ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الموجة الثالثة للأزمة
تضرب عمق أوروبا بقلم :عبدالجليل النعيمي البيان 25-2-2010 شبح الأزمة العالمية يجول في أوروبا
الآن، حيث ضربت موجتها الثالثة
هناك. وقد يكون تشبيهنا مبالغاً
فيه، لكن الاتحاد الأوروبي يعطي
الانطباع وكأنه سفينة توشك على
الغرق، ويحاول كل من ركابها
النجاة بنفسه. ففي عام 2010 قد يشكل عجز الموازنة في
إيرلندا 7 .11%، البرتغال 3 .8%،
إسبانيا حوالي 10%، أما العجز
الأكبر ففي اليونان 7 .12%. وقد أخذ بعض الاقتصاديين الأوروبيين
يفرزون هذه البلدان غير
المحظوظة في الاتحاد الأوروبي،
في مجموعة خاصة أطلقوا عليها
تندرا اسم «مجموعة الخنازير»
ذةاس مشتقة من الأحرف الأولى
لأسمائها. ويقدر الكثيرون أنه إذا استشرت موجة
العجوزات في منطقة اليورو،
فسيحدث ذلك هزة كبيرة في
الاقتصاد العالمي تفوق في قوتها
آثار أزمة الرهون العقارية
وانهيار ليمان براذرز، وان ذلك
سيضع على المحك مصير عملة
اليورو والاتحاد الأوروبي
برمته. وفي هذه الأيام يستذكر الكثيرون
الاقتصادي الشهير حامل جائزة
نوبل، ملتون فريدمان، الذي تنبأ
في بداية هذا القرن بانهيار
اليورو وتفكك الاتحاد الأوروبي.
وزراء مالية منطقة اليورو الذين اجتمعوا
الأسبوع الماضي لبحث الأزمة
الاقتصادية في اليونان، بينوا
للإعلام أنهم ليسوا في وارد
الحديث علانية عن أية خطط
لتقديم الدعم المالي لهذا البلد.
وحسب كلمات ممثل المجموعة الأوروبية جان
كلود يونكر لل «بي بي سي»، فإن
الحديث عن ذلك سيكون ضرباً من
اللامعقول. وإذا كان القرار
بسرية النقاشات يدعو إلى
الاستغراب. كونه يمس مصير العملة الأوروبية الموحدة،
فالأرجح أن الغرض من وراء
السرية هو إخفاء غياب وحدة
الموقف لدى الدول الأوروبية حول
هذا الموضوع، وكذلك لكي لا تسري
الأوهام لدى بقية مجموعة بلدان
ذةاس بآمال على مساعدات الاتحاد
الأوروبي. أعطى الحاضرون في اللقاء لليونان مهلة
حتى 16 مايو 2010، من أجل إعداد خطة
إجراءات عاجلة بهذا الصدد. ذلك
يعني أنهم ينتظرون منها، قبل كل
شيء، خفض النفقات على البرامج
الاجتماعية وزيادة الضرائب. بما فيها زيادة ضريبة القيمة المضافة
والضرائب على استهلاك مواد
الطاقة، وكذلك إدخال ضرائب
جديدة على الاستهلاك «اللوكس». قبل هذا، وأثناء القمة الاقتصادية
لمجموعة السبع، كان المصرف
المركزي الأوروبي ممثلاً بجان
كلود تريشه، قد وقف إلى جانب
إعطاء اليونان فرصة أن تعيد
بنفسها ترتيب بيتها الاقتصادي
من الداخل، لتستطيع خفض العجز
من 7 .12% من الناتج الإجمالي
المحلي العام الماضي، إلى أقل
من 3% عام 2012. إن ترك الاتحاد الأوروبي لليونان كي
تواجه مصيرها بنفسها، يحمل
بذور، ليس فقط الاضطراب السياسي
الشامل الذي بدأ يهز الاستقرار
في اليونان، أو ينذر بانتشار
ذلك إلى مجموعة بلدان ذةاس فقط،
وإنما بزعزعة منطقة اليورو
وتهديد كيان الاتحاد الأوروبي. فالحركة الاحتجاجية الجماهيرية الواسعة
للنقابات اليونانية، تبين بشكل
قاطع أن أية حكومة لن تستطيع
إجبار اليونانيين على شد
الأحزمة على البطون، حتى ولو
كان ذلك تحت تهديد العقوبات
التي قد يفرضها الاتحاد
الأوروبي. سوف لن يستطيع الاتحاد الأوروبي في نهاية
المطاف، إلا أن يتحمل مسؤولياته
تجاه اليونان. لكن الواضح أنه
كلما تأخر في فعل ذلك، وكلما
فشلت الحكومة اليونانية في حل
الأمور في الداخل، خصوصاً وأن
يدها مقيدة في اتخاذ أية قرارات
بشأن سعر صرف عملة اليورو، فإن
حركة الاحتجاج الجماهيرية
ستزداد حدة وتعقيداً. وستكون إجراءات حل أزمة الاقتصاد
اليوناني فيما بعد، أكثر كلفة
على الاتحاد الأوروبي من الآن.
وقد يتطور الأمر إلى أنه لن
يستثنى من بين الحلول المطروحة
أمر طرد اليونان من منطقة
اليورو، أو تخفيض عملة اليورو
نفسها. إن وصول الاقتصاد اليوناني إلى حافة
الإفلاس، وظهور مشكلات مماثلة
في بلدان أخرى في الاتحاد
الأوروبي، خفض كثيراً من تفاؤل
المستثمرين بشأن عودة الانتعاش
للاقتصاد العالمي. وحسب استطلاع للرأي أجراه «بنك أميركا» (فًَ
ُن ءٍمْيكف - حمْْيٌٌ ج؟َكو) بين
مديري الأصول، تعتبر أوروبا
اليوم أقل مناطق العالم جاذبية
للاستثمار. أما في أوروبا نفسها
فإن المزاج العام في تدن، فخلال
شهر يناير الماضي هبطت نسبة
المتوقعين لانتعاش الاقتصاد من
74% إلى 51%. وبدا واضحاً أن مجموعة ذةاس ليست القائمة
النهائية للبلدان الأوروبية
التي تعاني من عجز الموازنات.
وحسبما تشير وسائل الإعلام، فإن
20 بلداً من بين 27 أعضاء في
الاتحاد الأوروبي، تعاني من عجز
في الميزانية يفوق 3% نسبة إلى
الناتج المحلي الإجمالي. وأصبح تخطي هذا الحد بمرتين أو ثلاث،
يعتبر مؤشراً اعتيادياً أكثر
منه استثناء. وحسب بعض التوقعات
فإن متوسط عجز الموازنات سيبلغ 5
.7% نسبة إلى الناتج المحلي
الإجمالي، في مجموع الاتحاد
الأوروبي. وكما بالنسبة لليونان، كانت المفوضية
الأوروبية قد أعطت لاثني عشر
عضواً آخر في الاتحاد، مهلة
تتراوح ما بين سنتين وخمس سنوات
لحل مشكلة العجز. وحيث أن
الخبراء يشكّون في قدرة هذه
الدول على تحقيق ذلك، فإن وضعاً
سيئاً ينتظر اقتصاد الاتحاد
الأوروبي واستقراره السياسي. وهذا يتطلب من صانعي القرار الاقتصادي
والسياسي مراقبة تطورات
الأوضاع بيقظة، كي لا نقع ضحية
مفاجآت كالتي حدثت وتحدث مع
تتالي موجات الأزمة العالمية في
السنوات الأخيرة. ====================== آخر تحديث:الخميس ,25/02/2010 فايز رشيد الخليج فضيحة للكيان الصهيوني واتهامات كبيرة
للموساد من الصحف وأجهزة
الإعلام “الإسرائيلية”،
والدعوة إلى استقالة مسؤوله
الأول، استدعاء للسفيرين “الإسرائيليين”
في كل من بريطانيا وايرلندا من
قبل وزارتي الخارجية في
البلدين، ولجان تحقيق في الدول
التي استعملت “إسرائيل”
جوازات سفر مزورة عائدة لها . انقلب السحر على الساحر، فرغم النجاح في
عملية اغتيال المبحوح، لكن
تداعياتها في ما بعد، قلبت
المعادلة رأساً على عقب، حيث
بات كثيرون من الخبراء
والمعنيين يعزون العملية
الأخيرة إلى قائمة الفشل في
عمليات كثيرة للموساد “الإسرائيلي”،
الذي يحاول أن يبدو بمظهر “سوبرمان”
قادر على اختراق الحدود واغتيال
من يريد من دون ترك أي آثار تشير
إلى تورطه في هذه العمليات . من هذا المنطلق، الذي تم فيه كشف العملية،
والذي استطاع إخفاء وسائله
التقنية ولم يظهرها سابقاً،
وللسرعة العالية في كشف غموض
الجريمة، تستحق شرطة دبي التحية
والإعجاب والتقدير من كل عربي
في هذا الوطن الكبير من المحيط
إلى الخليج . رددنا أكثر من مرة، أن الدولة الصهيونية
ليست أكثر من مؤسسة قطّاع طرق
ولصوص وعصابة في ثوب دولة، فهي
لا تتوانى عن التجسس على أقرب
حلفائها، كما في حالة الجاسوس
الأمريكي جوناثان بولارد، الذي
تجسس على الدولة التي كان لها
فضل كبير في إنشاء هذه الدولة،
مزورة جوازات السفر لحليفاتها
الأوروبيات كما في العملية
الأخيرة، وهذه ليست المرة
الأولى التي تقوم فيها “إسرائيل”
بتزوير لجوازات السفر
البريطانية والأخرى التابعة
لدول أوروبية عديدة، بالتالي
فإن الدولة هي التي تسهّل
للموساد قيامه بمهماته القذرة
على صعيد المنطقة والعالم . إن إمكانات الدولة، التي تضعها “إسرائيل”
في خدمة أجهزة استخباراتها
وتسهيلها لاعتماد وثائق مزورة
لأقرب حلفائها الأوروبيين من
الدول، هي التي تسهل عليهم
القيام بجرائمهم، ولولا هذه
الأخيرة لما تمكن عملاء الموساد
من تنفيذ جريمتهم، وَلكُتِبْ
لهذه المنظمة الإرهابية المزيد
من الفشل على صعيد العمليات
الإجرامية التي تقوم بها وأضيفت
العملية الأخيرة إلى سلسلة
العمليات الفاشلة الأخرى . الموساد “الإسرائيلي” كما هو جيش
الكيان، امتدادان للمنظمات
الإرهابية الصهيونية:
الهاجاناه، شتيرن، ليحي
والإتسل وغيرها . كل الذي اختلف
مع هذه المنظمات على مدى ما يزيد
على الستين عاماً من ولادة هذا
الكيان المصطنع، هو أن الجيش
والاستخبارات “الإسرائيليين”
ازدادا في إرهابهما، وارتفعت
نسبة الجرائم التي يقومان بها
ليس على الصعيد الفلسطيني فقط
وإنما على الصعيد العربي وفي
المنطقة، وعلى صعيد الإنسانية
جمعاء . ازدادت هاتان المؤسستان
شراسة وعنفاً بفضل التقنيات
التي تسهل لهما ارتكاب الجرائم
والقتل والاغتيالات، هذه
الأسلحة والتقنيات التي تحرص
الولايات المتحدة وبعض الدول
الأوروبية الأخرى، على تزويد “إسرائيل”
بها، بالتالي، فأين هي هذه
القدرة السوبرمانية “الإسرائيلية”
العسكرية والاستخباراتية،
والتي تحاول “إسرائيل”
الإيحاء بها إلى العالم وبخاصة
إلى دول المنطقة؟ من الواضح أن الزمن “الإسرائيلي” بدأ في
عدّه العكسي، فنحن نعيش مرحلةً
استطاع فيها العالم كشف بعض من
حقيقة هذه الدولة . قبل سنوات
كان من الصعب بل من الاستحالة
بمكان ملاحقة القادة السياسيين
والعسكريين “الإسرائيليين”
بسبب جرائمهم المرتكبة ضد
الفلسطينيين . الآن وفي هذه
المرحلة بالذات كثيرون منهم لا
يجرؤون على السفر خارج حدود
دولتهم بسبب هذه الملاحقة . رغم نجاح عملية اغتيال المبحوح، فإن هذه
العملية تدلل على الارتباك “الإسرائيلي”
وبخاصة جهاز الموساد، الذي مني
بمرات عديدة من الفشل . ====================== كي لا تتحول جريمة دبي
مشكلة فلسطينية المستقبل - الخميس 25 شباط 2010 العدد 3578 - رأي و فكر - صفحة 19 خيرالله خيرالله تتوالى فصول الحرب التي تشنها إسرائيل
على الفلسطينيين. كان اغتيال
القائد العسكري في "حماس"
محمود المبحوح في دبي فصلاً
جديداً في هذه الحرب. الأكيد أنه
ليس الفصل الأخير. المهم الآن
كيف يواجه الفلسطينيون هذه
الحرب؟ هل مطلوب السقوط في الفخ
الإسرائيلي عن طريق إطلاق
شعارات واتهامات ذات طابع
عشوائي تصب في خدمة السياسة
التي تتبعها حكومة بنيامين
نتنياهو، أم في الإمكان البحث
عن مشروع وطني واضح المعالم
قابل للتطبيق يحرج السياسة
العدوانية لإسرائيل ويساهم في
عزلها دولياً؟ مثل هذا المشروع، الذي لا يزال، الى إشعار
آخر أفضل رد على الوحشية
الإسرائيلية، موجود ومقبول من
العالم. إنه يقوم على خيار
الدولتين الذي لم يمت بعد. هذا
الخيار تنادي به الإدارة
الأميركية، مثلما تنادي به دول
الاتحاد الأوروبي. صحيح أن
واشنطن غارقة حتى أذنيها في
أفغانستان والعراق والمواجهة
مع إيران بسبب مشروعها النووي،
لكن الصحيح أيضاً أن لا مجال آخر
أمام الفلسطينيين غير الصمود
والتمسك بمشروع واقعي يلقى دعم
المجتمع الدولي. البديل من ذلك،
الاستسلام لنتنياهو ومشروعه
الذي يستهدف تكريس الاحتلال
لجزء من الضفة الغربية، بما في
ذلك القدس الشرقية... والسماح،
في أحسن الأحوال، بقيام دولة
فلسطينية حدودها حدود
المستوطنات وليس حدود العام 1967
التي تقرها الشرعية الدولية. هناك الآن فرصة أمام الفلسطينيين لتأكيد
أنهم الضحية، وأنهم ليسوا الطرف
الذي يمارس الإرهاب. على العكس
من ذلك، لديهم فرصة يؤكدون من
خلالها للعالم أنهم لا يسعون
سوى الى الحصول على حقوقهم
المشروعة كشعب من شعوب المنطقة.
تتمثل الفرصة في ما حصل أخيراً
في كيفية الرد على جريمة دبي
التي كشفت الأجهزة الإماراتية
المختصة خيوطها مؤكدة مهنيتها
العالية. استطاعت الأجهزة
الأمنية في دولة الإمارات جمع
ما يكفي من الأدلة، خصوصاً عبر
الكاميرات الموجودة في الفندق
الذي حل فيه المبحوح، لإثبات أن
عناصر تابعة لجهاز الاستخبارات
الإسرائيلي وراء الجريمة. أكثر
من ذلك، كشفت الأجهزة
الإماراتية أن عملاء "الموساد"
استخدموا، من أجل الوصول الى
دبي ودخول مطارها، جوازات
أوروبية تابعة لمواطنين أحياء
يرزقون. ثارت ثائرة الدول
الأوروبية المعنية مباشرة
بقضية الجوازات المستخدمة من
"الموساد". وهذه الدول هي
بريطانيا وفرنسا وايرلندا
وألمانيا. ولكن يخشى، في حال عدم
متابعة المجموعة العربية
عموماً والفلسطينيين خصوصاً
للقضية بالشكل المطلوب، من أن
تضيع الجريمة في متاهات
الخلافات الفلسطينية -
الفلسطينية والعربية - العربية
وأن تغرق في بحر النسيان. كيف الاستفادة مما حصل في دبي وتوظيفه في
خدمة القضية الفلسطينية بدل
تحول الجريمة الى مشكلة
فلسطينية أو عربية؟ المؤسف أن
"حماس" حولت الأنظار عن
إسرائيل عندما وجهت اتهامات،
مبطنة أحياناً ومباشرة في أحيان
أخرى، الى السلطة الوطنية
الفلسطينية و"فتح". مثل هذه
الاتهامات لا تفيد القضية
الفلسطينية ولا تساهم في مساعدة
العرب على التفاهم في ما بينهم
بهدف اتخاذ موقف موحد يبلغ الى
الدول التي تمتلك حداً أدنى من
النفوذ على إسرائيل. لعل السؤال البديهي هل في استطاعة السلطة
الوطنية وأجهزتها ملاحقة
المسؤول العسكري في "حماس"
حتى دبي؟ الجواب أن السلطة و"فتح"
لا تمتلكان سوى إمكانات محدودة
وليس في الإمكان الحديث عن بنية
أمنية لهما في دمشق حيث يتحكم
النظام بالأمن بشكل جيد. وقد
توجه المبحوح الى دبي في رحلة من
العاصمة السورية واغتيل بعد
أربع وعشرين ساعة من وصوله. وإن
دل ذلك على شيء، فإنه يدل على
اختراق ما في الحلقة الضيقة
المحيطة بالضحية من جهة، والى
وجود دولة تمتلك إمكانات كبيرة
تقف وراء الجريمة من جهة أخرى. في ظل هذه المعطيات، ليس أمام "حماس"
سوى التروي والتعقل وتفادي
توجيه الاتهامات جزافاً.
إسرائيل في مأزق. هذا لا يعني أن
دولاً أوروبية ستقطع العلاقات
معها، لكن مما لا شك فيه أن
التعاون الأمني بينها وبين كل
من فرنسا وبريطانيا وايرلندا
وألمانيا لن يعود الى سابق عهده
قبل مرور فترة لا بأس بها. كل ما
تستطيع "حماس" عمله هو
السعي الى استعادة الوحدة
الفلسطينية استناداً الى مشروع
سياسي واضح هو البرنامج السياسي
لمنظمة التحرير الفلسطينية. لا
وجود للعبة أخرى في المدينة
للأسف الشديد... في غياب خطوة من هذا النوع، ستظل إسرائيل
تمارس إرهاب الدولة وفرض حصارها
الظالم على أهل غزة الصامدين. إن
الرد على جريمة دبي يكون بتفادي
إثارة مزيد من الانقسامات في
الصف الفلسطيني. بكلام أوضح،
يبدو مطلوباً في المرحلة
المقبلة التركيز على التخلص من
الاحتلال. هل هناك وعي لدى كل الأطراف الفلسطينية
لمعنى استمرار الوضع الراهن على
حاله، أي وجود كيانين مستقل كل
منهما عن الآخر الأول في الضفة
الغربية والآخر في غزة، فيما
هناك حكومة إسرائيلية تفضل
تفادي أي نوع من المفاوضات
الهادفة الى قيام دولة فلسطينية
"قابلة للحياة"؟ يفترض في
الفلسطينيين مساعدة أنفسهم
أولاً قبل أن يطلبوا من الآخرين
مساعدتهم. يفترض بهم، قبل أي شيء
آخر، التوقف عن تبادل الاتهامات
في أي مجال من المجالات في حال
كانوا يريدون التفكير بالفعل في
كيفية الخروج من المأزق العميق
الذي تعاني منه قضيتهم! ====================== الافتتاحية الأربعاء 24-2-2010م بقلم : رئيس التحرير - أسعد عبود الثورة لا يخفي الاتحاد الأوروبي إدانته للعمل
الإجرامي الذي أدى إلى استشهاد
القيادي الفلسطيني محمود
المبحوح.. لكنه يخفي اسم إسرائيل!! هو في الحقيقة يدين استخدام جوازات سفر
ووثائق من بلدانه في هذه
العملية القذرة.. وبشكل ما يدين
مثل هذه العمليات. هل مثل هذه الإدانة الخجولة المحاطة بكل
أنواع التحسبات كي لا تؤذي
إحساس المجرم الإرهابي.. تمنع
مثل هذه الأعمال.. أم«...»؟! ما قاله بيان الاتحاد الأوروبي ينسجم
نسبياً مع موقفه الأخلاقي
التاريخي من عمليات الاغتيال
ككل.. ومع حرصه على حرمة وثائقه
ومواطنيه.. لكنه لا ينسجم أبداً
مع دوره.. إذا كانت مثل هذه الجريمة النكراء المخطط
لها من قبل حكومة «يفترض أنها
حكومة دولة» وينفذها أحد
أجهزتها.. وتنتهك سيادة مجموعة
كبيرة من الدول الأوروبية وغير
الأوروبية.. لا تشعر الأوروبيين
بأن ثمة ما يتحدى أمن المنطقة
ومستقبلها ودور القوى المحبة
للسلام فيها.. فما الذي يمكن أن
يحرضهم على إدانة المجرم
بالجريمة الموصوفة وتحديده دون
أي حماية له أو خجل منه؟! ثم.. دبي إمارة في دولة اتحاد الإمارات
العربية.. مدينة مسالمة في دولة
مسالمة.. تسعى بجهد كل أبنائها
والمقيمين فيها لتبني حضارة
وتؤمن نشاطاً إنسانياً
اقتصادياً يفيد منه كل العالم..
ولعلها «الإمارات كلها»
الأنموذج الفريد لمجتمع يستضيف
أكثر من عدده من البشر من مختلف
الجنسيات والقوميات والعروق..
ليتيح لهم فرصة العيش وتأمين
الرزق. بلد منفتح ومفتوح لكل رواد السلام والعمل
في العالم وبينهم حتماً
الأوروبيون.. شعب بعيد كل البعد
عن التعقيد والتشدد.. يستغلون
مايحاول أن يشيعه في أجوائه من
التسامح والتساهل تجاه كل من
يقصده، لينالوا من سيادته
ومقدرته بالتسلل والتخفي
والتنكر والأعمال الإرهابية
الإجرامية دون وازع من ضمير..
وهم أصلاً لا يملكونه. لكن.. الإمارة العربية.. استطاعت أن تكشف
المجرمين بعد وقوع الجريمة.. وهي
لاشك ستفيد كثيراً مما جرى،
لتكشف أي مجرم قبل ارتكاب
جريمته، لدى أي محاولة أخرى. لابد أن يتحسب الأشقاء في الامارات
العربية المتحدة لأساليب الغدر
لدى الصهاينة، والتي تدفعهم
لاستغلال التسامح والتساهل. دخلوها كطيور الظلام.. يخفون وجوههم
وحقيقتهم وكل ما فيهم مزوّر..
ظناً منهم أنهم سينفذون جريمتهم
ويغادرون ولايكشفهم أحد.. فإذا
كانت كبرى الدول تعجز عن ضبط
الإرهاب وتسجيل الجريمة
بالأدلة الكاملة.. فكيف
بالإمارة العربية الصغيرة
المسالمة..؟! هكذا ظنّوا.. وكذّبت الإمارات العربية المتحدة..توقعاتهم
المريضة وجبروتهم القائم على
الجريمة. ولعلها كانت الأميز في ضبط تفاصيل
الجريمة «ولو بعد تنفيذها»
لتضعهم أمام أبصار العالم
والمجتمعات. لتضعهم أمام الاتحاد الأوروبي أولاً. هل يظن الأوروبيون أنهم بإبعاد اسم
إسرائيل وإبعاد حتى العمل ذاته
عن الإدانة قدموا للدولة
المنفتحة المسالمة - الإمارات
العربية المتحدة - ما تستحقه من
دعم وتأييد ولا سيما أن لهم فيها
مصالح لا حدود لها؟! نترك الجواب للأوروبيين.. نتركه للإمارات العربية المتحدة مع تحية
تقدير على جهدهم الكبير
ومقدرتهم اللافتة في تقديم
الأدلة الكافية على الجريمة
ومرتكبيها.. ما جعلهم محط أنظار
العالم. ====================== إضاءات الاثنين 22-2-2010م خلف علي المفتاح الثورة تضع الإدارة الأمريكية أياً كان لونها
الحزبي في الحسبان عند وضع
الخطوط الاستراتيجية لسياستها
الخارجية اتجاهات الرأي العام،
وهذا ينطبق على السياسة
الخارجية الأمريكية في المنطقة
العربية وبالتحديد الصراع
العربي الصهيوني. وبالعودة إلى تاريخ الصراع عبر مقطع
تاريخي امتد لأكثر من ستة عقود
ونيف نجد ثباتاً في السياسة
الأمريكية تجاه قضية الصراع،
ودائماً لمصلحة إسرائيل. ويأتي
ذلك الموقف منسجماً مع اتجاهات
الرأي العام الأمريكي الذي
استطاع الإعلام الصهيوني
والأمريكي المتصهين ترسيخ صورة
انطباعية مزيفة في وعيه الجمعي
عن حقيقة الصراع في المنطقة
بسبب غياب وجهة النظر العربية
في الساحة الثقافية والسياسية
والإعلامية الأمريكية لأسباب
باتت معروفة للجميع ولا حاجة
لذكرها . وما يهمّ في الوقت الحاضر وضمن معطيات
جديدة عربية وعالمية ومؤشرات من
الداخل الأمريكي، وخاصة بعد
وصول إدارة أمريكية قدمت
مفاتحات جديدة في التعاطي
الأمريكي مع دول العالم، وهذا
ما جاء على لسان رئيسها تختلف في
شكلها ولهجتها عن الإدارة
السابقة، وبدأت تجد صدى لها في
بعض مفاصل الحياة الأمريكية،
سواء على الصعيد الإعلامي أم
الأكاديمي، وكذلك على صعيد
الرأي العام الأمريكي، وإن كان
ذلك الصدى في حالة جنينية تحتاج
الى احتضان ومتابعة منهجية
ومدروسة. ويستدل على ذلك الصدى
الإيجابي من خلال حوار أجرته
مؤسسة «انتلجينس سكويرد» في
جامعة نيويورك تركز حول عنوان
محدد طرح على المتحاورين وهم
روجر كوهين محرر الشؤون
الخارجية بصحيفة نيويورك
تايمز، ورشيد الخالدي أستاذ
الدراسات العربية بجامعة
كولومبيا، وستيوارت ايزنستات
السفير الأمريكي السابق في
الاتحاد الأوروبي ووكيل وزارة
الخارجية الأمريكية السابق،
وايتيمار رابينوفيتش سفير
الكيان الصهيوني السابق في
واشنطن. وكان موضوع الحوار هو :هل
السياسة الأمريكية تجاه
المنطقة العربية مازالت تخدم
المصالح القومية الأمريكية! أم
إن على أمريكا اتخاذ خطوة إلى
الوراء في علاقتها الخاصة مع (إسرائيل)؟وقد
كانت وجهة نظر المتحاورين
مختلفة في هذا السياق، حيث دعا
كل من روجر كوهين والخالدي إلى
ضرورة إعادة النظر بالسياسة
الأمريكية تجاه المنطقة لأنها
فشلت حتى الآن في تحقيق عملية
السلام بين العرب (وإسرائيل)وهذا
برأيهم يضر بالمصالح
الاستراتيجية الأمريكية والأمن
القومي الأمريكي. ويرى الكاتبان
أن السياسة الخارجية الأمريكية
تجاه قضية الصراع العربي
الإسرائيلي لاتخضع للتحليل
الناقد، حيث بلغ حجم السخاء
الأمريكي( لإسرائيل) في العقد
الماضي فقط حوالي 60 مليار
دولار، إضافة إلى تواطؤ أمريكا
مع العنف الصهيوني اللذين يريان
فيه السبب في تنامي ما سمياه
الإرهاب العالمي ويعطي المبرر
لتجنيد ما سمياه آلاف
الإرهابيين. وعلى النقيض من وجهة النظر تلك يرى «ايزنستات
ورابينوفيتش» أن تراجع
الولايات المتحدة الأمريكية عن
علاقتها الخاصة(بإسرائيل) سيمثل
خذلاناً للمبادئ الأخلاقية-على
حد زعمهم – ما يؤدي إلى التخلي
عن الحليف الديمقراطي الوحيد
الذي يمكن الاعتماد عليه في
المنطقة، وأن ذلك سيشكل رسالة
غير جيدة لحلفاء أمريكا في
العالم . ولكي نصل إلى مؤشرات حول إمكانية التأثير
في الرأي العام الأمريكي،
يمكننا قراءة نتائج استطلاع رأي
الجمهور الذي قامت به مؤسسة
انتلجينس سكويرد قبل وبعد
الحوار لتقف على حقيقة من تمكن
أكثر من غيره في استمالة عدد
اكبر من الجمهور تجاه وجهة نظره.
ففي الاستطلاع الأول فضلت نسبة
33بالمئة التراجع في العلاقة مع
الكيان الصهيوني، بينما عارض
ذلك 42 بالمئة من المستطلعة
آراؤهم وكان 25 بالمئة غير محددي
المواقف. وبعد الحوار أعربت
نسبة 49بالمئة عن تأييدها لحدوث
تراجع في العلاقة بين الولايات
المتحدة والكيان الصهيوني
وعارضته 47بالمئة وكانت نسبة 4
بالمئة غير محددة المواقف، وهذا
يعني الذي فاز في الحوار ودعا
إلى إعادة النظر بالعلاقة هم
النسبة الأكبر. إن تحليل نتائج الاستطلاع على الرغم من
محدودية مساحته وطبيعة الجمهور
المستطلعة آراؤه، تعطي مؤشرات
ودلالات يمكن الركون إليها،
تؤكد إمكانية إحداث تأثير في
الرأي العام الأمريكي تجاه قضية
الصراع العربي الصهيوني، وأنه-أي
الجمهور الأمريكي –ليس كتلة
صماء أو قطيعاً يقاد حيث يشاء
الإعلام الصهيوني والمتصهين،
فالساحة الأمريكية الإعلامية
والاجتماعية والأكاديمية
مفتوحة، ولعل ما جرى للسفير
الإسرائيلي وهو يلقي محاضرته
أمام طلاب جامعة كاليفورنيا،
وما واجهه منهم من احتجاجات
وقولهم له كم فلسطينياً قتلتم،
والترويج للقتل ليس حرية تعبير
وكذلك ما لقيه مستشار وزارة
الخارجية في حكومة العدو دانيال
توب في جامعة كاليفورنيا من
صرخات احتجاج من الطلبة، كل ذلك
يشير إلى أن الرأي العام
الأمريكي قابل للتغيير، وخاصة
على مستوى الأجيال الشابة،
وتحديداً طلبة الجامعات
والمستويات الأكاديمية، إذا ما
أحسن العمل في هذا الحقل المهم
عبر التنظيم والتنسيق والدعم
المادي والتأطير المؤسساتي
للناشطين، واستقطاب النخب
الأكاديمية والإعلامية والفنية
ورجال الأعمال، والانفتاح
الكامل على المجتمع الأمريكي،
ومد جسور حوار حقيقي معه،
واستثمار المال العربي في
المؤسسات الإعلامية ومراكز
الأبحاث التي تعتبر الرحم
والمنبع الذي يغذي المطبخ
السياسي الأمريكي بخططه
واستراتيجياته . إن فتح النوافذ والبوابات الثقافية
والإعلامية والشعبية بين العرب
والشعب الأمريكي وعدم الاقتصار
على البوابات السياسية التي
غالباً ما تتحكم بها قوى
ولوبيات لا يسرها علاقة طيبة
بينهما، هو أمرٌ في غاية
الأهمية ويخدم المصالح
المشتركة لكلا الشعبين وشعوب
العالم قاطبة، وهذا لا يقلل
بالتأكيد من أهمية الحوار
السياسي أو يشكل بديلاً عنه،
ولكنه يوفر أرضية صالحة لعلاقات
سياسية أكثر قوة ورسوخاً. ====================== الاغتيال استراتيجية
صهيونية .. فماذا نحن فاعلون؟ د. عيدة المطلق قناة الدستور 25-2-2010 أما وقد كُشف النقاب عن معظم التفاصيل في
عملية اغتيال الشهيد "محمود
المبحوح" .. فإن هذا الكشف بما
اتصف به من "سرعة وحرفية ودقة
وبراعة"شرطة دبي .. قد وضعنا
من جديد أمام حقيقة هذا الكيان
الصهيوني الذي قام على التزييف
.. كما استحضر تاريخ الحركة
الصهيونية وكيانها الحافل
بالجريمة والإرهاب ..فضلاً عما
أكدته هذه الواقعة من أن
الاغتيال أو "التصفية
الجسدية"إنما هي استراتيجية
صهيونية ثابتة.. إن الفكر الصهيوني المؤسس على الخرافات
والأساطير التلمودية وتعاليم
وفتاوى الحاخامات ليزخر
بمفردات الجريمة .. فهذا الفكر
ينكر أصلاً آدمية الأغيار كما
تنكر عليهم "الحق في الحياة"
.. وبناء عليه فإنه من الطبيعي أن
يأتي "كافة"(وليس بعض أو
غالبية) قادة الكيان من عتاة
المجرمين والقتلة (من هرتزل ..وجابوتنسكي
، وبن جوريون ، وبيغن وشامير ..
إلى رابين.. وباراك .. وشارون..
وأولمرت ونتيناهو.. وإلى ما
لانهاية) .. كما كان من الطبيعي
أن تكون المنظمات المؤسسة
للكيان منظمات ذات سجلات حافلة
بالجريمة (وما الهجانا وشتيرن
والأرجون.. إلا نزر يسير ) .. على هذه الخلفية فإن الجريمة سمة متجذرة
في السلوك الصهيوني.. فهي لا
تمثل ردود أفعال ثأرية - كما
يزعمون - بل هي سياسة ثابتة ..لها
نظرياتها.. وأدبياتها.. وفتاواها
.. ودراساتها وتشريعاتها و
أجهزتها وأسلحتها وأهدافها (الاستراتيجية
والتكتيكية) وخبراؤها من مخططين
وتنفيذيين .. فكانت المحصلة
السجل الأشد سواداً في التاريخ
الإنساني ،، إن جريمة الاغتيال التصفية
الجسدية من الأفعال المجرّمة
بالقانون الدولي .. وعليه فإن
كافة جرائم الاغتيال التي
ارتكبتها "سلطة الاحتلال
الصهيوني" منذ قيامها وحتى
يومنا هذا "مجرّمة بحسب
القوانين والمعاهدات الدولية
واتفاقات حقوق الإنسان
العالمية.. وتندرج ضمن الجرائم
الجنائية التي ترتب المسؤولية
الجنائية لمرتكبيها ، ولا تسقط
عنهم لوجود أمر من الغير للقيام
بها .. فضلاً عن أنها تندرج ضمن
نطاق جرائم الحرب.. ،، وفي هذا يقول الأستاذ"انطونيو كاسيس"
(أحد أبرز خبراء القانون الدولي
الإنساني في العالم.. ورئيس
محكمة جرائم الحرب في يوغسلافيا
سابقا) : إن الاغتيالات التي
ينفذها الجيش الإسرائيلي يمكن
ضمها إلى التعريف القانوني
لجرائم الحرب.. إن قتل المدنيين (المشتبه
بهم بتنفيذ "عمليات إرهابية"
حيث لا تكون هناك عملية حربية
مباشرة من قبلهم).. يعتبر خرقا
صارخا لأهم المبادئ الأساسية في
القانون الدولي .. وعليه فإن كل
جرائم الاغتيال التي نفذتها "إسرائيل"
ينبغي أن تخضع لملاحقة ومساءلة
أمام القضاء الدولي خاصة ..
وأننا ونحن إزاء "جرائم كاملة"
.. في جريمة ( اغتيال الشهيد
محمود المبحوح) .. وقبل انكشاف
خيوط القصة الموسادية .. رصدت
الصحافة مدائح وإشادات
المسؤولين الصهاينة برئيس
الموساد الصهيوني"قاطع
الرؤوس" مئير دغان .. كما تغنى
معظم المسؤولين الصهاينة ب"براعة"
منفذي الجريمة.. و ب"قدرات
جهاز الموساد الإسرائيلي الذي
ينفذ مهامه ب "كفاءة عالية"..
استمرت زفة المدائح .. دون حتى
التفات لدعوة كبيرهم "نتنياهو"
بضرورة التزام الصمت وعدم
الادلاء باية تصريحات.. لأنه هو
من اتخذ قرار الاغتيال .. - بحسب
آخر المعلومات التي كشفت عنها
شرطة دبي - ربما ظنوا بعنصريتهم
أن الجريمة طالما كان مسرحها
عربياً فإنه مسرح مشروع وسوف
تسجل بالضرورة ضد مجهول - وستبقى
كذلك إلى أبد الآبدين - طالما
أنهم علقوا على باب الجريمة"يرجى
عدم الإزعاج" .. إننا إزاء ذهنية قامت على الكراهية
والاستئصال والإقصاء والاغتصاب
.. الكل فيها مستباح ومستهدف..
والكل بالنسبة لها أعداء لاحرمة
لدمائهم ولا لحقهم في الحياة ..
ويستوي لديها الصديق مع العدو ..
لامانع لديها من استخدام أقذر
وأبشع الوسائل .. فهي على
استعداد لتنسف الفنادق
والمباني والمنازل والأحياء
والمدن .. ذهنية جعلت العالم
بأسره مسرحاً لعملياتها القذرة
.. دون احترام لصداقة ولا معاهدة
.. ولا احترام لسيادة ولا قانون ..
ولا لحدود أو عهود،، أمام هذه الاستباحة والاستهتار .. وسبق
الاصرار والترصد .. والتباهي
الصهيوني .. لا بد من أن نتساءل .. هل يمكن أن تبقى جرائم "إسرائيل"
المتكررة دون عقاب؟؟ هل سيستمر العالم بالاعتراف والقبول ب"إسرائيل"
في منظومة الدول .. رغم أنها تشكل
أكثر وأعتى دولة مارقة في
التاريخ ؟؟ .. أو ليست الاغتيالات التي تنفذها الأيدي
الموسادية شكلاً خطيراً من
أشكال إرهاب الدولة ؟؟ ألا يجب أن نلاحق قادة ومسؤولي العدو
طالماً أن هذه العمليات لا يمكن
لها أن تتم بدون موافقتهم
وقرارهم المباشر ؟؟ أوليست الاستباحة الصهيونية للساحات
العربية تهديداً للأمن الوطن
ومن ثم الأمن القومي العربي ؟؟ ألم يأن أوان مراجعة جملة العلاقات
الصهيونية العربية..وعلى كافة
المستويات بعد أن فتحت هذه
العلاقات أبواب أوطان الأمة
لمجرمي العالم لانتهاك أمننا
الوطني والقومي والإنساني ؟؟ الشهيد "محمود المبحوح" هدف: نجحوا
بالوصول إليه ولكنه لن يكون آخر
الأهداف إذ أن لدى الصهاينة
بنكا زاخرا بالأهداف.. فهل ننتظر
حتى استنفاد البنك لرصيده ؟؟ أما عن مسارح الجرائم فإذا ما كانت دبي
مسرحَ الجريمة الراهنة فإنها -
حتماً - لن تكون آخرَ المسارح هل
ننعى القانون الدولي ؟؟ .. بعد أن
نصبوه بقرة يقدسونها حيناً..
ويذبحونها حيناً آخر ،، ====================== ألوف بن هآرتس الاسرائيلية الرأي الاردنية 25-2-2010 رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين
نتنياهو مشغول صباح مساء باعداد
اسرائيل للمواجهة المصيرية مع
ايران. لكن مشكلته قد تنفجر في
مكان آخر. فالمناطق تسخن.
والفلسطينيون يزيدون احتجاجهم
على المستوطنات وجدار الفصل،
والمستوطنون يشمون ضعف نتنياهو
ويعترضون على سلطة الدولة. أثبتت حادثتين في الايام الاخيرة خطر
الانفجار: «مظاهرة الالف» في
بلعين، بمشاركة رئيس الحكومة
الفلسطيني سلام فياض، التي هتك
فيها المتظاهرون جزءا قصيرا من
الجدار؛ واحتلال عشرات نشطاء
اليمين للكنيس القديم نعران، مع
وعد «بالعودة الى اريحا ونابلس». كان العنف في الحادثتين مضبوطا ولم يصب
احد. لكن النضال عن الضفة
الغربية انتقل الى مرحلة جديدة. يتبين فياض الذي كان ذات مرة حبيب المؤسسة
الاسرائيلية، على انه العدو
الاكثر اشكالا لنتنياهو. فقد تحول الاقتصادي والتكنوقراط السابق
بالتدريج الى سائس يتمتع بالكشف
الصحفي عنه، ويقبل الاولاد،
ويقوم على رأس «الانتفاضة
البيضاء» كما سماها الباحثان
شاؤول مشعل ودورون مصا في
مقالتهم في صحيفة «هآرتس» هذا
الاسبوع. تبنت الحكومة الفلسطينية خطة عمل ل «مقاومة
غير عنيفة» للمستوطنات والجدار. انتفاضة فياض البيضاء تختلف عن سابقتيها.
فلها هدف سياسي واضح هو الاعلان
بدولة فلسطينية في حدود 1967 في
صيف السنة المقبلة. الى ذلك الحين سيتم فياض بناء المؤسسات
الوطنية ويعمل في الحصول على
اعتراف دولي مع التفاف دبلوماسي
على نتنياهو. وهو يحظى بمديح مفرط من الادارة
الامريكية على انه مدير ناجح.
اجتاز 2600 شرطي فلسطيني دورة
استكمال «دايتون « وعادوا الى
المناطق متوقعين خدمة دولة
مستقلة لا ان يكونوا مقاولين
ثانويين للاحتلال الاسرائيلي. ودعا وزيرا خارجية فرنسا واسبانيا، في
مقالة مشتركة في صحيفة «لاموند»،
الى التعجل بانشاء فلسطين
والاعتراف بها في تشرين الاول
2011، بعد انقضاء عقدين منذ مؤتمر
مدريد. الاحتجاج على الجدار والمستوطنات تصور
تصويرا حسنا في الاعلام الدولي،
وتجعل اسرائيل تواجه معضلة. كان
ردها الاولي «ضرب العدو في
قاعدته»: موجة اعتقالات لمنظمي
المظاهرات في بلعين ونعلين،
ودخول الجيش الاسرائيلي رام
الله لاعتقال نشطاء «حركة
التضامن الدولية» بين عناصر أمن
اسرائيليون لنظراء أجانب ان «هذا
تهديد وجودي لاسرائيل». لكن
الاعمال فشلت. لم يرتدع
الفلسطينيون واستمروا على
التظاهر، عالمين بأن اسرائيل لم
تجرؤ على المس بفياض ورجاله.
الخطوة التالية التي يخطط لها
نتنياهو ستكون حملة اعلام كبيرة
في مواجهة «التحريض في السلطة
الفلسطينية». وفياض يستعد فهو عنده تقرير أمريكي يعطيه
درجة عالية عن طهارة الكتب
الدراسية الفلسطينية من
الدعاوة المضادة لاسرائيل. وضع نتنياهو يزداد سوءا ازاء المستوطنين
ايضا، كلما اقترب تجميد البناء
من نهايته المخطط لها في ايلول.
هل سيعود للبناء بكامل القوة
كما وعد ويعرض نفسه لخطر
القطيعة مع براك اوباما؟ او
يستمر على التجميد ويعرض نفسه
لخطر انتفاضة المستوطنين؟
يشفقون في الادارة الامريكية من
فقدان سيطرة اسرائيل على متطرفي
المستوطنات، بل من شقاق داخلي
في الجيش الاسرائيلي، الذي
سيرفض قادته وجنوده المتدينون
اوامر الاخلاء والهدم. يحاول نتنياهو التسويف، وفي هذا الاسبوع
طرح عظما صغيرا لليمين بشمله
قبور الاباء وأمنا راحيل في
خريطة المواقع التراثية - بعد ان
سوق الخريطة الاصلية في العالم
كتعبير عن مرونته السياسية في
المناطق. تفقد حكومات «العالم»
صبرها القليل على نتنياهو
وحكومته، كما بينت موجة التنديد
في اوروبا ب «قتل» رجل حماس
محمود المبحوح، حتى لكان ذلك من
فم صديق لاسرائيل مثل نيكولا
ساركوزي. ما يزال التفاوض
السياسي عالقا، و «السلام
الاقتصادي» استنفد نفسه: فقد
أبلغ الصليب الاحمر في الاسبوع
الماضي بأنه لا تخفيف عن حياة
الفلسطينيين وبأنه «لا يمكن
تقريبا اقامة حياة طبيعية في
الضفة الغربية». نتنياهو في مأزق. اخذ صندوق حيله ينفد.
والفلسطينيون والمستوطنون
يعرضونه في ضعفه. وفي العالم لا
يصدقونه ويشكون في سيطرته على
الارض. اذا لم يفاجىء بمبادرة جريئة تمنحه سيطرة
على جدول العمل، فسيسحق ازاء
الانتفاضة المزدوجة لفياض
وشبان التلال. ====================== ما بعد جوانتانامو...
سؤال المصير! ماريسا بورخيس الرأي الاردنية 25-2-2010 عندما يتعلق الأمر بجوانتانامو يبدو أن
أوباما ما زال عالقاً في مشاكله
المتعددة، إذ من الواضح أن
المنشأة لن تُغلق أبوابها في أي
وقت قريب عكس ما كان الرئيس قد
تعهد به في حملته الانتخابية،
وهو ما يترك العديد من الناس
داخل الإدارة وخارجها، في
الولايات المتحدة، أو العالم،
يتساءلون عن الخطوة التالية
بالنسبة لمصير معتقل
جوانتانامو، وهو تساؤل يبدو في
غير محله خصوصاً في هذه
المرحلة، حيث يتوقع استمرار
الجدل حول المعتقل في وسائل
الإعلام وتواصل الاهتمام
بمصيره في حين يتم إغفال
المشكلات الأكبر المرتبطة
بالتعامل مع موضوع الاعتقال على
المدى البعيد الذي أربك
الولايات المتحدة والمجتمع
الدولي لسنوات طويلة. إن الرأي العام الأميركي ما زال يواجه
السؤال الحقيقي: ماذا سيحدث بعد
جوانتانامو؟ والأمر لا يتعلق
بالمنشأة نفسها وما إذا كان
يتعين الاحتفاظ بالمعتقلين 192
المتبقين في المعتقل داخل ذلك
المعتقل، أو نقلهم إلى سجن آخر
بالولايات المتحدة، بل إنه
مرتبط أكثر بالمقاربة التي
ستنتهجها واشنطن في التعامل مع
المعتقلين على المدى الطويل،
لاسيما بالنسبة للخمسين منهم
الذين يشكلون مصدراً كبيراً
للخطر على الأمن الأميركي ولا
يمكن إطلاق سراحهم. وفيما يشدد الخبراء في مجال محاربة
الإرهاب على الدور الذي يلعبه
معتقل جوانتانامو في الصراع مع
«القاعدة» إلا أن هنالك أيضاً
من يعتبره مصدر ضعف استراتيجي
للولايات المتحدة لما يطرحه من
احتمال تحول المعتقل، في حد
ذاته، إلى فرصة لتجنيد عناصر
جديدة لصالح تنظيم «القاعدة»وانتشار
أفكاره المتطرفة في صفوف
المعتقلين. ولكن بتبني المقاربة الجديدة ستعمل
واشنطن على التقليل من هذا
الاحتمال وإبقائه في الحدود
الدنيا. ولعل الخطوة التالية بالنسبة لأوباما في
متابعة مسألة الاعتقال هي
الاستمرار في تغيير نبرة النقاش
الدائر في الولايات المتحدة
وخارجها، وبخاصة التوجه إلى
المسلمين في العالم الذين يقبع
بعض أبنائهم وإخوانهم وراء
القضبان في جوانتانامو
وباعتبارهم كذلك أول من يسعى
تنظيم «القاعدة» إلى
استقطابهم، غير أن ذلك يتطلب
أولا تغيير واشنطن لنظرتها
للاعتقال طويل الأمد، فقد
التزمت الولايات المتحدة
بمواصلة احتجاز المعتقلين حتى
تتأكد بما لا يدع مجالاً للشك من
أن الإفراج عنهم لا يشكل أي
تهديد على أميركا، وذلك إما بعد
أن تكون «القاعدة» قد تعرضت
لهزيمة منكرة، أو لأن المعتقلين
أنفسهم لم يعودوا يشكلون أي خطر. وفي هذا السياق ركزت الولايات المتحدة
على محاربة «القاعدة» أو تغيير
البيئة في بعض المجتمعات التي
تشجع على التطرف، مثلما قررت
الفرقة الخاصة التي شكلها
أوباما للتعامل مع المعتقلين أن
ما لا يقل عن ثلاثين يمنياً
معتقلا في جوانتانامو يمكن
إطلاق سراحهم شرط أن يصبح اليمن
أكثر استقراراً. ولكن هناك طريقة أخرى تتمثل في العمل مع
المعتقلين وتكثيف الجهود
الرامية إلى إعادة تأهيلهم، وهي
المقاربة التي تنطوي على العديد
من الفوائد عدا تلك المتمثلة في
تحييد خطر المعتقلين بهدف يمكن
في النهاية إطلاق سراحهم. ومع أن برامج إعادة التأهيل قد لا تشكل
الحل السحري لجميع المعتقلين،
لاسيما الأكثر تطرفاً منهم، إلا
أنها تستطيع احتواء مجموعة لا
يستهان بها من معتقلي
جوانتانامو الذين تفكر أميركا
في الإفراج عنهم حتى لو ظلت «القاعدة»
متواجدة، وقد حققت هذه المقاربة
بعض النجاح في العراق بعدما
ضمنت برامج التأهيل عدم عودة
المفرج عنهم إلى العنف وحمل
السلاح مجدداً ضد أميركا. وأكثر من ذلك قد تساعد برامج التأهيل في
منع تطرف المعتقلين داخل معتقل
جوانتانامو وسقوطهم فريسة سهلة
لفكر «القاعدة»، وبالتالي الرد
على منتقدي المعتقل الذين
يقولون إنه ساهم في ترسيخ تطرف
المعتقلين وزيادة تشددهم. ولا
ننسى أيضاً أن إعادة تأهيل
المعتقلين لاسيما بإشراك أسرهم
في العملية سيعزز صورة أميركا
في الخارج، وبخاصة في العالم
الإسلامي الذي يسعى أوباما
للتعاون معه ومد جسور الحوار
والتفاهم نحو شعوبه. وقد رأينا
كيف أن إعادة التأهيل أصبحت
جزءاً من الاستراتيجية
الأميركية في أفغانستان التي
تروم كسب عقول وقلوب الأفغان،
تلك الاستراتيجية التي تمتد إلى
المعتقلين في السجون الأميركية
من خلال إشراك أسرهم لتحصينهم
ضد الفكر المتطرف. ومع أن تجارب مشابهة في بلدان أخرى ما
زالت قيد الدراسة نظراً
لنتائجها الملتبسة أحياناً إلا
أنه لا يمكن استبعاد برامج
إعادة تأهيل المعتقلين كخطوة
لازمة لإدماجهم في المجتمع
وإبعادهم عن التشدد والعنف. وإلى حد الآن ركزت الإدارة الأميركية على
ترحيل المعتقلين كلما سنحت
الفرصة ومحاكمة الباقي مهم.
وبعدما شكلت هذه السياسة خطوة
جيدة في البداية يتعين على
الولايات المتحدة مضاعفة
جهودها لتفسير استراتيجيتها في
مجال الاعتقال للعام الإسلامي،
وهو ما يستدعي دبلوماسية
تواصلية وذكية تعتبر إحدى نقاط
قوة أوباما. وفي سياق تغيير نبرة النقاش حول معتقل
جوانتانامو لابد للإدارة
الأميركية من تبني شفافية أكبر
إزاء موضوع المعتقلين، فبعد
مرور ثماني سنوات على إنشاء ذلك
المعتقل ليس واضحاً بعد من بقي
داخله ومن غادره، كما أن على
السلطات الأميركية الكشف عن
هوية المعتقلين وإطلاع الرأي
العام على مدى خطورتهم على
الأمن الأميركي. ماريسا بورخيس (باحثة في مجلس العلاقات
الخارجية الأميركي) كريستيان ساينس مونيتور
والاتحاد الاماراتية ====================== إما ديموقراطية في
العراق... وإما مثالثة ؟ سركيس نعوم النهار 25-2-2010 تعتبر جهات عربية عدة ينتمي معظمها الى
الإسلام السنّي ان عروبة العراق
صارت في خطر بعد نجاح الولايات
المتحدة ودول أخرى في إطاحة
نظام صدام حسين الذي حكمه قرابة
ثلاثة عقود قبل نحو سبع سنوات.
وهي تعزو اعتبارها هذا الى
امرين مهمين ومترابطين. الاول،
إفادة الجمهورية الاسلامية
الايرانية وفي صورة مباشرة من
الإطاحة المذكورة. ذلك انها قضت
على نظام حاربها وقاومها ونجح
في الوقوف في وجهها لا بل انه
هددها جدياً في مرحلة من
المراحل وكاد ان ينفّذ تهديده
هذا لو لم "يتصاعد البخار"
كما يقولون او الغرور في رأس
قائده صدام حسين. فضلاً عن ان
الإطاحة ولأسباب عدة منها
الاخطاء غير المتعمدة ومنها
السياسات الخاطئة ومنها التدخل
الايراني المباشر في سير
التطورات، لم تنجح حتى الآن
وخلافاً لكل ادعاء إقامة نظام
بديل آمن ومستقر ومقبول من كل
مكوّنات الشعب العراقي الأمر
الذي انهك "شعوب" العراق
وبدّد موارده الكثيرة
والمتنوعة وقضى على امل قيامة
عراق قوي وقادر في المستقبل
المنظور. وهذا انجاز طالما تاق
الى تحقيقه الايرانيون وخصوصاً
بعد اقامتهم جمهوريتهم
الاسلامية على ارضهم. اما الأمر
الثاني فهو ان ايران الاسلامية
نفسها استضافت ورغم حربها
الطويلة مع العراق "آلافاً
مؤلفة" كما يقال من معارضي
النظام العراقي وأمّنت لهم
الملجأ وكل ما يحتاجون اليه،
لكنها في الوقت نفسه درّبتهم
وسلّحتهم ومكّنتهم من تكوين
ميليشيا او ربما ميليشيات
واحزاب جاهزة ساعة الصفر للعودة
الى بلادها لمحاسبة نظام صدام
او لمحاولة ارساء نظام جديد
يوالي ايران او يبدد هواجسها
العراقية وفي الوقت نفسه يمكّن
المعارضين العراقيين الشيعة في
منافي الخارج كما في منافي
الداخل من توظيف الموقف للحصول
على ما هو حق لهم في السلطة
كونهم الغالبية في البلاد.
طبعاً يستنتج البعض من ذلك ان
الجهات العربية المشار اليها
اعلاه تحصر العروبة بالمسلمين
السنّة، وهذا خطأ كبير، لكن
يستنتج ايضاً ان خوفها على
عروبة العراق المشرّب بمذهبية
واضحة قد يبرره "التحالف"
الى درجة التماهي الذي قام بين
ايران الاسلامية وغالبية شيعة
العراق وخصوصاً بعد سقوط صدام
حسين وبعدما "طالت" يد
الاولى على نحو مكّنها ولا يزال
يمكّنها من التدخل في كل شأن
عراقي بل من ان تكون لها الكلمة
الاساس في اي شأن عراقي وخصوصاً
اذا كانت له ابعاد أو خلفيات
خارجية. كيف ينظر شيعة العراق الى الكلام المفصّل
اعلاه؟ يعتبرون اولا، واستناداً الى قريبين جداً
من تشكيلاتهم الحزبية
والسياسية والدينية - السياسية،
ان في ذلك الكلام شيئاً من
التجني عليهم. فهم يُعاملون،
ويوصفون، من اشقائهم العرب
الذين تنتمي غالبيتهم الساحقة
الى السنّة، على انهم لا
يستحقون السلطة والحكم رغم
كونهم غالبية في بلادهم اولاً
لأنهم شيعة وثانياً لأنهم يحظون
بمساعدة ايران غير العربية
الطامعة بتزعم المنطقة كلها
بعربها والاعاجم وكل من يسكن
فيها. ويعتقدون ثانياً ان اصحاب
هذا الكلام لا يعرفون العراقيين
كشعب او كشعوب ولا تاريخ العراق
ولا ايران ولا التطورات
التاريخية التي شهدها البلدان
على مدى العصور الماضية. ولو
كانوا يمتلكون هذه المعرفة
لكانوا وصلوا الى اقتناع بأن
ايران الشيعية بنظامها
الاسلامي الراهن وبأي نظام آخر
لن تتمكن من الامساك بقرار شيعة
العراق وتالياً السلطة
العراقية المحكومة من غالبية
شيعية وذلك رغم اقتناع هؤلاء
بضرورة مراعاة مصالح ايران شرط
مراعاتها مصالح العراق،
وبضرورة ان لا يعود العراق مصدر
خطر مباشر وجدي على ايران. ومن
الذي تنطوي عليه المعرفة المشار
اليها امر يتعلق بالممارسة او
بأصول الممارسة عند الشيعة في
العراق وفي ايران. ففي الثانية
هناك نظام اسلامي شرعي، اي ديني.
وهناك مؤسسة دينية حاكمة رغم ان
لا كنيسة ولا كهنوت في الاسلام.
اي هناك علماء ورجال دين حاكمون
ولهم الاولوية على المدنيين وفي
كل المواقع. وذلك كله يُدرّس على
ما يبدو في الحوزات الدينية
الايرانية. اما في العراق فليست
هناك مؤسسة كهذه رغم ان حوزاتها
الدينية كثيرة ورغم ان اهم
حوزات الشيعة في العالم يقع في
العراق (النجف). هناك رجال دين
وعلماء يتعاطون السياسة ولكن
ليس لأنهم رجال دين. وذلك ربما
يعطيهم وزناً ولكنه يبعدهم
حضوراً وسيطرة مباشرة كالتي
لزملائهم الايرانيين. وابرز
مثال على ذلك المرجع الديني
العراقي آية الله السيستاني
الذي حدد دوره بالتوجيه غير
اليومي طبعاً، وبالضبط عند
الانفلات وبتشجيع الجميع على
المشاركة في الحياة السياسية
التي يشكل المدنيون عمادها
الرئيسي. انطلاقاً من ذلك تعتقد غالبية شيعة
العراق، ودائماً استناداً الى
القريبين انفسهم من تشكيلاتهم
الحزبية والسياسية والدينية -
السياسية، ان المشكلة التي
يعانون ليست تخليهم عن عروبتهم
كما يعتقد بعض الجهات العربية
لأن هذا البعض تخلى عن عروبته
ايضاً عندما حصرها بالمسلمين
السنّة وعندما حرم الشيعة
الكثير من حقوقهم في أكثر من
منطقة. بل ان مشكلتهم الاساسية
تكمن في رفض الجوار الاقليمي
للعراق وتحديداً العربي منه
قبول حقيقة ان النظام الذي
سيقوم فيه، لأنه ورغم كل ما يقال
لا يزال غائباً، ستكون السيطرة
الاساسية فيه للشيعة كونهم
غالبية في شعبه او شعوبه. وهذا
امر لا يتصورونه ولا يقبلونه.
اولاً، لسبب مذهبي. وثانياً،
وقد يكون هذا الأهم، لاقتناعهم
بان عراقاً شيعياً ستسيطر عليه
ايران الاسلامية وسيكون ساحة
ينطلق منها النفوذ الايراني
للسيطرة على "الخليج العربي"
وعلى مناطق اخرى في الشرق
الاوسط. وقد يهدد ذلك انظمة
كثيرة متمسكة طبعاً بعروبتها
وبمفهومها للعروبة المرتكز على
السنّة. والاثنتان تشكّلان
طبعاً الركيزة الاساسية لها (اي
الانظمة). وفي ظل اقتناع كما
المشار اليه اعلاه لن يستقر
العراق لأن جواره سيستمر في
محاولة تغيير الواقع الجديد
فيه، سواء كان عربياً او سنّياً
او شيعياً غير عربي، ولأن مصالح
الدول الكبرى قد تقتضي
استمراراً للنزف العراقي
والعربي والاعجمي. هل من معالجة للمشكلة المذكورة اعلاه؟ امام غير "المبسوطين" بحكم عراقي ذي
غالبية شيعية اي منطلق من
الواقع الديموغرافي حلان، في
رأي القريبين انفسهم. الأول،
قبول ديموقراطية حقيقية في
العراق لا بد ان تؤدي الى حكم
الغالبية مع المحافظة على
الحقوق المتساوية للاقلية او
الاقليات. والثاني، اعتماد "المثالثة"
في الحكم اي بين الشيعة والسنّة
والاكراد ولا يكون ذلك الا
بالفيديرالية. ====================== لماذا تشن الولايات
المتحدة الحروب ؟ موقع: GLOBAL RESERCH ترجمة الخميس 25-2-2010م ترجمة : ريما الرفاعي الثورة «الولايات المتحدة أمة تسعى إلى الحروب
واذا لم تغير من سلوكها هذا،
فسوف تدمر نفسها . هذا ليس
منافياً للعقل، لكنه صحيح لأننا
الى الآن لا نعترف أمام أنفسنا
بأننا أمة تسعى للحروب». هذا ما قاله لورانس فلفل عميد مدرسة
ماساتشوستس للقانون في اندوفر
الذي يضيف :إننا في الحقيقة أمة
تحب السلام وتكره الحروب، لكن
الرسالة التي تصل للعالم هي على
النقيض من هذا، وذلك بفضل
سياسات الادارات الاميركية وما
يروج له إعلامنا . منذ الحرب العالمية الثانية ، خاضت
الولايات المتحدة عشرات الحروب
مثل الحرب الكورية وفيتنام وحرب
الخليج الاولى وافغانستان وحرب
الخليج الثانية في العراق،
اضافة الى حروب سرية في كل من
لاووس وكامبوديا. كما انها
احتلت وضربت بالقنابل وعزلت
اقتصاديا بنما وغرينادا وكوبا
وهاييتي والصومال والسودان
والبوسنة وكوسفو وصربيا وليبيا
واعلنت حربا عالمية على من
تنعتهم بالارهابيين، الذين لم
يتم تحديدهم على وجه الدقة . «لو كانت الولايات المتحدة رجلا وليست
دولة، لقلنا ربما انه مصاب
بالفصام أو على الاقل مختل
عقلياً. انه يحب السلام ولكن له
سجل حافل بالحروب وإيذاء الشعوب».
هذا ما كتبه فلفل في « ذا لونغ
تيرم فيو ». ويشير فلفل الى ان
الولايات المتحدة تنفق اليوم
على التسلح أكثر من كل دول
العالم مجتمعة بما فيها الدول
ال21 الأكثر انفاقا في العالم
مثل الصين وروسيا وبريطانيا
وفرنسا وألمانيا وإيطاليا
واليابان واسرائيل . ويضيف ان الاميركيين لا يظهرون فقط في كل
حرب، بل يعتقدون انهم يقاتلون
في القضايا المهمة الملحة
والعادلة. «نعتقد اننا نحارب
على الدوام لأسباب ضرورية
ولخدمة الآخرين ومن أجل نشر
الديمقراطية والحرية ولو على
حساب رفاهيتنا الاقتصادية» .
لكن الحقيقة لا يمكن ان تظل
غائبة للأبد لأننا لو واصلنا
السير في هذا الطريق، فإن
صورتنا سوف تزداد سوءا في
العالم. بالطبع ، معظم دول العالم لا تنظر الينا
كدعاة سلام . والصورة السلبية عن
الولايات المتحدة التي خلفتها
حرب الخليج الثانية لدى الرأي
العام هي خلاف ما كانت اداراتنا
تحاول تسويقه. تلك الحرب جعلت
المسلمين والشارع العربي
يكرهوننا اكثر من أي وقت مضى. ولعل التدقيق في الاسباب الحقيقية التي
تجعل الولايات المتحدة تندفع
باتجاه خوض الحروب يكشف أن في
مقدمتها تحقيق مصالحها
الاقتصادية العالمية ورغبتها
في الحفاظ على تفوقها العسكري
في العالم، والحماسة والتمجيد
الذي تظهره الصحافة للحرب،
اضافة طبعا الى غباء قادة الأمة
والفشل في محاكمتهم لاقترافهم
جرائم حرب وعدم القدرة على
التعلم من أخطاء الماضي. اذاً، السبب الاول هو تحقيق مصالحنا
الاقتصادية، أو ما يصح تسميته
الامبريالية الاقتصادية. ففي
عام 1898 لاحظ الأميركيون ان قدرة
الامة على الانتاج تجاوزت قدرة
السوق الداخلية على الاستهلاك،
واحتاج الاقتصاد الى الاسواق
الخارجية ومحطات الفحم من اجل
سفن اسطولنا البحري المقاتلة
التي تحمي تجارتنا في الخارج.
ومنذ ذلك الوقت لم يتغير شيء
أبدا باستثناء أننا اليوم نسمي
هذه الحالة العولمة، وندافع
عنها كونها حسب زعمنا، تجلب
الاموال للجميع الا انها في
الواقع قد اضرت كثيراً بالدول
الفقيرة وجعلتها أكثر فقراً. حرب الخليج الأولى شنت من أجل النفط وليس
من أجل وقف الاستبداد بالرغم من
ان الرئيس بوش الاب حاول
تصويرها على انها حرب من أجل
الحرية في الكويت. لقد كانت حربا
من جانب واحد في أفضل الأحوال.
اإن الكثير من الامريكيين ان لم
يكن أغلبيتهم غير قادرين على
الاعتراف بأننا قوة امبريالية،
ولكننا كذلك منذ عام 1898(سنة
الحرب الأميركية الاسبانية ). ينبغي علينا نحن وليس على أعدائنا إنهاء
هذه السياسة التي تقوم بها
دولتنا منذ قرابة المئة عام.
وكما قالها مرة الرئيس لنكولن
إذا أصبح الدمار قدرنا ، فعلينا
نحن أنفسنا ان نكون صناعه
والقادرين على إنهائه كأمة من
الرجال الأحرار. يجب ان نعيش
هكذا على الدوام أو ننتحر» . فالحقيقة التي نخلص إليها إذاً هي أن
الولايات المتحدة دولة تحب
الحروب كثيرا وتخوض عمليات
عسكرية على الدوام . تقتل كثيرا
من الناس لأسباب كثيرة تعود
عليها بنتائج سيئة وليست جيدة،
وقد آن الأوان كي تقف مع نفسها
وقفة صادقة وتصارح شعبها، وتسمي
الأشياء بأسمائها الحقيقية . ====================== رأي القدس 2/25/2010 القدس العربي تتبادل الولايات المتحدة الامريكية
واسرائيل سياسة تبادل الادوار
مع سورية، بهدف ابعادها عن
ايران بكل الطرق والوسائل، وبما
يؤدي في نهاية المطاف الى عزل
الاخيرة والتفرد بها حصارا او
حربا. اسرائيل تمارس 'سياسة العصا' مع سورية من
خلال توجيه تهديدات مباشرة
بالعدوان عليها، مثلما جاء على
لسان افيغدور ليبرمان وزير
الخارجية الاسرائيلي الذي لوح 'بتغيير
الرئيس بشار الاسد وعائلته' في
حال المشاركة في اي هجوم على
اسرائيل. اما الولايات المتحدة، فتفضل استخدام 'سياسة
الجزرة' اي محاولة التقرب الى
سورية من خلال بعض العروض
المغرية، مثل استئناف العلاقات
الدبلوماسية الكاملة مع دمشق،
وارسال سفير الى العاصمة
السورية للمرة الاولى من سنوات،
والتلويح باعادة فتح قناة
مفاوضات حول هضبة الجولان
المحتلة بين الطرفين السوري
والاسرائيلي برعاية واشنطن. السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية
الامريكية عبرت عن هذه السياسة
الجديدة يوم امس عندما اعترفت
اثناء ادلائها بشهادتها امام
لجنة الموازنة بمجلس الشيوخ،
بان ادارتها ترغب بان تبدأ دمشق
في الابتعاد في علاقاتها عن
ايران 'التي تتسبب في اضطرابات
للمنطقة والولايات المتحدة' وان
تتعاون بشكل افضل مع الولايات
المتحدة في العراق، وفي لبنان
من حيث وقف وصول شحنات الاسلحة
الى حزب الله. علاوة على
المساعدة في استئناف المفاوضات
الفلسطينية
الاسرائيلية. اما ما هو المقابل او التعويض الذي تعرضه
السيدة كلينتون مقابل تلبية
سورية لكل هذه المطالب والشروط،
فان الجواب وباختصار شديد هو
رعاية امريكية لمفاوضات
اسرائيلية سورية
حول هضبة الجولان. الحكومة السورية طالبت دائما باجراء
المفاوضات تحت مظلة امريكية،
ويبدو ان السيدة كلينتون مستعدة
لتلبية هذا الطلب السوري اخيرا،
وذلك عندما وعدت، اي السيدة
كلينتون، بالنظر في اقتراح قدمه
احد اعضاء مجلس الشيوخ الامريكي
بتوجيه دعوة الى كل من الرئيس
السوري بشار الاسد، ورئيس
الوزراء الاسرائيلي بنيامين
نتنياهو لزيارة واشنطن تمهيدا
لاعادة اطلاق المباحثات بين
الطرفين حول هضبة الجولان
السورية المحتلة. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو حول طبيعة
الرد السوري على هذه 'الجزرات'
الامريكية، ومدى استعدادها
بالتالي للقبول بالشروط
المرتبطة بها. من الصعب اعطاء اجابة قاطعة في هذا الصدد،
فالدبلوماسية السورية لا تكشف
اوراقها بسهولة، وغالباً ما
تظهر ما لا تبطن، وما يمكن قوله
حتى الآن هو وجود حالة من
التجاوب السوري مع الغزل
الامريكي، واتباع سياسة مرنة في
هذا الخصوص شجعت واشنطن على
ارسال مبعوثين الى العاصمة
السورية تكللت في نهاية المطاف
بعودة السفير الامريكي الى دمشق
بعد انقطاع دام سنوات. وربما ليس من قبيل الصدفة، أن يقرر السيد
محمود احمدي نجاد رئيس ايران
زيارة سورية على وجه السرعة (يصل
دمشق اليوم)، لاستطلاع مواقف
القيادة السورية حول طبيعة هذه
الهجمة الدبلوماسية الامريكية،
وفرص نجاحها في تحقيق اهدافها
بالتالي. ايران استثمرت الكثير من السياسة والمال
والسلاح في سورية على مدى
السنوات الثلاثين الماضية، ومن
العبث القول ان هذا الاستثمار
الكبير كان مجانياً أو خالياً
من الاهداف والطموحات
الاستراتيجية. ولذلك فاننا الآن
امام عملية 'شد الحبل' بين ايران
وامريكا حيث يحاول كل طرف جذب
سورية الى ملعبه. سورية تقف امام خيارات صعبة، وهامش
مناورتها يتقلص، لان مرحلة حسم
البرنامج النووي الايراني
حصاراً أو حرباً باتت وشيكة،
ولم يبق امامها الكثير من الوقت
لكي تقرر في أي معسكر ستقف، مع
التذكير ان سياسة مسك العصا من
الوسط قد لا تكون مسموحاً بها في
الاسابيع او الاشهر المقبلة. ====================== الاربعاء, 24 فبراير 2010 عبدالعزيز بن عثمان التويجري * الحياة أعلن الرئيس الأميركي، باراك أوباما،
تعيين المحامي الأميركي المسلم
من أصل هندي، رشاد حسين،
مبعوثاً خاصاً له لدى منظمة
المؤتمر الإسلامي. وجاء في كلمة
مسجلة على شريط فيديو بعث بها
إلى ندوة «منتدى أميركا والعالم
الإسلامي» التي عقدت أخيراً في
الدوحة قوله: «أنا فخور
بالإعلان اليوم عن تعيين رشاد
حسين مبعوثاً خاصاً لي لدى منظم``ة
المؤتمر الإسلامي». وأكد «التزامه
الشخصي ببناء شراكات فاعلة بين
أميركا والعالم الإسلامي نحو
حياة يسودها الأمل لمستقبل أفضل
لأبنائنا والتعاون بدلاً من
الصراع». وقال أيضاً: «أمامنا الكثير لنفعله،
لكننا وضعنا الأسسَ لنحول
الأقوال إلى أفعال». وأكد «أن
التعليم والمعرفة هما العملة
المتداولة في القرن الواحد
والعشرين، وأن الحوار يسير
قدماً لتحقيق الأهداف المتوخاة
من كل ذلك». ويمكن القول إن هذا
القرار الذي اتخذه الرئيس
الأميركي، يعد خطوة عملية
للسياسة التي أعلن عنها في
خطابه الشهير الذي وجّهه إلى
العالم الإسلامي من جامعة
القاهرة يوم 4 حزيران (يونيو)
الماضي، وقبل ذلك في خطابه الذي
ألقاه في اسطنبول يوم 7 نيسان (أبريل)
الماضي عند زيارته لتركيا التي
تعد أول زيارة له لبلد إسلامي. فهل سيتطور هذا الوضع لتصبح الولايات
المتحدة الأميركية عضواً
مراقباً في منظمة المؤتمر
الإسلامي، مثلها مثل جمهورية
روسيا الاتحادية التي هي عضو
مراقب في منظمة المؤتمر
الإسلامي وفي الإيسيسكو أيضاً؟ وفقاً للمادة الرابعة من الفصل الأول
لميثاق منظمة المؤتمر
الإسلامي، فإنه «تمنح صفة
المراقب لدولة عضو في الأمم
المتحدة، بقرار من مجلس وزراء
الخارجية بتوافق الآراء فقط،
وعلى أساس المعايير المتفق
عليها». وإذا تقدمت الولايات المتحدة الأميركية
بطلب الانضمام إلى منظمة
المؤتمر الإسلامي بصفة مراقب،
فإنها ستكون مدعوة إلى الاهتمام
بالأهداف التي تعمل لها هذه
المنظمة، ومن ضمنها «السعي
الحثيث من أجل دمقرطة العلاقات
الدولية استناداً إلى مبادئ
المساواة والاحترام المتبادل
بين الدول وعدم التدخل في
الشؤون التي تندرج ضمن
تشريعاتها الداخلية». وهذه قضية بالغة الأهمية، لأن التدخل
الأميركي في قضايا العالم
الإسلامي، يشكل أحد الأسباب
التي تجعل صورة الولايات
المتحدة الأميركية لدى الشعوب
الإسلامية، مقترنة بالغطرسة
ودعم العدوان الإسرائيلي على
الشعب الفلسطيني واستمرار
احتلاله للأراضي العربية. إن لجنة الحريات التابعة للكونغرس
الأميركي، على سبيل المثال،
تمارس تدخلاً سافراً في الأمور
الداخلية للدول الأعضاء في
منظمة المؤتمر الإسلامي. وهذه
اللجنة لا تقوم بمهمتها وحدها،
ولكن معها لجان ومنظمات وهيئات
أميركية، ويساندها جميعاً
قانون الحريات الدينية الذي صدر
عام 1994، وأعطى الولايات المتحدة
الحق في التدخل في الشؤون
الداخلية للدول، بحجة إعداد
تقرير سنوي حول الحريات الدينية
في العالم وتقديمه الى الكونغرس.
وقد قرأت أخيراً مقالاً ممتازاً للأستاذ
رجب البنا في جريدة «الأهرام»
يوم 31 كانون الثاني (يناير)
الماضي، حول هذا الموضوع بعنوان
«الأجندة الخفية للجنة
الأميركية وأخواتها» يكشف
القناع عن كثير من الحقائق
المتعلقة بهذه القضية. في تموز (يوليو) الماضي، زارني في مكتبي
السيد روبرت جاكسون، القائم
بالأعمال في سفارة الولايات
المتحدة الأميركية في الرباط،
الذي كان مرفوقاً بالمستشارين
الإعلامي والثقافي في السفارة.
وتباحث الديبلوماسيون
الأميركيون معي حول تفعيل
مضامين الخطاب الذي وجهه الرئيس
الأميركي باراك أوباما إلى
العالم الإسلامي من جامعة
القاهرة. وتناولت المباحثات
أيضاً، التشاور في شأن دور «الإيسيسكو»
في تقديم الصورة الصحيحة
للإسلام والثقافة الإسلامية في
الولايات المتحدة الأميركية.
وقد شرحت للقائم بالأعمال
الأميركي ومرافقَيْه خلال تلك
المقابلة، الأهداف التي تعمل من
أجلها «الإيسيسكو» وبرامجها
المهتمة بتعزيز الحوار بين
الثقافات والتحالف بين
الحضارات ونشر ثقافة السلام
وقيم التسامح والتعايش بين
الشعوب وتصحيح المعلومات
الخاطئة عن الإسلام والحضارة
الإسلامية لدى الأوساط الغربية.
وأوضحت للديبلوماسيين الأميركيين أن «الإيسيسكو»،
باعتبارها الضمير الثقافي
للعالم الإسلامي، تعمل على نشر
ثقافة العدل والسلام، ويهمها أن
تساهم في تقديم الصورة الصحيحة
للإسلام والحضارة الإسلامية في
أميركا، وتقوية العلاقات بين
العالم الإسلامي والشعب
الأميركي. وأكدت في حديثي إلى
الديبلوماسيين الأميركيين أن
موقف «الإيسيسكو» منسجم مع
القرارات الصادرة عن مؤتمرات
القمة الإسلامية ومؤتمرات مجلس
وزراء الخارجية للدول الأعضاء
في منظمة المؤتمر الإسلامي. وقد
تم ترتيب زيارة لي إلى الولايات
المتحدة الأميركية للتباحث مع
المسؤولين في واشنطن حول هذه
القضايا، ولإلقاء محاضرات في
عدد من الجامعات المرموقة. إنَّ التوجّهات العامة والأفكار الرئيسة
الواردة في الكلمة التي وجهها
الرئيس باراك أوباما إلى «منتدى
أميركا والعالم الإسلامي» هي من
بعض الوجوه، استكمال لما ورد في
خطابه الذي ألقاه في جامعة
القاهرة، وهو الخطاب الذي قلت
عنه في مقال لي نشر في هذه
الجريدة يوم 9 حزيران الماضي: «صحيح
أن خطاب الرئيس الأميركي باراك
أوباما هو في كل المقاييس وثيقة
تاريخية، وعلامة فاصلة في
علاقات العالم الإسلامي بالغرب
بصورة عامة، وليس بالولايات
المتحدة الأميركية فحسب. وصحيح
أن الأفكار والمواقف التي وردت
في هذا الخطاب تستحق الاحترام
وتبعث على التقدير، باستثناء
طفيف وتحفظ خفيف، وهو الأمر
الذي يؤسس لعهد جديد، ولكن
الصحيح أيضاً أن التغيير في
المواقف وفي السياسات، على هذا
النحو المثير والشجاع والجريء،
لا يكون ذا مفعول وتأثير في
الواقع، إلا إذا ترجمت هذه
المواقف وتلك السياسات إلى
مبادرات ملموسة وقرارات تنفذ
فعلاً، حتى نضمن لهذا العهد
الجديد فرص الاستمرار للعمل على
إزالة أسباب التوتر والاحتقان
وتمكين أجيال المستقبل من العيش
في أمن وسلام وتصالح وتسامح». ويمكن أن أعيد اليوم هذا الرأي نفسَه،
وأؤكد ما قلته في بداية الصيف
الماضي، بخاصة أن شيئاً جديداً
عملياً ومفيداً لم يقع حتى الآن.
فإسرائيل لا تزال تتحدى الإدارة
الأميركية وترفض الانصياع
للقرارات الدولية، والأوضاع في
العراق لا تزال غير مستقرة،
وأفغانستان لا تزال في خضم
الاقتتال والفوضى. ولذلك فإن الإعلان عن عزم الولايات
المتحدة الأميركية الدخول إلى
نادي منظمة المؤتمر الإسلامي،
سيكون بمثابة محك اختبار
للسياسة العملية التي ستنهجها
الإدارة الأميركية تجاه قضايا
العالم الإسلامي، وفي المقدمة
منها القضية الفلسطينية التي
تتوقف تسويتها على موقف أميركي
صريح ونافذ وقوي يرتفع فوق
الضغوط الإسرائيلية، ويراعي في
المقام الأول مصالح الشعب
الأميركي، وأمن العالم
واستقراره. * المدير العام للمنظمة
الاسلامية للتربية والعلوم
والثقافة – (إيسيسكو). ====================== أغراض عملية الاغتيال
الإسرائيلية في دبي الخميس, 25 فبراير 2010 علي بدوان * الحياة لم تكن عملية اغتيال عضو قيادة حركة «حماس»
في الخارج محمود عبد الرؤوف
المبحوح في دبي، سوى رسالة
إسرائيلية واضحة وبالغة
الدلالة في الزمن الراهن الذي
يلعب فيه رئيس وزراء اسرائيل
بنيامين نتانياهو كما يشاء في
ظل التغطية والانحياز
الأميركيين لسياسات إسرائيل. جاءت عملية الاغتيال التي نفذتها
الاستخبارات الإسرائيلية، كما
تشير المعلومات التي اعلنتها
سلطات دبي، في سياق النهج
الإسرائيلي المعروف منذ قيام
الدولة العبرية عام 1948، حيث
كانت التصفيات وما زالت تشكل
اسلوباً اسرائيلياً بامتياز،
وحرفة مهنية مميزة، وممهورة
بخاتم جهاز «الموساد» وسجله
المليء بعمليات الاغتيال. فقد
نفذ جهاز «الموساد» المئات من
عمليات التصفية التي طالت كوادر
وقيادات وعلماء فلسطينيين
وعرباً وحتى أجانب في أكثر من
مكان في العالم، وفي أكثر من
عاصمة عربية من بيروت الى تونس
الى دمشق الى دبي ... وعلى رغم أن محمود المبحوح، اللاجيء
الفلسطيني القادم من مخيم
جباليا في قطاع غزة الى سورية،
والذي استهدفته عملية الاغتيال
الجبانة، لم يكن من قيادات الصف
الأول في حركة «حماس»، إلا أن
الرسالة الإسرائيلية
باستهدافها مقاتلاً فلسطينياً
منخرطاً في اطار إحدى القوى
الأساسية في المقاومة
الفلسطينية وعلى ارض دولة
الإمارات العربية المتحدة،
يعني أن إسرائيل غير آبهة بما
يسمى «عملية التسوية» مع
الأطراف العربية، وأن حدود
الجغرافيا لن تمنعها من مواصلة
عملياتها التي لا تحترم الأعراف
والقوانين الدولية، بل تستبيح
أراضي الآخرين كما تستبيح
القانون الدولي. فضلاً عن
الرسالة الثانية التي أرادت
حكومة نتنياهو من خلالها
التأكيد على ما تقوم به بعد فشل
الجولة التاسعة للمبعوث
الأميركي جورج ميتشل في
المنطقة، التي عاد منها خالي
الوفاض، بل استبق نتانياهو قدوم
ميتشل الى المنطقة بوضع حجر
الأساس لمستوطنات جديدة حول
مدينة القدس. ويمكن القول إنه للمرة الأولى استطاعت
الأيدي الأمنية الإسرائيلية أن
تصل الى مدينة دبي، لتطال أحد
العاملين في صفوف التيار
الإسلامي لحركة المقاومة
الفلسطينية. وهذا الاختراق
النوعي يعتبر بحد ذاته الإنجاز
الأهم لجهاز «الموساد» بعد
سلسلة العمليات الفاشلة التي
خبت بريقه بعدها في الشارع
الإسرائيلي، خصوصاً أن مدينة
دبي ودولة الإمارات هي بين
الأكثر استقراراً في المنطقة
والعالم، على صعيد الأمن الفردي
والمجتمعي والسيادي. كما أن
اختيار إسرائيل لأرض دولة
الإمارات لتنفيذ عملية
الاغتيال يمس بالصميم الدور
القومي الذي تقوم به هذه الدولة
على الصعيد العربي وفي مجال دعم
نضال الشعب الفلسطيني.
فالإمارات استقبلت الشهر
الماضي رئيس المكتب السياسي
لحركة «حماس» في بادرة تحمل
دلالات مباشرة وقوية، كما كانت
استقبلت الرئيس محمود عباس في
سياق المساعي العربية لرأب
الصدع في البيت الفلسطيني. من هنا يمكن القول إن الأغراض
الإسرائيلية من وراء تنفيذ
عملية اغتيال المبحوح لا تقف
عند حدود المس بكادر فلسطيني من
حركة «حماس» فقط، بل تتعدى ذلك
الى المس بدور الإمارات وبأمنها
الداخلي واستباحتهما في وضح
النهار، مستغلة الفسحة المتاحة
من الإمارات التي تستقبل أقوام
الأرض كافة عبر أراضيها
ومطاراتها المفتوحة لقوافل
الناس والترانزيت بين الشرق
والغرب. وعلى هذا الأساس فإن هناك من يصف عملية
الاغتيال باعتبارها من وزن
العملية التي قام بها جهاز «الموساد»
الإسرائيلي في الستينات من
القرن الماضي ضد العلماء
الألمان في مصر، ومن وزن عملية
اغتيال القادة الفلسطينيين
الثلاثة في بيروت في نيسان (ابريل)
1973، عضوي اللجنة المركزية لحركة
«فتح» محمد يوسف النجار وكمال
عدوان، وعضو اللجنة التنفيذية
لمنظمة التحرير الفلسطينية
الشاعر كمال ناصر، وكذلك اغتيال
القائد الفلسطيني خليل الوزير (ابو
جهاد) في منطقة حمامات الشط في
العاصمة التونسية يوم 16/4/1988. ومن المعروف أن إسرائيل وبسبب طبيعتها
العنصرية، في حاجة إلى نقل
أشكال من المعركة وأنماط القتال
الى ما وراء الحدود في حالات
معينة، وتتبع سياسة تقتضي الصمت
في شأن أية عملية اغتيال في أي
مكان إذا لم تكن هناك أدلة واضحة
على دورها، بما في ذلك
الاغتيالات في الضفة الغربية
وقطاع غزة. هذه السياسة التي
تتسم بالغموض والتي قال عنها
شيمون بيريز ذات يوم أن فوائدها
اكبر بكثير من الإفصاح عنها،
كما هي الحال بالنسبة الى
ترسانة إسرائيل من الأسلحة
الذرية. وعليه فإن توسيع ساحة الاغتيالات من قطاع
غزة الى دبي يتغذى من غياب
المساءلة الدولية والملاحقة من
قبل الدول التي تقع جرائم
الاغتيال فوق أراضيها، إضافة
الى استغلال إسرائيل لليهود في
العالم الذين يحملون جنسيات
مزدوجة أوروبية وإسرائيلية،
لاختراق الأمن القومي للبلدان
المختلفة والقدوم إليها لتنفيذ
عمليات الاغتيال تحت ذرائع
مختلفة مثل السياحة أو الأعمال
التجارية... الخ، وهو ما حصل حين
قام عدد من الإسرائيليين الذين
يحملون جوازات سفر كندية
بمحاولة اغتيال رئيس المكتب
السياسي ل «حماس» خالد مشعل في
العاصمة الأردنية عمان في عام
1997، وكذلك في عملية الاغتيال
الأخيرة في دبي، حيث أشارت
المصادر الأمنية في دبي الى أن
التحقيقات المبدئية أظهرت أن
معظم المشتبه بهم يحملون جوازات
سفر أوروبية، وأن التحقيقات
الأولية ترجح أن الجريمة ارتكبت
على يد مجموعة متمرسة كانت تتبع
تحركات المبحوح قبل قدومه إلى
دبي. من هنا، فإن الجهود المطلوبة الآن من قبل
الأجهزة الأمنية في دولة
الإمارات يفترض أن تتجه نحو
تفكيك أسرار عملية الاغتيال
والوصول الى الجناة، وكشف
جوازات السفر الأوروبية التي
طالما تلطى خلفها جهاز «الموساد»،
وبالتالي مطالبة الدول
الأوروبية بإعادة النظر في سلوك
مواطنيها من حاملي الجنسيات
المزدوجة مع إسرائيل، الذين
طالما كانوا وما زالوا تربة
خصبة لعمليات التجنيد والمهمات
القذرة التي يمارسها جهاز «الموساد». * كاتب فلسطيني ====================== أزمة حلال أم انسداد في
المطبخ الثقافي السياسي
الفرنسي؟ هيثم مناع 2/25/2010 القدس العربي لو كان أندريه بروتون، مؤسس السريالية
حيا، لقال بالتأكيد: 'السريالية
لم تعد في قلم وريشة الفنان بل
هي في سوق النخاسة السياسية
الفرنسية'. من كان يخطر بباله أن يتحول المشروع
التجاري لشركة كويك لمطاعم
الوجبات السريعة لقضية سياسية
انتخابية في فرنسا؟ لو قرأنا
التقرير التجاري للشركة نجد: 'بدأت
كويك تجربة اللحم الحلال في
مدينة تولوز ثم في سبع مطاعم
أخرى في 31 تشرين الثاني/نوفمبر
2009، وهي تدرس المصلحة التجارية
وإمكانية التحقق في فترة اختبار
تستمر ستة أشهر'. أي أننا أمام
مشروع تجاري له علاقة بالتقاليد
الغذائية، يسعى لكسب زبائن في
مناطق ذات كثافة سكانية مسلمة (فقط
8 مطاعم من أصل 350 تخضع للتجربة).
ذلك بنفس الطريقة التي انتشرت
بها مطاعم 'الكاشير' في مناطق
الكثافة اليهودية، أو المطاعم
النباتية في مناطق الرواج
للنظام الغذائي الخفيف. ولعل من
فضائل الحضارات والثقافات على
البشر أن الطعام، وإن كان حاجة
عالمية مشتركة، إلا أنه ليس
قيمة عالمية موحدة في المضمون
والشكل. يخرج المرء من بيته في
المساء وقد أرهقته تكاليف
الحياة، فيجد أمامه خيارات شتى،
بخبز أو بدون خبز، بلحم أو بدون
لحم، كاشير أو حلال.. فيشعر
بحرية في اختيار وجبة العشاء،
لا تقل أهمية عن حريته في
التعبير. ما الذي أصاب بعض السياسيين والمثقفين
الفرنسيين ليفتحوا ملف المطعم
الحلال؟ وهل وصلت التفاهة
والسطحية عند عدد غير قليل من
السياسيين والصحافيين للنظر في
صحن الآخر وما يفترض أن يكون
فيه، بعد أن تعدوا على حرية
الملبس وحرية بناء مكان للعبادة
وشكل هذا المكان؟ بنى اليمين المتطرف رصيده السياسي، مع
بداية الأزمة الاقتصادية في
النصف الثاني من السبعينيات،
على قضية الهجرة واللجوء.
وبالفعل نجح في تحويل هذين
الموضوعين إلى قضايا قومية
وأوربية. وتم تنفيذ سياسات طرد
وإبعاد ومضايقة وإغلاق أبواب في
مسألة اللجوء السياسي لينخفض
عدد طالبي اللجوء في الاتحاد
الأوربي من 693 ألف لاجئ في 1992 (كان
عدد دول الاتحاد وقتئذ 12 دولة)
إلى 222 ألف لاجئ في 2007 (يشمل
العدد هذه المرة 27 دولة أوربية).
ورغم أن إبعاد كل مهاجر غير شرعي
يكلف قرابة 27 ألف يورو، تزداد
سنويا نسبة المبعدين بشكل خطير.
ففي بلد كفرنسا، طرد في 2008 ما
مجموعه 29799 ألف أجنبي، وفي 2009
طرد 29 ألف أجنبي أيضا. وقد
تتابعت الاتفاقيات الأوروبية
المناهضة لقوة العمل الأجنبية (اتفاقيم
امستردام 1999، برنامج لاهاي 2004،
واتفاقية بروم 2006 التي تربط بين
الهجرة السرية والجريمة
العابرة للقارات والإرهاب). ذلك
في الوقت الذي قاومت فيه الدول
الأوروبية الاتفاقية الدولية
لحماية حقوق العمال المهاجرين
وعائلاتهم، واستبدلت منطقها
بما أسمته 'القواعد الدنيا
لاستقبال اللاجئين'. كل هذا
بالرغم من أن المفوضية الأوربية
تطالب منذ 2002 بسياسة امتصاص
واستيعاب من مليون ونصف لمليوني
مهاجر، للحفاظ على النمو البشري
في القارة العجوز. فكل
التقديرات تشير إلى أن غياب
اليد العاملة الأجنبية سيؤدي
إلى انخفاض بنسبة خمسين مليون
وحدة عاملة في عام 2060، أي حدوث
أزمة قوة عمل لا سابق لها في
المجتمعات الصناعية. مع هذا،
ورغم كل هذه المعطيات، ما زالت
قضية الهجرة بعبعا يتم عبره
تخويف الشبيبة والعاطلين عن
العمل من الأجنبي القادم لأخذ
مكان هذا الأوروبي أو ذاك. إلا
أنها لم تعد ناقوس خطر صالح
للاستعمال كما كانت من قبل،
خاصة وأن الأطروحات الاوروبية
أصبحت انتقائية بل وتمييزية
بشكل ملفت للنظر. فالمبادئ
العشرة للمفوضية الأوروبية حول
اللاجئين والمهاجرين تقوم على
أسس عجزت البشرية في تاريخها
القديم والحديث عن وضعها موضع
التطبيق: رفض المهاجر المُكلِف،
مناهضة الهجرة السرية، اعتماد
اختصاص المهاجر معيارا لرفضه
وقبوله واحتياجات السوق. إفلاس خطاب الهجرة وجه أنظار الطبقة
السياسية اليمينية المتطرفة
نحو الإسلام والإرهاب،
باعتبارهما يجيبان على حاجة
موضوعية خلقها سقوط الاتحاد
السوفييتي وحلف وارسو: البحث عن
عدو جديد. في عملية البحث هذه، عثر المثقف الأوروبي
على مادة محفزة للانتاج بعد
استنفاد عدة سلع ثقافية غيبتها
الأحداث. فكل الذين كانوا
يتحدثون عن قيم حقوق الإنسان
يبصرون بأم أعينهم تراجعات على
صعيد الحقوق والحريات في أوروبا
الغربية لم يحصل مثلها منذ
الحرب العالمية الثانية. كذلك
تهمشت، عبر الثورة الإعلامية
ومركزة دور النشر والإعلام بيد
تجمعات كبيرة، تيارات واسعة
للفكر النقدي. كما وتغيبت تباعا
من المحافل الثقافية
الأوروبية، أطروحات التأميم
والدمقرطة والتنمية المستدامة
ودولة الرفاه والأنموذج
الاشتراكي الديمقراطي
والعلمانية الديمقراطية.
وباستثناء الحقوق البيئية، ثمة
حالة جمود في الإبداع البرنامجي
وفي تناول الحقوق الإنسانية
الأساسية تسيطر على الجو
الثقافي، منذ 11 ايلول/سبتمبر
وانتصار بروباغندا الخوف على
ثقافة التأمل ورونق الحق في
الإختلاف. المثقف 'الغربي'، المتابع لهزيمة
الأنموذج الغربي أمام اختبار
الحرية والأمن، يتبنى اليوم
قراءة شمولية في التعامل مع
الذات والآخر. فالحضارة الغربية
بالنسبة له هي الأنموذج الأرقى
الذي عرفته البشرية. وأي تهديد
لها من نماذج سبقتها (كالأنموذج
الإسلامي مثلا) هي نكسة إلى
الوراء وتراجع عن مكتسبات
أساسية حققتها الحضارة الغربية
للإنسانية. هذا التصور للكل
الغربي في مواجهة الكل
الإسلامي، والذي يصب في أطروحات
صراع الحضارات من جهة، وفي خدمة
جماعات ضغط تجارة السلاح
والمواد الأولية الأساسية من
جهة ثانية، يخدم بشكل مباشر أو
غير مباشر كل المدافعين عن
السياسة الإسرائيلية. فإسرائيل، مهما كان التفسير لولادتها
والاعتراف بها ودعمها المادي
والمعنوي، هي جزء من هذا الغرب،
والدفاع عنها هو دفاع عن الجبهة
الأمامية للغرب في دار الإسلام.
وإن كان من الصعب الدفاع عن
السياسة الإسرائيلية الإجرامية
بحق الشعب الفلسطيني، فقد صار
بإمكان أصدقاء إسرائيل القول أن
ما تضطر له الحكومات
الإسرائيلية لا يختلف عما يضطر
له وزير الدفاع الأمريكي في
مواجهته للإرهاب: أي اتباع
وسائل تنتهك القانون الدولي
كآخر خيار للدفاع عن النفس! تصعيد العداء للإسلام وتغذية
الإسلاموفوبيا أصبحا اليوم إذن
جزءا من نهج ثقافي وسياسي رابح،
بالمعنى الشعبوي والانتخابي
واليميني المتطرف. بحيث تشكلت
جماعة ثقافية وسياسية يمكن
وصفها بالمعادين البدائيين
للإسلام les
anti islamistes primaires ،
يجتمع في صفوفها اليمين المتطرف
والليبراليون الجدد
والعلمانيون الاستئصاليون
واللوبي الصهيوني. ومن المؤسف
القول، أن العديد من الإسلاميين
يعزز هذا المنطق عبر الرد عليه
بثنائيات مشابهة، يختلف فيها
محور الشر أو الشيطان بين هذا
الطرف أو ذاك. حيث تستبدل كلانية
النحن الراقية عند العنصريين في
الغرب بالرفض الكلي لما هو غربي
والحديث في كلانية الإسلام
بديلا شاملا وكاملا. ذلك في
إيقاف لصراع الحضارات على رأسه
بدل وقوفه على قدميه! فالجالية
المسلمة، وعموما العربية من غير
المسلمة، لا تدفع فقط ثمن
العنصرية والإسلاموفوبيا،
وإنما أيضا فاتورة سوء إدارة
الدفاع عن المسلمين من العديد
من المسلمين. من السخف أن نناقش في مجتمع رأسمالي حق
شركة تجارية في اختيار البضاعة
الغذائية التي تبيعها أو تروج
لها. كذلك من المشين لأي إدارة
حكومية أن تمنع مطاعم خاصة
باللحم الحلال في وقت تسمح فيه
بمطاعم كاشير، وأخرى نباتية،
وثالثة خاصة بالطعام غير
المعالج كيميائيا. يعرّف القانون الجنائي الفرنسي التمييز
برفض تقديم خدمة موجودة لشخص
دون غيره. في المطعم الصيني لا
يوجد تمييز مرتبط بغياب الخبز،
كما أنه في المطعم الإسلامي لا
يوجد تمييز لعدم وجود لحم
الخنزير. عندما يرفض المطعم
تقديم وجبة متوفرة لزبون معين
يمارس التمييز بحقه. أما في غياب
الوجبة أصلا فلا يوجد رفض،
وبالتالي لا يوجد تمييز. كم أتمنى لو خضنا هذه المعركة على الأصعدة
القانونية والمدنية والثقافية،
بعيدا عن فتوى من الشيخ
القرضاوي أو رأي لأحد شيوخ
السلفية في السعودية. فقد تعبنا من توظيف الكائن الإسلامي على
طرفي المتوسط، وتعب المسلم في
أوروبا من الاحتواء والاحتواء
المضاد. لقد آن الأوان لأن يخوض معركته الضرورية
في حق المواطنة الكاملة، لأنها
الأساس في رسم شخصيته وهويته في
الخارطة المجتمعية الأوروبية
والعالم. ' كاتب وناشط في مجال حقوق
الانسان يقيم في باريس ====================== استراتيجية الصين تتحكم
في العقوبات على إيران هدى الحسيني الشرق الاوسط 25-2-2010 الحصار الدولي على إيران لن ينجح، فهناك
الصين. الحرب قد تقع، إذ شاءت
إيران نشوبها على خطوط دفاعاتها
الأولى، البعيدة جدا عنها، أي
في لبنان. إسرائيل غير قادرة، في
هذه المرحلة على الأقل، على قصف
إيران التي ترغب في الحصول على
السلاح النووي لأهداف عسكرية
بحتة وليس لأهداف سلمية. الآمال
معلقة على ثبات ومثابرة الشباب
الإيراني في الداخل، لإحداث
تغييرات داخلية وإقليمية
ودولية، لكن ربما ليس لإجراء
تغييرات في السياسة الخارجية
الإيرانية. النظام الإيراني ينتعش بالفوضى ويستمتع
بالتسبب فيها ومراقبتها.
المسؤولون الإيرانيون غير
مهتمين بتحرير أحد. طلب الرئيس
الإيراني محمود احمدي نجاد من
أمين عام حزب الله السيد حسن نصر
الله الاستعداد لشن حرب على
إسرائيل تزيلها من الوجود و..
تزيل لبنان أيضا. والأخير طمأنه
بأن جهوزية الحزب وصلت إلى
ذروتها! كلما كان هناك ضغط على
إيران بسبب طموحها النووي، دفع
لبنان الثمن، كما حصل عام 2006. الدكتور رسول نفيسي، مؤلف كتاب «الحرس
الثوري الإيراني»، والأستاذ في
جامعة «سترايير» الأميركية
يؤكد أن القرار الأخير في
السياسة الخارجية الإيرانية
بيد المرشد الأعلى آية الله علي
خامنئي، في السابق كانت له
الكلمة الأخيرة، الآن هو صاحب
الكلمة الأولى والأخيرة في
القرار، تحيط به مجموعة لها
التوجهات نفسها وتخضع لسيطرته
الكاملة، والكل من الحرس الثوري
الإيراني. ويرى أن أولويات هذه
المجموعة تدور حول حماية النظام
«إنهم يريدون البقاء، لشعورهم
بأن إسرائيل والولايات المتحدة
والدول المجاورة تهددهم»،
يريدون حماية عوائلهم «وهنا
نتحدث عن نسبة كبيرة من الفساد
داخل إيران»، ويريدون نشر
التشيع «ونلاحظ هذا من دعمهم
للحوثيين في اليمن، فهؤلاء
ليسوا من الاثنا عشرية، إنما
يبقون في نظر إيران فرعا من
الشيعة، ومن تدخلهم في العراق،
وإنشائهم ودعمهم لحزب الله في
لبنان»، وآخر ما يقلقهم هو
الوضع في إيران. حماية النظام استدعت إنشاء قوات خاصة به.
مهمة الجيش النظامي في
الجمهورية الإسلامية حماية
الحدود، هو من بقايا نظام
الشاه، والثورة منذ بدايتها لا
تثق به. أوجدت قاعدتها العسكرية
عبر إنشاء «الحرس الثوري» الذي
يتمتع بثقة القيادة. أكثرية
قادته عرفها رجال الدين خلال
الحرب العراقية - الإيرانية، ثم
إن مهمة «الحرس الثوري»، حسب
الدستور الإيراني: حماية
الثورة، وهذا يعني أنه قوة
سياسية وعسكرية معا. وعن عدد الفرق العسكرية في إيران يقول
الدكتور نفيسي: رسميا هناك
الجيش والحرس الثوري، لكن هناك
الميليشيات: «الباسيج» وهم
الطابور الخامس التابع للحرس، و«أنصار
حزب الله» وهؤلاء يتنقلون
بملابس مدنية، مهمتهم قمع الناس
والتجسس عليهم، وهناك «قوات
القدس» وتهتم بالأنشطة
الخارجية وتعمل في العراق
ولبنان، ثم «قوات الشرطة». لدى
إيران طبقات من القوى الأمنية. يعتقد النظام الإيراني أن خطته هذه نجحت
مبدئيا، اهتمام أيديولوجي
بفلسطين، فيما الحقيقة أنه يريد
نشر نفوذه في المنطقة لدعم قواه
الشيعية، ولمواجهة إسرائيل
وأميركا في دول أخرى يحولها إلى
خطوط دفاعية، بحيث تؤمن حماية
بقائه، لكن العالم يركز على
البرنامج النووي الإيراني وكل
تصريحات المسؤولين الإيرانيين
وصولا إلى خامنئي (رجل الدين)
بأن رغبة إيران في الحصول على
النووي لأهداف سلمية، لا تقنع
أحدا. لا، بل هناك اقتناع بأن
إيران تريد الحصول على السلاح
النووي لمنع أميركا من غزوها. يذكرني الدكتور نفيسي، أنه عندما انتهت
الحرب مع العراق عام 1988 كتب قائد
الحرس الثوري آنذاك، محسن
رضائي، رسالة إلى آية الله
الخميني قال فيها: «ما لم تملك
إيران التكنولوجيا النووية،
فإننا لا نستطيع إنهاء هذه
الحرب، ومن الأفضل الآن التوصل
إلى هدنة مع العراق». هذه الرسالة نشرها لاحقا آية الله هاشمي
رفسنجاني، وكان الهدف من النشر
التأكيد على أن النظام الإيراني
يتطلع إلى الحصول على السلاح
النووي، وليس الحصول على
التكنولوجيا النووية لأغراض
سلمية. وانطلاقا من هذه
الرسالة، يؤكد الدكتور نفيسي أن
النظام الإيراني يريد الإسراع
في إنتاج السلاح النووي، وذلك
لإخافة إسرائيل وأميركا والدول
المجاورة وأيضا.. والشعب
الإيراني. إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الحكام
الحقيقيين لإيران هم خامنئي
والحرس الثوري، كونهم يسيطرون
على كل مقومات إيران الاقتصادية
والسياسية والعسكرية. فإن دعوات
الولايات المتحدة لفرض
المقاطعة على الحرس الثوري ستصب
عند بعض الدول في آذان صماء.
فالحرس هم الذين يشرفون على
العقود النفطية مع الصين ومع
الشركات الأوروبية وشركات
النفط. يقول الدكتور نفيسي، إن
النظام الإيراني غير مهتم
بالتفاوض أو التقارب مع
الولايات المتحدة، فالنظام
مرتاح لدعم الصين، ثم إن تطور
الأحداث في المستقبل، في
المنطقة، سيقرره النفوذ الصيني
فيها. يضيف: إذا نظرنا إلى دور الصين، وإلى أن
أميركا مدينة للصين بما يقرب من
التريليون دولار، وإذا نظرنا
إلى دور الصين الاقتصادي المهم،
نرى أن الصين ترحب بأن تكون
إيران إلى جانبها، وبالتالي
يتوق الإيرانيون إلى الصين،
فالنظام في البلدين متشابه إلى
حد ما. ويعتقد الدكتور نفيسي، أن المقاطعة
الدولية على الحرس الثوري،
طرحته واشنطن للاستهلاك
المحلي، ومن أجل الإيحاء للحزب
الجمهوري بأن الرئيس باراك
أوباما يفعل شيئا ما، وفي
الحقيقة هو تهديد فارغ ولن يؤدي
إلى شيء. وأسأله، وكيف تستطيع الولايات المتحدة
التعامل مع إيران؟ يجيب: إنها لا
تستطيع. لأن إيران بعيدة عن
نفوذها. حتى لو هاجمت أميركا
إيران فإن التداعيات ستكون
سيئة، وكل ما تستطيع أميركا
عمله هو ألا تعمل شيئا، لأن
الشعب الإيراني يأخذ الأمور
بيديه الآن، ربما الشيء الوحيد
المفيد الذي تستطيع أميركا فعله
هو مساعدة الشعب الإيراني في
الحصول على معلومات وإخبار
العالم، لأن النظام الإيراني
يشوش على كل الوسائل الإعلامية
المتوفرة. ثم على واشنطن أن
تتصرف بصدقية واستقامة، بعدم
التعامل مع النظام الإيراني، بل
بدعم الشعب الإيراني. وليس
بالمواربة، أي أن تجري مفاوضات
سرية مع النظام، وتقول إنها
تدعم الشعب الإيراني. الصين كانت واضحة في مواقفها، بأنها لن
تسمح بوقف إمدادات النفط
الإيراني. الآن بدأت في واشنطن
موجة فرض عقوبات على الحرس
الثوري، لكن هذا لن يؤدي إلى منع
إيران من الحصول على السلاح
النووي، أو إلى تغيير النظام.
أميركا فكرت في أن السعودية
يمكن أن تحل محل إيران في توفير
النفط للصين. يقول الدكتور
نفيسي: «يمكن للحكومة السعودية
أن ترفع من إنتاجها النفطي في
ليلة واحدة، لتحل ليس محل إيران
فقط، إنما محل عدة دول أخرى. لكن
المسألة مختلفة، إن للصين نفوذا
استراتيجيا في المنطقة، وإيران
هي حليفها الاستراتيجي،
والسعودية لن تكون حليفا للصين،
إنها حليف الولايات المتحدة،
فيما الصين تحاول أن تحل محل
الولايات المتحدة في المنطقة،
وإيران دولة مهمة للصين لفرض
نفوذها». أمام عقبة فرض حصار فعلي، ارتفعت نغمة
تغيير النظام في إيران على لسان
الكثير من المعلقين
الأميركيين، لكن لا أحد يعرف
كيف يكون هذا، ويعتقد الدكتور
نفيسي بأن هذا الحديث هو أمر
استراتيجي أكثر منه عملي. وماذا عن دور إسرائيل في هذه الحالة؟ حيث
يردد رئيس وزرائها بنيامين
نتنياهو ضرورة فرض حصار على
إيران، حتى من دون موافقة مجلس
الأمن. يعتقد الدكتور نفيسي أن
إسرائيل قلقة من التكنولوجيا
النووية الإيرانية، «لكن
الإسرائيليين شعب واقعي». يقول
إن إسرائيل تواجه خطرين. الأول:
السماح لإيران بأن تصبح الخصم
النووي في المنطقة، (لا أعتقد أن
هذا خطر، لأن إيران بقنبلة
نووية لن تختلف عن إيران اليوم،
إذ لديها ما يكفي من الأسلحة
التقليدية لزعزعة المنطقة
والتنافس مع إسرائيل). الثاني: أن تتورط مباشرة في الهجوم على
المنشآت النووية. أيضا هذا ليس
بالأمر السهل، إذ لا تملك
إسرائيل حتى الآن التكنولوجيا
المطلوبة لذلك، ثم، لتدمير
المنشآت النووية الإيرانية على
إسرائيل أن تقوم ب120 طلعة يوميا
فوق إيران، وكيف تستطيع ذلك إذا
رفضت تركيا السماح للطائرات
الإسرائيلية بالتزود بالوقود؟!
كما أن الدول المجاورة لإيران
لن تسمح بعبور الطائرات
الإسرائيلية في أجوائها. ويستطرد الدكتور نفيسي: لنفترض أن
إسرائيل هاجمت إيران ودمرت
المنشآت النووية، فإن إيران
قادرة على إيذاء إسرائيل، عندها
كيف سترد إسرائيل على الهجمات
الإيرانية ستضطر إلى استعمال
السلاح النووي ضد إيران، وهذا
أسوأ سيناريو لمستقبل إسرائيل
في المنطقة. لو كان في قدرة إسرائيل الهجوم على إيران
لفعلت منذ زمن طويل، ====================== يجب أن تشكل سوريا
الأولوية الكبرى آلون بن مئير مصدر المقال: الجيروساليم بوست 15 شباط/فبراير 2010 القدس
– تسبب وزير الخارجية أفيغدور
ليبرمان مؤخراً بحماقة فاضحة
أخرى لصورة إسرائيل بعد سلسلة
من التعليقات الصقورية
والتهديدات لسوريا. سمحت
إسرائيل لسياستها الخارجية،
بعد الشقاق الدبلوماسي مع تركيا
الذي تسبب به نائب وزير
الخارجية داني أيالون، أن ُيساء
تفسيرها من قبل جهابذة يختلفون
بشكل كبير عن غالبية
الإسرائيليين الذين يريدون
السلام. ومع
إعلان الولايات المتحدة أخيراً
أنها تعيد تعيين سفير لها في
سوريا، تحتاج إسرائيل لأن تفكر
ببعض الإيماءات للحد من التركيز
السلبي الذي حصلت عليه وتبدأ
بالنظر نحو الشمال لحل خلافاتها
مع جيرانها. كررت
تركيا مؤخراً اهتمامها
باستئناف دور الوساطة بين
إسرائيل وسوريا. يتوجب على
إسرائيل أن تحتضن الجهود
التركية وتلزم نفسها باتفاقية
سلام متفاوض عليها مع سوريا،
حيث أن نتائج عملية كهذه سوف
يكون لها صدى عبر المنطقة،
وخاصة مع استمرار إيران بتقوية
روابطها مع وكلائها، حماس وحزب
الله. ورغم أن الصدع بين تركيا
وإسرائيل، الذي نشأ نتيجة
لتعامل إسرائيل مع غزة، فرض
توتّراً على علاقات الدولتين
الثنائية، تبقى تركيا أهم حليف
إستراتيجي لإسرائيل في
المنطقة، وما زالت في أفضل موقف
للتوسط بين الاثنين. لا تأخذ
مخاوف إسرائيل حول قدرة تركيا
على البقاء حيادية في جهود
وساطتها بالاعتبار التقدم الذي
تمكّن الوسطاء الأتراك من
تحقيقه في الجولة الأخيرة من
المفاوضات والتي انهارت مع
عملية الرصاص المسكوب. تستطيع
إسرائيل الاستفادة من حليف تركي
قريب من العالم العربي. تسعى
تركيا لتحقيق سلام إسرائيلي
سوري ليس فقط من أجل تعظيم الذات
وإنما كذلك لأن السلام الإقليمي
سيكون له وقع هائل على أمنها
الوطني وتطوراتها الاقتصادية،
وسيكون له بالتأكيد وقع أعظم
أيضاً على أمن إسرائيل الوطني
ومصالحها الاقتصادية. تلوح
وراء فوائد مفاوضات إسرائيلية
سورية مباشرة حول السلام مقابل
الأرض، المعاني الضمنية بعيدة
المدى لروابط سوريا مع إيران
ووكيلاتها. إذا شعرت سوريا أن
بالإمكان استرجاع مرتفعات
الجولان وتحقيق علاقات طبيعية
مع الولايات المتحدة، فليست
هناك حاجة لذكاء خاص لفهم أن
سلاماً إسرائيلياً سورياً سوف
يغير مصالح دمشق الإستراتيجية
والحالة الجيوسياسية في الشرق
الأوسط بشكل أساسي. وسوف يكون
لتغيير مصالح سوريا
الإستراتيجية وقعاً مباشراً
على سلوك إيران وحماس وحزب الله.
شكّلت سوريا همزة الوصل بين
الثلاثة، وسوف يتم إضعاف حماس
وحزب الله بشكل حرج في حال إزالة
دعم سوريا اللوجستي والسياسي،
الذي سينتج لا محالة عن سلام
إسرائيلي سوري. حماس وحزب الله
هما نتائج جانبية مباشرة
للاحتلال الإسرائيلي ولا يمكن
لإسرائيل أن تكون في موقف يسمح
لها ببدء التعامل بفاعلية مع
التطرف العربي إلا من خلال
إنهاء قبضتها على الجولان. ورغم أن
مخاوف إسرائيل من برنامج إيران
النووي قد لا تخفّ نتيجة للسلام
الإسرائيلي السوري، إلا أنها
بالتأكيد سوف تفرض على طهران
إعادة التفكير بإستراتيجيتها
نحو إسرائيل. ومما يثير السخرية
أنه في الوقت الذي تستمر فيه
إسرائيل بالمبالغة في التهديد
النووي الإيراني، وقد يكون ذلك
لأسباب جيدة، إلا أنها فقدت
التركيز على كيفية تغيير
الدينامية الجغرافية السياسية
وإضعاف تأثير إيران في المنطقة.
سوف يقلل السلام مع سوريا من
احتمالات استخدام القوة ضد
إيران لحل تهديدها النووي، ولكن
تحت أي سيناريو عنفي بين
إسرائيل وإيران لن تتمكن طهران
من الاعتماد على دعم حماس وحزب
الله الآلي تقريباً لأن المصالح
الوطنية لهاتين المجموعتين سوف
تتعارض الآن مع مصالح سوريا
الإستراتيجية. يتوجب
على إسرائيل أن تستغل الفرصة
للدخول في مفاوضات مع سوريا ليس
فقط لأن باستطاعتها الآن
التفاوض من مركز قوة وإنما كذلك
بسبب العزيمة العربية الجماعية
لصنع السلام كما تم عرضه مرة بعد
أخرى في مبادرة السلام العربية.
لا تستطيع إسرائيل الادّعاء
بأنها تسعى للسلام ثم تفشل في
استغلال الفرصة التي تطرح نفسها. أعطى
الرئيس بشار الأسد، مثل والده،
السلام مع إسرائيل أولوية كبديل
إستراتيجي. وقد عبّر عن رغبته
بإتمام صفقة مقابل مرتفعات
الجولان وعلاقة صحية مع
الولايات المتحدة. يتوجب على
إسرائيل أن تختار. لا تستطيع
إسرائيل الاستمرار في محاولة
تبرير الاحتلال باسم الأمن
بينما يمد العالم العربي برمته
يده لتحقيق سلام صادق. يتوجب
على إسرائيل أن تختار بين الأرض
والأمن الحقيقي. لن تكون
إسرائيل آمنة على حدودها
الشمالية طالما أن هناك مطالب
حدودية لسوريا من إسرائيل. إذا
قدمت سوريا السلام وتطبيع
العلاقات وحققت اهتمامات
إسرائيل الأمنية الشرعية،
واستمرت إسرائيل بالرفض، فسوف
تصبح مرتفعات الجولان عبئاً
وطنياً بدلاً من أصول أمنية
وطنية. تتنامى
المعارضة الدولية للاحتلال
الإسرائيلي المتواصل لأنه
يُنظر إلى احتلال الأراضي
العربية والمستوطنات على أنها
المصدر الوحيد للنزاع الإقليمي
المستمر وعدم الاستقرار. وينظر
إلى ربط الاحتلال باهتمامات
الأمن الوطني على أنه أمر لا
يزيد على كونه سابقة لإبقاء
الاحتلال ووصفه ليس فقط للعزل
الذاتي بل سبباً لتجدد العنف. لقد حان
الوقت لرئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو لوضع نهاية لتصريحات
ليبرمان المتهورة حول سوريا
وانعدام أي خبرة دبلوماسية. إذا
كانت إسرائيل تركّز حقاً على
الأمن الوطني، يتوجب عليها إذن
التنازل عن مرتفعات الجولان. يجب ألا
تأخذ إسرائيل حقيقة أن سوريا
اختارت تركيا كموقع للتفاوض
لاسترداد الجولان، وقد لا تكون
بموقع يمكنها من استردادها
بالقوة، لتعني أن بإمكانها
الإبقاء على الوضع الراهن إلى
أجل غير مسمى دون نتائج خطيرة.
لقد أظهرت سوريا قدرة هائلة على
حرمان إسرائيل من السلام مع
لبنان والفلسطينيين، وهي
تستطيع الاستمرار بذلك. يملك
تعيين روبرت فورد سفيراً جديداً
لأمريكا في سوريا احتمالات فتح
فصل جديد في العلاقات الأمريكية
السورية. ورغم أن إدارة الرئيس
أوباما تهتم بشكل كامل بمحاولة
دفع عجلة السلام، إلا أنها لا
تعاني من أوهام أن ما يغيّر
اللعبة بحق في علاقة الشرق
الأوسط مع إيران والعراق ولبنان
والفلسطينيين هو سلام إسرائيلي
سوري. سوف تحوّل العلاقات
المحسنة بين الولايات المتحدة
وسوريا لا محالة حسابات سوريا
الإستراتيجية، حيث أن تطبيع
العلاقات مع الولايات المتحدة
واحتمالات استعادة مرتفعات
الجولان سوف تأخذ أولوية وطنية
على روابط تكتيكية أخرى تملكها
سوريا الآن مع إيران وحزب الله
وحماس. سوف
يتوجب على الولايات المتحدة
البقاء صامدة في جهودها لدفع
عجلة السلام الإسرائيلي
السوري، وقد تجد أن تركيا هي
أفضل وسيط بين الشعبين. _________ * آلون
بن مئير أستاذ في العلاقات
الدولية في مركز الشؤون
العالمية بجامعة نيويورك،
ويدرّس مساقات في التفاوض
الدولي ودراسات الشرق الأوسط.
تقوم خدمة الأرضية المشتركة
بتوزيع هذا المقال بإذن من
الجيروساليم بوست. تم
الحصول على حقوق نشر هذا المقال. ========================== بقلم أ. عصام العطار الـرائـد - العدد 270 ربيع الاول 1431 ﻫ - شباط /
فبراير 2010م أكتب
هذه السطور ونحن نودّع عاماً
راحلاً ، ونستقبل عاماً جديداً وأتمنّى
أن نودّع مع العام الراحل - في
جملة ما نودّع - ما غَمَرَ
العالمَ العربيّ والإسلاميّ ،
وغمرَ أكثرَ العرب والمسلمين ،
من اليأس والتشاؤم والإحباط ؛
فلا شَيْءَ كاليأسِ والإحباطِ
والتشاؤمِ يُثَبِّطُ الهمم ،
ويُقْعِدُ عن العمل ، ويُفسِدُ
مع الحاضرِ المستقبل وكيف
يأملُ الإنسان في غَدِه ،
ويتطلّعُ إليه ، ويتخذُ
الأسبابَ والوسائل ليجعلَه
أفضلَ من يومِه ، وهو غارق في
يأسه وتشاؤمه ؟! حتى على
الصعيد الفكريّ !… تفكيرُ
اليائس المتشائم تفكير سلبيّ
انهزاميّ استسلاميّ ، يُبرّرُ
الخضوع والخنوع والهمود ،
والرضا بالواقع مهما كانت حقارة
الواقع ، ولا يتجاوز الحاضر
البائس القريب ، إلى مستقبل
بعيد كريم ؛ يستشرفُ آفاقَه ،
ويُخَطّطُ لبلوغه ، ويَسْتثيرُ
له المشاعرَ والعزائم ، ويواكبُ
رَكْبَه العتيد ، يشاركهُ
الكفاح ، ويَحْدو له ، وينير له
الطريق *
*
* وأتمنّى
أن نستقبل العام الجديد
وقلوبُنا عامرة بالأمل
والتفاؤل ؛ فلا شيءَ كالأمل
والتفاؤل - بعدَ الإيمان -
يُولِّدُ الطاقة ، ويَحْفِزُ
الهمم ، ويدفع إلى العمل ،
ويساعد على مواجهة الحاضر ،
وصنع المستقبل الأفضل الأملُ
والتفاؤلُ قوّة واليأسُ
والتشاؤم ضعف الأملُ
والتفاؤل حياة واليأسُ
والتشاؤم موت وفي
مواجهةِ تحدّياتِ الحياة ، وما
أكثرَ تحدّياتِ الحياة ! ،
ثَمّةَ صِنفانِ من الناس ،
وموقفانِ أساسيّان : يائسٌ
متشائم يواجه تحدّيات الحياة
بالهزيمة والهرب والاستسلام ! وآملٌ
متفائل يواجهها بالصبر والكفاح
، والشجاعة والإقدام ، والثقة
بالنصر… وما
أروعَ الأملَ والتفاؤل ، وما
أحلاه في القلب ! وما أعونَه على
مُصَابرةِ الشدائد والخطوب ،
وتحقيق المقاصد والغايات ! يَفيضُ
مِنْ أَملٍ قلبي ومنْ ثِقَةٍ
لا أعرفُ اليأسَ والإحباطَ
في غَمَمِ(1) اليأسُ
في ديننا كُفْرٌ ومَنْقَصَةٌ
لا يُنبِتُ اليأسَ قلبُ
المؤمنِ الفَهِمِ *
*
* نعم -
أيها الإخوة الأحبة - اليأس
والتشاؤم ثمرة من ثمرات الكفر ،
وصفة من صفاته ، وليس يجوز لمسلم
بصير بأمر دينه أن يستسلم لليأس
، ويُمَكِّـنَه من قلبه وكيف
يرضى المسلمون الصادقون
الواعون ذلك لأنفسهم ، وهم
يقرؤون قولَ ربّهم عزّ وجل : ... لا تَقْنَطُوا مِنْ
رَحْمَةِ اللَّهِ ... [الزمر : 53] وقولَ
الله تعالى على لسان إبراهيم
عليه السلام : ... وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ
رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ
الضَّالُّونَ [الحجر : 56] وقولَ
الله تعالى على لسان يعقوب عليه
السلام : ... وَلا تَيْئَسُوا مِنْ
رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا
يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ
إِلاَّ الْقَوْمُ
الْكَافِرُونَ
[يوسف : 87] *
*
* وما
أكثرَ أمثلةَ الأملِ والتفاؤلِ
في سيرةِ رسولِ الله صلى الله
عليه وسلم ، وسِيَرِ أصحابه !
وما أكثرَها أيضاً على امتدادِ
التاريخِ الإسلاميِّ والبشريِّ
البعيدِ والقريب ! *
*
* ما دام
الزمنُ يجري وما
دامت الأيامُ يُداولها اللهُ
بينَ الناس وما دام
التغييرُ سنةَ الحياة وما
دمنا نثق بربّنا وديننا ، ونثق
بأنفسنا ، وبوعد الله الصادق
لنا ، ونأخذ بما أمر اللهُ من
الوسائل والأسباب ، ونبذل كلَّ
ما نستطيع ، كلَّ ما نستطيع…
فلا يأسَ ولا تشاؤمَ ولا إحباط ،
بل أملٌ متلألئٌ يضيءُ القلوبَ
والعقول والدروب والآفاق ،
وتفاؤلٌ صادق - رغم كل شيء - بنصر
الله عز وجل أيها
الإخوة الأحبة ! استقبلوا
العامَ الجديدَ بالبُشرى
والأمل والتفاؤل املؤوا
بذلك صدورَكم ونفوسَكم ، ودعوه
يجري في دمائكم مع دمائكم ،
واشحذوا هِمَمَكم وعَزائِمَكم
، فإنَّ علينا أن ننجز الكثيرَ
الكثير ، لأنفسِنا ، وللعربِ
والمسلمين ، وللإنسانيّةِ
والإنسان ---------- الحواشي
(1)
الغَمَم : جمع غُمّة ، وهي الهمّ
والحزن . ======================== بقلم أ.د محمد أديب الصالح الـرائـد - العدد 270 ربيع الاول 1431 ﻫ - شباط /
فبراير 2010م كتب أبو
الدرداء إلى معاوية: "أما
بعد: فإنه من يلتمس رضاء الله
بسخط الناس، كفاه الله مؤونة
الناس، ومن التمس رضاء الناس
بسخط الله، وكله الله إلى الناس". هل
كانوا يضحكون؟؟ عن
قتادة قال: سئل ابن عمر رضي الله
عنهما: - هل كان
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
يضحكون؟ قال:
نعم! والإيمان في قلوبهم أعظم من
الجبال. صلاح...
فتنة قال أبو
بكر بن طاهر: "احتياج الأشرار
إلى الأخيار صلاح الطائفتين،
واحتياج الأخيار إلى الأشرار
فتنة الطائفتين". موازين
... وقال
محفوظ النيسابوري: "لا
تزن الخلق بميزانك، وزن نفسك
بميزان المؤمنين، لتعلم فضلهم
وإفلاسك". إيمان...
وسلوك... وخوف وعن
إبراهيم بن الأشعث قال: سمعت
الفضيل –يعني ابن عياض- يقول: "يا
سفيه ما أجهلك ألا ترضى أن تقول:
أنا مؤمن، حتى تقول: أنا مستكمل
الإيمان؟ لا
والله لا يستكمل العبد الإيمان
حتى يؤدي ما افترض الله تعالى
عليه. ويجتنب
ما حرم الله تعالى عليه. ويرضى
بما قسم الله تعالى له. ثم يخاف
مع ذلك أن لا يتقبل منه". ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |