ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
د.
حسن البراري الرأي
الاردنية 16-11-2009 في
الأمس، تلقيت اتصالا هاتفيا من
سكوت ليسنسكي من المعهد
الأميركي للسلام يسأل عن كيف
يرى الأردنيون الرئيس باراك
أوباما وجهوده في عملية السلام.
الإحباط ، كانت الكلمة الأولى
التي نطقتها، ودار حديث مطول
بعد ذلك عن ديناميكية الإحباط. عبثا
يحاول البعض التشبث بعملية
السلام لم تنطلق بعد، ولا يلوح
في الأفق موعد محدد لإمكانية
انطلاق عملية سلام يمكن لها أن
تفضي إلى تسويات لا نقول عادلة
وإنما معقولة في ظل توازنات
القوى السائدة والمشهد العربي
المذل. والشعور
بالإحباط ربما دفع كبار الكتاب
إلى نعي عملية سلام لم تنطلق،
وهكذا يمكن فهم مقالة توماس
فريدمان التي نشرتها نيويورك
تايمز يوم الأحد من الأسبوع
الماضي والتي استهلها بقوله أن
عملية السلام الفلسطينية
الإسرائيلية أصبحت تمثيلية
سخيفة لم يعد أحد يصدقها. ويرى
فريدمان أن الشيء الوحيد الذي
يدفع عملية السلام في الوقت
الحالي هو قوة القصور الذاتي
والعادات الدبلوماسية ليس
أكثر، فهي أصبحت أشبه برياضة
يمارسها الدبلوماسيون للحفاظ
على لياقتهم وليس لثقتهم
باحتمال إحداث التغيير المطلوب. فريدمان
يشبه ما يحدث في عملية السلام
بمشاهدة فيلم متكرر على أمل أن
ينتهي نهاية سعيدة في المرة
القادمة لكن أيا من هذا القبيل
لا يحدث. ومن ثم، يطالب فريدمان
بانتهاج أسلوب جديد تنسحب فيه
الولايات المتحدة من المفاوضات
التي لا يتحمس لها أي من الأطراف
المعنية. وبات مؤكدا بالنسبة
للسيد فريدمان أن الطرفين
يهتمان بأولويات أخرى، وأصبح
التدخل الأمريكي بالنسبة
إليهما أشبه بالمخدر الذي يريح
الألم السياسي لصناع القرار
بإشاعة الوهم بين شعوبهم بوجود
شيء جدي، بينما يتفرغون
لأولوياتهم الحقيقية لتعزيز
سلطاتهم والقضاء على خصومهم. انسحاب
الولايات المتحدة سيكون من أجل
دفع القادة غير الجادين لمواجهة
شعوبهم بأن التقدم في عملية
السلام هو ضرب من المستحيل.
وعندما تشعر الأطراف المعنية
بشكل مباشر بتسوية سياسية،
عندها فقط يمكن لها الاتصال
بالبيت الأبيض لكي يتدخل، بمعنى
أن الرغبة للتقدم نحو السلام لا
يمكن لها أن تتكون دون أن يشعر
الجميع بألم استمرار الوضع
الراهن. الدعوى
لانسحاب الإدارة من عملية
السلام تأتي في وقت بدأ يتشكل
فيه رأي يفيد أن أيا من العرب أو
الفلسطينيين أو الإسرائيليين
لا يشعر بما يكفي من الألم لدفعه
نحو السلام. وعليه، فإن عملية
السلام هي فاشلة حتى قبل أن
تنطلق ولن تفضي إلا إلى تدمير ما
تبقى من مصداقية الإدارة
الأميركية التي كانت وما تزال
جزءا من المشكلة. الانسحاب
الأميركي قد يأخذ شكل الاهتمام
الشكلي في العملية برمتها وهو
ما نشهد بداياته في الشهر
الأخير. ============================ أسامة
الشريف الدستور 16-11-2009 نشرت
صحيفة هآرتس قبل ايام مقتطفات
من كلمة لرئيس حاخامات الجيش
الاسرائيلي الجنرال افيشاي
رونتزك القاها امام فوج من
الطلبة المتدينين المجندين قال
فيها ان لعنة الرب ستصيب كل من
يظهر الرحمة تجاه العدو في وقت
الحرب، واضاف ان الجنود
المتدينين هم الافضل في ساحة
الوغى. وذكر الحاخام الذي كان
يتكلم في مستوطنة في الضفة
الغربية بتعاليم موسى بن ميمون
حول قوانين الحرب التي ربطها
بقول احد انبياء اليهود ان
اللعنة ستصيب كل من لا يغمس سيفه
في الدم.وبحسب الصحيفة فان
رونتزك ذكر التلاميذ الجنود
باداء الجيش الاسرائيلي الرائع
في غزة حيث قاتل الجنود بقلوبهم
وارواحهم. واضاف انه في حروب
اسرائيل نحفظ في قلوبنا الخوف
من الرب ونمحو خطايانا لاننا
نعرف لماذا نقاتل.لو كان
المتحدث مسلما لقامت الدنيا ولم
تقعد ، لكنه كبير حاخامات الجيش
الاسرائيلي وهو يؤكد لجنوده ان
لعنة الرب ستصيب من يبدي رحمة أو
شفقة تجاه العدو. والعدو هنا هم
كل من يقاوم الاحتلال وهم في
الغالبية مدنيون عزل محاصرون في
بيوتهم ومدارسهم وخيامهم. أي
كراهية يؤججها هذا المجرم في
قلوب الجنود باسم الدين؟ وما
معنى ان لا يتقاعس احد عن تعميد
سيفه سلاحه
بالدم؟ ليست هذه المرة الاولى
التي تصدر فيها تصريحات بغيضة
وعنصرية عن رجال دين يهود. فقبل
رونتزك صدرت فتاوى ونصائح من
اعلى المرجعيات الدينية في
اسرائيل تشبه العرب بالصراصير
والافاعي وتدعو لقتلهم دون
هوادة. ولم يحرك الرأي العام
العالمي ساكنا ، ولم تشجب حكومة
غربية هذه الفتاوى المرعبة ،
ولم يعلق مسؤول اممي أو يطلب
ايضاحات.يجوز لاسرائيل ما لا
يجوز لغيرها ، وبينما ننشغل
بانقاذ مسيرة السلام ، تستعد
اسرائيل لحروب قادمة تشنها وقت
تشاء ضد المدنيين العزل بعيدا
عن المساءلة والمحاسبة. ولنا ان
نفهم كيف يبرر قادة الجيش
لانفسهم استخدام الاسلحة
المحرمة ونسف المدارس والبيوت
والمساجد وقتل الاطفال بدم بارد
بعد ان سمعنا عظة الحاخام
رونتزك ووعيده بان لعنة الرب
ستنزل على كل من يتلكأ عن غمس
سيفه في جسد العدو.ازاء هكذا
عقلية اصولية شوفينية معترف بها
من مؤسسة الجيش هل لا زال من
الممكن تصور سلام وتعايش
واعتراف متبادل بين اليهود
والعرب؟ وفي الوقت الذي نحلل
الصراع العربي الاسرائيلي من
منظور سياسي ، يأتي رئيس
الحاخامات في الجيش الاسرائيلي
ليؤكد على الجذور التوراتية
للقضية.ان اسرائيل التي افتخر
مؤسسوها بعلمانيتها وانحيازها
الى اليسار والاشتراكية ارتدت
الى اصولية دينية فاشية بشعة
تستوحي وجودها من تعاليم تدعو
للقتل والتدمير باسم الرب
المتحالف ابدا مع بني اسرائيل
من خلال عهد مقدس ووعد توراتي.
كيف لنا ان نتحاور مع هؤلاء؟
ولماذا؟. =========================== الولايات
المتحدة.. المكانة .. والاعتبار
الدولي ... ماهر
عربيات مستشار قانوني- الرأي
الاردنية 16-11-2009 مثيرة
للدهشة والاستغراب المواقف
الغامضة والأداء الباهت في
المشهد التراجيدي للرئيس
الأمريكي باراك أوباما على
المسرح السياسي الشرق أوسطي .
تجسدت تلك المواقف وبرز ذلك
الأداء على مسرح الأحداث بعد
مرور الوقت الكافي للإطلاع
والحكم على اتجاهات الرئيس
الأمريكي في السياسة الخارجية
للولايات المتحدة. ومبعث الدهشة
والاستغراب يمكن ملاحظته أو
قراءته لا من خلال التقرير
القاتم الذي قدمته وزيرة
الخارجية الأمريكية هيلاري
كلينتون للرئيس أوباما حول
الجهود الأمريكية الرامية
لإحلال السلام في الشرق الأوسط
والتي لم تحقق أي تقدم يذكر، ولا
من خلال رحلة الشتاء والصيف
للمبعوث الأمريكي جورج ميتشل
الى المنطقة، إنما أيضا من
سياسة التردد ودبلوماسية
الغموض الظاهرتين في اتجاهات
الرئيس أوباما حيال النزاع في
الشرق الأوسط على أقل تقدير،
وهو ما ينسحب كذلك على صفوف
إدارته لا سيما في عدم جديتها في
التفاعل مع النزاع الفلسطيني ?
الإسرائيلي . فبعد
أن أفتتح أوباما بداية عهدة
السياسي بنشاط ملحوظ قاده
لزيارة عدة دول، وإطلاقه
لتصريحات ما لبثت أن زرعت الأمل
في نفوس العديد من القادة
والشعوب، وولدت انطباعات قوية
حول الوضع العالمي الجديد
المنتظر الخالي من الصراعات
والحروب، ألا إنها سرعان ما
تبددت وتلاشت ليحل محلها إحباط
وخيبة أمل لفت مختلف أنظمة
وشعوب المنطقة . وبدت الأمور
أكثر وضوحا عندما خلع الرئيس
أوباما مواقفه التي انطلقت مع
بداية عهده، ووجد ضالته في
دبلوماسية الغموض ... والتردد في
حسم الاتجاه الذي سيسلكه، ولعل
تراجعه عن موقفة إزاء وقف
الاستيطان الصهيوني كشرط
لاستئناف المفاوضات بين
الجانبين الفلسطيني
والإسرائيلي، وجنوح الإدارة
الأمريكية للصمت نحو مصادرة
أراضي الشعب الفلسطيني في
القدس، والمحاولات المتكررة
لاستهداف المسجد الأقصى،
والموقف الأمريكي المنحاز من
تقرير غولدستون، كل هذا فيه ما
يثبت هذا الغموض ... والتردد.
وباعتقادي أن هذا النهج
الاوبامي (أن صح التعبير)، ولد
بفعل الصراعات الداخلية في
كوادر إدارته بسبب انعدام
استقرار الوضع الاقتصادي
الداخلي الذي بات يمثل
الأولويات المطلقة في السياسة
الأمريكية نتيجة ميل أوباما نحو
مراعاة مجموعات النخب السياسية
وأصحاب النفوذ والمجموعات
الضاغطة، وتمشيا مع خصوصية
النظام السياسي الأمريكي، سيما
وان صناعة القرار السياسي
الأمريكي يمتاز بمداخل ومخارج
بالغة الدقة، وهذا ما عبر عنه
العديد من أساتذة العلوم
السياسية في أن من يريد معرفة
كيفية صناعة القرار السياسي في
الولايات المتحدة، عليه أن يعلم
مسبقا أنه يتعرض لواحد من أشد
الأنظمة السياسية تعقيدا، تم أن
معاداة إسرائيل للسلام وعدم
احترامها لجهود ومساعي الإدارة
الأمريكية لاستئناف المفاوضات،
وإفشالها للمطالب الامريكيه من
خلال مواصلة حكومة نتنياهو
لنشاطاتها الاستيطانية بهدف
فرض سياسة الأمر الواقع، وخلق
واقع جديد على الأرض من شأنه
تغيير مسار التفاوض، وإملاء
الشروط التعجيزية كالمطالبة
بالاعتراف بيهودية الدولة
الإسرائيلية، يشكل إحراجا
للإدارة الأمريكية أمام دول
المنطقة، التي تراقب بقلق شديد
الاتجاهات السياسية للرئيس
أوباما في الشرق الأوسط، وأمام
المجتمع الدولي الساعي الى
إنهاء الصراع العربي
الإسرائيلي وإقامة الدولة
الفلسطينية المستقلة، وتضع
أكثر من علامة استفهام أمام
الدولة الراعية للسلام ...
والراعية للديمقراطية ... وأمام
الدولة ذات المكانة ...
والاعتبار الدولي ( ...) . لقد
اصطدم ( العهد الجديد ) للإدارة
الديمقراطية الأمريكية بالشروط
التعجيزية للكيان الصهيوني
وبالعقبات التي يفرضها هذا
الكيان على التسوية السلمية
وتصديه لأي مشروع من شأنه أن
يؤدي الى الجلوس على طاولة
المفاوضات وقتل أي محاولات
تتعلق بالسلام وبمستقبل
المنطقة، كما أتضح للمجتمع
الدولي مسؤولية الكيان
الصهيوني عن حالة الفوضى وعدم
الاستقرار التي تشهدها
المنطقة، وإزاء هذا الوضع
الخطير، وأمام هذه الغطرسة
الإسرائيلية الهوجاء وهذا
التطرف الصهيوني الأعمى،
والواقع المرهون بالاحتقانات
والأزمات والإرهاصات، فأننا لم
نشهد أي حراك أو نشاط سياسي
للإدارة الأمريكية في المنطقة
لدفع عملية التسوية السلمية
خطوة نحو الإمام، باستثناء رحلة
الشتاء والصيف للمبعوث
الأمريكي جورج ميتشل، التي لم
تغن عن شيء . وإذا افترضنا أنه من
السابق لاوانة الحكم على
الخطابات والتصريحات السابقة
لرئيس الإدارة الديمقراطية،
وأن سياسته لم تتبلور بعد،
فأننا نتساءل عن استعداده
للتعامل مع المواقف
الإسرائيلية الرافضة للسلام ؟
وهل إدارة أوباما عمليا لديها
القدرة للضغط على حكومة نتنياهو
لتقديم التنازلات اللازمة
للوصول الى التسوية المطلوبة ؟
وهل تعتبر قضية الشرق الأوسط
والنزاع العربي الإسرائيلي ذات
أولوية في الاعتبارات السياسية
الأمريكية، أم أن هنالك قضايا
ونزاعات أخرى أصبحت حديثا أولى
بالاهتمام ؟ هذه تساؤلات ليست
جديدة ولاهي غريبة .. إنما
مطلوبة إن عاجلا.. أم آجلا، ولعل
تسارع الأحداث أو تباطؤها.. أو
أتساعها أو انكماشها... أو
اختلاف المتغيرات أو تطابقها ...
أو اتفاق المصالح أو تضاربها ...
هي الأجدر بالإجابة على هذه
التساؤلات الكفيلة بإحلال
السلام في هذه البقعة من
العالم، لكن دون أن نطلق العنان
للتفاؤل، فربما تعلمنا الكثير
من التجارب الماراثونية
السابقة ... أبرزها أن لا نلهث
خلف السراب... ولم يبقى هنالك ما
نخشاه ... فقد لدغنا من هذا الجحر
ألف مرة . Mahers.arab@hotmail.com ============================ المستقبل
– الاثنين
16 تشرين الثاني 2009 يوسي
بيلين الخيار
السوري قائم وموجود دوما.
ومقارنة بالمسار الفلسطيني،
يبدو المسار السوري أسهل، أوضح،
وأسرع. فهو لم يُطبق يوما، على
الرغم من أن ثمنه واضح والمقابل
المطلوب دفعه معروف، وفي أكثر
من مرة كان هذا المسار ملاذا
للهارب من الاتصالات مع السلطة
الفلسطينية. على
امتداد السنين الماضية، حصلت
عدة محاولات لإجراء اتصالات مع
دمشق. في العام 1991 وافق اسحاق
شامير على الشروع في خطوة
موازية مع سوريا، لبنان، الأردن
والفلسطينيين. وقد خرج السوريون
من المحادثات عندما تم التوصل
إلى اتفاق أوسلو " من وراء
ظهرهم"، لكنهم أعلنوا أنهم
منذ تلك اللحظة باتوا مستعدين
لسلام منفرد مع إسرائيل، من دون
أن يكون مشروطا بالسلام مع
الفلسطينيين. في
العام 1996، أيام حكومة شمعون
بيرس القصيرة، جرت محادثات مع
السوريين برعاية الرئيس
كلينتون، لكنها توقفت مع بدء
موجة الارهاب الفلسطيني في مطلع
تلك السنة. وقد استعان نتنياهو،
كرئيس للحكومة، بصديقه رونالد
لاودر، من أجل إجراء مفاوضات مع
الأسد الأب. واقترح لاودر على
الأسد سلاما مقابل حدود 1967،
ونفى نتنياهو ذلك عندما نُشرت
وثائق ذات صلة بالموضوع. أرييل
شارون أوقف الخطوة، ولم تُستأنف
بعد ذلك. حكومة
إيهود باراك، التي كنت وزيرا
فيها، أجرت في العام 1999 مفاوضات
موازية مع سوريا ومع
الفلسطينيين. للمرة الأولى حصلت
اتصالات مباشرة بين رئيس
الحكومة الإسرائيلية وبين وزير
سوري، وبدا كما لو أن الاتفاق
وشيكٌ. لكن استطلاعات الرأي،
التي تنبأت بمعارضة شعبية
للانسحاب من هضبة الجولان، دفعت
باراك إلى التردد، فتوقفت
المحادثات. وفي أيام حكومة
أولمرت فقط، تجددت المحادثات،
وكانت الاتصالات التي أجراها
متنوعة وخاصة، لكنها لم تفض إلى
أي مكان. كلام
نتنياهو في فرنسا بشأن استعداده
للبدء في مفاوضات مع سوريا من
دون شروط مسبقة، ليست جديدة ولا
هي تصدر للمرة الأول عنه، لكن
ممنوع الاستخفاف بها أو رفضها.
من المحتمل أن يكون هو أيضا وصل
إلى الخيار السوري لأن الخيار
الفلسطيني يبدو له اكثر تعقيدا.
ثمة بين إسرائيل وسوريا مشكلة
حدود، لكن هذه المشكلة لا تضم
القدس ولا اللاجئين. في
الواقع، الحل موجود. إذا اتصل
اليوم نتنياهو باللواء احتياط
أوري ساغي، الذي عمل منسقا
للاتصالات مع سوريا، فسيكون
بوسعة أن يحصل عبر رسالة هاتفية SMS على كل ما تم
الاتفاق عليه في الماضي- بما في
ذلك حلولا لمشكلة المياه
والمناطق المنزوعة السلاح،
وتلك الحديقة العامة المشهورة
التي ستتيح للإسرائيليين
الوصول إلى بحيرة طبريا من دون
تأشيرة دخول. إذا
كان ثمة فرصة للتوصل إلى اتفاق
سلام مع سوريا في فترة ولاية
نتنياهو الثانية، فسيكون هذا
الأمر إنجازا هائلا. ومن
المحتمل أن يكون هذا هو الخيار
المفضل بالنسبة للأميركيين
أيضا، في ضوء فشل السياسة في
الشرق الأوسط خلال السنة الأولى
من رئاسة أوباما. إذا كان الأمر
كذلك، من المناسب الترحيب
والمباركة بهذه المحاولة، بشرط
أن لا تكون هذه العملية طويلة.
فالاتصالات يجب أن تكون مكثفة
جدا، وعليها أن تأخذ في الحسبان
ما اتُفق عليه حتى الآن ( من دون
اللالتزام به)، وبشكل يؤدي في
نهاية المطاف إلى إغلاق هذا
الملف المهم. ("يديعوت
أحرونوت" 13/11/2009 =============================== الباكستان:
مصيبة الربح.. ومصيبة الخسارة! المستقبل
– الاثنين
16 تشرين الثاني 2009 - محمد
السماك فتحت
العملية الارهابية التي
استهدفت قيادات عسكرية ايرانية
في محافظة سيستان بالوشستان
القريبة من الحدود مع الباكستان
جبهة جديدة في وجه الجيش
الباكستاني. هناك
الجبهة التقليدية المتواصلة مع
الهند والتي تمتد على طول
حدودهما المشتركة من كشمير في
الشمال حتى لاهور في البنجاب.
وقد ازدادت هذه الجبهة اشتعالاً
بعد العملية الارهابية التي
تعرّضت لها مدينة مومباي
الهندية على يد عناصر ارهابية
تبيّن ان عناصرها تسللوا عبر
البحر من كراتشي الباكستانية. وهناك
الجبهة المستجدة مع أفغانستان
حيث تجد قيادات حركة الطالبان
وربما حتى تنظيم القاعدة مأوى
لها في المناطق الجبلية على
الحدود بين البلدين. وقد ادى ذلك
الى قيام قوات حلف شمال الأطلسي
بتعقّب رجال الطالبان الى عمق
الأراضي الباكستانية وانتهاك
سيادة الدولة، كما أدى الى
تبادل الاتهامات بين اسلام أباد
وكابول والى تدهور العلاقات
مراراً بين رئيسي الدولتين آصف
علي زرداري وحميد كرزاي. وهكذا
فان علاقات باكستان مع الدول
الثلاث المتاخمة لها وهي الهند
وايران وأفغانستان تمرّ بحالة
من التوتر الأمني الشديد
والتدهور السياسي الأشد. فالدول
الثلاث تتهم عناصر في الجيش
وقوى الأمن الباكستانية
بالتواطؤ مع الارهابيين. وتتخذ
هذه الدول من هذه الاتهامات
أساساً لتحميل الدولة
الباكستانية مسؤولية ما تتعرض
له من أعمال ارهابية والتي كان
آخرها في مدينة بيشين الايرانية. غير ان
الباكستان لا تكتفي بنفي هذه
الاتهامات جملة وتفصيلاً فقط،
ولكنها تخوض حرباً معلنة ضد
تنظيم طالبان الباكستاني الذي
تشكو الدول الثلاث من نشاطاته.
فبعد المعركة العسكرية التي
شنّها الجيش الباكستاني في وادي
سوات، فانه يخوض بضراوة معركة
عسكرية اخرى في وزيرستان الذي
حوّلته حركة الطالبان الى دولة
داخل الدولة. لا
تستطيع باكستان أن تخوض الحرب
ضد الارهاب على الجبهة الداخلية
والخارجية معاً وفي وقت واحد. بل
انها لا تستطيع أن تربح حتى
المعركة الداخلية اذا لم تدعمها
دول الجوار التي تشكو من سوء
تصرف بعض العسكريين وتطعن في
صدقية الجيش الباكتساني وولائه.
حتى قوات حلف شمال الأطلسي
المتواجدة في أفغانستان تشارك
في توجيه هذا الطعن.. كما تشارك
في الشكوى. فهناك اتهام لقوات
أمن باكستانية بالتواطؤ مع حركة
طالبان ضد القوات الأميركية
والأطلسية في أفغانستان.. وفي
الوقت ذاته هناك اتهام لهذه
القوات الباكستانية بالتواطؤ
مع المخابرات الأميركية
والبريطانية ضد ايران. من هنا
السؤال الصعب وهو كيف تستطيع
حكومة اسلام اباد التي خرجت هي
ذاتها من رحم عملية ارهابية
أودت بحياة الرئيسة السابقة
بنازير بوتو أن تربح الحرب على
كل هذه الجبهات:- جبهة الهند،
وجبهة أفغانستان، وجبهة ايران،
وجبهة حلف الأطلسي.. وجبهة
طالبان وجبهة الجماعة
الاسلامية التي تعارض من حيث
المبدأ الحملة على وزيرستان؟ وفي
الواقع فان باكستان تشكو هي
نفسها مما تشكو منه دول الجوار.
وتواجه، مع هذه الدول، عدواً
واحداً. فاذا خسرت الباكستان
الدولة معركتها أمام حركة
الطالبان، فان دول الجوار سوف
تجد نفسها في وضع المضطر لأن
تشارك في دفع الثمن. ذلك ان
الفوضى التي قد تعمّ باكستان لا
سمح الله لن تقف وراء حدودها
السياسية، ولن تنكفئ تحت الضغوط
الخارجية. بل انها سوف تفرخ
حركات مماثلة في هذه الدول..
وربما في دول عديدة اخرى. أما
اذا ربحت باكستان الدولة
المعركة فان دول الجوار التي
سوف تشاركها ثمرات الانتصار بما
يقتلع الارهاب من جذوره.. قد
تبدي قلقاً من تنامي قوة
باكستان كدولة اقليمية نووية !. ذلك
انه لا توجد استراتيجية لعمل
مشترك بين الباكستان ودول
الجوار. وبدلاً من ذلك توجد
لاثقة متبادلة تضعف الموقف
الباكستاني وتكشفه أمام خصومه
الداخليين. فقد اتُهمت حكومة
اسلام اباد بعد عملية مومباي
الارهابية بأنها تحوّلت عن
مواجهة الهند التي تحتلّ كشمير
وتوجهت الى ضرب مواطنيها من
المسلمين في وادي سوات. وهي
تُتهم الآن بأنها بعد العملية
الارهابية في مدينة بيشين
الايرانية تخلّت عن مواجهة
ايران الشيعية لتضرب حركة
طالبان السنية. وكانت قد اتُهمت
بعد عمليات القصف الجوي التي
قامت بها الطائرات الحربية
الأميركية في العمق الباكستاني
بحجة تعقّب عناصر حركة طالبان،
بأنها أي حكومة اسلام أباد
تتحالف مع العدو الأجنبي
المحتلّ ضد سكان القرى الذين
دفعوا ثمن القصف مئات الضحايا
من المدنيين الأبرياء. وفي
الحسابات الأخيرة لا يبدو ان
الحكومة الباكستانية قادرة على
كسب ثقة أو ودّ أي طرف. ففي
الداخل تشنّ حركة طالبان حرباً
عشوائية تستهدف الأسواق
والمراكز الأمنية في بيشاور
واسلام أباد ولاهور وكراتشي
وروالبندي.. وسواها.. كما ان
الجماعة الاسلامية (كبرى
التنظيمات السياسية الاسلامية
في البلاد) بدأت تسيّر
المظاهرات ضد الحكومة على خلفية
معارضة الحرب على الطالبان. أما
الطالبان فانها تحتل عدة مواقع
في شمال شرق البلاد وتعتصم فيها.
وتواجه الحكومة هذا التمرد
المسلح بجيش "مخترَق". اما
دول الجوار فانها تزيد في
لاثقتها بأجهزة الأمن
الباكستانية العبء على حكومة
اسلام آباد من خلال اتهامها
بالتقصير.. وأحياناً بالتواطؤ.
حتى الولايات المتحدة ذاتها،
تدرك انها رغم عدم ثقتها
بالباكستان وبسلامة قواتها
المسلحة من الاختراق، فانها
تدرك انها غير قادرة على حسم
الوضع في أفغانستان من دون دعم
باكستاني مباشر. بل ان المعركة
الباكستانية داخل الأراضي
الباكستانية تعتبر جزءاً
أساسياً من الحرب الأميركية ضد
حركة طالبان الأفغانية.. ولذلك
تبدي الولايات المتحدة
ارتباكاً واضحاً في قراراتها
المتعلقة بتقديم المساعدات
المالية والعسكرية للدولة
الباكستانية وهو ارتباك لم ينجُ
منه حتى الرئيس باراك أوباما
وادارته الجديدة. مع ذلك
تدرك واشنطن، كما تدرك عواصم
الدول المجاورة لاسلام آباد انه
اذا ربحت الباكستان المعركة (بل
المعارك) التي تخوض غمارها،
فانها تصبح دولة نووية صاروخية
ذات موقع لا يبعث الاطمئنان في
نفوس جيرانها.. ويمكن أن يشكل
خللاً جدياً في معادلة توازن
القوى في المنطقة. أما
اذا خسرت.. فان معنى ذلك سقوط
الدولة وانتشار الفوضى، الأمر
الذي يستحيل ان ينجو من شروره أي
من جيرانها.. ولا حتى الولايات
المتحدة نفسها. وهكذا،
قد يصحّ القول انه اذا ربحت
الباكستان فتلك مصيبة لجيرانها..
واذا خسرت فالمصيبة أعظم !!. =============================== النخب
الثقافية العربية والموقف من
تركيا: من
سوء الفهم السلبي إلى سوء الفهم
الإيجابي! جهاد
الزين النهار 16-11-2009 -I- هنا نص
المداخلة: عاد
العديد من النخب الثقافية
العربية لممارسة احدى عاداته
السيئة: الانتقال من وجهة نظر في
قضية أساسية الى وجهة نظر نقيضة
بدون أية اعادة نظر نقدية
بالموقف السابق، حتى لا نشير
الى غياب النقد الذاتي على هذا
الصعيد. لا
ينطبق مثل هذا التوصيف مثلما
ينطبق بالضبط على التغيير
الحاصل في المزاج السياسي لنخب
ثقافية عربية تجاه تركيا
وتحديداً في مصر ولبنان وعموماً
بين النخب الثقافية المشرقية. والملاحظة
الأولى هنا هي أن النخب
الثقافية العربية غائبة منذ
فترة طويلة عن اتخاذ مبادرات في
قضايا سياسية وفكرية اساسية
بعكس سلوكياتها الريادية في
النصف الأول من القرن العشرين
عندما كانت هي التي تطلق
مبادرات استشرافية تستبق
التحولات الكبرى وتساهم في
صناعتها. بالمقابل
فإن النخب الحاكمة العربية هي
التي تسيطر الآن على "صناعة"
التحول سيطرة تامة. ففي مجال
العلاقات العربية – التركية
النخب الحاكمة تقود التغيير على
الجانب العربي. المثال السوري
هنا واضح. إذ ان النخبة الممسكة
بالدولة خططت وحدها وصنعت هذا
التغيير فيما وقف المثقفون
المصريون والخليجيون
واللبنانيون والمشرقيون عموماً
يتفرجون على تطور الاحداث حتى
اليوم. أما
على الجهة التركية فلا شك ان
التغيير في العلاقة مع العرب،
وتحديداً مع سوريا كان حصيلة
تداخل ونضج عدد من العوامل
المتضافرة: • دور
"حزب العدالة والتنمية" (AKP). •
الموقف الايجابي للمؤسسة
العسكرية تجاه سوريا منذ العام
1998 الذي شهد خروج حزب العمال
الكردستاني التركي المسلح (PKK)
وقائده من سوريا (ثم اعتقاله
لاحقاً) واتفاق أضنة. اي منذ
انتهاء استخدام ما سُمي ب"الورقة
الكردية" في التجاذب السوري
مع تركيا. والأهم الانطلاقة
الايجابية النوعية للعلاقات
التركية – السورية منذ تولّي
الدكتور بشار الأسد للرئاسة. •
التطور البنيوي للاقتصاد
التركي وأهمية الدفع الذي مارسه
رجال الأعمال الأتراك في هذا
الاتجاه. وهو معطى مُوثّق
ومعروف. -II- المشكلة
اليوم انه لا يمكن الوثوق
كثيراً في غياب حركة مراجعة
نقدية للماضي في أوساط النخب
السياسية والثقافية غير
الحكومية العربية بمدى متانة
هذا الموقف على المدى البعيد.
فهذه النخب تنتقل مما كان يمكن
تسميته ب"سوء الفهم السلبي"
للتجربة التركية المعاصرة الى
"سوء الفهم الايجابي" في
رؤية هذه التجربة. (هذه النخب هي
صاحبة "مزاج سياسي" يقترب
أو يبتعد حسب كل مرحلة عن
الظاهرة الأخرى المعروفة التي
يطلق عليها: "الشارع العربي"). لقد
بدأ "سوء الفهم السلبي" بعد
تاسيس الجمهورية التركية عام 1923
وتكرّس طويلاً بعد الحرب
العالمية الثانية في مصر وسوريا
ولبنان وفلسطين والاردن
والعراق. فسنوات الخمسينات من
القرن العشرين في العالم العربي
تأثرت بالمواجهة بين سياسة
الرئيس جمال عبد الناصر وبين
السياسة التركية الموالية جداً
للغرب. هذه
النخب العربية او ورثة تقاليدها
هي التي تتحرك اليوم في الاتجاه
الجديد. انها متأثرة حالياً بل
معجبة بِ: •
المواقف التركية الجديدة حيال
قضايا الفلسطينيين، ورفض
التعاون العسكري مع الغزو
الأميركي للعراق، والعلاقات
السورية – التركية المتقدمة،
كما الدور الوسيط في النزاع
الاسرائيلي – السوري. وهي
أيضاً متنامية الاعجاب بالتطور
الديموقراطي في تركيا الذي
يجسده أساساً انتخاب "حزب
العدالة والتنمية" وفوزه
بالأكثرية. وعليّ
أن أضيف هنا عاملاً مهماً في
الموقف الايجابي للنخب
العلمانية العربية من تركيا لا
يجري تداوله كثيراً هو السلوك
السياسي المتوازن لتركيا حيال
اندلاع الحساسية السنيّة –
الشيعيّة بفعل التنافس
الايراني – السعودي بعد تغيير
النظام العراقي عام 2003. مشكلة
هذا التصور العربي المستجد
لتركيا أنه يربط كل هذه
المتغيرات الايجابية في تركيا
بدور "حزب العدالة والتنمية"
بدون فهم كاف للبنى التحديثية
السياسية، الاقتصادية،
الاجتماعية التي جعلت من الممكن
وصول هذا النوع من التيارات
السياسية الدينية الجذور الى
السلطة في دولة علمانية كتركيا. "حزب
العدالة والتنمية" يقود
التحول الذي نشهد... لا شك بذلك.
لكن الذي صنع التحول هو مسار
تركي قادته وساهمت فيه النخب
العلمانية الكمالية المتعاقبة
على مدى عقود منذ عام 1923 وأخذ
ينضج في ثمانينات القرن المنصرم. -III- الذي
نحتاج الى فهمه أكثر من زملائنا
الاتراك في هذه الندوة بمختلف
اتجاهاتهم هو كيف تتلقى النخب
التركية العلمانية، المحافظة
أو اليسارية، المؤيدة أو
المعارضة لحزب العدالة
والتنمية، كيف تتلقى فكرة
التقارب مع العرب في
الاستراتيجية التركية؟ أطرح
هذا السؤال في ما يتخطى السجال
الراهن الدائر بين المعلقين
الاتراك حول المواقف التركية
الرسمية من اسرائيل. بسؤال
أوضح: ماذا حلّ بعدم الثقة
التقليدي الذي كانت تبديه
دائماً النخب الكمالية حيال
العرب... أو حيال قصور العرب في
المجال الاقتصادي التنموي أو
السياسي الديموقراطي في
الأزمنة المعاصرة، مما أدى الى
انتشار صورة العربي ك"حصان
خاسر" عند هذه النخب
الكمالية؟ ماذا
حدث لهذه الصورة السلبية وما
تأثيرها اليوم قياساً بولادة
وتطور قوى اجتماعية جديدة تقوّم
المشروع التحديثي (الأوروبي) في
تركيا؟ (•)
راجع مقالة أمس: "نقاش تركي
أوروبي على أريكة دمشقية" (13/
11/2009). (دمشق
) jihad.elzein@annahar.com.lb =============================== الياس
سحاب السفير 16-11-2009 مع ان
المشهد العام للصراع العربي
الإسرائيلي يبدو منذ ثلاثة
عقود ونيف، اي منذ توقيع
اتفاقيات كامب دافيد، مشهداً
ساكناً لا حراك فيه، خاصة في
مجال العمل العربي الرسمي
للأنظمة، السائر وراء
المفاوضات كمن يلهث وراء سراب
سياسي، فإن إمعان النظر عميقاً
تحت سطح الأحداث، الى مجريات
الحياة العربية العامة في
المجتمعات العربية، كما داخل
المجتمع الإسرائيلي، يجعلنا
نحس بحراك تاريخي في الصراع،
شديد البطء في حركته، لكنه حراك
يسير حتماً، ومهما طال به
الزمن، باتجاه تغيير المعطيات
الحالية للصراع، التي كانت تبدو
لنا في كثير من الاحيان وكأنها
جامدة لا تتحرك، ابدية لا تتغير.
وأول
ما يمكن اكتشافه عند الغوص
بالنظرة التحليلية من سطح
الاحداث، الى أعماقها، هو تلك
الفجوة التاريخية التي تتسع
شيئاً فشيئاً، بين وضع الصراع
في مجال السياسة الرسمية لأنظمة
الحكم العربية، من اقصى المشرق
الى اقصى المغرب، ووضع هذا
الصراع نفسه في المدى الواسع
للبيئة الشعبية العربية، من
المحيط الى الخليج. لقد
ورط النظام العربي الرسمي نفسه،
وورط معه المنطقة العربية
بأسرها، في حالة إلغاء للإرادة
السياسية العربية، ولروح
مقاومة المخططات الخارجية
الزاحفة الى المنطقة، سواء أكان
شكل هذه المقاومة عسكرياً أم
سياسياً ام دبلوماسياً ام
اعلاميا ام ثقافيا، وقبع هذا
النظام العربي العام في موقع
سياسي جامد لا يتحرك، ولا يفعل
سوى توهم ان يأتي حل الصراع،
منحة وتعطفا وتنازلا من الحلف
الاستراتيجي الاميركي
الصهيوني، اي من الطرف
الآخر في الصراع. صحيح
ان العقود الثلاثة التي مرت على
هذا المسار لم تشهد تحركات
شعبية عربية في اتجاه معاكس
ومواز في الحجم والقوة لاتجاه
الانظمة الرسمية، لكن الشعوب
العربية كانت في اسوأ أحوالها
في موقف المتفرج غير المقتنع
بما يجري في المسار الرسمي
للصراع، محتفظاً للحركة
الصهيونية ولكيانها
الاسرائيلي، بموقع العدو
التاريخي سياسياً وثقافياً
وعسكرياً وعاطفياً ووجدانياً،
ومنتظراً لمسيرة الانظمة
العربية الرسمية ان تصل الى
الحائط التاريخي المسدود،
الامر الذي يدفعها الى واحد من
طريقين: اما السقوط بالاهتراء
وانتهاء الصلاحية، او التحرك
ولو بأبطأ ما تكون الحركة، بحثا
عن اتجاه آخر في مواجهة الصراع
المفروض والحتمي، والذي لا فكاك
منه ولو في منام هذه الانظمة
الرسمية. لنلق
نظرة سريعة على المشهد العام
للصراع، في سنواته الثلاث
الاخيرة، منذ العام 2006 وحتى
يومنا هذا، الذي نقترب فيه من
نهاية العام 2009. يجب ان
يكون المرء كامل السذاجة
السياسية، حتى يقتنع بأن هدف
إسرائيل في إطلاق عدوانها
الشامل الكاسح على لبنان في صيف
العام 2006، كان استرداد الجنديين
اللذين اسرهما حزب الله، وذلك
على الأقل بدليلين اثنين: ان
الحرب توقفت، ولم تستعد اسرائيل
جثث الجنديين الاسيرين الا بعد
ذلك، وبالطريقة التي حددها
الامين العام لحزب الله منذ
البداية (التفاوض وتبادل الاسرى).
ان
وزيرة خارجية الولايات المتحدة
السابقة السيدة كوندوليسا رايس
سارعت منذ الايام الاولى
للعدوان الى الكشف العلني عن
الهدف الحقيقي والمحرك الرئيسي
للعدوان الاسرائيلي: «استيلاد
شرق اوسط جديد». كذلك،
يجب ان يكون المرء كامل السذاجة
السياسية، حتى يصدق ان سبب
العدوان الاسرائيلي الوحشي على
غزة (20082009)، كان مجرد الرد على
بضعة صواريخ بدائية اطلقت على
بلدات في جنوب اسرائيل. فبين
العدوان على لبنان، والعدوان
على غزة، اكتملت صورة الشرق
الاوسط الجديد الذي كانت تبشر
به السيدة رايس، انه شرق اوسط
خال من اي نزعة عربية الى
المقاومة، بغض النظر عن مدى
اكتمال نضج هذه المقاومة. المهم
خنق الرغبة في المقاومة، وعدم
اعطاء هذه الرغبة اي فرصة، ولو
محدودة، بالقدرة على الصمود،
حتى لا يستفحل امر رغبة
المقاومة هذه، فتلتحم بالوضع
الشعبي العربي العام، الذي اثبت
على مدى ثلاثة عقود، حتى في أقصى
حالات جموده السياسي، عدم
اقتناعه النهائي بمنطق الانظمة
العربية الرسمية في مسيرة
الصراع المفتوح. انه شرق اوسط
جديد تتكامل فيه انهزامية
الشعوب مع انهزامية الانظمة
الرسمية. طبعا،
في مقابل فشل خطة الشرق الاوسط
الجديد الاميركية
الاسرائيلية هذه، لم يتحول
الامر بالضرورة، فورا وآليا،
الى ولادة الشرق الاوسط العربي
المرجو والبديل. لكن التاريخ
يفضل عادة السير بأبطأ سرعة
ممكنة، ولا يغير نهجه هذا الا في
المنعطفات الثورية الكبرى. لنلاحظ
ايضاً ان فرص تحول مسيرة الصراع
ليست مرهونة فقط بالفشل الواضح
في كسر ارادة المقاومة (مهما كان
مستوى هذه المقاومة)، بل هي
مرهونة ايضاً بذلك الجنون
المتصاعد المسيطر على قيادة
الحركة الصهيونية في إسرائيل،
والذي يصر ّخلافاً لرغبة السيد
الاميركي، على استحالة تحول
الكيان الصهيوني الى جزء طبيعي
من هذه المنطقة من العالم، خاصة
على صعيد شعوب المنطقة. إن
تضافر هذين العاملين، قد وصل
الى نقطة حساسة، يهيأ لي انها
بدأت، تحت سطح السياسة الرسمية
العامة، تدفع الصراع، وان ببطء
شديد، في اتجاه يخرج به تدرجاً
من الجمود المسيطر منذ ثلاثة
عقود. وهذه الحركة الجديدة، على
بطئها، قادرة في مواقع عربية
معينة، على إحداث زلازل سياسية
تغير صورة الاوضاع، حتى على سطح
الحياة السياسية، وليس فقط في
أعماقها. =========================== منظمة
العفو الدولية تفضح سياسات
إسرائيل المائية لوموند ترجمة الأثنين
16-11-2009م ترجمة:
سهيلة حمامة الثورة ردود
الأفعال الشديدة تجاه التقرير
الناقد لمنظمة العفو الدولية (أمنيستي)
بخصوص محاولات الحكومة
الاسرائيلية الدائمة منع
الفلسطينيين في الأراضي
المحتلة من الحصول على المياه
الصالحة للشرب، يذكّر إلى أي
مدى باتت الحاجة إلى المياه
قضية استراتيجية في الشرق
الأوسط. الدراسة
التي أعدتها منظمة الدفاع عن
حقوق الإنسان بخصوص ذلك ونشرت
أواخر الشهر الماضي إثبات قاطع
على الممارسات التمييزية
الصارخة التي تفرضها السلطات
الاسرائيلية على الشعب
الفلسطيني. ولعل
مسألة اقتسام المياه تنطوي على
مغزى سياسي واضح لتشكل جزءاً من
المسائل المرتبطة ب(الوضع
النهائي) لاتفاق السلام
المستقبلي بين الدولتين
اسرائيل وفلسطين، وعودة
اللاجئين الفلسطينيين وحدود
الدولتين. سلطة المياه
الاسرائيلية تنقض الاتهامات
المندرجة في تقرير المنظمة (أمنيستي)
والموجهة إليها جملة وتفصيلاً.
فالمنظمة ترى أن الوضع يزداد
خطورة وتعقيداً في الأراضي
الفلسطينية المحتلة على كافة
الأصعدة، وخصوصاً المصادر
المائية التي تمارس اسرائيل
سلطتها التامة عليها، عدا عن
الجفاف الشديد الذي يلحق بها
أصلاً. كما يشير التقرير إلى أن
اسرائيل تستخدم أكثر من 80٪ من
مياه الطبقة الصخرية المائية
الموجودة بين أراضي 1948 والأراضي
الحالية للفلسطينيين. وبذلك
يحصل هؤلاء على 20٪ فقط من
مصادر المياه المشتركة، وهم
مرغمون بالتزود بالماء من مصدر
واحد فقط في الضفة الغربية،
بينما تنفرد اسرائيل بعدة مصادر
مائية ،منها بحيرة طبرية
والشواطئ الساحلية ونهر الأردن
الذي ينحدر في وادي الأردن وقد
احتلته قبل عام 1967 دون السماح
للفلسطينيين بالوصول إلى
شواطئه للتزود بمياهها. كما
أشار التقرير إلى أن نسبة
استهلاك الفلسطينيين للمياه
يصل بالكاد إلى 60 ليتراً للشخص
الواحد في اليوم الواحد، أي أقل
من 100 ليتر مما سمحت به المنظمة
العالمية للصحة وذلك مقابل حصول
الاسرائيلي على 300 ليتر وأكثر في
اليوم الواحد!!. والمؤسف
أكثر أنه في بعض المناطق
الريفية، يتابع التقرير، يحصل
الفلسطيني على أقل من 20 ليتر ماء
في اليوم الواحد. والآن وبعد
أكثر من 40 سنة من احتلال اسرائيل
للضفة الغربية، نرى قرابة 180000
حتى 200000 فلسطيني مازالوا يعيشون
في تجمعات صغيرة ولا يحصلون
مطلقاً على مياه جارية. ألا تشكل
هذه الأمور مجتمعة صدمة للضمير
الانساني؟؟ بينما المستوطنات
الاسرائيلية المنتشرة في الضفة
الغربية المخالفة أصلاً
للقانون الدولي، تلجأ إلى الري
المكثف لمزروعاتها المختلفة
وإرواء حدائقها المتناثرة
وتخزين أحواض السباحة. هذه
الإثباتات من جانب التقرير لم
تقنع المعنيين في اسرائيل، فهم
يرون أن الحدائق والأحواض
والمزروعات لا تشكل قاعدة في
حال من الأحوال.وفي الواقع فإن
المستوطنات في الضفة الغربية
تشكل سبباً وجيهاً في مسألة
تفاوت العائدات المائية، فثمة
45000 مستوطنة تستخدم المياه
بدرجة تفوق بما لا يقاس حصة
الشعب الفلسطيني في الضفة،
ويتعمّد التقرير الاشارة بشكل
خاص إلى قطاع غزة حيث شح المياه
في أوجه دفع بالغزاويين إلى
التزود بمياه الشاطئ الساحلي
فيه، وهو المصدر الوحيد لديهم.
إضافة إلى أنهم لا يستطيعون حفر
آبار جديدة دون ترخيص من
الحكومة الاسرائيلية التي تسعى
بكل الطرق اللاانسانية لخلق
عراقيل أمام سعيهم للحصول على
مياه صالحة للشرب، ولعمري تلك
سياسة وحشية لتشجيع نزوح ورحيل
الفلسطينيين من أراضيهم ومن
ديارهم، ثم إن جدار الفصل
العنصري ونقاط التفتيش والسدود
الطرقية والترابية التي زرعتها
اسرائيل ما هي إلا أدوات مجانية
أخرى لاسرائيل لزيادة قبضتها
على المياه سواء في الضفة
الغربية أم في قطاع غزة. والمثير
في الأمر أن سلطة المياه
الإسرائيلية اعترضت وبشدة على
الأرقام الواردة في التقرير،
لكون المنظمة اياها لم تلجأ إلى
استشارتها بداية، بل راحت تضع
اصبعها على سياسات التمييز
الصارخة حيال الشعب الفلسطيني
المعذّب. والأدهى
من ذلك أن السلطة إياها تدّعي
أنها أتاحت للشعب الفلسطيني
الحصول على المياه أكثر بكثير
مما سمحت لهم اتفاقات أوسلو عام
1993!! وبالرغم
من صوابية هذه الأرقام المخجلة،
فإن السلطات الاسرائيلية تصر
على موقفها بأن مسألة حصول
الفلسطينيين على المياه تبقى
وسيلة نفوذ سياسة قوية في إطار
العلاقات الإسرائيلية -الفلسطينية،
لتمثل بالتالي تحدياً مهماً. ================================== حرب
الغاز تعود بين موسكو وكييف بقلم
:فلاديمير سادافوي
البيان 16-11-2009 بدأت
تتبلور ملامح أزمة جديدة بين
موسكو وكييف حول توريد الغاز
الروسي، ويصعب القول بأن سداد
الحكومة الأوكرانية لفواتير
شركة «غاز بروم» عن شهر أكتوبر،
قد وضع حدا للخلاف القائم، خاصة
بعد أن طالب الرئيس الأوكراني
فيكتور يوشينكو الحكومة بإعادة
النظر في عقود استيراد الغاز
الموقعة مع روسيا، في بداية
العام الحالي، وأكد على ضرورة
الاتفاق على معادلة جديدة
لتحديد أسعار الغاز تأخذ بعين
الاعتبار مصالح أوكرانيا،
معربا عن قلقه من فشل الحكومة في
صياغة اتفاقية جديدة تحدد
معايير التعاون بين روسيا
وأوكرانيا، وأكد على ضرورة
زيادة رسوم الترانزيت التي تحصل
عليها كييف، نظير عبور الغاز
الروسي لأراضي أوكرانيا إلى
المستهلك الأوروبي. وقد
اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير
مدفيدف أن أزمة سداد أوكرانيا
لما استهلكت من الغاز الروسي،
ومساعي يوشينكو لإعادة النظر في
الاتفاقات مع روسيا حول رسوم
الترانزيت، ما هي إلا مشاكل
مصطنعة تم افتعالها في سياق
حملة الرئيس الأوكراني
لانتخابات الرئاسة، وأعرب عن
قناعته بأن أوكرانيا تسعى لقطع
العلاقات الاقتصادية مع روسيا
في مجال الطاقة، مما يهدد
استقرار استخدام شبكة أنابيب
نقل الغاز المشتركة، التي تضمن
أمن الطاقة في روسيا وأوكرانيا
والعديد من الدول الأوروبية. وقد
أثارت هذه التطورات قلق
الأوروبيين، وطالب رئيس
المفوضية الأوروبية جوزيه
مانويل باروزو كلا من روسيا
وأوكرانيا بحل الخلاف الناشب،
مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي
لن يلعب دور الوسيط في تسوية
الخلافات التجارية بين روسيا
وأوكرانيا، ولكنه سيقدم ما
يستطيع من دعم لحل المشاكل
المتعلقة بنقل الغاز الروسي إلى
أوروبا عبر الأراضي الأوكرانية.
وسارعت
موسكو إلى تقديم مذكرة إلى
الاتحاد الأوروبي حول آليات
الإنذار المبكر في مجال الطاقة،
تتضمن الإجراءات المشتركة التي
يجب أن يتخذها الجانبان في حال
انقطاع إمدادات الطاقة إلى
أوروبا، وتحدد هذه المذكرة
الإجراءات العاجلة الواجب
اتخاذها في حالات الطوارئ من
قبل الجانبين، للتعامل مع
الحوادث التي تؤثر على نقل
الطاقة للمستهلك، بدءاً من
الحوادث وانتهاء بشفط المنتجات
خلال نقلها عبر أراضي الترانزيت
للمستهلك. ولا شك أن هذه المذكرة
تأتي في سياق مساعي روسيا
لتبرئة ساحتها من الاتهامات
الأوروبية بالتقصير في تلبية
احتياجات المستهلك الأوروبي،
وكمحاولة لإشراك الاتحاد
الأوروبي في تحمل مسؤولية ضمان
وصول الطاقة للمستهلكين. ويبدو
واضحا أن حرب الغاز بين روسيا
وأوكرانيا لم تعد أزمة
اقتصادية، وإنما أصبحت تعبر عن
صراع سياسي داخل أوكرانيا، وضد
روسيا. ومع اقتراب موعد
انتخابات الرئاسة تسعى كافة
الأطراف لزيادة شعبيتها في
الشارع الأوكراني. وإذا كانت
رئيسة الحكومة يوليا تيموشينكو
تعتمد في زيادة أنصارها على حل
المشاكل العالقة في العلاقات
الروسية الأوكرانية، وتسوية
أزمات الغاز، فإن الرئيس
يوشينكو اختار سبيل تصعيد
الصدام مع روسيا. وقد
يستفيد يوشينكو من قطع موسكو
إمدادات الغاز إلى أوكرانيا،
ليرفع شعبيته بين الناخبين من
خلال مواجهة العدو المصطنع، أي
روسيا. وما يدفع لهذا الاعتقاد
هو تصريحات رئيسة الحكومة، التي
كشفت أن الرئيس يوشينكو يعيق
تسديد ثمن الغاز الروسي بتعطيل
تحويل الأموال الذي يتم عبر
اتفاقات التعاون بين البنك
المركزي الروسي والحكومة
الأوكرانية. ويعكس
الوضع الراهن أن الرئيس يوشينكو
يستخدم أدوات في المعركة
السياسية الدائرة تضر بالأوضاع
المعيشية، بل إنها مرفوضة من
قبل الحليف الأوروبي الذي حذره
عدة مرات من عدم عرقلة سداد قيمة
الغاز لروسيا، باعتبار أن
أوكرانيا ليست مستوردا للغاز
فقط، وإنما أيضا بلد عبور الغاز
الروسي إلى أوروبا، ويجب ألا
يعاني سكان الدول الأوروبية من
انقطاع في إمدادات مصادر الطاقة.
ما يعني أن مقدمات تفجر حرب
الغاز من جديد بين روسيا
وأوكرانيا، ستبقى متواجدة
طالما تتوفر للرئيس يوشينكو
إمكانية اتخاذ القرار. ======================== اسرائيليو
الهوى... يولّدون الإرهاب! الإثنين,
16 نوفمبر 2009 جهاد
الخازن الحياة كنت في
جدة عندما فتح الميجور نضال حسن
النار على الجنود في قاعدة فورت
هود وقتل 13 منهم وجرح 30 آخرين.
وجلست أمام التلفزيون أتابع
الخبر وأتنقل بين محطات الأخبار
العربية والغربية، وعدت اليها
مع كل ساعة فراغ في الأيام
التالية، وعندما قرأت في شريط
الأخبار المكتوبة في أسفل
الشاشة أن عضواً في مجلس الشيوخ
يريد التحقيق في أن يكون العمل
إرهاباً قررت فوراً أنه
السناتور جو ليبرمان، واتصلت
بمكتبي في لندن لتقصي الموضوع
وتلقيت بسرعة خبراً من وكالة
الأنباء الفرنسية يؤكد ذلك. السناتور
ليبرمان قال: «هناك إشارات
تحذير قوية جداً عن أن الدكتور
حسن أصبح متطرفاً إسلامياً
ولذلك فما حدث عمل إرهابي». ليبرمان
يهودي ليكودي يمثل اسرائيل في
مجلس الشيوخ، وهو عدو العرب
والمسلمين مهما حاول الإنكار،
وقد أيد الحرب على أفغانستان
وأيدها على العراق ولا يزال
يطالب بحرب على ايران. وقد قرأت
مرة بعد مرة تعليقات على أخباره
في الصحف الأميركية تقول إنه
اسرائيلي الهوى، ولا يمثل
أميركا. لا
أريد أن أرد عليه هذه المرة،
فأنا من الطرف الآخر، وإنما
أختار من مقال كتبه ر. ج. أسكو في
موقع «هفنغتون بوست»
الإِلكتروني، وسجل فيه ان
السناتور الحقير لم يصف أعمال
قتل أخرى في منشآت عسكرية
أميركية بأنها ارهابية. الكاتب
نقل تعريفاً للإرهاب من قاموس
الإنكليزية يقول إن الإرهاب هو
«استخدام العنف والتهديد
للترويع أو الضغط من أجل أهداف
سياسية». ولاحظ الكاتب ان
القاتل لم يحاول أن يروع أو يضغط
من أجل أهداف سياسية وإنما قتل
لانفجار غضبه من دون أن يحاول
تغيير رأي أحد. ولا بد
أن الكاتب أسكو كان يلمح الى
ليكودية ليبرمان عندما اختار
مثلاً على الإرهاب هو تفجير
عصابة ارغون فندق الملك داود في
القدس سنة 1946. ما أدى الى مقتل 91
شخصاً، فقد كان عملاً إرهابياً
بالتأكيد هدفه ترويع قوات
الاحتلال البريطانية وتشجيعها
على الانسحاب من فلسطين. أقول
مع الكاتب إن أعمال القاعدة
ارهابية لأنها تستخدم لتحقيق
أغراض سياسية، وأكمل مع
الليكوديين الآخرين من عصابة
الحرب المعروفة، فهم في عيد في
الولايات المتحدة بعد مجرزة
قاعدة فورت هود التي وجدوا فيها
عذراً لاتهام المسلمين جميعاً
بالراديكالية والإرهاب. موقع
فرونت بيدج الليكودي رأى في
المجزرة وسيلة للحديث مرة أخرى
عن مجلس العلاقات الأميركية
الإسلامية الذي لم أسمع عنه
يوماً إلا من حملات عصابة
اسرائيل عليه. والموقع استضاف
عضو الكونغرس سو ميريك، التي
ترأس مجموعة في الكونغرس
لمكافحة الإرهاب وقد طالبت
أخيراً بالتحقيق في وضع مجلس
العلاقات الذي كان أول سؤال
عنه، وهي تحدثت عن الجهاد
والجهادية وعلاقة المجلس بحماس
ومؤسسة الأرض المقدسة. حماس
حركة تحرر وطني في وجه الإرهاب
الإسرائيلي والنائبة، أو
المصيبة، ميريك تخدم بلدها لو
ركزت على إرهاب اسرائيل
المسؤولة عن وجود الإرهابيين
الإسلاميين أكثر من القاعدة
لأنها حولت الناس الى الإرهاب
رداً على إرهابها. ووجد
ليكوديون آخرون فرصة في مجزرة
قاعدة فورت هود لبيع كتاب
عنوانه «المافيا المسلمة»،
ووعد أحد مواقعهم بإرسال الكتاب
مع توقيع مؤلفه بول سبيري. ولم
أرَ شيئاً جديداً والكلام عن
تأثر الميجور حسن بأفكار
الداعية الأميركي المسلم أنور
العولقي المقيم في اليمن. وفي
حين أن هذا الخبر في كل جريدة
وموقع فإن جريدة «واشنطن تايمز»
اليمينية جعلته «خاصاً» بها أو
«سكوب». الليكودي تشارلز
كراوتهامر في «واشنطن بوست» بدأ
مقاله بالقول ان لا مفاجأة أن
يصرخ رجل «الله اكبر» وهو يقتل
جنوداً أميركيين ليربط بين
الاثنين. وقررت ألا أكمل
القراءة. وداعية
الحرب الليكودي فرانك غافني فاض
إناؤه بنجاسته، ووجد فرصة أخرى
لمهاجمة الشريعة فهي تنص على حد
قوله في إحدى موادها أن من واجب
المسلم خوض جهاد، يشرحه بأنه
حرب مقدسة، لإخضاع غير المؤمنين
للإسلام. وغافني قال هذا الكلام
والميجور حسن يقتل الجنود ولا
يدعو أحداً الى الإسلام أو أي
دين. واختار
ديفيد هوروفيتز وهو من نوع ما
سبق أو أحقر فرصة ليهاجم «التحالف
غير المقدس بين اليسار المعادي
لأميركا والإسلام الراديكالي
الذي له شبكة من الإخوان
المسلمين منتشرة في جامعات
أميركا» (هناك حملة من
الليكوديين على الجامعات عندي
مادة عنها تكفي لكتاب لا مجرد
مقال). وقرأت
أول سطر في مقال للمتطرف دانيال
بايبس ورفضت بعده أن أكمل فقد
قال «عندما يقتل مسلم في الغرب
من دون سبب واضح غير المسلمين...». السبب
واضح كشمس الظهيرة، وهو بايبس
نفسه وغافني وهوروفيتز
وكراوتهامر وكل المدافعين عن
جرائم اسرائيل وحكومتها
الفاشستية وحروب المحافظين
الجدد ضد المسلمين، ما أدّى الى
الإرهاب المضاد، وهم لن يفيقوا
حتى يستعمل الإرهابيون أسلحة
دمار شامل لنروح جميعاً ضحية
تطرفهم. khazen@alhayat.com =============================== الإثنين,
16 نوفمبر 2009 غسان
شربل الحياة لا
يستطيع أي مسؤول عربي إنكار
أننا في أسوأ وضع عربي. وثمة من
يعتقد بأننا في أسوأ وضع في
الإقليم، وأن الآتي أدهى وأعظم،
وأن العاصفة إذا هبت ستهدد أمن
الدول واستقرارها وأحياناً
وحدتها. وان مؤشرات انزلاق
المنطقة في اتجاه الهاوية
تتزايد. يصعب
على اي مسؤول رفيع ان يعترف
علانية، وباسمه، ان الوضع
سوداوي الى هذا الحد. فمثل هذه
التصريحات يمكن ان تترك آثارها
على بلده وعلاقاته بالدول
الاخرى. لذا لا يبقى أمام
الصحافي غير نقل الحديث بعد
إغفال اسم المتحدث. طلبت
من المسؤول العربي ان يوجز
لقراء «الحياة» لائحة الأخطار
كما يراها فرد بالآتي: - ان
حالة العرقنة التي بدأت تعيشها
باكستان تنذر باندلاع ازمة كبرى
في هذه الدولة النووية التي
ولدت اصلاً من طلاق دام مع الهند.
وهذا يعني اننا قد نشهد غرق
ادارة باراك اوباما في ازمة
باكستانية - افغانية تستنزف
هيبتها وإمكاناتها ووقتها
وتمنعها من الاهتمام بأنحاء
اخرى في العالم والقيام بأدوار
فاعلة فيها. وعلينا ان نتذكر ان
ازمة من هذا النوع تعني الهند
والصين كما تعني روسيا لأنها
ستشكل اختباراً لميزان القوى في
نادي العمالقة. - مثل
هذا الانشغال الاميركي سيزيد
رغبة الرئيس محمود عباس في
المغادرة. خطوة من هذا النوع
ستعني هزيمة واضحة لمنطق
التفاوض ولمعسكر الاعتدال في
الاقليم. وفي مثل هذا المناخ قد
تندلع انتفاضة جديدة يصعب ان
تكون غير دامية. وربما اتخذ
النزاع شكل حرب دينية بسبب
الممارسات الإسرائيلية التي
تشكل تهديداً للقدس والأقصى.
ومن يدري فقد تدخل «القاعدة» من
هذه النافذة عبر عمل عسكري
مدوٍّ. - ثمة
خطر آخر وهو ان تستغل حكومة
بنيامين نتانياهو ارتباك ادارة
اوباما في الملف الباكستاني -
الافغاني لتطلق عملية عسكرية ضد
المنشآت النووية الايرانية.
سيكون من الصعب على ايران عدم
الرد على الهجوم وأغلب الظن ان
اي رد على مستوى المنطقة
سيستدرج اميركا الى النزاع
ونكون بذلك أمام حريق كبير. - يمكن
ان نشهد سيناريو آخر مسرحه
لبنان. بعد الروايات
الاسرائيلية عن احتجاز السفينة
التي قالت انها تنقل اسلحة
ايرانية الى «حزب الله» لا بد من
مضاعفة الحذر. يمكن ان تستغل
اسرائيل اي إطلاق صواريخ من
جنوب لبنان لشن عملية ثأر
تدميرية واسعة وبحجة التصدي
للأذرع الايرانية في المنطقة. - هذا
من دون ان ننسى خطورة المعارك
الجارية في اليمن ومحاولة
الحوثيين نقل الاضطراب الى ما
وراء الحدود، لولا الرد السعودي
الحازم. وهناك احتمالات عودة
العنف الى التصاعد في العراق مع
اقتراب موعد الانتخابات. وهناك
ايضاً التوتر المذهبي العابر
للحدود والذي يقلق بعض المواقع
الحساسة او الهشة في المنطقة. أقلقني
كلام المسؤول العربي. سألته عن
السبل لقطع الطريق على سيناريو
الكارثة، فاكتفى بالقول :إنقاذ
عملية السلام وإنعاش المفاوضات
ولجم حكومة نتانياهو وفتح الباب
لإعادة الجولان الى سورية وقبول
ايران بالعرض الأخير الذي قدم
اليها. لا
مبرر للتذكير ان حرائق الاقليم
تندلع على الارض العربية. وان
زعزعة الاستقرار تستهدف الدول
العربية. وان ضحايا النزاعات هم
في النهاية من العرب. ولا مبرر
للتذكير ايضاً ان الرد العربي
على لائحة الأخطار اقل بكثير من
الضروري والمطلوب، وان
المصالحات العربية - العربية لم
تكتمل، وان العرب ينتظرون
العاصفة بلا ضمانة او مظلة. =============================== الحاجةُ
إلى قياداتٍ ثقافيةٍ وفكرية
حُرّةٍ مستقلّة عصام
العطار 16/11/2009 القدس
العربي الذي
يسمعُ ويقرأُ أخبارَ العالمِ
العربيِّ والإسلاميّ ، ويَرى ما
يقعُ في أقطارهِ أوْ بين
أقطارهِ المختلفةِ من نزاعاتٍ
وصراعاتٍ متوالية .. يَرى بوضوح
تفكّكَهُ وتمزُّقهُ ، كما يرى
ضعفَهُ وعجزَهُ وتخلّفَه لا
يكادُ يوجدُ قُطْرٌ عربيٌّ
واحدٌ يخلو من صراعٍ داخليٍّ
مُسْتَعِرٍ أو كامنٍ تحتَ
الرماد ولا
يكادُ يمرُّ على العالَمِ
العربيِّ يومٌ يخلو فيه من
صراعاتٍ صغيرةٍ أو كبيرة ،
خَفِيّةٍ أو ظاهرةٍ بين أقطارهِ
المختلفةِ .. ومَرْكَبُهم
الواحدُ يغرقُ بهم جميعا !! وأهلُ
العلمِ والفكرِ والرأيِ
والتأثيرِ الذينَ يُرجَى منهم
تشخيصُ العِلَلِ ، ووصفُ
العلاجِ ، وتبصيرُ الناسِ
بواقعهم ، واحتمالاتِ حاضرِهم
ومستقبلِهم ، وما يَحيقُ بهم
حاضِراً ومستقبلاً على المدى
القريبِ والبعيد من الأخطار ..
أهلُ العلمِ والفكرِ والرأيِ
والتأثيرِ هؤلاءِ قد انحاز
كثيرٌ منهم إلى هذا النظامَ
العربيّ أو ذاك ، اجتهاداً
حيناً ، أو خوفاً أو طمعاً ، على
حسابِ الحقِّ والواجب ، ومصلحة
العربِ والمسلمينَ ،
والإنسانيةِ والإنسانِ ،
فَفَقَدُوا بذلك
اسْتِقْلاليّتَهم
وموضوعِيَّتَهم وأهلِيَّتَهم
لتوعيةِ العربِ والمسلمينَ
وتبصيرهم بالأهدافِ الصحيحةِ
الواجبةِ ، والسُّبُلِ
القويمةِ الموصلة نحنُ
الآنَ بحاجةٍ ماسَّةٍ إلى
قِياداتٍ ثقافيّةٍ فكريةٍ
أصيلةٍ أمينةٍ قادرة .. قِياداتٍ
بصيرةٍ بواقعِ أُمّتِها
وبلادها ، وعالمِها وعصرها ،
واحتمالاتِ حاضرِها ومستقبلِها
.. قِياداتٍ ذاتِ رؤيةٍ
مُسْتَقْبَلِيّةٍ عميقةٍ
شاملةٍ واضِحة .. قياداتٍ
حُرَّةٍ مستقلّةٍ مستقيمةٍ
شجاعةٍ فاعلةٍ ، ولاؤها للهِ
عزَّ وجلَّ ، وللحق والواجب
ومصلحةٍ أمتها وبلادِها
والإنسانيةِ والإنسان ..
قياداتٍ ترتفعُ بإيمانِها
وصدقِها ، وفكرها ورأيها ،
وقولِها وعملِها ، فوقَ
المخاوفِ والمطامعِ والأهواءِ
والصغائرِ والتفاهات ، وتقولُ
بالحقِّ حيثما كانت لا تخافُ في
اللهِ لومة لائم أيها
العربُ والمسلمون العلمُ
والفكرُ الآن حياةٌ والجهلُ
هلاك التجرُّدُ
والاستقامةُ حياةٌ والهوَى
والزَّيْغُ هلاك الصدقُ
والإخلاصُ حياةٌ والنفاقُ
والرياءُ هلاك والكلمةُ
البصيرةُ الحرّةُ الهاديةُ
فرضٌ من الفروض ، وضرورةٌ من
ضروراتِ الحياةِ وشرفِ الحياة
المراقب
العام الاسبق للاخوان المسلمين
في سوريا ================================== د.
غابي سيبوني 16/11/2009 القدس
العربي الدعوة
الاخيرة من الرئيس السوري
لاستئناف المحادثات مع
اسرائيل، وتصريحه بشأن استعداد
ابناء شعبه للسلام معها، طرحا
مرة اخرى على جدول الاعمال في
اسرائيل مسألة استئناف
المفاوضات مع سورية. رد رئيس
الوزراء، وزير الدفاع ورئيس
الدولة، الذين اعربوا عن
الاستعداد للدخول فورا في
مفاوضات بدون شروط مسبقة، يظهر
كم نجح بشار الاسد في ان يمسك
العصا من طرفيها. سورية
انقذت من العزلة السياسية التي
كانت تعيشها لسنوات طويلة، فقط
بعد ان انكشفت المحادثات غير
المباشرة في تركيا بين ممثليها
وممثلي اسرائيل. من خلال هذه
المحادثات حظي النظام السوري
بالشرعية في العالم، رغم انه
واصل الاداء كحليف مخلص في
الكتلة المتطرفة. هذه المحادثات
منحته ريح اسناد هائلة لنظامه
المترنح ويخيل انه لم يستنفد
بعد الضرر الاستراتيجي الذي
الحقته باسرائيل. سورية كانت
ولا تزال جهة تهز الاستقرار
الاقليمي، وتشهد على ذلك القوات
الامريكية التي تتصدى
لمحاولاتها للمس بالاستقرار في
العراق. 'انجازات'
الاسد في هذا المجال كثيرة: دور
سورية في قتل رئيس الوزراء
اللبناني رفيق الحريري معروف:
فقد عملت سورية على تطوير سلاح
كيماوي للدمار الشامل وحاولت ان
تقيم مفاعلا وتحقق قدرة نووية
عسكرية. منظمات الارهاب تجد
فيها منذ سنوات منزلا مريحا بل
انها تساعدها؛ الدور العميق
لسورية في لبنان ونصيبها في نقل
وسائل التسلح المتطورة لحزب
الله يعمقان عدم الاستقرار في
لبنان، بينما توفر هي جبهة
خلفية للدور الايراني المتعاظم
فيه. كل هذا يظهر كم هو عميق دور
الاسد في المحور الراديكالي. هناك
من يعتقد بأن اخراج سورية من
محور الشر سيحسن الميزان
الاستراتيجي الشامل لاسرائيل.
ولكن يجب الانصات جيدا للرئيس
السوري. من ناحيته معنى السلام
مع اسرائيل هو انسحاب من
الجولان في ظل الحفاظ على
علاقاته الاستراتيجية مع ايران
ومع محور الشر. تجربة الماضي
تظهر ان استمرار محاولات التقرب
من جانب اجزاء من الاسرة
الدولية ومحافل في اليسار لا
يدفعه الى تلطيف حدة مواقفه بل
فقط يشجعه على الاعتقاد بأنه
يمكنه ان يتمتع بكل العوالم. على
اصحاب القرار في اسرائيل ان
يدرسوا عميقا المصلحة العليا
لاسرائيل في السياق السوري في
ظل تحييد الاستخدام للخطاب
الاستراتيجي الذي كان صحيحا قبل
ثلاثين سنة، ولكنه الان اكل
الدهر عليه وشرب. فالعدو،
الذي سلم بانعدام قدرته على
احتلال الدولة، اختار طريق
المقاومة الذي اساسه محاولة
استنزاف مواطني اسرائيل في
عملية بعيدة المدى. هذا التغيير
يثبت انعدام الصلة التي في
تسليم املاك مقابل ضمانات
وترتيبات امنية، مظلات دفاعية،
تجريد من السلاح وما شابه. بحث في
اتفاق سلام حقيقي مع سورية
يمكنه ان يجري فقط بعد ان يحدث
فيها تغيير جوهري وعميق. الرغبة
في ارضاء النظام في دمشق
والشروع في محادثات معه لن
يؤديا الى مثل هذا التغيير. للاسد،
الذي مصلحته العليا هو الحفاظ
على النظام العلوي يوجد ما
يخسره. يخيل ان هذا الثمن سيصعب
عليه دفعه. على حكومة اسرائيل ان
تتوصل الى اتفاق استراتيجي مع
النظام الامريكي بشأن الشروط
الاساسية لمحادثات السلام مع
سورية. اولها يجب ان يكون
الانفصال عن المحور
والايديولوجيا المتطرفين.
سورية، التي توجد في ازمة
اقتصادية عميقة وفي وضع جغرافي
استراتيجي اشكالي، ملزمة في أن
تختار طريقا اخر قبل بدء
محادثات السلام معها. في هذه
اللحظة، فان سلوك الاسد المغرور
يذكرنا بمن كان يسكن في بيت من
زجاج ويرشق الحجارة في كل صوب. (رئيس
برنامج البحث العسكري في معهد
بحوث الامن القومي) هآرتس
15/11/2009 ============================ الشرق
الاوسط بثينة
شعبان 16-11-2009 نادرا
ما حظيت ذكرى باحتفالات وكتابات
وخطابات واهتمام غربي واسع
النطاق كما حظيت الذكرى العشرون
لسقوط جدار برلين في التاسع من
تشرين الثاني الحالي. فقد أحيا
عدد غير قليل من قادة الغرب هذه
الذكرى في برلين وألقى العديد
منهم الخطب الرنانة كما تبارت
وسائل الإعلام الغربية
والعربية والدولية بنشر
المقالات والتحاليل، وكانت
الذكرى موضوع غلاف «الإيكونومست»
و«النيوزويك» وربما عشرات، بل
ربما مئات المجلات في العالم.
وإن دلّ هذا على شيء فإنما يدل
على استمرار ازدواجية المعايير
في الثقافة الغربية، والتي
تعتبر أي حدث يعنيها حدثا دوليا
بينما لا يمكن أن ترقى أحداث
مماثلة تماما، لكنها وقعت في
مناطق أخرى من العالم، إلى
المستوى «الدولي» مهما كانت
قيمتها الحقيقية والإنسانية.
ووصل الاهتمام بهذا الحدث درجة
ربما دفعت الكثيرين أمثالي
للتساؤل: لماذا لا أشعر بالحماس
ذاته تجاه هذه الذكرى؟! ولماذا
لا أدرك أبعاد النتائج التي
يتحدث عنها كل هؤلاء القادة
والكتاب وقادة الرأي
والمحللين؟ حتى إن الساسة
المتحفظين عادة في تصريحاتهم قد
أطلقوا العنان لمخيلتهم، بحيث
أن الفقر في إفريقيا أصبح «مجازا»
جدارا يجب إزالته وأصبحت القيود
في منطقة ما والدموع في أخرى
والألم في ثالثة جدران برلين
يجب إزالتها، بل حتى الألم
الشخصي وانعدام الأمل كلها تم
تشبيهها بجدار برلين، ومن هنا
كانت الدعوة لإسقاطها جميعا. بل
إن أحد الزعماء اعتبر سقوط جدار
برلين دعوة لمحاربة الاضطهاد،
بينما اعتبرت وزيرة خارجية
الولايات المتحدة هيلاري
كلينتون «أن جدارا حقيقيا قد
سقط، ولكنْ هناك جدران أخرى
قائمة علينا أن نتغلب عليها»
مضيفة: «إننا سنعمل معا لإنجاز
ذلك». ولكن
الغريب في الأمر، هو أن أحدا من
كل هؤلاء الساسة والقادة
والمحللين والمعنيين بالشأن
العام لم يستطع أن يرى جدارا
يلتف كالأفعى في الأراضي
الفلسطينية المحتلة، لأنه أغمض
عينيه بجدار أسمك من جدار
برلين، رغم أن محكمة العدل
الدولية قد اتخذت قرارا منذ خمس
سنوات بضرورة وقف بنائه وهدم ما
بُني منه وتعويض الفلسطينيين عن
الأضرار التي لحقت بهم بسببه،
كما أن أحدا من كل هؤلاء، لم
يلاحظ أن هذا الجدار يفصل الطفل
عن مدرسته، والمزارع عن مزرعته،
والأسرة عن أقربائها، ويمزّق
النسيج الاجتماعي للمجتمع
الفلسطيني، ويمثل أحد أشدّ
أساليب القهر والظلم والاضطهاد
التي تحلّ بشعب في القرن الواحد
والعشرين. فقد تمّ المرور على
آلام الشعوب من إفريقيا إلى
بورما وزيمبابوي، أما آلام
الشعب الفلسطيني، والتي لا مثيل
لها في القرنين العشرين والواحد
والعشرين، فلم يأت أحد من كل
هؤلاء على ذكرها على الإطلاق،
وفي الإعلام الغربيّ برمته. كما
أن أحدا لم يذكر الجدران التي
بُنيت في العراق بين المدينة
والأخرى، وبين الطائفة والأخرى
بحجة الأمن هنا والخوف هناك،
كأن العالم العربي بشكل خاص،
والعالم النامي بشكل عام، يقطن
في ذاكرة لا تمتّ إلى ذاكرة
واهتمام الغرب بصلة، مع أن
جدران القرن الحادي والعشرين
التي أشارت إليها وزيرة خارجية
الولايات المتحدة الأمريكية هي
جدران في غالبيتها صناعة
أمريكية بحتة سواء في المفهوم
أو في واقع الحال، أو في التمويل. بعض
هذه الجدران أتى على ذكرها
الرئيس الأمريكي أوباما حين قال:
«إن الحواجز التي تتحدى عالمنا
اليوم لم تعد جدرانا من الأسمنت
والحديد، بل إنها حواجز الخوف
وعدم الشعور بالمسؤولية واللا
مبالاة». والسؤال هو: عن أي عالم
يتحدث الرئيس الأمريكي؟ عن
العالم كله أم عن العالم
الغربي؟ ذلك لأن عالم
الفلسطينيين مثلا ما زال مسكونا
بأبشع جدران وأشد حاجز عرفه
التاريخ من الوحشية، بما في ذلك
جدار الفصل العنصري المشيّد من
الأسمنت والحديد، وكذلك جدران
الاستيطان، والتطهير العرقي،
والتهويد، والاحتلال،
والعنصرية المقيتة التي وصلت حد
إصدار الفتاوى اليهودية بقتل
الرضع والأطفال، كما أن جدران
ساكيس بيكو في العالم العربي
مزقت أوصال أبناء الضاد الذين
يشتركون بالتاريخ والجغرافيا
والمصالح الاقتصادية المشتركة. وأي
محاولة للتقارب بين دولتين
عربيتين تجمع بينهما الجغرافيا
والتاريخ تواجَه بعداء شديد من
قِبل غربٍ فتح كل الحدود بين
أبناء شعبه حتى وصل طرفَي
اليابسة عبر المحيط بحركة جوية
وبحرية نشطة خلقت بينهم شعورا
حقيقيا بالانتماء إلى عالم
سياسي واقتصادي ومعرفي واحد. الرئيس
الأمريكي مُحِقّ في توصيفه
لحواجز أخرى ليست من الأسمنت
والحديد موجودة فعلا في عالم
اليوم، بل إن هذه الحواجز قد
تكون الأصعب على الهدم، وأحد
أهم هذه الحواجز أو الجدران، هو
الجدار الحقيقي الذي شيده بوش
وتشيني والمحافظون الجدد بين
الغرب والشرق، والتي خلقت من
الحروب على غزة والعراق وغيرهما
جدرانا من الجريمة والريبة
والسجون السرية والتعذيب
وتهويد القدس باسم مكافحة
الإرهاب، والهوة هذه ناجمة عن
مركزية غربية ولدت مع
الإمبراطوريات الغربية التي
كانت تحتل العالم ولا تغيب عنها
الشمس ومع أنها تقلصت سياسيا
وجغرافيا، فإنها ما زالت موجودة
معرفيا وأخلاقيا. فالحدث هو ما
يحدث في الغرب والاهتمام هو ما
يجري في الغرب، والخبر هو الذي
يخبرنا به الغرب، أما ما يجري في
بقية دول العالم فقد لا تأتي على
ذكره وكالات الأنباء، ولا يتوقف
أحد السياسيين الغربيين عنده،
خصوصا إذا كان لا يمسّ حياة أي
شخص غربي، ولا يمتّ بصلة إلى
اقتصاد غربي أو ظاهرة غربية.
ولعلّ هذا هو أخطر الجدران الذي
بدأت تتضح معالمه خصوصا بعد
أحداث الحادي عشر من أيلول،
وبعد احتلال العراق
وأفغانستان، وبعد أن بلغ الصمت
الغربيّ عن جرائم إسرائيل في
فلسطين حدا يجب أن يندى له جبين
العالم المتحضر. هذا
الجدار يفصل بين عالم يدّعي
الحرية والديمقراطية ويمارس
الغزو، والقتل، والاستيطان،
وهدم المنازل، والتعذيب، ولا
يرفّ له جفن وهو يستخدم
المعايير المزدوجة كل يوم فيلقي
الخطابات الرنانة عن حقوق
الإنسان، بينما يسمح بقتل يوميّ
لأطفال فلسطين. هذا
الجدار، دون شك، يزيد النفاق
السياسي، والمعايير المزدوجة
من ارتفاعه وامتداده في قارات
وبلدان عدة، وهو الجدار الذي لا
يراه الغرب إطلاقا، ولا يدرك
خطورته على أمن واستقرار الكون
برمته. وهذا الجدار لم يعد جدار
الخوف فقط، بل أخذ يتحول إلى
جدار النقمة وقد يصل حدّ
الكراهية إذا ما يئست الشعوب
المستهدفة من أي إمكانية لعودة
الغرب إلى رشده والتزامه
بالمعايير الأخلاقية التي
يدّعي الحرص عليها والعمل وفق
موازينها. هل
يمكن لهؤلاء القادة الذين
اجتمعوا في برلين في التاسع من
تشرين الثاني أن يزوروا غزة في
فلسطين؟ وهل لهم أن يزوروا
بلعين بدلا من برلين، ليروا بأم
أعينهم ماذا يفعل أعتى جدران
العنصرية في التاريخ؟ وهل يمكن
أن يطّلعوا على ما يشعر به
الفلسطيني الذي يُقتل والده، أو
أمه، أو ولده أمامه، دون أن
يُعتبر قتله خرقا لحقوق
الإنسان؟ ودون أن تتجرأ دولة
غربية على تطبيق معايير حقوق
الإنسان على من يعتدي على حقوق
العرب في فلسطين كل يوم وكل ساعة
دون حساب أو عقاب؟ ولم
يعد مقنعا لأحد أن يبرر الغرب
مواقفه هذه بمكافحة الإرهاب،
لأن نتائج هذه السياسات قد زادت
من حدة القمع والإرهاب في
العالم. إن
أخطر جدار في القرن الحادي
والعشرين، هو جدار فقدان
مصداقية الغرب، وانعدام الثقة
بين الدول الغربية ودول العالم
الثالث في آسيا وإفريقيا بحيث
فقدت اللغة قدرتها على أن تكون
صلة وصل بين الطرفين، لأن
المسؤولين الغربيين قد أكدوا
مرارا وتكرارا أن أعمالهم تناقض
أقوالهم. لقد
ارتقى وعي الشعوب إلى درجة أنها
أخذت تدرك ماهية هذه الجدران
وأهدافها ومبتغاها، ولم تعد
تقنعها المظاهر الاحتفالية
والخطب الرنانة التي تزيد من
فقدان المصداقية. لقد
كانت الذكرى العشرون لسقوط جدار
برلين مناسبة كي يتحلى الغرب
ببعض الصدقية في ملامسة حقيقة
جدار الفصل العنصري في فلسطين،
وجدران القمع والفقر والألم
الناجمة عن احتلال عنصري بغيض،
يحرم المدنيين الفلسطينيين من
الحرية، والأرض. ولكنهم،
وبتجاهل هذا الواقع الفاضح
المرير، قد أضافوا جدارا آخر
إلى الجدران التي تفصل عالمهم
عن عالمنا في قلوب وعقول
الملايين من شعوبنا، فهل يعنيهم
هذا الأمر كي يستدركوه، أم أن
الثقافة الغربية التي لا تزال
تعاني من رواسب التعالي
الاستعماري على الشعوب، تدق
أطنابها في عقولهم وقلوبهم بحيث
أن العالم بالنسبة إليهم هو
العالم الغربي فقط، وإذا كانت
هذه هي الحال، فمتى يبدأ العرب
أيضا بالتركيز على عالمهم ووضعه
على رأس أولوياتهم بعيدا عن
التأثيرات والأحكام الغربية؟ ============================== هل
من الممكن أن تصبح أميركا
فقيرة؟ روبرت
صامويلسون الشرق
الاوسط 16-11-2009 كانت
فكرة عجز حكومة إحدى القوى
الكبرى في العالم عن تسديد
ديونها بأن
تقول لدائنيها إنها لن تسدد كل
ما تدين لهم به
حتى وقت قريب أمرا مستبعدا.
وبرغم عجز الأرجنتين وروسيا عن
تسديد ديونهما، فإن دولا مثل
الولايات المتحدة واليابان
وبريطانيا لا تستطيع ذلك. غير أن
المنطق يشير إلى أن ذلك ليس
بمستبعد على الإطلاق، فحكومات
الدول الغنية تقترض بصورة
مطردة، متوقعة أن تنهار في يوم
من الأيام الفرضية المزدوجة
التي تكمن وراء ديونهم
المتنامية (بأن المقرضين
سيستمرون في الإقراض وأن
الحكومات ستستمر في الدفع)، إذن
فما الذي يحدث؟ قد
يبدو السؤال غريبا، حتى أن
الماضي لم يقدم لنا سوى بعض
الإشارات القليلة بالنسبة
للمستقبل. وعلم النفس يلعب في
هذا الجانب دورا في غاية
الحساسية. ولنأخذ مثالا موازيا
على ذلك بالدولار. حيث تكمن
الخشية في أن يخسر الأجانب
والأميركيون أيضا الثقة في قيمة
الدولار ويفضلون عليه الين أو
اليورو أو الذهب أو النفط. وإذا
ما فعل عدد كبير من المستثمرين
ذلك، يمكن أن يؤدي ذلك
بالمستثمرين المذعورين
والساعين إلى تحقيق مآرب خاصة
إلى إطلاق حملة بيع للأسهم
والسندات الأميركية. وقد توقع
الكثيرون مثل هذه الأزمة منذ
عقود لكنها لم تحدث بعد،
فالدولار لا يزال يحتفظ بثقة
الكثيرين انطلاقا من الاستقرار
السياسي والانفتاح والثروة
وانخفاض التضخم الذي تتمتع به
أميركا. بيد أن أمرا ما قد يبدد
تلك الثقة، ربما يكون ذلك الأمر
غدا أو بعد عشر سنوات. نفس
الأمر ينطبق على الدين الحكومي
المتفجر، فقد انتقلنا إلى منطقة
جديدة تماما لم نشهدها من قبل
وصرنا سجناء لعلم النفس.
وبالنظر إلى ما حدث لليابان،
ففي عام 2009 بلغت نسبة العجز في
ميزانيتها الفجوة
بين الإنفاق والضرائب
10% من الناتج المحلي
الإجمالي. ويقترب الدين الحكومي
الإجمالي الإقراض
لتغطية العجز
من 200% وهو ما يعادل ضعف
اقتصادها. وتعكس هذه الجبال من
الديون تباطؤ النمو الاقتصادي
والعديد من خطط التحفيز
الاقتصادي وشيخوخة المجتمع
وتأثير الركود العالمي. ويشير
تقرير صادر عن بنك جي بي مورغان
تشيس إلى أن نسبة الدين إلى
الناتج الإجمالي المحلي ستبلغ
بحلول عام 2019 نسبة 300%. لا أحد
يعلم كيفية تفسير تلك الأرقام،
ولو أن شخصا توقع قبل 20 عاما أن
يرتفع الدين الياباني بهذه
الصورة، لكن هذا التوقع قد أثار
دون شك هذا الانزعاج بأن
اليابان ستدفع فائدة ضخمة، نظرا
لمطالبة المقرضين المذعورين
بفوائد عالية لتعويض المجازفة
بإمكانية عدم قدرة الحكومة على
تسديد الدين أو أن تتضخم ديونها. من
الممكن تفسير القضية ظاهريا،
فاليابان لديها مدخرات خاصة
ضخمة لشراء السندات
والانكماش المتواضع
انخفاض الأسعار
يجعل من معدلات الفائدة
المنخفضة أمرا مقبولا وسيظل
المستثمرون على يقين من أن
الدين الجديد والمستحق سيتم
تمويله. ويأتي الموقف الأميركي
أكثر تشابها. فبرغم العجز الضخم
كانت معدلات الفائدة على سندات
الخزانة على مدى السنوات عشر
الماضية حوالي 3.5%. وخلال الأزمة
المالية العالمية سعى
المستثمرون إلى الحصانة الآمنة
لسندات الحكومة. لكن النتيجة
الأصوب ليست في أن الحكومات
الكبرى (مثل اليابان والولايات
المتحدة) يمكنهم الاقتراض
بسهولة كما يشاءون، لكن
بمقدورهم الاقتراض بالقدر الذي
يرغبونه حتى تتبدد الثقة في
قدرتهم على ذلك، ونحن لا نعلم
متى ولا كيف أو ما إذا كان ذلك قد
يحدث. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |