ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الصدام مع غزة آت لا
محالة وفق كل التقديرات رغم عدم
وجود مصلحة لدى اسرائيل وحماس
فيه الآن .. السؤال هو فقط متى عوفر شيلح 16/01/2010 القدس العربي شيء ما ليس واضحا بالمرة يحدث في غزة. ان
اصغينا الى ما تقوله اجهزة
الامن يصبح كل شيء واضحا تماما:
حماس تسيطر على الاوضاع وليست
لها ولنا ايضا مصلحة في تصعيد
الوضع. اطلاق النار على الاراضي الاسرائيلية
يأتي في أغلبيته من تنظيمات
اخرى خلافا لموقف حماس وردنا
يتناسب مع ذلك حيث يأتي حازما
ولكنه موضوعي ومنضبط. وعندئذ
تتذكر ما قالته تلك الاطراف
تماما في كانون الثاني (يناير)
2008 قبل عملية 'الرصاص المصبوب'
بشهر: ليس بالضبط نفس الكلمات
ولكن نفس الصورة ونفس المصالح.
وانت تتذكر ايضا ان السيناريو
غير المتوقع وغير المنطقي هو
الذي تحقق هناك اكثر من مرة وليس
مهما ما الذي ارادته الاطراف
وما هي مصالحهم. قبل شهر فقط قالت قيادة المنطقة الجنوبية
وهيئة الاركان ان عام 2008 انتهى
بصورة مرضية. عملية 'الرصاص
المصبوب' من دون التطرق
لادارتها (التي تحاك حولها الان
روايات كثيرة وردية) حققت الردع
في مواجهة حماس اذ جسدت لقادتها
ثمن التحرش باسرائيل. سياسة
جباية الثمن الفوري عن كل عملية
معادية جسدت بأن هناك قواعد
لعبة جديدة. عدد اطلاق الصواريخ
الى الاراضي الاسرائيلية قليل
جدا (اقل من 400 خلال عام 2009 كله
مقابل 3600 خلال 2008) الامر الذي
مكن التجمعات السكانية المحيطة
بغزة من العودة الى حياتها
الاعتيادية والازدهار. في قيادة المنطقة لم يتجاهلوا ان مطلب ضبط
النفس في الجانب الاخر ينطوي
على تسليم صامت رسميا اسقاط حكم
حماس كان وما زال مصلحة
اسرائيلية صارخة بالتحديد مع
سيطرة الحركة الاسلامية على غزة
بصورة اقوى. كلما كان الحكم قويا
وهذه مسألة لا يمكن ان يفعل شيئا
ازاءها سيكون قادرا على الحفاظ
على الهدوء بصورة افضل. حماس كما
قال مسؤول كبير في القيادة
الجنوبية قبل شهر موجودة هناك
لفترة طويلة والوضع يشبه لبنان
اكثر مما يشبه الفوضى التي كانت
في القطاع حتى ما قبل عامين. وها هم يعودون لاطلاق النار في الاسابيع
الاخيرة. لا يطلقون رشقات منظمة
وكبيرة كما في الماضي واغلبية
عمليات الاطلاق غير دقيقة وتسقط
في داخل القطاع نفسه. ولكننا
عدنا الى الدائرة المعروفة جيدا
من اطلاق فرد فعل فاطلاق فاحباط
ومحاولة جديدة. وفي هذه الدائرة
كما اسلفنا انت في العادة تعرف
اين تبدأ ولكنك لا تعرف اين
تنتهي. وليقل منطقنا ومنطقهم ما
يريد. غزة في حصار. حصار مادي
يقلق حماس اكثر من اي شيء وحصار
الشرعية والمنفعة. اسرائيل ومصر
هما اللتان تفرضان الحصار على
الارض: الجدار الفولاذي المصري
ذلك المشروع الذي يهدف الى قطع
الطريق بصورة ناجعة على الانفاق
شريان الحياة الرئيسي لقطاع غزة
المحاصر هو التهديد الاكبر
للحكم في غزة من دبابات اسرائيل
وطائراتها. الانفاق الجيش
الاسرائيلي يقدر ان هناك
العشرات منها على امتداد ال 14
كيلومترا من محور فيلادلفيا ليس
فقط مسارا لتهريب الوسائل
القتالية بل انها وسيلة لتعزيز
الاقتصاد لتلك المنطقة الصغيرة
المكتظة والفقيرة التي تقرر قوة
اجنبية انواع المأكولات التي
يمكن لسكانها ان يشتروه في
أوقات معينة. الجميع في تجارة
الانفاق: حماس طبعا كذلك الجهاد
الاسلامي وعدد لا ينتهي من
المقاولين من القطاع الخاص
الذين يعملون لمصلحة من يزيد
السعر. حصار الوعي نابع ايضا من مكانة الحكم
الاخذ في التعزز في الضفة
الغربية. بعد سقوط القطاع في صيف
2007 الذي يعتبره الجيش
الاسرائيلي نتيجة لخطوة ليست
مقصودة تماما تسعى للضغط ولم
تقابل مقاومة من فتح الواهنة،
ادعى الكثيرون في اسرائيل بأن
الضفة ستسقط في يد حماس قريبا ان
لم يكن ماديا هذا الامر غير ممكن
طالما بقي الجيش الاسرائيلي
مسيطرا هناك فعليا من الناحية
السياسية. منذ ذلك الحين يقوم
فياض وابو مازن بتعزيز قواتهما.
الفجوة بين الحياة في رام الله
ورفح آخذة في الاتساع ومعها
يأتي ايضا الشعور بالاغتراب: من
الواضح للجميع ان الحكم في
الضفة وكذلك جزء كبير من
المواطنين لم يذرفوا دمعة عندما
افترست اسرائيل غزة قبل عام.
يتوجب ان نضيف الى ذلك التأخير
في استكمال صفقة شليط. في
اسرائيل اغلبية مؤيدة للصفقة
ولكن ليس هناك ثمن لعدم تنفيذها
ولذلك ليس هناك ضغط حقيقي على
رئيس الوزراء لاستكمالها. الثمن
في غزة معروف ليس فقط من خلال
عدم اطلاق سراح السجناء وانما
في الحياة اليومية للغزاويين.
من خلال رؤية اكثر فطنة حتى ان
عقدت الصفقة وعاد غلعاد الى
بيته فالحصار سيبقى مفروضا على
غزة لان ما يقلق اسرائيل فعلا
ليس حياة الاسير وسلامته وانما
حكم حماس. ولكن طالما لم تنفذ
الصفقة يبقى من السهل ربطها
بمصاعب الحياة في القطاع وعندما
تقترب او تبتعد في كل مرة يرتفع
الضغط. بالاضافة الى ضائقة الغذاء ومواد البناء
وغيرها من احتياجات الحياة
يفتقد القطاع للمال: المساعدة
التي وعدت بها حكومة حماس بعد 'الرصاص
المصبوب' وصلت جزئيا فقط. وعندما
يكون هناك نقص ترفع البدائل
رأسها. 'العصاة' هكذا يطلقون في
الجيش على الاطر التنظيمية
المتشكلة خارج حماس من الجهاد
الاسلامي حتى 'الجلجلات' اسم
نابع من اسم افعى سامة وهي اطر
تنظيمية موقعية تبحث عن تمويل
ودعم من اطراف الجهاد العالمي.
ينسبون للجلجلات جزءا كبيرا من
محاولات اطلاق النار اتجاه
اسرائيل في الاسابيع الاخيرة. ومع ذلك يبقى السؤال مطروحا الى اي مدى
ترغب حماس فعلا لكبح محاولات
اطلاق النار هذه. في الجيش
الاسرائيلي يدعون انهم معنيون
فعلا ويظهرون كدليل على ذلك
حقيقة ان جزءا كبيرا من قذائف
الراجمات قد سقطت داخل قطاع غزة
نفسه الامر الذي يشير الى مصاعب
الاقتراب من الجدار الفاصل
والتصويب الدقيق وهذا يعود كما
تقول مصادر في اسرائيل الى ضغط
قوات حماس. ولكن الخلية التي
اصيبت في جانب بيت حانون في
منتصف الاسبوع كانت مشكلة من
اعضاء حماس (في الجيش
الاسرائيلي ادعوا انهم لم
يصابوا من نيران قواتنا وانما
بسبب خلل خلال عملية التحضير)
وعموما من الصعب تخيل وجود
صعوبة لدى الحكم المركزي في غزة
الذي عرف كيف يقتحم المساجد
ويقضي على المعارضين بصورة
قاسية جدا في فرض نفوذه خلال
المدى الزمني على العصابات
المحلية. عبر الانفاق تتدفق طبعا الوسائل القتالية
والمعلومات. عندما يتحدثون في
الجيش عن لبننة القطاع لا
يقصدون فقط ان فيه اكثر من نظام
وسيطرة مركزية وانما ايضا
المصادمات مع حماس التي لا يوجد
في الجهاز انسان واحد حتى لا
يعتقد انها مسألة لا مفر منها
ستأتي على مسافات بعيدة عن
بعضها البعض ولكنها ستكون شديدة
القوة اكثر من الماضي. وحماس
تستعد كما فصلنا كثيرا في
السابق من خلال وسائل اعلامنا
ومن خلال ما صرح به رئيس شعبة
الاستخبارات العسكرية أمان
ورئيس الشاباك امام لجنة
الخارجية والامن في الكنيست. الجيش الاسرائيلي ايضا يستعد من ناحيته
ليس فقط في جمع المعلومات
الاستخبارية وتجديد بنك
الاهداف الذي استغل بأغلبيته في
عملية 'الرصاص المصبوب' واعادة
تعبئة مخازن الذخيرة. يبدو ان
مساعي الجيش الاساسية في السنة
الاخيرة تتمركز حول اعداد
النفوس خصوصا عندنا. ليست هناك
محادثة مع ضابط كبير او عملية
توجيه رسمية لا تطرح فيها
تصورات الجيش لما بعد لبنان
وغزة وغولدستون: ستستخدم القوة
الكبيرة والسريعة وباحجام لم
نشهدها سابقا. يبدو ان الجيش
يسعى لاخذ تواقيع القادة
والمجتمع الاسرائيلي على سداد
كمبيالة الدين التي سيسعى
لسدادها عندما سيوجهون
الانتقادات اليه بعد المجابهة
القادمة. ضباطه يكررون الحديث
حول نظرية القتال التي ولدت في
ايران وتطبق الان من قبل كل
التنظيمات التي تعتبر في نظرنا
قوات ايرانية امامية في الشمال
والجنوب: تحت الارض قريبا من
المدنيين بعيدا عن الجيش والسعي
لضرب الجبهات الداخلية. الجيش
الاسرائيلي يصور ويعرض افلام
بناء منشآت التدريب والمواقع
المحصنة بجانب المدارس
والطوابق السفلية للمباني
السكنية وهو يعود ويوضح بأن من
يريد تقليص الضرر السياسي
الناجم عن عملية عسكرية قوية
عليه ان يتطلع لان تكون العملية
قصيرة وقوية قدر المستطاع خلال
الزمن المحدود المتاح. وهو يعود
ويذكر بأن هذه العملية لن تحسم
الامور ولن تسقط حكما رسميا او
غير رسمي ولن تفعل شيئا
باستثناء تلمس قواعد اللعبة
الرادعة الى ان تتآكل هذه
القواعد مرة اخرى تحت ضغط
الظروف. وهناك أمر اخر يتعلق بالانباء الطيبة من
الصناعات العسكرية رفائيل: تقدم
مشروع 'القبة الفولاذية' مثير
للاعجاب فعلا ودليل على قدرة
مهندسي الصناعات الجوية
ومهاراتهم. ولكن بالاحرف
الصغيرة خصوصا بالاحرف الصغيرة
للتصريحات حول النجاح المثير
للانطباع ستجدون ايضا انه عندما
ستصبح هذه المنظومة جاهزة
للاستخدام الميداني الكامل فهي
لن توفر الرد الكامل لسكان
سديروت وغيرها من المناطق
المحيطة القريبة جدا من قطاع
غزة. حتى في السيناريو الاكثر
تفاؤلا ليس من الممكن التعويل
على القبة الفولاذية في محيط
يزيد على اربعة كيلومترات من
مكان الاطلاق. هذا يوفر ردا
معينا للمناطق السكانية
البعيدة ولكن رمز 'تجمعات
القسام السكانية' سيبقى عرضة
للضربات ان قرر الطرف الاخر
اطلاق النار. لكل هذه الاسباب لن
تجدوا في الجهاز الاسرائيلي
شخصا لا يعتقد بأن جولة جديدة في
القطاع آتية لا محال. فهل ستحدث
الان؟ كما يبدو لا. اسرائيل ما
زالت في حالة استنهاض من صدمة
تقرير غولدستون: ليس نحو الداخل
فهناك توجد للجيش الاسرائيلي
شرعية كبيرة للتحرك برعونة
هوجاء اكثر مما يعطي لنفسه ولكن
بالتأكيد من الاماكن التي تتحدد
فيها الخطط الميدانية وتصدر
الموافقة عليها. احداث الاسابيع
الاخيرة بعيدة جدا عن ان توفر
سببا كافيا او تعليلا ملائما
لرد الفعل على عمليات القصف
الموقعية التي تحدث الان. ولكن في غزة اكثر من اي مكان اخر ليس
المنطق هو الامر الحاسم. كل
الاطراف في الشرق الاوسط على
قناعة بأن القسام المعلق على
الجدار في المعركة الاولى سيطلق
في الثانية ويجر من ورائه عملية
عسكرية كبيرة في الثالثة. على
حدود غزة الحرب ليست امتدادا
للسياسة بوسائل اخرى كما يقال
وانما هي السياسة كلها. عندما
يكون هذا هو الوضع القائم يبقى
السؤال فقط متى والسيطرة على
الرد ليست موجودة دائما بيد من
يبدو لنا انهم صناع القرار. معاريف 15/1/2010 ========================== عندما استأسد بنو صهيون
على أحفاد العثمانيين زهير أندراوس 16/01/2010 القدس العربي أولاً: من السذاجة بمكان الاعتقاد بأنّ
الاعتذار الإسرائيلي الرسمي
لتركيا عن الإهانة التي تعرض
لها سفير أنقرة في تل أبيب
ستُنهي الأزمة الدبلوماسية بين
الدولتين، وقبل الخوض في غمار
العلاقة بين الدولة العبرية
والدولة التركية، لا بدّ من
التشديد على أنّ الأتراك الذين
يحترمون أنفسهم وشعبهم وأمتهم
ودينهم الإسلامي لم يتوجهوا إلى
المؤسسة الدينية لإصدار فتوى في
ما إذا كان تصرف نائب وزير
الخارجية الإسرائيلي، داني
أيالون مع سفيرهم، يمكن اعتباره
إهانة أم لا، كما يفعل النظام
الحاكم في مصر، الذي يتوجه إلى
شيخ الأزهر، الشيخ الدكتور محمد
سيّد طنطاوي، ويحصل على الفتاوى
التي يريدها، لأنّ هذا الشيخ،
هو مجرد موظف لدى نظام حسني
مبارك، الشمولي والديكتاتوري
والمتواطئ مع إسرائيل ومع
الشيطان الأكبر في العالم،
الولايات المتحدة الأمريكية،
وهو على استعداد لإصدار الفتاوى
التي تؤيد بناء جدار العزل
العنصري المصري لخنق
الفلسطينيين المحاصرين
والمجوعين في قطاع غزة،
متناسياً عن سبق الإصرار
والترصد ما جاء في القران
الكريم: أنصر أخاك ظالماً أو
مظلوماً. ثانياً: النظام التركي الذي وصل إلى الحكم
عن طريق صناديق الاقتراع
الديمقراطية يسمح لنفسه أن
يتصرف وفق منطقه ورؤيته لأنّه
يتلقى الدعم الكامل من الشعب
الذي أوصله إلى سدة الحكم، ومن
المؤسسة العسكرية القويّة في
هذه الدولة، وبالتالي فإنّه
لقنّ الدولة العبرية درساً لن
تنساه بسرعة في العلاقات
الدولية وفي الأعراف
الدبلوماسية وفي قضايا الكرامة
الذاتية والكبرياء والعنفوان
والانتماء، هذه القضايا التي
باتت ماركة نادرة جداً في الوطن
العربي، طلب الرئيس التركي، عبد
الله غول، وحصل على اعتذار رسمي
من هذه الدولة المارقة التي
حاولت الاستئساد على أحفاد
العثمانيين، وسلك وفق المبدأ
المعروف كيف تُعامل (بكسر الميم)
تُعامل (بفتح الميم). ويمكن
قراءة الاعتذار الإسرائيلي
بأنّ الأتراك تعاملوا مع هذه
القضية بحسب المنطق الذي يُحتّم
عليهم أن يعاملوا دولة الاحتلال
باللغة التي تفهمها. ثالثاً: لقد حاولت الإدارة الأمريكية
بقيادة الرئيس باراك حسين
أوباما، احتواء الأزمة وهبّت
لنجدة ربيبتها إسرائيل، ولكنّ
الأتراك رفضوا هذا التدخل في
شؤونهم الداخلية وذّكروا
أوباما بأنّ الاستطلاعات
الأخيرة التي نُشرت في أمريكا،
قائدة الإمبريالية العالمية،
تؤكد على أنّ شعبيته وصلت إلى
الحضيض، أي إلى أدنى نسبة منذ أن
تسلم مقاليد الحكم، الأتراك
أبلغوا الإدارة الأمريكية بأنّ
الحديث هو عن أزمة عميقة في
العلاقات مع الدولة العبرية،
وليس عن صلحة عشائرية بين
دولتين، وهذا الفشل الأمريكي
يمكن اعتباره أنموذجاً لفشل
سياسة أوباما في منطقة الشرق
الأوسط، فحتى اليوم لم تتمكن
إدارته من إقناع حكومة نتنياهو-
ليبرمان، والعكس صحيح، بإزالة
حاجزٍ واحد في الضفة الغربية
المحتلة، لا بل أكثر من ذلك،
فإنّ هذه الإدارة الجديدة،
تُلغي صفقات أسلحة مع دول محور
الاعتدال العربي: المملكة
العربية السعودية، مصر
والإمارات العربية المتحدة،
وهذه الصفقات تمّ التوقيع عليها
في عهد الرئيس السابق، جورج بوش
لصد التغلغل الإيراني، ولكنّ
أوباما ارتعدت فرائضه عندما رفع
اللوبي الصهيوني واليهودي رأسه
وكشّر عن أنيابه معارضاً لإخراج
هذه الصفقات إلى حيّز التنفيذ
لأنّ من شأنها أن تضر بتفوق
إسرائيل العسكري النوعي في
المنطقة. رابعاً: الكاتب والباحث في صحيفة (هآرتس)
الإسرائيلية، ألوف بن، كشف
النقاب يوم الأربعاء (الثالث
عشر من شهر كانون الثاني/ يناير
الجاري) عن أنّ الفخ الذي نصبه
نائب وزير الخارجية داني أيالون
للسفير التركي في جلسة 'التوبيخ'
كان بالاتفاق مع وزير الخارجية،
أفيغدور ليبرمان، ومع رئيس
الوزراء، بنيامين نتنياهو،
الذي قال في جلسات مغلقة، وفق
الكاتب الإسرائيلي، إنّه يدعم
تصرف الخارجية الإسرائيلية
دعماً مطلقاً، علاوة على ذلك،
نقل بن عن مصادر عالية المستوى
في تل أبيب قولها إنّ رئيس
الوزراء، نتنياهو، عبّر في
جلسات مغلقة عن قلقه الشديد من
توجه تركيا نحو توطيد علاقاتها
مع الجمهورية الإسلامية
الإيرانية ومع سورية، وزاد
نتنياهو قائلاً إنّه خلال
السنتين الماضيتين تقوم تركيا
بشكل منهجي وحثيث بتوطيد
العلاقات مع طهران ودمشق، بدل
أن تقوم بتوطيد علاقاتها مع
الدول الغربية، وتوجه تركيا نحو
هاتين الدولتين، يقلق الدولة
العبرية بشدة، على حد وصفه،
وهذه الأقوال تؤكد بشكلٍ غير
قابلٍ للتأويل بأنّ إسرائيل
أرادت من وراء إهانة السفير
التركي توجيه رسالة لأنقرة
بأنّها غير راضية عن سياستها
الخارجية، معتقدةً بأنّ الدولة
التركية، هي دولة عربية أخرى
تتلقى الأوامر من واشنطن وتل
أبيب، وكان الرد التركي بمثابة
صفعة مجلجلة لدولة الاحتلال. خامساً: الاعتذار الإسرائيلي هذا ربما
يخفف قليلاًً من حدة التوتر في
العلاقات بين البلدين، ويمنع
تفاقم الأزمة إلى مستويات أكثر
خطورة، ولكنّ تركيا تشهد في
الآونة الأخيرة تحولاً
إستراتيجياً في سياساتها
الخارجية، وبدأت تتجه نحو عمقها
الإسلامي والعربي أيضاً، بعد أن
توصلت إلى نتيجة مفادها أنّ
أبواب الاتحاد الأوروبي أوصدت
أمامها، بشكلٍ تامٍ، لأنّه على
ما يبدو، أوروبا التي أنتجت
الفاشية والنازية، ما زالت
أسيرة هذه المعتقدات وترفض
إدخال دولة مسلمة إلى نادي
العرق الأبيض، المقصور على
أبناء القارة العجوز. مضافاً
إلى ذلك، توصل صنّاع القرار في
أنقرة إلى النتيجة الحتمية بأنّ
العلاقات مع إسرائيل لم تساهم
في فتح باب الاتحاد الأوروبي،
لا بل ربما العكس، عادت سلباً
على تركيا. سادساً:التصرف التركي الحكيم في هذه
القضية هو مدعاة للفخر
والاعتزاز لكل عربي ولكل مسلم
في أرجاء المعمورة، فقد أعاد
الكثير، على الرغم من رمزيته،
من الكرامة للعالم الإسلامي
وللمسلمين في العالم، وكنّا
نتمنى على الدول العربية أن
تحذو حذو تركيا، وأن تتعامل
بنديةٍ مع الدولة المارقة،
إسرائيل، ولكن للأسف الشديد،
فإنّ الأنظمة العربية غارقة من
أخمص قدميها حتى رأسها في
التعامل مع هذه الدولة، ولا
نتحدث فقط عما يُسمى بدول محور
الاعتدال، إنّما نتحدث أيضاً عن
الدول التي لا تقيم علاقات
دبلوماسية مع الدولة العبرية
مثل اليمن، فكيف يمكن أن نُفسّر
لأنفسنا قيام بعثة خبراء 'زراعيين'
من دولة الاحتلال خلال الأسبوع
الأخير بزيارةٍ رسميةٍ إلى
اليمن وتعليم المزارعين هناك
كيفية التعامل مع الأرض؟ هل هذه
بعثة زراعية أم بعثة لزرع عملاء
الموساد في اليمن السعيد؟ سابعاً: وزير الخارجية الإسرائيلي،
أفيغدور ليبرمان، الذي تمكن منذ
استلامه رئاسة الدبلوماسية
الإسرائيلية من عزل نفسه ودولته
عن العالم الخارجي بسبب مواقفه
الفاشية، شنّ هجوماً سافراً على
السفراء الإسرائيليين في جميع
أصقاع العالم، وذلك في مؤتمر
السفراء، الذي أنهى أعماله
نهاية الأسبوع المنصرم، وبحسب
صحيفة (هآرتس) العبرية فقد هاجم
ليبرمان السفراء وطالبهم
باتخاذ مواقف صارمة في الدول
التي يخدمون فيها، والتوقف عن
ما أسماه سياسة الخنوع، والخضوع
وإهانة أنفسهم أمام الأغيار، أي
غير اليهود، مشدداً على أنّ
الدبلوماسية الإسرائيلية في
الفترة الأخيرة تعتمد خط الهجوم
الناري على دولٍ مثل السويد،
تركيا، سويسرا، بريطانيا وحتى
الولايات المتحدة الأمريكية.
وفعلاً كما يقول المثل: 'من أول
غزواته كسر عصاته'، فقد حاول أن
ينتهج هذه الطريقة مع الأتراك،
ففشل، ولكن ماذا تريدون من هذا
الفاشي الذي يصف رئيس الوزراء
نتنياهو بأنّه خرقة بالية وغبي
ومنبطح أمام العالم ومسحور
بالعودة إلى طاولة المفاوضات مع
الفلسطينيين؟ فإذا كان يصف
رئيسه بهذه الألقاب البذيئة فلا
عجب أن تتحول إسرائيل إلى دولة
منبوذة، وعن ليبرمان يُقال من
وجهة نظرنا: الإنسان الملائم في
المكان المناسب. ' كاتب من فلسطين ========================== الإعلام السوري ما له
وما عليه؟ *غسان يوسف 16/01/2010 القدس العربي هل سلاح الإعلام فعلاً أمضى من السلاح
النووي " وهل حسن استخدامه
يُجنب المستخدم المزيد من
المشاكل ؟ . هذا ما قاله الدكتور محسن بلال وزير
الإعلام السوري في إحدى لقاءاته
مع الصحافيين السوريين , ولكن
السؤال هل تستخدم سورية هذا
السلاح الذي تحدث عنه الوزير
بلال ؟ الجواب : لا أظن ذلك لأسباب عدة ... أولا : مهما علا شأن الإعلام السوري فإنه
إعلام رسمي . ثانيا : الإعلام السوري لا يمتلك
الإمكانات المادية الكبيرة
كغيره من وسائل الإعلام العربية
, وبالتالي فهو غير قادر على
الوصول إلى أمكنة الحدث بالسرعة
المطلوبة . ثالثا : إن تميز الإعلام السوري بشكل عام
والرسمي بشكل خاص بالرصانة جعل
منه إعلاماً غير قادر على جذب
الكثير من المشاهدين كما
القنوات العربية الأخرى . رابعاً: اعتماد الدقة في نقل المعلومة
والتريث في بث الخبر أفقد
الإعلام السوري عنصر السرعة . وقد يكون العنصر الأخير وعناصر أخرى غيره
- قد لا يتسع المجال لذكرها الآن
– هي التي جعلت من الإعلام
السوري إعلاما موثوقا على عكس
غيره من الإعلام العربي الخاص
أو شبه الخاص وحتى الرسمي في بعض
الدول العربية , حيث تعمد كثير
من وسائل الإعلام العربية إلى
التهويل والتضخيم في أخبار قد
تكون أقل من عادية وأحيانا
كثيرة مفتقدة إلى المصداقية ما
يجعل المشاهد مشككا بما تقوله
هذه المحطة أو تلك , أما حينما
تبث الفضائية السورية خبراً أو
معلومة فلا بد للمتابع أن يقف
عند هذا الحدث لأن الضرورة
والأهمية أملت على هذه المحطة
التوقف عنده . نعم لقد تعرضت سورية لضغوط عالمية كبيرة
من قبل الدول الغربية وعلى
رأسها الولايات المتحدة وإدارة
جورج بوش السابقة , ويتذكر
القارئ مدى حجم الضغوط التي
مورست على دمشق أثناء الاحتلال
الأمريكي للعراق وأثناء حرب
تموز وعلى عكس كل الفضائيات
العربية والإعلام العربي , فقد
احتفظ الإعلام السوري بهدوئه
ومواقفه متخذا من سياسة الرئيس
بشار الأسد منطلقا له ما أدى إلى
حدوث ما يشبه التوءمة بين
الإعلام السوري والسياسة
السورية من جهة وبين المشاهد
العربي من جهة أخرى - خصوصا في
أوقات الأزمات – وهذا ما جعل
الفضائية السورية تحصل على درجة
متقدمة من المشاهدة أثناء
عدواني تموز وغزة لأنها كانت
تمثل صوت المشاهد العربي الرافض
للظلم والعدوان . كما يتميز الإعلام السوري الرسمي طبعا -
مع قلة الإعلام الخاص في سورية
وعدم فاعليته - أنه إعلام ينأى
بنفسه عن الخلافات العربية -
العربية , والأحداث المحلية
داخل هذه البلدان فقد حاول
جاهدا أن يكون محايدا بخصوص ما
يحصل في السودان واليمن
والجزائر والانقسامات
الفلسطينية - الفلسطينية
والخلافات الداخلية العراقية
معتبرا أن كل ما يجري في هذه
البلدان الشقيقة قضايا داخلية
لا يجب الدخول في تفاصيلها أو
اللعب بها كونها أحداث داخلية
لبلدان عربية , كما ابتعد عن
تناول أي شخصية عربية أو
الانتقاص منها مهما كانت درجة
الخلاف مع البلد أو الدولة التي
يمثلها هذا الشخص . والكل يتذكر كم تدهورت العلاقات السعودية
السورية حتى أنها وصلت إلى ما
يشبه القطيعة في أعقاب اغتيال
رئيس الوزراء اللبناني الأسبق
رفيق الحريري , وفي أعقاب حرب
تموز إلا أن الإعلام السوري رفض
الانغماس فيما يشبه ( السجال
الإعلامي ) وبقي على ثوابته
متبنيا المقاومة دون الدخول في
متاهة الاتهامات الأمر الذي
ساعد بشكل أو بأخر على سهولة
المصالحة , وهكذا رأينا الملك
عبد الله بن عبد العزيز يدخل
دمشق بكل ترحيب , من القيادة
السورية ومن وسائل الإعلام ,
ومثله رئيس الحكومة اللبنانية
سعد الحريري . نعم لقد تحول الإعلام الرسمي في عهد
الرئيس بشار الأسد إلى أفضل
إعلام رسمي عربي فامتنع كما كان
يقال عن ( التطبيل والتزمير في
المناسبات القومية والوطنية)
فلم نعد نشهد في هذه المناسبات
المهرجانات الضخمة والخطب
الطنانة وتعطيل الوظائف
والمدارس وتخصيص أيام عدة في
وسائل الإعلام السورية للحديث
عن هذه المناسبة أو تلك . هذا في المناسبات العامة , أما في
المناسبات العائلية والخاصة
فقد تم تغييب الإعلام عن هذه
المناسبات وتم اعتبار ما يحدث
لأحد أقرباء الرئيس موضوعات
عائلية خاصة كما حدث عندما توفي
شقيق الرئيس - المرحوم مجد حافظ
الأسد - حيث لم نلحظ أياً من
مظاهر الحزن على الشاشة وهذا
أكبر دليل على النهج الجديد
التي تتبعه السياسة السورية
والإعلام السوري , فوفاة
المرحوم مجد الأسد تم التعامل
معها على أساس أنها موضوع عائلي
فلم يتم النقل المباشر على
الشاشة أو الحديث عن مناقب
ومزايا الفقيد بل اقتصر الأمر
على خبر النعي , وخبر آخر في
الشريط الإخباري تم سحبه في
صباح اليوم التالي , وهذا ما لم
نألفه من شاشة رسمية عربية ,
الأمر الذي أدى إلى ارتباك بين
المذيعين والمذيعات الذين
لبسوا الأسود بمبادرة شخصية
منهم , كما قدم المذيع نضال
زغبور التعازي بشكل ارتجالي ! أما برامج التلفزيون السوري فسارت بشكل
اعتيادي وتم التركيز على قرار
الضم الإسرائيلي للجولان الذي
تصادف في اليوم التالي لوفاة
مجد الأسد حيث أبرزت قنوات
التلفزيون والإذاعة رفض الأهل
في الجولان لهذا القرار , في حين
غابت بعض البرامج المنوعة لتحل
محلها البرامج الوثائقية
والتراثية , وهنا يمكن القول إن
الإعلام الرسمي السوري تحول
وبسرعة إلى أفضل إعلام رسمي في
الفترة الأخيرة بسبب نهج الرئيس
بشار الأسد في التعامل مع الشعب
بحيث يتم تقديم القضايا العامة
على ما عداها , ما يعني حتماً عدم
التضخيم في المسائل الخاصة ,
وهذا الأمر انعكس بشكل أو بآخر
على مؤسسات الدولة ومنها
الإعلام . ربما كان هذا من ناحية المضمون , أما من
ناحية الشكل فالسؤال الدائم هو :
ما الذي يمنع أن يكون الإعلام
السوري رشيقا سريعا يتمتع
بالجاذبية من ناحية الإضاءة
والإخراج والديكور والشارات
والفواصل ؟ مثل غيره من وسائل
الإعلام العربية الخاصة
والعامة ؟ أليس الشكل في
النهاية هو الوجه الآخر للمضمون
؟! لا بل إن بعض النظريات تقول :
إن الإعلام شكل قبل أن يكون
مضمون ! ربما ما يحتاجه الإعلام السوري هو التخصص
فسورية حتى الآن لا تمتلك قناة
إخبارية , كما أنها لم تعمد على
تطوير طاقمها الإذاعي
والتحريري والفني فأغلب
العاملين في هذه المجالات
عُينوا بالواسطة , وأغلبهم لا
يحمل إجازة جامعية وإذا توفرت
هذه الإجازة فهي خارجة عن
اختصاص العامل ما شكل ضعفاً في
البنية التحتية للعمل الإعلامي
السوري والظهور بمظهر البعيد عن
التطور الإعلامي المتسارع ..
الأمر الذي أدى إلى تراكم
الأخطاء , وبالتالي انحسار
البرامج الجيدة الواحد تلو
الأخر. يقول بعض المراقبين إن الإعلام السوري
الآن دخل فترة الثبات فلا هو
قادر على التقدم أكثر ولا هو في
وارد التراجع عن ما تحقق لذا فهو
في حاجة إلى إعادة هيكلة حقيقة
تبدأ من القاعدة , وهنا لا بد من
الإشارة إلى تشجيع الوزارة
للكوادر الإعلامية ومحاولة
تحسين مستواها إلا أن ذلك لم
ينعكس بشكل كبير على الأداء كون
الإعلام السوري يحتاج إلى تغيير
في الأسلوب والنهج , وإلى
استقدام عناصر جديدة تتمتع
بالخبرة والكفاءة والثقافة
الواسعة , وفتح ما يشبه ورشات
عمل للتدرب وتعلم اللغات لكن
كما يقال :" لن يصلح الطبيب ما
أفسد الدهر " ! وكل ما نرجوه أن
يكون الانطلاق من المركز
الإعلامي الجديد بداية لقفزة
نوعية في الأداء الإعلامي
السوري بعد ما توفرت الإمكانات
التقنية , وهو ما يشكل بيئة
مناسبة للقدوم بكوادر جديدة
تكون على مستوى التحدي , خصوصا
أن التلفزيون السوري تعرض لهجرة
كبيره من كوادره الذين هم الآن
متميزون في قنوات الجزيرة
والعربية وروسيا اليوم ... الخ
بينما لم يكونوا سوى أرقاما في
التلفزيون السوري ! وهنا لا بد لي أن أُذكر بمقال كنت نشرته في
صحيفة سورية محلية فور استلام
الدكتور محسن بلال وزارة
الإعلام بعنوان ( مبضع الوزير
الجراح ) توقعت فيه أن يلجأ
الوزير لاستخدام مبضعه في
الإعلام السوري وهو المعروف عنه
العمل ليل نهار دون كلل أو ملل ,
لكن يبدو أنه فضَّل الخبرة
البرلمانية والدبلوماسية على
الخبرة الطبية , مقتديا بالمثل
القائل : السياسة غلبت الرئاسة . *كاتب سوري ========================== تحذيرات من تفاقم مشكلة
ندرة المياه في الشرق الأوسط «جنيف - وكالات الانباء» الدستور 16-1-2010 أكد المعهد العالمي للمياه والبيئة
والصحة في جنيف ان الشرق الأسط
يعاني من مشكلة حقيقية في
المياه بسبب ندرتها.و اعلن مدير
المعهد العالمي للمياه والبيئة
والصحة فى جنيف نضال سليم ان
هناك مشكلة حقيقية فيما يتعلق
بالمياه بسبب ندرتها فى الشرق
الاوسط. وقال سليم ان اسرائيل
على سبيل المثال تستخدم 85
بالمائة من المياه التى تقع
منابعها فى الاراضي الفلسطينية.
مشيرا الى ان الشرق الاوسط اكثر
مناطق العالم معاناة فيما يتعلق
بمصادر المياه. واكد انه لأهمية
المياه يجب ان يناط بها وزارات
الخارجية والاقتصاد والزراعة
وكذلك رؤساء الوزارات والرؤساء
فيما يتعلق بادارة المياه
والاستفادة منها من كل الجوانب. واشاد بتوجه مصر نحو اقامة مشروعات تعاون
زراعى مع دول حوض النيل ما يحسن
اجواء التعاون بشان نهر النيل
كما اشاد ايضا بالتعاون القائم
بين سوريا وتركيا والعراق فى
اطار اكاديمية جديدة لادارة
التعاون فى مجال المياه بينهم. ومن جانبه ، قال الخبير فى برنامج الامم
المتحدة للبيئة مصطفى كامل جوى
ان الخسائر السنوية من فقدان
المصادر الطبيعية الصديقة
للبيئة تصل الى اكثر من عشرة
مليارات دولار سنويا مبينا ان
هذا الرقم سوف يرتفع فى العام 2030
الى اكثر من 50 مليار دولار. بينما اعلن سليم ان المعهد سيعقد في جنيف
الثلاثاء القادم مؤتمرا ليوم
واحد حول النمو الاخضر والمياه
ووسائل القيادة والتعلم. ومن
بين المتحدثين فى هذا المؤتمر
الخبير السعودي الدكتور وليد
عبد الرحمن من جامعة الملك فهد. يذكر ان المعهد العالمي للمياه والبيئة
والصحة قد اسس فى جنيف فى 2007
بجهود علماء من سويسرا واوروبا
والشرق الاوسط تخرجوا فى جامعات
سويسرية وينصب عمل المعهد على
اجراء ابحاث فى مجالات المياه
والبيئة والصحة في عدد من
المناطق والدول ========================== لماذا طرح الرئيس بري
موضوع إلغاء الطائفية
السياسية؟ السبت, 16 يناير 2010 سليم نصار * الحياة عُقدت منذ شهرين في إسطنبول ندوة موسعة
شارك فيها عدد من السياسيين
والأكاديميين والخبراء في شؤون
الشرق الأوسط. وفوجئ الحضور بإيحاءات الكلمة التي
ألقاها القائم بالاعمال
الاميركي السابق في العراق جيمس
جيفري، لأنها كشفت عن موقف بالغ
الأهمية بالنسبة الى علاقات
بلاده مع تركيا والعراق ولبنان. قال إن إدارة أوباما قررت منح تركيا
امتيازات استثنائية لأنها ملأت
الفراغ الاستراتيجي الذي حدث
عقب تغييب دور مصر والدول
العربية السنّية، الأمر الذي
يؤهلها للحصول على طائرات حربية
متطورة لم تحصل عليها دول الحلف
الأطلسي بعد. وعن الانتخابات العراقية المقررة في آذار
(مارس) المقبل، قال جيفري: إن
واشنطن تدعم فكرة ترسيخ نظام
فيديرالي مثلث الأضلاع ربما
يكون نسخة أخرى عن النظام
الطائفي المطبق في لبنان! ويُستدل من هذا الكلام أن صيغة تعايش
الطوائف في لبنان أصبحت في نظر
واشنطن، النموذج لحل مشاكل
الدول التي تعاني من مخاطر
التصدعات السياسية والاجتماعية
والعرقية والمذهبية كالعراق
مثلاً. وهذا يعني في نظر المحللين، الاستسلام
للأمر الواقع بدلاً من تطويره
بحيث يصبح التضامن الجماعي هو
المحور الأساسي لبناء نظام
سياسي شرعي. كما يعني أن كل
طائفة تأخذ من الوطن حجماً
سياسياً ودوراً اجتماعياً
إدارياً يعادل حجمها العددي.
وهذا ما أخاف الزعيم الدرزي
وليد جنبلاط، ودفعه الى مقارنة
مصير طائفته بمصير هنود أميركا
الحمر الذين أُبيدوا أمام غزوات
البيض. لهذا باشر في مصالحة
منافسه التاريخي طلال أرسلان
عقب أحداث 7 أيار (مايو) بهدف
حماية أبناء طائفته الصغيرة من
حصار الشيعة وزحفهم المبرمج عبر
إقليم الخروب والبقاع الغربي.
وربما كان هذا السبب الحقيقي
وراء ترميم الكنائس المهدمة،
واستعجال عودة المهجرين،
وتقديم قطعة أرض في سوق الغرب
لبناء فرع لجامعة البلمند. ولكن الذعر الذي أصاب الدروز من جراء
الزحف الشيعي باتجاه الشوف
وعاليه لا يضاهيه في الانتشار
سوى الذعر الذي أصاب الطوائف
المسيحية، خصوصاً الطائفة
المارونية بالذات. ذلك أنها
تعتبر نفسها الأم الشرعية – كما
في نصيحة سليمان الحكيم
للوالدتين المختلفتين على
أمومة طفل – باعتبارها ساهمت في
تأسيس الجمهورية الأولى وتثبيت
دعائم جمهورية الاستقلال سنة
1943. وبسبب هذه الخلفية
التاريخية، توقع قادة الطائفة
المارونية مزيداً من الإنصاف
لأنهم أوجدوا بلداً متميزاً عن
الدول العربية بحرية المعتقد
وحقوق الطوائف. ولكنهم فجعوا
بغلبتهم سنة 1989... وبانتقام
سورية في اتفاق الطائف الذي
جردهم من صلاحيات رئيس
الجمهورية ومن أكثر المواقع
المتقدمة في إدارات الحكم. الطوائف الأخرى تتهم الموارنة بأنهم
تجاوزوا الصلاحيات التي خصهم
بها الانتداب الفرنسي، فكان أن
أكلوا الكعكة واحتفظوا بها، كما
يقول المثل الإنكليزي، أي انهم
حصلوا على ضمانات الأقلية ونفوذ
الأكثرية مدة تزيد على نصف قرن
بدأت عقب إحصاء 1933 واستمرت حتى
سنة 1989. وقد عبّرت الطوائف
الأخرى عن اعتراضها على الإجحاف
الذي لحق بها، الأمر الذي دفعها
الى الانضمام الى ثورتي 1958 و1975.
ولوحظ أثناء «انتفاضة
المحرومين» التي قادها الإمام
موسى الصدر، أنه كان يطالب
دائماً بضرورة إنصاف الشيعة،
ومنحهم حصصاً تعادل حجمهم
الإنساني والعددي والمناطقي،
أسوة بسائر الطوائف. وكثيراً ما
كان يقارن بين تطور أوضاع
طائفته وتطور أوضاع المهاجرين
الإرلنديين الى الولايات
المتحدة. فمن أقلية كاثوليكية
مهمشة يعمل أفرادها الفقراء في
المطاعم ودور توزيع الصحف،
تحولوا الى قوة شعبية متنامية
أوصلت جون كينيدي الى البيت
الأبيض مطلع الستينات. الأسبوع الماضي حركت عملية التعيينات
الإدارية مشاعر مكبوتة لدى
المسيحيين اللبنانيين عبّر
عنها البطريرك نصرالله صفير
بالقول: إنها محكومة بالمحاصصة
الطائفية لا بالكفاءة والمهنية
العالية. ودعا البطريرك في عظة يوم الأحد الى أهمية
انخراط المسيحيين في صفوف الجيش
والمشاركة في إدارة الشأن العام.
وكان بهذا التوجيه يسعى الى
إعادة التوازن داخل مؤسسات
الدولة بعد التراجع الحاد الذي
شهد مقاطعة العنصر المسيحي لكل
المواقع الرسمية، خصوصاً في
الجيش. والثابت أن القيادات
المسيحية تدخلت بحزم لإقصاء
الشبان عن صفوف الجيش الجديد
لأنه في نظرها، كان ممهوراً
بطابع سورية، وبعيداً كل البعد
عن مواصفات جيش ما قبل 1975.
وكثيراً ما اضطر الرئيس إلياس
الهراوي الى الاتصال بأمين
الجميل وسمير جعجع طالباً منهما
تشجيع محازبيهما على الانخراط
في صفوف الجيش الجديد. وهكذا تم
تشكيل الفرق من غالبية مسلمة،
وشيعية تحديداً. ومع تنامي قوة «حزب
الله»، وحرص قيادته على إنشاء
فرق احتياط ومساندة، انتقل عدد
كبير من الجنود الشيعة الى صفوف
الحزب، الأمر الذي رفع من نسبة
أعداد السنّة في الجيش النظامي. تشير الأرقام الى أن ستين في المئة
تقريباً من مجموع شبان لبنان
يعملون في المهاجر، وأن ما
يطلبه البطريرك صفير ليس أكثر
من تسجيل للفراغ البشري الذي
خلفه المسيحيون في وطن كان
يُعتبر محجة لمسيحيي المشرق.
وعلى رغم اعتماد المعايير
الطائفية في الوظائف الرسمية،
فإن مؤتمر الطائف ألغى هذه
القاعدة. واتفق النواب على النص
الآتي: «يعتمد الاختصاص
والكفاءة من دون تخصيص أي وظيفة
لأي طائفة». ولكن حروب التهجير في الشوف وعاليه
والجنوب، إضافة الى وجود عون في
المنفى وجعجع في السجن، وتهميش
«الكتائب»... كل هذه الأمور خلقت
فراغاً في مناصب المسيحيين. كما
خلقت خللاً في ميزان المشاركة
بسبب إقصاء معارضي الوجود
السوري عن المراكز الرسمية.
وكان من الطبيعي أن تهتز قاعدة
العيش المشترك بسبب استفحال
الشعور بالغبن وعدم الثقة في
وطن ليس للمسيحيين فيه – ما عدا
عون وفرنجية – أي دور مؤثر. يوم الأربعاء الماضي، شرح رئيس مجلس
النواب نبيه بري، تصوره لإلغاء
الطائفية السياسية، تنفيذاً
لاتفاق الطائف. ودعا الى تشكيل
هيئة وطنية يتم اختيارها من
اختصاصيين وخبراء في القوانين
الدستورية والإدارية بحيث تضع
رؤيتها لكيفية صوغ حل عملي يرضي
مختلف الفئات. علماً بأن لبنان
تعرض لاختبار سابق حول هذا
الموضوع الحساس. وقد اضطرت دمشق
الى تأجيل البحث الى وقت أكثر
ملاءمة، خوفاً من تأجيج الخلاف،
وقد تعرض الرئيس إلياس الهراوي
لحملة قوية شنها رجال الدين –
مسيحيين ومسلمين – بسبب طرحه
قانون الزواج المدني. الكل في لبنان يتساءل عن خلفية الأسباب
التي دعت رئيس المجلس نبيه بري
الى إثارة هذا الموضوع الحساس،
علماً بأن هناك أكثر من عشرة
بنود في وثيقة الوفاق الوطني لم
تُنفذ منذ سنة 1992. واعتمد بعض
النواب في انتقاده على
التحقيقات التي أجرتها صحيفة «النهار»
التي ذكرت أن منظمة «أمل»
استغلت موقعها المتميز لدى
سورية لتملأ وظائف الدولة
والمؤسسات التابعة لرقابة
الدولة مثل «كازينو لبنان»،
بأكثر من سبعين في المئة من
الموظفين. ومع أن البند المتعلق
بإلغاء الطائفية السياسية يؤكد
على ضرورة اعتماد المناصفة في
وظائف الفئة الأولى، إلا أن «أمل»
تخطت هذه القاعدة ووضعت عناصرها
في أفضل مراكز الدولة وأكثرها
تأثيراً. وقد صمت الشريك
المسيحي على المطالبة بحقوقه
وحصته من كعكة الحكم لأن انعدام
المساواة في اتفاق الطائف أخذ
من المغلوب ليعطي الغالب. وربما
يفتح الموقف الذي أعلنه الرئيس
ميشال سليمان، نافذة جديدة على
حركة الإصلاح لا تكون قاعدتها
المناصفة الطائفية، بل «الكفاءة
والنزاهة والقدرة على العطاء». نواب المعارضة ينتقدون توقيت طرح موضوع
إلغاء الطائفية السياسية لأنه
يؤجج الخلاف الداخلي في وقت
تسعى سورية والسعودية وتركيا
ومصر الى تهدئة الشارع اللبناني.
ويقول المطلعون على خفايا
الأمور، إن الرئيس بري حرص على
اختيار موضوع مثير للخلاف،
لاعتقاده بأن دمشق ستتدخل
مستقبلاً لتجميده مقابل تجميد
الفريق المسيحي والسنّي موضوع
المطالبة بإلغاء سلاح «حزب الله».
والنتيجة المتوخاة تتلخص في سحب
الموضوعين من التداول. والذي يعزز هذه الفرضية ازدياد وتيرة
التهديدات التي يطلقها
نتانياهو، وتضخيم حجم
المناورات التي يقوم بها الجيش
الإسرائيلي، كأن الحرب ستقع
غداً. وقد حرصت الحكومة
الإسرائيلية على نقل إنذاراتها
بواسطة مستشار الأمن القومي
جيمس جونز الذي زار المنطقة
الأسبوع الماضي لتعبيد الطريق
أمام المبعوث جورج ميتشل. كما
كررت هذه الإنذارات بواسطة مرشح
الرئاسة الأميركية عن الحزب
الجمهوري جون ماكين، الذي أيّد
استقلال الدولة القوية في لبنان.
ويبدو أن الغاية الأساسية من
التهديدات والإنذارات هي الضغط
على إدارة أوباما بحيث لا تحقق
وعدها للرئيس ميشال سليمان بمنح
لبنان أسلحة دفاعية بقيمة
خمسمئة مليون دولار. وقد نشرت
صحيفة «جيروزاليم بوست» خبراً
ذكرت فيه أن وزير الدفاع إيهود
باراك طلب من الولايات المتحدة
وفرنسا وروسيا والأسرة
الدولية، الامتناع عن تزويد
لبنان بأي سلاح لأنه في النهاية
سيذهب الى ترسانة «حزب الله».
ولكن مصادر قريبة من «حزب الله»
اعترضت على هذا الدمج المريب،
مؤكدة أنه لدى «حزب الله» ما
يكفيه من الصواريخ لخوض غمار
حرب طويلة. كما أكدت أن الحزب لا
يعتمد في القتال على هذا النوع
من السلاح التقليدي الذي يمكن
الحصول عليه بسهولة. الاستنتاج المنطقي الذي يرافق الموقف
الإسرائيلي يقود الى قناعة
مفادها أن إسرائيل تمانع في
تقوية جيش لبنان النظامي.
والسبب أن استعادة قوة الجيش
واستكمال تسلحه يفقدان إسرائيل
حجتها بأنه ليس في لبنان قوة
بديلة من قوة «حزب الله». وهذا
بالطبع يسهل عليها استنفار
قواتها منذ حرب 2005 واستغلال هذا
البعبع لزيادة وابتزاز إدارة
أوباما بحيث ترفع قيمة
المساعدات من ثلاثة بلايين
دولار الى أربعة بلايين. * كاتب وصحافي لبناني ========================== الحركة الأمريكية
والحراك التركي في فلسطين
وحولها آخر تحديث:السبت ,16/01/2010 الخليج عصام نعمان تدور في فلسطين والمنطقة حرب ناعمة
قوامها الحركة الأمريكية
والحراك التركي . أدوات الحرب
سياسية واستخبارية وإعلامية
وثقافية . وهي حرب صامتة وتكاد
تكون سرية لولا بعض الأحداث
والمواقف التي تشي بمجرياتها . في الظاهر، تبدو الولايات المتحدة داعية
مواظبة لحل “شعبين في دولتين” .
في الباطن، تقود واشنطن حرباً
غربية ناعمة في المنطقة عموماً
وفلسطين المحتلة خصوصاً لتسويق
ما تسميه “الإسلام المعتدل”
ومحاربة “الإرهاب” الذي يعني
في قاموسها حركات المقاومة . الحرب الناعمة في الضفة الغربية معقودة
اللواء للجنرال كيث دايتون الذي
يحمل لقب المنسق الأمني بين
السلطة الفلسطينية و”إسرائيل”
. من يرغب في الاطلاع على مآثر
هذا الرجل وإنجازاته، ليقرأ
محاضرة كان ألقاها في 7/5/2009 حول
فكرة “السلام من خلال الأمن”،
جاء فيها أن أمريكا وكندا
وبريطانيا تنهض معاً بهذه
المهمة وبما يُسمى بناء القوات
الفلسطينية . يكشف دايتون أن أعضاء المجموعة
البريطانية المشاركة في مهمته
يسكنون في رام الله، ويعيشون مع
سكانها ويعملون في صفوفهم .
أعضاء المجموعة الكندية، وهم من
أصول عربية، ينتقلون يومياً في
مختلف أنحاء الضفة للاطلاع على
الأوضاع المحلية من قادة أمنيين
فلسطينيين ويوفّرون للأنشطة
ذات الصلة مترجمين محترفين . يصف الجنرال الأمريكي أعضاء المجموعتين
بأنهم “عيوننا وآذاننا” . وقد
أشار تقرير أعده مركز “ميدل
ايست مونيتور” إلى تورط شركة “ليبرا”
في عمليات التدريب والإشراف
التي تقوم بها المجموعة
البريطانية، بما في ذلك صياغة
العقيدة الأمنية للأجهزة
الفلسطينية . وكان أحد ضباط “قوات
الأمن الوطني الفلسطيني” قد
اعترف في مقابلة خاصة أنه،
بموجب العقيدة الأمنية تلك،
تُعتبر حركة “حماس” لا “إسرائيل”
هي العدو الرئيسي . إلى بريطانيا وكندا، تخوض الولايات
المتحدة الحرب الناعمة في الضفة
بالاشتراك مع المانيا
والدنمارك والسويد والنرويج .
أدوات الحرب الناعمة: المنظمات
الأهلية، ومراكز الأبحاث،
وأجهزة الاستخبارات . مراكز الأبحاث تكون غالباً محلية ويجري
دعمها مالياً بعد أن يوقع
مسؤولوها على وثيقة “منع
الإرهاب” الأمريكية المنشأ .
وكان محمود عباس وسلام فياض قد
وقعا هذه الوثيقة، الأمر الذي
سهّل للمنظمات التوقيع عليها .
أما المنظمات الأهلية المدعومة
بتمويل خارجي فإن خير توصيف لها
ما قاله عنها مصطفى البرغوثي في
ملحق النزاهة الصادر عن مؤسسة “أمان”:
“الجيل الجديد من المنظمات
الأهلية مطواع لشروط المانحين”
. ترمي جهود المنظمات الأهلية ومراكز
الأبحاث الممولة من الخارج إلى
تحقيق غرضين: محاربة المقاومة
من خلال المجتمع المدني،
والتركيز على دعم “الإسلام
المعتدل” والترويج له . كل ذلك
حمل مسؤولة الاستخبارات
الأمريكية السابقة في الشرق
الأوسط فرانسيس ستونور ساوندرز
في كتابها “الاستخبارات في سوق
الثقافة من يدفع للمزمرين؟”
على كشف دور أجهزة الاستخبارات
في تأسيس المنظمات الأهلية
وتوجيهها بحيث أصبحت المصدر
الرئيسي للمعلومات لدى
الاستخبارات الأمريكية في
المنطقة . غير أن حركات المقاومة
والمفكرين والكتّاب والمناضلين
الأحرار المؤيدين لها لا
يتوانون عن كشف المنظمات
الأهلية الممولة خارجياً وفضح
أنشطتها . وفي هذا المجال لا بد
من التنويه بالجهد التنويري
الذي يضطلع به موقع “عرب ال 48”
الذي استقينا منه الكثير من
المعلومات . الحركة الأمريكية الداعمة للكيان
الصهيوني لا تكتفي بالعمل
لمصلحته في صفوف المنظمات
الأهلية الممولة خارجياً بل هي
تلجأ أيضاً إلى العمل المباشر
لتحسين صورته المهزوزة في
العالم . فبعد نشر تقرير
غولدستون حول ارتكاب “إسرائيل”
جرائم حرب في عدوانها على قطاع
غزة 2008 -،2009 بادرت الإدارة
الأمريكية إلى وصفه بأنه “ضعيف
ولا يمكن الوثوق به” . لتبرير هذا الوصف ولضرب صدقية التقرير
المذكور قام وفد أمريكي برئاسة
مايكل بوزنر، مساعد وزيرة
الخارجية الأمريكية لحقوق
الانسان، بزيارة “إسرائيل” من
أجل إقناع حكومتها بالتحقيق في
قضايا تتعلق بمقتل مدنيين في
عملية “الرصاص المسبوك” بغية
مساعدتها على “حذف تقرير
غولدستون من جدول الأعمال”،
كما قال بوزنر لأجهزة الإعلام . إلى ذلك، لا يتأخر أعضاء الكونغرس خلال
زياراتهم ل”إسرائيل” عن ضخها
بالدعم السياسي، الفاجر
أحياناً، لدعم تهربها من أي
مفاوضات تهدف إلى إقامة دولة
فلسطينية مستقلة قابلة للحياة .
فقد ردّ السيناتور جون ماكين،
منافس باراك أوباما في
الانتخابات الرئاسية، على
تصريح للمبعوث الأمريكي إلى
الشرق الأوسط جورج ميتشل بأن
أمريكا ستستخدم حوافز وعقوبات،
ومنها تجميد منح ضمانات القروض
ل”إسرائيل”، إزاء الطرفين “الإسرائيلي”
والفلسطيني، بقوله: “في وسع
ميتشل ان يهدد “إسرائيل”، لكن
سيكون ثمة من يدافع عنها في
واشنطن” . فوق ذلك، سيقوم الجيش الأمريكي بوضع
أجهزة ووسائل قتالية طارئة في “إسرائيل”
بكلفة تصل إلى نحو 800 مليون
دولار، أي ما يساوي ضعف العتاد
الموجود في الكيان الصهيوني
حالياً وذلك لتمكين جيشه من
استخدام هذا العتاد خلال الحرب .
فهل يعقل، بعد هذا كله، أن تكون
إدارة أوباما جادة فعلاً في حمل
حكومة نتنياهو على تجميد
الاستيطان والقبول بدولة
فلسطينية؟ مقابل الحركة الأمريكية لدعم “إسرائيل”،
يتزايد الحراك التركي لدعم
الفلسطينيين والعرب . فمنذ نحو
سنة هاجم رئيس الوزراء التركي
رجب طيب أردوغان في مؤتمر دافوس
في سويسرا الرئيس “الإسرائيلي”
شيمون بيريز بسبب انتهاكات “إسرائيل”
الفظة لحقوق الفلسطينيين . وقد
ثابر أردوغان بعد ذلك على
انتهاج سياسة جديدة ونوعية في
دعم الفلسطينيين وانتقاد “إسرائيل”
. ففي مؤتمر صحافي ضمّه ورئيس
الوزراء اللبناني سعد الحريري
في انقرة تطرق أردوغان إلى
الهجمات “الإسرائيلية”
الأخيرة ضد قطاع غزة واتهم تل
أبيب بأنها “تلجأ دائماً إلى
استعمال القوة المفرطة لأن
لديها القوة ولا تهتم بقرارات
الأمم المتحدة”، مضيفاً “نحن
لا نؤيد موقف “إسرائيل” هذا
ولن نبقى صامتين إزاء هذا
الأمر، وعلى المجتمع الدولي ان
يحذر “إسرائيل” حول ترسانتها
النووية كما فعل بالضبط مع
ايران” . تل أبيب ردت باستدعاء سفير تركيا لديها
وتوبيخه، ثم قامت أنقرة بعمل
مماثل مع السفير “الإسرائيلي”
. والأزمة مرشّحة إلى مزيد من
التصعيد رغم اضطرار “إسرائيل”
إلى الاعتذار رسمياً من تركيا . قبل ذلك، وعلى مدى أشهر عدة، كانت تركيا
تنسج مع سوريا وإيران والعراق
علاقات تعاون سياسي واقتصادي
استراتيجي تربط بين أربع دول
وأربعة بحار، ما يتيح لها في
المستقبل المنظور ملء الفراغ
الذي سينجم عن انسحاب أمريكا من
العراق وأفغانستان . بعد أقل من ثلاثة أشهر ينعقد مؤتمر القمة
العربية، فماذا سيفعل العرب
إزاء فشل مبادرة أوباما في حمل
“إسرائيل” على تجميد
الاستيطان في الضفة والقدس
والقبول بمفاوضات هادفة إلى
قيام دولة فلسطينية قابلة
للحياة؟ هل يجوز أن يكون موقف
تركيا أقوى من موقف معظم الدول
العربية في تأييد الفلسطينيين
وفي شجب انتهاكات “إسرائيل”
لحقوق الإنسان في قطاع غزة
خصوصاً وسائر الأراضي
الفلسطينية المحتلة عموماً؟ هل
يجوز السكوت بعد الآن على دعم
أمريكا الأعمى ل”إسرائيل”
والقبول، رغم ذلك، باعتمادها
وسيطاً بين الطرفين؟ وهل يجوز،
أخيراً، أن يبقى العرب مجرد
منطقة عازلة بين “إسرائيل”
وتركيا وإيران؟ أسئلة معذبة تبحث عن أجوبة في ضمائر
المسؤولين العرب وعقولهم
المحكوم عليها بأن تتبصر في
عواقب الأمور وتتحسب وتقرر قبل
فوات الأوان . ========================== بقلم :حسين العودات البيان 16-1-2010 كان التعاون أو التحالف أو الوحدة بين
سوريا ومصر، يشكل المقدمات
الضرورية والأرض الصلبة والشرط
الموضوعي لأي انتصار عسكري أو
سياسي حققه العرب طوال سنوات
الألف الثانية، ويخطئ من لا
يأخذ العبرة من التاريخ ويستفيد
من أحداثه ويتعلم من تجاربه. ولا
شك أن الحاجة إلى مثل هذا
التحالف أو التعاون ما زالت
قائمة. ولا يتعلق الأمر هنا بقياس الماضي على
الحاضر، أو تطبيق قوانين الماضي
على الحاضر دون تبصر، وإنما
بدراسة التجارب والتمعن فيها
وفي نتائجها، والاستفادة منها
لفهم الأحداث وتقييمها، وبناء
الاستراتيجيات والسياسات في
ضوئها. لم يكن بإمكان العرب مثلاً رد غائلة
الاجتياح «الصليبي» وتحرير
القدس من أيادي محتليها الفرنجة
في القرن الثاني عشر الميلادي،
لو لم يوحّد صلاح الدين الأيوبي
بلاد الشام ومصر ويحكم الطوق
حول الإمارات الفرنجية، ويجمع
القوى العسكرية في الإمارات
العربية التي كانت تحيط بفلسطين
في ذلك الوقت، ويحولها إلى جيش
واحد منظم قوي، يقف وراءه شعب
موحد في مصر وبلاد الشام،
ويشترك الجميع في مقاومة
الفرنجة ثم محاربتهم، وأخيراً
الانتصار عليهم واستعادة
المدينة المقدسة بعد حوالي قرن
من احتلالها. ولم يكن بإمكان العرب مثلاً في القرن
الثالث عشر الميلادي، أن يوقفوا
زحف المغول في معركة «عين جالوت»
في فلسطين، لولا أن تصدت لهم
الجيوش العربية السورية
المصرية الموحدة بقيادة
المماليك (رحم الله بيبرس وقطز)،
بعد أن كانوا قد احتلوا بغداد
وأسقطوا الخلافة العباسية. وكانت تلك المعركة بداية تراجع الاجتياح
المغولي وعودته من حيث أتى، إلى
أن دخل المغول الإسلام بعد أقل
من نصف قرن من تلك المعركة،
وتماهوا مع الثقافة العربية
والتقاليد العربية، بل والقيم
العربية، وتشجع المماليك وشعوب
المنطقة بعد ذلك على استئناف
محاربة الإمارات الصليبية
والقضاء عليها واحدة بعد أخرى،
وتحرير بلاد الشام نهائياً من
الصليبيين. لقد تكرر الأمر في العصور الحديثة،
فعندما أطلق محمد علي باشا
جيوشه بقيادة ابنه إبراهيم،
وتوجهت إلى بلاد الشام وحاربت
جيوش الاحتلال العثماني في
ثلاثينات القرن التاسع عشر،
ووحد مصر وبلاد الشام تحت
قيادته، تراجعت السيطرة
العثمانية عند ذلك إلى ما وراء
جبال طوروس، ودخل الذعر إلى
نفوس الأوروبيين . وخافوا من نواة الوحدة العربية هذه بين
مصر وبلاد الشام، وخطرها
الاستراتيجي والسياسي والعسكري
على مشاريعهم الاستعمارية،
فانبروا لمساعدة السلطنة
العثمانية (وهم أشد أعدائها)
ودعمها بالسلاح والخبرة
وبالموقف السياسي، وتشجيعها
على طرد جيوش إبراهيم باشا من
بلاد الشام وإعادة هذه الجيوش
إلى مصر، وقلصوا بذلك مخاطر
قيام دولة عربية موحدة وقوية. كما قضوا على مطامح محمد علي وابنه
إبراهيم، اللذين آمنا بالإحياء
العربي والنهضة العربية
والوحدة العربية، وقدم
الأوروبيون رشوة لمحمد علي بأن
منحوه حكم مصر هو وورثته من
بعده، كي يكف عن العودة إلى مثل
هذه الأفعال، أي محاولة إقامة «وحدة
مصر وبلاد الشام»، ولكي ينكفئ
في مصر ويكتفي بحكمها. وهذا ما كان مضطراً لقبوله، فتراجع
المجال الحيوي المصري منذ ذلك
الوقت إلى حدود مصر الحالية،
وبقي كذلك إلى أن وسع عبد الناصر
هذا المجال، الذي تراجع بعد
رحيله. بعد هزيمة يونيو/ حزيران 1967 ساهم عبد
الناصر والملك فيصل آل سعود
بموافقة النظام السوري، في
إقامة تحالف ثلاثي مصري سعودي
سوري، شكل أرضية للعمل العربي
المشترك سنوات طوالا، وكان
مفتاحاً للحرب والسلم، ورداً
على احتلال إسرائيل لسيناء
والجولان والضفة الغربية. وثقلاً لا يمكن تجاهله في ميزان القوى في
المنطقة. ودَعَمَ العرب هذا
التحالف وشكلوا به ومعه قوة
يحسب حسابها، وكان في الواقع
شرطاً موضوعياً لشن العرب في
أكتوبر 1973 حربهم ضد المحتلين
الصهاينة، التي اشتركت فيها مصر
وسوريا وقطع عسكرية عربية أيضا. واستطاع الجيشان المصري والسوري
بتعاونهما وتحالفهما أن يهددا،
ليس أمن إسرائيل فقط، بل وجودها
كله، واضطرت الحكومة
الإسرائيلية أن تهيئ قنابلها
الذرية لضرب البلدان العربية،
بعد أن اقتنعت في بداية الأسبوع
الأول من الحرب، أن لا طاقة لها
بصد الهجوم العسكري المصري
السوري، وأن «الهيكل الثالث»
بات مهدداً. لعل أحداث التاريخ هذه تؤكد مجدداً ما هو
أكيد، من أن تحالف مصر وسوريا هو
عامل استراتيجي حاسم قادر على
تغيير ميزان القوى الحالية،
ونواة هامة لتضامن عربي أوسع
وأقوى، قادر على تغيير الظروف
المحيطة بالواقع العربي
والصراع العربي الإسرائيلي. وبالتالي إتاحة الفرصة للعرب كي يخرجوا
من المستنقع الموحل الذي هم
فيه، ومن خلافاتهم الصغيرة
والثانوية، ويحرض أنظمتهم
السياسية على التضامن الجاد
والمسؤول الذي ينطلق من مصلحة
الأمة ويتجاوز المصالح القطرية
لحساب القضايا القومية. ولعل هذه القناعة هي التي شجعت عمرو موسى
الأمين العام لجامعة الدول
العربية، على التصريح في الشهر
الماضي بأن بداية الحل هي إعادة
التلاقي السوري المصري. وربما
بنى الأمين العام حكمه بعد أن
استعرض شريط التحالفات
الثنائية هذه طوال ألف عام. يبدو أن هذه التحالفات التاريخية
والأحداث التاريخية التي
واكبتها، والنجاحات التي تحققت
بسببها، غير واضحة وضوحاً
كاملاً لدى بعض الأنظمة
العربية، ولذلك ما زال بعض
القادة العرب يختلفون حول أمور
ثانوية، وتتضخم خلافاتهم حتى
تصبح رئيسية، وتقف حاجزاً بينهم
وبين رؤية ما يجب أن يروه،
وتمنعهم أن يأخذوا العبر من
التاريخ وتجاربه، سواء منها
الناجحة أو حتى تلك الفاشلة. كاتب سوري ========================== سميح صعب النهار 16-1-2010 ليس الاستياء من المسلسلات التلفزيونية
وحده سبب التأزم المتكرر في
العلاقات التركية-الاسرائيلية،
منذ اكثر من سنة. فالضجيج الذي
أثارته اسرائيل على مسلسل "وادي
الذئاب" ومن قبله مسلسل "الفراق"،
يخفي تعارضاً مستجداً في
العلاقات الثنائية ومصالح
الطرفين منذ ان قررت أنقرة ان
تستدير مجدداً الى الشرق في ظل
تردد الاتحاد الاوروبي في
قبولها عضواً فيه. وتعود تركيا الى الشرق الاوسط من بوابة
الصراع العربي - الاسرائيلي،
تماماً كما أمنت ايران حضوراً
سياسياً طاغياً في المنطقة
أيضاً من بوابة هذا الصراع.
فالتأييد الذي يلقاه رئيس
الوزراء التركي رجب طيب اردوغان
لدى العرب الان، مصدره الموقف
التركي المعارض بشدة للحرب
الاسرائيلية على غزة قبل عام. وفي الوقت عينه لا تستطيع الانظمة
العربية التي لا تخفي قلقها من
الدور الايراني، ان تواجه تركيا
بالمعيار ذاته لأن تركيا دولة
في تكوينها المذهبي شبيهة
بالدول العربية على غير ما هي
الحال مع ايران المتهمة بمحاولة
تشييع المنطقة او تصدير الثورة
الاسلامية. لا بل ان دولاً عربية
ترى في تركيا دوراً موازناً
للدور الايراني الذي توسع
كثيراً بعد سقوط نظام صدام حسين
في العراق ومن قبله نظام "طالبان"
في افغانستان. أما من ناحية اسرائيل، فإن الوضع يختلف،
فالدولة العبرية التي كانت
تتمتع بعلاقات مميزة مع تركيا
على كل المستويات من السياسية
الى العسكرية والاقتصادية،
تبدو مصدومة بالمواقف التركية.
وقد اوقعتها هذه المواقف في
ارباك سياسي واضح. فهي من جهة في
حاجة الى تركيا بصفتها دولة
اسلامية مهمة في المنطقة تقيم
معها علاقات طبيعية وتستفيد
منها في نواح عدة، وفي الوقت
عينه ليست قادرة على تحمل
الانتقاد التركي لها ولا سيما
في ما يتعلق بفلسطين. وأكبر دليل على الحرج الذي تواجهه
اسرائيل، هو الكيفية التي تصرف
بها نائب وزير الخارجية
الاسرائيلي داني ايالون مع
السفير التركي لدى تل ابيب. فبعد
ساعات من طريقة التعالي التي
تعامل بها ايالون مع السفير،
رضخ رئيس الوزراء الاسرائيلي
بنيامين نتنياهو للمهلة
التركية بوجوب تقديم اعتذار عن
المعاملة السيئة مع السفير
التركي. وهذا يدل طبعاً على مدى الجدل الذي تثيره
في اسرائيل، السياسة التركية
الحالية. فبعض المسؤولين لا
يريد المجازفة بإغضاب أنقرة الى
حد القطيعة لأن من شأن ذلك ان
يرتد على الدولة العبرية نفسها
ويعمق عزلتها في الشرق الاوسط.
لكن بعض الاسرائيليين يريد
التهويل على تركيا ومعاملتها
أسوة بالطريقة التي يتعاملون
بها مع الدول العربية، ربما
انطلاقاً من ان الحكومة التركية
تدرك ايضاً ان من مصلحتها عدم
القطع نهائياً مع اسرائيل،
وتالياً سيضطرها ذلك الى تعديل
موقفها. وايا يكن الرهان الاسرائيلي على حصول
تبدل في الموقف التركي، فإن ما
يتناساه الاسرائيليون هو ان
انقرة قطعت شوطاً طويلاً في
توطيد العلاقات مع دول المنطقة
وخصوصا مع سوريا وايران، وان
العودة التركية الى المنطقة لم
تعد تحكمها في كل الاحوال طبيعة
العلاقة مع اسرائيل. فأنقرة
قدمت نفسها مثلاً وسيطاً بين
سوريا واسرائيل في المفاوضات
غير المباشرة لتدشن بذلك مرحلة
من التوازن في علاقاتها مع دول
المنطقة. وقد اعترفت واشنطن نفسها اخيراً بأهمية
ان تضطلع تركيا بدور الوسيط في
هذه المفاوضات قبل ان تتدخل
الولايات المتحدة لرعايتها.
والملاحظ هنا ان الادارة
الاميركية أوصت بدور تركي في
هذه المفاوضات على رغم ان فرنسا
كانت تتوق الى دور على هذا
الصعيد. لكن في الحصيلة تريد اسرائيل من تركيا ان
تكون لها عوناً على
الفلسطينيين، لا ان تكون وسيطاً.
وربما هذا سبب صدمة اسرائيل. ========================== الرأي الاردنية 16-1-2010 شلومو تسيزنا - خلال محادثة التعارف التي
اجراها ليبرمان مع العاملين في
وزارة الخارجية عندما عين في
منصب وزير الخارجية سعى لاحداث
صدمة في نفوس السامعين. هو دعى
وسائل الاعلام لهذا اللقاء
وأجلس الوزيرة المغادرة تسيبي
لفني على منصة منخفضة وأوضح بأن
الوزارة ستتوقف عن الانشغال في
المفاوضات مع الفلسطينيين التي
جذرها اسلافه وانه في كل
الاحوال لا يرى احتمالية لان
يوافق احد ما في الطرف الاخر على
تنفيذ اتفاق سلام مع اسرائيل في
العقد القادم. العاملون القدامى في وزارة الخارجية
اعتقدوا بأن تعيين رئيس «اسرائيل
بيتنا» هو خطأ سيتضح لاحقا مدى
الصدمة التي سيتسبب بها لدرجة
اكبر من تعيين هيرشزون. ولكن
وزير الخارجية أشرك المستمعين
في ان دخوله للوزارة الخارجية
هو تجسيد للحلم منذ ان كان قادما
جديدا للبلاد وطالبا في الجامعة
العبرية في قسم العلاقات
الخارجية. ليبرمان احاط نفسه بدبلوماسيين قدامى من
المرموقين في وزارة الخارجية
ومن بينهم ناؤور جالئون ورافي
باراك وعين السفير داني ايالون
نائبا له. في المحادثات الشخصية يظهر ليبرمان ليس
فقط كانسان ذو معرفة عميقة
بالوضع الجغرافي والسياسي
العالمي وانما ايضا صاحب دراية
بالتفاصيل وان الاهتمام بهذه
المسائل هو الذي يهمه فعلا. قبل رأس السنة الميلادية استغل ليبرمان
اجازة العيد في الغرب ودعى كل
السفراء والقناصل الاسرائيليين
للقدوم الى القدس حيث عرض عليهم
اجندته كخطة عمل للوزارة للعام
2010. لب خطته يقول بأن على اسرائيل ان تعزز
الصلة مع دول العالم - وتحديدا
مع الدول التي تجاهلوها حتى
الان ومراكمة اكبر قدر من
الاصدقاء. الطريقة المقترحة: دمج المصالح المشتركة
سياسيا وامنيا واقتصاديا
وتجاريا. النتيجة وفقا للخطة
ستكون مضاعفة: اسرائيل لن تفرط
بالساحة للفلسطينيين المؤثرين
بدعم من رافعة الجامعة العربية
العملاقة والتأييد لاسرائيل
سيتجسد ايضا من خلال عمليات
التصويت لصالحنا في الامم
المتحدة. ليس من الصحيح بأن
الجميع في الخارج يهتمون فقط
بكوننا محتلين للمناطق - هذا ما
يعتقده وزير الخارجية. القيم الجديدة ليبرمان يشعر
أنه يضع القطار على سكته
الصحيحة بعد ان سافر 16 عاما على
سكة حديد موازية لا تقود الى اي
مكان وعموما من المفترض ان تكون
محتكرة من رئيس الوزراء. العامل
الثاني في السياسة الخارجية
الذي يسعى ليبرمان تكريسه هو
قيم الشرق الاوسط كما يسميها
وعلى رأسها الكرامة والاحترام
الذاتي والاعتزاز القومي. وفقا
لمسؤول كبير في الوزارة
الخارجية ليبرمان اوضح في احدى
جلسات الطاقم الدبلوماسي
الاسرائيلي ان الحفاظ على
الكرامة هو مسألة ذات قيمة
هائلة في الشرق الاوسط. الناس
يقتلون بسبب الكرامة. من
المحظور علينا ان نتصرف بطريقة
مغايرة في هذه الحارة، اوضح لهم
ليبرمان. وفقا للقيم الثلاثة الجديدة (عدم التركيز
على المفاوضات مع الفلسطينيين،
الاهتمام بالدول التي كانت
مهملة والحفاظ على الكرامة
الوطنية) يطلق ليبرمان احكامه
على كل قرار يصل الى طاولة
وزارته. هذا ما حدث ايضا في
بداية الاسبوع عندما جلس
ليبرمان ونائبه ايالون وطاقم
وزارة الخارجية في لقاء عمل حول
المسألة التركية. ليبرمان شاهد
التقارير القائلة بأن تركيا
تواصل الاقتراب من ايران واقترح
تحطيم الخطوط الحمراء. على سبيل
المثال طلب السفير الاسرائيلي
في تركيا للتشاور. الا انه كان من الواضح للجميع ان نتنياهو
لن يوافق على مثل هذه الخطوة
الهجومية الحادة خصوصا بسبب
محاولة وزير الدفاع ايهود باراك
استغلال مكانته كممثل لليسار في
الائتلاف واعادة اصلاح
العلاقات مع تركيا كما يفعل مع
مصر. العلاقات مع
تركيا تنزلق في منحدر من اليوم
الذي قرر فيه اولمرت ايقاف
المفاوضات غير المباشرة مع
السوريين بالوساطة التركية من
دون ان يعلمهم. بعد ذلك خرج
الجيش الاسرائيلي في عملية «الرصاص
المصبوب». رئيس الوزراء التركي
رجب طيب اردوغان اعتبر حماس
حركة شقيقة لحركة الحكم التي
يمثلها وليس تنظيما ارهابيا غير
شرعي. عمليات القصف من الجو
والاجتياح وسقوط 1400 ضحية الامر
الذي تمخض عن تقرير غولدستون
ادت كلها الى عدم توقف اردوغان
عن مهاجمة اسرائيل حتى ليس
عندما يكون شمعون بيرس حاضرا في
القاعة كما حدث في دافوس قبل عام
ولا حتى في هذا الاسبوع خلال
المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس
الوزراء اللبناني سعد الحريري. «الاحتجاج يجب
ان يكون بارزا» الجهات
التقديرية في اسرائيل تقرر
بوضوح بأن تركيا تمر بعملية «أسلمة».
في أنقرة يدركون انهم لن ينضموا
للاتحاد الاوروبي ولذلك تتحول
أنقرة نحو التحالف مع ايران.
الجميع يجمعون بأن التحالف مع
تركيا استراتيجي وهام. هذا
بالضبط السبب الذي يدفع ليبرمان
لتسوية المسألة مع الاتراك.
احتجاج اسرائيل حول التقارب مع
ايران يجب ان يكون بارزا، قرر
ليبرمان. حتى هذه النقطة حصل
ليبرمان على دعم كامل من رئيس
الوزراء. مقاول التنفيذ لنقل الرسالة كان نائب
وزير الخارجية ايالون. في
مراسيم الاهانة حدث خلل واحد
فقط: اوامر اخراج المشهد التي
اصدرها ايالون للمصورين التقطت
عبر فيلم التسجيل. القصد الاساس
كان اعلام المراسلين الصحفيين
بأمر الازمة والتأنيب الموجه
للسفير التركي في الموضوع
الايراني بعد اللقاء. ولكن المصورين في الغرفة ارادوا احياء
الصورة المجمدة. ربما المصافحة
اقترح احدهم. انت لا تفهم كل
المقطع؟ استشاط ايالون غضبا من
المصور الذي طرح السؤال ليست
هناك مصافحة مقصودة ولا
ابتسامات ايضا. ايالون لم يخف شيئا ولكنه لم يقصد عرض ما
قاله بهذه الصورة الفاضحة الامر
الذي احدث جلبة في الباحة
الدبلوماسية. في البداية لم يعتذر أيالون لانه اعتقد
بأنه مدعوم. صحيح انهم ضبطوه
متلبسا بخطأ صغير وانه اصدر
توضيحا من دون اعتذار ومن دون
ذكر السفير التركي ولكنه كان
مثل وزير الخارجية راضيا عن
النتيجة العامة: اخيرا أرسلت
رسالة مؤثرة في الاتراك. ولكن حينئذ جاء التهديد التركي باعادة
السفير وتخفيض مستوى العلاقات
الدبلوماسية مع اسرائيل الى
مستوى القنصليات ان لم يصدر
اعتذار دبلوماسي واضح عن الحادث.
وعندها اضطر ايالون بأمر من
نتنياهو للاعتذار في رسالة أنهت
الازمة في الوقت الحاضر. الازمة انتهت ايضا بفضل الاتصال الذي
اجراه الرئيس شمعون بيرس الذي
كان قد تلقى الوجبة الاولى من
اردوغان، مع الرئيس التركي
عبدالله غول وهكذا ضمن المنظور
العام ساعد تصرف ايالون الفظ في
بناء العلاقات ضمن مفهوم
الشطرنج محدثا خطوة من التقارب
ادت الى انقاذ الملك في هذه
اللعبة. «ربما سيفهمون
بهذه الطريقة» في صبيحة اليوم
التالي لذلك الحادث وقبل
الاعتذار توجه ايالون الى مطعم
«رحمو» في سوق محانيه يهودا في
القدس. ما من شك بأن الحادث حول
شخصيته وهو صاحب النظارات الى
شخصية تحظى بالشعبية. الناس
هناك استقبلوه بحرارة. أيالون
اوضح لاحدهم بأنه من الواجب
احيانا الخروج عن المعتاد من
اجل اعادة الامور الى نصابها. «نحن
نرسل الرسائل الهادئة منذ عام
ونصف من دون ان يحدث اي شيء. ليس
هناك اي تغير في الموقف فربما
سيفهمون بهذه الطريقة الان» قال. في الجهاز السياسي كان هناك من حاول اظهار
الرسائل الحازمة ضد تركيا
كمحاولة من ليبرمان لتخريب
زيارة مخططة لايهود باراك
لانقرة في يوم الاحد. التفحص
المعمق يشير الى عدم وجود أساس
لهذا الادعاء. صحيح ان هناك اختلافات في الرأي بصدد
الطريقة (ليبرمان يعتقد بأن
باراك يتصرف بانبطاح امام
الرئيس المصري مبارك والان
يمارس نفس النهج مع الاتراك)
ولكن من ناحية الجوهر ليس هناك
اختلاف. باراك مثل نتنياهو يعتقد بأن الاتراك
يتوجهون نحو ايران. وزير الدفاع
يمثل المصالح الامنية. التعاون
الاستراتيجي مع الاتراك هو من
مكونات الامن الاسرائيلية مثل
التجارة العسكرية معها. في هذا
المجال بالمناسبة ليست هناك
ازمات. اللواء احتياط اوري شني
المدير العام الجديد لوزارة
الدفاع زار أنقرة في هذا
الاسبوع. باراك يعتقد ان من الممكن استغلال
التقارب التركي مع ايران لاهداف
ايجابية. ان كانت تركيا تريد
الوساطة بين اسرائيل وسوريا الى
هذا الحد فمن الممكن تحويلها
الى وسيط بين ايران والعالم.
ربما توافق ايران التي ترفض نقل
تخصيب اليورانيوم من بلادها على
ان يتم ذلك في تركيا. مجابهات داخلية الى جانب السلوك
السياسي هنا ايضا التصرف
السياسي الداخلي حيث ان نتنياهو
يحاول الحفاظ على ائتلافه. هو
يحافظ على مبدأين اثنين: من جهة
يتوجب الحفاظ على الوضع القائم
ومن الناحية الاخرى على
استقلالية الوزراء. في الاسابيع الاخيرة يحاول ليبرمان قيادة
خطوات تثير معارضة من الشريكين
الرئيسين في الائتلاف - ايهود
باراك وايلي يشاي. في مواجهة
باراك، المجابهة تدور حول النهج
السياسي. باراك يقود الحكومة
للحوار الذي لا يؤمن به ليبرمان.
ربما يعتبر ذلك ضروريا في
مواجهة الفلسطينيين اما مع
الاتراك فهو ترف حسب رأيه.
بالنسبة ليشاي المجابهة تدور
حول مسائل مدنية ورفع مستوى
العلاقات مع اوكرانيا الذي
يقوده ليبرمان، تلك الفكرة التي
يعارضها رئيس شاس. ما يجري بين ليبرمان وباراك ويشاي يشكل
خطرا على الصلة القوية بين
نتنياهو وليبرمان. وهكذا تنضم
الى المسألة الخلافية حول فرملة
فصل صلاحيات المستشار القضائي
وتأييد اقتراح قانون درعي،
مجابهة جديدة حول تعيين السفير
في الامم المتحدة. نتنياهو
استبعد الون فينكس من الترشح
لهذا المنصب في الوقت الذي سعى
ليبرمان لتنصيبه فيه. في البداية قام نتنياهو بتفحص ملاءمة
فينكس للمنصب. فينكس سوق نفسه
باعتباره شخصا ذو صلة ممتازة مع
هيلاري كلينتون وانه سيقوم بعمل
جيد مع الديمقراطيين. نتنياهو
الذي يهتم كثيرا للعلاقات مع
الولايات المتحدة درس
الامكانية بجدية. مسؤولون في
حاشية نتنياهو اوضحوا بأن ما
استبعد فينكس عن المنصب ليس
سلوكه وانما ادعاءات اخرى. في
سياق هذه الادعاءات طرحت اسئلة
حول المصالح التي سيخدمها
وعندما كانت الايجابات واضحة
نتنياهو قرر التخلي عن خدماته.
ما من شك ان فينكس صاحب قدرة
دعاوية فائقة بالنسبة
للمتحدثين بالعبرية كما
يعترفون في المستوى السياسي
ولكن هل من الممكن التأكد من
المواقف التي سيطرحها على
الملأ؟ رئيس منظمة يهودية هامة
اوضح بأن معنى تعيين فينكس هو
تنصيب ممثل للمنظمة اليسارية جي
ستريت في الامم المتحدة. نتنياهو الذي
شغل هذا المنصب في الماضي ليس
مستعدا للتنازل حتى لو كلفه ذلك
مجابهة مع ليبرمان في هذه المرة. اسرائيل اليوم ========================== المستقبل - السبت 16 كانون
الثاني 2010 العدد 3539 - رأي و فكر - صفحة 19 نظام مارديني لم تمر تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب
طيب أردوغان، خلال مؤتمره
الصحافي المشترك مع نظيره
اللبناني سعد الدين الحريري،
مرور الكرام أمام قادة العدو. إذ
كان أردوغان قد ذكّر الذين
يهددون إيران بوجود سلاح نووي
في "إسرائيل"، معتبراً أن
هؤلاء لا ينتقدون "إسرائيل"،
وهذه مشكلة حقيقية. وعلى أثر هذا الموقف التركي الجديد أقدمت
وزارة خارجية العدو على توبيخ
وإهانة السفير التركي في تل
أبيب بشكل غير مسبوق، كما سبق أن
أصدرت وزارة خارجية العدو بيانا
حملت فيه بشدة على انتقادات
أردوغان جاء فيه أن تركيا هي آخر
من يوجه عظات ل "إسرائيل"
وجيشها، في إشارة لاتهامات
تاريخية للأتراك بارتكاب مذبحة
ضد الأرمن عام 1915. وأوضحت هذه المصادر أن ليبرمان أراد الرد
بعنف على الانتقادات اللاذعة
الصادرة عن رئيس الحكومة
التركية ضد "إسرائيل"
وانتهاكاتها وعلى مسلسل "وادي
الذئاب" الذي يبثه التلفاز
التركي علاوة على رغبته في
إحباط زيارة خصمه السياسي باراك. وفيما يلتزم رئيس وزراء العدو بنيامين
نتنياهو وديوانه الصمت حيال ما
جرى، برر وزير المالية يوفال
شتاينتس في تصريح إذاعي اليوم
ردّ حكومته على ما وصفه
بالاستفزاز والتحريض "الدموي"
التركي على "إسرائيل". غير أن رد السفير "الإسرائيلي" في
أنقرة تسفي ألبيلغ على إهانة
السفير التركي جاء أكثر صفاقة،
إذ وصف هذا التصرف بأنه "عمل
أخرق"، معتبراً إن "أسلوب
الإهانة غير مجد ومضر". ولكنه
غمز من جهة أخرى قائلاً إن أسباب
التوتر الحاصل بين تركيا و"إسرائيل"
لا تقتصر على انتقادات الأولى
لحرب الثانية على غزة فقط،
مشيراً إلى أن أنقرة تمارس
ضغوطا مختلفة على تل أبيب
لتساعدها في إقناع الاتحاد
الأوروبي بقبولها عضوا فيه! ولو قدر لسفير العدو أن يتساءل إن كان
الاحتلال الاستيطاني لفلسطين
أمرا سيئا بالنسبة "لإسرائيل"
والولايات المتحدة، فما كان
عليه سوى التمعن في القرار
التركي بإهانة "إسرائيل"
الدائم منذ ما قبل عدوانها
الدموي على غزة إلى تعليق
مشاركتها في المناورات الجوية
المتعددة الجنسية في تشرين
الأول الماضي. إلى إجراء تركيا
وسورية اجتماعات ديبلوماسية
ناجحة مؤخرا من خلال الأعلان عن
سلسلة واسعة من الاتفاقيات
والدعوة علنا إلى بناء مستقبل
مشترك، واخيراً الزيارة
الناجحة للحريري إلى أنقرة
وأسطنبول وقد توجت بعدد من
الاتفاقات، واهمها إلغاء
تأشيرة الدخول للبنانيين
والاتراك إلى كل من لبنان
وتركيا. والآن ما على "الإسرائيليين" سوى
النظر إلى الوراء لرؤية كم بات
الحال مختلفا، فالعلاقة
الحميمة بين تركيا و"إسرائيل"
كانت ذخرا رئيسيا للدولة
الاستيطانية، فخلال عقد من
الزمان ونيف كانت تركيا أوثق
حليف "لإسرائيل" في العالم
الإسلامي اشترت خلالها أسلحة من
الصناعات العسكرية "الإسرائيلية"
بل وسمحت لسلاح الجو "الإسرائيلي"
بالقيام بمناورات فوق الأجواء
التركية وهو أمر مهم بدرجة
استثنائية في ضوء صغر حجم "إسرائيل." لقد جاء العدوان على غزة خلال شهري كانون
الأول وكانون الثاني الماضيين
ليثير وجدان الأتراك ويحرج
الحكومة التركية التي كانت
تتوسط في المفاوضات غير
المباشرة بين "إسرائيل"
وسورية وحماس. كما أنه وبسبب
اعتقاد قادة العدو أن القوة هي
الطريق الوحيد للتعامل مع
المقاومة، فإن ذلك أدى إلى شن
عملية "الرصاص المصبوب"
التي تسببت في تدمير واسع في غزة
واستشهاد العديد من
الفلسطينيين، الأمر الذي ألهب
الرأي العام في تركيا وعرض
العلاقة الإستراتيجية إلى
الخطر التي سرعان ما أسقطتها
العجرفة "الإسرائيلية"
التي لا تزال تمرّغ بالوحول منذ
اطلقت المقاومة الفلسطينية اول
رصاصة في قلب الاحتلال في العام
1968، وأول رصاصة للمقاومة
الوطنية اللبنانية في تموز
العام 1982 عشية احتلاله لبنان،
إلى خروجه المذل من أغلب
الأراضي اللبنانية في أيار
العام 2000، وهزيمته المدوية في
تموز العام 2006. كثيرا ما يزعم المدافعون عن هذا الجسم
السرطاني أنه ذخر إستراتيجي
للولايات المتحدة ولكن وضعه
المنبوذ في المنطقة أسقط قيمته
الإستراتيجية، وهو ما يفسر عدم
مشاركة "إسرائيل" في حرب
الخليج عام 1991 أو عام 2003 على
العراق، ولكن تعويض ذلك جاء
سريعاً من الحكومات العربية
المعتدلة التي أعلنت على الجهر
مشاركة "إسرائيل" الخوف من
البرنامج النووي الإيراني،
والتعاون معها والولايات
المتحدة في مواجهة تلك القضية! ========================== تجميل دمشق المتعبة...
بالشعارات زين الشامي الرأي العام 16-1-2010 منذ أيام تناولنا في مقال هنا تحت عنوان «قصة
مدينتين... برج دبي ومجمع يلبغا
في دمشق»، قصة أحد المباني
المهملة منذ أكثر من ثلاثين
عاماً في قلب العاصمة دمشق، وهي
المدينة المأهولة الأقدم في
التاريخ، وأجرينا في ذلك المقال
مقارنة بين ذلك المبنى وبين
وبرج دبي، وكيف أن الإهمال حوّل
ذلك المبنى إلى مكان كئيب ومتسخ
وملجأ للصوص والحرامية ومتعاطي
المخدرات في وقت كان يجب أن
ينتهي العمل به منذ عقود ثلاثة،
لكن، وبسبب الفساد المستشري في
بنية المؤسسات السورية
الحكومية وبسبب البيروقراطية،
بقي هذا البناء من دون كسوة منذ
أوائل الثمانينات وحتى يومنا
هذا. وقد أجرينا مقارنة بينه
وبين برج دبي وقلنا إن في ذلك
مثلاً مهماً يعكس قصة نجاح دولة
الإمارات ونظامها الإداري
ويعكس نجاحاً على الأصعدة كلها،
فيما قصة ذلك المبنى المهمل في
قلب دمشق يعكس قصة فشلنا. وقلنا
أيضاً، إن ذلك المبنى كان هو
الأكبر والأضخم في دمشق، وكنا
نتوقع في الثمانينات أن يصبح من
أجمل وأحدث المباني. لذلك كان
هناك الكثير ممن فكر أن يأخذ «صورة»
بجانبه ليضيفها إلى «ألبومه»
الخاص، لكن أحد الأشخاص «الأكاديميين»
رد علينا في مقالة خاصة،
مستغرباً أن يفكر أحد في التقاط
صورة قرب بناء اسمنتي، داعياً
إيانا أنا وزوجتي والآخرين إلى
أن نأخذ صوراً لنا في أسواق دمشق
والجامع الأموي وقصر العظم،
وربما في الزبداني وبلودان، وهي
بالمناسبة جميعها معالم سياحية
وتاريخية ليس للدولة أو الحكومة
أو «حزب البعث» علاقة في وجودها.
ليس هذا فحسب، بل إن «الأكاديمي» التف عن
الموضوع وحاول تلقيننا درساً
عما حققته سورية ونظامها
السياسي وكيف تلعب اليوم دوراً
إقليمياً كبيراً باعتراف
الجميع وكيف فشلت مؤامرة الرئيس
الأميركي السابق جورج بوش عليها
وكيف أن الرئيس الفرنسي ساركوزي
تراجع عن مواقف سابقة ضد سورية،
وهو نفسه من طلب إعادة التواصل
معها متلمساً أن تقبل التعاون
معه. إن هذا الرد من قبل «الأكاديمي» وأعتقد
أنه أكاديمي ترعرع في أحضان
وجامعات «البعث»، على مقالة لنا
تحاول أن تضع الأصبع على الجرح
وتسمي الأشياء بمسمياتها، لم
يكن رداً مقنعاً، وهرب من جوهر
المشكلة التي تتعلق بالأسباب
التي جعلت مبنى ضخماً يقف اليوم
وسخاً وكئيباً وعارياً وسط
دمشق، رغم انتهاء العمل به منذ
ثلاثين عاماً من دون أي حل لهذه
المعضلة العمرانية التي تشوه
جمال مدينة دمشق، فيما تستطيع
دولة مثل الإمارات العربية
المتحدة، ورغم أنها استقلت مطلع
السبعينات، أن تحقق معجزات
عمرانية واقتصادية كبيرة لفتت
أنظار العالم كله. هل هو النفط من يقف وراء ذلك، نقصد نجاح
دولة مثل الإمارات فيما تفشل
سورية في تحقيق أي معجزة
عمرانية أو اقتصادية أو تنموية؟
لا بكل تأكيد، لأن هناك دولاً
غير نفطية مثل سنغافورة
وماليزيا وتايوان وغيرها،
حققوا معجزات اقتصادية وتنموية
من دون أن يمتلكوا ثروة النفط أو
أي نوع من أنواع الثروات التي
تمتلكها سورية. لا يوجد أبداً ما يبرر تقاعسنا وتخلفنا
وفسادنا وترهل أنظمتنا
الداخلية. علينا الاعتراف بأننا
لم ننجز شيئاً منذ عقود طوال،
ومنها مشكلة رغيف الخبز الذي
مازلنا وحدنا من بين شعوب
الأرض، وربما كوريا الشمالية
معنا، نقف طوابير ونقضي ساعات
طوال على أبواب الأفران من أجل
الحصول عليه، وهي المشكلة التي
يتنكر وجودها، للأسف، «الأكاديمي»
صاحب الرد. صدقني أيها الأكاديمي، ان الدور الإقليمي
وما يُحكى عنه في الاعلام
الحكومي غير موجود إلا في رؤوس
الذين يرفضون الحقيقة المرة ومن
قبلوا على أنفسهم ان يدفنوا
رؤوسهم في الرمال. إن هذا «الدور
الإقليمي»، وحتى ولو كان
موجوداً، فهو لا يطعم خبزاً،
ولا يعيد كرامة المواطن السوري
التي تهدر في السجون وعلى أبواب
أفران الخبز وأمام محطات
المحروقات حيث يقف السوريون في
عز البرد هذه الأيام في طوابير
ليستطيعوا تأمين بضعة لترات من
المازوت لتدفئة أطفالهم. أنا
أعرف أيها «الأكاديمي» أن
عائلات سورية لا تملك ثمن الخبز
ولا ثمن المازوت حتى، وصدقني
إنهم لم يسمعوا بالذي تسميه «الدور
الإقليمي»، وإذا سمعوا به فهو
لن يطعمهم خبزاً ولن يدفئهم ولن
يمنع فساداً قائماً، ولن يصلح
قضاء غير عادل، ولن يعيد
الاعتبار إلى التعليم والمدارس
والمناهج والجامعات التي
تخربت، والتي تزامن تخريبها مع
بدء العمل في ذلك البناء المهمل
وسط دمشق. ولأنني دمشقي وتسري ماء بردى في عروقي،
أرى جيداً وأعرف حجم الخراب
الذي أصاب المدينة أكثر من
غيري، فحول دمشق اليوم أكثر من 35
حياً فقيراً مما يسمونهم بأحزمة
البؤس أو مناطق المخالفات،
وفيها يعيش اليوم نحو أربعين في
المئة من سكان دمشق، بسبب
هجرتهم من الريف الى المدينة
بحثاً عن فرص العمل. ولك أن
تتخيل حجم البشاعة العمرانية
والضغظ الهائل على البنية
التحتية وحجم البطالة والجريمة
المنتشرة في هذه المدينة، فيما
القيادات السياسية والحكومية
لا تفعل شيئاً، لا بل هي متواطئة
ومشتركة في التخريب ونعرف
جميعاً حجم الأموال التي يدرها
تجار ومافيات العقارات على
الطبقة الحزبية «البعثية»
والحكومية. نحن نعرف أن النظام الفاسد يحيط نفسه
بطبقة من «أكاديمي ومثقفي
السلطة»، الذين يكتبون مقالات
طوالاً يومياً يمتدحون فيها
سياسة هذا النظام، ويمتلكون
القدرة على تزييف الحقائق،
لكنني أود القول إن الأكاديمي
والمثقف الحقيقي هو من يقف
دائماً الى جانب الحقيقة، حقيقة
الناس وأوجاعهم ويدفع الضريبة
لقوله هذه الحقيقة، وليس من
يجمّل القبح والخراب والفساد
والفقر والبطالة وانعدام
القانون، ويهرب باتجاه كلمات
مبهمة وشعارات طنانة مثل «الدور
الإقليمي». إن مثل هذه الشعارات هي ذاتها من تبقي
الجولان في أيدي الإسرائيليين،
وهي ذاتها من جعلت أبناءنا
يتركون المدارس، بحثاً عن فرصة
عمل في شوارع بيروت وصيدا
وطرابلس في لبنان، و«أكاديميينا»
يهاجرون إلى هنا وهناك في بلاد
الغربة بحثاً عن أي فرصة عمل،
وهي الشعارات ذاتها التي تجعلنا
في مؤخرة الدول والشعوب، وهي
ذاتها من ستبقي بناء مجمع يلبغا
وسط دمشق ثلاثين عاماً جديدة من
دون أن ينتهي العمل به، ووقتها
نكون ابتدعنا شعاراً جديداً على
شاكلة «الصمود والتصدي»، أو «قلب
العروبة النابض»، و«الصخرة
التي تتحطم عليها المؤامرات
الإمبريالية كلها»، أو «الدور
الإقليمي والاستراتيجي» لنداري
عجزنا وتقهقرنا وخرابنا. ========================== على أوباما التمسك
برسالة التواصل مع المسلمين ديفيد إغناتيوس 16-1-2010 الشرق الاوسط أصبحت رئاسة باراك أوباما، لا محالة،
متشابكة مع الشبكة العنكبوتية
للإرهاب. فقد صرح أوباما
الأسبوع الماضي: «إننا في حالة
حرب على تنظيم القاعدة، وسنفعل
كل ما يلزم لإلحاق الهزيمة بهم».
ليس أمام أوباما أية خيارات سوى خوض هذه
المعركة بقوة؛ في أفغانستان
وباكستان واليمن وغيرها من
الجبهات التي ستظهر في المستقبل.
بيد أنه ليكون فاعلا في هذه
الحرب؛ على أوباما أن يكون
مخلصا لطموحه في أن يكون أحد
صانعي السلام وعاملا من عوامل
التغيير. وهذا ما قاد إلى
انتخابه وولادة الآمال في جميع
أنحاء العالم بأنه يمثل شيئا
جديدا. ولأذكر نفسي برسالة أوباما الأساسية،
أعدت قراءة الخطاب الذي ألقاه
في يونيو (حزيران) الماضي في
جامعة القاهرة بمصر، الذي قال
فيه: «لقد أتيت إلى القاهرة
للبحث عن بداية جديدة بين
الولايات المتحدة والمسلمين في
جميع أنحاء العالم؛ بداية تستند
إلى المصالح والاحترام
المتبادلين». وعبرت هذه الجملة
عن رؤية استراتيجية واضحة
وصحيحة. وأثارت رسالة القاهرة حماسة شعوب منطقة
الشرق الأوسط، لأنها تعاملت مع
العالم الإسلامي وتطلعاته بشيء
من الاحترام، ولأنها، لنكون
صرحاء، جاءت على لسان أميركي من
أصول أفريقية، اسمه الأوسط حسين.
استشعر الناس ذلك لأن أوباما
قدم فرصة خاصة للخروج من «صراع
الحضارات» الذي يلوح في الأفق.
وهذه الصيغة لصراع لا مفر منه هي
بالتحديد الطريقة التي يريد
تنظيم القاعدة أن يجعل العالم
يفكر بها، بيد أن أوباما كان
يعرض شيئا مختلفا. وعلى وجه التحديد، تعهد أوباما في
القاهرة بالعمل من أجل السلام
بين إسرائيل والفلسطينيين،
فقال إن «الوضع بالنسبة للشعب
الفلسطيني لا يحتمل». بل إنه حتى
أعطى حركة حماس إشارة إيجابية
عندما أعلن بوضوح أن «حماس تحظى
بالتأييد بين بعض الفلسطينيين».
وأثار كثير من المتشككين تساؤلات حول
خطاب القاهرة. وتوقع العرب بأنه
إذا امتنعت إسرائيل عن
الاستجابة للمطالب الأميركية،
فإن أوباما سينفض يده من القضية
برمتها. وحذر الصقور في أميركا
وإسرائيل بأن أوباما كان ساذجا؛
لأن أعداء أميركا المسلمين لن
يقتنعوا بهذا الكلام المعسول عن
السلام، فهم لا يفهمون سوى منطق
القوة. ويعتقد المشككون من الجانبين الآن أن
الأيام أثبتت صحة موقفهم، نظرا
لأن جهود أوباما لتحقيق السلام
يبدو أنها أخفقت في الوصول إلى
ما تتطلع إليه، حتى في الوقت
الذي يصعد فيه من حربه في
أفغانستان واليمن. ويبدو خطاب
القاهرة وكأنه تذكرة بلحظة
ذهبية وجيزة: كلمات جميلة، لكن
لا يوجد متابعة لتنفيذها. لكن في الحقيقة، الاستراتيجية التي طرحها
أوباما في القاهرة أكثر أهمية
الآن من أي وقت مضى. يتحدث
الناقدون وكأنه ينبغي النظر إلى
صنع السلام ومحاربة التطرف
الإسلامي باعتبارهما أمرين
ينبغي الاختيار بينهما، لكن ما
فهمه أوباما قبل عام هو أن
الأمرين مرتبطان ببعضهما بعضا.
إن أفضل وسيلة لإضعاف المتطرفين
في إيران أو تنظيم القاعدة هي
إحراز تقدم في قضايا تهم العالم
الإسلامي. البنادق وحدها لن
تفعل ذلك، وإذا كان الأمر غير
ذلك، لشق الإسرائيليون طريقهم
نحو السلام منذ زمن طويل. ستكون اليمن بمثابة اختبار؛ هل يستطيع
أوباما محاربة الإرهاب بطريقة
أكثر ذكاء مما فعل سلفه، جورج
دبليو بوش؟ أقرت الإدارة
الأميركية على الفور بأن اليمن
معقل متنام ل«القاعدة». ومنذ
يناير (كانون الثاني) الماضي،
ناقش مجلس الأمن الوطني قضية
اليمن في خمسة عشر اجتماعا
للجنة النواب الخاصة به، وعزز
أوباما باستمرار الأنشطة
العسكرية والاستخباراتية
السرية هناك. ويعتقد أن
الطائرات الحربية والقنابل
الأميركية، على سبيل المثال،
استخدمت في الهجوم على معسكرات
التدريب التابعة ل«القاعدة» في
اليمن في 17 ديسمبر (كانون الأول).
لكن الجهود الأميركية الرامية إلى مواجهة
«القاعدة» في اليمن عرقلتها
المشاعر القوية المعادية
للولايات المتحدة في هذا البلد.
إنها المشكلة نفسها التي توجد
في باكستان. لا تستطيع تحسين هذه
الحالة من الغضب فقط عن طريق
احتساء فنجان من الشاي أو إغداق
الأموال الخاصة بالتنمية. يجب
أن تعالج الولايات المتحدة
القضايا التي يتحمس الناس من
أجلها، مثل القضية الفلسطينية. تسعى الإدارة الأميركية جاهدة لإحياء
عملية السلام الفلسطينية
المتوقفة. وقيل إن جورج ميتشل،
المبعوث الخاص للرئيس الأميركي
إلى الشرق الأوسط، يقوم بصياغة
اختصاصات المفاوضات وخطابات
لطمأنة الأطراف وهي ما ستقدم
مزيدا من الوضوح بشأن المواقف
الأميركية حول القضايا
الأساسية. وأشارت وزيرة
الخارجية الأميركية هيلاري
كلينتون إلى الخطوط العريضة
الأسبوع الماضي عندما دعت إلى «دولة
مستقلة قابلة للحياة على أساس
حدود عام 1967 مع مبادلات متفق
عليها» للأراضي. وفي الوقت الذي يحارب فيه أوباما تنظيم
القاعدة وحلفاءه، فإنه في حاجة
إلى أن يكون أوباما، فهو يحتاج
إلى مواصلة التعبير عن رسالة
القاهرة التي تنادي بالتواصل مع
العالم الإسلامي؛ ليس
باعتبارها بديلا عن محاربة
التطرف ولكن باعتبارها أحد
المكونات الضرورية لهذه الحرب.
إننا نواجه عدوا يريد استدراجنا
على نحو أعمق إلى خوض معركة،
بحيث تصبح أميركا أكثر انعزلا
وأقل شعبية. إننا نتجنب الوقوع
في فخ هذه العنكبوت عن طريق حل
المشكلات ذات الأهمية. *خدمة «واشنطن بوست». ========================== التصحر يطاول 18 في المئة
من الأراضي السورية السبت, 16 يناير 2010 الحياة دمشق - سمر أزمشلي لعبت التغيرات المناخية دوراً مهماً في
تكوين الأنظمة البيئية الهشة في
المناطق الجافة وشبه الجافة في
الوطن العربي وبينها مناطق في
سورية. وتظهر مشكلة التصحر كأحد التحديات التي
يواجهها نحو ربع سكان العالم
الذين تمارس غالبيتهم الزراعة
المعتمدة على الأمطار، اضافة
الى تربية المواشي في المراعي
الطبيعية. وقدرت المساحة
المهددة بالتصحر عالمياً بنحو 35
مليون هكتار يعيش فيها حوالى 850
مليون شخص يشكلون 19 في المئة من
مجموع سكان العالم، ومعظم هذه
المساحة تقع في المناطق الجافة
والشديدة الجفاف. وفي سورية، يتعرض 18 في المئة من الأراضي
لأنواع مختلفة من التدهور الذي
يؤدي إلى التصحر، علماً بأن
المساحة الكلية للبلاد تبلغ 185
ألف كيلومتر مربع تشكل البادية
55 في المئة منها، وتقع في منطقة
الاستقرار الخامسة وضمن
المنطقة الجافة والشديدة
الجفاف التي يقل معدل أمطارها
عن 200 ميلليمتر في السنة. وتشكل
المساحة المهددة بالتصحر 60 في
المئة من أراضي البادية وأراضي
الهامشية أي منطقة الاستقرار
الرابعة. وينشط «المركز العربي لدراسة المناطق
الجافة والأراضي القاحلة» (أكساد)،
في معالجة مظاهر التصحر والجفاف
في كل المناطق العربية، ونفذ
عشرات المشاريع بينها تحسين
إنتاجية القمح في الدول
العربية، وإعداد مشروع حول
الأمن المائي العربي، اعتمد في
القمة العربية الاقتصادية في
الكويت، وإقامة شبكة دولية في
مجال إدارة الموارد المائية.
ويأتي موضوع التصحر ومكافحة
هجوم الرمال، في مقدم اهتمامات
المركز في الكثير من الدول
العربية، منها سورية، إضافة الى
مشاريع في مجال الحد من التصحر
وإعادة تأهيل مناطق ومراع
متدهورة. وفي هذا الخصوص أجرى «أكساد» الكثير من
البحوث والدراسات والمشاريع
التطبيقية في مكافحة التصحر في
سورية، كان آخرها المباشرة في
مشروعي الهريبشة وكباجب على
الطريق الرئيس الذي يربط مدينتي
تدمر - دير الزور، لمعالجة مشكلة
زحف الرمال. ويظهر التصحر في سورية وفقاً لدراسة
أعدتها «الهيئة العامة للبحوث
العلمية» في وزارة الزراعة، في
الأراضي الأكثر حساسية
للانجراف، بخاصة تلك التي
اعتمدت زراعتها على الأمطار
وتعرضت للرعي الجائر وعوامل
التصحر الأخرى. وتوجد المواقع
المتصحرة على شكل بؤر بخاصة في
جبل البشري وسهل الدو وسهول قصر
الحيرة الشرقي ومناطق الحماد
السوري. وتعمل الحكومة من خلال استراتيجية اعدتها
على مكافحة التصحر من خلال
مشاريع كبرى كالمشاتل الرعوية
والمحميات الحكومية والمراعي
الشعبية، ونقاط الري والنقاط
الطبية البشرية والبيطرية،
ومشاريع تثبيت الكثبان الرملية
ونشر الوعي البيئي وتأمين
الخدمات. وبناء على هذه الاستراتيجية فقد تم في
مجال إعادة تأهيل الغطاء
النباتي، انشاء 10 مشاتل رعوية
طاقتها الإنتاجية 15 مليون شجيرة
رعوية سنوياً. وأنشئت المحميات
الرعوية الحكومية وبلغ عددها 68
على مساحة اجمالية قدرها 970 الف
هكتار، تبلغ المساحة المزروعة
منها 218 الف هكتار بمعدل وسطي
قدره 500 غرسة رعوية في الهكتار
من انواع الروثا والقطف الملحي
والرغل السوري والأميركي. وتم
التركيز على شجيرة الروثا لتصل
الى 85 في المئة من إنتاج المشاتل
الرعوية في السنوات الأخيرة
نظراً لاستساغتها العالية
وملائمتها الظروف البيئية. وبالتوازي، اعتمد اسلوب النهج التشاركي
لإقامة المراعي الشعبية التي
بلغ عددها 139، مساحتها
الإجمالية 124 الف هكتار، لذوي
الحيازات الصغيرة من 50 الى 100
رأس ماشية، إضافة الى اقامة
مشاريع تثبيت الكثبان الرملية
لوقف زحف الرمال على المنشآت
الاقتصادية والتجمعات السكانية. اما في مجال الموارد المائية، فأنشئت
سدود سطحية وآبار تخزينية
وخزانات أرضية على مستوى
العائلة. ونُظمت في المجال
الاجتماعي دورات لمحو الأمية
بلغ عددها اكثر من 225 دورة،
اضافة الى دورات في التوعية
الصحية والبيئية والمهارات
والأنشطة المنزلية وإيجاد فرص
عمل في مشاريع الاستزراع. وتتجلى ابرز مظاهر التصحر في سورية
بتكرار هبوب العواصف الترابية،
اذ اظهرت دراسات عن رصد العواصف
الغبارية في البادية السورية،
ان عدد الأيام التي يعلو فيها
الغبار بلغ اكثر من 115 يوماً في
السنة، وأن مساحة الأراضي
المغطاة بالرمال ازدادت على
حساب مساحة أراضي المراعي
وانخفاض القدرة الإنتاجية
للمراعي الطبيعية والغطاء
النباتي، حيث اظهرت الدراسات
تراجع الإنتاجية السنوية الى
أقل من 32 كيلوغراماً للهكتار في
المواقع المتدهورة، في حين انها
تصل في المراعي الجيدة الى اكثر
من 500 كيلوغرام. وشهدت البادية
السورية، بخاصة الشرقية في
العقدين الأخيرين مراحل جديدة
من التدهور وصفت بأنها «شديدة
الخطورة» ووصل ارتفاع الرمال في
شوارع مدينة دير الزور (شمال
شرقي البلاد) الى 15 سم خلال
الصيف الماضي نتيجة الجفاف
والتدهور. ويعزو باحثون أسباب التصحر في سورية الى
الفلاحات البعلية والرعي
الجائر والمبكر والنوعي، إضافة
الى التحطيب والآثار الناجمة من
الوطء الحيواني والآلي في تفكيك
التربة، والعوامل الطبيعية
الاجتماعية. وبدأت مشاريع مكافحة التصحر وإعادة تأهيل
الغطاء النباتي في سورية منذ
العام 1980 وأخذت تتطور كماً
ونوعاً حتى اليوم، تستخدم فيها
مراقبة التغيرات التي تطرأ على
الغطاء النباتي من حيث الكثافة
والتغطية، باستخدام تقنية
الاستشعار من بعد منذ العام 1994
في المشروع الرائد في جبل
البشري في البادية السورية،
بالتعاون بين وزارة الزراعة و «أكساد»
على مساحة مليون هكتار. كما تستخدم في مراقبة التغيرات طريقة مسح
الغطاء النباتي حقلياً لقياس
التغطية النباتية والإنتاجية
والرعي، والتركيب النوعي
للفلورا النباتية من حيث تغير
الأجناس والأنواع على الواقع
سواء كانت المتدهورة او
المحسنة، وكذلك الحمولة
الرعوية اضافة الى القياسات
العالمية لتدهور التربة بالجرف
الريحي او المائي. ========================== التنمية مسؤولية مشتركة..
فمن أين نبدأ..؟ دمشق صحيفة تشرين مجتمع السبت 16 كانون الثاني 2010 زهور كمالي العمل الأهلي أصبح ركيزة أساسية للمساهمة
في التقدم الاجتماعي والتنمية
ومعياراً لقياس مستوى تعاون
الأفراد. وفي سورية برز دور الجمعيات والمنظمات
الأهلية بتقديم الرعاية
والخدمة للفئات المحتاجة، لكن
ما نطمح إليه هو تغيير وتنمية
المجتمع بشكل عام، وهذا الهدف
يتوقف نجاحه على جدية العمل
الأهلي ورغبة المجتمع في إحداث
التغيير والتنمية. التنمية مسؤولية مشتركة، لكن من أين تبدأ
وأين تنتهي؟... وكيف يمكن لهيئات
المجتمع الأهلي القيام بدورها
التنموي؟... الدكتور سمير صارم الباحث والمتابع
للشؤون الاقتصادية تحدّث لنا
حول المجتمع الأهلي ودوره في
التنمية وقال: إن الإنسان هو أداة التنمية وعليه تقع
مسؤوليات إنجازها سواء من خلال
جهة حكومية أو جهة أهلية وكل
المنظمات والهيئات غير
الحكومية تسمى المجتمع الأهلي
ومهمتها توحيد الرؤى والجهود
وتنظيم العمل بما يخدم المجتمع
والوطن وبالتالي فالمجتمع
الأهلي هو مجتمع المؤسسات غير
الحكومية التي تأخذ على عاقتها
تطوعاً القيام بالعديد من
المهام في نشر الوعي والمساهمة
في خدمة المجتمع وتنميته لاسيما
خلال الكوارث والحروب والأزمات
كالهلال والصليب الأحمر أو في
أوقات السلم كمنظمات الشبيبة
والطلبة التي تقوم بالعمل
التنموي إذ ليس باستطاعة أية
دولة مهما بلغت إمكاناتها
المادية والبشرية تحقيق تنمية
متوازنة ومستدامة والإيفاء
بالاحتياجات الاجتماعية
للمواطنين من دون الاعتماد على
مؤسسات المجتمع الأهلي. وأضاف د.صارم: إن هذه الجمعيات نشطت في
تدريب الأفراد وتنمية قدراتهم
وشاركت في عملية التنمية إلى
جانب الجهات والمؤسسات
المعروفة.. ولابدّ من الإشارة
إلى المفهوم الذي كان سائداً
حتى وقت قريب وهو أن المجتمع
الأهلي هو مجرد جمعيات خيرية
تقدم المساعدات والتبرعات
للمحتاجين، ووسيط بين فاعلي
الخير والفقراء، لكن الزمن
تجاوز هذا المفهوم إلى مفهوم
أوسع يضيف إلى الجمعيات الخيرية
جهات أخرى شبابية ونسائية وصار
يمكن لمؤسسات المجتمع الأهلي أن
تشارك في بناء القدرات المهنية
والفكرية لأعضائها وتؤهلهم
للقيام بدور أكبر في المجتمع
حتى إنها يمكن أن تساهم بتوليد
فرص العمل وتعمل على زيادة
إنتاجية العامل وتكافح الفقر
وتحمي البيئة.. وأكد الدكتور صارم أن هناك شروطاً يجب
تحقيقها لهيئات المجتمع الأهلي
لتؤدي دورها، منها ما يتعلق
بالدولة التي يجب أن توفر
المناخات التشريعية والقانونية
اللازمة لها للعمل بحرية ومرونة
وحمايتها من الشطط والفساد
وكذلك العمل على خلق علاقة
متوازنة تقوم على الاحترام
المتبادل وبالمقابل يؤدي
المنتسبون لها دورهم التنموي في
خدمة المجتمع والبيئة
والمساهمة بالخدمات الاجتماعية
والإنتاجية بمنطق العمل
التطوعي وعدم تغليب المصالح
الشخصية على المصلحة العامة. وقد أظهرت بعض إحصاءات صادرة عن منظمة
التعاون الاقتصادي والتنمية أن
مساهمات المجتمع الأهلي في
التنمية أواخر القرن العشرين
تراوحت بين 6-7 مليارات دولار
سنوياً ويصل عددها في مصر مثلاً
إلى عشرين ألف جمعية أهلية. وختم د.صارم حديثه بالقول: إن جمعيات
المجتمع الأهلي يمكن أن تكرّس
العديد من القيم الإيجابية في
العمل الوطني وفي التآلف
الاجتماعي والوحدة الوطنية وهي
قادرة على تقديم خدمات تنموية
اقتصادية واجتماعية وثقافية في
المجالات كلها، وهذه الخدمات
بالمحصلة هي خدمات تنموية
وطوعية تدعم وتكمل ما تقوم به
الحكومات وإن بدت في الظاهر
اجتماعية وثقافية لأن التنمية
هي بناء المجتمع وتحقيق أهدافه
بمستوى حياة أفضل لاسيما أن
هيئات المجتمع الأهلي تضم عادة
طاقات فكرية وإمكانات مادية
يمكن أن تضيع إن لم تتم
الاستفادة منها.. =================== المصدر
: مدونة سر من قرأ ولد في
26 فبراير من عام 1954 م في حي قاسم
باشا أفقر أحياء اسطنبول ، لأسرة
فقيرة من أصول قوقازية تلقى
رجب تعليمه الابتدائي في مدرسة
حيه الشعبي مع أبناء حارته ، ويحكى
أن مدرس التربية الدينية سأل
الطلاب عمن يستطيع أداء الصلاة
في الفصل ليتسنى للطلاب أن
يتعلموا منه ، رفع رجب يده ولما
قام ناوله المدرس صحيفة ليصلي
عليها ، فما كان من رجب إلا أن
رفض أن يصلي عليها لما فيها من
صور لنساء سافرات ! .. دهش
المعلم وأطلق عليه لقب ” الشيخ
رجب ” . أمضى
حياته خارج المدرسة يبيع البطيخ
أو كيك السمسم الذي يسميه
الأتراك السمسم ، حتى يسد رمقه
ورمق عائلته الفقيرة ثم
انتقل بعد ذلك إلى مدرسة الإمام
خطيب الدينية حتى تخرج من
الثانوية بتفوق . ألتحق
بعد ذلك بكلية الاقتصاد في
جامعة مرمره بالرغم
من اهتماماته المبكرة بالسياسة
إلا أن كرة القدم كانت تجري في
دمه أيضا ، يكفي بأن أقول أنه
أمضى 10 سنوات لاعبا في عدة أندية
! فصل من
الجيش من أجل شاربه بعد
إلتحاقه بالجيش أمره أحد الضباط
حلق شاربه ( الشارب يعتبر ضد
القوانين الكمالية ) فلما رفض
كان قرار فصله طبيعياً ! زواجه
من المناضلة يقول
الكاتب التركي جالموق في كتابه
الذي ألفه عن أردوغان : بدأت قصة
زوجه من رؤيا رأتها أمينة
المناضلة الإسلامية في حزب
السلامة الوطني ، رأت فارس
أحلامها يقف خطيبا أمام الناس –
وهي لم تره بعد – وبعد يوم واحد
ذهبت بصحبة الكاتبة الإسلامية
الأخرى شعلة يوكسلشلنر إلى
اجتماع حزب السلامة وإذا بها
ترى الرجل الذي رأته في منامها ..
رأت أوردغان .. وتزوجوا بعد ذلك
واستمرت الحياة بينهما حتى
وصوله لسدة الحكم مشكلين ثنائيا
إسلاميا جميل .. لهما اليوم عدد
من الأولاد .. أحد الأولاد
الذكور سُمي ” نجم الدين ” على
اسم استاذه نجم الدين أربكان من
فرط اعجابه وإحترامه لإستاذه ،
وإحدى بناته تدرس في أمريكا
لعدم السماح لها بالدراسة في
الجامعة بحجابها ! أردوغان
في السياسة بدأ
اهتمامه السياسي منذ العام 1969
وهو ذو 15 عاما ، إلا أن بدايته
الفعلية كانت من خلال قيادته
الجناح الشبابي المحلي لحزب ”
السلامة أو الخلاص الوطني ”
الذي أسسه نجم الدين أربكان ، ثم
أغلق الحزب وكل الأحزاب في
تركيا عام 1980 جراء انقلاب عسكري
، بعد عودت الحياة الحزبية انضم
إلى حزب الرفاه عام 1984 كرئيس
لفرع الحزب الجديد ببلدة
بايوغلو مسقط رأسه وهي أحدى
البلدات الفقيرة في الجزء
الأوربي في اسطنبول ، وما لبث أن
سطع نجمه في الحزب حتى أصبح رئيس
فرع الحزب في اسطنبول عام 1985
وبعدها بعام فقط أصبح عضوا في
اللجنة المركزية في الحزب . رئيس
بلدية اسطنبول لا يمكن
أن أصف ما قام به إلا بأنه انتشل
بلدية اسطنبول من ديونها التي
لغت ملياري دولار إلى أرباح
واستثمارات وبنمو بلغ 7% ، بفضل
عبقريته ويده النظيفة وبقربه من
الناس لاسيما العمال ورفع
أجورهم ورعايتهم صحيا
واجتماعيا ، وقد شهد له خصومه
قبل أعدائه بنزاهته وأمانته
ورفضه الصارم لكل المغريات
المادية من الشركات الغربية
التي كانت تأتيه على شكل عمولات
كحال سابقيه ! بعد
توليه مقاليد البلدية خطب في
الجموع وكان مما قال : ” لا يمكن
أبدا أن تكونَ علمانياً ومسلماً
في آنٍ واحد. إنهم دائما يحذرون
ويقولون إن العلمانية في خطر..
وأنا أقول: نعم إنها في خطر. إذا
أرادتْ هذه الأمة معاداة
العلمانية فلن يستطيع أحدٌ
منعها. إن أمة الإسلام تنتظر
بزوغ الأمة التركية الإسلامية..
وذاك سيتحقق! إن التمردَ ضد
العلمانية سيبدأ ” ولقد
سؤال عن سر هذا النجاح الباهر
والسريع فقال ”
لدينا سلاح أنتم لا تعرفونه إنه
الإيمان ، لدينا الأخلاق
الإسلامية وأسوة رسول
الإنسانية عليه الصلاة والسلام
” . رجب طيب
أردوغان في السجن للنجاح
أعداء ، وللجرأة ضريبة ، وبدأ
الخصوم يزرعون الشوك في طريقة ،
حتى رفع ضده المدعي عام دعوى
تقول بأنه أجج التفرقة الدينية
في تركيا وقامت الدعوى بعد
إلقاءه شعرا في خطاب جماهيري-
وهو مميز في الإلقاء – من ديوان
الشاعر التركي الإسلامي ضياء
كوكالب الأبيات هي : مساجدنا
ثكناتنا قبابنا
خوذاتنا مآذننا
حرابنا والمصلون
جنودنا هذا
الجيش المقدس يحرس ديننا فأصدرت
المحكمة بسجنه 4 أشهر .. وفي
الطريق إلى
السجن حكاية أخرى وفي
اليوم الحزين توافدت الحشود إلى
بيته المتواضع من اجل توديعه
وأداء صلاة الجمعة معه في مسجد
الفاتح ، وبعد الصلاة توجه إلى
السجن برفقة 500 سيارة من الأنصار
! .. وفي تلك الأثناء وهو يهم
بدخول السجن خطب خطبته الشهيرة
التي حق لها أن تخلد . ألتفت
إلى الجماهير قائلا :
” وداعاً أيها الأحباب
تهاني القلبية لأهالي اسطنبول
وللشعب التركي و للعالم
الإسلامي بعيد الأضحى المبارك ،
سأقضي وقتي خلال هذه الشهور في
دراسة المشاريع التي توصل بلدي
إلى أعوام الألفية الثالثة
والتي ستكون إن شاء الله
أعواماً جميلة ، سأعمل بجد داخل
السجن وأنتم اعملوا خارج السجن
كل ما تستطيعونه ، ابذلوا
جهودكم لتكونوا معماريين جيدين
وأطباء جيدين وحقوقيين متميزين
، أنا ذاهب لتأدية واجبي
واذهبوا أنتم أيضاً لتأدوا
واجبكم ، أستودعكم الله وأرجو
أن تسامحوني وتدعوا لي بالصبر
والثبات كما أرجو أن لا يصدر
منكم أي احتجاج أمام مراكز
الأحزاب الأخرى وأن تمروا عليها
بوقار وهدوء وبدل أصوات
الاحتجاج وصيحات الاستنكار
المعبرة عن ألمكم أظهروا رغبتكم
في صناديق الاقتراع القادمة “ أيضا في
تلك الأثناء كانت كوسوفا تعاني
، وبطبيعة الحال لم يكن لينسى
ذلك رجب الذي كان قلبه ينبض بروح
الإسلام على الدوام، فقال ”
أتمنى لهم العودة إلى مساكنهم
مطمئنين في جو من السلام، وأن
يقضوا عيدهم في سلام، كما أتمنى
للطيارين الأتراك الشباب الذين
يشاركون في القصف ضد الظلم
الصربي أن يعودوا سالمين إلى
وطنهم “ حزب
التنمية والعدالة بعد
خروجه من السجن بأشهر قليلة
قامت المحكمة الدستورية عام 1999بحل
حزب الفضيلة الذي قام بديلا عن
حزب الرفاه فانقسم الحزب إلى
قسمين ، قسم المحافظين وقسم
الشباب المجددين بقيادة رجب
الطيب أردوجان وعبد الله جول
وأسسوا حزب التنمية والعدالة
عام 2001 . خاض
الحزب الانتخابات التشريعية
عام 2002 وفاز بـ 363 نائبا مشكلا
بذلك أغلبية ساحقة ومحيلا
أحزابا عريقة إلى المعاش ! لم
يستطع أردوغان من ترأس حكومته
بسبب تبعات سجنه وقام بتلك
المهمة صديقه عبد الله جول الذي
قام بالمهمة خير قيام ، تمكن في
مارس من تولي رئاسة الحكومة بعد
إسقاط الحكم عنه . وابتدأت
المسيرة المضيئة .. أردوغان
يصلح ما أفسده العلمانيون بعد
توليه رئاسة الحكومة .. مد يد
السلام ، ونشر الحب في كل اتجاه
، تصالح مع الأرمن بعد عداء
تاريخي ، وكذلك فعل مع أذربيجان
، وأرسى تعاونا مع العراق
وسوريا .. ، ولم ينسى أبناء شعبه
من الأكراد ، فأعاد لمدنهم
وقراهم أسمائها الكردية بعدما
كان ذلك محظورا ! ، وسمح رسميا
بالخطبة باللغة الكردية ، و
أفتتح تلفزيون رسمي ناطق
بالكردية ! .. كل هذا وأكثر .. مواقفه
من إسرائيل العلاقة
بين تركيا وإسرائيل مستمرة في
التدهور منذ تولي أردوغان رئاس
الحكومة التركية ، فمثلا إلغاء
مناورات “ نسور الأناضول ”
التي كان مقررا إقامتها مع
إسرائيل و إقامة المناورة مع
سوريا ! ، التي علق عليها
أردوغان : ” بأن قرار الإلغاء
احتراما لمشاعر شعبه ! ” إ، أيضا
ما حصل من ملاسنة في دافوس بينه
وبين شمعون بيريز بسبب حرب غزة ،
خرج بعدها من القاعة محتجا بعد
أن ألقى كلمة حق في وجه ” قاتل
الأطفال ” ، دم أردوغان المسلم
يغلي حتى في صقيع دافوس ! ،
واُستقبل في المطار عند عودته
ألاف الأتراك بالورود والتصفيق
والدعوات ! اليوم اليوم ..
أعلن عن فوز هذا البطل بجائزة
الملك فيصل العالمية لخدمة
الإسلام .. ألا سحقا لنوبل ! ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |