ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 01/11/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

J

 

مغزى مقاطعة المحكمة الدولية

الأحد, 31 أكتوبر 2010

عبدالله اسكندر

الحياة

دعوة «حزب الله»، قبل أيام، الى مقاطعة المحققين الدوليين في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري تعتبر تتويجاً لموقف الحزب من المحكمة الدولية. فهو شكّك فيها منذ انشائها وتحفظ عن اقرارها في مجلس الوزراء وسحب وزراءه من الحكومة احتجاجاً على اقرارها، ما تسبب بأزمة سياسية وامنية، امكنت محاصرتها في اتفاق الدوحة وانتخاب رئيس للجمهورية.

ورغم ان مؤسسات الدولة، خصوصا رئاسة الجمهورية ومجلس الووزراء، لم تتمكن من اداء دورها كاملاً، بفعل تركيبة الحكومة والازمات المتواصلة بسبب المحكمة الدولية اساساً، بقي الوضع اللبناني محكوماً بسقف من التفاهمات، من عناوينها الاساسية الاستمرار في طاولة الحوار الوطني والنص في البيان الوزاري على حق المقاومة (أي ابقاء السلاح في يدي «حزب الله») وتأييد المحكمة الدولية.

الانعقاد المتقطع لطاولة الحوار والكلام الرسمي عن معادلة الجيش والشعب والمقاومة وعن تأييد القرارارت الدولية المتعلقة بلبنان، ومنها المحكمة الدولية، كل ذلك أوجد حداً ادنى من الاستقرار الامني الداخلي على الاقل. فكان لا يزال يؤمل من طاولة الحوار التي تناقش استراتيجية الدفاع الوطني ان تجد صيغة ما لسلاح «حزب الله» في المنظومة الدفاعية. ليصبح هذا السلاح، في الخطاب الرسمي على الاقل، مسألة يجري العمل على حلها داخليا ومن دون تدخل خارجي. ومعادلة الجيش والمقاومة تحمي هذا السلاح من استهداف خارجي، في مسعى الى طمأنة الحزب الى سلاحه. على ان يترافق كل ذلك مع الاجماع، على طاولة الحوار وفي البيان الوزاري على المحكمة الدولية.

في هذا المناخ، تعاون «حزب الله» مع المحققين الدوليين، رغم كل تحفظاته عن المحكمة ووظيفتها وكيفية تشكيلها وآلية عملها. ولا يمكن فصل هذا التعاون عن المناخ العام في البلد، بعد اتفاق الدوحة. اذ انه عكس اعترافاً من «حزب الله»، المشارك في الحوار الوطني واتفاق الدوحة والحكومة، بأنه جزء من اللعبة السياسية الداخلية، وإن كان الطرف الاقوى فيها. وبقي الحزب كذلك، حتى عندما بات يعلن ان المحكمة مسيّسة وتخدم اغراضاً اسرائيلية وصولاً الى الطلب منها الى توجيه تحقيقها في اتجاه اسرائيل، استناداً الى معطيات وأدلة ميدانية وسياسية. فهو ظل يعتبر ان المعطيات التي في حوزته يمكن ان تصل الى محققي المحكمة، عبر القضاء اللبناني، من اجل الوصول الى الحقيقة.

بكلام آخر، بقي «حزب الله» في دائرة الاجماع الداخلي على العناوين الاساسية، وكشريك سياسي لآخرين في اطار احترام الالتزامات الدولية للدولة اللبنانية. ورغم ما اعترى هذه الشراكة من افتعال ملفات خلافية ومبادرات آحادية، تمسك الحزب بأن يعطي لنفسه هذه الصورة، وحرص على عدم القطع مع الدولة او مع الشركاء الآخرين.

واليوم، لا يشكل اعلان الحزب على لسان أمينه العام السيد حسن نصرالله مقاطعة المحكمة الدولية موقفاً من المحكمة في ذاتها فحسب، خصوصاً ان هذا الموقف هو نفسه منذ تشكيلها. لكن مطالبته الدولة والمسؤولين بمقاطعة مماثلة يجعله يخرق اجماع الحد الادنى، في كل ملفاته، خصوصا طاولة الحوار ومعادلة الجيش (الدولة) والشعب والمقاومة. وهذا هو المغزى الاساسي لدعوة لبنان الى مقاطعة المحكمة الدولية.

فالقضية هنا لا تتعلق بالتحقيق الدولي باغتيال الحريري وكيفية اجرائه، وانما تتعلق بالموقع الجديد الذي اختاره «حزب الله» لنفسه في الوضع اللبناني، استنادا الى تقديرات اقليمية وربما داخلية. فهو وضع بات سياسياً، خارج التوافق الوزاري والاجماع الداخلي، بما يهدد الحوار الوطني الضامن العملي للاستقرار الامني. ودستورياً خارج الدولة، بما يهدد صيغتها الداخلية والتزامتها الدولية بموجب ميثاق الامم المتحدة، وتالياً وجودها كعضو في هذه المؤسسة الدولية.

====================

ولا يزال القتل مستمراً

الأحد, 31 أكتوبر 2010

جهاد الخازن

الحياة

هل كنا بحاجة الى 391832 وثيقة عن الحرب الأميركية على العراق لنعرف أن إدارة جورج بوش ارتكبت أسوأ جرائم حرب في التاريخ الحديث منذ 1945؟

كانت هناك أدلة كافية لمحاكمة جورج بوش وأركان إدارته بتهمة ارتكاب جرائم حرب قبل نشر ويكيليكس الوثائق (ويقال إن هناك 15 ألف وثيقة اضافية معدة للنشر)، والآن جاءت الوثائق لتحسم الجدال، فإدارة بوش رتبت لغزو العراق قبل إرهاب 11/9/2001، وجاء الإرهاب ليعطيها عذراً فزوّرت أسبابه عمداً، والنتيجة انه في مقابل موت حوالى ثلاثة آلاف أميركي في نيويورك، قتل حتى الآن حوالى 1.3 مليون مسلم، ولا يزال القتل مستمراً، وأسرع لأقول إن إرهابيين يدّعون الإسلام يقتلون مسلمين، ثم أحمّل إدارة بوش المسؤولية لأنها صنعتهم بسياستها المعادية للعرب والمسلمين، وضمنت استمرارهم مع استمرار هذه السياسة.

إذا كان من شيء زادته على معلوماتي الوثائق الأخيرة فهو ان الجرائم ارتكبت عمداً وقتل جنود الاحتلال ألوف المدنيين ونساء وأطفالاً عمداً وفي العلن، ثم كذبت القيادة ولم تنشر كل أسماء الضحايا، فمنظمة إحصاء عدد القتلى البريطانية وجدت ان 160 ألف عراقي، بحسب أرقام الاحتلال قتلوا، ثم اكتشفت ان 15 ألف ضحية لم تسجل أسماؤهم، وقد يبدو الرقم ضئيلاً بالمقارنة مع الرقم الحالي للضحايا، أي 1.3 مليون عربي ومسلم، إلا أنه خمسة أضعاف ارهاب 11/9/2001، وأسأل القارئ ماذا كان حدث لو أن هؤلاء أميركيون، قتلوا في عمل إرهابي أو يهود.

اليمين الأميركي الذي قتل أو شارك في تسهيل القتل لم يختبئ بعد نشر الوثائق، ومجرمو الحرب لم يسرعوا الى تغيير أسمائهم وانتحال شخصيات أخرى، وانما أصبح جوليان أسانج، مدير موقع ويكيليكس، هو المطلوب المطارد، فيغيّر مقرّ إقامته وهاتفه المحمول كل يوم، ولا يجد بلداً يدّعي الديموقراطية والإنسانية في الغرب يحميه من مطاردة عصابة الشر.

في المقابل شبكة التلفزيون فوكس تمثل دعاية 24 ساعة متواصلة ضد كل من يتعرض بانتقاد لحروب بوش، ومعهد «أميركان انتربرايز» الذي قاد الحملات لتبرير الحرب ولا يزال يؤيدها حتى اليوم اقترح شن حرب على ويكيليكس، في حين وجدت صحيفة «واشنطن تايمز» المتطرفة في الوثائق ما يدين إيران، فهي دعمت المسلّحين في تصديهم للاحتلال.

ما الخطأ في هذا؟ سياسة ادارة بوش المعلنة كانت تغيير النظام في إيران وسورية بعد العراق، وإيران ردّت بالدفاع عن نفسها أمام سياسة معلنة بوضوح، ومع ذلك فالمتواطئون في الحرب على العراق يدينون النظام الإيراني بالدفاع عن نفسه، في منطقته بدل أن ينتحر تلبية لرغبات أعداء العرب والمسلمين.

اقرأوا معي مطلع مقال بعنوان «صفحة ترفض أن تقلب» في مجلة «ذي نيو ريبيبلك» الليكوديَّة: جوليان أسانج ومسرِّبو الأخبار المريعون في ويكيليكس لا يفهمون، فبالنسبة الى الأميركيين الحرب في العراق انتهتْ قَضَت مَضَتْ راحتْ. لقد قلبنا صفحة جديدة، تحولنا الى قناة (تلفزيونية أخرى)...

هل كانت هذه المطبوعة الحقيرة التي أيدت الحرب قالت هذا الكلام لو أن القتلى يهود؟ منطق الليكوديين الأميركيين الذين أيدوا الحرب خدمة لإسرائيل والمصالح النفطية يعني إغلاق الملف على الهولوكوست، فعمره أكثر من 65 سنة، لا مجرد خمس سنوات كالجريمة التي ارتكبت في العراق، إلا أنهم لا يزالون يتاجرون بمحرقة تعود الى النصف الأول من القرن الماضي ولا يريدون من العرب والمسلمين التحقيق في محرقة ارتكبت أمس، هذا المنطق يعني أيضاً أن الليكوديين ورثوا العنصرية النازية في تحقير كل دم غير دمهم واستباحته.

ثمة فجور في الحربين على أفغانستان والعراق غير مألوف حتى والمعروف عن الحرب ان أولى ضحاياها الحقيقة، فإذا كان متوقعاً أن يشن اليمين الأميركي هجوماً شاملاً على ويكيليكس وأسانج شخصياً، فإنني لا أفهم ان وزارة الدفاع الأميركية، أو وزارة العدل، في ادارة أوباما تريد التحقيق في نشر الوثائق من زاوية انها تعرّض أمن أميركا للخطر وتهدد المتعاونين مع الاحتلال.

المتعاونون مع الاحتلال يستحقون المحاكمة قبل غيرهم، ولا أنسى العراقيين منهم الذين عادوا الى العراق على ظهر دبابة أميركية. ولكن في أهمية هذا أن نشر ويكيليكس 70 ألف وثيقة عن الحرب على أفغانستان في تموز (يوليو) الماضي لم يؤدِّ الى موت عميل واحد للاحتلال، والمطروح هو مجرد محاولة أخرى لكتم أدلة الإدانة ومحاكمة مجرمي الحرب. وللحديث بقية.

====================\

حُكماء بلا بروتوكولات

آخر تحديث:الأحد ,31/10/2010

خيري منصور

الخليج

أسماء عديدة تطلق على شخصيات اعتبارية من مختلف قارات العالم، خصوصاً هؤلاء الذين اتخذوا مواقف تبشر بالسلم الأهلي أو ما يسمى الدبلوماسية الوقائية، على طريقة درهم وقاية من الحرب خير من قنطار من الدواء والضّماد . أما مصطلح الحكماء الذي يضم عدداً من تلك الشخصيات أبرزها الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر، فهو يضعنا إزاء سؤالين: أولهما معنى الحكمة في عصرنا، لا سيما عندما تتعلق بالسياسة، وثانيهما الدور الفاعل لهؤلاء الحكماء . لقد زاروا بؤراً مشتعلة في هذا الكوكب، وأخيراً هم في غزة في محاولة جديدة لإنهاء الحصار . إن الأمر يتخطى النوايا والترميز الأخلاقي، لأن الضفدع التي كانت تنقل قطرات من الماء لإطفاء النار، حسب الحكاية السليمانية، عبّرت عن حسن النية فقط مقابل ما فعلته الحرباء التي كانت تفحّ وتنفخ في النار .

 

إن الحكمة قدر تعلقها بأزمات مزمنة وطاحنة كالتي يعيشها عالمنا اليوم، ليست سقراطية أو مجرد عشق للتأمل والمقايسة والمقارنة، وقد يكون حصار غزة بالتحديد الأمثولة الأشهر في التاريخ المعاصر برمته التي قدمت إحراجاً ميدانياً وأخلاقياً لأصحاب النوايا الطيبة، فما ينتظره أطفال غزة ومرضاها ومن ينامون على الطوى، ليس قبلة حنان فقط، أو جملة اعتذارية، كما أنهم لا ينتظرون من العالم رغيفاً وعلبة دواء ودفتراً مدرسياً فقط، إنهم يبحثون عن حريتهم أولاً، فهي أعز من أي شيء آخر، ومن دونها تبقى المساعدات الموسمية المتقطعة بمنزلة جرعات تحذير موضعي .

 

إن غزة بانتظار حكماء يعلنون بروتوكولات إنسانية مضادة، ويمارسون الضغط بكل الوسائل على أصحاب القرارات كي لا تبقى الموعظة عزلاء، والكلمة الطيبة ممنوعة من الصرف، كوصفة طبية يخطئ حاملها باب الدخول فينتظر صرفها من علبة ليلٍ أو من إسطبل .

 

لا شك أن كل خطوة في اتجاه المطالبة برفع الحصار عن القطاع الذي يعيش قطيعة غير مسبوقة، تستحق الاعتراف والعرفان، لكن كما قال شاعرنا المتنبي: على قدر أهل العزم تأتي العزائم، وبالمقابل على قدر أهل التراخي والتساهل تأتي الهزائم .

 

هل يجب على أهل غزة أن يعانوا اجتياحاً آخر يحصد الآلاف ويدمر كل ما هو حي كي يفلتوا من النسيان؟ إن هذا الشرط الباهظ لا يليق بأي بشر، فغزة تعاني على مدار اللحظة أزمات خانقة، وقد شحّ في هوائها حتى الأوكسجين، وانتهكت فيها الشيخوخة والطفولة، وقد يموت الإنسان فيها لأتفه الأسباب بسبب عدم توافر العلاج والانقطاع شبه المستمر للكهرباء .

 

إن غزة أشبه بالقلب الذي تصلبت الشرايين التي تربط بينه وبين بقية الجسد، ووجود هؤلاء الحكماء كشهود عيان على المأساة سوف يضيف إلى كواهلهم عبئاً آخر .

 

فمن رأى ليس كمن سمع أو قرأ، وهذا بالضبط ما كرره مراراً ناشطون أصيبوا بالدهشة عندما شاهدوا أطلال غزة وما ينزف منها بلا تضميد .

 

لقد زار فلسطين علماء وأعلام من حملة جائزة نوبل، وبحت أصواتهم وهم يستغيثون، لكن سرعان ما أسدل الستار على الزيارة، فهل سيحدث ذلك مع الحكماء؟

أم أنهم بحاجة إلى بروتوكولات مضادة كي يجدوا من يسمعهم؟

====================\

أسطول الحرية من جديد: الغدر بعد العدوانية

آخر تحديث:الأحد ,31/10/2010

محمد نور الدين

الخليج

ليس كشف أسرار جديدة حول العدوان “الإسرائيلي” على أسطول الحرية وقتل تسعة ناشطين اتراك بجديد على الإنسان العربي الذي يعرف جيداً العدوانية والغدر “الإسرائيلي” المتأصل في نفس ذلك الدخيل الذي جاء من أقاصي الأرض ليقيم على أرض فلسطين دولة تختصر كل سلوك العصابات المعروفة .

 

لم يكتف “الإسرائيليون” بالقيام بعدوانهم المشهود في أعالي البحار أي في المياه الدولية . ولم يكتفوا بعدوان مسلّح على مدنيين عزّل من أي سلاح ولم يكتفوا بخطف السفن المشاركة في الأسطول ومن عليها إلى الاراضي المحتلة وسجون الاحتلال . بل كشفت المعلومات التركية التي نشرتها صحيفة “ميللييت” ما هو أفظع من ذلك .

 

تركيا قررت ان تتجه سفن أسطول الحرية إلى مدينة العريش المصرية بدلاً من غزة قبل ثلاثة ايام من حصول العدوان .

 

العدوان حصل فجر الاثنين 14 مايو/ أيار الماضي فيما كان السفير الأمريكي في تركيا يتبلغ من الخارجية التركية تغيير وجهة السفن صباح الجمعة الذي سبقه وبدوره ابلغ السفير الأمريكي واشنطن بالقرار وتبلغت به “إسرائيل” التي تأكدت بنفسها من وزارة الخارجية التركية بالقرار الذي اتخذ بعد إقناع مصر به .

 

ورغم النصائح التي اسداها مدير عام الخارجية التركية فريد سينيرلي أوغلو إلى نظيره “الإسرائيلي” بعد استخدام العنف، فإن حكومة “إسرائيل” لم تشأ سوى أن تؤكد طبيعتها العدوانية وقررت القيام بعملية عسكرية دموية ضد الأسطول والمدنيين الذين على متن سفنه .

 

لم تكتف حكومة نتنياهو بذلك بل كافأت قائد العملية الجنرال غالانت بأن عيّنته رئيساً للأركان، حيث ستبدأ مهمته في فبراير/ شباط المقبل بعد انتهاء مهمة الرئيس الحالي غابي اشكنازي .

 

في الدول الديموقراطية يحدث العكس . أي يعاقب من يرتكب فعلاً عدوانياً لكن ديموقراطية الدولة “اليهودية” كذبة لا تنطلي إلا على حماة الكيان الغاصب في الغرب .

 

واستمر قادة “إسرائيل” في تحدّي مشاعر الأتراك ايضاً من خلال تصريح رئيس الاركان الحالي غابي اشكنازي بأن الجنود “الإسرائيليين” قتلوا على سفينة مرمرة “من يستحق أن يقتل” من المدنيين الأتراك .

 

تكتمل حلقة المعادين لتركيا في المراكز القيادية في “إسرائيل” وكل واحد منهم له حصة في الدم التركي الذي اريق على سفينة مرمرة أو في محاولة اهانة الاتراك .ومن ذلك ما فعله مدير عام الخارجية “الإسرائيلي” الحالي داني ايالون مع السفير التركي في “إسرائيل” مطلع العام الحالي حين اجلسه على مقعد منخفض فيما جلس هو على مقعد مرتفع واستدعى الصحافيين قائلاً لهم أن يصوروا كيف أنه يجلس في مقعد أعلى من مقعد السفير التركي .

 

نعرف نحن العرب،رغم كل عجزنا وتقاعسنا، خفايا الذهنية “الإسرائيلية” واليهودية العنصرية والاستعلائية التي ابتدأ توصيفها في القرآن الكريم . لكن البشر يحتاجون دائماً إلى ادلة ملموسة للتصديق .

 

مسيرة الكيان الصهيوني علامة دامغة على طرد شعب من أرضه والجرائم ضد الإنسانية . واليوم ترى تركيا بأم العين أكثر من أي وقت مضى حقيقة هذا الكيان الدموي الذي لم يوفر حياة مواطني بلد،هو تركيا، كان مساهما في تأسيس الكيان نفسه وشريكاً داعماً له في سياساته على امتداد الحرب الباردة ولا يزال يقيم حتى الآن علاقات اقتصادية وعسكرية وسياسية معه .

 

علّ المعطيات التي كشفتها صحيفة “ميللييت” تعرّي كاملاً الدولة الصهيوينة أمام الرأي العام التركي ويدرك قادة تركيا جيداً أن مستقبل تركيا هو في أن تكون جزءاً من محيطها وأن المشروع الصهيوني يستهدف كل العالم العربي والاسلامي ولن يوفّر حتى تركيا عندما تحين “ساعتها” .

 

ومن هنا يحق للرأي العام التركي التساؤل عن سبب اصرار “إسرائيل” على الهجوم على سفينة مرمرة رغم انها كانت على علم بأنها لن تذهب إلى غزة بل إلى العريش . الجواب وحيد: ان العدوان لم يستهدف مجرد سفينة بل كل الدور التركي والسياسة التركية في المنطقة والعالم . و”إسرائيل” أرادت ان توصل رسالة الغرب المنزعج من ان تكون تركيا دولة لها دورها المستقل عن المحور الغربي الذي يريد لها ان تعود دولة صغيرة تابعة ورهينة .

====================\

العراق والانسحاب الأميركي

«كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية

البيان

31-10-2010

يتوقع الكثير من المراقبين للشأن العراقي أن يطلب العراق من الرئيس الأميركي باراك أوباما عدم سحب القوات الأميركية في نهاية عام 2011. وينبغي على الولايات المتحدة الآن أن تستعد للتوصل إلى الكيفية التي ترد بها على مثل هذا الطلب.

 

لقد ابتعدت الأخبار التي تدور حول العراق عن نطاق متابعة وسائل الإعلام إلى حد كبير، منذ أغسطس الماضي، عندما أعلن الرئيس أوباما نهاية المهمة القتالية للقوات الأميركية هناك، وانسحاب كامل للقوات بحلول عام 2012. ولكن من المحتمل بأن تطل تلك الأخبار برأسها بقوة مجدداً قريباً.

 

وليس هذا بسبب المزيد من التأخير في تشكيل حكومة عراقية. وليس بسبب التدخل الإيراني في العراق، أو المزيد من الهجمات الإرهابية، ومن المحزن أن يظل العنف في العراق بشكل ما يعادل حوالي 60% مما هو حاصل في أفغانستان، بينما أظهرت حركة دولة العراق الإسلامية التابعة لتنظيم القاعدة جرأة جديدة في ضرب المدنيين.

 

يتنبأ العديد من الخبراء بأن العراق سوف يطلب في قريباً من أوباما تمديد مدة بقاء القوات الأميركية، ليس فقط لحماية الديمقراطية الوليدة في البلاد، ولكن لمساعدة العراق على البقاء كأمة وسط جوار يتسم بالعداء.

 

والوضع في العراق متخلف عن الجدول الزمني المحدد في الاتفاق الأمني الذي وضع عام 2008 مع الولايات المتحدة لتعزيز القوات العراقية العسكرية والشرطية. فقدرته على الدفاع عن حدوده وحقوله النفطية، التي لها أهمية جوهرية بالنسبة لمصالح الولايات المتحدة، لن تتحقق إلا بعد سنوات.

 

وهناك شك كبير في واشنطن حول قدرة وزارة الخارجية الأميركية على الاضطلاع بدور الجيش الأميركي في إدارة الجوانب الأمنية الرئيسية بالعراق، مثل الشقاق العربي الكردي أو تشكيل قوات الشرطة الجديدة.

 

تظهر استطلاعات الرأي أن غالبية العراقيين يريدون وجوداً عسكرياً أميركياً طويل الأجل بينما، بالطبع، يريد معظم الأميركيين إنهاء هذا المشروع الذي ينتمي إلى عهد الرئيس الأميركي الأسبق بوش لإنشاء ديمقراطية عربية في منطقة يسهم الاستبداد في توليد الإرهاب.

 

الكونغرس متردد جداً حيال زيادة التمويل للحرب في العراق. ومع ذلك، فإذا طلب العراق تمديد وجود قوات ا؟من الأميركية، يتعين على أوباما من الآن البدء في تهيئة أعضاء الكونغرس للنظر في مثل هذا الطلب وإيجاد استقطاعات الميزانية اللازمة لدفع ثمن ذلك. وكان أوباما قد أعلن في أغسطس الماضي أن الولايات المتحدة سوف تطوي صفحة في العراق. وهذا لا يعني أن الوقت قد حان لإغلاق الكتاب.

 

لقد انتهت رسمياً السنوات السبع للاحتلال الأميركي للعراق. ولكن لا يزال الاحتلال مستمرا فعلياً. ولهذا السبب فربما يكون من الأدق القول إن «فترة الوجود العسكري الأميركي في العراق يتجه إلى النهاية». فقد أطلق غزو العراق حقبة جديدة في كل من العراق والشرق الأوسط بوجه عام.

 

وربما تكون النهاية الرسمية للغزو لها أثر مماثل. ومع ذلك، مازال من المبكر جداً التفكير فيما بعد انسحاب الولايات المتحدة من العراق لأن القوات العسكرية الأميركية سوف تظل هناك.

 

الولايات المتحدة لا تغير موقفها بشأن العراق. فسوف تواصل وجودها السياسي والاقتصادي والعسكري هناك. هي لن تبقى غير عابئة بالسياسة العراقية من خلال سفارتها الأكبر في العالم، في بغداد وقنصلياتها في أربيل والموصل وكركوك والبصرة.

 

ولم تظهر القوات الأميركية في شوارع العراق وفي الحياة اليومية لفترة طويلة. لذلك ينبغي أن نسأل أنفسنا عما إذا كان الانسحاب هو التحضير لإجراء لانتخابات التجديد النصفي المقبلة في الولايات المتحدة يتم عرضه على الرأي العام الأميركي.

====================\

دلالات خطرة في استعادة لبنان ساحة للتجاذبات الإقليمية

روزانا بومنصف

البيان

31-10-2010

حسابات المصالح الاستراتيجية وراء التصعيد الأميركي حيال سوريا

اتسم الموقف الاميركي في مجلس الامن الذي عبرت عنه المندوبة الاميركية الدائمة لدى الامم المتحدة سوزان رايس بانه كان تحذيريا وأكثر شراسة وفق ما لاحظ بعض المراقبين من المواقف التي كانت تعبر عنها الوزيرة السابقة للخارجية الاميركية كوندوليزا رايس. فرفعت واشنطن بقوة وتيرة لهجتها او خطابها ازاء دمشق على نحو خاص بعد مراعاة في الاشهر الأخيرة وصولا حتى جولة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان في المنطقة وزيارته لبيروت. اذ ان الكلام استمر على صعوبات في العلاقة مع دمشق لكنه كلام معطوف على الرغبة في تذليل العقد في ظل استمرار تأكيد الادارة الاميركية نيتها ارسال السفير الاميركي المعين روبرت فورد الى دمشق وفي ظل تعاون اميركي سوري حقيقي في موضوع العراق.

وبحسب مصادر مطلعة فان هذا الموقف لم يتغير وكرره الناطق باسم الخارجية الاميركية في الساعات الاخيرة في إشارة الى عدم رغبة واشنطن في العودة الى الوراء في علاقاتها مع العاصمة السورية، الا ان التصريح الذي ادلت به المندوبة الاميركية رايس على هامش الجلسة المغلقة لمجلس الامن لمناقشة تقرير الامين العام للامم المتحدة حول القرار 1559 وزع في بيروت بالتزامن مع موعد الجلسة في نيويورك لتأكيد الرسالة الاميركية حول لبنان والى المعنيين به، وكان مؤشرا الى تحذير واشنطن سوريا من تعريض العلاقات بينهما للعودة الى الوراء. وهي علاقات حققت تقدما بدليل موقف الادارة الطامح الى انفتاح مع سوريا واحتواء ينقض ما قام به الرئيس السابق جورج دبليو بوش، على رغم قول وزير الخارجية السوري وليد المعلم في حديثه الى الصحافة الاميركية ان هذه العلاقة الجديدة لم تحقق تقدما، في حين ان الرئيس السوري بشار الاسد لم يسقط من الاعتبار استعدادات الادارة الاميركية نحو بلاده.

وتقول مصادر سياسية مطلعة ان الادارة الاميركية تعتقد ان سوريا عادت الى اللعبة القديمة المعهودة لديها من خلال تسعير حلفائها الوضع الداخلي في وجه الحكومة في مقابل الطلب اليها اقليميا ودوليا تهدئة الوضع في لبنان والعمل على تأمين الاستقرار فيه. وذلك على غرار محاولة توظيف زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد للبنان وفق ما تخشى دول كثيرة ان يكون انزلاقا لبنانيا نحو الحضن الايراني، بحيث تضطر الدول التي تعتبر ان ضرراً كبيراً سيحصل من جراء ذلك الى توسيط سوريا او الطلب اليها اعادة الامساك بالوضع في لبنان. ولا تخفي مصادر ديبلوماسية مطلعة ان ثمة تناقضاً تقع فيه الدول الكبرى المؤثرة بين ان تطلب من سوريا الامتناع عن التدخل في الشأن اللبناني، وبين ان تطلب منها ممارسة نفوذها فيه من اجل ضبط حلفائها وعدم تهديد الاستقرار وزعزعته. لكنها اللعبة التقليدية المبنية على ادراك ان سوريا يمكن ان تؤدي الدورين معاً، أي ان يتحرك حلفاؤها لأجندة خاصة بهم او لاجندة اقليمية تتصل بسوريا، كما هي الحال مثلا بالنسبة الى موضوع "شهود الزور" الذي تتذرع القوى الحليفة لسوريا بأنها تطالب به لأن سوريا تلقت اتهامات في السابق على اساسه في حين تصدر سوريا مذكرات قضائية في حق شخصيات لبنانية من محيط رئيس الحكومة سعد الحريري. وهذان العنصران يتصلان بتدخل سوري مباشر ارتكز عليه الاميركيون في الاسابيع الاخيرة لتذكير دمشق بانها عادت الى عهدها السابق في التدخل في الشأن اللبناني متخلية عن الدور "الايجابي" الذي اوحت انها تقوم به في الفترة السابقة.

الا ان المعطيات التي توافرت اخيرا وكانت وراء ما تعتبره المصادر المعنية بمثابة "يقظة" اميركية تتصل بما هو اعمق وابعد من الوضع اللبناني، مبنية على الارجح على تقويم اميركي للوضع الامني الاستراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة، وارتبط في شكل اساسي بما حصل مع زيارة الرئيس الايراني نجاد للبنان، والتي لا يعتقد ان اثرها في انزلاق لبنان الى حضن ايران على نحو مباشر وسريع لاعتبارات متعددة، بل بالبعد الاوسع المتصل بالمنطقة وفي ضوء المصالح الاميركية الحيوية في الشرق الاوسط. اذ تبين في ضوء هذا التقويم ان الامور وصلت الى مستوى جديد ونقلة جديدة بعد هذه الزيارة انطلاقا من تأثيرها على جملة مواقع طائفية ومذهبية وسياسية في المنطقة.

ولم يفت هذه المصادر حصول حركة في المنطقة في موازاة مناقشات مجلس الامن حول القرار 1559 وتزامن المواقف الدولية مع مواقف اقليمية موازية تعيد الى الواجهة الخلاف المصري السوري في مقابل التنسيق المصري السعودي، بحيث يبدو ان الامور في المنطقة تتجه الى مفصل مهم شأنها شأن الوضع في لبنان نتيجة المعطيات الجديدة في العلاقات بين دول المنطقة في اعقاب زيارة نجاد للبنان.

والاسئلة التي تطرح في ضوء هذه النقلة التصعيدية في التعاطي الاميركي من خلال خطاب اكثر وضوحا ومباشرة متعددة، وكذلك الاجوبة التي تتحكم فيها حسابات الربح والخسارة للافرقاء المعنيين بها وفي مقدمهم سوريا على اساس المعادلة التقليدية أي "الجزرة" وما هو معروض عليها، في مقابل "العصا" أو الضرر الذي يلحق بالسلوك أو الاداء السوري. لكن الدلالات الاكثر خطورة لهذه المعطيات المتتالية في الايام الاخيرة هي ان لبنان عاد مجددا ساحة للصراع او التجاذب الاقليمي الذي لا يمكن بسهولة معرفة كيف ينتهي، خصوصا ان لكل فعل رد فعل يقابله، أقله وفق ما ظهر في المواقف التي صدرت في نيويورك.

====================\

عودة الشباب الفرنسي إلى السياسة

المستقبل - الاحد 31 تشرين الأول 2010

العدد 3817 - نوافذ - صفحة 16

مشاركة الشباب الفرنسي، خصوصا تلامذة الثانوي، في التظاهرات العارمة احتجاجاً على مشروع اصلاح التقاعد لفتت غير انتباه. عالم الاجتماع الفرنسي، أوليفيه غالان، الذي اصدر مؤخرا كتاب "الشباب الفرنسي هل يحق له ان يخاف؟"، يرى في تحرّك الشباب هذا جذوراً عميقة في التقاليد الفرنسية، وقضايا أخرى غير قضية التقاعد التي يدور حولها الصراع في فرنسا. صحيفة "ليبراسيون" (21 تشرين الاول 2010) قابلته، وهنا أهم ما ورد في حوارها معه:

- "ليبراسيون": مشروع إصلاح قانون التقاعد، هل هو السبب الوحيد الذي يفسر استنفار الشباب الفرنسي؟

- أوليفيه غالان: أعتقد ان موضوع التقاعد هو فرصة للتعبير عن شيء آخر. فاذا دققنا في التعبئة الاخيرة للشباب، سوف نلاحظ انها تغطي مسائل تهمهم مباشرة، مثل مشروع "التشغيل الأول" أو مشروع "داركوس" لإصلاح المدارس الثانوية. قبل هذه الموجة، كانت هناك حركة شباب الضواحي لعام 2005 التي تعبر عن شعور عميق بالاقصاء الاجتماعي وعن الحاجة الملحة إلى الاعتراف. اما مسألة التقاعد فتبدو بعيدة جدا عن كل هذه الهموم. اذ كيف يمكن ان ينظروا إلى أنفسهم بعد اربعين عاماً، ولا يعرفون البتة كيف سيكون عليه نظام تقاعدهم هم؟ ومع ذلك، فهناك شعار تسرّب إلى الشباب وأصابهم في الصميم، وقوامه فكرة تقول بأنه طالما واصل الكبار العمل، فلن يبقى لهم وظائف يعمل بها الشباب. وهذه فكرة متجذرة في فرنسا، وإن كان العديد من الاقتصاديين يحسبها خاطئة. ولكنها تعيدنا إلى همّ أساسي لدى الشباب، وهو ايجاد عمل والانتهاء من الدراسة. ومع ذلك، فأنا لا أعتقد بأن مسالة التقاعد هي لبّ المشكلة عندهم.

- "ليبراسيون": هناك اضطراب أعمق من ذلك؟

- أوليفيه غالان: نعم، هناك شيء أعمق. مع انني لستُ من المعتقدين بنظرية الاجيال المضحّى بها، برأيي ان الشباب يجدون صعوبات كبيرة في الدخول في مرحلة الرشد والانخراط في المجتمع. "الجيل المضحّى به" يعني ان دخول الشباب إلى المجتمع وهم محمّلون باعاقة، بعجز سوف يلازمهم طوال حياتهم. وهذه ليست حال شبابنا الذين يواجهون مشكلة اخرى: هذه الفئات العمرية تعاني من أزمة اندماج كامنة، تحصل في ميدانين: ميدان المدرسة وميدان سوق العمل. فالنظام التعليمي الفرنسي قائم على هاجس اختيار النخب. اذا استطاع ان يوصل بضعة تلاميذ من اوساط عمالية في المدارس العليا، مثل "الإينا" او "البوليتكنيك"، يوحي ساعتئذ بأنه نجح في اقامة العدالة. هذا عبث. فالمشكلة هي في ان النظام التعليمي هو آلة كبيرة للفرز التعليمي، على قاعدة أكاديمية صرفة، هي نسخة عن الفرز الاجتماعي وعن اندراج الوظائف ضمن هرمية جامدة. وفكرته هو اختيار "الزبدة"، تصفية الأسوأ واختيار الأفضل، ثم رمي الباقين في مجالات العمل الرديئة والرخيصة. فالنظام التعليمي عاجز عن بناء الثقة بالنفس لدى التلاميذ، وهي مفتاح النجاح. اضافة إلى ذلك، فان هذا الانتقاء يتم على قاعدة أكاديمية صرفة، تقيم حواجز متفاقمة بين الثقافة المدرسية والثقافة الشبابية. هكذا تحصل القطيعة بين المدرسة والشباب، الأمر الذي يثير القلق (...).

- "ليبراسيون": كيف تفسر تضامن الشباب مع العمال؟

- أوليفيه غالان: برأيي هناك أزمة الهوية الفرنسية في وجه العولمة التي تثير قلق الفرنسيين اكثر من غيرهم. هم يعتبرون العولمة تهديداً للعمل وللنموذج الاجتماعي الفرنسي القائم على فكرة الدولة الراعية؛ وهم متمسّكون بكل هذا التراث، سيما الشباب من بينهم. الازمة الاقتصادية ضاعفت هذا الشعور وشحذت المواقف المعادية للرأسمالية، وهي مواقف غلبت قسماً كبيراً من الشباب (...).

- "ليبراسيون": هل ترى تشابهاً بين حركة الشباب الآن وبين أيار 1968؟

- أوليفيه غالان: تبدو لي أيار 1968 بعيدة. في تلك الأيام السالفة، كان هناك شيء، لن تجده اليوم: وهو اليوتوبيا، الفكرة القائلة بأننا نستطيع تغيير المجتمع رأساً على عقب. كان هناك صراع أجيال عنيف، خاصة في ما يتعلق بالعادات الاجتماعية. الحالة اليوم هي على النقيض: الشباب يتظاهرون من أجل مشروع تقاعد الكهول؛ ما يبدو سوريالياً بعض الشيء.

- "ليبراسيون": كيف الخروج من الازمة؟

- أوليفيه غالان: في اوساط اليمين كما في أوساط اليسار، العديد من السياسيين يبدون مدركين لما ينتظرهم؛ فهم يشعرون بأن عليهم تجديد العقد الاجتماعي مع الشباب، باصلاح المدرسة وسوق العمل. والمهمة ستكون معقدة.

====================\

وثائق "ويكيليكس": سجل يوميّ لحرب غامضة تديرها البربرية

المستقبل - الاحد 31 تشرين الأول 2010

العدد 3817 - نوافذ - صفحة 9

بغداد - شاكر الأنباري

الحقائق لا يمكن ضياعها، مهما طال الزمن، فثمة دائماً سجل خفي يصل إليها، ويدونها. والتاريخ المعلن قد لا يكون صحيحاً كله، وهذا ما يستشف من الوثائق الأربعمائة ألف المنشورة على موقع ويكيليكس حول يوميات الأحداث في العراق، منذ بداية الشهر الأول لسنة ألفين وأربعة وحتى الشهر الأخير من ألفين وتسعة، منذ بريمر الحاكم المدني للعراق وحتى ولاية رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي. فترة كانت بربرية بامتياز، دموية بامتياز، استخدمت فيها ثمار الحضارة الحديثة لسحق البشر وقتلهم، مهما كانت صفة ذلك القتل أو مبرراته. للوثائق المنشورة أوجه عديدة، يمكن أن تقرأ بأكثر من طريقة، وحسب زاوية البحث والتمحيص. هناك يوميات التدخل الإيراني في العراق عن طريق مباشر، وهو تسريب عناصر من الحرس الثوري، ورجال المخابرات، إلى الداخل العراقي اما لتصفية أشخاص او للقيام بمهمات صعبة، وعن طريق غير مباشر كتدريب ميليشيات ودعمها بالمال والسلاح والخبرة، وهذه الميليشيات معروفة الأسماء على الساحة العراقية، إضافة إلى العلاقات المتينة بين إيران وبعض الأحزاب السياسية.

وهناك وجه التدخلات السورية، وتسريب الأحزمة الناسفة عبر تعاون حرس الحدود مع القاعدة والحركات المسلحة الأخرى القريبة منها كما تقول الوثائق، وهي اتهامات ما زالت الحكومة السورية تنكرها وتدينها. وهناك يوميات الحركات القتالية للجيوش الأجنبية التي تواجدت على ارض العراق منذ إسقاط النظام، ومساحة هذه الحركات تمتد في المحافظات كافة، ولم تسلم قرية صغيرة من تأثيراتها. وهناك وجه القوات العراقية التي بدأت تبنى وتشارك في الأعمال العسكرية منذ ألفين وأربعة. تقول الوثائق ان هناك حوالي ثلاثمائة شخصية موجودة اليوم في السلطة بدرجة وزير، ووكيل وزير، وعضو برلمان، كانت على علاقة وثيقة بالمخابرات الأميركية، وبعض وسائل الأعلام ذكرت وجود حوالى ستين ألف متعامل مع القوات الأميركية، وقد يشمل هذا الرقم المتعهدين والوسطاء والمترجمين والممولين، وكذلك العملاء الذين يجهزون تلك القوات بالأخبار والمعلومات. في الوثائق جاء ذكر لفرق الموت، والميليشيات، والقاعدة، والحركات المسلحة، موصوفا وموثقا بعيون أميركية مفتوحة كانت تسجل الشاردة والواردة في كل بقعة من بقاع العراق. فالوثائق كما هو معروف هي رصد لحظي لكل ما كان يجري على سطح الأرض، تقدمه كل الوحدات الأميركية العاملة، البرية والجوية، إلى بنك ضخم في البنتاغون، بما في ذلك الشائعات والأحداث المشكوك بصحتها أحيانا. الأحداث التي وثقت عمليا والتي لم توثق انما دونت كإشاعات وأقاويل ومسموعات.

من هنا فالوثائق عبارة عن ركام هائل من المعلومات، بعضه ذو قيمة عسكرية وأمنية وسياسية، وبعضه مجرد عمليات روتينية ضمن الجو العام العراقي. وكأن لعبة التوثيق محاكاة للآية القائلة كل شيء أحصيناه كتابا، وهي ميزة العقل الغربي الذي يعيد صياغة الحياة ثانية. ووثائق ويكيليكيس فجرت أكثر من زوبعة ولأكثر من فريق. من هذه الزوابع كيفية وصول هذا الموقع الاسترالي إلى تلك الوثائق وهي محفوظة في كومبيوترات البنتاغون العملاقة، وهل يخلو الأمر من قصدية في تسربها أو قرصنتها؟ وهل هناك جهات داخل البنتاغون هي التي سهلت عملية القرصنة ام ان الأمر هو براعة هذا الموقع والمختصين والقائمين عليه؟ والوثائق تلك تضم مخلفات حكومتين أميركيتين هما حكومة بوش وحكومة اوباما، أي الجمهوريين والديمقراطيين، فهل يوفر نشر الوثائق ساحة جديدة للصراع فيما بين الحزبين في المستقبل القريب خاصة وثمة انتخابات للكونغرس على الأبواب؟ هذا على الصعيد الأميركي، اما على الصعيد العراقي فالمفاجأة التي وردت في الوثائق ان رئيس الوزراء نوري المالكي كان يقود فرق موت وتعذيب وتصفيات لمناوئين عبر أجهزة أمنية رسمية، يفترض ان تكون محايدة لا تقف مع أي مكون ضد آخر، وهذا كما يقول بعض المحللين ان ثبتت صحة الوثائق سيكشف كثيرا من الجرائم الغامضة، وغير المعقولة، التي حدثت في الأعوام الخمسة الماضية، مثل اختطاف موظفين من وزارة التعليم العالي، وخطف رئيس اللجنة الأولمبية احمد الحجية وتصفيات لضباط كبار داخل الأجهزة الأمنية والاستبعاد المبرمج للسنة من الوظائف المهمة وتشييع التعليم وكتب التاريخ وغربلة مفاصل الدولة وتطييفها، وغير ذلك من قصص أصبحت في ذمة الأدراج المقفلة، ويعيش الفرد جزءا من نتائجها.

وهناك قصة السجون السرية، التي كشفت من قبل الأميركان قبل نشر الوثائق، وهي تدار عبر مكتب القائد العام للقوات المسلحة، والتعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان التي كانت تمارس فيها، بعيدا عن القضاء، وهو ما انكرته الحكومة بقولها ان تلك السجون لم تكن سرية ولكن ربما تمّت فيها تجاوزات على المعتقلين دون علم الدولة. لكن هل تخلو هذه الوثائق التي تورد اسم رئيس الوزراء من القصدية بعد نشرها الآن في لحظة حرجة من عمر السياسة العراقية، وبعد أن أصبح نوري المالكي مرشحا قويا لتأليف الحكومة الجديدة اثر توافق العدوين اللدودين أميركا وإيران على التمديد لولايته؟ رأي الشارع العراقي منقسم هو الآخر حول هذه النقطة. فرئيس الوزراء اثبت جدارة في ضرب الميليشيات ومنها جيش المهدي القريب من إيران، كما ان ولايته شهدت تحسناً ملحوظاً في استتباب الأمن، والمصالحة الوطنية، ومجريات الوضع الأمني تسير نحو التحسن النسبي لا العكس، وهذه محاججة تناقض ما ورد في الوثائق حول توجهات المالكي الطائفية. ومثلما يسيس كل شيء اليوم في العراق، من ابسط الأمور إلى اعقدها، نتيجة لتراكم المعضلات وطابعها المركب، فكذلك سيس نشر الوثائق على الساحة. التحالفات المؤيدة للمالكي تصر على ان نشر الوثائق بهذا الوقت الغرض منه إسقاط للمالكي وإحراجه هو والمدافعين عنه ومن رشحوه. بينما تصر الجهات الأخرى المعارضة على ان نشر الوثائق ذو طابع ايجابي لانه يكشف الغطاء عن ملابسات ما حصل للعراق في السنوات السابقة. ومراجعات الماضي، ووضع النقاط على الحروف، وكشف المستور وهو ضخم جدا، يجنب البلاد تكرار الأخطاء السابقة، ويضع العملية السياسية امام مرآة تستطيع عبرها تقييم نفسها، واصلاح ما يمكن إصلاحه لكي تنشأ ديمقراطية حقيقية لا بالاسم فقط.

كما طالب بعض النواب الجدد مثل صباح الساعدي بتقديم كل من تثبت عليه تهمة ما إلى العدالة حتى لو كان هذا رئيس الوزراء ذاته، فيما اعتبرت القائمة العراقية ان الوثائق تلك تؤيد توجهاتها، هي وبعض الأطراف الأخرى، كالمجلس الأعلى، في عدم التجديد للمالكي. التيار الصدري رأى في الوثائق كشفاً صريحاً للبربرية الأميركية، وتأكيدا لمصداقيته، أي التيار، في طرح شعار المقاومة ضد الأميركان. وكذلك هيئة علماء المسلمين، والقاعدة، والبعث، والتنظيمات المتطرفة.

جاء في الوثائق ان هناك اكثر من ستين ألف مدني عراقي قتلوا عند حواجز أميركية، وجرائم القتل تلك تم التستر عليها من قبل الجيش الأميركي الأمر الذي يمحق اي مصداقية للسياسة الأميركية في العراق طوال تلك السنوات. وشعار جلب الديمقراطية إلى العراق أصبح مثار سخرية للجميع، وفقد المدافعين عنه. اذ أن الديمقراطية لا تتعمد بقتل ستين الف مدني بريء على حواجز عسكرية. وكذلك جاء في الوثائق تستر الاميركان على عمليات تعذيب وقتل كانت ترتكب في السجون العراقية والمعتقلات وتعرف بها القوات الأميركية الا انها تجاهلتها وأغمضت عينها عن ذلك، وهو ما توج في فضيحة سجن ابي غريب الذي كان الاميركان ذاتهم يمارسون فيه التعذيب للسجناء وبطرق اقل ما يقال عنها انها بربرية بامتياز.

نشر الوثائق، وكما وصفه اكثر من مصدر، كرة ثلج متدحرجة وهي في بداية الحركة، الحركة المتجهة نحو هاوية مظلمة. فعلى سبيل المثال ماذا سيكون مصير المتعاونين مع المخابرات الأميركية من العراقيين الذين، وكما قالت الوثائق، يحتلون مناصب مهمة في الدولة؟ هل يطالهم القانون العراقي ام يتستر عليهم ام يتجاهل وضعهم الملتبس كما في اغلب القضايا المطروحة في الواجهة؟ ومن هي الجهات المخولة بمحاسبتهم، وهل توجه لهم تهمة الخيانة، على رغم اعتراف عدد لا بأس به من القادة الحاليين بتعاملهم مع اجهزة مخابرات دولية ايام المعارضة لنظام صدام حسين؟ هذه الأسئلة وغيرها تدور في الشارع، وبين الدهاليز السياسية، لكنها لحد الآن لم توضع في طريق واضح. لان السؤال المهم هو ماذا سيستفيد العراقيون من نشر الوثائق تلك؟ وماذا تستفيد التجربة الديمقراطية من نشر الغسيل الوسخ لقادتها او للمدافعين عنها سياسياً وفكرياً وثقافياً؟

الا يعرف المواطن البسيط معظم تلك الحقائق منذ زمن قبل ان يتم نشرها في موقع ويكيليكس؟ ثم ما هي الجهة التي يمكن ان تكون معياراً لدراسة وفرز تلك الوثائق؟ هل هو القضاء العراقي، الحركات السياسية، منظمات المجتمع المدني، الرأي العام، ام الدولة، ان كانت هناك مؤسسات حقيقية يمكن اطلاق تلك التسمية عليها؟ هل هي الامم المتحدة، مجلس الامن، محكمة الجنايات الدولية، وهل لتلك الجهات مصلحة، او فائدة، من الاهتمام الصادق والحقيقي والمسؤول بتلك الحقائق او الوثائق؟ ومن له السلطة والمصلحة بتقديم مرتكبي الجرائم ضد الأبرياء من العراقيين؟ هل يمكن محاكمة شركة بلاك ووتر على سبيل المثال، على جرائمها في العراق؟ واذا كان هناك شبكة للحرب الطائفية تمتد من الأحزاب الشيعية الدينية، مروراً بإيران، وامتداداً نحو حزب الله اللبناني الذي كما تقول الوثائق كان بعض عناصره يدرب الميليشيات الشيعية العراقية في إيران، فمن له القدرة على جلب الجميع إلى القضاء؟ وأخيرا من يستطيع جلب رؤوس متنفذة في الجيش الأميركي والإدارة الأميركية ذاتها إلى منصة المحاكمة، وبينهم قادة أركان ورؤساء جمهوريات ومستشارون للأمن القومي وسفراء؟

ولكن ما الجدوى من كل ذلك؟

فالمئة الف ضحية مدنية من العراقيين التي أوردتها الوثائق لن يعودوا مرة ثانية إلى الحياة.

كما ان حزن ذويهم قد سرى في النفوس واستمكن في الأجساد ولا تنفع معه محاكمات او إدانات.

====================\

اسرائيل اخترقت الاونروا عبر ويلي

امجد معلا

lamaramjad@yahoo.com

الرأي الاردنية

31-10-2010

التصريحات التي ادلى بها مؤخرا السيد اندرو ويلي مدير مكتب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ودعا فيها الى توطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية تنسجم تماما مع النظرة الاسرائيلية تجاه الاونروا على وجه الخصوص وقضية اللاجئين بوجه عام والتي تعتبر وجود وكالة الغوث تهديدا للاهداف الاستراتيجية للدولة اليهودية التي اقيمت على مبدأ تهجير السكان الاصليين وتوزيعهم في الدول العربية ليتسنى لهم اقامة الجيتو الكبير على ارض فلسطين.

 

هذه القنبلة الاعلامية التي القى بها ويلي في اجواء المنطقة التي تعيش مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين واحد اهم اسباب هذا التلكؤ هو موضوع اللاجئين حيث ان الجانب الفلسطيني والعربي يرفض المساس به باعتباره حقا مصونا بقرارات دولية في حين يحاول الطرف الاسرائيلي التمييز بين حق العودة والعودة نفسها كفعل حيث تتغاضى عن الاول بينما لا تريد حتى مجرد سماع مبدأ عودة اللاجئين.

 

من هنا فإن هذا الموظف بهذا التصريح اراد ان يخدم السياسة الاسرائيلية الداعية الى الغاء وكالة الغوث وتحويل موضوع رعاية اللاجئين الى الدول العربية وهو ما يعد انتهاكا صارخا للقرارات الدولية من قبل منظمة تتبع للامم المتحدة التي تتولى رعاية اللاجئين الفلسطينيين بقرارات اممية ومن اعلى سلطة فيها وهي مجلس الامن الدولي والجمعية العمومية .

 

وهذا الانعطاف الخطير في اداء الاونروا من الرعاية الانسانية الصرفة الى الساحة السياسية عبر هذا التصريح الصهيوني في دوافعه وتوجهاته يتطلب موقفا واضحا من المجموعة الاوروبية في الامم المتحدة التي اخذت على عاتقها دعم ومؤازرة مهمة ودور الاورنروا لتقوم بالمحافظة على البند الثاني من وعد بلفور سيء الذكر الداعي الى عدم ايذاء السكان الاصليين عند اقامة الوطن القومي لليهود على ارض فلسطين.

 

ردة الفعل الاردنية القوية والواضحة على تصريحات مدير مكتب نيويورك لوكالة الغوث يعد تصفيقا بيد واحدة اذا ما بقيت المجموعة العربية صامتة تجاه هذا التصريح ودوافعه اذا ان المطلوب لحماية الامن القومي للدول المضيفة للاجئين والمحافظة على جذوة قضية اللاجئين باعتبارها الشاهد الاهم والابرز على القضية الفلسطينية ان تتحرك هذه الدول ومعها المجموعة الاوروبية من اجل القضاء على التوجه لتسيس وكالة الغوث او محاولة الغاءها بحسب المعنى الواضح لذلك التصريح الذي على ما يبدو انه يؤشر الى رغبة صهيونية بتغيير الديمواغرافيا السياسية في المنطقة لصالح مشروع يهودية الدولة في اسرائيل .

 

هذا التحرك الاعلامي المنحرف لوكالة الغوث يفسر الان بوضوح الجريمة التي ارتكبتها اسرائيل بحق مقرات وكالة الغوث في غزة ابان حربها الشرسة عليها اذ ان حجم الدمار الذي الحقته بهذه المقرات عكس مدى حنق السياسة الاسرائيلية على وكالة الغوث باعتبارها اداة دولية لحماية حق اللاجئين في العودة الى ديارهم .

 

وعلى ما يبدو ان فشل عملية التدمير الفعلي لوجود الوكالة الدولية على الارض في غزة وما تبعه من ادانة دولية واسعة قد دفع بالاذرع الاسرائيلية الطويلة الى تحريك ازلامها في الامم المتحدة ليبدأوا معركة تصفية وكالة الغوث من الداخل وهو التحرك الذي يعبر عنه تصريح السيد اندرو ويلي المكشوف في تعابيره وفي مضامينة ودوافعه مما يجعل بقاءه في منصبه خطرا حقيقيا على الدبلوماسية العربية برمتها التي تسعى الى تثبيت الشعب الفلسطيني في ارضه اولا ومن ثم الى تنفيذ حقوق اللاجئين في العودة الى ارضهم وتعويضهم عن معاناة استمرت اكثر من ستين عاما.

====================\

بولارد.. جاسوس دولة حليفة!

لورنس كورب

(مساعد وزير الدفاع في إدارة ريجان وباحث بمركز التقدم الأميركي)

«إم. سي. تي. إنترناشونال»

الرأي الاردنية

31-10-2010

قبل حوالي 25 عاماً أقدم جونثان جاي بولارد، المحلل في الاستخبارات البحرية الأميركية، على خيانة بلاده والمس بحرمة المسؤولية الملقاة على عاتقه بتزويده معلومات سرية لإسرائيل.

ومع أن الدولة العبرية كانت ومازالت حليفة للولايات المتحدة، تتلقى بشكل روتني معلومات استخباراتية من المسؤولين الأميركيين لحمايتها وحفظ أمنها، فإنه لابد من الإقرار بأن بولارد يستحق العقاب، لتبقى المشكلة فقط في العقوبة التي يُفترض أن تناسب الجرم، والتي أعتقد أنها في حالته قد تجاوزت الجرم الذي اقترفه.

 وفي هذا الإطار لابد من التذكير بأن بولارد، بعد اعتقاله واتهامه بالتجسس لدولة أجنبية، عقد صفقة مع المسؤولين الأميركيين تقضي بقبوله قرار هيئة المحلفين الذي أدانه بالتجسس والاعتراف بأنه قدم معلومات سرية لدولة حليفة للولايات المتحدة -ما وفر على الحكومة حرج الكشف عن معلومات سرية- مقابل ألا يسعى المدعي العام الأميركي إلى إنزال عقوبة المؤبد على بولارد.

وقد بدا الاتفاق معقولا ما دام الطرفان معاً يستفيدان منه دون أن يمس بسير العدالة. فمعروف أن الحكم العادي الذي يتلقاه من يُتهم بتزويد دولة حليفة بمعلومات سرية لا يتعدى سبع سنوات يقضي منها أربعا ثم يغادر السجن، لكن رغم الاتفاق، حُكم على بولارد في عام 1987 بالسجن المؤبد، وهي العقوبة المخصصة عادة للجواسيس الذين يتخابرون مع قوى معادية للولايات المتحدة، مثل حالة «ألريتش آمز» الذي أدين بتقديم معلومات سرية إلى الاتحاد السوفييتي خلال الحرب الباردة، وهي معلومات خطيرة أودت بحياة العديد من الأشخاص.

لكن لماذا تلقى بولارد حكماً قاسياً؟ ولماذا ظل يقبع في السجن رغم مرور كل هذا الوقت، ورغم المناشدات التي أطلقها مئات المشرعين الأميركيين والمدعين العامين المرموقين، إضافة إلى المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية، والرئيس السابق للجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، ناهيك عن العديد من قادة إسرائيل الذين بحت أصواتهم في المطالبة بإطلاق سراح بولارد.

والحقيقة أن بقاء الجاسوس وراء القضبان يرجع إلى أسباب وعوامل أهمها تصريحات وزير الدفاع السابق «وينبورجر» الذي كان يرأس البنتاجون لدى اعتقال بولارد، ففي تصريحاته المكتوبة والتي بقي أغلبها طي الكتمان أشار الوزير إلى أن المعلومات السرية التي كان ينقلها بولارد إلى إسرائيل وجدت طريقها إلى الاتحاد السوفييتي السابق، معتبراً أن بولارد لا يختلف عن أي جاسوس آخر زود المعسكر الشيوعي بمعلومات خطيرة وهو بالتالي متهم بالخيانة العظمى التي توجب إنزال أقسى العقوبات.

 والسبب الثاني يتمثل في موقف الحكومة الإسرائيلية نفسها والتي رفضت رفضاً قاطعاً عند اعتقال بولارد الاعتراف بأنه كان أحد عملائها، مدعية أنه جزء من عملية خرجت عن السيطرة ولا تعرف عنها شيئاً، بل أكثر من ذلك ودفعاً للتهمة عن أنفسهم رفض الإسرائيليون إرجاع الوثائق العديدة التي سربها إليهم بولارد، أو الإفصاح عن فحواها، وهو ما غذى الشكوك أكثر في تعاون بولارد مع الاتحاد السوفييتي أو أي عدو آخر من أعداء الولايات المتحدة.

أما السبب الثالث فيعود إلى بولارد نفسه والذي لم يكن شخصية يمكن أن تحظى بالتعاطف، فهو لم يكتفِ بتلقي أموالا بقيمة 45 ألف دولار نظير تسليمه معلومات إلى إسرائيل، بل لم يبدِ أسفه خلال مقابلتين أجراهما من سجنه مع الصحافة ونُشرتا على نطاق واسع، حيث سعى بدلا من التعبير عن ندمه إلى تبرير ما قام به.

لكن تلك الأخطاء جميعاً لم تعد موجودة اليوم، فمن جهة تم إثبات عدم صحة تصريحات وزير الدفاع السابق بشأن وصول معلومات من التي كان يسربها بولارد لإسرائيل إلى الاتحاد السوفييتي، بل إن المعلومات التي وصلت إلى المعسكر الشيوعي خلال 18 شهراً التي كان فيها بولارد يمارس نشاطه التجسسي جاءت على الأرجح من الجاسوسين الآخرين، وهما «آميس» و»روبرت هانسين» اللذان كانا يتعاملان مباشرة مع موسكو، لاسيما هانسين الذي كان ضباطاً في مكتب التحقيقات الفدرالي وتجسس لصالح الاتحاد السوفييتي من 1979 إلى 2001، كما أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية، جيمس ولزي، بين 1993 و1995، أكد بعد مراجعته قضية بولارد، أن لا شيء من المعلومات التي نقلها وصلت إلى الاتحاد السوفييتي. وأخيراً اعترفت الحكومة الإسرائيلية في عام 1998 بتعاون بولارد معها، حيث منحته الجنسية الإسرائيلية وسعت إلى تمتيعه بالعفو لدى ثلاثة رؤساء أميركيين.

 بل إن بولارد نفسه عبر عن ندمه وأبدى أسفه في العديد من المناسبات على مدى 25 سنة التي قضاها في السجن، وكان على وشك الخروج فعلا عندما توصل الرئيس كلينتون في عام 1998 إلى اتفاق مع رئيس الحكومة الإسرائيلية وقتها نتنياهو للإفراج عنه ضمن خطة لتعزيز عملية سلام الشرق الأوسط، لكن الاتفاق أُجهض بعدما هدد مدير وكالة الاستخبارات المركزية، جورج تينيت، بالاستقالة خوفاً من الرسالة الخاطئة التي قد يبعث بها إطلاق سراحه إلى الاستخبارات الأميركية واحتمال توفره على معلومات مضرة بالأمن القومي.

====================\

الهيمنة الصهيونية على قرارات الامم المتحدة

عرفات حجازي

الدستور

31-10-2010

الحركة الصهيونية التي تستلهم سياستها من"التلمود" والتوراة المحرفة تعتقد أنه من حقها"السيطرة على الأمم حتى تبقى السلطة في العالم لليهود وحدهم ".. ومن أجل هذا لم يغفروا لأي دولة او رئيس يرفق الخضوع لإرادتهم فتراهم يقوموا بإلصاق تهمة النازية و العداء للسامية به حتى يحققوا انتقامهم منه وارهابه لأن مثل هذا التهديد ينفعهم في المستقبل لضمان استمرار سيطرتهم على القرار الدولي كما استفادوا في السابق من هذه السيطرة فاستطاعوا الحصول على قرارات لصالحهم وأولها قرار"قيام الدولة اسرائيل".. كما استطاعوا إبطال كافة القرارات التي صدرت ضدهم ومنعوا الأداة التنفيذية في الأمم المتحدة من تطبيق أي من هذه القرارات التي كانت لغير مصلحتهم ،،

 

وكانت الحركة الصهيونية تصل الى جميع أهدافها عن طريق الإغراء أو الإرهاب ... وقصصها كثيرة ومليئة بالتفاصيل و الفضائح في محاولات الصهيونية للسيطرة على قراراتها بالإرهاب والاغراء بالرشوة والنساء أو بالقتل والفناء ،،

 

إرهاب الامم المتحدة

ومواجهة الحركة الصهيونية لقادة الامم المتحدة ومحاولات قتلهم وارهابهم وتشويه سمعتهم واغتيال الشخصية لم تقتصر على جهة واحدة إذ أن سجل المنظمة الدولية أصبح حافلا بالجريمة الصهيونية التي بدأت بمقتل الكونت برنادوت ووفاة همرشولد المشبوهة ومحاولة قتل الجنرال هانس وكذلك عشرات المحاولات لتصفية الجنرال كارل فون هورن ..

 

في شهر آب 1986 توفي في مستعمرة"سدي بوكر" الصهيوني"يهوشوا كوهين"ودفن الى جوار"ديفيد بن غوريون"و"اسحق شامير"وهو الذي قتل الكونت برنادوت وهو الذي أحضره"بن غوريون" لمقابلة"همرشولد" ليبعث في نفسه الرعب والارهاب وليوحي إليه بأن مصيره سيكون ذات المصير الذي لقيه"برنادوت"اذا لم يتخل "همر شولد"الأمين العام للأمم المتحدة عن تعاطفه مع الفلسطينيين ،،

 

و"بن غوريون"الذي أشرف على معظم عمليات الارهاب في فلسطين وخارجها وشارك في تنظيم العصابات الإرهابية الصهيونية وغيرها كان من الذين يعتمرون طاقية المتدينين المتطرفين ولا يحلو له الا ترديد الفصل السابع من "التلمود" الذي يقول : "يجب على كل يهودي أن يبذل كل جهده لمنع استملاك باقي الامم في الأرض حتى تبقى السلطة لليهود وحدهم .. وكان من رأي بن غوريون ضرورة السيطرة على الامم المتحدة ومنظماتها ودوائرها واللجوء الى كافة اساليب الترغيب والإرهاب والقتل من أجل تحقيق النفوذ الصهيوني في القرار الدولي وفي السجل المئات من الشخصيات العالمية التي كانت ضحية الارهاب الصهيوني منهم :

 

الكونت فولك برنادوت : لأنه لم يرضخ للتهديد الصهيوني وقام بوضع مشروع اعترض فيه على الاحتلال الاسرائيلي بالقوة واعترف بحق الشعب الفلسطيني باقامة دولته ... قتلوه ،

 

داغ همر شولد : لأنه رفض الاعتداءات الاسرائيلية وأدانها وطالب بتنفيذ القرارات الدولية ولقد قتلوه في حادث غامض ..

 

كورت فالدهايم : لأنه رفع شعار التفهم والتفاهم واعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية ووجه الدعوة للسيد ياسر عرفات لإلقاء خطاب في الأمم المتحدة اتهموه بالنازية وحاولوا إفشاله في الانتخابات ..

 

الجنرال كارل هورن : الذي رفض تبرئة اسرائيل من عدوانها على الأراضي السورية اتهموه بالنازية وحاولوا طرده من الأمم المتحدة .

 

الجنرال هانس : الذي القى القبض على شبكة المومسات والجاسوسات الاسرائيليات في صفوف الأمم المتحدة دبروا له حادثاً نجا فيه من الموت بأعجوبة إلا أنه أصيب بالشلل بقية حياته ...

 

إن"التلمود" الذي أوحى لليهود بانهم سيسيطرون على العالم جعلهم يقومون بجميع أعمال الفحش والإرهاب حتى يستطيعوا إسكات كل الضمائر الحية أو قتلها من أجل أن يستطيعوا في النهاية السيطرة على القرار الدولي وبالتالي السيطرة على العالم أجمع ،،

 

التوراة المزيفة

والى جانب "التلمود" هناك التوراة - كتابهم المقدس - الذي الصقوا فيه روايات مزيفة وأكاذيب باطلة جعلت أجيالهم تعتقد بأنهم شعب الله المختار وأن فلسطين هي أرض الميعاد كما أباح لهم الزنا والرشوة والقتل والغدر من أجل الحصول على أهوائهم وتحقيق مآربهم وغزو بلاد الآخرين واحتلالها حتى يتحقق لهم في النتيجة السيطرة على العالم ،،.

 

وبالرغم من وجود ستة عشر حزباً سياسياً في اسرائيل تدين بالاشتراكية أو التطرف الا انها جميعها تربط بين عقائدها وما جاء في التوراة المحرفة من أباطيل .. ولكن هناك ستة أحزاب سياسية متدينة متطرفة في دعوتها للدين وهي : موشا وكاخ وشاس والمفدال وغودات يسرائيل وتامي جميع هذه الأحزاب تتمسك بحرفية"التوراة المزيفة"وتقوم بجميع أعمال السفك والقتل والإرهاب باسم الدين لأن الاصحاح السادس من سفر يشوع في التوراة يقول لهم : وهلكوا جميع ما في المدينة من رجل وأمراة وطفل وشيخ حتى البقر والحمير بحد السيف واحرقوا المدينة وجميع ما فيها بالنار ،،.

 

ومن هنا تتفتح أذهاننا الى اسباب قيام اجهزة الاعلام الصهيونية باتهام الفلسطينيين والعرب بالإرهاب بالرغم من أنهم هم المعتدى عليهم وبالرغم من أنهم الأضعف عسكرياً وبالرغم من أنهم الذين يسعون الى المحافل الدولية طالبين الحلول السلمية .. إن سبب هذا الاتهام الذي استطاعوا بواسطته تجنيد الولايات المتحدة له وبعض الدول الغربية أيضاً هو من أجل إخفاء حقيقة الصهيونية والدين اليهودي القائم على الإرهاب والفساد ...

 

ويكفي من أجل التاكيد على أن التوراة التي هي اليوم بين أيدي اليهود ويؤمنون بما جاء فيها باليوم الموعود وبأرض الميعاد بأن هذه التوراة مزيفة ولا يمكن أن تكون مرسلة من رب العالمين يكفي أن نطالع ماجاء فيها من دعوة للقتل والسفك الى جانب دعوتها للعهر والزنا ...

 

وهذه القصة أيضاً التي ترويها التوراة التي وعدت اليهود بيوم الميعاد هي قصة عن النبي لوط عليه السلام الذي جاء ذكره في القرآن الكريم ونحن ننفي عنه تلك الأباطيل والفواحش عندما ورد بسورة الأنبياء" ولوطاً أتيناه حكماً وعلماً ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين"... وأما ولده"موآب" فهو أبو المؤابيين وولده"بن عمي"فهو أبو بني عمون حتى اليوم .. تلك بعض الشواهد على أن الذي يؤمن به اليهود والاسرائيليون والصهيونيون اليوم ويعتقدون أنه كتابهم المقدس والذي يستوحون منه خططهم وأعمالهم ويرسمون بهديه طموحاتهم وتطلعاتهم وينفذون بما جاء فيه كل فسقهم وعهرهم وإرهابهم وقرصنتهم إن هذا الكتاب المقدس ما هو الإ صحائف صفراء مزيفة تخجل أحط الشعوب أن تحتفظ بأمثالها في السر فكيف كما يفعل اليهود بالعلن ؟،.

 

وهذا الشعب اليهودي تحمل من الكوارث والويلات منذ بدء الخليقة وحتى اليوم أكثر من كل ما تحملته الأمم والأجيال كما يقول المؤرخ اليهودي يوسفوس وكان بسبب إيمانهم بكتاب مدسوس موهوم مزور دسوه على أنفسهم حتى يبلغوا مآربهم حتى أخذت أجيالهم تصدق بأن الله وعدهم بالسيطرة على جميع الأمم وأنه أباح لهم القتل والسفك وارتكاب المعاصي والفواحش في سبيل بلوغ ما يتوهمون إنهم موعودون به ...

 

وإذا كانت جرائمهم وغطرستهم وفظاعاتهم يفرغونها اليوم في الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والاسلامية فإنما ذلك لإنهم تربوا على الجريمة والفساد وقد أصابهم بسبب ذلك الكوارث والويلات ولكن كما يقول المؤرخ اليهودي يوسفوس : إن تلك الكوارث والويلات التي حلت بهم لم تكن الا من صنع أنفسهم ،،.

 

وسيبقى اليهود والاسرائيليون والصهاينة يفتكون ويفجرون ويعتدون على الأمم والشعوب حتى تنتصب في وجههم قوة رادعة تهلكهم أو تعيد الى نفوسهم وعقولهم الوعي بأنهم يخدعون أنفسهم بوعد موهوم أكثر مما يخدعون الامم والشعوب ولابد لهذا العدوان على الشعب الفلسطيني أن ينتهي ولابد لهذا الهوان أن يتوقف لأن كل الطغاة في التاريخ قد هلكوا لأن الله لا يمكن أن يحب القتلة المعتدين ...

====================\

هل سينجح الحوار بين فتح وحماس؟

بلال الحسن

الشرق الاوسط

31-10-2010

كان يفترض، نظريا، أن تسود فرحة شعبية عند الإعلان عن بدء قيام حوار للمصالحة بين حركتي فتح وحماس. ولكن اللافت للنظر تلك اللامبالاة الشعبية التي قوبل بها النبأ!

وبالطبع، فإن أحدا لا يستطيع القول بأن الوسط الشعبي الفلسطيني لا يبدي اكتراثا بحديث الوحدة الوطنية، أو بحديث التفاهم بين أطراف متخاصمة. إلا أن الإعلان عن العودة للحوار جاء في ظل تطورات سياسية، هي التي أضفت جو اللامبالاة على الحدث، أو جو «عدم السرور» للعودة إلى جو المصالحة. فقد كان هناك إعلان من قبل المفاوض الفلسطيني مع حكومة نتنياهو أن هذه المفاوضات متعطلة، ومتعطلة بالتحديد عند نقطة الاستيطان الذي انتهى وقت تجميده، وعاد ليتجدد بوتيرة أسرع. ثم كانت هناك مواقف أعلنها المفاوض الفلسطيني هنا وهناك، ولدت حالة من الغضب الشعبي الفلسطيني الشديد، أبرزها ذلك الموقف الذي لمح إلى إمكانية الاعتراف بمطلب «يهودية الدولة» كما يشترط نتنياهو. وأبرزها أيضا ذلك التصريح الغريب الذي جاء فيه أنه إذا نجحت المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، فإن المفاوض الفلسطيني سيعلن التخلي عن المطالب التاريخية للشعب الفلسطيني. لقد أوجدت هذه التصريحات حالة من الصدمة في الوسط الشعبي الفلسطيني، ولذلك، حين جاء نبأ مفاوضات المصالحة، برزت تساؤلات قلقة، ماذا عن هذه التصريحات؟ هل هي جزء من التفاوض؟ وإذا لم تكن جزءا من التفاوض، فهل يمكن قيام مصالحة من دون البحث فيها، وتحديد موقف منها، وإعلان رفضها، وحتى التخلي عنها؟

وحين صدر البيان المتفائل بعد جولة مفاوضات المصالحة الأولى بين الطرفين، كان طبيعيا، وبسبب هذا المناخ الشعبي، ألا يكون هناك تفاؤل شعبي يترافق مع تفاؤل البيان.

ليس المقصود من هذه الإشارة مجرد تسجيل للمناخ السائد، إذ إن هذه المسائل، وهي سياسية في جوهرها، تبرز أن المصالحة بين حركتي فتح وحماس لا بد أن تكون «مصالحة سياسية» إذا جاز التعبير. وحين تكون المصالحة سياسية، وحين يسندها موقف سياسي موحد، فإن الاحتضان الشعبي لها سيكون كبيرا ومساندا ومتفاعلا. أما الجمع بين الطرفين، وعلى قاعدة موقفين سياسيين متناقضين، فإنه سيوحي للجميع فورا بعدم الجدية، إن لم نقل إنه سيثير مخاوف لدى الكثيرين.

حين تتم تنحية الاتفاق السياسي، أو وضعه جانبا، فإن الحوار المتفائل يعني هنا شيئا واحدا فقط، هو التفاهم الإجرائي، وقد كانت هذه هي نقطة الضعف في ورقة المصالحة المصرية، وأدت مع نقاط تفصيلية أخرى، إلى عدم إقدام حماس على التوقيع عليها. ويحدث كل هذا، من دون أن يبرز في الأفق، احتمال التفاهم بين الطرفين حول منهج سياسي واحد، هو أصلا منبع الخلاف والخصام.

وثمة نقطة أخرى مهمة للغاية.. لقد توقفت محادثات الجولة الأولى بين فتح وحماس عند نقطة الوضع الأمني، وسيكون الوضع الأمني هو القضية الأساسية في محادثات الجولة الثانية. والسؤال هنا: ماذا يعني الوضع الأمني؟ ثمة مفهومان هنا للوضع الأمني:

المفهوم الأول: ما ورد حول المسألة في ورقة المصالحة المصرية، عن تشكيل لجنة أمنية مشتركة تشرف عليها الرئاسة الفلسطينية. وقد أدت هذه الصيغة التي تعطي لفريق السيطرة الأمنية ضد فريق آخر، إلى بروز خلاف، أدى مع قضايا أخرى من النوع نفسه، إلى استنكاف حماس عن التوقيع على ورقة المصالحة، ويمكن الآن باتفاق ثنائي بين فتح وحماس، أن يقال بأن قرارات اللجنة الأمنية هذه ستتم بالتوافق بين الطرفين، ويرضى بذلك الطرفان، ويعتبر اتفاقهما حلا لإشكال البند في ورقة المصالحة المصرية، من دون أن يتطرق إلى تعديله. ولكن هذا يحل مشكلة اللجنة الأمنية، ولا يتطرق إلى السياسة الأمنية.

وهنا يأتي المفهوم الثاني، فالسياسة الأمنية في وضع عادي تعني ألا يسيطر فريق على فريق، ولكن السياسة الأمنية في الوضع الفلسطيني الراهن تطورت وتبدلت وتغيرت، وأصبحت خطيرة للغاية، وأصبحت جزءا من السياسة التي لا بد من الاتفاق عليها أولا، وإلا فشل كل شيء مهما كان شكل الاتفاق، بل ومهما أحطناه بتفاؤل حقيقي أو زائف.

الأمن الفلسطيني الآن، وفي السلطة التي يرأسها محمود عباس وسلام فياض، يقوم على الأسس التالية:

أولا: وجود جنرال أميركي، مهمته وضع خطة للتنسيق الاستراتيجي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، مع وضع تصور استراتيجي إسرائيلي - عربي.

ثانيا: تشكيل فرق أمنية فلسطينية جديدة، من نوع جديد من الشباب الفلسطيني الصغير في السن، الذي لم يعش في مناخ حركة المقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي. ويتم إرسال هؤلاء الشباب إلى دورات أمنية تمارس عليهم عملية غسل دماغ، عن النظام، والقضاء على الفوضى، وفرض القانون، وطاعة الأوامر. وتعرض قوائم هؤلاء الشباب على المخابرات الإسرائيلية، حيث تخضع عملية الاختيار النهائي إلى مقاييس، منها: ألا يكون الشاب قد اعتقل سابقا، ألا يكون له قريب استشهد أو جرح أو اعتقل، وذلك لضمان ألا يكون متأثرا بأجواء وطنية نابعة من بيئته.

ثالثا: يتم تزويد هؤلاء الشباب بشعار وطني يريح ضمائرهم، فيقال لهم إن الانتفاضة الفلسطينية قد خلقت الفوضى، وعطلت تطبيق القانون، وأنتجت أشخاصا يسيئون للناس ويبتزونهم، ولذلك فإن الانتفاضة الفلسطينية عرقلت تجربة بناء دولة فلسطينية. أما أنتم فستتولون فرض النظام، وستوفرون الأمن للجميع، وستقضون على «زعران» الانتفاضة، وتساهمون بذلك في بناء الدولة الفلسطينية.

رابعا: تم تتويج هذه السياسة الأمنية بقرار سياسي، يتم إعلانه مرارا وتكرارا على مستوى الرئاسة الفلسطينية، يعلن أن السلطة تعتمد منهج المفاوضات فقط، وهي ضد العنف، وضد العمل الفدائي. ويعلن أيضا أن الانتفاضة كانت شرا على الشعب الفلسطيني، لأنها جلبت عنفا إسرائيليا دمر المؤسسات وأدى إلى قتل الناس واعتقالهم.

خامسا: نتج عن ذلك تعاون أمني فلسطيني - إسرائيلي واسع، وتبادل يومي للمعلومات عن الفدائيين من أجل اعتقالهم وتفكيك تنظيماتهم، وشمل ذلك الجميع، بداية ضد حركة فتح، واستكمالا ضد حركة حماس والفصائل الأخرى الممارسة للمقاومة.

هذه السياسة الأمنية ليست أمنية إلا بالاسم، أما في الجوهر فهي استراتيجية سياسية متكاملة، ولا يمكن معالجتها إلا بمنهج سياسي متكامل، لا يبدو أن له وجودا في المحادثات الجارية بين فتح وحماس، فهل يمكن أن تنجح المحادثات في ظل هذا الوضع؟

البعض يقول متذاكيا: هذه محادثات للتفاهم بين فتح وحماس، أما قضية الأمن فهي تخص السلطة الفلسطينية. وهذا نكتة سمجة لا تضحك أحدا!

====================\

عندما تغيب المسؤولية

جابر حبيب جابر

الشرق الاوسط

31-10-2010

ليس جديدا القول إن الوضع العراقي، بل والإقليمي، اليوم يمر بمرحلة شديدة الحساسية تتطلب قدرا عاليا من المسؤولية والحرص لتجنب الانزلاق إلى مزيد من الصراعات الفتاكة التي غالبا ما يذهب ضحيتها الأبرياء. غير أن الأيام الماضية حملت لنا سلوكيات تكشف عن غياب الإحساس بالمسؤولية وغلبة السلوك الغريزي على العقلانية.

لنبدأ من حكم إعدام طارق عزيز، فهو، من بين جميع الأحكام التي اتخذتها المحكمة الجنائية، قد أثار لغطا وتساؤلات واعتراضات، بل وتدخلات دولية. لست هنا بمعرض البحث في حيثيات القضية التي صدر بسببها هذا الحكم، ولكنني أعتقد أن عزيز على الرغم من قربه الشخصي من رأس النظام السابق لا يمكن أن يوضع بنفس الخانة التي يوضع بها رؤساء الأجهزة الأمنية والاستخباراتية. وسواء اتفقنا مع الدور الذي لعبه عزيز أم لا، فإننا ندرك أن رئيس النظام الذي كان يمثل أساس وجوده والمتحكم بمفاصله والمحدد لأدوار لاعبيه قد حوكم وأُعدم، وبالتالي فإن إعدام الأدوات لم يعد بذي قيمة، لا سيما عندما يتعلق الأمر بشخص كان وزيرا لخارجية العراق زمنا طويلا وامتلك سجلا طويلا من المعرفة بدهاليز السياسة الدولية والإقليمية طوال تلك الفترة، وكان ذكيا بما يكفي ليحيا طويلا في ظل النظام السابق من دون أن يكون شديد الارتباط بجرائمه الكبرى ومن دون أن يكون محميا بظهير عشائري أو عائلي أسوة ببقية أركان النظام.

كان لإعدام رأس النظام قيمة رمزية (إيجابا وسلبا) لكننا لم نحصد من تجربة صدام حسين الحافلة أي عبرة مهمة، أو اعتراف ذي مغزى، فقد ظل الرجل أسير أوهامه التي صنع بعضها وصنع بعضها الآخر صنائعه ومرتزقته، فغادرنا من دون أي اعتراف أو شهادة تاريخية مهمة باستثناء وثائق تحقيقية أجراها مع محقق من ال «إف بي آي» ليست ذات أهمية تاريخية بالنسبة للعراقيين أنفسهم؛ لذلك أضم صوتي للكاتب العراقي عبد الخالق كيطان الذي نشر مقالة بالمعنى ذاته وأقول: إن ما قد نجنيه من كتابة طارق عزيز لمذكراته أكثر مما سنجنيه من إعدامه، فالانتقام عند القدرة على تجنبه هو أقل الأفعال مسؤولية في ظل وضع يتطلب القدر الكثير من المسؤولية والتعقل.

النموذج الثاني كان الكيفية التي تصرفت بها إحدى القنوات الفضائية مع الوثائق التي نشرها موقع «ويكيليكس»، لتقديم نسختها الجديدة عن الوضع العراقي بطريقة تحاول تأجيج الطائفية. هذا النوع من الإعلام، ربما أكثر من خطابات بن لادن والظواهري، وفر التبرير الآيديولوجي والنفسي للانتحاريين الذين توافدوا إلى العراق وأصبحوا أداة بيد منظمات إرهابية مجهولة المصدر والهوية ولأجهزة مخابرات تعمل تحت أستار مختلفة لتدمير القليل مما تبقى في هذا البلد باسم المقاومة.

الدعوة إلى العنف وتبرير القتل وصلا إلى النتيجة المتوقعة، أي: الصدام بين الجماعات المسلحة التي كانت تسوق في الإعلام بوصفها مقاومة، وبحلول عام 2006 شهد العراق أول حرب أهلية بتاريخه الحديث، سقط فيها عشرات الآلاف من السنة والشيعة، وهجر فيها مئات الآلاف من المناطق السنية والشيعية، يوميا كان يتم العثور على مئات الجثث مجهولة الهوية لمواطنين في مناطق سنية وشيعية ومختلطة، و«الاحتلال» تحولت قواته إلى دور فض الاشتباك والحكم بين العراقيين.

واليوم هذا الإعلام نفسه يعيد تقليب الوضع العراقي بأبجدية جديدة، باسم الوثائق التي نشرها موقع «ويكيليكس»، يريد أن يكشف «المستور» الذي كان لا يريد رؤيته سنوات الخراب، حيث لعب دورا كبيرا في تبريره والتنظير له، لكنه مجددا يريد أن يقرأ في الوثائق ما يعجبه، كما أراد أن يقرأ في الواقع العراقي ما ينسجم مع أجندته، محاولا تأليب طرف ضد آخر، ورمي اللوم على طرف دون الآخر، فقدم قراءة انتقائية تحريضية تضخم أشياء معينة وتتجاهل أخرى.

لا أعرف كثيرا عن الجمهور العربي وتفضيلاته، ربما بات هذا الجمهور أكثر فطنة لإدراك «المستور» خلف منطق كاشفيه، أما في العراق فلم يعد لخطاب هذا الإعلام تأثير مهم بين الناس، فالعراقيون أنفسهم الذين عاشوا سنوات المحنة وفقدوا أحبابهم وأصدقاءهم يعرفون القصة الحقيقية جيدا، وهي القصة التي لن يجد لها «ويكيليكس» من ينشرها، أو فضائيات تنفق الملايين لإبرازها. مع ذلك صار الناس يدركون جيدا أنك لا يمكن أن تكون ضد الاحتلال وتلجأ إليه لحمايتك في الوقت نفسه، ولا يمكن أن تكون ضد العنف وتحرض عليه في الوقت نفسه، ولا يمكن أن تكون مع حقوق الإنسان في مكان ما وتتجاهل تلك الحقوق في مكان آخر، ولا يمكن أن تكون ضد التعذيب عندما لا يعجبك وتتستر عليه عندما يعجبك، ولا يمكن أن تكون ضد الوجود الأجنبي في منطقة تبعد عنك آلاف الكيلومترات، وتسكت عليه وهو يبعد عنك ببضعة أو بمئات الكيلومترات. هذه التناقضات تجعل كل من يسقط فيها فاقدا للمصداقية، وتساعد بانكشاف مستوره كلما أصبح الناس أكثر وعيا في تدقيق ما يقوله الإعلام؛ ذلك أن الأخير ليس دائما أداة لكشف الحقيقة، بل هو في كثير من الأحيان أداة لطمسها.

===============

التنوع البيولوجي... مؤشرات الخطر

جولييت إلبرين

كاتبة أميركية متخصصة في الشؤون العلمية

تاريخ النشر: الأحد 31 أكتوبر 2010

الاتحاد

أظهرت دراسة علمية شملت أكثر من 26 ألف نوع حيواني في مختلف أنحاء الكوكب أن أعداداً متزايدة من الكائنات الحيوانية مهددة بالانقراض من على سطح الأرض حيث تصل التقديرات بالنسبة للفقاريات إلى الخمس فيما ثلث أسماك القرش وأنواع أخرى مهددة بالاختفاء التام عن الوجود، ووفقاً للبحث الذي نُشر يوم الثلاثاء الماضي بدورية "ساينس" الرائدة هناك العديد من العوامل المسؤولة عن تهديد بقاء الأنواع الحيوانية المختلفة مثل تدمير البيئات الطبيعية للحيوانات والاستغلال المفرط للأراضي الزراعية، فضلاً عن وجود منافسين لتلك الحيوانات على الموارد، هذه العوامل وغيرها تؤدي، حسب الدراسة، إلى تعريض مستقبل أكثر من 52 نوعاً حيوانياً للخطر، لكن الدراسة تشير أيضاً إلى أنه من دون الجهود المبذولة حالياً من قبل الحكومات للحفاظ على الحيوانات لكانت الخسارة أفدح ولفاقت بحوالي 20 في المئة مقارنة بما هو عليه الوضع اليوم.

وفي هذا السياق يقول "أندرو روزنبورج"، نائب الرئيس للشؤون العلمية في منظمة الحفاظ على الحيوانات الدولية وأحد معدي الدراسة المنشورة "نحن نعرف ما نحتاجه لقلب التوجه المخيف الذي يواجه العديد من الأنواع، فنحن في حاجة إلى التركيز على المناطق المحمية سواء في البر أو البحر".

ويتزامن نشر نتائج هذه الدراسة التي أشرف عليها 174 باحثاً من 38 دولة مع بدء وصول وفود من جميع دول العالم للمشاركة في اللقاء الذي تستضيفه "ناجويا" في اليابان لبحث سبل الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض ووضع أهداف محددة للعقد المقبل.

وفي الدراسة الصادرة اعتمد الباحثون على القائمة الحمراء التي يعدها الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة وتضم مجموعة من الأنواع الحيوانية منها الثدييات والطيور والبرمائيات والزواحف والأسماك فضلًا عن أنواع أخرى تدخل في إطار الحيوانات المهددة بالانقراض، ورغم الجهود التي بذلتها الدول الصناعية لدعم المحافظة على البيئة في بلدانها ومساعدتها على تمويل برامج مماثلة في الخارج يبقى الواقع كما يقول "نيكولاس دولفي"، أحد معدي الدراسة "أن الدول المتقدمة تصدر ممارسات مضرة بالتوازن البيئي إلى باقي العالم، وهي الممارسات التي لها أثر بالغ على مستقبل الحيوانات"، مضيفاً أنه تم "تحويل ثلث أماكن عيش الحيوانات إلى أراض مخصصة للاستغلال الزراعي، وهو أمر له تداعيات على مستقبل التنوع البيولوجي في كوكب الأرض".

ويظهر هذا الأثر المدمر بشكل أوضح بالنسبة للحيوانات في جنوب شرق آسيا بسبب تظافر مجموعة من العوامل مثل التوسع الزراعي وقطع الأشجار والصيد، هذا بالإضافة إلى حيوانات أميركا الجنوبية وأستراليا التي تعاني من تراجع كبير في أعدادها بسبب عوامل خارجة أحياناً عن التدخل البشري مثل انتشار بعض أنواع الفطريات السامة التي تقتل البرمائيات، وحسب الدراسة فإن 41 في المئة من إجمالي البرمائيات مهددة بالانقراض، وعن هذا الموضوع قال وزير البيئة النرويجي، "إيريك سولهايم"، المشارك في مباحثات "ناجويا" باليابان في لقاء أجري معه حول التراجع المتزايد للتنوع البيولوجي "ما يجري حالياً من تهديد للحيوانات بالإضافة إلى التغيرات المناخية يجب أن يدفع الدول إلى التحرك العاجل".

وتؤكد الدراسة، التي تحذر من تزايد عدد الحيوانات المهددة بالانقراض، فشل الأطراف الموقعة على معاهدة التنوع البيولوجي في تحقيق أهداف ترجع إلى العام 1992 والمتمثلة في "خفض المستويات الحالية من فقدان التنوع البيولوجي على المستويين العالمي والوطني" بحلول السنة الجارية. ومن المتوقع أن تعلن الدول 193 المنظمة إلى المعاهدة عن أهداف جديدة للعام 2020 وذلك خلال اجتماع اليابان، ومع أن الولايات المتحدة لم تصادق بعد على المعاهدة إلا أنها ستشارك بوفد في جلسات النقاش التي ستمتد أسبوعين.

وتسعى المنظمات البيئية خلال اللقاء في اليابان إلى الدفع في اتجاه تبني أهداف طموحة كالالتزام بحماية 25 في المئة من جميع أراضي الكوكب و15 في المئة من البحار على أن يتحقق ذلك في موعد أقصاه 2020، وهي أهداف لم يكن من السهل بلوغها بالنظر إلى الوضع الراهن حيث لا تتعدى نسبة الأراضي المحمية 14 في المئة فيما نسبة المحيطات والبحار لا تتجاوز نسبة 1 في المئة. وتستعرض الدراسة الأخيرة التي تطرقت إلى الحيوانات المعرضة للانقراض في العالم، التأثير الجيد للسياسات الحكومية التي ساهمت في إنقاذ 64 نوعاً بفضل الجهود المكثفة لحمايتها ومنعها من الانقراض، ومن بين تلك الأنواع الصقر الأميركي وأبو عرس اللذان كانا معاً يواجهان أخطاراً كبيرة فعادا مجدداً إلى التكاثر في بيئاتهما الطبيعية بعدما قلصت السلطات بعض الأخطار البشرية، وفي بعض الحالات ساهمت السياسات الحكومية في إنقاذ أنواع كانت في عداد المنقرضة مثل طائرة أبو منجل الآسيوي الذي تحسن وضعه بفضل حماية الأشجار التي يعشش فيها ومراقبة المواد الكيماوية المستخدمة في المناطق الزراعية، فضلاً عن منع استخدام الأسلحة النارية وتجريم صيده.

وبخصوص أنواع أخرى مثل سمك القرش وغيرها مازال العلماء يناقشون أفضل السبل لحمايتها، لا سيما بعدما أظهرت الدراسة تراجع أعدادها بسبب إقبال مجموعة كبيرة من الدول على اصطيادها، وهو ما أشار إليه البروفيسور "جاك موسيك" من معهد فيرجينيا للعلوم البحرية عندما أكد بأن 33 في المئة من بعض الأنواع البحرية وعلى رأسها سمك القرش معرضة للخطر.

===============

الإعلام الأميركي وحساسية التعامل مع «المسلمين»

كاثلين باركر

محللة سياسية أميركية

ينشر بترتيب خاص مع خدمة

«واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفس»

تاريخ النشر: السبت 30 أكتوبر 2010

الاتحاد

يبدو أن "خوان ويليامز" تعلم درساً مهماً من تجربته الصحفية وهي الحذر الدائم من كلمة "مسلمين"، فقد أقيل المحلل السابق في الإذاعة الوطنية العامة في أميركا بسبب ملاحظات مرتجلة تلفظ بها على قناة "فوكس نيوز" اعُتبرت مسيئة للمسلمين.

وتجدر الإشارة إلى أن "ويليامز اعترف بأنه بشعر ببعض التوتر كلما رأي أناساً في الطائرة يرتدون "ملابس المسلمين"، وهكذا انطلقت الإساءة كما فُهمت من فمه لتكلفه الخروج من الإذاعة الوطنية، وإن تمكن من الحصول على عرض جديد من قناة "فوكس نيوز" كتعويض على دورها في إقالته من خلال عقد بمليوني دولار على مدى ثلاث سنوات، بيد أن "ويليامز" لم يكن الوحيد الذي فقد منصبه بسبب تصريحات مسيئة للمسلمين، بل سبقه بفترة قصيرة "بيل أوريلي" بسبب مشاركته في برنامج "ذي فيو" الذي يفترض أنه برنامج يعرض مواقف مجموعة من النساء من مختلف الأعمال والأجيال حول عدد من قضايا الساعة من دون أن يثير نظرة الرجل التقليدية تجاه النساء- وهو توصيف قد يعتبره البعض حاطاً من قيمة النساء بشكل من الأشكال.

فعندما أخطأ "أوريلي" بقوله في البرنامج إننا تعرضنا لهجوم من قبل المسلمين في 11 سبتمبر، سارعت مشاركتان من مقدمي البرنامج إلى الانسحاب احتجاجاً على كلام الضيف الذي لم يحسن الحديث، لكن "أوريلي" رغم كلامه غير الدقيق، استطاع الحفاظ على وظيفته ولم يُقلْه أحد.

الحقيقة أن "أوريلي" كان عليه أن يحدد الفئة التي هاجمت أميركا وهي مجموعة من "المسلمين المتطرفين"، أو "المسلمين الإرهابيين" وليس مجرد مسلمين بالمطلق كما أوضح هو نفسه لاحقاً عندما اشتد اللغط وتعرض للانتقاد.

فنحن اليوم تطورنا في نظرتنا للمسلمين بما يكفي لنفهم أنه ليس جميع سكان العالم الذين يدينون بالإسلام مسؤولين عن هجمات 11 سبتمبر وأنه يجب تفادي التشهير بحوالي 1.6 مليار مسلم حول العالم فقط لأن شرذمة صغيرة منهم لا تتعدى 19 شخصاً قامت بهجمات إرهابية بعد اختطافهم لطائرات ركاب.

لكن رغم الخطأ الذي وقع فيه كل من "أوريلي" و"ويليامز" بعدم تدقيق ملاحظاتهما والتعميم المخل الذي وقعا فيه، فإنه لا أحد منهما يستحق ردة الفعل التي قوبلا بها، إذ لا ننسَ أن هجمات 11 سبتمبر نُفذت بالفعل من قبل رجال يدعون أنهم يرتكبون القتل باسم الله، فما الذي ينتج عن ذلك؟

الواقع أن العديد من الأميركيين عندما يركبون الطائرات ويجدون أمامهم شخصاً يشي لباسه أنه ذلك المسلم الملتزم الذي يرتدي ما يأمره به الله، فإنهم يذهبون بأذهانهم مباشرة وبصورة تلقائية إلى هجمات سبتمبر وقتل الناس، وهم بعد إمعان في التفكير يعودون إلى رشدهم ويبتعد عنهم الخوف.

ونحن حتى إذا كان علينا عدم التفكير بداية في المسلمين الذين يرتدون لباساً تقليدياً على أنهم إرهابيون محتملون، لكن ذلك ما يحصل، لذا أعتقد أنه من الأفضل التعبير عن هذه المخاوف دون عقد ومعالجتها إن ثبت خطؤها على أن نقمعها، ولعلي أراهن هنا أن ما قاله "ويليامز" عن شعوره بالتوتر لدى رؤية مسلمين يرتدون لباسهم الخاص في الطائرة ينطبق أيضاً على بعض الأميركيين.

وبدلاً من خداع الذات وإخفاء الموضوع أرى أنه من الأفضل إبرازه للعلن ومناقشته، هذا النقاش الذي يقودنا إلى مجموعة من الأسئلة مثل: لماذا نخاف من مسلمين يرتدون ملابس خاصة؟ هل ذلك أمر مبرر أو منطقي؟ ثم ماذا يتعين علينا القيام به لمعاجلة هذه المخاوف وتبديدها؟ وكيف نتجاوز حالات التصنيف التي نجريها على مستوى اللاوعي؟

فمهما يكن الأمر علينا فتح النقاش والإفصاح عن مخاوفنا إذ لربما وجدنا أنه من الصعب على البشر تجاوز مخاوفهم وانحيازاتهم. وهناك من يرى أنه ربما في بعض الأحيان يساعدنا الخوف في البقاء على قيد الحياة، وقد نكتشف في أحيان أخرى أن مخاوفنا ظالمة للآخر وغير منصفة له. وأخيراً علينا التفكير في طرق بديلة للتعبير تفسح المجال أمام المخاوف دون أن تجرح الآخر المختلف الذي يتعين علينا تقاسم الكوكب معه.

وفيما يتعلق ب "ويليامز"، أعتبر بأن إقالته كانت صائبة، لكن ردود الفعل كانت مبالغ فيها، فالناس عادة ما تشعر بأنها أهينت حتى لو كان الشخص فقط يقوم بعمل روتيني وقال أشياء لم يعنِ ما جاء فيها.

أما فيما يخص "أوريلي"، فقد كان في نظري أقسى في تعبيره من "ويليامز" عندما أشار إلى المسلمين عامة كمتورطين في الهجمات على أميركا، إلا أنه في نفس الوقت لا أوافق على انسحاب مقدمات البرنامج أمام الضيف.

وفي النهاية أقول إننا لن نصل إلى هدفنا في البحث عن سبل التفاهم والتعايش المشترك إذا نحن رفضنا التعبير الصريح عن أفكارنا، فصحيح أن المسلمين لم يهاجمونا في 11 سبتمبر لكن مخاوف الأميركيين عليها الوصول إلى العلن حتى لو كانت غير مبررة لمناقشتها دون عواطف، ذلك أنه بدون حرية التعبير نجازف بإضاعة الأفكار الجيدة التي قد تنبثق من فوضى التصورات الطائشة والمخاوف المزعومة.

===============

عفوا ..الرئيس بشار

أسامة سرايا

 الاهرام

30/ 10/ 2010

 الرئيس بشار الأسد‏..‏ مثل كل التصريحات السورية يريد أن يجمع بين متناقضين لا اتفاق بينهما ولن يكون‏.‏

إيران بسياساتها الراهنة فى المنطقة‏، والمصالح العربية كما يفهمها أبسط السياسيين‏، وإذا كان الرئيس السوري مقتنعا بأنه يمكن لسوريا أن تجمع بين هذين المتناقضين‏,‏ فإن التسويق الإعلامي لتلك القناعات السورية في المحيط العربي أمر لايمكن قبوله أو التغاضي عنه‏.‏ فقد نقبل الاختلاف في الآراء مهما تكن‏,‏ ولكن حينما تتحول إلي سلوكيات وتحركات وبرامج‏,‏ تعمل سوريا مع إيران علي تنفيذها علي حساب مصالح الشعوب وأمن الدول العربية‏,‏ فهذا واقع جديد‏,‏ يتطلب تحركات مختلفة لا تتعامل بمثل التسامح في اختلاف الآراء‏.‏

لست هنا في مجال الرد علي حديث الرئيس بشار الأسد‏,‏ ولكنه فقط توضيح وبيان أصبح ضرورة من أجل حماية المصالح العربية العليا التي تتعرض للخطر من إيران وسوريا‏,‏ ومن محاولة تسويق سياساتهما والعبور فوق التناقضات الحقيقية القائمة‏.‏

الرئيس بشار يري في زيارة نجاد إلي بيروت تدشينا لولادة الشرق الأوسط الجديد‏,‏ كما يراه أو يأمله‏,‏ أو كما عمل من أجله في السنوات الأخيرة‏,‏ ويريد أن يعطي إيران راية القيادة لشرق أوسط جديد‏.‏ ونحن نري ما حدث في بيروت محاولة مستميتة من الإيرانيين للوجود في قلب المنطقة العربية باستخدام قضاياها الأصلية بل مصالحها الاستراتيجية وأمنها القومي لمصلحة الملف النووي الإيراني‏,‏ أو باستخدام عنيف وعابث لورقة المقاومة‏,‏ أو استخدام حزب الله لقمع شركاء الوطن‏,‏ أو الاستخدام الأسوأ لملف الأقليات والصراعات الدينية بل الطائفية‏,‏ وتحديدا السني والشيعي‏,‏ وهو ملف يخشي منه أن يأتي علي ما تبقي للمنطقة من الاستقرار‏.‏

الرئيس الأسد في حديثه المثير للجدل والأقاويل يري أن الدور الإيراني في المنطقة مثل الدور التركي‏,‏ وليس هناك خلاف بينهما‏.‏ وهذا حقيقي في جانب‏,‏ وخطأ في جانب آخر‏,‏ في الجانب الأول‏:‏ الأتراك لهم مصالح نعترف بها‏,‏ ولكن تلك المصالح لاتناقض المصالح العربية‏,‏ ولاتعرض أمن العرب للخطر والتقسيم الطائفي‏..‏ وفي العراق يساعدون علي وحدة الوطن وعدم انقسامه طائفيا‏,‏ والمشكلة الكردية نموذج‏.‏ وهم في المشكلة الفلسطينية لم يعملوا علي تجنيد ميليشيات عسكرية يستخدمونها من حين لآخر لتحقيق مصالحهم‏,‏ كما يحدث من إيران مع حزب الله في لبنان أوحماس في فلسطين‏.‏

إما إيران فقد استطاعت التمركز في لبنان باستخدام الطائفة الشيعية وحزب الله‏,‏ والصوت يعلو الآن بالتهديد للطوائف الأخري‏,‏ إما أن تكونوا معنا أوالبديل الآخر معلوم ومعروف‏,‏ وليس‏7‏ آيار مايو ببعيد‏,‏كما حاول الرئيس السوري تبسيطه بأنه كان تعبيرا عن حقائق علي الأرض ترجمها حزب الله وهددنا بأنه من الممكن أن تتكرر‏,‏ ويجب علي الجميع أن يعترف بها أو تتم تصفيته‏..‏ ومع ذلك فإن إيران لايمكن أن تختزل تاريخ لبنان وشعبه ونضاله في حزب الله مهما يبلغ تسليحه‏,‏ وتبلغ قدرته علي إرهاب شركاء الوطن‏.‏ وتعرف إيران قبل غيرها أن أسلحة حزب الله لم تعد موجهة إلي إسرائيل بل هي لتهديد اللبنانيين ووحدة بلادهم‏.‏

هذه التناقضات التي جاء بها الرئيس السوري تجعلنا نتوجس خوفا منه‏,‏ وليس من إيران وحدها‏.‏ فلقد أوهمنا الرئيس بشار أنه مع المقاومة‏,‏ وهذا خط أحمر لا يتخلي عنه في سياسته‏.‏ ولكننا نعرف جيدا أنه عمليا ليس مع المقاومة‏,‏ وإلا كانت المقاومة في الجولان لاسترداد الأرض وتحرير ما تبقي من التراب السوري أولي بجهوده ومساعيه‏.‏ ولكن إذا كانت المقاومة لحساب إيران‏,‏ فيبدو أنه معها‏,‏ لمصلحة ألاعيب سياسية إقليمية‏,‏ تتغذي علي القضايا القومية العربية مثلما يتم استخدام قضايا العرب وهمومهم عبر التاريخ لمصلحة الاستئثار بالسلطة أو لمصلحة أهداف أخري غائبة‏,‏ بينما تتأخر الحلول وقضايا العرب‏.‏

ذكرنا الرئيس السوري بشار الأسد أن أمريكا هي صانعة التوتر والفوضي في الشرق الأوسط‏,‏ وهذا صحيح تماما‏,‏ ولكنه لم يتكلم مثلما شرح وحلل أن إيران هي الأخري كانت شريكا لأمريكا في احتلال العراق‏.‏ وأنها الأخري صانعة الفوضي وتقود ميليشيات لضرب وقتل العراقيين بلا رحمة أو سند من قانون أو حتي مصلحة‏,‏ بل للقتل والثأر التاريخي وحده‏.‏

نحن نعرف الآن تاريخا لخروج القوات الأمريكية من العراق‏,‏ ولا نعرف تاريخا لخروج القوات الإيرانية من لبنان أو تاريخا لمنع تدخل الميليشيات المسلحة إيرانيا لقتل العراقيين وتدمير عروبتهم‏.‏

أما ما ذكره الرئيس السوري عن علاقات مصر بسوريا بأنه لايريد شيئا من مصر‏,‏ فإن مصر تريد الكثير من سوريا الأرض والشعب والتاريخ‏..‏ سوريا التي كانت دوما سندا لمصر في صد العدوان علي المنطقة عبر التاريخ‏.‏ لاتريد مصر من الحكومة السورية الآن إلا أن تكف عن لعبة التوفيق بين المتناقضات‏,‏ وتسويق هذا الوهم في المنطقة‏.‏ فالمصالح العربية لمصر كما هي لسوريا الشعب والتاريخ‏,‏ الخط الأحمر الذي لايمكن تجاوزه أو المقامرة به‏.‏ أما السياسة السورية الراهنة فقد خرجت علي هذه المصالح‏,‏ وارتضت أن تمارس دورا لحساب قوة إقليمية‏,‏ لايمكن أن تعمل لحساب أمن المنطقة واستقرارها‏.‏

لا نريد الحديث كثيرا‏,‏ فنحن حقيقة نخاف علي الرئيس بشار وعلي سوريا‏,‏ ولا نريد لهما أن ينجرفا في صراعات لا طائل من ورائها‏,‏ فاستقرار سوريا بل ازدهارها يهمنا شعبا وحكومة بل وطنا‏,‏ فسوريا تعني لنا مصر‏,‏ ومصر لدي المصريين تعني سوريا‏.‏ وهذا الكلام لا يدركه البعض في سوريا‏,‏ خاصة من تستخدمهم إيران ضد مصر بل ضد القضايا العربية في العراق وفلسطين ولبنان‏,‏ بل في الخليج في البحرين والإمارات وصولا إلي السعودية‏.‏

نريد من سوريا أن تتدخل وتستخدم علاقاتها مع إيران لتلجيم دورها التخريبي في منطقتنا‏,‏ وتساعد الفلسطينيين علي التحرر الوطني وإقامة دولتهم‏,‏ لوضع حد للانقسام بين الضفة وغزة‏.‏ وأن تستخدم نفوذها ولا تستخدمها إيران في تحجيم الدور العربي في منطقتنا‏,‏ ثم تتباكي عليه‏..‏ وكأن الدور العربي حتي يكون موجودا أو مؤثرا يجب أن يتبع في خطواته وسياساته ورغباته الاحتياجات الإيرانية أو يدفع المنطقة للصراعات أو الحروب ضد مصالحها ومستقبلها‏,‏ نريد من سوريا أن توقف الانقلاب الإيراني علي الطوائف الأخري‏,‏ خاصة علي المسيحيين وسنة لبنان‏.‏

نريد من سوريا أن تتعاون مع العرب في وقف النفوذ الإيراني في فلسطين حتي تتمكن من إعادة لملمة الفلسطينيين معا‏,‏ وفي وحدة تحمي مصالحهم‏,‏ وتحفظ ما تبقي للقضية الفلسطينية من وجود‏.‏ نريد من سوريا ألا تكون يد إيران في مساعدة الأقليات الشيعية في الخليج للاستئساد علي الاستقرار الخليجي‏.‏

إن فعلت سوريا ذلك فقد عادت إلي مكانتها التي عرفناها‏,‏ وإلي قوتها التي ندخرها لدعم قضايا العرب‏..‏ وهذا فقط ما نريده اليوم من سوريا‏.‏

===============

حلال على نتنياهو حرام على الأسد

عماد الدين حسين

الشروق

30/ 10/ 2010

كيف يكون طبيعيا استقبال الإرهابى الصهيونى بنيامين نتنياهو ومعظم قادة الكيان العنصرى بصورة ودية فى القاهرة وشرم الشيخ بصورة منتظمة ولا يتكرر الأمر نفسه مع الرئيس السورى بشار الأسد أو قادة حركة حماس؟!.

مناسبة السؤال هى الحوار الذى أجراه الرئيس السورى مع جريدة الحياة اللندنية ونشرته على أربع صفحات يومى الاثنين والثلاثاء الماضيين، وتضمن محورا بشأن العلاقات مع مصر قال فيه الأسد ما معناه أن القاهرة لا تريد للعلاقات ان تعود إلى سابق عهدها وترفض دعوته إلى زيارتها.

قبل شهور سألت دبلوماسيا مصريا إلى متى تستمر الجفوة مع دمشق؟ فانطلق معددا ما اعتبره الخطايا السورية التى تعرقل العمل العربى المشترك، ومنها تشجيع حماس على عدم إتمام المصالحة مع فتح، والمساعدة فى الترويج للأجندة الإيرانية فى المنطقة.

قلت له وحتى إذا افترضنا صحة ما تقوله، فما الذى يمنعنا من التنسيق مع دمشق حتى بسياسة الحد الأدنى.. فالمؤكد أن خلافنا مع سوريا مهما بلغ حجمه فلن يكون فى مستوى خلافنا مع إسرائيل؟

أجاب أن الوضع مختلف وأنهى الحديث من دون أن يتمكن من إقناعى.

على حد علمى فإن غالبية المسئولين المصريين لا يزالون رغم كل شىء يتعاملون مع إسرائيل باعتبارها العدو، ويتحدثون فى جلساتهم الخاصة بوضوح عن هذا الأمر.

إذا كان الأمر كذلك، وإذا كانت السياسة الخارجية لمصر لا تدار طبقا لأهواء شخصية، فما الذى يمنع الإدارة المصرية من توجيه الدعوة إلى الأسد لزيارة القاهرة؟!.

ما الذى يمنع الرئيس المصرى أو أى مسئول آخر كبير من الاتصال التليفونى بالرئيس السورى مثلما حدث قبل أيام مع شيمون بيريز سفاح قانا والعشرات من المذابح الإسرائيلية ضد العرب.

غنى عن القول أن هناك عشرات الملاحظات على السياسة السورية، وكثيرون يرون أنها ارتكبت ما يشبه الخطايا فى لبنان والمنطقة وأضرت بالمصالح السعودية هناك، لكن منطق السياسة هو الذى جعل القيادة السعودية تتواصل مع نظيرتها السورية، بل إن سعد الحريرى الذى اتهم الأسد قبل سنوات بأنه قتل والده، زار دمشق 5 مرات فى الشهور الأخيرة، لانه أدرك أن مصلحة بلاده تحتم عليه ذلك.

والسؤال هو: هل خلافنا مع سوريا أشد وأعنف من خلاف السعودية ولبنان معها؟!.

كل أساتذة العلوم السياسية يتفقون على أنه من دون علاقات مصرية سورية سعودية فلا أمل فى أى عمل عربى مشترك حقيقى.. وإذا كان معظم مسئولينا يصنفون أنفسهم باعتبارهم برجماتيين وعمليين، ويبررون علاقتهم مع الصهاينة بهذا المنطق، ألا يمكن بالقياس نفسه ان ينفتحوا على سوريا ويفصلوا المشاعر الشخصية عن المصلحة العامة، وعدم ترك الخلاف القائم يؤثر على العلاقات بين الشعبين.

على أى مسئول فى الخارجية ان يجيبنا بصراحة: هل هناك شىء لا نعرفه يمنع مصر من الانفتاح على سوريا، وهل المسألة شخصية أم ماذا؟! ولماذا يكون بأسنا بيننا كعرب شديدا فى حين نتحول إلى كائنات حضارية أكثر من اللازم مع الأعداء الحقيقيين؟!.

عماد الدين حسين - الشروق

==============

الحركة الإسلامية والتسلق

الدكتور عباس العبودي

الوسط 30/10/2010

من عوامل نجاح الحركات والاحزاب هو وجود عنصر المراجعة المستمرة لخطواتها ومسيرة عملها مع الامة وعلى كل الاصعدة . وماالمؤتمرات المحلية والاقليمة الدورية الا صورة لهذه المراجعة نحو التطوير وليس نحو الانحسار فالحركة التي لا تجيد سبيل المراجعة لاتستطيع الاستمرار وستصاب بالضمور والجمود وستكون عرضة لتسلق العناصر الغريبة عن أجوائها مما يؤدي الى إنحرافها وتفككها . فالحركة التي لاتواكب الواقع المحيط بها بمرونة كافية مع توفيرالحصانة الفكرية والثقافية والسياسية لكوادرها ستصاب بالعزلة والانكسار.والتسلق يعتبر من العوامل الخطرة التي تاكل الحركات من داخلها وتحرفها عن خطها كما حصل لحركة نواب صفوي التى تحولت بالاخير من اتجاهها الاسلامي الى حركة يسارية تقودها عناصر غير منسجمة مع الاسلام بل تتعارض مع المشروع السياسي الاسلامي . ولهذا التسلق اسبابه نحاول ان نعرضها باختصار:

اولا:الاضطهاد السياسي الذي يواجه الحركات من قبل الانظمة الحاكمة وتولي عناصر غير كفؤة قيادة الحركة مما يؤدي بها الى الضعف والتصدع والتساقط . ومن اخطر العوامل التي تصيب الحركات هو تسلق العناصر غير الكفؤة الى جسم الحركة.

ثانيا:النفاق السياسي وركب الموجة

ثالثا: تقريب العناصر المتملقة لهذا الطرف اوذاك على حساب الاسس والمبادئ التي رسمتها الحركة لها .والتملق ياتي من قبل العناصر الحزبية في المستويات الادنى للوصول الى المستويات الاعلى من خلال ترديد ومن دون وعي مما يؤدي الى ارباك في جسم العمل وخلق اجواء ملتوية للمتسلقين بعيدة عن المنهج الاخلاقي والقانوني للحركة .

رابعا: فقدان الوعي في الممارسة الديمقراطية بين أفراد الحركة والعمل بمبدا من لم يكن معي فهو عدوي .وهذا مايؤدي الى ظهور اشكاليات كثير في عمل الحركة التي تؤدي الى تسلق عناصر غير المؤهلة الى المواقع القيادية .

خامسا: الفراغ الحركي وغياب المتابعة الصحية في جسم الحركة والمجاملات على حساب الاصول والمبادئ الاصولية .مما يؤدي الى الطبقات النفعية والانتهازية الى التسلق من خلال التطبيل والتصفيق لهذا القيادي او ذاك والاستفادة من ترشيحات هذه الطبقة النفعية للبقاء في المواقع القيادية

سادسا: المنافع والمصالح لبعض القيادات التي تاتي بشخصيات تحتها ضعيفة ومهزوزه لا تجيد سوي حااااااضر والتصفيق والتطبيل من قبل هؤلاء المتسلقين . فنلاحظ ان هذه القيادات تسعى دائمل لابعاد الشخصيات التي تتمتع بالقوة الفكرية وقوة الشخصية خوفا من أن تطيح بهم عمليا

 

سابعا: عدم توفر الدورات التأهلية عند بعض الحركات وإن وجدت فهي حصريا علي أشخاص بعينهم وهوالخلف الضعيف الذي لا يصلح للقيادة ونجد الاحزاب تفتقد للمقابل وهو المدارس الفكرية للنشئ التي توهل الكادر والقواعد وتساهم في رفع الحس الوطني والفهم السليم للأفكار والمبادي وكيفية تطبيق البرامج وتصميمها علي حسب متتطلبات المراحل المختلفة ؛ وهذه النقطة فتحت مجالا لما للمتسلقين فأنتهزت الطبيقة النفعية عدم توفر الكوادر القادرة علي تسيير الامور بالفهم العلمي فتسلقت حتي نالت أعلي المراتب وهي متساوية مع الكوادر في عدم الفهم السليم والتقيم المناسب داخل أروقة النظام والاسوار الحزبية وملأءت الفراغ مابين القيادة والقاعدة لتأتي بالفراغ المعايش حاليا في عدم تلبية متطلبات القواعد وأنفصال القيادة عن القواعد المغلوب علي امرها

ثامنا:ضعف العلاقة بين النسغ الصاعد والنسغ النازل مما يؤدي الى تسلق العناصر غير الكفؤة الى المواقع القيادية. وهذا مما يؤدي الى إفراغ العمل الحزبي من محتواه ومنع الحزب من أداء وظائفه .

أن هذا الطرح هو تحذير للحركات الاسلامي من السقوط في محنة التسلق واعتلاء العناصر غير الكفؤة الى المواقع القيادية مما يؤدي الى انحراف الحركات عن منهاجها وتحولها الى حركات بعيدة عن مبادئها التي تاسست من اجلها وستنتهي هذه الحركات ام الى التفكك والتبرعم والانشقاقات او الضمور والزوال

دعوة مخلصة الى اخوتنا واخواتنا في الحركة الاسلامية للحذر من المتسلقين ,لان التسلق داء خطير يصيب اكبر الحركات قوة اذا لم يكن هناك مراقبة ومتابعة بين النسغ الصاعد والنسغ النازل.

والله من وراء القصد

محبتي ودعائي

http://www.wasatonline.com/index.php?option=com_content&

view=article&id=3037&catid=59

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ