ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
لا
ديمقراطية في العالم الثالث قبل
التحرر كمال
مجيد 7/22/2010 القدس
العربي لقد
برهنت الانتخابات في العراق
وافغانستان وفلسطين وبلدان
اخرى على ما اكدته البحوث
الاكاديمية حول عدم امكانية
تطبيق الديمقراطية في البلدان
التي لا تملك الحرية السياسية
او الاقتصادية، بل بالعكس تشير
هذه البحوث الى ان الديمقراطية
في هذه البلدان تأتي مقترنة
بنشوب الحرب وانتشار الفوضى. لا بد
من التشديد هنا على ان
الديمقراطية المتوفرة في
عالمنا اليوم هي ما يسمى
بالديمقراطية الليبرالية
الموجودة فقط في البلدان
الرأسمالية الغربية، التي
تتمتع لا بالحرية السياسية فحسب
بل تسيطرعلى خيرات العالم
الثالث الخاضع لنفوذها، ثم ان
الديمقراطية لا تقتصر على عملية
الانتخابات وحدها، بل تعني
ايضاً سيادة القانون ومحاسبة
المقصرين الحكوميين وانتشار
الحقوق المدنية كحرية الكلام
والصحافة والاضراب عن العمل الخ. تؤكد
هذه البحوث على قضيتين: ' ' '1
تتوطد الديمقراطية في بلد ما
حين تتوفر فيه ثلاثة شروط على
الاقل وهي: أ)
يتمتع الشعب فيه بمستوى معاشي
عال . ب)
يمتاز الشعب بحالة صحية جيدة. ج
ويمتاز بمستوى ثقافي عال. قاس
الاخصائيون في هيئة الامم
المتحدة المستوى المعاشي لشعب
ما عن طريق حساب معدل الدخل
السنوي للفرد. الا انهم ادركوا
ان هذا المعدل لا يضبط درجة رفاه
الشعب، ولذلك قرروا سنة 1990
ادخال نسبة التعليم، التي
قاسوها بمعدل عدد السنين التي
يقضيها الفرد في الدراسةن وكذلك
ادخال المستوى الصحي الذي قاسوه
بمعدل العمر الذي يعيشه الفرد Life
expectancy
وتوصلوا الى ما سموه بمعامل
التطور الانساني Human
Development Index
. لقد
قام عدد من الاكاديميين في
امريكا، مثل ليبست وبولين
وجاكسون، وفي بريطانيا مثل جون
ستيفنز في كمبريج، بالدراسة
المفصلة لبلدان العالم
مستخدمين نظرية الدالات
الانشائية Structural
FunctionalTheory
وتوصلوا الى ان هناك ارتباطاً
احصائياً محكماً بين معامل
التطور الانساني في بلد ما وبين
الديمقراطية. بالاعتماد
على هذه الدراسات لا يمكن تطبيق
الديمقراطية في اكثر من 100 بلد
في العالم الثالث، حيث يبلغ
سكان هذه البلدان ثلثي سكان
العالم، ذلك لأن معامل تطورها
اقل من 50' ويقل معدل الدخل فيها
عن ربع معدل الدخل في العالم
كله، في حين أن خط الفقر هو نصف
المعدل، بل الاتعس هو أن لهذه
البلدان صفات مشتركة اخرى.
فمثلاً يزيد التضخم النقدي في
كل منها عن 20' والديون المتراكمة
عليها عاليةن وهناك عجز كبير في
ميزانيتها وفي نسبة صادراتها
الى وارداتها. وقد اشار البنك
الدولي الى ان 13' من صادرات
العالم الثالث خاضعة للعقبات
الجمركية. والشيء الذي يجلب
الانتباه هو الحروب الاهلية
المتفشية في معظم هذه البلدان.
والاهم من كل هذا هو انهيار
الزراعة الى درجة انها تستورد
خبزها، بل يأتيها كمعونة من
الولايات المتحدة، وذلك بعد أن
سيطرت ست شركات امريكية على 70'
من تجارة الحبوب في العالم. راجع (Pre
Release, World Development Movement - 2/11/1996) تؤكد
هذه الحقائق ان الديمقراطية
ليست المشكلة الآنية او
الرئيسية لهذه البلدان وان
وصلتها بمعجزة فانها سوف لا تحل
مشاكلها قبل ان تتحرر من سيطرة
الشركات الرأسمالية العالمية
عامة والامريكية بصورة خاصة. 2 في
دراسات مفصلة قام بها عدد كبير
من البروفسورية الامريكان
المختصين في شؤون السلم والحرب (راجع
Theories of War and Peace. The
M.I.T. Pre, 1998
) توصل كل على حدة، بصورة مستقلة
عن غيره، الى ان تبني
الديمقراطية في البلدان (غير
الناضجة)، المقصود في العالم
الثالث، تؤدي الى نشوب الحروب
الاهلية او المحلية. فيقدم
مانسفيلد من جامعة اوهايو،
وسنايدر من جامعة كولومبيا،
احصائيات مفصلة للاثبات على ان 'احتمال
الحرب في هذه البلدان يزداد
بصورة طردية مع الزمن خلال
السنوات العشر الاولى من اعلان
الديمقراطية، وغالباً ما ينتهي
البلد بانتشار الفوضى واضمحلال
تأثير الحكومة'. ويؤكدان أن 'مقارنة
بالاوتوقراطية فان التحول منها
الى الديمقراطية يزيد احتمال
الحرب الى اكثر من الضعف...' ثم
يقدم الأخصائيان اربعة اسباب
لترعرع العنف في ظل الانظمة
الديمقراطية الحديثة وهي: أ ان
النخبة من العهد المنقرض تستخدم
الدعوات الدينية والقومية لغرض
العودة الى الحكم. ب يجد
الحكام الجدد ضرورة التقابل
بالمثل، فيبشرون هم ايضاً
بالحماس القومي والمشاعر
الدينية. ج
صعوبة السيطرة على الجماهير
التي تدافع عن النظام الجديد.
وكل هذا يحدث الان في العراق
مثلاً. د اذا
فشلت الديمقراطية الفتية وعادت
الاتوقراطية فانها ترفع من
احتمال استخدام العنف، كما حدث
في شيلي بعد اسقاط حكومة
الليندي. يتفق
كريستوفر لاين، في الكلية
البحرية، ويضيف: 'من الخطأ ان
تبني الولايات المتحدة سياستها
الخارجية على تشجيع
الديمقراطية في العالم بغية
تجنب الحرب'. ذلك لأن ' تشجيع
الديمقراطية في المناطق
المتفجرة Volatile
ستولد الحروب'. يذهب
ميرشمير، من جامعة شيكاغو، الى
ابعد من ذلك ويفند النظرية
الداعية الى 'ان الديمقراطيات
محبة للسلام بطبيعتها'. ويسطر
الادلة على'قيام الدول
الديمقراطية بتهديد بعضها
البعض خلال العصور'. تتعقد
مشكلة الديمقراطية حين تصبح
المسألة القومية عاملاً
بارزاً، فيقدم فان ايفرا، من M.I.T. ،
مجموعة من النظريات حول العلاقة
بين القومية والحرب ويستنتج : ان
الخلافات القومية تمنع نضوج
الديمقراطية، ذلك لأن 'المشكلة
القومية تشجع الحرب.' كما هو
الحال في كركوك بالعراق. هناك
عدد هائل من الامثلة التي تؤكد
على فشل تطبيق الديمقراطية في
البلدان التابعة قبل تحررها.
ففي الجزائر، مثلاً، انهارت
الحياة سنة 1990 حين فازت جبهة
الانقاذ الاسلامية في
الانتخابات الاولية، فبدأت
الحرب الاهلية، وتدخلت فرنسا
والولايات المتحدة وبلغ عدد
القتلى اكثر من 60 الفاً وفي
فلسطين تحولت الانتخابات الى
حرب اهلية بين فتح وحماس،
فتشجعت اسرائيل على تقوية
مستوطناتها في الضفة الغربية،
ثم استخدام الاسلحة المحرمة
لتحطيم غزة. استمرت الحرب
الاهلية في افغانستان منذ
الانتخابات الصورية لحكومة
ببراك كمال الموالية للاتحاد
السوفييتي سنة 1979. حيث تدخلت
الولايات المتحدة مشجعة الكتل
الدينية بحجة محاربة الالحاد.
وبعد 30 سنة من الحرب لا يمكن
معرفة نهايتها في بلد تبلغ
الامية فيه 71' ومعدل العمر فيه 44
سنة ومعامل التطور الانساني 32'.
اما الانتخابات فانجبت حكومة
كرزاي، الذي جلبه الامريكان
معهم من هناك، فتفشى الفساد
وتجارة المخدرات. وفي
الكونغو تدخلت فرنسا وبلجيكا ثم
هيئة الامم المتحدة، بمباركة
خروشوف، منذ سنة1960 فتم قتل
باتريس لومومبا. وبعد ازاحة
الحكم الدموي لمبوتو، بالتدخل
العلني للولايات المتحدة، تم
تبديل اسم البلد ثانية من زائير
الى الكونغو الديمقراطية، الا
ان الحرب مستمرة الى امد غير
معروف. وكذا الحال مع اندونيسيا
بعد التدخل المباشر للمخابرات
الامريكية سنة 2000 لازاحة
سوهارتو من الحكم، حيث ادت
الانتخابات التي تلت الى حرب
اهلية بين المسلمين
والمسيحيين، والتي توسعت الى ان
تمكن الكاثوليك من فصل تيمور
الشرقية عن الحكم في جاكارتا. بعد
احتلال العراق في 2003 الح آية
الله السيستاني، الذي رفض
الجنسية العراقية،على الاسراع
في الانتخابات، لكي يثبت ان
الشيعة هم الاكثرية. وفي 30/1/2005
جرت الانتخابات في ظل الاحتلال
وبالطريقة الامريكية، فتم
اعلان الاحكام العرفية وحالة
الطوارئ ومنع التجول وغلق
الحدود والمطارات وعزل الشعب عن
العالم الخارجي، الى درجة امتنع
المراقبون الدوليون عن دخول
العراق. كما تم كتم اسماء
المرشحين ومحلات الاقتراع
وتفتيش الناخبين بعد سيطرة 150
الفاً من الجيش الامريكي على
الشوارع والمحلات العامة وهلل
جورج بوش بانتصار الديمقراطية
في العراق. وبالطبع فشلت حكومتا
الجعفري والمالكي في جلب الماء
والكهرباء الى البلد. وعلى
الرغم من انتخابات 2005 و2010
استمرت عمليات الاختطاف والسجن
وانفضحت جرائم الامريكان في ابو
غريب والفلوجة وتلعفر والبصرة
ومدينة الثورة )الصدر( وتم قتل
اكثر من مليون عراقي وترك
مليونان البلاد الى الخارج. 'لقد
تعلم الشعب معنى الديمقراطية
الامريكية حين فشلت الانتخابات
الاخيرة في التوفيق بين اطراف
حكومة المحاصصة، علما بأن اتباع
بريمر في مجلس الحكم مازالوا هم
الذين يسيطرون على الكتل
المتنافسة، وهم الذين اعادوا
العراق الى القرون الوسطى. يبحث
وليام بلوم، الموظف السابق في
وزارة الخارجية الامريكية، في
كتابه Rougue State, Zed
Books 2001،
كيف تقوم الولايات المتحدة
بالتدخل في الانتخابات التي
تجري في مختلف بلدان العالم
الثالث ويشرح التدابير التي
اتخذتها لفوز القوائم الموالية
لها في 20 بلداً، من الفلبين
ومنغوليا عبر لبنان وبلغاريا
وحتى نيكاراغوا والبرازيل .
ويستنتج ان لامريكا اربعة اهداف
وهي: 1 جعل
الكرة الارضية مفتوحة لشركاتها
العابرة للاوطان. 2 لتعزيز ثروة
الشركات المنتجة للسلاح. 3 لمنع
قيام اي نظام آخر كبديل
للرأسمالية. 4 لنشر الهيمنة
السياسية والعسكرية في كل مكان. ولكل
هذه الاسباب لا تستطيع الشعوب
تحقيق الديمقراطية قبل التحرر
الكامل . ============================= د.
صالح بكر الطيار 7/22/2010 القدس
العربي شارفت
المهلة التي حددتها جامعة الدول
العربية للمفاوضات غير
المباشرة بين اسرائيل
والفلسطينيين على الأنتهاء دون
ان يتحقق أي تقدم حيث لا زالت
الأمور تراوح مكانها ، أو
بالأحرى تزداد تعقيداً الأمر
الذي دفع بأحد قادة حماس الى
القول ان الرئيس باراك اوباما
اعجز من ان يتمكن من اعلان
الدولة الفلسطينية ، وقال
القيادي في حركة فتح محمد دحلان
ان المبعوث الأميركي للسلام في
الشرق الأوسط جورج ميتشل يحمل
جعبة فارغة ، فيما اعرب امين عام
جامعة الدول العربية عمرو موسى
عن تشاؤمه من امكانية التوصل
الى حل في الشرق الأوسط . والأجواء
التي تخيم على العالم العربي
اليوم توحي بأن اقامة دولة
فلسطينية بات ضرب من الخيال او
الوهم لأن المؤشرات العربية
والدولية تؤكد ان اسرائيل تحاول
ان تكسب الوقت ريثما يكتمل
مشروع تهويد القدس ، وقضم اكبر
مساحات ممكنة من الضفة الغربية
عبر البناء المستمر للمستوطنات
، وأنتزاع اعتراف مسبق بتوطين
فلسطينيي الشتات ، وكسب علاقات
اقتصادية متكاملة مع العرب وغير
مشروطة بما ستؤول اليه مفاوضات
السلام . والذي يتيح لإسرائيل ان
تناور من خلال هذا الموقع القوي
هما عاملان اساسيان : العامل
الأول مرتبط بالضعف العربي وعدم
وجود استراتجية واضحة تحدد
كيفية التعامل مع اسرائيل في ظل
مناخ التعنت الذي تمارسه خاصة
وأن العرب قد تحولوا من اعداء
لإسرائيل الى وسطاء بينها وبين
الفلسطينيين الذين يعيشون ظروف
انقسامية حولتهم الى طرف ضعيف
همه حماية انقسامه اكثر من
اهتمامه بكيفية اقامة دولته .
العامل الثاني يتمثل بالإنحياز
المفضوح للمجتمع الدولي الى
جانب اسرائيل وعدم ممارسة أي
ضغوطات جدية عليها ، والتودد
لقادتها لكسب رضى اللوبي
اليهودي في اميركا وأوروبا الذي
يتعاظم دوره بإضطراد يوماً بعد
يوم . وإذا كانت المراهنة على
دور ما للرئيس باراك اوباما فقد
سقط هذا الرهان عند اكتشاف
الرئيس الأميركي مدى ضعفه عن
مقاومة اعضاء في الكونغرس
يعتبرون ان مصالح اسرائيل قضية
مقدسة يجب الحرص دائماً على
صونها خاصة وأن الرئيس اوباما
يحتاج للحصول على دعم اعضاء
مجلس الشيوخ لتمرير مخططاته
الإصلاحية داخل الولايات
المتحدة ، ومحتاج لتأييدهم
لمساندته في مسعاه للفوز بولاية
ثانية بعد ان اصبحت حظوظه ضعيفة
الى حد ما ، ومحتاج اليهم في
السياسة الخارجية التي ينتهجها
بشأن مستقبل العلاقة مع روسيا
والصين وبشأن الحرب التي يخوضها
بواسطة حلف الأطلسي ضد الإرهاب
في افغانستان . وبدا الوهن
واضحاً في الإدارة الأميركية
الجديدة التي تتخبط في الملف
النووي الإيراني دون افق واضح
فيما تريد بالضبط من هذا الملف ،
وتتخبط في العراق حيث تعجز عن
لعب دور هام في تشكيل حكومة
جديدة وفي ضمان الأمان لجنودها
الذين سيغادرون العراق عام 2011 ،
وتتخبط في افغانستان فيما اذا
كانت تريد مواجهة طالبان او
التفاوض معها وأعطائها دور في
أي حكومة مقبلة . وعن ملف السلام
في الشرق الأوسط فإن جعبة
المبعوث جورج ميتشل ، كما قال
دحلان ، لا زالت فارغة إذ لم
يستطع وقف الإستيطان ، ولا حتى
تأجيله لأشهر ، ولم يستطع
الحصول على أي وعود من اسرائيل
بشأن مصير الدولة الفلسطينية ،
ولا بتحقيق انجازات تسمح بتحويل
المفاوضات غير المباشرة الى
مباشرة . وجل ما يفعله انه يستمع
الى طروحات كل طرف ويذهب بها
لدراستها في واشنطن . وما ان
يعود حتى تكون الطروحات قد
تغيرت بفعل التطورات المتسارعة
التي تحصل . وبناء على هذا بات
الأمل بتحقيق السلام في الشرق
الأوسط مستحيلاً على المدى
المنظور ، وهذا ما قد يدفع
بالمنطقة الى مواجهة عسكرية من
غير المعروف بعد مكانها وزمانها
وإن كانت كل الإحتمالات قائمة
بدءاً من ايران وصولاً الى جنوب
لبنان ومروراً بسورية او
بالإتجاه المعاكس . رئيس
مركز الدراسات العربي الاوروبي ============================= أسامة
الشريف الدستور 22-7-2010 لا
يزال العالم اسير اليوم التالي
على تفجير برجي منهاتن قبل تسعة
اعوام. في ذلك اليوم اعلنت
اميركا حربا مقتوحة على الارهاب
وانقضت على افغانستان لتطارد
فلول القاعدة ولتثأر لقتلاها.
لكنها لم تدرك حينها انها اعلنت
الحرب على نفسها ايضا وعلى
العالم الذي انجر وراءها خوفا
وطمعا. حرب في
افغانستان وثانية في العراق
اضافة الى حروب اخرى تركت ندبها
في مقديشو وجاكارتا ومدريد
ولندن وعمان وغيرها. للجيوش
اعلامها والوانها واناشيدها
واكفانها ايضا ، الا ان الخصم
يبقى بلا وجه أو بيارق. من الذي
تحاربه اميركا اذن؟ اهي القاعدة
ام الطالبان أم حركة الشباب ام
المحاكم الاسلامية أم من؟
اميركا تطارد سرابا وهي بذلك قد
تعبت وانهكت العالم معها. وقبل
اسابيع اثار مدير وكالة
الاستخبارات الاميركية ليون
بانيتا عاصفة سياسية عندما صرح
بأن عدد مقاتلي الطالبان -
القاعدة في افغانستان اليوم قد
لا يتجاوز الخمسين الى مائة
مقاتل وربما أقل،. اذا
كان هذا التقدير صحيحا فماذا
يفعل اكثر من مائة وخمسين الف
جندي اجنبي في افغانستان؟ واذا
كانت القاعدة قد استقرت في
باكستان المجاورة منذ سنوات ،
فهل يعني هذا اننا سنشهد عشرة
اعوام اخرى من الحرب في ذلك
البلد المتهالك؟ ثم من سيطارد
فلول القاعدة في اليمن والصومال
وفي شمال افريقيا؟ كيف لهذه
الحرب ان تنتهي يوما؟. حرقت
الحرب على الارهاب مئات
البلايين من الدولارات ودمرت
بلادا وقسمت اخرى وخلقت عداوات
بين البشر وشوهت اديانا واشعلت
خلافات مذهبية واثنية وثقافية
وازهقت آلاف الارواح البريئة.
ومع ذلك فلا نصر ولا منتصر حتى
اليوم. يقيس
الجنرالات انجازهم العسكري
بحساب عدد القتلى من الاعداء.
انها لعبة ارقام عدمية ، مارسها
الاميركيون في فيتنام. كسبوا
لعبة الارقام بقتلهم مليون
فيتنامي وخسروا الحرب بعد ان
فقدوا خمسين الف جندي، لكن
خسارة اميركا في حربها على
الارهاب اليوم هي اكبر بكثير من
لعبة الارقام هذه. لقد خسرت
الولايات المتحدة الاميركية
نفسها ، وقامرت بما لا تحتمل
فقدانه وهو حريتها. قبل
سنوات وجه الرئيس بوش الابن
سؤالا بلاغيا الى شعبه: لماذا
يكرهون حريتنا؟ لكنه مع ذلك كان
أول من صادر حريات الاميركيين
ومرر قوانين تتيح التنصت على
مواطنيه وانتهاك خصوصيتهم. لكن
خروج بوش ووصول اول رئيس اسود
الى البيت الأبيض لم يغير من ذلك
الواقع شيئا. فقبل
ايام نشرت صحيفة "واشنطن بوست"
تحقيقا مثيرا كشف عن وجود حكومة
سرية في اميركا تدير نحو ثلاثة
آلاف مؤسسة استخباراتية وجهاز
امني بهدف مكافحة الارهاب
وحماية الامن القومي وجمع
المعلومات. يعمل في هذه
المنظومة اكثر من عشرة آلاف
موظف بعيدا عن اي رقابة دستورية.
ويضيف التقرير ان هذه الاجهزة ،
الحكومية والخاصة ، والتي تعمل
تحت مظلة وكالة الأمن القومي ،
تتعقب وتحلل اكثر من 1,7 بليون
رسالة الكترونية ومكالمة خلوية
ووسائط اتصالات اخرى يوميا،. ويشير
التقرير الى ان هذه المنظومة
السرية تحولت الى حكومة عسكرية
تحظى بنظام اتصالات مشفر خاص
بها وبسيارات مصفحة وبحراسة من
شركات خاصة. يحدث هذا في اميركا
وليس في بغداد أو كابول حيث تدور
رحى الحرب على الارهاب. تعاني
اميركا منذ هجمات الحادي عشر من
سبتمبر من جنون الشك والارتياب.
وهي اليوم تخشى من نفسها على
نفسها ، وتصادر حرياتها المدنية
طواعية باسم حماية الأمن القومي.
واذا كان اعلان الاستقلال
والدستور بتعديلاته الأشهر
اكدا على حكم الشعب وحريته
وحماية خصوصيته ، فان كل ذلك قد
ذهب ادراج الرياح في اليوم الذي
اعقب انهيار برجي التجارة. تستفيق
اميركا على حروب بلا نهاية في
الشرق الأوسط وعلى مصادرة
مستمرة لكل ما تفخر به من قيم
ومثل امام الأمم. لم تعد اميركا
نظاما فريدا من نوعه بين دول
العالم ، وهي اذ تحاول جاهدة طي
صفحة ما حدث في صبيحة ذلك اليوم
المشهود قبل تسع سنوات فانها
تكتشف اليوم ان الذي انهار
وتداعى انذاك كان اكثر بكثير من
مجرد ناطحتي سحاب سامقتين،. ============================= الرأي
الاردنية 22-7-2010 تشهد
المنطقة العربية هذه الأيام
أجواء صيفية ساخنة جداً على
مستوى الطقس، غير أن هذه الموجة
الحارة لم تصل إلى المستوى
السياسي، خاصة جهود السلام
العربي – الإسرائيلي، وهي جهود
أضحت كأنها في ثلاجة. وسط
هذا التبريد السياسي في
المنطقة، فإن أجواء توتر تسود
كل بلد عربي على انفراد، تتقاطع
فيها السياسة مع الاقتصاد مع
الخلافات الجهوية والطائفية،
فيما يصمت الجميع عن الكلام
المباح بخصوص الاحتلالات
الأجنبية خاصة: الأميركي في
العراق، والإسرائيلي في فلسطين. وينشغل
كل بلد عربي بلعق جراحاته،
ومعالجة مشاكله، فيما تنفرد «إسرائيل»
بمواصلة الاستيطان وتهويد
القدس، وتعمل على ضم سائر
الأراضي الفلسطينية المحتلة،
وتعزز سياساتها القمعية ورفضها
للسلام القائم على العدل
والشمول والديمومة، أو القدرة
على الحياة، لتجعله استسلاماً
مهيناً، وتحول القضية
الفلسطينية إلى قضية مساعدات
إنسانية للفلسطينيين واللاجئين
منهم بشكل خاص، وتتخلى عن
مسؤولياتها بوصفها دولة محتلة
تجاه قطاع غزة!!. وفي ظل
ذلك كله، تعمل الحكومة
الإسرائيلية على خداع العالم عن
ما تفعله بالفلسطينيين، من قمع
ومصادرة للأرض، وبناء
المستوطنات، وحصار شامل، وحرب
إبادة شاملة أيضاً، لتظهر نفسها
بثوب الداعي للسلام الذي يفتقد
وجود من يمثل الطرف الآخر فيه بل
وتعرض تصورات غرائبية لحل
القضية. ومن
المفارقات أن يكتشف بعض
الكُتّاب والصحفيين العرب،
والكبار منهم، بوجه خاص، أن «إسرائيل»
حكومة وشعباً لا تريد السلام،
وأنها ظلت دائماً وستستمر على
هذا النهج المعادي للسلام
الحقيقي، والذي يعمل على إدارة
الصراع وإدامته دون حل ممكن،
وفي الوقت نفسه الادعاء بأن
أطرافاً أخرى في المنطقة تريد
حل القضية الفلسطينية على حساب
«إسرائيل» وأمنها واستقرارها
وحدودها ومصالحها! وكأنها ليست
دولة غاصبة. وهذا
الاكتشاف المتأخر يثير الكثير
من التساؤلات حول مدى قدرة
الأعداء الظاهرين منهم
والمختفين والمتسترين على
خداعنا، وكذلك حول قدرتنا على
خداع أنفسنا، فإسرائيل منذ وجدت
لا تريد سلاماً، وحكوماتها كلها:
اليمينية والمعتدلة – ظاهراً –
وأحزابها المتعددة، لا يمكن أن
تقبل بالسلام، لأنه مقتل لها،
إذا كان يعني قيام دولة
فلسطينية ومستقلة، وعاصمتها
القدس، ويكفل حق العودة
والتعويض للاجئين، ويتمسك
بحدود 4 حزيران – يونيو - 1967، على
الأقل. ولعلنا
لا نضيف جديداً حين نقول ان لا
أحد من الوسطاء – أو انصاف
الوسطاء – يقدر على انتزاع مثل
هذا الحل من الإسرائيليين،
وبالتالي يبقى هذا هو عنوان فشل
سائر الجهود التي تبذل من أجل
السلام، وعنوانها الحقيقي:
المماطلة والتسويف والرهان على
الزمن «لتبريد» الصراع، وتناسي
القضية برمتها!. لقد
فشلت الرهانات كلها: على
أميركا، وأوروبا، والاتحاد
السوفياتي السابق، ومبادرات
السلام العربية والأجنبية،
والمفاوضات المباشرة،
واتفاقيات السلام الثنائية،
والقرارات الدولية.. ولم يبق أي
باب إلا وطرقناه، فإلى أي مدى
نستطيع أن نواصل العيش في هذه
الدوامة.. البحث عن السلام
المزعوم؟! ومخادعة الذات! ============================= مباشرة
أو غير مباشرة .. والنفاق
الأميركي يوسف
الحوراني الرأي
الاردنية 22-7-2010 نشطت
الدبلوماسية الأميركية والحليف
الإسرائيلي باتجاه تكثيف
الجهود من أجل إرغام
الفلسطينيين على الدخول في
مفاوضات مباشرة بديلا عن تلك
غير المباشرة، وتمارس واشنطن
ضغوطا إضافية من أجل توفير غطاء
عربي لمحمود عباس للإنخراط في
الأخيرة (المباشرة )، واللقاءات
التي تمت في شرم الشيخ (ميتشل،
نتينياهو، محمود عباس منفردين
!!) مع الرئيس المصري، رغم أنه لم
ترشح عنها تصريحات، إلا أن
المكتوب يقرأ من عنوانه،
فلأميركان والإسرائيليون
يدفعون للذهاب الى المباشرة دون
أن يتحقق شرط غير المباشرة (تجميد
الاستيطان) ماذا
كان الموقف العربي ؟ الرئيس
الفلسطيني الذي يأمل أن تحقق «
غير المباشرة « (النجاح) قال «
إذا حصل تقدم نذهب إلى
المفاوضات المباشرة، إنما إذا
لم يحصل أي تقدم فما الفائدة من
المفاوضات، ستكون عبثا لا فائدة
ولا طائل منها إطلاقا «. عبد
ربه أمين سر اللجنة التنفيذية
أشار الى « إن الفلسطينيين
استمعوا عشرات المرات في الماضي
إلى الحديث عن خطوات بناء
الثقة، ولم يتحقق منها شيء «،
ودحلان عضو اللجنة المركزية
لحركة فتح قال « نحن في حركة فتح
متيقنون اننا لن نذهب إلى
مفاوضات مباشرة مع إسرائيل دون
إحراز تقدم في موضوعي الأمن
والحدود في المفاوضات
التقريبية «. أما
الأمين العام لجامعة الدول
العربية عمرو موسى أكد أنه « لا
نستطيع الانتقال اوتوماتيكيا
من مفاوضات غير مباشرة الى
مفاوضات مباشرة من غير ضمانات
مكتوبة « ( ؟ ). واضاف ان الانتقال
من غير المباشرة الى المباشرة «دون
اي تأكيد او تأكد او ضمان على «جدية»
الجانب الاسرائيلي يعني اننا
دخلنا الى ادارة الازمة وليس حل
الازمة «. وزير الخارجية
المصرية في تصريح له قال ان «
أسس الانتقال من المفاوضات غير
المباشرة إلى عقد مفاوضات
مباشرة لازالت غير موجودة «. هل
نتذكر الشروط التي وضعتها
السلطة الفلسطينية قبل
الانخراط في غير المباشرة
بتجميد الإستيطان بما في ذلك في
القدس الشرقية وذهبت إليها
بغطاء عربي أكد أنها « محاولة
أخيرة « ؟ إلا أن شيئا من هذا
القبيل لم يحصل. المتحدث
باسم البيت الأبيض فليب كراوالي
صرح قبل أيام، وبثقة لا تهتز،
بان الولايات المتحدة « شديدة
الثقة بأن المفاوضات المباشرة
سوف تستأنف «، لذا من الغباء
الإعتقاد بأن الشروط
الفلسطينية، (موافقة إسرائيل
على حدود 1967 ومراقبة دولية
لحدود الدولة الفلسطينية
المستقبلية, وضمانات أميركية
واسرائيلية بان المفاوضات
ستكون خلال فترة زمنية محددة
تفضي الى اقامة دولة فلسطينية
مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية
) كشروط للإنتقال الى المفاوضات
المباشرة، سوف تستجيب لها تل
ابيب وواشنطن، فكلا الطرفين
يمارسان لعبة كسب الوقت والنفاق
والمراوغة من خلال الحديث عن «
بناء الثقة « وتشجيع
الفلسطينيين على بدء مفاوضات
مباشرة، التي دعا اليها اوباما
نتينياهو، فقام الأخير باتخاذ
خطوات في هذا الاتجاه، وبدأت
اللجنة الوزارية السباعية
المصغرة الإسرائيلية في مناقشة
« حزمة من إجراءات بناء الثقة «
بهدف تشجيع السلطة على خوض
المفاوضات المباشرة. إن
التجارب القريبة والبعيدة في
المواقف الفلسطينية والعربية
تؤكد أن لا أحد يرغب في مواجهة
واشنطن أو تل أبيب أو يجرؤ على
تحدي الضغوط المفروضة .. هل في
رفض مصر مؤخرا دخول قافلة
المساعدات أنصار 1 الى غزة ما
يؤكد ذلك !؟ ============================= د.
زيد علي الفضيل صحيفة
المدينة 22/7/2010 لم
أدرِ بنفسي إلا وأنا أردد
أنشودة «طائر النورس .. حلّق
حلّق»، ليتسابق معي أبنائي
مرددين أنشودة «قد أشرق النهار
وغنت الأطيار»، ليقفز صوت زوجتي
بأنشودة ثالثة ، وهكذا سار بنا
الطريق بين أنشودة وأخرى ، وفرح
وسرور ، تاركا لجسدي حُرية
التمايل مع كل نبرة صوت يتغنى
بها أحدنا ، محاولا تقمُّصَ دور
ذلك المُقدّم المبدع ، الذي
شدَّ انتباهي في حفل قناة سنا
الفضائية للأطفال ، بتمايله
الرقيق ، واستثارته لأولئك
البراعم بحركات جميلة ، لا
يستطيع القيام بها إلا من كان
يملك روحا شفافة . عَمَّت الفرحة
سكنات وجدان أبنائي حتى استسلمت
أجسادهم للنوم ، ولاشك أن ذلك
كان ديدن كل من حضر تلك الأمسية
وما أكثرهم ، لكون فرحتهم لم
تتعرض لقوانين السوق فيتم
المساومة عليها ، ولا تم سرقتها
في خان النخاسة التسويقي ، إذ
كان حفلا مجانيا ، انسابت
المشاعر خلالها بتلقائية بريئة
، لم يُدنسها سخطٌ هنا وغضبٌ
هناك . تذكرتُ وأنا أستعيد تلك
اللحظات الماتعة المحاطة
بأكاليل من السرور ، كيف عملتْ
بعض القنوات الفضائية الأخرى
على مساومتي ، كولي أمر ، في
سعادة أبنائي ، حين قدّمتْ
عرضها بسعر طائل، وأجزم أن ذلك
لو حدث في أوروبا مثلا لحَنقت
عليهم كل جمعيات حقوق الطفل
ورعايته، إذ ما أبشع أن نُراهن
على مشاعر أطفالنا، وأن نُتاجر
برغباتهم ، لتكون وسيلة ضغط
رخيصة لابتزاز الآباء والأمهات.
هكذا كانت نظرتي للأمر حين
بادرتْ إحدى تلك القنوات
الفضائية المتخصصة بالطفل في
فترة ماضية إلى فرض مبالغ مالية
عالية جدا على كل طفل ليحظى
بمشاهدة عرضها الغنائي ، تصورتُ
الأمرَ وكأنه مساومة على الفرح
والسرور ، وكانت حرقتي كبيرة
وأنا أرفض الانزلاق في تلك
المساومة ، حين رفضتُ الاستجابة
لنداء أطفالي ، محاولا إفهامهم
سبب ذلك ، ومتصوراً أنهم قد
أدركوا غاية ما أريد . تجدر
الإشارة إلى أن من أكبر
إشكالاتنا المعاصرة ، كامن في
هذا الغياب الجوهري للمؤسسات
المتخصصة في إعلام الطفل ،
الهادف إلى تنمية ثقافته بما
يمكن أن يعزز من سماته
الإيجابية ، وقديما قالوا إن «العلم
في الصغر كالنقش على الحجر»،
ومع ذلك فلم نحرص على تنشئة
المؤسسات المجتمعية المتخصصة
في ذلك ، لاسيما وأننا نعيش فورة
مغايرة في مختلف المفاهيم
والقيم ، التي يتم تمريرها عبر
مختلف الوسائل الإعلامية
والترفيهية ، وبالرغم من ذلك
فإننا نتعامل مع الأمر وكأنه لا
يعنينا أبدا ، على الرغم من أن
حياتنا المستقبلية مرهونة
بطبيعة تربية أبنائنا وتنشئتهم
الاجتماعية . من هذا المنطلق
أعلن صرختي المدوية لأن ننقذ
أنفسنا من جحيم قادم علينا ،
وللأسف سيكون بأيدي أبنائنا ،
فكيفما تكون المقدمات تكون
النتائج ، ونحن بتغافلنا عن
الاهتمام بتربيتهم ، وتنشئتهم
إعلاميا بالصورة المثلى التي
تُنمي فيهم الرحمة بدل القسوة ،
والخير بدل الشر ، والتسامح بدل
العنف ، والكرم بدل الشُح ،
والتكافل بدل الذاتية ، إلى غير
ذلك ، نكون قد رسمنا خارطة طريق
مجتمعنا ، وثبتنا ما أراده
المُسَوق الخارجي من قيم ومثل
أخلاقية فاسدة ، وهو الذي تحركه
قيم شيطانية صهيونية بلا شك ،
يتم تمريرها عبر الكثير من
البرامج الإعلامية والألعاب
الإلكترونية ، التي ليس لنا
فيها من الأمر شيء . إنه جوهر
الصراع على المستقبل ، فهل نحن
مدركون لأبعاده وخطورته ؟! سؤال
أضعه برسم الإجابة على كل
الغيورين على أوطانهم ،
المدافعين عن مستقبل أبنائهم ،
الراغبين في العيش بسلام
واطمئنان . ============================= سقوط
العراق.. أم سقوط المنطقة؟ المستقبل
- الخميس 22 تموز 2010 العدد
3718 - رأي و فكر - صفحة 21 خيرالله
خيرالله ما
يدعو الى طرح هذا السؤال انه بعد
سبع سنوات على الغزو الاميركي
للعراق، بدأت تظهر بداية نتائج
ما يمكن وصفه بالزلزال العراقي
بكل ابعاده الاقليمية. ربما
كانت النتيجة الاولى للزلزال ما
يجري في العراق نفسه حيث لا
حكومة بعد مضي ما يزيد على اربعة
اشهر ونصف شهر على اجراء
الانتخابات. ما نشهده حاليا هو
غياب القدرة على ادارة اللعبة
السياسية في العراق، او على
الاصح على ايجاد لعبة سياسية
جديدة تمارس عن طريق المؤسسات،
على راسها مجلس النواب المنتخب.
حصلت انتخابات. صوت العراقيون
بطريقة تؤكد انهم يريدون التخلص
من الاحزاب الدينية والمذهبية
وان طموح الاكثرية يتمثل في
اعادة الحياة الى العراق كوطن
لكل العراقيين من دون تمييز
بينهم بسبب الدين او المذهب او
القومية او المنطقة. المؤسف
انه لم يحصل طلاق مع الماضي.
الماساة العراقية تتكرر كل يوم.
انتهى النظام العائلي - البعثي
الذي اقامه صدّام حسين،وهو نظام
غير مأسوف عليه، فحلت مكانه
الفوضى. انها دولة بلا مؤسسات
ذات هوية وطنية غير معروفة او
محددة باي شكل من الاشكال. هل
هناك من يستطيع القول اليوم ما
هو العراق؟ هل هناك ما يضمن عدم
تقسيم العراق يوما؟ هل هناك من
يستطيع ان يحدد من يحكم العراق
باستثناء ان كل حزب من الاحزاب
الكبيرة يتحكم بجزء من القرار
العراقي وان همّ كل حزب
المحافظة على المكاسب التي
حققها او المواقع التي يوجد
فيها رجاله. يبدو ان مواقع معينة
مثل رئاسة مجلس الوزراء مثلا
صارت مسجلة لدى الدوائر
العراقية باسم حزب معين او
طائفة معينة او مذهب معين او حتى
شخص معين لم يعد يجد معنى للحياة
في حال كان خارج هذا الموقع. اعتقد
الاميركيون في مرحلة ما ان
العراق سيكون نموذجا لدولة
ديموقراطية في الشرق الاوسط
يعيش المواطنون فيها في ظل
القانون. يكتشف الاميركيون الآن
بعد اكثر من سبع سنوات على
دخولهم بغداد وقلب صدّام ان
ليست لديهم حتى القدرة على
اجبار العراقيين على تشكيل
حكومة. زال
النفوذ الاميركي على الرغم من
ان آلاف الجنود ما زالو ا
مرابطين في مناطق عراقية مختلفة
ويشكلون قوات فصل بين العراقيين.
جاء جو بايدن نائب الرئيس
الاميركي الى بغداد وعاد منها
بخفي حنين. لم يحقق اي تقدم على
صعيد تشكيل حكومة جديدة. في حال
تشكلت مثل هذه الحكومة سيكون
الفضل في ذلك لقوة اقليمية اخرى
تنافس الولايات المتحدة على
ممارسة النفوذ في العراق. اسم
هذه القوة ايران التي لم تعد
تخفي انها تمتلك القرار العراقي
وتتحكم بمفاصل الحياة السياسية
في البلد ... لماذا
الحديث عن الزلزال العراقي في
مكانه؟ الجواب بكل بساطة ان
الطريقة التي استخدمها
الاميركيون لاحداث التغيير في
العراق كشفت انهم يريدون اعادة
رسم خريطة المنطقة وليس فقط
التخلص من نظام "المقابر
الجماعية" الذي قضى على
النسيج الاجتماعي للمجتمع
استكمالا لجريمة اغتيال افرار
العائلة في انقلاب الرابع عشر
من يوليو 1958. فجر الاميركيون كل
الغرائز المذهبية والطائفية
الناجمة عن نصف قرن تقريبا من
الاحقاد المكبوتة. حتى صدّام لم
يلق محاكمة عادلة. اُعدم الرئيس
العراقي السابق وبعده اخوه
برزان لاسباب لا علاقة لها
بالعدل والعدالة. كان في
الامكان ترك مواطنين عراقيين
يلاحقون الديكتاتور قضائيا
وكشف جرائمه بدل اعدامه مبكرا
في قضية مثيرة للجدل تخص حزبا
مذهبيا اراد الانتقام ولا شيء
آخر غير الانتقام. في
تبريره للغزو الاميركي للعراق،
قال وزير الخارجية الاميركي
كولن باول في مرحلة الاعداد
للحرب ان بلاده تنوي "اعادة
تشكيل المنطقة". هناك بالفعل
اعادة تشكيل للمنطقة. هناك نواة
لدولة كردية شمال العراق وهناك
مشاكل بين الاكراد وتركيا وهناك
مشاكل داخل ايران نفسها مع اهل
السنّة كان آخر دليل عليها
التفجيرات في زهدان التي اوقعت
الاسبوع الماضي عشرات القتلى
والجرحى. باختصار، ان كل
المنطقة القريبة من العراق تبدو
مقبلة على تطورات في غاية
الخطورة في الاشهر القليلة
المقبلة. يحصل ذلك في وقت يقدم
الاميركيون في العراق على عمل
احمق آخر من نوع تسليم طارق عزيز
نائب رئيس الوزراء السابق الى
الحكومة الحالية وكأن المطلوب
تنفيذ الاعدام برجل اعزل لم
يمتلك يوما اي سلطة فعلية في
العراق ذنبه الوحيد انه مسيحي
لا وجود لمن يستطيع الدفاع عنه
في هذا العالم الخالي، الى
اشعار آخر، من اي صوت يقول كلمة
حق في وجه ظالم! ما
يمكن ان يشكل بالفعل مصدر مزيد
من القلق بالنسبة الى مستقبل
المنطقة ان الخلل الذي تسبب به
الوضع العراقي ادخل الشرق
الاوسط في حال من اللاتوازن. فقد
النظام الاقليمي الذي قام عليه
الشرق الاوسط منذ العشرينات من
القرن الماضي، اي منذ تسعة عقود
احد اعمدته الاساسية. ان حال
اللاتوازن السائدة تفسر الى حدّ
كبير هذا الغياب العربي عن كل
المواضيع الاساسية المطروحة
بدءا بالسودان الذي يسير بثبات
في اتجاه التقسيم، في احسن
الاحوال، وانتهاء بالرفض
الاسرائيلي لأي تسوية شبه
معقولة وعادلة تستند الى
الشرعية الدولية او ما بقي منها
تعيد للشعب الفلسطيني بعض حقوقه
المشروعة. يبدو طبيعيا ان تسعى
اسرائيل الى تكريس احتلالها
لجزء من الضفة الغربية، بما في
ذلك القدس الشرقية، ما دام
العرب في حال من الضياع ليس
معروفا هل سيخرجون منها. لا
يزال المسلسل العراقي في بدايته.
شيئا فشيئا ستتكشف امور كثيرة
في غير مكان من المنطقة. من بين
هذه الامور ان الشرق الاوسط
الذي عرفناه قبل الحرب
الاميركية على العراق في العام
2003 لا علاقة له بالشرق الاوسط
الجديد الذي لم تتبلور معالمه
بعد. من قال ان الولايات المتحدة
لا تريد شرق اوسط جديدا؟ ============================= النظام
الشرق أوسطي الجديد أنجز آلياته
وينتظر تحديد تراتبيته المستقبل
- الخميس 22 تموز 2010 العدد
3718 - رأي و فكر - صفحة 21 غازي
دحمان يبدو
الحديث عن شرق اوسط جديد، أمراً
متاخراً عن الوقائع التي كرستها
الأحداث والتوجهات على مدار
العاميين الأخيرين في المنطقة،
فالفكرة، وإن بدت كموضوع تحليلي
جذاب لهذه الحقبة مدعومة بزخم
أحداث راهني، إلا أن تجلياتها
أخذت في التمظهر منذ ما يزيد عن
عامين، أنذاك، وعلى وقع متغيرات
عدة في البيئتين الإقليمية
والدولية، شهدت المنطقة حراكاً
دبلوماسيا زخماً، كان ثمرة
قراءات جديدة لواقع ومستقبل
المنطقة، بناء على ما تكشف عنه
المشهد الشرق أوسطي من معطيات
جيوسياسية فرضتها، متغير ات
البيئة الدولية، وسياق الأحداث
السياسية المتسارعة والمفاجئة،
جراء التدخل العسكري الأميركي
في المنطقة، ثم الإعلان عن رغبة
واشنطن في إنهاء إنخراطها
المكثف في التفاصيل المحلية
المعقدة للشرق الأوسط، والبقاء
في الإطار الإستراتيجي العام
والتقليدي. والواضح
أن هذا السياق الإستراتيجي
الأميركي كان له إرتداده الواضح
في الدوائر الإقليمية التي
سارعت إلى تكييف إستراتيجياتها
بما يتناسب وإدراكها لمستقبل
التفاعلات السياسية التي ستقبل
عليها المنطقة، مضافاً لذلك،
إستثمار الفرص، التي يتيحها ذلك
السياق، لإعادة تشكيل الفضاء
الشرق أوسطي، أو أقله، تنظيم
ديناميات حراكه، بما يتوافق
والمصالح الإستراتيجية
لكياناته السياسية، ويتلاقى،
قدر الإمكان، مع مصالح المنظومة
الشرق اوسطية عموماً. عند
هذا المنعطف التاريخي، ستبدأ
عناصر الشرق الأوسط الجديد
بالتشكل، بل قل ستأخذ تعبيرات
جديدة باالإعلان عن نفسها،
وستتخذ شكل معمار متناسق،
هوذاته الشكل الذي سيتم توصيفه،
لاحقاً، بالشرق الأوسط الجديد،
محمولاً على مداميك عدة: 1 لعل
المدماك الأول في بنيان هذا
الشرق الأوسط الجديد، كانت دعوة
خادم الحرمين الشريفين، الملك
عبدالله بن عبد العزيز، إلى
تحقيق المصالحة العربية، والتي
جاءت ترجمتها الفعلية
بالزيارات المتبادلة على أعلى
المستويات بين المسؤليين
السعوديين والسوريين، وقد
لايكون غريبأً هذا التلاقي بين
الطرفين، إذ ما إنخرطا في
علاقات يمكن وصفها
بالإستراتيجية، من حرب تشرين 1973،
إلى التنسيق والتعاون في
ثمانينيات وتسعينيات القرن
الماضي، لكن ميزة التفاعل
الجديد تتمثل بكونه يأتي في ظل
عملية إعادة توصيف التحديات
والمخاطر التي تواجهها البيئة
العربية. 2 مثلت
الزيارة التي قام بها رئيس
الوزراء اللبناني إلى دمشق،
مدماكاً مهماً في هذا التأسيس،
فعدا عن كونها أنهت مساراً
إنحدارياً خطيراً في علاقات
البلدين، أسست لواقع جيو
إستراتيجي مهم في المنطقة، تمثل
بإعادة صوغ العلاقة بين البلدين
على قواعد جديدة، بدأت تباشير
عناصر بعضها بالظهور، كتعديل
الإتفاقيات السابقة والإتفاق
على ترسيم الحدود، وسواها من
التفاصيل التقنية، التي ستساعد
على تعزيز أجواء الثقة. 3 يمكن
إعتبار الحراك التركي، عاملاً
مهماً من عوامل تأسيس الشرق
الأوسط الجديد، فقد قامت تركيا
على مدار العاميين الاخيرين
بترسيم ملامح المنظومة الشرق
اوسطية، وخاصة لجهة الإتفاقيات
العديدة التي عقدتها مع اطراف
المنطقة، فقد أسست تركيا لقاءات
لجان إستراتيجية على مستوى عال
مع العراق ولبنان ولأردن
وسورية، تناقش قضايا أمنية
وإقتصادية وسياسية، إضافة إلى
توقيع العديد من الإتفاقيات في
المجالات المذكورة، والتي من
شأنها أن تمثل البنية التحتية
للمنظومة الشرق اوسطية، خاصة
وان دول المنطقة تمتلك حزمة
مماثلة من الإتفاقيات البينية (
عبر ألية اللجان العليا
المشتركة ) التي سيعمل تفعيلها
إلى إيجاد واقع إقتصادي جديد. 4 مثلت
التغيرات الحادة التي طرات على
المشهد الإسرائيلي محركاً
مهماً من محركات الإشتغال الشرق
أوسطي الجديد،وخاصة في أعقاب
الحروب التي شنتها إسرائيل على
لبنان وغزة، وما أعقبهما من
وصول حكومة اليمين المتشدد، حيث
اعادت تصميم خارطة الصراع إلى
فترة ماقبل ظهور المبادرة
العربية للسلام، بما يعنيه ذلك
من إنكشاف هذا الصراع على
إحتمالات عدة تبدو الحرب إحداها. 5-
وتمثل الحالة الإيرانية
بتجلياتها الأخيرة، من الملف
النووي، إلى التحديات التي باتت
ترميها بوجه دول الإقليم عاملاً
مساعداً في تشكل النظام الشرق
أوسطي الجديد، حيث تبدو كل
التحركات الحاصلة في الملف
الإيراني، تحالفاً او صراعاً،
نوعاً من محاولة ضبط تأثيرات
هذا الملف ومحاولة تحييد مفاعيل
تداعياته المحتملة. تفيد
الخبرات الدولية في مجال تشكل
الأنظمة الإقليمية الفرعية، أن
هذه النظم طالما تشكلت نتيجة
حاجات سياسية وإقتصادية وأمنية
مشتركة لدى مكونات تلك النظم،
ووجود ارادة سياسية لدى النخب
الحاكمة في الإقليم، معطوفاً
على وجود بيئة دولية مساعدة،
والواضح ان مجمل هذه العناصر قد
توفرت في هذه اللحظة التاريخية،
وبإنتظار ان يتم تأطير هذه
الحالة ومأسستها، يبقى هناك
مجال لتحديد تراتبية الفعل
والتاثير في هذا البنيان الشرق
أوسطي، فهل يكون للعرب درجة
مهمة في هذه التراتبية، أم
سيشكلون مجرد كومبارس في هذه
الجوقة التي بدأ يصل صدى عزفها
إلى أذانهم ؟ ============================= تركيا
في الشرق الأوسط: الدور وحمايته محمد
نور الدين السفير 22-7-2010 لم
تغادر تركيا الشرق الاوسط حتى
نقول انها عادت اليه. فقد كانت
تركيا حاضرة فيه بقوة وتأثير
منذ نهاية الحرب العالمية
الثانية وحتى بعد انتهاء الحرب
الباردة. كانت حاضرة لكن من
الموقع المقابل والمعادي
للقضايا العربية. صحيح ان
العلاقات العربية التركية شهدت
بعض الومضات خلال العقود الستة
الماضية، لكن الخط الاساسي
للسياسة الخارجية التركية في
الشرق الاوسط كان وفقا للخط
الذي رسم لها من جانب المنظومة
الغربية الاسرائيلية. ان
الحديث عن دور تركي شرق اوسطي
جديد لا يمكن ان يستقيم من دون
الأخذ في الاعتبار عوامل، منها
ان الانفتاح التركي على العالم
العربي والاسلامي لم يكن هدفا
بحد ذاته، كان ذلك جزءا من سياسة
خارجية عنوانها تعدد البعد، وهو
ان تركيا لا يمكن لها ان تبقى
رهينة المحور الغربي
الاسرائيلي، ولا ان تكون جزءا
من اي محور آخر بل ان تكون جزءا
من كل العوالم المحيطة بها من
البلقان الى القوقاز ومن البحر
الاسود الى افريقيا. وكما
انخرطت تركيا في انفتاحات
وعلاقات ممتازة مع سوريا ومع
السعودية، كذلك كان لها علاقات
جيدة مع ايران ومع روسيا ومع
صربيا ومع اليونان. كانت
تركيا في ذلك تحقق مصلحة وطنية
تركية عليا قبل اي شيء آخر. مثل
هذا الهدف مثلا كان يقتضي ان
تستضيف تركيا قمة فلسطينية
اسرائيلية عام 2007 وقمة كرواتية
صربية بوسنية قبل اسابيع معدودة.
وكما
كانت تقتضي هذه العلاقة فتح
الحدود مع سوريا وايران وروسيا،
فقد كانت تقتضي توقيع اتفاقيات
عسكرية واقتصادية مع اسرائيل،
لمد خطوط انابيب تحت البحر من
جيهان الى عسقلان لجر النفط
والغاز القادم من روسيا، كما
الكهرباء، وصولا الى ايلات
فالقارة الهندية. مع ذلك
كان الغرب والاسرائيليون بدأوا
يروجون ويوسعون نطاق الفكرة
القائلة ان تركيا غيّرت محورها
من الغرب الى الشرق. عندما
اصبحت روسيا شريكا تجاريا اول
لتركيا بحجم، قارب عام 2008
اربعين مليار دولار لم ينبس
الغرب ببنت شفة. لم يقل ان
المحور التركي تغيّر. وعندما
انفتحت تركيا على ارمينيا ووقعت
الاتفاق التاريخي معها لم يقل
الغرب ان تركيا غيّرت محورها بل
كانت هيلاري كلينتون واحدة من
عرّابي الاتفاق في تشرين الأول
الماضي. وعندما وقّعت تركيا في
يوم واحد اتفاقات مع اليونان
أكثر من مجموع الاتفاقات التي
وقعتها معها على امتداد تاريخ
الجمهورية لم يقولوا ان تركيا
غيرت محورها، بل صفقوا لها. لكن
عندما بدأت تركيا تنتقد اسرائيل
وتدافع عن مظلومي غزة وتدعو الى
الاعتراف بحماس باعتبارها احد
الممثلين الشرعيين للشعب
الفلسطيني واحترام الخيار
الديموقراطي للشعب الفلسطيني
كان الموقف الغربي مغايرا. نعم
يقف الدور التركي في منطقة
الشرق الاوسط عند العامل
الاسرائيلي. عند اسرائيل التي
قال رئيس الحكومة الاسبانية
السابق خوسيه ازنار قبل ايام
فقط، ان امن اسرائيل من امن
الغرب، وانهيارها يعني انهيار
الغرب. وقبله كان نائب الرئيس
الاميركي جوزف بايدن يقول انه
ليس على المرء ان يكون يهوديا
ليكون صهيونيا ويفتخر بأنه
صهيوني. انه
العامل الاسرائيلي. في
الحالة الاسرائيلية لا مجال
للحياد. وليس مقبولا ان تكون
تركيا محايدة فكيف لها ان تكون
مساندة للشعب الفلسطيني؟ لذا
كان القرار السياسي بتعطيل
الدور التركي بخياراته
السياسية الراهنة المنفتحة على
العالم العربي والاسلامي
والمعارض للسياسات الاسرائيلية.
ليس
ذلك فقط. تقدمت
تركيا في السنوات الأخيرة لتكون
محورا قائما بذاتها ولاعبا
مؤسسا لنظام اقليمي ودولي جديد. اعترض
عبد الله غول، في خضم الحرب
الروسية الجورجية قبل عامين،
على التفرد الاميركي في قيادة
العالم داعيا الى نظام عالمي
متعدد القطب. ومع ايران كانت
تركيا تحقق الانجاز الأكبر الذي
لم تنجح بتحقيقه حتى القوى
الكبرى. ولأن النجاح ممنوع على
تركيا في قضية ذات بعد عالمي
ولأن تركيا تخطت حدودها
المرسومة لدى قادة النظام
الاستبدادي العالمي كان القرار
بضربها و كبحها وتحجيمها. المسألة
هنا تعود برأيي الى البعد
الاستقلالي من القوة التركية. في
تاريخنا العربي والاسلامي
نماذج كثيرة وبارزة. الغرب كان
بالمرصاد لكل قوة ناهضة مستقلة
عن السيطرة الغربية. محمد علي
باشا، عندما اراد وحدة بلاد
الشام بسياسة متعارضة مع
الانكليز، كان ضربه بالتعاون مع
السلطان العثماني نفسه. في
التاريخ الحديث نموذج جمال عبد
الناصر. وفي
عصرنا الراهن نموذج القوة
الايرانية. واليوم
تضاف القوة التركية. وبعيدا
عن عوامل التفسيرات الدينية او
الصليبية لا يمكن تجاهل ان
البعد الاسلامي للقوة التركية،
يشكل ايضا عاملا اضافيا
لمحاولات الآخرين كسرها. لذا
كانت مواجهة القوة التركية ذات
طابع دولي من كل القوى المهيمنة
على النظام العالمي وليس فقط
الغرب. روسيا والصين ايضا شركاء
في تعطيل الاتفاق النووي مع
ايران الذي توصلت اليه تركيا.
العقوبات على ايران هي عقوبات
ايضا على تركيا لأن تركيا
المتضرر الأول من اي عقوبات على
ايران. السعي
قائم لتكون تركيا لاعبا مؤسسا
ومحورا قائما بذاتها. الامكانات
والطاقات والجيوبوليتيك التركي
المتنوع جدا رغم تعقيداته
الكثيرة يوفر لتركيا امكانية
القيام بهذا الدور. لكن الهجمة
الغربية الاسرائيلية الحالية
ضد تركيا والتي تم ايصالها
مغمسة بدم تسعة اتراك ترسم امام
تركيا تحديات كبيرة. هل
يستمر هذا الدور؟ وهذا السعي
للدور؟هل يعاد من جديد ترسيم
حدوده؟ بتقديري
ما يلي: 1- ان
الدور يؤخذ ولا يعطى. وما كان
يحكى عن دور تنفذه تركيا بخطط
اميركية في شرق اوسط جديد هو
مزحة ثقيلة واهانة لكل التطلعات
الاستقلالية للقرار التركي. 2- اذا
كان القرار باستمرار الدور ،
وانا لا ارى بديلا من استمراره
من اجل تركيا قبل غيرها ،فهو
بحاجة لحماية. 3-
الحماية على مستويين داخلي
وخارجي. داخليا
ان بلدا يريد ان يكون له دور
خارجي كبير يجب ان يحميه نظام من
الاستقرار السياسي والاجتماعي
والاقتصادي. داخل
تركيا مشكلات كثيرة نعرفها
جميعا من الأكراد الى العلويين
الى المسألة الارمنية الى
استمرار قوي ومخرّب لنظام
الوصاية العسكرية. ان ايجاد
حلول على اساس تعزيز النظام
الديموقراطي وحقوق الأقليات
والتصالح مع التاريخ هو شرط لا
غنى عنه من تحقيق الاستقرار
وبالتالي حماية انجازات الدور
الخارجي وتحقيق المزيد من
الانجازات. وعلى الرغم من
الجهود التي بذلتها حكومة
العدالة والتنمية على الصعد
الداخلية فإن خطط الاصلاح ومنح
الأقليات حقوقهم لم ترقَ الى
الجدية المطلوبة. اما
خارجيا فإن حماية الدور التركي
تواجهه عقبات عدة بلا شك. من هذه
العقبات الفراغ العربي اذا
تساهلنا في الوصف. لكنه في
الحقيقة أكثر بل أسوأ من ذلك. ان
الفراغ العربي ليس سوى تواطؤ
لتعطيل الدور التركي. المشكلة
أولا في الخيار السياسي لدى
العرب او معظمهم. المشكلة في ان
اوراق اللعبة، بنظر هؤلاء البعض
وكما كان يقول انور السادات،
تقع بيد الولايات المتحدة وفي
ان العدو لم يعد اسرائيل. وتعطيل
العرب للدور التركي، الذي يريد
ان يحقق بعض التوازن المتواضع
للقضية الفلسطينية، برز في عدد
كبير من محطات التفاوض التي
يعرفها جيدا وزير الخارجية
التركي احمد داود اوغلو. المشكلة
ليست عند تركيا، لكن لا يمكن
للدور التركي في الشرق الاوسط
ان يتقدم في ظل اعتراض البعض
العربي الحالي عليه. ان ما
انجزته تركيا مع جوارها العربي
والاسلامي كان تاريخيا وفي
الاتجاه الصحيح وينسجم مع
هويتها ويضمن لها الاستقرار
الامني والسياسي والازدهار
الاقتصادي، وفي الوقت نفسه
يتوافق مع تطلعاتها الاقليمية
والدولية. تحصين
الدور هو الحل لاستمراره
ومسؤولية العرب اساسية في حماية
الدور التركي. والفرص التاريخية
لا تتكرر. ورغم الهجمة الغربية
والاسرائيلية القوية على تركيا
فإن الظروف الاقليمية
والدولية، في ظل المآزق الغربية
في العراق وافغانستان وعجز
واشنطن عن قيادة العالم والازمة
المالية العالمية، هي ظروف
مؤاتية لا تتكرر لاستمرار الدور
وتحصينه. اما التخلي عنه او
تحجيم الطموح، فيعني ان تركيا
انحنت عند اول عاصفة هبت عليها.
وهو الانتحار بعينه. لا بل إن
العودة الى المربع الأول،
السابق على الدور الجديد، هي
أسوأ من الانتحار نفسه. ([)
ورقة قدمت في ندوة لجمعية العزم
والسعادة في طرابلس بمشاركة
مستشار رئيس الحكومة التركية
ابراهيم قالين ومسؤول العلاقات
الخارجية في حزب العدالة
والتنمية والناطق باسم لجنة
الشؤون الخارجية في البرلمان
سعاد كينيكلي اوغلو. ============================= صحيفة
«ديلي تليغراف» البريطانية البيان 22-7-2010 على
مدى الأعوام الثلاثة عشر التي
قضاها حزب المحافظين في السلطة،
كان السؤال بشأن موضوع الهجرة
إلى بريطانيا هو الشيء الذي
يضرب به المثل في الحيرة، كوجود
فيل في غرفة. فحجم
الفيل ووجوده شيء يراه الجميع،
لكن أياً من الوزراء المحافظين
لم يكن يرغب في مناقشة الموضوع.
والنتيجة عند تفسيرها بصورة
محايدة، هي أن نسبة الهجرة إلى
بريطانيا تضاعفت ثلاث مرات منذ
العام 1997، عندما كان عدد
المهاجرين يقف عند 48 ألفاً. لكن
بريطانيا على اتساعها لم تكن
تبدو بصورة متفائلة؛ ففي كل
انتخابات عامة، كانت استطلاعات
الرأي تشير إلى أن موضوع الهجرة
كان من الموضوعات التي يعطيها
الناخبون اهتماماً كبيراً. القلق
العام لم يكن مرده في الأساس إلى
نوازع العنصرية القديمة
البالية أو (فوبيا) كره الأجانب،
ولكن إلى شعور بأن ثروات
بريطانيا، وبالأخص الصحة
والتعليم والإسكان، تتعرض
للتبديد المتواصل بسبب التصاعد
المفاجئ في الأعداد الكبيرة
القادمة من المهاجرين. هذا
النوع من عدم الارتياح، كان
يعبر عنه في الغالب أعضاء
الأقليات العرقية المستقرة
بالفعل في بريطانيا، والذين لم
يسعوا لوقف الهجرة إليها كلية،
ولكن لتخفيضها إلى مستويات يمكن
التحكم فيها والاستفادة منها. الشعور
بالضيق نفسه تم التعبير عنه في
أجهزة تابعة للأحزاب
البريطانية، كجماعة الهجرة
المتوازنة التي أسسها فرانك
فيلد ونيكولاس سومز. وكما يشير
فيلد، وصل عدد المسجلين في
قائمة الانتظار للحصول على مسكن
مدعم في انجلترا وحدها، إلى 8,1
مليون شخص، وذلك خلال فترة من
الإنفاق الحكومي القياسي التي
تلاشت الآن. وزير
الداخلية داميان غرين المسؤول
عن حقيبة الهجرة، أعلن بوضوح
عزمه على تحسين الأوضاع. وتحدث
صراحة عن سياسات «توجه رسالة
إلى العالم أجمع، بأن بريطانيا
لن تتساهل بعد الآن بشأن
الهجرة، وبأن الضغوط متواصلة
لتقليل الأعداد التي تصل إليها
كل عام لتقف عند خانة عشرات
الآلاف، وليس مئات الآلاف». إن
توفر الإرادة السياسية أمر جيد،
لكن النجاح سيعتمد على منح غرين
الموارد الكافية والتأييد
اللازم لتنفيذ خططه. وبينما نحن
نتحدث اليوم، فإن منظمة مكافحة
الجريمة المنظمة الخطيرة، وجهت
إنذاراً بأن شبكات الجريمة
تستغل نظام الهجرة القائم على
اختيار المهاجرين الجدد بنظام
النقاط، الذي تم اعتماده في
العام 2008 في ظل الحكومة
العمالية. ويعتمد
أسلوب عمل تلك العصابات على
تأسيس شركات وهمية ووكالات عمل
مزيفة، تسمح لتلك الشركات
بكفالة دخول مهاجرين أجانب إلى
البلاد. مثل هذه الخدع، ومعها
الزواج المزيف وتأشيرات
الدراسة المزورة، تظهر كيف أن
عدداً من الأفراد الذين لا ضمير
لهم، يمكن أن يسخروا النظام
بأسره لخدمة مصالحهم الآنية
الضيقة. تجارة
تهريب البشر المربحة، والتي
يتخللها دائماً استغلال وحشي
للأجانب الضعفاء اليائسين
المتطلعين للعيش في بريطانيا،
تنتعش في ظل غياب تطبيق حازم
لقوانين الهجرة. وعندما
رافق صحافي من «ديلي تلغراف»
فريق ضباط الهجرة في هجوم
الأسبوع الماضي إلى أوكار
المتسللين، اتضح أن عناصر
الهجرة ممنوعون من ملاحقة أي
فرد يغادر المبني الذي يتواجد
فيه، بمقتضى قوانين الأمن
الشخصي التي تفرضها هيئة أمن
الحدود البريطانية. وبدلاً
من ذلك فإن ضباط الهجرة عليهم
إبلاغ الشرطة النظامية بوجود
المتسللين، رغم أن دوريات
الشرطة لا ترافقهم في كل
حملاتهم، ولا توجد بالسرعة
المطلوبة لتوقيف المخالفين. التحدي
الذي يواجهه الوزير غرين، يتمثل
في كيفية صياغة سياسة هجرة تعكس
تقاليد بريطانيا ذات القيم
العريقة، وتحمي هؤلاء
المضطهدين فعلياً، في الوقت
الذي تفرض فيه حدوداً واقعية
ومستديمة لعدد القادمين الجدد.
لن تكون هذه بالتأكيد مهمة
سهلة، لكنها لم تكن أكثر
إلحاحاً مما هي الآن. ============================= الثابت
والمُتغير في السياسة
الأميركية تجاه إسرائيل بقلم
:د. عمر عبدالعزيز البيان 22-7-2010 يحتدم
الجدل الخلاق وغير الخلاق في آن
واحد هذه الأيام، وذلك عطفاً
على قراءة الثابت والمتغير في
سياسات الإدارات الأميركية
المتعاقبة تجاه إسرائيل،
ويزداد الأمر سخونة مع إدارة
اوباما التي كثيراً ما لوّحت
بخطابات غنائية ووعود براقة،
ليس على مستوى الشرق الأوسط
فحسب، بل أيضاً على مستوى
العديد من الملفات الثقيلة،
سواء في الداخل الأميركي، أو
على المستوى العالمي. وخلال
الفترة الممتدة ما بين خطابات
وأحاديث اوباما الواعدة، وما
جرى عملياً على الأرض، يُمكن
رصد مؤشر رئيسي يحدد طبيعة
التناقض بين الأقوال والأفعال،
وخاصة على المستوى الدولي،
ويدخل في هذا الباب الأمر
المركزي في المنطقة العربية
والمتعلق بإسرائيل. قبل أن
نلج إلى قراءة الجديد في الموقف
الأميركي تجاه إسرائيل، ولمزيد
من استقراء البُعد التناقضي
السافر في سياسات الإدارة
الجديدة، لا بأس من التطواف
العابر حول بعض العناوين
والملفات الرئيسية على مستوى
الداخل الأميركي، وفي العالم
أيضاً، وسنختار هنا الأبرز وعلى
النحو التالي: الأزمة
المالية الدولية التي نبعت من
ثلاثي البورصة الدولية في «وول
ستريت»، وسياسات البنك الدولي،
وصندوق النقد الدولي.. مُضافاً
إلى كل ذلك اتفاقية التجارة
والتعرفة الجمركية المعروفة
باسم «الغات»، والتي ترعاها
الولايات المتحدة وتعتبرها
قُدس أقداس المبادلات التجارية
الدولية، والمترابطة حصراً مع
مرئيات الصندوق والبنك
الدوليين.. تلك
الأزمة التي فاضت بأقسى النتائج
على الاقتصاد الأميركي، في ما
يُعرف بمحنة الرهون العقارية
التريليونية. في هذا الباب لم
تتحرك إدارة أوباما بأي إجراء
جذري يعيد النظر في هذا النظام
المالي المُغامر، بل عملت على
ترميمه بجرعات مالية إضافية
ستزيد الأمر فداحة، خاصة إذا
عرفنا أن منظومات الإصدارات
النقدية الجديدة لتغطية خسائر
البنوك وشركات التمويل
والتنفيذ، تعزز في نهاية المطاف
نظام «برايتون وودز» النقدي
الذي كان سبباً مباشرا في ما آلت
إليه الأحوال الاقتصادية
الدولية. قامت
إدارة اوباما بتمرير قانون
إصلاح الخدمات الطبية، وبدت في
هذا الأفق مُنحازة لملايين
الأميركيين المكشوفين صحياً،
غير أن هذا التشريع لم يتعزز
بإجراءات إصلاحية اجتماعية
تتعلق بالمهاجرين العالقين
وعددهم ملايين من البشر، كما لم
يتم تغيير النظام الضريبي
جذرياً. ولم
تتحقق وعود اوباما القائلة
بالتغيير، ولم يتم إعادة النظر
في الآليات المالية الخاصة
بالحكومات الفدرالية والتي
سنّها اليمين الجمهوري على عهد
بوش الابن، الأمر الذي أصاب
ملايين الناخبين المتحمسين
لأوباما وإدارته بخيبة أمل
بالغة كشفت عنها الاستفتاءات
الأخيرة. على
مستوى الشرق الأوسط الكبير، لم
تتغير السياسة الأميركية من حيث
الجوهر؛ ففي العراق تحدثت
الإدارة عن جدولة الانسحاب، غير
أن المراقبين العسكريين يقولون
بأن هذا الانسحاب يوازي شكلا من
أشكال إعادة الانتشار
المُحتسِب لجولة قادمة، ربما ضد
إيران هذه المرة، وبالتالي
تتدثر سياسات المبادأة
الاستراتيجية الكبرى بثوب
مخملي مخاتل، وتبدو الصورة
ذاتها مع تغيير الألوان. ويتأكّدُ
ما ذهب إليه المراقبون، إذا
لاحظنا أن فكرة الانسحاب
الملغوم بفتنة الداخل العراقي
وإعادة الانتشار، تساوقت مع
تعزيز الوجود العسكري الأميركي
في أفغانستان وتبني تجدد العمل
العسكري، ما يذكرنا بخواتم حرب
فيتنام، التي دمرت فيتنام ولاوس
وكمبوديا وخرجت منها مُجللة
بالعار والشنار. وعلى
خط «الحرب العالمية ضد الإرهاب»
واصلت إدارة اوباما، بل أمعنت
في تعميم نموذجها الخاسر في
أكثر من بلد صديق. فقد رأينا أن
تلك البروفة حضرت بسخاء في
باكستان وأفغانستان والصومال،
وبقدر محدود في اليمن، الذي
أتوقع أن يتخلّى سريعاً عن
استعارة بروفة محاربة الإرهاب
بالقاذفات والصواريخ والطائرات..
تلك البروفة التي أثبتت أنها
خائبة ومُعيبة. وفي
منطقة «أوراسيا»، الممتدة من
قلب أوروبا وحتى تخوم روسيا، لم
تغير إدارة اوباما استراتيجية
اليمين الأميركي، الناظر
لروسيا وفق نموذج الاتحاد
السوفيتي السابق ومناهج الحرب
الباردة، مما تجلّى في كثير من
المحطات السياسية التي لا يتسع
المجال هنا لإيرادها.إذا تمعنّا
ملياً في النقاط الخمس سالفة
الذكر، يمكننا استنتاج الثابت
والمتغير في السياسة الأميركية
تجاه إسرائيل، مًلخصة في ما يلي: الثابت
هو التأييد والدعم الشاملان
لإسرائيل، والقبول بسلوكها حتى
وإن أحرجت الولايات المتحدة على
المستوى الدولي، والشاهد تلك
الصفعة المتعمدة التي وجهتها
إسرائيل عند زيارة نائب الرئيس
الأميركي «بايدن» إليها، والتي
تمثّلت في إعلان بناء المزيد من
المستوطنات وهو في حالة زيارة
واعدة بحلحلة الأمور. بايدن
المصفوع، هو ذاته الذي دافع عن
العمل الإجرامي الإسرائيلي ضد
سفينة الخير والسلام التركية. التمسك
بالانفراد بالحل، وتغييب
اللجنة الرباعية وتوصياتها
المتعددة، القائلة بإيقاف
الاستيطان والقبول بحل
الدولتين، وفق المرجعيات التي
اعتمدها الباحثون عن الحل
بالحوار، ناهيك عن ركل المبادرة
العربية واعتبارها كأن لم تكن. الاستعداد
التام لتعطيل أي قرار دولي
جديد، يستهدف اليمين
الإسرائيلي العنجهي المتطرف. في
مقابل هذه الثوابت التي لم
تتغير، يجري في الداخل الأميركي
جدل بناء وتساؤلات حائرة، بل
بوح فاقع من قبل بعض السياسيين
والمراقبين والنُخب، والذين
يشيرون بالبنان لإسرائيل،
ويتهمونها بأنها أصبحت تمثل
ضرراً بالغاً على الولايات
المتحدة.. غير أن
هذه الأصوات، وتلك المقاربات،
ما زالت في طور الاختمار، ولم
تتبلور في الجهاز المفاهيمي
السياسي الأميركي بوصفها
إشارات خضراء لصالح الولايات
المتحدة. كاتب
وباحث يمني ============================= آخر
تحديث:الخميس ,22/07/2010 عبد
الزهرة الركابي الخليج على
مشهد الأحداث الأخيرة والعلاقة
التي سادت في تقلبها الظاهري
بين إدارة أوباما ورئيس الحكومة
“الإسرائيلية” نتنياهو، راح
المراقبون والمحللون يسهبون في
فصول ومراحل هذه العلاقة، حتى
إن هؤلاء المراقبين في حين
اعتبروا نتنياهو هو مدرب الساحة
وأوباما اللاعب فيها، وفي حين
آخر استدركوا بشكل عكسي، مع
تنويههم: إن الدولة الصهيونية
هي ولاية أمريكية في قلب
المنطقة العربية . واليوم
هناك ضجة إعلامية وسياسية في “إسرائيل”
على أثر اكتشاف شريط فيديو قديم
يظهر فيه نتنياهو متحدثاً لأسرة
“إسرائيلية”، وقال خلال
حديثه، إنه هو من دمر اتفاق
أوسلو، وإنه يحرك أمريكا كما
يشاء . ومن
أعلاه، فإن نتنياهو ربما يواجه
أزمة سياسية جديدة قد تهدد
علاقته بأمريكا، بعدما بثت
القناة “الإسرائيلية” العاشرة
هذا الشريط الذي تم تصويره في
مستوطنة “عوفرا” عام ،2001 دون
علمه، بأن آلة التصوير كانت
تعمل آنذاك، بيد أن مثل هذه
الأزمات الاستعراضية التي
تُثار بين الدولة الصهيونية
وأمريكا على مختلف المراحل
والحكومات “الإسرائيلية”
والإدارات الأمريكية، يظل
ختامها مسكاً للدولة الصهيونية
في كل مرة، وإن كل ما يُقال عن
أزمة، هي مجرد زوبعة في فنجان
حسبما يقول المثل الشائع . وفي
هذا الوقت تحديداً” ووفقا”
لمصادر قريبة من الإدارة
الأمريكية، فإن الأخيرة تحرص
على عدم فسح المجال لأي أزمة
تنشب بينها وبين حكومة “إسرائيل”،
من واقع أن هناك قراراً
استراتيجياً داخل الإدارة
الأمريكية لتغيير طبيعة
العلاقات بين الإدارة
الأمريكية ورئيس وزراء “إسرائيل”
بنيامين نتنياهو، خصوصاً في
الناحية الأمنية، وأن لهذا
القرار علاقة بالمسائل
والتحديات الخارجية التي
تواجهها الولايات المتحدة،
فالإدارة الأمريكية مقدمة على
خطوات حساسة في المنطقة، من
بينها، اقتراب انسحاب القوات
الأمريكية من العراق، لذلك تقوم
إدارة أوباما بحملة تطمينات
لحلفائها في المنطقة، وهي ليست
في وارد تعكير مزاج نتنياهو
خصوصاً والدولة الصهيونية على
العموم . وأوضحت
هذه المصادر أن عدم الاستقرار
في العراق وعدم القدرة على
إدارة عملية سياسية عراقية
داخلية حقيقية يمكن أن توحد
الأطراف المختلفة للمحافظة على
ما اسمته المصادر بالإنجازات
الأمنية التي حققها الجيش
الأمريكي، شكّل أحد الأسباب
التي عرضها رئيس وزراء “إسرائيل”
على الرئيس الأمريكي خلال
لقائهما في البيت الأبيض
مؤخراً، عندما تمسك نتنياهو
بسيطرة “إسرائيلية” على طول
الحدود الشرقية، وأكد أوباما
دعمه الكامل لموقف نتنياهو حول
أهمية السيطرة “الإسرائيلية”
على منطقة الأغوار . ومن
الواضح أن إدارة أوباما وضعت
حداً حاسماً للتطلعات
التفاؤلية التي أبداها البعض في
المنطقة في مستهل مجيء أوباما
على رأس الإدارة الأمريكية، إذ
إن هذه الإدارة باتت رهناً
لتحديات خارجية وداخلية، وهي
بالتالي قامت بفرز واضح بين
الأهم والمهم، حيث تنصبّ جهودها
في هذا الوقت على كيفية
المحافظة على وجودها في العراق
في ما إذا نفذت انسحابها الرسمي
من هذا البلد المحتل والذي يشهد
تدهوراً مستمراً، كما لا ننسى
ظروف قواتها المضطربة في
أفغانستان، بعدما راح حلفاؤها
ينسحبون أو ينسلون من هناك
واحداً بعد الآخر . وكذلك
فإن أمريكا تبتلع على مضض حجم
التنازلات غير المعلنة التي
قدمتها إلى روسيا والصين وبعض
الدول الأخرى، كمساومة على
موافقة هذه الدول على العقوبات
التي فُرضت على إيران في الفترة
الأخيرة، ناهيك عن أن أمريكا
خيبت ظن المراهنين عليها في
إيجاد حل عادل لقضية الشرق
الأوسط، بعدما اتضح تأكيداً
ومرة تلو الأخرى، أن واشنطن ليس
بمقدورها أداء دورين في قضية
واحدة، أي دور الوسيط أو الحكم
العادل من جهة، ومن جهة أخرى دور
المنحاز الأعمى لأحد الطرفين،
وهي بهذا الحال تحاول خلط
الأوراق، لاسيما بين أوراق
الملف النووي الإيراني وأوراق
قضية الشرق الأوسط، بغرض تفريغ
القضية الأخيرة من كل عناصر
ديمومتها ومناعتها، بعدما جعلت
“إسرائيل” معنية بدرجة قصوى في
الملف المذكور، بل وتُعد أحد
مخالب القط التي تهدد بها الملف
النووي الإيراني، وفي هذا
السياق ذكرت أنباء من مصادر
مطلعة في شمال العراق، أن
الوجود “الإسرائيلي” في شمال
العراق ولا سيما في قاعدة (زاويته)
أصبح أكثر ظهوراً وحركة من ذي
قبل في الفترة الأخيرة، وتضيف
هذه المصادر أن هذه القاعدة (المجمع
الصناعي ظاهرياً) شوهدت فيه
معدات استخبارية واستمكانية
ورادارية على الرغم من أشكالها
التمويهية والمخادعة . وعليه،
إن أمريكا أوباما و”إسرائيل”
نتنياهو، لا يمكن فصلهما عن
بعضهما بعضاً في المدار
الاستراتيجي حكماً، وإن كل ما
يُقال عن أزمة هنا وأزمة هناك في
المدار المرحلي، يظل هواء في
شبك، لأن أمريكا والدولة
الصهيونية تتكئان على قاعدة
مؤسساتية واحدة يتحكم بها (ريموت
كونترول) واحد، هو اللوبي
الصهيوني، وقد يرحل أوباما عن
الإدارة الأمريكية وكذا الحال
بالنسبة لنتنياهو عن الحكومة “الإسرائيلية”،
بينما هذه القاعدة المؤسساتية
الواحدة تعمل تواصلاً لتحقيق
أهدافها وأغراضها الواحدة، حتى
لو اختلفت المسميات والمواقع . ============================= الملف
النووي الإيراني: مربكات صنع
القرار آخر
تحديث:الخميس ,22/07/2010 يوسف
مكي الخليج في
الحديث السابق، ناقشنا بعضاً من
العوامل الجيوسياسية التي تحول
دون إقدام الإدارة الأمريكية،
على اتخاذ قرار بتوجيه ضربة
عسكرية لإيران، رغم تشابه
جغرافيتها الطبيعية والبشرية
بالعراق . إن اللوحة
الفسيفسائية المجتمعية،
الإيرانية المعقدة، من شأنها أن
تجعلها رجراجة ورخوة، كونها
تفتقر إلى وحدة اللغة والتاريخ
والثقافة، وتم نسجها بقوة الأمر
الواقع . وكان بإمكان الأمريكان
استثمار الواقع الإثني
والديني، لإضعاف إيران . لقد
حالت الولايات المتحدة
واللاعبون الكبار دون العبث
باستقرار هذا البلد، بسبب موقعه
كعازل بين الدب القطبي والمياه
الدافئة، وكانت لذلك بالتأكيد
علاقة مباشرة، بمعادلات
التوازن الدولي . عامل
آخر مربك في صناعة القرار، له
علاقة مباشرة باحتلال
أفغانستان والعراق . فقد بنت
الإدارة الأمريكية، جلّ
حساباتها في احتلال البلدين،
على التنسيق مع القيادة
الإيرانية . وأكد هذا الأمر
السيد هاشمي رفسجناني رئيس
مصلحة تشخيص النظام، وحميد آصفي
الناطق باسم الخارجية
الإيرانية، وعلي لاريجاني رئيس
مجلس الشورى، بالقول إنه ما كان
بإمكان الولايات المتحدة
احتلال أفغانستان والعراق لولا
التعاون والتنسيق الأمريكي مع
القيادة الإيرانية . إن
قراءة الخريطة السياسية للقوى
التي اصطفت مع الاحتلال تمنح
أرجحية لأقوال المسؤولين
الإيرانيين . فالاحتلال
الأمريكي لأفغانستان بدأ مساره
من الجهة الغربية، قريباً من
الحدود الإيرانية، من منطقة
مزار شريف، متجهاً شرقاً، وكان
العمود الفقري للقوى الأفغانية
التي ساندت الاحتلال، هم خصوم “طالبان”،
وحلفاء إيران المدعومين بمالها
وسلاحها . بالنسبة
للعراق، تبدو الصورة أوضح
بكثير، فقد جاء “المعارضون
العراقيون” من المناطق الكردية
في الشمال، ومن الحدود الشرقية
مع إيران . وتسللت “قوات بدر”
ومجموعات “حزب الدعوة” إلى
العراق، من إيران مستغلة حالة
الحرب، وبدأت مباشرة في
الاستيلاء على مقار الدولة
العراقية، وجعلتها مكاتب ومقار
لها . ولأن
العملية السياسية الأمريكية في
العراق، قامت على أسس إثنية
وطائفية، كان لا بد من أجل
إنجاحها، التنسيق مع إيران
وحلفائها . وهكذا تأسس المجلس
الانتقالي للحكم، في غالبيته من
حلفاء إيران . وجرت الانتخابات
في ما بعد، على شاكلة النموذج
اليوغسلافي، الذي أريد له أن
يكون مستنسخاً كربونياً، من دون
تعديل أو شطب ل “العراق
الديمقراطي الجديد” . ولاحقاً
تم تشكيل مؤسستي الشرطة،
والقوات المسلحة وكانت
ميليشيات بدر وقوات حزب الدعوة،
هما المخزون البشري الذي مد
الأمريكيين بما يحتاجون إليه
لتشكيل هاتين المؤسستين،
وأيضاً لاستحداث مؤسسات الخدمة
العامة . إن
مواجهة إيران عسكرياً من قبل
الأمريكيين، تعني في أبسط
أبجدياتها، فشل مشروع احتلال
أفغانستان والعراق، فذلك من
شأنه أن يبقي القوات الأمريكية
رهينة لمصلحة إيران، وطالما
بقيت القوات الأمريكية في
العراق وأفغانستان، فلن يكون
بإمكان الأمريكيين الإقدام على
اتخاذ أي خطوات عسكرية جدية ضد
إيران . إن
المواقف الأمريكية تجاه تطورات
العملية الانتخابية الأخيرة في
العراق، لا تشي باستعداد
لممارسة أي ضغط عملي على إيران
لإيقاف برنامجها النووي،
فأمريكا وقفت متفرجة في
الأسابيع المنصرمة، وهي تشهد
الضربات تكال لحلفائها . إن أي
موقف أمريكي متصلب تجاه الملف
الإيراني، لن يكون حقيقياً إن
لم يقابله تصلب آخر تجاه منع
إيران من التدخل في سير العملية
السياسية في العراق . فمن غير
المعقول أن تقوم الإدارة
الأمريكية بضغوط على إيران تصل
إلى التهديد بالعمل العسكري،
بينما هي تسلم مقادير مصالحها
لحلفاء إيران في العراق . إن ذلك
يبدو فعلاً مستهجناً، خاصة أن
هذه الإدارة تملك خيارات سياسية
أخرى في العراق، من شأنها
الإسهام في إضعاف النفوذ
الإيراني . وإذا
أخذنا في الاعتبار أن السياسة
هي فن الممكن، وأن الحرب هي
الأخطر بين الخيارات لتحقيق أي
هدف مطلوب، فإن كل ما هو متوافر
من معلومات، يشير بلا أدنى شك
إلى استحالة اللجوء للخيار
العسكري الأمريكي، في هذه
المرحلة رغم تلويح المسؤولين
الأمريكيين به . ولذلك فإننا لا
نتوقع أية مواجهة عسكرية حقيقية
لإيران، إلا إذا تمت معالجة
الأوضاع الأمنية المتدهورة في
أفغانستان، وتم تنفيذ وعد
الرئيس الأمريكي، باراك أوباما
بالانسحاب من العراق عام ،2011
عندها فقط يكون بمقدور
الأمريكيين، المبادرة
والمناورة، واتخاذ خطوات جدية
بحق الملف الإيراني، بما في ذلك
استخدام القوة العسكرية . الخيار
الآخر، ألا تستسلم الإدارة
الأمريكية لمأزق تحالفها
القاتل مع الإيرانيين في
أفغانستان والعراق، وأن تلجأ
للحرب بالوكالة، من خلال تشجيع
“إسرائيل”، على توجيه ضربة
جوية للمنشآت النووية
الإيرانية، ويكون الدور
الأمريكي في هذه الحالة
مستتراً، ومقتصراً على تقديم
الدعم المادي واللوجستي، من
تسهيل وتنسيق لعمليات العبور
والطيران، وتوفير الصور
والمعلومات عن مواقع المفاعلات
والمؤسسات النووية . وليكون دور
الإدارة الأمريكية اللاحق،
ومعها حلفاؤها، والمجتمع
الدولي، العمل على تهدئة
الموقف، والاكتفاء بإصدار
بيانات خجولة من البعض تنتقد
العملية، وأخرى صاخبة تمارس
الشجب والاستنكار، ثم تعود
الأمور إلى مجراها الطبيعي بعد
أن تكون الإدارة الأمريكية و”إسرائيل”
قد تمكنتا من إنجاز أهدافهما في
تدمير طموحات إيران . لكن
مثل هذا الخيار، ينقصه قياس رد
الفعل الإيراني، تجاه هذه
العملية . هل ستقدم القيادة
الإيرانية على ممارسة حقها في
الدفاع عن سيادتها، في حالة
تعرض منشآتها النووية لهجوم؟
وهل بالإمكان اللجوء إلى
سيناريوهات أخرى بديلة؟ وما
إسقاطات أية مواجهة عسكرية
مقبلة على الأوضاع الإقليمية
عامة، والأوضاع في منطقة الخليج
العربي بشكل خاص؟ رغم
صعوبة إقدام الإدارة الأمريكية
على توجيه ضربة عسكرية لإيران،
نتيجة للعوامل التي تعرضنا لها،
فإن مانشيتات الصحف، والتقارير
الإخبارية والتصريحات
والتحركات، وردود الأفعال،
والإعداد النفسي والإعلامي
للحرب تؤكد أن المواجهة
العسكرية مقبلة لا محالة . ومع
ذلك فإننا للأسباب التي تعرضنا
لها، لا نسلم بإمكان قيام هجوم
شامل على إيران، في هذه
المرحلة، على الأقل . إن البديل
عن ذلك، في ظل الظروف التي تمر
بها المنطقة، وأوضاع
الأمريكيين و”الإسرائيليين”،
لن يتعدى، كما أوضحنا سابقاً،
شن حرب محدودة، من قبل الكيان
الصهيوني، يمكن أن نطلق على هذه
العملية مجازاً “حرب تحريك” . وحرب
التحريك مفهوم دخل في القاموس
العربي، كمصطلح سياسي إثر حرب
أكتوبر/ تشرين الأول عام ،1973 ففي
تلك الحرب عبرت القوات المصرية
عدة كيلومترات شرق القناة،
وتوقفت بعد ذلك مباشرة، في ما
أطلق عليها “الوقفة التعبوية”
. والوقفة التعبوية عادة تستخدم
بمدلولات عسكرية واستراتيجية،
تتيح للقادة العسكريين تقييم
الموقف وتوفير مستلزمات
الإجهاز على الخصم من عدة
وعتاد، لكنها في حرب أكتوبر/
تشرين الأول أخذت مدلولاً
سياسياً وليس عسكرياً . وكان
من نتيجة الوقفة التعبوية،
وحالة الاسترخاء التي ارتبطت
بها، أن تمكن الجنرال “الإسرائيلي”،
أرييل شارون، من إحداث ثغرة
الدفرسوار، والتوجه بكتيبة
دبابات “إسرائيلية” إلى غرب
القناة، ومحاصرة الجيش المصري
الثالث، شرق القناة . تكشف
لاحقاً أن الحرب برمتها هدفت
إلى كسر الجمود المتمثل في حالة
اللاسلم واللاحرب، وأن المراد
منها هو أن تمثل انتقالاً
استراتيجياً، ليس فقط في التوجه
إلى التفاوض السلمي مع
الصهاينة، لكن أيضاً في تغيير
خريطة التحالفات الدولية
والإقليمية، حيث أصبحت بعدها
مجمل “أوراق اللعبة” في يد
إدارة الرئيس الأمريكي،
ريتشارد نيكسون، ومستشاره
لشؤون الأمن القومي، ووزير
خارجيته لاحقاً، هنري كيسنجر .
ونتج عن تلك الحرب المحدودة
إعادة تنشيط التحرك السياسي،
وفصل القوات على الجبهتين
المصرية والسورية، ومن ثم تحقيق
فك ارتباط آخر على الجبهة
المصرية، والمضي قدماً
بالعملية السلمية حتى توقيع
اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 . إذاً،
حرب التحريك، هي عملية عسكرية
محدودة تتيح الفرصة للأطراف
الدولية للدخول على الخط،
وتوجيه المفاوضات بدرجات
متفاوتة، تبعاً لأوراق الضغط
المتاحة، لدى أطراف الصراع . ومن
المفترض أن يؤدي تدخل هذه
الأطراف إلى انفراج الموقف،
وربما تسهم في تغيير خريطة
التحالفات، وخلق معادلات جديدة
سياسية مغايرة لتلك التي كانت
سائدة قبل إطلاق شرارة الحرب . ويبقى
السؤال قائماً عن الخيارات
البديلة، أو السيناريوهات التي
يمكن أن تلجأ إليها الإدارة
الأمريكية، لكبح جماح الطموحات
النووية الإيرانية، وما
الأوراق التي في حوزة الإدارة
الأمريكية إن هي قررت الإقدام
على ارتكاب مغامرة عسكرية . ============================= السلطة
السياسية ومعضلة الانتقال إلى
الديموقراطية الخميس,
22 يوليو 2010 عزمي
عاشور * الحياة قدر ما
قدمت خبرة السياسة في المجتمعات
العربية من وقائع وأحداث لم
نتمنَ حدوثها بقدر ما كان هذا
التاريخ بوقائعه يصلح لتحليل
مدى صحة أو خطأ فرضية النظريات
السياسية. فمفهوم السلطة، على
سبيل المثال، في الأشكال
المختلفة التي مورس بها من نخبة
الحكم، كان له لون ورائحة
مختلفان يتميز بهما عما هو
موجود من تطبيقات في المجتمعات
الأخرى، من احتكار للسلطة
وعمليات استئصال للنخب السابقة
وللمنافسين الحاليين. والسؤال
بالتالي، ما هي العوامل التي
تدفع بها هذه المجتمعات نخبتها
أو طبقتها الوسطى، إن وجدت، لأن
تتعايش وتخلق مثل هذه الثقافة
الاستئصالية؟ إن المتتبع لنصف
قرن من الحكم الوطني لمجتمعات
لم تكن من قبل منعدمة التحضر قبل
آلاف السنين مروراً بالحضارة
الفرعونية ثم البابلية
والأشورية ثم الحضارة العربية
الإسلامية سواء في المشرق
العربي أو في الأندلس، يجد
علامات استفهام كثيرة على هذا
الواقع. فقد يكون متغير الزمن هو
السبب وقد يكون أننا نقيس مرحلة
التخلف التي تعيشها هذه
المجتمعات في فترة قصيرة قد
تمتد الى جيل أو جيلين، في حين
أن الانتقال من الانحدار
والتخلف الى التقدم يحتاج
قروناً عدة، كما تدلل على ذلك
شواهد التاريخ. قد يحمل هذا
التفسير جزءاً من الصحة، إلا
أنه يجب ألا نغفل أن عملية
التقدم عند مقارنتها بالماضي
باتت مختلفة كمياً وزمنياً،
فالثورة المعرفية والتكنولوجية
قللت من الفترات الزمنية التي
قد تنتقل فيها المجتمعات من
مراحل متخلفة الى مراحل متقدمة
مثل حال الدول النامية التي
انتقل كثير منها من الدول
المتخلفة إلى دول متقدمة في
غضون عشرات السنين. ثانياً، ان
الفجوة المعرفية لم تعد مثلما
كانت في الماضي بل تطورت الى
الدرجة التي أصبح فيها البشر
بسبب الثورات التكنولوجية
والمعرفية كأنهم يعيشون في مكان
واحد، أي أنه حدث توحد في الزمن
على رغم آلاف الأميال التي تفصل
بينهم. فالرسالة الإلكترونية
التي يتلقاها من هو قابع في أقصى
الأرض في اللحظة نفسها التي
ترسل اليه كسرت حاجز المكان
وانتصر فيها الزمن على المكان.
بالتالي فمعايير التقدم
الماضية لا يمكن أن نطبقها على
الوقت الحاضر. وثالثاً،
ان المجتمعات التي نعيش فيها لا
تختلف عن المجتمعات المتقدمة
إلا في المضمون، أما من حيث
الشكل والاستهلاك واستخدام ما
أفرزته الحضارة فهي تستخدم ما
يستخدمه العالم المتقدم،
فأصبحت مظاهر الحضارة الحديثة
التي تكتسي بها مجتمعاتنا من
دون أن تمس عقولنا بمثابة
السراب الخادع، ومن ثم فليست
هناك مبررات لنقول إننا نحتاج
إلى مئات السنين لنمر بمرحلة
التحول التي تنقلنا إلى مجتمعات
متقدمة. وعلى رغم ذلك مر ما يزيد
على مئة سنة منذ دخولنا
واندماجنا، ولو سطحياً
بالحضارة الحديثة، ولم تحدث
النقلة التي تشعرنا بذاتنا
كمجتمعات لها كيانها العقلي
والمعرفي. وهو ما ينم عن أعراض
لمرض كبير متغلغل داخل مناح
مختلفة. ولنأخذ
مثالاً، ولتكن ممارسة السياسة
في شكل السلطة السياسية في
مجتمعاتنا، ليس حباً بها وإنما
لكونها لعبت دوراً سواء بطريق
مباشر أو غير مباشر في تنميط
مجتمعاتنا لتكون من بين
المجتمعات التي ليس لها عقل،
وإن كانت لها ألسن وحناجر زاعقة.
فما هي حكاية السلطة السياسية
التي كانت سبباً للدمار أكثر من
كونها سبباً للبناء، وسبباً لبث
الرعب والإرهاب أكثر من أن تكون
سبباً للأمن والاستقرار،
وبدلاً من أن تكون الحصن المنيع
لمنع العدوان كانت بمثابة
البوابة التي دخل منها الأعداء
ليحتلوا الأوطان؟ والأمثلة على
ذلك كثيرة، إلا أن نموذج الدولة
العراقية يمثل حالة واقعية
للدراسة لكونها ابتليت بفرد
ديكتاتور ومجتمع فرغت نخبته
السياسية والثقافية وهربت
لتنجو بنفسها من المشانق وتعيش
مشردة خارج الوطن. وهو الأمر
الذي جعل دولة بحجم العراق
وبتاريخه تسقط بسهولة وفي أيام
بيد الاحتلال الأميركي نظراً
لهذا الخواء المجتمعي والخواء
الأمني والرعب الذي ظل مزروعاً
داخل المجتمع جراء ممارسة
السلطة السياسية بنهج الرئيس
صدام حسين وعقليته القائمة على
أهمية ومحورية الزعيم الواحد
وما دون ذلك فطريقه عدم الوجود.
حتى النخبة الحاكمة التي جاءت
بعد ذلك على ما يبدو لم تتعلم
الدرس وكانت قصيرة النظر ولم
تقرأ تاريخ العراق جيداً
والمساوئ التي وصل إليها بأخطاء
نخبته السابقة وسارت على نهجه
وإن كان بعقيدة سياسية مختلفة.
فرئيس الوزراء نوري المالكي
الذي انتهت ولايته، دشن قبيل
الانتخابات قانون اجتثاث حزب
البعث، تمشياً مع ثقافة النخبة
العراقية السابقة، وزاد عليها
أن طعمها بفكاهة «ولاية الفقيه»
ولجنة الحكماء في شكل ضمني
مستتر. حتى بعد حدوث الانتخابات
وظهور نتيجتها التي لم تأت
بالشكل الذي رسم له الديكتاتور
الجديد، كان السعي الدؤوب على
مدار الأشهر الماضية لتعطيل
تشكيل الحكومة والدخول في
تفاعلات وتحالفات وتمر الأيام
وتشكيل الحكومة معلق. والمهم مع
كل هذه التفاعلات أن عمليات
القتل والتفجيرات وسقوط
ضحاياها لم تتوقف يوماً واحداً،
فأصبح نادراً ألا نسمع انفجار
سيارة ملغومة يروح ضحيتها
المئات من الأبرياء الذين لا
حول لهم ولا قوة، غير أن حظهم
العاثر أوجدهم في المكان الذي
حدث فيه التفجير. وكي
يخرج العراق من هذا النفق
المظلم، فإن على النخبة التي
تحكم أو التي ستأتي أن تعي
تماماً من خلال تاريخ العراق أن
ثقافة الهدم والاقصاء كانت
سبباً في عدم خلق استمرارية
وبناء داخل العراق الحديث وأدت
في النهاية الى الاحتلال.
ثانياً: على هذه النخبة أن تنظر
إلى العراق ككيان واحد وأن
تتعلم من التاريخ ولا تسير على
النهج السابق بتفضيل فئة على
أخرى، فذلك لا يبني وطناً بقدر
ما يزرع الضغائن بين المهضومة
حقوقهم، ف «تشييع» السياسة
العراقية في الوقت الحاضر هو في
جزء منه نتيجة لسياسة الرئيس
صدام حسين السلبية تجاه الشيعة.
وما يلفت في الحالة العراقية هو
أنها صورة مصغرة لمجتمعاتنا
العربية مع اختلاف الدرجة
والحدة في الخطورة، فتفاعلات
السياسة تكون كاشفة لأمراض
كثيرة موجودة في عقلية النخبة
الحاكمة ومن ثم المجتمع. فما
يحدث في العراق ينطبق في شكل آخر
على الفلسطينيين في الصراع ما
بين «فتح» و «حماس» وانقلاب
الأخيرة على الأولى بالمنطق
نفسه، وهو المتمثل في الهدم
والإقصاء والعمل الدؤوب من قادة
«حماس» للقضاء على شرعية الماضي
ومحاولة خلق شرعية دينية مرتبطة
بهذه الحركة وبقادتها الجدد. من
هنا، نجد أن مفهوم السلطة
السياسية في ممارسته لم يقدم
لنا تجربة تعبر عن التراكم
والبناء أكثر من كونه قدم تجارب
تقوم على عملية الهدم والإقصاء
لسابقيها، باستثناء نماذج
محدودة. وتفشي ثقافة الهدم
والاقصاء في مقابل غياب ثقافة
البناء والتداول يمكن استشعاره
في نشوء ثقافة الراديكالية ليس
بين القوى السياسية فقط وانما
داخل الثقافة المجتمعية نفسها
التي أصبحت على رغم قدرتها على
التمتع بأحدث منتجات الحضارة
الحديثة، إلا أن لديها القدرة
على أن تحمل أفكاراً وقيماً
ترجع إلى مئات السنين. وباتت
قضايا ثانوية هي المتحكمة بهذه
العقلية كالقضايا الدينية
ممثلة في موجة من الفتاوى تتسيد
المشهد الثقافي ليس بسبب
سطحيتها فقط لما تتناوله من
موضوعات وإنما لهذا الاهتمام
والانشغال الكبير من جانب
المجتمع بها، وكأن هذه الفتاوى
هي الطريق الى اخراج هذه
المجتمعات من الفقر والجهل
والجوع ومظاهر التخلف الموجودة
عليها. من
هنا، فإن تبلور ثقافة الهدم في
السلطة السياسية ما هو إلا
تتويج لمراحل سياسية سابقة
اعتلت فيها الثقافة الرجعية
والراديكالية قمة الهيمنة، فلم
تتولد في المقابل ثقافة قائمة
على التعددية والتسامح وقبول
الآخر ومن ثم تداول السلطة في
شكل سلمي عبر انتخابات تتسم
بالشفافية. والنتيجة أننا نعجز
عن أن نشهد حالة واحدة لانتقال
السلطة من نخبة إلى أخرى وسط
معايير تعلي من قيمة العدالة،
فالعكس هو الصحيح. *
كاتب مصري ============================= بترايوس
على طريق مكافحة التمرد
الأفغاني الاربعاء,
21 يوليو 2010 فرد
كابلن * الحياة ثمة
خبران هما مرآة مكامن الضعف
والقوة في الحرب بأفغانستان.
والخبر الجيد ورد من أفغانستان
ونشرته، اليوم، صحيفة «واشنطن
بوست». فالجنرال ديفيد بترايوس
نجح في إقناع الرئيس الأفغاني،
حامد كارزاي، بإنشاء وحدات
محلية تتصدى لطالبان. وهذه خطوة
كبيرة لا يستهان بها. ولكن
الخبر السيئ بلغنا في تحقيق
نشرته «وول ستريت جورنال».
فالرياح لم تجرِ على ما ارتجت
سياسة توفير خدمات للأفغان، وهي
أحد ابرز اركان استراتيجية
ادارة أوباما لمكافحة التمرد،
ولم تبلغ السياسة هذه أهدافها.
فمشروع «ياروسلاف تروفيموف»
الضخم - وهو أنفقت الولايات
المتحدة عليه أكثر من 100 مليون
دولار لترميم منشآت الطاقة
الكهربائية في كاجاكي بجنوب
افغانستان - نجح في مضاعفة كمية
انتاج المنشأة الكهربائية التي
تمد بالطاقة محافظة هلمند.
وترمي السياسة الاميركية
التنموية الى تحسين حياة
الافغان لاستمالتهم الى
الحكومة وإبعادهم عن «طالبان»
التي تسيطر على أجزاء كبيرة من
هلمند. وتجبي
طالبان فواتير الكهرباء شهرياً
من الأهالي، وتستخدم الأموال في
قتالنا. وعلى هذا، يحسب الأهالي
أن الفضل في رفع حصة هلمند من
الطاقة يعود الى طالبان. وتشير
نتائج مشروع كاجاكي غير
المتوقعة الى ثغرتين في مقاربة
توفير الخدمات الاميركية،
الاولى هي استساغة وكالات
المساعدات الاميركية الخطط
الكبيرة. وهذا النوع منها لا
يجدي في دول تنهشها الحروب. ففي
وسع المتمردين سرقة الطاقة أو
جباية ثمنها. وطوال
أشهر، دار النقاش بين المسؤولين
العسكريين والمدنيين
الاميركيين على المسألة هذه.
فالقادة العسكريون يقولون إن
مولدات الديزل الصغيرة تكفي،
بينما يرى القادة المدنيون أن
تكلفة كهرباء المولدات الضخمة
أرخص كثيراً من تكلفة تلك
المنتجة في المولدات الأصغر
حجماً. ولا شك في أن كهرباء
المنشآت الكبيرة أرخص، ولكنها
لا تسهم في تقويض نفوذ «طالبان»
واستمالة الافغان الى حكومتهم.
والثغرة الثانية هي أن
المقاتلين والأهالي يستفيدون
من الخدمات الاجتماعية. ويرى
ديفيد كيلكولن، مستشار الجنرال
بترايوس السابق، أن أكثر ما
يرغب فيه الافغان ويحتاجون اليه
هو العدالة، وأن «طالبان»
وفرتها لهم. ففي مناطق نفوذها،
أنشأت «طالبان» المحاكم،
وأصدرت صكوك ملكية، وافتتحت
مكاتب تلقي شكاوى المواطنين
ومعالجتها. و «النظام الافغاني
لا يقدم مثل هذه الخدمات. وإذا
قصد أحدهم مخفر الشرطة لتقديم
شكوى يُضرب لإزعاجه الشرطة.
والمحاكم الافغانية تأخذ
أشهراً للبت في قضايا صغيرة
وثانوية، وتصدر الاحكام لمصلحة
من يدفع الرشوة الاكبر. بينما
محاكم طالبان تصدر الاحكام في 30
دقيقة من غير مقابل، وتتولى
عناصر الحركة تطبيق أوامر
المحكمة»، على ما يروي كيلكولن. وعدالة
طالبان خشنة وقاسية، ولكنها
ترسي النظام. والعامل الحاسم في
الحرب هذه هو قدرة الحكومة على
مضاهاة حكم طالبان، على قول
كيلكولن. فالمشكلة ليست في تفوق
المقاتلين علينا في ساحة
المعركة، بل في ساحة الحكم
والحوكمة. ولا
يكتب النجاح لحملة مكافحة تمرد
ما لم تمد الجسور بين الافغان
وحكومتهم. وخطة بترايوس إنشاء
قوات شرطة محلية واعدة. وفي
البدء، رفض كارزاي الخطة خشية
أن تفضي الى بروز ميليشيات
مسلحة وأمراء حرب، على زعمه. وهو
ربما خشي أن تقوض سلطة نظامه.
وعاد كارزاي الى الموافقة على
الخطة، بعد قبول بترايوس إرساء
صلات رسمية بين الشرطة المحلية
والحكومة من طريق أداء القوات
هذه القسم وارتداء الزي الموحد
وتقاضي الرواتب من وزارة
الداخلية. وخطة بترايوس هي خطوة
على طريق مكافحة الافغان أنفسهم
التمرد. *
معلق، عن موقع «سلايت»
الالكتروني الأميركي، 14/7/2010،
اعداد منال نحاس. ============================= الاربعاء,
21 يوليو 2010 مادلين
بانتينغ * الحياة أقر
النواب الفرنسيون قانوناً يحظر
ارتداء النقاب في الأماكن
العامة. وهذا خبر تقشعر له
الأبدان. ويأمل المرء في أن ينقض
المجلس الدستوري أو محكمة حقوق
الانسان الأوروبية القرار هذا.
والمحكمة العليا الفرنسية
نبّهت الى أن حظر النقاب يخالف
الدستور. وتناول مسألة النقاب
يوجه سهام النقد الى قلة من
النساء اخترن ارتداء هذا الصنف
من اللباس، ويشهّر بهن. وتقدر
الحكومة الفرنسية عدد المنقبات
بنحو 2000، من 5 ملايين مسلم. والرد
السياسي على المسألة في غير
محله. فالنقاب والبرقع هما
تفسير حدّي لمبدأ الحشمة الذي
يدعو الاسلام المسلمات الى
التزامه. وعدد قليل من علماء
الاسلام يوصي بارتداء النقاب.
وهو طارئ على عدد من المجتمعات
الاسلامية، على نحو ما هو غريب
عن الغرب. واليوم،
يتزايد عدد الشابات اللواتي
يخترن ارتداء النقاب وسيلة
لاشهار هويتهن واثباتها.
والتوسل بسلطة الدولة لتحديد
معايير اللباس في الأمكنة
العامة ينتهك حرية المواطنين
الخاصة في اختيار ازيائهم. وفي
دوائر العلانية الغربية، القيد
الوحيد على الافراد هو ارتداء
ملابس، مهما كان نوعها. فالنساء
اللواتي يرتدين التنورة
القصيرة يجلسن في الباص في جوار
أخريات يرتدين الساري الهندي أو
لباساً مدينياً أو لباس ال «سلوار
كاميز» (زي هندي). ولا تقام صلة
بين الدلالات الثقافية التي
تعلنها هذه الأزياء وبين الدولة. ولا
تتستر المناقشة الفرنسية
للحجاب على عنصريتها. وما يريده
الفرنسيون هو الحفاظ على هوية
بلدهم، بذريعة حماية «أسلوب
حياتهم». وهم يخيروننا أمرين:
إما مع رأيهم أو ضده، أو التخلي
والمغادرة. والنائب المحافظ،
فيليب هولوبون، سوغ مشروع قانون
يحظر الحجاب بالقول ان اسلوب
الحياة البريطاني يقوم على «المشي
في الشارع، والابتسام للناس
والقاء السلام عليهم». فكم من
الشوارع البريطانية يصح فيها
هذا الوصف المثالي؟ وهذا قرينة
على عبث سياسات ترمي الى
التشريع قياساً على ماض يزوق
وينصب معياراً. والمفارقة
هي أن الحظر هو مرآة هاجس الهوية
والوجه في زمن يقضي أهله معظم
الوقت وهم يتحادثون «اونلاين»
من غير السفور عن اسم ولا تعريف.
ويتحاشى معظم الناس الذين
يتنقلون في دائرة الحياة العامة
النظر بعضهم الى بعض. ولا يدعو
هذا الذين يحضون على حظر النقاب
الى الكف عن التذرع بدور الكشف
عن الوجه في التخاطب والتواصل. *
صحافية، عن «غارديان»
البريطانية، 20/7/2010، إعداد منال
نحاس ووضاح شرارة ============================= تساؤلات
حول الخطوات المقبلة والهواجس
حيال المحكمة اتصالات
التهدئة تبرز الدور السوري "الجديد"
بين الأطراف روزانا
بومنصف النهار 22-7-2010 سعى
بعض الاتصالات في اليومين
الاخيرين الى تنفيس الاحتقان
السياسي في البلاد خطوة اولى
على طريق وقف السجالات التي
أشعلها الموقف الذي اعلنه
الامين العام ل"حزب الله"
السيد حسن نصرالله الجمعة
الماضي اذ اعتبر المحكمة
الدولية التي ستحاكم المتهمين
باغتيال الرئيس رفيق الحريري
مشروعا اسرائيليا. ومع ان نواب
الحزب حرصوا على الرد على ردود
الفعل على ما اعتبر تهديدات
وجهها السيد نصرالله، فان كثرا
لاحظوا سعيا لدى هؤلاء الى
التخفيف من انطباعات سادت عن
وطأة الخطاب على الاستقرار
الداخلي من دون التخلي عن
اقتناع بأن الهواجس التي عبر
عنها الامين العام حول ما يحتمل
ان يؤول اليه القرار الاتهامي
للمحكمة الدولية صائبة. ولاحظ
بعض القريبين من الحزب انه ليس
بعيدا من خط تهدئة الامور ولو
انه يبرر موقفه بانه لا يمكن ان
يترك احتمال ان يصل القرار
الاتهامي للمحكمة اليه ويبقى
ساكتا. لكن
ازاء التلويح بمواقف اخرى
يستكمل فيها السيد نصرالله
حملته على المحكمة كما تردد،
فإن توزع الاهتمام في اتجاهين
بصرف النظر عن واقع التهدئة
الظاهرية التي يمكن ان تعود
لتهيمن على الاجواء نتيجة
الاتصالات التي تخطت الحدود
اللبنانية في اتجاه سوريا.
الاتجاه الاول يتصل بتساؤلات
طرحت في ضوء تقويم الخطاب الذي
ادلى به السيد نصرالله والذي
اعتبر كلاما خطيرا جدا وينطوي
على احتمالات خطيرة جدا بدورها.
وهذه التساؤلات تتصل بكيفية
تمظهر ما يعتبره كثر تهديدات
حملها كلامه ومتى؟ وخصوصاً ان
كلامه ارفق بكلام لا يقل خطورة
لرئيس "التيار الوطني الحر"
العماد ميشال عون. وهل ينتقل من
مرحلة التهديد اللفظي الى الضغط
الفعلي ومتى؟ وفي حال لم ينجح
ذلك الى اين سيصل وكيف؟ اذ ان
كلامه موجه اساسا الى الداخل اي
الى رئيس الحكومة سعد الحريري
ومن خلاله الى الخارج اي الى
المحكمة الدولية وربما الى بعض
الدول الراعية لها كفرنسا مثلا
بحيث ان البعض لم يسقط احتمال
ارتباط الحوادث الاخيرة مع
القوة الفرنسية العاملة في
الجنوب بالموقف الفرنسي من
المحكمة. وثمة مصادر ديبلوماسية
باتت تدرك حقيقة ما حصل قبل
اسابيع مع "اليونيفيل"
وتربطه بحساسية الحزب ازاء
المحكمة وفق ما عبر عن ذلك السيد
نصرالله في خطابه الاخير.
ويستمر القلق الفرنسي في هذا
الشأن على رغم ان البعض يسأل اذا
كان مسموحاً دوليا ان تتعرض
القوة في الجنوب لأذى. وتاليا
فان التساؤلات دارت عما اذا كان
سيناريو ما يمكن ان تذهب اليه
الامور سيكون انقلابا من داخل
السلطة اي تفجير الحكومة او
انقلابا من خارجها وفق نظرية
تعيد مشهد الفوضى في لبنان. وتقول
مصادر عليمة ان الساعات القليلة
الماضية تركزت على نتائج ما
ستسفر عنه الاتصالات السورية مع
الحزب باعتبار أن دمشق معنية
مباشرة بأي من الاحتمالات التي
يمكن ان يذهب اليها الحزب مع
ترجيح اتجاهات تنحو اكثر نحو
التهدئة. اذ ان دمشق استقبلت
موفدين للحزب توجهوا الى
العاصمة السورية بعد عودة
الرئيس الحريري الى بيروت من
دون استبعاد بقاء الاتصالات
قائمة على خط موفدين لرئيس
الحكومة الى دمشق ايضاً في
الاطار نفسه. وهي لا يمكنها في
اي حال ان تعتبر نفسها غير معنية
ومن موقعها الجديد بأي من
الخيارات التي يمكن ان يعتمدها
الحزب وفق ما اوحى الكلام
الاخير للسيد نصرالله حول
المحكمة على عكس ما كان عليه
الوضع في 7 ايار 2008 إذ كان لسوريا
دورها في تغطيته وحصد ثماره
ايضا. هذا الدور الجديد للعاصمة
السورية يختلف عن عام 2008 نظراً
الى وجود حكومة لبنانية يحظى
رئيسها بعلاقات جديدة جيدة مع
القيادة السورية وكان
الاستقبال الاخير لنصف وزرائها
تعبيرا عن استبعاد امكان نسفها
من داخل. وهذا الدور السوري
الجديد يحظى بترحيب اوروبي
متزايد ويطمح الى انفتاح اميركي
ومصري في وقت لا يستطيع ان يسقط
او يجهض الانفتاح مع المملكة
العربية السعودية لانه في حال
سمحت سوريا بذلك هي التي يحملها
الغرب المسؤولية عن الحزب فانها
تقامر برمي كل ما جهدت لتحقيقه
في العامين الاخيرين وخصوصا ان
اي فوضى في لبنان ستحمل سوريا
المسؤولية عنها أو عن المشاركة
فيها في حين ان تهدئتها الاجواء
التصعيدية ستكسبها المزيد من
حيث اعادة مسؤوليتها عن
الاستقرار اللبناني الى
الواجهة امام المجتمع الدولي .
وهذا على الاقل ما افادت به
المعطيات السياسية في الساعات
الاخيرة. لكن
تبقى الازمة الحقيقية المتمثلة
في الهواجس الحقيقية التي
اثارها السيد نصرالله من القرار
الاتهامي للمحكمة الدولية بناء
على سيناريوات اعلامية غربية او
سواها والازمة المتصلة بالضغوط
التي بدا ممارستها على الحكومة
ورئيسها في هذا الموضوع كما على
المحكمة. فهو اثار هذه الازمة من
اجل ان يحصل على اجوبة تطمئنه
ولن يكون سهلا تقديم الاجوبة له
من الجانبين المعنيين مباشرة
بما حمله كلامه اي الرئيس
الحريري والمحكمة. فهل تكون
سوريا من يساعد في تقديم
الاجوبة في هذا المجال وهل يحصل
ذلك راهنا ام ان الامر ينتظر
نضوج مساع واتصالات اقليمية
ودولية تكون دمشق محورها؟ ============================= أميركا
ترمّم «جسر الثقة» مع باكستان هدى
الحسيني الشرق
الاوسط 22-7-2010 المؤتمر
في أفغانستان والتركيز على
باكستان، الصين تعهدت بتقديم
تنازلات تجارية إلى باكستان
لدعم اقتصادها في حين أن
الولايات المتحدة والمجموعة
الأوروبية غير مستعدين لذلك
بسبب الركود الاقتصادي العالمي. الصين
دعمت رغبة باكستان في مد خط
أنابيب غاز يأتي من إيران ليصل
إلى الهند، كما تعهدت ببناء
محطتين نوويتين جديدتين (شاشما -
3، وشاشما - 4) في البنجاب، وهذا
الأمر تعارضه الدول الغربية.
واشنطن فضلت عدم الاعتراض
العلني في باكستان وتحاول ثني
الصين عن ذلك لأن هذا يخرق
توقيعها على اتفاقية الحد من
انتشار الأسلحة الذرية في
العالم، ولأن الرئيس الأميركي
باراك أوباما يقترح جعل العالم
كله خاليا من الأسلحة النووية.
الصين ردت بأن الاتفاقية بينها
وبين باكستان موقعة عام 2004 أي
قبل توقيعها على الاتفاقية،
وذكّرت واشنطن بأنها باعت
نيودلهي مواد نووية العام
الماضي. واشنطن المتخوفة من
أخطار المواد النووية في
باكستان، حيث طالبان ومجموعات
متطرفة أخرى يشنون هجمات داخل
باكستان وضد أفغانستان، أرسلت
وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون
إلى إسلام آباد، قبل وصولها إلى
كابل للمشاركة في مؤتمر الدول
المانحة، استعدادا لسحب قوات
هذه الدول من أفغانستان. قالت
كلينتون بعد لقائها وزير
الخارجية الباكستاني شاه محمود
قرشي، إن العلاقات الأميركية -
الباكستانية تسير ببطء من أحسن
إلى أحسن، ورد قرشي بالثناء على
واشنطن وعلى تفهمها وضع باكستان
الحرج. التقارب
الأميركي - الباكستاني الذي
تفرضه الحرب في أفغانستان، يسبب
توترا في العلاقات الأميركية -
الهندية. هذا التوتر «يسعد»
قرشي إذ اتهم وزير الخارجية
الهندي إس إم كريشنا الذي زار
باكستان قبل أيام، بأنه وراء
عدم تحسن العلاقات الهندية. يبقى
التركيز الباكستاني على
أفغانستان، الساحة الخلفية
التي تتنافس عليها مع الهند
الآن. هيلاري كلينتون أرادت
خلال زيارتها إلى باكستان العمل
على إعادة الثقة بين باكستان
وأفغانستان، هي رأت أنه لا يمكن
توفير الاستقرار في أفغانستان،
وعلى المدى البعيد في باكستان،
إذا لم يتحسن التعاون والتنسيق
بين الدولتين. ترى
واشنطن، أنه إذا ما رأت
الدولتان مستقبلا مشتركا
يجمعهما، فإن ذلك أفضل، وإذا ما
اتجهت الدولتان إلى السلام، فإن
ذلك يخفف الخطر عن أميركا وبقية
الدول. ذلك لأنه حتى الآن، لا
يزال فريق من الاستخبارات
الباكستانية يدعم فريقا من
طالبان. هذا الفريق يعتقد بأن
الطريقة الوحيدة لمواجهة
النشاط الهندي، تكمن في أن تكون
لهم مجموعاتهم المسلحة مثل سراج
حقاني وإخوته ووالده، فهؤلاء
سيكونون بمثابة استثمار لهم في
المستقبل القريب عندما تنسحب
القوات الغربية من أفغانستان. (تفكر
الولايات المتحدة بوضع مجموعة
حقاني على لائحة المنظمات
الإرهابية). من أجل
طمأنة باكستان ولتخفيف
مخاوفها، تم التوقيع يوم الأحد
الماضي بين كابل وإسلام آباد،
بحضور كلينتون، على اتفاقية
لفتح الحدود بين الدولتين من
أجل زيادة التجارة المتبادلة
بما فيها البضائع العابرة من
أفغانستان إلى الهند عبر
باكستان. وتمنح هذه الاتفاقية
باكستان منافذ تجارية على آسيا
الوسطى عبر أفغانستان. هذا
الاتفاق اعتبرته واشنطن دليلا
على تحسن العلاقة، وهو يسمح
لأفغانستان بإيصال بضائعها إلى
شرق لاهور، على أن تنقل
الشاحنات في طريق العودة
البضائع الباكستانية إلى
أفغانستان. وهذا لمصلحة باكستان
التي لديها الكثير مما تصدره
إلى أفغانستان، لكنه لا يسمح
بمرور البضائع الهندية إلى
أفغانستان. ذلك أن إسلام آباد
تريد أولا من نيودلهي تسهيلات
لمرور البضائع الباكستانية عبر
الهند إلى النيبال وبوتان. إذا
كان الأمن لم يستتب في ظل حكومة
الرئيس حميد كرزاي - هو يطالب
الأميركيين بالجلوس وجها إلى
وجه مع طالبان لإشراكهم في
الحكم وإنهاء الحرب – فإن
التجارة انتعشت. عقد كرزاي
اتفاقيات تجارية مع إيران،
والهند، وجمهوريات آسيا الوسطى.
وكلها قدمت تنازلات للسماح
للبضائع الأفغانية بالوصول إلى
أسواقها، وكان كرزاي يهدف إلى
تخفيف الاعتماد على باكستان
الشريك التجاري الأول، ومرفأ
تصدير واستيراد البضائع
لأفغانستان. الأميركيون
اعتبروا توقيع البلدين على
الاتفاقية التجارية الجديدة
بمثابة حجر الزاوية لمحاربة
طالبان. وكانت الولايات المتحدة
أعطت باكستان حتى نهاية شهر
نوفمبر (تشرين الثاني) 2009 لتوقيع
الاتفاقية، لكن إسلام آباد
تباطأت متذرعة بأنها تستشير
القطاع الخاص. تعتقد
باكستان وأفغانستان بأن هذه
الاتفاقية، التي تتطلب توسيع
الطرق التجارية الحالية وشق طرق
جديدة، ستخفّض التهريب
والتجارة غير المشروعة عبر
الحدود. لكن، رفض باكستان إعطاء
تسهيلات مرور البضائع الهندية
منها إلى أفغانستان، يعني أن
التهريب سيستمر بسبب إقبال
الأفغان على البضائع الهندية.
هناك أيضا مشكلات أخرى، إذ
يشتكي التجار الباكستانيون من
سياسة التمييز التي تعتمدها
الحكومة الأفغانية، ويطالبون
بأن يقوم التبادل التجاري على
أسس متساوية، وأن توفر كابل
التسهيلات نفسها التي توفرها
إسلام آباد. يقول التجار
الباكستانيون إن الحكومة
الأفغانية تفرض ما نسبته 18%
كضريبة استيراد على البضائع
الباكستانية، بينما لا تفرض أي
ضريبة على البضائع الهندية. كما
تشتكي إسلام آباد، من أن تجارة
العبور الأفغانية هي المصدر
الأساسي للتهريب إلى باكستان،
حيث تتراوح قيمة البضائع
المهربة ما بين 4 إلى 5 مليارات
دولار مما يفقد الخزينة 5.2 مليار
دولار. النجاح
التجاري هذا، لم يمنع هيلاري
كلينتون والمرافقين لها من
التأكيد على أن لواشنطن وإسلام
آباد عدوا مشتركا، أي
الإرهابيين الذين دمروا كثيرا
في باكستان، ويشكلون خطرا على
الولايات المتحدة وبقية أنحاء
العالم. خلال
محادثاتها مع المسؤولين
الباكستانيين ركزت كلينتون على
القلق الذي يقض مضجعها دائما،
من أن يشن الإرهابيون من
باكستان عملية تستهدف
الأميركيين. وشعرت بأن
الباكستانيين يشاركونها القلق
نفسه، وأبلغتهم بأنه، إذا ما
وقعت مثل هذه العملية وتبين أن
مصدرها باكستان، فسيكون لها وقع
سيئ ومدمر على العلاقات بين
الدولتين. وأشارت
كلينتون خلال المحادثات أيضا
إلى «مجموعة حقاني». حتى الآن
رفضت باكستان الهجوم على شمال
وزيرستان لملاحقة هذه المجموعة
التي يعتبرها بعض ضباط
الاستخبارات الباكستانية
استثمارا مستقبليا لهم في
أفغانستان. لكن واشنطن ترى في
هذه المجموعة الخطر الأكبر على
القوات الأميركية والقوات
الأطلسية. لذلك لمحت إلى
إمكانية تكثيف غارات طائرات «الدرونز»
الأميركية لملاحقة هذه
المجموعة. وبعد
انتهاء زيارتها إلى إسلام آباد،
شعرت كلينتون بأن بناء جسر
الثقة بين واشنطن وإسلام آباد
مستمر، واعترفت بأن الجيش
الباكستاني يتكبد خسائر في
ملاحقته للمجموعات المسلحة.
وقال مرافقون لها، إن شبكة
المجموعات المسلحة تشكل خطرا
على باكستان وأفغانستان وأبعد
منهما، وإن كلينتون تتوقع
تعاونا أكبر مع الباكستانيين ضد
كل هذه الشبكات، لأنه لم تعد
هناك من خطوط تفصل بين هذه
الشبكات التي تقوم بعمليات
إرهابية ضخمة في باكستان بالذات.
وأضافوا أن الولايات المتحدة
ستستمر في الضغط على باكستان
لشن عمليات عسكرية ضد هذه
الشبكات. ============================= ريتشارد
كوهين الشرق
الاوسط 22-7-2010 جمعت «واشنطن
بوست» و«نيويورك تايمز»، يوم
الجمعة الماضي، أكثر من 20 خبيرا
ووجهتا إليهم السؤال التالي،
حسب ما ذكرت الثانية: «كيف يمكن
لأوباما استعادة سابق نشاطه؟».
وهو سؤال وجيه لا شك في ذلك، حيث
يشير استطلاع رأي أجرته «واشنطن
بوست» بالتعاون مع «إيه بي سي
نيوز» إلى أن 6 من كل 10 ناخبين «يفتقرون
إلى الثقة في أن الرئيس يتخذ
القرارات الصائبة لصالح البلاد»،
لكن الأسوأ من ذلك أن أوباما لا
ينسب إليه فضل القرارات الصائبة
التي اتخذها، مثل مبالغ الإنقاذ
المالي التي وجهت إلى المصارف
لحماية البلاد من تداعي النظام
المالي وحزمة المحفزات المالية
التي نجحت في اجتذاب الاقتصاد
بعيدا عن حافة الهوية التي كان
قد أوشك على السقوط فيها. وبجانب
إصلاح الصناعة المالية
والرعاية الصحية، تعد تلك
الخطوات إنجازات كبرى، لكن
الناخبين يعارضون وجهة النظر
تلك. والتساؤل
هنا: لماذا؟ تبدو بعض الإجابات
واضحة، حيث لا تزال عجلة
الاقتصاد بطيئة ولا تزال معدلات
البطالة مرتفعة. ولم يستشعر
المواطن العادي بعد تأثير قانون
الرعاية الصحية في الوقت الذي
لم يكد يجف فيه بعد حبر قانون
الإصلاح المالي. وحتى تكتسب هذه
الإجراءات شعبية واسعة، يبقى من
الممكن تعرضها لسوء التوصيف من
جانب جمهوريين وعناصر أخرى
ساعية للإضرار بصورة الإدارة.
بالنسبة للاقتصاد، فإن العمل
على منع مزيد من التردي
بالأوضاع لا يكافئ تحسين الأمور.
مثلا، إذا كنت بلا عمل، فمن غير
المحتمل أن تبتهج بأن الركود
توقف عند أعتاب منزلك ولم يصب
جارك في المنزل المجاور؛ إن
عملك هو الذي يحمل الأهمية
الكبرى بالنسبة لك. إذن،
ما الذي يمكن فعله حيال ذلك؟
أعرب معظم الخبراء المنتمين إلى
وسائل الإعلام التي تشكل التيار
الرئيسي عن كثير من الأفكار في
هذا الصدد. مثلا، قال ديفيد فروم
إن «التفكير الجديد» بمقدوره
إنقاذ أوباما، بينما أكدت
إليزابيث إدواردز أن إحياء
الحرب ضد السرطان بمقدوره تحقيق
المعجزات. وأعربت
كاثرين إيه. ماكلين، خبيرة
الاستراتيجيات في الحزب
الديمقراطي، عن اعتقادها بأنه
ينبغي على أوباما التركيز على
الوظائف، في الوقت الذي قال فيه
ماثيو داود، من «إيه بي سي نيوز»
إنه على الرئيس التخلص من
النزعات الحزبية. وحثت دونا
برازيل أوباما على تصعيد لهجته
الخطابية، بينما أبدى بوب كيري،
سيناتور نبراسكا السابق،
تفضيله «حملة لتعزيز الإبداع
بالقطاع الخاص»، واقترح مارك
بين مضاعفة حجم برنامج الفضاء،
وأشار إدوارد رولينز إلى
اعتقاده بأن أوباما سيبلي بلاء
حسنا إذا ما توقف عن إلقاء اللوم
على عاتق سلفه عن المصاعب التي
تعانيها البلاد، وقال روبرت
شرومباينز إن «أوباما في حاجة
فقط لأن يكون على طبيعته». لا شك
في أن كل هذه المقترحات رائعة،
وبعضها يمكن أن يدار بشأنه ندوة
ممتازة داخل «معهد بروكنغز».
لكن المغالطة التي تنطوي عليها
تتجلى عندما تجري مقارنة أوباما
برونالد ريغان، مثلما يحدث دوما.
إن التشابهات بين الرجلين
سطحية، وعلى رأسها أن ريغان هو
الآخر جابه مشكلات كبيرة خلال
رئاسته جراء تعرض البلاد لركود
شديد. في الواقع، خسر
الجمهوريون مقاعد في مجلس
النواب خلال انتخابات التجديد
النصفي عام 1982، وهو المصير نفسه
الذي يواجهه الديمقراطيون
الآن، طبقا لما يراه جميع
الخبراء السياسيين المحنكين.
بطبيعة الحال، مضى ريغان قدما
للفوز بإعادة الانتخاب بنجاح
ساحق، ومنذ ذلك الحين اكتسب
مكانة كبرى. ربما يشعر أوباما
بسعادة شديدة بمقارنته مع
ريغان، لكن هذه المقارنة غير
ملائمة، حتى في أحلك أيام ريغان
عندما، طبقا لمعهد «غالوب»، كان
6 من بين كل 10 أميركيين لا يروق
لهم أسلوب إدارته للرئاسة. وعلى
الرغم من ذلك، فإن 6 من بين كل 10
أميركيين قالوا إنهم معجبون
بالشخص ذاته. بالطبع كان ريغان
شخصية ساحرة وصادقا ومتمرسا.
والمهم أيضا أن الرأي العام
كانت لديه ثقة في اتساق مبادئه،
سواء اتفقنا مع ذلك أم لم نتفق.
وقد ساعدت هذه المعضلة في تعزيز
فترة رئاسة ريغان. ليس
هناك من يقول إن أوباما محبوب،
كما أنه ليس من الطراز المنفر،
لكن المشكلة أن أوباما يفتقر
إلى الدفء الذي كان يتمتع به
ريغان (وكذلك بيل كلينتون).
الأهم من ذلك، أن رئاسته كانت
قصيرة، فهو لم يقد حركة أو عمل
بمثابة متحدث رسمي باسم
آيديولوجية بعينها، ويبدو
بعيدا عن الأميركيين، فهو لا
يطلق نكاتا أيرلندية وليست هناك
صلة قرابة تربطه بالناخب العادي.
على النقيض، وجود ريغان دوما.
وقد تميز بالخطابات التي لا حصر
لها وقضائه فترتين مثيرتين
للجدل في منصبه كحاكم
لكاليفورنيا ومنافسة سابقة على
الرئاسة. لذا، لم يكن هناك شك في
مَن هو ريغان وما يمثله من مبادئ.
لكن هذا الأمر لا ينطبق على
أوباما. في الواقع، يبدو أن كل
ما يتشارك فيه مع ريغان حاليا هو
تردي معدلات التأييد. إن ما
أصبح يطلق عليه «معضلة أوباما»
ليس في حقيقته معضلة على
الإطلاق. إن الناخبين يفتقدون
الثقة في قدرته على اتخاذ
القرارات الاقتصادية الصائبة،
لأنه في ما يخصهم لم يفعل ذلك.
لقد أبدى فتورا تجاه بنيامين
نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل.
ويعلم الأميركيون أن أوباما
ذكيا، لكنهم لا يعرفونه حق
المعرفة حتى الآن. وقبل أن ينسب
إليه الأميركيون فضل ما حققه،
لا نزال في حاجة إلى أن نعرفه
أكثر. ونحن الآن في انتظار ذلك. *
خدمة «واشنطن بوست» =================== د.
عائض القرني الشرق
الأوسط- الثلاثاء 20 يوليو 2010 لكل
أمة معجزة، ومصدر فخر، وقاموس
شرف، ومعجزتنا وفخرنا وشرفنا
القرآن؛ لولا القرآن لمسخت
الديانة، وذهبت اللغة، وانطمست
الهوية، وفسد البرهان، وسقطت
الحجة. القرآن
حياة أمة، وميلاد حضارة، وناموس
مجد، وسجل مكرمات، وديوان
فضائل، مسكين الذي لا يقرأ
القرآن، ولو قرأ كتب الدنيا،
وصغير من لم يتدبر القرآن، ولو
تدبر كل نتاج البشر، في القرآن
خشوع القانت، ورقة الزاهد،
وعظمة القائد، وإقدام المناضل،
وعزة الشهيد، وجمال الحق وجلال
الفضيلة. في القرآن بنود الحكم،
وأسس الدولة العادلة، وبطاقة
الشورى، وميثاق السلام، وأبهة
الملك. في القرآن معالم
الإيمان، وحب الوطن، وطهر
السياسة، وهيكل الاقتصاد،
ومجالس المعرفة، وعبر التاريخ،
وأسر الطبيعة، وقصة الزمن. في
القرآن تحيات زاكيات طيبات
مباركات، فهو يحيي العالم
التقي، والحاكم العادل،
والعامل المثابر، والجواد
المنفق، والغني الشاكر،
والفقير الصابر، والمبتلى
المحتسب، والمناضل المقدام،
والعاقل الحصيف، والخلوق
المتواضع، والمطلع المتدبر،
والمرأة العفيفة المؤمنة
الشريفة. في القرآن هجوم أدبي
كاسح على أساطين الإلحاد، ومردة
الشرك وشياطين الوثنية ورموز
الظلم، وعملاء البغي
والاستبداد، والإقطاعيين
والأفاكين والمرتشين
والمرابين، وفيه نسف وإبادة
لمعاقل الزور، وملاعب
الجاهلية، وأوكار الجريمة،
ودور اللهو والعبث، وفي القرآن
تنديد شديد، ووعيد أكيد على
هواة البذخ والإسراف، وعشاق
المظاهر الزائفة، والاستعراضات
الخادعة، والدعاوى الكاذبة. وفي
القرآن صيحة غضب على صناع
العدوان، وأتباع الشيطان،
وهواة الدجل والبهتان، فهو
يهاجم بلا هوادة، الطغاة
والبغاة والغلاة، ويسخر من
المتجبرين والمتكبرين
والعاطلين الفاشلين، والغافلين
المعرضين، والقساة الجاهلين. في
القرآن فحص دقيق وكشف عميق
لأسرار النفس، وخبايا الضمير،
وخفايا الصدور، ومكنون النيات،
وفيه تعرية لبخل الغني، وجحود
المعترض، وغطرسة المستبد، وتيه
الأحمق المتعالي، وجرأة الفاجر
ولؤم العاق، وسموم الشرير،
وأقنعة المنافق، في القرآن
الحديث الراقي عن أخبار الأمم،
وتاريخ الشعوب، وحكاية الدول،
وأنباء القرون. والقرآن يحدثك
عن قوافل التجارة، وسفن
البحارة، وكتائب الجنود، وحياة
البادية، وقصة الحضارة، كأنك
تسمع في القرآن بكاء العباد،
ودعاء الزهاد، وسمر الملوك،
وأصوات الرعاة، وخطب الوعاظ،
ورسائل الأدباء، ومباحثات
الساسة، وأهوال الحروب، وفنون
السلام، والمعاهدات الدولية،
والوثائق التاريخية. في القرآن
رواية مذهلة عن الشمس، ومذكرة
موحية عن القمر، ومحاضرات عن
النجوم والكواكب، وحصص عن الفلك
والكائنات، وفيه زمجرة الرعد،
ولمعان البرق، وزحف السحب،
وروعة الغيث المدرار، والوصف
المعبر المدهش عن الحدائق
الغناء ذات البهجة، والبساتين
الفيحاء الهائمة في الحسن. في
القرآن ريشة الرسام، وقلم
الحكيم، وعرش السلطان، وسجادة
المنيب، ومنبر الخطيب، وحلقة
المفتي، وورشة العامل الجاد،
وإلهام العبقري. القرآن
كفاح وتضحية، ونضال واستبسال،
وصدق ووضوح وإخلاص وتفان، وسباق
ومنافسة، وهمة وإقدام، وإتقان
وجودة، وصبر واحتساب، وعدل
وخشية، وعلم وعمل، وروح وجسد،
وغيب وشهادة، ودنيا وآخرة، وراع
ورعية، ومظهر ومخبر، وحياة وموت. في
القرآن حرية الرأي، وفضيلة
الإقناع، وذم الإكراه، ومقت
السيطرة، والدعوة للمصالحة
الاجتماعية، والأخوة
الإنسانية، وبناء صروح
المعرفة، والإشادة بالعقل،
ومدح العفو، والزجر عن الانتقام
الطائش والتهور الممقوت،
والاختلاف المنبوذ، إنه وثيقة
ربانية من المعاني السامية،
والأهداف النبيلة، والأفكار
العظيمة، والتعاليم الراشدة،
والوصايا الحكيمة، والعظات
البليغة، والدليل الهادي،
والبرهان النير، فتبّا لمن أعرض
عن القرآن. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |