ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
خيار المفاوض .. أم ثقافة
المقاوم ؟ نزار السهلي 7/12/2010 القدس العربي تؤسس مرتبة ومرحلة الذهنية الفلسطينية
المفاوضة , لعلاقة أكثر التباسا
مع المجتمعين الفلسطيني
والعربي , عبر مصادرة الوعي
المرتبي في الذهاب بعيدا
بإستراتيجية العلاقة مع "
العدو " نحو تكريس قدرية
وحتمية وجوده فوق الأرض
الفلسطينية وفوق الجغرافيا
العربية على حد سواء , ونعت كل
أشكال المقاومة وحصرها في الغرف
المغلقة والمفتوحة بسياسة خضوع
العقل الأدنى للعقل الأعلى
المتمثل بالاحتلال وأعوانه ,
وتصنيم وعبادة نهج المفاوضة بات
طقسا من طقوس السيادة في
السياسة الرسمية للسلطة
الفلسطينية وبمباركة عربية يتم
استحضارها كلما شاءت الإدارة
الأمريكية وإسرائيل ذلك . ينغمر المفاوض الفلسطيني , في التفاصيل
الإسرائيلية المهددة للهوية
الفلسطينية , من خلال جولات
المفاوضات التي قادت الشعب الفلسطيني إلى كوارث
مضافة إلى كارثة الاحتلال
والنكبة الفلسطينية , لتبقي
الوضع الفلسطيني أسير نوايا
المفاوض الفلسطيني وأفعال
العدو الإسرائيلي , تحت ضغط
العدوان والاحتلال , فمصادرة حق
الشعب الفلسطيني في مقاومته
للاحتلال وحصرها في دائرة
المفاوضات , بينما العدو يحتل كل
تفاصيل الحياة المتعلقة بالشعب
الفلسطيني , دون استخلاص العبر
من تجربة المفاوضات الممتدة منذ
مؤتمر مدريد وأوسلو إلى الآن مع اعتراف الجانب الفلسطيني بفشل
المفاوضات المباشرة و الغير
مباشرة ووصولها للطريق المسدود
, والمنتظر للتوضيحات الأمريكية
المتعلقة برؤية نتنياهو للدخول
في المفاوضات المباشرة , تبدو في
الأفق ملامح ثابتة في الأجندة
الإسرائيلية المفروضة على
الطرف الفلسطيني , وتراجع واضح
في المسعى الأمريكي للضغط على
إسرائيل في وقف الأنشطة
الاستيطانية فوق الأراضي
الفلسطينية , ليتحول الطرف
الفلسطيني لمتلقي مزيدا من
الصفعات واللكمات ومعه الطرف
العربي الراعي للمفاوضات الغير
مباشرة في ظل حالة من انعدام
التوازن والخيبة المرافقة لكل
تعويل على الموقفين الأمريكي
والإسرائيلي . الإشادة الأمريكية بالرئيس عباس "
لالتزامه بالسلام " , ورمي
الكرة في الملعب الفلسطيني
والعربي , بعد لقاء اوباما –نتنياهو
, تهدف الى تحرير الموقف
الإسرائيلي من تبعات الضغوط
الدولية بعد مجزرة أسطول الحرية
ويبدو الموقف الفلسطيني الذي استحضر
تغطية عربية لمفاوضات غير
مباشرة من لجنة المبادرة
العربية , انه يتجه إلى تكرار
ذات الموقف في منح الاحتلال
مزيدا من الوقت , ومع وضوح
الموقف الإسرائيلي المتعلق
باستمرار الاستيطان والعدوان
على الشعب الفلسطيني , يكون
الإرباك والفشل والخيبة , قد
اعتلى هرم السياسة الفلسطينية
والعربية , التي تجد في الأجندة
الأمريكية والإسرائيلية سبيلها
الوحيد للمضي قدما نحو قدرها
الفاشل في صون وحماية الشعب الفلسطيني وحقوقه
التاريخية ومع انهيار الموقف الفلسطيني , انقساما
والعربي تشرذما في رؤيته من
الصراع العربي الإسرائيلي ,
تكون عجلة العدوان متقدمة في
وتيرة أعلى , في مرحلة المفاوضات
المباشرة والغير مباشرة
باعتراف , كل الأطراف " المؤمنة " بنهج التسوية , فقضية
الثوابت الفلسطينية , المتعلقة
بالقدس واللاجئين والحدود
والأمن والاستيطان وفي عهد السلام والمفاوضات , اندفع
الاحتلال لتكريس وقائع جديدة ,
لا يمكن تغييرها , في جلسات
الحوار المغلقة والمفتوحة , بل
بإطلاق يد المقاومة لمواجهة
البلدوزر الإسرائيلي فإسرائيل ومنذ مدريد , تمكنت من شطب كل
مفاصل القوة الفلسطينية
والعربية من خلال تمسكها بسياسة
منظمة وصارمة لترسيخ الحقائق
على الأرض , ومن خلال خلق سلطة
فلسطينية وهمية وظيفتها
الأساسية , التغطية على استمرار
الاحتلال من خلال مجموعة من
الوظائف حددت لها ببنود وتلابيب
الاتفاقات الأمنية في الجوهر
وفي الشكل حالة سياسية هلامية
تسعى لتحقيق مهماتها المتبعثرة
والمنحلة , فمن خلال متابعة
إستراتيجية التفاوض " المؤمن
" بها فريق السلطة الفلسطيني ,
يلاحظ الانضباط الإسرائيلي في
تكريس وقائع الاستيطان
والتهويد للأرض الفلسطينية
وسياسة العدوان والقتل والطرد
والإبعاد وسن القوانين
العنصرية والحصار ضد الشعب
الفلسطيني , وكلها تظهر براعة
وحزم الجانب الإسرائيلي في
التحكم في كل مفصل وفرع بحيث لا
يترك مجالا لالتقاط الأنفاس
للضحية طريقة أداء ومسلك فريق السلطة الفلسطينية
تثير الفزع , فبينما ينتظر
الجانب الفلسطيني توضيحات
أمريكية بشان المفاوضات , أي انه ينتظر الأوامر
برغم اعترافه بفشل سياسة إعطاء
الوقت للجانب الإسرائيلي الذي
نجح في إكمال قبضته على الأرض
الفلسطينية , وفشل السلطة في
إدارة المعركة بإدارة الظهر
للشارع الفلسطيني , وتغييب
الرأي العام من خلال القبضة
الأمنية للسلطة على المجتمع
الفلسطيني , لتحصل على شهادة حسن
سلوك من الجانب الإسرائيلي
والأمريكي , غير مكترثة للمصالح
العليا للشعب الفلسطيني ,
وسياسة إبعاد محددات ونواظم
الصراع مع المحتل لن تجدي نفعا
وسياسة القفز عنها او تجاهلها
او تغييبها ستقود الى مزيد من
الفشل والإخفاق الحتمي و إلى
خسائر إضافية على الشعب
الفلسطيني والعربي , وفي ظل
الحديث عن امكانية قيام "
الدولة الفلسطينية " حسب
الرؤية الأمريكية والإسرائيلية
لها والتي عبر أكثر من مسئول
إسرائيلي عن طبيعتها وبنيتها
السياسية والأمنية والاقتصادية
وكلها تؤشر لقيام كيان فلسطيني
تابع بشكل مباشر لإسرائيل
وليسمه الفلسطينيون ما شاءوا من
تسمية وإذا كان الطرف الفلسطيني والعربي , يعبر
في كل مناسبة عن تشاؤمه من حقيقة
الموقف الإسرائيلي المراوغ فان الحقائق تشير إلى أن سيل اللعاب
الفلسطيني والعربي اللاهث خلف
الموقف الأمريكي , لن ينقطع رغم
وضوح الإستراتيجية الأمريكية
من عملية " السلام "
والعودة الأمريكية لثوابت
الرؤية الإسرائيلية صفعة لن
يصحو الجسد العربي منها , بعد أن
تخلى عن ثوابت الصراع العربي
الإسرائيلي المثمثلة بمقاومة
الاحتلال كحق مشروع بكل الوسائل لاستعادة الأرض
والحقوق الثابتة العجز الواضح في موقف الفصائل الفلسطينية
المعارضة لفظاً والتابعة فعلا
لحكومة سلام فياض المالية
والأمنية , يدفع باتجاه بلورة
الدور المرسوم لها كأداة بيد
السلطة الفلسطينية الممسكة بها
من رقبتها المالية , وهو ما ينتج
ثقافة انهزامية ,من فصائل كانت
تدعي ثورية وكفاحية برامجها في
مقاومة الاحتلال , والآن تقدم
العقم السياسي وهي تقف مكتوفة
الأيدي أمام ضياع الأرض وتلاشي
شعاراتها وابتعاد جمهورها عنها من نافل القول , إن ما جرى رغم ثقله
وتعقيدات الوضع وصعوبته لا يشكل
نهاية المطاف للقضية الوطنية
الفلسطينية ولنضال الشعب
الفلسطيني من اجل حقوقه في
استعادة أرضه ومقدساته
الإسلامية والمسيحية وعودة
لاجئيه الذين يشكلون عماد
القضية الفلسطينية وجوهرها
ودون عودة اللاجئين لن يكون
هناك سلام ولا امن في المنطقة
والعالم , ومن يراهن على خلق
واقع استسلامي انهزامي وتقديم
بدائل عاجزة ومنتقصة من الحق
الفلسطيني عليه أن يتنحى جانبا ,
فإذا كان الشعب الفلسطيني
ومازال هو شعب الجبارين وشعب
عظيم , فانه قادر على تقديم
بدائل الواقع وكنس ونفض العجز
المفروض عليه , الشعب الفلسطيني
هو صاحب الحق التاريخي في أرضه
ومقدساته والعودة لخياراته
الوطنية , هي اقصر الطرق المؤدية
لفلسطين وتعبيد الطرق المؤدية
لها في وحدته الوطنية القائمة
على أسس عودة اللاجئين والقدس
والتمسك بثوابت الصراع باعتبار
القضية الفلسطينية قضية عربية
قومية في بعديها العربي
والإسلامي . كاتب من فلسطين ======================= الحكومات العربية
والرأي العام.. القوة سند الحاكم
والطاعة للشعب ليريح ويستريح د. عبدالله تركماني 7/12/2010 القدس العربي يتطلب الحقل السياسي من الفاعلين
السياسيين تقديراً صائباً
للموقف، وتحديداً للأخطار،
ورسماً للخطط، وبناء
للتحالفات، ويبدو أنّ هذا كله
شبه غائب عن حياتنا السياسية
العربية، إذ أنّ أغلب الحكومات
العربية ترفع قضية الأمن إلى
رأس سلم القيم والمبادئ
والاعتبارات، بينما تخفّض قيمة
الحرية ومفهومها إلى أدنى
المراتب. وتتقاسم العقل السياسي العربي نظرات
ثلاث، حسب توصيف الأستاذ ميشيل
كيلو: أولاها، ترى أنّ القوة هي
سند الحاكم الرئيس. وثانيتها،
تعتقد أنّ السياسة هي فن الممكن.
وثالثتها، تدعو إلى التوفيق بين
هاتين المدرستين وتقول
باستخدام القوة والسياسة،
بالتناوب والتبادل، حسب
الأحوال والظروف. وفي الواقع تهتم قلة من النظم القائمة في
بلداننا العربية بالنظرة
الثالثة، وتحصر معظمها
اهتمامها بالأولى، التي ترى في
القوة وسيلة التعامل الأفضل في
الحقل السياسي الداخلي
والخارجي. ويرجع ذلك الاختيار
إلى رفضها الاعتراف بالاختلاف
السياسي وبوجود تعبيرات تجسده،
ورفضها ما يتوجب على وجودها من
توازنات تتولى ضبط حركتها
وعلاقاتها بوسائل سلمية وطرق
حوارية تحل محل القوة وتكفل
إدارة تناقضات وخلافات السياسة
بطريقة هادئة. عندئذ، يصير دخول
أي مواطن أو حزب أو تجمع إلى حقل
السياسة 'خطراً' تجب إزالته
بالقوة. بالإضافة إلى هذا، تبقي
السلطة المواطن بعيداً عن
السياسة عبر استخدام القوة
بطريقة وقائية، وممارستها كعنف
منظم ودائم. وتبقى الأسئلة الجوهرية: ألا تحمل القوة
معها خطر إصابة النظام الذي
تحميه بضعف لا شفاء منه، يجسده
ضياع توازنات العمل العام،
وسيطرة قهر يفتقر إلى القدرة
على التعاطي المجدي مع المشكلات
السياسية والاجتماعية
والاقتصادية والثقافية
والبنيوية والروحية؟ ألا تغري
القوة من يستخدمها بعدم التخلي
عنها، وبلعب دور أكبر في العمل
العام، على حساب مكوناته
السياسية الرسمية؟ وفي المحصلة التزييف يمس كل شيء: أصل
النظام وآليات عمله وأوضاع
السكان في ظله ومواقفهم منه، إذ
تضعف ملكاتهم الفكرية والروحية
والأخلاقية والسياسية، وتتدنى
قدرتهم على الابتكار والتجديد،
كما تتدهور صورتهم في عين
أنفسهم، فتتولد في دواخلهم
عواطف سلبية سامة تجاه أنفسهم
وتجاه غيرهم. خاصة أنّ حكماً
خياره القوة ضد مجتمعه، تحكمه
رغبة الخلود، يجنح إلى تعميم
الوشاية في المجتمع ويقدم جوائز
للأشد ولاء له، ويروّع بخصومه.
فيؤلب الناس ضد بعضهم، ويعمم
مبدأ أنّ في الوشاية السلامة
وفي الأمانة الندامة وفقدان
الأمان، وعلى هذا النحو ينتج
هذا الحكم التفكك الاجتماعي
وأزمة الثقة بين الناس، ويتسبب
في انقلاب سلم القيم لمصلحة قيم
السلطة والولاء. وعلى هذا النحو
يظهر قانون تطور غريب في ظل هذه
الحكومات: يترقى اجتماعياً
الأقل استقلالاً والأدنى
كفاءة، مما يشجع الخراب
الأخلاقي ويفسد أمانة الناس. فحتى تتحول ديار العرب إلى 'مدن فاضلة'، من
منظور الأنظمة الحاكمة، فلابد
أن يتحول الفرد العربي إلى 'مواطن
صالح'، لذا أقيمت المؤسسات
الخاصة لتنشئة هذا المواطن
الصالح، ووضعت له معايير للسلوك
إن تجاوزها فقد أهليته كمواطن
صالح، ولم تثقل السلطة على
المواطن، فكل ما طلب منه هو 'الطاعة'،
ويا حبذا لو كانت هذه الطاعة
عمياء ليريح ويستريح، وقد سهلت
السلطات الحاكمة مسار المواطن
على طريق الطاعة بوضع الكثير من
العلامات المرشدة على هذا
الطريق، فهناك القوانين
الاعتباطية التي يسهل على
واضعيها إعفاؤها من الخدمة في
معظم الأحيان، وهناك الإعلام
الموجه وطواقم المهرجين التي
تجعل من العلقم شهداً، ومن
الظلم عدلاً، ومن الهزيمة نصراً.
وهناك مناهج التربية الوطنية في
المدارس التي تطفح بالنفاق،
وهناك النصائح الملزمة للمواطن
كالابتعاد عن حرية الرأي،
والأهم من ذلك هو الامتناع عن
التعبير عنه. أما المشاركة في
السلطة فقد خُففت أعباؤها إلى
أدنى حد ممكن، ففي الانتخابات
قد يتم الاختيار ب 'نعم' أو 'لا'
للمرشح الأوحد، أو بالانتقاء من
قائمة مرضي عنها من قبل أجهزة
الأمن. لقد أضحت البنية الاستبدادية لأغلب هذه
الحكومات كامنة بحيث أصبحت تسأل
عن استمرارها وبقائها من دون
السؤال عن شرعيتها وحاجتها إلى
التعبير عن رغبات مجتمعها، وهذا
ما جعل مستقبل البلاد العربية
يكاد ينتهي إلى آفاق مسدودة،
لاسيما في غياب آفاق التغيير
والتحديث في ضوء الواقع العربي
الراهن. إنّ الحالة بين أغلب الحكومات العربية
والرأي العام تحتاج إلى عقد
اجتماعي جديد، بعد أن فقد العقد
الاجتماعي القديم أسانيده،
وفقد قانونيته ومشروعيته، ولم
يعد توكيل الشعوب للحكومات
بالتصرف ساري المفعول. ' كاتب وباحث سوري مقيم في تونس ======================= د. محمد عبدالعزيز ربيع الدستور 12-7-2010 تعيش إسرائيل اليوم حالة حصار سياسي من
الخارج ، وحالة تفسخ اجتماعي
وتمحور سياسي وديني عميق من
الداخل. وهذا يشير إلى أن
العناصر المنظمة لحياة إسرائيل
وسياستها إنهارت تماما ، وأنه
لم يعد هناك اجماع على شيء
تقريبا ، ما يعني حرمان قادة
إسرائيل من القدرة على اتخاذ
قرارات هامة تضمن تأييد
الأغلبية الشعبية. وهذا يدفع
النخبة المثقفة إلى التحرك في
اتجاهات متناقضة تساهم في تعميق
أسباب التجزئة والتمحور والشلل
داخل المجتمع الإسرائيلي. فهناك
خلافات حادة بين اليهود
الغربيين والشرقيين ، وحدوث
تحول كبير في موقف الرأي العام
نحو المزيد من العنصرية ،
واتساع دائرة الفقر. ولقد نتج عن
هذه التحولات تفكك "معسكر
السلام" وغيابه عن المسرح
السياسي ، وظهور أصوات قليلة
تشكك في قدرة المشروع الصهيوني
على البقاء والاستمرارية. من
ناحية ثانية ، هناك تحول في
مواقف العديد من الدول الغربية
في اتجاه مناوئ لسياسة إسرائيل
، لا يخفي استياءه من تصرفات
قادتها. وعلى الرغم من أن أوباما
فشل في الضغط على نتنياهو لوقف
عمليات الاستيطان ، إلا أن أهم
إنجاز قام به أوباما هو تغيير
الموقف الأمريكي من إسرائيل.. من
موقف الصديق الحميم إلى موقف
يتصف بالبرود. وهذا فتح المجال
لقيام بعض الأمريكيين بنقد
سياسات إسرائيل عامة ومواقف
نتنياهو خاصة ، وشجع بعض
حلفائها التاريخيين من ساسة
أمريكا على التشكيك في عقلانية
ما تقوم به تصرفات ، كما أنه
أصبح من الصعب على أنصار
إسرائيل توجيه تهمة "يهودي
يكره نفسه" لكل يهودي ينتقد
إسرائيل وممارساتها العنصرية
والإجرامية على الأرض لكثرتهم.
وعلى سبيل المثال ، كتب توني
كوردسمان أحد كبار الباحثين في
مركز الدراسات الاستراتيجية
والدولية مقالا يتهم فيه
إسرائيل بأنها تحولت إلى عبء
على كاهل أمريكا. منذ بدء الحركة الصهيونية والتوجه نحو
إقامة كيان سياسي لليهود في
فلسطين ، أدرك الصهاينة الأوائل
أنهم مستعمرون وأن عليهم كسب
المعركة عسكريا ، وذلك
لإقتناعهم بأن العرب لن
يتنازلوا عن جزء من وطنهم.
وبالفعل أعدت الحركة الصهيونية
نفسها جيدا لشن الحروب على
الفلسطينيين والعرب وضمان كسب
كافة معاركها العسكرية ،
والقيام بعمليات إرهابية
وعمليات تطهير عرقي لضمان تفريغ
أكبر جزء من فلسطين من أهله
وسرقة ممتلكاتهم وإقامة كيان
عنصري لها على أنقاضهم. من ناحية
ثانية ، قامت تلك الحركة
بمواصلة عملية تزييف التاريخ
واختلاق مقولات تدعم مطالبها
وأهدافها التوسعية ، والعمل على
استعمار العقل الغربي عامة
والعقل الأمريكي خاصة ، والتوجه
نحو ابتزاز شعوب أوروبا
واتهامها بمعاداة السامية ،
وإسكات كل مثقف أوروبي أو
أمريكي حاول كشف أكاذيب
الصهيونية أو التشكيك في شرعية
إسرائيل. وهذا استوجب القيام
بالهيمنة على مؤسسات الإعلام في
أكبر عدد ممكن من الدول الغربية
، واستخدامها أبواق دعاية
للصهيونية ، وسلاحا ضد أعداء
إسرائيل. وهذا يعني باختصار أن
إسرائيل أعدت نفسها لكسب
المعركة على أهم وأكبر ساحات
المواجهة التي عرفها القرن
العشرين ، وهي الساحة العسكرية
والساحة السياسية والساحة
الإعلامية. لم يخطر على بال قادة الحركة الصهيونية أن
القرن الحادي والعشرين سيأتي
بشيء جديد يفتح ساحة مواجهة
رئيسة يصعب عليهم السيطرة عليها..
ساحة عمل جماهيري غير منظم
يستخدم الإنترنت وما يتفرع عنه
من وسائل تواصل أخرى لكشف
الحقائق وفضح الجرائم وحشد
الجماهير. إذ على الرغم من قيام
آلاف المواقع الداعمة لإسرائيل
والمعادية للعرب والمسلمين ،
إلا أن العدو يتكبد المزيد من
الخسائر كل يوم.. في أوروبا
وأمريكا وآسيا وحتى في إسرائيل
نفسها. إذ تشير آخر استطلاعات
الرأي بين شباب الجامعات اليهود
في أمريكا ، على سبيل المثال ،
إلى أن حوالي %63 منهم لا يشعرون
بالإنتماء لإسرائيل ، وذلك بعكس
الجيل السابق ، وأنهم لن يدعموا
إسرائيل ما دامت تضطهد
الفلسطينيين وتحتل وطنهم. إن
المتعصبين للفكرة الصهيونية
يشنون اليوم حربا شرسة ضد شباب
عربي وأوروبي وأمريكي لا يزالوا
في بداية الطريق نحو تنظيم
أنفسهم وحشد جهودهم وخوض معركة
السلام ضد نظام التفرقة
العنصرية الإسرائيلي. لكن
إسرائيل وحلفاؤها لن ينجحوا لأن
الحق مع الفريق الداعم
للفلسطينيين والعرب ، ولأن ما
يتم نشره من قبل مثقفين يهود
يكشف الجديد والمزيد من جرائم
إسرائيل وأكاذيبها بشكل يومي ،
ولأن أعداد الفريق الأول لا
تتزايد بنسبة تزايد أعداد
الفريق الثاني. وهذا يعني أن
معركة سحب الشرعية الدولية من
الكيان الصهيوني بدأت بالفعل ،
وإن كانت لا تزال في بدايتها ،
وأن إمكانية نجاح إسرائيل في
كسبها شبه معدومة. إن تصفية
المشروع الصهيوني على أرض
فلسطين هي حركة عالمية لا
يديرها حاكم عربي أو يهودي أو
أمريكي.. إنها معركة ضد عنصرية
وإلى جانب عدالة لا يستطيع حاكم
أن يستبيحها إلى الأبد. وهذا
يعني أن محاولة توقيع معاهدة
استسلام مع العدو الصهيوني لن
تأتي إلا على حساب حقوق الشعب
الفلسطيني ، وكرامة الأمة
العربية ، ومستقبل الأنظمة
العربية المستسلمة. لقد خاضت الدولة العربية المعركة مع
العدو الإسرائيلي عسكريا
وخسرتها بجدارة ، وجربت حظها
بخوض المعركة السياسية من خلال
مفاوضات سرية وعلينة وخسرتها
بجدارة أكبر ، وامتنعت عن خوض
المعركة الإعلامية بسبب جهلها
وضعف وعيها. ولقد ترتب على تلك
الهزائم نتائج عدة ، من بينها
وقوع معظم الدول العربية في فلك
التبعية والاستعمار الأمريكي -
الإسرائيلي المشترك ، وتشويه
صورة العرب والمسلمين ودينهم
وتراثهم في الغرب والشرق ،
وتنمية التيارات المتطرفة في
بلادهم ، وخسارة الشعوب العربية
فرصة هامة لتحقيق التنمية
والتحرر من الفقر والجهل والكبت.
وحيث أن الحكومات العربية غير
مؤهلة لخوض معركة سحب الشرعية
من إسرائيل على الساحة الدولية
لأساب كثيرة ، فإن على تلك
الحكومات أن لا تتدخل في نشاطات
الشباب العربي المشارك في
المعركة إلى جانب أقرانه من
شباب العالم. لقد آن الأوان
لقيام الجماهير العربية بتولي
زمام المبادرة والعمل بجد ونشاط
ومثابرة على تصفية الكيان
الصهيوني بالتعاون مع كافة
القوى العالمية المناوئة
للعنصرية والمؤيدة لحقوق
الإنسان وحقوق الشعوب المقهورة
في التحرر والتنمية. إن
القيادات الشعبية والطلابية
والنقابية والفئات المثقفة ،
وذلك على خلاف أنظمة الحكم ،
مؤهلة تأهيلا جيدا لخوض حرب
السلام وكسبها دون عناء كبير
ودون حاجة لمقاومة مسلحة.. إن ما
نحتاج إليه تلك القيادات هو
فلسفة صمود داخل فلسطين
والمناطق العربية المحتلة ،
وحركة جماهيرية واسعة تركز على
مقاطعة إسرائيل اقتصاديا
وثقافيا ، ومقاطعة الشركات
العالمية المتعاملة معها ،
والدول التي تدعمها بالمال
والسلاح وتقوم بالدفاع عن
جرائمها في المحافل الدولية. لقد جاءت تصريحات السيد خوسيه إزنار رئيس
وزراء إسبانيا السابق لتظهر مدى
عداء الغرب المحافظ دينيا
والمتصهين للعرب عامة ، ومدى
تخوفه من المسلمين خاصة ، إذ قال
إزنار في سياق قلقه من احتمال
سقوط الكيان الصهيوني إن انهيار
إسرائيل يعني انهيار الغرب ،
لإن إسرائيل تشكل من وجهة نظره
خط الدفاع الأول عن الغرب. وهذا
يتطلب من المسلمين المحافظين ،
خاصة المقيمين منهم في أوروبا
وأمريكا الابتعاد أولا عن
التصريحات المتطرفة والأعمال
التي من شأنها أحداث ردود فعل
سلبية ضدهم وضد قضاياهم ،
والاتجاه ثانيا نحو الانخراط في
المعركة السلمية القائمة على
كشف الحقائق على الإنترنت
والمقاطعة الاقتصادية
والثقافية.. إن على منظمات
المقاومة الإسلامية والماركسية
أن تتوقف كليا عن عمليات
المقاومة المسلحة ، لأن ذلك
يخدم مصالح إسرائيل والصهيونية.
لقد نجحت إسرائيل في تعرية
حقيقة فلسفتها العنصرية
الإجرامية ، ومكنت القضية
الفلسطينية من استعادة وجهها
الإنساني ، لذا لا يجوز على
الإطلاق القيام بأي عمل يعيد
تهمة الإرهاب للعرب والمسلمين.
لقد راهن الإسرائيليون في
الماضي على غباء العرب وجهلهم
وأخطائهم ، وربحوا الرهان..
دعونا نراهن اليوم على الشيء
نفسه ، على غباء القيادات
الإسرائيلية وأخطائها ،
وقيامها باستعداء أصدقائها ،
وسنربح الرهان بكل تأكيد. ======================= مايكل جيرسون (محلل سياسي أميركي) واشنطن بوست الاميركية الرأي الاردنية 12-7-2010 الحزب «الجمهوري» آخذ في الصعود، ويزداد
قوة وجرأة، ولكنه على شفا
ارتكاب أخطاء جسيمة قد تضعفه. والواقع أنه ليس ثمة شك في صعود الحزب «الجمهوري»،
فإذا كان «الديمقراطيون» في
يونيو 2008 قد سجلوا تقدماً يقارب
20 نقطة في انتخابات الكونجرس
بشكل عام، فإنهم باتوا اليوم في
الخلف. كما انخفض تأييد أوباما
بين المستقلين إلى ما دون 40 في
المئة، وذلك لأول مرة في رئاسته. وخلال الآونة الأخيرة قال بايدن محتجاً
إنه لا يتوقع «هزيمة نكراء» ل»الديمقراطيين»
في انتخابات نوفمبر النصفية،
والحال أنه بذلك أعطى اسماً
لمخاوف «الديمقراطيين»، لأن
الهزيمة هي بالضبط التي تنتظر «الديمقراطيين»
على ما يبدو. بيد أن مشكلة الموجات السياسية، هي أنها
تخلق زخماً مضللاً وثقة
أيديولوجية مبالغا فيها، حيث
تميل الأحزاب عادة إلى تأويل
الاستياء العام – وهو استياء
ضبابي غير واضح المعالم–على
أنه تأييد لطموحاتها. وإذا كان
أوباما قد أخطأ في النظر إلى
انتخابه على أنه تفويض
لليبرالية حزبه المكبوتة، فإن
بعض النشطاء «الجمهوريين»
يبدون اليوم عازمين على ارتكاب
خطأ مماثل، ولكنه أكثر فداحة. الموجة «الجمهورية» تحمل مجموعة تتبنى
موقفا ثورياً زائفاً؛ حيث تقول
مرشحة ولاية نيفادا لمجلس
الشيوخ شارون آنجل: «إن آباءنا
المؤسسين... وضعوا «التعديل
الدستوري الثاني» لسبب وجيه،
وذلك حتى يتسنى للناس حماية
أنفسهم من الحكومات المستبدة. بل إن «توماس جيفرسون» قال إنه شيء جيد أن
تشهد البلدان ثورة كل 20 سنة.
والحقيقة أنني آمل ألا يكون ذلك
مآلنا، ولكن، كما تعرفون، إذا
استمر حال هذا الكونجرس على ما
هو عليه، فإن الناس يتطلعون
حقاً إلى حلول التعديل الثاني». واللافت هنا أن «آنجل» تبنت موقف أحد
الآباء المؤسسين المعروف
بتسامحه المقلق مع العنف
السياسي الذي ميز الثورة
الفرنسية، وهو القائل: «كنت
سأود رؤية نصف المعمورة مقفرة
على أن تفشل (الثورة)». إنه
بالكاد نموذج محافظ! ولكن معظم «المحافظين» فقدوا البوصلة
جراء غلو «حركة حفلة الشاي»،
ولم يعودوا قادرين على التمييز
بين الشيء غير الحكيم والشيء
الشائن؛ حيث انبرى بعضهم للدفاع
عن «آنجل» أو مهاجمة منتقديها.
ولكن حتى نكون واضحين، فالأمر
يتعلق هنا بمرشحة «جمهورية»
لمجلس الشيوخ، نعتت برلمان
الولايات المتحدة بالاستبداد،
وفكرت في خيار اللجوء إلى العنف
السياسي، وهو أمر كاف لإقصاء
صاحبه من الترشح لمنصب عام. صحيح
أنه يفتقر إلى خطورة الانشقاق
الحقيقي، ولكنه يمثل المقابل «الجمهوري»
لقميص جيفارا–موضة، لفتة-
مداعبة لأفكار لا يفهمها الشخص
الذي يرتدي القميص إلا بشكل
فضفاض وضبابي، بل يمكن القول إن
خطاب «حلول التعديل الثاني» هو
بمثابة «ليكسينجتون» (أول معركة
من الثورة الأميركية) من الوزن
الخفيف، أو «كونكورد» (معركة
أخرى من الثورة الأميركية)
لكنها أصغر. خطاب بعيد كل البعد
عن الوزن المعنوي للآباء
المؤسسين لدرجة أنه يسخر من
ذكراهم. والواقع أن الموجة «الجمهورية» تحمل معها
أيضاً مجموعة من المدافعين عن
الحريات مثل مرشح ولاية كنتاكي
لمجلس «الشيوخ» راند بول. فمنذ
أن عبر هذا الأخير عن تفضيله
لحماية حقوق الملكية على حماية
الحقوق المدنية، عمد إلى تقليص
اتصاله مع وسائل الإعلام إلى
الحد الأدنى. ومرد هذا الحذر
مثير للاهتمام؛ فالخوف ليس من
أن يرتكب «بول» هفوات أو أخطاء،
وإنما من أن يكشف عن مزيد من
آرائه السياسية. والحال أن أيديولوجيا التحرر في أميركا،
هي في حد ذاتها فضيحة. ثم إنها لا
تشمل تراجعاً عن «الأوبامية»
فحسب، وإنما تراجعاً عن أكثر
الالتزامات الاشتراكية أساسية
تجاه الضعفاء وكبار السن
والفقراء، إلى جانب تراجع عن
التزامات الولايات المتحدة
العالمية. فالتحررية تتميز ببرودة أيديولوجية
قاسية في جوهرها؛ والناخبون
يشعرون بالتهميش حين يتم الكشف
عن ذلك الجوهر؛ والحال أن «بول»
اليوم متقارب مع خصمه «الديمقراطي»
في سباق يفترض أن يفوز فيه أحد «الجمهوريين»
بسهولة. وإضافة إلى ذلك، فإن الموجة «الجمهورية»
تحمل معها مجموعة مهتمة بوصم
المهاجرين وتشويه صورتهم أكثر
من اهتمامها بالفوز بدعمهم؛ حيث
يجد بعض «المحافظين» أن قانون
أريزونا المناوئ للهجرة – وهو
قانون صيغ على نحو سيئ، وغير
فعال، وسام رمزيا، ومن المحتمل
إلغاؤه – جديراً بالدفاع عنه. ردُّ العديد من «الجمهوريين»، الذين
يتمتعون بحس المسؤولية على هذه
النزعات الإيديولوجية هو
التزام الهدوء، والإحجام عن أي
خطوات مفاجئة، والدعاء بزوالها.
والحال أن الأمر لا يتعلق بغلو
ومبالغة فقط، بل بحجج. إذ تعتقد شرائح مهمة من الحزب «الجمهوري»
أن الحديث عن الثورة المسلحة
وتهميش الناخبين اللاتين يمثل
استراتيجية مرغوباً فيها. غير
أنه في حال انتصار كبير ل»الجمهوريين»
في نوفمبر المقبل، فإن الأشخاص
الذين يتبنون هذه الآراء قد
يزدادون أهمية ونفوذاً، الأمر
الذي يمكن أن يخلق تصورات مدمرة
ودائمة للحزب «الجمهوري»،
سيتطلب تغييرها عقوداً وعقوداً.
ذلك أن حزباً يشعر بالترهيب،
ويلتزم الصمت في وجه متطرفيه
يصبح في النهاية رمزاً لهم. هذا هو التحدي الذي تطرحه موجة سياسية؛
فهي تتطلب زعماء يحوِّلون
طاقتها إلى أجندة حكم تعكس حس
المسؤولية؛ ولكن حتى الآن
مازالت تلك الزعامة مفتقدة–في
الكونجرس، وبين الزعماء «المحافظين»،
وبين المرشحين الرئاسيين
القادمين. وبذلك يمكن القول إن الحزب «الجمهوري»
يركب موجة كبيرة تقوده إلى شاطئ
صخري. ======================= العاصفة الأميركية في
أفق إيران نعوم تشومسكي (أستاذ اللغويات في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا ومفكر
أميركي بارز) الاتحاد الاماراتية الرأي الاردنية 12-7-2010 يُعتبر ملف إيران أخطر أزمة تواجه إدارة
أوباما على صعيد السياسة
الخارجية. فقد عزّز الكونغرس
الأميركي الحصار على إيران،
بفرض عقوبات قاسية على الشركات
الأجنبية التي تملك فروعاً لها
في هذا البلد. وسارعت الإدارة إلى توسيع القدرة
الهجومية الأميركية في الجزيرة
الإفريقية «دييغو غارسيا» التي
تدّعي بريطانيا امتلاكها بعد أن
طردت سكانها منها حتى تتمكن
الولايات المتحدة من بناء قاعدة
ضخمة تستخدمها لمهاجمة الشرق
الأوسط وآسيا الوسطى. وأعلنت
القوات البحرية الأميركية أنها
أرسلت غواصة إلى الجزيرة
لمساندة الغواصات النووية
المزودة بصواريخ «توماهوك»
والقادرة على حمل رؤوس حربية
نووية. وصرّح مدير مركز الدراسات الدولية
والديبلوماسية في جامعة لندن
إلى صحيفة «صنداي هيرالد» قائلا:
«إنهم يستعدون جيّداً لمواجهة
إيران. فيبدو أنّ القاذفات
والصواريخ الأميركية البعيدة
المدى قادرة اليوم على تدمير 10
آلاف هدف في إيران خلال ساعات
قليلة». وتحدثت الصحف العربية عن عبور أسطول
أميركي قناة السويس باتجاه
الخليج حيث تقضي مهمته ب«تطبيق
العقوبات ضد إيران ومراقبة
السفن التي تدخل إليها وتخرج
منها». وفي طريق عودته من أفغانستان حيث طمأن
قوات «الناتو» بعد التغيير الذي
طرأ على قيادة الحلف إثر إقالة
ماكريستال، قام رئيس أركان
الجيوش الأميركية «مولن»
بزيارة إسرائيل للقاء رئيس
أركانها أشكنازي، وذلك في إطار
استكمال الحوار الاستراتيجي
السنوي بين الجانبين. ويستخدم بعض المحللين البارزين تعابير
مأساوية للحديث عن الخطر
الإيراني. فقد حذّر أميتاي
إيتزيوني من أنه «ينبغي على
الولايات المتحدة أن تواجه
إيران أو أن تتخلى عن الشرق
الأوسط». وحض إيتزيوني في مقال له في «الدورية
العسكرية» التابعة للجيش
الأميركي، الولايات المتحدة
على شن اعتداء لا يستهدف منشآت
إيران النووية فحسب، بل الأصول
العسكرية غير النووية أيضاً بما
فيها البنية التحتية أي المجتمع
المدني. وعرض تقرير أعدته وزارة الدفاع الأميركية
تحليلاً شاملاً للخطر
الإيراني، وتمّ تقديم هذا
التقرير إلى الكونغرس في أبريل
الماضي. وأشار إلى أن نفقات إيران العسكرية تعتبر
«متدنية نوعاً ما مقارنة بسائر
المنطقة»، لافتاً إلى أن
العقيدة العسكرية الإيرانية «دفاعية..
وتهدف إلى إبطاء عملية الاجتياح
ومحاولة التوصل إلى حل
ديبلوماسي للأعمال العدائية». وفي ما يتعلق بالخيار النووي، «يشكل
برنامج إيران ورغبتها في إبقاء
إمكانية تطوير الأسلحة النووية
مفتوحة، جزءاً أساسياً من
استراتيجية الردع الخاصة بها». وتعتبر واشنطن أن قدرة الردع الإيرانية
هي ممارسة غير شرعية لسيادتها
وتتعارض مع مشاريع الولايات
المتحدة العالمية، كما تهدد
سيطرة الولايات المتحدة على
موارد الطاقة في الشرق الأوسط. لكنّ الخطر الذي تفرضه إيران يذهب أبعد من
قدرة الردع. فإيران تسعى إلى
توسيع دورها في المنطقة، الأمر
الذي يزعزع «الاستقرار» الذي
تسعى الولايات المتحدة إلى
إرسائه من خلال سياساتها في
المنطقة. وتضيف الدراسة إلى ذلك
أن إيران تساند الإرهاب من خلال
دعم «حزب الله» وحركة «حماس». أما نموذج الديمقراطية في العالم
الإسلامي فيتجلى في تركيا لكن
إدارة أوباما عضبت منها عندما
عملت مع والبرازيل على التوصل
إلى اتفاق مع إيران للحدّ من
تخصيب اليورانيوم. فسارعت واشنطن إلى التقليل من أهمية
الصفقة بدعوة مجلس الأمن الدولي
لفرض عقوبات جديدة على إيران.
وكانت هذه العقوبات غير مجدية
إلى حدّ أن الصين وافقت عليها
معتبرة أنها قد تحول كحد أقصى
دون تنافس المصالح الغربية
والصين على موارد إيران. وقد صوتت تركيا (والبرازيل) ضد قرار
العقوبات الأميركية في مجلس
الأمن، بينما امتنع لبنان العضو
الإقليمي الآخر عن التصويت. وأثارت هذه التصرفات مزيداً من الامتعاض
في واشنطن. ونقلت وكالة «الأسوشييتد
بريس» أن فيليب غوردن،
الديبلوماسي الكبير في إدارة
أوباما حذّر تركيا من أن
الولايات المتحدة لا تفهم
تصرفاتها وأنه يجدر بها أن «تبرهن
على التزامها بالشراكة مع الغرب». ويبدو أن الطبقة السياسية تتابع هذه
المسألة باهتمام، فقد رأى ستيفن
كوك، وهو باحث في مجلس العلاقات
الخارجية، أن السؤال الأساسي
يكمن في «كيفية إحكام السيطرة
على الأتراك حتى يمتثلوا
للأوامر على غرار الديمقراطيين
المطيعين». وما من إشارات تدل على أن البلدان الأخرى
في المنطقة تدعم العقوبات
الأميركية. فقد وقعت كل من
باكستان وإيران، خلال لقاء في
تركيا، على اتفاق لمدّ خط
أنابيب جديد بينهما. وما زاد من
مخاوف الولايات المتحدة هو
إمكان أن يمتد هذا الخطّ إلى
الهند. وكانت المعاهدة النووية الموقعة بين
أميركا والهند عام 2008، تهدف
لمنع نيودلهي من الانضمام إلى
خط الأنابيب. والهند وباكستان قوتان من ثلاث قوى نووية
رفضت التوقيع على معاهدة منع
انتشار الأسلحة النووية، مع
العلم أنّ القوة الثالثة هي
إسرائيل. لقد طورت الدول الثلاث
أسلحة نووية بدعم من الولايات
المتحدة، ولا تزال تفعل ذلك. وما من إنسان عاقل يرغب في أن تطوّر إيران
أو أي بلد آخر الأسلحة النووية.
فالطريقة الوحيدة لإبعاد أو
إلغاء هذا الخطر تكمن في إرساء
منطقة خالية من الأسلحة النووية
في الشرق الأوسط. وقد تمّت إثارة هذه المسألة خلال مؤتمر
لمنع انتشار الأسلحة النووية في
مقر الأمم المتحدة في بداية
مايو الماضي. فاقترحت مصر التي
ترأس حركة عدم الانحياز أن يدعم
المؤتمر خطة تدعو إلى بدء
مفاوضات في عام 2011 لإنشاء منطقة
خالية من الأسلحة النووية في
الشرق الأوسط، حسبما تمّ
الاتفاق عليه مع الغرب، وضمنه
الولايات المتحدة، خلال مؤتمر
مراجعة معاهدة منع انتشار
الأسلحة النووية المنعقد في عام
1995. ولا تزال واشنطن موافقة رسمياً على هذا
الأمر، لكنها تشدد على ضرورة
استثناء إسرائيل من ذلك. وعوضاً عن اتخاذ خطوات عملية حيال تقليص
خطر تطوير الأسلحة النووية في
إيران وغيرها، تسعى الولايات
المتحدة إلى تعزيز سيطرتها على
المناطق الحيوية التي تنتج
النفط في الشرق الأوسط عن طريق
القوة إن لم تنجح الوسائل
الأخرى. ======================= الإمام فضل الله.. داعية
الحب ورسول السلام حسين احمد شحادة السفير 12-7-2010 حيثما حلت عمامته رأيت محراباً ينادي
لدعاء الوحدة وصلاة التوحيد،
وقد بسط شعلة روحه لإنهاض الأمة
من ضعفها وتبصرة العلماء برسالة
أن يبلغوا رسالاتهم ولا يخشون
إلا الله، ووسيلته في ذلك،
تنوير الكلمة الإسلامية بتجديد
منهاجها في دنيا العمل والدعوة
إلى سبيل الله بالتي هي أحسن. كذلك عرفته جهيراً بفقه النقد لمشهورات
من الفقه لم تثبت عنده. وهو دائم
التفكير دائم المناداة بإصلاح
المؤسسات الدينية بأجود وأنسب
ما يرجو لها من إصلاح، منذ كان
يافعاً، بسعة عقله وصحة إرشاده
في النجف الأشرف، فكان له في
مجلة الأضواء منبر وكان له في
جماعة العلماء
في العراق، رباط واحد، لم
تره الصحوة الإسلامية منذ أيام
السيد جمال الدين الأفغاني
والشيخ محمد عبده، فاتصل بها
التاريخ على وحدة الغرض من
رسالة الأزهر في مصر ورسالة
النجف في العراق.. اتصلت به وأنا فتى في بيروت أواخر
الستينيات من القرن الماضي، كما
اتصل به ثلة من طلاب المعرفة،
فتعلمنا من حوزته الأولى علم
الفقه وأصوله، واستفدنا من بصره
دافعاً لإجادة القلم والدروس،
فكان يهذب الخلق فينا قبل أن
يربي العقل، كيما تزهر غرساته
الطيبة في مقام المواءمة بين
الدين والأخلاق. وكانت بيروت في أول عهده بها، هائجة مائجة
بأخبار هزيمة العرب عام 1967،
وكان مدركاً خطر أن تنسب هذه
النكبة لشعوب الأمة وذاكرتها
الدينية، ولهذا كتب عن فلسفة
القوة وخطوات على طريق الإسلام،
لبث روح المقاومة وإعداد جيل من
الآباء والأبناء وتولى رعايتهم
وسماهم أسرة
التآخي فيما
اتجه إلى جبل عامل والبقاع
ليبذر فيها مع ثلة من رفاقه بذور
الوعي الجديد بالنهوض الإسلامي
في لبنان، ولعل هذا هو السبب في
أن يقال عنه بأنه الوالد الروحي
والمرشد الأعلى لشبان المقاومة
في لبنان والعراق، في الاسم
والمعنى، سماحة الإمام السيد
محمد حسين فضل الله. كذلك يعتبر الإمام فضل الله وما يرتبط
باسمه من مؤسسات اجتماعية
ومشاريع ثقافية، ودينية مدرسة
متكاملة في مضمار قضايانا
الإسلامية الكبرى في الوحدة
والتجديد والحوار. ولعل أبلغ درس تعلمته من دروسه الصباحية
هو درس الأخلاق وإنماء المعرفة
بالدين
على قيمها وخصالها، وعنده
أن خطر الفراغ
الديني قد
بدأ في مجتمعنا العربي عشية
تجريد الثقافة الإسلامية من
كنوزها الأخلاقية، في صورة
متناغمة نستشفها في مناعة
الموقف المقاوم، الذي لم ينفصل
يوماً عن ثقافة الأمة وأخلاقها..
وطالما لفتني سماحته إلى ذلك
العطب المنهجي في ظاهرتين
تثقلان كاهل الأمة: إحداهما: ظاهرة عزوف السياسة العربية عن
سلوكها الأخلاقي. وثانيتهما: ظاهرة عزوف المتكلمين باسم
الدين عن جوهر الثقافة
الإسلامية وأخلاقها.. وهكذا تباعد الخطاب الديني في بعض أحواله
عن رسالته الدينية، في بناء
الحضارة وإصلاح المجتمع، ولا
تزال منابر الإمام فضل الله في
جوار السيدة زينب عليها السلام
بدمشق، أمثولة لإشعاع الفكر
الإسلامي المعاصر المتسقة
بتكريس قيم الربط بين الفقه
والفكر، وبين الفكر والتربية،
عبر فضاء توحيدي عاطر بانفتاح
هذه القيم، على معنى البدايات
الروحية والثقافية لمعنى الوطن
والمواطنة والاجتماع الإنساني،
بعيداً عن عنف العولمة وفوضاها،
التي تبشر العالم بنهايات الدول
والأوطان ونهايات التاريخ
والأخلاق، وفي إطار التصدي
لهيمنة هذه العولمة يرتفع صوت
الإمام فضل الله محذراً من
تبعات الشطط في استعمال الثقافة
العربية ومنابرها، لتبديد
مفاهيمها ومعاييرها على أرصفة
التكالب واللهاث خلف أسياد
الاحتلال الجديد، ذلك أن تأصيل
الثقافة العربية والإسلامية في
واقع هذا الاحتلال لن تعبر عن
جذور هويتها، إلا إذا امتلك
المثقف العربي أهلية الاقتدار
على مقاومة ثقافة المحتل، من
منطلق إيمان السيد بأن من يربح
معركة الثقافة سيتمكن في حاضره
ومستقبله، من أن يربح معركة
السياسة
ومعركة المصير. تلك مسألة سبق لسماحته أن عالجها بكثير من
التفصيل في ندواته وكتبه عندما
تحدث قبل خمسين عاماً عن تشرذم
الهوية العربية والإسلامية، في
زمن الحرب المفتوحة على هويتنا
وثقافتنا، منذ احتلال فلسطين.
وأراني أناشد علماء الأمة في
يوم رحيله الاقتداء بمنهاجه في
تأصيل ثقافة الوحدة والمقاومة،
وما كنت أحسب أن ثقافتنا بحاجة
إلى إصلاح إلا حين أصغيت إلى
إرشاده ناصحاً: إذا كانت أزمة العقل العربي والعقل
الإسلامي هي أزمة تفكير وأزمة
سلوك، فإن إصلاح الثقافة في
وحدة منابعها هو القمين لإصلاح
مناهج التفكير وآداب السلوك،
وهذا هو الأجدر باهتمام
الباحثين في شروط النهضة
العربية والصحوة الإسلامية. ولنا في مدرسة الإمام فضل الله نموذج
يُحتذى من سياسة تضيء رونقها من
الثقافة، وثقافة تضيء قامتها
المنيعة من الأخلاق، وأخلاق
تضيء خفقة الروح فيها من خلجات
هذا المجتمع المقاوم المحب،
كأصفى ما يكون سلام الحب، وأروع
ما يكون عنفوان المقاومة، وهو
الضامن الأساس لشروط التنمية
الثقافية ببلاغة مرجعنا الكبير
الذي نذر عمره كله من أجل كلمة
التوحيد وتوحيد الكلمة. [[[ ولنا من لوعة الحزن أن نبوح بأسرارك لنزهو
مثلك في صمت الوفاء، ونوافيك من
طلعة المقاومة يا رضى الله
عليها ترتجل الآن أوار الأنبياء
وتسميك.. شهدناك في نضرة ما غرست
من صورة وجهك في وجع الينابيع؛
وكنت يا أبانا من خلف الليل
والدموع تخضّ فجر الجنوب مرفوع
القباب وظلالك تعدو مضاءة
بمحاريبك الهيمانة خلف صلاة
الشهداء.. إيه يا حزنك الخاشع خبأته القمر الوردي في
مدى كربلاء، وها يسّاقط في عيون
الأطفال والأيتام، متدثراً
بعباءتك يا أسوة الأولياء.. ويا
لدموعك المشعة بأسمائنا، هل
تغشاك برق أيوب، أو دمعة حرّة
على يوسف أو آهة مريمية على جراح
المسيح فأضرمت هواك لترتيل
الانتظار، وفوق احتمالك فلسطين
في مهب الرماد والظمأ، وفوق
احتمالك تلك التي نقضت غزلها
ومالت بخلاخيلها تحت سقفها
المستعار؟ وها إنني أحمل وجهك أيقونة لشفق الحب
المنسي في بيروت.. وكيف نصلي من
غير حب؟.. ومن يقيم صورتها إلى
كنف البتول وسجاياها غيرك يا
إمام وحدتها؟! أنت من علمتنا
بالفقه إعراب الوقت كي نجدد
ميلاده.. وها أكاشفك من مضيق
الأرض علينا، لم يعد أي شيء من
جروح اللغة يرتب الأبجدية إلا
ما تشرد من حنجرة تعبد الله على
حرف و تسد علينا باب الله باسمه،
وتقتلنا تحت مظلة العرش في حروب
الفتاوى.. آه يا سيدي من قلة
الفقه وكثرة الفقهاء، وها إني
أدلي بوصاياك وأعترف بأنا تركنا
الباب مفتوحاً فمروا، وصرت
أراهم بيني وبين معابري
ومقابري، فأمشي وحيداً وأركض
وأركض خلف الباب.. ولا أحد يا
سيدي غير صوتها، النهر يصلي
لأشجار صبرنا وغربتنا «واعتصموا»..
ولا شيء يحمل رجع ندائك غير
الأكف المقاومة تخضر في الزناد
مثل مواويل السنبلات، وما كنت
يا أبانا رغم الظنون، إلا سيد
المقام في مصباح وحدتنا، يا
أيها البهي لزمان غير هذا
التفرق تليق بك الأبوة وصبر
الأنبياء.. وغداً، أو بعد غد،
يوم تفتح نوافذ ا لصبح والروح
سيقرؤون ولم يجئ قبلك من يجرب
شيئا عن الحلم الذي لا يجيء
ويستغفرون الله من أجل روحك
فيما نبوءاتك تلوح في هجير
اليابسة والاحتلال نحو جوادك
السماوي، وقبضتك النجوم نحو
أطياف امرأة كان اسمها زينب،
كذلك أشرعت وحي القرآن رفيف
الفصول في جبينك وعلي باب
المدينة والكتاب.. واهٍ على أمة
ضيعت بدء البدايات فضيعها
التمزق بعصف الختام.. سلام إليك
من وطن البدريين في كل بندقية
تنورت بسنبلات الجنوب وانحنت
مثل الضوء وزيتون السلام أخضر..
ما أكرم الشمس يا سيدنا في حضن
التراب وفمك بلال غاضب، وما
أجلّك تكابد الغضب القدسي
وتشافهنا بزين العابدين
وفاطمة، نقاوم ونغفر، ويتسع
الحب لفردوس الحب ثم لا نكلم إلا
السماء. [ رئيس
منتدى المعارج لحوار الثقافات
والأديان ======================= سيناريو الحرب المذهبية
الشاملة... وارد ! سركيس نعوم - 8 - قلت للموظف الاميركي المهم السابق
والمستمر في تعاطي الشأن العام
على نحو غير مباشر رداً على
اعتقاده بسيطرة غير عربية وإن
إسلامية على العرب: ما تقوله
صحيح. ليست هناك قيادة عربية.
والفراغ الموجود ستملأه ايران
وتركيا من جهة واسرائيل من جهة
أخرى. تركيا وايران ستتجاوزان
كراهيتهما احداهما للاخرى
وستتشاركان في ادارة المنطقة.
تركيا اردوغان لن تقدم على قطع
شامل ونهائي للعلاقات مع
اسرائيل. والموقف نفسه ستتخذه
الدولة العبرية. تركيا
الاسلامية، الأردوغانية، في
حاجة الى علاقة جيدة مع كل
الجهات في المنطقة اذا ارادت
دورا اساسيا فيها. لا يكفي ان
يقبل العرب السنة دور اردوغان و"تركياه"
أو ان يسعوا اليه لأنه يحميهم من
ايران الاسلامية الشيعية. ولا
يكفي ان تقبل شراكته ايران هذه
وحدها. يجب ان تقبلها اسرائيل في
الوقت نفسه. وعلّق الموظف الاميركي المهم السابق: "المشكلة
ان في الادارة الاميركية
اتجاهات كثيرة. لكن ليس فيها
تفكير استراتيجي. وفي العالم
العربي فراغ كبير. وهناك في
الشرق الأوسط (الاسلامي والعربي)
تركيا وايران. وهناك سوريا بشار
الاسد، وتسألني ماذا تطلب سوريا
مقابلاً لكي تسهل الكثير من
الامور على اميركا وربما على
اسرائيل. اقول لك إن النظام
السوري منذ احتلال اسرائيل
الجولان عام 1967 يبحث عن شرعية
عربية - اسلامية لنفسه. وقد حصل
على بعضها بمواقفه الايرانية
والفلسطينية وبتأييده "حماس"
ودعمه "حزب الله". لكنه لن
يستعيد شرعيته الاساسية إلا
باستعادة الاراضي السورية
المحتلة، اي بالسلم مع اسرائيل.
قد يقول البعض ان لبنان سيكون
المقابل لسوريا أو البديل من
الجولان، ربما. لكن في ظروف اخرى
وربما بصيغ اخرى". ماذا عن
احتمال التقاء المصالح بين
اميركا وايران الاسلامية.
فالاسلام السني الاصولي
التكفيري العنفي يتفشى في
العالم الاسلامي، وهو يشكل
تهديداً للاثنتين معاً. سألت.
أجاب: "ربما يفكر البعض من
العرب والمسلمين على هذا النحو.
فايران تحتاج الى اميركا في وجه
السنة المتطرفين الذي يملكون
اسلحة نووية (باكستان مثلا)
وأخرى بيولوجية وكيماوية.
وأميركا تحتاج الى ايران لحماية
منابع النفط وطرق نقله وكذلك
لحماية اسرائيل ومعها الأنظمة
العربية الحليفة. لكن ربما هناك
سيناريو آخر يخطر في بالي
دائماً، وهو سيئ وقد يستمر مدة
طويلة اذا سلك طريق التنفيذ، هو
سيناريو الحرب السنية –
الشيعية في العالم العربي
والاسلامي". هذا سيناريو
محتمل. لكن لا بد ان ينطلق من
العراق. علّقتُ. ردّ: "هذا
صحيح طبعاً. في السنوات الاخيرة
تراجعت احتمالات انطلاق هذه
الحرب من العراق. لكن مع الازمة
الحكومية القائمة منذ اشهر،
واذا استمرت، واذا غضب السنة،
ومع انسحاب الجيش الاميركي سنة
2011، فإن سيناريو الحرب المذهبية
قد يبدأ في العراق. واذذاك فانها
ستشمل كل المنطقة مثل البحرين
والامارات العربية المتحدة
والكويت والمملكة العربية
السعودية (المنطقة الشرقية)
ولبنان وربما أمكنة أخرى. ايران الشيعية تؤمن بولاية الفقيه،
الإمام المعلوم، وبعودة الإمام
المهدي. رئيسها محمود أحمدي
نجاد يسأل كل يوم عن علامات ظهور
المهدي. ومن شروط "ظهوره"
أن تملأ الحروب والفساد والظلم
والجور العالم فيأتي الامام
المهدي ليُحِلَّ العدل مكان ذلك
كله. اذاً الحرب ضرورية للظهور.
على كل ربما يكون في السيناريو
المذكور مصلحة في النهاية
للإقليات في المنطقة ومنهم
اليهود والمسيحيون". علّقت:
"اليهود ربما. اذ لديهم دولة
قوية تملك ترسانة ضخمة من
الاسلحة التقليدية وغير
التقليدية. وهي تستطيع ان تدافع
عنهم. اما المسيحيون فعددهم
أساساً قليل. وهو يقل في استمرار
ولا دولة لهم. ولذلك فإن سيناريو
الحرب المذهبية بين المسلمين
يمكن ان يكون على حسابهم. ردَّ
الموظف الاميركي المهم السابق
نفسه: "ربما هذا صحيح. انظر
ماذا حصل في العراق للمسيحيين.
انظر ماذا يحصل لهم في مصر رغم
ان عددهم أكبر من عدد مسيحيي
العراق، لكن لا دور سياسياً لهم
على الاطلاق. في لبنان وسوريا قد
يصل المسيحيون الى وضع يفقدون
فيه دورهم في صنع القرار الوطني.
على كل، ربما من دون حرب طاحنة
سنية – شيعية لن تحصل حركة
اصلاحية في الاسلام. هكذا حصل مع
المسيحية وفيها في الماضي". هل يحتمل ان توجه اميركا او اسرائيل او
الاثنتان معاً ضربة عسكرية الى
ايران الاسلامية؟ سألت. أجاب:
"اميركا لا تفكر في هذا الآن.
ولن تعطي ضوءاً أخضر لاسرائيل
للقيام بها ولن تؤمن لها
التسهيلات التي تحتاج اليها
لذلك. وتملك اسرائيل مقومات شن
حرب عسكرية جوية على ايران.
لكنها تحتاح عند التنفيذ الى
التحليق في اجواء دول عربية مثل
العراق والسعودية. واميركا لن
تسهل حصولها على موافقة هذه
الدول على تحليقها العسكري في
اجوائها. وربما تحتاج اسرائيل
الى بعض العون الاسلامي. في أي
حال اذا قررت اسرائيل شن حرب على
ايران فسيكون قرارها
اسرائيلياً صرفاً لا علاقة
لأميركا به ولا دور لها فيه.
ربما تستعمل اسرائيل الغواصات
لتنفيذ هذه الضربة اذا تعذّر
استعمال سلاح الجو. وتستطيع
ايضاً استعمال السلاح التكتيكي
- النووي لأن ضرب المنشآت
النووية الايرانية سيطلق
اشعاعات نووية. وستدَّعي
اسرائيل ان مصدر التدمير
المنشآت - المفاعلات لا قنابلها.
طبعاً ستقول ايران إن المصدر هو
الصواريخ الاسرائيلية. ولكن في
النهاية يكون الذي ضرب ضرب
والذي هرب هرب". ماذا عن لبنان في جعبة الموظف الاميركي
المهم السابق نفسه المستمر في
تعاطي الشأن العام على نحو غير
مباشر؟ ======================= آن أوان مراجعة
الاستراتيجية الغربية في
أفغانستان بقلم: أحمد رشيد الفايننشال تايمز ترجمة الأثنين 12-7-2010م ترجمة: خديجة القصاب الثورة بمناسبة مرور عشر سنوات على صدور كتاب
طالبان أعيدت طباعته مجددا في
حزيران الماضي وهو من تأليف
أحمد رشيد نشرت صحيفة
الفانينشال تايمز مقالة بقلم
هذا الكاتب جاء فيها ما يلي: يجب أن يدفعنا رحيل الجنرال ستانلي
ماكريستال القائد العام للقوات
الاميركية ونظيرتها التابعة
للناتو والمرابطة في افغانستان
إلى مراجعة دوافع انهيار
استراتيجيتها العسكرية هناك،
هذا إلى جانب المطالبة برص طاقم
الرئيس أوباما الصفوف خلال
التعامل مع حلفاء الولايات
المتحدة وبالتالي السعي لتطوير
هذا التقارب. ويأتي تعيين
الجنرال البديل ديفيد بتراويوس
في منصب سلفه في وقت حرج للغاية
مع انعكاس الازمة الافغانية على
امكانية الغرب في وضع خطط تتعلق
بموقف سياسة خارجية أميركية
أطلسية موحدة وشاملة. وقد منح الرئيس حميد كرازي الكثير من
الامتيازات على صعيد اطلاق يده
في إدارة شؤون بلاده وبالنسبة
لحصوله العام الماضي على حماية
خاصة خلال الانتخابات الرئاسية
في افغانستان (التي تم التلاعب
بنتائجها) على هامش تفشي الفساد
وضعف الإدارة هناك وهي التهم
التي توجه إليه باستمرار. هذا ويتم تجاهل حاليا طبيعة الفريق
العامل مع أوباما الفاسدة وغير
المتوازنة فمنذ ان تم تعيين
افراد هذا الفريق دبت الخلافات
في صفوف المسؤولين الاميركيين
البارزين الناشطين داخل اروقة
اتخاذ القرارات السياسيةالخاصة
بالشرق الأوسط فقد سجل البيت
الابيض فشلا على صعيد تشاوره مع
ريتشارد هولبروك مبعوث
الولايات المتحدة إلى
افغانستان وباكستان خلال وجود
الجنرال ماكريستال في كابول
والجنرال المتقاعد كارال
اكنبري سفير الولايات المتحدة
في افغانستان وبالكاد تتبادل
هاتان الشخصيتان اطراف الحديث
فيما بينهما هذا بينما تفاقمت
المشاحنات بين كل من آن باترسون
سفير الولايات المتحدة لدى
باكستان والجنرال كارال اكنبري
من جهة ورتيشارد هولبروك من جهة
اخرى أما في البنتاغون فقد
احتدمت الخلافات الحادة بين عدد
من الجنرالات حول السياسة التي
يجب أن تنتهجها القيادة إزاء
الزعماء المدنيين في كل من
افغانستان وباكستان لكن القضية
التي أشعلت فتيل الازمة وطفت
على السطح تمثلت بمعارضة تلك
المجموعة من الجنرالات لوضع
باراك اوباما جدولاً زمنياً
يشمل بدء انسحاب القوات
الاميركية من افغانستان
اعتبارا من شهر تموز في عام 2011
ويورد احمد رشيد على لسان ضابط
اميركي كبير: ليس بالامكان
مواجهة المتمردين بسلاح الزمن.
وكان القادة الافغان والباكستانيين على
دارية بالخلافات الاساسية
الدائرة في صفوف الجنرالات
الاميركيين الذين عمدوا إلى
استغلال هؤلاء القادة المحليين
كذلك تساءلت مجموعة من ضباط
الناتو لماذا لم يتخلص أوباما
هن هؤلاء القادة بسرعة وقد دفعت
الحاجة لاخفاء تلك الخلافات
الرئيس اوباما لتوجيه رسالة
قاسية للبنتاغون يؤكد من خلالها
لهذا الطاقم العسكري حاجته
لاخضاع افراده بشكل كامل للسلطة
المدنية، كذلك أكد اوباما
للديبلوماسيين والمسؤولين
الاميركيين ضرورة وضع حد للفوضى
المتفشية في صفوف القوات
المسلحة لبلاده. ويعود غياب الاتفاق بين المسؤولين
الاميركيين إلى التنافس الذي
جرى خلال الانتخابات الاميركية
عام 2008 بين مساعدي أوباما من جهه
ومنافسيه داخل حزبه الديمقراطي
من جهة اخرى فها هي هيلاري
كلينتون تتبوأ منصب وزيرة
خارجية الولايات المتحدة رغم
المعارضة في صفوف طاقم إدارة
البيت الابيض وأدىانعدام احكام
السيطرة على تلك الاوضاع إلى
تشويش وارباك حلفاء واشنطن
الذين بذلوا جهوداً مضنية
استغرقت وقتا طويلا لاستقطاب
الرأي العام إلى صفوفهم. وتتمحور الازمة الحقيقة الراهنة حول
الاستراتيجية التي يعتمدها حلف
الاطلسي من جهة وتلك التي
تبنتها الولايات المتحدة من جهة
اخرى فبالكاد استطاعت
الاستراتيجيتان فتح ثغرة في
صفوف المقاومة الطالبانية جنوب
افغانستان بعد ان انتشرت تلك
المقاومة في انحاء تلك البلاد
فقد انقضت خمسة اشهر على الهجوم
التي شنته قوات الناتو على
منطقتي مرجه وهلمند دون ان يؤدي
ذلك إلى استتباب الأمن هناك أما
السعي لتحقيق الأمن في اقليم
قندهار فتم تأجيله نتيجة تغلغل
نفوذ طالبان إلى الاقليم وقد
لقي 79 جندياً تابعاً لقوات
الناتو حتفهم خلال شهر حزيران
الماضي وهو أعلى رقم يتم تسجيله
بالنسبة لعدد القتلى في صفوف
قوات الناتو منذ بداية الحرب
على افغانستان. هذا ويرغب الرئيس حميد كرازي التفاوض مع
طالبان بدلاً من مواجهتهم كذلك
حث الاوروبيون القوات
الاميركية لبدء إجراء مفاوضات
مع طالبان أو يمكن إيجاد حل
سياسي للازمة الافغانية قبل
انسحاب القوات الاميركية بينما
يصر مساعدو أوباما على توجيه
ضربة عسكرية لحركة طالبان قبل
التفاوض معها لكن توجيه مثل
هكذا ضربة لطالبان غير ممكنة
التحقيق الآن لذا يجب أن تكون
الاستراتيجية السياسية هي
صاحبة الكلمة الفصل في
افغانستان. لقد اصبح معروفا ان قيادة طالبان ترغب
بالتفاوض مع القوات الاميركية،
كذلك ترغب الشريحة الواسعة من
الافغان ان تشارك واشنطن في هذه
المباحثات لكن هذا يعني ان
الولايات المتحدة ستشكل جاحزاً
يقف أمام تراجع كرازي عن تقديم
التنازلات ومنع الدول المجاورة
لافغانستان، مثل باكستان من فرض
شروطها على كابول لذلك يجب أن
تساعد الاستراتيجية الاميركية
هذه العملية العسكرية الجديدة
وبدلا من ان تتوجه قوات كل من
الناتو والولايات المتحدة أولا
إلى ميدان القتال الذي يعد
الاخطر والاعنف أي إلى اقليم
قندهار وهلمند يستحسن التركيز
على اهداف يمكن تحقيقها كدعم
حكومة كابول والاسهام في التطور
الاقتصاري أما الأولوية الأولى
فتتمحور حول ضمان سلامة الطرق
التي تربط المدن الافغانية
الرئيسية ببعضها وربط هذه المدن
مع حدود الدولة ومن ثم تطهير
الطرق الرئيسية من العصابات
الاجرامية والقادة المحليين
المسلحين وجماعة طالبان الامر
الذي سيجلب الأمن ما سيؤدي إلى
تفعيل التبادل التجاري وتوفير
الرخاء الاقتصادي وتقليص
الفساد وبالتالي يجب تطهير
الاقاليم المحيطة بالعاصمة
كابول من مسلحي طالبان ليتسنى
لوكالات الاغاثة والمساعدات
الدولية العمل على انقاذ
المدنيين ومن ثم يجب ان تستثمر
الولايات المتحدة مواردها
لتوسيع ونشر التطور الاقتصادي
والزراعي في افغانستان كذلك من
الضروري ان تعمل قوات الناتو
على الامساك بزمام العمليات
جنوب افغانستان لمنع انتشار
مسلحي طالبان والتخلص من قيادات
تلك الحركة واعتراض مسالك
امداداتها العسكرية القادمة من
باكستان وتحويل وابعاد هذه
المسارات عن المواطنين
الافغان، ومما لاشك فيه ان
الاستراتيجية التي اتبعها
الجنرال ماكريستال في مواجهة
المتمردين حققت عدة مكاسب، منها
تقليص عدد الاصابات في صفوف
قواته وكسب عقول وقلوب شريحة من
الافغان إلا ان وجود استراتيجية
عسكرية تمتد جذورها إلى فتح
حوار سياسي بين الجانبين سيؤدي
إلى كسب تأييد الافغان والدول
الاقليمية المجاورة لافغانستان
ما سيسهم في بقاء القوات
الدولية لفترة أطول في
افغانستان في حال الضرورة
والحاجة إلى ذلك وإلا فالبدائل
تكمن في انتشار فوضى عارمة في
أرجاء البلاد. ======================= بقلم : د. موزة أحمد العبار البيان 12-7-2010 تتردد في المنتديات الثقافية
والاقتصادية، منذ ما يربو على
عقدين من الزمان، مصطلحات
ومفاهيم أهمها: العولمة
والكوكبية والعالمية والقرية
الكونية والنظام العالمي
الجديد.. يعد مصطلح العولمة Globalization من
أكثر المصطلحات استخداماً في
السنوات الأخيرة من القرن
العشرين، وذلك على جميع
المستويات، سواء المستوى
الأكاديمي أم مستوى أجهزة
الإعلام والرأي العام، أم على
مستوى الأحزاب السياسية، أو
التيارات الفكرية المختلفة..
ولا غرابة في ذلك، لان قضية
العولمة لها العديد من الجوانب
والزوايا، مما يثير اهتمام كل
هؤلاء. وقد كانت أول صياغة لكلمة العولمة في
اللغة الانجليزية، في معجم
ويبسترز s'Webster، حيث يُعرف الكلمة بأنها:
إكساب الشيء طابع العالمية،
وخاصة جعل نطاق الشيء أو تطبيقه
عالمياً.. ومن ثم فإن الدعوة
غالى العولمة بهذا المعنى، إذا
صدرت من بلد أو جماعة.. فإنها
تعني تعميم نمط من الأنماط التي
تخص ذلك البلد أو تلك الجماعة،
وجعله يشمل الجميع.. أي العالم
كله.. ويشير مفهوم العولمة إلى الانتشار
المسيطر الواسع، للأنظمة
التجارية والمالية والاقتصادية
والتقنية والثقافية والسياسية،
في كل أنحاء العالم، بحيث يرتبط
العالم بكل أجزائه بنظام واحد
متكامل.. والعولمة بمفهومها
هذا، لها مدلولان مترابطان هما: المدلول الفكري أو المفهوم العقائدي
الفلسفي للعولمة.. والذي ينظر
إليها على أنها نظرة
أيديولوجية، تغاير الشيوعية
التي فشلت من قبل.. والتي كانت
تعتمد على ملكية الدولة
واحتكارها للاقتصاد والسوق
المغلقة.. بينما تعتمد العولمة على الانفتاح على
العالم، والحرية الاقتصادية
والسياسية، والسوق الحر
والمنافسة العالمية ونظام
السوق العالمي المفتوح.. أما
المدلول الثاني للعولمة: فهو
المدلول الذي ينظر للعولمة على
أنها عملية مادية، تتعلق بنقل
ومبادلة السلع والخدمات
والنقود والموارد والمعلومات..
عبر حدود الدول، دون معوقات أو
قيود.. ما عدا قيود وأنظمة
التجارة العالمية. والحقيقة أن المدلولين مترابطان ومكملان
لبعضهما، وأنهما وجهان لعملة
واحدة هي العولمة.. ولا شك أن
التقنية المتطورة في ثورة
الاتصالات والمعلومات الحديثة،
أسهمت وتسهم بدور كبير في
انتشار مفهوم العولمة كفكر
وسلوك يُمارس. إذن، نستطيع القول إن ظاهرة العولمة
ظاهرة مرتبطة بظواهر كثيرة
مختلفة، استجدت على معظم مجالات
الحياة.. ومن هذه الظواهر ما
ينتمي لمجال التكنولوجيا، خاصة
ما يطلق عليه الآن تكنولوجيا
المعلومات Information
Technology.. ومنها ما ينتمي إلى عالم
الثقافة Culture
والقيم Values..
ومنها كذلك ما يتعلق بعالم
المال والأعمال Money & Business. وعلى الرغم من كل ما يقال عن العولمة
وتأثيرها في نظام القيم وتشكيل
رؤية الفرد، نظراً لما أحدثته
وما سوف تحدثه من تغيرات جوهرية
أو نوعية في أنماط السلوك
والمعايير، فلا سبيل لمواجهتها
إلا بتحريك ما في الإنسان من
عنصر سامٍ، ليسمو فوق مستوى
العولمة وتحدياتها، من خلال وعي
أخلاقي.. فالأخلاق لا تقف عند حد نشر القيم
الأخلاقية، بل تمتد إلى خلق روح
النقد والإبداع والابتكار في
نفوس كل من الأفراد والجماعات..
كما تزودهم بمهارة فنية
مستنيرة، تيسر لهم أن يدركوا
اتجاه التصرف السليم. بهذا لا بد من توضيح أهمية القيم
الأخلاقية، ودورها في المنعطف
الحضاري الذي دخلت فيه الحياة
المعاصرة، إزاء العولمة
وتحدياتها وتأثيرها على قيم
المجتمع وهويته.. كما أشرنا في
مقالة سابقة عن العلاقة
التبادلية بين القيم والهوية،
وضرورة تضمين القيم الأخلاقية
في المناهج التعليمية،
بأبعادها وأشكالها المختلفة
حسب مستويات كل مرحلة تعليمية. نستخلص من كل ما تقدم، أنه وفي عصر
العولمة وتحدياته.. لا يجوز أن
يقودنا هذا التيار الجارف إلى
أن نذوب فيه، ونفقد هويتنا
العربية الإسلامية.. كما لا يجوز
أن نعزل أنفسنا عن عالمنا الذي
نعيش فيه.. فهذا الانعزال في
عالم اليوم قد أصبح أمراً
مستحيلاً.. ومن هنا فإن علينا أن نكون مشاركين
وإيجابيين في التطورات التي
تحدث من حولنا.. لا أن نكون
تابعين أو متفرجين. كاتبة إماراتية ======================= آخر تحديث:الاثنين ,12/07/2010 عبد الزهرة الركابي الخليج وقف المراقبون للأدوار الإقليمية في
المنطقة العربية على جملة أسباب
جعلت هذه المنطقة فارغة من أي
دور عربي فعال، وكان سبب
الأسباب الذي تم تشخيصه لا
يتعلق بعدم رغبة العرب في أداء
دورهم المسؤول، بقدر ما كان
يتمثل في أن النظام العربي لا
يملك استراتيجية قابلة للتفعيل
في هذه المرحلة، وأكبر دليل على
ذلك أن مبادرة السلام العربية
لم تجد آذاناً صاغية من كل الذين
تعنيهم على صعيد القوى الدولية
المتنفذة، فما بالك بالدولة
الصهيونية التي يعنيها الأمر
بشكل مباشر، بل إنها أمعنت بسفك
دم العرب والفلسطينيين على نحو
متزايد، منذ أن طرح العرب هذه
المبادرة في قمة بيروت . ومن الواضح أن هناك مؤشرات جلية على أن
النفوذ الأمريكي في المنطقة في
طريقه إلى التراجع أو أنه
سينتقل من الواجهة إلى ما وراء
الستار، وهو أمر جعل الدول
الإقليمية أو التي تقع في
المحيط العربي، تعمد إلى البحث
عن دور لها بشكل مباشر، كي تملأ
هذا الفراغ الحاصل والذي سيحصل،
وهو ما يفسر الدخول القوي
للسياستين الإيرانية والتركية
إلى المنطقة، ومن الطبيعي أن
هذا الدخول ليس من أجل سواد عيون
القضية العربية، بقدر ما هو
البحث عن مصالحهما
الاستراتيجية، في وقت انحسر
الاهتمام الغربي على نحو خاص،
بمحور الصراع العربي “الإسرائيلي”،
لمصلحة قضايا أخرى، وعلى سبيل
المثال لا الحصر الملف النووي
الإيراني، وما يزيد الطين بلة
أن السياسات العربية الفاعلة هي
الأخرى انشغلت بقضايا محددة ولم
تهتم بالقدر الكافي بالقضية
العربية المركزية لأسباب تدخل
في عداد المصالح القطرية
القائمة على حساب المصالح
العربية المشتركة . وإذا ما حسبنا الواقع بحسابات منطقية،
فإن النظام العربي الرسمي في
هذا الوقت ليس بمقدوره اجتراح
المعجزات، بحكم آلياته وقدراته
التي تدور في فلك الروتين
والدبلوماسية التقليدية، كذلك
ليس بمقدور المنطقة العربية
استبدال أي احتلال أجنبي
باحتلال آخر حتى لو ارتدى
لبوساً إقليمياً بقفازات
عاطفية، وأيضاً فالتاريخ لا
يعيد نفسه على الأقل في هذه
المرحلة من حيث إقامة هذا الحلف
أو ذاك كما حصل في السابق على
غرار (حلف بغداد)، ثم من الصعب
على القوى الإقليمية ملء فراغ
النفوذ الأمريكي الذي سيظل
محافظاً على دوره حتى لو كان من
خلف الستار، لفترة زمنية لا تقل
عن العقدين مثلما تقول
التحليلات والاستقراءات في هذا
الجانب . إن المنطقة العربية لن تستفيد من سياسة
المحاور بل على العكس، فإن أغلب
الضرر من هذه السياسة سيقع على
السياسات العربية نفسها أو على
النظام العربي ككل، والذي يحتاج
في هذا الوقت إلى وقفة جدية
وعقلانية، تخرجه من هذه السياسة
التي تعد إحدى مكامن الضعف التي
استشرت فيه . إن المهام المعقودة على السياسات العربية
في هذه المرحلة، تتمثل في البدء
باحتواء الخلافات الجانبية بما
في ذلك الخروج من سياسة
المحاور، كتمهيد لبلورة سياسة
عربية في الحد الأدنى تعتمد على
التوافق من خلال انتهاج سياسة
الأفضلية العربية التي يجب أن
تتمايز عن الأدوار الإقليمية
والدولية بالنسبة للمصلحة
العربية، وهذا التمايز إذا ما
تشكل، كفيل بقيام دور عربي
يتخطى الأدوار الداخلة إلى
المنطقة، وفي نفس الوقت الأخذ
بالجوانب الإيجابية التي تبدر
من الأدوار الأخرى وتطويرها،
لتكون ذات صبغة عربية بالكامل،
بهدف تركيز وتثبيت الدور العربي
عبر السياسات العربية
المتوافقة في المواقف . وعليه،
إن الأدوار الداخلة إلى المنطقة
وبغض النظر عن جوانبها
الإيجابية، يجب ألا تكون على
حساب الدور العربي، والهدف
الملح في هذا الوقت هو ليس
الإسراع من قبل العرب لملء
الفراغ في منطقتهم، بقدر ما هو
هدف صميمي للعمل على جانبين :
الجانب الأول نبذ اتجاه
السياسات السائدة في المنطقة
والاتجاه بها نحو سياسة تقاربية
وتوافقية من القضية المركزية
للعرب وصولاً إلى موقف عربي
موحد منها، والآخر التعامل مع
الأدوار الإقليمية من منطلق
المصلحة العربية المشتركة،
وعدم الانجرار مع الأهداف
الأخرى التي تحاول هذه الأدوار
تمريرها على حساب المصالح
العربية، إذ إن هناك مشكلات
مهمة مازالت عالقة مع كل من
إيران وتركيا لسنا بصدد التذكير
بها، والمهم ألا تتغلب العاطفة
المتجيشة في الشارع العربي من
جراء الأحداث الأخيرة على حساب
حقوقنا العربية أينما كانت . ======================= مواجهة آثار لقاء
نتنياهو وأوباما آخر تحديث:الاثنين ,12/07/2010 كلوفيس مقصود الخليج من المسلم به أن المباحثات التي جرت بين
الرئيس أوباما ونتنياهو أدت إلى
تراجع في الموقف الأمريكي
المعلن قبل اللقاء، كما أن
المصطلحات التي استعملت هذه
المرة دلت على أن “الواقعية”
في العمل السياسي، خصوصاً أن
الولايات المتحدة تواجه في
الخريف المقبل انتخابات نصفية،
كانت طاغية، في حين همشت
التوجهات الواعدة نسبياً التي
وردت في العديد من خطب الرئيس
أوباما في مستهل عهده . نشير إلى غلبة الانتهازية على المنحى
المبدئي، كوننا توقعنا أن بوادر
اختراق في نهج التعامل مع
القضية الفلسطينية سوف تتسم
بصيغة توفيقية بين ضرورة الواقع
وتسريع جدّي ومعقول لمستلزمات
ما يمليه القانون الدولي
وقرارات الأمم المتحدة التي
تؤكد حق الشعب الفلسطينى في
تقرير مصيره . إلا أن التراجع
الذي حصل يكمن في سقوط المطلوب
والرضوخ لشروط ترسيخ مطالب حتى
لا نقول إملاءات حكومة نتنياهو .
هذا ما بدا خلال التحضير لزيارة
نتنياهو والإصرار على إزالة أي
انطباع عن “سوء تفاهم” بين
أوباما ونتنياهو، والتأكيد
المتواصل لالتزام الولايات
المتحدة ب “أمن إسرائيل”،
والتناغم المستمر بين التحريض
“الإسرائيلي” على إيران
وترحيب اللوبي “الإسرائيلي”
بالعقوبات الجديدة والقاسية
عليها، ومن ثم اعتذار أمريكي عن
عدم التوقيع على ما صدر من دعوة
للالتزام باتفاقيات عدم انتشار
الأسلحة النووية، خصوصاً أن
المجموعة العربية في الأمم
المتحدة نجحت في تسمية “إسرائيل”
لأول مرة في بيان وكالة الطاقة
الذرية . أجل وجدنا أن ما تم من
توافق بين أوباما ونتنياهو هو
عودة إلى نقطة البداية التي
تلخصت في دعوتهما السلطة
الفلسطينية للدخول فوراً في “المفاوضات
المباشرة”، وكأن الإدارة
الأمريكية نسيت أو تناست أنها
هي التي طالبت وتجاوبت الجامعة
العربية معها وأعطت فرصة أربعة
شهور “للمفاوضات” غير
المباشرة، كي تمهد ل “مفاوضات”
مباشرة عندما تتضح بنود الاتفاق
النهائي . ماذا حصل حتى يتجاوب أو بالأحرى يستجيب
الرئيس أوباما لطلب نتنياهو
العودة إلى مفاوضات مباشرة؟ هل
صارت بنود وشروط المفاوضات
المباشرة واضحة وأكيدة ولا
يشوبها أي غموض أو التباس؟ هل
لدى الرئيس أوباما ومبعوثه جورج
ميتشل دلائل على أن حكومة “إسرائيل”
تلتزم صيغة حل الدولتين، بمعنى
أن فلسطين دولة ذات سيادة كاملة
على ما تبقى من فلسطين
التاريخية أرضاً وجواً ومياهاً
إقليمية؟ هل هناك ضمانات مسبقة
بأن المستوطنات سوف تفكك، وأن
المياه الجوفية في الأراضي
المحتلة سوف تخضع للسيادة
الفلسطينية؟ هل تمكن الرئيس
أوباما من طمأنة الرئيس محمود
عباس أن القدس الشرقية سوف تكون
عاصمة دولة فلسطين؟ كانت “المفاوضات”
غير المباشرة هي الإطار الذي
يوضح ويجيب عن هذه الأسئلة قبل
الدخول في “المفاوضات النهائية
المباشرة” . الجواب جاء في
أثناء دعوة كل من الرئيس أوباما
ونتنياهو إلى الدخول فوراً
بمفاوضات مباشرة، وكأن التفاوض
بالنسبة ل “إسرائيل” يعنى رسوخ
مفهومها “للدولة” وتهويدها
المتواصل للقدس الشرقية ولما
تشكله المستوطنات، وهو دليل على
حق التملك بالقوة والاحتلال
وليس خرقاً لاتفاقيات جنيف
الرابعة . مرة أخرى علينا أن نتساءل: لماذا الإلحاح
الأمريكي “الإسرائيلي” على
الدخول فوراً في عملية
المفاوضات المباشرة؟ في هذا
الشأن نجد بعض عناصر الإجابة
واردة في افتتاحية “الواشنطن
بوست” يوم 8 يوليو/ تموز حيث
كتبت “ . . . إن علنية الضغط على “إسرائيل”
دفعت نتنياهو إلى القيام
بتنازلات مهمة (لاحظ تنازلات)
بمجرد قبوله (أي نتنياهو) لأول
مرة دولة فلسطين وفرض تجميد
للمستوطنات لعشرة أشهر” . “تنازل” عن ماذا؟ تمرير هذا المصطلح
وكأنه مصطلح عادي يؤكد أن تآكل
الأرض الفلسطينية من خلال
الاستيطان “الإسرائيلي” هو
حق، في حين أن التسليم بأن ما
تقوم به “إسرائيل” هو “تنازل”،
ولكن تنازل عن ماذا؟ ثم تواصل “البوست”:
“إن أوباما حاول قبلاً أن يدفع
بتراجعات إضافية ل “إسرائيل”
في القدس، وهو ما أدى إلى حركة
ارتجاعية في واشنطن و”إسرائيل”،
الأمر الذي شجع الفلسطينيين على
التمسك بمطالبهم” . ماذا تعني
حركة ارتجاعية في هذا الصدد؟
إنها تعني مزيداً من القوة
لليمين “الإسرائيلي” وتعزيز
التشدد في موقف “إسرائيل”، كما
في تنشيط ضغوط الكونغرس للكف عن
“الضغط على “إسرائيل” . وانتهت افتتاحية “البوست” بأن على عباس (الرئيس
الفلسطيني) أن يدخل في
المفاوضات المباشرة أو أنه “غير
معنى بالسلام” . وأضافت أن
نتنياهو يريد ضمانات بأن الضفة
لن تشكل تهديداً لأمن “إسرائيل”
. ماذا يريد محمود عباس “سوف
يعرف عندما يدخل المفاوضات
المباشرة”، هكذا يصبح القفز
الذي يدعو إليه أوباما نتنياهو
هو المصيدة الخانقة والمزيد من
التآكل في حقوق وأرض فلسطين
المحتلة . وقد أكد نتنياهو أنه سوف يجتمع بالرئيس
مبارك لتوضيح سياساته في هذا
الشأن وما آلت إليه مباحثاته مع
الرئيس أوباما . سهولة التصريح
الذي أدلى به نتنياهو بهذا
الشأن يجب أن تولد قلقاً
حقيقياً، خاصة أن المقابلة في
مثل هذا التوقيت ستضفي قدرة لدى
“إسرائيل” على تسويقها وكأن
الدول العربية قبلت سلق “المفاوضات”،
حيث وضعت الفريق الفلسطيني أمام
وضع يكتنفه الغموض، بحيث إن
التفاوض يفترض اتفاقاً مسبقاً
على النتائج وتكون المفاوضات
على مراحل، والتقيد بآلية ضامنة
كما اتفق عليه قبل المفاوضات
المباشرة . لذا قد نشاهد في
المستقبل القريب محاولات
أمريكية ضاغطة على دول عربية
لتشجيع السلطة الوطنية على
الرضوخ مرة أخرى لاجترار عبثي
كما حدث منذ أوسلو، وبالتالي
يتم عملياً فقدان ما تبقى
لفلسطين من عناصر القضية
المركزية . إذاً، ما العمل؟ وقبل الإجابة عن هذا
السؤال الذي من الصعوبة بمكان
الإجابة عنه نظراً للأوضاع
الراهنة، فإن نتنياهو أضاف إلى
مصطلحاته التي روج لها أثناء
زيارته، مفردات إضافية أثناء
خطابه يوم الخميس الماضي في
مجلس العلاقات الدولية في
نيويورك قبل عودته إلى “إسرائيل”
بأنه “مستعد للمفاوضات
المباشرة الأسبوع المقبل”،
وقال إنه “مستعد للمخاطرة
سياسياً في سبيل إنجاز السلام”
. هكذا نجد أن نتنياهو ليس
مستعداً لأن يقوم “بتنازلات
أليمة فحسب” بمعنى تجميد
المستوطنات بناء على طلب سابق
من الرئيس الأمريكي، بل أضاف
أنه مستعد “للمخاطرة السياسية”
. لكن نتنياهو لم يشر في خطابه أمام مجلس
العلاقات الخارجية إلى أي
استعداد لتمديد آخر لتجميد
المستوطنات، مؤكداً القول “عملنا
بما فيه الكفاية” . ثم أنهى بأنه
“بحاجة إلى شريك” وعندما سئل
عن الرئيس عباس أجاب بشكل فاتر:
“إنني لن أسقط هذا الخيار من
إمكانية القيادة” . في هذه الأثناء وفي مقابلة للرئيس أوباما
مع تلفزيون “إسرائيل”، أكد أن
“نتنياهو يمكنه القيام بإنجاز
السلام مع الفلسطينيين”، وأضاف
أن هذا ممكن على رغم المعاناة
والصعوبات والقلق . إن السلام
ممكن أثناء رئاسته . ثم أضاف أن
قلق “إسرائيل” على أمنها ناتج
من تجربة انسحاب “إسرائيل” من
غزة كونها تعرضت لصواريخ، ومن
جنوب لبنان أيضاً، كما وصف “شكوك
“إسرائيل” و “مخاوفها” بأنها
“شرعية”، وبالتالي “هذه هي
الفرصة المتوافرة للمفاوضات
المباشرة” . إزاء هذه التطورات المستجدة واستمرار
تقليص وحتى إزالة الوعود
الأمريكية السابقة، يبقى
السؤال: ما العمل؟ أولاً ألا
نبقى بحالة اللا شيء . بداية ألا
يتم اللقاء المزمع القيام به
بين نتنياهو والرئيس مبارك قبل
أي اجتماع جدي وعاجل على أعلى
مستويات صانعي القرار وصانعي
الرأي، إضافة إلى مشاركة حاسمة
من شرائح المجتمعات المدنية
العربية وتحرك دبلوماسي
وإعلامي عاجل وبالتالي تعبئة
عربية لسياسة واحدة كي لا تبقى
“إسرائيل” منفلتة من أي كلفة
لها، ومستمرة بالتمدد
الاستيطاني وتهويد القدس،
وتبقى حقوق الشعب الفلسطيني
معلقة، كما هي الآن برغم تنامي
الاحتضان الدافئ العالمي
لعدالة قضية العرب المركزية،
فلسطين المعذبة . ما العمل؟ . . . التحضير للعمل فوراً . ======================= الإثنين, 12 يوليو 2010 جميل الذيابي الثورة منذ سنوات والصحافة والمواقع
الإلكترونية السعودية تضج
بآراء متباينة ومتناقضة حول
مواضيع المرأة وكل ما يتعلق
بمسائلها وحقوقها وواجباتها،
حتى أصبحت بين طرفي شد وجذب. من الفتاوى الشهيرة التي تخص المرأة
والتي تداولها السعوديون
وغيرهم في الفترة الأخيرة، فتوى
إرضاع الكبير للشيخ عبدالمحسن
العبيكان، والتي لم تستأذن فيها
المرأة أو يناقش حقها في رفض هذا
الفعل. وقبل تلك الفتوى تحريم
تأنيث التعليم الابتدائي،
للشيخ عبدالرحمن البراك. وقبلها
تحريم الدكتور محمد النجيمي
الاختلاط ثم فتواه بجواز الجلوس
مع النساء القواعد من باب
ارتكاب «أخف الضررين» على خلفية
نزاعه مع الناشطة الكويتية
عائشة الرشيد. وقبل ذلك انتشر في
أروقة المحاكم الإقرار بزواج
القاصر وعدم تقنينه، على رغم
وجود فتوى صريحة للشيخ ابن
عثيمين في شرعية تقنين عمر
الأنثى في الزواج، استشهاداً
بأفعال عمر رضي الله عنه. من المؤكد أن في ذلك الحراك والتغيرات
الفكرية والجدل واختلاف الآراء
حتى وإن بدت «غير مرضية» للبعض،
ظاهرةً صحية لنشوئها في مجتمع «غض»
لم يعرف حتى سنوات قريبة معنى
الاختلاف العميق ويفتقد إلى
الثقافة الحوارية ولم يجرب
الاختلافات الكلامية
والإعلامية على نطاق واسع،
إضافة إلى عدم وجود مؤسسات
مجتمع مدني ديناميكية أو غير
ديناميكية. لكن هل استمرار الجدليات والتجاذبات
والسير على حبل مشدود أحياناً
يخدم مملكة نصف سكانها من جيل
الشباب قبل الوصول إلى قرارات
حاسمة في مواضيع خلافية حتى وإن
رآها البعض كمالية والآخر
ضرورية؟! لا شك في أن أي حراك تعددي الأفكار سيثري
المسيرة السعودية بمعرفة
جديدة، حتى وإن لم تضف لها
الآراء المتصلبة الفاقدة
للمرونة واللغة العصرية، وهو ما
يستدعي مرافقة هذه التحولات
برصد منهجي وسن قوانين واضحة
وملزمة لكل الملفات الضرورية
التي تمس حياة الناس، مثل تأنيث
المحال النسائية وتجاوز جدليات
الاختلاط والزج بها في خانة «الخلوة»
وتجاوز أي أفكار تحاول العودة
بالمجتمع إلى ما يشبه زمن «وأد
البنات». هناك ضرورة للخروج من الجدليات نحو إيجاد
حلول وقرارات ترسم خريطة طريق
لتعامل مبني على حاجات المرأة
أولاً وعدم تعطيل نصف المجتمع
بعيداً عن التعلق بالقشور
والاستماع إلى أصحاب مبادئ «غامضة»
أو رواد تحريم لا يرغبون في
التيسير على الناس وفهم متطلبات
الزمن الراهن. قبل فترة قصيرة، رفع بضع نساء، على ما
يبدو مدفوعات من متشددين لتسويق
أفكار متهالكة ومفككة، لإعاقة
الإصلاح الاجتماعي وإيقاف أي
مشاريع تنموية تساعد على خلق
عمل للمرأة. تلك النسوة هاجمن
نائبة وزير التربية والتعليم
نورة الفايز ونائب وزير العمل
الدكتور عبدالواحد الحميد.
اتهمن الفايز بأنها تخدم مخططاً
علمانياً يريد الهبوط بعفاف
البنات على خلفية السماح
للمعلمات بتدريس طلاب الصفوف
الأولية، كما هاجمن الحميد على
خلفيات تصريحات كشف فيها أن
وزارته تلقت تهديدات واتهامات
لمنع النساء من العمل في
الأسواق. توجد في السعودية «أزمة» اسمها المرأة،
لا يتجاوز فهم فئة معينة لدورها
ووجودها حدود السرير ومطبخ
المنزل أو خدمة الأبناء، على
رغم وجود سعوديات بارزات
ومتفوقات كعالمات وباحثات
وطبيبات وإعلاميات، ليس على
المستوى المحلي، بل على
المستويين العربي والعالمي. يتجاذب الحديث عن المرأة ويمسك بتلابيبها
طرفان متطارحان فكرياً، ويبقى
بينهما طرف وسط وهو «غائب» أو «مغيَّب»
عن تلك الجدليات، ربما لعدم
رغبته في الدخول إلى «نافذة»
المماحكات والمناكفات الفكرية،
وهو طرف غالبيته قابل بما يسن من
تشريعات ويتماشى معها من دون أن
يعلق عليها. تنبعث في كل موضوع جديد يخص المرأة روائح
أزمة، خصوصاً حينما يتجدد
الحديث عن قيادتها السيارة،
وتتصاعد الأدخنة عندما يتم
النقاش عن مسألة الاختلاط، وبيع
المرأة على المرأة ملابسها
الداخلية، والمبرر في كل
الحالات حتى لا يعرضها خروجها
من منزلها لأنياب الذئاب
البشرية أو تغريبها. فمثلاً لماذا التشدد أو التحريم لقيادة
المرأة السيارة، على رغم أنه
ليس من ثوابت الدين وليس من أصول
الملّة التي ورد فيها نص قاطع؟! لماذا لا ينظر إلى قرار كهذا بإيجابية،
لكونه سيحل مشكلات أرامل
ومطلقات ومعلمات وعائلات ذوات
دخل محدود سبق أن تعرضت لمشكلات
وابتزاز من سائقين أجانب ويمكن
سؤال الشرطة أو المرور عن حجم
تلك المشكلات والصعوبات التي
تواجهها كثير من العائلات
السعودية؟ لماذا الإصرار على
عدم الوعي بظروف وحاجات الناس
والاستناد على «سد الذرائع»
وكأنه لا يوجد في الفقه
الإسلامي ما يسمى بفتح الذرائع.
أليس من الأفضل أن تذهب المرأة
منفردة في سيارتها بدلاً من
مرافقة سائق أجنبي لو نُظر
للأمر بعين العقل والمنطق؟! ربما يرى البعض في عنوان المقالة ووصف وضع
المرأة السعودية ب»الأزمة»،
خطأ، لكنها الحقيقة التي نتجاهل
الاعتراف بها، وسنبقى في جدليات
ومماحكات وكل طرف يعتقد بأنه
يتفوق على الآخر، فيما تبقى
المرأة ضحية كل ذلك، ما لم تكن
قادرة على التعبير عن نفسها
والمطالبة بحقوقها كاملة لا
منقوصة. ======================= سلطات مجلس الشيوخ
الأميركي وتعارضها مع
الديموقراطية الإثنين, 12 يوليو 2010 روجر أوين * الحياة كان روبرت بيرد الذي توفيّ في نهاية شهر
حزيران (يونيو) الماضي
السيناتور الذي شغل عضوية مجلس
الشيوخ لأطول فترة في تاريخ
الولايات المتحدة منذ انتخابه
للمرة الأولى عام 1959 أي منذ
حوالى خمسين عاماً، وأعيد
انتخابه لعضوية المجلس منذ ذلك
الحين. وتعدّ وفاته تذكيراً بعدم ديموقراطية أحد
أهمّ وجوه الحكومة الأميركية
وبالخلل في عملها، إذ أنّ
المجلس الأعلى الأميركي (مجلس
الشيوخ) هو أقوى من المجلس
الأدنى منه (مجلس النواب). وترجع
أسباب ذلك إلى دستور عام 1787 بحدّ
ذاته وإلى بنوده التي تنص على
انتخاب أعضاء مجلس الشيوخ (اثنان
عن كل ولاية) لمدة ست سنوات فيما
يتمّ انتخاب أعضاء مجلس النواب
الأميركي مرة كلّ سنتين. وتختلف تفسيرات علماء التاريخ لهذا
الواقع. فبشكل عام يفترض البعض
أنّ الأشخاص الذين وضعوا نص
الدستور كانوا يخشون إعطاء
المجلس الأدنى الذي ينتخبه
الشعب سلطة كبيرة مع العلم أن
واضعي القوانين من الطبقة
الراقية تخوّفوا من أن يسمح
مبدأ صوت واحد لكل ناخب
للديماغوجيين بالسيطرة على
الناخبين الجاهلين الذين
ينتمون إلى طبقة اجتماعية
متدنية. ويبدو أنّ البعض الآخر
اعتبر أنّ الوضع قد يستقيم مع
مرور الوقت حين تتمكن السلطة
السياسية التي وصلت إلى المجلس
والتي تمثّل الحاجات السياسية
الفورية للشعب من البروز. إلا
أنّ ذلك لم يحصل أبداً. بالتالي، يستطيع مئة سيناتور تأخير إقرار
مشروع قانون أحاله إليهم مجلس
النواب الأميركي أو مراجعته أو
حتى إبطاله. والدليل على ذلك هو
سعي المجلس الذي يحظى فيه
الديموقراطيون بالأكثرية إلى
تمرير قانون الرعاية الصحية
الذي يدخل في صلب أجندة الرئيس
أوباما الانتخابية التي تحظى
بتأييد الشعب. وقد أخرت مجموعة
صغيرة من الشيوخ إقرار هذا
المشروع لفترة طويلة من الزمن
وذلك لأسباب مبدئية أو لأن
بعضهم كان أحد المستهدفين
الأساسيين من خطة الرعاية
الصحية ومن مجموعات الضغط
التابعة لها والتي تملك أجندتها
الخاصة ومبالغ كبيرة من المال
تنفقها أو تحتفظ بها حين يتعلق
الموضوع بالحملات السياسية
المكلفة التي ينظمها أعضاء مجلس
الشيوخ في حال رغبوا في البقاء
في منصبهم. لكنّ الموضوع يذهب أبعد من ذلك والدليل هو
ما حصل مع السيناتور بيرد. فبعد
الحرب الأهلية في عام 1860 اهتمّ
الجمهوريون الذين عملوا في عهد
خلفاء الرئيس ابراهام لينكولن
بإعادة إعمار الجنوب الذي كان
يرزح تحت الاحتلال العسكري
الافتراضي. وقد أدت الإساءة إلى العنفوان والمصالح
الجنوبية، لا سيما عندما حاول
البعض إعطاء الحقوق السياسية
إلى العبيد السود المحررين، إلى
رد فعل عنيف إلى حدّ أنه استحال
على الجمهوريين على مدى حوالى
ألف عام الفوز بانتخابات مجلس
الشيوخ في الجنوب. نتيجة لذلك،
بوسع أي عضو ديموقراطي مدعوم من
الناخبين البيض الاحتفاظ
بمقعده في مجلس الشيوخ مدى
الحياة إن هو أراد ذلك. ينطبق هذا الأمر على السيناتور الراحل
بيرد. فكلما طالت مدة خدمته في
مجلس الشيوخ كلما أصبح منصبه
أكثر أهمية، الأمر الذي سمح له
بتولي رئاسة أهم اللجان بما
فيها رئاسة لجنة المخصصات في
مجلس الشيوخ وهي الهيئة
الأساسية التي تتحكم بخزانة
الدولة. ولا عجب في أنه كان
فخوراً بقدرته على إنفاق بلايين
الدولارات من أموال الحكومة
لتمويل مشاريع في ولايته في
ويست فيرجينيا. ويبدو أنّ السلطات الاستثنائية التي يحظى
بها الرجال والقلة من النساء
الأعضاء في مجلس الشيوخ
الأميركي هي أحد أسباب الخلل
الحاصل في عمل النظام السياسي
الأميركي الحالي. فبوسع عضو
واحد أو عضوين تعليق مشروع
قانون يعتبره الرئيس الأميركي
حيوياً للمصلحة الوطنية ويحظى
في معظم الأحيان بتأييد أكثرية
الناخبين، مع العلم أنّ هذا
الواقع لا ينطبق على أي دولة
ديموقراطية أوروبية. ولا شك في أن ثمة إيجابية في بقاء الأعضاء
المنتخبين مدة طويلة في منصبهم
لأن ذلك يسمح لهم بتعلم كيفية
إدارة مؤسسة معقّدة مثل مجلس
الشيوخ، فضلاً عن قدرتهم على
تشكيل الائتلافات مع الأحزاب
حول مسائل مهمة غير حزبية. ويبدو أن أميركا تتكبد ثمناً باهظاً
جرّاء نظام يواجه فيه الرؤساء
صعوبة كبرى في إعداد الأجندة
التشريعية التي طالبهم
الناخبون بتطبيقها. ويؤدي إعطاء هذا القدر الكبير من السلطة
لعدد قليل من الأعضاء إلى نتائج
أخرى على سير العملية
الديموقراطية. فهو يسهل من جهة
التلاعب بقرارات مجلس الشيوخ
خلال الأزمات الوطنية، فقد صوت
أعضاؤه بالإجماع على قرار شنّ
حرب على شمال فيتنام عام 1964 أو
أفغانستان والعراق كما حصل
أخيراً. ومن جهة أخرى، يمكن أن
يتلقى الأعضاء الأساسيون في
اللجان الأسرار التي لا ترغب
الإدارة في إعلانها أمام كامل
أعضاء المجلس. ما هي العبر التي يمكن للأشخاص الموجودين
في الشرق الأوسط والراغبين في
معرفة الطريقة التي تعتمدها
واشنطن في العمل استخلاصها من
كل ذلك؟ أولاً، تملك الولايات
المتحدة نظام حكومة لا يشبه أي
نظام آخر في العالم، حيث يحظى
عدد كبير من الأعضاء شبه
الدائمين في مجلس الشيوخ بسلطة
أكبر من أعضاء مجلس النواب الذي
يخضع لإرادة الشعب. ثانياً،
يعطي ذلك سلطة كبيرة ليس لأعضاء
مجلس الشيوخ فحسب بل للأشخاص
الذين يملكون مصالح خاصة
ويعرفون كيفية الترويج لها في
شكل فاعل ومنهم أولئك الذين
يسعون إلى الدفاع عن إسرائيل.
ثالثاً، ينبغي على كل دولة شرق
أوسطية ترغب في أن تحظى بتأثير
في واشنطن أن تبحث عن وسائل خاصة
لعرض حالتها أمام أعضاء مجلس
الشيوخ الذين يسيطرون على
اللجان المرتبطة بالسياسة
الخارجية وعلى القوات المسلحة
وعلى مخصصات الحكومة. إذا كان هناك من عزاء لمن هم خارج
الولايات المتحدة ويريدون
تعلّم الطريقة الفضلى لعرض
مصالحهم الوطنية في واشنطن،
فلعل عزاءهم هو في أن عدداً
قليلاً من الأميركيين أنفسهم
خارج العاصمة واشنطن يفهم
السلطات الدستورية الاستثنائية
التي أنيطت بمجلس الشيوخ. قد
تفترضون أنّ بعض المعلقين لفتوا
النظر إلى أنّ السلطات الهائلة
التي راكمها سيناتور جنوبي مثل
روبرت بيرد على مدى نصف قرن هو
أمر منافٍ للديموقراطية، لكنّ
ذلك لم يحصل للأسف. * أكاديمي بريطاني - جامعة
هارفارد ======================= الافتتاحية الاثنين 12-7-2010م بقلم رئيس التحرير : أسعد عبود الثورة لو كان لعقولهم أن تستوعب الحقائق
لأدركوا دائماً أن الكرة
الأرضية يمكن أن تمر من خرم
إبرة، أكثر بكثير من أن تمر حبة
تراب جولاني إلى خزائن عقولهم
الاستعمارية الاستيطانية
البغيضة. درس مجدل شمس اليوم.. ليس مجرد حادث
مواجهات معتادة بين المواطنين
السوريين وقوات الاحتلال عابر..
إنه مملوء بالعبر لمن يعتبر.
هؤلاء الجولانيون الأشاوس في
معاقلهم في الجزء المحتل من
أرضهم «أرضنا» .. تملؤهم روح
التحدي والرفض العربية
السورية، مثلما تملؤنا جميعاً..
وهو إنذار أكيد أن عشرين مليون
سوري يقفون خلفهم دون أي تردد في
تقديم كل شيء من أجل الأرض. لقد مددنا يدنا للسلام، إيماناً به و
تماهياً مع قوى عالمية أصرت
عليه وحاججت به وقالت: إنه نهاية الاحتلال والعدوان والحروب. عشرون عاماً مضت على ذاك الوعد.. فتمخض عما
أعلنه الرئيس الاميركي في
واشنطن من دعم لعنصريي
الصهيونية في إسرائيل.. لذلك
يأخذ الصهانية الحكاية ببساطة:
-طالما أن اميركا تغسل يديها من تعهدها
السياسي والدولي والأخلاقي
بالسلام في الشرق الاوسط.. فلم
يبق ماتواجهه.. الأغبياء لايعتبرون أن قرابة نصف قرن مضى
على الاحتلال عجز فيه عن تطويع
جولاني واحد.. وإن عشرين عاماً
من محادثات يفترض أن تؤدي
للسلام.. لم تقنع أي سوري
بالتنازل عن أي حبة تراب في أرض
الجولان المقدسة.. ومازالوا
يتحرشون بأشاوس الجولان. أيها الأغبياء: هؤلاء عينة من عشرين مليوناً مستعدين لكل
شيء في الدنيا وفي الآخرة.. إلا
أن يظن أحدكم أن أي جزء صغير من
الجولان يمكن أن يخرج عن الأرض
والسيادة السورية. كل الأدوات متاحة وكل الخيارات لنا..
ورهاننا على السلام لايُسقط من
أيدينا أي أداة توصل للحرية..
الأولوية المطلقة للشعب السوري
أن عودة الجولان قبل أي فكرة أو
توجه أو مشروع للسلام.. وبالتالي
من الطبيعي جداً أن تحل
المقاومة والكفاح المسلح محل
الحوار والتفاوض.. عندما تفشل
جهود السلام، كما تحاول إسرائيل
أن تقول اليوم مستفيدة من
الموقف الأميركي «المشوه» من
المسألة. أيها الجولانيون.. الشاميون.. الحمصيون..
الحلبيون.. البدويون.. الحضريون..
الجزيريون.. الساحليون.. أيها السوريون.. الأشاوس في الجولان.. سلمت
أيديكم.. وصدقوا أن عشرين مليون
قلب في سورية العربية تدق معكم..
وسيعلو الصدى.. حتى تدق مع
قلوبنا ساعة النصر والتحرير..
وهي آتية. بالسلام يعود الجولان.. نعم.. فإن لم يعد.. فبالمقاومة .. وستكون.. ========================= ازدواجية المعايير التي
ينكرها أوباما المستقبل - الاثنين 12 تموز 2010 العدد 3708 - رأي و فكر - صفحة 19 محمد السمّاك بعد الأحداث العنصرية الدامية التي عصفت
بقرغيزستان وأدت الى مقتل
المئات وتهجير الآلاف، طلبت
الولايات المتحدة اجراء تحقيق
دولي لتحديد المسوؤلية ومعاقبة
المسؤولين. فالإطاحة بالرئيس
كرمان بيك باكاييف جاء في أعقاب
تراجعه عن تعهده لروسيا بعدم
تجديد اتفاقية التعاون العسكري
مع الولايات المتحدة والتي
تمنحها صلاحية مواصلة استخدام
قاعدتها العسكرية هناك. ولذلك
يبدو ان الغاية من التحقيق
الدولي هي التوصل الى أدلة تدين
موسكو بالمسؤولية عن التحريض
على أعمال العنف والانقسامات
العرقية. لذلك فان طلب تدويل
التحقيق أمر منطقي. الا ان الأمر
غير المنطقي هو انه بعد عملية
القرصنة التي قامت بها اسرائيل
ضد أسطول الحرية في المياه
الدولية (حيث قتل ثمانية
مواطنين أتراك، ومواطن أميركي
واصيب العشرات من مواطني دول
عديدة اخرى كانوا ينقلون
مساعدات غذائية وطبية الى قطاع
غزة المحاصر) عارضت الولايات
المتحدة طلب الأمم المتحدة
إجراء تحقيق دولي، وأيدت قرار
الحكومة الاسرائيلية بالتحقيق
الذاتي، وهذا يعني ان المتهم،
بل المدان عالمياً هو الذي يحقق
مع نفسه. بل أن في قرار اسرائيل
تشكيل لجنة التحقيق، خلاصة
مسبقة للحكم المنتظر وهو ان
اسرائيل ليست بصدد فرض حصار
تجويعي على غزة، ولكن الحصار هو
لمنع وصول الأسلحة والمعدات
العسكرية التي تقصف بها المدن
الاسرائيلية الجنوبية. وان
الجنود الاسرائيليين كانوا
يدافعون عن أنفسهم عندما قتلوا
تسعة من حملة المساعدات على متن
السفينة التركية مرمرة. وهذا
يعني انه عندما توافق الولايات
المتحدة على أن تتولى اسرائيل
التحقيق مع نفسها، فانها تتبنى
هذه النتائج المعدة سلفاً
للتحقيق. كذلك أيّدت الولايات المتحدة طلب مدعي
عام المحكمة الدولية توقيف
الرئيس السوداني عمر البشير
ومحاكمته بتهمة ارتكاب جرائم
حرب في دارفور. ورغم انه لم يجر
أي تحقيق في هذه التهمة، ورغم ان
كلاّ من الاتحاد الافريقي
وجامعة الدول العربية ومنظمة
المؤتمر الاسلامي طعنت
بالاتهام ورفضت دولها اعتقال
الرئيس السوداني، فان الولايات
المتحدة تقود حملة المطالبة
باعتقاله ومحاكمته. غير ان الولايات المتحدة ترفض في الوقت
ذاته مجرد التنديد بجرائم الحرب
وبالجرائم ضد الانسانية التي
ارتكبتها اسرائيل اثناء حربها
على غزة. ورغم ان لجنة التحقيق
الدولية التي ترأسها القاضي
اليهودي غولدستون أكدت ارتكاب
هذه الجرائم، فان الولايات
المتحدة تصدت لكل محاولة
استهدفت اعتقال الرئيس
الاسرائيلي ايهود أولمرت أو
وزير دفاعه أو أي مسؤول عسكري
اسرائيلي، بل انها عارضت حتى
طرح التقرير الدولي أمام الأمم
المتحدة. وعندما أثيرت قضية الملف النووي الإيراني
أمام مجلس الأمن الدولي قادت
الولايات المتحدة حملة فرض
العقوبات الدولية على إيران
بحجة انها تخالف معاهدة حظر
انتشار الاسلحة النووية. ورغم
أن إيران أعلنت مراراً انها
ليست بصدد انتاج سلاح نووي، فقد
اقرت العقوبات ضدها. ثم رفعت
الولايات المتحدة والمجموعة
الأوروبية من حجم هذه العقوبات
لتشديد الضغط على إيران. ولكن الولايات المتحدة لم تفتح ملف
السلاح النووي الاسرائيلي الذي
تعرف جيداً، كما تعرف المجموعة
الأوروبية جيداً أيضاً، وكذلك
روسيا والصين، ان اسرائيل تملك
أكثر من 200 رأس نووي. كما تملك
صواريخ يصل مداها الى المغرب في
الغرب، والى الباكستان في الشرق. ومع ان إيران تتعاون مع المنظمة الدولية
للطاقة النووية وتسمح لمفتشيها
بزيارة منشآتها رغم تحفظها على
اثنين من مفتشي الوكالة-، ورغم
ان اسرائيل ترفض السماح لهم من
حيث المبدأ بزيارة منشآتها بحجة
انها ليست عضواً في معاهدة
الحظر الدولية، فان الادانة
توجَّه بالأصابع العشرة الى
إيران وحدها. ومع ذلك يقول
الرئيس باراك أوباما ان لا
ازدواجية في موقف ادارته من هذه
القضية !!. بعد الجريمة التي ارتكبتها القوات
الاسرائيلية ضد اسطول الحرية،
طلبت تركيا من اسرائيل "الاعتذار".
ولكن اسرائيل رفضت ذلك ادراكاً
منها بأن الاعتذار يعني اقراراً
ضمنياً بالمسؤولية. مع ذلك فان
الولايات المتحدة تضغط الآن في
السر والعلن على تركيا لضبط ردّ
فعلها ولوضع حد للتدهور الذي
طرأ على علاقاتها مع اسرائيل..
تمهيداً لإعادة المياه الى
مجاريها "الأميركية "بين
أنقرة وتل ابيب!!. وقد لا يكون صدفة، ان "نجاح" حزب
العمل الكردستاني في توجيه
ضربات موجعة الى القوات
التركية، يتزامن مع التدهور
الذي أصاب العلاقات التركية
الاسرائيلية! فخلال شهر العسل
التركي الاسرائيلي كان هناك
تعاون مخابراتي واسع النطاق بين
الجانبين. وقد ساعد ذلك تركيا
على مطاردة فصائل المنظمة
الكردية في كل من سوريا والعراق
وتركيا بالذات. ومن الواضح الآن
ان الصورة انقلبت رأساً على عقب.
وثمة تخوف من أن تكون المخابرات
الاسرائيلية وراء تسريب
معلومات للمنظمة الكردية عن بعض
المواقع العسكرية التركية. وذلك
للانتقام من تركيا أو على الأقل
للضغط عليها. وبذلك يتكامل
الضغطان، الضغط الأميركي
السياسي والضغط الاسرائيلي
المخابراتي. اما اسرائيل المسؤولة أساساً عن التصدي
العسكري لأسطول الحرية في
المياه الدولية، فانها تطالب
بجائزة تقدير اميركية بحجة انها
استطاعت كما تدّعي- أن تحول دون
تحوّل غزة الى مرفأ إيراني.. بل
وحتى الى قاعدة للصواريخ التي
توجه الى أوروبا ؟!. عندما ألقى الرئيس أوباما قبل عام
تقريباً- خطابه الشهير في جامعة
القاهرة، أغدق على الفلسطينيين
وعلى العرب والمسلمين الكلام
الطيب والوعود البراقة التي ما
سمعوا مثيلاً لها من أي رئيس
أميركي سابق. ولذلك علّقوا
الآمال العراض على رئاسته.
وبالفعل أعاد الرئيس أوباما
تحريك ملف مساعي التسوية
السياسية الذي كان خلَفه الرئيس
بوش قد طواه وربما ألقاه في سلة
مهملات البيت الأبيض. ولكن اسرائيل قطعت الطريق أمام مبادرته
من خلال قرارها بناء المزيد من
المستوطنات فوق الأراضي
الفلسطينية المصادرة. ورغم عدم
الرضا الذي أبداه الرئيس أوباما
وادارته، فقد استطاع اللوبي
الصهيوني أن يلوي ذراعه وأن
يحمله على قبول الأمر الواقع.
وهكذا استمرت اسرائيل في سياسة
الاستيطان وفي تدمير بيوت
الفلسطينيين في القدس وتهجيرهم
منها.. واستمرت ادارة الرئيس
اوباما في المساعي السياسية عبر
المبعوث الرئاسي جورج ميتشل-.
وفيما ترتفع المستوطنات في سماء
القدس والضفة الغربية وتسوّى
بيوت المقدسين بالأرض، تتواصل
المساعي السياسية في دورانها في
الحلقة المفرغة. صحيح ان الادارة الاميركية لا تؤيد
المستوطنات.. ولا حتى الحصار على
غزة، الا انها تقف دائماً ضد
ادانة اسرائيل أو فرض عقوبات
عليها لمخالفتها القانون
الدولي وشرعة حقوق الانسان
ومواثيق الأمم المتحدة.. وكذلك
المبادئ التي تفاخر الولايات
المتحدة بأنها قامت عليها !. فكيف ينكر الرئيس أوباما تهمة الوقوع في
فخ ازدواجية المعايير ؟ وكيف
تحدث معجزة إنقاذ نفسه وبلاده
من هذا الفخ ؟. ========================= الخيارات الأصعب التي
تنتظر أردوغان سمير صالحة الشرق الاوسط 12-7-2010 أمام كل ما قيل ويقال عن أن الاعتداء على
أسطول الحرية يمثل ميلادا جديدا
في العلاقات الدولية.. وأن
الإسرائيليين أثبتوا عجزهم
أكثر من مرة في قراءة الموقف
التركي وسياقه الداخلي
والإقليمي.. وأنهم أسهموا
إسهاما مباشرا في دفع العلاقات
التركية - الإسرائيلية نحو
المزيد من التدهور بحيث لن تعود
أبدا إلى ما كانت عليه.. وأن
الأزمة بين تل أبيب وأنقرة عمقت
الشكوك المتراكمة بخصوص الصلات
الإسرائيلية المحتملة بحزب
العمال الكردستاني وتحريكه
لتجديد التصعيد داخل تركيا
انطلاقا من التعاون بينهما
خصوصا في شمال العراق.. وأن
حكومة نتنياهو لن تتراجع بمثل
هذه السهولة. وكما قرأنا في تصريحات رئيس الأركان
الإسرائيلي أشكينازي الأخيرة
حول العلاقات المميزة مع قيادة
القوات المسلحة التركية عن
اللعب بورقة وجود فوارق في
وجهات النظر بين القوى السياسية
والعسكرية التركية حيال الدولة
العبرية.. وأن وزير الخارجية
التركي داود أوغلو جدد تمسك
بلاده بقطع كامل للعلاقات مع
إسرائيل، مؤكدا أن أنقرة كانت
تتوقع موقفا أفضل من واشنطن،
غامزا من قناة الولايات المتحدة
على أنها هي التي عملت على
التخفيف من الصيغة الأولى لبيان
مجلس الأمن الدولي حول العدوان
الإسرائيلي على أسطول الحرية.
وأنه، وكما فهمنا من الإعلام
العربي والتركي والإسرائيلي
والأميركي، وكما أجمع كبار
المتابعين الإسرائيليين على أن
زيارة بنيامين نتنياهو إلى
واشنطن نجحت في محو آثار الخلاف
الذي ساد قبل بضعة أشهر، من دون
أن تتغيّر السياسة الإسرائيلية.
وأن إدارة أوباما هي التي تحمي
تل أبيب وتغطي على سلبيات
سياساتها ومواقفها وتصعيدها
الدائم. أمام كل ذلك، فإن رجب طيب أردوغان، ورغم
مصداقية سياسته الإقليمية
وازدياد تأثيرها على القوى
العربية والإسلامية، يتعرض في
هذه الآونة إلى حملة من
الضغوطات المكثفة من قبل الكثير
من العواصم الغربية من أجل
تخفيف حدة التوتر في العلاقات
مع تل أبيب. لا بل هو أمام حقيقة
التحرك ببراغماتية جديدة
وسياسة عقلانية تفترض دراسة
حسابات الربح والخسارة وقبول
تحمّل تقديم المزيد من
التنازلات، حتى ولو كانت مكلفة
في بعض الأحيان. معادلة أن تركيا تتحول شرقا متخلية عن
الغرب وأوروبا والمشروع
الأميركي، يقابلها في هذه
الآونة تصعيد أميركي - أوروبي -
إسرائيلي يجب توقع المزيد منه
في الأيام المقبلة. أوباما قرر
على ما يبدو إعطاء الأولوية
لمسألة الانتخابات الفرعية
التشريعية الجديدة، وهو يعرف
هنا قدرات اللوبي الإسرائيلي في
تحديد نتائجها. هذا إلى جانب
حاجته إلى إسرائيل بعدما ابتعدت
عنه تركيا في موضوع الملف
النووي الإيراني. مجموعة التوترات المتلاحقة التي فرضت
نفسها على العلاقات الأميركية -
الإسرائيلية تزول تدريجيا،
وحجم التنسيق تتوسع رقعته يوما
بعد آخر، ابتداء من الخلاف حول
أولوية الملفات خاصة: الملف
الإيراني، والملف الفلسطيني،
وملف التوسع الاستيطاني
الإسرائيلي في القدس والضفة
الغربية. وواشنطن ستعطي
الأولوية دائما لإنقاذ إسرائيل
من أية محاولات تركية لعزلها
دوليا أو إضعاف قدراتها
العسكرية في شن الحروب العسكرية
الناجحة. لا بل إنه لم تكد تمر ساعات على لقاء
أوباما - نتنياهو حتى جاء تسريب
خبر قيام إدارة أوباما بتقديم
وثيقة إلى إسرائيل تلتزم فيها
الولايات المتحدة ببيعها مواد
نووية سجلت على أنها لاستخدامات
إنتاج الطاقة الكهربائية. ثم
تلت ذلك مسارعة اللوبي اليهودي
الأميركي ضدّ تركيا لمطالبة
حكومة أردوغان بتحديد موقفها إن
كانت مع أميركا والغرب أم مع
قطاع غزة لتتضح لنا الصورة أكثر
فأكثر بأننا نراهن على جرة عسل
نبيعها فتتحول بين ليلة وضحاها
إلى قطيع من الأغنام وزوجة
ساحرة وأطفال يسرحون ويمرحون في
الدار. كنا نراهن على أن أردوغان وأوباما
سيتعاونان لقلب الطاولة فوق رأس
نتنياهو. لكن يبدو أن لقاء
واشنطن الأخير بين أوباما
ونتنياهو بات يفرض على رئيس
الوزراء التركي قلب الطاولة فوق
رؤوس الأميركيين قبل ذلك.. فهل
هو جاهز لمغامرة من هذا النوع؟ متحمسون من الأتراك يقولون إن هناك بدائل
أخرى أمام أردوغان غير خيار
قبول تقديم التنازلات أو انتظار
الصحوة الأميركية لحماية حقوق
المدنيين الأتراك وسمعة تركيا
الدولية. وهم باتوا يطالبون
رئيس وزرائهم بالتفكير جديا في
مسائل قطع العلاقات مع أميركا
أولا وبعدها مع إسرائيل، ما دام
أن بلاده تتعرض يوميا لضربات
سياسية وأمنية انتقامية، كما
يقولون، وما دام أن حسابات
واشنطن وتل أبيب باتت تبنى على
إسقاط حكومة العدالة والتنمية
التي تتحرك على حسابها في أكثر
من مكان. وأتراك آخرون يصرون على
أن يهرب أردوغان بقفزة بعيدة
إلى الأمام حتى ولو استهدفت
الشراكة التركية - الأميركية
وهددتها في العمق. فهل يقدم
أردوغان على خطوة من هذا النوع؟
لم لا وهو الذي عودنا دائما على
المفاجآت كما يقولون، وحتى لا
تتهمه قواعده الشعبية
الإسلامية بأنه حول قضية «مافي
مرمرة» (مرمرة الزرقاء) إلى «ما
في مرمرة» بين ليلة وضحاها. ========================= لنتحلى بالهدوء فيما
يتعلق بالتغير المناخي يوجين روبنسون الشرق الاوسط 12-7-2010 من الغريب أن يقل الكلام في الفترة
الأخيرة من جانب المشككين الذين
ينكرون أن التغير المناخي أمر
واقع. ما الذي حدث أيها القوم؟
هل هي سكتة بسبب درجات الحرارة
المرتفعة؟ تكفي درجات الحرارة المرتفعة التي تعاني
منها مختلف أنحاء البلاد خلال
الصيف الحالي لجعل أي شخص يؤمن
بالاحترار العالمي. ولكن، تفرض
علي الأمانة أن أعترف بأن
أسابيع قليلة من درجات حرارة
قياسية لا تمثل دليلا على أي شيء.
ويجب على علماء المناخ تحليل
البيانات على مدار عقود وقرون
لتبين ما يحدث فعلا. وبالطبع،
فإن العواصف الثلجية الكثيفة
غير المألوفة التي أغرقت واشنطن
وغيرها من مدن الساحل الشرقي
خلال الشتاء الأخير لا تبرهن
على أي شيء أيضا. ولكن، لم يمنع
ذلك المتشككين في المناخ من
الشعور بالارتياح. وذهب
السيناتور جيمس أنوف (الجمهوري
من ولاية أوكلاند) مع عائلته إلى
بعيد حيث قاموا ببناء كوخ في
الكونغرس وأطلقوا عليه «بيت آل
غور الجديد». هل تقدر على
الاعتذار إلى صاحب جائزة نوبل،
يا سيناتور؟ لا، سيكون من المبالغ أن نأمل حدوث ذلك.
وتوجد رغبة أكثر واقعية وهي أن
تقنع درجات الحرارة المرتفعة
مَن اتجهوا لقبول نهج المتشككين
واعتقدوا أن الاحترار العالمي
مجرد هراء! نعرف جميعا في الوقت الحالي المراسلة عبر
البريد الإلكتروني التي سُرقت
من أجهزة كومبيوتر خاصة بباحثين
في المناخ العام الماضي، التي
وصفها متشككون بمسدس دخان، لا
ترتقي إلى أن تكون مسدس ماء.
وكشفت الرسائل أن العلماء يمكن
أن يكونوا ضيقي الأفق وحسودين
وحقودين، ولكنها لا تشير إلى أي
تلاعب بالبيانات، حسب ما أفاد
به تقرير نشرته يوم الأربعاء
لجنة بارزة داخل بريطانيا، كانت
تنظر في أمر الرسائل
الإلكترونية. وبرأ تحقيقان
سابقان علماء المناخ من الخداع،
وأكدا على صحة الوسائل التي
يتبعونها. ونعرف أيضا، بفضل الإدارة الوطنية
للمحيطات والغلاف الجوي أن «درجة
حرارة سطح البحر والأرض في
العالم بصورة مجتمعة» كانت
الأسوأ في مايو (أيار). بينما في
الوقت نفسه، أوردت الإدارة
الوطنية للمحيطات والغلاف
الجوي أن الفترة من يناير (كانون
الثاني) حتى مايو (أيار) كانت
أكثر درجات الحرارة دفئا منذ
بدأ تدوين هذه البيانات في 1880. لا، لا يكفي ذلك لإنهاء القضية. ولكن هيا
نقترب من الواقع. حقيقة الأمر
أنه لا يوجد كثير من الخلاف بين
العلماء بشأن ما إذا كانت درجات
الحرارة تزداد دفئا أم لا. وعلى
مدار الأعوام المائة الماضية أو
نحو ذلك، لدينا سجلات خاصة
بدرجات الحرارة يمكن مقارنتها
بدرجات الحرارة في الوقت الحالي.
وعلى مدار القرون الماضية،
لدينا أدلة غير مباشرة ولكن
تفرض نفسها على أن العالم تزداد
درجة الحرارة داخله. هل يرجع ذلك إلى ما يقوم به البشر؟ من
المؤكد تقريبا أن الأمر كذلك،
ما لم يكن هناك خطأ جوهري في
فهمنا للكيمياء والفيزياء.
ويعرف العلماء كيف تعمل جزيئات
ثاني أكسيد الكربون من أجل منع
الحرارة من الخروج. ويعرفون -
ليس من خلال التدخل ولكن من
القياس المباشر لفقاعات الهواء
الموجودة منذ وقت طويل في ثلج
جليد القطب الشمالي والقطب
الجنوبي - أن هناك نسبة أكبر من
ثاني أكسيد الكربون في درجات
الحرارة أكثر من أي فترة أخرى
خلال نصف مليون عام ماضية،
وربما خلال المليون عام
المنصرمة. وأبسط تفسير للسبب
الذي يقف وراء نسبة الكربون
الكبيرة في الهواء يعود إلى أن
البشر ينتجون ذلك من خلال
استخدام الوقود الحفري. وهذا ما
تغير. ويتهم الخبراء الذين يفهمون هذه الظاهرة
على أفضل وجه، في بعض الأحيان،
بالمبالغة. ويبدو أن البعض
منهم، عندما يتم تحديهم للدفاع
عن بياناتهم أو نتائجهم، ينظر
إلى هذا التدقيق كتهديد للحضارة
البشرية وكل ما هو جيد وحقيقي
وليس كجزء مهم وعادي من العملية
العلمية. وعليه، نعم يوجد عدد
قليل من الأغبياء في معركة
التغير المناخي. ولكنك، تعرف
نفسك. ولكن حقيقة أن بعض علماء
المناخ غير مرغوب فيهم، لا تغير
من الطريقة التي تتفاعل بها
الطاقة والمواد على مستوى
الجزيئات، ولا تغير أيضا من
قراءات درجات الحرارة
المتزايدة. لقد حان الوقت لإنهاء «الجدل» السخيف
بشأن حقيقة التغير المناخي.
ويوجد سؤال أفضل: هل سيكون من
المناسب بدرجة أكبر أن ننفق
مثلا تريليون دولار لتقليل
انبعاثات الكربون ومن ثم ننقذ
الآلاف أو الملايين من الأرواح
يمكن أن نفقدها بسبب الجفاف أو
ارتفاع منسوب البحر؟ أم علينا
إنفاق هذا المال لتقديم مياه
نظيفة في أماكن مثل الكونغو أو
بنغلاديش لإنقاذ حياة الآلاف أو
الملايين من الأرواح حاليا؟ ربما تكون الإجابة أن علينا السعي من أجل
تحقيق كلا الأمرين. ولكن هذا شيء
على الأقل يستحق النقاش حوله. ====================== فهمي هويدي صحيفة الشروق الجديد المصريه 11/7/2010 كانت البداية فى أحد مطاعم اسطنبول حين
أثار انتباهى أن وعاء الملح
كتبت عليه بالأحرف اللاتينية
كلمة «طز»، وهو ما استغربت له. ومن باب الفضول حاولت أن أتحرى العلاقة
بين الملح والكلمة، التى أصبحت
تجرى على لساننا، مسكونة بمعانى
عدم الاكتراث والرداءة وقلة
القيمة. لم أجد لها أثرا فى قوامسينا اللغوية.
وحين رجعت إلى كتاب «المحكم فى
أصول الكلمات العامية»، وجدت انها فى الفارسية تكتب دز (بكسر
الدال) وتطلق على ما هو قبيح أو
ردىء أو سيئ الخلق. وفى التركية تكتب «طكز» وينطقها العامة
طُنز التى تعنى السخرية والهزل. وفى لسان العرب أن الطنز هو السخرية. وقد
عربت الكلمة وحرفت إلى طُز، وقالوا لى فى تركيا إنهم أطلقوا على الملح
كلمة طز للتدليل على تواضع شأنه
وقلة قيمته. سألت أحد أساتذة التاريخ، إذا سلمنا بكل
ذلك، فما الذى أوصل الكلمة إلى
مصر وأشاعها على ألسنة الناس
بنفس المعنى تقريبا؟ رد صاحبنا قائلا إنه فى عهد الدولة
العثمانية كان جباة الضرائب
يحصلونها من التجار عن كل سلعة
يبيعونها، ويستثنون الملح لقلة
شأنه واستصغارا لقيمته. وإذ أدرك التجار ذلك فإنهم لجأوا إلى حيلة
بسيطة للتهرب من الضرائب. إذ اصبحوا يخفون بضاعتهم فى قاع أجولة أو
أوعية كبيرة ويضعون فوقها طبقة
من الملح، لا تظهر شيئا من
السلعة المخفية. وحين كان يمر
عليهم جباة الضرائب ويسألونهم
عما لديهم فإنهم كانوا يشيرون
إلى تلك الأجولة والأوعية
قائلين: «فيها طز»، مستخدمين
مفردات لغتهم التركية. ومنذ ذلك الحين ارتبطت الكلمة بالملح عند
الأتراك، وسرت على ألسنة
المصريين بالمعنى المتداول فى
الوقت الراهن. وانضمت بذلك إلى قائمة المفردات التركية
التى شاعت فى لغتنا الدارجة،
ومنها: كوبرى
شراب شنطة
أوضه (حجرة)
فستان توكه
فرشة قفطان
أورنيك
بقلاوة
بومبار (الأمعاء المحشية
وينطقونها منبار)
ياميش (الثمر الجاف فى
التركية) جلاش
ماسورة
بويه أويمه
(للنقش أو الحفر)
طابور شلته
حنطور جزمة
(حذاء) ماهية
(الراتب الشهرى)
طاسه بسطرمه
(ينطقونها باصدرمة)
أورمان بمعنى غابة (حديقة
الأورمان) جردل
(ينطقونها كردل)
طقم ضُلمة
(المحشى) برش
(حصير) ازان
(وعاء كبير لغلى الماء)
كبشة (المغرفة)
كركون (لمركز الشرطة) ..الخ. ليست المفردات التركية وحدها التى اخترقت
خطابنا المتداول، ولكن هناك
قائمة طويلة من المفردات
الفارسية أيضا (غير الكلمات
الإنجليزية والفرنسية
والإيطالية). وهو اختراق كان
متبادلا. ذلك أن المفردات
العربية التى دخلت على اللغتين
التركية والفارسية لا حصر لها.
ويقدر بعض الباحثين ان نسبتها
فى هاتين اللغتين تتراوح بين 30 و40٪
من المفردات المستخدمة. ولا
غرابة فى ذلك لأن انتشار
الإسلام فى تلك البلدان استصحب
معه انتشارا للغة القرآن
العربية. يقول مؤلف كتاب المحكم فى أصول الكلمات
العامية إن «اللغة التى يتكلمها
أهل مصر فى الآونة الحاضرة (الكتاب
مطبوع سنة 1939م) هى اللغة العربية
محرفة عن أصولها. خارجة عن
قيودها وقواعدها، وإن التحريف
فى العربية قديم يرجع عهده إلى
زمن النبوة. ..لأن اللحن فى اللغة ظهر فى كلام الموالى
والمتعربين آنذاك. فقد لحن
أحدهم أمام النبى محمد، فقال
عليه الصلاة والسلام «ارشدوا
أحدكم فقد ضل». وإذ يذكر المؤلف أنه إذا كانت مخالطة
العرب لغيرهم من الأعاجم من
الأسباب الخارجية التى أدت إلى
تحريف اللغة، فهناك أسباب
داخلية أيضا أدت إلى ذلك. وهذه
الأسباب ثلاثة هى: تعدد اللهجات بتعدد القبائل واختلافها
وخصائص اللغة وسننها
واتساع اللغة. بقى أن تعلم أن مؤلف ذلك الكتاب النفيس
اسمه الدكتور أحمد عيسى بك،
الذى وجدت تعريفا له على الغلاف
ذكر أنه: عضو المجمع العلمى المصرى، وعضو
بالأكاديمية الدولية لتاريخ
العلوم بباريس
وعضو المجمع العلمى العربى
بدمشق وعضو
بالمجلس الأعلى لدار الكتب
الملكية، وعضو اللجنة العليا
لمتحف فؤاد الصحى هل لدينا أحد الآن يملك مثل هذه المؤهلات؟! ===================== العبقري هاشم الرفاعي:
الوجه الآخر! عبد السلام البسيوني 12-07-2010 المصريون كان عبقريًّا بكل ما تعنيه الكلمة، وملأ
الدنيا ضحكًا وشعرًا وهزلاً
وجدًّا قبل أن يغتالوه في مطلع
شبابه، ولم يتجاوز الرابعة
والعشرين. ديوانه كبير يزيد على
خمسمائة صفحة، في منتهى الثراء
والقوة والتنوع المدهش بالنسبة
لشاعر لم ينه دراسته الجامعية،
ولم يعرك الحياة، وإن كان منذ
صغره متوقد العقل، مستيقظ الحس،
مشحوذ الوعي والوجدان.. إنه الشاعر الفحل، والمفكر ذو الدم
الخفيف هاشم الرفاعي الأزهري
الدرعمي اللغوي الثائر الساخر،
الذي يعنينا منه في هذه الزاوية
وجهه الآخر الذي لا يعرفه
كثيرون: جانبه المرح، حين يرسل
الطرفة شعرًا رائقًا لذيذًا
مطربًا، كما يرسله سيفًا موجعًا
قاطعًا، ويمزج الهزل بالدمع
السخين، والشجو الحزين، ليعطيك
نوعًا من الكوميديا السوداء ذات
الطعم المر، وسأسوق هنا نماذج
من شعره الساخر ومن كوميدياه
السوداء، ولك قارئي العزيز أن
تحكم على هذا الفتى العجيب الذي
انتشر في مطالع شبابه بسرعة
الصاروخ، ليثير قلق شياطين رأوا
أن الخير في أن يقتلوه قبل أن
يذوق طعم الحياة، ليحرموا الأمة
شاعرًا منعدم النظير، فدعني
أبدأ بهذه القصيدة الوجيعة، ولك
وعد بعد ذلك أن تطرب من خفة دمه
وروعة أدائه: لما كتب الأمير شوقي قصيدته عن الأزهر: قم في فم الدنيا وحي الأزهرا وانثر على
سمع الزمان الجوهرا واجعل مكان الدرِّ إن فصلتَهُ في مدحِه
خرزَ السماءِ النيِّرا كان الأزهر يستحق الثناء والسؤدد، ثم لما
رأى الرفاعي حال الأزهر، وضعف
أدائه وجمود بعض مشايخه وتخاذله
في المواقف الجادة الفاصلة، كتب
معارضة تقطر مرارًا للشوقية
الفائتة، غير مبالٍ بما يمكن أن
يواجهه به بعض المشايخ: قف في ربوع المجد وابك الأزهرا.....واندبه
روضًا للمكارم أقفرا واكتب رثاءَكَ فيهِ نفثةَ موجَعٍ.....واجعل
مدادَكَ دمعَك المتحدرا المعهد الفردُ الذي بجهاده.....بلغت بلاد
الضاد أعراف الذُّرَى سار الجميع إلى الأمام وإنه.....في موكب
العلياء سار القهقرَى لهفي على صرحٍ تهاوى ركنه.....قد كان نبعاً
بالفخار تفجَّرا من كان بهجةَ كل طرفٍ ناظرٍ.....عادت به
الأطماع أشعث أغْبَرَا ما أبقت الأيدي التي عبثت به.....من مجدِه
عرضًا له أو جوهرا ويتذكر شيئًا من أمجاد الأزهر التي
يتباهى بها قومه، دون أن
يتخذوها منهجًا، أو ينتفعوا
بها، أو يخدموا أنفسهم وأزهرهم
ومصرهم وأمتهم: لله ما أروي له في الشرق من.....مجد على
الأيام واراه الثَّرَى كم موكبٍ في مصر سار إلى العلا.....قد كان
قائد ركبه المتصدِّرَا عجباً أيدركه الأفول لدى الضحى.....من بعد
ما نشر العلوم مبكرا سل مهبط الثورات عنها.. إنه.....قد كان
ناديَها.. وكان المنبرا المشعلون لنارها أبناؤه.....تَخِذوا به
جندًا هناك.. وعسكرا والمضرمون أوارها بُلَغاؤه.....في نشر روح
البذل فاضوا أنهرا من كل ذي حِجْرٍ لخير بلاده.....رسم المكيدة
للدخيل ودبَّرَا لا ينثني عن بعثها دمويةً.....أو يدركَ
النصرَ المبين مظفرا ثم يتحدث عن شيوخ للأزهر كانوا نماذج
للعلم والاستقامة والوطنية
والغيرة، معرضًا بغيرهم من
المرتزقة والمنتفعين ونهازي
الفرص ولاعقي الأحذية: سل موئل الأفذاذ من أشياخه.....عن معشرٍ
كانوا به أُسْد الشَّرَى العاملين لرفعة الإسلام ما.....منهم كَهامٌ
قد ونى.. أو قصَّرا والمبتغين رضا الإله وما ابتغوا.....من
حاكمٍ عرَض الحياة محقّرا كانوا المنار إذا الدياجي أسدلت.....ثوبَ
الظلام هدى الأنام ونوّرا كانوا لمن ظُلموا حصون عدالةٍ.....كانوا
الشكيم لمن طغى وتجبَّرا ردُّوا غواة الحاكمين، وغيرُهم.....لتملق
الأهواء كان مسخّرا لرضائها يبدي الحرام محللاً.....ويدكّ
معروفًا.. ويبني منكرا في وجهها وقفوا وهم عزلٌ وما لبسوا سوى
ثوب الهداية مِغْفَرا وإذا رأى منهم هُمام ريبةً..... ناداه داعي
دينِه أن يزأرا ما قامروا بالدين في سبل الهوى.....كلا ولا
تَخِذوا الشريعة متجرا عاشوا أئمة دينهم وحماته.....لا يسمحون بأن
يباع ويشترى ثم انطوت تلك الشموس وإنها.....لأشد
إيمانًا وأطهر مئزرا ثم يعرِّض بمناهج الأزهر السقيمة
الخيبانة، التي لا تبني دينًا
ولا دنيا: إن كان مجد الأمس لم نلحق به.....أفلا نود
غدًا نصيبًا أوفرا؟ هذي العلوم وحشوُها لغو به.....من كل جيل لا
يزال مسطرا علم نعالجه بفكر جدودنا.....يبدو به الهذر
القديم مكررا إنا نريد من التقدم قسطَنا.....ونريد
للإسلام أن يتحررا ونريد أن نسقي الفنون رفيعةً.....تجدي
وليست طلسمًا متحجرا ما العلم إلاّ ما تراه لديك في.....لُجَجِ
الحياة إذا مضت بك مثمرا أنى لمن ألفت نواظره الدجى.....عند الخروج
إلى السنا أن يبصرا ويطالب الأمة أن تعيش عصرها، وتواجه
أزماتها، وتأخذ مكانها بين
الأمة نهضة وعلمًا وقوة: أنكون في دنيا الرقي نعامة.....نخفي الوجوه
وقد عرانا ما عرا ما ضرني إذ نحن نخدع نفسنا.....لو قلت ما
أدري وفُهت بما أرى ليس التعصب للأبوة مانعي.....من أن أقول
الحق فيه وأجهرا أترى تعود إلى المريض سلامةٌ.....أم تصرع
الأسقام من قد عُمَّرا؟ ترى ماذا لو عاش الرفاعي – الذي اغتيل قبل
أن يتخرج من الجامعة عام 1959 -
ليرى الأزهر الآن، ويشهد ذلته
وهوانه، وهزال مناهجه، وسقوط
أثره، وافتئات الذباب والهوام
عليه، واجتراء العميان
والمخابيل والخونة والأرزقية
والمطبلاتية وتجار الأعراض على
رجاله ورسالته وما يمثله.. فماذا
كان سيقول هاشم الرفاعي رحمه
الله؟ حسبك قارئي العزيز أن تعرف أن مصر كلها
بكت هذا الشاب العبقري، بكاءً
موجعًا، وممن كتبوا في رثائه
الأستاذ الشاعر علي الجندي
أستاذه وعميد كليته - دار العلوم
- وكان يتنبأ له أن يصبح أشهر
شعراء العربية في العصر الحديث،
فقال: لهف نفسي علي الصبا المنضور..... لفّهُ
الغدرُ.. في ظلام القبورِ لهف نفسي علي القريض المصفى .....صَوَّحت
زهرَه عوادي الشرور لهف نفسي على النبوغ المسجى.....برداء من
البلى.. والدثور ما للغبيِّ وللفوتبول يرفُسها؟! ...... ورغم أن أكثر ما اشتهر به الرفاعي عند
غير المهتمين بالشعر، قصيدتاه:
رسالة في ليلة التنفيذ (عن شاب
ينتظر الإعدام، ويترجم مشاعره
قبل أن يموت) و: نم يا صغيري (عن
الأم التي سجن ولدها وعذب ثم قتل
بأيدي جلادي التعذيب)
وإسلامياته الأخرى وهي كثيرة،
مجموعة في ديوانه الضخم الذي
حققه المرحوم الأستاذ محمد حسن
بريغش، إلا أن حياة هاشم
الرفاعي رحمه الله تعالى كانت
مملوءة ضحكًا و(تنكيتًا وهزارًا)
حافلة بقصائد عامية طريفة، ملأى
بالسخرية والقفشات الجميلة (لاحظوا
أيضًا عصره وسنه). ومن خلال الديوان كونتُ صورة عن الشاعر
العظيم الذي فجعني موته في سنه
الباكرة، كما أسعدتني قصائده
العامية التي وضعت في آخر
الديوان - وهي كثيرة - إذ رسم بها
صورًا ضاحكة، ولقطات بارعة،
أحسن توصيلها من خلال المفردات
المصرية الشعبية العريقة،
والصور الذهنية المثيرة
للقهقهة لا للضحك فقط! سافر طلاب معهد الزقازيق – وكان طالبًا
به - إلى الأقصر وأسوان، وذات
سمرٍ ألقى قصيدة مليئة بالظرف
والفكاهة، واللغة الأزهرية
الطريفة، وفيها يسخر من الزي
الأزهري الذي قيد حركة الطلاب
أثناء الرحلة، ويتندر على
محدودية النفقات المسموح بها، و(
مَعْيَلة ) بعض الأصحاب، ويهدد
بأنهم إذا لم يحولوا الرحلة
الأزهرية إلى رحلة حقيقية، فإنه
سيشعلها ثورة عليهم فكتب «من
وحي رحلة» قائلاً: أتيْتُ إلى هذه الرحلةِ..... أجرِّرُ
أذيَالَ كاكولتي وقيل ليَ: الزيَّ لا تنْسَهُ.....فلمْ تنجُ
رأسيَ منْ عِمتي وقد لبس الكلُّ ما عندهمْ.....من البنطلونِ
إلى البدْلةِ وهأنذا بينكمْ قدْ ظهرْ.....تُ حزينًا
بهاتيكمُ البلْوةِ وما أنسَ لا أنسَ أمرَ الطعامِ.....وقدْ
أوقعَ الكلَّ في ورطةِ لقدْ قتَّروا في مصاريفِنا.....وما لايمونا
على الفكَّةِ إذا قلتُ: هاتوا لنا مأْكلاً.....يقولون:
هلْ نحْنُ في ختْمةِ؟ وها نحن لمْ نلْقَ زادًا لنا.....سوى العيشِ
والمِلحِ والجبنةِ و«شاهينُ» جاءَ لنا عامِدًا.....يُحَنِّسُنا
اليومَ بالفرْخَةِ وراحَ يُقطِّعُها بيْننا.....ويبلعُ ما
طابَ منْ لحْمةِ وما قالَ: هاشمُ خُذْ حتةً.....وقد كنتُ
نِفسي في حتةِ فأُقسمُ إن لم يجيبوا لنا.....لحوماً من
الغدِ بالأقَّةِ ويحصلُ طبْخٌ ولهْطٌ وشفطٌ.....ونغرقُ في
الدهنِ والفتَّةِ سنُعلنُها ثورةً لا تلينُ.....وكمْ أشعلَ
الجوعُ منْ ثورة! والكاكولة - لمن لا يعرف - هي المعطف
الأزهري الطويل، ولا أدري لماذا
اختاروا لها هذا الاسم الهجين!
هل كان مهارة في التسويق من بتوع
شركة كوكاكولا، أم إيماء بأن
لابسها يشبه (إزازة كاكولا) أم
إنها تصحيف أزهري لجبة القسيس Cloak وهو الأرجح عندي،.... والله أعلم)
ومعنى لايمونا: مَكَّنُونا،
والفكة كناية عن الفلوس،
والختمة هي قراءة القرآن كله
بالأجر، وهي مهنة للفاشلين في
الأزهر يرتزقون منها،
ويحنِّسنا يعني يثير شهيتنا
وطمعنا، وبقية المفردات حضرتك
تعرفها قارئي العزيز! ومن قصائده الضاحكة تلك التي أسماها:
الخيبة الكبرى، ونظمها وهو في
الثامنة عشرة من عمره (عام 1953م)
قبل أن أولد بكم شهر، حين هُزم
فريق معهده في مباراة كرة قدم،
والمعروف عن الأزهريين أيامذاك
أنهم أبعد الناس عن الكرة،
واللعب، والمرح، بل إن الضحك قد
يكون في نظر كثيرين منهم من (قلة
القيمة)! وقد نشأت أنا شخصيّا -
قبل 170 سنة - في جوٍّ يرى أن (العيال
البايظين بس) هم الذين يلعبون
الكرة، وأن المستقيمين لا
يعرفون إلا الكِتاب والمسجد فقط
(!) يا خبر! طيب ازاي؟! لهذا كانت قصائد الرفاعي تحفًا أدبية
وثورة وريادة وفنًّا شعريًّا
بكل المقاييس! يقول لما عاد
زملاؤه مهزومين في دوري الكرة،
معارضًا قصيدة سيدنا حسان رضي
الله عنه: يا خيْبةً قدّروها بالقناطيرِ.....جاءتْ
لنَا في نهارٍ كالدّياجيرِ إني ذهبْتُ إلى النّادي فطالعَني.....مقطِّبَ
الوجْهِ مُغْبَرَّ الأساريرِ يبكي ويندبُ مَن خابوا بملْعبِهِ.....وفي
المُباراةِ صاروا كالطراطيرِ من كلِّ شحْطٍ أطالَ اللهُ قامتَهُ.....يكادُ
يصلُحُ في جَرِّ الحناطِيرِ ما كانَ مُنتظَرًا هذا المُصَابُ لكمْ.....يا
فرقةً كوّنوها من خناشيرِ ما للغبيِّ وللفوتبول يلعبُها.....يا
ليْتهمْ علَّقوكمْ في
الطّنابيرِ أخزاكمُ اللهُ قدْ جئتُم لمعهِدنا.....بالعارِ
يا فتيةً مثلَ المواجِيرِ في الماتْشِ لمْ تلْعبوا لكنْ رأيتكمو.....في
البُرتقالِ نزلْتُمْ
كالمناشيرِ لو كنتُ أعلمُ أنَّ الخيبةَ انْقَسَمتْ.....منْ
حظِّكمْ في سِجلاّت المقاديرِ لكنتُ جئتُ بطبّالٍ يزفكمو.....ورحتُ أتلو
على لحْن المزاميرِ: لا بأْسَ بالقوْمِ منْ طولٍ ومنْ غِلَظٍ.....
جِسْمُ البِغالِ وأحْلامُ
العصافيرِ ولأن الشباب بلا خبرة، ولا لياقة بدنية،
ولا حرص على الفوز، فقد تتابعت
الهزائم على معهد الزقازيق
الديني من الفرق الرياضية
الأخرى، وفي الرياضات كلها،
فعاد الرفاعي لينظم قصيدة أخرى
بعنوان: هزيمة: (تعالى) يا فريقُ
هنا «تعالى».....فذمُّكَ بيْننا
أضْحى حلالا لمنْ أُهْدي القصيدةَ؟ لستُ أدري.....أأُهديها
حبيبًا أمْ هلالا؟ كِلا البطليْنِ فرقتُهُ تبَارتْ.....فما
ساوَتْ لدى اللعْبِ العيالا لنا في «الباسكتِ» اختاروا فريقًا.....يُحاكي
في ضخامتِهِ البغَالا وفي «الفوتبولِ» أفرادٌ تبَدَّوْا.....عِراضًا
في ملاعبِها طِوالا إذا ما صوّبوا كرةً يمينًا.....لخيبةِ
أمرهمْ طلعتْ شِمالا وليْس لهمْ بها علمٌ.. ولكِنْ.....خَدُوها
بالتلامةِ والرّذالا أيصلحُ للرياضةِ فيلُ قومٍ.....إذا ما سارَ
تحسبُهُ الجبالا يُحرِّكُ جسمَهُ المكتظَّ لحما.....ويحسبُ
نفسَهُ فينا غَزالا إلى المحراثِ شدوهُمْ وإني.....سأفتلُ كيْ
نجرَّهمُ الحِبَالا مفردات شعبية معرقة في المحلية، وصور
فنية مملوءة ضحكًا وسخرية وخفة
دم، وقد ذكرني رحمه الله بألفاظ
مثل المواجير (جمع ماجور وعاء
فخاري كبير للعجن) والحناطير (جمع
حنطور، وسيلة ركوب شعبية يجرها
حصان) والطنابير (جمع طريفة
طنبور وهو آلة للري اليدوي)
والخناشير (جمع خنشور وهو الرجل
الجفر العتل) والقناطير،
والشفط، واللهط، والتلامة،
والرزالة، وفتل الحبال، وأجسام
البغال! مشْيُ الهلافيت! ويستمر الشاعر الشاب الذي اغتيل بأيدي (المناضلين)
في إطلاق أشعاره الطريفة، في
مقطعات قصيرة وطويلة، حافلة
بالمفردات العامية المصرية،
التي تفجر الضحك في النفس
تفجيرًا، والتي لم يفهمها محقق
الديوان الأستاذ بريغش رحمه
الله - لكونه سوريًّا بعيدًا عن
دلالات ألفاظ الريف المصري - ما
جعلني أصمم حين أهداني إياه قبل
عشرين سنة، أن أخدم الديوان،
وأستل منه القصائد العامية
فأحققها، وأشرح مفرداتها
وكناياتها وتعابيرها العامية،
بطريقتي خادمة للنص، لكنني
كالعادة أنسى وعودي لنفسي،
ولعلي أفعل. ومما قاله الرفاعي رحمه الله تعالى في باب
الدعابة والظرف عام 1952، ممازحًا
زميلاً له، ومعارضًا أبياتًا
شهيرة لامرئ القيس: أتانا غنيمي بالفطير وأحضرا.....وكنا
حسبناه دجاجًا محمرا بكى أحمدٌ لما رأى اللفتَ دونهُ.....وأيقن
أن الجوعَ كان مقدرا فقلت له: لا تبكِ عينُك إننا.....سنأكل
لفتًا أو نموت فنقبرا وأَحْضَر هنا: من الإحضار، وهو الإسراع..
وقال مهددًا أحد إخوانه أبناء
الريف: يا زارعًا في الحقل ركنَ خيارِ.....في
القطنِ كي يخفى عن الأنظارِ قسمًا لئن لم تأتني بزيارة.....(لَأقولُ)
فيك قصيدةً من نارِ ويراد بالزيارة: السَّبَتُ المليء بخيرات
الريف أيام زمان، من الخضر
والفاكهة والجبن والقشدة
والفطير المشلتت وغيرها! وقال مستعرضًا - في إبداع واختصار - رد فعل
زوجة فلاحة نَكَدية، مسيئة في
ردودها على زوجها، ونَفَسه هنا
بيرميٌّ خالص: لعمرك إني قد برِمت بحرمةٍ.....إذا قلت
يومًا هاتي الفرش تردحِ وإن قلت هاتي فَطِّريني رأيتُها..... تقول
حدَاك العيشُ والجبنُ فاطفحِ والحرمة الزوجة (وهو معنى شريف عكس ما
يفهمه العُور) وحَداك: عندك،
واطفح: من ألفاظ الإيتيكيت
الفلاحية المهذبة ، وتعني كُلْ
بالهنا والشفا! كما تقول: اتلقح..
بمعنى تفضل! ولعل من روائع سخريات هاشم الرفاعي ونقده
الاجتماعي قصيدة مشي الهلافيت: لا بالملامِ... ولا بالنُّصحِ تنتفعُ.....متى
أراكَ عن التَّهليسِ تمتنِعُ رأيْتُ ذقنَكَ مثلَ الصُّوفِ شايِبَةً.....ولسْتَ
عنْ سيْرِكَ البطَّالِ
تنْقطِعُ كَييفُ مرْمطةٍ، حريفً شعْبَطَةٍ.....من
غيْرِ لخْبطةٍ للطيْشِ
تنْدفِعُ وأنت مشْ عيَّلٌ حتى يليقَ بهِ.....هذا
الهِزارُ وهذا اللَّهوُ
والدَّلَعُ قضيْتَ خمسينَ عامًا كلُّها قَرَفٌ.....حتى
كبرْتَ وعادَ الضرسُ ينخلِعُ عارٌ عليْكَ إذا أصبحْتَ مُنْحنِيًا.....وفيك
كلُّ صنوفِ الهلسِ والبدَعُ وقد بدا رغمَ مكياجٍ تُزاولُه.....في
رأسِكَ الأبيضانِ الشيبُ
والصَّلعُ قطعْتَ عمْركَ في هزلٍ ومسْخرةٍ.....وعندك
البؤسُ بالتشبيحِ يجتمعُ فكمْ سهرْتَ بكازِينو تُبعزقُ في.....مصروفِ
بيتِكَ والأولادُ ما شبعوا إذا رأيْت «لهاليبو» لك ابتسمتْ.....تطبُّ
في حبها كالعِجْلِ إذْ يقعُ لكَ انبساطٌ وتهْييصٌ وفرفشةٌ.....وللوليَّةِ
همُّ القلْبِ والوَجعُ اسمعْ كلاميَ يا هذا وكُنْ رجلاً.....مشْيُ
الهلافيتِ مشْيٌ ليْسَ
ينْبلِعُ وهاك يا قارئي الفوكابلري أو معاني
المفردات: الهلافيت: جمع هلفوت
وهو التافه الذي لا يؤبه له،
والتهليس: هو المسخرة والمشي
البطال! والمرمطة: البهدلة،
والشعبطة: الله ما يوريكم، وأنت
مشْ عيلٌ تعني: لستَ صغيرًا،
والأقْيَسُ أن تكون مش عيلاً،
بالنصب خبرًا ل( مش ) النافية
التي تعمل عمل ليس. والتشبيح:
البلطجة، وتبعزق: تنفق بلا
حساب، ولهاليبو: رقاصة من بتوع
الكازينوهات اللي مش تمام، من
أيام الأبيض والأسود المهزوز،
سمت نفسها بعد انتشار فيلم
نعيمة عاكف بتاعة السيرك،
والانبساط والتهييص والفرفشة:
سيادتك عارفهم، والولية - بكسر
الواو - هي الست الغلبانة
المتلقحة في الدار، والهلافيت:
مرّت أول الكلام، ما توجعش
دماغنا سيادتك. ومن أشهر قصائده وأطرفها قصيدة له في شكوى
الزمان بعنوان: الفولُ أكلي ما
حييتُ: الفقْرُ يملأُ بالمذلة كاسي.....إني
سأُشهرُ في الورى إفلاسي لا الجيْبُ يعمرُ بالنقودِ، ولا يدي.....فيها
فلوسٌ زيِّ كلِّ الناسِ أصبحْتُ باطيَ والنجومَ، ولا أرى.....أحدًا
يُخفف كُرْبتي ويُواسي الفولُ أكْلي ما حييتُ وإنني.....متحرِّقٌ
شوْقًا إلى القٌلقاسِ قدْ كدتُ يا قوْمي أصيحُ منهِّقًا.....وتخلّعتْ
منْ أكلِهِ أضْراسي البطْنُ خالٍ كالجيوبِ.. وأشْتهي.....ما في
المسامِطِ منْ لحومِ الرّاسِ وإذا مشِيتُ فإنني مُتهالكٌ.....وأكادُ
ألفظُ جائعًا أنفاسي وأمُرُّ بالحاتي فأهتُفُ قائلاً: .....كمْ
ذا يُكابِدُ مُفلسٌ ويُقاسي قدْ بِعْتُ مهريَّ الهدومِ وفي غَدٍ.....سأبيعُ
حتْمًا للعبادِ نُحاسي وإذا ذهبْتُ لحفْلةٍ أشْدو بلا.....أجرٍ
كعبد الحيِّ أوْ حوّاسِ فهناكَ منْ يأتي يُهدِّدُ صائحا: .....اجلسْ
لحاكَ اللهُ منْ هَلاّسِ فألمُّ أبياتَ القصيدِ وأنثَني.....أمشي
على الطرقاتِ كالمُحتَاسِ ويظلُّ ينخلعُ الحذاءُ على الثَّرى.....فمقاسُ
صاحبِهِ خِلافُ مقاسي لوْ كانَ هذا الفقْرُ شخْصا بيْننا.....لقطعْتُ
حالاً رأْسَهُ بالفاسِ ومفردات هذه القصيدة سهلة جدًّا قارئي
العزيز فهاك معانيها: زَيِّ: اسم يفيد التشبيه مبنيي على الكسر!
باطي والنجوم: كناية عن الفقر
الدكر، منهِّقًا: يعني صارت
ودانه طويلة الله يعزك، المسامط:
جمع مسمط وهي محلات تطبخ زبالة
اللحم وأطراف الحيوان خاصة، ولا
أدري كيف يأكلها بعض الناس!
والحاتي: مطعم مش عارف ليه سموه
كدا، والظاهر أنها لفظة
عثمانلية، ومهري الهدوم:
الخَلَق من الثياب، والنحاس:
أوعية البيت المختلفة التي
تجهَّز بها العروس (الحلل
والطشوت والإبريق) وهو ثروة
الفلاحين أيام زمان، حين كان
يتباهون بأن أوعيتهم المنزلية
نحاس مش ألمونيا، وكانت المرأة
تعير ضرتها قائلة: (كل نحاسك
ألمونيا!) وعبد الحي وحواس:
مطربان شعبيان، ثانيهما
بلدياتي شخصيًّا من قرية اسمها
سندبسط على أطراف المحروسة زفتى
ست الدنيا! والهلاّس: هو
الخبّاص، والمحتاس هو الملخوم
والمرتبك، وفي البيت قبل الأخير
معنًى بديع تأمله بنفسك، واللا
هاقول لسيادتك كل حاجة؟! أخيرًا: رحمك الله يا رفاعي وتقبلك في
الصالحين.. ======================== معرض كتب غير متوقع في
دياربكر الكردية سونيا غالر مصدر المقال: Qantara.de 4 حزيران/يونيو 2010 دياربكر، تركيا – جرى تنظيم معرض كتب في
مدينة دياربكر، اكبر مدن جنوب
شرق تركيا للمرة الأولى في هذا
الإقليم الكردي البعيد. قام
حوالي 125 عارضاً بفتح صناديق
الكتب في قاعات مركز توياب
للمعارض، والذي بقي حتى فترة
وجيزة يعرض السيارات والمعدات
الزراعية. استغل حوالي 89,000 زائر
من دياربكر والمناطق المحيطة
ولمدة أسبوع كامل الفرصة
لاستعراض مجال النشر الكردي
التركي والحصول على أكبر عدد
ممكن من الكتب. امتلأت أكياس مشتريات الزائرين بكتب
اللغات والقواعد والأدب،
وجميعها مجالات يقدّرها سكان
المنطقة الذي عُرف عنهم نقل أدب
المنطقة شفوياً. كانت المبيعات
كذلك نشطة بالنسبة للعديد من
الأعمال حول تاريخ السياسة
الأوروبية والاجتماع والفلسفة. أكّد الناشرون في المعرض أن لدى القارئ في
هذه المنطقة اهتماماً أعظم في
القضايا الاجتماعية والسياسية
مقارنة بأي مكان آخر في تركيا.
"من المدهش مدى اختلاف
القرّاء في دياربكر عنهم في
اسطنبول. يتابع الناس في
اسطنبول اهتمامات بالغة
التنوع، وينعكس ذلك في
مشترياتهم للكتب. يبدو الناس
هنا وكأنهم يبحثون عن كتب ذات
حلول سياسية وطرق جديدة ليعيشوا
حياتهم". يقول غازي برتان،
الذي يعمل في دار كاوس للنشر في
اسطنبول. "احتاجت تركيا لوقت طويل للتعافي من
السياسات المقيّدة التي عُرضت
بعد انقلاب عام 1980 العسكري.
والآن هناك عطش شديد لاستكشاف
طرق واحتمالات جديدة وبحرّية.
قد يكون هذا هو السبب وراء شعبية
العديد من الكتب السياسية
والدينية – لأنها كانت غير
متوفرة ولفترة طويلة"، يشرح
وكيل كتب في المعرض. يشهد الجمهور أمام طاولة المؤلف اسكندر
بالا، حيث يقوم بتوقيع الكتب،
على هذه النظرية. يوفر أستاذ
اللغة التركية والأدب
الكلاسيكي، وكاتب قصص الحب
الروحية صوتاً للعالم العاطفي
للجيل الشاب المحافظ دينياً،
الذي يخلق بشكل واعٍ للمرة
الأولى طريقاً لنفسه يضم كلاً
من إيمانه التقليدي ومشاركته في
الحياة الحديثة. برزت دور النشر الكردية مثل أفيستا وليس
ونوبيهار وبيكلي في معرض الكتب.
لا يستطيع هؤلاء الناشرين
الأكراد الصغار عادة تحمّل كلفة
قسم في معارض الكتب الكبرى في
اسطنبول، ولكن هنا، في الجزء
الشرقي من الدولة الذي يسكنه
الأكراد بشكل كامل تقريباً،
كانت كتبهم بالتأكيد هي المفضلة
لدى الجمهور. كانت اللغة الكردية المكتوبة ممنوعة في
تركيا خلال معظم القرن العشرين،
الأمر الذي يجعل الحدث أكثر
إثارة للمشاعر. "إضافة إلى
الكتب المنهجية حول اللغة
التركية نفسها، يشتري الناس هنا
بالدرجة الأولى الكتب
الكلاسيكية مثل شعر ميلاي
سيزيري ]مؤلف القرن السادس عشر
الروحاني[ أو قصائد أحمد أكساني
الأسطورية ]وهو كاتب ورجل دين
سني من القرن السابع عشر[. ورغم
أن هذه الكتب يزيد عمرها على 500
سنة، إلا أنها جديدة بالنسبة
لمعظم الأكراد. لم يبدأ الأكراد
سوى الآن أن يصبحوا على علم
بأدبهم" يقول وكيل كتب من دار
نوبيهار للنشر ذات التوجهات
الدينية. أحاطت مجموعة ضاحكة بالجزء التالي حيث
يبيع موظفو المعهد الكردي
بدياربكر قمصان تي شيرت عليها
كلمات بالكردية في محاولة
لزيادة شعبية اللغة الكردية.
وتقدّم دور نشر مثل أفيستا
وبلكي وليس مجالاً واسعاً من
الكتب بأقلام مؤلفين شباب
يكتبون بالكردية. يوفر الحدث للناشرين الأكراد الفرصة
لتمثيل أنفسهم إلى جانب دور
النشر الأكبر حجماً، إضافة إلى
إنشاء علاقات عمل محتملة على
أساس تراخيص الترجمة (من
التركية إلى الكردية وبالعكس).
وتشكل هذه خطوة هامة باتجاه
اشتمال الثقافة الكردية ضمن
الهوية التركية الأوسع. وتشكّل
دار النشر التركية "إيثاكي"
أفضل مثال على ذلك، فقد قامت حتى
الآن بترجمة العديد من الأعمال
إلى اللغة التركية من تأليف
محمد أوزون، كبير الأدب الكردي
الذي عاش في المنفى في السويد
كلاجئ سياسي حتى العام 2005. ومن المؤشّرات الثانوية على عملية
التطبيع محاولة الناشرين
باللغة التركية وللمرة الأولى
في المعرض اجتذاب زبائن باللغة
الكردية. على سبيل المثال، نشرت
شركة idefix.com
أول كتاب إلكتروني باللغة
الكردية، ورفع الناشر الكردي
دوغان يافطة في المعرض كتب
عليها بالكردية: "القراءة هي
المستقبل". وفي إحدى الأمسيات ظهر عثمان بايدمير،
عمدة دياربكر كثير الانشغال
وقام بتوزيع كتب أطفال باللغة
الكردية في قسم إدارة المدينة
بالمصرف. وبينما ركّزت جميع
الكاميرات على العمدة أسرعت
مضيفات معرض الكتب في الخلفية
عبر الممرات، وانتهت بعض الكتب
حتى في جيوب سارقي الكتب. كان
الأمر يوم عمل كالعادة، حتى هنا
في دياربكر. _________________ * سونيا غالر كاتبة مستقلة. تقوم خدمة الأرضية المشتركة
الإخبارية بتوزيع هذه النسخة
المختصرة من المقال بإذن من Qantara.de. يمكن الحصول على النص
الكامل من الموقع www.qantara.de. تم الحصول على حقوق نشر هذا
المقال. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |