ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 28/02/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


المسجد الإبراهيمي ... تهويد قديم وعلاج عقيم
ماهر الجعبري

2/27/2010

القدس العربي

يكتسب المسجد الإبراهيمي كغيره من مساجد المسلمين مكانته في العقلية الإسلامية من كونه محل الصلاة التي هي عمود الدين، وهو أيضا معلم غائر في تاريخ المسلمين، ولكن الذي ضيّع الدين وعمل ضد مصالح المسلمين أنّى له أن يتباكى على مسجد من مساجد الله ؟ سؤال موجّه إلى رموز السلطة الفلسطينية وإلى قادة المشروع الوطني وقد تعاقبوا على الشاشات يتباكون على قرار يهودي بتحويله إلى معلم أثري يهودي، وكأن حجارة الآثار والتنافس على خدماتها أهم عندهم من المضامين العقدية والثقافية التي تفوح بها تلك الحجارة.
إن اليهود قد احتلوا فلسطين منذ أكثر من ستة عقود، وقد دمّروا وغيّروا معالم الكثير من مساجد المسلمين، ووضعوا أيديهم على العديد منها في الأرض الفلسطينية التي احتلت عام 1948، فهل يجرؤ أولئك القادة والرموز أن يصرخوا مدافعين عن تلك المساجد ومطالبين الأمة بالقيام بواجبها في استعادة تلك المساجد لعودة عمود الدين فيها ؟ أم أن تلك المطالبات تعتبر تمردا على ثقافة أوسلو التي "يحرم" عندهم رفع الصوت ضدها حتى ولو تعلّقت بمساجد المسلمين وبعمود الدين ؟
إن الذي ضيّع الدين ويعمل ضد مصالح المسلمين لا يمكن أن يكون حريصا على مساجد المسلمين، وبالتالي فتلك الغضبة السلطوية مفتعلة، وهي تصب في صراع "إداري" سطحي لا يخرج على حدود أوسلو وأخواتها، ولذلك لا يتمكن المتحدثون الرسميون للسلطة الفلسطينية أن يجيبوا على السؤال الجوهري عندما يوجّه إليهم في الإعلام: ما العمل ؟ وما هي الإجراءات التي ستتخذونها ؟ إلا أن يتراقصوا بالكلمات حول دور المجتمع الدولي والضغط العربي، أما الدور الطبيعي للجيوش في استعادة الحق فلا يمكن أن يكون على ألسنتهم.

وما لا يتحدث به رجالات السلطة أن المسجد الإبراهيمي مقسوم بإرادة عسكرية، وانبطاح سلطوي إلى قسمين مفصولين بجدر وحواجز: قسم مخصص لليهود، حيث يمارسون، في مسجد الله، طقوسهم الباطلة على عين السلطة وبصرها وعلى عيون حكام المسلمين، وآخر للمسلمين الذين لا يدخلونه إلا عبر بوابات التفتيش الأمني من قبل الاحتلال، بل ويمنعون من دخول حتى هذا الجزء في مناسبات يهودية سنوية، حددتها اتفاقات الذل التي وقعتها السلطة التي تتباكى على المسجد.

وإن لم يكن كل ذلك التقسيم والاقتطاع والتحكم الأمني والمنع الكامل في مناسبات يهودية تهويدا ما هو التهويد إذن ؟ أم أن السلطة لم تفطن للتهويد إلا عند تهديد سيطرتها الوهمية على أعمال الصيانة في مرافق الصرف الصحي للمسجد، وفي بعض الأعمال الشكلية والديكور ؟ يبرز هذا التساؤل لدى متابعة المتحدثين الرسميين من قبل السلطة الفلسطينية، حيث تجد أن المشكلة عندهم هي في طبيعة علاقة وزارة الأوقاف بالأمر، وهم يخشون أن يسحب القرار اليهودي البساط من تحت أقدامهم في ذلك السلطان الوهمي.
وكأن وزارة الأوقاف الفلسطينية حريصة على إقامة عمود الدين وعلى المساجد ! وهنا لا بد أن يستحضر الإعلام الحرب التي شنتها وزارة الأوقاف قبل أسابيع قليلة على منابر المساجد في الضفة الغربية، عندما قررت أن تكون منصات للدفاع عن رئيس السلطة، ولا بد أن يذكر ما كان وزير الأوقاف، الذي يتباكى على المسجد الإبراهيمي، قد توعد به أئمة المساجد من أن "الذي يأكل من مغرفة السلطان يتوجب عليه أن يقاتل بعصاه". بل في المسجد الإبراهيمي نفسه، أنزل المصلّون الإمام الذي انتدبته السلطة للخطابة دفاعا عن رئيس السلطة، كما حصل في غيره من المساجد.
إذن، فمن البدهي أن الاحتلال يجرم بحق المساجد، ويكرر إجرامه في كل مناسبة، فهو احتلال غاصب وعدو حاقد، ولكن هل السلطة بريئة بحق المساجد ؟ إن الغضبة التي تدّعيها السلطة الفلسطينية ووزارة أوقافها هي جوفاء وفارغة من المضمون الحقيقي ومن أفق العلاج. فهل يمكن -مثلا- أن يتصور أحد أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية ستعلن الحرب على المستوطنين الذين يدنسون المسجد الإبراهيمي ويهودونه ؟!؟
سؤال يحق طرحه من باب المحاسبة السياسية، وخصوصا من قبل الذين امتدت إليهم أيدي تلك الأجهزة بالعدوان الوحشي - ككاتب هذا المقال ؟ أم أن السلطة وأبواقها تريد لأطفالنا أن يتحمّلوا مسؤولية التعبير عن الغضب بأجسادهم الندية بينما ينعمون هم في الغرف الفارهة وهم محاطون بالحماية التي يرعاها الاحتلال نفسه !
إن الصدور العارية التي تتلقى الرصاص بكل شجاعة في كل مواجهة مع الاحتلال تعبر عن مواقف بطولية وتبرز المعدن النفيس في أبناء فلسطين كما بقية أبناء الأمة، ولكن تلك المواجهات لا يمكن أن تكون الطريق الموصل للتحرير الفعلي واجتثاث كيان اليهود من جذوره وتحرير كل مساجد المسلمين وعودة الآذان لما هُجر أو استلب منها إذا لم تتحرك جيوش المسلمين.

وبينما يؤكد قادة كيان الاحتلال اليهودي أنهم يقومون على اليهودية، ويفرضون بالقوة دولة يهودية، ويحاربون باسم اليهودية، يحذّر ساسة السلطة من الحرب الدينية. كما يحذّر حكام المسلمين في كل مناسبة، لأنهم يخشون من تحرّك المسلمين على أساس عقيدتهم، إذ إن ذلك التحرك يعني -فيما يعنيه- كَنْس أولئك الحكام عن عروشهم في الطريق لاجتثاث يهود، ولا يمكن عند إعلان تلك الحرب أن تبقى سلطة تحت الاحتلال، ولا يمكن حينها أن يتمتع رجالات تلك السلطة بالمكاسب التي يرتعون بها.
إن الحرب بين يهود والمسلمين ليست صراعا يقوم على التحاجج حول الأحقية التاريخية بالأرض، رغم بطلان إدعاءات اليهود حول ذلك، وليست صراعا إداريا ونزاعا رمزيا على من يقدّم الخدمات، بل هي -كما تمارسها دولة يهود- حرب عقائدية، وهي حرب وجود.
ولذلك فإن مطالبة المجتمع الدولي والدعوة للضغط السياسي من قبل الأنظمة العربية في المحافل الدولية هي من باب التضليل والتفريط، وهي دعوة الضعيف لمواجهة المخرز بالكف الفارغة. وهي دعاوى المفلسين، الذين لا يملكون الحلول، أو الذين لا يجرؤون على التعبير عن الحلول الحقيقية، وخصوصا أن ذلك القرار اليهودي يأتي تأكيدا على إصرار الاحتلال على منطق الاستخفاف بالأمة الإسلامية وبحكامها.

إذاً غضبة السلطة هذه فارغة من مضمونها الإسلامي، وهي غيرة على حجارة لا على ما تعنيه تلك الحجارة، وهي غيرة على دور إداري لوزارة الأوقاف التي هي نفسها تحاصر المسلمين في صلوات الجمعة في المساجد عامة وفي المسجد الإبراهيمي خاصة. وهي ليست غضبة على ثقافة وحضارة ترتسم فوق معالم تلك الحجارة.
وإن مساجد فلسطين، وتاجها المسجد الأقصى، تئن لأمة إسلامية تمتد من اندونيسيا إلى المغرب مستنصرة من احتلال خبيث، لتحرير الإنسان من ثقافة الخيانة، وتحرير المساجد من تدنسيها من قبل المحتل، ومن خطباء السلاطين الذين يروجون لثقافة قبول المحتل وسلطة تحت الاحتلال.
والأمة يجب أن تعبر عن غضبة حقيقية تهز أركان الأنظمة التي تحمي وجود الاحتلال، ومن ثم تلقن الاحتلال البغيض أن كل قراراته لا تساوي الحبر الذي كتب بها، وأن الأمة الحية تصنع قراراتها بحبر من دمائها.
كاتب فلسطيني

==========================

رائد صلاح  القضيّة والشخصيّة

ملف تعريفي من إعداد فريق: "سبوت لايت أون باليستاين"، أوروبا

© الحقوق محفوظة 2009  2010

Ref.: Pal/RS/2010/AR/001

قضية

الاحتلال الإسرائيلي يحكم بالسجن على رائد صلاح

أصدرت محكمة إسرائيلية في القدس، يوم 13 كانون الثاني/ يناير 2010، حكماً بالسجن على القيادي الفلسطيني البارز رائد صلاح، أبرز قيادات فلسطينيي 48 (أي الواقعين في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ سنة 1948).

وحسب قرار المحكمة فإنّه سيتم سجن الشخصية الفلسطينية البارزة رائد صلاح، لمدة تسعة شهور بشكل فعلي، بالإضافة إلى حكم بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة ستة شهور إضافية. ويدخل حكم السجن بحق رائد صلاح حيز التنفيذ يوم 28 شباط/ فبراير 2010.

كما ألزمت المحكمة الإسرائيلية صلاح بدفع غرامة قدرها سبعة آلاف وخمسمائة شيكل إسرائيلي (2000 دولار أمريكي).

وفي أعقاب صدور الحكم بحقه أكد أنه سيواصل نشاطه حتى زوال الاحتلال الإسرائيلي ويتم تحرير القدس.

ويأتي هذا الحكم بحق رائد صلاح في ظلّ حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، التي تضمّ في عضويتها وزراء ومسؤولين اشتهروا بمواقف العنصرية والشوفينية، يتقدمهم رئيس الوزراء اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو. وقد استهدفت الحكومة الإسرائيلية النواب العرب في البرلمان الإسرائيلي بقضايا شبيهة، كما هاجمت بعنف الاحتجاجات السلمية للمتظاهرين ضد سياسات الاحتلال.

ومن بين من تشملهم الحكومة الإسرائيلية الحالية؛ وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، الذي برز سياسياً عبر نداءاته المتطرفة وتفوّهاته العنصرية بحق العرب، ونائبه داني أيالون الذي أهان السفير التركي أمام كاميرات الإعلام. كما يشغل حقيبة الدفاع (الحرب) في الحكومة الحالية إيهود باراك، الذي يتحمّل المسؤولية عن اقتراف جرائم حرب بشعة خلال العدوان الحربي على غزة في شتاء 2008  2009 حسب ما وثقته لجنة غولدستون التابعة للأمم المتحدة في تقريرها الشهير.

من هو؟

رائد صلاح .. غاندي فلسطين

   وُلد رائد صلاح عام 1958 في مدينة أم الفحم الفلسطينية المحتلة سنة 1948، وكونه واحداً من "فلسطينيي 48"، أي الواقعين تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ سنة 1948، فإنه يحمل جواز سفر إسرائيلياً، وهو ما أتاح له إمكانية أوفر للتنقّل في الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس، وكذلك زيارة بلدان أوروبية عدّة لحضور تجمّعات الشتات الفلسطيني ومؤتمرات التضامن مع الشعب الفلسطيني ومسألة القدس.

   يحظى بشعبية منقطعة النظير في أوساط الشعب الفلسطيني، خاصة وأنه لاقى تهديدات مستمرّة من المسؤولين الإسرائيليين وأجهزة الاستخبارات التابعة لسلطات الاحتلال، لكنّه ظلّ من أكثر الشخصيات الفلسطينية جرأة في مناهضة الاحتلال، وهو ما كلفه الإيداع في السجن أكثر من مرّة. وإلى جانب شخصيّته الكاريزمية؛ فقد تميّز بقُربِه من المواطنين الفلسطينيين، خاصّة وأنّه عُرِف بزهده ونمط حياته المتواضع، وأخلاقه الرفيعة وشخصيّته الهادئة، علاوة على الابتسامة التي لا تفارقه.

   بدأ مسيرته السياسية والجماهيرية في عام 1989 بترشّحه لرئاسة بلدية أم الفحم (خاضعة للاحتلال الإسرائيلي منذ سنة 1948)، فحقّق فوزاً هائلاً عندما حصل على أكثر من 70% من الأصوات. وفاز برئاسة البلدية مرتين لاحقتين عام 1993 و1997 بنسبة مماثلة. ثمّ قرّر في أوجّ صعوده الجماهيري، في عام 2001، التخلِّي عن منصبه طوعاً للتفرّغ للقضية الفلسطينية، وبالأخص عبر الوقوف إلى جانب مدينة القدس وسكانها تحت التهديدات الإسرائيلية المتفاقمة.

   يقود "الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني"، أي في الأراضي الفلسطينية التي احتلتها القوات الإسرائيلية سنة 1948، وهي أكثر القوى السياسية شعبية في تلك المناطق. وقد رفض والحركة التي يقف على رأسها، المنافسة على مقاعد البرلمان الإسرائيلي "الكنيست"، لقناعته بانسداد فرص إنهاء الاحتلال عبر الحياة البرلمانية ولهيمنة الجيش والمخابرات والقوى المتطرِّفة والعنصرية على الحياة السياسية الإسرائيلية.

   اشتهر بمناهضته السلميّة الدؤوبة ضد الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته المستمرّة، معتمداً في ذلك وسائل غير عنيفة، جعلته يُعرَف أحياناً بلقب "غاندي فلسطين". وعلاوة على البرامج والمشروعات الاجتماعية والإنسانية والتعليمية التي يقف وراءها؛ فقد أطلق رائد صلاح في عام 1998، مبادرة "المجتمع العصامي" التي ترمي لتحقيق استقلالية فلسطينيي 48 عن اقتصاد الاحتلال الإسرائيلي، وتحقيق تنمية ذاتية في صفوفهم.

   لفتَ الانتباه مراراً إلى أنّ الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تستغل اتفاقات السلام مع الجانب الفلسطيني لمواصلة سياساتها التوسعية على الأرض الفلسطينية، وضد المواطنين الفلسطينيين، بما في ذلك ممارسة الانتهاكات المتواصلة بحق مدينة القدس وسكانها، وفرض الأمر الواقع الاحتلالي عليها.

   أصدرت وزارة الداخلية الإسرائيلية سنة 2002 أمراً بمنعه من السفر إلى الخارج، ورفضت "محكمة العدل العليا" الإسرائيلية طلب الالتماس الذي تقدم به ضد منعه من السفر.

   بادر إلى إطلاق حملات شعبية ضد سياسات الاحتلال الإسرائيلي بحقّ مدينة القدس، وبالأخصّ الاعتداءات المتواصلة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وتجريف المقابر والتعديات على مقبرة مأمن الله (مامامنيلا) التاريخية.

   أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في سنة 2009 و2010 أوامر عسكرية تقضي بمنعه من دخول القدس، بعد أن تمكّن من كشف سلسلة من المخططات الإسرائيلية المتكتم عليها، والمتمثلة في تنفيذ حفريات سرية واسعة النطاق من حول المسجد الأقصى وشقّ أنفاق متشعِّبة أسفل المقدسات الإسلامية والمسيحية وأسوار القدس التاريخية.

   قاد تحركات تضامنية مع سكان مدينة القدس، في ظل ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحقهم من حملات لطردهم من منازلهم وسحب هوياتهم وحرمانهم من الإقامة في المدينة. وكان له الدور المباشر في تنظيم قوافل الحافلات اليومية التي تنطلق محمّلة بالجماهير المتضامنة، من المدن والقرى العربية المحتلة سنة 1948 إلى البلدة القديمة من القدس.

   برز دوره في الأعوام الأخيرة في تفعيل المطالبة بإنفاذ حق العودة للاجئين الفلسطينيين، الذين طردتهم القوات الإسرائيلية من مدنهم وقراهم سنة 1948. وقد شارك لهذا الغرض في عدد من التجمّعات والمؤتمرات التي ينظمها اللاجئون الفلسطينيون في أوروبا للمطالبة بحقهم في العودة. واشتهر رائد صلاح بعبارته التي أطلقها في ذكرى مرور ستين سنة على النكبة (كارثة 1948) التي قال فيها "لا عودة عن حق العودة".

   أطلقت القوات الإسرائيلية النار عليه في سنة 2000، فأصيب بعيار ناري في رأسه كاد أن يودي بحياته، وهي ما اعتبرها مراقبون بمثابة محاولة اغتيال له.

   أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على اعتقاله عدّة مرات، كان أولها سنة 1981. كما أصدرت السلطات الإسرائيلية بحقه حكماً بالسجن سنة 2003 قضى بموجبها سنتين خلف القضبان حتى سنة 2005. وبعد الإفراج عنه واصل نشاطه الجماهيري وتحركاته الشعبية المناهضة للاحتلال. كما اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي لفترات قصيرة أكثر من مرّة بعد ذلك، على خلفية مشاركته في تجمّعات تضامنية مع مدينة القدس وسكانها. وفي 13 كانون الثاني/ يناير 2010 أصدرت محكمة إسرائيلية حكماً بسجنه لمدة تسعة شهور بشكل فعلي مضافة إليها ستة شهور مع وقف التنفيذ بالإضافة إلى دفع غرامة مالية. ويدخل حكم السجن حيز التنفيذ يوم 28 شباط/ فبراير 2010.

 

تحميل بوسترات "الحرية لرائد صلاح" (Free Raed Salah):

لتحميل بوستر كبير (قياس A1) (بالأبيض والأسود):

صيغة PDF

http://www.freeraed.com/downloads/A1_FREE_RS_BlackWhite.pdf

صيغة JPG

http://www.freeraed.com/downloads/A1_FREE_RS_BlackWhite.jpg

لتحميل بوستر صغير (قياس A4) (بالأبيض والأسود):

صيغة PDF

http://www.freeraed.com/downloads/A4_FREE_RS_BlackWhite.pdf

صيغة JPG

http://www.freeraed.com/downloads/A4_FREE_RS_BlackWhite.jpg

==============================

'مجلس حرب' في دمشق
عبد الباري عطوان

2/27/2010

القدس العربي

الاجتماع الثلاثي الذي انعقد في دمشق يوم امس الاول وضم الرئيسين السوري بشار الاسد وضيفه الايراني محمود احمدي نجاد علاوة على السيد حسن نصر الله زعيم 'حزب الله' جاء بمثابة 'مجلس حرب' لوضع الخطط المستقبلية وتوزيع الادوار والمهام في حال حدوث اي هجوم اسرائيلي على اي من الاطراف الثلاثة او جميعها. ولا ننسى لقاء موسعا بين السيد نجاد وقادة الفصائل الفلسطينية في الاطار نفسه.
توقيت هذا الاجتماع، والطريقة التي تم بها، والمؤتمر الصحافي الذي انعقد في ختامه، تؤكد كلها على ان حلفا استراتيجيا تتوثق عراه ويشكل جبهة جديدة ستكون رأس الحربة في مواجهة التحالف الامريكي  الاسرائيلي ومن ينضم اليه، سرا او علنا، من الحكومات العربية، في حال اندلاع الحرب.
الرئيس الايراني توقع ان تندلع شرارة هذه الحرب في الربيع او الصيف المقبلين، اي بعد اشهر معدودة، بينما اكد السيد نصر الله انه سيضرب تل ابيب ومطاراتها ومحطات كهربائها اذا ما تجرأت اسرائيل على ضرب مطار لبنان او اي من محطاته الكهربائية واهدافه الحيوية.
نحن امام لغة جديدة، وثقة بالنفس غير مسبوقة، واستعدادات للرد لم نسمع بها من قبل، خاصة من الانظمة العربية منذ الجنوح نحو خيار السلام، واسقاط كل الخيارات الاخرى، وتأكيد هذا الجنوح بمبادرة سلام عربية اعدت بنودها بعناية في المطبخ الامريكي على ايدي طباخين مهرة.
المنطقة العربية تقف حاليا امام مرحلة فرز جديدة، تشبه تلك التي سبقت الحربين على العراق (1991 و2003)، ووفق البوصلة نفسها، اي وقوف البعض في الخندق الامريكي والبعض الآخر في الخندق المقابل. ومثلما تحالف بعض العرب مع الامريكيين ضد العراق البلد العربي لاول مرة في تاريخ المنطقة، فاننا في المرحلة المقبلة قد نشهد سابقة اخرى اكثر خطورة اي وقوف عرب في الخندق الامريكي  الاسرائيلي ضد التحالف السوري  الايراني وتفرعاته.
القيادة السورية حسمت موقفها فيما يبدو، وقررت ان تغلق الابواب امام الغزل الامريكي الممجوج والرخيص وتعزز تحالفها الاستراتيجي مع ايران، في رد واضح على نصائح السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية التي طالبتها (اي القيادة السورية) بالابتعاد عن ايران التي تثير المشاكل في المنطقة.
' ' '
هذا الحسم السوري يأتي بعد فترة طويلة من اعتماد الدبلوماسية الهادئة وابقاء الابواب مواربة مع الغرب، والولايات المتحدة على وجه التحديد، ولكن يبدو ان اقتراب موعد المواجهة، ادى الى التخلي عن هذا النهج والبدء في الاستعداد لاحتمالات 'ام المعارك' المقبلة.
سورية لا تستطيع الخروج من حلفها الاستراتيجي مع ايران الذي يمتد لاكثر من ثلاثين عاما، بل لا نبالغ اذا قلنا انها لم تفكر في هذا الخيار مطلقا، لان البدائل المطروحة كانت هزيلة، علاوة على كونها مهينة بكل المقاييس.
السيدة كلينتون التي خرجت عن الدبلوماسية، بل وكل الاعراف الاخلاقية المتبعة بطلبها من سورية الابتعاد عن ايران، لم تقدم لها في المقابل اي شيء آخر غير التلويح بعودة سفير امريكا الى دمشق، وكأن سورية لا تستطيع العيش بدون وجود سفير امريكي فيها.
ثلاثون عاما وسورية ضلع اساسي في المثلث المصري  السعودي الذي حكم المنطقة لثلاثين عاما، وراهن على السلام، فماذا قدمت واشنطن لها مقابل 'اعتدالها'؟.. هل اعادت اليها هضبة الجولان، ام اطلقت العنان لملياراتها لكي تحط الرحال في استثمارات تخلق الوظائف والعيش الكريم للعاطلين فيها، ام انها ازالتها من قائمة الدول الارهابية؟
لا يوجد خط طيران مباشر بين دمشق واي من المدن الامريكية، بل لم نشاهد طائرة امريكية واحدة تحط في مطار دمشق الدولي منذ خمسين عاما، رغم ان سورية عارضت نظام الرئيس العراقي صدام حسين، وشاركت بطريقة غير مباشرة في 'تحرير' الكويت، وتعاونت بالكامل في الحرب على الارهاب وما زالت.
نحن امام تطورات متسارعة في المنطقة، فمتى شاهدنا السيد حسن نصر الله يحط الرحال علنا في دمشق، ومتى شاهدنا السيد احمدي نجاد يصلي في مسجد وخلف امام سني، وينفعل في وجه مراسل تلفزيون العالم الذي حاول استفزازه بسؤال استنكاري حول هذه المسألة.
' ' '
ربما يجادل البعض بانها خطوة اعلامية جرى الاعداد لها بعناية، بهدف التقرب من الطائفة السنية، وربما كان الحال كذلك، واين الخطأ، فنحن جميعا مسلمون، والمملكة العربية السعودية احدى ابرز دول محور الاعتدال المناوئ لايران، اطلقت من خلال عاهلها الملك عبدالله بن عبد العزيز مبادرتين مهمتين في العامين الماضيين، الاولى من خلال فتح حوارات معمقة للتقريب بين المذاهب الاسلامية، السنية والشيعية على وجه الخصوص، والثانية اطلاق حوار الاديان بين اتباع الديانات السماوية الثلاث.
نتمنى ان نرى زعماء عربا سنة يصلون خلف ائمة من اتباع المذهب الجعفري، وفي مساجد شيعية من اجل تحقيق المصالحة التاريخية ووأد الفتنة المذهبية التي تعمقت في ظل الاحتلال الامريكي للعراق، فما المانع في ذلك، ألسنا جميعا اتباع امة الرسول صلى الله عليه وسلم؟
ندرك جيدا ان التحالف السوري  الايراني الجديد لا يملك الرؤوس النووية، ولا الاسلحة المتطورة التي تملكها اسرائيل وامريكا، اي ان الميزان العسكري غير متكافئ، ولكن ألم يكن الوضع كذلك عندما ارسلت اسرائيل طائراتها ودباباتها لاجتياح جنوب لبنان صيف العام 2006.. فماذا كانت النتيجة؟
القوة الضاربة الامريكية  الاسرائيلية جبارة بكل المقاييس، ولا جدل في ذلك، ولكن علينا ان نتذكر بان اليابان بقيت اليابان رغم القاء قنبلتين نوويتين على ناجازاكي وهيروشيما، والمانيا توحدت بعد خمسين عاما على تقسيمها، وسورية ومصر ظلتا سورية ومصر بعد هزيمة عام 1967، ولكن السؤال هو عما اذا كانت اسرائيل ستبقى على الوجود في حال اقدامها على عدوان جديد، وحتى لو بقيت هل ستبقى على الحال الذي هي عليه الآن؟
اسرائيل تعيش ازمة خانقة داخليا ودوليا وباتت مكروهة حتى في اوساط حلفائها الغربيين الذين ضاقوا ذرعا بغرورها وصلفها وعدوانها المتكرر على الضعفاء في غزة وغيرها، ورفضها الاستفزازي لكل طروحات السلام ومشاريعه، ولذلك تعيش حالة من التخبط انعكست بجلاء في ارسالها 'كتيبة' من العملاء لاغتيال شخص واحد اعزل اسمه محمود المبحوح في امارة دبي، ارتدت عليها، رغم نجاحها في تحقيق هدفها، بنتائج عكسية تماما.
' ' '
الاسرائيليون يقرعون طبول الحرب، وادارة اوباما تبدو غير قادرة على كبح جماحهم، وربما باتت اكثر اقتناعا بوجهة نظرهم في حتمية شن عدوان على ايران وسورية، وهذا ما يفسر تخليها عن عملية السلام، واقرارها بحق اسرائيل في الاستيطان في القدس المحتلة، والتعاطي بطريقة لا مبالية مع حلفائها في السلطة الوطنية الفلسطينية.
هجمة المسؤولين العسكريين الامريكيين على المنطقة ابتداء من مايكل مولن رئيس هيئة اركان الجيوش الامريكية، وجوزيف بايدين نائب الرئيس، واللقاء الذي تم امس بين روبرت غيتس وزير الدفاع الامريكي مع نظيره الاسرائيلي ايهود باراك في واشنطن، وزيارة نتنياهو المتوقعة الاسبوع المقبل للعاصمة الامريكية، كلها مؤشرات على اقتراب الحرب وليس ابتعادها.
اسرائيل لا تستطيع ان تتعايش مع قوة نووية في المنطقة تلغي تفوقها الاستراتيجي، كما انها لا يمكن ان تقبل بكتلة اسلامية على حدودها تضم ايران وسورية وتركيا ولبنان والاردن تلغي التأشيرات، وتسمح لمواطنيها بالتنقل بالبطاقة الشخصية، وبما يؤدي الى توسيع دائرة التبادل التجاري والمشاريع المشتركة.
ولهذا ليس من قبيل الصدفة ان تتواتر انباء الانقلاب العسكري التركي الفاشل ضد حكومة رجب طيب اردوغان التي حققت هذه المعادلة الجديدة وعززتها، عندما تقاربت مع ايران وسورية والعرب الآخرين، وابتعدت عن اسرائيل في الوقت نفسه.
لا نعتقد انها 'زلة لسان' تلك التي وردت في مداخلة السيد احمدي نجاد في مؤتمره الصحافي الذي عقده مع الرئيس الاسد عندما قال ان شعوب سورية وايران ولبنان وفلسطين.. و'العراق' ستتصدى لاسرائيل وعدوانها. هل سمعت واشنطن هذه 'الزلة' التي تؤكد فشل عدوانها على العراق، وانفاقها اكثر من 800 مليار دولار في هذا الصدد.
الايام المقبلة حافلة بالمفاجآت ونأمل ان تكون سارة بالنسبة الينا كعرب ومسلمين.

==============================

غولد ستون جديد

عمر كلاب

الدستور

27-2-2010

بعد ازمة اغتيال المبحوح وتدني صورة اسرائيل في الغرب لجأت وزارة الاعلام الاسرائيلية الى تدشين موقع اعلامي يهدف الى التواصل مع الاسرائيليين في الخارج ويدفعهم الى المساهمة في تحسين صورة اسرائيل ، لفتة لا تخلو من ذكاء يجب الاعتراف به حتى لو كانت اللفتة صادرة عن عدو ، فهذا العدو لا يترك شاردة او واردة دون الاستفادة منها ، ويتعامل مع الظروف بسرعة ودون ابطاء ، فما احدثته دبي وشرطتها في قضية اغتيال المبحوح يستحق التقدير والبناء عليه من اجل حرب معاكسة يشنها العرب المقيمون في الغرب اسوة بالخطوات القادمة من الاسرائيليين .

عملية اغتيال المبحوح منحت القضية الفلسطينية دعما اضافيا يوازي مكاسب تقرير غولدستون ان لم يكن تقرير غولدستون جديدا ، فهذه هي المرة الاولى التي تمسك فيها دولة دلائل على تورط الموساد وفرق اعدامه المنتشرة في عواصم العالم .

المفارقة ان عملية اغتيال المبحوح وبدل ان تحملها الحركات الفلسطينية كملف الى العالم ومنظماته الدولية والانسانية ، صار نفطا زائدا على نار الخلافات وصار قذائف وتهما تتقاذفها حركتا حماس و فتح ، واراحت الطرف الاسرائيلي من عبء كوني كان سيعيد فتح ملف مسكوت عنه منذ اربعة عقود على الاقل وظل غامضا او مقيّدا ضد مجهول معروف دون دلائل.

اسرائيل تقود حربا لغسل صورتها من جريمة دامغة ، والفصائل الفلسطينية تتراشق التهم حيال انتماء اثنين ننتظر تحقيقات شرطة دبي كي تكشف دورهما او تنفي ضلوعهما حسب تسريبات في عملية الاغتيال ، وصار دم الفلسطيني جزءا من حروب فصائلية مقيتة تكشف عن انعدام الحس الجمعي الوطني وتراجع تراتبية القضية الاساس لصالح نزاعات فرعية تكشف شوفينية التنظيمات حتى لو كان الثمن اخراج اسرائيل من الجريمة .

لا احد ينكر اختراقات الموساد للفصائل ، ولا احد يمكنه اثبات ملائكية منتسبيه ، فالفصائل الفلسطينية تعرف وكشفت مئات الاختراقات او آلافها ابتداء من اختراق مكتب الشهيد ياسر عرفات الى باقي المفاصل التنظيمية ، وتعرف حركة حماس ان اغتيالات الكثير من كوادرها كان بسبب اختراقات داخل الحركة ليس اخرهذه الاختراقات تورط ابن احد ابرز قيادييها ، وهذا لا يعيب الحركة ولا ينتقص من حضورها ، فهي حركة مستهدفة وكوادرها على لائحة الاغتيال . المعيب ان ننكر وجود الاختراق ، لأن هذا يعمق الازمة ويضاعفها ، وينقلها الى مربع اخر ليس مريحا للحركة ولا لبنائها الذي بدأت اركانه تهتز بسبب النفي المتكرر ومحاولة اثبات ملائكية الحركة ومنتسبيها ، فهي حركة من نفس المكون الذي تكونت منه باقي الفصائل الفلسطينية ، وما تعرضت له الحركة من اغتيالات منذ حرب غزة وما بعدها مؤشر خطير جدا تبعا لنوعية الرجال الذين تم اغتيالهم ، وطبيعة ادوارهم ومهامهم التنظيمية مما يعني ان"سوس الخشب منه"لا من خارجه .

مواجهة العدو لا تتم بالتراشق الداخلي واغفال وجوده لصالح تحقيق ارباح تنظيمية على حساب القضية نفسها وعلى حساب انكار فصيل اخر وتاريخه ، فاسرائيل تستهدف نشطاء فلسطين كلهم وتعرف تماما ما تفعله من وراء اغتيالها للنشطاء وستستمر بكثافة ما دام الثمن بسيطا مجرد نفط على نار الخلافات التي يجب ان تزول دون ابطاء وهذا لن يتم دون اعتراف كل طرف بخطيئته وخطأه .

==============================

المجتمع الدولي لا يفهم لغة الضعفاء

ضياء الفاهوم

الدستور

27-2-2010

لو كان التشاؤم مفيدا بأي صورة من الصور لتشاءمت ، وخصوصا أن ما يدعو إلى التشاؤم هذه الأيام كثير. وحيث أنه كذلك ، في نظري على الأقل ، فإنني أناشد الأخوة العرب والمسلمين أن يكفوا عن التشاؤم والتذمر واليأس حيث أن من يقوم بذلك يضيع وقته ويساهم في زيادة تثبيط الهمم المحبطة من وقوف المتفرجين على ما يجري من تهويد للحرم الإبراهيمي في خليل الرحمن ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم .

وتجدر الإشارة بهذا الصدد إلى أن مؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف المصرية الذي شاركت فيه شخصيات ومفكرون من مختلف دول العالم دعا العالم العربي والإسلامي إلى التصدي لهذه الممارسات الرامية إلى تهويد الأراضي الفلسطينية . ووصف وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية والمقدسات الدكتور عبد السلام العبادي الذي شارك في المؤتمر الإجراء الإسرائيلي الأخير بأنه خطوة من مخطط كامل بدأ بانتزاع نصف الحرم الإبراهيمي واتخاذه مكانا للعبادة اليهودية وهو مخطط يستوجب على الدول العربية والإسلامية أن تتصدى له بكل قوة .

وكم هو حري بالأمة أن تتذكر أن الله سبحانه وتعالى قد حسم الأمر بشأن الظالمين بقوله "واصنع الفلك بأعيننا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون" وأن رسول الله وخاتم الأنبياء ، الذي نحتفل هذه الأيام بعيد مولده النبوي الشريف ، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد عاقب يهود المدينة المنورة أشد عقاب عندما غدروا به وبالمسلمين ، ما يصلح فعلا أن يكون نموذجا لما يجب على الأمة أن تقتدي به للخلاص من الكيان الصهيوني المحتل لأراض عربية غالية والمستهتر بعروبتها ودينها ومقدساتها و بكل الأعراف والقوانين والقرارات الدولية .

إنني حزين مثل الملايين غيري على أوضاع أمتي التي تسر الأعداء وتدمع عيون الأصدقاء ومندهش لتمكن نتنياهو من ليًّ ذراع أمريكا وأوروبا والأمم المتحدة والعالم وإظهار رؤساء دول كبرى بمظهر غير لائق ، وأتساءل : هل هناك ما يمنعه من أن يتمادى أكثر فأكثر؟ إنني حزين على أمتي العربية التي فقدت اتزانها ، والتي لن تقوم لها قائمة إلا إذا نهضت واستجمعت قواها وردت الصاع صاعين بعد أن اتضح لها أن العالم لا يحترم الضعفاء ولا يرضخ إلا للأقوياء .

إنني حزين على ما آلت إليه الأوضاع في الأمم المتحدة التي رفضت اسرائيل تنفيذ قراراتها دون أن يرمش لها عين وبهدلت وجاهتها أيما بهدلة ، حزين على أمينها العام بان كي مون الذي لم يستطع أكثر من الإعراب عن أسفه على الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة . وإذا لم تقم شعوب العالم وأولها الشعوب العربية والإسلامية بواجباتها الإنسانية في هذا الاتجاه وتفرض التقيد بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة فرضا حاسما لا لبس فيه فإن العنصرية الصهيونية ستتفشى أكثر وتتسبب في أن يعود العالم إلى عصور الغاب .

ولما كانت إسرائيل لا تريد السلام وتواصل تنفيذ وصية ديفيد بن غوريون أول رئيس لوزرائها الذي قدم إلي بلادنا من مدينة بلونسك البولندية والذي أوصى اليهود بعدم الجنوح إلى السلام قائلا لهم إن فيه نهايتكم ، وحيث أنها جعلت العالم كله أمام خطر الانزلاق إلى حروب مدمرة أخرى ، فإنه أصبح من الواجب عليه إذا أراد أن ينقذ نفسه أن يكبح جماحها ويضع حدا لعنصريتها وأطماعها ، وأصبح واجبا على العرب أن ينهضوا بمسؤولياتهم في المحافظة على دينهم وعروبتهم وأوطانهم وكرامتهم ويحولوا دون استمرار الاسرائيليين في اعتداءاتهم المتعددة الأشكال الصارخة الإجرام .

وما لم يستوعب العرب جميعا بأن اليهود يريدون لنا الاستسلام والخضوع لمآربهم الخبيثة ولا يريدون أي شكل من أشكال السلام العادل فإن القادم أعظم ، وهذا يقتضي من كل عربي ومسلم أن يساهم بأقصى ما يستطيع في سبيل الإصلاح الشامل الذي نسعى إليه تمهيدا لاقتلاعهم من بلادنا وإزالة كيانهم الصهيوني الذي لم يكف يوما عن الطغيان .

وحتى لا يقال لأمتنا : يا أمة ضحكت من جهلها الأمم فإنه لا مفر أمامها من القيام بواجباتها في تحرير مقدساتها و أراضيها آخذة بعين الاعتبار أن المجتمع الدولي الذي انتظرنا طويلا أن ينصفنا لا يفهم لغة الضعفاء . على العرب أن يكفوا عن استجداء هذا المجتمع الخاضع للرغبات الإسرائيلية وأن يستعدوا لاسترداد حقوقهم المغتصبة بقوتهم التي تكمن في تضامنهم الشامل واعتمادهم على ذاتهم والعمل بموجب ما قاله لهم المصطفى عليه الصلاة والسلام"لقد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، كتاب الله وسنتي" صدق رسول الله .

==============================

بوادر الانسحاب الأوروبي من (التحالف) الأميركي
ويليام فاف
تريبيون ميديا سيرفسز
والاتحاد الاماراتية

الرأي الاردنية

27-2-2010

في يوم الجمعة الماضي، أعلنت خم+س دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي رغبتها في إزالة الأسلحة النووية التي تنشرها الولايات المتحدة فوق أراضيها والتخلص من عبئها، الذي بات يثقل عليها ويثير معارضة شعبية متزايدة، وهذه الدول هي مجموعة «البينيلوكس»، التي تضم هولندا وبلجيكا ولوكسمبورج، بالإضافة إلى ألمانيا والنرويج.
 
ومن المتوقع أن تطلب الدول الخمس من حكومات حلف شمال الأطلسي مساندتها في رغبتها تلك قبل اجتماع نيويورك في شهر مايو القادم.
وفي توضيحه لحيثيات القرار، أشار وزير الخارجية الهولندي أن الرغبة في التخلص من الأسلحة النووية المنتشرة على أراضي بلاده، جاءت تماشياً مع المناخ العالمي الجديد، الذي يسعى للحد من الانتشار النووي، ولانتهاز الفرصة التي وفرها أوباما من خلال دعوته لعالم خال من الأسلحة النووية، وبعيد عن احتمالات التسرب النووي، أو سقوط تلك الأسلحة في أيدٍ غير أمينة تستغل لأغراض الإرهاب.
والحقيقة أن الدعوة الأوروبية الأخيرة تدعمها اعتبارات سياسية قوية باتت تؤثر على صناع القرار في أوروبا، وتدفعهم إلى التشكيك في استمرار الأسلحة النووية الأميركية فوق ترابهم، ولا بد إذن من ربط الدعوات الأوروبية الأخيرة بالمناخ السياسي العام، مثل سقوط الحكومة الائتلافية الهولندية في 20 شباط الجاري عندما اختلف أقطابها المتمثلون في حزبي «العمال» و»المسيحيين» حول مطالب حلف شمال الأطلسي للبلاد بتمديد فترة خدمة الجنود الهولنديين في أفغانستان لما بعد السنة الجارية، وهو ما أثار خلافاً حاداً بين السياسيين الرافضين للتمديد ونظرائهم المصرين عليه، لينتهي الأمر بفض الائتلاف وسقوط الحكومة.
ومن المتوقع أن تعمل أي حكومة جديدة على سحب الجنود الهولنديين من أفغانستان، ووقف المشاركة في الحرب الدائرة هناك، رغم انخراط هولندا في المجهود الحربي منذ العام 2006 باعتبارها عضواً في حلف شمال الأطلسي، بحيث أرسلت الحكومة 1600 جندي إلى ساحة المعركة وفقدت حتى الآن 21 جندياً.
والأمر لا يختلف كثيراً في ألمانيا حيث تواجه المستشارة أنجيلا ميركل ضغوطاً شعبية متزايدة تطالبها بسحب القوات الألمانية من أفغانستان وإعادتها على وجه السرعة إلى أرض الوطن، وفي الجانب الآخر من الأطلسي يبدو أن كندا قررت أيضاً وضع حد لمشاركتها في الحرب الأفغانية، وأعلنت عام 2011 كموعد نهائي لإعادة قواتها إلى البلاد وإنهاء انخراطها في حرب كلفت الحكومة الحالية غالياً بسبب المعارضة الشعبية الواسعة والمطالب المتصاعدة بإرجاع الجنود إلى كندا.
وبالطبع استأثرت بريطانيا، وكما العادة بحصة الأسد في الانخراط مع أميركا في الحرب الأفغانية بإرسالها أكبر قوة بعد الولايات المتحدة، لكن القاعدة السياسية لحزب «العمال» في بريطانيا ضعيفة في ظل الانتقادات اللاذعة التي توجه لرئيس الوزراء، جوردون براون، في وسائل الإعلام.
وبالإضافة إلى بريطانيا، أرسلت فرنسا قوات خاصة إلى أفغانستان، لكن رغم هذه المشاركة الواسعة ، فإنها تبقى في جوهرها رمزية، وجاءت فقط استجابة لاستخدام الولايات المتحدة للبند الخامس من ميثاق حلف شمال الأطلسي، الذي يفرض على جميع الأعضاء المشاركة في المجهود الحربي.
ومع أن الولايات المتحدة تخصص أموالًا طائلة لدعم مشاركة قوات البلدان الصغيرة في حلف شمال الأطلسي، وتروج لهذه المشاركة باعتبارها تحالفاً حقيقياً منخرطا في الحرب الأفغانية، وعازما على تقويض «القاعدة» وإقامة نظام جديد في أفغانستان متسامح وموال للغرب، يبقى الدعم الرسمي والشعبي في هذه الدول محدوداً، لأن القليل منهم يعتقد أن المهمة واقعية فعليا ويمكن تطبيقها في المدى القريب على الأقل، لا سيما فيما يتعلق بمسألة نشر الديمقراطية في وسط آسيا، التي يعتبرها البعض ضرباً من التفكير الرغائبي. أما في الجانب الأميركي، فإن المسؤولين ينتظرون بفارغ الصبر ما ستسفر عنه الحملة العسكرية الحالية.
 
التي تشنها قوات التحالف ضد معاقل «طالبان» في منطقة «مرجة»، وعلى أساسها سيتم تقييم مدى نجاح استراتيجية أوباما ومعه بترايوس وماكريستال.
ويبدو أن الظروف ملائمة للتحالف الدولي لتنفيذ برنامجه القائم على كسب العقول والقلوب، لا سيما وأن «طالبان» لا تتمتع بشعبية كبيرة في البلاد، بحيث ستعمل القوات الأجنبية على طرد المتمردين وتسليم المهمة للقوات الأفغانية المشاركة في العملية، كما ستعمل قوات «الناتو» على تكريس تواجد الدولة في المناطق المؤمنة على أن يتم الانتقال إلى مناطق أخرى مضطربة لتعاد العملية نفسها.
ومع أن الإدارة الأميركية تعول على المجهود العسكري الأخير في تطهير المناطق من «طالبان» وتسليمها للحكومة الأفغانية، إلا أن التجربة تشير إلى صعوبة النجاح في أفغانستان؛ وفي حال فشل عملية «مرجة»، فإن أوباما سيكون في وضع يسمح له بالوقوف أمام الكونجرس والمطالبة بسحب قواته من أفغانستان بعدما جرب استراتيجية قادته العسكريين، ولم تؤت الثمار المرجوة، وقد سبق له أن تعهد في نفس الخطاب الذي أعلن فيه خطة الزيادة في عدد القوات بالشروع في سحب القوات في أقرب فرصة ممكنة.
لكن الأمر لن يكون سهلاً من الناحية السياسية حتى لو قرر أوباما سحب القوات من أفغانستان تماماً مثلما كان سحب الجنود الأميركيين من فيتنام، صعباً على ريتشارد نيكسون ولم يتم له ذلك إلا بعد الاتفاق الذي توصل إليه كيسنجر في هانوي، فهذا الاتفاق الذي صادق عليه الكونجرس رغم إدراكه أنه مجرد مهزلة، الهدف منها حفظ ماء وجه أميركا في حرب خاسرة، لذا قد يكون من الصعب على أوباما إعلان الانسحاب أمام الكونجرس الذي سيرغي ويزبد أعضاؤه ضد الانسحاب، لأنه في نظرهم استسلام أمام الإرهاب.

==============================

موقف أوروبي قابل للتطور

سمير كرم
السفير

27-2-2010

إذا ما تساءل المرء: أيهما أكثر ديموقراطية في السياسة الداخلية والخارجية، الولايات المتحدة الاميركية او اوروبا، فإنه سيجد ان الإجابة ليست بالسهولة التي كان يتصورها عند بداية طرحه للسؤال.
مع ذلك فهناك مؤشرات كثيرة متنوعه يمكن ان تقودنا الى إجابة موضوعية لمعرفة ما اذا كانت الولايات المتحدة او اوروبا (الموحدة) اكثر ديموقراطية.
وأهم ما يعني المرء  كمراقب عربي يطرح هذا التساؤل  من بين هذه المؤشرات الكثيرة والمتنوعة، هو دور الديموقراطية الاميركية ودور الديموقراطية الاوروبية اولاً، في دعم الديموقراطية في العالم الخارجي، بما في ذلك الوطن العربي، وثانياً دور كل من الديموقراطيتين في تحديد موقف من قضية الشرق الاوسط الاولى، قضية الصراع العربي الاسرائيلي، وفي الاساس منها القضية الفلسطينية.
ولا نستطيع عزل اي من هذين التساؤلين عن السياق التاريخي لكل من السياسة الخارجية الاميركية والاوروبية.
ومن السهل ان نلمس بوضوح ان اوروبا سبقت الولايات المتحدة الى القبول بتصفية الاستعمار في العالم الثالث، خلافا لكل ما يمكن ان يبدو على السطح من ان الولايات المتحدة كانت سباقة فى تشجيع قضية تصفية الاستعمار في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية. فواقع الامر ان الولايات المتحدة انما ارادت ان ترث الاستعمار الاوروبي (القديم) باستعمار اميركي (جديد) من نوع وآليات مغايرة للاحتلال العسكري والهيمنة السياسية المباشرة.
ولهذا الامر علاقة مباشرة بموقف كل من هذين الكيانين الكبيرين ازاء مسالة الديموقراطية في بلدان العالم الثالث.
لقد حلت الهيمنة الاميركية الاقتصادية والسياسية والثقافية محل الاستعمار القديم الاوروبي، ومن خلال ذلك، وقفت الولايات المتحدة لعقود طويلة من نظم الحكم الدكتاتورية في القارات الثلاث وأيدتها، بل وحاربت من اجلها في كوريا (1950-1953) وفي فيتنام (1960-1973) وفي عديد من «جمهوريات الموز» في اميركا اللاتينية حيث كان النفوذ الاميركي في ذروته، فيما كانت الدكتاتورية ايضا في ذروتها.
في تلك الأثناء كانت اوروبا تنسحب من هذا الدور في العالم الثالث وتحاول ان تقيم علاقات تتطلب ديموقراطية، لا دكتاتورية، في معظم الحالات.
وعندما جاء وقت تأسيس اسرائيل في قلب الوطن العربي في النصف الثاني من عقد الأربعينيات من القرن العشرين لم يكن قد بدا ان الولايات المتحدة تسعى لتكون اسرائيل قاعدة لها، بينما ظهرت اوروبا تابعة للولايات المتحدة لسنوات طويلة اعقبت الحرب العالمية الثانية والدور الاميركي البارز والحاسم فيها. وفي السنوات التي تلت ذلك، والتي شهدت تصاعد النفوذ الاميركي في العالم الثالث  على الرغم من هزائمه في كوريا وفيتنام وكوبا  كانت اوروبا تحاول ان تقيم وحدتها السياسية والجيوبوليتيكية على اسس اكثر ديموقراطية من تلك التي اقيمت عليها السلطة الاتحادية (الفيدرالية) في الولايات المتحدة.
وحلت مرحلة جديدة في العالم بتفكك النظام السوفياتي واختفاء «الخطر الأحمر» الذي استخدمته الولايات المتحدة لفرض هيمنتها العسكرية والسياسية والثقافية على اوروبا. لقد اصبحت اوروبا اكثر تحررا من النفوذ الاميركي. وفي هذه المرحلة الجديدة التي بدأت من عشرين عاما اخذ يتضح ان هناك تنافساً بين الولايات المتحدة واوروبا الموحدة على السياسة العالمية وعلى النفوذ الاقتصادي.
وكان نصيب الصراع العربي الاسرائيلي من هذا التحول مزيداً من الوضوح والتميز او التمايز بين السياسات الاميركية والسياسات الاوروبية تجاه هذا الصراع، وتحديدا تجاه دور اسرائيل في هذا الصراع. لم تعد المواقف الاوروبية تكرارا طبق الاصل للمواقف الاميركية. لا نستثني من ذلك سوى الهيمنة الاميركية الواضحة على خطط وسياسات حلف الاطلسي المتعلقة بالشرق الاوسط او بغيره.
وقد اتضح هذا التمايز بين الموقفين في الآونة الاخيرة في القرار الذي اتخذه الاتحاد الاوروبي قبل شهور قليلة، بشأن ضرورة وقف الاستيطان وضرورة الاعتراف بدولة فلسطينية، كذلك ضرورة الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لهذه الدولة. ولا يمكننا ان نتصور مدى المسافة الفاصلة بين هذا الموقف الاوروبي وموقف اميركا، الا اذا تصورنا  مجرد تصور  صدور قرار مماثل من الكونغرس الاميركي. عندئذ يمكن ان نتصور مدى الاختلاف الاوروبي عن الموقف الاميركي.
واستكمالاً لمسيرة اوروبية مختلفة بشأن الصراع العربي الاسرائيلي والقضية الفلسطينية بشكل خاص، اصدر «مركز الدراسات الاوروبية» (بروكسل) تقريراً على قدر كبير من الاهمية، اكد فيه ضرورة وقف الاستيطان الاسرائيلي بصفة نهائية واستئناف مفاوضات السلام. وكان اهم ما اورده هذا التقرير  شارحاً الفكر الاوروبي بهذا الصدد  الربط بين تحقيق السلام في الشرق الاوسط وقيام نظم ديموقراطية في الدول العربية. ولعل هذه هي المرة الاولى التي يتم فيها هذا الربط بين قضية الديموقراطية وقضية السلام في الشرق الاوسط بهذا القدر من الوضوح والتحديد. فالتقرير يقول  على سبيل المثال  ليس من المتوقع من مصري يعذب في المعتقلات المصرية او من سعودية ترجم بتهمة الزنا ان يطالبا بدولة فلسطينية قبل المطالبة بتقييد سلطات الشرطة وإلغاء عقوبة الرجم.
وفي قسم تحت عنوان «وجهة نظر الاتحاد الاوروبي تجاه الشرق الاوسط» يقول تقرير «مركز الدراسات الاوروبية»: «ان الموقف الرسمي للاتحاد الاوروبي بشأن عملية السلام في الشرق الاوسط اي عملية السلام الاسرائيلية  الفلسطينية  هو ان تحقيق سلام دائم في المنطقة هو امر ذو اهمية حيوية لأوروبا. ان الشرق الاوسط منطقة جارة، ترتبط اوروبا بها بروابط طويلة الاجل سياسية وتاريخية وثقافية واقتصادية وتجارية، واستقرارها وأمنها جوهريان لاستقرار اوروبا نفسها وأمنها. لهذا السبب فإن الجماعة (الاوروبية) ودولها الأعضاء ملتزمة التزاما كاملا بلعب دور ملائم في هذه العملية».
ويضيف التقرير «ان هذا الالتزام نفسه ليس موضوع خلاف، خاصة اذا اخذنا بعين الاعتبار ان بيانات الاتحاد الاوروبي الرسمية الاخيرة اعادت تأكيد الحاجة الى حل يقوم على اساس دولتين، لإسرائيل لتعيش في سلام وأمن، ودولة فلسطينية ديموقراطية كعنصر جوهري لصفقة سلام».
ولعل اهم ما في هذا التقرير ما يتضمنه من «استنتاجات وتوصيات تنبئ بمسار السياسة الاوروبية القادمة بشأن القضية، وهنا يقول التقرير في توصياته:
«
نظراً لقرب العلاقات الثنائية مع وجود مسافة تفصل بين اسرائيل والاتحاد اوروبي حول صنع السلام، ماذا يمكن للاتحاد الاوروبي ان يفعل ليخدم على افضل وجه مصالحه ويحسن علاقاته بإسرائيل»؟ ويجيب:
[ «
ينبغي أن يعيد الاتحاد الاوروبي التوازن الى اولوياته في الشرق الاوسط وأن يجعل مرتبة التطورات في المجالات الاخرى على الأقل، بعلو مرتبة التقدم في عملية السلام. يتعين عليه ان يعترف بأن مشكلات إقليمية اخرى  مثل البرنامج النووي الإيراني  تعرقل بالفعل التقدم بين اسرائيل والفلسطينيين (في عملية السلام).
[ «
إن الفصل بين الصراع والتحديات الاقليمية الاخرى، لا يعني إعادة وضع عملية السلام في الشرق الاوسط في دور ثانوي. انه يعني رفض ترك المصالح الحيوية الاوروبية لتصبح رهينة للتقدم على مسار السلام. كما يعني مطالبة النظم الحاكمة العربية بالتوقف عن استخدام الصراع العربي  الإسرائيلي ذريعة لنقص التغيير الداخلي، والاعتراف بأن بعض التحديات الإقليمية توجد مستقلة تماما عن وجود اسرائيل وعن الاستقلال الفلسطيني.
وبطبيعة الحال فإن ثمة توصيات أخرى في التقرير تتعلق بما تعتبره حق اسرائيل في ان تضمن ان لا يطلب منها تنازلات على حساب قدرتها على البقاء (هي إشارة الى حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة). ذلك ان الموقف الاوروبي لا يشكل انفصالاً كاملاً عن الشروط الاميركية لسلام اسرائيلي  فلسطيني. الا ان التقرير يتحدث عن اقتناع اغلب الساسة الاوروبيين بأن الصراع العربي  الإسرائيلي هو اصل جميع المشكلات في المنطقة... ويعتقدون في الوقت نفسه ان على العرب ان يتجاوزوا إنكارهم لشرعية قيام دولة اسرائيل في مقابل اعتراف الاسرائيليين بالحقوق المشروعة للفلسطينيين.
بل ان التقرير يؤكد حقيقة «اتساع الهوة بين الاتحاد الاوروبي وإسرائيل فيما يتعلق بعملية السلام، حيث يرى الاتحاد الاوروبي الاستيطان الاسرائيلي في اجزاء من الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية امراً مخالفاً للقانون الدولي، ويعتبر أن الطريقة الأفضل للخروج من هذا المأزق هي استئناف مفاوضات السلام والعودة الى حدود عام 1949، اي ما يسمى بالخط الأخضر الذي كانت الامم المتحدة قد حددته».
ولا يمكن الزعم في ضوء هذا التقرير ان السياسات الاوروبية تجاه الصراع العربي  الاسرائيلي وإزاء عملية السلام اصبحت تتطابق مع الموقف العربي ... ولكنها تثير في المرحلة الراهنة بالذات السؤال: عن اي موقف عربي نتحدث؟ اهو الموقف الذي تعبر عنه السياسات المصرية عملياً في علاقاتها بطرفي الصراع، باعتبار انها اصبحت خارج هذا الصراع وليست طرفاً فيه؟ ام انه الموقف السعودي، والى حد متفاوت الموقف الخليجي الذي يظهر تشدداً شكلياً لا يقابله تشدد مماثل في المضمون (تكفي هنا اشارة الى الموقف الذي جرى بين الامير تركي الفيصل ونائب وزير الخارجية الاسرائيلي دان ايالون في مؤتمر ميونخ الامني، ذلك الذي بدأ باحتجاج وانتهى باعتذار ومصافحة)؟ ام انه الموقف المغربي الذي يرتبط بإسرائيل بعلاقة «عرفية» هي وسط بين الموقف المصري والموقف السعودي؟
...
ام ان المقصود هو الموقف السوري الذي يدعم المقاومة ويؤيدها حتى في اكثر لحظات الشعور بأهمية العلاقات مع الولايات المتحدة؟
سمة الموقف الأوروبي انه موقف متطور وليس جامداً  شأن الموقف الاميركي الذي لم يستطع الرئيس باراك اوباما ان يغيره بأي قدر  فإننا اذا قارنّا الموقف الاوروبي بالموقف الاميركي نجده اكثر ايجابية وفي الوقت نفسه اكثر قابلية للتطبيق العملي وانه موقف يملك قدرة التأثير من دون ارغام. انه بدرجة ما يستجيب لما نراه الان في صور متعددة من مواقف الشارع الاوروبي والاميركي والعالمي الذي يزداد انتقاداً لتجاوزات اسرائيل وجرائمها.
...
وهو من هذه الزاوية اقل انحيازاً لاسرائيل من بعض المواقف العربية (...).
ومن هذه الزاوية، يمكن توقع موقف اوروبي اكثر تطورا تجاه الصراع العربي  الاسرائيلي مع إمعان اسرائيل في التجاوز على القوانين والاعراف الدولية. ويتعارض هذا تعارضا تاما مع ما يراه بعض الكتاب الاسرائيليين من ان اسرائيل اصبحت على بعد خطوة او اثنتين من عضوية الاتحاد الاوروبي (...).
ويبقى في الختام السؤال عما اذا كان سيحين الوقت لكي يؤثر الموقف الاوروبي على الموقف الاميركي بهذا الاتجاه، ومتى يكون ذلك؟

==============================

حقوق الأقليات ومكابرة الأنظمة السياسية

بقلم :حسين العودات

البيان

27-2-2010

خاضت الحكومة السودانية معارك دامية مع (جيش تحرير جنوب السودان) خلال سنوات طويلة، راح ضحيتها عشرات الآلاف من القتلى (إن لم يكن مئات الآلاف)، ثم اضطرت للموافقة على عقد اتفاقية مع الجنوبيين، يتم بموجبها تقاسم مبدئي للثروة والسلطة، ثم يجري استفتاء يقرر فيه الجنوبيون.

 

إما الانفصال عن الدولة المركزية أو البقاء تحت رايتها، والحصول على حكم ذاتي (فيدرالي) هو في الواقع (كونفيدرالي) لا يختلف كثيراً عن الانفصال. وقد أعطت هذه الاتفاقية للجنوبيين أكثر بكثير مما كانوا يطالبون به قبل حملهم السلاح، و(هذه حقوقهم على أية حال).

 

ووقعت الحكومة السودانية نفسها قبل أيام اتفاق إطار مع منظمة (العدل والمساواة)، وهي أهم المنظمات المعارضة المسلحة في (دارفور) غرب السودان، بعد صراع بين الطرفين فقدا فيه عشرات آلاف الضحايا (إن لم يكن مئاتهم)، وينص اتفاق الإطار هذا أيضاً على تقاسم السلطة والثروة.

 

وقد أعطى بدوره للحركات الدارفورية المناوئة أكثر بكثير مما كانت تطالب به عند انطلاقتها، واعتبر هذا الاتفاق معياراً لمفاوضات الدوحة التي جرت وتجري بين الحكومة المركزية والفصائل السودانية الأخرى المعارضة.

 

وكان سكان مناطق السودان الشرقية، حاولوا منذ سنوات التمرد المسلح مطالبين بالمساواة ثم حصلوا على حقوق (اقتنعوا) بكفايتها، وبذلك تكون الأقليات الإثنية والدينية السودانية حصلت على مكاسب ربما هي أكثر من مطالبها، وكان بالإمكان أن تقبل بأقل منها ويتجنب السودان بذلك الحروب والقتل والدمار وتخريب البلاد وتأخير التنمية وزيادة الفقر والبؤس والجوع في ما لو قبلت الأنظمة السودانية المتعاقبة الاعتراف بحقوق الأقليات.

 

وخففت مركزيتها المفرطة، وطبقت معيار المواطنة كمرجعية لجميع المواطنين، وأعملت معايير العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص وقبلت بالحرية ومارست الديمقراطية، ولو حصل ذلك لكان السودان الآن قد تجاوز المخاطر، وحقق الاكتفاء وبنى الدولة الحديثة، وتمكن من حماية مياهه ومياه مصر من طمع الآخرين ودسائس الإسرائيليين، وقادراً على لعب دور أساسي في تقرير مصير دول إفريقيا الشرقية وشعوبها، وباختصار لتخلص من آلامه وحافظ على وحدة أراضيه ووحدة شعبه.

 

لم يكن الوضع يختلف بنيوياً في علاقة الأكراد في العراق مع الحكومة المركزية عن حال السودان، فقد تجاهلت هذه طوال نصف قرن حقوقهم، وأهملت شؤونهم، وعاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية، إلى أن جاء الغزو الأميركي فاستغلوا الفرصة وأصبحوا الشريك الأكثر تأثيراً في مصير العراق ومستقبله، ونالوا حقوقاً كانوا يطالبون بأقل منها بكثير منذ استقلال العراق وطوال (ثوراتهم).

 

وقد دفعوا ودفع العراق دون طائل مئات آلاف القتلى فضلاً عن دمار البلاد وتأخر التنمية والآلام والآثام والخسائر الأخرى، وكان بإمكان الحكومة المركزية الاعتراف بحقوقهم منذ البدايات وتجنب كل هذه الخسائر البشرية والمادية فضلاً عن الشروخ التي تعمقت بين شرائح الشعب العراقي وإثنياته.

 

لم يكن الحال أفضل في اليمن مع الحوثيين، الذين طالبوا منذ مطلع الألفية بالاهتمام بشؤونهم، وخاصة الاهتمام بالبنية التحتية (المدارس والطرقات والمراكز الصحية) فضلاً عن إقامة منشآت اقتصادية وإيجاد سبل عيش للناس ومكافحة البطالة والأمية والفقر، وجميعها مطالب محقة، كانت الحكومة اليمنية المركزية تتجاهلها، وأهملتها طوال عشرات السنين، ورغم تمردهم المسلح أكثر من مرة لم تهتم السلطة السياسية بمخاطر هذا التجاهل، وها هي الآن تعود فتعترف بحقوقهم، بعد أن سقط آلاف الضحايا من أبناء اليمن وتأخرت التنمية والاقتصاد إلى درجة كبيرة.

 

تطالب أقليات إثنية عديدة في البلدان العربية من مشرقها إلى مغربها بحقوقها، بل بالحد الأدنى من حقوقها، من أكراد سورية حتى أمازيغ المغرب والجزائر، ومازالت الحكومات في هذه البلدان تتجاهل هذه الحقوق، أو تعترف بها اعترافاً شكلياً وكلامياً لذر الرماد في العيون، دون أن تعطيها فعلياً أي شيء.

 

ويبدو أن هذه البلدان تسير على الطريق نفسها التي سارت عليها حكومات السودان والعراق واليمن، أي تجاهل المشكلة حتى تستفحل وتتحول إلى (تمرد مسلح) يؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح والاقتصاد، ويعمق الشروخ والجروح في الوطن الواحد، ثم بعد ذلك تضطر لإعطاء هذه الفئات من الحقوق أكثر مما طالبت به أول مرة.

 

يعتبر بعض المثقفين والمتحمسين للأيديولوجية القومية، أن تمرد هذه الفئات الإثنية والدينية أمر شاذ، وأن هذه الفئات كانت سعيدة في عيشها وعلاقاتها مع أبناء وطنها، لولا أن معايير ما بعد الحداثة وشروطها هي التي نمّت في نفوس هذه الفئات النزعة القومية أو التطرف الديني.

 

فأخذت تطالب بما ليس لها به حق. ويرى بعض السياسيين أن هذه المطالب هي نتيجة تحريض ودسائس خارجية، وتدخل (إمبريالي) في شؤون البلدان العربية، وبالتالي فهي ليست بمثل هذه المشروعية، وربما كانت غير محقة.

 

أقول، حقاً إن عالم ما بعد الحداثة هو عالم جديد بمشهده وأفكاره ونظرياته، من مزاعمه بنهاية الأيديولوجية ونهاية التاريخ وتراجع مركزية الدولة وتصاعد النزعات الفردية، إلى تنامي التباينات الإثنية والمذهبية وتحولها إلى اختلافات، لكن هذا كله في الواقع، لا يكفي ليكون السبب الذي دعا الأقليات للمطالبة بحقوقها.

 

والأمر نفسه ينطبق على التآمر الخارجي والدسائس والتدخل الأجنبي، الذي كان موجوداً دائماً وهو ليس بجديد، وعلى هذا فلو أعطيت الحقوق لأصحابها منذ البدء لما وقعت هذه البلدان في مصيدة الحروب الأهلية، ولما أعطت مجبرة ما كان يمكن أن تعطي أقل منه مختارة وتدفع ثمناً مرتفعاً لمكابرتها.

كاتب سوري

==============================

الأقلية المسلمة في فرنسا

هل تتفجر في فرنسا حرب أهلية دينية تبتدرها الغالبية المسيحية ضد الأقلية المسلمة؟

بقلم :احمد عمرابي

البيان

27-2-2010

يعيش في فرنسا نحو خمسة ملايين مسلم. ولا يكاد يمر يوم دون أن يصدر عن النخبة السياسية الفرنسية العليا (وجميع المنتمين إليها مسيحيون بالطبع أو لا دينيون) تحريض بالأقوال أو الأفعال ضد المواطنين المسلمين، والتضييق عليهم في ممارسة قيمهم. هذا التحريض ينطوي على استفزاز بأعلى الدرجات.

 

ومع تراكم الاستفزازات عبر الزمن، فإنه قد تنشأ عنها ردود فعل عنيفة، ربما تؤدي مع التوسع في الاستفزازات وتصعيدها إلى احتكاكات جماعية بين المسلمين والمسيحيين، ربما بدورها تتحول إلى حرب أهلية شاملة خلال سنوات معدودات من الآن.. سواء قصدت الطبقة السياسية الحاكمة أو لم تقصد.

 

انظر في المثالين أدناه:

 

 رئيس بلدية يرفع دعوى قضائية ضد مجموعة مطاعم «كويك» للوجبات السريعة، متهما إياهاً بممارسة التمييز ضد غير المسلمين؛ بسبب قرارها تقديم وجبات للزبائن المسلمين خالية من المحرمات الغذائية الإسلامية كلحم الخنزير، في عدد من مطاعمها الواقعة في مناطق ذات كثافة سكانية إسلامية.

 

وعلى الفور تجاوب مع رئيس البلدية وزير الزراعة برونو لومير، قائلاً في تصريحات صحافية إن حجب كل ما ليس حلالاً من مطاعم مفتوحة للعامة يجعلها تمارس التمييز على أساس ديني أو طائفي، وهذا يتنافى مع مبادئ الجمهورية الفرنسية.

 

 وزير الهجرة إريك بيسون رفض منح الجنسية الفرنسية لمواطن مغربي مسلم ترتدي زوجته الفرنسية النقاب، وعلى الفور حظي هذا القرار بتأييد رئيس الوزراء فرانسوا فيون.

 

والاتهام الموجه إلى هذا المواطن المغربي يتعدى مسألة النقاب إلى السلوك الاجتماعي العام كشخص مسلم. فهو كما يقول رئيس الحكومة الفرنسية «متطرف ديني». وربما يتبادر من الوهلة الأولى إلى الذهن أن هذا الاتهام ذو طبيعة سياسية تفيد أن له روابط مع تنظيم «القاعدة»، أو أنه يروج لتوجهاتها.

 

لكن الأمر غير ذلك. فالمواطن العربي «متطرف» لأنه - على حد قول رئيس الحكومة من خلال الوسائل الإعلامية - «يفصل بين الرجال والنساء داخل منزله..

 

كما يرفض أن يصافح امرأة باليد». ولكي يختم رئيس الوزراء الفرنسي تصريحاته بنبرة حازمة وحاسمة فإنه أضاف: «إذا لم يغير هذا الرجل من سلوكه فليس له مكان في هذا البلد». وكأن المطلوب منه الإقلاع عن عاداته الخصوصية، حتى لو تطلب الأمر مخالفة متطلبات معتقده الديني.

 

مثل هذه الوقائع تجري في فرنسا على نحو يكاد يكون يومياً، متخذة شكل حملة حكومية كبرى، لا تستهدف سوى المسلمين والإسلام، باسم حماية القيم العلمانية للجمهورية الفرنسية.

 

قسم من الإعلام الغربي يرى أن الحملة مفتعلة من أجل تحقيق مكاسب انتخابية. في هذا الصدد تقول صحيفة «هيرالد تربيون» الأميركية، في مقالة افتتاحية: إنه من بين الخمسة ملايين مسلم في فرنسا ذكوراً وإناثاً لا يوجد سوى أقل من ألفي امرأة ترتدين الحجاب الإسلامي الكامل، ما لا يشكل أي تهديد للهوية الفرنسية أو أمن فرنسا، لكنه يشكل هدفاً انتخابياً رخيصاً للأحزاب السياسية الفرنسية..

 

فتلجأ هذه الأحزاب  وبخاصة أحزاب اليمين المتطرف  إلى استثارة مشاعر الخوف والكراهية ضد المسلمين وأسلوب حياتهم، من أجل كسب المزيد من أصوات الغالبية المسيحية في الانتخابات العامة والمحلية.

 

في هذا السياق، على سبيل المثال، أوصت لجنة برلمانية بحرمان النساء المسلمات اللائي يرتدين النقاب من الاستفادة من الخدمات العامة، بما في ذلك المدارس والمستشفيات ووسائل المواصلات العامة.

 

لكن هل من المعقول حصر المسألة في النطاق الانتخابي فقط؟

 

ابتداء نقول إن الانتخابات العامة أو المحلية تبقى حادثاً موسمياً، مهما بالغ القادة السياسيون في حملاتهم الدعائية، وما تنطوي عليه هذه الحملات من وعود تتبخر مع نهاية الموسم، فلا يعود المرشحون أو جمهرة الناخبين يذكرونها إلى أن يحل الموسم التالي. لكن الحملة على الأقلية المسلمة تتواصل على مدى العام بأكمله. إنها ظاهرة أكبر وأعمق من مجرد حادث انتخابي عابر.

 

ثم إن الحملة تتشارك فيها كل الأحزاب السياسية على اختلاف توجهاتها. وعلى هذا النحو فهي معزوفة تجعل من القيادات الحزبية كافة أعضاء في «أوركسترا» واحدة. وهنا يبرز سؤال: من هو قائد الأوركسترا؟

 

تأمل في الواقعة التالية التي حدثت في الأسبوع المنصرم: طالبة فلسطينية مسلمة تبلغ من العمر 16 عاماً طردت من مدرسة في وسط شرق فرنسا لأنها كانت ترتدي قميصاً عليه شارة كتب عليها «فلسطين حرة». ولم تفلح جهود الأسرة في الحصول من السلطات العليا على قرار لإعادة الطالبة إلى مدرستها.

كاتب صحافي سوداني

==============================

أوروبا وجيرتها المختلف عليها

آخر تحديث:السبت ,27/02/2010

الخليج

رونالد د. اسموس

تُرى ما هو المصدر الأكثر أهمية للخلافات اليوم بين روسيا والغرب؟ من المؤكد أن هذا المصدر ليس القضية الأكثر تناولاً في الأنباء العالمية - إيران أو أفغانستان . إنه الجيرة الأوروبية المختلف عليها - مستقبل هذه البلدان الواقعة بين الحدود الشرقية لمنظمة حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي والحدود الغربية لروسيا . فرغم أن الغرب وروسيا لا يكفان عن الحديث عن التعاون الأمني في أوروبا، فقد تجدد التنافس على النفوذ الجغرافي السياسي في هذه المناطق .

 

إن روسيا اليوم تطالب علناً بمجال اهتمام في المناطق المتاخمة لحدودها - في تناقض مباشر مع الالتزامات التي تعهدت بها في إطار عملية هلسنكي . ولقد تبنت سياسات وعقائد عسكرية تنظر إلى حلف شمال الأطلسي باعتباره مصدر تهديد، وتبرر لنفسها الحق في التدخل في هذه البلدان . ورغم الأحاديث الدبلوماسية الناعمة فإن الاقتراح الجديد الذي طرحه الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في التعامل مع الأمن الأوروبي يحمل في طياته الهدف الذي لم يهتم ميدفيديف كثيراً بإخفائه، ألا وهو وقف النفوذ الغربي وحمله على التراجع .

 

إن روسيا تبدو عازمة على الارتداد إلى الفكر الاستراتيجي الذي كان سائداً في القرن التاسع عشر بدلاً من الانتقال إلى القرن الحادي والعشرين . ومع تركيز إدارة أوباما على أفغانستان وإيران، فإن الكرملين يأمل في أن يخضع الغرب المحتاج إلى تعاونه لمطالبه .

 

والأمر لا يقتصر على الكلمات فحسب . فقبل ثمانية عشر شهراً اندلعت حرب في أوروبا بين روسيا وجورجيا . ورغم أنها كانت حرباً صغيرة فقد أثارت تساؤلات ضخمة . ولم تندلع هذه الحرب في نزاع حول الوضع المستقبلي للإقليمين الانفصاليين اللذين تدعمهما روسيا في جورجيا - أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية - (رغم أن هذا المصدر للنزاع كان حقيقياً) . بل إن السبب الأساسي وراء اندلاع هذه الحرب كان راجعاً إلى رغبة جورجيا في الانضمام إلى الغرب وتصميم روسيا على منعها من تحقيق هذه الغاية .

 

في أواخر شهر يناير/ كانون الثاني، أصدرت إدارة أوباما أول تأكيد لا لبس فيه لاستراتيجية التوسع الديمقراطي التي وجهت الفكر الغربي منذ انهيار الستار الحديدي قبل عقدين من الزمان . وفي حديث لها في باريس، ذكرتنا وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بأن توسع حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي كان سبباً في خلق درجة غير مسبوقة من الاستقرار والأمن في النصف الشرقي من القارة، وأن روسيا أيضاً استفادت من هذا الاستقرار، وأنه كان من الأهمية بمكان أن تظل أبواب أوروبا مفتوحة أمام المزيد من التوسع .

 

ثم تطرقت كلينتون إلى رفض دعوة ميدفيديف إلى إعادة صياغة الترتيبات الأمنية الأوروبية الحالية بوصفها غير ضرورية . كما بدأ حلف شمال الأطلسي أخيراً في المشاركة في التخطيط الدفاعي وغير ذلك من أشكال إعادة الطمأنينة الاستراتيجية لحلفائه في أوروبا الوسطى والشرقية، والتي نال منها عدم الاستقرار بسبب رغبة روسيا الجديدة في تأكيد ذاتها .

 

ولكن ماذا عن تلك البلدان الواقعة في الوسط - مثل أوكرانيا وجورجيا وجنوب القوقاز؟ لقد انتخبت أوكرانيا للتو فيكتور يانوكوفيتش رئيساً لها، ومن غير المرجح أن يلاحق يانوكوفيتش أجندة تسعى إلى الاندماج في حلف شمال الأطلسي، وإذا ما نفذ تعهداته بالانضمام إلى الاتحاد الجمركي مع روسيا، وبيلاروسيا، وكازاخستان، فإن هذا من شأنه أن يمنع التحاق أوكرانيا بعضوية الاتحاد الأوروبي . ولكن هذا لا يعني أن التوترات مع روسيا سوف تختفي تلقائياً .

 

ولكن على الرغم من انتصار يانوكوفيتش فقد أصبحت أوكرانيا بلداً أقرب إلى أوروبا، وهي تبتعد تدريجياً عن الفلك الروسي بأسلوبها الفوضوي الخاص . وبغض النظر عما إذا كان أهل جورجيا يحبون أو يكرهون الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي، فهم أيضاً يريدون التحرك باتجاه الغرب . لذا فمن المرجح أن تستمر المحاولات التي تبذلها روسيا لإرغام هذه البلدان على الركوع، وأن تظل تشكل موضوعاً للخلاف والنزاع .

 

ولكن أين السياسة الغربية من كل هذا؟ الواقع أن الغرب اليوم لم يعد يعتمد على استراتيجية شاملة في التعامل مع الشرق . ويبدو أن الرؤية الأخلاقية والاستراتيجية التي نشأت في تسعينات القرن العشرين قد استنفدت زخمها ثم توقفت تماماً بعد صدمة الحرب الروسية الجورجية ثم صدمة الانتخابات الأوكرانية الأخيرة . ورغم الترحيب بكلمات كلينتون الأخيرة الواضحة في ما يتصل بضرورة الدفاع عن حق البلدان في أن تقرر مصيرها بنفسها، فلن تضطر إلى التوغل داخل أوروبا كثيراً قبل أن تستمع إلى همسات خافتة تشير إلى وجود نوع جديد من “التجربة الفنلندية” التي قد تشكل تسوية معقولة لبلدان مثل أوكرانيا وجورجيا .

 

لقد حان الوقت لكي يبدأ الغرب مناقشة علنية لهويته الاستراتيجية . فقبل عقدين من الزمان رفض الغرب “نطاق النفوذ” لأن تاريخ أوروبا الدموي علمنا أن إرغام الأمم على الانحياز إلى آخرين رغماً عن إرادتها كان خطأً واضحاً ووصفة للصراع في المستقبل .

 

وإن كنا لا نزال نؤمن بهذا اليوم، فإننا في حاجة إلى رؤية أخلاقية واستراتيجية جديدة في التعامل مع هذه البلدان، ويتعين علينا أن ندعمها باستراتيجية حقيقية . كما يتعين علينا أن ندرك بوضوح أن موسكو لديها الحق في حماية أمنها، ولكنها لا تملك حق التدخل في شؤون جيرانها، أو قلب حكوماتهم، أو محاولة منعهم من تحقيق تطلعاتهم في عالم السياسة الخارجية .

 

كان أوباما محقاً حين حاول إعادة ضبط العلاقات مع الكرملين وإشراك روسيا الرجعية . ولكن يتعين علينا أن نفعل هذا من منطلق استراتيجية راسخة في التعامل مع هذه القضايا . ومع إتمام الولايات المتحدة وروسيا لمعاهدة جديدة للسيطرة على الأسلحة، فقد حان الوقت مواجهة مسألة تحديد الكيفية التي يتعين علينا بها أن نتعامل مع الجيرة المختلف عليها في أوروبا .

المدير التنفيذي لمركز عبر الأطلسي التابع لصندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة في بروكسل، ومؤلف كتاب “الحرب الصغيرة التي هزت العالم: جورجيا وروسيا ومستقبل الغرب”.

والمقال ينشر بترتيب مع “بروجيكت سنديكيت”

==============================

الشهيد المبحوح وفضيحة "الموساد"

آخر تحديث:السبت ,27/02/2010

الخليج

عبد العزيز المقالح

لم يفاجأ أحد على الإطلاق في العالم بأسره بالجريمة البشعة التي ارتكبها الكيان الصهيوني باغتيال الشهيد محمود المبحوح، لأن هذا الكيان سبق له أن اغتال الشعب الفلسطيني بأكمله، ووضع بعض أبنائه في الأسر والبعض الآخر في المنفى . واغتيال قائد من قادة المقاومة ليس إلا استمراراً في سلسلة الاغتيالات التي رافقت الكيان الصهيوني منذ كان فكرة في رؤوس أصحابه، إلى أن أصبح كياناً عدوانياً يقوم على الحروب والاغتيالات . ومن أبرز الاغتيالات التي نفذها هذا الكيان في الأقطار العربية اغتيال غسان كنفاني ورفاقه في بيروت في وضح النهار، واغتيال “أبو أياد” و”أبو جهاد” في تونس .

 

أما الاغتيالات في الأرض المحتلة فلا حصر لها، وتكفي الإشارة إلى اغتيال الشهيد المقعد الشيخ أحمد ياسين رضوان الله عليه .

 

وبعد يوم واحد من اغتيال المبحوح، وقبل أن تتضح فضيحة الموساد أكثر فأكثر، التقيت أحد الباحثين الأجانب، وأردت أن أعرف منه مصدر الاغتيال بوصفه باحثاً أجنبياً فقال لي بالحرف: وهل هناك شك في المصدر، إنه جاهز الموساد مائة في المائة، فقلت له وما دليلك على ذلك؟ أجاب: ابحث عن المستفيد، ذلك ما يقوله المحققون . وهل هنا من مستفيد في عمل اجرامي كهذا غير تل أبيب، وما لا شك فيه أن كل إنسان في العالم على يقين أن يد الموساد وراء هذه الجريمة، وهي اليد الملطخة بدماء الفلسطينيين منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وربما حصل هذا الجهاز المرعب على مساعدات لتسهيل مهمته من جهات أخرى، لكنه هو المسؤول الأول عن التدبير والتنفيذ، وهو ما أكدته صحافة الكيان الصهيوني، التي تتباهى بمثل هذا الإنجاز الدموي .

 

لقد نجح “الموساد” في اغتيال الشهيد المبحوح، لكنه الأكثر فشلاً في تاريخ هذا الجهاز القذر، إذ لم تمر سوى أيام قليلة حتى اتضحت أبعاد فضيحته المدوية، وأثبتت أن هذا الجهاز كالكيان الذي يسيّره تماماً، لا يتورعان في اتخاذ أي أفعال شنيعة لتحقيق أهدافهما الشريرة، ومطاردة المقاومين البارزين في القيادات الفلسطينية بأساليب تعود عليها بأسوأ العواقب، وآخر - وربما لم يكن آخر - ما تفتقت عنه الذهنية الصهيونية استخدام جوازات بأسماء اشخاص من جنسيات أوروبية موثوق بها، لتغطية مهمة مجرمي الموساد، وتمكينهم من اختراق أمن الدول العربية وغير العربية، من دون خوف من إحراج الدول التي يتم استخدام جوازاتها لمثل هذه الأفعال القذرة .

 

ما يبعث على الحيرة في موضوع اغتيال الشهيد المبحوح، هو صمت الدول الكبرى، وعدم إدانتها لهذه الجريمة المرتبطة بفضيحة نادرة المثال للموساد، بفضل يقظة شرطة دبي، وحرص الأجهزة الأمنية في هذا البلد العربي على رصد المشبوهين ورصد تحركاتهم بالصوت والصورة، وهو ما لا يحدث في أي قطر عربي آخر .

 

أخيراً، إنه من حسن حظنا وحظ البشرية جمعاء، أن الكيان الصهيوني كلما حاول أن يرمم صورته البشعة تجاه العالم، أو يخدع القابلين للخديعة، ارتكب ما هو كفيل بأن يجعل صورته القبيحة تزداد قبحاً وسوءاً، وذلك جزاء وفاقاً .

==============================

الجيش التركي في قفص الاتهام

السبت, 27 فبراير 2010

الياس حرفوش

الحياة

مضت سبع سنوات على حكومة رجب طيب اردوغان في تركيا. لكن هذه السنوات لم تنجح في توسيع قاعدة حزب «العدالة والتنمية» في الداخل، ليضم الى مؤيديه الفئات الحذرة من برنامجه الاسلامي والمتصلة اتصالاً وثيقاً بالجذور العلمانية للدولة. كما أن هذه السنوات لم تنجح، وهذا الاخطر، في عقد مصالحة مع الجيش، صاحب النفوذ الواسع في تركيا، والذي يحفل تاريخه بالصدامات مع التيارات الاسلامية، التي تعددت اسماء احزابها مع تعدد المعارك التي خاضتها، لكنها خرجت منها جميعاً منكفئة ومهزومة.

والمعركة الجارية حالياً بين حكومة اردوغان والجيش التركي لا تخرج عن هذا الاطار. ومع ان قادة الجيش ينفون نية التآمر على الحكومة المنتخبة، والتي تتم ملاحقتهم بسببها، ومع انه لم تظهر بعد ثلاث سنوات من التحقيقات اي اثباتات تسمح بالادانة، فان المعركة تشير الى اكثر من ذلك. انها مؤشر الى انعدام الثقة بين الطرفين: الحكومة تتهم العسكر بالتحضير لانقلاب على ارادة الناخبين، وقادة الجيش يتهمون حكومة اردوغان بمحاولة أخذ تركيا الى مواقع تتناقض مع دستورها ومصالحها، سواء في ما يتعلق بادارة الامور الداخلية للبلد، او بتوسيع العلاقات التركية مع الاقليم المجاور، والايراني منه على نحو خاص. ولا تشير هذه العلاقات، في نظر منتقديها، الى ما يطمئن الى انفتاح العقل التركي الحاكم على قيم الديموقراطية والعدالة، التي تخف مؤونتها يوماً بعد يوم لدى جيرانه، والجنوبيين منهم على نحو خاص.

تنقسم تركيا بالتالي انقساماً عمودياً بين فريقين. الذين مع الحكومة يعتبرون الجيش اكبر عقبة في طريق سلوك تركيا بخطى ثابتة على طريق الديموقراطية، واحتمال عضويتها المقبلة في الاتحاد الاوروبي، والذين مع الجيش يعتبرون ان مجيء رجب طيب اردوغان وصديقه عبدالله غل الى الحكم في انقرة شكل اكبر ضربة للنظام الذي ارسى اسسه كمال اتاتورك قبل اكثر من ثمانين سنة.

في اي بلد تدار فيه المؤسسات بصورة طبيعية، يصعب تصور قيام حالة شاذة مثل الحالة القائمة على ضفاف البوسفور بين العسكر والسياسيين. ففي عالم الحكم الحديث، هناك واحدة من تجربتين يتعارف الناس على وجودهما: اما حكومة تحكم بناء على التصويت الشعبي، وتخضع سائر المؤسسات لقراراتها، بما في ذلك مؤسسة الجيش، او حكم عسكري يتلطّى خلف الهيئات المدنية ويحكم من خلالها، لكن القرارات الاخيرة تبقى له في نهاية المطاف. اما هذا التنازع الدائم بين القرار الحكومي والقرار العسكري، فلا يشبه من حيث فرادته سوى الانشطار الجغرافي الذي تتميز به تركيا الواقعة بين قارتين، والتي تجذب اليها انظار العالم، كمحطة التقاء وتنافر في الوقت ذاته بين الثقافات والحضارات.

سوف يكون من قبيل قصر النظر اذا استخفت حكومة اردوغان بقدرة الجيش التركي على المقاومة والدفاع عن ذاته. فشعار «لا أحد فوق القانون» الذي يرفعه اردوغان هو شعار جميل، ومن واجب اي حكومة أن تتظلل به. لكنه شعار يحتاج الى الدفاع عنه. ووسائل الدفاع الوحيدة التي تملكها حكومة اردوغان لحماية ذاتها هي وسائل القوات الامنية وفي طليعتها الجيش. لكن، عندما يصبح الشك والحذر هما عنوان التعاطي بين الجيش والحكومة، يصير وضع الحكومة صعباً مهما بلغت درجة الالتفاف الشعبي حولها. ومن المهم تذكّر أن استعادة الحياة السياسية والمدنية الى المؤسسات التركية كانت تتم دائماً بفضل عودة الجيش طوعاً الى الثكنات، وليس تحت ضغط اي عامل آخر. هذه شهادة يجب تسجيلها لهذه القوات المسلحة، التي تتميز بها عن كل مثيلاتها في دول المنطقة المحيطة بتركيا، وهي دول مدججة بعسكر يحكمون بثياب مدنية، او بمدنيين قفزوا تحت جنح الظلام ليعلقوا النياشين ويرتدوا البزات العسكرية.

==============================

الوطن العربي ... ثروات هائلة وبطالة مقنّعة!

السبت, 27 فبراير 2010

عيد بن مسعود الجهني *

الحياة

تعاني الدول العربية من مشاكل متعددة في مقدمها البطالة والفقر والفساد والرشوة، ونمو عدد السكان والدين العام، مع تدن في مستوى التعليم والصحة والضمان الاجتماعي. تواجه هذه الدول هذه العاهات على رغم الثروات الهائلة التي تمتلكها وفي مقدمها النفط الذي تسيطر على 62 في المئة من إجمالي الاحتياطي العالمي منه، ولكن عوائد الذهب الأسود الكبيرة لم تنعكس إيجاباً على التنمية الاقتصادية بالقدر الكافي الذي يحد من عاهة البطالة، بل إن طوابير العاطلين من العمل تزداد سنة بعد أخرى!

إن كثيراً من الدول كانت تعاني من البطالة ولكنها لم تقف مكتوفة الأيدي، بل وضعت الخطط للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة ونجحت في القضاء عليها، ولكن الواقع المعاش يقول إن الدول العربية لم تحزم أمرها للتصدي لهذه الظاهرة التي تترك آثارها السلبية على مستوى معيشة المواطنين وعلى أداء الاقتصاد وتقدم البلاد، كما ان انعكاسات تفشي البطالة قد تلحق الأنظمة السياسية نفسها، مما يؤدي الى عدم الاستقرار السياسي، وزيادة القلاقل كما هو مشاهد في بعض الدول العربية، التي يخرج بعض مواطنيها للمطالبة بلقمة العيش!

العالم بسكانه البالغ عددهم حوالى 6.5 بليون إنسان فيه حوالى 900 مليون عاطل من العمل والبطالة في دول الاتحاد الأوروبي، على رغم أزمة كساد عالمي تتراوح نسبتها ما بين 9 و18 في المئة، وفي الولايات المتحدة التي تعتبر صورة كاذبة عن حقيقة البطالة والبؤس، فان البطالة فيها تتجاوز 10 في المئة، غالبيتهم من السود والأقليات، على رغم أن هذه الدولة التي ضربها الإعصار الاقتصادي العظيم يتراوح إجمالي ناتجها القومي ما بين 12 و13 تريليون دولار.

بينما نجد أن الدول العربية التي يبلغ عدد سكانها 303 ملايين نسمة - على رغم إمكاناتها الاقتصادية الكبيرة، من ثروات طبيعية ومياه وأراض صالحة للزراعة، ناهيك عن أن 50 في المئة من تجارة العالم تمر عبر قنواتها ومضائقها وبحارها، تبلغ نسبة البطالة بين شبابها 50 في المئة بحسب تقرير مشترك صدر أخيراً عن منظمة الأمم المتحدة والجامعة العربية.

هذا التقرير أكد أن البطالة تعشش في بلاد العرب، وهي تشكل معضلة كبرى في المستقبل المنظور، بل إن هذه النسبة (50 في المئة) تمثل صدمة كبرى لهذا الجيل وأجيال المستقبل، فإذا كان المتوسط العام للبطالة في الوطن العربي يتراوح ما بين 20 و25 في المئة، بينما تصل النسبة بين الشباب إلى 50 في المئة، ونحن نتحدث عن أن الشباب هم أمل المستقبل، فان هذا يمثل كارثة تضرب التنمية في الصميم، فأي تنمية وأي تطور والعاطلون من العمل يملأون شوارع مدننا العربية، خصوصاً في الدول الكثيفة السكان التي تعتبر تصدير العمالة وتحويلاتها من العملات الصعبة رافداً مهماً لموازناتها؟

هذه البطالة المقنعة من المحزن أن نسبتها تزيد عاماً بعد آخر في وقت تستضيف الدول العربية، خصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي، عمالة وافدة تزيد على 12 مليوناً، معظمهم من غير العرب، وعلى رغم أنهم ساهموا فعلاً في دفع عملية التنمية في هذه الدول، إلا انه كما يقول المثل «الجار أولى بالمعروف»، فدول عربية مصدرة للعمالة مثل مصر والمغرب والسودان واليمن وسورية والأردن وغيرها يمكن إذا فتح باب التعاون والتدريب لعمالتها أن تسد أماكن بعض العمال غير العرب على الأقل في الدول المنتجة للنفط، خصوصاً دول مجلس التعاون، الى جانب أن استقدام العمالة من الدول العربية فيه تجنب للآثار السلبية لاستقدام العمالة من دول أخرى، مثل الآثار الثقافية واللغوية، وحتى الأمنية.

لو حدث هذا التعاون أو التقارب العربي - العربي لأمكن إيجاد فرص عمل لهؤلاء الشباب إذا تلقوا تدريباً لفتح الباب مشرعاً أمامهم للحصول على فرصة وظيفية، خصوصاً إذا وضعت الخطط والاستراتيجيات للتركيز على تنمية القطاعات الاقتصادية الإنتاجية التي بإمكانها استقبال عمالة أكثر، وعلى سبيل المثال لا الحصر قطاعات التصنيع الزراعي والصناعات المتوسطة والصغيرة، أما قطاعات العقارات والبنى الأساسية التي تشيد في الدول النفطية فهذه قطاعات لا يتأتى منها سوى فرص وظيفية قليلة وغالباً ما يكون معظم العاملين فيها من غير العمالة العربية لانخفاض رواتبهم.

إن العرب عاشوا عقوداً عدة يحلمون بوحدة عربية تتحدى الأزمات وتتصدى لقضايا إقليمية وعربية ودولية. لكن تبدد حلمهم هذا، والوحدة الاقتصادية التي طالما تغنى بها العرب منذ الخمسينات من القرن المنصرم هي الأخرى تكسرت على صخرة خلافات العرب السياسية والاقتصادية.

وإذا كان العرب قد عجزوا عن بلوغ وحدتهم السياسية والاقتصادية، فان محاربة البطالة والفقر والجوع يجب أن تجمعهم للاتحاد ضد هذه العاهات التي تشوه اقتصادات العرب الذين طالما أصدروا البيانات حول زيادة النمو والتطور، لكن الواقع يقول بعكس هذا، فالفقر يجثم على صدور الناس والبطالة تكتم أنفاسهم، في دول تملك ثروات وموارد هائلة دارت حولها ومن أجلها الصراعات والحروب بزعامة الدول الكبرى وفي مقدمها صديقتنا أميركا.

ولذا وأمام هذا الوضع المحزن الذي يعكس حجم البطالة، لا بد للمسؤولين العرب من أن يشمروا عن سواعدهم لوضع الخطط والاستراتيجيات والسياسات الفاعلة، تنموية واقتصادية وتعليمية، للنهوض لاستيعاب هذا الكم الهائل من العاطلين، والأمر لا يحتمل التسويف ولا يقبل أن يطلب من هذه الشريحة المهمة في المجتمعات العربية وطوابير أعدادها تزداد عاماً بعد آخر الانتظار. ولا بد من حل سريع فاللجان المتعددة التي تعمل على وضع الحلول لهذا الداء، تقضي وقتاً طويلاً في الجدل والمناقشة وكما قيل (إذا أردت أن تقتل مشروعاً فشكّل له لجنة).

إذاً الدول العربية المصدرة والمستوردة للعمالة واجبها العمل على وضع خطط طويلة وقصيرة المدى عملية للسيطرة على قضية البطالة، أما القول إن الحلول تأتي من رحم إصلاح التعليم ومخرجاته مثلاً فهذه آمال تحتاج إلى زمن طويل خصوصاً أن مناهج التعليم في الوطن العربي التي تعتمد على الحفظ والتلقين أكل عليها الزمن وشرب ويحتاج أسلوبها إلى عقود لإصلاحه، ثم إن الضرب على وتر أن الشباب العاطلين من العمل يحتاجون إلى تغيير نظرتهم عن العمل فهذا الطرح ثبت فشله، فهؤلاء الشباب نهلوا تعليمهم من المؤسسات التعليمية الرسمية من جامعات ومعاهد وهي التي ركزت فيهم هذه النظرة.

وإذا كانت سوق العمل لا تطلب تخصصاتهم فالعيب ليس فيهم وإنما في المنظومة التعليمية والثقافية التي اختارت لهم هذا الطريق، وإذا كانت الشركات صغيرها وكبيرها تحجم عن قبول هؤلاء العاطلين من العمل وتستقدم الوافدين بدلاً منهم فان هذا أيضاً قصور في القوانين والأنظمة واللوائح التي جعلت سوق العمل في الوطن العربي «سداح مداح» لكل راغب فيها ما عدا أبناء الوطن العربي الذي أصبح ينطبق عليه قول: ثروات هائلة وبطالة مقنَّعة.

* رئيس مركز الخليج العربي للطاقة والدراسات الاستراتيجية

==============================

شماعة العامل الخارجي

المستقبل - السبت 27 شباط 2010

العدد s1943 - رأي و فكر - صفحة 11

عبدالإله بلقزيز

كائنة ما كانت الأسباب التي حملت الفكر القومي العربي على النظر إلى العامل الخارجي (الاستعماري والصهيوني) بوصفه عاملاً حاسماً في إعادة مشاريع النهضة والتوحيد في المنطقة العربية، منذ عهد محمد علي حتى اليوم؛ وأياً تكن وجوه الوجاهة في تفسير يتوسل بالواقعات والسابقات وعلى مقتضاها يبني الأحكام والاستنتاجات، فإنّ الذي لا مراء فيه ان الإفراط في العمل بفرضية الأثر السلبي للعامل الخارجي في تلك الإعاقة، والضرب صفحاً عن الدور المشهود للعوامل الداخلية في إفشال مشاريع النهضة والتوحيد، بل وإطاحتها من حسبان الافتراض والتحليل، تحوّل مع الزمن إلى حجة على الفكر القومي لا إلى حجة له، وقدم عنه صورة فكر ايديولوجي يخترع يقينيات غير واقعية ويقيم داخل أقفاصها المغلقة.
وبقطع النظر عما إذا كان مثل هذه الصورة التي تكوّنت لدى كثيرين عن الفكر القومي العربي صحيحة أو غير صحيحة، مشروعة أو مبالغاً فيها، فإنّ الذي ليس يقبل الإنكار ان هذا الضرب من التفسير القومي لأسباب إخفاق المشروع العربي كرّس في الوعي القومي مع الزمن عادة استسهال تحليل المعضل والمركب من ظواهر الاجتماع العربي، وشجع على تحويل فرضية العامل الخارجي إلى عقيدة (دوغما) وإلى مفتاح سحري ل"تفسير" كل شيء وقع في بلاد العرب من مصائب وملمات، ولقد تكرّس ذلك على نحو لم يكن من شأنه أن يشجع على الخمول الذهني فحسب، بل على نحو يعلن فيه الوعي ذاك استقالته.
وهكذا، كلما زاد الخطاب القومي تمسكاً بعادة استسهال فهم عوامل الإخفاق، من طريق ردّها إلى الدور الخارجي (الاستعماري والصهيوني) رداً حصرياً ونهائياً، زاد من فرص نقده والتشكيك في صدقيته العلمية من قبل خصومه ومخالفيه، وقدم عن نفسه صورة فكر ايديولوجي تبريري مسكون بفكرة المؤامرة، ومدفوع إلى التفسير التآمري للتاريخ وظواهر الاجتماع العربي.
ولعله من نوافل القول ان تمادي الخطاب القومي في إعمال فرضية العامل الخارجي، لتفسير إخفاق المشروع النهضوي والتوحيدي، ليس إلا الوجه الآخر الرديف للتستر على الأمراض والعلل ومواطن الخلل التي استبدت بالمشروع نفسه من الداخل واخذته إلى تلك النهايات الدراماتيكية التي انتهى إليها في مناسبات متكررة من تاريخه المعاصر. ذلك ان الامعان في تظهير فعل العوامل الخارجية يصل، عند عتبة من الاستعمال المفرط، إلى إنتاج نقيضه: الإيحاء بأن وظيفته الفعلية، وغير المعلنة، ليس إضاءة جانب من جوانب الاعاقة المتكررة لمحاولات العرب في النهضة والتوحيد، وإنما طمس المسؤولية الداخلية عن ذلك، وتجهيل الفاعل، وتعليق الفشل على شماعة الاستعمار والصهيونية من طريق استثمار مشاعر الحنق الشعبي الجماعي على العدو والأجنبي وتأسيس التحليل السياسي عليها!
وقد لا يكون ذلك فعلاً مقصوداً من قبل كافة مَن تعوّدوا من المثقفين القوميين العرب على إيلاء الدور التخريبي الخارجي مكانة مميزة في شبكة العوامل المفسّرة للإخفاق؛ إذ يجوز لنا أن نفترض ان في جملة هؤلاء مَن يعتقدون حقاً اعتقاداً فكرياً ومنهجياً ان أثر العامل الخارجي افعل وأظهر من أثر أي عامل آخر من دون أن تكون لديهم مقاصد أخرى من وراء قولهم ذاك غير مقصد الفهم. على أن النيّات في مثل هذا المعرض لا مكان لها، إذ الكلمة الفصل لما ينجم عن قول أي قائل من نتائج، حتى وإن لم يكن في وارده حين قوله ما قال ان ينتهي إليه، أليست الطريق إلى جهنم مفروشة بالنيات الحسنة على حكمة مأثور قديم؟!
ربما كان من الانصاف هنا توزيع المسؤولية توزيعاً عادلاً بين قراءتين قوميتين للإخفاق العربي تتوسلان بالفرضية عينها (فرضية العامل الخارجي): بين أولى يغيب فيها الوازع الايديولوجي التبريري، وبين ثانية يحضر فيها هذا الوازع على نحو كثيف وفاقع. وقد يشفع للأولى انها "بريئة" من شبهة التبرير ومدفوعة بوازع فكري لفهم "نازلة" الإخفاق المتكرر. لكن نقطة ضعفها حتى لا نقول مقتلها انها تبني تحليلها لتلك "النازلة" وأسبابها على مقدمات "فكرية" ومنهجية مغلوطة. أما الثانية، فلا شفاعة لها لأن رائحة الايديولوجيا والتبرير فائحة منها لا نحو لا يقبل الإخفاء. والمشكلة في ان القراءة الأولى تدفع ثمن "براءتها" التي ينبغي أن تلحظ وتراعى بسبب اشتراكها مع الثانية، المأخوذة ب"الجرم المشهود"، في العلة على قول علماء أصول الفقه!
من الثابت ان صوت "المشتبه به" هنا أعلى من صوت "البريء"، لأن الذين يكادون يحتكرون القول في الموضوع ليسوا في جملة الباحثين والأكاديميين، أياً تكن درجة اخطائهم في التحليل والتفسير، وإنما هم الحركيون القوميون من "المثقفين"، وهم جمهور متنوّع التكوين والولاءات، بعضهم ينتمي إلى أحزاب قومية: حاكمة وغير حاكمة، وآخر يرتبط انتماء أو ولاء بمؤتمرات واتحادات قومية مستقلة ويفكر انطلاقاً من يقينياتها الايديولوجية، وبعض ثالث مستقل عن الأحزاب والحركات تلك استقلالاً تنظيمياً، لكنه يعيد إنتاج اطروحاتها في ما يقول ويكتب: وصوت الأوّلين في هذه الأبعاض أعلى لأنه يملك مكبّرات صوت رسمية ليست في مكن الآخرين.
وجملة القول ان على الخطاب القومي أياً تكن مشاربه وخصوصاً الأكاديمي منه.. على قلة مَن يمثله اليوم أن يخرج نفسه من نفق الفكرة التآمرية التي تعبّر عنها فرضية الدور التخريبي للعامل الخارجي في إعاقة مشاريع الوحدة والنهضة وإسقاطها بما هي فرضية أوحدية للتفسير. والمدخل إلى الخروج من ذلك النفق هو الانتباه المتزايد إلى أثر العوامل الداخلية في إخفاق ذلك المشروع، والانكباب عليها، سبراً وتقصياً وتحليلاً في أفق تأسيس ادراك أشمل وأعمق وأكثر موضوعية، وتنزها عن الأغراض الايديولوجية، لظاهرة الإخفاق. وما أغنانا عن القول إن المسألة في إعادة النظر هذه ليست معرفية فحسب، وإنما عملية أيضاً. ذلك ان استئناف المشروع النهضوي والوحدوي لن يكون فعالاً ما لم يقرأ هذا المشروع اخطاءه قراءة صحيحة.

==============================

سورية وإيران.. من يخدع من؟

طارق الحميد

الشرق الاوسط

27-2-2010

بينما قالت وزيرة الخارجية الأميركية إن بلادها طلبت من السوريين الابتعاد عن إيران، استقبل الرئيس السوري نظيره الإيراني بحفاوة في دمشق، واحتفلا بذكرى المولد النبوي، ووقعا اتفاقاً لإلغاء التأشيرات بين البلدين. فهل ما حدث بدمشق تحدٍ سوري لأميركا، أم مجرد إحراج علني، رداً على إحراج كلينتون لدمشق، خصوصاً أن تعليق الأسد على تصريحات كلينتون، جاء بتهكم واضح، حيث قال «التقينا اليوم لنوقع اتفاقية ابتعاد»، وتابع ضاحكاً «لكن بما أننا فهمنا الأمور خطأ ربما بسبب الترجمة أو محدودية الفهم فوقعنا اتفاقية إلغاء التأشيرات.. لا نعرف أكان هذا يتوافق مع ذاك»، مضيفاً «أتمنى من الآخرين ألا يعطوا دروساً عن منطقتنا وتاريخنا، نحن نحدد كيف تذهب الأمور».

تصريحات قوية، وقاسية، لكن إذا كانت دمشق هي التي تحدد كيف تذهب الأمور، وترى أن مصلحتها تكمن بتوطيد العلاقة مع طهران، فلماذا تطالب سورية، الأميركيين، وعلناً، للتدخل في المفاوضات مع إسرائيل، حيث سبق لوزير الخارجية السوري أن قال مؤخراً «تطبيع العلاقات السورية - الأميركية أمر مهم للغاية لبناء أرضية لنتوصل بيوم ما مع إسرائيل لمفاوضات مباشرة»؟

وإذا كانت دمشق توافق نجاد الذي شبه هيلاري بأم العروس، وإن كنا لا نعلم من العريس، على أن «الكيان الصهيوني في طريقه للزوال»، وأنه «سيقف بوجههم كل شعوب المنطقة، وفي مقدمتهم سورية ولبنان وإيران والعراق»، فلماذا تتعاون سورية أمنياً مع الأميركيين، وباعتراف واشنطن حيث انخفض عدد المقاتلين الأجانب المتوجهين للعراق، ولماذا هذا الخلاف الحاد بين دمشق وبغداد، طالما هم شركاء؟ وإذا كانت سورية شريكاً لطهران فكيف يفهم تصريح وليد المعلم حول القلق الدولي تجاه ملف إيران النووي، حيث عبر المعلم عن سعي بلاده «لإيجاد حوار بناء بين إيران والغرب يؤدي لحل سلمي»، يقوم على مبدأين؛ «حق إيران باستخدام الطاقة النووية لغايات سلمية»، و«أن تثق دول المنطقة بأنه ليس لدى إيران برنامج نووي عسكري»، وهذا تصريح لا يعني الوقوف مع طهران!

أمر محير فعلا، فإذا كان السوريون يريدون علاقات طبيعية مع أميركا، ويريدونها أن ترعى وساطة مع إسرائيل، فكيف يقاتلون في صف نجاد، ويوافقونه على محو إسرائيل؟ وكيف يثق نجاد بأن سورية شريك، ما دامت دمشق تتحدث عن سلام مع إسرائيل؟ وإذا كان التفاوض السوري مع إسرائيل مقبولا لإيران فلماذا تخوِّن طهران الآخرين؟

عربياً لا تعليق حول لقاء دمشق، أما أميركياً، فمصادري بواشنطن تقول إن تصريحات نجاد تظهر حجم توتر الإيرانيين، وقلقهم، من زيارة بيل بيرنز، وكيل الخارجية الأميركية، لسورية، بجولة شملت لبنان وتركيا، والمعلومات تقول إنها كانت لحشد الدعم لقرار فرض العقوبات على إيران، كما يعتقد الأميركيون أن تصريحات الأسد جاءت لتخفيف القلق الإيراني من زيارة بيرنز، وقرب توجه السفير الأميركي لدمشق.

وعليه فالسؤال هنا هو: من يخدع من؟ فهناك أمر لا يستقيم بعلاقة دمشق - طهران اليوم، فرفع الصوت يشي بأن هناك طرفاً متوتراً، وآخر يظهر عكس ما يخفي؟ دعونا نراقب!

tariq@asharqalawsat.com

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ