ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
هل تحيي كلينتون «جثة»
العملية السلمية الهامدة؟ «ا ف ب» الرأي الاردنية 2-5-2010 بعد عام ونصف العام من الجمود وبداية
متعثرة في آذار الماضي ، قالت
وزيرة الخارجية الاميركية
هيلاري كلينتون الجمعة انها
تتوقع استئناف المباحثات
الفلسطينية الاسرائيلية غير
المباشرة الاسبوع المقبل ،
مثيرة آمالا جديدة في السلام في
الشرق الاوسط. وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي ان "استئناف
الحوار اساسي بالتأكيد. وسنبدأ
الحوار غير المباشر الاسبوع
المقبل". واضافت "ننتظر اجتماع لجنة المتابعة
العربية السبت "امس" في
القاهرة لدعم التزام الرئيس (الفلسطيني
محمود) عباس بالتقدم في الحوار".وبعد
ذلك قال المتحدث باسم الخارجية
الاميركية فيليب كراولي انه "اذا
حصل الرئيس عباس على الدعم الذي
يحتاج اليه من جانب المنطقة ،
وبعد المحادثات التي اجريناها
معها في الاسابيع الاخيرة ،
فانهم (الاطراف) يرون ان الشروط
لبداية حوار غير مباشر اجتمعت".
وكان عباس قال انه يأمل في
الحصول على رد "ايجابي" من
العرب.ولجأت واشنطن الى خيار
المفاوضات غير المباشرة بين
اسرائيل والفلسطينيين بوساطة
اميركية لاتاحة استئناف الحوار
المقوع بينهم منذ نهاية ,2008 وهدف
هذه المحادثات هو بدء حوار
مباشر.وقال كراولي ان المبعوث
الاميركي جورج ميتشل الذي يقوم
بوساطة "سيعقد اجتماعات في
المنطقة حوالى نهاية الاسبوع
المقبل".وسيشكل استئناف
المفاوضات نتيجة لجهود اطلقها
الرئيس باراك اوباما منذ الايام
الاولى لرئاسته. واكدت هيلاري كلينتون مساء الخميس
لمجموعة "ايه جي سي"
الموالية لاسرائيل في واشنطن
"نعمل فعلا ليلا نهارا". توقفت المفاوضات بين الاسرائيليين
والفلسطينيين في نهاية 2008 بعيد
العدوان الاسرائيلي الهمجي على
قطاع غزة. واصطدمت كل الجهود الاميركية بعد ذلك
باستحالة الحصول من الدولة
العبرية على وقف كامل للاستيطان
الاسرائيلي الى جانب الانقسام
الفلسطيني.وفشلت المحاولة
الاخيرة في آذار بسبب الاعلان
عن مشروع مثير للجدل لبناء 1600
وحدة سكنية جديدة في القدس
الشرقية المحتلة ، قبيل بدء
المفاوضات.والعالم الحاسم هذه
المرة قد يكون رسالة من باراك
اوباما تحدث عنها الفلسطينيون
هذا الاسبوع.واكد مسؤول فلسطيني
الخميس ان الرئيس الاميركي ابلغ
عباس عزمه على اتخاذ "خطوات"
ضد اسرائيل ان هي عطلت مباحثات
السلام المزمع استئنافها قريبا.واوضح
المسؤول طالبا عدم الكشف عن
هويته ان وعد اوباما ورد في
رسالة خطية الى عباس نقلها اليه
ديفيد هيل مساعد المبعوث
الاميركي لعملية السلام جورج
ميتشل في 21 نيسان. واضاف ان
اوباما دعا في رسالته الى "العودة
للمفاوضات متعهدا بان الطرف
الذي سيعطل المفاوضات او يقوم
بخطوات استفزازية خلال
المفاوضات غير المباشرة فانه
سيواجه بالتزام اميركي باتخاذ
خطوات ضده وستتم اعادة تقييم
سياسة الادارة الاميركية بحقه".واوضح
المسؤول ان السلطة الفلسطينية
ستبلغ السبت لجنة المتابعة
العربية التي ستجتمع في مقر
الجامعة العربية في القاهرة "نص
رسالة الرئيس اوباما وما نقله
ميتشل من افكار ومقترحات".ويفترض
ان يستأنف حوار السلام بينما
توتر الوضع مجددا بين اسرائيل
من جهة ، وسوريا ولبنان وايران
من جهة اخرى.واتهم الرئيس
الاسرائيلي شيمون بيريز مؤخرا
سوريا بتسليم حزب الله اللبناني
صواريخ سكود يمكنها ان تصيب
الاراضي الاسرائيلية.ويثير هذا
الوضع قلق الولايات المتحدة
بينما حذرت هيلاري كلينتون
الرئيس السوري بشار الاسد من ان
قراراته "يمكن ان تعني الحرب
او السلام في المنطقة". ========================== الرد على الاستخفاف
الإسرائيلي بالتصعيد ضد
المقاومة!! ياسر الزعاترة الدستور 2-5-2010 أثناء زيارته غير المتوقعة لبيروت مؤخرا
، استخدم وزير الخارجية المصري
أحمد أبو الغيط مصطلح "العدو"
في وصف الكيان الصهيوني ، الأمر
الذي أثار اهتمام المراقبين ،
لا سيما أن الزيارة ذاتها قد بدت
دعما للبنان في مواجهة
التهديدات الإسرائيلية على
خلفية الحديث عن تهريب صواريخ
"سكود" من سوريا إلى حزب
الله ، وهو ما دفع وزيرا
إسرائيليا إلى التهديد بإعادة
سوريا إلى العصر الحجري إذا
هاجم حزب الله دولته. وقد جاءت
الزيارة ضمن أجواء تفاؤل بتحسن
العلاقة بين دمشق والقاهرة ، مع
حديث عن التئام شمل التحالف
الثلاثي (المصري السوري السعودي)
، وهو ما لم يحدث حتى الآن ، ولا
يبدو أن سيتحدث في ظل الأجواء
السياسية التي تسود المنطقة ،
بخاصة ما يتعلق منها بالوضع
الداخلي المصري والحرص على
تمرير التوريث لصالح نجل الرئيس
مبارك ، الأمر الذي لن يتم من
دون دعم أمريكي. ونتذكر هنا مقولة مصطفى الفقي (رئيس لجنة
الشؤون الخارجية في مجلس الشعب
المصري) التي أثارت قبل شهور
زوبعة إعلامية ، والتي قال فيها
إن الرئيس المصري ينبغي أن يحظى
بموافقة أمريكا وعدم اعتراض "إسرائيل". لكن وزير الخارجية المصري الذي اشتهر
بمواقفه "الصلبة" حيال
الفلسطينيين (هدد بتكسير أقدام
من يتجرأ منهم على اجتياز
الحدود) ، لم يواصل تشدده حيال
دولة "العدو" ، لا سيما بعد
أن طلبت الخارجية الإسرائيلية
توضيحات بشأن التصريح عن طريق
سفيرها في القاهرة ، الأمر إلى
أدى إلى اعتذار وتراجع كان
متوقعا إلى حد كبير. هذا الحدث أكد من جديد استقرار سياسة
التراجع التي تابعناها منذ سبع
سنوات ، لكنه لم يكن وحيدا في
السياق ، إذ جاءت الأحكام
القاسية بحق ما عرف بخلية حزب
الله لتؤكد مسار التراجع أمام
المطالب الأمريكية الإسرائيلية
، بل لتؤكد أن ضغوطا أخرى قد
دفعت نحو ذلك الاتجاه ، وهي ضغوط
تتعلق بذات الملفات التقليدية
وعلى رأسها التوريث وحرية قمع
حراك المعارضة الآخذ في الاتساع
مع دخول البرادعي على الخط ،
والذي يتوقع استخدامه طوال
الوقت في لعبة الابتزاز
التقليدية. الأحكام كانت قاسية ، فيما زادتها سوءًا
حملة التبرير الإعلامية ، وما
يؤكد مجيئها ضمن ذات المسار
الذي نتحدث عنه أنه كان بوسع
المحكمة تأجيل الحكم لزمن طويل
كما هي العادة في قضايا مشابهة ،
بل أقل أهمية. ضمن ذات المسار أيضا جاء تشديد الحصار على
حركة حماس كما عكسته جملة من
التسريبات والممارسات ، ومن
ضمنها الحديث عن كميات أسلحة
مهمة جرى ضبطها ، فضلا عن
الإعلان عما قيل إنه إسقاط
لشبكات تهريب الأموال لحركة
حماس ، ووصل التشدد مداه حين جرى
ضخ كمية من الغاز في أحد الأنفاق
، ما أدى إلى قتل أربعة من
العمال الغلابى الذين يعملون
فيها. دعك هنا من التشدد المفرط فيما يتعلق
بورقة المصالحة ورفض إجراء أي
تعديل عليها ، إضافة إلى الضغط
من أجل توفير المرجعية العربية
لمحمود عباس من أجل استئناف
المفاوضات غير المباشرة مع
نتنياهو استجابة لطلب أوباما ،
ومن دون أن يبادر الأول إلى
تجميد الاستيطان ، اللهم إلا ما
قيل عن تفاهم سري بعدم اتخاذ
خطوات استفزازية جديدة ، إضافة
إلى منح بعض الحوافز للسلطة ،
ومنها الإفراج عن بعض المعتقلين
، ورفع بعض الحواجز في الضفة. أسوأ ما في هذا المشهد الذي نتابعه هو أن
التراجعات المصرية لا زالت
مجانية ، إذ لم يقدم نتنياهو
الذي سيلتقي الرئيس المصري في
شرم الشيخ غدا الاثنين أي تنازل
يذكر في الملفات العالقة ، في
حين يتابع الناس قضية الحصار
الإسرائيلي لمصر عبر افريقيا ،
ومن خلال الملف الأكثر حساسية
ممثلا في حصتها من مياه النيل. عندما تسيطر الهواجس الخاصة للنخب
الحاكمة على سلوكها السياسي ،
يغدو التراجع أمام الخارج هو
المسار التقليدي ، وهو ما يفرض
على حركة المعارضة والشارع
المصري عموما مسؤولية مضاعفة في
مواجهة ما يجري. ========================== إسرائيل تدفع نحو مزيد
من الحروب يوسف الحوراني الرأي الاردنية 2-5-2010 قدم حزب الليكود على مدار تاريخه صورة
إسرائيل ، بوصفها صورة للجمود
والانغلاق أمام التحولات التي
شهدها العالم منذ إنهيار
الاتحاد السوفيتي، في وقت أجرت
فيه العديد من الدول والشعوب
تغييرات أساسية على سياساتها
ومواقعها السياسية
والأيدولوجية، إلا أن اسرائيل
بقيت أسيرة يوتيبيا الأهداف
التوراتية وتجاهلت استحقاقات
التغيير، دفاعا عن قلعتها
وجيتواتها ، فوضعت
الإسرائيليين أمام حائط مسدود
واستبقتهم خارج الزمن والواقع
الموضوعي. لقد رفضت إسرائيل الليكودية اليمينية
مبدأ الأرض مقابل السلام كأساس
لحل الصراع العربي الإسرائيلي،
والفلسطيني الإسرائيلي، وهوما
سبق أن فعله اسحق شامير زعيم حزب
الليكود رئيس وزراء اسرائيل
الأسبق حينما كشف خطته
التفاوضية في مؤتمر مدريد 1992
التي تقضي بمد أمد المفاوضات
لعشر سنوات ليتسنى للحكومة
الإسرائيلية توطين عشرات
الآلاف من الإسرائيليين في
الأراضي الفلسطينية المحتلة
وضمها كأمر واقع، وهو ما تحاول
الحكومة الحالية ( الليكودية )
أن تسير على دربه من المراوغة
والمماطلة لتضييع فرص الحل
المنشود ودفع المنطقة الى
الانفجار والحروب والانهيارات
السياسية والاقتصادية . هل الأحزاب الإسرائيلية الأخرى أفضل ؟ ما سبق ذكره لا يعني أن الأحزاب
الإسرائيلية الأخرى سوف تستجيب
لمطالب الشعب الفلسطيني أو
للمبادرات العربية، فقد أثبتت
التجربة والوقائع السياسية منذ
ما بعد مبادرة وليم روجرز وزير
الخارجية الأمريكية 1970، أن
الإسرائيليين غير جادين ولا في
أي مرحلة ( بصرف النظر عن طبيعة
الحكومة الإسرائيلية ) الوصول
إلى تسوية سلمية بدليل أنهم
رفضوا المبادرة في ذلك الوقت
ورفضوا كل المبادرات التي طرحت
فيما بعد، بما في ذلك المبادرة
العربية 2002، ( وكان الرئيس
الراحل جمال عبد الناصر قد أشار
بعد قبوله المبادرة أنه لا
يعتقد أن لها أي نصيب من النجاح
.. ). جلالة الملك قدم للمجتمع الدولي رؤية
قلقة حول الصراع في المنطقة،
وفي أكثر من مناسبة، وفي مقالته
التي نشرتها صحيفة « ذا هيل «
الأمريكية ( 27/4/2010 )، قدم تشخيصا
لأوضاع المنطقة بدقة والمخاطر
التي تتعرض لها إذا ما استمرت
إسرائيل في غطرستها، مدركا أن
الأخيرة ماضية في سياساتها
العدوانية وأنها غير جادة في
عملية السلام، وبعكس ذلك أشار
الى « أن العقد الماضي لم يشهد
أي مفاوضات جدية يمكن أن تؤدي
الى تحقيق السلام ونتج عن ذلك
تراجعا لافتا في مصداقية
العملية السلمية «، وهو بذلك
يخاطب المجتمع الدولي الذي يجب
أن يتحمل مسؤولياته محذرا من أن
استمرار الاوضاع على النحو الذي
تسير فيه إسرائيل ينذر بتفجر
المنطقة و الى عواقب تهدد الأمن
والاستقرار ليس في المنطقة فحسب
وانما في العالم، وهو مانبه
إليه جلالته في خطابه الشهير في
الكونغرس الأمريكي في السابع من
أذار 2007 حين أشار الى « ان أمن
جميع البلدان واستقرار
اقتصادنا العالمي يتأثران
بصورة مباشرة بالنزاع في الشرق
الأوسط وعبر المحيطات .. « وكذلك
في جامعة اكسفورد بانجلترا في
حزيران عام 2008 حيث أكد « الحاجة
للحيلولة دون وقوع كارثة عالمية
من خلال تجنب وقوع كارثة
اقليمية، وأيضا عن الفرصة لجعل
منطقة الشرق الأوسط منطقة تسهم
في استقرار العالم، لا أن تكون
مصدرا للأزمات التي يمتد
تأثيرها على كل ما حولها»، إن تجاهل هذه الدعوات من قبل إسرائيل،
والمضي في سياساتها المتغطرسة
والعنجهية، يمنح التطرف فرصة
للتوالد والحقن بالعنف والحاق
الأضرار بالأمن الاجتماعي
والاقتصادي، ف ( بديل السلام،
المزيد من الصراع والحروب
والمعاناة ) كما قال جلالته في
ملتقى السفراء الأردنيين نهاية
الأسبوع الفائت. ========================== الصدام الغربي الإيراني
سيناريوهات مختلفة بقلم :ناصيف حتي البيان 2-5-2010 بين الحديث عن عقوبات مستهدفة بشكل أفضل،
أو عقوبات «ذكية» من طرف
الولايات المتحدة والدول
الغربية الكبرى، وتسريع
المفاوضات مع الصين بشكل خاص،
وروسيا لبلورة سياسة عقوبات ذات
فعالية ضد إيران من جهة. والتصريحات الإيرانية التي تتراوح بين
التهديد وطرح مبادرة للتسوية
تقوم على التبادل المتزامن
لليورانيوم الإيراني ضعيف
التخصيب مع يورانيوم مخصب بنسبة
20؟، على أن يجري التبادل على
الأراضي الإيرانية، والمناورات
العسكرية البحرية في الخليج من
جهة أخرى.. يبدو التصعيد
الدبلوماسي والسخونة التي
ترافقه، سمة الوضع في العلاقات
الغربية الإيرانية حالياً. ومن نافل القول إن الملف النووي الإيراني
يختصر، على الأقل كما يحدد
الغربيون الموضوع الأساسي،
الصدام الغربي الإيراني في
الشرق الأوسط، ويشكل القضية
الاستراتيجية ذات الثقل الأكبر
من حيث التأثير في الأجندة
الشرق أوسطية. ويبدو المأزق
الغربي الإسرائيلي واضحاً في
هذا الخصوص، ويزداد وضوحاً كل
يوم. فلا الحرب التي تهدد بها إسرائيل يمكن أن
تأتي بالنتائج التي تتوخاها،
وهي منع إيران من التحول إلى قوة
نووية، ولا العقوبات المستهدفة
و«الذكية» كفيلة، كما يعترف
الرئيس الأميركي، بأن تؤدي إلى
وقف تحول إيران إلى قوة نووية. فالحرب التي تهدد بها إسرائيل وتعارضها
واشنطن، تستطيع وفق أفضل
السيناريوهات الإسرائيلية
المتفائلة، أن تؤخر لسنوات
قليلة تحول إيران إلى قوة
نووية، ولكن مقابل انفجار الوضع
كلياً في الشرق الأوسط، وتحوله
إلى كتلة من الحروب المختلفة
والمتشابكة بين مياه الخليج
ومياه المتوسط. ويبدو أن واشنطن، دون الاعتراف بذلك،
بدأت تقتنع بأن العقوبات في
أفضل حالة لن تدفع إيران لإعادة
النظر في سياستها النووية، وهي
سياسة تحظى بإجماع وطني واسع،
ولا تتأثر بموقف البعض في
الداخل الإيراني من نظام الحكم
أياً كانت التحولات التي خضع أو
يخضع إليها هذا الأخير. لذلك تبقى العقوبات في حقيقة الأمر من
المنظور الأميركي، وسيلة
استباقية تجاه أي سيناريو قد
يحصل مع إيران النووية. ويمكن
الحديث عن سيناريوهات خمسة
ممكنة أو محتملة في تطور الصراع
الغربي الإيراني.. أولاً: سيناريو النموذج الياباني، الذي
يعني عملياً تملك إيران للقدرة
النووية العسكرية، دون
الانتقال إلى مرحلة إنتاج أسلحة
نووية، مع وجود تطمينات تعطيها
طهران عبر وكالة الطاقة الذرية.
لكن التطمينات، كما هو معروف في
السياسة الدولية، مرتبط بقاؤها
بالأوضاع التي جعلتها ممكنة،
فإذا ما تغيرت هذه الأوضاع سقطت
التطمينات. ثانياً: سيناريو النموذج الليبي، الذي
حصل عند تحول العلاقات الغربية،
وتحديداً الأميركية مع ليبيا،
من الصدام والقطيعة إلى التطبيع
الدبلوماسي الكامل، مقابل
إسقاط البرنامج النووي من طرف
ليبيا؛ سيناريو يمكن إيجازه بأن
التهديد بالذهاب في الخيار
النووي، هو وسيلة أساسية لتوفير
الضمانة بعدم إسقاط النظام
القائم وتطبيع العلاقات معه،
فمتى تم ذلك لا يعود من داعٍ
لتملك الورقة النووية. ثالثاً: سيناريو النموذج الكوري الشمالي،
الذي يقوم على الحصول على قدرة
نووية ولو صغيرة، وبالتالي يبقى
الحصار ودبلوماسية الاحتواء
الناشطة وسياسة التلويح بالعصا
والجزرة، حاكماً لهذا الموقف.
مع التذكير بالفارق الشاسع بين
كوريا الشمالية المنعزلة في
محيطها الاستراتيجي، والمرتبطة
والمعتمدة بشكل شبه كلي على
الصين الشعبية، مقابل إيران
التي تملك الكثير من الأوراق في
محيطها الإقليمي المباشر
الممتد من أفغانستان إلى لبنان. رابعاً: سيناريو النموذج الصيني، وهو
النموذج الذي يقوم على ما حصل في
منتصف الستينات في خضم الحرب
الباردة، عندما فكرت إدارة
الرئيس ليندون جونسون بسرية
كبرى، في سيناريو يقوم على ضرب
المنشآت النووية الصينية
ومحاولة تحييد الاتحاد
السوفييتي ذي العلاقات
المتوترة مع الصين حينذاك، لمنع
هذه الأخيرة من امتلاك النووي
العسكري. ولكن حسابات الخسائر الكبيرة التي ستنتج
عن عملية من هذا النوع، مقابل
إشارات صينية حول استعدادها
للتصرف ضمن حدود معينة، من حيث
بناء النفوذ في آسيا ومن حيث
الدور الدولي، دفع واشنطن إلى
اعتماد سياسة الاحتواء والقبول
بالتعايش، إلى أن حان بعدها
الانفتاح والتعامل مع نظام
معاد، بحيث حكمت الواقعية
الشديدة العلاقات بين واشنطن
وبكين. خامساً: سيناريو نموذج الحرب الباردة، أو
استمرار السياق الحالي من
القطيعة والصدام والمشاحنة
السياسية والحرب العقائدية، في
ظل وجود مستوى مرتفع من التوتر
الممسوك والمقيد. إن أياً من هذه السيناريوهات قد يكون
ممكناً، كما أن من الممكن
التحول من سيناريو إلى آخر. لكن الخطورة أن البيئة الشرق أوسطية التي
شهدت تعاوناً واضحاً أميركيا
إيرانياً في أفغانستان،
وتفاهماً صامتاً تحول إلى صدام
في الحالة العراقية، تشهد
الصراع والتوتر في الملعب
العربي بشكل أساسي، فيما العرب،
وهم مادة هذا الصراع وأرضه،
منقسمون بدرجات مختلفة بين
الطرفين، متخوفون من الحرب كما
هم متخوفون من «الصفقة الكبرى»،
غير قادرين على القيام بدور
لاحتواء هذا الصراع
الاستراتيجي الذي يحكم أجندة
المنطقة. فالموضوع النووي في هذه المواجهة الغربية
الإيرانية، هو جزء من موضوع
أشمل، وهو المواجهة بين
استراتيجيات كبرى وأدوار كبرى،
ومواجهة حول مكانة هذا الطرف أو
ذاك في الملفات الإقليمية. كاتب لبناني ========================== بقلم :د. محمد سلمان العبودي البيان 2-5-2010 من المفارقات العجيبة، ما تنقله لنا
الصحف مع بداية كل صباح من أخبار
مضحكة وأخرى مبكية. آخرها وبعيدا عن أحزان العالم ودموعنا
على ضياع الأندلس وفلسطين
والعراق النكتة التي رواها
مستشار الأمن القومي الأميركي
جيمس جونز، في خطابه الأسبوع
الماضي أمام «معهد واشنطن
لسياسات الشرق الأدنى»، وأقامت
هذه النكتة الدنيا ولم تقعدها
لدى العديد من اليهود في
إسرائيل والولايات المتحدة. والحقيقة أنها نكتة عادية جدا، تروي
حكاية مقاتل من حركة «طالبان»
ضلله تاجر يهودي في أفغانستان. وتقول النكتة: «إن عنصراً من «طالبان» ضلّ
طريقه في الصحراء وأخذ يبحث عن
الماء، إلى أن وصل إلى تاجر
يهودي وطلب منه أن يسقيه، لكن
الأخير قال له إن لا ماء لديه،
واقترح عليه بدلاً من الماء أن
يبيعه ربطة عنق. ويروي جونز أن العنصر إياه بدأ كيل
الشتائم والصراخ في وجه البائع،
الذي اقترح عليه أن يتوجه إلى
مطعم وراء تلة قريبة لشراء
الماء. فغادر العنصر غير أنه عاد
بعد ساعة، وخاطب البائع: قال لي
شقيقك إن عليّ أن أرتدي ربطة عنق
لأتمكن من دخول المطعم». بالطبع هذه النكتة لا تحمل أي إساءة، لا
إلى رموز الدين عند اليهود ولا
إلى فساد رجال السياسة لديهم،
ولا تشير إلى بخلهم الذي عرفوا
به، ولا اتهامهم بالكذب الذي
عرفوا به أخيرا، وإنما بالعكس
تماما، تثبت مدى تعاونهم لأجل
التحايل على الغير. ومع ذلك، ولكونها نكتة أضحكت العالم
عليهم، كان لا بد أن تواجه
بأسلوب اليهود في استخدام ورقة
الجوكر المسماة «معاداة
السامية»! ويكفي أن يرفع أصغر
طفل يهودي ورقة الجوكر هذه في
وجه أكبر زعيم أميركي أو عالمي،
حتى يرتعد خوفا ويقدم اعتذاره
وأسفه في بيان رسمي أمام صحف
العالم ووسائل إعلامه. وهذا ما
حصل بالفعل لمستشار الأمن
القومي الأميركي جيمس جونز. لنقرأ سويا ما ذكره هذا المستشار المسكين
في بيان رسمي أمام وسائل إعلام
العالم مساء الأربعاء الماضي: «أتمنى
لو أني لم أتفوّه بهذه النكتة
المرتجلة في بداية ملاحظاتي.
أعتذر لكل من ضايقته النكتة».
وقال الناطق باسم البيت الأبيض
روبرت غيبس، رداً على سؤال عن
سبب الاعتذار: إن «بعض
التحقيقات أجريت، وكما قال
جونز، يتمنى لو أنه لم يتفوّه
بها». هكذا ولا بلاش! بل إن المسألة لم تقف عند حد الاعتذار
الشفوي، فقد تعدته إلى الاعتذار
ببيان رسمي، والأدهى من ذلك، أن
هناك تحقيقات سوف تجرى في حق هذه
النكتة، وقد يفقد هذا المستشار
المسكين كل شاراته وامتيازاته
ومنصبه وراتبه ومستقبله وماضيه
وسمعته وسمعة عائلته، ولا يخرج
من بيته بعد ذلك عقابا لنفسه على
«عملته السودا» في حق هذا الشعب
اليهودي المسكين المظلوم. الذي يقوم العرب والمسلمون بقتل أطفاله
ونسائه في كل يوم بالذخيرة
الحية والقنابل الفسفورية
والمحرمة، ويهدمون بيوتهم على
رؤوسهم ويستوطنون أراضيهم التي
ورثوها عن التوراة، ويملكون
القنابل النووية ويهددون
بإحراقهم بها كما فعل بهم من قبل
أدولف هتلر وأصحابه. يبدو أن النكتة انقلبت على صاحبها،
فموقفه واعتذاره أصبح النكتة
التي يتداولها الناس اليوم في
مجالسهم. ونذكر بأنه بدرجة
مستشار أمن قومي وليس فردا
عاديا، وهيئته تهد جبلا. فكيف يكون لهذا الرجل الديمقراطي الهيبة،
بتاريخه العسكري الطويل
وبنياشينه التي تصل إلى ذقنه،
في البلد الديمقراطي المهيب
الذي يخيف العالم بما يمتلكه من
قدرات نووية وعسكرية وأساطيل،
أن يرتعد أمام تكشيرة بسيطة من
يهودي لا حيلة له ولا قوة؟ وكيف
قدر لمستشار الأمن القومي (بما
في هذه الكلمة من معانٍ) أن يفقد
هو نفسه «الأمن» على أرضه؟ لا أحد يعرف، ولكن يبدو أن السر موجود عند
لاعبي كرة القدم والدجاجة!
فالهجوم أفضل وسيلة للدفاع في
ملعب كرة القدم، والدجاجة
الصغيرة تنفش ريشها فيهرب منها
الأسد في حظيرة الدواجن. يبدو أن اليهود سوف يشقون كثيرا في حياتهم
الدنيا دون أن يستمتعوا بها،
وفي حياتهم الأخرى لما يصنعونه
في حق الفلسطينيين. فهم إما مشردون أو غير مستقرين، وعلى
الدوام في حالة حرب مع العالم
أجمع، حتى مع أميركا ومستشاريها.
و إذا صح لهم أن يحاسبوا كل
إنسان على الكرة الأرضية على
كلمة أو نكتة تخص اليهود، فهذا
يعني أنهم سيقضون حياتهم
الباقية قبل قيام القيامة على
الركض وراء المهرجين. آخر نكتة مثلا، تقول بأن هناك عجوزا
فلسطينيا مزارعا كتب إلى ابنه
الوحيد المعتقل في أحد سجون
إسرائيل، شاكيا عدم قدرته وهو
في هذه السن المتقدمة على حرث
أرضه لزراعة البطاطا، وينتظر
عودته ليساعده في حرثها، فرد
عليه ابنه في رسالة خطية، طالبا
منه عدم انتظار عودته وعدم حرث
الأرض، لأنه خبأ بها قطعا من
الأسلحة. وفي اليوم التالي كانت مزرعة الفلسطيني
العجوز محاطة بمئات من جنود
اليهود الذين قاموا بنبش
المزرعة عن بكرة أبيها، ولكنهم
لم يجدوا أي قطعة سلاح، فتركوها
وانصرفوا. فكتب العجوز لابنه يشتكي غاضبا مما فعل
جنود اليهود بمزرعته، فرد عليه
الابن: «الآن بإمكانك زراعة
البطاطا يا أبي، وهذا كل ما
أستطيع أن أفعله لك وأنا في
السجن»! جامعة الإمارات ========================== القاعدة الروسية في
القرم وصراع النفوذ آخر تحديث:الأحد ,02/05/2010 عبدالجليل المرهون الخليج في السابع والعشرين من إبريل/نيسان، شهد
البرلمان الأوكراني عراكاً
داخلياً، ألقى خلاله نواب
معارضون البيض، وأطلقوا قنابل
دخانية، إثر إقرار الأغلبية
المؤيدة للرئيس فيكتور
يانوكوفيتش اتفاقاً يجيز
للبحرية الروسية تمديد بقاء
أسطولها في شبه جزيرة القرم حتى
العام 2042 . ومن جهته، أقر مجلس النواب الروسي (الدوما)،
في صباح اليوم ذاته، اتفاق
التجديد بموافقة 410 أعضاء . وكان الرئيس يانوكوفيتش، قد اتفق مع
نظيره الروسي، ديمتري
ميدفيديف، في 21 إبريل/نيسان،
على تمديد تواجد أسطول البحر
الأسود الروسي، في ميناء
سيفاستوبول، بشبه جزيرة القرم،
مقابل خفض الروس لسعر الغاز
المباع إلى أوكرانيا بنسبة 30% . وكانت الاتفاقية
التي يتواجد بمقتضاها الأسطول
الروسي في قاعدة سيفاستوبول، في
شبه جزيرة القرم، سارية المفعول
حتى العام ،2017 قبل أن يجري
تجديدها . وحسب خطاب الرئيس السابق، فيكتور
يوشينكو، فإنه لا توجد أية أسس
قانونية تمنع انتهاء مدة
الاتفاقية في العام ،2017 و”لن
تتواجد قوات مسلحة روسية على
أراضي أوكرانيا بعد ذلك التاريخ”
. وكان قد تم تحديد شروط تواجد أسطول البحر
الأسود الروسي في القرم في
الاتفاقيات الأساسية، التي
وقعت في إطار معاهدة الصداقة
والتعاون بين روسيا وأوكرانيا،
في العام ،1997 وقد أصبحت هذه
الاتفاقيات مثبتة بموجب المادة
التاسعة من الدستور الأوكراني . وفي ديسمبر/كانون الأول من العام ،2007
أصدرت المحكمة العليا
الأوكرانية قراراً يشترط على
الوحدات البحرية الروسية،
المتواجدة في قاعدة
سيفاستوبول، تقديم إيضاحات حول
وجهة سيرها وهدفها قبل مغادرتها
القاعدة .وهو الأمر الذي نظرت
إليه موسكو باعتباره خطوة
استفزازية . وعلى خط آخر، تحركت سلطات كييف السابقة
للتشكيك في عدالة الأجور التي
تتقاضاها مقابل تواجد الأسطول
الروسي في القرم،واتخذ مجلس
الأمن القومي في أوكرانيا في
العام ،2007 قراراً يقضي بحساب
بدل استئجار مرابطة الأسطول
الروسي وفق “المعايير الحديثة”
. وقال أناتولي كيناخ، سكرتير
المجلس حينها، إنه في حالة
استخدام المعايير الحديثة
لحساب بدلات استئجار الأراضي،
فإن مقدارهائ يبلغ على أقل
تقدير 1،8 مليار دولار سنوياً .هذا
في حين لا تدفع موسكو سوى نحو 98
مليون دولار، تم رفعه جزئياً
قبل أشهر . ويبدو أن كييف قد أرادت أن تقول للروس:
مادمتم تصرون على رفع أسعار
الغاز فسوف نطالب برفع فاتورة
وجودكم في القرم . وقد شيدت مدينة سيفاستوبول في شبه جزيرة
القرم في العام 1783 كقاعدة
للأسطول الروسي في البحر الأسود
. وكان هذا الأسطول، الذي تم
بعثه في الاتحاد السوفييتي مع
حلول العام ،1941 يمتلك 47 غواصة و85
قارباً حاملاً للطوربيد و845
طائرة و40 سفينة حربية . وبعد
تفكك الاتحاد السوفييتي،
تقاسمت الأسطول روسيا
وأوكرانيا، التي أصبحت
سيفاستوبول على أراضيها . وقد
حصلت موسكو على ما نسبته 81،7%
مقابل 18،3% لكييف .وتفيد معطيات
غير رسمية بأن القوام العسكري
الراهن لأسطول البحر الأسود
الروسي يعد نحو 45 سفينة حربية،
وجزءاً مقلصاً من المرافق
الأساسية الساحلية التي سلمت
جزئياً لأوكرانيا . ويخدم في
الأسطول نحو 25 ألف ضابط وبحار .
ويعمل في مؤسساته قرابة 20 ألف
خبير مدني، كما يعيش في
سيفاستوبول أكثر من 27 ألفاً من
قدامى البحارة الروس . وكان مقرراً، قبل التمديد الجديد
للاتفاقية مع كييف، أن تصبح
القاعدة التي تُشيّد حالياً في
ميناء نوفوروسيسك الروسي،
المقر الرئيسي لأسطول البحر
الأسود بعد العام 2017 . كذلك، قررت روسيا، كخطوة احترازية، بناء
ثلاثة مطارات جديدة في مناطقها
المشاطئة للبحر الأسود، كما
عملت في الوقت ذاته على تحديث
ثلاثة موانئ في هذه المناطق . وفي وقت مضى، كانت قوات حلف وارسو هي من
يهيمن على البحر الأسود .وحيث
نظر الغرب إلى هذا البحر
باعتباره منطقة نفوذ سوفييتي
بالغة الحساسية، وذلك على الرغم
من طول الشواطئ التركية عليه .بيد
أن الوضع قد تغيّر الآن على نحو
كلي،إذ أن بلغاريا ورومانيا
أصبحتا عضوين في الناتو، وأصبحت
أوكرانيا وجورجيا دولتين
مستقلتين، أما مكانة تركيا في
حسابات الأطلسي فقد تحوّلت على
نحو كبير . وفي العام ،1997
تضمنت مناورات عسكرية لحلف شمال
الأطلسي (الناتو)، قبالة
السواحل الأوكرانية، محاصرة
أسطول البحر الأسود الروسي في
سيفاستوبول . كما تضمنت قيام
قوات الحلف بتدريبات شبيهة بما
فعلته إنجلترا وفرنسا وتركيا في
القرن الثامن عشر، حينما أنزلت
قواتها على ساحل القوقاز، بعد
سقوط سيفاستوبول وتدمير
الأسطول الروسي . والأهم من ذلك، راهن الناتو على إمكانية
أن يغدو بحر آزوف متاحاً
لقواته، إذ أن مضيق كيرتش(الذي
يصل بحر آزوف بالبحر الأسود)
يخضع لرقابة أوكرانيا . وكان هناك اعتقاد، من ناحية أخرى، بأن
حكومة كييف السابقة تسعى لتسليم
منشآت القرم العسكرية بعد العام
2017 إلى تركيا، حتى لا يجنح سكان
شبه الجزيرة إلى روسيا،
وتحديداً سكانها الأصليين من
المسلمين التتار . بقي أن صراع
النفوذ في البحر الأسود لا
تختزله الأساطيل والمعاهدات
العسكرية وحسب، بل كذلك مشاريع
النفط والغاز، الاستراتيجية
والبعيدة المدى . فروسيا تصدّر
عبر هذا البحر أكثر من سبعين
مليون طن من النفط (نحو ثلث
صادراتها إلى الأسواق العالمية)
. كما تمر عبره ملايين الأطنان
من صادرات النفط الكازاخي . وربما تكون روسيا، بتجديدها معاهدة بقاء
قواتها في سيفاستوبول، قد كسبت
جولة جديدة من صراع النفوذ، لكن
فصول هذا الصراع لم تنته بعد . ========================== هل سياسة أوباما في
الشرق الأوسط جديدة فعلاً؟ المستقبل - الاحد 2 أيار 2010 العدد S2007 - رأي و فكر - صفحة 11 سمير الزبن هناك استياء أميركي من سياسات حكومة
بنيامين نتنياهو اليمينية، ولم
يعد هذا الاستياء داخل الغرف
المغلقة، وقد عبر أكثر من مسؤول
أميركي عنه، من باراك أوباما
إلى نائبه جو بايدن إلى وزيرة
الخارجية هيلاري كلنتون إلى
العديد من الناطقين باسم البيت
الأبيض والخارجية الأميركية.
وقد اعتبر البنتاغون أن السياسة
الإسرائيلية تؤثر على حياة
الجنود الأميركيين في المنطقة.
كل هذا جعل العديد من المحللين
الإسرائيليين ينصحون نتنياهو
بعدم الذهاب بعيداً في الخلاف
مع الإدارة الأميركية، لأن
إسرائيل ببساطة لا تستطيع أن
تعيش دون الولايات المتحدة
الأميركية. ولم تكتفِ الإدارة
الأميركية بالانتقادات للحكومة
الإسرائيلية بسبب سياساتها
الاستيطانية، بل عملت من جانب
آخر على تأكيد الروابط
الإستراتيجية الأميركية -
الإسرائيلية والالتزام
الأميركي بأمن إسرائيل، جاء ذلك
من خلال الرسائل والتصريحات
التي أرسل بها المسؤولون
الأميركيون بمناسبة الذكرى
الثانية والستون لتأسيس
إسرائيل، أي أنها أرسلت رسائل
متناقضة. والسؤال الذي يُطرح في هذا السياق، هل
الخلافات الأميركية -
الإسرائيلية، تدفع باتجاه
سياسة أميركية جديدة تجاه عملية
السلام في المنطقة؟ أعطى خطاب الرئيس أوباما في جامعة
القاهرة الأمل بسياسات
ومقاربات أميركية جديدة في
المنطقة، حين اعتبر إنجاز
السلام في المنطقة مصلحة
إستراتيجية أميركية. وقد ساد
الاعتقاد بأن الإدارة
الأميركية ستدير سياسات جديدة
في الشرق الأوسط تخدم هذه
المصالح وتنفذ هذه
الإستراتيجية، وهذا لا يعني
أنها ستدير سياسات ضد المصالح
الإسرائيلية. ولكن بما أن
الولايات المتحدة هي الوحيدة
القادرة على ممارسة الضغوط على
إسرائيل من أجل تقديم
التنازلات، وهي الحامي الأكبر
لإسرائيل من الإدانات الدولية،
فهي القادرة على دفعها لانجاز
عملية السلام. ولكن المسألة
ليست بهذا التبسيط، كما أن
للإدارة الأميركية قدرة على
التأثير على إسرائيل، تملك
إسرائيل قدرة معاكسة على
التأثير في السياسة الأميركية
من خلال جماعات الضغط، وفي
الخلاف الحاصل فقد استخدم كل من
الطرفين وسائل الضغط على الطرف
الآخر، دون أن يكون واضحاً إلى
أين تسير الأوضاع. ولكن يمكن
القول أنه خلال التجاذبات التي
جرت بين الإدارة الأميركية وبين
حكومة نتنياهو على مدى العامين
المنصرمين، فقد الزخم الذي
أراده الرئيس أوباما لسياسته
الشرق أوسطية بريقه مبكراً،
عادت إسرائيل إلى سياستها
التقليدية، بإغراق المفاوضات
حول المفاوضات بالتفاصيل قبل أن
تبدأ، واختيار لغوي لوقف
الاستيطان أكثر منه عملي،
ويندرج في ذات السياق حتى
التوصيف الأخير المتفق عليه مع
الإدارة الأميركي "الامتناع
عن الاستفزازات"، والبحث عن
أشكال استمرار هذه المفاوضات
دون البحث في قضاياها، وعند
البحث في القضايا البحث يجري
الحديث عن حلول مؤقتة. إن كل هذا يجري من أجل "مفاوضات التقارب"
ودون أن تحصل الإدارة الأميركية
على أي تعهد حقيقي بوقف
الاستيطان في الأراضي
الفلسطينية بما فيها القدس
الشرقية. رغم ذلك بدأت الإدارة
الأميركية ممارسة ضغوطها على
السلطة الفلسطينية من أجل إطلاق
هذه المفاوضات، واعتبرت أن ما
تم انجازه مع الإسرائيليين يصلح
أساس لإطلاق "مفاوضات
التقارب" وهو ما عزز استخفاف
إسرائيل بالعملية برمتها
وبالاتفاقات الحالية وبالقانون
الدولي، وأن ذلك كما يكتب هنري
سيغمان، بسبب النظرية الغريبة
التي تبنتها الإدارة الأميركية
والقائلة بأن توقف إسرائيل عن
الاستيلاء المستمر على الأراضي
الفلسطينية خارج الخط الأخضر هو
"تنازل" من قبلها ويستحق
بالمقابل أن يبادله
الفلسطينيون والبلدان العربية
بتقديم تنازلات حقيقية. يهدف كل الصخب الذي تديره الإدارة
الأميركية حول الخلافات مع
إسرائيل، إلى إعادة الطرفين إلى
طاولة المفاوضات، على قاعدة
إنجاز حل سلمي يقوم على أساس دول
فلسطينية قابلة للحياة ولكن دون
تحديد آلية ذلك. وتعود إدارة
أوباما إلى السياسة الأميركية
التقليدية التي تقول أن الطرفين
قادران على التوصل إلى حل سلمي
من خلال المفاوضات. وأكثر من
ذلك، لقد أظهرت زيارة جورج
ميتشل الأخيرة للمنطقة أن
الإدارة الأميركية تهدف اليوم
العودة إلى المفاوضات لا من أجل
انجاز تسوية، بقدر ما تسعى إلى
ذلك من أجل ملء الفراغ، وبلك
تكون الإدارة الأميركية قد عادت
إلى سياسة أدارة الأزمات بدل
حلها. وهو ما يناقض الوعد الذي
قدمته الإدارة الأميركية منذ
خطاب القاهرة، من أنها ستطلق
مبادرة للحل. وخلال كل هذه
الفترة الطويلة، لم ترى تلك
المبادرة النور، ولم نحصد سوى
إدارة الأزمة، في انتظار حكومة
إسرائيلية أخرى، قد تسقط إدارة
أوباما قبل أن تأتي إلى السلطة
في إسرائيل، ومن خلال ضغوط على
الطرف الضعيف في المعادلة،
السلطة الفلسطينية، إنها وصفة
ممتازة للفشل اختبرتها أكثر من
إدارة أميركية. ========================== الاتحاد الأوروبي أمام
امتحان الأزمة المالية
اليونانية آخر تحديث:الأحد ,02/05/2010 غسان العزي الخليج أصابت الأزمة المالية العالمية
بتداعياتها الاقتصاد العالمي
وكل دول العالم تقريباً، ولكن
بطريقة متفاوتة الحدة . فهناك من
يوشك على الإفلات من حبالها أو
تكيف مع نتائجها وهناك من لا
يزال يتخبط في شباكها . اليونان
تبدو اليوم على شفير الإفلاس
التام وتحتاج إلى مساعدات مالية
طارئة لإنقاذها . إذ يبلغ حجم
الدين العام ثلاثمائة مليار
يورو (أكثر من 125 في المائة من
الناتج الاجمالي) عليها أن تدفع
منها ثلاثين ملياراً في العام
الجاري . والحال هذه من أجدر من
شركائها في الاتحاد الأوروبي كي
يسارع لإنقاذها، أقله حتى لا
تصيبهم عدوى الأزمة التي قد
تتحرك على طريقة أحجار الدومينو
. بداية عولت الحكومة اليونانية على آلية
الأسواق عبر إصدارها لسندات
خزينة بأسعار وفوائد تشجيعية،
لكن من دون طائل . فالمستثمرون
يتابعون عن كثب ما يجري ومالهم
جبان لا يحب المخاطرة . وبعد
جدال وأخذ ورد اضطر رئيس
الوزراء اليوناني جورج
باباندريو إلى طلب قروض طارئة
من الشركاء الأوروبيين وصندوق
النقد الدولي . وكان الاتحاد
الأوروبي قد دخل في مناقشات
انتهت بموافقته على مساعدة
اليونان بالتعاون مع صندوق
النقد الدولي بمبلغ 45 مليار
يورو، وذلك بعدما بدأ سعر
اليورو بالتراجع وبعدما دفعت
موجة مبيعات بدأها المستثمرون
تكاليف الاقتراض إلى مستويات
قياسية . وقال باباندريو متوجها
إلى مواطنيه من خلال الشاشة
الصغيرة: “حانت اللحظة، الوقت
الذي لم تمنحنا إياه الأسواق
سنحصل عليه من خلال مساندة
منطقة اليورو . إنها حاجة وطنية
وحتمية أن نطلب رسمياً من
شركائنا في الاتحاد الأوروبي
تفعيل آلية المساندة” . لكن المستشارة الألمانية ميركل التي
وافقت أخيراً على المساعدة، من
أجل ضمان استقرار اليورو
والاقتصاد الأوروبي، كما قالت،
ربطت تفعيل المساعدة بشروط منها
التأكد من أن ذلك لن يمثل خطراً
على منطقة اليورو بكاملها، وأن
يجري الاتفاق مع أثينا على
برنامج للتقشف بمعنى أن يتم
التأكد من أن جهودها للادخار
موثوق بها بشكل قاطع . ويأتي
قرار المستشارة كحل وسط بين
الموقف الفرنسي المؤمن بضرورة
بذل أقصى الجهود لإنقاذ اليونان
حتى لا تبدو أوروبا في موقف محرج
أمام العالم، لاسيما الولايات
المتحدة التي أبدت كل الرغبة
بمساعدة بلد أوروبي، وبين الوضع
الداخلي الألماني عشية
الانتخابات الإقليمية في
التاسع من مايو/أيار حيث لا يحظى
تقديم المساعدات لطرف خارجي،
أياً يكن، بأي شعبية وحيث يمكن
اللجوء إلى المجلس الدستوري
لمواجهة مثل هذا القرار . لكن مشكلة الحكومة اليونانية أنها لا
تستطيع احترام تعهداتها
بالتقشف لأن ذلك سوف يصيب
الطبقات العمالية والشعبية
التي بدأت بتنظيم المظاهرات
فأضحت شوارع أثينا والمدن
اليونانية الكبرى مسرحاً
لتظاهرات تقمعها الشرطة
بالغازات المسيلة للدموع، وهذا
بحد ذاته يزيد من قلق
المستثمرين . إنها الحلقة
المفرغة التي لا يبدو في الأفق
المنظور ما يؤشر للخروج منها
لاسيما أن مؤسسة الإحصاء
الأوروبية “أوروستات” التي
تدقق في الحسابات العامة
اليونانية أعلنت بأن العجز
العام هو أكبر مما أعلن (3،6 في
المائة من الناتج الإجمالي
العام وليس 2،9) وأن ثمة غموضاً
يحيط ببعض هذه الحسابات . أكثر
من ذلك اعتبرت وكالة “موديز”
لتقدير المخاطر أن الدين
اليوناني هو الأكثر خطراً في
العالم . وما إن صدر هذان
الإعلانان حتى طارت الأسواق
وانهارت أسعار السندات
اليونانية مجدداً بعد هدوء قصير
الأمد . كيف يمكن شرح ذلك بعدما أعلن الاتحاد
وصندوق النقد موافقتهما على دعم
اليونان؟ أولاً، لأن هذا الدعم لا يزال افتراضياً:
من الناحية التقنية الاتحاد ليس
جاهزاً لتحويل النقود فوراً .
والأسواق لا تحب الانتظار .
ثانياً لأن هذا الدعم يبقى هشاً
من الناحيتين السياسية
والقانونية بدليل الموقف
الألماني والخوف من اللجوء إلى
المجلس الدستوري ومن دعوة الرأي
العام إلى اتخاذ موقف في
الانتخابات الإقليمية . وثالثاً
لأن الخوف من عدم قدرة أثينا على
الوفاء بالتزاماتها لم يعد
افتراضاً نظرياً بل يقترب من
الحقيقة بخطى متسارعة . ثم إن
الأوروبيين أنفسهم ليسوا في حال
مالية يحسدون عليها إذ يبلغ عجز
منطقة اليورو 565 مليار يورو في
العام الفائت وديونها تتعدى
سبعة آلاف مليار يورو . من هنا
يتصور المتشائمون أحد
السيناريوهين: يستمر الأوروبيون في برنامجهم لإنقاذ
اليونان مهما كلف الأمر رغم
معرفتهم أن ما تحتاجه حقيقة هو
150 مليار يورو من هنا للعام 2015
يضاف إليها تسعين ملياراً أخرى
لخدمة هذا الدين نفسه، من دون
إهمال فرضية أن تلجأ إلى المزيد
من الديون بسبب عجزها المتفاقم
عاماً بعد عام . وهذا يعني أن حجم
المساعدة سيكون بمئات
المليارات من اليورو وهذا ما لا
طاقة للاتحاد أن يتحمله ولو
بمساعدة صندوق النقد الذي يقدم
الأموال ومعها الرقابة المشددة
على برامج سدادها . تعترف اليونان بعدم قدرتها على الإيفاء
بالتزاماتها المالية فتدخل في
مفاوضات مع الدائنين لإعادة
جدولة الدين على مدى العشرين أو
الخمس وعشرين سنة المقبلة، كما
سبق وفعلت الأرجنتين . وهذا أمر
سيكون شديد الوطأة على الدائنين
من مصارف وشركات تأمين أوروبية
وغيرها لذلك لا تزال الحكومات
الأوروبية ترفض الخوض فيه لكنها
قد تضطر لمناقشته عما قريب . في جميع الأحوال يقف الاتحاد الأوروبي
أمام مفترق، وإذا لم ينجح في
الامتحان اليوناني الصعب فإن
مصداقيته ستتعرض لأذى شديد،
وسيكون لذلك آثار جد سلبية على
مستقبله من كل النواحي
الاقتصادية والسياسية
والاستراتيجية . ========================== فريد هاليدي: غياب
المثقف العالمي الأحد, 02 مايو 2010 خالد الحروب * الحياة لا يحتاج فريد هاليداي إلى تعريف أو تقريض.
فقامته الأكاديمية وإنتاجه
الغزير يتحدثان عنه. واقتحاماته
لقلب المعضلات السياسية
والسوسيولوجية واللغوية
والدينية، بخاصة في الشرق
الأوسط، انتزعت احتراماً
كبيراً له في دوائر واسعة.
ومغامراته في بلدان الخليج
العربي من جبال ظفار واليمن
الجنوبي خلال سنوات رومانسية
الثورة الماركسية، ووصولاً إلى
تقاعده الهادىء على سرير المرض
في برشلونة، كلها كانت تنبيء عن
شخصية مفكرة ومقدامة دوماً. كتب
هاليداي كثيراً، كتباً
ومقالات، وأتقن لغات عديدة،
ومنها اللهجة الحميرية. لكنه
استقبالاً للألفية الثانية
اصدر عام 1999 كتاباً متوسط الحجم
بعنون «العالم عند 2000» (The
World at 2000)، ولخص فيه أهم عناصر رؤاه
للعالم المقبل على تحقيب زمني
جديد، وقد صدرت ترجمته العربية
عن «دار الساقي» عام 2002 بعنوان «الكونية
الجذرية لا العولمة المترددة».
ربما يمكن المغامرة بالقول إن
هذا الكتاب شبه المغمور هو من
أهم، إن لم يكن أهم، ما كتب
هاليداي من زاوية سجال العولمة
والكونية والخصوصية الثقافية.
وربما يجوز لنا إعادة نقاش ذلك
الكتاب على سبيل النعي والتقدير
لغياب هذا الإرلندي الموسوعي.
منذ صدور ذلك الكتاب ألحت على
هاليداي العناوين المعولمة
أكثر وأكثر، فكتب مباشرة بعد
إرهاب 11 سبتمبر كتابه الشهير «ساعتان
هزتا العالم»، وربط فيه الأسباب
والنتائج في شكل إستثنائي، وفي
وقت كانت فيه «البوشية» و»النيومحافظية»
الأميركية الجديدة تقطع ما بين
السبب والمسبب وتمهد الأرض
لغزواتها في أفغانستان وإيران. يرى هاليدي أن المعضلات الكبرى لا تعترف
بالحدود الزمنية الحدية،
كانتهاء ألفية وبداية أخرى، أو
انقضاء قرن وانطلاق آخر. بل تمتد
كالسرج على جانبي الحد الزمني
الرمزي الفاصل بين حقبة منقضية
وأخرى صاعدة. ولهذا ففي الوقت
الذي واجه عالم القرن العشرين
معضلات من الوزن الثقيل، فإن
تلك المعضلات الكبرى نفسها ترحل
معنا، ليس فقط إلى القرن الذي
نعيشه الآن بل ربما إلى الألفية
الثالثة برمتها. ما تصدى له هاليداي في «العالم عند 2000»،
وآخرون نسجوا على منوالات
شبيهة، ليس قضايا سياسية بحتة
منبتة عن جذورها النظرية، إن
على مستوى الدولة-الأمة او
العالم، بل على العكس إدارة
نقاش معمق حول مجموعة طروحات
نظرية في غاية الأهمية لجهة
الاجتماع السياسي القومي أم
العالمي، تتفرع عنها الإشكالات
والقضايا السياسية الكبرى
والأساسية في عالمي اليوم والغد.
تتضمن النقاشات والقضايا
الجدلية التي سيطرت على الساحة
الفكرية في ميدان العلاقات
الدولية وما زالت، وانهمك فيها
هاليداي، موضوعات مثل جدة وعمق
واتساع التغير الذي شهده وما
زال يشهده العالم بعد انقضاء
الحرب الباردة، وموضوعة
العولمة ومضامينها وأبعادها،
والنزوع المتطرف نحو ليبرالية
السوق وأفكار نهايات التاريخ،
وعودة أنماط الحروب وانتشارها
على رغم غياب مخاطر الحروب
العالمية الكبرى، ومسألة
الديموقراطية ومدى تجذرها أم
هشاشتها، وسيطرة هيمنة قطب دولي
واحد ومعناها وآثارها، ثم جملة
القضايا المتعلقة بالهويات
المحلية والعلاقة بالآخر،
وكذلك انتشار الدعوة الأممية
إلى الحكم الجيد (Good
Governance) وانتهاء بالدعوة إلى ما يسيمه
هاليداي «الكونية الجذرية». ومن أهم ما يميز عالم اليوم في شكل عام،
كما يرى هاليداي، هو أنه مع
هزيمة الاشتراكية مترافقة
وسقوط الاتحاد السوفياتي، غاب
السبب الذي يمكن أن تستخدمه
الرأسمالية لتبريرها عدم تحقيق
ما اعتادت أن تبشر به من إيصال
الإنسان للرفاهية والسعادة،
على المستوى الفردي، وتحقيق
الازدهار والسلام على المستوى
الإنساني. فالرأسمالية أصبحت
الآن وللمرة الأولى في التاريخ
عارية تحت الضوء والاختبار
الحقيقي وبلا ذريعة تستخدمها
للتملص من وعودها. وهذا مرتبط من
ناحية أخرى بما جلبه انقضاء
الحرب الباردة من نهاية
للإيديولوجيات المتناقضة التي
يعود جذرها التنافسي الى قرنين
ماضيين وعلى الأخص بين
الاشتراكية والليبرالية،
الإصلاح والثورة، التخطيط
والسوق. ويعتقد هاليداي أنه
فضلاً عن خفوت جذوة التنافس
فإننا نشهد اندحاراً مزدوجاً
للتخطيط المركزي (للاقتصاد) من
قبل الدولة، وكذلك لتطرف دوغما
النيوليبرالية وإيمانها الأعمى
بقوى السوق. والبديل الذي نشهد
بزوغه (بحسب الكتاب وعشية
الألفية الثانية) هو نوع من
التسوية بين هاتين
الإيديولوجيتين يسميها هاليداي
«السوق الاشتراكي»، حيث
التركيز على إعادة هيكلة الدولة
لناحية نزع بعض وسائل التوجيه
التقليدية التي اعتادت
احتكارها ومنحها وظائف جديدة لم
تكن داخلة في تعريفها. ويندرج في
هذا أيضاً التركيز على تطوير
ثقافة مجتمع مدني واسعة مهتمة
مركزياً بقضايا ملحة مثل
التعليم والعائلة والجريمة.
والتركيز كذلك على محاربة
البطالة والوصول إلى نسبة بطالة
صفر، ثم إعادة بناء نظام
الرعاية الاجتماعية والانخراط
النشط في القضايا العالمية
المشتركة. ومن الواضح هنا أن
البديل «الوسط»، أو «السوق
الاشتراكي» الذي يدعو إليه
هاليداي لا يكاد يختلف بشيء عن
بديل «الطريق الثالث» الذي دعا
إليه أنتوني غيدنز في كتاب بنفس
ذلك العنوان صدر قبل كتاب
هاليداي وشاع في أوساط
الديموقراطيين الاشتراكيين في
أوروبا والولايات المتحدة،
وتبنته حكومات توني بلير
البريطانية العمالية، وغيرهارد
شرودر الألمانية الاشتراكية
الديموقراطية، وبيل كلنتون
الأميركية الديموقراطية. لكن
الأمر المحيّر هو أن هاليداي لا
يستخدم تلك التسمية ولا يشير
إلى غيدنز أو كتاباته التي نظر
فيها الى البديل الذي يطرحه،
وبخاصة كتابه المهم «الطريق
الثالث» والذي ينسب إليه بإجماع.
يرى هاليداي أن التحدي الأكبر المرتبط
بمطلع القرن الواحد والعشرين
يكمن في تحقيق المساواة بين
الأغنياء والفقراء. ويناقشه في
سياق معالجته للعولمة، التي
يراها التحدي الثاني، والتي من
ناحية أخرى تنطوي على عمليات
تكرس اللامساوة في شكل صارم
وتولد عدم الاستقرار. والنظرة
إلى العولمة هنا ليست قاصرة على
رؤيتها كظاهرة مسطحة أو مجرد
عملية أحادية، ترتبط مثلاً
بالشركات العابرة للحدود، بل
تتسع لرؤيتها ظاهرة مركبة
ومتعددة الأوجه والعمليات.
ويعرفها هاليداي بأنها تتضمن
ثلاثة أمور أساسية: تخفيض
الحواجز بين الدول والمجتمعات،
زيادة هيمنة بعض الدول
والمجتمعات، وزيادة حجم
المبادلات بين المجتمعات (سواء
كان ذلك على شكل التجارة، أم
رأٍس المال، أم العملة
المتبادلة، أم حجم السياحة، أم
عدد المهاجرين). على أن اللافت
للانتباه في تعريف هاليداي هو
قصوره في ذلك الكتاب عن التركيز
على ثورة الاتصالات والإعلام
بشكل مباشر، رغم ما قد يفهم من
إشارات وتضمينات غير مباشرة إلى
ذلك، ورغم معاودته الاهتمام به
في كتاباته اللاحقة. فالإعلام
الاتصالي المعولم، الفضائي
والإنترنتي، هو في الواقع الساق
الثانية للاقتصاد المعولم إذ
يتوأمان معاً ويشكلان هيكل
العولمة الراهنة ومحركها النشط.
وبقليل من المجازفة يمكن القول
أن نقمة هاليداي على الإعلام
الراهن في عالم اليوم، والذي
عبر عنه في مناسبات أخرى لكنه لم
يظهر في هذا الكتاب، بسبب ما
تقوم به الإمبراطوريات
الإعلامية من تشويه، إما من
طريق تصنيع و تضخيم أفكار
وتوجهات فارغة أو في تجاهل
وتسطيح أفكار وتوجهات ومشكلات
ضاغطة ربما دفع به إلى التقليل
نسبياً من أثر ومساهمة الإعلام
والاتصالات في شكل وتشكيل
العولمة. يندرج في نقاشات المعضلات الكبرى الجدل
حول استمرارية أو توقف الحروب.
وهنا نجد أن هاليداي يبقي الباب
مفتوحاً، حيث لا نعلم فيما إن
كانت المرحلة التي نعيشها الآن
في ظل غياب حروب عالمية كبرى هي
بداية مرحلة «سلم عالمي» دائمة،
أو مجرد «فسحة» أو «استراحة» ما
بين مرحلتين من الحروب. صحيح أن
الديموقرطية تنتشر الآن ويتم
ربطها، ولو بطريقة قسرية مبالغ
فيها أحياناً، بنشر السلم في
أرجاء المعمورة. وصحيح أن بلدان
العالم تنزع نحو الدمقرطة شيئاً
فشيئاً، حيث أن عدد البلدان
التي صارت توصف بأنها
ديموقراطية يزداد سنة بعد سنة:
فمقابل 56 بلداً ديموقراطياً عام
1990 فإن العالم عام 2000 يشهد 86
ديموقراطية. لكن احتمال
الانقلاب إلى سيرة الحروب
الكبرى لا يمكن نفيه بالمطلق،
ولا الديموقراطية التي يستند
إليها قادرة على توفير ضمانة
تامة وأكيدة ضد الارتداد إلى
أنماط استبدادية من ناحية، أو
إشباع تطلعات الشعوب وتحقيق
موازنات وتسويات بين مصالحها
المتناقضة والحادة من ناحية
ثانية. ويقلل هاليداي من
المبالغة في موضعة ما يسمى «الإرهاب
الدولي» كخطر مولد لحروب عالمية.
فمن جهة يلفت الانتباه إلى أن
هناك أنواعاً أخرى من الإرهاب
الخفي أو المستتر الذي لا يقل
خطراً عما تقوم به «المنظمات
الإرهابية»، كما أن إرهاب هذه
المنظمات ليس بالعمق الدولي أو
الحساس الذي قد يجر دولاً كبرى
إلى الانخراط في حروب كبرى مثل
الإرهاب الذي قاد إلى الحرب
العالمية الإولى عام 1914 في
ساراييفو. بل إن ما هو أهم من
التركيز المبالغ فيه على
الإرهاب هو انتشار أسلحة الدمار
الشامل وعدم خضوع الولايات
المتحدة على وجه الخصوص
لمعاهدات الحد من ذلك الانتشار
وعدم توقيعها على معاهدة حظر
التجارب النووية. ستفتقد أدبيات العلاقات الدولية إسهامات
فريد هاليداي بخاصة بعد مرحلة
النضج والتوازن الدقيق التي وصل
إليها قاطعاً رحلة طويلة من
الماركسية الثورية إلى
اشتراكية السوق والعولمة. * أكاديمي ومحاضر فلسطيني -
جامعة كامبردج ========================== المسلمون الأوروبيون
بين التيسير والتعسير الأحد, 02 مايو 2010 عبدالله اسكندر الحياة تحجب قضية النقاب في أوروبا، خصوصاً في
بلجيكا التي شرّعت منعه وفرنسا
التي تتجه الى تشريع مماثل،
مسألة فائقة الحساسية تتعلق
بمدى تمكن المسلمين الأوروبيين
من أن يتولوا بأنفسهم أن يظهروا
صورة ايمانهم الديني، سواء لجهة
العلاقة بالآخرين أو لجهة أنماط
السلوك الاجتماعي. يمكن قول الكثير عن دوافع التوجه الى منع
النقاب بقانون، ومحاولات
تسييسه من سلطات وأحزاب وفئات
أوروبية. وكثير من هذه الدوافع
يقع في خانة افتعال «أزمة كبيرة»
من مسألة غير قابلة للخضوع
لقانون. حتى ان المجلس الدستوري
الفرنسي حذر حكومة فرنسوا فييون
من لا دستورية مثل هذا التوجه
عندما طرحت فكرة حظر النقاب،
بتوجيهات من الرئيس نيكولا
ساركوزي. وتحدث كثير من الخبراء
الفرنسيين في علوم الاجتماع
والاديان عن عدم فائدة مثل هذا
القانون، لا بل عن الاضرار التي
يمكن ان يلحقها بصورة مواطنين
يتبعون الدين الاسلامي. وجرى
استغلال لقضية الجزائري
المتزوج من فرنسية منقبة في
الوقت الذي يقيم علاقات زوجية
مع نساء اخريات يقطنّ في الحي
نفسه في ضاحية مدينة نانت، على
نحو يظهر سهولة الخلط بين قضية
محددة تقع في اطار «المنوعات»
الصحافية وبين صورة للمسلمين
الأوروبيين يجري فرضها على
الرأي العام. وذلك على رغم ان
محامي الدفاع عن الجزائري
المزواج اعترفوا بان الرجل لم
يفعل سوى ما قد يفعله اي فرنسي
آخر، اي انه متعدد «العشيقات»
وليس «الزوجات»، وتالياً لا يقع
تحت طائلة قانون تعدد الزوجات. وقد كان رجع الصدى لهذه المسألة لدى نجوم
الفضائيات ومهرجانات التحريض،
من خلال اعلان الرفض المطلق
لفتاوى لهيئات اسلامية اوروبية
وأئمة أوروبيين تشدد على تيسير
ممارسة الدين وليس تعسيره.
خصوصاً لجهة السعي الى تطابق
العبادة مع مجتمع المسلمين
الأوروبيين. فاذا كان ثمة نص
مثلاً بامكان تعدد الزوجات، وهي
ممارسة تتراجع باطراد في كل
ارجاء العالم الاسلامي، فان
العودة إليه لتبرير قضية
الجزائري المزواج تقع في إطار
تعقيد العبادة من جهة، وتعريض
الأوروبي المسلم ليتخذ صورة
المزواج فحسب، وتالياً المخالف
للقانون والمتعارض مع المجتمع
الذي يعيش فيه. وإذا كانت مسألة
النقاب لم تجد لها حلاً بين
العلماء المسلمين في العالم
الإسلامي، وتتعدد وجهات النظر
والفتاوى في شأنها، بين كونها
من صلب العقيدة وكونها عادة
اجتماعية، فكيف يمكن ان يفرض
الدعاة الفضائيون وجهة نظر
واحدة على المسلمين
الأوروبيين؟ لقد سيّس سياسيون أوروبيون صورة الاسلام
لمصالح سياسية، من خلال التركيز
على النقاب وتعدد الزوجات.
وكذلك سيّس الدعاة الفضائيون
هذه الصورة للترويج لمصالح
سياسية أيضاً. فبمقدار ما يسعى
هؤلاء السياسيون الى استغلال
مشاعر الخوف من «إسلام متشدد»
في أوروبا، بمقدار ما يسعى
الدعاة الأصوليون الى زيادة
الهوة بين المسلمين الأوروبيين
وأوطانهم. وفي مثل هذا المناخ
تولد مشاعر العداء للآخر،
وصولاً الى عزلة المواطنين
المسلمين، وصولاً الى تفريخ
الخلايا المتطرفة والارهابية. وسمعنا في الأيام الماضية ردوداً من دعاة
عرب على فتاوى هيئات أوروبية
تشدد على تيسير حياة المسلمين
الأوروبيين، فرفضوا هذه
الفتاوى بوصفها مشبوهة المصدر
وغير متطابقة مع الافكار
المتشددة للأصوليين. ودعا هؤلاء
الدعاة الأصوليون المسلمين
الأوروبيين الى رفض هذه الفتاوى
والتقيد بتلك المراكز
المتشددة، ما يعني تعسيراً
لحياة المسلمين في أوروبا. ========================== الشرق الاوسط 2-5-2010 لكي لا تعلو العين على الحاجب، أو تختلط
الأوراق، من الضروري أن أوضح أن
اهتمامي بموضوع هذا المقال وهو
مناورات الحرس الثوري الإيراني
البحرية الأخيرة، ليس نابعا من
خبرتي العسكرية إذ لا خبرة لي في
هذا المجال؛ ولو أن جنرالا
محترفا قرأ ما أكتبه ففي الغالب
سوف يضحك إلى أن يستلقي على قفاه.
كما أعترف بعجزي عن تقديم تحليل
سياسي أو فكري لها فليس هذا
عملي، أنا أنظر للأمر كله
كمسرحي يراقب أبطال عرض مسرحي
وهم يلعبون أدوارهم محاولا
الوصول إلى خارطة طريق تحدد
طريقتهم في التفكير ومن ثم
الأفعال التي سيقومون بها على
المسرح، مسرح المنطقة ومسرح
العالم، والآثار التي من الممكن
أن تنتج عنها. المرة الأولي التي سمعنا فيها عن الحرس
الثوري كانت عندما حاصر أعضاؤه،
ومنهم الرئيس أحمدي نجاد،
السفارة الأميركية والعاملين
بها شهورا طويلة، ثم بعد ذلك
وعلى مدى عمر الحكم الثوري كله
في إيران، لم نسمع أنهم قدموا
إنجازا مجتمعيا للشعب الإيراني.
والمناورات عادة تقوم بها
الجيوش المحترفة بقيادة
الجنرالات المحترفين، والهدف
منها هو الاطمئنان إلى جهوزية
القوات المسلحة وكفاءة
تدريباتها وذلك للاطمئنان على
قدراتها الدفاعية عند تعرض
البلاد للخطر. المناورات التي
يقودها - بالحتم - جنرالات
محترفون إذن جزء من الحرفة
العسكرية تلتزم بقيمها وما
نسميه الشرف العسكري، حدث هذا
على طول التاريخ وعرضه في كل
بلاد الأرض وفي كل الحضارات.
الاستعراض أو تهديد الآخرين، أو
المباهاة، أو شغل الناس في
الداخل، أو التغطية على مشكلات
الناس الحقيقية، ليست ولم تكن
هدفا للمناورات عند الجنرال
المحترف. غير أن أول ما يلفت النظر في هذه
المناورات أن البحرية
الإيرانية بجنرالاتها
المحترفين لم تكن هي التي قامت
بها، فهل حل الحرس الثوري محل
القوات المسلحة في إيران؟ أم أن
جماعة الحرس الثوري بمباركة
النظام أصبحت لها اليد الطولى
بما يهمش الجيش الإيراني ويفقده
مقوماته كجيش محترف؟ أم أن
القوات المسلحة ذابت في الحرس
الثوري فأصبحا جسما واحدا تتحكم
فيه الأفكار الثورية وحدها بكل
قابليتها للمغامرة غير
المحسوبة والمستندة إلى
الاستهتار وعدم فهم الواقع، ما
يشكل خطرا حقيقيا على أي نظام؟
الإجابة عن كل هذه الأسئلة
تتطلب توافر معلومات من
المستحيل أن توجد، إذا وجدت،
إلا في أجهزة المعلومات. إذن
بمقاييس العسكرية العلمية هذه
ليست مناورات، بل هي حركة ثورية
الهدف منها هو لفت أنظار أميركا
والعالم إلى أن أي محاولة
لعدوان عسكري على إيران سيترتب
عليها احتلال الخليج، بما يعنيه
ذلك من سيطرة على أهم مصدر
للبترول في العالم. بالطبع لم يصرح مسؤول إيراني بذلك، غير
أنه كانت هناك تصريحات واضحة
تحمل تهديدا أشد وضوحا، ومنها «لا
تتكلموا عن الجزر التي قمنا
باحتلالها»، «لا تساووا بيننا
وبين إسرائيل التي احتلت أرضا
عربية»، «لا داعي لإغضاب الشعب
الإيراني».. لا بد أنك استمعت
كثيرا لهذا النوع من التهديدات
في المسرحيات الفكاهية
بالتحديد، وذلك عندما يحاصر
البطل الكوميديان متلبسا بفعل
سيئ فيقول «باقول لك إيه.. كده
حتزعلني.. وأنا لو زعلت، ما
تعرفش حاعمل فيك إيه.. آه.. إوعى
تزعلني.. عشان أنا زعلي وحش».
إنها طريقة شهيرة للهروب من
مناقشة أي قضية، والإفلات
بغنيمة ما. غير أنه من المؤكد
طبقا لكل المعطيات والحسابات
السياسية والعسكرية، أن الغرب
لن يتورع عن توجيه ضربات موجعة
لإيران في اللحظات الأولى لهجوم
محتمل على الخليج، من شأن هذه
الضربات تدمير كل قواتها
المسلحة، دروس الحرب العالمية
الثانية ما زالت ماثلة في
الأذهان، أذهان جنرالات الغرب
المحترفين، ليس مسموحا لقوات
العاصفة الألمانية - مرة ثانية -
أن تتقدم لتحتل بلدان أوروبا
واحدة بعد الأخرى. كل ما تفعله حكومة السيد أحمدي نجاد الآن
ليس أكثر من عملية «إشغال طريق»
واستهلاك الوقت بأمل أن تفاجئ
الغرب بأنها قد توصلت بالفعل
إلى صنع قنبلة ذرية، ليس بهدف
إطلاقها على أحد بل للتهديد
باستخدامها للحصول على مكاسب.
إذا حدث ذلك بالفعل وتوصلوا إلى
صنع القنبلة الذرية فلا مفر من
أن يتفاوض الغرب معهم، وتقديم
حد أدنى من التنازلات التي لا
يعرف مداها إلا الله. غير أن
موقف إسرائيل في هذه الحالة
سيكون مختلفا تماما عن موقف
الغرب بالرغم من توحدهما في
مساحات توافقية كثيرة. هنا نعود مرة أخرى إلى سلاح المعلومات..
ماذا يعرف الغرب وماذا تعرف
إسرائيل عن إيقاعات العمل في
صنع هذه القنبلة؟ وما هي
المساحة الزمنية التي تفصلها عن
إتمام صنع هذه القنبلة؟ هناك
بالفعل معلومات منشورة عن عناصر
من العاملين في النشاط الذري
الإيراني لجأوا لأميركا،
بالتأكيد هم مصدر جيد
للمعلومات، غير أنها معلومات
قديمة مرت عليها عدة سنوات، لا
أقول إن معلوماتهم لا أهمية
لها، بل أقول إنها غير حاسمة في
التعرف على الوقت الذي ستصل فيه
إيران إلى صنعها. من الغريب أن الفنان بخياله استطاع في كل
مراحل التاريخ، أن يرى زوايا من
الواقع مماثلة تماما لما ستأتي
به الأيام بعد سنين طويلة. في
نهاية الأربعينات وربما في
بداية الخمسينات أنتجت السينما
الأميركية فيلما باسم «زئير
الفأر» عن إمارة صغيرة من
إمارات وسط أوروبا استطاعت سرقة
قنبلة ذرية وضعتها على ظهر مركب
وأبحرت بها إلى الشاطئ الأميركي
ثم أطلقت تهديداتها، ثم دخلت
بعد ذلك في عملية تفاوض طويلة مع
الحكومة الأميركية التي سلمت
للإمارة بكل ما تطلبه على طول
الخط، أين هو رجل السياسة الذي
يجرؤ على معارضتك وأنت تشهر
عليه قنبلة ذرية؟ المعرفة إذن، المستمدة من تدفق المعلومات
وتحليلها، في هذه القضية ستلعب
دورا حاسما، وهي المعلومات التي
يتم الحصول عليها بطريقتين لا
ثالث لهما، التكنولوجيا
والبشر، وبالنسبة لنا في مصر لم
نكن نتصور قبل هزيمة 1967 أن هناك
أنواعا من التكنولوجيا لا نعرف
عنها شيئا، وأنها قادرة على
اختراق كل وسائل الاتصالات
السلكية واللاسلكية، ثم فوجئنا
بالإذاعة الإسرائيلية تذيع في
برامجها وبشكل متكرر ليلا
ونهارا، نص مكالمة تليفونية
دارت بين جمال عبد الناصر
والمغفور له الملك حسين ملك
الأردن، المكالمة كانت خطيرة
للغاية، فبعد الهزيمة مباشرة
أعلنت مصر أن الطيران الأميركي
اشترك في المعركة ضد مصر، وهنا
أذاعت إسرائيل نص المكالمة التي
يتفق فيها عبد الناصر مع الملك
حسين على ادعاء هذه الحكاية.
هكذا، ومنذ خمسين عاما تقريبا
كانت التكنولوجيا في منطقتنا
قادرة على تسجيل مكالمة
تليفونية المفترض أنها مؤمنة (Secured)
بين ملك ورئيس جمهورية.. تُرى ما
هو حال تكنولوجيا الغرب هذه
الأيام؟ جهاز الاتصال الذي كان يستخدمه جيمس بوند
في مغامراته الخيالية، يستخدمه
الآن أي طفل في أصغر نجع أو قرية
عربية، أجهزة التنصت والتصوير
التي كنا نراها فقط في مسلسلات
الجاسوسية، تباع الآن في شوارع
المدن العربية. لقد تحول الفضاء
الكوني إلى شبكة عنكبوتية من
المخبرين والبصاصين، هذه هي
التكنولوجيا التي أعرفها أنا
وأنت وربما يلعب بها أطفالنا في
الشارع.. ماذا عن تكنولوجيا
الأجهزة المحترفة؟ إن مهمة
حكومة السيد أحمدي نجاد في
إخفاء المعلومات عن أجهزة
الغرب، مهمة صعبة للغاية إن لم
تكن مستحيلة. ====================== الولايات المتحدة/أفغانستان
: أكثر من ثمان سنوات من القصف
الأعمي بقلم غاريث بورتير* وكالة انتر بريس سيرفس واشنطن , مايو (آي بي إس) يبرهن تكرار الغارات الأمريكية علي أهداف
زائفة أو خاطئة في أفغانستان
علي مدي ما يزيد من ثمان سنوات،
بمئات من الضحايا المدنيين، علي
أن واشنطن ما زالت لا تفهم
الطابع القبائلي والدينامية
الإجتماعية السياسية المحلية
الأفغانية. فقد إعتاد قادة القوات المسلحة
الأمريكية، لدي إتخاذ قراراتهم
بقصف أهداف يفترض أنها تابعة
لطالبان، علي الإعتماد علي
مخبرين يشك في مصداقيتهم ولا
تدري الولايات المتحدة شيئا عن
نواياهم الحقيقية. وكمثال، علق عضو في مجلس محافظة غارديز
علي غارة أمريكية خاطئة في
فبراير الماضي راح ضحيتها أهالي
مدنيين، أن "القوات الخاصة
الأمريكية لا تعرف من هو العدو
ومن هو غير العدو". وطالب حاج شاريبودين، رب الأسرة التي
قُتل خمسة من أعضائها في قصف
أمريكي يوم 12 فبراير الماضي راح
ضحيته ثلاث نساء وموظفين
أفغانيين إثنين دون إصابة أي
عنصر من طالبان، طالب قائد
القوات الخاصة المشتركة
الأدميرال ويليام ماكرافين -الذي
زار موقع القصف للإعتذار لذوي
الضحايا- بتسليمه "الجاسوس
الذي أعطاهم المعلومة الزائفة".
كذلك فقد إعترف قائد القوات الدولية في
أفغاستان الجنرال ستانلي
ماكريستال، في معرض"تقييم"
في أغسطس 2009، بضرورة "التعرف
بصورة أفضل علي أفغانستان
وأهاليه". أما رئيس المخابرات الجنرال مايكل فلين،
فقد أقر بدوره في حديث مع محطة
إذاعة أمريكية في 13 أغسطس
الماضي "ما لم ننجح فيه هو فهم
السكان ودينامية القبائل
وطبيعة الجماعات العرقية".
وقال أن هذه الدينامية "تتغير
من وادي إلي وادي". وبالإضافة، أكد فلين في وثيقة نشرها مركز
أمن الولايات المتحدة الجديد في
أكتوبر الماضي "لا أريد أن
أقول أننا ليست لدينا أي فكرة،
لكنه ليس لدينا" أي فكرة.
وأضاف "بالكاد نفهم مجرد
السطحيات". هذا ويشار إلي أن الولايات المتحدة
ومنظمة حلف شمال الأطلسي عادة
ما إعتمدتا إعتمادا كبيرا علي
روابط مع زعماء القبائل وأسياد
الحرب في أفغانستان، عادة ما
تأتي بعواقب كارثية متكررة. في هذا الشأن صرح العقيد ديفيد لام، الذي
شغل منصب مدير مكتب الجنرال
ديفيد بارنو أعلي قائد أمريكي
في أفغانستان في الفترة 2003-2005،
أنه أصبح من الواضح لدي كبار
القادة العسكريين أنه لا يجب
أقامة تحالفات مع القبائل لغاية
الحصول علي معلومات عن طالبان. وكان ديفيد لام قد أفاد في مقابلة مع
وكالة انتر بريس سيرفس في
سبتمبر 2008 أنه غالبا ما قُيل (للقوات
الأمريكية) أن زعيم لقبيلة ما هو
من طالبان في حين كانت الأمر
يتعلق بقبيلة غريمة لقبيلته. وعلي الرغم من ذلك، فقد واصلت وكالة
المخابرات المركزية الأمريكية
وضباط المخابرات العسكرية
الإعتماد علي زعماء قبائل
وأسياد حرب محليين كمصدر
إستخباري عن طالبان. ففي ديسمبر 2008 علي سبيل المثال، صرح ضباط
مخابرات أمريكيون لمندوب صحيفة
واشنطن بوست، جوبي واريك، أنهم
كانوا يوزعون هدايا من المنشط
الجنسي "فياغرا" وغيره،
لإغراء أسياد حرب وزعماء قبائل
بتزويدهم بمعلومات عن طالبان. كذلك فقد أفاد مركز التعاون الدولي
بجامعة نيويورك في سبتمبر
الماضي، أن الجيش الأمريكي بما
فيه القوات الخاصة، إعتمدوا
أيضا علي أسياد حرب محليين
للحصول علي معلومات لحماية أمن
القواعد واللوجيستيات
الأمريكية في أفغانستان. وربما أكبر مثال علي ذلك، هو إستخدام
وكالة المخابرات الأمريكية
لمعلومات من أحمد والي كرزاس،
شقيق الرئيس الأفغاني ورئيس
مجلس محافظة قندهار بل وأكثر
رجالها سلطة ونفوذا. عن هذا كتب راجيف تشاندراسيكاران علي
صفحات جريدة واشنطن بوست في
سبتمبر أيضا، أن دبلوماسيين
أمريكيين وكنديين لم يضغطوا علي
الرئيس كرزاي لإقالة شقيقه من
منصبه لأنه سلم "معلومات قيمة"
للجيش الأمريكي. هذا ولقد قاد عجز القوات الأمريكية عن
الإعتماد علي شبكة خاصة بها من
العملاء ذوي مصداقية إلي عمدها
لإستخدام القوة القاتلة علي
أساس معلومات من مصادر مشكوك
فيها. وقد يكون من بين أكثر الغارات الأمريكية
الخاطئة شهرة إعلاميا، قصفها
لقرية عزيز أباد في محافظة هيرت
في أغسطس 2008، حيث أعرب مسئولون
حكوميون أفغان عن قناعتهم
التامة بأن القوات الأمريكية
كانت موضع تضليل من قبل زعيم
قبائلي غريم للزعيم تيمور شاه
الذي لقي حتفه. فكشفت تحريات لجنة حقوق الإنسان
الأفغانية المستقلة أن شريك
تجاري لتيمور شاه كان يكن عداء
شخصيا لعائلة تيمور وإرتكب بضعة
جرائم، ومرر معلومات زائفة
لقوات التحالف حول تجمع كبير
لمقاتلي طالبان في عزيز أباد. فما كان من القيادة العسكرية الأمريكية
الا أن شنت قصفا عنيفا علي ما
تبين فيما بعد أنه حفل تأبين
لتيمور شاه، وقع ضحيته 90 مدنيا
من بينهم 60 طفلا. هذا ولقد كتب مقرر الأمم المتحدة فيليب
الستون في تقرير له في مايو 2009،
أن "العديد من المسئولين
الحكوميين" قالوا له أن "المعلومات
الزائفة" كثيرا ما أُستخدمت
لشن غارات ليلية قتلت مدنيين
أبرياء. وشرح المقرر الأممي أن رئيس محافظة
أفغانية أفاده بأن "بعض الناس
في محافظته حققوا مكاسبا مادية
من التوسط لإعطاء معلومات زائفة
للقوات الدولية مقابل مدفوعات
من عناصر تحمل الضغائن". *غاريث
بورتير، مؤرخ وكاتب صحفي متخصص
في سياسة الأمن القومي
الأمريكي، ومؤلف كتاب "مخاطر
الهيمنة: عدم توازن القوة
والطريق إلي حرب فيتنام". (آي بي إس / 2010) ====================== دول أعضاء في الأمم
المتحدة تتهم مجلس الأمن "متكتم ومتغطرس
وغير ديمقراطي" بقلم ثاليف ديين وكالة انتر بريس سيرفس الأمم المتحدة, مايو (آي بي إس) إتهمت بضعة دول أعضاء في منظمة الأمم
المتحدة مجلس الأمن بالغطرسة
والسرية والتكتم وغير
الديمقراطية، وبأنه يجازف
بفقدان أهميته وشرعيته في نظر
العالم. وجاءت هذه الإتهامات لتضاف إلي موجة من
الإنتقادات ضد تركيبة مجلس
الأمن غير المتوازنة سياسيا
وإنعدام الشفافية في أعماله،
والتي تعتبر أنه من دواعي
السخرية أن يبشر المجلس
للإنفتاح والشفافية في العالم
في وقت يمارس فيه العكس تماما
خلف الأبواب المغلقة. فصرح مندوب ماليزيا الدائم لدي الأمم
المتحدة، السفير فانو غوبالا
مينون، أن النظام الداخلي
المؤقت لمجلس الأمن ينص علي أن
تكون مداولاته عامة، "لكن
فرضية الشفافية هذه قد تآكلت
للأسف على مر السنين لصالح ما
يسمى بالفعالية". وقال السفير لمندوبي الدول الخمسة عشر
الأعضاء في مجلس الأمن -خمسة
دائمين وعشرة غير دائمين-
بمناسبة بداية إجتماع في أواخر
أبريل لإستعراض "أساليب
العمل" للمجلس، أنه "من
الأسهل التوسط في صفقات لإنقاذ
العالم في غرف خلفية". والمعروف أن الأعضاء الدائمين في مجلس
الأمن -الولايات المتحدة،
بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين-
قد دأبوا علي مدي 16 عاما من
مساعي تعديل المجلس علي رفض
التنازل عن أي مزاياهم الذاتية
التي فرضوها لصالحهم، بما فيها
حق إحاطة إجتماعات جوهرية
وحساسة سياسيا بالسرية التامة
بل وحتي خارج مقر الأمم المتحدة.
ويستند مجلس الأمن في موقفه إلي أنه
الهيئة الوحيدة في منظمومة
الأمم المتحدة ذات صلاحية إعلان
الحروب والسلام في العالم. وعن هذا، أعرب مندوب نيو زيلاند الدائم
لديالمنظمة الأممية السفير جيم
مالاي عن “الرفض القاطع”
للإقرار بأن مجلس الأمن هو وحده
هو الذي يقرر أسلوبه في العمل. وأضاف أن تشكيلة الخمس دول الأعضاء
الدائمين في المجلس هي بموجب
إتفاق من المجتمع الدولي وفقا
لميثاق الأمم المتحدة، في حين
يجري إختيار العشر دول الأخري
الأخري العضوة فيه "لخدمة 187
دولة العضو (في الأمم المتحدة)
ولا تتمتع بحق الجلوس دائما في
هذه الغرفة (قاعة المجلس) التي
عادة ما تغلق أبوابها". ويذكر أن هذه الدول العشرة غير دائمة
العضوية في مجلس الأمن يجري
إختيارها كل عامين علي أساس
التوزيع الجغرافي وهي حاليا:
النمسا، البوسنة والهرسك،
البرازيل، غابون، اليابان،
لبنان، المكسيك، نيجريا،
تركيا، أوغندا. كما أشار السفير جيم مالاي إلي أن مجلس
أمن غير واضح ومعزول سيفقد
بمرور الوقت مصداقيته وتأييد
الدول الأعضاء في الأمم المتحدة
له، بل وسيتقلص دوره في الحفاظ
علي السلام والأمن في العالم
وربما يُؤخذ منه نتيجة لذلك. وحذر أن مجلس أمن من هذا النوع يجازف بأن
ينظر إليه العالم "كمجرد من
الأهمية بل والشرعية في أسوأ
الأحوال". أما ستيفت زونيس، أستاذ العلوم السياسية
والدراسات الدولية بجامعة سان
فرانسيكسو، كاليفورنيا، والذي
أعد بضعة دراسات بشأن مجلس
الأمن، فقد صرح لوكالة انتر
بريس سيرفس "في عصر يتميز
بإنتشار ملحوظ للسلطة في
المجتمع الدولي بعيدا عن الدول
المهيمنة ، من دواعي السخرية أن
تجري مناقشة أهم القضايا
المطروحة علي الأمم المتحدة في
نطاق السيطرة الفعلية لمجرد خمس
دول"، في إشارة إلي الأعضاء
الدائمين في مجلس الأمن. ويشار إلي أن إقتراح زيادة عدد الدول
دائمة العضوية وغير دائمة
العضوية في مجلس الأمن ظل في طي
النسيان بسبب إنقسام حاد في
الرأي. والنتيجة أن المانيا
واليابان والبرازيل قد دقت
أبواب المجلس طيلة عقد كامل،
بدون جدوي. كذلك الأمر بالنسبة لإقتراح إلغاء حق
الإعتراض (الفيتو)، وذلك بسبب
معارضة الخمس دول دائمة العضوية
من ناحية وعقبات تعديل ميثاق
الأمم المتحدة من ناحية أخري. ومن جانبه، ذكّر مندوب الهند الدائم لدي
الأمم المتحدة، السفير هاردييب
سينغ بوري، بأنه لم يتم تحقيق أي
تقدم حقيقي علي طريق مساعي
تعديل مجلس الأمن، علي الرغم من
سنوات طويلة من الجهود في هذا
الشأن. وقال أن "بعض الأعضاء الدائمين في
المجلس يتذرعون بأن أساليب
العمل الخاصة به لا يجوز
مناقشتها من جانب دول غير أعضاء
فيه". وبدوره إتهم السفير المصري ماجد عبد
العزيز، متحدثا بإسم 118 دولة عضو
في حركة عدم الإنحياز، إتهم
مجلس الأمن بأنه ينسب لنفسه
صلاحيات الجمعية العامة. وشدد علي أن حركة عدم الإنحياز تؤمن بأنه
علي مجلس الأمن التوقف عن
التعدي على وظائف وسلطات
الجمعية العامة والمجلس
الإقتصادي والإجتماعي،
بمعالجته أمور هي من إختصاص هذه
الهيئات. كما حذر نيابة عن دول عدم الإنحياز أن
المجلس يجب أن يتحاشي الإستناد
إلي الفصل السابع من ميثاق
الأمم المتحدة (بشأن العمل ضد
الأعمال العدوانية) كذريعة
لمعالجة قضايا لا تمثل بالضرورة
خطرا علي السلام والأمن
الدوليين.(آي بي إس / 2010) ======================= العلاقات الأميركية
الإسرائيليّة في دائرة الضوء..
إيباك نموذجاً بقلم: نبيل السهلي الامان 30/4/2010 قبل الخوض في حقيقة نفوذ اللوبي اليهودي
في الولايات المتحدة الأميركية
وأثر ذلك على اتجاهات العلاقات
الأميركية-الإسرائيلية، لا بدّ
من تعريف اللوبي كمصطلح سياسي،
حيث يشير إلى مجموعة من النشطاء
الذين لهم مصالح خاصة، ويمارسون
الضغوط على الموظفين الرسميين،
وخاصة المشرّعين، وذلك للتأثير
عليهم أثناء ممارسة عملهم. أما الطبعة الدولية من قاموس «ويبستر»،
فتذكر التعريف التالي: أشخاص
يتردّدون على ردهات المجلس، أو
أشخاص ليسوا أعضاء في المجلس
التشريعي ولا يحملون صفة رسمية
ولا يشغلون مناصب حكومية،
يحاولون التأثير على الشخصيات
العامة، من خلال الصلات الخاصة،
وذلك بهدف تشريع معيّن أو اتخاذ
قرارات محددة. قد يكون هذا مدخلاً لمعرفة مستوى نفوذ
اللوبي اليهودي في الولايات
المتحدة الأميركية وبالتحديد
في مواقع القرار، وكذلك حقيقة
المنظمات اليهودية في الولايات
المتحدة، وآليات عملها
لاستمالة العلاقات الأميركية
الإسرائيلية لصالح إسرائيل في
إطار المصالح الأميركية الشرق
أوسطية. إسرائيل والبحث عن حليف قوي المرحلية هي اللون السائد في لوحة
الصهيونية أو النغم السائد في
معزوفتها أو الخيط المتصل في
نسيجها، والحديث عن النهج
الصهيوني أو البرنامج الصهيوني
هو الحديث عن النمط المرحلي
الذي يتجلى في كل لحظة من لحظاته
وفي كل حركة من حركاته، وقوام
فكرة المرحلية في نظرية العمل
الصهيوني، تفاعل أربعة مبادئ: أولاً: الواقعية، التي تحدد الحد الأقصى
لما تطالب به الحركة الصهيونية
في كل ظرف، طبقاً للأوضاع
والإمكانات المتاحة. ثانياً: المرونة التي تقوم بتكييف
الأشكال والوسائل. ثالثاً: مبدأ اللاتراجع الذي يعين الحد
الأدنى للمطالب الصهيونية في كل
ظرف. رابعاً: التصاعد أو الانتقال، بعد
استنفاد مكاسب ذلك الظرف إلى
مرحلة جديدة، تفصح فيها الحركة
الصهيونية عن مطالب جديدة، يكون
حدها الأدنى ما كان في المرحلة
السابقة حداً أقصى ومطلباً
كاملاً مدعوماً. وتبعاً لتلك المبادئ يمكن فهم العلاقات
الصهيونية والإسرائيلية مع دول
العالم، ففيما كان التوجه
الصهيوني لبريطانيا قبل عام 1948،
أصبح في ما بعد للقطب الأميركي
بعد التاريخ المذكور، نظراً
للنفوذ والقوة الأميركية في
إطار العلاقات الدولية. وقد أفادت الحركة الصهيونية من وجود
غالبية يهود العالم في الولايات
المتحدة، حيث زاد عددهم على (5.7)
ملايين نسمة في السنوات
الأخيرة، واستطاعت الإفادة من
إنشاء لوبي يهودي ضاغط في
الولايات المتحدة الأميركية،
بالاعتماد على القانون
الأميركي الصادر عام 1946 الذي
أعطى الحق للجماعات المختلفة في
تشكيل مجموعة ضغط، بهدف ضمان
مصالحها من خلال استراتيجيات
وتكتيكات متعددة منها: أولاً: التأثير المباشر، مثل الاتصال بكل
من السلطة التنفيذية
والتشريعية، والمقصود هنا رموز
الإدارة الفاعلون فيها فضلاً عن
الكونغرس بشقيه النواب والشيوخ. ثانياً: التأثير غير المباشر، مثل تعبئة
الرأي العام، وايجاد اتجاه عام
يؤثر على صانعي السياسة
الأميركية لإقناعهم بقرار يحقق
مصلحة هذه الجماعات وبالتالي
إسرائيل. الإيباك وظهور اللوبي اليهودي وتبعاً للقانون المذكور استطاعت
الجماعات اليهودية بدعم من
الحركة الصهيونية تشكيل لجنة
الشؤون العامة الأميركية
الإسرائيلية (إيباك) AIBAC عام 1959، وسجلت لدى الدوائر
الأميركية بحسبانها لوبي
صهيونياً. ويعدّ (سي كنن) الذي سجل اسمه في سجلات
وزارة العدل الأميركية مؤسسها،
وفي الوقت نفسه يعد وكيلاً
لدولة أجنبية، وتتألف لجنة
إيباك من رئيس ومدير تنفيذي،
ويقوم مجلس الاتحاد الفدرالي
اليهودي ومنظمة بناي بريث بدعم
لجنة إيباك لخدمة الحركة
الصهيونية وإسرائيل، وذلك من
خلال دعم اللوبي اليهودي، وزحف
نفوذه في الكونغرس الأميركي
ومواقع القرار الأخرى في
الولايات المتحدة الأميركية. وتحرص لجنة إيباك على أن يحضر ممثل عنها
كل اجتماع مفتوح في الكونغرس
الأميركي، ليوزع البطاقات،
ويتصل دون وجل بكل موظف من
أعلاهم درجة إلى أدناهم. أما
الاجتماعات المغلقة فيحضرها
دائماً عضو من التجمع المؤيد
لإسرائيل في المجلس ويطالع سجل
الكونغرس بانتظام، وكل ملاحظة
تدعو إلى القلق تستتبع زيارات
من اللجنة. ويتضح من هذه الأمثلة مدى قوة اللوبي
الصهيوني في تأثيره على
الكونغرس الأميركي. لكن من
الواضح تماماً أن المساندة
الأميركية لإسرائيل تتجاوز
حدود مجموعات اللوبي الضاغطة،
وهذا ما أكده رئيس الوزراء
المقتول إسحاق رابين أثناء عمله
سفيراً لإسرائيل في واشنطن، حيث
قال «أعتقد أن ارتباط الشعب
الأميركي وإدارته بإسرائيل
يفوق وزن الجالية اليهودية
ونفوذها». واستطاع اللوبي اليهودي على مدار السنوات
السابقة محاربة أعضاء الكونغرس
الأميركي الذين حاولوا الوقوف
إلى جانب الحق العربي، ويتهمون
عضو الكونغرس الذي يقف إلى جانب
الحق الفلسطيني بمعاداة
السامية، وكذلك بمناهضة
إسرائيل، ونجح اللوبي اليهودي
في إبعاد المشرعين الأميركيين
عن زيارة البلدان العربية، بقدر
نجاحه في عرض وجهات نظر إسرائيل
دون سواها. ويستخدم اللوبي اليهودي المال لاستمالة
بعض أعضاء الكونغرس إلى جانب
إسرائيل، واستطاع الضغط على
الإدارات الأميركية ورفع حجم
المساعدات الأميركية الحكومية
التراكمية منذ عام 1951 حتى نهاية
عام 2009 إلى (104) مليارات دولار. التغلغل في المجتمع الأميركي ثمة عوامل متعددة استطاع من خلالها
اللوبي اليهودي في الولايات
المتحدة الأميركية توسيع دائرة
نفوذه، ويمكن إجمالها بالتالي: العامل الأول: البعد الديني، حيث تعد
الحركة الصهيونية حركة عنصرية
تنادي بوحدة ونقاء اليهود في
العالم، وتعتقد الحركة
الصهيونية بوجود قومية يهودية،
وتدعو اليهود في جميع أنحاء
العالم للعودة إلى فلسطين، وقد
كانت الظروف مواتية في الولايات
المتحدة لطرح هذه المقولات. العامل الثاني: طبيعة النظام الحر في
الولايات المتحدة، حيث يمتاز
بإطلاقه للحريات الفكرية
والسياسية والدينية
والاجتماعية والاقتصادية، وهذا
ما اصطلح على تسميته بالنظام
الديمقراطي الليبرالي الحر. العامل الثالث: تقاطع المصالح الأميركية
واليهودية إزاء فلسطين: حيث
تقاطعت المصالح الاستعمارية
الأميركية مع المصالح اليهودية
في ما يخص منطقة الشرق الأوسط
عموماً وفلسطين خصوصاً، وكان
لالتقاء المصالح الدور الأكبر
والأهم في تبني الولايات
المتحدة لمشروع قيام دولة
يهودية في فلسطين، تقوم بحماية
المصالح الأميركية في منطقة
الشرق الأوسط، التي بدأت تحتل
مكاناً متميزاً في العالم نظراً
لوجود ثروة نفطية هائلة فيها،
فضلاً عن موقعها الاستراتيجي. وبذلك يمكن تفسير أن الدعم الأميركي
لإسرائيل يفوق نفوذ اللوبي
اليهودي في الولايات المتحدة
الأميركية، حيث تعتبر إسرائيل
رأس حربة، باتجاه تحقيق مصالح
أميركية شرق أوسطية، وبقي هذا
الدور لإسرائيل رغم انهيار
المنظومة الاشتراكية. العلاقات الأميركية-الإسرائيلية يتضح أن الحركة الصهيونية أسست لإنشاء
عدد من المنظمات والنوادي
اليهودية بين أفراد الجالية
الصهيونية في الولايات المتحدة
الأميركية، وأداء تلك المنظمات
والمؤسسات هو في خدمة التوجهات
الصهيونية، فصلاً عن دعم خطوات
إسرائيل في المنطقة العربية،
والملاحظ أن للجنة «إيباك»
الأميركية اليهودية الدور
الأبرز في التأثير على اللوبي
اليهودي في الولايات المتحدة
الأميركية، وكذلك في
الانتخابات الأميركية، وعلاقات
الولايات المتحدة الخارجية
خاصة مع إسرائيل، حيث بقيت تلك
العلاقات وفي حدود ضيقة. فللوبي اليهودي هناك تأثير كبير عبر
رأسماله وبالتالي نفوذه المنظم
من خلال المنظمات اليهودية،
فضلاً عن دور إسرائيل في إطار
المصالح الأميركية في الشرق
الأوسط، فهناك تداخل بين أهداف
اللوبي اليهودي والإدارة
الأميركية، الأمر الذي يفسر
العلاقة المتميزة والاستثنائية
في إطار العلاقات الدولية
الراهنة، وقد تبقى العلاقات
متينة واستراتيجية بين
الولايات المتحدة الأميركية
وإسرائيل، على الأقل في المدى
المنظور، وذلك رغم مؤشرات أزمة
باتت ماثلة للعيان مع صعود
باراك أوباما إلى ريادة الإدارة
الأميركية الحالية، وذلك على
خلفية رفض طلب حكومة نتن ياهو
لتجميد فعلي مؤقت للاستيطان في
الضفة الغربية وخاصة في مدينة
القدس. لكن ثمة دلائل تشير إلى أن الأزمة لن تصل
بأي حال إلى أزمة مستعصية، حيث
أكدت رموز عديدة من إدارة
أوباما على عمق العلاقة
الاستراتيجية بين الولايات
المتحدة وإسرائيل، وهذا يشير
إلى أن إسرائيل لا تزال مصلحة
أميركية عليا في منطقة الشرق
الأوسط، وهي بذلك تؤدي دور
الذخر الاستراتيجي في إطار
المصالح الأميركية الشرق
أوسطية. ======================== مؤامرة أم علاج؟ منظور
إسلامي نحو حوار الأديان قازي عبد القدير خامُوش مصدر المقال: خدمة الأرضية
المشتركة الإخبارية 30 نيسان/إبريل 2010 لاهور، الباكستان – يقوم بعض القادة
الدينيين بانتقاد حوار الأديان
على أنه مؤامرة مصممة لدمج جميع
الأديان في دين واحد. ويخاف
أفراد ومجتمعات معينة من فقدان
أو إضعاف هوياتهم الدينية نتيجة
للانخراط في حوار والتفاعل مع
أتباع الديانات الأخرى. إلا أن هذه المخاوف لا أساس لها من الصحة
إلى درجة كبيرة. تؤكد جميع
الأديان، ومن بينها الإسلام على
القيم المشتركة كالتناغم
والتعاون بين الأديان. نادى
النبي محمد (ص) على سبيل المثال
بالتسامح والتفاهم مع الديانات
الأخرى كما ثبت من حقيقة أنه في
العام 615 بعد الميلاد، أرسل
المسلمين الهاربين من الاضطهاد
في مكة ليجدوا ملاذاً عند ملك
الحبشة المسيحي (وهي أثيوبيا
اليوم). ليس الحوار هو محاولة دحر الآخرين، وإنما
عن فهمهم والتعلّم منهم. يصّر
القرآن الكريم على أن جمال
العالم يكمن في تعدديته العرقية
والدينية، وإلا لما كان الله
تعالى خلقه على ما هو عليه: "يا
أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر
وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل
لتعارفوا" (13:49). تفرض عملية الحوار على الناس أن يختبروا
ويعيدوا تقييم هويتهم الدينية
وأن يعملوا على تقوية
معتقداتهم، بينما يحترمون
هويات ومعتقدات الآخرين بصبر
وكرامة. من هذا المنطلق يمكن لحوار الأديان أن
يوفّر منبراً لفهم الآخرين
والتعاون معهم. وحتى يتسنى لهذا
الحوار أن يسير قدماً بنجاح،
يتوجب على ممثلي الديانات
المختلفة المشاركة في حوار نشط
يتفق على المبادئ الثلاثة
التالية: ليس التحول الديني
بالإكراه مقبولاً، يملك أتباع
جميع الديانات حرية الحياة حسب
معتقداتهم الشخصية، يتم احترام
القيم المتأصلة في جميع
الديانات، وخاصة الصبر
والتسامح، التي تسمح لأتباعها
بالتعايش مع بعضهم بعضاً بسلام. هذه المبادئ موجودة في الإسلام بشكل واضح.
أولاً، ترفض السورة التي يتم
الاستشهاد بها كثيراً، "لا
إكراه في الدين" (256:2) التحول
القسري إلى الإسلام، وتوفر
إطاراً أساسياً للمسلمين
ليتلاقوا بسلام مع أتباع
الديانات الأخرى، وقبولهم على
ما هم عليه. ثانياً، يعترف القرآن الكريم بحرية
الديانة والعبادة: "لكم دينكم
ولي ديني" (6:109). تمنع هذه
السورة بوضوح المسلمين من
التدخل في الشؤون الدينية
للآخرين وتؤكد على حرية العيش
حسب إيمان الشخص. ثالثاً، عندما يعود الأمر إلى ممارسة
الصبر والتسامح، ينصح القرآن
المسلمين بالتفاعل مع غير
المسلمين من أجل الصالح العام."
لا ينهاكم الله عن الذين لم
يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم
من دياركم أن تبرّوهم وتقُسِطوا
إليهم إن الله يُحِبُ
المُقسِطين" (60:8). إلا أن تعاليم اللا إكراه وحرية العقيدة
والعبادة والمغفرة يجري
تجاهلها لسوء الحظ أو التغاضي
عنها من قبل أناس يسعون لخلق
الفتنة. لن ينجح هؤلاء الذين يثيرون العنف باسم
الدين لمصالحهم الخاصة في خلق
الفرقة إذا تقدم آخرون ليكونوا
جامعين لا مفرّقين. قامت كل
ديانة بتطوير رسالة حول القيم
الإنسانية مثل السلام والحب
والتسامح والاحترام المتبادل.
يمكن لحوار الأديان أن يبني على
هذه الأمور المشتركة لتقوية
المجتمع العالمي من المؤمنين،
ويستطيع إنقاذ الدين من أن
يتعرض للضرر من قبل هؤلاء الذين
ينوون تدميره. _______________ * قازي عبد القدير خامُوش ناشط سلام في
مجال الأديان مركزه لاهور،
ورئيس الاتحاد المسيحي المسلم
العالمي. كُتب هذا المقال لخدمة
الأرضية المشتركة الإخبارية. تم الحصول على حقوق نشر هذا المقال. ======================= وضع تمباكتو مرة أخرى
على الخريطة شارلوته فيديمان مصدر المقال: Qantara.de، 21 نيسان/إبريل 2010 باماكو - عبد القادر هايدرا رجل يجيب على
الرسائل الإلكترونية بسرعة. هذا
الرجل البدين اللطيف من مالي
يتمتع بشبكة اتصال جيدة مع
العالم الحديث، وفي الوقت نفسه
فإنه يشعر وكأنه يعيش في عصر آخر
تماماً: في تلك القرون التي كانت
فيها مدينة تمباكتو، مسقط رأسه،
مركزاً للعلوم الإسلامية. تشهد نحو 100 ألف مخطوطة اليوم على تلك
الحقبة. كُتبت هذه المخطوطات
باللغة العربية التي كانت آنذاك
لغة الصفوة في غرب إفريقيا،
وتتناول موضوعات مثل الشريعة
الإسلامية والفلسفة والطب
والفلك والرياضيات. وبحوزة
هايدرا واحدة من أقدم
المخطوطات، وهي عبارة عن قرآن
كريم من القرن الثالث عشر،
مكتوب على جلد الغزال. ورث هايدرا عن أبيه تسعة آلاف مخطوطة، وهي
أكبر مجموعة خاصة من المخطوطات
في تمباكتو. وقد قام هايدرا
بإتاحة الفرصة أمام العامة لكي
يشاهدوا هذه المجموعة، وفي
الوقت نفسه أسس تياراً جديداً
يدعو مالكي المخطوطات من
الأفراد ألا يسلموا كنوزهم إلى
حكومة مالي، بل أن يحتفظوا بها
بأنفسهم. ويقول عن هذا: "إن العائلات هي أفضل من
يقوم بحماية هذا التراث الفكري". إلا أن الأمر يتعلق بالحفاظ على وثائق
تاريخية هشة للغاية. ويشترط
الخبراء الغربيين لتمويل هذه
المشروعات أن يتم تحويل هذه
المكتبة التي تعد "أقدم مكتبة
جنوبي الصحراء" إلى مكتبة
رقمية حتى يستطيع الباحثون
الاستفادة منها. غير أن هناك وعي جديد يتسم بالعناد قد بدأ
يتبلور لدى مالكي المخطوطات في
تمباكتو. عندما يسمع الأوربيون اسم تمباكتو فإنهم
يفكرون حتى يومنا هذا في مكان
يقع في آخر الدنيا. غير أن
المدينة كانت عبر قرون مركزاً
للعالم الجنوبي ونقطة تجارة
مزدهرة، كما كانت تضم جامعة
إسلامية. هناك، حيث تتقابل دلتا
نهر النيجر مع الصحراء في دولة
مالي اليوم، كانت تتقاطع الطرق
السريعة في تلك الفترة: من
الشمال كانت تأتي القوافل، وعبر
النهر كان الذهب يأتي من غرب
إفريقيا. وفي أثر التجار جاء
العلماء. في القرن الخامس عشر
كان تعداد الطلبة في تمباكتو
يبلغ 25 ألف طالب، أي نفس عدد
سكان المدينة اليوم تقريباً. منذ عدة سنوات والعائلات تقوم بفتح تلك
الصناديق التي تحتفظ فيها
بالمخطوطات المصفرّة والمذهّبة.
ولكن تلك المخطوطات هي في
الحقيقة الدليل على أن "إفريقيا
تشارك منذ نحو ألف عام في العلوم
الإسلامية"، حسبما يقول
الباحث الألماني في العلوم
الإسلامية ألبريشت هوفهاينتس
الذي يدير في جامعة أوسلو
مشروعاً لرقمنة المخطوطات. جاءت بعض تلك المخطوطات من الأندلس،
وبعضها من شمال إفريقيا والشرق
الأوسط، والبعض الآخر ألفه
كتّاب أفارقة في تمباكتو.
اللغات الإفريقية كانت تُكتب
آنذاك بالحروف العربية أيضاً،
وذلك لإجراء المراسلات
الدبلوماسية وإبرام العقود. خلافاً لمعظم مواطنيه في دولة مالي
الفرنسية اللغة فقد تلقى عبد
القادر هايدرا، البالغ من العمر
خمسة وأربعين عاماً، تعليماً
باللغة العربية. وظل التراث
الإسلامي العربي حياً داخل
عائلته، وهكذا ظل كل جيل، منذ
القرن السادس عشر، يسلّم الجيل
التالي تلك المخطوطات. درس والد هايدرا في السودان ومصر، ثم
اشترى مخطوطات ونسخها بخط يده.
في ذلك الوقت كانت عائلات كثيرة
أخرى تغلق مكتباتها في تمباكتو،
بل وقام البعض بإخفاء المخطوطات
في حفر رملية، وذلك خوفاً من أن
يقوم المستعمرون الفرنسيون
بمصادرتها. كان الفرنسيون قد
استولوا بالفعل على مخطوطات
ثمينة في المدينة الملكية
القديمة سيغو، وما زالت تلك
المخطوطات موجودة حتى اليوم في
المكتبة الوطنية في باريس. يقوم عبد القادر هايدرا الآن بالدعاية
لهذه المبادرة الخاصة، غير أنه
في الحقيقة لم يؤمن بها إلا
مؤخراً. كان يقوم طوال نحو عشرين
عاماً بشراء المخطوطات بنفسه
لصالح معهد أحمد بابا في
تمباكتو الذي كان يعمل فيه،
والذي يضم حالياً ما يقرب من 30
ألف مخطوطة. أول شيء فعله هايدرا هو افتتاحه عام 1993
مكتبة خاصة، ثم حث عائلات أخرى
على الاقتداء به. ما حدث بعد ذلك
كانت طفرة حقيقية، إذ تضم
تمباكتو اليوم اثنتين وثلاثين
مكتبة من تلك المكتبات العائلية
الخاصة. إن وعي الناس يتزايد
بقيمة إرثهم الثقافي، والمادي
أيضاً. عندما بحث عبد القادر هايدرا في الخارج
لأول مرة قبل خمسة عشر عاماً عن
معونة مالية، لم يكد يجد أحداً
يصدق حكاية تلك المكتبات
الإفريقية القديمة. وحدث التحول
في الموقف عام 1997 عندما رأى هنري
لويس غيتس، مدير الدراسات
الأمريكية الإفريقية في جامعة
هارفارد، المخطوطات وتملكته
الحماسة، ثم وجد في الولايات
المتحدة ممولين للمكتبة. أضحت مكتبة هايدرا، التي أطلق عليها اسم
والده "ماما هايدرا"، في
هذه الأثناء مؤسسة يعمل بها
اثنا عشر موظفاً. وفي عام 2008 قدم
له "مركز جمعة المجيد للثقافة
والتراث" في دبي المعونة
لإنشاء مختبر لترميم المخطوطات
وحفظها ورقمنتها. تعقد المكتبة ورشات عمل منتظمة، يحضرها
العرب الأزواغ بلحاهم القصيرة،
وهم خليط من مالي والنيجر
والجزائر والطوارق البربرالذين
يرتدون العمامة ويضعون على
أنوفهم نظارات القراءة، وآخرون
غيرهم. يتعلم هؤلاء الحاضرون عن
الكتالوجات المرقمة. تقوم منظمة "سافاما" غير الحكومية،
وهو مجمع غير ربحي من مكتبات
المخطوطات الخاصة في تمباكتو،
بالدعوة إلى ورشات العمل هذه
وبالعمل على نشر المعلومات حول
هذا التراث بين العامة، وذلك عن
طريق لجان من المترجمين
المحليين ودورات تقام في
الإجازات. "إن حيازة مخطوطات
لا يفهم المرء محتواها أمر مخجل"،
يقول هايدرا. "نحن الآن على
وشك أن نفقد ثقافتنا الإسلامية،
فمدراس الصوفيين التي كانت
تدرّس الإسلام المتسامح في
تمباكتو قد اختفت كلها تقريباً.
كما أن أفضل مؤرخي مالي لا
يتحدثون العربية." يريد هايدرا أن يصدر قريباً قرص مدمج (سي
دي) بترجمة نماذج من النصوص التي
تتحدث عن حل الصراعات سلمياً
والحكومة الرشيدة. "لأن
الغربيين يأتون إلى هنا وينشرون
الاعتقاد بأنهم قد اخترعوا كل
شيء". يدق جرس التليفون، فتشع عيون هايدرا
فرحةً: آلاف الكتب تم إرسالها من
قطر وهي في الطريق إليه، يقول
هايدارا. ستكون تلك الكتب مكتبة
علمية يُرجع إليها لدى دراسة
المخطوطات القديمة. وفي الأسبوع
القادم سيأتي أفارقة جنوبيون من
جامعة كابشتات ويعقدون مؤتمراً
في تمباكتو. هناك عمل كثير – في آخر الدنيا. _________________ * شارلوته فيديمان كاتبة مستقلة. تقوم
خدمة الأرضية المشتركة
الإخبارية بتوزيع هذا المقال
المختصر بإذن من Qantara.de. ويمكن الحصول على النص الكامل من هذا
المقال من الموقع الإلكتروني www.qantara.de. تم الحصول على حقوق نشر هذا المقال. ============================ هارياتي عزيزان مصدر المقال: The
Star (ماليزيا) 18 نيسان/إبريل 2010 مدريد – تتشبث أسبانيا، مثلها مثل العديد
من الدول الأوروبية بقضية
مجتمعاتها المهاجرة المتنوعة.
إلا أنها وبعكس معظم جيرانها،
تتمتع بتراث غني متنوع تستطيع
استنباط الدروس منه. "هناك حالياً 192 جنسية مختلفة تعيش في
أسبانيا. إلا أن هناك شعور عام
بين المواطنين الأسبان
العاديين بأنه يتوجب عليهم
الترحيب بأي إنسان يرغب بالعيش
هنا" يقول الدكتور جستو
لاكونزا بالدا، رجل الدين الذي
تم ترسيمه في جمعية المبشرين في
إفريقيا. ما يساعد إلى أبعد الحدود، يضيف بالدا، هو
تفهّم مواطنيه أنه من خلال
العيش معاً بسلام جنباً إلى
جنب، يتوجّب عليهم قبول غنى
تنوعهم وتعدديتهم إضافة إلى
تعاونهم مع بعضهم بعضاً. "يعود ذلك بالطبع إلى تراثنا التاريخي
المختلط" يشير بالدا. كانت أسبانيا، التي ربما تكون أكبر مثال
تاريخي في التعددية الدينية في
العالم، تحت الحكم الإسلامي بين
القرنين الثامن والخامس عشر
الميلاديين، قد شهدت أناساً من
الديانات التوحيدية الثلاث،
المسلمين والمسيحيين واليهود،
يعيشون بسلام جنباً إلى جنب
لمدة قرون عديدة. ورغم أن
المسيحيين واليهود كانوا عرضة
لبعض القيود، إلا أن تعايش
المجموعات الثلاث أوجد تراثاً
ثقافياً غنياً في شبه الجزيرة
الأسبانية. ما زال بالإمكان رؤية بقايا التأثير
الإسلامي في العديد من نواحي
الحياة الأسبانية اليوم، الأمر
الذي يجعل من الأكثر سهولة
لأسبانيا أن تتعامل مع تنوع
العصر الحالي، يقول بالدا. رغم ذلك أصبح الوضع أكثر تعقيداً إلى حد
ما قبل بضع سنوات. "أوجد تفجير
عام 2004 الإرهابي في محطة
القطارات المركزية في مدريد،
والذي نتج عنه مقتل 192 شخصاً
وجرح مئات آخرين، أوجد نوعاً
جديداً من انعدام الثقة بين
الأسبان الكاثوليك والمسلمين"
يعترف بالدا. إلا أن الحكومة الأسبانية لم تألُ جهداً
في إيجاد وعي عام حول كيفية
اعتناق التنوع في الدولة. وقد تم
تحقيق ذلك من خلال حوارات
الأديان، والتي عقدت من خلال
تعاون المجموعات الدينية
المختلفة في الدولة. لذا يبدو أنه كان من المقدّر مسبقاً أن
يتم اختيار مدريد مضيفاً
منطقياً للاجتماع السادس
الآسيوي الأوروبي لحوار
الأديان تحت شعار "تجميع ودعم
حرية الأديان والتفاهم
المتبادل من خلال الحوار بين
الأديان وبين الحضارات"،
والذي عقد من 7 إلى 9 نيسان/إبريل
2010. كان هدف الاجتماع الذي حضره 120 وفداً من 27
من الدول التي يبلغ عددها 50 دولة
والتي تشكل منظمة حوار الأديان
الآسيوي الأوروبي، تشجيع
العلاقات والاحترام بين
الثقافات والمعتقدات من أوروبا
وآسيا. وقد تعامل الاجتماع مع
ثلاث قضايا رئيسية: حرية
الأديان وحقوق الإنسان،
الاحترام والتفاهم المتبادل،
والحوار بين الثقافات والأديان
كجسر بين المجتمعات. وتشكل منظمة حوار الأديان الآسيوي
الأوروبي، التي بدأت عام 1996
منبراً رفيع المستوى بين حكومات
المنطقتين. ويشعر بالدا، الذي
كان من المتحدثين الرئيسيين هذه
السنة أن وضع ماليزيا يذكّرنا
بأسبانيا في العصور الإسلامية. "من المستحيل التفكير بماليزيا دون
التفكير بالمجموعات الرئيسية
الثلاث ]المالاي والصينيين
والهنود[ التي تختلف ثقافياً
ولغوياً وعرقياً ولكنها معاً
مثيرة للإعجاب. يستطيع شعب
ماليزيا إيجاد أرضية مشتركة من
خلال السعي لتحقيق الوحدة وليس
التماثل والاتساق. ]... [ تستطيع
أسبانيا تعلّم الكثير من
ماليزيا فيما يتعلق بإيجاد سبل
لحل المشاكل التي تخلقها
الخلافات الدينية. أما ما
تستطيع ماليزيا أن تعيد تعلمه
من أسبانيا فهو الرغبة بالتأكيد
على كيف يمكن أن نكمّل بعضنا
بعضاً، رغم أننا (أي المجتمعات
الدينية المختلفة) نختلف عن
بعضنا حسب قوله. إيطاليا دولة أخرى أخذت تكتشف أهمية حوار
الأديان. صرح ممثل إيطاليا فابيو سكينا مسؤول
وزارة الشؤون الخارجية في
المؤتمر أن الحكومة الإيطالية
تدرك أهمية حوار الأديان في
رعاية علاقات أفضل بين
المجتمعات المتنوعة، ليس على
الصعيد المحلي فقط وإنما في
الساحة الدولية كذلك. لقد تغيرت التركيبة السكانية عندنا
قليلاً نظراً لزيادة الهجرة من
أنحاء مختلفة من العالم. ورغم أن
غالبية سكاننا ما زالوا
كاثوليكيين، فإننا نرى تزايداً
في أعداد أتباع الديانات
الأخرى، مثل الإسلام والبوذية". وحتى يتسنى تشجيع تفاهم أفضل في مجال
الأديان تسعى الحكومة
الإيطالية للحصول على مساعدة
المنظمات غير الحكومية التي "تعمل
في هذا المجال، لذا فقد اخترنا
أن نتعلم منهم والتعاون معهم في
كيفية رعاية تفاهم أفضل بين
الأديان، وكذلك التعامل مع
احتياجات كل مجتمع على اتساعه". ثم هناك تجربة سنغافورة. في العام 2006، أراد المجلس الديني
الإسلامي في سنغافورة، وهو مجلس
قانوني تحت وزارة التنمية
الاجتماعية والشباب والرياضة
أن يكون إيجابياً في رعاية
علاقات أفضل بين الأديان، فقرر
أن يلعب دوراً أكثر نشاطاً في
تشجيع فهم أفضل للإسلام في
الجمهورية متعددة الثقافات من
خلال تجميع برامج الانخراط
المجتمعي عبر الأديان وجعلها
أكثر مركزية تحت سقف واحد. ويسمى المركز عن جدارة "مركز التناغم"
وتتواجد مكاتبه ومرافقه في مسجد
النهضة. يشرح الأستاذ محمد علي أتان رئيس ومدير
المسجد أن أهم نواحي مركز
التناغم أهدافه الواضحة،
والفوز بثقة غير المسلمين.
ولكنه يضيف: "ليس هذا منبراً
لتحويل غير المسلمين إلى
الإسلام، أو تدريس صفوف دينية
للمسلمين. نودّ أن نتشارك في
خصائص الإسلام مع غير المسلمين،
لا أن نشجّع فقط تفهماً أفضل
بالإسلام، وكذلك تشجيع حوار
الأديان والتشارك على كافة
المستويات". وكما قال سكينا، "إنها عملية طويلة،
ولكنها عملية نحتاج أن نبدأها
ونتابعها حتى النهاية. يقود
الكلام عن القضايا إلى وعي، وهو
بدوره يؤدي إلى علاقات أفضل". ______________________ * هارياتي عزيزان صحفية مع The Star (ماليزيا). تقوم خدمة الأرضية المشتركة
الإخبارية بتوزيع هذا المقال
بإذن من The
Star (ماليزيا). يمكن الحصول على النص الكامل
للمقال من www.thestar.com.my. تم الحصول على حقوق نشر هذا المقال. ====================== سقوط
حكومة المالكي جاء متأخراً دعوات
لمحاكمة المسؤولين المفسدين ...ومؤشرات
لعزم الإدارة الأمريكية على بدء
التغيير الناقل
نيوز – واشنطن ترجمة
أحمد الياسري أكد
مراقبون سياسيون أن بوادر سقوط
حكومة المالكي أصبحت واضحة، ولا
سيما بعد اكتشاف فضحية السجون
السرية التي استخدمت فيها مختلف
وسائل التعذيب والاعتداءات
الوحشية من قبل الأجهزة
الحكومية. وتشير
التقارير الواردة من السفارة
الأمريكية في العراق إلى وجود
حوالي عشرة سجون سرية في العراق
تدار من قبل الأجهزة الحكومية
بعضها يعود إلى حكومة الجعفري
التي شهد العراق في ظلها أسوأ
فتراته على الإطلاق حيث وصل
معدل القتل الطائفي للمواطنين
ثلاثة آلاف مواطن في الشهر أي
بما يعادل مائة مواطن يومياً. وقال
المحلل السياسي هادي الياسري
المقيم في واشنطن أنه "
بالرغم من أن الإدارة الأمريكية
تحتفظ بمعلومات ووثائق تدين
حكومتي المالكي ومن قبله
الجعفري، وتورطهم في أعمال
طائفية كانت نهجاً مرحلياً
لكتلة الائتلاف العراقي الموحد
التي فازت بانتخابات عام 2005 في
ظل ظروف ضبابية وانعدام الرقابة
المحلية والدولية مما يستند
إليه المراقبون في التشكيك
بنتائج تلك الانتخابات... برغم
تلك المعلومات والأدلة الا أن
الإدارة الأمريكية ظلت محتفظة
بهذه الورقة لتقوم بلعبها في
الوقت الذي تراه مناسباً".
ويضيف الياسري قائلاً: " يبدو
أن الوقت حان قد حان لكشف العديد
من الملفات التي تدين حكومة
المالكي لأن وقت إزالته قد حان"
، ويتابع الياسري :" خلال لقاء
جمعني بأحد أعضاء الكونغرس
الأمريكي واسمه ميشيل، سألته عن
المعايير التي تعتمدها الإدارة
الأمريكية في رضاها أو عدم
رضاها عن حكومة معينة في
العراق، فأجاب بأن المعايير
التي تعتمدها الإدارة
الأمريكية هي مقدار محافظة تلك
الحكومة على مسار الديمقراطية،
وعلى مقدار العدالة التي تحققها
بين أفراد الشعب، وهناك معيار
ثالث له خصوصية هو مقدار ارتباط
هذه الحكومة وموالاتها للنظام
الإيراني في طهران، وهذه
المعايير في مجملها تؤمن
المصالح الأمريكية التي تعد
المحرك الرئيس للعلاقات
الخارجية"، مبيناً " إن
حكومة المالكي فشلت في جميع تلك
المعايير باتفاق مركز التخطيط
الوطني الأمريكي، وأن المصالح
الأمريكية في المنطقة أصبحت في
مهددة وبالتالي يجب إزالة هذه
الحكومة فوراً وفسح المجال أمام
القضاء المحلي والمحاكم
الدولية للنظر في الجرائم
المرتكبة من قبل المسؤولين
العراقيين ولا سيما أولئك الذين
لديهم ارتباطات بالجانب
الإيراني". ويؤكد
الصحفي الأمريكي جاك نيومي من
ولاية فلوريدا أنه حصل على
معلومات "موثقة" تشير إلى
أن وقت التغيير في العراق قد
حان، وأن "محاكمات" ستجري
ضد الكثير من السياسيين
العراقيين ورجال الدين
المدانين بجرائم ضد الإنسانية.
وقال نيومي ما نصه " إن
الإدارة الأمريكية لم تعد تحتمل
ما يوجه إليها من رسائل دولية
تشير إلى أنها السبب الرئيس في
تدهور الأوضاع في العراق من
انتهاكات في حقوق الإنسان، لذا
فالقرار الأمريكي بإزاحة
الحكومة الحالية في العراق
بالقوة قرار صائب سأؤيده بكل
صلابة". وتتناول
الصحف الأمريكية هذين اليومين
– بشكل مكثف- تقارير حول
انتهاكات حقوق الإنسان في
العراق، مركزة على ما يرتكب من
جرائم ضد السجناء، وتدعو إلى
اتخاذ مواقف حاسمة من المسؤولين
العراقيين المعنيين بتلك
الملفات. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |