ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
المستقبل
- السبت 27 آذار 2010 العدد
3606 - رأي و فكر - صفحة 19 جيرالد
شتاينبرغ (بروفيسور
محاضر في العلوم السياسية
بجامعة بار إيلان) قرار
الحكومة البريطانية بطرد ممثل
الموساد من أراضيها، كان خطوة
متوقعة من جانب دولة غير معنية
برؤية تزييف جوازات سفر
مواطنيها من دون أي صلة بالهدف
والضرورات مثل تنفيذ اغتيالات.
وإذا كان جرى استخدام كهذا
لجوازات السفر، فمن المناسب عدم
الكشف عن هذا الأمر بالنسبة إلى
البريطانيين. لكن بما أن الأمور
لم تحصل على هذا النحو، فثمة ثمن
لذلك، وهذا الثمن جُبي بقدر
أكبر لقاء الكشف عن العملية
وبقدر أقل بسبب حصولها. من
يدعي أن الأمر يتعلق بخطوة
شديدة لا مثيل لها بين الدول
الصديقة، إنما يعبر عن قلق زائد.
ذلك أن العملية البريطانية الآن
هي من قبيل الرد على العملية
التي سببت إحراجاً لبريطانيا.
لذلك يشكل طرد ممثل الموساد
احتجاجاً ديبلوماسياً متوقعاً،
في محاولة لإغلاق الملف من دون
هزة أرضية. علاوة
على ذلك بريطانيا على عتبة
معركة انتخابية. فالحكومة معروف
عنها أنها ودية تجاه إسرائيل
اكثر من النخب المثقفة
والصحافيين في بريطانيا،
المعنيون باتباع نهج أكثر تشددا
تجاه إسرائيل، كما تجلى ذلك في
المقاطعة الأكاديمية والنشاطات
لمنع دخول كبار المسؤولين
الإسرائيليين إلى الأراضي
البريطانية. لذلك، إذا لم ترد
الحكومة البريطانية بعمل كهذا،
فيمكن أن تتعرض للهجمات من داخل
البرلمان. هذا هو العنصر
السياسي الداخلي الذي أثر على
الخطوة الحالية. ومع
ذلك، ينبغي أن نشير دوماً إلى أن
الأمر لا يتعلق بوقف للتعاون
بين أجهزة الأمن والمخابرات في
الدولتين. ومن المحتمل أن نسمع
انتقادات، وربما نشهد عمليات
مشابهة من جانب الدول الأُخرى
التي كانت معنية في القضية. ومن
جهة ثانية، هذه فرصة مناسبة
بالنسبة إلى السفراء
الإسرائيليين للتأكيد على
ضرورة إيجاد طريقة أُخرى لمنع
العمليات الارهابية في أرجاء
العالم. وهذه فرصة أيضا للتأكيد
على مزايا العمليات كتلك التي
نُفذت في دبي، لأن الأمر يتعلق
بتصفية من دون إصابات ومن دون
أضرار، ومن دون قصف جوي كما جرى
في تونس سابقاً. وقد رأينا أعضاء
في البرلمان الأوسترالي ممن
أعطوا مواقف من هذا الموضوع،
بقولهم أنه إذا كنا نريد منع
استخدام جوازات سفر دول صديقة،
فيتعين على تلك الدول بالتحديد
عمل المزيد من أجل منع العمليات
الارهابية. وقد شددوا على حق
إسرائيل في الدفاع عن نفسها،
وحقيقة أن طريقة العمل التي
اتُبعت في دبي ألحقت ضرراً أقل
من عمليات أُخرى يمكن بواسطتها
إحباط الإرهاب. ("يديعوت
أحرونوت" 26/3/2010 ==================== حرام
على كلينتون حلال على تشيني! مالك
التريكي 3/27/2010 القدس
العربي مثلما
تقاعست الصحافة الأمريكية،
أثناء الشهور التي سبقت غزو
العراق، عن مساءلة إدارة جورج
بوش وديك تشيني وإخضاع مزاعمها
حول امتلاك العراق لأسلحة
الدمار الشامل للنقد والتمحيص (ولو
أن واشنطن بوست ونيويورك تايمز
أقرّتا، بعد طول تأخر، بهذا
الإخلال المشين بالواجب)، فإنها
تقاعست عن التحقيق في مدى صحة
الأنباء حول ضلوع تشيني عندما
كان مديرا تنفيذيا لشركة
هاليبرتون للخدمات البترولية،
من عام 1995 إلى 2000، في ممارسة
شائعة لدى الشركات الكبرى، وهي:
طلب خدمات وكالات بائعات الهوى
سواء للاستخدام الشخصي أم لصالح
الزبائن (سعيا لتأمين الفوز
بالعقود). إلا أن
المؤرخ الفرنسي المختص في قضايا
الاستخبارات إيفونيك دنويل
الذي بدأنا الأسبوع الماضي في
عرض بعض نتائج تحقيقاته في
العلاقة بين الجنس والاقتصاد،
كما نشرها في كتابه الصادر هذا
الشهر بعنوان 'سكسوس إيكنوميكوس'،
يروي أن وين مادسن ضابط
الاستخبارات العسكرية الأمريكي
السابق والباحث الذي فجر كثيرا
من القضايا (بما فيها قضية
احتمال ضلوع تشيني في اغتيال
الحريري) لم يحجم عن نشر هذه
المعلومات. حيث أكد أن تشيني كان
زبونا لدى شركة باميلا منذ عام
1996، إن لم يكن قبل ذلك، حتى 2000.
ومن الأمور التي مكنت مادسن من
التثبت من هذه الحقيقة هو أن
البيت الذي خصصته هاليبرتون
لإقامة تشيني في ماكلين، إحدى
الضواحي الراقية في واشنطن،
قريب جدا من مقر وكالة
الاستخبارات المركزية (سي. أي.
إيه) التي كانت كاميراتها تسجل
جميع حركات السيارات القادمة
والمغادرة لبيت تشيني (الذي كان
يقسم وقته بين ماكلين وبين
دالاس في لاية تكساس، حيث تقيم
عائلته). ويؤكد
مادسن، اعتمادا على مصدرين داخل
سي. أي. إيه، أن تشيني أنفق مبالغ
كبيرة لإعادة تهيئة البيت الذي
وضعته هاليبرتون على ذمته،
والذي كان يستضيف فيه ليلا
شخصيات كبرى من الشرق الأوسط
إضافة لكبار موظفي هاليبرتون
ووزارة الدفاع، حيث تم تحويل
الطابق السفلي على شكل ناد ليلي
يتضمن كل اللوازم. ويذكر مادسن
أن تشيني كان يستخدم اسما
مستعارا عندما كان مديرا
لهاليبرتون، حيث كان يسافر
أحيانا تحت اسم بروس تشايلز
وكانت الفتيات يعرفنه باسم
ريتشارد. ويذكر مادسن أنه لما
كان مدير هاليبرتون يدخل في
معاملات وصفقات مع دول مثل
إيران أو ليبيا، فإنه كان يمر
عبر فرع أجنبي مسجل في جزر
كايمان ويسافر باسم زائف. ويعلق
دنويل بأن تشيني لم يقم، على حد
علمه، بمقاضاة مادسن بتهمة
القذف والتشهير. وهو أمر كان من
المفترض أن يكون تحصيل حاصل.
ويقول إذا كان من الممكن لتشيني
'تفنيد مزاعم وين مادسن
الخطيرة، فلماذا حرم نفسه' من
ذلك؟ ويذكر
دنويل أن المسألة قد حظيت
باهتمام وسط محدود في واشنطن
لكنها لم تنشر في الجرائد،
باستثناء بعض صحف التابلويد.
كما أن مقدم البرامج الليلية
الشهير على شبكة سي بي اس ديفيد
لترمان تطرق لها باقتضاب، ولكن
بطريقته الفكاهية، حيث جرت
العادة أن يبدأ البرنامج ببعض
النكات والملح. وينقل دنويل عن
مراسل في واشنطن القول إن
الجمهور كان آنذاك يعلم
بالمسألة ويريد أن يعرف المزيد،
وكان من واجب الإعلام التحقيق
في هذه الأنباء نظرا لأنها كانت
على درجة من الدقة والتفصيل. 'لقد
قامت الدنيا على الرئيس كلينتون
بسبب الفتاة المتدربة، وكاد أن
يقال من المنصب لأنه كذب في هذا
الشأن. أما بالنسبة لتشيني فلا
شيء على الإطلاق...' على أن
'العدالة' التي هي بالمرصاد
والتي يتساوى أمامها الجميع (أليس
كذلك؟) قد أخذت رغم كل شيء
مجراها. ضد من؟ ضد أضعف حلقة في
هذه السلسلة، أي.. المرأة التي
كانت تدير 'وكالة باميلا'. فقد
صدر عليها حكم الإدانة في منتصف
نيسان (ابريل) 2008. لكن المرأة لم
تنتظر الأشهر اللازمة لنطق
المحكمة بالعقوبة (ثماني سنوات
سجنا على الأقل). إذ بعد أسبوعين
فقط عثرت الشرطة على جثتها في
بيت والدتها، حيث تبين أنها
انتحرت شنقا. ويخطئ طبعا من يظن
أن هذه المأساة كافية لوحدها
لحمل الوكالات الأخرى في واشنطن
على الاختفاء، أو لحمل الشركات
الكبرى على الإقلاع عن استخدام
بائعات الهوى من أجل الفوز
بالعقود والعطاءات، أو من أجل
التجسس والابتزاز. ==================== قمة
سرت.. هل تسري الدماء في السياسة
العربية؟ نزار
السهلي 3/27/2010 القدس
العربي مع
توجه الأنظار نحو مدينة سرت
الليبية، لمراقبة مشهد الزعماء
العرب الواصلين والمتغيبين عن
القمة العربية العادية في
تسميتها، وغير العادية مع
الأحداث التي تحيط بالعالم
العربي وبقضيته المركزية
فلسطين، والذي يستدعي اجتماعات
متواصلة وان تكون الأمة في حالة
يقظة دائمة، فمنذ تأسيس الجامعة
العربية وعقد أول قمة لمؤسستها
في أيار(مايو) عام 1946 لم تزل ذات
الشعارات التي ترفع عن التحديات
المصيرية التي تواجه امة العرب
والمنعطفات، والمخاطر المحدقة
التي دخلت إلى قلب العالم
العربي وأصبحت هذه المخاطر عصا
غليظة تحركها دول من داخل هذه
المؤسسة في مسار يتناقض تماما
مع شعارات الجامعة العربية ومع
الغياب الأكيد المبرر، وغير
المبرر، لعدد من القادة العرب
عن اجتماع القمة وهذه التسمية 'للقمة'
تعني رؤساء وملوك وأمراء
وسلاطين العالم العربي، تتضح
صورة العمل العربي، ووزن
السياسة العربية داخل مؤسسة
الجامعة، التي هي في حالة موت
سريري مع ما يجري داخل أوطانها،
والتي تعتقد انه في حالة الذهاب
نحو نوم عميق، او سبات او نصف
موت، سيعفيها من درء المخاطر،
أو قل إدارة الظهر لكل ما تسببه
إسرائيل وامريكا من أذى للشعب
العربي الفلسطيني وللشعب
العربي من المحيط إلى الخليج. وإذا
أخذنا قمة انشاص الأولى عام 46
التي ركزت على قضية فلسطين
وعروبتها ,والتي اعتبرتها قضية
العرب الأولى إلى يومنا هذا، مع
عدم معرفتنا بشعار القمة المقبل
إن كان قمة 'القدس' الذي اعترض
عليه عمرو موسى أو التحدي، فان
قبلها كان قمة غزة في الدوحة
وقمة دمشق الى كل العواصم التي
احتضنت زعماء العالم العربي،
ولم تفلح الى اليوم في احتضان
موقف عربي موحد حول كل القضايا
التي تهم العالم العربي وشعوبه. وقمة
بعد قمة، تقضم إسرائيل الأرض
الفلسطينية والشعارات العربية
معها، التي بلورتها الجامعة في
قمة بيروت من العام 2002، وإذا
كانت إجراءات إسرائيل وعدوانها
المتواصل لا تكفي الجامعة
العربية لتعيد النظر في سياستها
ومبادرتها ومواقفها التي بدت
خجولة وعاجزة أمام هول الكارثة
التي تنزل على الشعب الفلسطيني،
فأي حدث سيقنع السياسي العربي
والفلسطيني بان عليه ان يتخذ
موقفا يذهب به لحفظ الكرامة
العربية التي تهدر في القدس،
وإذا كان الناتج الأساسي للقمم
العربية هو الشعارات التي لا
تقدم جنديا عربيا أو مقاوما
فلسطينيا للدفاع عن الأرض
والمقدسات ولا تؤخر عدوانا
إسرائيليا أصبح خبيرا بردة
الفعل العربية وخياراته
السلمية جدا للحفاظ على صورة
العربي المسالم من تهمة الإرهاب
التي نجح الإسرائيلي
والأمريكي، والعربي المعتدل،
والفلسطيني المفاوض ان يصبغ بها
كل من تسول له نفسه ان يحقن
الجسد العربي بدم ومروءة وكرامة
عزت عليها مشاهد السياسة
العربية، ليصبح المواطن العربي
متعلقا باردوغان وغالاوي لموت
المواقف العربية لدرء
العدوان،وفي كل مرة ومع كل
منعطف نعيد اجترار الأسئلة
تماما، كما تجترنا الهزائم
ونركب راحلة زمن دائري يخوض
فينا عتمة التراجع والانكسار
المزمن، وفي كل مرحلة لم نستطع
التقاط جوهر المأزق، الذي أدى
إلى ما نحن عليه، وهنا لابد أن
نقف عند احد الأسئلة التي تطرح
بعد كل قمة عربية، وبعد كل
مباحثات عربية ثنائية أم ثلاثية
إلى آخر العدد الذي لا يكتمل
نصابه على
مستوى القمة، سؤال عن الفعل
العربي الذي يبقى غائبا أمام
تحديات تسمع من وسائل الاعلام
العربي، فان حال الأمة لا تبدو
بأحسن مما كانت عليه من القمة
السابقة باستثناء انفراج
العلاقات السورية اللبنانية
والسورية السعودية، مع بقاء
الانقسام الفلسطيني. ما
يجري اليوم في فلسطين، ليس
بحاجة لخطابات وبلاغة عربية،
ولا لمعانقة اللحظات الحرجة
لزعماء العرب والوقوف أمام
عدسات المصورين لأخذ اللقطات
التذكارية، وإعداد البيان
الختامي الذي يحمل في بعض بنوده
نفس البنود من العام 1946 لكنه
أضاع كل فلسطين بتكرار ذات
البيانات والبلاغات. قمة
سرت وباختصار، مطالبة بان تعيد
الدماء للسياسة العربية، علها
تستطيع ان تتخذ موقفا يحمي ما
تبقى من الأرض العربية، وان
تحفظ القدس وان تدعم صمود
سكانها، وان تقرأ أرقام
المليارات التي تنفقها إسرائيل
على الاستيطان وتهويد المقدسات
وتبدو هذه المطالب من
المستحيلات في عالم السياسة
العربية للحيثيات التي ذكرت
آنفاً، وستبقى خطابات الزعماء
محفوظة كوثيقة من وثائق القمم
العربية، دون قراءة فعل العدوان
الإسرائيلي والدعم الأمريكي
لها، وسيظن السياسي العربي الذي
ينأى بنفسه من مخاطر الخوض في
صراع ومواجهة اعتداءات
إسرائيل، انه سينجو بنفسه فان
ذاكرته القصيرة ستخبره أن
الكارثة سوف تجتاح كل من غط في
سبات عميق ونصف موت سريري،
تنتظر من سرت أن تنعشها. ==================== ياسر
الزعاترة الدستور 27-3-2010 تبدأ
اليوم أعمال قمة سرت التي
تستضيفها ليبيا. وفيما جاهدت
الدبلوماسية الليبية من أجل
جعلها قمة بطعم مختلف تأكيدا
على أن طرابلس لم تغير خطابها
بعد عودتها إلى حضن الشرعية
الدولية إثر نبذها "الإرهاب"
، فإن واقع الوضع العربي لن يسمح
بذلك على نحو لافت كما تقول سائر
المؤشرات ، مع أن الطعم المختلف
لا يعني تغيي الكثير بالضرورة ،
لأن القرارات التي قد تجامل
الدولة المضيفة شيء ، وتطبيقها
على أرض الواقع شيء آخر. تنعقد
القمة وسط أجواء من الاستخفاف
الإسرائيلي ، ليس بالفلسطينيين
فحسب ، بل بالعرب والإدارة
الأمريكية أيضا ، فيما تحضر
قضية القدس التي كان من الصعب
على القمة تجاهلها (لذلك سميت
قمة دعم صمود القدس) ، وبالطبع
لحساسيتها لدى الأوساط الشعبية
فضلا عن المخصصات المالية التي
لا تتحول بالضرورة إلى شيء عملي
، بل يمكن أن يتبخر معظمها بعد
ذلك ، بدليل التبرعات السخية
التي انهالت من أجل إعمار غزة ثم
لم يَر القطاع منها شيئا. خلال
القمم الأخيرة كان منطق
الانقسام بين محوري الاعتدال
والممانعة هو سيد الموقف ، فيما
كانت النتيجة الطبيعية أن تكون
الغلبة للمحور الأول الذي
تتصدره الشقيقة الكبرى ، مع بعض
المجاملات الضرورية للمحور
الآخر ، والتي تشكل في جوهرها
مجاملة للشعوب. في قمة
سرت سيتكرر المشهد بصرف النظر
عن حجم الحضور "القيادي" ،
فالتوجه العام للوضع العربي
سيبقى على حاله في الإصرار على
أن السلام هو الخيار
الإستراتيجي ، والمؤكد أن
المبادرة العربية لن تُسحب من
التداول ، وسيتمثل منطق الأطراف
المعتدلة في أننا إزاء حالة من
التنابذ بين الإدارة الأمريكية
وبين الدولة العبرية لا ينبغي
تبديدها بتصريحات أو مواقف
عنترية ، وهي ذاتها نظرية
الإحراج ، إحراج العدو أمام
الأروقة الدولية التي تتبناها
السلطة وعموم محور الاعتدال منذ
عقود ، والتي أثبتت الأحداث عدم
جدواها مع عدو لا يحرجه شيء ،
لاسيما بعد أن ركن إلى قواه
الخارقة في الداخل الأمريكي ،
حيث يحظى زعيمه رغم تطرفه بدعم
في الكونغرس أكثر بكثير من ذلك
الذي يحظى به الرئيس الأمريكي
نفسه. في هذه
الأجواء لا يمكن أن نتوقع
الكثير ، فالقدس التي يلتهمها
الاستيطان ويطاردها التهويد
ستحظى ببعض المساعدات التي
ستحول السلطة ما يصل منها إلى
أرقام في موازنتها العتيدة ،
فيما يعلم الجميع أنها (أعني
السلطة) أعجز من أن تفعل شيئا
لحماية المدينة المقدسة ، هي
التي عجزت عن الحصول على تصريح
لزيارة زوجة رئيسها للحرم
المقدس بصحبة زوجة الرئيس
الشيشاني. لا
خلاف على أن بوسع الأموال لو
صرفت بطريقة صحيحة أن تساهم بعض
الشيء في التصدي لسياسة الطرد
والتهجير المبرمج للمقدسيين ،
أو لحماية بعض المباني
والعقارات في المدينة ، لكن هذا
الجهد يبقى محدودا في مواجهة
المليارات اليهودية التي تتدفق
على المدينة ، فيما يعلم الجميع
أن المسار الوحيد المجدي هو دعم
خيار المقاومة في مواجهة
الاحتلال وممارساته ، ورفض
المفاوضات التي ثبت أنها مجرد
غطاء للاستيطان والتهويد. كل ذلك
لن يكون له مكان في القمة ،
فالعرب هم الوحيدون الذي يملكون
الاستعداد لمجاملة الإدارة
الأمريكية ، في وقت يتمرد عليها
الجميع ، من أمريكا اللاتينية
إلى آسيا وإيران ، فضلا عن الصين
وروسيا ، وبالطبع لأنها تعاني
حالة ضعف استثنائي. ولما كانت
المفاوضات ضرورة للحيلولة دون
إندلاع انتفاضة جديدة تشعل
بدورها فتيل "العنف في
المنطقة ، فإن العرب لن يخذلوا
واشنطن على هذا الصعيد. ربما
يبرر بعض العرب ذلك بالحاجة
إليها في مواجهة إيران ، ولكن
هذه السياسة التي تقدم الخطر
الإيراني على الخطر الأمريكي
الصهيوني لا تبدو صائبة حتى لو
اتفقنا على ضرورة العمل على
مواجهة الطموحات الإيرانية
أيضا. ==================== الموساد
سيواصل نشاطات جيمس بوند في
العالم شمعون
شيفر «يديعوت
احرونوت» الدستور 27-3-2010 يجدر
بسياسيينا - لا سيما من الطرف
اليميني من الخارطة - ان يهدأوا
وان يكفوا عن الثوران على
البريطانيين ، فالقضية التي
أحرجت جدا المملكة ولم تتميز
حقا بالكياسة البريطانية انتهت
بثمن معقول: ممثل بعثة الموساد
في لندن بالاجمال طلب اليه
المغادرة ، لم يطرده أحد ، ولم
يعلن عنه أحد بانه "شخصية غير
مرغوب فيها" في المملكة. فضلا
عن ذلك: في لندن يقدرون بان
المندوب الجديد للموساد يمكنه
أن يعود الى بريطانيا بعد شهر
ونصف الشهر ، بعد الانتخابات
العامة هناك ، من استخدم جوازات
السفر البريطانية المزيفة كان
يعرف بانه يحتمل ان يضطر الى دفع
الثمن ، والثمن الذي قرره
البريطانيون هو ثمن حملة
تنزيلات آخر الموسم. بعد
نحو عشرين سنة من انتهاء الحرب
الباردة ، لا يزال عندما ينكشف
مندوب جهاز استخبارات بريطاني
في موسكو او كبديل مندوب
استخبارات روسي في لندن ، تسارع
الدولتان الى ان تطرد من
نطاقيهما رؤساء بعثات اجهزة
الاستخبارات وتعلنان أن
الوكلاء الذين انكشفوا هم "شخصيات
غير مرغوب فيها" ، هذا اجراء
رسمي ، عادي ، متبع بين الدول
الصديقة ، اذا كان هذا يعمل بين
موسكو ولندن ، فلا يوجد ما
يدعونا لان نخشى من مس بالتعاون
الوثيق بين اجهزة استخباراتنا
وبين اجهزة الاستخبارات
البريطانية ، لهذا التعاون يوجد
طرفان رابحان: مكافحة الارهاب
الاسلامي تحتاج الى تحديث في
الزمن الحقيقي. يجدر
بالذكر أنه لم يكن للبريطانيين
بديل ، تزييف جوازات السفر هو
موضوع ساخن في بريطانيا
وللحكومة مصلحة واضحة في معالجة
هذا الموضوع بسرعة وعرض
استنتاجات لجنة التحقيق ، من
اللحظة التي اشتبه فيها
باستخدام وكلاء الموساد جوازات
سفر بريطانية للدخول الى دبي ،
قرروا في اسرائيل وبريطانيا على
حد سواء عمل كل شيء لتقليص الحرج
، وفي خطوة استثنائية تم تنسيق
وصول المحققين البريطانيين الى
اسرائيل ، اتيح لهم اللقاء مع
محافل مخولة ، وسمح لهم بمقابلة
الاسرائيليين الذين زعم انه
استخدمت جوازات سفرهم. وعرض
البريطانيون شارة ثمن لاستخدام
جوازات سفرهم ، يمكن الافتراض
بان استراليا ، ايرلندا
والمانيا ستسير في اعقابهم اذا
توصلوا هم ايضا الى الاستنتاج
بان اسرائيل انتهكت سيادتهم ،
وللدبلوماسيين ذوي الصلة في هذه
الدول كنت سأقترح الشروع برزم
امتعتهم ، وطالما لم يحل السلام
هنا وشبابنا المتميز سيواصلون
نشاطات جيمس بوند فان هذا
السيناريو سيكرر نفسه. ==================== بقلم
:جانا بوريسوفنا مرة
أخرى بدأت حملة في قرغيزيا
تطالب بأجلاء القاعدة العسكرية
الأميركية المتواجدة في مطار«ماناس»،
حيث أصدر مجلس الشيوخ بياناً
دعا فيه إلى انسحاب القوات
الأميركية، وطالب بفرض حظر على
تحليق المقاتلات الأميركية،
معتبراً أن رحلات نقل المساعدات
والإمدادات يمكن أن تنفذها
طائرات النقل المدني. وأعرب
المجلس عن قناعته بأن وجود
قاعدة عسكرية أميركية يشكل
خطراً على المصالح الوطنية
للبلاد، وله أثر سلبي على
سمعتها، أما وجود القواعد
العسكرية الروسية فهو مبرر
تاريخياً ويلبي المصالح
الاستراتيجية. وكانت
الحكومة القرغيزية قد فسحت
المجال لتواجد عسكري أميركي
انطلاقاً من حرصها على تمكين
القوات الأميركية من تهدئة
الأوضاع في أفغانستان، وإحلال
الأمن والاستقرار فيها. ما
يوفر الحماية للأمن القومي
القرغيزي، باعتبار أن
أفغانستان من دول الجوار، هذا
إلى جانب حصول الحكومة
القيرغيزية على مقابل مادي كبير
قيمة إيجار القاعدة، والذي يزيد
عن مئة مليون دولار سنويا. وبالمقابل
وافقت السلطات الحكومية في
قرغيزيا على إقامة قاعدة عسكرية
تابعة لمنظمة الأمن الجماعي في
جنوب البلاد بالقرب من حدود
أوزبكستان، بالإضافة للقاعدة
الجوية الروسية في مدينة قانت
ومركز الاتصالات «ماريفو»
التابع للقوات البحرية الروسية
ومركز اختبار التقنيات
العسكرية البحرية في بحيرة «اسيك
قول؟ والتي
تشكل شبكة عسكرية روسية من أجل
تأمين تموين القاعدة العسكرية
الروسية في طاجيكستان وتموين
مرصد «نوريك» التابع للقوات
الفضائية الروسية في طاجيكستان.
وعلى
الرغم من أن تواجد موسكو
عسكرياً في قرغيزيا يتجاوب مع
توجهات دول وسط آسيا،وفق قرارات
مؤتمرات منظمة الأمن الجماعي،
باعتبار أنه سيوفر إمكانات
حقيقة لحفظ أمن قرغيزيا ومنطقة
آسيا الوسطى وتأمين حدود روسيا،
باعتبار أن هذه القوات ستكون
قادرة على إيقاف مجموعات
المتطرفين المسلحة التي تسعى
لتفجير صدامات في مناطق وسط
آسيا واقتحام الحدود الروسية،
إلا أنه سيكون حائط صد قوى أمام
الزحف الأميركي في مناطق وسط
آسيا وبالقرب من حوض بحر قزوين. ولابد
من التعامل مع موقف الأوساط
السياسية القرغيزية بمعزل عن
التأثير الروسي، إذ أن التواجد
العسكري الأميركي في أفغانستان
والذي بدأ منذ عام 2002. واستخدم
كافة الطرق في وسط آسيا لم يتمكن
حتى الآن من تحقيق أي مهمة من
المهام الملقاة على عاتقه بدء
من إحلال الأمن والاستقرار في
أفغانستان، مروراً بالقضاء على
جيوب الإرهاب التي تغذى
المنظمات المتطرفة المنتشرة في
منطقة وادي فرغانة، وانتهاء
بالقضاء على تجارة المخدرات
الأفغانية التي تهدد من دول وسط
آسيا وروسيا. لقد
فشلت القوات الأميركية في تحقيق
كل أهداف الحملة العسكرية التي
نظمها الرئيس الأميركي السابق
بوش وأسس لدعمها التحالف الدولي
المضاد للإرهاب. وهو ما
كشف عنه تصاعد الصدامات المسلحة
بين طالبان وحكومة كابول. ولاشك
أن العمليات المسلحة المتواصلة
التي تنفذها ميليشيات حركة
طالبان ضد القوات الأميركية في
أفغانستان وصلت إلى مستويات
قياسية وتهدد بعرقلة الجهود
الرامية لإعادة بناء البلد. التحالف
بين تجار المخدرات التابعين
لطالبان وبعض المسؤولين في
الحكومة أدى لفشل كل الجهود
لوقف تصدير الهيروين. وتأتى
كميات هائلة من المخدرات من
أفغانستان التي تنتج ثلاثة
وتسعين بالمئة من الأفيون في
العالم وتورد للأسواق العالمية
حوالي ألف طن هيروين. خلال
السنوات الماضية فشل المجتمع
الدولي في مكافحة المخدرات
الأفغانية، وذلك بالرغم من
تناقص مزارعها، إذ تصل مساحات
مزارع المخدرات فيها إلى مئتي
ألف هكتار، وقد زاد حجم الإنتاج
بمعدل الضعف، ومازالت
أفغانستان المنتج والمصدر
الأول للحشيش والهيروين
والماريجوانا والأفيون، ما
يشكل تهديد حقيقي على أمن دول
وسط آسيا وروسيا. لذا لم
يعد تواجد القوات الأميركية في
قرغيزيا مبرراً، على الأقل
بالنسبة للشعب القرغيزي، كما هو
غير مبرر بالنسبة لدول الجوار
التي لا ترى جدوى في دور التواجد
العسكري الأميركي. ويبدو
واضحاً أن كافة المعطيات
وتوترات الوضع تؤدى لعودة الدور
الروسى إلى هذه المناطق،
باعتبار أنه كان ولا يزال قادرا
على التعامل مع كل هذه الملفات. والمطلوب
أن تقبل واشنطن بذلك، وأن تبدأ
حواراً جاداً ليس فقط مع روسيا
وإنما أيضاً مع دول وسط آسيا،
وأن تحترم وتدعم الحلف الأمني
الذي شكلته هذه الدول والمسؤول
عن تحقيق وحماية الاستقرار. خبيرة
الطاقة الروسية ==================== بقلم
:حسين العودات البيان 27-3-2010 يعرف
المتحاربون بالحجارة أن إصابة
الهدف تحتاج لتحقيق موازنة
دقيقة بين حجم الحجر الذي
سيقذفه المحارب وقدرة هذا
المحارب، والمسافة التي تفصله
عن العدو، إضافة لأشياء أخرى،
أي دراسة الشروط الموضوعية التي
تحيط بالتحارب والمحاربين، وفي
ضوء ذلك قالت العرب مثلها
الشهير (من يكبّر الحجر لا يصيب
الهدف) . ويبدو
أن مؤتمر القمة العربية الذي
ينعقد في مدينة سرت في
الجماهيرية الليبية تجاهل هذا
المثل أو نسيه أو تناساه أو (احتقره)
متأثراً بمعطيات ما بعد الحداثة
ومفاهيمها وإملاءاتها القاضية
بالقطع مع التراث. ودليل
هذا التجاهل أن المواد المدرجة
في جدول أعمال مؤتمر القمة شكلت
قائمة طويلة (عريضة) تحتاج لعشر
قمم أخرى لإنجازها، ولا تكفيها
بالتأكيد قمة واحدة لمدة يومين
اثنين لا يكفيان لإنجاز بعض
المصالحات العربية. تضمن
جدول أعمال القمة سبعة وعشرين
موضوعاً منها: ما يلي وباختصار
شديد: القضية الفلسطينية
والصراع العربي الإسرائيلي
ومستجداته (ومازالت المادة توضع
في جدول أعمال القمة منذ أول
مؤتمر عام 1946 حتى الآن)، ومبادرة
السلام العربية، ووضع خطة تحرك
عربي لإنقاذ القدس. ودعم
موازنة السلطة الوطنية
الفلسطينية وصمود الشعب
الفلسطيني، وموضوعات الجولان
العربي السوري المحتل،
والإرهاب الدولي وسبل مكافحته،
والتضامن مع لبنان ودعمه،
وتطورات الوضع في العراق،
واحتلال إيران للجزر الثلاث،
ومعالجة الأضرار والإجراءات
المترتبة على النزاع حول قضية
لوكيربي. ورفض
العقوبات الأمريكية أحادية
الجانب المفروضة على سورية،
والحصار المفروض على سورية
والسودان بخصوص قطع غيارات
الطائرات، ورفض قرار الدائرة
التمهيدية الأولى للمحكمة
الجنائية الدولية بحق الرئيس
السوداني، والتعاون العربي
الإقليمي والدولي، والوضع
المالي للأمانة العامة للجامعة
العربية إضافة لمواد أخرى. هذا في
الواقع هو جدول الأعمال
المختصر، ولم أشأ أن أثقل على
القارئ بسرده مفصلاً خوفاً من
الملل، فهل يقتنع أي مراقب أو
محلل سياسي أو صحفي أو إنسان غير
مختص ليس له اهتمامات سياسية،
أن القمة ستنجز في يومي 27 و28
الجاري دراسة جدول الأعمال هذا. وإذا
كان للقمة مثل هذه القدرات
فلماذا لم تنجز هذه المواضيع في
القمم السابقة التي تعقد كل
عام، وهي جميعها مزمنة، وأي
جديد فيها هو مجرد تراكم على
قديم، حتى غدا كل موضوع من جدول
أعمالها يشكل أكداساً من الورق (ورق
ورق حتى الغرق) فقد نقلت الأمانة
العامة للجامعة من القاهرة إلى
سرت طناً واحداً من الورق لزوم
جدول أعمال القمة. لا
أعرف لماذا لم يتواضع الذين
أعدوا جدول أعمال القمة ولم
يقترحوا جدولاً يتناسب مع ظروف
القمة وقدراتها آخذين بعين
الاعتبار عدم الانسجام الكامل
بين أعضائها. وترقب
كل منهم تحركات الآخر، وسعيهم
جميعاً إلى القرارات
التوافقية، وهذه ستكون
بالضرورة وحسب طبيعة الأشياء
مقررات عامة غامضة فخمة الأسلوب
كثيفة الأفكار تبتعد جزئياً أو
كلياً عن إمكانية التطبيق،
وبالنتيجة لا تعني شيئاً جدياً
قابلاً لأن يكون محسوساً
ملموساً مفيداً للقضايا
العربية. إن
اليومين المخصصين للقمة لا
يكفيان لعقد المصالحات بين
المشتركين الذين فاقت خلافاتهم
خلافات بكر وتغلب، فإن تحققت
هذه المصالحات تكون قد استهلكت
مدة اليومين المخصصين للقمة أو
كادت، ولن يبقى لجدول الأعمال
حينها وقت لدراسته، وسيرحّل
للقمة المقبلة كما هي العادة،
وإن لم تتحقق المصالحات فلن
يتفق المتخاصمون عندها على أي
قرار يناسب مواد جدول الأعمال. ومعظمها
قرارات استراتيجية تحتاج
لمواقف استراتيجية وسياسات
جادة، وتضحيات ونوايا حسنة
وإرادة ورغبة، وتغليب العام على
الخاص، والقومي على القطري،
ولعل هذه الشروط صعبة التحقيق
في الظروف العربية الراهنة، وفي
حال الأمة العربية الذي لا يرضي
صديقاً ولا يخيف عدواً ويعرفه
أهل القمة كما تعرفه شعوبهم
بتفاصيله. لم
يساعد الرئيس أوباما مؤتمر
القمة العربية، فتراجعت إدارته
عن الآمال التي كانت معقودة
عليه وعلى وعوده السابقة، فقبل
مشاريع الاستيطان بعد رفضها،
واستساغ الاحتيال اللفظي على
قرارات الاستيطان التي اتخذها
نتانياهو. ولم
يحترم وعوده للعرب القاضية
بأنهم إذا قبلوا المفاوضات غير
المباشرة بين الفلسطينيين
والإسرائيليين فسيكون (سبع
البرمبة) ويجبر حكومة نتانياهو
على قبول الاستيطان، ولذلك أجاز
العرب للسلطة الفلسطينية
الدخول في هذه المفاوضات بدون
أي ضمان أو شرط. ولكنهم
فوجئوا بتراجع الإدارة
الأمريكية عن مواقفها ووعودها
بل وبمسارعتها لدعوة نتانياهو
لزيارة البيت الأبيض، وتأكيد
الالتزام بأمن إسرائيل
والتحالف الاستراتيجي معها،
ولعل هذا كله ما سيعقّد أعمال
القمة ويحرج المشاركين فيها،
ويحرضهم على اتخاذ قرارات ربما
تحرج الرئيس أوباما وإدارته، مع
ضعف مثل هذا الاحتمال. في
الوقت نفسه، زاد نتانياهو
وعصابته أعمال القمة تعقيداً
بتأكيده الاستمرار في الهدم
والاستيطان بالقدس القديمة،
وتوسيع الاستيطان في الضفة
الغربية. وتحدي
الإدارة الأمريكية ورئيسها
ونائب رئيسها ووزيرة الخارجية
الأمريكية، والمبعوث ميتشيل،
بصراحة ومباشرة وأساليب (زعرنة)
تخجل منها عصابات المافيا، وترك
الخوف من غضب الإدارة الأمريكية
أو الخشية منها لنا نحن العرب،
ربما لأنه على يقين بأننا نخجل
من أعمال (الزعرنة). ونهادن
من يعادينا، وليس لدينا بظروفنا
الحالية الوسيلة ولا الحيلة
لعمل أي شيء، مع أننا نملك ما
يكفي لحفظ ماء الوجه ووقف
التمادي بإنكار حقوقنا
والاستيلاء على أرضنا وانتهاك
مقدساتنا. لا شك
بصعوبة ما يلاقيه أهل القمة،
سواء منها خلافاتهم و(حروبهم
الصغيرة) أم عبء المسائل
المطلوب منهم حلها، ولهذا ربما
سيخرجون من هذه المعضلات ببعض
المصالحات وبتدوير القضايا
لمؤتمرات قادمة. كاتب
سوري ==================== هل
تبدد الحل «الدبلوماسي» لملف
ايران.. النووي؟ محمد
خرّوب الرأي
الاردنية 27-3-2010 ثمة
مؤشرات بأن روسيا وخصوصاً الصين
قد سارتا على طريق التعاطي مع
الدعوة الاميركية لفرض مزيد من
العقوبات على ايران بهدف
اجبارها على القبول بالحل الذي
كان طرحه المدير السابق للوكالة
الدولية للطاقة الذرية محمد
البرادعي، قبل مغادرته موقعه،
والداعي الى مبادلة ما لدى
ايران من يورانيوم منخفض
التخصيب الى كمية كافية من
اليورانيوم عالي التخصيب الخاص
لتشغيل المفاعلات المخصصة
لانتاج الطاقة الكهربائية. الموقف
الصيني لم يُحسم بعد وان كانت
بيجين تبدي مؤخراً اشارات
استعداد للتجاوب مع المساعي
الرامية الى استصدار قرار من
مجلس الأمن في هذا الصدد، وان
كانت موسكو قد قطعت شوطاً لا بأس
به في هذا الاتجاه، عكسته مواقف
سيرجي لافروف عندما قال: ان
ايران تسمح بضياع الفرصة لاقامة
تعاون طبيعي، فيما كان رئيس
الورزاء فلاديمير بوتين اكثر
وضوحاً عندما ابلغ هيلاري
كلينتون خلال زيارة الاخيرة
لموسكو على هامش اجتماع
الرباعية الدولية ان موسكو «قد»
تساند فرض عقوبات جديدة على
ايران. فهل
نحن امام تحول او استدارة من نوع
ما في مواقف من كانا (حتى الآن)
خلف فرملة الاندفاعة الغربية:
الاميركية، البريطانية،
الفرنسية والالمانية (بما هم
كلهم اعضاء في مجموعة 5+1 التي
انيطت بها مهمة اقناع طهران
القبول بمقترحات البرادعي)؟. الاحتمالات
هنا متساوية تماماً حتى في
الموقف الروسي الذي بدا أقرب
الى واشنطن من موقفها السابق،
وربما يكون اعلان موسكو بأن
تزويد مفاعل بوشهر بالوقود
النووي في النصف الاول من هذا
العام تمهيداً لتشغيله، مناورة
او «غمزة» باتجاه طهران لتليين
موقفها (رغم ان الاعلان الروسي
قوبل برفض اميركي اقرب الى
الاهانة عندما قالت هيلاري
كلينتون .. ليس بعد) دون اهمال
عودة الدفء الى العلاقات
الروسية الاميركية بعد التطور
المفاجئ في ملف المعاهدة
الجديدة الرامية الى تخفيض
الترسانة النووية لكلا البلدين
والتي بات التوقيع عليها
وشيكاً،(8 نيسان المقبل). تبقى
بكين التي ما تزال في واقع الحال
«تناور» رغم اشاراتها
الايجابية (من وجهة نظر واشنطن
على الأقل) وبعد ان باتت «اكثر
قلقاً» حسب التعبير الذي اطلقه
وزير الخارجية الصيني في مؤتمر
صحفي مع وزير الخارجية
البريطاني ديفيد ميليبان في
بيجين قبل اسبوع ثم ما لبثت (الصين
بالطبع) ان شاركت في مؤتمر «عبر
الهاتف» للدول الست (5+1) لمناقشة
العقوبات وهو ما بدا وكأنه نجاح
لادارة اوباما في انزال الصين
عن «شجرة» التمسك برفض العقوبات
على طهران «لأن العقوبات لا
توفر حلاً اساسياً للقضية
النووية الايرانية» وانه (والقول
لوزير الخارجية الصيني) في
نهاية المطاف، يجب ان تحل هذه
القضية من خلال المفاوضات
السلمية.. التوتر
في العلاقات الصينية الاميركية
ومصالح الصين الاقتصادية هي
التي تعرقل اصطفاف بيجين
النهائي الى جانب الضغوط
الاميركية الرامية الى فرض
عقوبات على طهران، هذه الضغوط
المرشحة للتزايد الآن في ظل «الانتصار»
الذي حققه اوباما في مسألة
الرعاية الصحية وايضاً في ظل «التوعك
العارض» الذي اصاب العلاقات
الاميركية الاسرائيلية ورغبة
ادارة اوباما في ارسال رسائل
لاسرائيل واصدقائها في
الكونغرس ولوبيات الضغط
المؤيدة لها بأن الادارة ما
تزال على الوعد الذي قطعته وهو:
«لا» لايران نووية وان «كل»
الخيارات ما تزال على الطاولة.. فهل
تغامر الصين باغضاب اميركا؟. من
المبكر الحديث عن قرار صيني في
هذا الاتجاه، والصين التي دأبت
على وضع «السياسة» في المرتبة
الثانية (بعد الاقتصاد والتجارة)
ربما ترى ان الوقت لم ينضج بعد
لبدء مزاحمة واشنطن على مقعد
القيادة العالمية، واذا ما اصرت
ادارة اوباما على طرح مشروع
قرار في مجلس الأمن، فان بيجين
لن تستخدم الفيتو بل ربما تمتنع
عن التصويت او تختار الغياب.. ولن
يؤثر كثيراً التوتر الراهن في
علاقات البلدين على خلفية قرار
صفقة الاسلحة الضخمة لتايوان او
استقبال الدلاي لاما في البيت
الابيض، وبالتأكيد ليس الخلاف
المتصاعد بين ادارة محرك البحث
العملاق غوغل وحكومة بيجين. الاسبوع
الجاري، سيحكم في أي اتجاه يسير
ملف العقوبات.. لكن ينبغي
التذكير بالتهديد الذي اطلقه
فيليب غوردون، اكبر دبلوماسي في
وزارة الخارجية الاميركية
للشؤون الاوروبية ضد تركيا
الرافضة لفرض العقوبات على
ايران، «ان انقرة قد تواجه
تبعات، اذا ما خالفت توجه
المجتمع الدولي».. ..
تأملوا. ==================== د.
سلوى عمارين الرأي
الاردنية 27-3-2010 كرد
فعل فطري على التردي العام
والانهيار الشامل في الحالة
العربية الراهنة، يصبح
الاستبداد معادلاً موضوعياً
مرضياً، ويتشبث المسؤول فيه
وصاحب القرار، كمعامل انتصار
آنيّ، وربما وهميّ. ولأن
فكر الهزيمة، لا يقتصر على
شريحة بعينها، أو قطاع لوحده،
فإن الاستبداد يتحول إلى مركب
متكوّن من عدة عناصر، وأول هذه
العناصر وأهمها ليس المستبد
نفسه، فهذا ما كان له أن يمعن في
لا مشروعية إدارته، ولا عدالة
كثير من قراراته، لو كان الطرف
الأهم وهو الواقع عليه فعل
الاستبداد والقابل به والخانع
لنتائجه، وقف له منذ البداية
بالمرصاد، ومنعه من أجلهما
معاً، من التمادي في استبداده
وغيّه وضلاله. هي
إذن، جدلية العبد والسيّد،
القديمة المتجددة، وهي إذن
أسئلة الوجود الكبرى، حول من
يعطي مشروعية لأحد من كان من (عباد)
الله، أن يصنف (عباد) الله
الآخرين بين عبيد له أو مشاريع
على طريق ذلك! ومع تواصل التردي؛
القيمي والعلمي والاجتماعي
والاقتصادي والسياسي والرياضي
والأمني الشامل، تصبح طبائع
الاستبداد ثقافة، يتقن
المستعبَد (بفتح الباء) أعرافها
أكثر من المستعبِد (بكسر الباء)،
ويظل في حالة استعداد مذل لها،
يحلق بحسب حلاقة المدير أو
الرئيس أو النقيب، ويكره ما
يكره سيده وسعادته وعطوفته
ومعاليه، ويحب ما يحب، ويقود
مطالعاته ومتابعاته واهتماماته
وأبجدياته بالاتجاه الذي يشعره
حسه الاستعبادي (السلبي) أن
سيّده يفضله. كأني
بلا وعي مني استخدمت عبارة
استعباد بدل عبارة استبداد، على
كل طالما أن الخطأ وقع، وطالما
لا رغبة لدي بشطب ما صفّه (كي
بوردي)، فإن الخطأ (غير المقصود)
يقودني إلى سؤال مهم: هل فعلاً
ثمة فوارق حقيقية وجوهرية بين
المعنييْن: الاستبداد
والاستعباد؟؟! والمؤسف حقاً أن
طبائع الاستبداد، قد تتغلغل في
مؤسسات تفرض عليها طبيعتها
ورسالتها أن تقف ضد هذه
الطبائع، وأن تعلي من شأن
الحرية، وتناضل من أجل العدالة. ومن
المؤسف أيضاً، أن بعض الأشخاص
يصل مراده (من لقب أو منصب أو
حصانة) عبر محاربته الاستبداد،
وكشفه مساوئ الظلم، وتعريفه على
نفسه بوصفه نصير المظلومين،
وعندما يتمكن، ويظن أنه تحصن،
ويداعب الكرسي ذا الظهر العالي،
ينقلب، بما لا يدركه عقل، ولا
يستبينه رشيد. وعند
الحديث عن طبائع الاستبداد، لا
بد من تذكر عبد الرحمن
الكواكبي، الذي يقول «من أقبح
أنواع الاستبداد استبداد الجهل
على العلم، واستبداد النفس على
العقل». وعلى
عكس كثير من مستبدي أيامنا هذه،
فإن شعور الكواكبي بالظلم
ورهافة إحساسه بالحرية وعشقه
لها، كان الدافع الأول لمواقفه
وآرائه التي جعلته يصارع طغيان
العثمانيين، كما كان له إلى
جانب ذلك تأييد الناس ومساندتهم
لجهوده وجهاده. وإن
حياة الكواكبي وفكره، قطعة من
أمته وفكرها، وهذا هو السر في
غياب النغمة اليائسة من حياته
وفكره على السواء، رغم ما قاساه
من آلام الغربة والهجرة، ووحشة
السجن وعذاب الاضطهاد. ==================== البعد
العسكري لأزمة أميركا إسرائيل سمير
كرم السفير 27-3-2010 ما
اكثر ما قيل من كل الاطراف خلال
الفترة منذ تفجر الخلاف بين
الرئيس الاميركي باراك اوباما
ورئيس الوزراء الاسرائيلي
بنيامين نيتانياهو اثر اعلان
خطة بناء 1600 وحدة سكنية
استيطانية في القدس الشرقية...
وهي الخطة ذاتها التي لم تلبث
صحيفة «هآرتس» المستقلة ان كشفت
عن شمولها 50 الف وحدة استيطانية
حصلت بالفعل على موافقة حكومة
نيتانياهو. قيل
الكثير وفي الاتجاهات كلها ما
هو باتجاه تأييد اسرائيل وما هو
باتجاه ضرورة وقف اسرائيل عند
حدها ... لكن اخطر ما قيل على
الاطلاق في هذه الازمة، التي
وصفها سفير اسرائيل في واشنطن
في لحظاتها الاولى بانها الاخطر
منذ 35 عاما، كان ما قاله الجنرال
ديفيد بترايوس قائد القيادة
المركزية الاميركية، مرة قبل
الازمة بنحو شهرين ومرة اخرى
اثناء الازمة .. في ذروتها
الاولى. كان
الجنرال بترايس قد ادلى ببيان
يوم 17 آذار/مارس الحالي امام
لجنة القوات المسلحة بمجلس
الشيوخ الاميركي، اوضح فيه ان
عدم احراز تقدم كاف نحو سلام
شامل في الشرق الاوسط واستمرار
الاعمال العدائية بين اسرائيل
وبعض جيرانها يشكلان تحديات
واضحة لقدرة القوات الاميركية
المسلحة على احراز تقدم بشأن
مصالحها في المنطقة. وقال
الجنرال الذي يقود القوات
الاميركية التي تحارب في العراق
وافغانستان وباكستان ان الصراع
يؤجج مشاعر مناهضة للاميركيين
نظرا لوجود تصور عن تحيز اميركي
لاسرائيل. «ان الغضب العربي
بشأن المسألة الفلسطينية يحد من
قوة وعمق المشاركات الاميركية
مع حكومات المنطقة وشعوبها
ويضعف شرعية نظم الحكم المعتدلة
في العالم العربي». واضاف
الجنرال بترايوس «ان تنظيم
القاعدة والمجموعات العسكرية
الاخرى في الوقت نفسه تستغل هذا
الغضب لتعبئة التأييد لها. كذلك
فإن الصراع يعطي لايران نفوذا
في العالم العربي من خلال
عملائها، حزب الله اللبناني
وحماس». في
اعقاب هذه الشهادة قررت لجنة
القوات المسلحة بمجلس الشيوخ
الاميركي مناقشة بيان قائد
القيادة المركزية خلف ابواب
مغلقة.. اي انها حولت جلسة
الاستماع الى مناقشة سرية. في
اليوم نفسه كتب الصحافي
الاميركي جيم لوب، الذي يعد
الابرز والاكثر معرفة بخبايا
السياسات الاميركية في الشرق
الاوسط والحروب الاميركية في
افغانستان وباكستان والعراق،
منبها الى انه من المهم ملاحظة «استعداد
الجنرال بترايوس لان يدلي بهذا
البيان العلني وهو بكامل بزته
العسكرية وعليها كافة النياشين
التي منحت له طوال حياته
العسكرية»، موضحا العلاقة بين «مشاعر
العداء لاميركا والطريقة التي
تعامل بها اسرائيل الفلسطينيين».
وهي
بالفعل ملاحظة جديرة بالاهتمام...
على الرغم من ان العلاقة بين
سياسات اسرائيل تجاه
الفلسطينيين ومشاعر الغضب في
الامة العربية والعالم
الاسلامي تتردد يوميا، بينما هي
تعد في الولايات المتحدة بمثابة
سر حربي. لكن
الحقيقة ان هذه لم تكن المرة
الاولى التي اقر فيها الجنرال
الاميركي بهذا السر. فقبل شهرين
بالتحديد في يوم 17 كانون الثاني/يناير
الماضي ظهر فريق من ضباط
القيادة المركزية ذوي الرتب
الرفيعة امام الادميرال مايكل
مولين رئيس هيئة رئاسة الاركان
المشتركة الاميركية للادلاء
بشهادة بشان الصراع العربي
الاسرائيلي، بناء على اوامر
مباشرة من الجنرال بترايوس.
وذكر صحافيون اميركيون ان شهادة
ضباط القيادة المركزية اصابت
الجنرال مولين بصدمة، وانهم
استخدموا للشرح شريطا من الصور (سلايدز)
استغرق عرضه 45 دقيقة. وكان مما
قالوه ان هناك ادراكا متناميا
بين القادة العرب ان الولايات
المتحدة عاجزة عن الوقوف بوجه
اسرائيل، وان الدائرة العربية
في القيادة المركزية الاميركية
تفقد بسرعة ايمانها بالوعود
الاميركية، وان التعديات التي
ترتكبها اسرائيل في الصراع
العربي الاسرائيلي انما تشمل
المكانة الاميركية في المنطقة
العربية. وكتب
الصحافي الاميركي مارك بيري
المتخصص بشؤون «البنتاغون» ان
فريق ضباط القيادة المركزية وصف
جورج ميتشل المبعوث الاميركي
الخاص لمحادثات السلام في الشرق
الاوسط بانه «عجوز اكثر من
اللازم، بطيء اكثر من اللازم،
وجاء في وقت متأخر اكثر من
اللازم ...». تبين
بعد ذلك ان الجنرال بترايوس لم
يكتف بهذه الشهادة من ضباطه
لرئاسة الاركان الاميركية انما
ارسل مذكرة الى البيت الابيض
بعد يومين اثنين طلب فيها من
الرئيس اوباما ان يتم ضم الضفة
الغربية وغزة الى المنطقة التي
تشملها قيادته، وذلك نظرا
لانهما بالاضافة الى اسرائيل
تقعان في ظل التقسيمات الراهنة
تحت مظلة القيادة الاوروبية
الاميركية (...) . لقد طلب بترايوس
ان تصبح الضفة الغربية وغزة
جزءا من القيادة المركزية. وقال
بصراحة غير معهودة «بينما
القوات الاميركية منتشرة في
العراق وافغانستان يتعين ان
يدرك القادة العرب ان القوات
الاميركية منخرطة في اكثر مناطق
الصراع اضطرابا». عاد
ضابط اميركي رفيع الرتبة بعد
ايام من ذلك الى نفي النبأ عن
هذه المذكرة الى البيت الابيض
وقال ان الجنرال بترايوس لا
يعلم على وجه الدقة ما الذي نقل
الى البيت الابيض من شهادة
ضباطه امام رئيس الاركان
المشتركة. وقال الصحافي
الاميركي صاحب النبأ عن هذه
المذكرة ان شهادة الضباط امام
الادميرال مولين اصابت البيت
الابيض مثل قنبلة. ونقل عن ضابط
كبير في «البنتاغون» ان البيت
الابيض رفض ضم الضفة الغربية
وغزة الى القيادة المركزية «من
الدقيقة الاولى»، بل قال ان هذا
الطلب وصل الى البيت الابيض
ميتا. فكان هذا التصريح بمثابة
نفي النفي لنبأ مذكرة الجنرال
بترايوس الى البيت الابيض، ونفي
النفي اثبات (...) في
المقابل تعهدت ادارة اوباما ان
تضغط على اسرائيل مرة اخرى بشأن
موضوع المستوطنات، وان ترسل
السناتور ميتشل الى عدد من
العواصم العربية وان ترسل
الادميرال مولين الى اسرائيل
للاجتماع برئيس الاركان في
الجيش الاسرائيلي الجنرال غابي
اشكينازي. في تلك
الاثناء تكهنت الصحافة
الاميركية بان مهمة مولين في
اسرائيل تتعلق بايران، وكانت
الحقيقة ان الادميرال الاميركي
حمل الى اسرائيل رسالة صريحة
بانه يتعين عليها ان تنظر الى
الصراع بينها وبين الفلسطينيين
في سياق اقليمي اوسع... باعتبار
ان له اثرا مباشرا على مكانة
اميركا في المنطقة. ويقول بيري
ان الادارة الاميركية «ظنت ان
اسرائيل فهمت الرسالة. لكن
اسرائيل لم تفهمها». في هذا
الجو المتوتر الملبد وجهت
اسرائيل «بصقة» الى وجه نائب
الرئيس الاميركي بايدن. ونتيجة
لذلك كانت عبارة بايدين
لنيتانياهو بعد الاعلان في
وجوده عن اقامة 1600 وحدة سكنية
استيطانية في القدس الشرقية «لقد
بدأ هذا يتحول الى امر خطر
بالنسبة الينا. ان ما تفعلونه
هنا يقوض امن قواتنا التي تقاتل
في العراق وافغانستان وباكستان.
ان هذا يعرضنا ويعرض سلام
المنطقة للخطر». ...
انها شهادة بترايوس بالتمام
والكمال «ان تعديات اسرائيل
يمكن ان تودي بارواح اميركيين
ثمنا لها»... نقلت الى آذان اكبر
القادة الاسرائيليين بلسان
نائب الرئيس الاميركي. معنى
هذا كله ان «اللوبي العسكري»
الاميركي قد دخل ربما للمرة
الاولى فيما يسجله التاريخ
العلني معمعة الصراع بشأن
العلاقات الخاصة بين الولايات
المتحدة واسرائيل. هل
يمكن لاحد، حتى اسرائيل، ان
يستهين بنفوذ اللوبي العسكري
الاميركي؟ هل
يمكن ان يقمع اللوبي الصهيوني
الموالي لاسرائيل في اميركا
اللوبي العسكري الاميركي كما
يفعل مع اي من جماعات الضغط في
الولايات المتحدة؟ هل
يمكن لاسرائيل ان تتجاهل رسالة
اميركية تجيء هذه المرة على
لسان قائد القيادة المركزية
الاميركية وكبار ضباطها ...
بينما هذه القيادة في حالة حرب؟ كلها
اسئلة منطقية ومشروعة، وقد
تتنوع الاجابات عنها بتنوع
الاطراف والاراء. لكن
السؤال الاهم: هل يجد الرئيس
اوباما ونائبه بايدن ووزيرة
خارجيته هيلاري كلينتون سبيلا
الى الابقاء على العلاقة
الاستراتيجية الخاصة مع
اسرائيل حتى في مواجهة تحذير
بهذه القوة من اللوبي العسكري
الاميركي؟ ام
الاحرى ان يجد اركان الادارة
الاميركية الكبار في شهادة
اللوبي العسكري الاميركي فرصة
هبطت عليهم من السماء لمواجهة
اللوبي الصهيوني ايا كان ما هو
معروف عن نفوذه وقوته في
الكونغرس بمجلسيه؟ لنسمح
لانفسنا باضافة اخرى. نبأ آخر قد
لا يكون بالامكان تجاهله عند
الاجابة عن اي من هذه التساؤلات.
في
ايار / مايو القادم سيقلد
الجنرال بترايوس نعم هو ذاته
قائد القيادة المركزية
الاميركية وصاحب هذه الشهادة «التاريخية»
جائزة ايرفنغ كريستول لعام 2010
كاعظم قائد عسكري اميركي منذ
الحرب العالمية الثانية. جائزة
ايرفنغ كريستول ستمنح له في
معهد «اميركان انتربرايز» احدى
اهم قلاع المحافظين الجدد في
واشنطن، وهم الاكثر ولاء
لاسرائيل بين كل القيادات
السياسية الاميركية، بل انهم
الاشد حماسة في تأييد سياسات
بنيامين نيتانياهو. اللوبي
الصهيوني الذي ايد قرار منح هذه
الجائزة للجنرال بترايس يجد
نفسه الآن في وضع حرج. انه لا
يستطيع ان يدعو لحرمان الجنرال
من هذه الجائزة لانه يصبح عندئذ
مهددا بان يفقد بالكامل ولمدى
زمني بعيد عطف او تأييد اللوبي
العسكري الاميركي. الاقرب
للاحتمال ان يسعى اللوبي
الصهيوني الاميركي الى دفع
حكومة نيتانياهو باتجاه
الاعتدال. وقد يؤدي هذا الى
سقوطها ..كما حدث في عام 1994 عندما
سقطت حكومة نيتانياهو الاولى
امام ضغط ادارة بيل كلنتون. وكلا
هذين الخيارين مر بالنسبة
لانصار اسرائيل من اليمين
الاميركي. انما
يبدو ان الكذب اقرب السبل لدى
اللوبي الصهيوني لمعالجة
معضلاته. لقد
حاول المعهد اليهودي لشؤون
الامن القومي ان يغير وجه شهادة
الجنرال بترايوس وبيان ضباطه
الكبار بالزعم انهم قالوا في
مجلس الشيوخ ورئاسة الاركان ان
العرب لا يثقون باميركا ليس
بسبب ضعفها امام اسرائيل انما
بسبب ضعفها امام ايران. وزع
المعهد المذكور نشرته المحتوية
على هذه الاكذوبة.. لم يجد من يرد
عليها. نعم. لكنه لم يجد ايضا من
يصدقها. والبحث
جار في كواليس الادارة
الاميركية كما في كواليس حكومة
اسرائيل عن مخرج من مأزق واجهته
العلاقات الخاصة التي تربط بين
هذين الطرفين. ويمكننا
ان نراهن على ان البحث جار ايضا
عن مخرج لاميركا واسرائيل من
هذا المأزق في كواليس عدد من
الحكومات العربية في عواصم
معروفة الاتجاه. ولا بد
ختاما من ان نؤكد ان كل
الاحتمالات واردة ...بما في ذلك
زوال المأزق الاميركي
الاسرائيلي من المشهد، كأن شيئا
لم يكن. ==================== علي
حماده النهار 27-3-2010 مع
صدور نتائج الانتخابات
العراقية يتظهر جزء من الصورة
الاقليمية المرتقبة، حيث تختلط
الاوراق وتتحرك المصالح
والتحالفات في كل الاتجاهات.
فقد كان واضحا ان "القائمة
العراقية" بزعامة رئيس
الوزراء السابق اياد علاوي التي
حلت في المرتبة الاولى، تحظى
بدعم محور الرياض – دمشق، في
مواجهة ائتلاف "دولة القانون"
بدعم ايران. وللمرة الاولى منذ
خمس سنوات يقوم تحالف سعودي –
سوري في المنطقة وتتم ترجمة هذا
التحالف في ساحتين عربيتين :
الاولى في لبنان مع تشكيل حكومة
سعد الحريري بدعم سعودي - دولي
وضوء اخضر سوري لحلفائها في
الساحة اللبنانية، ثم مع زيارة
الحريري لسوريا رئيسا للحكومة
وبدء تطبيع علاقات سوريا
بقيادات لبنانية اساسية مثل
الحريري ووليد جنبلاط بمباركة
سعودية. والثانية في العراق مع
الافتراق الانتخابي بين طهران
ودمشق وتمكن محور الرياض – دمشق
من تحقيق توازن حقيقي على ارض
العراق يحد من الاندفاعة
الايرانية التي بدت لوهلة
وكأنها مقبلة على ابتلاع الساحة
العراقية. نحن
اذاً امام تحول في المشهد
الاقليمي على رغم اللقاء
الثلاثي السوري – الايراني و"حزب
الله" في دمشق مطلع الشهر
الجاري الذي أظهر وكأن الحلف
المقدس بين طهران ودمشق قائم
بنفس الشروط الماضية. انما
المشهد الجديد الذي يتجلى في
العراق بتحقيق توازن عربي مقابل
النفوذ الايراني سينعكس على
الواقع العراقي المستقبلي،
ربما بالعودة عن سياسة "اجتثاث
البعث" التي كانت احدى
نتائجها إضعاف المناعة
العراقية في وجه التمدد
الايراني، وهذا ما تجب مراقبته
في المرحلة المقبلة بعد تشكيل
الحكومة الائتلافية الجديدة
برئاسة اياد علاوي التي ستلقى
دعما من المجتمع الدولي بدأ منذ
اللحظات الاولى لاعلان النتائج
بموقف مرحب من الادارة
الاميركية، وببيان من السفارة
الاميركية في العراق اعتبر ان
لا دلائل على تلاعب في نتائج
الانتخابات، بما يعكس فقدان
ائتلاف "دولة القانون"
دعما اميركيا ثمينا. وبما يؤدي
لاحقا الى تسهيل تشكيل ائتلاف
حكومي ينضم اليه "التحالف
الكردستاني" القوي ب42 مقعدا.
لكن اللعبة الاهم تبقى في قدرة
سوريا على ممارسة نفوذها في
الوسط الشيعي ولا سيما في اوساط
" الائتلاف العراقي"
المكون من تحالف بين المجلس
الاعلى بقيادة عمار الحكيم
والتيار الصدري بقيادة مقتدى
الصدر الذي يستحيل ان يتحالف مع
المالكي بعد الضربات الدموية
الموجعة التي تلقاها منه في
السنوات الاخيرة. فهل يتمكن
المحور العربي (الرياض – دمشق)
من المساهمة في انجاح قيام
ائتلاف حكومي قابل للحياة بين
ائتلاف علاوي وائتلاف الحكيم -الصدر
والتحالف الكردستاني؟ هنا
السؤال الكبير، فضلا عن ان
احتمالات الانزلاق نحومواجهة
دموية في العراق تبقى مطروحة
بشكل دائم. في
لبنان، يشعر المراقبون بأن ثمة
تركيبة جديدة تتوضح معالمها
يوما بعد يوم اساسها التفاهمات
بين الرياض ودمشق. وثمة معلومات
ان هذه التفاهمات تشيع اجواء من
القلق في الساحة المتأثرة
بالنفوذ الايراني، ويتزامن هذا
الامر مع عودة الحديث عن
المحكمة الدولية، وعن تحقيقات
مع عناصر وقياديين من "حزب
الله" تقوم بها لجنة التحقيق
الدولية، كل هذا في وقت يتأكد ان
موجة التسريبات والمعلومات
المضللة بشأن المحكمة مصدرها
جهات حليفة، من حيث المبدأ،
للحزب الموالي لايران! الشرق
الاوسط يتحول، وقد تصبح الاوضاع
في مصر مع عودة الرئيس حسني
مبارك من رحلة العلاج الى
المانيا، مادة اساسية من مواد
التحول الذي تعيشه المنطقة
راهنا. ==================== الانسداد
والارتداد وصناعة الخبر آخر
تحديث:السبت ,27/03/2010 عزمي
بشارة الخليج في بعض
البلدان أصبح الخبر الرئيسي هو
الخبر الاقتصادي، أو المحلي،
وحتى الرياضي في المواسم غير
الانتخابية على الأقل . ولذلك
يعرف المهتمون أسماء الوزراء من
مجالات اختصاصهم المحلية . أما
أخبار نساء السياسيين فتدخل في
باب الإثارة المنحرفة باستراق
النظر لخصوصيات النجوم، ممن
تحولهم وسائل الإعلام إلى نجوم
ريثما يأفلون، كل ذلك في صناعة
التسلية والترفيه من المهد إلى
اللحد، كأنهم سائرون خلف شعار
أحب أن أسميه “الاستهلاك حتى
الهلاك” . وضعت بعض البلدان
قَدَماً في نشرات الأخبار
كصناعة التسلية الإخبارية،
التي تعتبرها تقدّماً إعلامياً
مثل كل تقليد لفقدان المعنى في
الغرب من دون الأخذ بعناصر
تمدنه . في حين ما زالت قدَمُها
الأخرى في الواقع العربي تشدّها
لاعتبار المؤتمرات والزيارات
ولقاءات السياسيين، “استقبل،
وودّعَ، وافتتحَ، وردَّ، ورفضَ
الردَّ”، أخباراً . كيف
تتدبر تعدديةُ وسائل الإعلام في
البلدان الأخيرة وتنافسيتُها (وبالأساس
كثرتهُا) حالةَ عدم توافر الخبر
بالمعنى الإعلامي للكلمة، ماذا
تفعل حين لا يحصل شيء يستحق
الذكر؟ كيف تملأ الساعات
والصفحات؟ والأهم من هذا وذاك،
كيف “تكون على مستوى” توقعات
المواطن، وتستجيب لتطلّعَه
للإثارة؟ وهو تطلّع أسهمت
وتساهم يومياً في توليده . الإجابة
ليست بسيطة طبعاً . ولكن يمكننا
تبسيطها . إنها تخترع أخباراً
سياسية غير موجودة بتحويلها
العادي إلى حدث . فهي تتبرّع له،
تَكرَمُ عليه بمعان لا يملكها،
أو تضخِّمُ حدثاً أو محاضرةً أو
خطاباً . تخلع عليه ثوباً
إعلامياً إخبارياً لا يلائم
قياسه . تختلق قبل الخطاب توقعاً
لما قد يقال، وما لن يقال . . .
وتناقش بمنتهى الجدية لماذا لم
يقل ما توقع “الجميع” أن يقال .
. . وما إلى ذلك من القيل والقال؟
ويصبح عدم وقوع الاختلاق خبراً .
وتحوّل كلام السياسيين
وزيارتهم المتبادلة
واجتماعاتهم إلى خبر، حتى حين
لا تتجاوز المجاملة . يجري
تصويرهم جالسين على مقاعد
متقابلة يتبادلون الأحاديث .
يضفي صمت الكاميرا وتراكض
المستشارين والمساعدين وجدية
ملامحهم مهابة ورصانة مشوبة
بالغموض . على الرغم من أنهم
يتحدثون عن الطقس في تلك
اللحظة، أو يتبادلون الاهتمام
بالصحة وراحة الرحلة والإقامة .
وحتى حين يتناولون آخر
المستجدات، فإنهم يفعلون ذلك
كما يفعل عموم الناس . وفي
عالمنا، ولنفس الأسباب
المتعلقة بالاستهلاك، بما فيه
استهلاك المعلومة، والكثرة
والوفرة، بما فيها وفرة
المعلومات، أصبح السياسيون أقل
معرفة حتى من الناس الذين
يتابعون ما يجري بجدية . فمن
يتابع وينبش بمبادرته، من لا
يعيش على هامش المشهد الذي
يتعرض له، يكتشف أن كل شيء معرض
للتسريب، وأن الفن لم يعد
مقتصراً على الوصول الى
المعلومة، بل يفوقه أهمية
الانتقاء المطلوب أمام سيل
المعلومات، والتمييز الضروري
بين الجدي وغير الجدي، وبين ما
يرشح وحده من الحاضرين
والمعاونين والسكرتيرات
والسكرتيريين، من جهة، وما يسرب
عن قصد لهدف وغاية، لكي يصبح
خبراً من جهة أخرى (مثال على ذلك
ما تسرِّبُه الأجهزة الأمنية “الإسرائيلية”
للصحافة “الإسرائيلية” عن
قصد، لأنها تريده أن ينتشر
عربياً معتمدة على اجتهاد العرب
أصحاب الهمة في ترجمة ونشر كل ما
يصدر من “إسرائيل” من دون
تمحيص أو إلمام . . وذلك موضوع
مختلف، وهمٌ آخر) . طبعاً
لا تخلو الاجتماعات من خبر يبدو
ناتجاً عن اللقاء، مع أنه يترتب
في الواقع على تغيير قلّما يكون
إرادياً: مثل أزمة اقتصادية
تؤدي الى تغيير السياسات، أي
تصنع خبراً . وقد يكون إرادياً
في حالات يصنع فيها السياسيون
الخبر: كمثل قرارِ سياسي بخطوة
تترجم طموحات وسياسات، أو تنجم
عن تقدير توافر فرصة تفترص . . .
وما يتبع ذلك من نجاح أو فشل . وقد
أنتج العرب مؤخراً أحداثاً
وأخباراً حقيقية، ولكن ليس على
المستوى الرسمي، ولا حتى المنظم
أحياناً . فلنتخيل مثلاً ماذا لو
لم يقاوم الشعب العراقي
الاحتلال . يصعب حصر السيناريو
الممكن، من إنتاج نظام حكم
طائفي فيدرالي بقواعد أمريكية
يؤثر تأثيراً محدّداً جدّاً على
جيرانه، إلى حتى استمرار
المحافظين الجدد في إدارة شؤون
السياسة الخارجية الأمريكية في
المنطقة العربية وفي غيرها . لكن
الشعب العراقي قاوم الاحتلال .
وصنع أحداثاً من نوع آخر،
نضيفها إلى ما لم يحصل لأنه قاوم
. فمثلاً سقطت سياسات المحافظين
الجدد في الولايات المتحدة،
وغيّر الشعب الأمريكي حكامه
الشكليين على الأقل، أو للدقة،
اختارَ خطاباً سياسياً آخر
للبيت الأبيض . ويمكن
القول إن المقاومة العراقية
نجحت على المستوى العالمي في
إسقاط سياسات . وحمت دولاً
بأكملها من استمرار التدخل
الأمريكي، في الوقت الذي أخفقت
فيه في طرح بديل وطني موحد على
المستوى المحلي، وأخفقت أيضاً
حتى في طرح نموذج منظم . وقع هنا
حدثان رئيسيان، أنتجا عنوانيْن
كبيريْن تشعبت عنهما أخبار لا
تحصى . العنوان الأول هو مقاومة
العراقيين، والثاني هو استنتاج
الأمريكيين . أما الثالث فليس
حدثاً، ولكنه على قدر بالغ من
الأهمية . إنه صيرورة وحالة
نفسية مؤثرة ومهمة في سلوك
الناس السياسي وردود فعلهم،
ويمكن تلخيصه بخوف الناس من
الفوضى “وهو خوف قديم قدم الدول”
. أما
الأنظمة السياسية والقوى
والكيانات التي انضمت الى
الولايات المتحدة في تصعيدها من
عام 2001 (وبخاصة منذ عام 2003) وحتى
عام ،2009 فقد فعلت ذلك إما لأنها
أصلاً في المحور الأمريكي،
بمعنى التبعية وفقدان القرار،
أو لأنها خشيت أن تنتصر
الولايات المتحدة من دون أن
تحسب لها مساهمة في هذه
الانتصار عند توزيع المكرمات
الأمريكية . انضم الأخيرون بغض
النظر عن رأيهم فيها . فلا الرأي
مهم، ولا والمبدأ معتبر . المهم
هو غريزة البقاء في الزعامة .
والغريزة ليست خبراً . وحتى
الخيار لم يكن خبراً، فقد كان
مجرد إسقاط من إسقاطات الهجوم
الأمريكي على المنطقة . وطبعاً،
قد يُسمع الاعتراض هنا، أن
الانضمام يشكل دليلاً على
الانتهازية . وهذا وإن لم يكن
حدثاً كبيراً، فهو على الأقل “كشف
صحافي” يوضّح من هو الانتهازي .
حسنا . ولكن بعد أن قرر
الأمريكيون، جيشاً وحكومة
وشعباً، (كما يقال في بلداننا)
تغيير أساليبهم، بدأ
الانتهازيون الذين انضموا
زرافات بالانسلال من المواجهة
وحداناً . وهذا بالتأكيد ليس
خبراً، ولا كشف صحافياً فيه .
فالانتهازي عرف بانتهازيته،
واتهم بأكثر منها، مرات عدة .
وما يبدو خبراً للمرة الألف لا
يتعدى مجرد الارتداد الحادث
نتيجة لزلزال في مكان آخر . ومع
ذلك يمكن الاعتراض بالادعاء بأن
هنالك خبراً . فقد كان بإمكان
السياسي الانتهازي أن يستمر في
الخط نفسه الذي ثبت خطأه، ولكنه
اختار أن يسير مع التيار . بيد أن
انجراف الانتهازي مع التيار ليس
خبراً، بالتأكيد . ولو اختار
الانتهازي أن يسلك طريقاً غير
انتهازي لصنع فعلاً خبراً، ولكن
أن يتّخذ الانتهازي قراراً
انتهازياً متوقعاً، فهذا ليس
خبراً . حسناً أهو ذكاء وحسن
تشخيص يستحق الذكر إذاً؟ من
الواضح أن الذكاء يتطلب تشخيصاً
مبكراً وتحليلاً مبكراً للخطأ،
ولكن إدراكه بعد وقوعه وبعد أن
تحولت الدنيا، ليس ذكاء ولا
تشخيصاً . ما
يفترض أن يثير اهتمام الجمهور
والإعلام عن بعض الانتهازيين
ليس القفز، فهذه طبيعة
الانتهازي . ولكن ليس كل انتهازي
يخرق الخطوط الحمر حين يمارس
القفز، ولا يتألف كل انتهازي من
خليط فريد بين الدموية والجبن،
وأقصد الدموية وانعدام الروادع
في استخدام العنف ضد الآخرين
والخوف الشخصي من أي عنف . هذه
الخصوصية هي الخبر . وهي خصوصية
مثيرة ينفر منها الإنسان العادي
. أين
أنت أيها الإنسان العادي؟
اشتقنا إليك . اسمعنا
صوتك أيها المواطن ذو العقل
السليم . أما
كيف يتحول التغير الناجم عن
الخوف على المصلحة، أو حتى عن
الخوف عموماً، إلى مناقب، وكيف
يتحول تشخيص الأمور بشكل خاطئ
وإدراكها بعد حصولها الى ذكاء،
وحتى إلى خفة دم، فالإجابة عند
صناع الصور في عصر الانهيار
القِيَمي، حين تصنف الأشياء ليس
بموجب خواصها، بل بموجب مصالح
المتكلم . وكلام
المتكلم من دون ضمير المتكلم هو
لغو ينتصر فيه التعبير ليس عن
الحقيقة، بل على الحقيقة . لا
ينتج الحكام العرب أخباراً منذ
فترة طويلة . فقد كانت المحاور
التي نشأت وملأت الدنيا صراخاً،
والقمم التي قوطعت، والمثقفون
والإعلاميون الشتّامون
والرداحون بحسب الطلب، وما
شهدنا من “زيارات مهمة” و”لقاءات
صريحة” و”اتفاق الطرفين” و”تأكيدهما”،
ومؤتمرات، ولقاءات كانت كلها
مجرد ارتدادات ناجمة عن هزة
حصلت في الولايات المتحدة وعن
تغير طرأ على سياستها الخارجية .
لم تنتج الأنظمة العربية
الرسمية خبراً منذ مدة . وفي
منطقتنا تنتج الأخبار في “إسرائيل”
التي تقرر ما تقرّره بشأن
حروبها وجيشها واقتصادها
واستيطانها، وفي تركيا التي
تحدد فيها التفاعل بين الشعب
ونخبه السياسية بالانتخابات
وبغيرها، وأنتج مؤخراً خيارات
اقتصادية وسياسية وثقافية
جديدة تتجاوز التأثر الى
التأثير، بغض النظر عن الرأي
فيها . وفي إيران تنتج الدولة
أخباراً، وكذلك المعارضة . أما
عربياً فنشهد ارتدادات عن هذا
كله على المستوى الرسمي، حيث لا
تصنع الأخبار كمسميات بل كأسماء
فقط . لم تكن المصالحات العربية
الأخيرة خياراً استراتيجياً
بناء على تغيّر سياسي، بل أدى
تغيير سياسة المواجهة
الأمريكية في المنطقة،
وانعكاسه في الانتخابات، إلى
تعديل في سياسات المواجهة لدى
المحاور العربية من دون تغير
هذه السياسات، التغير شكلي،
وهذا يعني أن يكثر اللغو . أما
على المستوى الشعبي فقد أنتج
الشعب العراقي مرة أخرى الخبر،
إذ صنع حدثاً انتخابياً حقيقياً
بغض النظر عن رأينا فيه . لقد رفض
ما هو قائم واختار البديل مع عدم
توفر معرفة كافية بطبيعة ما جرى
اختياره . لا
تصنع أنظمة هذه الأمة أخباراً
بالمعنى أعلاه منذ فترة طويلة .
فهي منشغلة بالحفاظ على أمنها
الداخلي . وهذا ليس خبراً، بل
هذه طبيعة الأنظمة . وتشتق
علاقاتها الإقليمية من هذا
المسعى ومن ركيزته الأساسية،
وهي العلاقة الموجودة أو
المنشودة مع الولايات المتحدة . هذا
السلوك أدى إلى انسداد، وبات
افتضاح هذا السلوك يزيده سوءاً . فمن
حين إلى آخر يفتضح أمر علاقة هذه
الأنظمة بالولايات المتحدة و”إسرائيل”
في قضايا عينية وأمنية تعتبر
محرمات في عرف المواطن العادي،
وقد يحاكم عليها بتهمة الخيانة
في بعض الدول . فيشكل حجم
الارتباط بالولايات المتحدة،
لا حقيقة وجود الارتباط فضيحة
إخبارية حقيقية، أي يشكل حجم
الفضيحة خبراً . ولكن يتبين بعد
حين أن الفضح والفضيحة، والكشف
والانكشاف، يحرج في البداية فقط
. ويوجد دائماً مثقفون
وإعلاميون محرجون يدافعون . ولا
يلبث التعرق أن يجف على وجوه
الناطقين الذين أبلغهم أحد ما
بأن الوسيلة الأفضل هي الهجوم .
يتحول الحرج الى سماكة جلد .
وبعدها يصبح النظام أقل خجلاً
مما كان، فيزداد إمعاناً في
سياسته . ومنذ
فترة تجاهر غالبية الدول
العربية بأنها تطمح الى تسوية
القضية الفلسطينية بأسرع وقت،
وتعتبر أي رفض لأية تسوية غير
عادلة تطرفاً . ولكن بما أن
الشعب الفلسطيني والشعوب
العربية ترفض الحل غير العادل،
وبما أن جذوة المقاومة ما زالت
قائمة (في طريقها المسدود أيضاً
في الحالة العربية الراهنة)،
فإن الأنظمة ومن ورائها
الولايات المتحدة تكتفي ب”عملية
سلام” . فالمفاوضات تؤمِّن الحد
الأدنى من الاستقرار لإدارة
السياسات والاقتصاد . وهي تؤمّل
البعض أيضاً فتملأ الفراغ
المعنوي بالأوهام . وتخفف القهر
والغضب بموفد هنا وبمؤتمر هناك،
وبلجنة عربية تجتمع وهكذا . السياسة
في هذه الحالة هي “أفيون الشعوب”
. ويعتبر المشهد الإعلامي حلبته
الرئيسية . فيعتبر كل تصريح
أمريكي تقدماً، وكلَّ اجتماع
فرصة . . . ويُدعى الجميع لانتظار
الاجتماع “يوم الخميس القادم”
. . وانعقاد الرباعية بعده . . ثم
الزيارة . وبعدها؟ وبعدها طبعاً
مفاوضات غير مباشرة قد تنجز
مفاوضات مباشرة بإذن الله . وكما
توجد شركات طيران وفنادق وقاعات
مستفيدة، وصحافيون وصحافيات،
فلا بد أن يوجد أيضاً خبراء،
مهنيون، نعم خبراء بالكلام
الفارغ، ومهنتهم هي هذه “المسخرة”
. . . . ويسمى هؤلاء “كتاب ومحللون”
و”باحثون في معهد” كذا . . .
بإمكانهم الثرثرة بسرعة فائقة
بشأن أي مؤتمر وتصريح وشرح
الجديد فيه . وغالباً ما لا
يكفيهم الوقت المخصص . فلديهم
دائماً جملة أخرى مصيرية لم
يتمكنوا من تمريرها قبل أن ينهي
مذيع النشره المقابلة . لقد
تجلى بما لا يقبل الشك عدم قدرة
الدول العربية ولا رغبتها في
فعل شيء في ظل علاقاتها الحالية
. ومن دفعته علاقاته الأمريكية
“الإسرائيلية” الى ارتكاب ما
لم يمكن تخيله في الماضي، وتم
الإمساك به متلبساً بالجريمة
أمعن في مواقفه، وأصبح محصناً
شعورياً ضد الفضائح . هذه
الحالة التي نشأت مؤخراً، (يُضاف
إليها تلويح “إسرائيل” برفع
ثمن المقاومة بواسطة الحرب، وهو
ما لم يجد رداً مقاوماً بعد)
تسمى حالة انسداد . وقد تعرّف
سكان غزة على معنى الانسداد
الحرفي والجسدي . من قال
إنه لا توجد أخبار؟ بل توجد .
توجد أخبار يصنعها الأمريكيون
حتى في الرباعية إبان القيلولة .
تصنع الولايات المتحدة أخباراً
سيئة . ليس لا يطرأ تقدم فقط، بل
يحصل تدهور، فيما يتلهى العرب
بأخبار متخيّلة عن خلافات وهمية
بين “إسرائيل” والولايات
المتحدة . فالولايات المتحدة لا
تكتفي بتمرير الوقت، بل تنتج في
هذه السياق أخباراً لا يسمعها
أحد من المخدرة حواسهم تثاؤباً
لرؤية كبير المفاوضين وسماع
كبير المحللين . . لقد قرأ بان كي
مون بيان الرباعية وقد تضمّن
أمرين جديدين: أنه في القدس
الشرقية (وليس في القدس) توجد
مطالب مشروعة للطرفين . . . وهذا
يعني أن ل “إسرائيل” مطالب
مشروعة في القدس الشرقية، وأنه
ليس للفلسطينيين مطالب في القدس
الغربية، وأن حل القضية يجب أن
يكون حتى عام 2014 . وطبعاً
التشديد ليس على “يجب”، بل على
اتفاق المشاركين في اجتماع
موسكو على تأجيل توقعات، ما
يسمى “الحل”، الى ما بعد
انتهاء مدة وظائفهم . . . وهو
تجديد لا ينفك يتجدد من تلقاء
ذاته كل خمس سنوات . وافرحوا
أيها الكتاب، وتهللوا أيها
المحللين لا تخشوا البطالة،
سيكون كلاماً . هذه
أخبار إذاً رغم كل شيء . وقد مرت
من دون انتباه . لو
شكّل الغضب العربي الرسمي سبباً
للولايات المتحدة كي تختلف مع “إسرائيل”
لحصل خبر . ولو شكل الغضب الشعبي
المنظم إحراجاً للواقع الرسمي
لصنع خبراً . لا بد
من قطيعة معرفية مع الوهم
المقدّم كأنه حدث . ولا بد من وقف
التوقعات من النظام العربي
الحالي . ولا بد من توضيح
المبادئ والأساسيات للبناء
عليها، لمقاومة ما يجري ولتحديد
ماذا نريد . ==================== آخر
تحديث:السبت ,27/03/2010 عبد
العزيز المقالح الخليج منذ
أيام قال نتنياهو في حالة غير
مسبوقة من التبجح والانتفاخ، إن
قرار الشرق الأوسط في يده وحده،
تساءل كثيرون وصمت كثيرون، وكان
أهم الأسئلة وجوهرها هو: من
أعطاه حق امتلاك القرار في
منطقة واسعة تشمل الوطن العربي
بأقطاره التي تربو على العشرين
قطراً، وتشمل شعوباً أخرى
مستقلة من حقها في أن تملك
قرارها ولا تفرط بشأن من شؤونها
الصغيرة والكبيرة؟ أما أولئك
الذين يفكرون بعقولهم فهم
يحرصون على أن يردوا على السؤال
ويقولوا إن الشلل العربي
والصراعات المثيرة للسخرية بين
الأنظمة الحاكمة في الوطن
العربي هي من أعطى هذا المتبجح
المغرور حق الادعاء بأن قرار
الشرق الأوسط في يده وأن قضايا
المنطقة موكلة إليه، ومن حقه أن
يصدر فيها القرار الذي يناسبه
ويتماشى مع غروره حرباً أو
سلماً أو لا حرب ولا سلم . وإذا
كان العرب منذ خمسين عاماً
يدورون في حلقة مفرغة من
الخصومات والتخبط في الآراء
والمواقف والمبادرات التي لا
ترقى إلى الحد الأدنى من مطالب
الشعب الأسير في فلسطين
الأسيرة، فإن من حق أي غاصب
استيطاني في المنطقة المسماة
بالشرق الأوسط أن يبالغ في دوره
وأن يذكر العالم بحكاية الضفدع
الذي انتفخ ليحاكي الفيل فانفجر
وتمزقت أشلاؤه على وجه الأرض،
ومن المهم أن نتذكر أيضاً أن
التصريح الأخير ل “نتنياهو”
ليس جديداً، فعندما كان سابقاً
في رئاسة وزراء الكيان الصهيوني
ألقى الكثير من التصريحات
العنترية، لكنه في هذا التصريح
الأخير وصل إلى درجة غير مسبوقة
ليس في تحدي الأمة العربية
وأنظمتها وشعبها فحسب، وإنما في
تحدي شعوب المنطقة من غير العرب
وفي الاستهانة بصانعي كيانه
وردود أفعالهم تجاه ما يمكن أن
يتخذوه إزاء هذا الكيان وهم من
أنشأوه وتعهدوه بالماء والهواء
. ويبدو
أنه بات من الميئوس منه أن تقوم
الأنظمة العربية القادمة على
مؤتمر قمة في ليبيا باتخاذ أي
خطوة إيجابية ولو صغيرة بشأن
استعادة القرار إلى هذه الأمة،
لذلك فسيبقى الأمل معلقاً بتلك
الشعوب التي تنتمي إلى المنطقة
جغرافياً وإسلامياً والتي لا بد
أن يكون التصريح المشار إليه قد
أثار غضبها وأوجد حالة من ردود
الأفعال الحقيقية التي لا تقف
عند التصريحات المماثلة
والتهديدات الكلامية التي أكل
العالم منها وشبع، كما أن شيئاً
من الأمل يظل معلقاً كذلك
بالدول الكبرى التي من المؤكد
أن مثل ذلك التصريح يؤذيها
ويجعلها تدرك أن الضفدع الذي
أنشأته ونفخت فيه قد بدأ يخرج عن
الطوق ويسعى إلى جرها إلى حروب
جديدة وهي لم تخلص بعد من الحروب
التي خاضتها وتخوضها دفاعاً عنه
في العراق وأفغانستان وباكستان
ومناطق أخرى . ونعود
لكي نتساءل: ماذا بقي لنا نحن
العرب في وطننا الكبير؟ وماذا
في مقدورنا أن نصنع تجاه
الإملاءات الخارجية، وتجاه هذا
العدو المتغطرس الذي يواصل بهمة
بالغة ونشاط أبلغ حرب الإبادة
وطمس المعالم، وتحدي مشاعر كل
مسلم على وجه الأرض؟ والإجابة
عن هذا التساؤل تكاد تكون سوسة
على شفاه كل عربي: إن في مقدورنا
أن نصنع الكثير والكثير وأن
نغيّر وجه الكرة الأرضية لو
أحسن الحكام العرب إدراك معنى
التصريح، ونجحوا في توحيد
رؤيتهم الإيجابية تجاه العدو
الصهيوني ومن يقف لمساندته على
حسابهم وحساب كرامتهم وكرامة
أمتهم . ======================= المستجد
والقديم في مواقف الأسد الجمعة,
26 مارس 2010 وليد
شقير الحياة تعددت
التوجهات التي عبّر عنها الرئيس
السوري بشار الأسد في مقابلته
التلفزيونية أول من أمس وفيها
ما يثبّت ما هو قديم ومعروف
منها، لكن فيها ما هو مستجد، على
الأقل في اللهجة التي صاغ فيها
تحولات سياسية بدأت ملامحها
تظهر في السياسة السورية
الخارجية منذ أكثر من سنة
لمواكبة تغييرات دولية وعربية. وليس
أقل المستجد من هذه التوجهات
تمييز الجانب السوري بين إدارة
الرئيس باراك أوباما في
الولايات المتحدة وبين الإدارة
السابقة، وحرصه على التعاطي
بديبلوماسية فائقة مع تصريحات
السفير الأميركي الجديد لدى
سورية ستيفن فورد تعليقاً على
إفصاح الأخير في شهادته أمام
الكونغرس الأميركي عن
التعارضات والخلافات بين
واشنطن ودمشق، وتطلع الرئيس
السوري الى تحسن العلاقة مع
الأولى والذي تتعزز تباشيره عند
كل محطة حوار بين الجانبين منذ
انتخاب أوباما. وإذا
كان واضحاً أن القيادة السورية
تراهن على استعادة العلاقة مع
الولايات المتحدة «القوة
الأكبر في العالم كضمانة لعملية
السلام»، فإن من أبرز
المستجدات، في كلام الرئيس
الأسد، مواقف تبدأ بالإصرار على
بقاء المبادرة العربية للسلام،
وتمر بالكشف عن موقف الحليف
الرئيس لسورية، أي ايران، وهو
أنه لم يسمع «ولا مرة من أي
مسؤول فيها على مدى 3 عقود بأنهم
ضد تحقيق السلام» (مع اسرائيل)،
وصولاً الى تأكيده أنه «إذا كان
هناك من مشكلة في العراق لها
علاقة بالخارج (اختراق ايران
الأمن القومي في العراق) فهي
أولاً بسبب الغياب العربي... نحن
غائبون (العرب) ولنتفضل ونلعب
دوراً في العراق»... وقد
يكون المستجد في لهجة الأسد
حيال العراق والدور الإيراني ما
يفترض الإضاءة عليه، في ظل حدث
الانتخابات العامة العراقية
التي أفرزت نتائج جديدة، وفي ظل
المعطيات عن أن أهم مواضيع
التوافق السوري – السعودي الذي
يتطور خطوة خطوة منذ المصالحة
آخر عام 2008، هو تحقيق شراكة
جديدة في السلطة في بغداد تحدّ
من غلبة النفوذ الإيراني
وتستعيد ثقل الدور العربي في
المعادلة الداخلية. ومن
الواضح أن تعاون الرياض ودمشق
حول العراق يحتل الأولوية في
جدول الأعمال الطويل بينهما، في
ظل الحراك السياسي الداخلي
والخارجي من أجل ملء فراغ
الانسحاب الأميركي منه في عام
2011. وإذا
كانت إيران نجحت في ملء الفراغ
العربي، في ظل الاحتلال
الأميركي، وتنامي التناقضات
المذهبية والطائفية والعرقية
في العراق، فإن المصالح البعيدة
المدى لسورية بالعلاقة مع بلد
محوري في دوره وإمكاناته
الهائلة فرضت على مدى السنوات
الأخيرة تعارضاً مع السياسة
الإيرانية تحت سقف التحالف
بينها وبين طهران. والواضح أن
التعاون السعودي – السوري
التقط اللحظة السياسية
المناسبة التي تختصر تبرماً
عراقياً داخلياً من الإدارة
الأميركية لشؤون البلد
وتقاسمها النفوذ مع إيران وتدخل
الأخيرة في شؤون العراق
الداخلية، وتجمع القوى
السياسية العراقية المناهضة
للصراع المذهبي ضمن الشيعة
وتحالفها مع السنّة وغيرها من
العوامل التي أنتجت فرزاً
جديداً في الانتخابات، من أجل
لعب دور في صوغ شراكة جديدة في
الحكم. فاللحظة
العراقية تتيح للتعاون السعودي
– السوري أن يحقق تحولاً في
المشهد الإقليمي تكسب منه
الرياض الحد من نفوذ طهران الذي
تزايد قلقها منه، ويشكل
اختباراً لمدى قدرة دمشق على
التمايز عن حليفتها لمصلحة
استعادة الدول العربية
المبادرة ولإثبات أن استعادتها
الى الحظيرة العربية تساعد على
تحقيق مكاسب للعرب وتنزع عنها
صفة الالتحاق بالمحور الإيراني.
ومن دون أوهام حول إمكان فصل
ايران عن سورية، فإن التسوية
المنتظرة في العراق هي تلك
المشابهة للتي أنتجها اتفاق
الدوحة اللبناني، على قيام
حكومة وحدة وطنية، تشارك فيها
ايران القوى الإقليمية الأخرى
حصصها، بدلاً من أن تكون
الأرجحية لها. وهي تسوية ستأتي
نتاج تعاون السعودية وتركيا
وسورية، وتتولى فيها أنقرة
ودمشق «إقناع» طهران بها. وإذا
كان المستجد في كلام الرئيس
الأسد هو سعيه الى شراكة متعددة
الأوجه في العراق مع دول مؤثرة
فيه، فإن القديم في المواقف
التي أعلنها أول من أمس هو ما
قاله عن لبنان حين أنكر أن يكون
من خاصموا السياسة السورية في
السنوات الماضية حققوا شيئاً
مما يعلنونه (الانسحاب السوري –
تبادل السفيرين – المحكمة
الدولية... الخ). إذا
كانت دمشق تتجه الى شراكة ما مع
القوى الإقليمية في العراق، فهي
بموقفها اللبناني تمهد لإلغاء
الشراكة مع هذه القوى في لبنان،
تماماً مثلما كانت إدارتها
البلد قبل عام 2005. فهل تقبل
القوى الإقليمية التي شاركت أو
رعت التحولات التي حصلت في
البلد الصغير إلغاء دورها فيه
مقابل شراكة سورية لها في
العراق؟ الأرجح أنها لن تقبل،
على رغم حرصها على مراعاة مصالح
سورية في لبنان. ======================= السبت,
27 مارس 2010 حازم
صاغيّة الحياة كتب
المثقّف الإيرانيّ آصف بيّات عن
احتقار النظام الإسلاميّ
للاحتفالات الشعبيّة، كمثل عيد
النوروز، عيد رأس السنة
الفارسيّة الذي مرّ قبل أيّام. والمناسبة
المذكورة، كما كتب المثقّف الذي
يعيش في أوروبا، ترجع إلى مئات
السنوات قبل المسيح، «حين كانت
المعتقدات الزرادشتيّة قويّة».
فالإيرانيّون وأبناء الدائرة
الحضاريّة الفارسيّة يحتفلون
بها، عاماً بعد عام، في الوطن
وفي المهاجر والمنافي، فيشعلون
النار التي يقفز الشبّان فوقها،
كما يعزفون الموسيقى ويرقصون
ويغنّون ويصنعون، على ما يحصل
في مناسبات طقسيّة كهذه، مآكل
وأصناف حلوى خاصّة بالعيد. فهو،
إذاً، يُفرح كثيرين ولا يؤذي
أحداً. هذا
العام، كما يضيف بيّات، حذّر
مسؤول الشرطة القوميّة الأعلى
الأهلَ الإيرانيّين من إرسال
أبنائهم للاحتفال بنوروز، وعرض
التلفزيون الرسميّ أفلاماً
شعبيّة علّها تشجّعهم على
البقاء في المنازل. لكنّ
السلطات ذهبت أبعد، فوزّعت
قوّات أمنها، بما فيها ميليشيا
الباسيج، في الشوارع وعلى
محطّات التجمّع الأساسيّة في
المدن. بعد ذاك أدلى المرجع
الأعلى علي خامنئي بدلوه، فأصدر
فتوى غير مسبوقة تعلن تلك
المناسبة «غير شرعيّة» و»لا
عقلانيّة». وبالتأكيد صادق
الرئيس محمود أحمدي نجاد على...
لا عقلانيّتها!. مع هذا
كلّه، شارك الملايين، وظهر من
يستغلّ المناسبة للتعبير عن
الاحتجاج السياسيّ كما رُدّدت
أغاني الانتفاضة وشعاراتها.
وانتهى الأمر باعتقال خمسين في
طهران بعد صدامهم مع الباسيج
إيّاه. هذا
العام كان ظلّ الانتفاضة على
نوروز ثقيلاً. فالخوف السياسيّ
والأمنيّ جعل السلطة تفصح عمّا
في قلبها، وهي، بالطبع، تكره
كلّ تجمّع شعبيّ لا تكون هي من
صنعه أو يكون قابلاً للاستخدام
ضدّها. بيد
أنّ ما في قلبِ هذه السلطة حيال
نوروز يتجاوز الحدث الأخير. فهي
لم تخف عداءها للابتهاج والفرح
والموسيقى والشباب حين يكونون
ملوّنين وضاحكين، مسترخين
قليلي التعبئة أو عديمي التوتّر.
وهي تسمّي هذا كلّه «غزواً
ثقافيّاً غربيّاً»، مع أنّ
نوروز قد ظهر إلى هذا العالم قبل
أن يظهر الغرب بصفته هذه. لكنّ
السلطة لا تسأل نفسها بالتأكيد
عن سرّ انجذاب الشبّان،
بالملايين، إلى نيروز
واحتفاليّته، وعن رغبتهم في أن
«يُغزَوا ثقافيّاً»، كما لا
تسأل نفسها عن سرّ ضعفها
وهشاشتها حيال هذا «الغزو
الثقافيّ» الذي يستهوي شعباً من
«المغزوّين». بيد
أنّ هذا الضعف حيال الفرح
والموسيقى لا تعوّضه حتّى
القوّة النوويّة، على ما برهنت
تجربة الاتّحاد السوفياتيّ
السابق. فهو يستند إلى ضعف أكبر
يكاد يعادل سرقة التاريخ: ذاك
أنّ الحضارة التي أطلقت نوروز
هي ما لا يريد النظام الحاليّ
إلاّ خنقه ومحوه من الكتب ومن
الذاكرات الجمعيّة. وفي هذا
تتعادل الحركات التوتاليتاريّة
في سرقة التاريخ وفي اختلاسه،
فما أن تُذكر حقب كاملة وعظيمة،
من فارسيّة إلى فرعونيّة، ومن
بابليّة إلى فينيقيّة
وكنعانيّة، حتّى تجحظ عيون
ويسري غضب ينتشر على رقعة
العالم الإيديولوجيّ وامتداده. وهذا
ينمّ عن الهشاشة التي غالباً ما
تصيب السارق الذي يريد أن يهرب
بما سرقه ويهرب ممّا سرقه في
الوقت نفسه. لذا
يخاف النظام الإيرانيّ من هذا
الاجتماع الذي يضمّ اعتراضاً
على الحاضر وإعادة اعتبار
للماضي. فمن خلال توقير
الاثنين، الماضي والحاضر، يمكن
شق طريق إلى المستقبل.
والمستقبل هو ما يُراد أن تُصدّ
في وجهه الأبواب. ======================= أوباما
يظهر أن الرئيس قد يكون قويا
ومخطئا مايكل
غيرسون الشرق
الاوسط 27-3-2010 في أي
لحظة سياسية، لا يتعلق تقييم
الجمهور الأكثر أهمية لرئيس بما
إذا كان «ليبراليا» أم «محافظا»،
بل يرتبط بما إذا كان «قويا» أم
«ضعيفا». وربما يتأكد الحكم
بالضعف بصورة ذاتية، فكل خطأ
يعزز من هذه الفكرة، ويتم إهمال
أو تقليل أهمية الإنجازات التي
تتناقض مع ذلك (انظر إلى جيمي
كارتر).. ولكن العكس صحيح أيضا،
فالقوة لها زخم ذاتي يبرهن
عليها. ويمتلك
الرئيس الأميركي باراك أوباما
نوعا من القوة، كنت قد استهنت
به، والاحتياطي الذي لديه لا
يفتقر للعاطفة. وخلال النقاش
الذي تناول مشروع الرعاية
الصحية، كان متمسكا برأيه
وقاسيا. وبعد فوز الحزب
الجمهوري في انتخابات مجلس
النواب داخل ماساشوستس، كان رد
فعله غاضبا وطموحا وغير تصالحي.
وكان مستعدا لاستخدام أي وسيلة
والدفاع بأي شيء - التحايل في
الموازنة وصفقات خاصة وخدع
إجرائية - من أجل تحقيق هدفه.
واتسمت الوسائل التي يستخدمها
بالمرونة، فالتشريع يخالف بعض
الوعود التي تعهد بها خلال
الانتخابات فيما يتعلق بإصلاح
الرعاية الصحية، ولكنه كان
عاقدا العزم على تحقيق ما يريد.
وعندما استدعت الحاجة، مارس
ضغوطا قوية. وخلال
هذه العملية انضم أوباما إلى
مجموعة من الرؤساء التقدميين.
وكان البعض منهم، مثل فرانكلين
روزفلت، المرح من دون رحمة،
مسيطرين من الناحية السياسية.
وانتهى المطاف بآخرين إلى
إخفاقات مثل وودرو ويلسون،
البارد العقلاني غير المحبوب،
وليندون جونسون، العاطفي
الفخور المتقلب. ولكن اختبر كل
منهما حدود السلطة التنفيذية
وغيّر العلاقة بين المواطنين
والدولة، وحظي بحب أو احتقار
الأجيال. وحاليا ينتمي أوباما
إلى هذه المجموعة. تتسم
الأمور السياسية المتعلقة
بالإصلاح الصحي بالتعقيد كما هو
الحال مع التشريع نفسه. وإثارة
هذه القضية أولا، قبل تأكيد جاد
على خلق الوظائف ونمو اقتصادي،
يمثل خطأ خطيرا. ولا تتوافق
أجندة أوباما التقدمية مع
الأولويات العامة، التي كلفته
دعما. وبمجرد أن بدأ تنفيذ
أجندته، فإن تجاهلها كان يدعم
القول بالضعف، وهو ما يمكن أن
يقوض من ولايته الرئاسية. لكن
تمرير هذا الإصلاح الطموح من
دون صوت جمهوري يمكن أن يفضي إلى
كارثة سياسية. وخلال مضيه نحو
انتخابات تجديد نصفي، تمكن
أوباما من عزل الكثير من
المواطنين كبار السن، الذين
يشعرون بالقلق من أن الرعاية
الصحية الخاصة بهم من خلال
برنامج «ميدي كير» سوف تستخدم
من أجل تمويل مخصصات شخص آخر،
والكثير من المستقلين الذين زاد
استياؤهم من العملية السياسية.
ولا تزال شدة المعارضة لإصلاح
الرعاية الصحية أكثر من التأييد.
وتعتقد أغلبية كبيرة داخل
الأميركيين أن الإصلاح سوف يزيد
من التكاليف التي يتكبدونها
ويقلل من جودة الرعاية التي
يحصلون عليه. ومن غير المحتمل أن
تتمكن أي كمية من الخطابات
الرئاسية، من الوقت الحالي حتى
نوفمبر (تشرين الثاني) من تغيير
هذه القناعات، لا سيما على ضوء
الخطابات الرئاسية العام
الماضي التي كانت لها ثمار
عكسية. ويحتمل
أن يكون التقييم السياسي الفوري
الخاص بأوباما قاسيا. ومن
الطبيعي أن يكون التقييم
التاريخي غير معروف. ويمكن أن
يريح أوباما نفسه بأنه تمكن من
تغيير النقاش حول الرعاية
الصحية داخل أميركا للأبد.
وعندما يعود الجمهوريون في
النهاية إلى سدة الحكم،
سيحاولون تعديل الحزمة من خلال
تقديم عناصر موجهة نحو السوق
بدرجة أكبر. ولن يحاولوا إلغاء
إصلاح الرعاية الصحية. ما الذي
سيحتاج إليه الجمهوريون كي
يروجوا إلى العودة لإلغاء
التغطية التأمينية بسبب الظروف
التي تحول دون الحصول على
تأمين؟ لقد خلق أوباما حقائق
تشريعية على أرض الواقع ستضفي
حدة على أي نقاش مرتبط بالرعاية
الصحية. ولكن،
سيحدد من قيمة هذا الإنجاز
تقييم تاريخي آخر. وعلى سبيل
المثال، فإنه لو كان هذا
الإصلاح في الرعاية الصحية مرر
عام 1994، فربما كان مجرد عبء آخر
أمام اقتصاد جديد، وبعد ذلك
يعاد تعديله بعد ظهور النتائج
غير المقصودة المتوقعة - أزمة
اقتصادية لكنها لا ترتقي إلى
كارثة. ولكن،
إذا كانت الحكومة الأميركية
تتجه إلى أزمة مخصصات عامة،
سينظر إلى إصلاح الرعاية الصحية
تاريخيا على أنها خطوة غير
مسؤولة، حيث إنه يضيف مخصصات
مهولة إلى مخصصات محفوفة
بالمخاطر. ومن المتوقع أن ترتفع
تكاليف هذا الالتزام الجديد
بنسبة 8 في المائة سنويا، أي
أسرع من الاقتصاد أو عوائد
الضرائب. ويمول هذا المخصص
بالأساس من الخصومات الأسهل في
المخصصات الحالية - الأموال
التي لا يمكن استخدامها للوفاء
بوعود مخصصات قائمة لم يتم
تمويلها. وفي
هذا السيناريو التاريخي،
المفارقة ستكون واضحة. فبعد
مشاهدة كارثة وول ستريت مع
المخاطر الكبيرة وأميركيين كثر
أرهقهم الاقتراض المتضخم، فإن
رد فعل أوباما على الأزمة كان
تكرارا للمبالغات على نطاق واسع. من
الممكن للرئيس أن يكون قويا
ومخطئا بصورة خطيرة. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |