ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 28/12/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


يا غزة هذا الوطن لا يتسع لنا ولك!

خالد محادين

kmajadin@hotmail.com

الرأي الاردنية

27-12-2009

لم يكن مجرد عام واحد هذا الذي مر على غزة.

بالنسبة للاخرين الساكنين هذه المساحة بين المحيط والخليج، كان أكثر من الف عام، وأكثر من الفي عام، وبات من الصعوبة أن تفتش في الذاكرة القومية لتجده في زاوية بعيدة حدثا صغيرا لا يختلف عن تدهور مركبة أو سقوط عن دراجة هوائية أو نارية او اصطدام رأس طفل بدميته الناعمة.

لم يكن مجرد عام واحد هذا الذي مر على غزة.

كان ألف عام من العزلة، وألف عام من الحصار، وألف عام من الموت، والف عام من البحث عن حليب لطفل أو دواء لمريض او خبز لجائع، لكن الغزيين ظلوا يسيرون في شوارعنا الوطنية وشوارعنا القومية وشوارعنا الاسلامية وقد علت وجوههم دهشة موجعة وسؤال قاتل: لماذا يركض كل هؤلاء الأشقاء في الشوارع والأزقة بلا رؤوس؟ لماذا نحن وحدنا الذين نسير في وقار ونمشي في خيلاء ونجلس في طمأنينة، ونتحدث في وضوح، وقد أنسانا وقارنا وخيلاؤنا وطمأنينتنا ووضوحنا طعم الخبز ورائحته واستدارته وحاجتنا اليه؟! في مثل هذا اليوم من عام مضى، بدأ العدو الصهيوني حرب إبادة ضد غزة الرؤوس وغزة الصمود وغزة الايمان وغزة الرفض وغزة البندقية، هدم المباني ولم يهدم روح طفل، ومزق الجثث ولم يمزق وقار عجوز، وطلى الجدران بالموت والسواد دون ان يصل ببشاعته الى وجه امرأة غزية، كانت تزغرد وتوحد وتطلق الاغنيات، وفي آخر الليل تستند الى ما تبقى من بيتها، وحولها ما تبقى من اطفالها، وتقرأ سورة الانفال.

 

دعونا لا نتوقف يوما واحدا مع حزنها المقاوم، وجوعها المقاوم ويتمها المقاوم، ثم نتركها بقية العام وحيدة في خندق الدفاع عن حياة الأمة وشرفها.

 

دعونا لا نقدم العزاء لأسرة غزية واحدة، فالعزاء يقدم لمن يطلبون الحياة وليس لمن يطلبون الشهادة، وعندما ترفع بيوت في غزة أعلامها السود، فليس حدادا على من رحل من اطفالها ونسائها وشيوخها ومقاتليها، لكنه حداد على الذين اخذوا مقاعدهم أمام المسرح، وراحوا يتابعون الحرب على غزة وأهلها دون ان يتوقفوا عن شرب المرطبات والتسلي بالبوشار.

 

قبل اكثر من عام، وفي هذه الزاوية كتبت عن (غزة التي لم تهزم) وقلت مشغولة انت بالصلاة، وباحتضان ابنائك واحفادك بين اصابعك الدافئة، ومشغولون نحن ببورصاتنا وملاعب اقدام لاعبينا، والاغاني العارية والابراج التي ترتفع فوق ترابنا عشرين طابقا، ولكنها لا تظهر بين حجارة قبور الشهداء التي ترتفع قطرة دم واحدة. اعذرينا اذا تأخرنا عن تشييع اطفالك وصباياك وشبابك وعجائزك، فقد وصلت الدعوة متأخرة، ودائما تصل متأخرة ولا نقرأ سطورها الا بعد أربعين رحلينا.

==========================

السقوط الدولي المزدوج لأوباما

باتر محمد علي وردم

الدستور

27-12-2009

اعتبر معظم الخبراء والمتابعين للشؤون الدولية أن حصول الرئيس الأميركي باراك أوباما على جائزة نوبل للسلام قبل أشهر كان قرارا متسرعا من اللجنة المكلفة بالاختيار. صحيح أن أوباما حقق مكاسب كثيرة جدا داخل الولايات المتحدة الأميركية في تغيير الصورة العامة للدولة وللمجتمع من حالة التعصب والتطرف والتنكر للقيم الدولية التي فرضتها ادارة جورج بوش نحو حالة من الاحترام والايمان بحقوق الانسان أثناء الحملة الانتخابية.

 

ولكن الرئيس أوباما اصطدم بالعديد من الحواجز في السنة الأولى من عمله رئيسا للولايات المتحدة. نحن في العالم العربي نقيس ونقيّم كافة الشؤون من المنظار الخاص بالقضية الفلسطينية حيث لم يستطع أوباما بالرغم من نواياه الكلامية الحسنة تجاوز عناد الحكومة الاسرائيلية اليمينية التي ترفض جملة وتفصيلا أي تقدم نحو السلام واعادة الحقوق للشعب الفلسطيني بل تواصل الحصار والتضييق ونهب الموارد والاعتداء على المقدسات ولهذا يمكن القول وبسهولة أن أوباما فشل في اقناع العالم العربي بقدرته على القيادة الأخلاقية وتحقيق السلام في المنطقة.

 

ولكن العالم مكون من ستة بلايين شخص وهناك الكثير من القضايا الأخرى التي ربما حقق فيها أوباما تقدما ولكنه تعرض لسقوط أخلاقي في قضيتين اساسيتين هما وصفه للحرب في أفغانستان بأنها "حرب عادلة" ودوره في مؤتمر كوبنهاجن لتغير المناخ والذي دمر دور الأمم المتحدة وساهم في احداث صفقة باهتة مع الصين على حساب سكان الكوكب وضد التيار العالمي العريض المطالب بالتزامات محددة لوقف انبعاث غازات الدفيئة.

 

لم يكن أوباما موفقا أبدا في وصف الحرب الأميركية في أفغانستان والتي يتم خوضها الآن ضد قبائل وجهات محلية مساندة للطالبان بأنها حرب عادلة. الحرب العادلة الوحيدة في التعريف العالمي هي تلك التي يضطر فيها شعب واقع تحت الاحتلال (مثل الشعب الفلسطيني) لرفع السلاح في مواجهة قوة الاحتلال لتحرير أرضه وممتلكاته. لا توجد عدالة مطلقا في حرب يتم فيها حشد الجيوش وارسالها مئات آلاف الكيلومترات الى بلد بعيد من أجل قتال مجموعة دينية وتعريض شعب كامل لخطر الموت تحت الأسلحة الأميركية.

 

في كوبنهاجن تخلى أوباما عن كافة الوعود الخاصة بانقاذ الكوكب ، وبدلا من الالتزام بمسار المفاوضات الدولية تحت اطار الأمم المتحدة والاتفاقيات الخاصة بها قام أوباما بعقد صفقة مع الصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا ، وبقبول غير مقتنع من الاتحاد الأوروبي ساهمت في القضاء على التزامات بروتوكول كيوتو السابقة ، والخروج عن مسار المفاوضات الدولية التي تضم 192 دولة والاكتفاء ببيان سياسي يطالب باستمرار المفاوضات ولكنه يفشل في انتزاع اي التزام وخاصة من الصين التي دشنت في كوبنهاجن وجودها العالمي كقطب رئيسي في السياسة الدولية من خلال رفضها التام لأية اتفاقية ملزمة لتخفيض الانبعاثات ونجاحها في اجبار الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على الخروج من المفاوضات بدون نتيجة.

 

سقط أوباما عالميا مرتين خلال شهرين وهذا ما قد يؤدي الى تراجع شعبيته والنموذج الذي يبشر به حول الالتزام بالقانون الدولي في مقابل صعود سريع ومؤثر للصين قد يغير من توازنات القوى من جديد ويشكل امتحانا حقيقيا لقدرة أوباما على القيادة.

batirw@yahoo.com

==========================

الحروب العادلة وفلسفة موت الإنسان

آخر تحديث:الأحد ,27/12/2009

الخليج

محمد خليفة

استلفتت الكلمة العالم أجمع والتي أثارها الرئيس الأمريكي باراك أوباما وحاول تبرير شن الحروب، وهكذا تبين للعالم أن أوباما يبدأ اليوم من حيث انتهى الرئيس السابق بوش، أي أنه يبدأ من الصراع المسلح الذي لن ينتهي وإيجاد المجال الحياتي للأمة الأمريكية، حيث رفع شعاراته في خطابه في أوسلو بالتزام الولايات المتحدة المعايير الأخلاقية عندما تشن حروباً (ضرورية ومبررة) بقوله “إن الصراع المسلح لن ينتهي في حياتنا الحالية، إذ ستكون هناك أوقات تحتاج فيها الأمم إلى خوض حروب عادلة، وأن أمريكا لن تقف مكتوفة الأيدي في التصدي للتهديدات التي تواجه الشعب الأمريكي، حيث تلزم القوة لدينا مصلحة أخلاقية واستراتيجية في إلزام أنفسنا بقواعد معينة للسلوك، وحتى عندما نواجه خصماً شريراً لا يلتزم بأي قواعد أعتقد أن على الولايات المتحدة الأمريكية أن تبقى حاملة رسالة المعايير في سلوكيات الحرب” .

 

واعترف أوباما في خطابه أنه لا يملك حلولاً قاطعة لمشكلات الحروب، ومؤكداً أن هناك أوقاتاً ترى فيها الدول استخدام القوة، ليس فقط كضرورة وإنما كمبرر من الناحية الأخلاقية، وأضاف أن الولايات المتحدة لا تزال في حالة حرب وهو مسؤول عن نشر الآلاف من الشباب الأمريكيين في معركة على أرض بعيدة، سيقوم بعضهم بقتل آخرين كما سيلقى آخرون منهم حتفهم . واعتبر أنه بسبب ذلك فإن لديه شعوراً عميقاً بتكلفة النزاع المسلح، وممتلئ بأسئلة صعبة حول العلاقة بين الحرب والسلام وجهود استبدال أحدهما بالآخر .

 

واستعرض تاريخ الحروب منذ فجر التاريخ وكيفية ارتباطها بالإنسان القديم وتطور مفهومها عبر العصور ومن ثم الحضارات الساعية إلى القوة قبل ظهور مفهوم الحرب العادلة “القائمة على تبرير الحرب” .

 

وأضاف الرئيس أوباما، نحن نعلم من معظم التاريخ بأن مفهوم الحرب العادلة نادراً ما يلتزم به، فقدرة البشر على التفكير في طرق جديدة لقتل بعضهم ثبت أنها لا تنضب وكذلك قدرتنا على استثناء من الرحمة أولئك الذين يبدون مختلفين أو يعبدون رباً مختلفاً .

 

والغريب أن المتأمل في هذا الخطاب يشعر بأن الرئيس أوباما يطالب الغرب بالحفاظ على قواه العسكرية القادرة على حماية مصالحه من الحضارات الغربية ويذهب إلى حد القول إن الحضارات هي أخطر عامل في تصعيد التوتر الذي قد يؤدي إلى حرب عالمية، وكذلك إسقاطه للمقولة الرئيسية في فلسفة التاريخ والقائلة إن التاريخ هو قصة صعود الإنسان من عالم الضرورة إلى عالم الحرية . وخرج بنظرة أوسع وهي أن الحروب العادلة ضرورية، أي أن إرادة القوة لا إرادة الضمير هي التي تتحكم في قبضة المنطق والحدود العقلية والتفكك التي تقوم على الفرضية القائلة بأن للسلوك السياسي الذاتي أسلوباً واضحاً وغاية . كما قال القديس “بولس” في الرسالة إلى أهل روما “حقا أنا لا أفهم ما أفعله: لأنني أفعل ما أريد، بيد أني أفعل ما أكره” . أي النزعة التدميرية التي تعمل لحساب الذات تعمل على استبعاد كل معاش من أجل القضاء على الإنسان لينتهي إلى التشاؤمية والكوارث المرعبة والنكبات والعدمية، وذلك يعني أن البذرة التي بذرها أولئك الذين ساهموا في إشعال الحروب وتدمير البشرية قد أثمرت بثمار اللامعقول والعبثية، وإعادة الإنسان إلى وحشيته ولقوانين الغاب . كما يعني أنه ليست ثمة غائية في الوجود وليس ثمة مجال لعقل .

 

وتبعاً لذلك فإن الأخلاق وفقاً لمفهوم الحروب العادلة غير مسؤولة بالفعل تجاه القيم في الخير والشر وتنحو نحو نتائج معيارية، ومع ذلك فإن الماركسية دعت إلى أنواع محددة من الحروب انطلاقاً من مفهومها “للحروب العادلة ضد الإمبريالية” استناداً إلى فهمها العام وإلى تعريفها للحرب العادلة، وترى فيها قيمة العنفوان وتحقيق الذات، وكثيراً ما يربط ذلك بأفكار الفاشية والنازية المبنية على ضرورة سيطرة طبقة على طبقة وأمة على أمم أخرى .

 

الواقع أن مسيرة الزمن متصلة لا تعرف الانقطاع غير أن اتصال مسيرة الزمن لا يعني تكرار أحداثه، فمن المسلم به أن التاريخ لا يكرر نفسه ولكن التغيير المستمر لا يعني انبتات الحاضر عن الماضي، ولكن يرجع تاريخ الاهتمام بمعرفة أحداث البشرية وغوامضها بهدف السيطرة على حركتها والتحكم في مسارها، وكيف نشأت وأدت إلى حروب غير عادلة وساهمت في تدمير الحضارة البشرية سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية، ومنها الحرب الإسبانية الأمريكية 1898 التي أدت إلى سلسلة من الهزائم الإسبانية، ونتج عنها تحول الولايات المتحدة إلى دولة استعمارية كبرى وقوة عالمية بعد أن كانت قوة أمريكية إقليمية، وانهيار الإمبراطورية الإسبانية وبدء حرب الاستقلال الأمريكية عام 1775 وهي الحرب التي نشبت بين المستعمرات البريطانية في أمريكا الشمالية البالغة 13 ولاية وبين الحكومة البريطانية والتي انتزعت بموجبها المستعمرات حريتها وكونت جمهورية الولايات المتحدة الأمريكية، وحرب الأفيون 1857 بين بريطانيا والصين والتي انتهت باضطرار الصين توقيع معاهدة مع بريطانيا، والحرب الروسية - اليابانية التي أدت إلى انتصار اليابان، والحرب الصينية اليابانية ،1894 وأدت إلى ظهور اليابان كقوة عالمية، والحرب العالمية الأولى ،1914 والحرب العالمية الثانية ،1939 هذا النزاع المسلح الذي عصف بالعالم ومن ثم صعود الأنظمة الشمولية، والحروب الصليبية والحملات العسكرية التي قامت بها أوروبا المسيحية إلى الشرق العربي والإسلامي، وقد جرت هذه الحملات تحت ستار الدوافع الدينية 1096 لإنقاذ بيت المقدس من المسلمين، إلا أنها كانت في الحقيقة ذات دوافع اقتصادية، والحرب العربية - “الإسرائيلية” وهي الحرب التي نشبت في 1956 وشنتها “إسرائيل” وبريطانيا وفرنسا ضد مصر، وحرب عام 1967 التي شنتها “إسرائيل” على الدول العربية، وتمكنت من انتصار عسكري ظالم ومن احتلال المزيد من الأراضي العربية ومن ضمنها جميع أراضي فلسطين، ثم ارتكز مفهوم الأمن “الإسرائيلي” منذ الاحتلال على حيثيات غريبة وغير عادلة .

 

وإذا أخذنا بما قاله أوباما يعني أن احتلال أرض الغير مبرر ومشروع وأن كل الإمكانيات والأحداث مقدّر لها أن تتحقق لشقاء الإنسان والخير، شأنه شأن الشر، إذ إن حالة الشر الأصيل يقينية وقائمة منذ ميلاد الإنسان بينما الخير أمر احتمالي، أي أن الحروب دائماً مبررة على اعتبار أن العالم شر بطبعه، وأن في الطبيعة الإنسانية استعداداً لهذا التقدم، وإن نظرية الأخلاق لا تقر بوجود حد وسط أخلاقي، أي عجز الإنسان أخلاقياً عن عمل الخير، وبمعنى أن النار تلد الرماد وتشرق الشمس لتعزف لحن الموت في نقطة الظلام والمكان، بحكم القوة وليس بحكم الحق في عالم اللامحدود .

==========================

ماذا أعطت قمّة كوبنهاغن؟

بقلم :ديدييه بيليون

البيان

27-12-2009

شدّت كوبنهاغن في الأسابيع المنصرمة أنظار عشرات الملايين من البشر. كان وجود ممثلي 192 دولة والآلاف من مناضلي المجتمع المدني، مصدرا للاهتمام السياسي والإعلامي الدولي. وكان الرهان معروفا للجميع، وهو تبنّي اتفاقية جديدة «بروتوكول» حول المناخ بالنسبة لفترة 2013  2017.

 

هناك اليوم أقليّة ضئيلة تعارض التشخيص الذي قدّمه العلماء المختصون حول حقيقة الأخطار المحدقة بالمناخ، وهذا يعني أن التحديات من أجل التقدّم نحو الأمام، هي تحديات سياسية في الأساس.

 

ومن الواضح أن أية اتفاقية يتم الوصول إليها لن تكون ذات معنى حقيقي، إذا لم يكن تطبيقها ملزما للدول. للتذكير، ينبغي على الدول الصناعية أن تقلّص انبعاث الغازات بنسبة تتراوح بين 6 و8% خلال سنوات 1990  2013، والنتائج المحققة حتى الآن تتباين كثيرا بين الدول. لقد قلّص الاتحاد الأوروبي نسبة الغازات المنبعثة لديه ب6، بينما زاد انبعاثها بنسبة 35% في كندا.

 

هذا يعني أنه لم يتم الالتزام، إلاّ بدرجة ضئيلة، بما كان قد جرى الاتفاق عليه، إذ أن لجنة الخبراء الدوليين حول تقييم تطوّر المناخ، حددت ضرورة تقليص انبعاث الغازات بين 25 و40% من أجل تثبيت حالة المناخ.

 

إن وفاء البلدان الصناعية بالتزاماتها محدود، بسبب خشيتها من مواجهة استياء الرأي العام، الذي يخشى هو الآخر من عواقب الإجراءات المطلوبة ومن التقليص الكبير للنشاط الصناعي. ثمّ لا شك أن تغيير السلوك الاستهلاكي، يتطلّب بالضرورة قلبا كاملا للنظام الاجتماعي في البلدان الأكثر تطورا.

 

فكيف يمكن إقناع المواطنين بالتخلي عن استخدام السيارة الفردية الخاصّة، إذا بقيت وسائل النقل العام غير كافية وغالية الكلفة غالبا؟ وكيف يمكن الحدّ من تنقّل الأفراد، بينما تتزايد في العديد من البلدان المتطوّرة ظاهرة إغلاق محطات القطار والمستشفيات والمدارس تحت حجّة أنها لم تعد مربحة اقتصاديا؟

 

هذه الأمثلة البسيطة تبيّن أن الأهداف المبررة التي حددها العلماء للحد من سخونة الأرض، تصطدم بمنطق السياسات الاقتصادية الليبرالية السائدة في البلدان الصناعية.

 

ويزيد الأمر تعقيدا، كون أن ضرورة الحد من سخونة المناخ تثقل على جميع البلدان، بما في ذلك النامية منها والتي لا تملك إمكانيات، ولا رغبة، تطبيق أية معاهدة، إذا لم يكن هناك أفق ملموس لتحقيق تنميتها الخاصّة. ومن الواضح أن السبل البديلة للتنمية النظيفة ذات المستوى المنخفض، في ما يتعلّق بانبعاث غاز الفحم، هي سبل غير جاهزة.

 

إن تمويل مثل هذه التنمية يتطلّب تقديم المساعدات للبلدان الأكثر فقرا، بحيث تصل تقديرات البنك الدولي لها ب400 مليار دولار سنويا، لتمويل تقنيات منشآت الطاقات البديلة. هذا في الوقت الذي لا تصل فيه الأموال العامّة المكرّسة للحد من انبعاث الغازات، لأكثر من 30 مليار دولار سنويا في ظل الأزمة المالية الراهنة.

 

مسألة النمو الاقتصادي مطروحة إذن بقوّة، ومن المعروف أن انبعاث الغازات مرتبط بها بشكل وثيق، وبالتالي سيكون النهوض الاقتصادي ذا أهمية كبيرة بالنسبة لمصداقية ما جرى الالتزام به في كوبنهاغن.

 

البعض في تلك القمّة وجدوا الحل في التوجّه نحو ما أسموه «تقليص النمو الاقتصادي»، مما يفترض على الصعيد الفلسفي والسياسي، الخروج من رؤية العالم من خلال المنظور التجاري والاستهلاكي.

 

وهذا ليس حلاّ عمليا اليوم، فبدون نمو اقتصادي ستزداد البطالة والبؤس في البلدان الصناعية وإفلاس الدول، وربما تزايد الحروب والنزاعات. والدول النامية ترى في غياب النمو الاقتصادي سداًّ للطريق أمام تنميتها وأمام تلبية احتياجاتها الحيوية الأساسية. كذلك لا تملك البلدان الصناعية أية وسيلة لفرض أي قرار على بلدان مثل الصين أو الهند.

 

لذلك، ونظرا للتحديات الهائلة المطروحة علينا وعلى الأجيال القادمة، لا بدّ من اللجوء إلى خيار التجديد والعلم. ولا بدّ لذلك من رصد ميزانيات كبيرة على المدى الطويل، للبحث واقتراح حلول جديدة مقبولة من جميع الدول، المتطوّرة والنامية.

 

وهذا يتطلّب أيضا قبول قواعد لضبط النشاط الاقتصادي، وعدم القبول بأن تفرض الليبرالية الاقتصادية، التي لا همّ لها سوى زيادة الربح، قوانينها على العالم.

 

ليست هناك حلول لمشاكل المناخ والبيئة دون إعادة النظر في النظام الاقتصادي القائم، وينبغي عدم الاكتفاء بحضور العديد من رؤساء الدول في كوبنهاغن، وبنجاح إعلامي خادع، إذا لم تترتب على ذلك آثار ملموسة ومحسوبة.

 

ويمكن للغبطة الإعلامية وللفرح الحالي أن يكونا مبررين، إذا عالجت القرارات المشاكل من الجذور واتسمت بالاستمرارية. إن أسوأ النتائج، بعد جلبة كبيرة استمرّت قرابة ثلاثة أسابيع، يتمثّل في النسيان.

المدير المساعد لمركز العلاقات الدولية والإستراتيجية  باريس

==========================

الحركية التركية في عيون عربية

الأحد, 27 ديسيمبر 2009

حسن أبو طالب *

الحياة

ستطلق تركيا قناتها الفضائية العربية قريباً، وستشكل تحدياً إعلامياً كبيراً للقنوات الفضائية العربية الشهيرة. هكذا جاء مضمون المقال المنشور في «الحياة» بتاريخ 22 كانون الأول (ديسمبر) الجاري للكاتب التركي هوشنك أوسي. الخبر على هذا النحو تمكن رؤيته من زاويتين، الأولى إعلامية بحتة، والثانية تتعلق بالديناميكية التي باتت تميز سياسة تركيا الخارجية تجاه العالم العربي.

إعلامياً، فإن تركيا ليست وحدها التي تهتم بإطلاق قناة فضائية باللغة العربية، فقد سبقتها قنوات كثيرة ك «بي بي سي» البريطانية، و «روسيا اليوم»، و «العالم» الإيرانية و «الحرة» الأميركية و «دويتشه فيلا» الألمانية، فضلاً عن قنوات أخرى من جنسيات مختلفة. السباق هنا هو على العقل العربي والوجدان العربي لا شك في ذلك، وكلاهما بوابة مهمة لترسيخ الانطباعات والأدوار والمصالح. وكلاهما أيضاً بوابة للتلاعب السياسي والدعائي، وفي هذا الجانب يمكن طرح وجهة نظر بديلة أو تصحيح صورة عن الذات أو تقديم هذه الذات في شكل أكثر بريقاً وجاذبية.

تركيا ليست بحاجة إلى جاذبية مصطنعة لدى الرأي العام العربي، فقد حققت في هذا المضمار مكاسب بارزة على الأقل في العامين الماضيين تحديداً. ومن يراجع الأخبار في الأيام الثلاثة الماضية وحسب سيجد بالتأكيد خبراً مهماً عن تركيا يتعلق بزيارة لمسؤول تركي كبير لبلد عربي، أو توقيع أكثر من اتفاقية للتعاون مع بلد عربي، أو تصريح تركي مهم عن شأن عربي، أو بيانات إحصائية عن تطور العلاقات التجارية بين تركيا وأكثر من بلد عربي، وكلها تؤكد تنامي هذه العلاقات ثلاثة أضعاف أو ضعفين على الأقل مقارنة بما كانت عليه قبل أعوام محدودة. وإلى جانب كل هذا مقالات وتحليلات فنية في أكثر من مطبوعة لمسلسل درامي تركي أو أكثر مدبلج إلى العربية تذاع على مدار الساعة في الكثير من القنوات الفضائية العربية، وغالبيتها تجد رواجاً كبيراً في مستوى المشاهدة من العرب الذين بات قطاع كبير منهم يجيد ملاحقة البرامج والمسلسلات طوال الليل ولا شيء آخر.

الحديث عن الحضور التركي عربياً لم يعد جديداً، وتحليل ذلك من منظوره التركي أو منظوره العربي بات مكرراً وقوامه أن هناك حزباً يقود حكومة تركيا مدعوماً من قاعدة شعبية عريضة تحبذ لأسباب تاريخية ومصلحية ومعنوية ودينية أن تتجه بلادهم ناحية الشرق مستفيدة من حالة النظام العربي الشديد السيولة، والذي يسمح بتغلغلات من هذا الطرف الإقليمي أو ذاك. وفي مجال المقارنة لا أكثر يجد مؤيدو الديناميكية التركية أنها تستند إلى قواعد وآليات الشراكة والتعاون لا يمكن دحضها، وإلى عناصر القوة الناعمة التي تسعد الشعوب ولا تشقيها كما هو الحال مثلاً في الحركية الإيرانية التي تأتي غالباً ومعها الانقسام والتوتر المذهبي والتباين السياسي والخلل الأمني.

السؤال الأبرز هنا يتعلق بكيف يرى الرأي العام العربي هذا الحضور التركي في التجارة والفن والاقتصاد والسياسة، والبعض يضيف أيضاً في الإصلاح السياسي وتعميق الديموقراطية واستيعاب التسييس الديني وفقاً لخبرة حزب العدالة والتنمية من جانب وحركات التصوف الإسلامي المساندة للحزب من جانب آخر. وهو سؤال يمكن الإجابة عنه انطباعاً أو علماً. وفي سياق الانطباع العام، هناك قبول عربي عام للحركية التركية ربما مع اختلاف في درجة هذا القبول بين بلد وآخر. أما في مجال العلم، فثمة إجابات مختلفة تقتضيها أولاً دراسات رأي عام تلتزم المناهج المعروفة في هذا الصدد. وإذا كان العرب لا يجيدون هذه الوسيلة لقياس توجهات الرأي العام في بلدانهم إزاء قضايا وإشكاليات مختلفة، فهناك من يجيد تلك الآلية ويهتم بها ويحلل ما فيها من نتائج.

من بين الإجابات العلمية عن رؤية العرب للحركية التركية هذه الدراسة الميدانية بعنوان «إدراك تركيا في الشرق الاوسط»، والتي أجرتها شركة «كي آ للأبحاث» (KA) لمصلحة مؤسسة الدراسات الاقتصادية والاجتماعية في اسطنبول، والتي أعلنت نتائجها للمرة الأولى في ورشة عمل نظمت لمدة يوم كامل في اسطنبول وشارك فيها عدد من الخبراء العرب المتابعين للشأن التركي والنظام العربي، إضافة إلى نظراء أتراك.

قبل أن نعرج على بعض نتائج هذه الدراسة المهمة، نشير إلى ملاحظتين نحسب أنهما ضروريتان؛ الأولى أن الجهات الداعمة لهذه الدراسة جاءت من منابع ودول مختلفة، وهي: مكتب الكومنولث والشؤون الخارجية للمملكة المتحدة، ومؤسسة «فريدريش ايبرت» الألمانية مكتب اسطنبول، والمنظمة العربية للديموقراطية، ومؤسسة المجتمع المفتوح، والهيئة العليا الاستشارية لمؤسسة الدراسات الاجتماعية والاقتصادية.

الثانية أن الدراسة شملت سبع دول عربية وحسب وهي مصر والأردن وفلسطين ولبنان والسعودية والعراق وسورية.

هاتان الملاحظتان تقولان إن هناك جهات دولية عدة تهتم الآن بما تفعله تركيا في المنطقة العربية وبدورها المتنامي، وأنها مستعدة لتمويل أبحاث ودراسات مختلفة عن مردود الحركية التركية الجديدة إقليمياً ومعرفة مدى القبول الشعبي وبما يؤشر الى اختيارات مستقبلية محتملة سواء لتركيا أو للعالم العربي. أما نقطة التركيز التركية، فهي على أبرز بلدان المشرق العربي، ولذا يغيب المغرب العربي كله، ومن ثم يصبح عنوان الدراسة غير متسق مع مضمونها، ولكنها على رغم بعض القيود المنهجية تقدم اتجاهات عامة مفيدة لصانعي القرار والمحللين.

وبعض نتائج الدراسة توضح ذلك، فإجمالى نسبة الذين ينظرون الى تركيا كدولة مفضلة جداً 75 في المئة، ولا يعلوها إلا بلدان وهما مصر والسعودية بنسبة 80 في المئة. وعن مدى تأييد أن تلعب تركيا دوراً كوسيط لحل الصراع العربي - الإسرائيلي جاءت نسبة التأييد الإجمالية في البلدان السبعة 79 في المئة، وكانت أعلى النسب في سورية بإجمالي 86 في المئة، وفي فلسطين المحتلة بإجمالي 89 في المئة.

وتكرر الأمر في تأييد أن تلعب تركيا دوراً أكبر في العالم العربي، إذ وصلت النسبة إلى 77 في المئة، وفي أن لتركيا تأثيراً إيجابياً في السلام في العالم العربي بنسبة 76 في المئة. وحول أن تكون تركيا نموذجاً للعالم العربي أيد 61 في المئة ذلك، جاء أكثرهم من سورية بنسبة 72 في المئة، وأقلهم في مصر بنسبة 58 في المئة. أما رؤية أن تركيا باتت أكثر نفوذاً الآن في العالم العربي، فقد أيد 71 في المئة في البلدان السبعة، أكثرهم بنسبة 90 في المئة في فلسطين وأقلهم بنسبة 62 في المئة في العراق. أما دعم أن تكون تركيا المسلمة عضواً في الاتحاد الأوروبي فقد أيد 57 في المئة، جاء أكثرهم في لبنان بنسبة 72 في المئة وأقلهم في السعودية بنسبة 50 في المئة. وأخيراً يعتقد 64 في المئة أن التحاق تركيا بالاتحاد الأوروبي سيكون له تأثير إيجابي في قضايا العالم العربي، جاء أكثرهم من لبنان بنسبة 72 في المئة، وأقلهم من العراق بنسبة 59 في المئة.

إذاً، فالصورة العامة لتركيا لدى الرأي العام في البلدان العربية السبعة هي صورة إيجابية بامتياز، وتعني أن هناك قبولاً لهذه الحركية التركية الجديدة، بل هناك من يعول عليها لحل أبرز القضايا، لا سيما الصراع العربي - الإسرائيلي.

مجمل هذه الأسباب ينحو إلى تقديم تحليل سياسي منفعي استراتيجي، ويغفل جزئياً المعطيات التركية نفسها، ورغبة قيادتها الأكثر انفتاحاً على الشرق العربي المسلم في تحقيق مكاسب اقتصادية من الأسواق العربية، وجذب المزيد من أموالها لغرض الاستثمار في الداخل التركي، والبحث عن بديل في حال تعذرت العضوية الكاملة لتركيا في الاتحاد الأوروبي، وهو الاحتمال الارجح لعقدين قادمين على الأقل، فضلاً عن نجاح تركيا في توظيف معظم عناصر قوتها الثقافية والفنية وحركية منظمات المجتمع المدني في اختراق الوجدان العربي.

بيد أن فكرة البطولة والقيادة الإقليمية كأحد عناصر نجاح تركيا في اختراق الوجدان العربي والإسلامي لم تكون محلاً للاتفاق لتفسير القبول العربي للدور التركي، فهو إن حصل شيء من الإقدام والجرأة في رفض العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة، كما حدث في مؤتمر دافوس في شباط (فبراير) 2009 حين انتفض اردوغان على تقييد حقه في الرد على أكاذيب شيمون بيريز، فإن المردود العملي للسياسة التركية تجاه الصراع العربي، وأبرز مفرداته مثل رفع الحصار عن غزة وتحقيق المصالحة الفلسطينية وإتمام مهمة الوساطة بين سورية وإسرائيل تثبت أن النموذج التركي هنا مُقيد شأنه شأن الكثير من الأدوار الإقليمية والدولية.

قيود النموذج التركي تمتد أيضاً إلى عناصر عدة، أجملتها موراي ميرت - الكاتبة التركية المناصرة للديموقراطية العلمانية بحسب وصفها لنفسها - في تحول تركيا من موقف متطرف إلى آخر متطرف، ومن تقليل الذات إلى تعظيم الذات، ومن الخوف من مواجهة تعقيدات المنطقة العربية إلى الجرأة في البحث عن حلول لهذه التعقيدات. أما عن تعقيدات الداخل فهناك الكثير، بداية من حقوق الأقليات وحالة الاكراد الأتراك وإثارة مشاعر معاداة السامية والتوتر مع إسرائيل. وطبقاً لموراي، فهذا خطر ولا ينتج نموذجاً متكاملاً. ومن هنا كان تعجبها وغيرها من النظراء الأتراك من حالة الإعجاب العربي المتنامية بالحركية التركية الجديدة التي قد تأتي بعكس ما تريد.

==========================

هذا ما سيسمعه ميتشل

صحيفة تشرين

الاحد 27 كانون الأول 2009

عزالدين الدرويش

ميتشل سيزور سورية مطلع العام القادم ضمن جولة في المنطقة، بحثاً عن وسيلة لإحياء عملية السلام المتوقفة بفعل التعنت والعدوانية الإسرائيلية.

وجولة ميتشل هذه في المنطقة هي الثامنة منذ تكليفه مهمة العمل على إحلال السلام في المنطقة قبل زهاء عام، وهي جولة لا يعوّل عليها كثيراً نظراً لما اعترى موقف الإدارة الأميركية من تراجعات تجاه عملية السلام. ‏

والمؤكد أن ميتشل يرغب بإحداث خرق سلمي يسجل له، ويضاف إلى ذاتيته التفاوضية الناجحة والمعروفة، ولكن الأمور لا تسير على ما يبدو وفق ما يرغب به، فالجانب الإسرائيلي يخذله في كل مرة يأتي فيها إلى المنطقة، وكذلك إدارته التي حاصرته باللاءات، وأعطت إسرائيل من المواقف ما يمكّنها من القول له: لا، كلما عرض عليها فكرة سلمية واقعية ومقبولة. ‏

وتشير تطورات جولات ميتشل إلى أن حكومة نتنياهو  ليبرمان تتعمّد نسف تاريخ هذا الرجل بعد تشويه صورته، وهو يدرك ذلك، ويجد صعوبة في إخفائه وهو يتحدث من إسرائيل، على الرغم من أن ملامح وجهه الجادة جداً تساعده، ولكنها لا تستطيع إخفاء انزعاجه. ‏

لذلك قيل الكثير عن الصعوبات الإسرائيلية والأميركية التي يواجهها ميتشل، وقيل كذلك إن الرجل يفكر في الهروب من هذه المهمة  الورطة، حفاظاً على سمعته وسجله وكرامته. ‏

وما يميّز جولة ميتشل القادمة وهي الثامنة وزيارته الثالثة إلى سورية هو أن الأوضاع باتت أكثر تعقيداً من السابق، فالاستيطان الذي اشترط وقفه لاستئناف المحادثات السلمية يتصاعد تحت ستار التجميد الجزئي، وكذلك العدوانية الإسرائيلية، بما فيها عمليات قتل للمدنيين الفلسطينيين وحصار مميت لمواطني غزة المليون ونصف المليون. ‏

كما أن حكومة نتنياهو ليست بوارد السلام، ولا تفكر به إلاّ من باب تعطيله، وهي لا تخفي نيّاتها اللا سلمية هذه، ولا تجد حرجاً في إسماعها للمسؤولين الأميركيين بمن فيهم ميتشل طبعاً، بعد أن تغلفها بمعزوفة الدواعي الأمنية الإسرائيلية. ‏

وقد وضعت سورية المبعوث الأميركي في صورة هذا الوضع الإسرائيلي منذ الزيارة الأولى، وقالت له: إن المشكلة كانت ولا تزال في إسرائيل، فهي غير مهيأة للسلام ولا تريد العمل من أجله، وعندما تجهز إسرائيل وتقبل بالأسس الدولية والعربية للسلام لن تكون هناك مشكلة، وسيتم إحلال السلام في المنطقة، وهذا ما سيسمعه ميتشل من سورية في هذه الجولة أيضاً. ‏

==========================

هل أطاحت عشرة آلاف برئيس بلدة جباب بدرعا ؟

الوطن السورية

27-12-2009

أطاحت عشرة آلاف ليرة سورية «بمقام» رئيس بلدية جباب 60كم شمال محافظة درعا بعدما أثبتت التحقيقات الرقابية قبولها من رئيس البلدية مقابل «التستر» على إحدى المخالفات على حين أكدت بعض المصادر أن أسباب أخرى اجتمعت لتشكل «الضربة القاضية» من بينها مزاجيته مع الموظفين وغياب بديهيات العمل الإداري الناظم للعلاقة بين ما يشكله موظفو المجلس، بينما أطاحت التحقيقات الرقابية بشرطي البلدية والمكتب الفني. وبدا استرجاع ملف سابقه من رئاسة البلدية بعد أن أطاح به تقرير تفتيشي محل حديث اليوم لتفتح استحقاقات رئاسة البلدية محور نقاش يومي في البلدة ومحيطها وأروقة المحافظة التي كشفت أن الخيارات صعبة نظراً إلى غياب الكفاءات العلمية واعتذار الأغلبية عن تولي المهام لتنتهي الاجتماعات بتولي السيدة خديجة دلول رئاسة المجلس في إشارة اعتبرها البعض «الممكن الوحيد» ريثما يصدر مقترح فرع الحزب بتسمية «الرئيس» وموافقة وزير الإدارة المحلية وتشير بعض المصادر إلى أن الخيارات حسمت سلفاً لمصلحتها. كما سبق أن أصدر محافظ درعا الدكتور فيصل كلثوم منتصف الشهر الجاري قراراً بإقالة كل من رؤساء بلديات/ قيطة وبصر الحرير/ وإحالة رؤساء بلديات/ قيطة وجباب وبصر الحرير/ إلى القضاء موجوداً وسوّغت مصادر المحافظة إجراءاتها بوجود مخالفات أبنية في ظل وجود المرسوم 59 الناظم للعمل ومنع المخالفات، بينما جاءت إقالة رئيس بلدية بصر الحرير بعد اقتراح تقرير رقابة تفتيشي وهو ما سيحرك مجلس المحافظة في انعقاد أولى دوراته ببداية العام الجديد لمناقشة موسعة لواقع إقالات رؤساء مجالس المدن التي بدا أنها تجاوزت حدود الرقم القياسي حيث وصلت اليوم إلى أكثر من 6 مجالس مدن و15 بلدية، وهو ما اعتبره أحد أعضاء المجلس رافضاً ذكر اسمه «بأنه رقم كبير ولدينا مخاوف باستقالات جماعية من رؤساء المجالس وهذا الرقم «أسطوري» بالنسبة لمحافظة ذات طابع زراعي كدرعا».

واعتبرت بعض المصادر أن أيام الإقالات بدرعا والإحالة إلى القضاء موجوداً «رجعت» واستراحة «المحارب» قد انتهت بينما سربت مصادر في المحافظة أنه لم يكن استراحة بالمعنى الحقيقي بل اتجاه لإزالة المخاوف من نفوس رؤساء المجالس في الوحدات الإدارية بعد أن استنفدت المحافظة إجراءاتها التفتيشية والتعريفية بالقوانين وفي كل فترة تفاجأ بمخالفات مرتكبة تتعدد أسبابها ليكون الخيار الوحيد بإنهاء المخالفة ومحاسبة المقصرين وعلى رأسهم رؤساء الوحدات الإدارية «لكن مؤشرات لم ترغب المحافظة في الحديث عنها بدت خلال الأيام الأخيرة متمثلة بتقديم الاعتذار عن مهام البلدية في مدينة الحراك من قبل رئيسها رغم تمنع المحافظة عن قبول الاستقالة في مراحلها الأولى لتأتي موجة الإقالات اليوم لترمي بثقلها على أجواء البلديات مجدداً».

==========================

الخروج العربي من حالة «اللاسياسة»

بلال الحسن

الشرق الاوسط

27-12-2009

أخطر وضع سياسي تواجهه الدول هو وضع اللاسياسة. أحيانا عبر الجمود، وأحيانا عبر اللامبالاة، وأحيانا عبر الحيرة والعجز. فالسياسة ضرورة وليست مجرد موقف. ضرورة أحيانا للترويج لما تريده الدول. وأحيانا لصد هجوم سياسات معادية. وأحيانا لبناء تحالفات تحتاجها مرحلة مؤقتة أو تاريخية.

وانطلاقا من هذا الاعتبار لأهمية السياسة، لا نستطيع إلا أن نلحظ حالة اللاسياسة التي تعيشها المنطقة العربية. هذا لا يعني أن دولنا لا تتحرك، ولا تعمل، ولا تتصل، ولا تزور، ولا تزار. كل هذا قائم وموجود. ولكن النشاط وحده لا يعني السياسة. السياسة تقدير موقف، وتحديد أخطار، ورسم خطط، وبناء تحالفات على أساس كل ذلك، وهذا كله غائب عن حياتنا السياسية العربية.

لنأخذ أولا الأمور المباشرة المحددة، كإشارات وعلامات على حالة اللاسياسة العربية:

الوضع الذي تواجهه اليمن، سواء على صعيد ظاهرة الحوثيين، أو على صعيد ما يسمى بالحراك الجنوبي، وهو حراك له جوانب متعددة، ومن تلك الجوانب المتعددة، الدعوات للانفصال، واحتمالات الانفصال.

الوضع الذي يواجهه السودان، سواء على صعيد ما يجري في جنوب السودان، والذي يكاد يقترب من الانفصال. أو على صعيد أحداث دارفور، إن لم نقل حروب دارفور. وكلاهما: أحداث الجنوب وأحداث دارفور، يشكلان مساسا بأكبر دولة عربية هي مصر، ويشكلان تهديدا لأمنها القومي، أقله عبر مصير نهر النيل والسياسات الدولية من حوله.

الوضع الذي تواجهه القضية الفلسطينية، حيث الانقسام الفلسطيني، وحيث العجز العربي عن إدارة مصالحة ناجحة. حيث للمصالحة الناجحة شروطها السياسية التي غابت كليا عن ورقة المصالحة المصرية، رغم عام ونصف العام من الإشراف على الحوار.

الوضع الكردي في العراق، والذي يكاد يقترب من درجة الانفصال، أو درجة الحرب الأهلية في مواجهة نوايا الانفصال، وما ينطوي عليه هذا الوضع من تحالف كردي - إسرائيلي، ناهيك عن التحالف الكردي - الأميركي، الذي سيوجد حين يتطور وضعا حرجا لكثير من الدول العربية المجاورة للأكراد، وكذلك لدول أخرى غير عربية.

كل هذه أمور محددة، وحارة، وخطرة، تجري حولنا من دون أن تكون هناك لا سياسة مصرية، ولا سياسة يمنية، ولا سياسة «عربية»، تنظر في هذه القضايا وتدرسها، وترسم خططا متوافقا عليها من أجل مواجهتها. ولولا ندوة تلفزيونية ساهم فيها وزير خارجية البحرين، لما كنا سمعنا دعوة لمواقف عربية تتحدث عن أهمية اليمن، وأهمية دعمه ليواجه المشاكل التي تعترضه.

لقد كانت مصر عبر سنوات طويلة، صاحبة كلمة عليا في أفريقيا كلها. ولكن الأمور جرت وتفاعلت وتطورت في دارفور مثلا، وهي جالسة تراقب عن بعد. وذهبت جيوش أفريقية إلى هناك، بينما مصر المعنية أكثر من غيرها بأحداث السودان، لا تفعل ما يرقى إلى مستوى قدرتها على الفعل، كما كان شأنها في السابق.

وإذا كانت السعودية قد خرجت للمرة الأولى، دفاعا عن نفسها، بعد اعتداءات الحوثيين وتسللاتهم، إلا أن الحرب ليست هي السياسة. فالسياسة هي التي تقول ماذا سيكون عليه الوضع بعد الحرب. وهذا ليس تدخلا في شؤون اليمن. ولكن من قال إن ما يجري في اليمن ليس أمرا سعوديا بالمعنى العميق للكلمة؟ ومن قال إنه ليست هناك حاجة الآن لحوار سعودي - يمني يبحث في السياسة بالعمق، ويرسم خطط المخرج، وخطط المستقبل؟ وربما تكون اليمن هي أكثر من يسعى إلى دور سعودي من هذا النوع، وإلى دور عربي آخر من هذا النوع أيضا. فاليمن لا يستطيع أن يواجه مشكلات داخلية، تقف خلفها تدخلات خارجية، من دون أن تسانده قوى عربية، بسياسات واضحة ومعلنة.

هذه المشكلات كلها، يتم التعامل معها حتى الآن، بشكل آني، تبادر إليه هذه الدولة أو تلك، وتعلن بشأنه هذا الموقف أو ذاك، ولكن الأمور حين تبدأ، وتتحرك، وتتراكم، وتتجمع، تصبح بحاجة إلى ما هو أكثر من المواقف الآنية، تصبح بحاجة إلى سياسات تبنى على رؤى استراتيجية، وتصبح بحاجة إلى التحالفات، تحالفات عربية، تحالفات توافقنا طويلا على تسميتها ب«التضامن العربي». وهنا نستطيع أن نقول بكل أسف، إن الرؤى الاستراتيجية العربية شبه غائبة عن حياتنا السياسية. والتضامن العربي الذي يفترض قيامه بناء عليها أصبح غائبا هو أيضا، وهذا في النهاية وضع عربي خطر للغاية، خطر على العرب جميعا، وخطر على كل دولة عربية على حدة.

نقول هذا ونحن نشاهد من حولنا أن الآخرين يتحركون، إذ لا يمكن للقوى الإقليمية أن ترى المشكلات تتراكم من حولها من دون أن تتحرك، إما لكي تملأ (أو تستغل) الفراغ الناجم عن غياب السياسة العربية، وإما لكي تحقق مصالح لنفسها حسب رؤاها وتصوراتها للمرحلة وشؤونها. ونحن نشاهد تحرك إيران كدولة إقليمية. ونحن نشاهد تحرك تركيا كدولة إقليمية. ونحن نشاهد تحرك سورية باتجاه إيران وتركيا، بعد أن عز وجود تضامن عربي يحتضنها. وقد تطورت الأمور باتجاه قيام تلاق إقليمي، يجتهد ويحاول أن يملأ الفراغ. وهنا لا نستطيع أن نتجاهل مغزى الحدث الذي شهدته دمشق قبل أيام، من خلال اجتماع (مجلس التعاون الاستراتيجي) السوري - التركي، وبحضور رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي، ونتائجه السياسية والاقتصادية.

لا تمثل سورية هنا انفرادا عن العرب باتجاه التعاون مع الآخرين، ومن المؤكد أنها كانت تفضل لو أن هذا اللقاء الإقليمي يكون عربيا - إيرانيا - تركيا، ويمثل الحضور العربي فيه لقاء سياسيا استراتيجيا، آنذاك سيكون وضع سورية داخل هذا اللقاء أقوى وأفعل، ولكن ما دام هذا الحضور العربي الشامل غائبا، فإن سورية بحضورها تحاول أن تسد نقصا بقدر ما تستطيع.

ومن المؤكد أن إيران تستفيد من هذا التلاقي الثلاثي، ومن المؤكد أيضا أن تركيا تستفيد. ولكن الحضور العربي، الحضور بذاته، والحضور العربي مع سورية وحولها، من شأنه أن يأخذ من هذا اللقاء إيجابياته، ومن شأنه أيضا أن يصد بعض سلبيات تنشأ من نشاط هذه الدول، حسب مصالحها، أو حسب اجتهاداتها.

وإذا كان مثل هذا الدور العربي الفاعل في الإطار الإقليمي قد تأخر حتى الآن، فإن الوقت لم يفت بعد. ولكن الوصول إلى لحظة الفعل يقتضي من كل دولة عربية أن تتخلص من «حالة الاستنكاف» السياسي التي تمارسها، حتى حين تكون المشاكل قد اقتربت من مصالحها ومن حدودها. وبعد التخلص من «حالة الاستنكاف»، تقترب الدول من حالة رسم سياساتها الاستراتيجية انطلاقا من مصالحها، وحين تتواجد الرؤى الاستراتيجية يتم التوجه تلقائيا وبالضرورة نحو التضامن العربي، ونحو الموقف العربي الموحد الذي يفرض آنئذ نفسه على كل تلاق إقليمي في منطقتنا، ويكون الوجود العربي داخل هذا التلاقي الإقليمي مؤثرا في رسم توجهاته، وفي حجب سلبياته عن المنطقة العربية كلها، وعن كل دولة عربية على حدة.

الدول العربية الأساسية والفاعلة هي التي تستطيع أن تلعب هذا الدور التاريخي. أما الدول الأصغر فهي لا تستطيع أن تبادر، ولكنها تستطيع أن تساهم.

والكل الآن بانتظار الدولة العربية التي ترفع الراية.

وآنئذ.. سيتم تعديل سياسات خاطئة، حتى من دون أن يطلب أحد من هذه الدولة أو تلك أن تعدل في

===============================

2009 في الشرق الأوسط - السعودية وتركيا «اكبر شقيقين» في المنطقة وإسرائيل وإيران تتحديان نفوذ اوباما

الأحد, 27 ديسيمبر 2009

الحياة

باتريك سيل *

شهدت منطقة الشرق الأوسط في العام 2009، الذي استُهل باعتداء إسرائيل الوحشي على قطاع غزة، عذاباً وبؤساً كبيرين. وحتى وصول باراك أوباما في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة لم يكن كفيلاً بفرض شكل من أشكال السلام في منطقة تعاني اضطرابات عميقة.

في البداية، كان وصول أوباما إلى السلطة بمثابة هبة من السماء. فقد برز زعيماً فريداً من نوعه وبليغاً إلى أقصى الحدود، وتعهّد إعادة رسم سياسة أميركا ومعالجة الأخطاء الفادحة التي ارتُكبت في عهد بوش. إلا أنّ الآمال الكبيرة التي أحياها، لا سيما في العالم العربي والاسلامي لم تتحقق بالكامل بعد. لكن يجب ألا ييأس المرء، فلا يزال أمام أوباما ثلاث سنوات في الحكم.

وعلى رغم كل الجهود التي بذلها أوباما حتى الآن، لم يتمّ بعد إيجاد حلّ للوضع الذي يبدو دوماً على حافة الانفجار في العراق وإيران وأفغانستان واليمن والصومال، ناهيك عن النزاع العربي - الاسرائيلي. ويدلّ ذلك على طبيعة الأزمات المستمرة في هذه البلدان وأيضاً على عجز الولايات المتحدة الواهنة عن فرض إرادتها.

وخلال السنوات العشرين التي تلت سقوط جدار برلين عام 1989 وانهيار الاتحاد السوفياتي لاحقاً، برزت الولايات المتحدة على أنها قوة عظمى في العالم لا يمكن تحدّيها وقادرة على إملاء شروطها على الدول الصديقة والعدوة على حدّ سواء. ومن بين العبر التي يمكن استخلاصها من أحداث العام 2009، السرعة التي تقوّض فيها التفوّق الاميركي.

ساهمت عوامل عدة في حدوث ذلك، من بينها ردّ إدارة بوش الغاضب على الاعتداءات الارهابية في 11 أيلول (سبتمبر) 2001، والتأثير السيئ الذي مارسه المحافظون الجدد الموالون لإسرائيل على سياسة أميركا في الشرق الأوسط، والحرب المأسوية على العراق، و «الحرب العالمية على الارهاب» التي كانت حرباً متهورة واعتبرت حرباً على الإسلام، والأزمة المالية العالمية الخطيرة التي نتجت من الجشع المفرط في «وول ستريت»، فضلاً عن بروز الصين الذي أدى إلى تحول في موازين القوى العالمية، والدليل على ذلك ضخامة حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في بكين التي وصلت إلى شاشة كل مشاهد في كل أنحاء العالم.

ولعلّ أفضل دليل على تراجع النفوذ الأميركي هو تجرّؤ إسرائيل وإيران على رفض رغبات أميركا فضلاً عن تردّد حلفاء أميركا الأوروبيين في إرسال المزيد من جنودهم إلى الحرب في أفغانستان.

ويبدو أن مهمّة الرئيس باراك أوباما التي لا يُحسد عليها تقوم على معالجة هذا التراجع بأفضل طريقة ممكنة.

تعهّد أوباما بإنهاء الاحتلال العسكري في العراق وبوضع حدّ نهائي لمغامرة الرئيس جورج بوش الابن في بلاد الرافدين. إلا أنّ الأمر لم يساهم في إحلال السلام في هذا البلد المدمّر. فلا تزال التفجيرات الإرهابية، التي تخلّف وراءها قتلى وجرحى، تدوّي في بغداد وفي المدن العراقية الأخرى. وستضطر المنطقة إلى تحمّل العواقب المترتّبة على تدمير العراق لسنوات عدة مقبلة ومن بينها ارتفاع حدّة التوترات المؤسفة بين السنّة والشيعة وقلب موازين القوى في الخليج لمصلحة إيران. ولا شك في أنّ التاريخ سيؤكد أن اجتياح العراق واحتلاله هما أحد أكبر الجرائم في عصرنا.

ومن بين أبرز التطوّرات التي سجّلت خلال هذه السنة انفجار موجة الاحتجاجات في الجمهورية الإسلامية الإيرانية عقب الانتخابات التي تم تزويرها في شهر حزيران (يونيو) الماضي. ويواجه كلّ من الرئيس أحمدي نجاد والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي تظاهرات متكرّرة وحاشدة في طهران ومناطق أخرى، فضلاً عن انقسامات في صفوف النخبة الحاكمة. وفشلت محاولات القمع في القضاء على هذه المعارضة الصاعدة. نتيجةً لذلك، رأى العالم صورة مختلفة عن إيران، صورة مواطنين شجعان وشباب ومثقفين يطمحون في الوصول إلى ديموقراطية حقيقية مع الحفاظ على القيم الإسلامية. فهل سيتم سحق هذه الحركة أم أنها سترسم مستقبل إيران؟

إيران

في هذا الوقت، مضت إيران قدماً في تخصيب اليورانيوم وهو برنامج تدفع اليه المشاعر القومية الكبيرة وكذلك الحاجة إلى حيازة قوة ردع ضد أي اعتداء عسكري. ولم تنجح المفاوضات ولا العقوبات في إقناع إيران بوقف تخصيب اليورانيوم ولا حتى التهديد بشنّ ضربة عسكرية إسرائيلية و/أو أميركية عليها. وقد يضطر العالم في نهاية المطاف إلى التعايش مع القنبلة الإيرانية. وقد لا تكون العاقبة سيئة بالقدر الذي يخشاه البعض. فربما يساهم الأمر في إحلال السلام بفعل قيام توازن للقوى في المنطقة.

تشكّل الحرب في أفغانستان بلا شكّ التحديّ الأكبر الذي يواجهه الرئيس أوباما. فقد خضع (ربما ضد رغبته) لمطلب قادته العسكريين القاضي بإرسال المزيد من القوات إلى هذا البلد. ويرى عدد قليل من المراقبين أن هذا الأمر قد يحقّق الانتصار. فإجراء المفاوضات مع حركة «طالبان» ومع قبائل البشتون القوية التي تعيش على جانبي الحدود الأفغانية - الباكستانية هو أمر ضروري في حال وجب وضع حدّ للحرب التي بدأت منذ تسع سنوات.

وماذا عن النزاع العربي - الإسرائيلي الجامد منذ وقت طويل؟ قام أوباما الذي أعلن تصميمه على حلّ هذا النزاع بخطوة في هذا الاتجاه منذ الساعات الأولى على تبوئه منصبه، فأعلن عن تسمية المفاوض المحنّك جورج ميتشيل مبعوثه الخاص إلى المنطقة. لكن، بعد جولات من الإخفاق، تمكنّ أوباما من النجاح في محاولة واحدة قضت بإجبار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على تجميد جزئي للمستوطنات لمدة عشرة أشهر من دون أن يشمل ذلك القدس الشرقية العربية التي تستمر إسرائيل في احتلالها وتهويدها. في هذا الوقت، لا يزال النزاع الطويل قائماً بين الفصيلين الفلسطينيين «فتح» و»حماس» وكأنهما غير مباليين بالضرر الذي يلحقه ذلك بقضيتهما.

جاءت الأخبار السارة هذه السنة من الجارين المتخاصمين سورية ولبنان. فتمكنت سورية بفضل مساعدة فرنسا وقطر وتركيا والساعين الآخرين للخير من الخروج من عزلتها التي حاولت إدارة بوش إبقاءها فيها. ويحاول الرئيس السوري الشاب بشار الأسد بنجاح نسبي أن يبني دولة حديثة، غير أن فرض إجراءات صارمة على المعارضين قوّضت جهوده وشوّهت صورة بلده.

وفي ظل السنة الاولى من عهد الرئيس ميشال سليمان وبعد أشهر من المفاوضات العقيمة، تمّ تشكيل حكومة جديدة برئاسة سعد الحريري الذي نجح في التوصّل إلى تسوية مع «حزب الله»، الذي يعتبر أبرز عنصر في المعارضة اللبنانية، وتقضي التسوية باحتفاظ هذه الحركة الشيعية بسلاحها لحماية البلد ضد أي اعتداء إسرائيلي محتمل في المستقبل. وعلى رغم الاضطرابات الداخلية والإقليمية، ازدهرت المصارف اللبنانية فيما استمر اللبنانيون الذين يستحيل قمعهم أو أقلّه الطبقة الوسطى الميسورة من بينهم بالتمتع بالعيش المرح، كما لا يعرف أحد غير اللبنانيين التمتع به.

وحتى يكتمل المشهد، يجب أن نذكر اليمن الذي عرف اضطرابات خطرة في شماله وفي جنوبه، ومصر القلقة في شأن خلافة الرئيس حسني مبارك، والازمة المالية التي تواجهها دبي، والسودان الذي قد يواجه انقساماً مؤلماً في حال تم المضي قدماً بالاستفتاء المقرر في العام المقبل.

لقد وقع اختياري على بلدين فائزين بجائزة عام 2009 هما تركيا والمملكة العربية السعودية. فقد حافظت هاتان الدولتان القويتان على استقرارهما وبرزتا على أنهما «أكبر شقيقين» في المنطقة. وفي الواقع، حازت تركيا بقيادة الرئيس عبدالله غل ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية احمد داوود أوغلو إعجاب العالم بفضل ديبلوماسيتها الفاعلة التي تهدف إلى نشر السلام والازدهار وحسن الجوار في أنحاء المنطقة. ربما لم تنضم تركيا بعد إلى الاتحاد الأوروبي كما تستحق، لكنها نجحت بسرعة في إرساء علاقات سياسية واقتصادية وديّة مع سورية والعراق وإيران وأفغانستان ومجموعة أخرى من الدول بما في ذلك خصمها القديم أرمينيا. كما أنها تقدّمت بحذر باتجاه حلّ صراعها مع الشعب الكردي.

السعودية

اما المملكة العربية السعودية فقد عززت موقعها في هذه السنة كبلد رائد في العالم العربي يتميّز بثروته الهائلة وبحجم وتنوّع مواهب النخبة الحاكمة فيه (الملكية وغير الملكية) وبحكومة تسعى إلى التوافق وبالسياسات الإصلاحية التي فرضها الملك عبدالله بن عبدالعزيز. أما هيئة البيعة التي أنشأها عام 2006 فهي مناسبة لتأمين استمرارية الحكم الصالح في المستقبل.

ومن بين الإنجازات الكثيرة التي حقّقها الملك عبدالله هذا العام يمكن ذكر التأثير الإيجابي الذي مارسه على مجلس التعاون الخليجي وضبط النزعات المتشددة في الداخل وافتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا التي طال انتظارها والتي أصبحت مركزاً يخرّج طلاب متميّزين علمياً. أما الدليل على نظرة الملك الإصلاحية فتبلورت في التعليم المشترك بين الجنسين الموجود في هذه الجامعة الجديدة فضلاً عن تعيين امرأة في منصب نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنات وذلك للمرة الاولى في تاريخ المملكة.

تعتبر هذه التطوّرات إيجابية، إلا أنها لا تحجب الحقيقة المرّة القائلة إن الشرق الأوسط ونزاعاته المتعددة التي لم تُحلّ بعد لا تزال في قلب الأزمة العالمية.

* كاتب بريطاني متخصص في قضايا الشرق الاوسط

================================

تقرير عن اهم الاحداث على الساحة العربية

عام 27/12/2009

الكويت وكالة كونا

الكويت - التشكيلات الوزارية العربية في 19 مايو شكل سلام فياض بعد تعيينه رئيسا للوزراء حكومة فلسطينية جديدة ضمت 24 وزيرا حيث أدت اليمين الدستورية في اليوم نفسه أمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وأعلنت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة معارضتها للحكومة الجديدة التي قالت انها ترفض التعامل معها واعتبرت تشكيلها تخريبا للحوار الفلسطيني الذي ترعاه مصر.

وفي 27 يونيو كلف الرئيس اللبناني ميشال سليمان زعيم الأكثرية اللبنانية سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة وبعد مخاض عسير استطاع الحريري في 9 نوفمبر الاعلان عن التشكيل الجديد الذي ضم 30 وزيرا موزعين مناصفة بين المسلمين والمسيحيين وهم 15 وزيرا للاكثرية النيابية وعشرة للاقلية وخمسة محسوبون على رئيس الجمهورية وبين الوزراء الثلاثين امرأتان و13 وزيرا تم توزيرهم للمرة الأولى.

وفي 19 ديسمبر قام رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بزيارة دمشق هي الأولى له منذ تسلمه مهامه حيث بحث مع الرئيس السوري بشار الأسد مستقبل العلاقات الثنائية والوضع في لبنان والمنطقة العربية.

وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان قد سبق الحريري في زيارة دمشق حيث التقى بالرئيس الأسد الذي أكد دعمه للجهود التي تبذل لتعزيز الأجواء الايجابية السائدة على الساحة اللبنانية داعيا في الوقت ذاته إلى تعزيز علاقات التعاون بين سوريا ولبنان ومتابعة التنسيق والتشاور على جميع المستويات بما يعكس عمق العلاقات التي تجمع بين الشعبين.

واعتبر الكثير من المحللين أن الزيارة فتحت صفحة جديدة بعد سنوات من التوتر وهي زيارة تاريخية بمعنى أنها انهت المواجهة التي استمرت منذ 14 فبراير 2005 وهو التاريخ الذي اغتيل فيه رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري.

كما كلف العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في 9 ديسمبر سمير الرفاعي تشكيل الحكومة الأردنية الجديدة خلفا لحكومة نادر الذهبي التي قدمت استقالتها.

وفي 14 ديسمبر أدت الحكومة الجديدة التي ضمت 28 وزيرا بينهم سيدتان اليمين الدستورية أمام العاهل الأردني.

وحكومة الرفاعي هي سابع حكومة أردنية يتم تشكيلها منذ تولي الملك عبدالله الثاني عرش المملكة في العام 1999.

من ناحية أخرى توجه الناخبون اللبنانيون في 7 يونيو إلى صناديق الاقتراع لاختيار 128 نائبا في مجلس النواب للمرة الي 18 في تاريخ لبنان.

ويعتبر المجلس هو الخامس بعد اتفاق الطائف الذي وقعته الأطراف اللبنانية التي امتدت من عام 1975 إلى 1990 ويعد المجلس الأول بعد اتفاق الدوحة الموقع بين الزعماء اللبنانيين في ال 21 من مايو 2008 الذي ساهم بحل أزمة سياسية عصفت بالبلاد على مدى عام ونصف العام.

وفي 25 يونيو أعاد المجلس انتخاب الرئيس نبيه بري رئيسا له لولاية خامسة بأكثرية 90 صوتا والنائب فريد مكاري نائبا للرئيس لولاية ثانية ب 74 صوتا.

السودان في 4 مارس اصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوداني عمر البشير بسبب ما نسبته اليه من اتهامات بالضلوع في جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وقعت في إقليم دارفور.

وفي اليوم التالي خاطب الرئيس السوداني الآلاف في الخرطوم معتبرا مذكرة التوقيف مؤامرة ضد بلاده.

الصومال في 31 يناير انتخب البرلمان الصومالي شيخ شريف شيخ احمد رئيسا للبلاد نتيجة اتفاق جيبوتي الموقع في أغسطس 2008 بين الحكومة الانتقالية الصومالية وتحالف تحرير الصومال المعارض.

ولقى هذا الانتخاب ترحيبا دوليا كبيرا فقد هنأت جامعة الدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي الشعب الصومالي بانتخاب الرئيس مؤكدة في بيانات منفصلة أن هذه الانتخابات اتسمت بالشفافية والنزاهة وقامت بمراقبتها الجامعة العربية بجانب الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي.

وأكدت جامعة الدول العربية مجددا الاستعداد لمواصلة تقديم المساعدة للاطراف الصومالية لتتمكن من تحقيق الاستقرار والسلام في ربوع الصومال كافة.

وفي 3 ديسمبر وقع تفجير انتحاري استهدف حفل تخريج طلاب من كلية الطب كان يجرى في فندق بمقديشيو أسفر عن مقتل 19 شخصا بينهم ثلاثة وزراء في الحكومة الانتقالية الصومالية.

الرياضة وفي المجال الرياضي تأهل منتخب الجزائر في 18 نوفمبر لنهائيات كأس العالم لكرة القدم التي ستقام العام القادم في جنوب أفريقيا وذلك على حساب المنتخب المصري بعد فوزه عليه بهدف مقابل لاشيء في المباراة الفاصلة التي جرت بينهما على استاد المريخ في مدينة ام درمان بالسودان.

والجزائر هي الدولة العربية الوحيدة التي تتأهل للمونديال.

(النهاية) ش ر /ش ط كونا270948 جمت ديس 09

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ