونشر فوبيا إنفلونزا الخنازير وجعل الشعوب والدول تتحالف لصد عدوان هذا الفيروس الحيواني..؟

 

الاتهام موجه إلى شركات الأدوية ومراكز الأبحاث التي أرعبت العالم وخوفت الجميع للحصول على أموال لتمويل الأبحاث ولكسب الأموال خصوصاً بالنسبة إلى شركات الأدوية التي حسنت موازينها وعدلت أوضاعها وتجاوزت خسائرها خصوصاً في الوضع الحالي الذي يعانيه الجميع من الضائقة المالية.. وبالتالي كسبت شركات الأدوية الأموال

 

ولا تزال قوائم الانتظار لدى هذه الشركات تضم دولاً عديدة تطلب لقاحاتٍ وتطعيماً وأدويةً للمرض.. كما تلقت مراكز الأبحاث الأموال الضخمة لتمويل الدراسات لمواجهة الفيروسات القاتلة.. أما الحقيقة فلا تزال هي الضحية الأكثر تضرراً في هذه التجربة التي مرت بها كل شعوب العالم ولا تزال تعانيها.. فالمرض والفيروس إن لم يكونا مدمرين إلا أنهما قاتلان إن لم يجدا العلاج والاحتراز.

الجزيرة

=========================

نقاش تركي- أوروبي على أريكة دمشقية

جهاد الزين

jihad.elzein@annahar.com.lb

النهار

13-11-2009

في قلب دمشق العثمانية – المملوكية، في احد الأزقة المتفرّع من شارع مدحت باشا حيث "سوق الصوف"، وفي قاعة مبنية ومؤثثة على الطراز الشرقي الصرف، اتيح لي يومي الثلثاء والاربعاء المنصرمين من هذا الاسبوع ان اشارك في واحدة من اكثر الندوات جدية التي حضرتها حول تركيا في الخمسة عشر عاماً الاخيرة، كما انها من اكثر الندوات المغلقة الابواب، والتي نُظّمت بشكل منهجي لتكون ندوة تفاعل بحثي ونقاشي بين معلقين واكاديميين وسياسيين.

ففي "بيت العقاد" التراثي الذي يضم ايضاً بقايا جدران مبنى روماني، البيت الذي هو الآن مركز (وملك) "المعهد الدانماركي في دمشق"، نظّم هذا المعهد واستضاف الندوة التي حملت عنوان: "تركيا والشرق الاوسط".

لا اعرف حتى اللحظة من هو المسؤول اكثر عن شبه غياب اكاديمي – بحثي – سياسي عربي عن هذه الحلقة النقاشية التي ضمت عدداً مختاراً ومحدوداً من "صنّاع القرار" الاوروبيين، بينهم وزيرا خارجية سابقان، ونواب في البرلمان الاوروبي، واكاديميون متخصصون اتراك واوروبيون، ومعلقون من صحف اوروبية وتركية كبيرة...

هل المسؤول هو "المعهد الدانماركي" الذي لم يبذل جهداً كافيا على هذا الصعيد فاكتفى بعدد محدود من الاتصالات في مصر ولبنان وسوريا لم نرَ نتيجتها العملية؟ ولولا و جود 3 ديبلوماسيين سوريين، بينهم سيدة، كما وجود زميلين من مجلة سورية وصحيفة لبنانية ("سيريا توداي" و"الاخبار") لكان الغياب العربي عن محفل رصين كهذا تاماً... ولو ان غرفة اخرى في "بيت العقاد" خُصصت لنقل مباشر عبر "الفيديو" لوقائع المداخلات والمناقشات، ولربما دخل عليها بعض من المتابعين العرب... لم ألحظه شخصياً (علمت لاحقاً ان احد الزملاء العرب وصل واضطر للعودة بسبب ظرف عائلي).

لم يكن "المطلوب" عدداً كبيراً من المشاركين السياسيين والاعلاميين والاكاديميين العرب في ندوة "مغلقة" لم يتجاوز عدد المدعوين اليها الخمسة والثلاثين، ولكنْ حضور بين خمسة الى ستة اشخاص اضافيين مختارين كان يمكن ان يحقق، ليس "التوازن"... فلم نكن في ندوة توازنات سياسية، بل كان باستطاعته تحقيق تفاعل اكثر متعدد المستويات، وبينها النقاش المسؤول العربي – العربي ايضاً على غرار الذي جرى بين الاتراك والاوروبيين... شبه غياب كهذا جعلني امازح باتريك سيل الكاتب البريطاني المعروف والمتخصص بالشؤون السورية وكنا متجاورَيْن على مقاعد الديوان الشرقي المثلث الاضلاع والمغطى بالاردية الدمشقية الموشّاة بالحرير، فقلت له:

يبدو اننا، انت وانا، العربيان الوحيدان في هذه الجلسة.

... لكن قهقهة باتريك سيل بصوته الجهوري على "توصيفي" هذا لم تستطع ان تغطي على المسؤولية الصامتة الملتبسة بين الدانماركيين... وبيننا! فهنا يتعلق جزء من الالتباس بنوع اهتمامات النخب الثقافية العربية من القاهرة حتى بغداد!

***

ندخل الآن في صلب الموضوع لنحاول رصد الاتجاهات النقاشية الرئيسية التي ظهرت في المداخلات والمناقشات:

1 – انطلقت، وسط إجماع المشاركين على تسجيل النجاحات الديبلوماسية التركية في السنوات الاخيرة، اسئلة حول "محدودية" الدور التركي، سياسة واقتصاداً. ففي رأي باحث بريطاني في جامعة لندن ان المطلوب الآن الانتباه في رصد الآفاق المستقبلية للدور التركي في محيطه، الى عدد من العوائق البنيوية التي يمكن ان تضع سقفاً لحجم التوقعات حول تركيا في المستقبل، سيما في المجال التكنولوجي الدقيق. وهو ما جعل ايضاً بعض الباحثين الاتراك يذكّرون بنتائج موجة سابقة من التوقعات، انطلقت بعد سقوط الاتحاد السوفياتي والمتعلقة يومها (التسعينات) بإمكانات تركيا في دول آسيا الوسطى. وظهر الآن ان نتائج "التوسّع" الاقتصادي التركي كانت محدودة قياساً بدول كبرى، رغم تقدّم الاستثمارات في تلك المنطقة. فهل التوقعات على المستوى السياسي في الشرق الاوسط، إنْ في الصراع العربي – الاسرائيلي او في العلاقات السياسية الثنائية مع دول المنطقة، يمكن ان تذهب ابعد في منطقة تتعدد فيها قوى النفوذ الخارجي وستظل منطقة نفوذ خارجي مع عودة لاعب جديد – قديم بين اللاعبين هو تركيا؟... أين سقف القدرات – التوقعات التركية حتى في ظل التقدم التركي الباهر في المجال التجاري الذي ذكّرنا مسؤول في "الايكونوميست" البريطانية انه ارتفع في سبع سنوات الى سبعة اضعاف في الشرق الاوسط وافريقيا الشمالية فبلغ 31 بليون دولار عام 1998، في وقت تقدمت فيه الاستثمارات التركية في مصر وليبيا وقطر وتونس والامارات وكردستان العراق... ناهيك عن التقدم غير المسبوق في العلاقات التجارية والاستثمارية مع سوريا... والبالغ في المجال التجاري 2 بليون دولار الآن؟

2 – في البعد الاوروبي، اعترف عدد من السياسيين الاوروبيين المشاركين، ومنهم من كانوا في مواقع رسمية، كوزيرة خارجية النمسا السابقة والتي ترأست المجلس الأوروبي لفترة، بحكم ترتيب بلادها، ان اتجاهات الرأي العام الاوروبية في العديد من الدول تصبح محافظة وبالتالي رافضة اكثر فأكثر حيال مشروع عضوية تركيا في الاتحاد الاوروبي. حتى ان وزير خارجية الدانمارك السابق قال ان احد أسباب خسارة حزبه للانتخابات الأخيرة هو الموقف المؤيد لعضوية تركيا في الاتحاد. والملفت في هذا التركيز على تصاعد الموقف المحافظ في أوساط الناخبين الاوروبيين أن المشاركين، السياسيين منهم على الأقل، ينتمون الى أحزاب يسار الوسط المؤيدة عموماً للاندماج التركي الكامل داخل المؤسسات الأوروبية. مع ان بعض المشاركين الاوروبيين من المعلقين في الصحافة، اعترض على ما اسماه "تعميم الخوف" بشكل مدروس في أوروبا حيال الموضوع التركي، بينما أثار أحد الاكاديميين الأتراك مسألة تجذر "الثقافة العنصرية" في بعض دول أوروبا، بحيث ان البيروقراطيات نفسها تتصرف عملياً على اساس أفكار عنصرية حيال الجاليات التركية... إلا انه في الوقت نفسه، اعترف بأن الموجة العنصرية في تركيا متصاعدة... ولكن عبر "العداء للسامية".

3 – احد الموضوعات التي كانت "عابرة لكل الجلسات" إذا جاز التعبير هي مسألة: هل تركيا تبتعد عن الغرب في اقترابها الديناميكي الحالي من الشرق الأوسط او "الجنوب" من حدودها أم لا؟

تقريباً، اعتبر جميع المناقشين الحملة الأخيرة على تركيا في بعض الأوساط الاسرائيلية والغربية، على أنها بدأت تصبح معادية للغرب، اعتبروها مبالغة، بل بعضهم اعتبرها تهمة "سخيفة". وعلى العكس، شدد عدد من الباحثينعلى وجود قدر من التنسيق في العديد من المبادرات التركية بين واشنطن وأنقرة، رابطين – وبينهم كاتب هذه السطور – بين بعض "انفعالات" رجب طيب أردوغان وبين ازدياد العزلة الدولية على اسرائيل، على الأقل في المجال الاخلاقي، قياساً بتقرير غولدستون أو مواقف الرئيس باراك أوباما من الاستيطان. لكن عدم قبول الاتجاه العام للندوة بفكرة "الابتعاد التركي عن الغرب" حتى في ظل حكم حزب من "جذور اسلامية" لم يمنع من توقع "واسع" في الندوة لعدم إمكان دخول تركيا الكامل الى الاتحاد الاوروبي في "السنوات العشر أو حتى ال15 المقبلة"... كذلك كان هناك رأي سائد بين المشاركين الاتراك ان قيادة "المشروع التحديثي" قد انتقلت في تركيا الى الطبقة الوسطى الجديدة في الاناضول، وانه لا يبدو الآن في الأفق المنظور إمكانية لولادة تيار سياسي بديل"لحزب العدالة والتنمية"... حتى أن عديدين يتوقعون المزيد من ازدياد نفوذ الحزب في التوازن الدقيق والحيوي القائم بينه وبين المؤسسات العسكرية.

 4 – احد الاتجاهات (وحين أقول "اتجاه" أعني أكثر من رأي) البحثية المهمة التي ظهرت خلال المداخلات أو المناقشات التركيز المسلّم به على الدور الذي لعبه الرئيس الراحل توركوت أوزال في الثمانينات والذي من دونه لم يكن ممكناً تصوّر التقدّم البنيوي للاقتصاد التركي كما للدور التركي في المنطقة. غير أن عديدين أيضاً، أوروبيين واتراكاً، تحدثوا عن عقد التسعينات من القرن المنصرم باعتباره في تركيا عقد "السنوات المفقودة" ( Lost)، وهذا على أساس الاضطراب السياسي الذي ساد المسرح السياسي الداخلي التركي في تلك السنوات وبعض الأزمات النقدية الكبيرة التي واكبته. لستُ هنا لأناقش مدى صحة هذه الفكرة التي لفتني انها سائدة في هذا الجو الرصين، ولكن سؤالي الذي يمكن أن نعود إليه في مناسبات لاحقة هو: هل كان يمكن للتحولات السياسية والاقتصادية في تركيا أن تنضج بهذه الصورة لولا اختبارات التسعينات؟ وبينها وصول أول رئيس حكومة من حزب اسلامي في تاريخ تركيا عام 1997 والارباك العميق الذي أثاره، لاسيما الانذار العسكري الذي أدى الى استقالة نجم الدين أربكان يومها، أليس هو المقدمة الضرورية تاريخياً - كما ثبت – لانشقاق أردوغان وعبدالله غول عن أربكان وولادة جيل جديد من "الاسلاميين" سيصل لاحقاً الى الحكم بعد بضع سنوات ويستمر فيه طويلاً حتى الآن؟ أو حتى على المستوى الاقتصادي: هل حالت أزمات التسعينات دون توسع متواصل للاقتصاد التركي، على الرغم يومها مما كان يسميه توركوت أوزال" التضخم الصحي"؟

***

الأوروبيون كانوا الأكثر تذكيراً خلال الجلسات بدور "المعايير الأوروبية" في تطوير الديموقراطية التركية... "المعايير" التي يضعها الاتحاد الاوروبي في مجال حقوق الانسان والديموقراطية لتقدم العضوية التركية... لكن هذا لم يمنع بعض المشاركين من طرح السؤال النقدي العميق على أوروبا نفسها: هل المشروع الأوروبي هو فعلاً مشروع معني بالخارج، أم أنه مشروع داخلي قاري؟ والجواب حاسم في تحديد مستقبل الصلة بتركيا... الأوروبية وغير الأوروبية...

===================

إيران: هل بإمكان أوباما التعامل مع الخيارات الصعبة؟

الرأي الاردنية

14-11-2009

روبرت كاغان- عندما دشنت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما خطتها عهد جديد من الحوار خلال الأشهر العشرة الماضية أثار المراقبون ذوو الخبرة تساؤلين. الأول: إذا ما فشل الحوار، هل ستعترف إدارة أوباما بالفشل؟ والثاني: ما الذي سيحدث عقب ذلك؟ ويبدو أن الإجابة على التساؤل الأول باتت وشيكة، فإيران التي كانت الهدف الرئيسي من عهد جديد من الحوار مع إيران، عادت مرة أخرى إلى أسلوب المناورة والتلاعب. والمقترح المشترك الذي وافقت عليه الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا القاضي بنقل 70% من اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب إلى روسيا هذا العام، كان اتفاقا، كما صرح بذلك مسؤولو الإدارة، ربما قد أجل من الناحية النظرية برنامج القنبلة النووية  على افتراض أننا نعلم كل شيء عن البرنامج  ومن ثم أسهم في كسب المزيد من الوقت للوصول إلى اتفاق أكثر وضوحا مع طهران.

لكنه لم يكن ليمنع إيران عن المضي قدما في تخصيب اليورانيوم، وهو ما كان مطمحا للولايات المتحدة وأوروبا قرابة عقد. وقد كان الاتفاق الذي رعاه وباركه محمد البرادعي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بمثابة اختبار للنيات الإيرانية أكثر منه نجاحا محققا. وقد اتضحت نتائج الاختبار الآن، فالنيات الإيرانية لا تبدو جيدة، ومن الواضح أن طهران لن تقبل بالاتفاق لكنها ستقترح خطة بديلة وتوافق على شحن كميات أقل من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى روسيا بصورة تدريجية خلال عام. وحتى وإن نفذت إيران هذه الخطة كما وعدت  سيكون كل شهر بمثابة مغامرة لمعرفة الكم الذي ستنقله إيران  فإن الحركة البطيئة للكميات القليلة من اليورانيوم المنخفض التخصيب لا ينجز الهدف الأساسي، لأن إيران قادرة على إنتاج كميات أخرى بديلة من اليورانيوم المخصب من أجهزة طردها المركزية. وستستمر الساعة النووية الإيرانية التي ترغب إدارة أوباما في توقفها أو تباطئها على الأقل في الدق بشبه سرعتها المعتادة. من الواضح أن طهران تحاول جس نبض ما إذا كانت إدارة أوباما قادرة على التعامل بعنف أو التلاعب بها. وإذا ما كان لدى أوباما أي أمل في التوصل إلى اتفاق مع الملالي، فهو بحاجة إلى إظهار جديته لهم، وأن يبدأ الآن وعلى الفور في فرض عقوبات جديدة. لكن ماذا بشأن روسيا، ذلك الهدف الآخر الكبير من عهد جديد من الحوار؟ يزعم مسؤولو الإدارة أنهم حازوا موافقة موسكو على الاشتراك في العقوبات التي ستفرض على إيران إذا ما رفضت الصفقة، ودفع أوباما بصورة مسبقة ثمن التعاون عبر الرضوخ لطلب موسكو بإلغاء نشر الدرع الصاروخية في بولندا وجمهورية التشيك. الآن وقد حانت ساعة الاختبار، انضمت روسيا إلى فرنسا والولايات المتحدة والبرادعي في الموافقة على المقترح بشأن اليورانيوم منخفض التخصيب. لكن إيران ترفض الآن هذا المقترح، ومن ثم إذا كانت استراتيجية الحوار التي تنتهجها الإدارة ناجحة فإن على موسكو أن تنضم فورا إلى العقوبات. بيد أنه إذا ما أعلنت موسكو أن الاقتراح الإيراني المضاد مرض أو طالبت بمزيد من الأسابيع والشهور من المفاوضات فسوف نتأكد حينها أن روسيا هي الأخرى تتلاعب بأوباما. وهنا مرة أخرى سيضطر أوباما إلى أن يظهر ما إذا كان شخصا يجب على القوى الأخرى أن تتعامل معه بجدية أم أنه شخص يسهل التلاعب به. وإذا واصلت موسكو التصرف كحام لإيران، ألن تقوم إدارة أوباما بالتوضيح بأنه في الوقت الذي يتم فيه إجزال العطاء على التعاون فإن عدم التعاون سيكون له عواقب وخيمة؟ يرى الكثيرون منا أن الحوار الذي بدأه الرئيس هو نهاية في حد ذاته وليس وسيلة للوصول إلى النهاية.

وما يثير قلقنا أنه في كل مرة ترفض فيها إيران أحد المقترحات يصر الرئيس على استئناف المفاوضات حول مقترح آخر، وسيستمر الأمر على هذا المنوال إلى أن نصل إلى اليوم الذي تجري فيه إيران تجربة لقنبلتها النووية. وعند هذه النقطة سيبدأ الرئيس بالتفاوض مرة أخرى لإقناع إيران لإعادة الجني النووي إلى قمقمه مرة أخرى. في هذه الأثناء يمكن أن تشترك روسيا في فرض العقوبات إذا ما قرر أوباما التشدد تجاه إيران، فإن موسكو ستنضم إلى هذا الجهد، ومن ثم تحصد روسيا جوائز هذا الاشتراك دون الحاجة إلى اتخاذ خيار صعب. أسوأ ما في ذلك أن نظام طهران يحاول بشدة كسب الوقت حتى تتمكن من استعادة السيطرة الكاملة على البلاد في وجه الغضب المتزايد بعد الانتخابات الرئاسية التي شابها التزوير. وبالنسبة لرجال الدين وعملية المفاوضات اللانهائية ليست مجرد محاولة لتأجيل تقديم أي تنازلات حقيقية بشأن برنامجها النووي، بل والأكثر أهمية أيضا تأجيل أي عقوبات غربية قد تؤدي إلى حدوث قلاقل مدمرة جديدة محتملة في بلدهم غير المستقر بالفعل. ولعل هذه أفضل ورقة في يد أوباما الآن، والوقت مناسب له لأن يلعب بها، أو أن يعترف أوباما بأن المقامرة ليست لعبته.

واشنطن بوست

=========================

نتنياهو يبدأ في التوجه نحو السوريين بعد أن خذله الفلسطينيون ولكن أمريكا مترددة

ربما بشار إذن

بن كاسبيت

14/11/2009

القدس العربي

في المحادثات الصريحة التي اجراها نتنياهو بدا متألما محتارا. المسار الفلسطيني منعدم الامل حسب رأيه. الامر ليس لعدم وجود شيء يمكن الحديث حوله كما يعتقد نتنياهو وانما لعدم وجود من يمكن التفاوض معه. ابو مازن لطيف وكل شيء على ما يرام ولكن ليست هناك اية احتمالية للتوصل الى اتفاق، ليس هناك قائد فلسطيني يوقع على اتفاق، هم لا يريدون بكل بساطة او لا يستطيعون او هذا وذاك معا. يفضلون أن يقوم العالم بالمهمة بدلا عنهم.

نتنياهو يواصل التصريح نحو الخارج وانه مستعد لتقديم تنازلات صعبة ويدعو للاستئناف الفوري للمفاوضات ولكن في داخل الغرفة يبدو اكثر صحوة ويدرك ان الوقت يضيع سدى. هو يعرف انه غير قادر على تقديم تنازلات صعبة حقيقية في يهودا والسامرة ويعرف انه لا يوجد في الطرف الاخر من يقدر هذه التنازلات او يقبلها. وبالمناسبة ان تحدثتم مع ابو مازن فستسمعون نفس الامور بالضبط ولكن بالعكس. انه بيبي الذي لا يريد او لا يعرف او غير قادر. اذن ما الذي يتوجب فعله في هذه الحالة؟ نتنياهو لا يعرف الجواب بالضبط. انا سأفاجىء الجميع، هو يواصل القول ويصوب نظره نحو الشمال. من هناك كما يعتقد نتنياهو سيأتي الخير. هو ايضا يعرف ثمن هذا الخير بصورة جيدة. في المرة السابقة وافق على دفع ذلك ولكنه خشي في اللحظة الاخيرة كالعادة. باراك فعل ذلك مرة اخرى بعده مباشرة. الان هو يتحدث عن وساطة فرنسية ومتردد في قضية قبول 'وديعة رابين' في السر، ولكن ليست لديه شجاعة لذلك.

هو يحافظ على نوع من الصلة بالمسار السوري. رونالد لاودر مثلا قال مؤخرا لأحد ما بأنه يواصل تعزيز بقاء الاصدقاء في دمشق. ولكن بيبي مثل العادة مصاب بارتجاج الساقين. هو يرى الحصار الاخذ في الاشتداد حول اسرائيل ويعرف ان الهدوء الحالي ومشاعر الارتياح النسبي ستتبدد او انها ستنفجر في اية لحظة. اسرائيل كلها من الطرف الشمالي حتى المنحدرات الجنوبية ما وراء وراء ديمونا مهددة بآلاف الصواريخ الثقيلة التي تصبح اكثر شراسة ودقة يوما بعد يوم. كل مارق يستطيع ان يشعل المنطقة بالضغط على المفتاح وتحويل اسرائيل الى منطقة نارية مشتعلة من دون ان تكون هناك قابلية لايقاف هذا الاشتعال. الجيش الاسرائيلي الكبير والجاهز، مع سلاح الجو والبحرية والاستخبارات وبطاريات الحيتس وغيرها من وسائل العتاد يمكنها ان ترد فقط. الدمار الذي سيلحق بمن سيطلقون الصواريخ سيكون اكبر بكثير مما سيحدث لنا لكن ذلك لن يكون عزاء لأي احد. الصواريخ ستسقط حتى اليوم الاخير وربما بعده ايضا. وزراء السباعية يسمعون في كل مرة من جديد نبوءات الغضب هذه. يقولون لهم ليس هناك شيء يسمى الانتصار. مصطلح الانتصار تغير. الحروب القادمة لا يمكن ان تقود الى انتصار. ليس هناك ما يمكن احتلاله وليس هناك جبل يتوجب وضع الراية فوقه. هناك فقط مخازن لا تنتهي من الصواريخ الاخذة في التطور واطراف كثيرة جدا تريد اطلاقها علينا. ازالة هذا التهديد تستوجب احتلال الشرق الاوسط كله وتنظيفه والاعتياد للواقع الجديد او محاولة استباق الحرب بالسلام والان. ولكن لان الفلسطينيين ليسوا في متناول اليد يبقى السوريون في الصورة. ومع كل الاحترام للفرنسيين التوجه لصفقة تشمل لبنان ومحور الارهاب مع سورية يحتاج لامريكا ولكن واشنطن تواصل جر الارجل بتثاقل. بالضبط مثل ادارة بوش. ادارة اوباما استطاعت بلورة كره عميق لدمشق. 'هآرتس' قدرت بالامس بان اغلبية محادثة نتنياهو مع اوباما تمحورت حول القضية الفلسطينية اما 'يديعوت احرونوت' فقد قدرت بأنهما تحدثا عن المسألة الايرانية بالتحديد. الاطراف التي اطلعت على جزء من مادة اللقاء تقدر الان بأن المسار السوري قد حصل على قدر غير قليل من الدقائق في المحادثة. بشار الاسد يريد مفاتيح للغرب ويريد شيفرة الدخول لواشنطن. ذات مرة كانت اسرائيل تمتلك هذه الامور الثمينة واستمدت من ذلك قوة دولية هائلة. اليوم لم تعد امريكا كما كانت وليست مكانة اسرائيل في امريكا حصينة مثلما كانت ذات مرة. هذه الاسطورة القائلة بأن طريق واشنطن تمر عبر اورشليم قد تصدعت. ومعها نتصدع نحن ايضا.

هناك في السباعية الوزارية اصوات اضافية. بعضها يؤثر على نتنياهو ايضا. احدى هذه التوجهات التي تتردد في اوساط الوزراء الكبار ستسمى هنا 'نظرية الفوضى' المنطقة آخذة وفق هذه النظرة في التوجه نحو حرب ياجوج وماجوج. هي ستندلع حول هجمة اسرائيلية على ايران وهجمة امريكية هناك او هذا الاشتعال او ذاك عندنا او هجمة ارهابية كبيرة عالمية تلقي بآثارها علينا او سقوط باكستان بيد القاعدة وما الى ذلك. هناك ما يكفي من السيناريوهات الرهيبة للجميع. في ظل هذا الوضع سيكون من الممكن افتراس الاوراق من جديد وبلورة واقع اخر واستغلال حالة الفوضى وتغيير النظام القائم واختراق الطريق المسدود. يتحدثون عن ذلك في السباعية وكذلك في دائرة نتنياهو. يتوجب الامل بان لا يخطط اي احد هناك بلورة هذه الفوضى من خلال عملية اسرائيلية مغامرة والامل بمجيء الخير بعد ذلك. آخر من جرب ذلك هو ارييل شارون مع تسويته الجديدة في لبنان التي انزلت علينا كما يحدث الان. مشكلة هذه النظرية هي ان من يؤمنون بها يعتقدون ان كل ما يتوجب فعله الان هو الانتظار. تضييع الوقت وانتظار قدوم الفوضى واستغلال الفرصة حينئذ. كيف يمكن استغلالها؟ هم لا يقولون لنا. طرد الفلسطينيين من هنا تحت جنح الظلام؟ اجبارهم على التوقيع على اتفاقية خاطفة قسرية؟ اعادة احياء 'روابط القرى'؟ ليست هناك ردود في هذه المرحلة وانما تساؤلات فقط.

 

من دون علامة ومن دون آثار

الفوضى في ديوان نتنياهو لم تهدأ بل على العكس. كلما قاموا بتهدئتها عادت واندلعت من جديد. في هذا الاسبوع نشرت 'معاريف' شكوى صائب عريقات ومفادها انه حاول تحديد لقاءات مع او من خلال عوزي اراد ولقي الصد. الخبر أكدته ايضا من قبل مصادر في ديوان رئيس الوزراء ولم ينفه رئيس طاقم الاعلام نير حيفتس الذي سئل عنه عند يارون ديكيل. اثر ذلك اتضح الى اي مدى هناك خلل في الادارة في العمل الاداري الذي يقوم به الاشخاص الذين جمعهم نتنياهو من حوله. عوزي اراد وفقا للاطراف التي تعرف هذه القضية اضطر لرفض توجهات عريقات لسبب بسيط: المحامي يتسحاق مولكو المسؤول عن الملف الفلسطيني من قبل نتنياهو لا يتيح له اجراء اي اتصال معه.

على هذه الخلفية تقول اطراف في الديوان (غير اراد) بأن طريقة عمل مولكو ليست سليمة. هذا الشخص يأتي ويذهب ولا يعرف أي احد باستثناء نتنياهو من اين والى اين فليست هناك اية سجلات او بروتوكولات او تقارير. الكل يحدث ان حدث في الظلام، في المحادثات الليلية التي يجريها الاثنان في قيسارية او في الديوان او في منزل رئيس الوزراء في القدس. يقولون هناك انه لا تمكن ادارة دولة سليمة بهذه الطريقة ولا المفاوضات. وبالمناسبة مولكو نفسه هو شخص ممتاز سري وناجع وموثوق وكان مقبولا جدا لدى الفلسطينيين في الجولة السابقة. ولكن ذلك لا يعني انه جدير بادارة مصالح هامة جدا للدولة بهذه الطريقة.

وعموما الظاهرة التي تترسخ في اروقة الحكم ومفادها ان مداولات كثيرة متزايدة تجري من دون توثيق حقيقي وامور كثيرة يتفق عليها بصورة منفردة ومن دون اية آثار او علامات تذكر، اكثر ملاءمة لجمهورية موز وليس لدولة منظمة طبيعية. ارتياب نتنياهو المفرط وهو ارتياب مماثل فقط لارتياب قائده السابق ايهود باراك المرضي، وحقيقة انه لم يفكر بتعيين رئيس طاقم مع صلاحيات وهيكلية المنظمة لنفسه تتمخض عن حالة الفوضى المذكورة. في احسن الاحوال نحصل مرة اخرى وللمرة الالف على خازوق علني مثل ذاك الذي منحه الامريكيون لنتنياهو في لقاء واشنطن في يوم الاثنين الاخير. في هذه الحالة يمكن لذلك ان يتمخض عن اضرار حقيقية ايضا.

نتنياهو قد سقط وأهين وفشل وفي كل مرة يحدث له ذلك من جديد ولا يوجد دليل على انه يستخلص العبر. كل اشارة للضغط تصيبه بالفزع حتى الموت. بهذه الطريقة عبر عن ندمه السريع وتراجع عن قرار فرض ضريبة القيمة الاضافية على الفواكه والخضروات والان بعد ثلاثة ايام من المطر ها هو يهرب من ضريبة الجفاف ويتهرب من كل قرار حقيقي (بما في ذلك فصل صلاحيات المستشار القضائي)، يهرب من حسم الامور ويتجنب الاهتزازات التي لا داعي لها. شخص فزع ومضطرب نتنياهو هذا. 'كان لي الكثير من الوقت للتفكير' هو يقول عن سنواته العشر خارج ديوان رئاسة الوزراء، ولا يتبقى لنا الا ان نتساءل عما فكر به طوال هذا الوقت ولماذا لم يفكر بالعودة الى المنصب مع اشخاص جديرين يعملون عنده وليس عند اطراف خارجية. او على الاقل مع خطة.

 

شرف البدوي

شاؤول موفاز ايضا امتلك متسعا من الوقت للتفكير في الفترة الاخيرة. شخص طيب موفاز هذا. بالمفهوم الجيد للكلمة. اسرائيلي جدير اعطى حياته لجهاز الامن. رجل عمل. المسألة هي ان السياسة لا تلائمه تماما. هو لا يستطيع حياكة المؤامرات والدسائس ولديه ميزة المزارع وشرف البدوي ورؤية أبيض  اسود ضيقة. خطته السياسية التي طرحها هذا الاسبوع ليست سيئة. مشكلتها الوحيدة انها في هذه المرحلة انها لا تمتلك شريكا. من الناحية الاخرى بامكانها ان تتحول الى اداة سياسية هامة وان تنقل اسرائيل من جانب المنجر الى جانب المبادر. تمايزه في قضية التفاوض مع حماس ساعدته في احتلال عناوين الصحف. من الناحية الموضوعية هو لم يقرر بعد ان كان يتوجب التفاوض مع حماس ام لا  ان كان من الممكن التفاوض معها الآن ام انتظار اعتراف حماس بشروط الرباعية الدولية (وعندئذ هذا لن يكون ذكاء لان الجميع يوافقون على ذلك).

ذات مساء من هذا الاسبوع افاد التلفاز بان موفاز مستعد للتوجه للتفاوض مع محمود الزهار فورا. انا افترض انه قال هذه الامور للصحافي الذي بثها. سألته ما الذي حدث فجأة وكيف وصل من وضع من يحاول قتل الزهار الى وضع من يريد التفاوض معه؟ موفاز ضحك. انت الذي قتلت اغلبية قيادة حماس وها أنت فجأة تتحدث معهم؟ بعد قليل ستخرج مرتديا علم اسرائيل في مسيرة راجلة مغطاة اعلاميا نحو معبر ايرز، قلت له، موفاز ضحك مرة اخرى. الزهار هو الذي عاد. لقد اوشكت ذات مرة على قتله حيث عرفنا انه في المنزل الذي قصفته طائرة ال اف 16 فقد كان يتحدث عبر هاتفه الخلوي. اغتياله كان مناسبا وعادلا وحصل على مصادقة كل المستويات. المشكلة كانت ان الزهار نزل من الطابق الثاني في منزله الى الطابق الارضي قبل نصف دقيقة من القصف الجوي مع الاستمرار في الحديث في الهاتف. ووقف هناك بالضبط عند البوابة تحت الجسر بينما انفجر نصف طن من المتفجرات في صالون منزله الامر الذي تسبب في اصابته فقط. موفاز كوزير للدفاع اصيب بخيبة الامل، الاغتيال فشل. وما الذي فشل في هذه المرة؟ موفاز على قناعة بأن اي شيء لم يفشل.

كل شيء على ما يرام. هو أعد هذه الخطة من اجل الابناء والاحفاد. اليك يا بيبي خذ هذه الخطة. وبالمناسبة خلال عمليات الاستيضاح الداخلية يتضح ان نتنياهو لا يرفض خطة الدولة الفلسطينية ضمن حدود مؤقتة. المسألة هي انه لا يمتلك مرة اخرى الرؤية او الشجاعة لذلك. هو يعرف ان تحرك هذه العملية يحتاج لاقناع الامريكيين واعطاء ضمانة ملائمة. موفاز قال لي في هذا الاسبوع انه مستعد في اطار خطته لاعطاء الضمانات التي تودع لدى الامريكيين ومفادها ان الفلسطينيين في التسوية النهائية سيحصلون على مساحة مشابهة او قريبة من مساحة 1967. هذا يعني نفس كمية الارض ولكن ليس بالضرورة في نفس الاماكن. نتنياهو لن يقول ذلك بالمرة وان قاله فان حياته لن تكون نفس الحياة حينئذ. موفاز التقى مع شمعون بيريس مرات كثيرة ومع ايهود باراك. كلاهما يؤيدان فكرة الدولة ضمن حدود مؤقتة. باراك ايضا اقترح الامر على السباعية. بيغن وبوغي يعلون عارضا طبعا، بيبي تردد.

ما هي نهاية الامر بينك وبينها سألت موفاز، فأنت كما نلمس لا تستطيع النظر باتجاهها حتى وكأنها غير موجودة؟ موفاز يغضب من هذا الحديث، هذا ليس صحيحا لو اردت المشاركة لكان بامكاني ان اكون شريكا ولكن القرارات الاستراتيجية اتخذت من قبل تسيبي وحدها، هي لا تتشاور ولا توزع المسؤوليات ولا تشكل حكومة ولا تدخل لحكومة، تفعل كل شيء وحدها وبنفسها. الان شكلت طاقما لتغيير طريقة الحكم ومع ذلك لم ترفع سماعة الهاتف او تسأل او تتشاور لا شيء.

العلاقات في قيادة كاديما لا تبدو جيدة. موفاز هنا وتسيبي هناك. وداليا ايتسك ممزقة في المنتصف. الان ليفني مع عملية انابوليس وموفاز مع دولة ضمن حدود مؤقتة، كلاهما يتحدثان عن السلام. ولكن السلام بينهما او على الاقل الاتفاق بينهما ليس حاصلا.

معاريف 13/11/2009

===============

الانتفاضة الثالثة والاخيره !

د. جهاد البرغوثي

14/11/2009

القدس العربي

 لو كانت اسرائيل دولة عربية تتبجح في اقوالها ، وتتحدى في افعالها ، وتتغوّل في جرائمها ، ولا تتقيد باية اخلاقيات او تلتزم بقرارات ، وتنتهك حقوق الانسان اينما تواجدت وحيثما شاءت – لما كان هناك صمت دولي ، ولتحركت قوات الحلفاء للقضاء عليها كما فعلت في العراق وافغانستان وبشكل غير مباشر ما

 

تقوم به في السودان جنوبه وشرقه وفي تمزيق الصومال وفي اليمن ولبنان وغيرها .

لو كانت اسرائيل دولة عربية تعتقل اعضاء الكنيست لسنوات عده لقامت الديمقراطيات الغربيه في دفع حكوماتها وجيوشها لتصويب الامور ضد الهمجية والبربرية .

لوكانت اسرائيل دولة عربية يقبع في سجونها احد عشر الف رجل وامرأة وطفل لتحركت قوات الناتو وحررتهم من السجون على الفور

لو كانت اسرائيل دولة عربية لتعربد طائراتها في اجواء يافا وحيفا واللد والرمله لقامت حرب شرسة لتأديب الطائرات المارقه وتدمير قواعدها التي انطلقت منها .

لو كانت اسرائيل دولة عربية لتقتل العديد من مواطنين اسرائيليين والمتاجرة بالاعضاء البشرية في سوق مختص بذلك ، لاندفعت الانسانية جمعاء لمحاكمتهم واصدار اقسى الاحكام والعقوبات بهم .

لو كانت اسرائيل دولة عربية وتعَّدت على اماكن العباده او محاولة حرقها او هدمها ، لكان ذلك الشرارة الاولى لاندلاع حرب صليبية جديده .

لو كانت اسرائيل دولة عربية وامتنعت عن اقامة الاحتفالات وحلقات الرقص الشعبي وذبح الجمال على الطرق عند زيارة رئيس اميركي ، لتأمرت عليها دول الحضارة و التقدم والديمقراطية واسقطتها او خلقت لها متاعب كبيره .

لو كانت اسرائيل دولة عربية ومنعت مفتشي الوكالة لزيارة الترسانة النوويه لديها ، لتحركت الجيوش البوشية والبريطانية ودمرت كل شيء – كما فعلت في عراق الرشيد ، فقتلت وشردت الملايين ودمرت مؤسساته وصناعاته وجيشه وجاءت بالعصابات والصعاليك لضرب السنة بالشيعه وللأنقضاض على ما تبقى من عراقنا الحبيب.

قال ناثان هيل المقاتل الاميركي الذي اعدمته القوات البريطانية المحتلة خلال حرب الاستقلال الاميركية والذي اتهم بالتجسس لصالح امريكا وذلك قبل اعدامه في سبتمبر 22/1775م " اتأسف لانني املك حياة واحده فقط لاقدمها لبلدي امريكا " .

لو كان ذلك الامريكي عربيا لوصفته الفضائيات الامريكية والاسرائيلية والبريطانية " بالارهابي " .

فلوريدا بلد الزهور ، وايداهو بلد الضوء على قمم الجبال ، وتكساس بلد الاصدقاء والحلفاء – وكل ولاية امريكية لها معنى لتسميتها - وما عرفنا منهم الا ان نكون تابعين لهم ، موالين لسياساتهم ، حاجّين الى ثالث الحرمين " البيت الابيض " – لنتلقى منهم في المقابل الاسلحة الخُرده ، وهم يرموننا بالقنابل الذكية والقذرة التي امرت سيئة الذكر كوندوليزارايس بارسالها لضرب غزة واهلها الصامدين – والتي بعثت بها قبل ذلك الى اطفالنا في لبنان والعراق .

هم يراهنون على امريكا وانا من الذين راهنوا على الادارة الامريكية الجديده ، ولكن ْ يغيب عن انظارنا ومسامعنا ان امريكا ولاية اسرائيلية تحكمها منظمة "الايباك" التي ينتمي اليها قادة الفكر والسياسة في امريكا صغارهم وكبارهم أمثال فيلتمان ولارسون وغيرهم . لن يكون باستطاعة امريكا عمل شيء ايجابي اتجاه عدالة قضية فلسطين وشعبها المرابط .

اما الدول العربية فليست مطالبة بوقف ضخ البترول عن الغرب كما فعل المرحوم الملك فيصل آل سعود رحمه الله ، ولا مقاطعة البضائع الاميركية والبريطانية ،ولا ان نقطع العلاقات الدبلوماسية معها – وانما نريدها ان تظهر بقوة وكرامة ، وهم حلفاؤها دون تبعية وضعف وذل وانحناء

اما في الارض المحتلة فقد اكتمل بناء مدينة داود تحت الارض وارتفعت اعمدة الهيكل الى مستوى ارضية الاقصى لتمتد المدينة الى بوابة تطل على منتزه سلوان بعد اكمال عملية الهدم لكافة المنازل القائمة . ولربما عند الافتتاح الكبير لبوابة مدينة داود يحضر قادة وزعماء وامراء وشيوخ عرب للأشتراك في الحدث الكبير . فاسرائيل ماضية في طريق تعاليمها ومخططاتها غير آبهة بعروبة او اسلام – وهم يدركون مدى عمق العجز العربي والاسلامي انظمة وشعوبا ، فهو عجز تام شامل – والملعب لهم يقذفون بالكرة كيفما يشاؤون وفي كل الاتجاهات .

ومن هم في الداخل ولديهم كل الوان الكفاح الباهتة والفصائل الكبيرة في تسميتها الصغيرة الصغيرة في افعالها، وسلطة عاجزة عاجزة ، وحكومة تصريف اعمال صاحبة زاوية في مثلث الرعب الاسرائيلي الاميركي ، وفي قلب المثلث هناك قوات الامن الانكشارية الدايتونية . وما الديكور الفتحاوي الفصائلي السلطوي الا الاضحوكة والتي سيكشها فياض بعد ان يُكمل بلير المشوار الذي بدأه جده بلفور عام 1917، وتنتهي والى الابد قضية شعب وارض .

فالشعب الفلسطيني في الداخل هم كالهنود الحمر في امريكا في اخر مراحل نضالهم ، وقد اختار بعضهم السلام فزجوا بهم في معسكرات الاباده وعاشوا كالحيوانات وماتوا من الجوع والمرض وقلة العناية ، ومنهم من اختار مواصلة حرب غير متكافئة فماتوا في المعارك- ولا خيار ثالث لهم الا الرحيل وستساعدهم في ذلك سفارات الغرب وتفتح ابوابها لهم بكل احترام وتسليمهم تأشيرات الهجرة لهم بالسرعة الممكنه .

خلاصة القول ان قضية فلسطين بكل تداعياتها يتحملها اهلها واخص بالذكر فلسطيني الشتات ، وقضية دارفور يتحلمها السودان قبل ان تقضِى على وحدته شراذم الانفصال جنوبا وغربا ولربما شرقا ايضا ، وقضية الصومال يتحملها شعب الصومال وقياداته المتنازعة التي تتقاتل فيما بينها ، وقضية العراق والحفاظ على وحدته الجغرافية يتحملها اهلها الذين يتلهون في قتل بعضهم البعض ، والتعاون مع المحتل – اما شعب فلسطين مرجعيته واحده ، وقراره واحد ، واستراتيجيته واحده الا وهو مطالبته بحل ما يسمى بالسلطة الفلسطينية التي اصبحت عبئا عليه وعلى نضاله وقضيته والتي اصبحت الغطاء الذي تقوم اسرائيل بكل اعمالها التوسعية من خلاله والتوحد شيبا وشبابا رجالا ونساء نحو انتفاضة ثالثة ، فلربما نحافظ على ما تبقى من الارض والانسان .

كاتب من فلسطين

========================

كشف أن العملية نفذها إسرائيليون من أصول يهودية - عراقية

ديبلوماسي غربي في دمشق: «الموساد» اغتال مغنية بمساعدة... الفساد في سورية

| كتب زين الشامي |

الرأي العام

14-11-2009

كشف ديبلوماسي غربي، يعمل في إحدى السفارات في العاصمة السورية، انه بعد اغتيال القيادي في «حزب الله» عماد مغنية في 12 فبراير العام 2008 في حي كفر سوسة في دمشق، على أيدي جهاز «الموساد» الإسرائيلي، «أجرت المخابرات السورية تحقيقات مع الآمر العام السابق للضابطة الجمركية العميد حسن مخلوف، تركزت حول ضلوعه في تلقي مبالغ مالية كبيرة مقابل فتح المنافذ الحدودية».

وكشف الديبلوماسي، انه كان يتردد ان مخلوف «كان يتلقى ما بين الساعة الثانية عشرة والثالثة ظهرا، نحو مليون دولار في الساعة، مقابل فتح الحدود للمهربين من دون التدوين في أي سجلات جمركية، وأنه كان يترك موظفا واحدا أو اثنين فقط على أحد المنافذ الحدودية في تلك الساعات، الأمر الذي لا يسمح بإجراء أي تفتيش على السيارات والشاحنات التي تدخل الحدود... الموظف لا يمكنه في مثل هذه الحالة ولا يستطيع أن ينجز كل عمله وما هو مطلوب، بسبب ضغط الأشخاص والسيارات الوافدة».

واضاف ان «جهاز الموساد الإسرائيلي كان يعلم بكل ذلك، واستطاع الوصول إلى مغنية عن طريق إدخال مجموعة خاصة من عناصره، وهم من الإسرائيليين من أصول يهودية - عراقية، يحملون جوازات سفر عراقية ويتقنون اللهجة العراقية تماما، ودخلوا الحدود السورية أكثر من مرة عن طريق معبر التنف الحدودي وبطريقة رسمية مئة في المئة - في الساعات التي كان يوجد فيها موظف واحد فقط على المنفذ الحدودي - وقاموا بتنفيذ مهام عدة داخل الأراضي السورية، من بينها رصد موقع الكبر قرب مدينة دير الزور الذي قصفته الطائرات الحربية الاسرائيلية عام 2007».

وتابع الديبلوماسي الغربي، «ان الضابط مخلوف الذي أقيل من منصبه بتهمة الفساد، كشفت التحقيقات معه عن حيازته مئات الملايين من الليرات السورية والعشرات من المنازل والعقارات الموزعة على أكثر من مدينة سورية، وقد حصل عليها من الرشاوى التي كان يتلقاها بحكم مسؤوليته عن منع عمليات التهريب ، لذلك تركزت التحقيقات معه على دوره في توفير معلومات لمنفذي اغتيال مغنية، وتحركاته من لبنان إلى سورية وضمن الأراضي السورية».

ويشير الى ان «ثمة من يقول انه في الساعات القليلة التي تلت عملية الاغتيال، تبين أن مخلوف كان وجه معظم الأفراد الذين يعملون تحت إمرته، الى مكان واحد على الحدود، بحجة ضبط عملية تهريب كبيرة، ما ترك معظم الحدود من غير رقابة فعالة. أما الغاية من وراء ذلك، فنعتقد انها لتسهيل هروب منفذي عملية الاغتيال الى خارج الحدود بالسرعة القصوى».

ويضيف: «بعد 20 دقيقة من عملية الاغتيال، علمت سفارتنا ان شخصية من حزب الله تم اغتيالها، وبعد نحو 40 دقيقة تأكدنا أن عماد مغنية كان الهدف». ويتابع: «السوريون وحزب الله صعقوا بالعملية، وفي الليلة نفسها التي جرت فيها عملية الاغتيال، وصل مسؤولون من حزب الله الى دمشق، سحبوا الجثة بسرعة وعادوا بها إلى لبنان».

وفي رد على سؤال، ان «كانت قيادة «حزب الله»، شكّت بوجود أصابع سورية وراء عملية الاغتيال؟»، قال: «بدا لنا كذلك في البداية، والدليل طريقة سحب حزب الله للجثة، ثم التعليقات التي رصدتها سفارتنا على موقع تلفزيون المنار التابع للحزب. كان هناك الكثير من الشتائم ضد النظام والمخابرات السورية... نحن نعرف أن تلك التعليقات ما كانت لتظهر لولا موافقة الحزب».

وبسؤاله مجددا ما إذا كان يعتقد ان حسن مخلوف، كان متورطا في شكل مباشر أو مرتبطا ب «الموساد»، رد: «لا نعرف بالضبط إذا كانت هناك علاقة مباشرة أم غير مباشرة، أم أن الفساد أعمى عينيه، هذا متروك لتحقيقات الأجهزة السورية».

ونفى وجود «مؤامرة سورية - غربية على حزب الله»، ورجح ان يكون «الموساد هو من اغتال مغنية، لكن بمساعدة الفساد».

جدير بالذكر، ان فضيحة فساد مخلوف، اعتبرت في سورية «فضيحة القرن»، وقدرت تقارير قيمة الأموال المنهوبة، بنحو ثلاثة مليارات دولار، أي ما يعادل ربع موازنة سورية السنوية.

وكشف المصدر الديبلوماسي ايضا، ان من تداعيات ملف العميد مخلوف، أن مسؤولة رفيعة المستوى في إحدى دول جنوب شرقي آسيا، زارت دمشق والتقت الرئيس بشار الأسد، وسلمته ملفا له علاقة بوضع المستخدمات من مواطنيها في سورية، يوثق الانتهاكات التي تجري بحقهن.

========================

أضعف الإيمان - حتى تربح سورية مشوارها

السبت, 14 نوفمبر 2009

داود الشريان

الحياة

شهد الأسبوع الماضي هرولة إسرائيلية تجاه سورية، وقال نتانياهو أنه مستعد لمعاودة المفاوضات معها في أي زمان، وأي مكان، ومن دون شروط مسبقة. وقيل انه طلب من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي نقل رسالة الى الرئيس بشار الأسد تتضمن قبوله استئناف المفاوضات. ومارست إسرائيل «الضغط» على دمشق من خلال التشكيك في جدية الرئيس السوري، «نظراً الى تصريحاته المتناقضة عن السلام والمقاومة»، كما قال الوزير الإسرائيلي يوسي بيلد.

هذه الهرولة تثير الاستغراب. فهي بالتأكيد ليست لتحسين صورة إسرائيل من خلال لوم السوريين والتشكيك بجديتهم. هل تسعى إسرائيل الى استبدال الفلسطينيين التابعين لسورية بالفلسطينيين التابعين لمصر في المرحلة المقبلة؟ هل هو تلويح لدمشق بتعويضها عن مرحلة تغيبها عن مسرح السلام، ووساطاته؟ وما هو الدافع وراءها في هذا التوقيت؟ وما علاقة التوقيت بأزمة الرئاسة الفلسطينية، وتعثر الوساطة التي تتولاها مصر بين السلطة الفلسطينية و «حماس»؟ وما علاقة الحماسة الإسرائيلية لاستئناف المفاوضات مع سورية بمشكلة إيران مع الغرب والمنطقة؟ هل نحن أمام بداية دور سوري جديد من خلال كسر عزلة دمشق، وتغيير المناخ السياسي الذي وضعت فيه خلال المرحلة الماضية، واستعادة موقعها من الفلسطينيين وقضيتهم؟

التصريحات الفرنسية والإسرائيلية تشير بوضوح الى تلويح بدور سوري جديد، وان دمشق ستكون اكثر حضوراً على الساحة الإقليمية في المرحلة المقبلة، أما قضية المفاوضات فتبدو، حتى الآن، مجرد بوابة عبور لدور دمشق المنتظر. لكن هذا الدور لن يحقق لسورية الأهداف التي تريد من دون تغير جذري في علاقتها بمحيطها العربي، خصوصاً لبنان ومصر والسلطة الفلسطينية. إذ أن الدور الإقليمي لسورية تاريخياً استند الى قوة تأثيرها في القرارين العربي والفلسطيني، وتسويق دور جديد لها من دون تحسين مكانتها العربية، لن يكون مفيداً للسوريين والعرب.

لا شك في ان الأسابيع الماضية شهدت تغيراً في سياسة سورية العربية، وموقف دمشق من الاعتداء «الحوثي» على الحدود السعودية يذكّر بسورية حافظ الأسد، لكن المطلوب من دمشق ان تجعل خطواتها تجاه العرب أسرع من تحركها نحو الأوروبيين والأميركيين، وأضعف الإيمان ان تساوي بين الخطوتين لتربح مشوارها الجديد.

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ