ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الموقف الأوروبي .. حقائق
ومعطيات رشيد حسن الدستور 7-12-2009 جاء الموقف الأوروبي مفاجئا للكثيرين ،
ومدعاة للعديد من التساؤلات ،
والتي تدور في معظمها حول سؤال
مركزي واحد ، وهو: هل ستمضي هذه
الدول قدما وتتبنى قرارا
باعتبار القدس العربية المحتلة
، عاصمة للدولة الفلسطينية
الموعودة ، ضاربة عرض الحائط
بالاحتجاجات الإسرائيلية؟ بداية لا بد من التأكيد على جملة من
الحقائق والمعطيات أهمها: أن
مواقف الدول الأوروربية
"27" دولة ليست متطابقة
تماما...ففيما تتفق كافة هذه
الدول ، على أن القدس العربية
أرض محتلة ، إلا أنها تختلف على
ما يبدو في تبني مسودة القرار
السويدي ، بحجة أن هذا القرار
يعرقل المفاوضات ، وهذا في حد
ذاته يتجاوب مع الموقف
الإسرائيلي ، ما يجعلنا غير
متفائلين. إن أهمية الموقف الأوروبي ، أنه يجيء في
ظل تمادي الغطرسة الصهيونية ،
ورفض عصابات العدو وقف
الاستيطان في القدس العربية
المحتلة ، مصرة وبكل وقاحة أنها
جزء من عاصمتها الأبدية ، كما
تدعي..،، ضاربة عرض الحائط بكافة
القوانين والأعراف الدولية ، ما
يشي بأن واشنطن ليست بغائبة عن
هذه التطورات ، إن لجهة
علاقاتها الاستراتيجية مع
الاتحاد الأوروبي ، أو لجهة
علاقاتها التحالفية المتميزة ،
مع العدو الإسرائيلي. ومن ناحية أخرى ، فلا بد من الإشارة ، إلى
تطور الرأي العام الأوروبي ،
وخاصة بعد العدوان الإسسرائيلي
الغاشم على غزة ، وحرب الإبادة
التي شنها العدو على أهلنا في
القطاع ، والتي فضحها تقرير
غولدستون ، الذي أماط اللثام عن
هذه الجرائم ، وطالب بتقديم
المسؤولين الإسرائيليين ، من
مدنيين وعسكريين إلى العدالة
الدولية ، بعد أن ثبت أنهم
اقترفوا جرائم حرب ، وجرائم ضد
الإنسانية ، وهذا في تقديرنا من
العوامل المهمة ، التي أسهمت في
تطوير الموقف الأوروبي ، بعد أن
أسقط العدوان على غزة ، القناع
عن الوجه الإسرائيلي البشع ،
فإذا به نسخة طبق الأصل من
النازية والفاشية في أبشع صورها.
تطوير الموقف الأوروبي هو مسؤولية الدول
العربية ، وخاصة السلطة
الفلسطينية ، بالدرجة الأولى ،
ما يستدعي موقفا عربيا جماعيا ،
يدعم الاقتراح السويدي ، ويدفع
باتجاه اعتبار القدس المحتلة
عاصمة للدولة الفلسطينية ، كرد
على العدوان الإسرائيلي الذي
فاق كل الحدود ، وأصبح مثالا
للاستهتار بالقانون الدولي ،
وتذكيرا لهذا العدو بأن كافة
إجراءاته السابقة واللاحقة ،
وبخاصة المستوطنات باطلة ، كما
أنه بمثابة رد فعل على حالة
الجمود التي وصلت إليها العملية
السلمية ، بفعل العدوان
الإسرائيلي ، والدعوة إلى حل
جذري يبدأ بإعلان الدولة
الفلسطينية على الأرض المحتلة
بحدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف
، ثم المفاوضات حول الانسحاب من
أراضي هذه الدولة ، ما يعني قلب
الطاولة في وجه العدو الصهيوني. Rasheed_hasan@yahoo.com ================================= الشارعان العربي
والأميركي وسياسة واشنطن؟ د. حسن البراري الرأي الاردنية 7-12-2009 لم تتمكن إدارة الرئيس ودرو ويلسون من
الانضمام لعصبة الأمم التي
تشكلت بعد انتهاء الحرب
العالمية الأولى، وهي المنظمة
التي استندت على أفكار الرئيس
نفسه، والسبب في ذلك كان انتصار
تيار العزلة داخل الكونغرس
الأميركي على من يريد لأن تلعب
أميركا دورا في السياسة الدولية
وبخاصة بعد أن أصبحت في موقع
يوازي قوى أوروبا التقليدية.
الحرب العالمية الثانية غيرت من
موازين القوى السياسية داخل
الكونغرس وانتصر التيار
التدخلي على الانعزالي ومنذ ذلك
الوقت وواشنطن هي محور السياسة
الدولية. قبل أيام قليلة، صدر تقرير لمركز أبحاث
بيو والمستند على استطلاع رأي
أعد بالتعاون مع مجلس العلاقات
الخارجية حول مسألة مركز
الولايات المتحدة في العالم .
وجاء الاستطلاع في خضم تطورات
كبيرة منها صعود الصين والحرب
في أفغانستان والأزمة المالية
العالمية وصعود الرئيس أوباما
للحكم. اللافت أن نتائج الاستطلاع تشير إلى
تنامي المشاعر الانعزالية إذ
بلغت أقصى مدى لها منذ أربعة
عقود، إذ يفيد 49 من العينة أن
على الولايات المتحدة أن تهتم
فقط في شؤونها وأن لا تتدخل في
شؤون الدول الأخرى، وهي نسبة
كبيرة إذا ما قورنت مع ال 18
الذين أفادوا بذات الإجابة عام
1964 عندما أجري الاستطلاع للمرة
الأولى. زيادة المشاعر الانعزالية لم تحدث هكذا
دون سبب وإنما نتيجة للتراجع
النسبي للاقتصاد الأميركي
وربما والأهم هنا أنها جاءت بعد
ثماني سنوات من سياسة خارجية
عدائية نفذها المحافظون الجدد.
ويقول أندرو كوهوت، مدير مركز
بيو، أن النتيجة منطقية نظرا
لتركيز الأميركان على الوضع
الاقتصادي وبعد مرور ثماني
سنوات على سياسة خارجية يحكم
عليها الشارع بالفشل. غير أن التوسع في الالتزامات الدولية من
شأنه أن يضع عبئا كبيرا على
الولايات المتحدة، وهو أمر
تناوله باول كيندي في كتابه
الشهير صعود وهبوط الدول العظمى
إذ بين أن المكانة الدولية
الرفيعة التي تحققها الدول
الكبرى تتطلب إنفاقا كبيرا قد
يتجاوز قدرة الدولة، وهو ما
يؤشر لبداية تراجع الدولة وصعود
دول أخرى. في الحالة الأميركية،
بات واضحا أن التزامات أميركا
تشكل ضغطا على قدرتها على تحقيق
الرفاه للشعب الأميركي، وهو ما
دفع البعض إلى القول أن قدرة
أميركا على تحقيق مستوى رفاه
مشابه لأوروبا يتطلب أن تكون
ميزانية الدفاع مشابه أيضا
للدول الأوروبية! وبما أن نصف
الشعب الأميركي سئم السياسة
الخارجية الأميركية التي لا
تنسجم وقيم الشعب الأميركي في
الكثير من حالتها، فلنا الحق
عندها أن نعيد طرح قضية المشاعر
المعادية لأميركا في الشرق
الأوسط. فما من شك، وكما تفيد كل
الاستطلاعات العلمية، أن
الموقف من أميركا في العالمين
العربي والمسلم هو ناتج عن
سياسة واشنطن وليس ناتجا عن
موقف من قيم الشعب الأميركي.
الأميركان عبروا عن انزعاجهم من
سياسة بلدهم الخارجية بميول
انعزالية أما في الحالة العربية
والمسلمة فالتعبير عن الانزعاج
من سياسة واشنطن الخارجية جاء
على شكل مشاعر معادية لأميركا. ================================= ايلي فوده 07/12/2009 القدس العربي 'رقصة المسارات' طقوس تفضيل المسار السوري
على المسار الفلسطيني وبالعكس
تتواصل بكامل شدتها. المؤرخ
الذي سيدرس في المستقبل تاريخ
الاتصالات العقيمة بين
اسرائيل، سورية والفلسطينيين
من التسعينيات وحتى اليوم، سيجد
تكرارات شديدة الشبه: كلما دخل
المسار الفلسطيني في مأزق أو
حتى هدد بالتقدم يطرح من جديد
البحث في المسار السوري. وبالعكس. القاسم المشترك بين المسارين هو
انه لم يتحقق في أي منهما اختراق.
والسبب في انه لم يتحقق اختراق
يرتبط بمتغيرات عديدة، ولكن لا
شك في ان اسرائيل مسؤولة عن ذلك
بقدر كبير. يخيل أن حكومات باراك
وشارون ونتنياهو فضلت اطلاق
اصوات السلام على الانشغال
بالتقدم الحقيقي نحو السلام.
يبدو أن حكومة اولمرت ليفني هي
الوحيدة التي عملت خلف الكواليس
ايضا، من خلال الاتراك، كي تدفع
الاتفاق الى الامام. للاكتفاء
باطلاق اصوات السلام توجد بضع
مزايا: من ناحية نفسية يمنح هذا
الاحساس للقادة وربما ايضا
للمواطنين - بان اسرائيل معنية
حقا بالسلام بينما الطرف الاخر
مجرد متحدث عن السلام؛ ومن
الناحية السياسية فان هذا النهج
لا يستدعي دفع ثمن. لا جديد في أن الساحة السورية اكثر نضجا
لحل النزاع: الساحة الداخلية في
سورية ليست ممزقة مثل الساحة
الفلسطينية؛ يوجد ظاهرا مع من
يمكن الحديث؛ والمسائل موضع
البحث وامكانيات الحل معروفة بل
وفي بعضها متفق عليها. وعليه،
فلماذا يدحر المسار السوري الى
الزاوية؟ الجواب يكمن في عدم
قدرة رئيس الوزراء في اسرائيل
على اتخاذ قرار حاسم في مسألة
الانسحاب من الجولان. فهم يخشون
الاثار الانتخابية لمثل هذه
الخطوة بسبب المكانة الخاصة
للجولان في الرأي العام
الاسرائيلي. وخلافا ليهودا
والسامرة، فان المسألة
الايديولوجية لا تقف هنا في
مركز البحث. في هذا الوضع تطرح
مبررات مختلفة للزعم بانه لا
تمكن ادارة المفاوضات مع الاسد:
النظام يمول اعمالا ارهابية
ويوجد في حلف استراتيجي مع
ايران، حزب الله وحماس؛ وهو
يتطلع لأن 'ينزل قدميه في مياه
بحيرة طبريا'، وغيره. ودون التقليل من اهمية هذه المسائل، يجدر
التشديد على انه لو جرى فحص موقف
السادات على هذا النحو لما وقع
سلام مع مصر. الموقف الاولي
للسادات لم يتضمن فقط انسحابا
كاملا من كل الاراضي المصرية
المحتلة، بل وايضا حل المسألة
الفلسطينية. هذا الربط وضع
مصاعب عديدة في وجه المفاوضات
الى أن هجره السادات أخيرا. السابقة المصرية تدل على عدة امور عن
المسار السوري: الاول، اسرائيل
لن تقبل مسبقا بتنازلات يمكنها
أن تشكل اوراقا في المفاوضات.
وفضلا عن ذلك حتى لو كانت سورية
بشكل رسمي غير قادرة على قطع
علاقاتها الوثيقة مع ايران، حزب
الله وحماس فان خطوة سياسية
جدية ستدق اسفينا في هذا المحور
وستكون لها آثار هامة على ميزان
القوى الاقليمي. ثانيا، المواقف
الاولية المتصلبة لا تدل
بالضرورة على الموقف النهائي.
وبالذات الموقف السوري، خلافا
للموقف المصري الاولي، لا
يستوجب أيضا حل المشكلة
الفلسطينية. جدير نزع اللثام عن شعارات السياسيين
الاسرائيليين الذين يتحدثون
عاليا عاليا عن اهمية السلام مع
سورية ولكنهم غير مستعدين لان
يكونوا مطالبين بدفع الثمن الذي
سيجبيه مثل هذا السلام. وذلك من
خلال طرح شروط مسبقة. وضع
اسرائيل في الساحة الشرق اوسطية
هو في اسوأ الاحوال؛ فضلا عن
التهديدات الاقليمية المعروفة،
تركيا ابتعدت عنا، وربما
النظامان في مصر وفي الاردن
يضطران إلى الدفاع عن نفسيهما
امام شعبيهما على وجود السلام
مع اسرائيل. ما هو مطلوب من
اصحاب القرار هو سياسة اكثر
فاعلية ونجاعة في الشرق الاوسط
في ظل التعاون مع المحافل
المعتدلة. الساحة السورية خلافا
للفلسطينية تعرض جملة امكانيات
لقيادة شجاعة وابداعية. ولكن
هذه، في هذه الاثناء، لم توجد
بعد. 'بروفيسور دائرة الإسلام
والشرق الأوسط في الجامعة
العبرية في القدس هآرتس 6/12/2009 ================================= الرأي الاردنية يوسي ميلمان يوجد نحو 200 دولة في العالم ولكن يخيل أن
اثنتين فقط توليان قدسية
لعاصمتيهما - اسرائيل وفلسطين (لا
تزال دولة غير معترف بها، ولكن
في الطريق الى هناك). ربما
ثلاثة، اذا احتسبنا الفاتيكان
كدولة. معظم الدول اختارت
عواصمها لاعتبارات التقاليد،
التاريخ، الثقافة، الجغرافيا،
السياسة والراحة. العواصم تشكل
مكان اقامة الحكومة، البرلمان،
المحكمة العليا، مؤسسات
الادارة العامة. بعض من العواصم
هي ايضا المدن الاولى او المركز
الاقتصادي والثقافي الاهم
للدولة. هناك دول نقلت عواصمها (المانيا
من بون الى برلين، تركيا من
اسطنبول الى انقرة)، او بنت مدنا
جديدة كعواصم (البرازيل
وكازخستان). في معظم العواصم
توجد رموز دينية: كثدرائيات،
مساجد، هياكل ولكن ليس بسببها
اختيرت كعواصم. وحتى السعودية
لم تختر مكة او المدينة
المقدستين عاصمة لها، بل الريضا.
الاستنتاج: المفاهيم التي تعزى
للمدينة المقدسة، اخرجت في معظم
دول العالم من المعادلة
السياسية التي تقود وتصمم
الحياة اليومية. لعله مرغوب فيه أن يعطوا في اسرائيل وفي
فلسطين الرأي في مثل هذه
الامكانية. لقد شكلت القدس دوما
عائقا امام التسوية. الان،
عندما انبلج شعاع دقيق من الامل
في التسوية، تصبح القدس، بقوة
اكبر، مشكلة. الفلسطينيون مستعدون لان يعترف بالقدس
كعاصمة اسرائيل شريطة أن تكون
ايضا عاصمتهم. اسرائيل ترفض
الاعتراف بحقهم هذا. الزعماء في
الطرفين، وليس فقط رجال الدين
بل بالذات السياسيين
العلمانيين يرون في القدس ليس
فقط عاصمتهم الخالدة بل يولون
قدسية لحجارتها، لبيوتها
ورموزها. من الصعب أن نفهم كيف
يمكن لشعبين في العصر الحديث ان
يكونا مستعدين لان يقتلا من أجل
رموز دينية كالحجارة ودور
الصلاة، ناهيك عن أن هذه
القدسية تمنع كل فرصة من تحقيق
التسوية. اذا لم ينجح الاسرائيليون والفلسطينيون،
كما هو متوقع، للوصول الى تفاهم
حول القدس فلعله من الافضل ان
يتفقوا مسبقا على الخطوة
التالية: ان تعلن اسرائيل بان
مؤقتا على الاقل ستنقل عاصمتها
الى مدينة اخرى. ولا الزاميا أن يكون هذا النقل عمليا، وهو
الذي ينطوي على تبذير مالي بل
مجرد بادرة طيبة رمزية. مثلا،
استقبال رؤساء الدول، وجلسات
الحكومة والكنيست، تعقد في
مدينة اخرى. وبالمقابل، يوافق
الفلسطينيون على عدم الاعلان عن
القدس كعاصمة لهم ويكتفون برام
الله، بنابلس او باي مكان آخر.
التأجيل يستمر الى أن تشفى
الجراح وتنطفىء المشاعر
الشديدة التي مجرد ذكر اسم
القدس يشددها. هل بذلك تكون تخلت اسرائيل عن الصلة بين
اليهود والقدس؟ بالتأكيد لا. الصلة الدينية، التاريخية والمشاعر
ستستمر، مثلما لم تطمسها الفا
عام من المنفى. وهل بذلك يتخلى
الطرفان عن حقهما التاريخيين في
سيادتهما على المدينة؟ بالطبع
لا. الفكرة ليست بعيدة الاثر
وتآمرية كما تبدو سطحيا. في
الماضي طرحت افكار لتدويل القدس
او على الاقل الحوض المقدس.
التأجيل الرمزي سيحيد النزاع
الدموي عن أساسه الديني. ولمن
يقلق - ستتبقى كل أسباب النزاع:
الاقليمية، الاقتصادية،
السياسية، الامنية والثقافية. 42 سنة من الحكم الاسرائيلي في المدينة
الموحدة لم تحسن لها. فقد أصبحت
احدى المدن الفقيرة القذرة
والضعيفة في اسرائيل، مدينة
يهجرها العلمانيون والشباب
وحتى لو لم تدفع المهلة الزمنية
المقترحة السلام الى الامام،
فانها كفيلة بان تجلب الخير
للمدينة المنطفئة. وعندما تعود
القدس لتكون عاصمة اسرائيل
فانها ستكون ايضا مدينة جديرة
بهذه المكانة، مدينة من الخير
العيش فيها. يديعوت ================================= الثابت والمتغيّر في
الدين والسياسة المستقبل - الاثنين 7 كانون
الأول 2009 العدد 3504 - رأي و فكر - صفحة 19 محمد السمّاك التاريخ موقت والجغرافيا دائمة. يتغير
التاريخ وتبقى الجغرافيا. هكذا حدث في هونغ كونغ في عام 1997 عندما طوي
العلم الانكليزي وحمله آخر حاكم
بريطاني الى لندن. وهكذا حدث في
ماكاو بعد حوالي 500 عام من
خضوعها للاحتلال البرتغالي
عندما طوى الرئيس البرتغالي
نفسه عَلََم بلاده وحمله بنفسه
الى لشبونة. انتهى التاريخ البريطاني في هونغ كونغ.
ولكن هونغ كونغ الجغرافيا
مستمرة، جزءاً من الصين. وانتهى التاريخ البرتغالي في ماكاو، ولكن
ماكاو الجغرافيا مستمرة ايضاً
جزءاً من الصين. ولا بد ان ينتهي التاريخ ايضاً في جبل
طارق الانكليزي لتبقى جغرافية
هذا الجبل جزءاً من اسبانيا. ولا
بد ان ينتهي التاريخ كذلك في
سبتة ومليلية المحتلتين منذ عام
1415 لتعودا الى الجغرافيا
المغربية ولتضعا بعودتهما
نهاية لحروب الاندلس (الريكونكستا)
أي حروب الاسترداد!! كذلك، وكما انتهى تاريخ حملات الفرنجة
وبقي المشرق العربي عربياً، لا
بد ان ينتهي تاريخ الحملة
الصهيونية وتعود فلسطين
فلسطينية. جاء البرتغاليون قبل 422 عاماً الى ماكاو،
باسم الكاثوليكية، كما جاء
اليهود الى فلسطين باسم
الصهيونية، ولكن شهرة ماكاو
اليوم ليست في كنائسها ولكن في
كازينوهاتها وفي علب الليل
المزدهرة فيها، حتى انها تحولت
الى لاس فيغاس ثانية!. وجاء جيرانهم الاسبان الى شمال المغرب
باسم الكاثوليكية ايضاً، وبهدف
قطع الامدادات الاسلامية عن
غرناطة.. والآن وبعد مرور أكثر
من 900 عام على عودة غرناطة الى
اسبانيا، لا تزال سبتة ومليلية
تحت الحكم الاسباني، ولا تزال
اسبانيا تعتبرهما جزءاً من
ترابها الوطني. عندما احتلّت البرتغال في عام 1557 مدينة
ماكاو (أو جيب ماكاو) كان
التنافس على اشده بين الدولتين
الكاثوليكيتين البحريتين
الكبيرتين البرتغال واسبانيا.
فتدخل البابا وسيطاً بينهما.
فكانت معاهدة "تورداسيلس"
في عام 1494 التي رسمت خطوط
السيادة لكل منهما في المحيط
الاطلسي؛ ثم في المحيط الهادي..
ببركة البابا ورعايته!!. وصلت اسبانيا الى الفلبين (وقد سُميت بذلك
نسبة الى الملك الاسباني فيليب)
وسيطرت على هذا الارخبيل بعد ان
تغلبت على المسلمين من اهل
البلاد في عاصمتهم "امان الله"
والتي اصبحت تعرف فيما بعد باسم
"مانيلا". ولايزال اسم "مورو"
يُطلق على مسلمي جنوب الفلبين
الذين يطالبون بالحكم الذاتي،
حتى اليوم وهو الاسم الذي أطلقه
الاسبان على مسلمي المغرب "الموروسكيين".
وأصبح بمفهومهم كل مسلم هو "مورو". اذا كان هدف كل من الدولتين اسبانيا
والبرتغال استعمارياً توسعياً،
فان هدف البابا كان تبشيرياً
لنشر المسيحية الكاثوليكية. تمّ
تحقيق الهدف البابوي بنجاح كبير
في اميركا اللاتينية التي تعتبر
اليوم الخزان البشري
للكاثوليكية؛ ولكن هذا الهدف
فشل في جنوب شرق اسيا، وخاصة في
الصين واليابان. نجح الاسبان في عزل المسلمين في الفلبين
ومن ثم في تنصير بقية اهلها
الذين لم يكونوا يؤمنون بأي دين.
اما البرتغاليون فقد جعلوا من
ماكاو جسراً تجارياً لهم بين
الصين واليابان. كانت الصين
تنتج الحرير والذهب وهو ما كانت
اليابان في حاجة اليه. وكانت
اليابان تنتج الفضة التي كانت
مفقودة في الصين. فتولى
البرتغاليون دور الوسيط
التجاري بين الصين واليابان
وحققوا بذلك ارباحاً كبيرة. ومن
خلال عمليات التبادل التجاري
استطاعوا التبشير بالمسيحية في
اليابان، حتى بلغ عدد المسيحيين
اليابانيين في ذلك الوقت 150
الفاً. اثار هذا النجاح الذي قام به المبشرون
الجزويت المستقلون عن سلطة
البابا، غيرة المبشرين
الفرنسيسكان في الفلبين
التابعين لسلطة البابا
المباشرة. فتوجه هؤلاء الى
اليابان في عملية تبشيرية
حماسية وعلنية وليس تحت المظلة
التجارية الأمر الذي اثار قلق
السلطات اليابانية فطردت في عام
1582 المبشرين الجزويت
والفرنسيسكان ومعهم كل الذين
اعتنقوا المسيحية من
اليابانيين. الا ان بعضهم
استطاع الهرب والتخفي. ولكن بين عامي 1614 و1650 اعتقل معظمهم فعذبوا
وأعدم منهم 2100 شخص، بينهم 71 من
الجزويت غير اليابانيين. ادى
هذا الامر الى انغلاق اليابان
دينياً الى ان اضطرت على يد ضابط
البحرية الاميركي ماثيو بيري في
عام 1865 الى الانفتاح على الغرب
ثقافة وديناً. فبنى الفرنسيون
كنيسة كاثوليكية فوق تلّة مشرفة
على ناكازاكي لا تزال قائمة حتى
اليوم بعد أن نجت من القنبلة
الذرية الاميركية الثانية التي
ألقيت عليها في السادس من آب 1945.
وبعد الحرب العالمية الثانية
فتحت اليابان ابوابها امام كل
المبشرين وخاصة الانجيليين
منهم الذين انهمروا عليها من
الولايات المتحدة بصورة خاصة،
على النحو الذي تشهده اليوم
الدول الاسلامية الخمس في آسيا
الوسطى. اما حركة التبشير من ماكاو باتجاه الصين
فقد كانت اقل نجاحاً. حتى ان
المؤرخ البريطاني دافيد هاو كان
يقول "ان تحول الصيني الى
المسيحية اشبه ما يكون بتبييض
بشرة الحبشي". لقد انطلق
مبشرون مغامرون من ماكاو الى
جنوبي الصين امثال ميشال
رويغياري وماثيو ريتشي. واستطاع
هذا الاخير ان ينقل الى الصين
العلوم الاوروبية الحديثة في
الرياضيات والفلك والبناء
والصناعة متخذاً من هذه العلوم
مدخلاً للتبشير بالمسيحية. ولكن في الوقت الذي كانت هذه العملية
التبشيرية تتواصل ببطء، ولكن
بعمق، قامت بريطانيا بعمل عسكري
ضد الصين، ووصلت القوات
البريطانية بقيادة جورج ماك
كارتني في عام 1793 حتى بيجينغ
نفسها، الأمر الذي حمل الصينيين
على ربط التبشير بالاستعمار،
وبالتالي على استيعاب العلوم
الحديثة ورفض الدين الجديد. كان
الضابط البريطاني جورج أنسون
اول من استخدم انطلاقاً من هونغ
كونغ التي احتلّتها بريطانيا في
عام 1843 دبلوماسية الزوارق
المسلحة ضد الصين. وهي
الدبلوماسية التي قضت بغطرستها
على احلام المبشرين الجزويت
والفرنسيسكان معاً. ولم يتغير
هذا الوضع الا في مطلع القرن
العشرين حيث استأنفت البعثات
التبشيرية من مختلف الكنائس
جهودها وتمكنت من اختراق جدار
العقيدة البوذية والكونفوشية. ولذلك فان السلطات الصينية لا تزال حتى
اليوم تنظر بعين الريبة والقلق
الى هذا النجاح المحدود وتتعامل
معه على انه محاولة لضرب وحدة
المجتمع الصيني وتناسقه العقدي.
استخدمت المدينتان ماكاو وهونغ
كونغ كرأس جسر لترويج المخدرات،
وكذلك لترويج القمار والدعارة (التي
رخصت منذ عام 1930) وسيلة للهيمنة
عليها وابتزازها. وقد بقي
الاتجار بالمخدرات مشروعاً
ومحمياً حتى عام 1947. الا ان
الصين نفضت عن نفسها كل تلك
الرذائل المصدّرَة اليها،
وأصبحت اليوم دولة كبرى بكل
معنى الكلمة. اليس غريباً انه في الوقت الذي تتم فيه
تصفية هذه الجيوب الاستعمارية
في الشرق الاقصى تصرّ اسبانيا
على الاحتفاط بمدينتي سبتة
ومليلة في شمال المغرب وكأن حرب
الاندلس لم تنته؟. فلم يعد يوجد
في العالم كله مناطق محتلة سوى
فلسطين والجيبين الاسبانيين في
شمال المغرب. ان استمرار جبل طارق تحت السيادة
البريطانية يعني استمرار سبتة
ومليلية تحت السيادة الاسبانية
كأمر واقع. فاسبانيا التي احتلت
هذه المناطق العربية من المغرب
في عام 1415 اي قبل سقوط غرناطة،
ترفض الانسحاب منهما ما لم
تسترجع جبل طارق من بريطانيا. وهنا تقف لجنة تصفية الاستعمار في الامم
المتحدة عاجزة عن التحرك.
فالمغرب الذي خاض معركة تحرير
الصحراء الغربية من اسبانيا في
اطار الوطن المغربي الواحد،
يواجه حركة استقلالية في
الصحراء تقوم بها حركة
البوليساريو بدعم من الجزائر.
وبعد انسحاب اسبانيا من الصحراء
بضغط مغربي مباشر (المسيرة
الخضراء 1974) وجد المغرب ان من
الحكمة توجيه جهوده لتكريس
مغربية الصحراء اولاً. حتى اذا
سويت اوضاع جبل طارق بين
اسبانيا وبريطانيا، يمكن اعادة
فتح ملف سبتة ومليلية في ظروف
دولية واقليمية مؤاتية اكثر. قد تستطيع سبتة ومليلية الانتظار، ولكن
فلسطين لا تستطيع. ففي كل يوم
يقضم منها الاحتلال الاسرائيلي
قطعة جديدة. وكل يوم يتداعى جدار
من جدران صروحها المقدسة في
القدس وبيت لحم والناصرة ونابلس. ولقد أقام الاسرائيليون نموذجاً للهيكل
الذي يزمعون بناءه على أنقاض
المسجد الأقصى في باحة مجاورة
للمسجد. وهي مبادرة أرادوها
استفزازية.. ولكن يمكن أن تكون
استذكارية للتنبّه اليومي الى
خطر تهويد القدس واحتلال ثالث
الحرمين الشريفين. لم يتعلّم الاسرائيليون من دروس التاريخ..
فهل يتعلّم العرب المسلمون
والمسيحيون؟. ================================= الافتتاحية الاثنين 7-12-2009م بقلم رئيس التحرير: أسعد عبود الثورة قمة كوبنهاغن.. أو قمة المناخ.. أو قمة
الانحباس الحراري... تتعدد
الأسماء والهم واحد، دعونا
نسمها قمة «الخجل». كأن المفسدين في الأرض يخجلون مما فعلت
أيديهم، وما اقترفه جشعهم،
فيتنادون إلى ما يشبه بطاقة
اعتذار جماعية من الأرض وسكانها.
ليست المرة الأولى التي يتنادون بها إلى «قمة»
تبحث شؤون المناخ وما حلّ
بالأرض ولن تكون الأخيرة.. إنما
يحاولون أن يظهروا أن ثمة خطة
تشغل أذهانهم تعتمد على الدعم
الرأسمالي من أجل إصلاح ما في
واقع ينذر بكل الأخطار. المشكلة مع الرأسمالية أنها ترى في المال
والتملك مفتاحاً لكل شؤون
الحياة.. وتغطي هذه الرؤية ليس ما تشهده الأرض من
انحباس حراري وخراب بيئي فحسب..
بل تغطي أيضاً الحروب والفقر
والمجاعات وتدهور مختلف شؤون
الحياة البشرية والنباتية
والحيوانية. هكذا وبحثاً عن المال واستجابة للجشع
وإرواء للطمع.. تجردت إفريقية من
غاباتها.. سلب من آسيا دمها...
وصغر الأمازون.. وتهدد النيل..
وعوضاً عن جريان الماء في
الأنهار تجري الدماء.. فما الذي سيقولونه في كوبنهاغن؟.. طبعاً أقطاب الإفساد للأرض ومناخها ليسوا
بمنأى عن الأذى الذي تسببوا به..
لكن.. يجنون من إفسادهم كثير
الأرباح.. ويحصد الفقراء من
آثاره الموت والدمار.. ونتيجة
الواقع السيئ الراهن للأرض الذي
يهدد كل من عليها غنياً وفقيراً-
دون مساواة – تنبهوا إلى أن
الكارثة تتحداهم أيضاً وليسوا
في منأى عنها.. فتهاتفوا إلى
لقاء يحاولون فيه وقف التدهور
تمهيداً لتحسين الواقع.. لا يمكننا إلا أن نرحب.. ونحن في مركب واحد..
لكن.. مع الترحيب لا نقبل الخدعة..
فالهم كبير والفعل صغير. لنتصور مثلاً أن ما أنفقته الامبريالية
العالمية في حروبها الحديثة على
أفغانستان والعراق وفلسطين
والسودان والصومال.. وأميركا
اللاتينية.. والخ.. أنفقته
لإصلاح كوكب الأرض.. لنتصور
النتيجة!! عندما تطلب منهم عشرة مليارات لمعالجة
تدهور الأرض والمناخ .. يعدون..
يحسبون.. يؤخرون.. يقدمون.. ثم على
الأغلب لا يدفعون.. وعندما
يريدون نفط الشرق الأوسط أو
غلال إفريقية أو تدارك ما
يهددهم في آسيا.. يدفعون على
الحروب دون تفكير .. ودون حسابات
تقريباً.. مشكور الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي
أعلن أنه سيحضر قمة كوبنهاغن في
يومها الأخير..!! مشكور رغم أنه تردد في ذلك..!! ونرجو ألا يضيق بالمطلوب من بلاده لدعم
واقع الأرض والبشرية رغم أنه لا
يتعادل مع الخراب الذي أحدثته..
ونعتقد أن المطلوب منه مبدئياً يقل عن
تكلفة نقل 30 ألف جندي أميركي إلى
أفغانستان.. مع تشعبات الفاتورة..
بدءاً من الاستعداد والنقل
والأجور والسلاح والذخيرة..
وانتهاء بالموت والدمار
والخراب الذي ستحدثه. هل يعتقد أحد في الدنيا أن إصلاح المناخ
والتوازن البيئي يمكن فعلاً أن
يتم بمعزل عن التفاهم البشري
وإيقاف الحروب وتعميم السلام؟.
هذا محض خيال!! الذين يقبلون ما جرى ويجري في غزة وفلسطين
والعراق وأفغانستان وباكستان..
وجوانب متعددة من العالم.. هل
يمكن أن يكونوا جديين في وقف
الانحباس الحراري في الكرة
الأرضية!!. المناخ يتحدى الجميع.. تدهور البيئة يتحدى الجميع.. ألا يتحدى الفقر والجوع، المناخ والبيئة
والحياة أيضاً؟! ألا تتحدى الحروب حياة البشر؟! ألا تتحدى لغة السلاح بعيداً عن لغة
الحوار الكرة الأرضية..؟! نتمنى كل الخير لقمة كوبنهاغن التي تفتتح
اليوم.. وننتظر الفعل. a-abboud@scs-net.org ================================= الإيكونوميست ترجمة الأثنين 7-12-2009م ترجمة: أمل سليمان معروف الثورة مضت خمسة أشهر على زيارة باراك أوباما إلى
القاهرة ومحاولة اقناعه أغلبية
العالم العربي عبر خطبة طنانة
رنانة بأنه سيواجه إسرائيل في
سعيه لإقامة دولة فلسطينية،
تبدو السياسة الأميركية وكأنها
تغرق في الرمال، إن وساطة الرئيس الأميركي ضعيفة، حيث
تلاشت شخصيته بشكل سيىء من وجهة
نظر عربية وفلسطينية، فقد أذعنت
إدارته لرغبة إسرائيل بعد حديث
طويل عن إجبار الدولة اليهودية
على وقف بناء المستوطنات
اليهودية فوق الأراضي
الفلسطينية كإشارة إلى الثقة
الطيبة، بنية إعادة
الاسرائيليين والفلسطينيين إلى
المفاوضات. ويبدو أن النتيجة المرجوة لاستئناف مبكر
للمحادثات بين الزعماء
الأساسيين قد دمرت، في الواقع
لايبدو أن أحدا يعرف كيف يمكن أن
يعاد بدؤها، فالمزاج بين
المعتدلين من الجانبين كئيب كما
كان دوما. وقد جعلت وزيرة خارجية أوباما، هيلاري
كلينتون الأمور أسوأ بإطرائها
رئيس وزراء إسرائيل بنيامين
نتنياهو لوعده ضبط البناء
الإسرائيلي أكثر منه إيقافه كما
كانت قد طلبت أولا. أصرت السيدة كلينتون سابقا على أن وقفا
كانت تعني إيقافا، إذ يجب ألا
يكون هناك نمو عضوي لمستوطنات
موجودة ولا استثناءات لمشاريع
قيد التنفيذ ولا إعفاء للقدس
الشرقية التي يراها
الفلسطينيون كعاصمة مستقبلية
لهم والتي يراها الإسرائيليون
ملكا لهم وحدهم . وبعد أن أنبت
كلينتون إسرائيل سابقا على
تدميرها منازل فلسطينيين في
الجزء الشرقي من المدينة، عادت
وغيرت لهجتها في إسرائيل في
الحادي والثلاثين من شهر تشرين
الأول لتذعن لرفض نتنياهو
لتلبية تلك المطالب الأميركية
المبكرة وتبارك لرئيس الوزراء
الإسرائيلي عرضه غير المسبوق
على حد تعبيرها للبناء بشكل
أبطأ من قبل. فاستعداد نتنياهو لتبني سياسة ضبط بناء
المستوطنات الموجودة يعتبر في
واقع الأمر تنازلا من قبله مثل
قوله إنه لن يكون هناك بناء
لمستوطنات جديدة، ولا مزيد من
الأراضي الفلسطينية المناسبة
للتوسع. على حين تم إنهاء بناء
ثلاثة آلاف وحدة سكنية مع
الإصرار على استمرار البناء في
شرق القدس مؤكدا مرارا أنه لا
يمكن أن يكون جزءا من دولة
فلسطين. لاحقا، أكدت السيدة كلينتون وبشكل جبان
للفلسطينيين أنها لاتزال تطلب
منهم استئناف المحادثات دون
شروط ما أثار عاصفة من السباب في
الصحافة الفلسطينية والعربية
ضد السيد أوباما، وبناء عليه،
ساد جو من السخرية بين
الفلسطينيين عموما من قدرة
أوباما على تغيير السياسة
الأميركية تجاه الشرق الأوسط.
فحتى في حال بدء المحادثات
ثانية، لن تكون هناك اتفاقية من
دون قبول حماس التي فازت
بالانتخابات الفلسطينية
الأخيرة في عام 2006 والتي يمكنها
إعاقة أي اتفاق يبرم من دونها.
علما أنه مضى على المحادثات بين
المجموعتين المتخاصمتين حماس
والسلطة الفلسطينية تحت رعاية
المصريين أكثر من سنة من دون
التوصل إلى أي شيء. كل ذلك أدى لتعرض أوباما للانتقاد حتى من
الإسرائيليين والأميركيين ومن
اليسار لمطالبتهم نتنياهو
بمطالب يعلمون سلفا أنه لن يفي
بها. ================================= بقلم :جورج غالاوي البيان 7-12-2009 في هذا الوقت
من العام، اعتاد الأميركيون
الحديث عن الآمال الكبار التي
حققوها على امتداد العام، ولكن
في ضوء الوضعية الراهنة السائدة
في البلاد واستمرار الحديث بلا
عمل، فإن من الصعب أن تمارس
أميركا التقليد الذي اعتادته
على مر السنين. والموقف يبدو
أكثر صعوبة بالنسبة لمن يقفون
في طابور من يعانون من البطالة،
أو يتوجهون إلى المؤسسات
الخيرية للحيلولة دون تعرض جميع
أبنائهم للجوع. والخزينة الأميركية خاوية إلى حد بعيد،
وخط ائتماننا مع حليفنا
التقليدي، الذي كنا ندعوه في
السابق بالصين الحمراء، قد نضب،
ومع ذلك فلا يزال لدينا الكثير
من الحبر والورق، ومطابع
الخزينة الأميركية لا تزال تعمل
على مدار أربع وعشرين ساعة في
اليوم، من دون مؤشر إلى قرب
توقفها. وقيمة الدولارات التي
تطبعها تغرق كالسفينة تايتانك،
وسعر الذهب تجاوز 1200 دولار
للأونصة ويواصل الارتفاع مسرعا.
والرئيس الأميركي لم يفلح في الوفاء
بالحد الأدنى من وعوده
الانتخابية، ولكن هذا يتغير على
الجبهة الأفغانية، حيث سيزيد
قوام القوات الأميركية في
أفغانستان بصورة ملموسة. لقد وعد الرئيس أوباما بأنه سيفعل شيئا ما
في ما يتعلق بالحرب التي استمرت
ثماني سنوات في أفغانستان، ولم
يعد بأن يفعل الشيء الصواب.
وإصلاح الرعاية الصحية الذي كان
يفترض أن يتم تمريره وتوقيعه
ليصبح قانونا في أغسطس الماضي،
لم يشق نصف طريقه إلى هذا الهدف،
ومن المحتمل أن يؤجل إلى العام
المقبل. لقد ترك الرئيس أوباما هذا العلاج الذي
تمس إليه الحاجة لنظام الرعاية
الصحية، تحت رحمة الكونغرس الذي
اشترته وتدفع له شركات الدواء
والرعاية الصحية والتأمين
الكبرى، والتي تعد الجانب
الخاطئ في نظام الرعاية الصحية
الأميركي في المقام الأول. ومما يمكن التنبؤ به أن هذه الشركات نحّت
جانبا أي إمكانية للإصلاح،
وأقنعت الناس بأن إيجاد بديل
لكبار اللصوص في هذا الميدان،
هو ممارسة للاشتراكية
والشيوعية والنازية. ما الجدوى من وجود رئيس ديمقراطي في البيت
الأبيض وأغلبيتين ديمقراطيتين
في مجلسي الكونغرس، إذا كانوا
سيتصرفون كالجمهوريين؟ لقد وصل الرئيس أوباما إلى الساحة في قلب
ركود اقتصادي مخيف، أطلقه طمع
بلا حدود وانعدام للكفاءة من
جانب مجموعة من مصرفيي وول
ستريت ومضاربيه. وقدم لهم
تريليون دولار من أموال دافعي
الضرائب، على أساس أنهم «أكبر
من أن يسقطوا»، وأطلقت الوعود
بإعادة ما يشبه النظام والشرعية
إلى ما أصبح وكرا للقراصنة
والنهابين. والآن تقترب أميركا
من وقت مكافآت نهاية العام في
وول ستريت، ويمكنك أن تصدق أن
لعاب المصرفيين والمضاربين
يسيل بالفعل، فيما هم ينتظرون
وصول الملايين التي سيحصلون
عليها. لم يتم إصلاح شيء، ولم يتم القيام بشيء
لمنع قيام اللصوص بالمزيد مما
ارتكبوه، وهم يشعرون بالأمل
بينما غيرهم لا يشعر به. الآن دعونا نعود إلى أفغانستان. فهناك
أسباب عديدة وراء ذهابنا إلى
القول إن إرسال المزيد من
القوات الأميركية إلى
أفغانستان هو قرار سيئ، فالعدو
الذي يفترض أن هذه القوات ترسل
إلى هناك لمحاربته، وهو تنظيم
القاعدة، ليس موجودا هناك على
الإطلاق، فهي ترسل إلى هناك
لمقاتلة طالبان، وهم من الأفغان
بنسبة مئة في المئة، باسم واحدة
من أكثر الحكومات فسادا في أي
مكان. وقد طلبنا بمزيد من التهذيب من الرئيس
الأفغاني حامد قرضاي وأتباعه،
الكف عن سرقة معظم الملايين
التي أرسلناها إلى هناك
للمساعدة في إعمار بلد مزقته
أربعة قرون من الحروب، وطلبنا
منه إبعاد عائلته عن تجارة
الأفيون والهيروين، وقد وعدوا
جميعا بالقيام بما هو أفضل، ومن
المؤكد أنهم سيقومون بذلك، ولكن
في اتجاه مختلف. وهكذا فإن المزيد من مليارات الدولارات
التي لا يمكننا تحملها، سوف تصب
في أفغانستان، وسيموت المئات من
الأميركيين، وسيجرح الألوف
منهم، في غمار مطاردة حلم
مستحيل التحقيق. إذا كان هذا هو كل ما يمكن للرئيس
الأميركي وكونغرسه القيام به،
فليساعدنا الله. وكان حريا بنا
أن نبقي على جورج بوش وديك تشيني
أربع سنوات أخرى، تحت أسماء
مختلفة، فمعهما لم تكن آمال أحد
ستذهب هدراً. صحافي أميركي متخصص في الشؤون
الاستراتيجية ================================= بقلم :د. جانا بوريسوفنا البيان 7-12-2009 علاقات روسيا ببلدان آسيا الوسطى، سؤال
أصبح مطروحا بإلحاح على الساحة
السياسية داخل روسيا، خاصة مع
تزايد الآراء التي تقول إن كلاً
من أوزبكستان وتركمانستان
وطاجيكستان وقرغيزيا، لم تعد
تأخذ مصالح روسيا القومية بعين
الاعتبار في الكثير من الحالات. أما كازاخستان فما زالت تحتفظ بعلاقاتٍ
وديةٍ مع جارتها الكبرى روسيا،
لأن لها علاقات اقتصادية واسعة
معها، خاصة في مجال الطاقة، إلى
جانب أن كازاخستان أكثر تطورا
وتقدما في المجالات العلمية،
وخاصة في مجال الفضاء، بعكس دول
آسيا الوسطى الأخرى الأقل تطورا
علميا واقتصاديا، الأمر الذي
يجعل كازاخستان الأقرب لروسيا
وتلقى اهتماما أكثر من موسكو،
ولهذا يلاحظ ضعف تأثير واشنطن
على كازاخستان، بعكس تأثيرها
على الدول الأخرى في المنطقة. روسيا تولي اهتماما كبيرا لوسط آسيا من
منطلق أمنها القومي، حيث تشكل
هذه المنطقة مصدرا رئيسيا
للكثير من المخاطر والتهديدات
على روسيا، وخاصة لالتصاق حدود
هذه المنطقة بحدود أفغانستان،
مما يجعلها مصدرا للإرهاب
والتطرف، هذا إلى جانب منافذ
تجارة المخدرات التي تدخل
بسهولة لروسيا من هذه المنطقة. وقد زاد اهتمام روسيا والصين أيضا بهذه
المنطقة، بعد إعلان واشنطن
حملتها على الإرهاب في أعقاب
أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001،
حيث سعت واشنطن إلى ترسيخ
مواقعها في آسيا الوسطى عن طريق
تأسيس قواعد عسكرية لها في بعض
بلدانها مثل قرغيزيا
وأوزبكستان، ولم تعترض موسكو
وبكين على هذه القواعد في
البداية، باعتبار أنها في إطار
الحملة على الإرهاب في
أفغانستان. لكن بعد ذلك تبين لهما وجود طموحات واسعة
لدى واشنطن لترسيخ وجودها
العسكري في المنطقة، الأمر الذي
دفعهما لتكثيف نشاطهما في إطار
منظمة شنغهاي للتعاون، التي تضم
مع روسيا والصين دول وسط آسيا
الأربع كازاخستان وقرغيزيا
وأوزبكستان وطاجيكستان، وقد
نجحت هذه المنظمة في طرد
القواعد العسكرية الأميركية من
هذه الدول، ولكن الأنظمة
الحاكمة في هذه الدول الفقيرة
الصغيرة، وجدت في اهتمام موسكو
وبكين بها وسيلة لابتزازهما
للحصول على المساعدات المالية
منهما، وخاصة في ظروف الأزمة
المالية العالمية. الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات
المتحدة، تسعى للسيطرة على
منابع النفطِ والغاز في آسيا
الوسطى، وجعلِ المنطقة أداةً
للضغط على روسيا. ويرى بعض
المحللين أن المنطقة من الممكن
أن تتحول من شريكٍ استراتيجي
لروسيا، إلى مَصدرٍ للتهديد
الاقتصادي والأمني، ما لم
تُعَدل موسكو سياستها المتبعة
إزاء هذه الدول. وبحسب مصادر في الأمم المتحدة، فإن
الحدودَ المكشوفةَ في آسيا
الوسطى جعلت روسيا أكبر مستهلكٍ
للمخدرات القادمة من أفغانستان.
وبالإضافة إلى ذلك، يتزايد نشاط
التنظيماتِ الإسلاميةِ
المتطرفة التي توقع في حبائلها
العديد من شباب المنطقة. وفي هذا الصدد يقترح عضو لجنة البرلمان
الروسي للشؤون الدولية، سيميون
باغداساروف، أن تكف موسكو عن
محاباة العواصمِ الغربيةِ على
الصعيد العالمي كما تفعل حالياً
بشأن القضية الأفغانية. ويضيف:
إن ما يشيعه الأميركيون عن
مكافحتهم الإرهاب وتهريبَ
المخدراتِ في ذاك البلد، ليس
سوى أكاذيب، إذ تضاعف إنتاج
المخدراتِ الأفغانية عدة مرات،
مقارنةً بما كان عليه قبل 10
سنوات. ويلفت باغداساروف الأنظار إلى أن
المخدرات الأفغانية تعبر
الحدود إلى السواق العالمية،
ومنها السوق الروسية، تحت إشراف
مافيا المخدرات العالمية التي
تتمتع بنفوذ كبير في الاقتصاد
الأميركي والغربي، مضيفا أن
الصين كانت على صواب عندما لم
تسمح بعبور معدات حلف الناتو
عبر أراضيها، على غرار ما فعلت
روسيا. الكثير من الآراء في روسيا، يرى أن مراعاة
موسكو لخطط واشنطن في أفغانستان
ودعمها لها واستجابتها
لطلباتها، تشجع بلدانِ آسيا
الوسطى الصغيرة الفقيرة على
السير في الطريق ذاته، وفي نفس
الوقت لا تستطيع موسكو أن تعترض
بعد ذلك، إذا فتحت هذه البلدان
أراضيها من جديد للقواعد
العسكرية الأميركية. خبيرة روسية في شؤون الطاقة ================================= الإثنين, 07 ديسيمبر 2009 حسام عيتاني الحياة لتقدير مدى تعقيد المسائل المطروحة أمام
قمة كوبنهاغن التي تبدأ اليوم،
يكفي التذكير أن العالِم الأبرز
في كشف مخاطر التغير المناخي،
جيمس هانسن، يأمل انهيارها. وهانسن العامل منذ عشرين عاماً على تنبيه
سياسيي بلاده والمنظمات
الدولية الى جسامة زيادة درجات
الحرارة على كوكب الأرض، يخشى –
بحسب صحيفة «الغارديان»
البريطانية - خروج مؤتمر الأمم
المتحدة للتغير المناخي،
بتسوية تصب في سياق «تسليع»
انبعاثات غاز ثاني أوكسيد
الكربون وعرضها في بورصة يشتري
فيها من يريد الاستمرار في
التلويث حصص من لا يلوث. بكلمات
أخرى، تتيح السوق، إذا أنشئت،
للدول الغنية متابعة ضخها
لملايين الاطنان من الغازات
الضارة بعد دفع تعويضات الى
الدول الفقيرة، ما ينقل العولمة
القائمة على الاستغلال المفرط
لثروات الأرض الى طور جديد،
يُكرس بل يضخم الفارق الشاسع
بين مَن يملك ومَن لا يملك،
ويجعله غير قابل للتجاوز. ويأتي «المُلوِّثون الأربعة الكبار» (الولايات
المتحدة والصين والهند
والاتحاد الأوروبي) إلى القمة
حاملين وعوداً بخفض ما يبثون من
غازات سامة بنسب تتراوح بين
العشرين والثلاثين في المئة في
الأعوام العشرين المقبلة (مع
اعتبار معدلات عام 2005 نسبة
مرجعية)، وهو الحد الأدنى الذي
يقول العلماء أنه لا مفر من
الالتزام به إذا أرادت البشرية
تجنب ارتفاع درجة حرارة الأرض
ما يزيد عن درجتين مئويتين
والبقاء ضمن هامش معقول من
السلامة البيئية، في حين يعني
الانتقال إلى ثلاث درجات انطلاق
دوامة لا ِقبَل للعالم بإيقافها
ولا بتحمل تبعاتها الكارثية
التي لن تقل عن تغيير صورة الأرض
كما نعرفها اليوم، نحو الأسوأ.
صعود البحار واجتياحها لمساحات
واسعة من اليابسة ليس أقلها
شأناً. في سياق متصل، ثمة جانب لا يلقى الكثير من
العناية في فيض الكتابات
والمعلومات المحذرة من تدمير
البيئة وتغير المناخ. فالميل
الطاغي لدى وسائل الإعلام
الجماهيري يُختصر في التركيز،
عادة، على الأبعاد الدرامية
الآنية. السيول وانهيارات
الجبال الجليدية والصور
الرهيبة للدخان الأسود
المتصاعد من المصانع ومحطات
توليد الطاقة، تُغيِّب زوايا
المعاناة التي سيتعرض لها
ملايين البشر، ليس من المشكلات
البيئية وحدها، بل خصوصاً من
انقلابها الى قضية وحيدة ومشكلة
المشاكل التي ينبغي تناسي كل ما
تخلقه من تأثيرات على سكان
العالم. وعلى غرار تطورات كبرى مرت البشرية بها في
القرون القليلة الماضية،
كالثورة الصناعية وانتصار
الرأسمالية والعولمة، يُخشى أن
تكون الفئات الأكثر هشاشة وفقرا
في البلدان الصناعية والدول
النامية سواء بسواء، هي من يدفع
ثمن مكافحة التغير المناخي.
وليست فكرة «بورصة الكربون»
المذكورة سوى ملمح أول لما يمكن
ان تتفتق عنه مخيلة لا يعرف
أصحابها هدفاً لهم في الحياة
سوى تحقيق الأرباح بأسرع
الأساليب، بغض النظر عن
أخلاقياتها أو أثمانها
الإنسانية الفادحة. يضاف الى ذلك أن السلوك الساعي إلى التربح
بأي وسيلة كانت، ما زال يمسك
بزمام الاقتصاد العالمي على رغم
الضربات التي تلقاها في الأزمة
الاقتصادية العالمية الأخيرة. ولئن كانت التجارب السابقة لا تُشجع على
التفاؤل في سير المعالجات
المقترحة للمشكلات البيئية
المتفاقمة، في مسارات تختلف عن
تلك التي أفضت إلى النكبات
المشهودة، فإن الأمل يبقى
معقوداً على تضافر نشاط هيئات
المجتمع المدني والحكومات التي
يتحسن إدراكها للمجازفات التي
ينطوي عليها النهج الحالي. ================================= الشرق الاوسط بثينة شعبان 7-12-2009 لا يعلم المرء ما هو رد الفعل الأنسب على
أخبار تبدو وكأنها استحضرت
القرون الوسطى المظلمة للغرب
حين سادت محاكم التفتيش ضد
المسلمين، وتم حرق الكتب، وهدم
المساجد، وتنصير المسلمين
وإحراق المبدعين والمبدعات
علنا أو إغراقهم بدعوى أنهم
سحرة. أخبار عن تشكيل لجان
وجلسات استماع ونقاش عام حول
ارتداء البرقع أو الحجاب أو
الأضاحي تسود أوروبا التي كانت
بالنسبة لنا قارة للحريات.
وأخبار عن نتائج الاستفتاء
السويسري الذي انتهى بفضيحة
تبني 57% ممن كانوا يدعون أنهم مع
حرية العبادة قرارا بمنع بناء
المآذن في سويسرا. وأخبار عن
تصاعد نسبة الرافضين لبناء
المساجد والمآذن في فرنسا. فقد أظهر استطلاع للرأي أن نسبة
الفرنسيين التي تعارض ليس إعلاء
المآذن، بل بناء المساجد على
الأراضي الفرنسية هي إلى
ازدياد، قياسا بما كانت عليه
قبل ثماني سنوات، فقد كانت هذه
النسبة عام 2001، أي عام الهجوم
على نيويورك وواشنطن لا تزيد عن
22%، وهي وصلت في الاستفتاء
الأخير إلى 41%، أما الذين لا
يعارضون بناء المساجد فتراجعت
نسبتهم إلى 19%، مما يشكل النسبة
الأضعف منذ ربع قرن، مع توقع
انتشار هذه العدوى إلى دول
أوروبية أخرى في ظروف توقعات
بفوز اليمين المتطرف في أكثر من
بلد أوروبي، وأيضا مع توقعات
انتخابات الكونغرس النصفية في
الولايات المتحدة، التي تستقرئ
عودة المتطرفين الجمهوريين إلى
الأغلبية في الكونغرس، وإضعاف
قبضة أوباما عليه. ومهما يكن من أمر السياسات المستقبلية
وتطوراتها في الغرب، فإن قرار
منع بناء المآذن في المساجد
بسويسرا مع أن للكنائس هناك
أبراجا تشبه المآذن المغربية
بحجة ممارسة الديمقراطية
الشعبية، هو أمر يتنافى مع حق
الإنسان في الحرية الدينية، وهو
من أبسط وأقدم الحقوق التي
مارسها الإنسان في مختلف بقاع
الأرض. وبالنسبة للإنسان المسلم
في الشرق الأوسط الذي عايش
لآلاف السنين وجود الكنيسة
والمسجد جنبا إلى جنب، وصلاة
الأحد وأجراس الكنائس متناغمة
مع صوت الأذان وصلاة الجمعة،
يبدو هذا القرار السويسري ضربا
من الوحشية العنصرية ضد الإسلام
والمسلمين الذي نفترض جميعا أنه
من ظلمات الماضي الأوروبي
المرتبط بالتخلف والجهل
والتعصب العرقي، وكان من
المفترض أن كل ذلك قد بددته شمس
الديمقراطية وشرعة حقوق
الإنسان التي طالما تغنّى الغرب
باحترامها وادعى ممارسة الضغوط
على الدول الأقل «تحضرا» من أجل
احترامها. والأمر المثير
للاستغراب هو أن الدول التي
أعطت نفسها حق إصدار القوائم
بأسماء بلدان تشهد تمييزا دينيا
ضد بعض أتباع الديانات الأخرى
لم تتحرك لإضافة اسم سويسرا إلى
البلدان التي تمارس التمييز
الديني ضد أتباع الدين الإسلامي
في سويسرا، ولم تنتقد الجدل
الدائر بحق المسلمين في فرنسا
وأوروبا، وهو بحد ذاته تمييز
عنصري ضد المسلمين الذين هم
مواطنون في تلك البلدان، ومن
المفترض أنهم يتمتعون بحقوق
المواطنية كافة بما فيها حرية
العبادة وحرية الانتماء الديني.
وليتذكر من يشنون هذه الحملة ضد
الإسلام والمسلمين، أن الدين
الإسلامي الذي أكرم الله
البشرية به منذ أربعة عشر قرنا،
قد وصل إلى الإنسانية في جميع
أصقاع الأرض ودخل الأرواح
والنفوس بقوة الإقناع وليس بقوة
السيف، وحافظ على الحضارات
والأديان وطقوس العبادة
المختلفة جدا بين مكان وآخر،
ومن هنا نرى تنوع طقوس المسلمين
ومظهرهم في آسيا وأفريقيا
وأوروبا وأميركا والصين والهند.
ولهذا نجد أتباع الديانات
الأخرى في البلدان المسلمة من
الصابئين إلى اليهود
والمسيحيين ما زالوا موجودين
ضمن النسيج الاجتماعي والوطني،
في حين تم إبادة ثمانية ملايين
مسلم في الأندلس بالتنصير
والتهجير كما يحدث حاليا. وللعلم فقط، فإن الله سبحانه وتعالى
يخاطب الناس والمؤمنين في
القرآن الكريم ولا يخاطب
المسلمين فقط، لأن القاعدة
الذهبية في الإسلام، هي: «إن
أكرمكم عند الله أتقاكم».
فالإسلام أتى ليكمل ما أتى به
الأنبياء الذين سبقوه، ولا يكون
المرء مسلما ما لم يؤمن بجميع
الأنبياء والرسل ويصلّي عليهم
جميعا كما يصلّي على محمد (ص). الفرق بين المنهج الإسلامي الحقيقي،
والمنهج الغربي، هو أن الإسلام
قائم على التعايش والتثاقف،
بينما قامت الحضارة الغربية على
إبادة الناس الأصليين
والاستيطان في أرضهم واستملاك
ثرواتهم بعد نعتهم بالتخلف أو
البدائية والجهل لتبرير قتلهم
وإبادتهم. والقادم من عالمنا
العربي حيث تتعانق الكنائس
والجوامع وحيث يتوجه الناس إلى
إله واحد بطرائق مختلفة يجمعهم
الإيمان بالله الواحد الأحد
والركيزة الأساسية «إن أقربكم
إلى الله أنفعكم لعباده»، يصاب
بالدهشة والذهول للمخاوف التي
يعبر عنها هؤلاء السويسريون
الذين طالما أتقنوا صنع الساعات
والشيكولاتة، من المآذن
والمساجد، ومن لباس المرأة هنا
ودخول الحجاب إلى المدرسة هناك.
هؤلاء السويسريون الذين
ائتمنهم أثرياء المسلمين على
المليارات من ثرواتهم في
مصارفهم لا يطيقون رؤية مئذنة!
السويسريون الذين طالما عرفوا
بالإتقان في عملهم المعرفي،
أتقنوا هذه المرة تمييزا مقلقا
ضد أتباع ديانة سماوية توحيدية. علّ هذا العجز في الذهن الغربي عن قبول
المسلمين كمواطنين متساوين في
الحقوق والواجبات، يفسر أكثر من
أي شيء آخر الصمت الغربي عن
ممارسات إسرائيلية بحق
الفلسطينيين يجب أن يندى لها
جبين البشرية. فها هم في عملهم
المستوطنون يدهسون أمام أنظار
العالم الفلسطيني بسيارتهم
ويعيدون دهسه حتى بعد قتله، وها
هم المستوطنون يدمرون المنازل
العربية في حي الجراح والسلوان
ويخرجون العائلة تلو الأخرى
ويلقون بهم في الشارع ويسكنون
مكانهم أو يهدمون منازلهم، وها
هو القتل الإسرائيلي اليومي
والاعتقال الإسرائيلي اليومي
للفلسطينيين ينبئ بالصورة من هو
الإرهابي، حيث ينهال جنود
مدججون بالسلاح على أطفال
فلسطين قتلا وضربا، ومع ذلك
يروج الغرب صورة المعتدي بأنه
الضحية، ويصور الضحية على أنه
إرهابي. وهذه الصورة تتكرر كل
يوم على شاشات التلفاز وفي
الجرائد، وكأن قتل المسلم في
فلسطين يلقى قبولا ضمنيا لدى
المواطن الغربي المغرق بالتعصب
الذي يحاول هو أيضا معالجة
مشكلة المسلمين بين ظهرانيه. لماذا لا تبدأ منظمة المؤتمر الإسلامي
استصدار قائمة بالدول التي تحرم
المسلمين من الحرية الدينية
وإعداد قائمة سوداء بأسماء هذه
الدول وأحزابها المتطرفة
وسياسييها وإعلامييها
المتطرفين واتخاذ إجراءات
بحقها؟ ولماذا يبقى التوصيف
والتعريف حقا حصريا لمن يظهرون
عنصرية واضحة وتعصبا يعود لعصور
الهمجية ضد المسلمين؟ ولماذا لا
تطالب منظمة المؤتمر الإسلامي
الولايات المتحدة الأميركية
التي تصدر قوائم الإرهاب وقوائم
بالدول التي تمارس التمييز
الديني أن تضيف اسم «إسرائيل»
إلى قائمة الإرهاب وهي تمارس
أبشع أنواع الإرهاب بحق سكان
مدنيين عزل وأمام عدسات
الكاميرا أحيانا، وأن تضيف اسم
سويسرا لقائمة الدول التي تمارس
التمييز الديني؟ وللذين يعبرون عن تحفظهم على الإسلام
بسبب موضوع المرأة، ليس عليهم
سوى أن ينظروا إلى وضع المرأة
العراقية بعد الاحتلال
الأميركي للعراق، ومقارنة ذلك
بوضعها قبل الاحتلال. وأشير هنا
إلى تقرير زيد الزبيدي من بغداد
عن المرأة العراقية الذي نشر في
جريدة «الأخبار» الجمعة 4 كانون
الأول (ديسمبر) 2009 بعنوان «المرأة
في العراق المحتل: أرملة أو
مغتصبة أو قتيلة». ويتذكر
كثيرون أن أحد مسوغات بوش لشن
حرب على العراق واحتلاله هو «تحرير
المرأة العراقية»، والحرية
الوحيدة التي حصلت عليها هو أن
تغتصب من قبل جنود الاحتلال،
وأن تكون معيلة للأيتام من دون
دخل، وأن تتحمل فقدان الزوج
والابن وإذلال جنود الاحتلال
لها، وهي التي عرفت عبر التاريخ
بصون كرامتها وأسرتها،
وإحجامها عن الهجرة خارج العراق.
ما حدث للمرأة العراقية تحت الاحتلال
الغربي مثير للغثيان، ولا شك أن
ما نعرفه عن المرأة العراقية
والأفغانية والفلسطينية، لا
يمثل إلا جزءا يسيرا من الواقع
المرير الذي تكابده المرأة تحت
الاحتلال، والذي يتناقض مع أبسط
حقوق الإنسان في العيش بكرامة
وحرية وأمان. وها هي المرأة
المسلمة في أوروبا تعاني من
حرمانها حقها في حرية العبادة
بما في ذلك حقها في الحجاب
والصلاة في مسجد له مئذنة! إن اشتداد ظاهرة العنف اليميني ضد المآذن
والمساجد والنساء المسلمات،
وانتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا
ونشر الحقد والكراهية والعنف ضد
المسلمين في الغرب، مرتبط بظهور
أصوات جريئة في الولايات
المتحدة وأوروبا تنادي بمقاطعة
إسرائيل ومعاقبة مجرمي الحرب
فيها، وهذا الارتباط يستهدف
إسكات هذه الأصوات وأزيز التطرف
ضد المسلمين. فها هم أكاديميون
أوكرانيون في كييف يسلطون الضوء
على سرقة إسرائيل للأطفال
الأوكرانيين للمتاجرة بأعضائهم
كقطع غيار، مما يؤكد ما نشره
الصحافي السويدي بوستروم
وآخرون عن ضلوع إسرائيل في
المتاجرة بأعضاء أطفال فلسطين
وقتلهم من أجل سرقة أعضائهم. وها
هم يهود بريطانيون يطالبون
براون بتبني تقرير غولدستون،
وها هي مدينة سان فرانسيسكو في
الولايات المتحدة تصدر في «حملة
مقاطعة إسرائيل» لائحة «الشركات
العشر» التي تجب مقاطعتها ضمن
هذه الحملة، وها هي مدينة سيدني
الأسترالية تتظاهر ضد زيارة
نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي
سيلفان شالوم للمدينة، وها هي
الأبحاث ترى سرعة انتشار
الإسلام في الغرب رغم (وربما
بسبب) الإجراءات القمعية
الجائرة ضد المسلمين. فقد كان اسم «محمد» هو الاسم الثاني في
بريطانيا لعام 2008 بعد اسم جون،
كما أن الدنمارك التي نشرت
رسوما مسيئة للنبي محمد (ص)،
تشهد ازديادا لافتا في عدد
معتنقي الدين الإسلامي. إذا كان
السجان الأول في سجن غوانتانامو
قد اعتنق الإسلام، مع أن مهمته
الأولى هي مراقبة حسن تنفيذ
تعذيب المسلمين، فإن أحدا لن
يستطيع إلغاء المآذن والمساجد
والحجاب، ولن يتمكنوا من إطفاء
«نور الله بأفواههم»، ولكن واجب
المسلمين جميعا هو أن يتخذوا
الموقف اللائق بدينهم وبكرامة
أتباع الديانة السمحة سواء
أكانوا في سويسرا أم في فرنسا أو
الدنمارك أو في فلسطين المحتلة. ====================== عصفورة "نورمبرج "
وعصفورة " تونى بلير " لا تنسوا تقرير غولدستون
أمام رسالة غولد سميث !! وفاء إسماعيل اللجنـة الشعـبية للإصـلاح 2/12/2009 * في صحيفة القدس العربي
نشر يوم الأحد 29/ 11/ 2009م
خبر بعنوان : (رسالة سرية
تكشف أن بلير كذب بشأن شرعية
الحرب على العراق ) نقلا عن
صحيفة (ميل أون صندي ) وكشفت
الصحيفة أن المدعي العام
البريطاني السابق اللورد غولد
سميث وجّه رسالة سرية إلى بلير
في يوليو/ تموز 2002، أي قبل
ثمانية أشهر من غزو العراق،
لتحذيره من أن الإطاحة بنظام
صدام حسين ستكون خرقاً صارخاً
للقانون الدولي، مشيرة إلى أن
لجنة التحقيق حول حرب العراق
ستقوم باستجواب بلير مطلع العام
المقبل بشأن هذه الرسالة...
وطوال فترة الأسابيع الماضية قد
سبق ظهور تلك الرسالة اعترافات
لقادة عسكريين غربيين ، ووثائق
أمريكية تؤكد
أن بوش وبلير خططا للحرب حتى قبل
11 سبتمبر بعام على الأقل .. كل ما
ظهر من وثائق ( وما خفي كان أعظم )
وتناولتها كبرى الصحف العالمية
فى هذا الوقت بالذات ربما له
مغزى وهدف ودلالة لا يخطئها
العقل ، فدعونا نفكر بطريقة
الغرب المعروفة عنه ، ونكون على
نفس الدرجة من الخبث ، ونتساءل
ما الجديد الذي أتت به تلك
الوثائق ؟ وهل كان أصحاب العقول
بحاجة لأدلة مادية تدين شياطين
الغرب بجرمهم بحق العراق ؟ * حملة التهليل والتطبيل لتلك الوثائق
التي خرجت للعالم تباعا على
الرغم من أهميتها إلا أنها لم
تثبت حقائق كانت مجهولة بالنسبة
لأحرار العالم ..فرسالة اللورد
غولد سميث التي أكدت لتونى بلير
أن الإطاحة بنظام صدام هو
انتهاك صارخ للقانون الدولي ..
لم تأت تلك الرسالة بجديد أو
بحقيقة كانت خافية على احد لان
القانون الدولي بالفعل ينص على
عدم جواز احتلال اى دولة بالقوة
والإطاحة بنظامها ، بل وتحريم
الحرب وعدم استخدام القوة في
العلاقات الدولية ، فالمواد 42-51
من الميثاق هي المواد الوحيدة
التي تتعامل مع الاستخدام
الفعلي للقوة، ولا يوجد في
ميثاق الأمم المتحدة أية مادة
تخول أي عضو من أعضائها استخدام
القوة من جانب واحد، عدا الحالة
المحددة والمقيدة والتي نصت
عليها المادة 51 وهو الحق
الطبيعي للدول، فرادى أو
جماعات، في الدفاع عن أنفسهم،
إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد
أعضاء ’’ الأمم المتحدة’’
وذلك إلى أن يتخذ مجلس الأمن
التدابير اللازمة لحفظ السلم
والأمن الدولي ، والعراق لم
يعتدي لا على بريطانيا ولا على
أمريكا ، إذن رسالة غولد سميث هي
فقط مجرد رسالة رجل قانوني يدلى
بدلوه لبلير تذكيرا له بنصوص
القانون الدولي ، وليست شجاعة
منه أو بطولة تحسب له ، فكل رجال
القانون الدولي في العالم قالوا
ما قاله سميث ( ولا أدرى
هل كان هناك ثمة فرق بين ما
قاله سميث وبين ما قاله جهابذة
القانون في العالم ؟ ) ، وأما عن
كارت الإرهاب الذي استخدمه
بلير ضد سميث فهو لان بلير
اعتقد أن الشعوب كلها في العالم
تجهل مواد ونصوص القانون الدولي
، واعتقد بغبائه أن إخفاء تقرير
جولد سميث هو إخفاء لنور الشمس
التي تسطع نهارا في الشرق
الأوسط ... أو ربما عز عليه أن
يخرج من
بنى جلدته من يشكك في مصداقية
بلير أمام العالم خاصة من شخصية
بوزن المدعى
العام ، مع أن وزير الخارجية
السابق روبن كوك استقال في مارس/
آذار 2003م من منصبه كوزيرا
للعلاقات مع البرلمان بسبب
معارضته المشاركة البريطانية
في الحرب على العراق بدون تفويض
من الأمم المتحدة. وكانت
استقالة كوك الذي كان بمثابة
"ضمير" للحكومة من أقسى
الضربات التي تلقاها بلير منذ
توليه رئاسة الوزراء ، وأيضا
وزيرة التنمية ( كلير شورت )
استقالت من حكومة بلير اعتراضا
على عدم مشروعية الحرب على
العراق وهاجمت حكومة رئيس
الوزراء توني بلير, قائلة إنها
تساعد الولايات المتحدة على
ترهيب الأمم المتحدة في قضية
العراق. وقالت شورت في سياق
عرضها لمجلس العموم البريطاني
دوافع استقالتها إن رئيس
الحكومة "يزداد هوسا بمكانته
في التاريخ"... إذن رسالة
المدعى العام (سميث ) لم تأتى لنا
بجديد وكان
من المفترض محاكمة
تونى بلير منذ اليوم الأول
لغزو العراق ، قبل تدمير
العراق وإبادة
مليون ونصف عراقي ، وقبل
إعدام صدام .
* بداية يجب علينا ألا نعول كثيرا على
نتائج تلك التحقيقات التي ستجرى
مع بلير ، فالغرب عودنا على
تحقيقاته الهزلية التي لا تصلح
ما أفسدته يداه ، ولا تعوض
بلداننا عما ارتكبه من انتهاكات
صارخة للقانون
الدولي الذي يطالبنا الغرب
باحترامه والخضوع لقراراته ،
فالقانون الدولي هم أول من
داسوه بأقدامهم ، وليست هذه
المرة الأولى التي تجرى فيها
تحقيقات ومحاكمات أشبه
بالمسرحية الهزلية ، ولنتذكر 31
أغسطس من عام 1946
عندما بدأت محاكمات "
نورمبرج الشهيرة " و التي جرى
من خلالها محاكمة القادة
الألمان بعد انتهاء الحرب
العالمية الثانية على محرقة
اليهود (الهولى كوست ) ، أرادت
كلا من أمريكا وبريطانيا من
خلال تلك المحاكمة صرف الأنظار
عن جريمة أمريكا في نجازاكى
وهيروشيما التي أسفرت عن قتل
نصف مليون من شعب اليابان
تبخروا في لحظات ، وعن جريمة
أمريكا وبريطانيا
في مذبحة "دريسدن"
الرهيبة في فبراير 1945م .. فبعد
انهيار الجيش الالمانى
وانسحابه من الجبهة الشرقية
شنت أكثر من 800 طائرة من سلاحي
الجو الامريكى
والبريطاني غاراتهما على
مدينة دريسدن الألمانية ،
واستخدما في ذلك قنابل فسفورية
شديدة الانفجار والاحتراق
أبادت 250
ألف من سكان دريسدن
الألمانية وأصابت 600 ألف من
السكان بتشوهات وسميت تلك
الجريمة ب(مذبحة دريسدن ) التي
طمست معالمها
وتم محوها من صفحات التاريخ
على حد وصف المؤرخين ، وكان من
الطبيعي أن تسلط أمريكا
وبريطانيا الضوء على محرقة
اليهود على يد النازيين ، وتجرى
محاكمة هزلية لإلهاء العالم عن
جرائمهما في كلا من دريسدن ،
ونجازاكى وهيروشيما
، فكانت محاكمة ""
نورمبرج" .. وما أشبه اليوم
بالبارحة مع اختلاف الأدوار
والأشخاص نرى فجأة وبعد مذبحة
غزة الأخيرة التي قام بها قادة
العدو الصهيوني
ضد سكان غزة المحاصرين ،
وبعد صدور تقرير غولدستون الذي
كان بمثابة صفعة على وجه
إسرائيل ،والذي أكد على ارتكاب
إسرائيل جرائم حرب، وإسقاطه
ذرائعها في هدم المساجد وقصفها
بزعم استخدامها في المقاومة،
وتسجيله تأكيدات واضحة أنها
تعمدت قتل المدنيين ومهاجمة
المستشفيات ومراكز الإغاثة،
وتقديمه رصدا واضحا لكافة
الأسلحة الإسرائيلية المحرمة
دوليا... كما طالب التقرير مجلس
الأمن والمحكمة الدولية
الجنائية بمحاكمة المسئولين
الإسرائيليين عن المذابح،
ومطالبته بعقوبات دولية على
إسرائيل بسبب تلك الحرب، مما
أظهر حقيقة إسرائيل أمام دول
العالم ووجهها
القبيح ، نجد الإعلام خاصة
الاوربى يسلط الأضواء على
محاكمة تونى بلير ، وعلى
الوثائق التي
تدينه ، وكان هناك أيادي
خفية هدفها من ذلك
إلهاء الشعوب عن جرائم
إسرائيل ومجازرها
وحصارها لشعب غزة
تماما كما فعلت كلا من
بريطانيا وأمريكا في محاكمة "
نورمبرج" ، وطمس معالم
تقرير غولد ستون و محوه من
ذاكرة الشعوب ، وأرادت بريطانيا
من إظهار تلك الوثائق تبييض
وجهها أمام العالم
باعتبارها دولة خرقت كل
القوانين الدولية
وفقدت مصداقيتها أمام شعوب
العالم عندما غزت دولة ذات
سيادة دون اى سند قانوني . * ربما الفائدة الوحيدة التي سنخرج منها
نحن العرب من تلك التحقيقات
في بريطانيا هي كشف زيف وكذب
وتدليس الساسة في الغرب
خاصة هذا المجرم بلير ، ودرس
لكل المطبلين والمزمرين
والمهللين للشيطانين (بلير وبوش
) يعلمهم جميعا أن كل من عارض تلك
الحرب واتهم هؤلاء الشياطين
بنفس الكذب والتضليل الذي تؤكده
تلك الوثائق
كانوا أشرف وأنزه من كل
أتباع بلير وبوش ، وكان يجب أن
نسمع لهم وألا نتهمهم بإخضاع
أنفسهم لنظرية المؤامرة .. فهاهي
المؤامرة كانت معدة ومرسوم لها
إعدادا يعجز إبليس نفسه عن
التخطيط لها فهؤلاء تفوقوا على
إبليس نفسه في التخطيط والتدبير..
هؤلاء يستحقون محاكمتهم كمجرمي
حرب ، دمروا العراق وأبادوا
أهله ، وأعادوه إلى القرون
الوسطى . * هذه الرسالة وغيرها من الوثائق التي
برأت صدام حسين من تهمة امتلاك
أسلحة دمار شامل ، وأدانت تونى
بلير وبوش معا ليست حقائق تكشف
كذب وتضليل الغرب فقط ، بل تكشف
لنا مدى غباء كل من اتبعوا هؤلاء
المضللون سواء كانوا عربا أو
غير عرب .. أنهم أتباع مسيلمة
الكذاب ، وكما أن تلك الوثائق
تدين مسيلمة الكذاب فهى أيضا
تدين أتباعه ، وكما بريطانيا
تنادى بمحاكمة مسيلمة الكذاب
فعلينا أن نطالب بمحاكمة أتباعه
وأزلامه ، فلولاهم ما استطاع
بوش وبلير أن ينفذا مخططاتهما
التي كان هدفها تدمير العراق
ونهب ثرواته ، وإشعال المنطقة
بحروب طائفية تستنزف دماء العرب
والمسلمين ... ولكن السؤال هنا
إذا كان الغزو باطل ، والإطاحة
بنظام دولة انتهاك صارخ كما
يقول المدعي العام البريطاني
السابق في رسالته .. فما هو حكم
كل ما بنى على باطل ؟ ألا يعتبر
تواجد القوات الأمريكية
والبريطانية في العراق باطل
مبنى على باطل ؟ ألا يعتبر تواجد
عملاء الاحتلال على رأس السلطة
في العراق باطل مبنى على باطل ؟
ألا يحق لنا نحن العرب أن نطالب
الغرب بإعادة بناء ما دمروه في
العراق والتعويض عن كل الدماء
التي سالت على أرض العراق ؟ ألا
يحق لنا كعرب أن نطالب بإعدام
بوش وبلير كما قاموا بإعدام
صدام ؟ ألا يحق لنا أن نصرخ
بأعلى صوتنا (أيها الغرب الكاذب
.. انظر ماذا فعل بنا كذبك
وتضليلك ؟ لقد قتل أهلنا في
العراق ودمره وأشاع الفوضى
والفتنة في منطقتنا .. فمن
يعوضنا عن كل هذا ؟ ) ألا يحق لنا
نحن العرب والمسلمين أن نطالب
بتحرير إرادتنا السياسية من
هؤلاء الكذابون والمضللون وألا
نتبع أهواء أفكارهم الشيطانية
وألا نستقبلهم على أرضنا التي
تتبرأ من نفاقهم وكذبهم ؟ فكيف
يكون الكذاب وسيط سلام نزيه ؟
وكيف نضع مصير قضايانا ومستقبل
مليار ونصف مسلم
بيد كذاب ؟ * إن التحقيقات التي ستجريها بريطانيا مع
تونى بلير مع بداية مطلع العام
القادم لن تكون ذات مصداقية إلا
إذا حوكم بلير كمجرم حرب ، ودفع
الغرب كله ثمن جرائمه التي
ارتكبها بحق العرب والمسلمين كما
دفع من قبل
( ومازال ) ثمن جرائم هتلر ضد
اليهود ، وان يقدم اعتذارا
للعراق وشعبه ويسحب كل قواته
وقواعده منها ، ولن تكون ذات
مصداقية إلا
إذا تمت محاكمة كل من سهل الطريق
لبلير وبوش لتنفيذ مخططهما ، أم
أن الغرب سيكتفي بتوجيه اللوم
لبلير وإبعاده عن حلبة السياسة
ليثبت لنا الغرب نزاهته
وشفافيته ؟ وفى هذه الحالة
سنعتبر التحقيقات (فيلم هندي )
الهدف منه التغطية على جريمة
اكبر قد تم ارتكابها ( مذبحة غزة
) أو جريمة أخطر يتم الإعداد لها
وفى طريقها للتنفيذ ( هدم الأقصى
) أو ضرب إيران
وإغراق المنطقة في أتون حرب
لا تنتهي إلا بإبادة الجميع ؟
فانتبهوا. * ( أكدت صحيفة 'الديلي ميرور' البريطانية
واسعة الانتشار أن بلير ابلغ من
قبل أجهزة استخباراته قبل عشرة
أيام من بدء الحرب بان العراق لا
يملك أسلحة دمار شامل مطلقا ) ..
أجهزة المخابرات البريطانية
التي تبعد عن العراق مئات
الآلاف من الأميال كانت تعلم أن
صدام لا يملك أسلحة دمار شامل ..ولكن
كل أجهزة الاستخبارات العربية
التي تبعد عن العراق عدة
كيلومترات .. هل كانت تعلم تلك
الحقيقة أيضا ؟
أم كانت تجهل تلك الحقيقة ؟
ربما كانت تعلم ولكنها تعمدت
الصمت والسكوت رغبة في إرضاء
أنظمة أرادت للعراق محوه من على
الخريطة العربية.. وتركت
الإعلام العربي الرسمي المضلل
للشعوب أن يبث سمومه ويضخم من
حجم الخطر العراقي على جيرانه..
أليس هذا أيضا كذب وتضليل يستحق
فتح أبواب التحقيق فيه ومحاسبة
كل من صمت وشارك في تلك الجريمة
؟ أليس هذا
عار ما بعده عار في كلا الحالتين
سواء كانت تلك الأجهزة على علم
بتلك الحقيقة وصمتت عن الجهر
بها ، أو سواء كانت لا تعلم وتلك
خطيئة اكبر أن يكون لأجهزة
الاستخبارات البريطانية السبق
فى معرفتها بينما أجهزتنا لا
يشغلها سوى عد أنفاس الشعوب
وملاحقة كل من يعارض تلك
الأنظمة الحاكمة ؟ * إن تاريخ الغرب وأرشيفهم ورسائلهم
ووثائقهم كلها تفضح مؤامراتهم ،
وتكشف لنا مدى غباء أتباعهم ،
وتعلمنا أن عصافيرهم
كثيرة التي يوجهون أبصارنا
إليها رافعين رؤوسنا حتى يتسنى
لهم قطع رقابنا دون أن نشعر فما
محكمة " نورمبرج " إلا مجرد
عصفورة لفتوا أنظار العالم
إليها لينسى جرائمهم في اليابان
وفى دريسدن وفى العالم العربي
والاسلامى وإفريقيا التي
تاجروا بشعوبها في سوق العبيد..
واليوم أطلقوا عصفورتهم في
بريطانيا ( محاكمة بلير )
لإلهائنا عن ماجرى في العراق
وغزة ، ولننسى تقرير غولد ستون
وصورة إسرائيل القبيحة ونصاب
بالانبهار بشفافية ونزاهة
وعدالة بريطانيا التي تحاكم
قادتها ( بعد خراب مالطة ) دون
التفكير حتى في تقديم اعتذار
رسمي للشعب العراقي الذي تم محو
مليون ونصف من أبنائه ، وتخريب
وتلويث سمائه وأرضه
باليورانيوم المخصب والفسفور
الأبيض وكافة الأسلحة المحرمة
دوليا جربوها في هذا البلد
العريق ، فما أحوجنا لعقول
وضمائر يقظة تنتبه لتلك الجرائم
ولا تفصل بينها وتدعو إلى
محاكمة الجميع دون استثناء لأحد. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |