ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
J
الاربعاء, 10 نوفمبر 2010 سيريل تاونسند * الحياة أطلقت الحكومة الائتلافية التي تشكلت في
أيار (مايو) في بريطانيا عقب
الانتخابات العامة التي لم يحظ فيها أي
حزب بأكثرية مطلقة، تصريحات مهمّة
أمام مجلس العموم في 18 و19 و20 تشرين
الأول (أكتوبر) الماضي. ففي اليوم
الأول، قدّم وزير الخارجية وليام هيغ
وثيقة بعنوان «بريطانيا قوية في مرحلة
غامضة». وفي اليوم الثاني، تحدّث رئيس
الوزراء ديفيد كامرون عن مراجعة
الشؤون الدفاعية المثيرة للجدل فيما
اعتبر وزير المالية جورج أوزبورن أن
التخفيض الكبير في الإنفاق هدفه
مواجهة التحدّي الذي تفرضه الديون
الموروثة عن الحكومة العمالية السابقة.
وبدت هذه المناسبات الثلاث غاية في
الأهمية بالنسبة إلى المملكة المتحدة
كما أنها اعتُبرت ناجحة. تشير إستراتيجية الأمن القومي التي أعدها
مجلس الأمن القومي الجديد في بريطانيا
إلى أنّ الإرهاب الدولي يشكل الخطر
الأكبر. وتخوّف وزير الخارجية من أن
يتحوّل كلّ من اليمن والصومال
والسودان إلى ساحات حرب في المستقبل
بعد أن استخدمها تنظيم «القاعدة»
حصوناً له. وحذّرت سلطات الأمن في
المملكة العربية السعودية من خطة
أعدّها تنظيم «القاعدة» تقضي بشنّ
هجمات في أوروبا على غرار ما حدث في
مدينة مومباي عام 2008. ويبدو أنّ
الألعاب الأولمبية التي ستُقام عام 2012
في مدينة لندن تشكّل الهدف المحتمل لها.
وسيتمّ رفع عديد القوات الخاصة في
بريطانيا مع العلم أنّ الشرطة في لندن
تعمل على انشاء وحدات مسلحة جديدة
وأفضل لمكافحة الإرهاب. كما يبدو أنّ
الخطر الذي تفرضه فلول المجموعات
الإرهابية المرتبطة بأرلندا الشمالية
قد ارتفع بدوره. وفوجئ عدد كبير من الأشخاص حين تمّ ذكر
الهجمات المحتملة على الفضاء
الافتراضي البريطاني إضافة إلى
الجريمة الإلكترونية الواسعة النطاق،
على غرار ما حصل في إستونيا منذ سنوات
عدة، في البند الأول من الوثيقة . كما
أشارت الوثيقة إلى أنّ «الحكومة
والقطاع الخاص والمواطنين يقعون اليوم
تحت خطر التعرّض لهجوم افتراضي مستدام
على يد الدول العدوّة والمجرمين على
حدّ سواء. ومن شأن الهجمات في الفضاء
الافتراضي أن تخلّف تأثيراً حقيقياً
مدمراً على العالم». ويقال إن تكلفة
الجريمة الإلكترونية تصل إلى تريليون
دولار في السنة. كما تمّ ذكر هجوم «ستاكسنت»
الذي شنّ على برنامج إيران النووي. وقد
تشكّل الحرب الافتراضية استثماراً
إضافياً بقيمة 650 مليون جنيه إسترليني
بالنسبة إلى مقرّ قيادة الاتصالات
التابع للحكومة في مدينة تشيتنهام في
وسط بريطانيا. ومن الجيّد طبعاً الدعوة إلى اتخاذ
إجراءات احترازية للحؤول دون اندلاع
النزاع بدلاً من دفع الثمن بسبب
الإخفاق في منع حدوثه. وعلى الصعيد
الديبلوماسي، طالما نادت الأمم
المتحدة باتخاذ خطوات احترازية
لمواجهة الأزمة، إلا أنّ ما حصل في
أفغانستان أظهر أنه نادراً ما يتمّ
تطبيقها. لقد سرّني أن أرى أنّ قسم
التنمية الدولية الذي يحظى بتمويل
كبير يبذل جهداً أكبر من أجل مساعدة
الدول الضعيفة في مجال الحكم الرشيد. وربما لم يكن ممكناً تفادي ما ورد في
تقرير رئيس الوزراء حول شؤون الدفاع
ومفاده أنه تم إعطاء أهمية لتخفيض
الإنفاق أكبر من تلك التي تمّ إعطاؤها
لإعادة ترتيب قدرات بريطانيا الدفاعية.
وطغى شعور بالأسى داخل القوى الثلاث
التي تتشكل منها منظومة الدفاع
البريطانية (سلاح البحرية والجو
والقوات البرية) بدلاً من التركيز على
المخاطر الحالية والمستقبلية. وبفضل
الثكنات المحصنة ومناطق التدريب
الواسعة، لا يزال معظم جنود الجيش
البريطاني متمركزين في ألمانيا مع
دباباتهم الثقيلة ومدفعيتهم البعيدة
المدى، وذلك بعد سنوات على انتهاء
الحرب الباردة. ويجب تقليص موازنة الدفاع البريطانية
بنسبة 7.5 في المئة خلال السنوات الأربع
المقبلة. فقد ورثت وزارة الدفاع في
الحكومة الائتلافية التزامات غير
مموّلة تبلغ 38 بليون جنيه إسترليني،
الأمر الذي يدل على سوء إدارة في
الوزارة على مدى سنوات عديدة. وسيخسر
الجيش حوالى 7 آلاف جندي وكلّ من القوة
البحرية والقوة الجوية 5 آلاف عنصر. كما
يجب أن يبقى 10 آلاف جندي في أفغانستان
لغاية عام 2015 مع العلم أنّ هذا
الالتزام يشكل عنصراً أساسياً في
التفكير الدفاعي الحالي. وافقت الحكومة على مضض على بناء حاملتين
جديدتين للطائرات سبق للقوة البحرية
أن طلبت الحصول عليهما منذ عشر سنوات
في ظروف مختلفة. وقد تكون تكلفة إلغاء
بناء واحدة منهما أو كليهما أكبر من
تكلفة إنجاز بنائهما! وقد شاركت ثلاث
شركات مختلفة في إبرام العقد الأول.
ومن غير الممكن شراء طائرة نفاثة
لحاملة الطائرات الجديدة الأولى التي
ستحمل طائرات مروحية فحسب. وأنا أظن
أنه سيتمّ بيعها بعد الانتهاء من بناء
حاملة الطائرات الثانية على أن يتمّ
إيقاف طائرة «هارير» التابعة للقوة
البحرية عن العمل من أجل توفير المال. وسيتمّ الإبقاء على قوة الردع النووي
البريطاني المتمثلة في نظام الصواريخ
الأميركي «ترايدنت» الذي يضم أربع
غواصات مزودة بصواريخ باليستية كما
سيتمّ إرجاء اتخاذ القرار في شأنها إلى
ما بعد الانتخابات العامة المقبلة
المزمع عقدها في أيار من عام 2015. ونتيجة لهذه المراجعة الفاصلة، لا تزال
المملكة المتحدة تملك رابع أكبر
موازنة للدفاع في العالم. كما تعتبر
المملكة المتحدة بين الدول القليلة في
حلف شمال الأطلسي التي يشكل فيها
الإنفاق على الدفاع 2 في المئة من
إجمالي الناتج المحلي. * سياسي بريطاني ونائب سابق. ========================\ مجموعة العشرين ومهمتها
الأولى العاجلة الاربعاء, 10 نوفمبر 2010 جاك أتالي * الحياة تنعقد قمة الدول العشرين في وقت لم تفلح
القمم السابقة في بعث النمو، واقتصرت
انجازاتها على تحويل قسم من الدين
الخاص ديناً عاماً. ولم تُرس هذه القمم
آلية ضبط مالية دولية لمراقبة
الحسابات والاوراق المصرفية وضبط
المضاربات. ولم يبرز محرك نمو جديد. ومع استمرار الأزمة وتوالي الفضائح
المالية، لجأ الاميركيون الى
الاستدانة المنفلتة من كل عقال والى ضخ
السيولة المالية في الاسواق، واكتفى
الاوروبيون بانتهاج سياسات تقشف تفتقر
الى استراتيجية جامعة معولمة.
والصينيون يتمسكون بسياسة إغراق
الاسواق بالسلع، ويراكمون رؤوس
الاموال. ومجموعة دول العشرين تنقصها
اوالية اتخاذ قرار واضحة، وهي تعجز عن
أداء دور تنسيقي. وتبدو اقرب الى قناع
تتلطى وراءه مجموعة الاثنين، أي
الولايات المتحدة والصين. ويسهم ضعف دور مجموعة العشرين الصورية في
اندلاع حروب صرف العملات، وإغلاق
أسواق رؤوس الاموال، وارتفاع اسعار
المواد الاولية، وفي الانزلاق الى
انهيار كبير جديد. ويبرز طابع الدوامة العبثي في وقت تبدو
العوامل الايجابية واعدة. فعجلة النمو
السكاني تدور، ومعدلات الادخار ترتفع،
والتقدم التكنولوجي باهر، وأبواب
العالم مشرعة على الديموقراطية
والسلام، على رغم استشراء العنف في بعض
بقاعه. وحريّ بفرنسا على أبواب تسلمها رئاسة
مجموعة العشرين ألا تتصدى لإرساء نظام
مالي عالمي، وأن تقترح عوض ذلك على
شركائها معالجة تحديات كبيرة ليبتكر
الإنتاج سلع استهلاك تراعي البيئة
وموارد الطبيعة، على غرار إنتاج
سيارات كهربائية أسعارها معقولة. فمثل
هذه السيارات التي لا تستهلك النفط هي
عامل بارز في النمو العالمي، وفي تقليص
غازات الدفيئة. * كاتب ومُعلق، عن «لكسبريس»
الفرنسية، 27/10-2/11/2010، إعداد منال نحاس ========================\ الغضب الذي جمع شمل
معارضي ومؤيدي أوباما معاً آخر تحديث:الأربعاء ,10/11/2010 عاطف الغمري الخليج الأمريكيون لديهم تقليد متوارث، وهو أنهم
يبنون حياتهم حول فكرة المستقبل . .
والمستقبل مرتبط بالحلم الأمريكي،
والفرصة المتاحة أمام أي فرد للثراء،
وشغل أعلى منصب في الدولة، وكل هذا في
إطار الدولة القوية التي تتمتع
بالطاقة المتجددة لزيادة إمكاناتها في
التفوق، في العلوم، والتعليم،
والتكنولوجيا، والاقتصاد، والقدرة
العسكرية، والعقول المتفوقة التي تحتل
مخزوناً من الأفكار تستمد منه الدولة
قدراتها، وفكرة المستقبل ميدانها هو
في الداخل، بإقامة بناء داخلي متين
ومزدهر . وهذا لايمنع من أن يتحول
انتباه الرأي العام إلى اتجاه يشعره
بوجود تهديدات كبرى أو خطر خارجي وشيك .
وبمجرد تلاشي الخطر، يعود الأمريكيون
للانتباه إلى المشكلات الداخلية وهو
انعكاس لمفهوم المستقبل . وهذا يفسر لماذا اتخذ الاهتمام بالسياسة
الخارجية، مكاناً متأخراً في حملة
انتخابات الكونغرس التي جرت قبل أيام،
ويفسر أيضاً لماذا بدا الأفق ملبداً
بالغيوم في عيون الديمقراقراطيين مع
اقتراب موعد الانتخابات . وظلت
استطلاعات الرأي تظهر تقدم فرص
الجمهوريين بأرقام وصلت في آخر لحظة
إلى 14 نقطة، ما يضمن لهم الفوز بأغلبية
مقاعد مجلس النواب الذي يتمتع
الديمقراطيون بالأغلبية في دورته
الحالية، وهو ما أكدته النتائج
النهائية . في الداخل صار الاقتصاد ومشكلاته هو
القضية المسيطرة على أجواء الانتخابات
حيث قال الخبراء المختصون، إن
الناخبين عند سؤالهم عن أكثر المشكلات
التي تواجه البلاد إلحاحاً، فإن 3%
يقولون إنها أفغانستان، ويجيب 60% بأنها
الاقتصاد والبطالة . وهاتان المشكلتان المتصلتان ببعضهما، قد
ولدتا إحساساً بالقضية لدى الناخبين،
وهو ما أتاح للجمهوريين فرصتهم
الكبرى، ليركزوا دعاياتهم على غضب
الناخبين، والمعتاد عندما يضعف
الاقتصاد، أن يلقي الناخب اللوم على
الرئيس نفسه . وهذا الإحساس لم يتوقف عند حدود
الجمهوريين، فقد أظهر استطلاع لوكالة
“أسوشيتد برس”، أن الناخبين
المستقلين الذين كسب الديمقراطيون
أصواتهم في انتخابات الرئاسة عام ،2008
يشعرون بنفس درجة الغضب تجاه الأحوال
الاقتصادية . كما أن الليبراليين الذين
ساندوا أوباما ودعوته للتغيير،
يتملكهم الغضب بسبب عدم تحقيق أوباما
التغيير الذي وعد به . إن المجتمع الأمريكي بطبعه محافظ، وحسب
آخر استطلاع لمعهد غالوب، فإن
الناخبين المحافظين يمثلون 40%،
بالمقارنة بأصحاب الاتجاه المعتدل 35%
والليبراليين 20%، إلا أن المرحلة
التاريخية التي جاء فيها أوباما
رئيساً، يمكن أن تجعل تيار النسبة
الأقل أقوى تأثيراً في الداخل . وعلى سبيل المثال، ففي الأشهر الأخيرة من
حكم كلينتون عام ،2000 أجرى الجمهوريون
استطلاعاً لقياس حجم كل جناح من أجنحة
الحزب، وظهر أن المحافظين الجدد
يمثلون الأقلية 20% من أعضاء الحزب، لكن
قوتهم بلغت في الداخل حداً أدى إلى
تهميش الدور الرقابي للكونغرس على
الحكومة، وإلى تضخم سلطات الدولة في
الرقابة على المواطنين، وانتهاك
خصوصية حياتهم، وهم استمدوا هذه
السطوة من سيطرة مزاج الرعب القومي على
الرأي العام الذي عملوا على الترويج له
بين الأمريكيين، وأنهم هم الذين
يتصدون للإرهاب بحرب لا نهاية لها،
مثلما حدث هذه المرة في استغلالهم مزاج
الغضب . ثم إن الجمهوريين يعرفون أن جاذبيتهم لدى
الناخب تضعف في الأوقات التي يتراجع
فيها التهديد للدولة، وهو ما كان من
ضمن أسباب خسارتهم انتخابات الرئاسة
عام ،1992 لأن انتهاء الحرب الباردة، خلق
إحساساً عاماً بزوال الخطر، وبأنهم
مقبلون على عصر من التهدئة، وبالطبع
كانت هناك أسباب أخرى تجمعت لإسقاط بوش
الأب في الانتخابات منها الاقتصاد،
وحشد المنظمات اليهودية قواها ضده . المعركة الانتخابية إذاً، هذه المرة دارت
في مناخ داخلي لم يكن مواتياً
للديمقراطيين، وزاد من تأثيره، رد
الفعل لدى تيارات اليمين المحافظ الذي
حفزه تركيز دعاية الجمهوريين على
تصوير أوباما وكأنه “منشق” على الفكر
والتقاليد والقيم الأمريكية المحافظة
. وبالرغم من سيطرة الاقتصاد والشأن
الداخلي على أجواء المعركة
الانتخابية، وشحوب وجه السياسة
الخارجية، فإن السياسة الخارجية ستعود
لتفرض وجودها بعد انتهاء الانتخابات،
فهناك الآن تداخل مسيطر على التفكير
السياسي بين الشأن الداخلي بما في ذلك
الاقتصاد، والسياسة الخارجية . وهذا المعنى بالتحديد يمثل سنداً
لأوباما، فهو قد خلق حركة مجتمعية ضمت
في إطارها الرأي العام، والنخبة من
قادة مؤسسات صناعة السياسة الخارجية،
قضيتها التغيير خاصة في السياسة
الخارجية . ولم يعد التغيير قضية تخص أوباما وحده، أو
هو وحكومته، لكنه تحول إلى ثقافة
سياسية سيطرت على تفكير مؤسسات
الدولة، ووضعت له دراسات وتقارير
وتوصيات، منها تقرير المجلس القومي
للمخابرات الذي قرر أن تغيير السياسة
الخارجية هو مصلحة أمن قومي للولايات
المتحدة، في عالم يتغير تحتاج فيه
الولايات المتحدة إلى آخرين يشاركونها
ويتعاونون معها . وليس بالضرورة أن تكون خسارة
الديمقراطيين مؤشراً إلى خسارة أوباما
انتخابات الرئاسة المقبلة، ففي أمريكا
تتدخل المفاجآت كثيراً في تحديد
النتائج، ويمكن أن يأتي ذلك من إنجاز
سياسي مهم في الداخل، أو حدث خارجي
يقلب حسابات الناخب . والظاهر أن أوباما نفسه يعرف أنه ما لم
يحدث شيء من هذا، فسوف ينتهي حكمه
بفترة رئاسية واحدة . ========================\ آخر تحديث:الأربعاء ,10/11/2010 ميشيل كيلو الخليج في بلداننا العربية نمط من الناس يرفض أن
يرتبط اسمه بغير النجاح، ويأبى أن يصدر
عنه أي قول أو فعل غير صحيح أو صائب،
فإن أخفق في مسعى أو قال وفعل ما ليس
صحيحاً، كابر وزعم أنه على صواب، وأن
من لا يوافقونه الرأي إما أنهم موتورون
أو جهلة لا يميزون الحق من الباطل . هذا
النمط من البشر يكثر وجوده كلما صعدت
درجات السلم الاجتماعي، وهو شائع
بصورة خاصة بين من يتعاطون الشأن
العام، حيث يبلغ في أحيان كثيرة حداً
من التطرف والمبالغة يقارب الجنون . في بلداننا العربية نظم ترفض ربط أي قول
أو فعل من أقوالها وأفعالها بالفشل،
جزئياً كان أم كلياً، وتزعم أن تاريخها
هو سلسلة نجاحات متصلة الحلقات، وأن
نجاحاتها فريدة يستحيل أن يحقق أي طرف
غيرها مثيلاً لها، بما أنها تصدر عن
جهة لا مثيل ولا شبيه لها، كرست نفسها
لإسعاد شعبها حتى صار أسعد شعوب العالم
وأكثرها حظاً وتوفيقاً . في هذا
الخطاب، من غير الممكن والمنطقي وجود
خطط تنمية فاشلة أو نصف ناجحة، ويستحيل
أن تكون هناك مشكلات عامة أو خاصة،
سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو
ثقافية، من أي نوع كان . ومن المحال أن
يوجد أي مظهر من مظاهر التأخر السياسي
والاجتماعي والثقافي والمعرفي، وأي
جانب من جوانب الضعف العسكري والأمني،
فإن حدث ووجد شيء من هذا، قيل إنه يخضع
لمعالجة ستكون ناجحة دون شك، ستقتلع
عيوبه ونواقصه من جذورهما وتدرجه في
سياقات تقدم أكيد وشامل يخلو من
المشكلات . لا عجب أن سعادة المحظوظين
بالعيش في أوضاع كهذه بلغت حداً لم يبق
معه متسع في قلوبهم ولو لجرعة أضافية
صغيرة من السعادة . لفترة طويلة، كان من يجد أو ينتقد عيباً
ما في عدد من بلداننا العربية، يعتبر
مجرماً يدل الخارج الإمبريالي/
الصهيوني على نقاط ضعف بلده، كي يمكنه
من كسر شوكتها أو تسديد ضربات مؤذية
إليها . كان لسان حال الناطقين باسم هذه
البلدان يقول: العيب الخفي الذي لا
يراه الخلق ليس عيباً وليس موجوداً،
وهو يصير عيباً ويكون موجوداً بمجرد أن
يتحدث أحد ما عنه . وإذن، ليست عيوب
الواقع خطرة أو مؤذية بحد ذاتها، إذا
لم يتحدث أحد عنها . وهي تكتسب خطورتها
وحتى وجودها من الحديث عنها، فإن فعل
مواطن ذلك، كان بالضرورة عدو وطنه،
تشكك أقواله في قياداته وتطعن في
عصمتها، وتركز على جوانب ثانوية
وقليلة الأهمية من بناء شامخ أنجزته،
أحجم عن رؤيته عامداً متعمداً لسوء في
نفسه . ظلت أعمال وممارسات أصحاب هذه العقلية
تعتبر صائبة كلامياً بنسبة مئة في
المئة . كان هؤلاء يقولون: إن الواقع
القائم لا يقبل القراءة أو التفسير
بأية طريقة غير التي يعتمدها نظامهم،
وتعتبر صحيحة حتماً، ليس فقط لأنها شكل
الحقيقة الوحيد الذي يتطابق تمام
التطابق مع الواقع، بل كذلك لأن قراء
الواقع الرسميين يعرفون ما لا يستطيع
معرفته من لا ينتمي إليهم أو يكون على
صلة معهم، مهما بذل من جهد وبلغ من
معرفة، فليس من المنطقي أو المعقول
اعتبار قراءتهم للواقع خاطئة، حتى إن
حدث وكانوا، لا سمح الله، على خطأ . هذه
العقلية، قلبت هزائم العرب إلى
انتصارات، ونكباتهم إلى إنجازات،
وجعلت فقرهم غنى، وتأخرهم تقدماً،
وجهلهم علماً، وبؤسهم سعادة . وصارت
الشعوب لا تستحق قادتها، الذين يعانون
من مأساة مفجعة هي أن بلدانهم أصغر من
مؤهلاتهم وعبقريتهم، وشعوبهم أقل
عدداً وأكثر هامشية من أن تتيح لهم
إظهار فرادتهم ونشرها في العالم . كانت
أبواق هؤلاء تتساءل باستنكار: أليس
مأساة ما بعدها مأساة أن يكون قادتنا
على هذا القدر من العظمة والتفوق،
وشعوبنا على هذه الدرجة من التأخر
والتفاهة؟ هذه الأقوال الغريبة كانت تترجم رؤية
تلخصها فكرة خطرة جداً تقول: كلما صعدت
في سلم المجتمع والدولة تحسنت نوعية
البشر، وكلما نزلت أكثر ساءت خامتهم
وغدت عصية على الترقيع والتحسين . إذن،
فإن الحل بسيط: أن يسلم البشر مصائرهم
تسليماً تاماً وكاملاً لقادتهم، ما
دام وضع مصيرهم بين أيديهم أفضل لهم
وأضمن لوجودهم . إلى هذا، ليست الحرية
ضرورية للمواطن، وليست سبيله إلى
مستقبله، وليس القانون طريقه إلى
العدالة والمساواة والكرامة . إن فرصته
الوحيدة تكمن في استسلامه الطوعي وغير
المشروط لقادته، وقبوله ما يفعلونه من
دون تذمر أو اعتراض . بهذه “الأدلوجة”، كان من الطبيعي أن
تصير القيادات معصومة، وأن تتخذ
قراراً مسبقاً بجعل أي شيء تفعله
نجاحاً لا مثيل له، بغض النظر عن
نتائجه الحقيقية . وكان من المنطقي،
وغير المقبول طبعاً، أن يعم هذا النهج
ويصير طريقة في حكم المنطقة العربية
وجوارها، حيث يستحيل سماع كلمة رسمية
تقر بوقوع خطأ يتصل بالسياسة
وتطبيقاتها المختلفة، أو رؤية من له حق
انتقاد قيادة بلده، ويندر تماماً أن
تقر جهة رسمية باقتراف خطأ أو هفوة، في
أي أمر كان انتقلت عدوى النجاح بقرار إلى جيران
العرب، حتى صرنا نسمع تصريحات تثير
الضحك حول أفكارهم وممارساتهم . ثمة في
جوارنا بلدان يتحدث حكامها كأنهم
هبطوا للتو من السماوات العلى بمظلات
الملائكة، فلا يوجد أحد في العالم
يستطيع فعل أي شيء غيرهم، وهم لا
يتأثرون بشيء ولا يأبهون لشيء، ولا
يضعون أيديهم على أمر إلا وينجح، ولا
يفعلون شيئاً، مهما كانت خبرتهم فيه
قليلة أو معدومة، إلا ويبلغ حداً من
العظمة يجعله متفوقاً على ما لدى بقية
العالم، ولا يدخلون في تجاذب مع أحد
إلا ويطرحونه أرضاً بالضربة القاضية،
رغم أن واقع بلدانهم يقول عكس ما
يدعونه . تقول قيادات هذه البلدان: تباً
للواقع، فهو حمّال أوجه وكاذب . أما ما
نقوله ونفعله نحن، فهو الواقع الوحيد
الصحيح، الذي ليس قبله أو بعده أو غيره
واقع . ليست عقلية النجاح والانتصار بقرار قيادي
مسبق غير مرض عضال أصاب بلداناً، فلعب
دوراً خطيراً في تسريع انهيارها
وتفويت فرص التقدم عليها . وقد بينت
نتائج نصف القرن الماضي أن بعض
القيادات تجهل أو أنها ليست بحاجة
أصلاً إلى أن تعرف - واقعنا، بعد أن
أغرقت نفسها، أو أغرقها المنافقون، في
مرض سرطاني قاتل هو الانتفاخ الذاتي،
الذي لم ينجم عن نجاحاتها، بل كان نتاج
عجزها عن مواجهة ما في بلدانها من
مشكلات ورغبتها في إبقاء شعبها بعيداً
عن أي دور أو مشاركة في شؤونه ومصيره .
يقول مثل سائر: النجاح يتحدث عن نفسه
فليس بحاجة إلى من يتحدث عنه . أما
الفشل، فمن الضروري أن يبادر من تسبب
في وقوعه إلى تبريره: بالكذب أو . . .
بادعاء العصمة . يقول مثل آخر: للنجاح
مئة أب أما الفشل فهو يتيم . مأساتنا أن
كثيراً من القادة فشلوا، وأن ثمة آلاف
الآباء لنجاحات لم تتحقق، نبحث عنها في
زوايا وجودنا، فلا نرى غير الفشل وما
يترتب عليه من خيبة تكاد تفيض عن
نفوسنا . ========================\ التقارب السعودي
السوري والتوتر الأميركي
السوري بقلم :جورج
ناصيف السفير 10-11-2010 بين جلسة مجلس الوزراء الأخيرة التي
أرجئت بسبب سفر الرئيس سعد الحريري إلى
بريطانيا والتي كان يفترض ان تطرح
مسألة «شهود الزور» في أول اجتماع
لمجلس الوزراء وتعثر انعقاد جلسة
مؤتمر الحوار الوطني بعد انقطاع طويل
بعد اللقاء الاستثنائي الذي جمع سفراء
سوريا والمملكة العربية السعودية
وإيران وبدعوة من السفير السوري. تتأرجح الأزمة اللبنانية بين آفاق مشروع
حل يجري إنضاجه بين العواصم الاقليمية
المعنية بمشاركة فرنسية لافتة أكد
حصولها الرئيس نبيه بري خصوصا بعد
زيارته باريس واجتماعه إلى الرئيس
الفرنسي وبين تأزم متزايد يمليه عدم
العثور بعد على مخرج يرضي الأطراف
المتنازعة. لكن هذه الضبابية التي تخيم على الوضع
اللبناني، وتمنع إمكان التأكيد القاطع
على الوجهة التي ستأخذها الأحداث، لا
تحول دون رؤية عدد من المؤشرات
المتزايدة وضوحاً: 1 استمرار بل
توثيق التناغم السعودي ؟ السوري رغم
انه لم يمتد ليشمل ملف العراق مما يجعل
المراقبين يتخوفون من انعكاس التعثر
العراقي على الوفاق السوري
السعودي. آخر مظاهر هذا التنسيق المعلن بين
المملكة السعودية وسوريا، زيارة نجل
الملك السعودي ومستشاره الأمير عبد
العزيز إلى سوريا، بعد القمم
المتتالية بين الملك عبد الله والرئيس
السوري بشار الأسد والتي أشارت
المعلومات الموثوقة عنها إلى «خريطة
طريق» يجري تداولها بين العاصمتين
العربيتين تكون مكتوبة وتفصيلية كيلا
يتبرأ منها أي طرف لاحقا في حال عادت
العلاقات إلى التردي. 2 عدم اهتزاز
العلاقة الحسنة عموما التي نهضت
أخيراً بين الرئيس سعد الحريري والحكم
في سوريا رغم التلبد الذي تسببت به
المذكرات القضائية السورية بحق شخصيات
لبنانية مقربة في جلها الأعظم من
الرئيس الحريري. وكانت إشارة لمستشارة الرئيس السوري
الدكتورة بثينة شعبان إلى استقرار
العلاقة السورية مع الحريري من غير
إشكال أو سلبية أو قطيعة ما لافتة في
توقيتها ومدلولاتها. 3 انتقال التشاور
بين سفراء المملكة العربية السعودية
وسوريا وإيران إلى مرحلة متقدمة لم
تسجل سابقا. وتزداد أهمية هذه المبادرة
الثلاثية مع توالي التحسن في العلاقات
السعودية الإيرانية
التي شهدت اتصالات متعددة من الرئيس
الإيراني بالملك السعودي كان أبرزها
الاتصال الذي انعقد بينهما قبل زيارة
الرئيس الإيراني إلى بيروت مؤخراً. 4 نجاح رئيس
الجمهورية العماد ميشال سليمان في لعب
الدور التوافقي المنشود منه مدعوما
بذلك من الثنائي التوفيقي الكبير
متمثلاً بالرئيس نبيه بري والنائب
وليد جنبلاط. ومن مؤشرات استمرار الرئاسة الأولى في
المحافظة على التوازن الوطني هو
امتناع العماد سليمان عن الاحتكام إلى
التصويت في أي موضوع خلافي رئيسي
وايثاره التوافق خارج جلسات مجلس
الوزراء على اللجوء إلى التصويت الذي
تعتبره اوساطه «بغيضاً» في بلد لا يقوم
على التصويت العددي بل على التوافق
السياسي بين مكونات الحياة السياسية
ورموزها. وكان واضحاً ان الوزراء المحسوبين على
رئيس الجمهورية يلتزمون مواقف معتدلة
وتسوية يعبر عنها خير تعبير الوزير
عدنان السيد حسين. لكن ما هي ملامح الحل الذي تعمل المملكة
العربية السعودية على إنضاجه مع
سوريا؟ رغم شحة المعلومات حول هذا الموضوع
المفصلي بل انعدامها تشير أوساط
إعلامية مقربة من العربية السعودية
إلى التداول في عدد من النقاط أبرزها. التوافق بدعم
فرنسي على عدم نشر القرار الظني في
وسائل الإعلام وتداوله بشكل مكتوم بين
المعنيين بالامر. عدم الاعتماد في
اي من اسانيد قرار المحكمة على «داتا»
الاتصالات الهاتفية، أو التحقيقات مع
«شهود الزور» باعتبارها غير موثوقة
وخاضعة لإمكان التدخل الإسرائيلي بل
والتلاعب تقنياً، فضلاً عن ان إفادات
شهود الزور بات مشكوكا بصدقيتها
بإقرار المحكمة نفسها. عدم الإشارة إلى
أية صفة حزبية في أي اتهام وجعله
مقتصرا على الأسماء من دون إشارات
مذهبية أو سياسية يشتم منها اتهام طرف
سياسي بعينه. عدم توسع
التحقيق الدولي واقتصار التحقيق على
المعلومات المتصلة باغتيال الرئيس
رفيق الحريري ورفاقه في 14 شباط 2005 من
دون اشتماله على إشارات إلى
الاغتيالات الأخرى. إصدار الرئيس
سعد الحريري بيانا يسبق صدور القرار
الظني يعلن فيه تبرءه من أي اتهام بحق «حزب
الله» كطرف سياسي. قد لا تجيب هذه الشذرات عن التساؤلات
الكثيرة لكن المطابخ الداخلية بين
العواصم المعنية تعمل بأقصى طاقتها من
اجل حماية سلم أهلي داخلي لا يبدو
محصناً بما فيه الكفاية أمام الأعاصير. ما يقلق بيروت ليس اقتراب موعد صدور
القرار الظني الذي ترجح أوساط المحكمة
الدولية ان يتم في ديسمبر هذا العام
فقط، وليس التسريبات والتقارير التي
تعج بها إحدى الصحف العربية (الشرق
الأوسط) عن خطة عسكرية للمعارضة بقيادة
«حزب الله» للاطباق عسكريا على بيروت
وجبل لبنان، يوم صدور القرار الظني
فحسب، بل خصوصا عودة التوتر إلى
العلاقة الأميركية السورية بعد فترة
هدوء وتقارب. فمساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشرق
الأدنى جيفري فيلتمان لا يترك مناسبة
دون ان يتحدث سلبا عن سوريا ودورها في
لبنان وآخر تصريحات الوزير النافذ في
دوائر السياسة الخارجية الأميركية
تحدثت ان أصدقاء سوريا في لبنان يقوضون
الاستقرار «وهو امر له ثمنه على
علاقاتنا الثنائية مع دمشق وكما وصف
خطوات التقارب الأميركي السوري بانها
«خطوات متواضعة»، غير متوقع ان تقطع
العلاقات شوطا كبيراً من التحسن. فهل تتجاوز العلاقة الأميركية
السورية، عنق الزجاجة ام ان الثمن
المطلوب من سوريا دفعه في لبنان
والعراق وفلسطين يفوق قدرتها أو
يتصادم مع رغبتها؟ هل يستطيع التفاهم السوري- السعودي ان
يعوض عن التوتر الأميركي
السوري؟ ربما يكون لبنان بحاجة إلى فترة انتظار
تمد إلى نهاية العام ليتبين الخيط
الأبيض من الخيط الأسود. كاتب لبناني ========================\ أبرز عشر جماعات أميركية
مناهضة لإسرائيل موقع sjlendman.blogspot ترجمة الأربعاء 10-11-2010م ترجمة :ريما الرفاعي الثورة منظمة التحالف ضد التشهير (ADL ) تأسست عام 1913، بهدف الدفاع عن اليهود
إزاء حملات الملاحقة والتمييز
ومساواتهم مع بقية السكان . اطلقت على نفسها اسم «وكالة الامة الاولى
للحقوق المدنية والعلاقات الانسانية «ووضعت
لنفسها هدفاً وهو محاربة ما يوصف
بالمعادين للسامية . وفي الحقيقة ،فقد استخدم رئيسها أبراهام
فوكسمان ذريعة معاداة السامية كغطاء
لدعم نفوذ اليهود في العالم وعن احتلال
اسرائيل لأراضي الفلسطينيين وشنها
حملات عسكرية ضدهم. وأطلق فوكسمان
بمساعدة المنظمات اليهودية الأميركية
الاخرى دعايات مؤيدة للسياسة
الاسرائيلية وشن حملات ضد كل من يتجرأ
على انتقاد السياسة الاسرائيلية تحت
مسمى مواجهة المعادين للسامية ودعم
حقوق الانسان . وفي العموم تاريخ هذه
المنظمة غير نظيف.فقد سجلت لها نشاطات
تجسسية في اربعينات القرن الماضي على
المتعاطفين مع الشيوعيين آنذاك، كما
كانت لها نشاطات مماثلة في ثمانينات
القرن الماضي، حيث تمت مداهمة مكاتبها
عام 1993وكشف عن عملية تجسس سياسي
بمساعدة ضابط شرطة فاسد ووجدت ملفات عن
آلاف الاميركيين من اصول عربية ووثائق
مسروقة تعود لمنظمات اميركية وجميعها
لا يدعم الكراهية او النشاطات الثورية.
بعد ذلك قامت بنشاطات تجسسية اخرى من
خلال برنامج LEARN
التي تسللت عبره إلى وكالات تطبيق
القانون وجندت رجال شرطة وحصلت من
خلالهم على معلومات بشكل غير شرعي . ومن
أجل الهروب من المقاضاة بعد كشف ملفها
التجسسي، وافقت على إزالة وثاثق
التجسس ووعدت بتقديم مبالغ نقدية
كبيرة للتعليم ومكافحة جرائم الكراهية
وتحسين العلاقات بين اليهود والسود
والأقليات الاخرى. بعد قيام إسرائيل ،أصدرت المنظمة منشوراً
باسم «الحقائق « نعتت فيه كل من يدعم
الحق الفلسطيني بمعاداة السامية ومن
هؤلاء برنارد كولج ودين فرجينيا
جيلدرسليف وكرميت روسفيلت وبييارد دوج
بسبب مناصرتهم للقضية العربية
ومعارضتهم للممارسات الصهيونية،
وفسرت مواقفهم على انها مواقف معادية
للشعب اليهودي. رغم ان التعاطف مع
العرب ومعاداة الصهيونية ليست
بالدلائل على معاداة السامية، إلا أن
كلام هؤلاء الاشخاص روج له على انه
معاداة لليهود بغية ردع كل حالة مشابهة. وقد استخدمت منظمة التحالف ضد التشهير
عبارات معادة السامية ضد كل منتقد
لإسرائيل ومتعاطف مع الفلسطينيين .وعلى
سبيل المثال ، اصدرت عام 1983 كتيباً
بعنوان «دعاية متعاطفة مع العرب في
اميركا :الأدوات والأصوات «سمت بعض
الاشخاص ممن يعارضون السياسات
الصهيونية بمعادين للسامية ومتطرفين
يسعون لإزالة إسرائيل وداعين لإيذاء
اليهود في الولايات المتحدة.التهم
كانت في الواقع قائمة على الأكاذيب
وأنصاف الحقائق . وكان فوكسمان مدير مكافحة التشهير أعلن
الشهر الماضي ان مئات الجماعات تنظم
وتشارك في أنشطة معادية لإسرائيل،
والقائمة التي حددناها هي الأكبر
والأكثر تنسيقاً بين الجماعات
المناهضة لإسرائيل. وأضاف: «هذه
المجموعات لا تعمل على تعزيز السلام ،
وإنما على نشر دعاية مضادة لشرعية
إسرائيل. ونحن نريد أن نعرّف
الأميركيين على هذه الجماعات» . وتعكس التصريحات السابقة حقيقة ADL والجماعات الاخرى المؤيدة لإسرائيل ،فهم
يلومون الضحايا ومؤيديهم ،ويعملون من
أجل دعم إسرائيل ويؤيدون العنف وشن
الحروب العدوانية والعزل وهدم المنازل
والاستيلاء على الممتلكات والسجن
والتعذيب والاغتيالات والمجازر ضد
ملايين الفلسطينيين بما في ذلك حصار
غزة. وتضم القائمة المجموعات التالية : - تحركوا الآن لوقف الحرب وإنهاء العنصرية
ANSWER وقد تأسست بعد أحداث الحادي عشر من
ايلول،وهي جماعة تناهض الحرب
والامبريالية والتعصب الاعمى وتدافع
عن الحقوق المدنية والانسانية وتدعم
الحق الفلسطيني . -العودة: تعنى بتقديم معلومات عن حق اللاجئين
الفلسطينيين في العودة إلى منازلهم
واراضيهم واستعادة املاكهم المصادرة
والمدمرة طبقاً للقانون الدولي . -مجلس العلاقات الاميركية –الاسلامية (CAIR) تعمل على الدفاع عن الحريات المدنية
وحرية الدين والحريات الديمقراطية
وتواجه الجماعات التي تعادي الاسلام
والمسلمين وتناهض التعذيب والتفرقة. -أصدقاء السبيل –اميركا الشمالية (FOSNA) تقدم الوعي والفهم للقضية الفلسطينية
الإسرائيلية عبر برامج تثقيفية في
اميركا الشمالية، وتسعى إلى التوافق
والتسامح بين سكان الارض المقدسة
وتحقيق السلام العادل الذي يقتضي
ضرورة إنهاء المساعدة الاميركية
العمياء للاحتلال الاسرائيلي غير
الشرعي للاراضي الفلسطينية. - لو عرف الاميركيون IAK تسعى الى إعلام وتثقيف الشعب الاميركي
بالمواضيع المهمة غير المذكورة
اعلاميا او غير المنقولة بشكل صحيح في
الصحافة الأميركية . وتؤمن بأن حل
المشاكل يعتمد على كشف الحقائق في
الوقت الذي تمنع وسائل الإعلام
الاميركية الكبرى الحقيقة وتدعم
إسرائيل . - حركة التضامن الدولية ISM تمثل جهداً فلسطينياً لمقاومة الاحتلال
والاضطهاد الاسرائيلي والتفرقة
العنصرية من خلال طرق غير عنيفة . - الصوت اليهودي من أجل السلام JVP تسعى إلى المساواة والسلام والامن
وتقريرالمصير بالنسبة للإسرائيليين
والفلسطينيين على حد من خلال الثقافة
والصحافة .وهي المنظمة اليهودية
الوحيدة التي تعتقد ان السلام في الشرق
الاوسط ممكن فقط من خلال العدالة
والمساواة لليهود والمسلمين . -الجمعية الاسلامية الأميركية MAS جمعية دينية وثقافية واجتماعية هدفها حث
الناس على العمل من اجل الحرية والعدل
ولتوضيح حقيقة الاسلام . - طلاب من أجل العدالة في فلسطين SJP تعارض التفرقة والاحتلال من خلال
المسيرات والإضرابات والوسائل
السلمية الاخرى . - الحملة الاميركية لإنهاء الاحتلال
الإسرائيليUSCEIO ائتلاف يعمل من اجل الحرية من الاحتلال
والحقوق المتساوية وذلك بمواجهة
السياسة الأميركية تجاه الصراع في
الشرق الوسط اعتماداً على حقوق
الإنسان والقانون الدولي. وتسعى إلى
تحقيق السلام والعدل وذلك عبر تقويم
الدور الأميركي في القضية . والواقع، أن الفارق بين ADL والمجموعات المذكورة كبير جدا . فهذه
المجموعات تدعم حق تقرير المصير
والمساواة وتنبذ العنف وتدعم حق الدين
في المنطقة على عكس إسرائيل ومناصريها
. وقد عبر فوكسمان خلال حوار اجرته معه
صحيفة جيروزسليم بوست في 19 من الشهر
الفائت عن احتقاره لحق الفلسطينيين في
تقرير مصيرهم بقوله « حان الوقت لتوجيه
رسالة إلى الفلسطينيين ودول الشرق
الاوسط والأوروبيين بأن الولايات
المتحدة لن تجيز إعلان الفلسطينيين
لدولتهم من جانب أحادي .ويجب ان يكون
واضحا بالنسبة للفلسطينيين ضرورة
الإقلاع عن حلمهم بأن العرب وأصدقاءهم
الأوروبيين سيعطونهم دولة». وبالنسبة لكثير من الناس ،تبدو هذه
التصريحات مخيبة للآمال ولكنها تعكس
تبنيه لفكرة التفرقة بين الناس وسيادة
الأقوى وعدم التخلي عن أي مكسب بغض
النظر عن كونه حقاً للآخر، بالرغم من
أنه طوال حياته حاول التنكر بشخصية
المدافع عن حقوق الإنسان . ========================\ لن نسكت عن تغييب "الشراكة"
وهذا تحذير ! -3- سركيس نعوم النهار 10-11-2010 عن سؤال: كيف ستعالجون الوضع الشائك
والصعب الناجم عن وجود "اجندات"
ومخططات اقليمية ودولية يستعمل
اصحابها العراق ومشكلته لتنفيذها؟
اجاب احد ابرز ممثلي السنّة في السلطة
العراقية، قال: "ايران جارة للعراق.
وهي دولة مسلمة وشقيقة ولها مصالحها.
نحن نحترم مصالحها وعليها ان تحترم
مصالح العراق وأن تراعي مقوماته
الوطنية وثوابته واستقلاله. المملكة
العربية السعودية دولة مسلمة وشقيقة
وجارة، إلا انها ومعها الخليج كله تشعر
بالخوف من ايران، أو بالأحرى لديها
مخاوف منها، وهي تخشى اقتراب الخطر
الايراني منها عبر العراق وبواسطته.
نحن رحّبنا بمبادرة العاهل السعودي
عبدالله بن عبدالعزيز المتعلقة بوطننا
العراق. ولا نزال على ترحيبنا بها. قال
كلاماً طيباً وجيداً ومهماً. قال: "نحن
لا نريد ان نتدخل في العراق. لكننا نريد
في الوقت نفسه ان لا يتدخل غيرنا فيه
أيضاً. ونحن لسنا مع فريق ضد آخر في
العراق". وقال ايضاً: "تعالوا الى
المملكة وتوصّلوا الى صيغة مناسبة
تنقذ العراق وتحميه وتسهّل إعادة
بنائه. في اختصار أنا مع قانون
المواطنة. والمواطنة هي الأساس في
العراق او يجب ان تكون الاساس فيه. انا
لست مع المحاصصة الطائفية والمذهبية".
ماذا عن سوريا وما يقال عن تدخّل لها في
العراق؟ سألت. أجاب: "سوريا دولة
جارة للعراق ولها مصالح معه. وهو له
مصالح معها. في يوم من الايام صنفتها
أميركا بأنها من دول "محور الشر"
ووضعت معها في هذا المحور ايران. ولذلك
كانت سوريا مضطرة الى الدفاع عن نفسها.
الآن اختلفت الأمور. إلا أننا رغم ذلك
كله لا نريد ان يكون العراق بمكوّناته
ساحة او ساحات نفوذ لكل القوى
الاقليمية والدولية، ولا سيما التي
منها معنية او مهتمة تبعاً لمصالحها.
نحن نريد عراقاً مستقلاً لا يشكّل
خطراً على أحد، وعلاقات تعاون وصداقة
مع الجميع. سابقاً كان هناك اميركيون
واحتلال وكانت سوريا وايران مستهدفتين.
الآن يشارف ذلك الإنتهاء. على كلٍّ
اقول عن الوضع العراقي انه من غير
المعقول ان يأكل العراق مما يستورده من
الخارج بعدما كان في السابق بلداً فيه
كل شيء ويصدِّر كل شيء الى الخارج
بدءاً من النفط وانتهاء بالمنتجات
الزراعية. هذا أمر غير معقول". ماذا عن تركيا ودورها الجديد في ظل
حكومتها الاسلامية وفي ضوء ما يقال عن
منظِّرها وزير الخارجية محمد داود
اوغلو، بل عن ان استراتيجيته هي إحياء
"العثمانية" ولكن بعد تحديثها،
علماً ان لها ايضاً مصالح مع العراق
وربما مشكلات؟ اجاب الممثل البارز
للمكوِّن السنّي في السلطة العراقية
نفسه، قال: "هناك اكراد في العراق.
وهناك اكراد في تركيا. واكراد اتراك في
العراق. نحن لا نقبل تدخلاً تركياً في
العراق وشؤونه الداخلية. كما اننا لا
نقبل تدخلاً عسكرياً تركياً في العراق.
إلا اننا رغم ذلك كله لا نعتقد ان
لتركيا مخططاً توسعياً اقليمياً او
عراقياً بالنفوذ على الأقل". هل انت مع الفيديرالية التي نص عليها
الدستور نظاماً للعراق الجديد، علماً
ان سنّة العراق اجمالاً لم يكونوا
متحمسين لها؟ سألت. اجاب باختصار شديد،
بل بكلمة واحدة: "نعم". ماذا لو فشلت المشاورات الجارية الآن
لتأليف حكومة شركة وطنية بين قادة
العراق وممثلي مكوِّناته الطائفية
والمذهبية والاتنية؟ وماذا لو الغيت
حكومة غالبية، اي حكومة تضم "ائتلاف
دولة القانون" (الشيعي) الذي يتزعمه
رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري
المالكي، وكتلة السيد مقتدى الصدر
النيابية والتحالف الكردي، وحكومة
كهذه لا بد ان يغيب عنها التمثيل
السنّي الفعلي الذي تؤمنه "العراقية"
التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق
اياد علاوي؟ وماذا اذا توصلت اميركا
والمجتمع الدولي الى تسوية مع ايران،
وكيف يمكن ان ينعكس ذلك على العراق؟
أجاب احد ابرز ممثلي السنّة في السلطة
العراقية نفسه، قال: "اذا فشلت
الجهود المبذولة لتأليف حكومة شركة
وطنية فإننا سنصر على الاصلاح، ولن
نسكت، وسنتحرك بكل الطرق المناسبة.
وهذا نوع من التحذير. لا يمكن ان يستمر
العراق باستثناء احد مكوِّناته من
المشاركة الفعلية في السلطة. اما اذا
نجحت اميركا وايران في التوصّل الى
تسوية لخلافاتهما المتعددة وابرزها
الملف النووي فسنرحب. نحن اساساً ضد
الانتشار النووي العسكري ومع حق ايران
في امتلاك طاقة نووية سلمية. لكننا
نطلب من اميركا ان لا تستمر في الكيل
بمكيالين، وان تحاول اقناع اسرائيل
بالانضمام الى الوكالة الدولية للطاقة
الذرية، وباخضاع مفاعلاتها النووية
واجهزتها النووية واسلحتها النووية
لرقابتها. بل لا بد من البحث في وسائل
للحد من السلاح النووي لاسرائيل
القادر على تدمير العالم العربي مرات
عدة على ما يقول البعض. في اي حال نحن
اول من قاوم الاحتلال الاميركي للعراق
(اي السنّة). وهذه حقيقة يعرفها الجميع".
وقبل ان ينتهي اللقاء تناول البحث
العلاقة بين المالكي وسوريا والدور
الذي قامت به ايران "لمصالحتهما"
بعد "القطيعة" التي تسببت بها
تصريحاته عن مسؤولية سوريا عن الارهاب
في العراق. كما تناول العوامل الكامنة
وراء الايجابية الايرانية حيال
المالكي وقد يكون ابرزها رفضها وصول
الدكتور علاوي الى رئاسة الحكومة
لاختلافها واياه على امور عدة منها
علاقته بالسعودية وعدم استحسانها
تحوُّل حليفها الاستراتيجي الوحيد في
العالم العربي اي سوريا مؤيداً لعلاوي. ماذا في جعبة مسؤول رفيع سابق في سلطة
عراق مابعد صدام منتمٍ الى حزب ديني
عريق تأسس ايام صدام وعانى كثيراً من
بطشه، وماذا في جعبته عن عراق اليوم
ومشكلاته المتنوعة والصعبة جداً وفي
مقدمها حالياً ازمة الحكومة التي لم
تتألف، بل التي لم يكلَّف من يؤلفها،
وأزمة انتهاء ولايات رئيسي الجمهورية
ومجلس النواب ونوابهما رغم مرور اكثر
من ثمانية اشهر على انتهاء الانتخابات
التشريعية (اجريت في السابع من آذار
الماضي)؟ ========================\ عبد الوهاب بدرخان النهار 10-11-2010 لم يعد الأمر يقتصر على المحكمة الدولية
والقرار الظني والاتهامات المحتملة
فحسب، بل أخذت الازمة تنخر في النظام
وفي الدولة وفي المؤسسات. وما كان يجب
ان ننسى، في غمرة الاحتفال بانتهاء
أزمة 2006 – 2008، أن قطبي المعارضة "حزب
الله" و"التيار العوني"
وحليفيهما الاقليميين سوريا وايران،
يسعون الى الاستيلاء على الدولة. مما يزعج هذه الاطراف الاربعة أنها تعلم
أنها قادرة عمليا، بفضل "سلاح
المقاومة" على انجاز هدفها ولو
تطلَّب منها أن تحرق الجسور في كل
الاتجاهات. لكنها لا تجهل أن نصف الشعب
ليس معها والنصف الآخر ليس مضمونا كله
معها. ثم ان حسابات "اليوم التالي"
للانقلاب لا تبدو مطمئنة في ما يتعلق
بادارة البلد أمنيا وسياسيا. واذا كانت
لا تبالي بعواقب أي انقلاب تقدم عليه،
ولا يهتم كل منها إلا بمصلحته
المباشرة، إلا أن مساهمتها المتهورة
بانكشاف البلد ستتحول استدراجا لكل
الاحتمالات، بما فيها الحرب الاقليمية. هذه الحرب المستدعاة لن يشنها أصحابها،
وهم هنا الاسرائيليون وحلفاؤهم، بسب
أنهم معنيون مثلا بوجود أو عدم وجود
"الموالاة" في الحكم، أو بمعرفة
حقيقة من ارتكب الاغتيالات السياسية،
أو باعادة الاكثرية النيابية الى
نصابها، وانما لأنهم معنيون بالوضع
الذي تديره سوريا مع ايران وتستخدمان
فيه "حزب الله" تحت مظلة "المقاومة".
هذا الوضع الذي أُرغمت الدولة على
تبنيه بسبب التحكم الاقليمي بمؤسسة
الجيش، كما أُرغمت الحكومة على قبوله
بحثا عن "التوافق"، يعرف
اللبنانيون أن لا شأن ل14 آذار به
تفصيلاً، بل حتى لا شأن للتيار العوني،
الذي يحاول فقط تحقيق مكاسب في سياقه. من هنا ، لا ينطلق التركيز الاميركي
الحالي على تحذير سوريا من افتراء محض،
بل من حقيقة ان سوريا لاعب محوري في ما
تخططه ايران و"حزب الله"، وليس
سرا أن تصعيد الازمة وانزلاقاتها
الخطيرة ووصولها الى عنق الزجاجة في
مجلس الوزراء تمت جميعا بمباركة دمشق
وتشجيع منها، بل ان "مسرّبي
سيناريوات الرعب" هم من المحسوبين
عليها، الذين يصمتون أو يتكلمون وفقا
للاشارات الآتية منها. وليس سرا أيضا
ان تعطيل مجلس الوزراء، تفاديا لأي
تصويت يمكن ان يحرج رئيس الوزراء
فيخرجه، يتم بايحاء منها، انتظارا ل"حل
سحري" يمكن ان ينبثق من المشاورات في
اطار ال "س. س". لكن سقف التفاهم
السعودي – السوري لا يستطيع أن يرتفع
الى مستوى ما تطمح اليه دمشق، من إلغاء
للمحكمة الدولية واعادة للتفويض
الدولي لسوريا في ادارة الشأن
اللبناني. كانت الفرصة متاحة ومفتوحة منذ استعادة
اللقاءات الرئاسية اللبنانية –
السورية، ثم بعد حلول السفيرين في
العاصمتين، وبالاخص بعد الزيارة
الاولى للرئيس سعد الحريري لدمشق، كي
تبرهن سوريا أنها أجرت فعلا مراجعة
عميقة، موضوعية وايجابية، لمجمل
تجربتها السابقة في لبنان، وأن تتخذ
فعلا لا قولا موقعا على مسافة متساوية
من جميع الاطراف لأن أحدا لا يريد –
واقعيا – مخاصمتها حتى ولو اختلف
معها، بل كانت الفرصة سانحة جدا لتدشين
مرحلة علاقة بين دولتين وحكومتين
تطمئن اللبنانيين والسوريين معا...
ولكن، للأسف، لا يبدو أن تلك المراجعة
حصلت، واذا حصلت فإنها أفضت الى
الخيارات السابقة نفسها، رغم سقوط
معظم الذرائع الامنية والسياسية التي
كانت تساق لتبرير "الدور السوري"
في لبنان. لماذا لم يحصل التغيير المنشود في دمشق
لادارة العلاقة مع لبنان؟ ربما لأنها
لا تزال تعتبر أن هناك تهديدا اسمه
المحكمة الدولية ولا بد من ازالته، رغم
انها تجاوزته، لكنها تخشى أن يمس
بحليفها الايراني عبر اتهام "حزب
الله" او بالاحرى عناصر من هذا الحزب.
ولا يدل الرد السوري على اعلان سعد
الحريري خطأ الاتهام السياسي الى جدية
في معالجة الازمة، كما أن مذكرات
الاتهام التي أصدرتها تكريما لجميل
السيد كانت مجرد تصعيد أخرق لا يعرف
أحد ما الذي يدعو سوريا الدولة الى
الاقدام عليه. ومع ذلك يبقى الأهم، وهو
تشجيع "حزب الله" على وضع
سيناريوات السيطرة على الدولة
والحكومة، وعلى المدن والشوارع
والازقة، كدليل دامغ على براءته من دم
رفيق الحريري ورفاقه. ليس بمثل هذه الطريقة تعالج أزمة تعرف
سوريا، كما يعرف "حزب الله"، عنها
أكثر مما يعرفه اللبنانيون، فالمتوقع
من سوريا كدولة معترف لها بدور ونفوذ
في هذا البلد أن تكون أكثر حرصا من أي
طرف عربي او دولي آخر على الاستقرار
ودوام التعايش وتعزيز التعاون مع
لبنان، أقله اقتداء بمسارات ودروس
علاقتها الطيبة والمزدهرة مع تركيا. بل
ان المتوقع من سوريا، وهي المدركة أن
لا مصلحة لها في أي فتنة في لبنان، أن
لا تسمح لأي حليف لها بالانزلاق الى
التهويلات الفارغة، والمتوقع منها
ايضا تدعيما لدورها الايجابي البناء،
أن تعمد الى تفعيل حوار لبناني مشارك
في حل الازمة بل صانع لهذا الحل، لا أن
تُخضع خياراتها لمناكفاتها مع واشنطن
أو سواها. وللعلم، فاللبنانيون لا
يجهلون ان سوريا مستهدفة اميركيا
واسرائيليا ولا يقرّون ذلك على اختلاف
انتماءاتهم، سواء عبر المحكمة الدولية
أو غيرها. فلا الدولة ولا المجتمع يمكن
أن يعوّلا على مثل هذا الاستهداف
لسوريا او ل"حزب الله". يبقى أن أي حل يمكن أن / ويمكن ألا يتوصل
اليه الحوار السعودي – السوري لا يجوز
أن يحل محل حوار داخلي لا بد منه في كل
الاحوال. كيف يعقل أن ترجح الاطراف
كافة انتظار التفاهمات الخارجية
لتتفاهم في ما بينها. وهل يعقل أن يبرمج
البلد أعصابه على وقع أن السيد حسن
نصرالله سيحكي غدا أو في أي يوم آخر،
وكلما حكى لا يعطي انطباعا بأنه باحث
عن حل وطني وانما يعطي أنصاره جرعة
جديدة للامعان في عدم احترام إخوتهم في
الوطن. "حزب الله" لا ينفك يقول
انه في ورطة، وإن على الآخرين إيجاد حل
لها وإلا فإنه سيعاقبهم. ========================\ طهران والرياض في لبنان:
لا للفتنة.. نعم للحرب حبيب فياض لا يمكن حصر الخلاف الاقليمي بين طهران
والرياض في خانة التباين السياسي
الناشئ عن تباعد المصالح وتزاحم
النفوذ على مستوى المنطقة، بل ان
المشكلة بين قطبي العالم الاسلامي
تعود الى أبعد من ذلك، وتحديدا الى
تعارض في الشكل الوظيفي والبنيوي الذي
قام على أساسه نظام الحكم في كل من
جمهوربة ايران الاسلامية والمملكة
العربية السعودية، ذلك ان العلاقات
بين الجانبين ظلت على الدوام، منذ
انتصار الثورة الايرانية، غير منسجمة
استراتيجيا حتى وان بدت في مراحل
مختلفة إيجابية تكتيكيا. اذ بالاضافة الى الاختلاف المذهبي
والقومي الذي يحمل أبعادا تاريخية غير
طارئة، فإن الملفات الراهنة بمجملها
هي محل خلاف عميق بين الطرفين، وذلك
رغم اختلاف طبيعة الدور الذي يلعبه كل
منهما داخل الاطار الذي ينتمي اليه
والسياق الذي يندرج فيه، فإيران التي
تشكل رأس محور الممانعة توازي، على
مستوى الاقليم، أميركا التي تتولى
قيادة محور الاعتدال الذي تنتمي اليه
المملكة، الامر الذي يحد من هامش
التطلعات السعودية المنفلتة من
الرقابة الاميركية، ويجعلها في خانة
الخاسرين مهما تكن العاقبة بين واشنطن
وطهران. فسواء بقيت الامور بين هاتين
تراوح مكانها في إطار الحرب الباردة أو
خرجت من هذه الحالة وسلكت أحد اتجاهي
الحرب أو التسوية، من دون ضرورة
للتذكير بأن شأن الرياض في هذه الحالة
يسحب نفسه على سائر دول محور الاعتدال
العربي. الايرانيون يرون أن فلسفة نشوء النظام
الاسلامي عام 1979 تقوم على طرد الوجود
الاجنبي داخل ايران وكف يده عن
المنطقة، وبالمقابل يعتقدون أن نظام
المملكة السعودية مرتبط من حيث نشأته
ودوره، وأيضا من حيث استقراره الداخلي
وموقعه الخارجي بالنفوذ الاجنبي،
وتحديدا الاميركي، بدءا من الوجود
الاميركي العسكري داخل المملكة ودول
الجوار، مرورا بوقوف السعودية الى
جانب صدام حسين في حرب الثماني سنوات،
وصولا الى صفقة أسلحة الستين مليار
التي لم يجد الايرانيون مبررا لها سوى
خطوة سعودية لمنع مصانع الاسلحة
الاميركية من الإفلاس والإقفال. بينما في المقلب الآخر، تنظر الرياض الى
الدور الايراني في المنطقة على انه سبب
للتوتر وعدم الاستقرار، وهو يجمع في آن
بين ديماغوجبة ثورية تتوخى الفوضى
والتهويل، وبراغماتية ذرائعية، تريد
تحقيق المكاسب على حساب المصالح
العربية والخليجية تحديدا، بدءا من
اتخاذ الوجود الاجنبي في المنطقة
ذريعة للتمدد الاقليمي، مرورا
بالطموحات النووية غير السلمية تحت
ستار الحاجة الى طاقة بديلة، فضلا عن
الاعتبارات المذهبية التي تبرر لطهران
اختراق المجتمعات والمواطنين في دول
الجوار، وصولا الى اتخاذ القضية
الفلسطينية شعارا للمزايدة على الدور
العربي. وانطلاقا من هذا التباين الحاد في الرؤية
وانعكاسه على الواقع الراهن، يمكن
القول إن التجاذب الظاهر (الذي يعبر عن
صراع مستتر) بين الجانبين أكثر ما
يتجلى حاليا في الساحتين العراقية
واللبنانية، باعتبار هاتين الساحتين
تختزنان كل العناصر الاساسية (العقائدية
والاستراتيجية والسياسية) في الخلاف
السعودي - الايراني، من دون أن يعني ذلك
خلو العلاقة بينهما من أي تقاطع في
المصالح، كل هذا مع الأخذ بدور دمشق
التي تعمل على التقريب بين الجمهورية
والمملكة ما دامت علاقاتها جيدة
بالرياض. عراقيا يبدو أن المملكة بدأت تشعر بفداحة
التداعيات المترتبة عن عدم إيلائها،
طوال السنوات الماضية، الساحة
العراقية الاهتمام الكافي، بعدما كانت
تعتبر أن مصالحها هناك مأخوذة أميركيا
بعين الاعتبار. لكن مع انكشاف ضعف
الأميركيين في العراق واستعدادهم
للانسحاب بطريقة من شأنها تعزيز
النفوذ الايراني في بلاد الرافدين،
حاولت الرياض منافسة طهران والتقدم
حيث تراجعت واشنطن، فبدت كمن هو ذاهب
الى الحج والناس راجعة منه، ففشلت في
جمع الاطراف العراقية في المملكة في
إطار مؤتمر حوار وطني عراقي، من دون أن
تأخذ بعين الاعتبار ان السقف الخارجي
لحل أزمة تشكيل الحكومة العراقية، قد
توفَّر من خلال تفاهم ايراني - سوري -
أميركي، يقضي بالقبول بخيار طهران
بإعادة اختيار المالكي لمنصب رئاسة
الحكومة، في إطار تنازل واشنطن مقابل
حصولها على انسحاب هادئ، وتفهم دمشق
حفاظا على وحدة الصف مع طهران
واستعدادا للاستحقاقات الداهمة
والاكثر أهمية على مستوى الاقليم،
وبالتالي فإن أسباب عدم إبصار الحكومة
العراقية المنتظرة النور يعود الى
حسابات داخلية بين الاطراف العراقية
وليس الى عدم توفر الغطاء الخارجي. وفي
المحصلة فإن الرياض تخشى من تحول
الإمساك الايراني بالساحة العراقية
الى ما يشبه الوصاية السورية على الوضع
اللبناني بعيد اتفاق الطائف، وذلك
مقابل ما تراه طهران من ان حضورها على
الساحة العراقية أمر طبيعي ومبرراته
أكثر من ان تحصى، انطلاقا من مصالح
مشتركة ومصيرية تتعلق بالطرفين. ما
يعني في نهاية الأمر خضوع الساحة
العراقية على المدى المنظور لتجاذبات
حادة بين طهران التي، رغم قوتها، ستجد
صعوبة في دفع الامور هناك نحو
الاستقرار والهدوء، والرياض التي، رغم
ضعفها، لن تجد مشقة في تأجيج هذه
الساحة على نحو ما شهدناه مؤخرا في
أعقاب فشل دعوتها لعقد مؤتمر وطني
عراقي على أراضيها. أما في لبنان، فيبدو ان المملكة التي
أمسكت ببعض ناصيته عن طريق اتفاق
الطائف، تسعى في المرحلة الراهنة الى
تفعيل وتسريع حركتها هناك تعويضاً عن
الشلل الذي تعيشه على مستوى المنطقة،
وهذا ما يدفع للاعتقاد أن الرياض تسعى
الى الربط بين الملفين العراقي
واللبناني، حيث ستحاول تحصين نقاط
ضعفها في العراق من خلال مكامن قوتها
في لبنان. وهي تسعى الى تكريس نفوذها
على الساحة اللبنانية عبر التفاهم مع
دمشق والتقارب مع طهران، لأنها تدرك أن
هذا المسار يضمن لها الاحتفاظ بدور
أكبر على هذه الساحة بخلاف مسار الصدام
والتوتر، الذي ستكون له ارتدادات
سلبية على موقعها داخل لبنان هي
وحلفاؤها المحليون. وإذا لم يكن ثمة
مانع، مبدئيا، لدى المملكة من توريط
حزب الله بتهمة اغتيال الرئيس رفيق
الحريري، فإن لديها أكثر من مانع
يدفعها الى العمل على منع الفتنة
المذهبية في لبنان، وهنا تبدو المملكة
بين مطرقة ما تريده أميركا التي تصر
على جعل القرار الظني مقدمة للفتنة
المطلوبة بذاتها وسندان مصلحتها (أي
السعودية) بضرورة تجنب الفتنة نظراً
لعدم توفر - في حال حصولها - ضمانات
بقائها محصورة بالاطار اللبناني، خاصة
أن المملكة محاطة شيعياً من البحرين
الى الكويت فاليمن فالعراق وصولاً الى
المنطقة الشرقية في داخلها، من دون
إغفال عمق وطبيعة العلاقة التي تربط
بين هذه المكونات الشيعية وحزب الله
واعتبارها له عنوانا ومظهراً لقوة
الشيعة على مستوى العالم العربي. ومن هنا يمكن أن نفهم أن الحراك السعودي
المنفتح على دمشق وطهران إنما يهدف الى
الفصل بين وجهة القرارالظني التي
تستهدف حزب الله وتداعياته الفتنوية
التي من الممكن أن تطال كل لبنان وربما
المنطقة. وبالتالي العمل على خلق
مناخات سياسية تتيح تجنيب الساحة
اللبنانية تداعيات هذا القرار وتفسح
في المجال أمام التعامل معه بهدوء.
واذا كانت طهران وحلفاؤها يتعاملون
بإيجابية مع مثل هذا الحراك، انطلاقا
من حرصهم على عدم السقوط في فخ الفتنة،
فإن ذلك لن يمنع هؤلاء من الدخول في خطة
دفاع إقليمية مقابل الحرب الدولية
التي ستخوضها أميركا ضدهم حيث سيكون
المطلوب من المملكة وحلفائها الوقوف
على الحياد حتى لا يكونوا شركاء في مثل
هذه الحرب. وفي النتيجة يمكن القول ان كلا من الرياض
وطهران لا تريدان الفتنة المذهبية في
لبنان خوفا من تداعياتها، كما لا
تخشيان الحرب الاسرائيلية القادمة
عليه، غير أن عدم خشية الاولى من هذه
الحرب مرده الى عدم انزعاجها في حال
هزيمة حزب الله، بينما انعدام خشية
الحرب لدى الثانية نابع من يقين العارف
بقدرة المقاومة على إلحاق هزيمة
تاريخية بإسرائيل. ولضبط الصورة أكثر
يكفي أن نستحضر الفارق بين مشهدين،
الأول: الفتاوى التي أصدرها بعض رجال
الدين السعوديين خلال حرب تموز بحرمة
الدعاء لمقاتلي حزب الله. والثاني:
تنبؤات أحمدي نجاد من بنت جبيل عن
ولادة شرق جديدإذا أرادت اسرائيل شن
عدوان جديد على لبنان. ========================\ فاعلية الردع في الحرب
المقبلة سلاح الجو مقابل سلاح البحر ( "هآرتس" الملحق الاسبوعي
6/11/2010) ترجمة: عباس اسماعيل المستقبل - الاربعاء 10 تشرين
الثاني 2010 العدد 3827 - رأي و فكر - صفحة 19 عاموس هرئل حذر هذا الأسبوع رئيس شعبة الاستخبارات
العسكرية " أمان" اللواء عاموس
يدلين في لقائه الوداعي مع لجنة
الخارجية والأمن التابعة للكنيست، من
أن الحرب المقبلة ستكون صعبة وستقع
فيها إصابات أكثر من سابقاتها. وأضاف
أن المواجهة العسكرية لن تجري بين
إسرائيل ودولة واحدة، وإنما مع اثنتين-ثلاث
جبهات في المقابل. أشار يدلين إلى الصورة المعروفة جيداً
لدى المستوى السياسي والأمني لإسرائيل
في العام 2010. فالهدوء الأمني الكبير من
شأنه أن يتبدل بسرعة في مواجهةٍ واسعة،
التي ستنزلق من جبهة إلى جبهة: عملية
إسرائيلية أمريكية في إيران ستؤثر
مباشرة أيضاًَ على حزب الله، حماس
وربما سوريا. تصعيد بمستوى صغير جداً
في لبنان أو في غزة من المحتمل أن
يتشعّب أيضاً في الساحة المقابلة. إلى ذلك فإن الجبهة الداخلية
الإسرائيلية، رغم الخطوات التي تم
القيام بها لتحسين استعداداتها منذ
حرب لبنان الثانية في صيف العام 2006 ،
مكشوفة ومستهدفة أكثر من الماضي.
فالاستهداف المركز للمدنيين، في كل
أرجاء الدولة سيكون الهدف الأساسي
للعدو. اكتفى يدلين، بتحذير عام وتجنَّب الإسهاب
في الكلام عن التهديدات. ففي مناوراتٍ
مختلفة أجرتها المؤسسة الأمنية السنة
الماضية، أثيرت سيناريوهات ضمت عشرات
آلاف المصابين في الجبهة الداخلية في
المواجهة المقبلة. أي ردود يحضرها الجيش الإسرائيلي على هذا
التهديد؟ رئيس أمان مسؤولُ عن بلورة
صورة الوضع عند "ذوي اللون الأحمر"
(العدو) وليس" ذوي اللون الأزرق"(إسرائيل).
لو سُئل، من الواضح أن يدلين كان سيشدد
على أهمية الاستخدام السريع والحازم
للتفوق الجوي الموجود لدى إسرائيل... يعتقد رئيس الأركان السابق دان حالوتس،
ومسؤولون من سلاح الجو ، أنه عندما
تندلع جولة حرب أخرى في الشمال، لن
يكون هناك مفر من العودة إلى الخطة
الأصلية: القصف الذي يشل لبنان ويجبر
حزب الله على إلقاء سلاحه، حتى لو
أرسلت في المقابل هذه المرة قوات البر
إلى داخل لبنان، دون التباطؤ
والمراوحة اللذين ميزا الجولة السابقة.
التغييرات في التوازن الأمني بين إسرائيل
وأعدائها ليست فقط نتيجة لتغييرات
نظرية وتفضيل لنهج ال"مقاومة" (تمرد،
أي استنزاف) مقابل محاولة هزيمة الجيش
الإسرائيلي. المقاومة محصنة بتطورات
تكنولوجية: التسلح الدقيق تحول إلى أمر
متيسر ورخيص نسبياً، ومثله القدرة على
التحكم بعمليات الإطلاق على نطاق كبير.
كما أن التهديد على كل مناطق إسرائيل قد
كبر بنسبة كبيرة في السنوات الأخيرة
ويمكن الافتراض أن الدقة ، قدرة
التدمير والمدى ستتحسن أكثر. التطور
التكنولوجي القادم، المتمثل في وضع
جهاز " جي، بي، أس" (أجهزة توجيه
عبر الأقمار الصناعية) يتيح دقة حتى
مدى عشرات الأمتار من الهدف المنتخب
للصواريخ والقذائف الصاروخية، بات
قريب المنال من قبل حزب الله. الرد الأساسي للجيش الإسرائيلي على
التهديد تجاه إسرائيل بقي سلاح الجو.
كعبرة من حرب لبنان الثانية، ستُجنّد
وحدات الاحتياط بشكلٍ فوري وقوات البر
سترسل بسرعة إلى المعركة. لكن في
الأيام الأولى لكل مواجهة، بالتأكيد
عندما تتدحرج أيضاً إلى الساحة
السورية، سيتعين على سلاح الجو أن يضمن
تفوقه الجوي وضرب منظومات صواريخ أرض-جو
للعدو، كمهمة بأفضلية عالية. من شأن هذه المعركة أن تستمر عدة أيام،
ستتعرض فيها الجبهة الداخلية لصليات
ثقيلة وسيتعين على الجمهور الصبر
والتحمل. في تلك الأيام المصيرية،
يستطيع سلاح الجو توجيه قوة محددة فقط
للاهتمام بمنصات القذائف الصاروخية. يقول ضباط رفيعو المستوى ل"هآرتس":
"إن الطموح سيكون تقصير مدة الحرب،
لكن السؤال هو في حال كان لدينا كل
الوسائل للقيام بذلك هل نحتاج الى تصور
آخر؟ فرضية العمل تفيد أن عملية
إستخدام نار واسعة ستخضعهم. لكن ليس
مؤكداً أبدا أن هذا سيحصل، خاصة وأن
تدمير منصات إطلاق القذائف الصاروخية
مرتبطة بإطلاق قوات برية للمنطقة
وبعملية تمشيط وتنظيف التي تستغرق
أسابيع. إسرائيل تحتاج منظومة نار
ناجعة، فورية، بكميات كبيرة. من
المستحيل تركيزها كلها على سلاح الجو.
يجب توزيع منظومة النار وتغيير
التوازن الداخلي فيها، التي تستند
اليوم كلها على القوة الجوية. المدفعية في البر خضعت في العقد الأخير
إلى تحسينٍ معين، لكنه غير كافٍ. وثمة
عنصر آخر في التغيير لم يدخل حيز
التشغيل بعد وهو سلاح البحر. مدير عام
رفائيل اللواء (احتياط) يديديا يعري (في
السابق قائد سلاح البحر) ووزير المالية
يوبال شتاينتس (في السابق رئيس لجنة
الخارجية والأمن) تحدثوا عنه أيضاً في
بداية العقد السابق. قائد سلاح البحر الحالي, اللواء أليعازر(
تشيني) مروم، يحاول دفع عملية مشابهة
في الوقت الحاضر: ليس فقط التزود بسفن
وغواصات أكثر تطوراً, وإنما أيضاً
تحسين جوهري في قدرتها على إطلاق كثيف
للنار من البحر إلى البر. الانشغال الواسع في تعقيدات العملية لوقف
قافلة المساعدة إلى غزة في أيار الفائت
كان خطأً معيناً للجيش الإسرائيلي. لا
شك أن لقيادة السلاح وللقيادة الرفيعة
للكومندوس البحري مسؤولية أساسية عن
فشل العملية، إلى جانب عناصر أخرى(رئيس
الحكومة، وزير الدفاع، رئيس هيئة
الأركان العامة، التنسيق الفاشل بين
أذرع المخابرات المختلفة). ضائقة سلاح
البحر هي أن النجاحات الكثيرة له خافية
عن العين. في السنتين الأخيرتين سمعنا
إشاراتٍ كثيرة وقليل من المعلومات
بسبب قيود رقابة، عن عمليات بحرية في
مدياتٍ بعيدة، حيث أن القسم المعروف
نسبياً منها متعلق بإحباط تهريب سلاح
من إيران إلى غزة وإلى لبنان، بشكلٍ
أساسي في البحر الأحمر ولسواحل شمال
أفريقيا. يبدو أن إعادة بناء منظومة (نار) متعلق كما
واضح بالموازنة، لكن أيضاً بتصورات
أساسية. في سلاح البحر يذكرون سلسلة من القيود
المرتبطة بعلاقاتٍ حصرية بالنار من
الجو: الصعوبة في إجراء قتال متواصل في
الوقت الذي تطلق فيعه القذائف
الصاروخية على قواعد السلاح، مشاكل
حالة الطقس(بشكلٍ أساسي ظروف رؤيا)
والعدد المحدود للطائرات والطيارين
مقابل مختلف المهام في ساحاتٍ كثيرة في
المقابل. وكبديل يُقترح تغيير عملية التصور: دمج
قوات البحر في الحرب البرية عبر إطلاق
صليات صواريخ من البحر تتمتع بدقة
إصابة كبيرة. في سلاح البحر بُلورت
خطة، يمكن بموجبها بناء قوة أولية من
صواريخ بحر-بر، تتمتع بمستوى من الدقة
مشابه لمستوى القنابل الدقيقة الموجهة
التي تلقى من الطائرات(جي - دام) ومع
رأسٍ حربيٍّ مماثل لصاروخ سلاح الجو.
في الوقت عينه سيطلب تخصيص موارد بنطاق
محدد أيضاً لتحسين منظومة القذائف
الصاروخية لسلاح المدفعية. ========================\ مشروع روسي ينافس أوبك
وقناة السويس افتتاحية صحيفة إزفستيا
الروسية الرأي الاردنية 10-11-2010 تتردد الأخبار في وسائل الإعلام الروسية
حول مجموعة عمل مشتركة من كل من روسيا
وكازاخستان ستنظر خلال الأيام القليلة
المقبلة في مخطط للوصل بين بحري آزوف
وقزوين. ويتوقع لهذا المشروع الضخم أن
يصبح من أكثر المشاريع كلفة في تاريخ
روسيا المعاصرة. وتجدر الإشارة
إلى أن فكرة الوصل بين البحرين ظهرت في
الثلاثينات من القرن الماضي، حالها
كحال العديد من المشاريع الستالينية
الضخمة الأخرى. وآنذاك جرى
العمل في حفر قناة «مانيتش» الواصلة
بين هذين البحرين عبر أراضي إقليمي
كراسنودار وستافروبول. وتم حفر نصف
القناة تقريبا، لكن أعمال شقها أوقفت
بعد نشوب الحرب. وفي عام 2007 أعلن
فلاديمير بوتين عن ضرورة توسيع
القنوات المائية الداخلية، ليبعث
الحياة من جديد في المشروع الستاليني
المنسي. وتعتبر هذه الفكرة من عداد
المشاريع المستقبلية. وفي العام 2009 خصص
مصرف التنمية الأوروآسيوية مبلغ 7,2
مليون دولار لدراسة حلين مقترحين: قناة
«أوراسيا»، وفرع ثان لقناة «فولغا -
الدون». والآن سيكون على
مجموعة العمل الروسية الكازاخية
المشتركة اختيار الحل الأفضل، أما
القرار النهائي فمن المتوقع اتخاذه
على مستوى رئيسي البلدين. ونعيد إلى
الأذهان أن بوتين قال في 2007 حينما كان
رئيسا للبلاد، أن شق القناة الجديدة
سيمنح الدول المطلة على بحر قزوين
منفذا إلى البحرين الأسود والمتوسط
ومنهما إلى بقية البحار والمحيطات،
كما سيغير من الوضع الجيوسياسي لهذه
الدول جاعلا إياها دولا بحرية عظمى. إضافة إلى ذلك
سيمنح هذا الشريان المائي روسيا مزايا
ضخمة. ويرى المحلل السياسي ألكسندر
دوغين أن روسيا ستتمكن من تعزيز نفوذها
في كازاخستان مقابل إنشاء قناة «أوراسيا».
وفي حال انضمت إليهما آذربيجان وإيران
اللتان تطلان على بحر قزوين فيمكن أن
يتشكل تكتل من الدول النفطية يضاهي
منظمة أوبك وينافسها بشكل مؤثر وفعال. وستسمح هذه
القناة لروسيا بإنشاء ممر لعبور
البضائع سيعود عليها بالأرباح، وسيكون
النفط البضاعة الرئيسية التي تعبر
الأراضي الروسية في تلك الحالة. ويذكر
أن الجرف القاري لبحر قزوين يحتوي على
20 حقلا مستثمرا للنفط والغاز وأكثر من
250 حقلا نفطيا واعدا. ويقدر الخبراء
احتياطي الذهب الأسود في تلك المنطقة
بحوالي 6% إلى 10% من الاحتياطي العالمي.
وإذا ما تم إنشاء طريق بري يربط
المناطق الصناعية الصينية ببحر قزوين،
فستتحول القناة الجديدة إلى معبر
للبضائع الصينية ينافس المسار البحري
عبر قناة السويس. مثل هذا المشروع
من السهل أن تلتقي عليه دول المنطقة
وتدعمه وتوافق على البدء في تنفيذه،
وحتى الدول التي بينها خلافات في
المنطقة لن تتردد في المشاركة في مثل
هذا المشروع، ووجود روسيا والصين سوف
يعطي زخما وحماسا كبيرا لباقي دول
المنطقة، لأنه بالقطع هاتان الدولتان
الكبيرتان ستتحملان الجزء الأكبر من
النفقات، ليس فقط لأنهما أغنياء، ولكن
لأنهما أصحاب المصالح الأكبر في هذا
المشروع الذي سيغير موازين القوى
الاقتصادية في العالم وينقلها من
الغرب للشرق. ========================\ من يكتب جدول أعمال.. «منطقتنا»؟ محمد خرّوب الرأي الاردنية 10-11-2010 قناعات متبلورة في أكثر من عاصمة اقليمية
ودولية, أن الاوضاع الراهنة في المنطقة
لن تبقى على حالها, وأنها مجرد مسألة
وقت لاعادة ترتيب الاولويات وكتابة
جدول اعمال جديد - وربما انقلابي - يعيد
انتاج معادلات مغايرة واصطفافات
وتحالفات, قد تسهم في «حلحلة» بعض
الملفات والطمس على اخرى, وربما
التمكّن من رسم خرائط جديدة, بعد أن
باتت الخرائط الراهنة عبئاً على أكثر
من جهة, وأوحت بأن ثمة قوى وعواصم
وتنظيمات أخذت حجوماً وأدواراً أكبر
مما ظنّ (أو قرّر) بعض اصحاب القرار (الدولي
بالطبع).. الساحات التي ستشهد هبوب العواصف
الخريفية أو الشتوية الوشيكة, معروفة
ولعل لبنان اكثرها ترشيحاً لمغامرة
اميركية اسرائيلية, بأدوات لبنانية
ودعم بعض العرب الذين لم يعودوا قادرين
على مواصلة أدوارهم الموكولة اليهم,
اذا ما استمرت الاوضاع الراهنة
والتآكل المتواصل في نفوذ هؤلاء
ورعاتهم الدوليين, وليست مفاجئة - وان
كانت لافتة - «الصحوة» التي حاول اركان
14 اذار الظهور بها, وخصوصاً بعد زيارة
مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري
فيلتمان لبيروت, واللقاء الذي عقده
مسيحيو 14 اذار في الصرح البطريركي في
بكركي برعاية بل بانخراط «كامل» من
الكاردينال مار نصرالله صفير في
اللعبة الجديدة (القديمة) التي تشي بان
ثمة مَنْ همس في اذان هذا الفريق (الذي
كان يحتضر بعد ان تفكك وتصدعت اركانه
واستبد به اليأس والاحباط بخروج وليد
جنبلاط منه وذهاب سعد الدين الحريري
الى دمشق معتذراً) بان ثمة ما يمكن
الرهان عليه وعليهم الثقة بالأم
الحنون, الجديدة وليس القديمة, أي
الولايات المتحدة وليس فرنسا. في اطار هذه الصورة الآخذة في البروز
والتشكل, يمكن تفسير العبارة
المقامِرة والمتغطرسة بل التي تنطوي
على جنون مطبق, التي اطلقها «لورد»
الحرب الملطخة يديه بدماء اللبنانيين
والسوريين والفلسطينيين سمير جعجع,
بانه اذا ما خيّر بين الدولة والمحكمة
الدولية فانه يقول «بَلاَ دولة»!! (كذا). هذا الفريق الذي صدع رؤوسنا وهو يحاضر على
اللبنانيين والعرب بنظريات حب الحياة
وبناء الدولة على عكس الفريق الاخر
الذي يريد بناء دولة داخل الدولة ولا
يلتزم دستورها ومواثيقها. بَلاَ دولة.. هذا هو إذا شعار المرحلة
المقبلة ما دامت المحكمة الدولية ستضع
اقوى اجنحة فريق 8 اذار في ساحة
المطاردة ودائرة الاتهام وسيف العدالة
الدولية التي يدرك كثيرون انها
انتقائية وخصوصا سياسية, يراد من
ورائها تنفيذ سياسات وسيناريوهات عجزت
الة الحرب الاسرائيلية والاميركية عن
تنفيذها في لبنان والعراق. هل قلنا العراق؟ نعم، فقواعد اللعبة التي تنهض عليها «توافقات»
بغداد التي لم تستطع اجتماعات «اربيل»
او قل مبادرة رئيس اقليم كردستان مسعود
برزاني, ان توصلها الى «برّ القبول»
بعد أن اعاد نوري المالكي وإياد علاّوي
«انتاج» مواقفهما السابقة, وبدت كلمة
كل منهما وكأنها سجال مع الآخر ومناكفة
مقصودة لذاتها, أكثر منها قراءة جديدة
أو محاولة للتجسير على الخلافات, التي
يبدو أن عواصم الاقليم لم تنجح في
استكمال صفقة تشكيل حكومة جديدة, بعد
ثمانية اشهر من انتخابات السابع من
اذار الماضي, نقول: قواعد اللعبة
الجديدة مرشحة للانهيار حتى لو نجح
تفاهم المالكي مع التحالف الكردستاني,
استمالة بعض اركان كتلة العراقية
وظهور اياد علاّوي كأكبر الخاسرين, بعد
أن بدا أن الذين راهنوا عليه قد تخلوا
عنه أو أنهم رضخوا لموازين القوى
الاقليمية (وليس الداخلية), لأن ثمة ما
يؤشر على احتمالات التوصل الى صفقة
كبرى ازاء ملفات عديدة, ربما يكون
الصراع الفلسطيني الاسرائيلي
مستبعداً منها.. لماذا يستبعد؟ «وطنّية» نتنياهو وافيغدور ليبرمان, هي
التي ستحول دون شمول المسألة
الفلسطينية في هذه الصفقة وان كانت
اسرائيل ستخرج رابحة اذا ما نجح
المشروع الاميركي الجديد الذي تظهر
ملامحه على الساحة اللبنانية هذه
الايام, بعد أن وصلت التنازلات
الفلسطينية «ذروتها» وازدادت قناعات
الاسرائيليين والاميركيين, بأن أي
اتفاق مع السلطة الفلسطينية لن يُكتب
له النجاح, إذ ليس لدى السلطة من
الضمانات الكافية للاغلاق على ملفين
هما الاكثر سخونة وخطورة واستعصاء..
ملف اللاجئين أو قل حق العودة والقدس
الشرقية, أو تحديداً بتسميته
الاسرائيلية «جبل الهيكل» (المسجد
الاقصى).. الوقت لا يتسع لسرد المزيد من الملفات
التي سيكون السودان, بتزامن ربما مع
لبنان (أي موعد الاستفتاء في التاسع من
كانون الثاني 2011 وصدور القرار الظني في
قضية الحريري شهر 12 المقبل أو اوائل
العام الوشيك) احد أبرز تجلياتها,
ناهيك عن العرض الاميركي لحكومة
الجنرال البشير برفع اسم السودان عن
قائمة الدول الراعية للارهاب, اذا ما
التزمت تنفيذ الاستفتاء في موعده (!!).. هي تجارة وصفقات وليست مبادئ أو قيم, وكل
ما «ترطن» به واشنطن, «الديمقراطية أم
الجمهورية», من تصريحات ووعظ يكشف عن
بشاعتها, اكثر مما تحاوله, لتجميل
قباحتها ولعل سلوك «صنائعها» في
المنطقة هو الذي يزيد من القناعة بأن
الذين يكتبون جدول الاعمال هم من
خارجها, أمّا مِنْ في الداخل فمجرد
أدوات أو كومبارس. ========================\ أمريكا الدولة الأخطر
على حقوق الإنسان (1-4) د. عمر الحضرمي الرأي الاردنية 10-11-2010 يوم الجمعة، 5/11/2010، عقد مجلس حقوق الإنسان
في جنيف، جلسة خاصة لمناقشة اتهامات
وجهت إلى الولايات المتحدة الأمريكية
حول انتهاكاتها الشديدة لحقوق الإنسان.
وهذه هي المرة الأولى التي يُناقش فيها
المجلس تقريراً شاملاً يُفنّد
الممارسات الخطيرة التي تقوم بها
الولايات المتحدة الأمريكية منتهكةً
لإلتزاماتها الناشئة بموجب
الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان. وقد تعرضت الإدارات الأمريكية، الحالية
والسابقة، إلى انتقادات شرسة من قبل
الدول الأعضاء، لم يستطع الوفد
الأمريكي معها أن يردّ عليها بصورة
علمية، بل لم يستطع مايكل بوزنر مساعد
وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون
الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل، أن
يقول إلا كلاماً عاماً مادحاً حجم
حريات التعبير والتجمع والفكر
والديانة التي تحترمها بلاده. ولم
يستطع إلا إضافة جمل أثارت استهزاء
الوفود، خاصة عندما قال إن الولايات
المتحدة توفر حماية قانونية كبيرة من
التمييز الجائر. ولمواجهة هذا
الاستفزاز تراجع قليلاً وقال إن ذلك لم
يكن موضع الرضا في بلاده في الوقت
الراهن. وفي مُداخلته، قال هارولد كوه، المستشار
القانوني لوزارة الخارجية الأمريكية،
إن قرار إغلاق سجن غوانتانامو (فيه 174
معتقلاً) يتطلب مساعدةً من حلفاء
الولايات المتحدة ومن محاكمها ومن
الكونجرس. وهنا تساءلت الوفود عن مدى
قناعة أعضاء الوفد الأمريكي أنفسهم
بالذي يصرحون به. وقالوا هل إغلاق سجنٍ
يحتاج إلى سنتين من حكم أوباما، وإلى
هذا الكم الهائل من المساندات الدولية
والداخلية. وقالت الوفود ألم يكن قرار
فتح المعتقل قراراً بسيطاً، أُتُخذ في
ساعة واحدة، بعدها بدأت الاستعدادات
لتجهيزه ثم استقبال روّاده. وأضافوا أن
على الولايات المتحدة أن تُغلق هذا
المعتقل بنفس السهولة التي فتحته بها. إن الولايات المتحدة الأمريكية، وكما
قالت بعض الوفود (47 وفداً)، لا تُمارس
انتهاكات حقوق الإنسان على الأفراد
فقط، بل تُمارسها ضد دول بأكملها. فقد
قال السفير الكوبي رودولفو ريس
رودريغز إن أمريكا لا تزال تُحاصر
بلاده، وتتعدى على حقوق شعبه وتحرمه من
حرية تقرير مصيره. لقد فشلت الولايات المتحدة في إثبات أبسط
الدلائل على براءة ذمتها من
الانتهاكات الخطرة التي تقوم بها في
جميع أنحاء العالم ضد حقوق الإنسان. وفي سياق آخر قال وزير العدل الأمريكي
السابق رامزي كلارك، إن الانتهاكات
التي تقوم بها بلاده في العراق وفي
العديد من الدول تجعله، كأمريكي، يشعر
بالخجل. إن ما تواجهه الولايات المتحدة الأمريكية
هذه الأيام من أزمات متتالية تجعلها،
رغم نفيها المتكرر ومحاولة التماسك،
دولةً آيلة للسقوط. فبعد الأزمات
الاقتصادية والمالية المتكررة التي
تواجهها والتي تلت أزمة انعدام الثقة
بها على المستوى الدولي، الأمر الذي
جعل بوش يصرخ بأعلى صوته «لماذا
يكرهوننا»، وأزمة التناقض والتناحر
بين ما تقوله وبين ما تفعله وانكشاف
ذلك، ليس في الخارج فقط ولكن في الداخل
أيضاً. بعد هذا كله فإن الولايات
المتحدة الآن لا تكاد تنتهي من مواجهة
مُساءلة دولية حتى تدخل في مُساءلة
أخرى، وما تكاد تخرج من مُساجلة حتى
تلج في أخرى. وقد أساءت لنفسها في كل
هذه المراحل إذ تجمّع حولها كمٌ هائلٌ
من الأعداء، وفقدت حزماً كبيرة من
الأصدقاء، ليس لسبب إلا لأنها قد
انتهكت الحريات كافة. وللمزيد، فإن الولايات المتحدة
الأمريكية لا تُمارس انتهاكات حقوق
الإنسان في الخارج فقط، ولكنها تُعد من
أكبر الدول، إن لم تكن أكبرها، التي
تُمارس ذلك حتى في الداخل. وحتى تتم الإحاطة بذلك كله لنا مجموعة من
المراجعات. ========================\ عرفات حجازي الدستور 10-11-2010 اسرائيل لا يهمها عملية السلام ولا يضرها
أن تصاب عميلة السلام بأي مكروه يؤثر
على برامجها فان الخطر الذي تلحقه
عملية الاستيطان بالسلام لن تصيب الا
الشعب الفلسطيني أولاً والوجود العربي
والاسلامي بعد ذلك لأن اسرائيل و
برنامجها الاستيطاني لا يستهدف فلسطين
وحدها بل يتطلع الى كافة الاقطار
العربية والاسلامية وعلى الجميع أن لا
ينسى شعار اسرائيل الحقيقي وهو من
النيل الى الفرات هذا وطنك يا بني
اسرائيل واذا استطاعت اسرائيل أن تكسر
الطرف الأول من المعادلة وهو الفرات
عندما ثبت أن التحريض على محاربة
العراق وتدميره والاتجاه الان الى حرب
جديدة على ايران كان بالدرجة الأولى
صهيونيا ولهذا لا بد من الخشية والخوف
من الخمول والغياب العربي والاسلامي
بأن تستطيع اسرائيل أن تكسر الطرف
الآخر وهو النيل الذي سيزيد الخناق على
شعبنا المحاصر في غزة خصوصاً عندما
استطاعت أن تفرض على مصر أن يجري
التعامل معها بصورة استثنائية تفوق في
تعاملها مع كل العرب والمسلمين خصوصاً
في بيع المحروقات والغاز الطبيعي
لاسرائيل بأسعار تفضيلية وأقل من
كلفتها الحقيقية. فكيف وحال العرب على ما هم عليه الآن كيف
يمكن لاسرائيل أن تأخذ بوجهة النظر
العربية بأن الاستيطان اليهودي يهدد
عملية السلام وهي ترى أنها أصبحت لها
مع عملية الاستيطان أفضلية لدى بعض
الدول العربية أفضلية في كل شيء وخاصة
في أسعار المحروقات التي لم تستطع أية
دولة عربية الحصول على مثيل للأسعار
التي حصلت عليها اسرائيل. ونرى كيف ان رؤساء اسرائيل يعملون بعدة
اتجاهات بوقت واحد ، حتى لا تسلط
الاضواء على جرائمهم اليومية بحق
الشعب الفلسطيني الاعزل ، فيأتينا
نتنياهو من واشنطن بطلب يدعو فيه
الرئيس الامريكي باراك بشن حرب على
ايران لاجبارها على التخلي عن برامجها
النووية ، حتى ينهي اي ميزان قوة
عسكرية في المنطقة حتى تتمكن اسرائيل
بتنفيذ مخططاتها بتدمير حضارة شعب
فلسطيني ودين اسلامي ومسيحي في
الاراضي المقدسة. في نفس الوقت تزداد المخططات الاسرائيلية
لبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية
في القدس وما حولها بقرار اقامة 1300
وحدة استيطانية جديدة في القدس وحدها
بالاضافة الى المئات من المستوطنات في
مناطق اخرى تمزق و تشرذم ما تبقى من
التراب الفلسطيني في المدن والقرى
والصحارى. ان اصرار اسرائيل وزعمائها بنهج
الاستيطان واستفزاز الفلسطينيين
والعرب لن يؤدي الا لمزيد من اراقة
الدماء الفلسطينية وتشريد مزيد من
الفلسطينيين الى مناطق غير اوطانهم
الحقيقية في غياب تام للضمير والاعلام
العربي. ففي هذه المرحلة بالذات قامت اسرائيل
بسلسلة من الجرائم والاعتداءات التي
كان على العرب والمسلمين في أنحاء
العالم أن يثوروا لمواجهتها ولكن سوء
استخدام الاعلام العربي ساعد اسرائيل
أن تقلب الحقائق وتظهر أنها المفترى
عليها وأن الفلسطينيين هم اسباب كل هذه
الاعتداءات وهذا الارهاب الذي يسود
العالم وهذه المنطقة بالذات. ولعلنا نتابع ما تقوم به اسرائيل في هذه
المرحلة من اعتداءات على الشعب
الفلسطيني ولم تحرك هذه الاعتداءات
أية ردة فعل في العالم لأن الاعلام
العربي كان بسبب فشله يقوم بطرح قضايا
مثيرة كانت تظهر أن الشعب الفلسطيني
والدول العربية جميعهم يعملون ضد
السلام وأن اسرائيل مفترى عليها وهي
بريئة من كل الاتهامات التي يثيرونها
ضدها بالرغم من أن العالم يشاهد بوضوح
محاولات اسرائيل التي لم تتوقف عن
محاولات هدم المسجد الأقصى عن طريق
الحفريات بالرغم من أن العالم يدرك أن
المسجد الأقصى هو في صلب عقيدة
المسلمين وهو من أكثر المحرمات على أي
انسان أن يقترف الاساءة له بأي شكل من
الأشكال. كما يلاحظ العالم في كل يوم قيام
المستوطنون في كل من القدس والخليل كيف
يقومون بمحاولات الاعتداء على الاحياء
الفلسطينية وقتل الاطفال والنساء
ومحاولات تدنيس دور العبادة في
محاولات لتهويد تلك الأحياء القديمة
في القدس والخليل أقدم مدينتين في
فلسطين بل وفي منطقة الشرق الأوسط.
وخصوصاما يجري من اقتلاع واحدة من اقدم
الاشجار في محيط مسجد الاقصى وهي ليس
الاولى ولن تكون الاخيرة في ظل الصمت
العربي. نظرية السكينة والجزرة ولا شك أن اسرائيل عرفت العقلية العربية
وأدركت أن التعامل معها لا يمكن أن
يكون الا باستعمال سياستها القديمة
التي كانت تهدد بها باستمرار وهي
التمسك بنظرية السكينة والجزرة. وعلى هذا إذا كان العرب يخشون فعلاً من
استمرار الاستيطان لأنه يؤثر على
عملية السلام واذا كان العرب يهمهم أن
يستمر السلام مع اسرائيل فليس أمامهم
الا أن يقوموا هم باللجوء إلى نظرية
السكينة والجزرة حتى لا تتمادى
اسرائيل بأن تصل السكينة الى أعناق كل
العرب وتبقى الجزرة وحدها في تلك
الأفواه التي لا تشبع ولا ترتوي الا
بالقضاء كليا على الذين يطيب لهم
الاستسلام حتى ولو على الجوع والعطش
والعذاب. ========================\ عرض نووي لا يمكن لإيران
أن ترفضه إفتتاحية - «كريستيان ساينس
مونيتور» الدستور 10-11-2010 مرة أخرى ، تُعد
الولايات المتحدة وحلفاؤها عرضا
لإيران يدعم الاستخدام السلمي للمواد
النووية لكنه يرفض أن تمتلك طهران
القدرة على بناء قنبلة نووية. وكان
المجتمع الدولي قد خاض في هذا الأمر
العام الماضي وفشل. هل سيثبت أن الوضع
مختلف هذه المرة؟ في شهر تشرين الأول الماضي ، قدم الأعضاء
الخمسة الدائمون في مجلس الأمن التابع
للأمم المتحدة ، بالإضافة إلى ألمانيا
، عرضا باتفاقية لمقايضة الوقود والتي
يمكن بموجبها السماح لإيران بإرسال
اليورانيوم المنخفض التخصيب إلى دول
أخرى مقابل المزيد من الوقود النووي
المخصب. الوقود المعاد والمحسن قد يخدم
في الأبحاث الطبية ، لكنه لن يكون
قابلا للتخصيب لإنتاج الأسلحة. تم التوصل إلى اتفاقية مؤقتة ، لكنها رفضت
بصورة أساسية من قبل القائد الأعلى
للبلاد ، آية الله علي خامنئي. ووفقا
لتقارير صحفية ، فإن عرض هذا العام
يشترط إرسال المزيد من اليورانيوم
خارج البلاد للمعالجة لأن إيران ، في
غضون ذلك ، تنتج المزيد منه. الاحتمال الذي يمكن أن يغير اللعبة منذ
الخريف الماضي هو جولة جديدة من
العقوبات ضد إيران ، وهي العقوبات التي
صادق عليها مجلس الأمن التابع للأمم
المتحدة في حزيران. وقد بدأت العقوبات
، التي استهدفت البرامج العسكرية
والنووية الإيرانية ، بإحداث أثر مؤلم.
وقد أضافت كل من الولايات المتحدة
والإتحاد الأوروبي وكندا وأستراليا
واليابان قوة للعقوبات بملاحقة قطاع
الطاقة الإيراني. وقد خطا الكونغرس
الأميركي خطوة إضافية بجعل الشركات
الأجنبية التي تقوم بأعمال تجارية
معينة مع إيران تواجه صعوبات بالقيام
بالأعمال نفسها مع الولايات المتحدة. نتيجة لذلك ، قامت العديد من الشركات
العالمية بقطع علاقاتها مع إيران ، من
ضمنها تويوتا ، ودايملر ، ولويدز ،
وأليانز. وقد خفضت شركات توزيع رئيسية
للوقود ، مثل شركة توتال ، شحنات
البنزين لإيران. وبالرغم من كون إيران
مصدرا للنفط ، إلا أنها تفتقر إلى
القدرة على تكرير النفط لتلبية
احتياجاتها. وعليها الآن أن تحول إنتاج
النفط لتغطية الطلب المحلي. لكن سيكون
من الصعب أن يستمر ذلك ، بسبب إنسحاب
المستثمرين الدوليين من قطاع النفط
والغاز في إيران. في بداية هذا الشهر ، انخفض سعر الريال
الإيراني بشكل مفاجئ. وكان على البنك
المركزي أن يتدخل. وأمضت الدولة وقتا
صعبا في بيع عملتها في الخارج والحصول
على عملة صعبة من موزعيها التقليديين. يعتقد مسؤولون أميركيون وأوروبيون أن
العقوبات قد تدفع إيران للعودة إلى
طاولة المفاوضات ، من المحتمل أن يحدث
ذلك خلال شهر تشرين الثاني. أداة الضغط
الدولية على النظام تقوم بالضغط على
الاقتصاد المضطرب أصلا والمثقل
بالتضخم والبطالة الحادة. لقد إجبرت
طهران على خفض المساعدات المالية
الشعبية - الثمينة - التي تساعد
مواطنيها بالحصول على الغذاء والنفط. لكن العام الماضي شهد أيضا تغييرا في
إيران لم يبشر بالضرورة بإجراء
محادثات أو اتفاق. أحكم النظام القبضة
، وبصورة أكبر على المعتدلين في صفوفه
وعلى المعارضة "الحركة الخضراء" ،
التي نظمت احتجاجات عارمة ضد
الانتخابات المزورة صيف العام ,2009 لم يحدث أن كان حكام إيران متشددين بهذا
الشكل منذ الثمانينات. وكلما كانوا
متشددين أكثر كلما توقع المرء بشكل
أكبر أن تقوم الحكومة الدينية في إيران
برد فعل على عقوبات هذا العام ، لنقل
مثل حكام كوريا الشمالية أو بورما -
وبهذا يكون لديها شيء من المناعة.
تذكروا أنه في حرب إيران والعراق في
الثمانينات ، ظل النظام أكثر خطورة من
العقوبات فيما يتعلق بموت مليون شخص. من المستحيل معرفة كيف يمكن أن تلعب
الاختلافات هذا العام دورا في الجولة
الجديدة من المفاوضات ، هذا إذا وصلنا
إلى المفاوضات. لكن من المؤكد أن هناك
شيئا واحدا سوف يكون مطلوبا من المجتمع
الدولي: يجب أن يتماسك التحالف الدولي
مع بعضه البعض إن كان يأمل بتغيير
السلوك الإيراني قبل أن تطور إيران
قدرتها على تصنيع الأسلحة النووية ، أو
أن تحاول إسرائيل شن هجوم عسكري على
المنشآت الإيرانية. ========================\ كيف ستنعكس المظاهرات
والإضرابات الحالية على مستقبل
ساركوزي؟ د. عبدالإله الراوي 2010-11-09 القدس العربي بداية نقول بأن
ساركوزي ليس ديغول، لكون ديغول فرنسيا
عريقا ولديه مبادئ يؤمن بها، ولذا فقد
اضطر للاستقالة اثر الانتفاضة
الطلابية عام 1968. وعلينا أن نوضح بأنه وفق تصورنا فإن تلك
الانتفاضة كان سببها الحقيقي والمخفي
يعود لقرار ديغول بإيقاف بيع الأسلحة
للكيان الصهيوني، وليس كما أعلن في
حينه 'المطالبة بإطلاق الحريات... الخ'. علما بأن من قاد تلك الانتفاضة هما طالبان
يهوديان من ألمانيا، وهما دانيال كاهن
بنديت، رئيس حزب الخضر في فرنسا وعضو
المجلس الأوروبي حاليا، مع زميل له.
وقد قام ديغول بإبعادهما من فرنسا في
حينه. ويجب أن لا يفوتنا أن نذكر بأن قرار ديغول
بوقف بيع الأسلحة للكيان المسخ لم يتم
من تلقاء نفسه، بل تم اثر لقائه مع
العاهل السعودي الملك فيصل رحمه الله،
الذي نشر بعنوان (حوار بين الملك فيصل
وشارل ديغول .... المنتدى العربي للدفاع
والتسليح 20/3/2010). ونظرا لأهمية هذا الحوار ولغرض عدم إرهاق
القارئ بالبحث عنه قررنا نقل بعض
فقراته: روى الدكتور معروف الدواليبي يرحمه الله،
هذا اللقاء المهم بين الجنرال شارل
ديغول والملك فيصل بن عبد العزيز
يرحمه، الله قبيل حرب حزيران/يونيو.
يقول الدكتور الدواليبي (ص 201) من
مذكراته: لي تجربة مع الجنرال ديغول من
يوم قضية استقلال سورية، فمع أنه كان
محاطاً بعناصر يهودية (صهيونية) (فديغول
عندما يعرف الحقيقة يغير مواقفه)،
ولذلك كنت حريصاً على لقاء الملك فيصل
به، وألححت في ذلك وأصررت.. تم اللقاء
في اليوم الأول أو الثاني من حزيران/يونيو
(1967) كان لقاؤه مع الجنرال ديغول، ومعه
الأمير سلطان والدكتور رشاد فرعون،
حيث جلسا مع رئيس وزرائه السيد جورج
بومبيدو، وبدأ الاجتماع بين الرجلين
فيصل وديغول ومترجم: قال ديغول: يتحدث الناس أنكم يا جلالة
الملك تريدون أن تقذفوا (بإسرائيل) إلى
البحر، و(إسرائيل) هذه أصبحت أمراً واقعاً، ولا
يقبل أحد في العالم رفع هذا الأمر
الواقع. أجاب الملك فيصل: يا فخامة الرئيس أنا
أستغرب كلامك هذا، إن هتلر احتل باريس
وأصبح احتلاله أمراً واقعاً، وكل
فرنسا استسلمت إلا (أنت) انسحبت مع
الجيش الانكليزي، وبقيت تعمل لمقاومة
الأمر الواقع حتى تغلبت عليه، فلا أنت
رضخت للأمر الواقع، ولا شعبك رضخ، فأنا
أستغرب منك الآن أن تطلب مني أن أرضى
بالأمر الواقع، والويل يا فخامة
الرئيس للضعيف إذا احتله القوي. وراح
يطالب بالقاعدة الذهبية للجنرال ديغول
أن الاحتلال إذا أصبح واقعاً فقد أصبح
مشروعاً. دهش ديغول من سرعة البديهة والخلاصة
المركزة بهذا الشكل، فغير لهجته وقال:
يا جلالة الملك يقول اليهود إن فلسطين
وطنهم الأصلي وجدهم الأعلى (إسرائيل)
ولد هناك. أجاب الملك فيصل: فخامة
الرئيس أنا معجب بك لأنك متدين مؤمن
بدينك، وأنت بلا شك تقرأ الكتاب
المقدس، أما قرأت أن اليهود جاءوا من
مصر؟ غزاة فاتحين، حرقوا المدن وقتلوا
الرجال والنساء والأطفال، فكيف تقول
ان فلسطين بلدهم، وهي للكنعانيين
العرب، واليهود مستعمرون، وأنت تريد
أن تعيد الاستعمار الذي حققته (إسرائيل)
منذ أربعة آلاف سنة، فلماذا لا تعيد
استعمار روما لفرنسا الذي كان قبل
ثلاثة آلاف سنة فقط؟ أنصلح خريطة
العالم لمصلحة اليهود، ولا نصلحها
لمصلحة روما؟ ونحن العرب أمضينا مئتي
سنة في جنوب فرنسا، في حين لم يمكث
اليهود في فلسطين سوى سبعين سنة ثم
نفوا بعدها. قال ديغول: ولكنهم يقولون ان أباهم ولد
فيها. أجاب فيصل: غريب عندك الآن مئة وخمسون
سفارة في باريس، وأكثر السفراء يلد لهم
أطفال في باريس، فلو صار هؤلاء الأطفال
رؤساء دول وجاءوا يطالبونك بحق
الولادة في باريس فمسكينة باريس لا
أدري لمن ستكون؟ سكت ديغول، وضرب الجرس مستدعياً (بومبيدو)
وكان جالساً مع الأمير سلطان ورشاد
فرعون في الخارج، وقال ديغول: الآن
فهمت القضية الفلسطينية، أوقفوا
السلاح المصدر لإسرائيل. وكانت (إسرائيل)
يومها تحارب بأسلحة فرنسية وليست
أمريكية. ويقول الدواليبي: واستقبلنا الملك فيصل
في الظهران عند رجوعه من هذه المقابلة،
وفي صباح اليوم التالي ونحن في الظهران
استدعى الملك فيصل رئيس شركة (التابلاين)
الأمريكية، وكنت حاضراً وقال له: إن أي
نقطة بترول تذهب إلى (إسرائيل) ستجعلني
أقطع البترول عنكم، ولما علم بعد ذلك
أن أمريكا أرسلت مساعدة (لإسرائيل) قطع
عنها البترول، وقامت المظاهرات في
أمريكا، ووقف الناس مصطفين أمام محطات
الوقود، وهتف المتظاهرون: نريد
البترول ولا نريد (إسرائيل)، وهكذا
استطاع هذا الرجل (الملك فيصل يرحمه
الله) بنتيجة حديثه مع ديغول، وبموقفه
البطولي في قطع النفط أن يقلب الموازين
كلها. بعد استعارة هذه الفقرات نرى من حقنا أن
نقول رحمك الله يا فيصل بن عبدالعزيز
ومنحنا الله وكافة المخلصين لوطننا
الحبيب ولأمتينا العربية والإسلامية
سرعة البديهة التي وهبها الله لك. وحسب
قناعتنا فإن هذه المواقف البطولية
ومواقفه الأخرى كانت السبب في اغتياله
بتاريخ 25/3/1975. ونعود إلى موضوعنا لنتكلم عن ديغول
وساركوزي: أولا: شارل ديغول، الذي كان أحد الرجال
الكبار على المستوى العالمي، وللتأكيد
بأنه كان رجلا لا يمكن مقارنته
بساركوزي، لأنه كان يحترم نفسه
ومبادئه وكونه رجلا عصاميا فنقول: بأنه
طرح، وخلال الأزمة أي الانتفاضة
المذكورة أعلاه، مشروع قانون لا علاقة
له لا من قريب أو بعيد بالأزمة،
لاختبار مدى شعبيته وكان قراره بأنه في
حالة عدم حصول مشروعه على أصوات
الغالبية من الشعب الفرنسي فسيقدم
استقالته، وهذا ما تم أي أن الموضوع
الذي طرحه لم يتم له النجاح في التصويت. أما مشروع القانون فهو بكل بساطة تحويل
الإقليم في فرنسا من مجرد تنظيم إداري
للتنسيق بين المحافظات إلى هيئة محلية
بصلاحيات وميزانية مستقلة.. الخ كما
كان الحال بالنسبة للبلديات
والمحافظات.علما بأن تحويل الأقاليم
إلى هيئات محلية تم في زمن متيران من
دون إشكالات. ثانيا: بالنسبة لنيكولا ساركوزي نقول:
سنضطر للعودة لمقال سابق، كتب عندما
كان ساركوزي وزيرا للداخلية، لنستعير
منه بعض الفقرات وهو بعنوان (التنسيق
لقمع الانتفاضات الشعبية بين فرنسا
والكيان الصهيوني. شبكة البصرة 26 أيلول/سبتمبر
2006) الذي ذكر فيه: 1- إن والد نيكولا ساركوزي هنغاري من عائلة
يهودية غنية (أرستقراطية) واسمه بال
ناغي وغيره إلى بول، وقد وصل إلى فرنسا
أثناء الحرب العالمية الثانية اثر
وصول الجيش الأحمر السوفييتي إلى
بلده، ووالدة نيكولا اسمها اندريي
ماللا من عائلة يهودية، أيضا، هاجرت
إلى فرنسا من مدينة سالونيك اليونانية.
وكان والدها طبيبا في الدائرة السابع
عشرة في باريس. علما بأن والد نيكولا
تزوج من اندريي عام 1949. 2- قال الكاتب والسياسي الفرنسي موريس
مينيار: 'أنا شخصيا أعتبر ساركوزي خطرا
حقيقيا على فرنسا، وبصراحة لست مؤيدا
لوصوله إلى الحكم، وهذه تبقى وجهة نظري
الشخصية، ويجب الاعتراف بأن اللعبة
التي لعبها ساركوزي كانت ذكية، حيث
أعلن بشكل صريح تحالفه مع (اللوبي)
اليهودي، وهو الشيء الذي يعني أنه قابل
للوصول إلى الحكم فعلاً!. وطبعا لقد وصل إلى رئاسة الجمهورية
الفرنسية بمساعدة (اللوبي) المذكور
وبخطأ شيراك الذي عينه وزيرا للداخلية
ورئيسا للحزب. 3- يقال بأن نيكولا اعتنق الديانة
المسيحية من دون وجود أي دليل على ذلك،
ولم نقرأ أو نسمع بأنه أدى الصلاة في
أية كنيسة مسيحية، بل إن زواج والده من
يهودية وزواجه هو من يهوديتين دليلان
قاطعان على احتفاظهما بديانتهما
الأصلية. يضاف لذلك انه ومنذ بداية مهنته، عمدة
مدينة نويي، نسق وباعتناء وبشكل خاص
علاقاته مع الجماعة اليهودية. إنه أشهر عشرات الزيجات المدنية لليهود،
ولم تفته فرصة أي عيد من أعياد
السيناغوغ - محل العبادة اليهودي - في
مدينة نويي، مدينته التي تسكنها جماعة
كبيرة من اليهود. وفي المقابلة التلفزيونية وجها لوجه مع
طارق رمضان، المثقف الإسلامي تم منح
ساركوزي لقب (نجم لدى اليهود) كما يقول
باتريك غوبير، رئيس ال(كريف) (الجامعة
العالمية ضد العنصرية واللاسامية)
وعضو البرلمان الأوروبي، الذي يضيف عن
ساركوزي: 'إنه يعرف كل الأعياد والطقوس
للديانة اليهودية بشكل يستطيع عدها
على أصابعه. إنه يتوجه، وبشكل خارق
للعادة بالنسبة
لشخص غير يهودي إلى
جماعة يحبها ونحن نحبه. وقدم الإحساس
إلى الناس اليهود
بأنه الشخص الوحيد الذي يعمل شيئا
لهم، الوحيد الذي ينقذنا من البيئة
المعادية للسامية'. إن (اللوبيات) اليهودية الأمريكية
الرئيسية رفعته إلى القمة، مثلا دافيد
هاريس مدير ال (آ.ج.س) - جمعية اليهود
الأمريكيين، قدمه 'كرجل موهوب فوق
العادة، ثاقب البصيرة، شجاع ونشيط'. المسؤولون (الإسرائيليون) يرون فيه رئيس
دولة مستقبلا، وبشكل خاص، رجلا قادرا
على إنهاء العقيدة الديغولية 'للسياسة
العربية لفرنسا'، 'إنه لا ينظر إلى
السياسة الفرنسية على أنها ايجابية،
مثل قادة آخرين الذين لا يريدون عمل
علاقات جيدة مع (إسرائيل)'، كما يشير
روجير كوكيرمان، رئيس ال(كريف): 'في
فترة حركة الشتات الوطنية فإن حضوره
أمام الجمعيات اليهودية الأمريكية كان
له تأثير كبير في فرنسا. إن جميع
أصدقائه الجدد يتصورون أنه سيقوم
بتغيير السياسة الفرنسية المساندة
للعرب'. 4- إن ساركوزي وصل للرئاسة بغفلة من الزمن،
وكان للإعلام دور كبير في صعود نجمه
منذ دخوله في عالم السياسة، عندما
حالفه الحظ ليكون منافسه على الرئاسة
في الدور الثاني من الانتخابات امرأة،
عن الحزب الاشتركي، ونظرا لأنه لم يحدث
في تاريخ فرنسا أن تحكمها امرأة فقد
فاز في تلك الانتخابات. 5- ولكل ما ذكرناه أعلاه فلا خوف على
ساركوزي من الإضرابات التي وصلت إلى
نهايتها وهو طبعا سوف لا يستقيل مهما
حدث، ولكن التهديد الذي ممكن أن يؤثر
على مستقبله يكمن في ترشيح عدة أشخاص
من حزبه للرئاسة، وبالأخص فقد حضرنا
مؤتمرا لدي فيلبان، رئيس الوزراء
السابق، وأوضح بأن لديه نية للترشيح
للرئاسة. إذا لو، فاز ساركوزي في الدور الأول من
الانتخابات، ولم يتم الاتفاق بينه
وبين المرشحين من حزبه في الدور الثاني
فمن المؤكد ان ساركوزي سوف لا يحصل على
تجديد لرئاسته، خصوصا ان هنالك
احتمالا كبيرا بأن يكون مرشح الحزب
الاشتراكي أحد اليهود المساندين، أيضا
وربما أكثر من ساركوزي، للكيان
الصهيوني. وهو دومينيك شتراوس كاهن،
الذي أصبح رئيسا لصندوق النقد الدولي
بفضل ساركوزي. وختاما فمن شبه المؤكد سوف لا يصل لرئاسة
فرنسا أي مرشح لا يدعم الكيان المسخ. والله من وراء القصد. ' دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في
فرنسا ========================\ الحكم وصراع
الايديولوجيا والمصلحة د. سعيد الشهابي 2010-11-09 القدس العربي في الاساس ينطلق دعاة التغيير ورموز
المعارضة في البلدان غير المستقرة، في
عملهم المناوىء للحكم، على اساس
امتلاك 'ايديولوجيا' مخالفة لما لدى
المتربعين على كراسي الحكم. هذه
الايديولوجيا تعتبر من اهم وسائل
تعبئة الانصار الذين يسعون لاقناع
الجماهير بها وحشد دعمهم على طريق
التغيير. هذه ملاحظة يمكن مشاهدتها في
المجتمعات التي تبحث عن انظمة حكم اكثر
استقرارا وتعبيرا عن تطلعات الجماهير.
ولكن هل حقا هناك ايديولوجيا مخالفة
لايديولوجية الحكم؟ بمعنى اليس الحكم
نفسه أيديولوجية قائمة بذاتها؟ ربما
يختلف الكثيرون مع هذا الطرح ويصرون
على التمييز بين الحكم والعقيدة
السياسية لدى الفئات والاحزاب،
المتنافسة في المجتمعات الديمقراطية،
او المتنازعة في البلدان غير
المستقرة، كما هو حال اغلب دول العالم
العربي. ولكن فحص اداء الفئات والاحزاب
المختلفة عندما تصل الى الحكم يكشف ان
اداء تلك الحكومات متماثل الى حد كبير،
حتى ليبدو ان الحكم نفسه، أيا كان
القائم به، منظومة من القيم
والمبادىء، تمارسها الاحزاب الثورية
على غرار ممارسة الاحزاب التقليدية
بدون وجود اختلافات جوهرية كبرى. تنطبق
هذه الفرضية على الاتجاهات ذات النزعة
الاسلامية كما تنطبق على النظم
العلمانية. فكأن للحكم منظومته
النفسية والاخلاقية الخاصة. وربما
تفسر هذه الحقيقة ما يتضح من مفارقات
بين الطرح والاداء من قبل الاحزاب
الدينية او اليسارية او الليبرالية،
اذ تبدو ان ممارساتهم جميعا لا تختلف
كثيرا في مفاصلها عما يمارسه
المتحللون من الانتماء العقيدي.
فالوزير 'الاسلامي' لا يختلف عن الوزير
'العلماني' الا ضمن اطر الممارسة
الشخصية البعيدة عن الحكم. والمسؤول
الشيوعي يمارس دوره كسياسي ضمن
المنظومة الدبلوماسية المعمول بها في
اروقة الحكم. والانتماء العقيدي لا
يؤثر كثيرا في نمط اداء المسؤولين او
الوزراء، الامر الذي يؤدي الى شعور
بالاحباط في نفوس الجماهير التي كانت
تعيش احلام الوصول الى 'جمهورية
افلاطون' التي يقودها الملك الفيلسوف.
فما ان يصل 'المجاهد' او 'المناضل' الى
المنصب حتى تبدأ التغيرات ليس على
سلوكه الشخصي فحسب، من 'الشعور
بالاهمية' او الاحساس بالانتماء الى
طبقة الحكم والنبلاء، بل على تصوراته
والتشبث بمقولات 'الواقعية' و 'العقلانية'
و 'خذ وطالب'. ولا شك ان هذه الاطروحات
للوهلة الاولى تبدو مقنعة، ولكنها في
اغلب الاحيان تستعمل لاخفاء التغيرات
النفسية التي تطرأ على الاشخاص عندما
يقعون اسرى للمنصب والجاه والسلطان. الجانب المهم في هذا التغير ما يطرأ على 'الايديولوجيا'
من تغييرات قد تؤدي الى تشوهها تماما،
حتى تصبح السلطة والحكم هما الاولوية
في المشروع السياسي لدى الفئة او الحزب
او الاشخاص المنتمين لاي منهما. وهنا
تتعرض 'الايديولوجيا' لمحاولات ترويض
متواصلة. وفي خضم السجال المحتدم حول
ما هو مسموح بالتنازل عنه وما هو ضروري
التشبث به، تكون الغلبة عادة للطرف
الاقوى ماديا، اي المرتبط بالسلطة
والحكم، فلديه من الوسائل والحماية
القانونية والقضائية والمعلومات التي
تحصل عليها بسبب منصبه، ما يجعل طرحه
يبدو اكثر واقعيا واقرب لتحقيق 'المصلحة'.
ويمكن القول ان المصلحة والايديولوجيا
غالبا ما تكونان امرين متضادين تماما.
فالمصلحة تضحي بالعقيدة السياسية
والمبادىء الثورية، وتضع السلطة
والتشبث بها اولوية لا يضاهيها شيء آخر.
وتدريجيا تتحول الايديولوجيا الى 'دوغما'
مرفوضة من قبل النخب التي اصبحت
مصالحها مرتبطة بمصالح الحكم، أيا كان
المهيمنون عليه. هذه القابلية لتطبيع
القيم والمبادىء للواقع السياسي كثيرا
ما ادت الى تلاشي الطرح الايديولوجي
عند اول معول سياسي بعد الانخراط في
العمل السلطوي. وفي العقود الثلاثة
الماضية تبلور الصراع بين
الايديولوجيا والحكم بشكل واضح بعد ان
قررت المجموعات الاسلامية في دول
عربية واسلامية عديدة الانخراط في
العمل السياسي ضمن المنظومات السياسية
القائمة. وطرحت لذلك مبررات غير قليلة،
واعتبرها بعض الناشطين ليس ضرورة فحسب
بل مهمة استراتيجية لا يجوز تجاوزها او
القفز عليها. وكان واضحا ان بعض هذه
الوجودات حقق شيئا من الصعود، كما حدث
في السودان في الثمانينات، وكما يحدث
الآن في تركيا. الفارق ان الوضع التركي
متميز جدا، ويمثل حالة اخرى لا تتكرر
كثيرا في عالمنا العربي والاسلامي
خصوصا مع ارتباط ذلك البلد الاسلامي
الكبير والعريق باوروبا وما يعنيه ذلك
من وجود رقابة دائمة على قضايا الحريات
العامة والمشاركة السياسية وحقوق
الانسان. هذا مع وجود قناعة لدى قطاع
غير قليل بان التجربة التركية مهددة
باستمرار نظرا لمواقف الدول الصديقة
لتركيا وخشيتها من ابتعاد ذلك البلد عن
القبضة الغربية لغير صالح النظام
السياسي الغربي القائم. ومع ان تيار المشاركة ضمن الانظمة
السياسية ما يزال قويا، فان الصراع بين
الايديولوجيا والحكم سيظل محتدما في
السنوات المقبلة. وقد لاحت مؤشرات
لوجود حالة تمرد داخلية في بعض
التجمعات الاسلامية بعد ان ادركت
قواعدها استحالة احداث تغيير حقيقي من
داخل انظمة حكم موجهة لغير صالح تلك
القوى التغييرية، وتتم ادارتها
وتوجيهها من جهات اجنبية كبرى. وقد جاء
قرار جبهة العمل الاسلامي الاردنية
بمقاطعة الانتخابات البرلمانية
تعبيرا عما اسماه البعض 'صحوة ضمير' لدى
قادتها وشعورهم بان الاستمرار في
المشاركة ضمن النظام السياسي القائم
انما يقوي الحكم ولا يساعد الجبهة على
التقدم. فانظمة الحكم هذه محمية
بقوانين لا تسمح لاحد بتجاوز اطرها
التي تهدف للحفاظ على النظام السياسي
القائم بأي ثمن. وقالت الجبهة في
بيانها حول قرار المقاطعة انها لجأت
اليه بعد ان تعرض اعضاؤها للاعتقال
والاستفزاز واصبح مستحيلا عليها احداث
تقدم في منظومة الحكم. الامر الواضح
هنا ان 'الايديولوجيا' التي تحملها
الجبهة اما تم تهميشها او اصبحت غير
ذات شأن على صعيد احداث تغيير سياسي
يذكر. فبرغم مشاركة الجبهة اكثر من
عشرين عاما، فانها فشلت في تجميد
العلاقات بين الحكومة الاردنية و'اسرائيل'،
ولم تستطع منع استهداف اعضائها من قبل
اجهزة الامن. وشيئا فشيئا وجدت الجبهة
نفسها تتجه نحو المزيد من التهميش
واللاجدوى. واتضح بعد تجربة طويلة ان
مقولة التغيير من الداخل امر لا يمكن
تحقيقه. ومما ساعد الجبهة على اتخاذ
قرارها كونها، الى حد كبير، منتظمة ضمن
اطر حزبية واضحة منعها من التفكك برغم
وجود توترات داخلية بين القيادات
والرموز والكوادر الحزبية. جبهة العمل
الاسلامي لم تغير ايديولوجيتها
القائمة على اساس ما يطرحه الاخوان
المسلمون من ضرورة تحكيم الشريعة،
الامر الذي اتاح لها اعادة تقييم
موقفها على اساس ذلك. المشكلة تكمن
عندما تتغير ايديولوجية التغيير
وتستبدل بمهمات هي في الغالب مهمات
الاتحادات والنقابات العمالية، اي
تحسين الاوضاع المعيشية للمواطنين،
والسيطرة على اسعار السلع الاستهلاكية
واحتواء البطالة. هذه القضايا تستبدل
الجانب الايديولوجي للحركة، فيهبط سقف
المطالب بشكل كبير، فيشعر الحاكم انه
نجح في تحييد الجهات المناوئة في مقابل
'تنازلات' طفيفة. الاحزاب العاملة في الدول الديمقراطية لا
تحمل ايديولوجيا للحكم مختلفة عما لدى
من هم في السلطة. والسبب ان هذه الانظمة
راسخة في منظومتها السياسية. وحتى
الاتجاهات المتطرفة في هذه البلدان
محكومة بتلك الاطر، مع اختلاف في
اساليب التعامل مع قضايا الهجرة
والبطالة والهوية، فهي بالتالي لا
تحمل ايديولوجيا اخرى غير التي تطرحها
الاحزاب الحاكمة. اما في بلداننا
فالوضع ليس كذلك، لان النظام السياسي
الحاكم ليس متوافقا عليه من قبل
الاطياف المجتمعية خصوصا ذات
الايديولوجيا منها. ومع ان هناك من
يأخذ على 'المؤدلجين' مواقفهم، ويصر
على ابقاء السياسة وادارة شؤون الناس
خارج المماحكات الفكرية، فان من حق
المنتمين لمشروع فكري او ديني ان يسعى
لتحقيق مصالح الناس على اساس ما لديه
من قناعات فكرية ودينية. وليس الخطأ ان
ينطلق الاسلاميون مثلا على اساس
انتمائهم العقيدي، بل المرفوض ان يطرح
ذلك بمنطق استئصالي او تعسفي،
وبمصادرة حق الآخرين في طرح ما لديهم.
ومن خلال تجارب الاسلاميين العديدة في
العقود الثلاثة الماضية، يجب الاعتراف
بان الاسلاميين لم يكونوا في وضع
يحسدون عليه، خصوصا مع وجود قوى تسعى
لمصادرة وجودهم كقوى سياسية ترغب في
تقديم البديل على اساس ديني. ان الفكر
الاستئصالي، ايا كانت هويته، هو الذي
يمثل مصدر الخطر على امن الشعوب
والانسانية. هذا الفكر ليس محصورا
بالمجموعات الاسلامية المتطرفة، بل ان
انظمة الحكم في العالم العربي هي
الاخرى استئصالية بطبيعتها. ولذلك ما
برحت السجون تستقبل زرافات المعارضين،
حتى في حقب الانفتاح النسبي. وما تزال
التقارير الدولية تصدر تباعا لتسليط
الاضواء على معاناة اصحاب الفكر
والسياسة الباحثين عن الخلاص لشعوبهم
وامتهم. وما يزال التعذيب ممارسة
روتينية حتى في سجون الدول التي تدعي
امتلاكها مشروعا انتخابيا ومجالس
نيابية. من هنا يجد من يخضع للضغوط
الخارجية او الداخلية ويوافق على
مسايرة انظمة الحكم في مشاريعها
السياسية يجد نفسه عاجزا عن الوفاء
لناخبيه بوعوده، ومضطرا لمجاملة
الحاكم ولو كان ذلك على حساب قيمه
ومبادئه. في عالم الصراع بين الايديولوجيا و 'المصلحة'
يدفع المؤدلجون ثمنا باهظا للاصرار
على مواقفهم وسياساتهم. ويمكن القول ان
الموقف ازاء 'اسرائيل' يعتبر واحدا من
اخطر القضايا التي تتحدى ذوي
الايديولوجية السياسية الملتزمة. ففي
الاجواء المفروضة على عالم العرب
والمسلمين، التي تدفع الحكام للهرولة
نحو التطبيع، تطرح المسألة
الايديولوجية نفسها على التيارات
والاحزاب الاسلامية واليسارية بشكل
ملح. فالانظمة التي تطرح مشاريع 'الاصلاح
السياسي' او 'الانفتاح' تؤازر تلك
الاطروحات بخطوات للتطبيع مع 'اسرائيل'.
وهنا يجد اصحاب الايديولوجيات
السياسية خصوصا من الاسلاميين انفسهم
في مواجهة مع قناعاتهم ومنطلقاتهم
الفكرية التي تقوم اساسا على رفض
الاحتلال وعدم الاعتراف بالكيان
الاسرائيلي. ولذلك وجد الذين حاولوا
التعايش مع الانظمة العربية القائمة
انفسهم في صراع بين واقع لا يقرونه،
واهداف لا يقرها الحاكمون. فاذا كان
الاخوان المسلمون في مصر، مثلا،
يبررون مشاركتهم بالسعي الحثيث
للاستفادة من التسهيلات والفرص التي
توفرها المشاركة البرلمانية، فلا بد
انهم اكتشفوا الآن ان اكثر من عشرين
عاما من المشاركة مع النظام لم تحقق
لهم الكثير، وان هناك قطاعات واسعة من
قواعدهم اصبحت تشعر بالاحباط والحرج.
ليست القضية في الايديولوجيا الداعية
للتحرر والتحرير، فهذه الايديولوجيا
هي التي تأسست عليها حركات التغيير في
العالم على مدى التاريخ. انما تتفاقم
المشكلة عندما تتم 'شخصنة' المصلحة.
فالشخص او الزعيم او القائد الذي يسعى
لاقناع الآخرين بالسير وراءه على اساس
قدرته على تحقيق 'المصلحة' ولو
بالمساومة على ما كان من عداد 'الثوابت'
يبدأ العد التنازلي الى الوراء. هذا لا
يعني التخلي الكامل عن منطق المصلحة
ومراعاتها، ولكن يعني ضرورة ابقاء
المبدأ والايديولوجيا والثوابت
العقيدية والانسانية فوق الاعتبارات
وعدم اخضاعها للمساومة بذريعة 'درء
المفسدة' و'تحقيق المصلحة'. والتجارب
القديمة والمعاصرة تثبت ان الذين
تمسكوا بالثوابت هم الذين حققوا
المصلحة لشعوبهم واممهم. فمثلا في حساب
الربح والخسارة لا يمكن، تأسيسا على
مقولة 'الواقعية السياسية' تبرير ما
قام به حزب الله في 2006 عندما اعتقل
جنديين اسرائيليين بهدف مبادلتهما
بالاسرى اللبنانيين والعرب، فذلك، وفق
منطق المصلحة، لا يحقق الهدف بل يؤدي
الى ضرر اكبر. وبالمقاييس المادية لا
يمكن مقارنة القوة التي يملكها حزب
صغير بما لدى كيان مدعوم من قبل
الولايات المتحدة الامريكية. مع ذلك
جاءت النتيجة على غير ما توقعه 'المصلحيون'
او 'الانتهازيون'. وكذلك الامر بالنسبة
لمنظمة 'حماس' التي خاضت حربا دفاعية
شرسة عندما تعرضت لعدوان اسرائيلي
كاسح العام الماضي. وأثبتت النتائج ان
ايديولوجيا المقاومة فرضت حقائق جديدة
اكدت ان الثبات على المبادىء والثوابت
والقيم يعبد طريق النصر وتحقيق
الاهداف. وفي حسابات الربح والخسارة،
والصراع بين الايديولوجيا والمصلحة،
والتمسك بمبدأ اداء الواجب في مقابل
منطق الذرائعية، يصعب حسم اي موقف، لان
لكل من الطرحين وزنهما الذي لا يمكن
تجاوزه. من هنا اصبح لزاما على
القيادات والكوادر اعادة النظر في
تاريخ الحركة الاسلامية المعاصرة بهدف
استكشاف مدى قدرتها على الالتزام
بثوابتها امام محن الاغراء والاستدراج
من قبل انظمة الحكم في بلدانها، ومدى
قدرتها على الحفاظ بالايديولوجيا في
زمن اصبحت قيم الاستهلاك والمادية
بدائل لقيم المباديء والقيم
والايديولوجيا، وأصبحت مقولة 'توفير
الخدمات' بديلا لاطروحة الاصلاح
السياسي، و'التعايش مع الواقع' أكثر
قبولا من 'السعي لاحداث التغيير'. ' كاتب وصحافي بحريني يقيم في
لندن ========================\ بول كروغمان الشرق الاوسط 10-11-2010 منذ ثماني سنوات، تحدث بن بيرنانكي، الذي
كان محافظا حينها في الاحتياطي
الفيدرالي (المصرف المركزي الأميركي)،
ولم يكن أصبح رئيسا له بعد، في مؤتمر
لتكريم ميلتون فريدمان. واختتم حديثه
بتناول ادعاء فريدمان الشهيرة بأن
الاحتياطي الفيدرالي كان مسؤولا عن
الكساد الكبير، لأنه أخفق في فعل ما
كان ضروريا لإنقاذ الاقتصاد. وقال بيرنانكي: «أنت محق، لقد فعلنا ذلك.
نحن آسفون جدا. ولكن شكرا لك، ولن نفعل
ذلك مجددا». والكلمات الأخيرة شهيرة، ولكننا في
الحقيقة نفعل ذلك مجددا. صحيح أن
الأمور ليست بنفس السوء مثلما كانت
خلال أسوأ فترات الكساد الكبير. ولكن
لا يمدنا ذلك بالكثير من الحقائق. وكما
حدث خلال عقد الثلاثينات من القرن
الماضي، فإن كل اقتراح لفعل شيء من أجل
تحسين الوضع يُقابل بعاصفة من
المعارضة والنقد. ونتيجة لذلك، عندما
تظهر السياسات الفعلية، تكون قد تعرضت
لتغييرات كثيرة بالدرجة التي تجعل من
المؤكد فشلها. وقد رأينا بالفعل هذا يحدث مع السياسة
النقدية، حيث تسبب الخوف من المعارضة
داخل الكونغرس في تقديم إدارة أوباما
لخطة غير كافية، قبل أن نرى هذه الخطة
تزداد ضعفا في مجلس الشيوخ، وفي
النهاية، كان في مقابل الارتفاع
البسيط في النفقات الفيدرالية تقليص
نفقات على مستوى الولايات والمستوى
المحلي، ولذلك لم تكن هناك خطة تحفيز
اقتصادي حقيقية. والآن، يحدث نفس الشيء للسياسة النقدية. ويسيطر الرأي الذي تبني سياسة توسعية
بشكل إضافي من قبل مجلس «الاحتياطي
الفيدرالي»، وقد وصلت البطالة إلى
مستوى مرتفع بشكل كارثي، بينما تماثل
بيانات التضخم الأميركي على مدار
السنوات القليلة الماضية بشكل مثالي
تقريبا المراحل المبكرة لانزلاق
اليابان بعنف نحو هوة الانكماش المدمر.
وما يدعو للأسف هو أن السياسة النقدية
التقليدية لم تعد متاحة، فمعدلات
الفائدة قصيرة الأجل التي يستهدفها
الاحتياطي الفيدرالي بشكل اعتيادي
تقترب حاليا بالفعل من نقطة الصفر.
لذا، يتحول الاحتياطي الفيدرالي من
سياسته التقليدية لشراء الديون قصيرة
الأجل فقط، وبات يشترى الآن الديون
طويلة الأجل، وهي سياسة يشار إليها
عموما بمصطلح «التخفيف الكمي» (لماذا؟
لا تسأل). وليس هناك شيء غريب بشأن هذه
الخطوة. وكما حاول بيرنانكي التوضيح
يوم السبت الماضي: «هذه مجرد سياسة
نقدية»، وأضاف: «سوف تعمل، أو لا تعمل،
بنفس الطريقة التي تعمل بها السياسة
المالية العادية والأكثر تقليدية أو
الشائعة». ولكن «تكتل الخوف»، وهو المصطلح الذي
أطلقه على الأشخاص الذين عارضوا كل جهد
بذل لحل أزمتنا الاقتصادية، استمر في
التوحش. وفي هذه المرة، يأتي قدر كبير من الجلبة
من حكومات أجنبية، التي يشتكي عدد كبير
منها بشكل صاخب من أن الإجراءات التي
اتخذها الاحتياطي الفيدرالي قد أضعفت
الدولار، وكل ما يمكن أن أقوله عن هذا
الاتجاه من النقد هو أن النفاق أصبح
سميكا جدا، لدرجة أنه بات بمقدورك أن
تقطعه بسكين. وعلى كل، أمامكم الصين،
التي تقوم بالتلاعب بالعملة على نطاق
غير مسبوق في تاريخ العالم، وتضر بقية
العالم بفعل ذلك، وتهاجمون الولايات
المتحدة لمحاولتها ترتيب أوضاعها
الخاصة. وأمامكم ألمانيا، التي حافظت
على نموها الاقتصادي بفضل الفائض
التجاري الضخم، التي تنتقد أميركا
بسبب العجز التجاري المتنامي لديها،
وبعد ذلك تنتقد السياسة التي يمكن أن
تفعل شيئا بالفعل لتقليل هذا العجز عبر
إضعاف الدولار. ولكن، كمسألة عملية، لا يهم هذا النقد
الخارجي كثيرا. والضرر الحقيقي يحدث
بفعل أميركيين ما لبثوا يحذرون خلال كل
خطوة من مسيرتنا نحو الانكماش، على
النمط الياباني، من تضخم تتعذر
السيطرة عليه، يلوح في الأفق. وهم
يفعلون ذلك مجددا، وربما يكونون قد
نجحوا بالفعل في إضعاف السياسة
الجديدة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
ومصدر القلق الكبير بشأن «التخفيف
الكمي» لا يتمثل في أنه سوف يتسبب في
حدوث نتائج كثيرة، ولكنه سوف يحقق
القليل جدا من النتائج. وتشير تقديرات
معقولة إلى أن سياسة مجلس الاحتياطي
الفيدرالي الجديدة من المستبعد أن
تقلل من معدلات الفائدة بشكل كاف يساعد
على تقليل البطالة بنسبة متواضعة،
والطريقة الوحيدة التي قد تجعل المجلس
الاحتياطي الفيدرالي يحقق إنجازات
أكبر تتمثل في تغيير التوقعات، وخصوصا
عبر دفع الناس إلى الاعتقاد بأنه ستكون
لدينا معدلات تضخم غير عادية نوعا ما
على مدار السنوات القليلة المقبلة،
وهو ما يقلل من الحافز للإبقاء على
الأموال. وفكرة أن التضخم الأعلى قد يقدم مساعدة
ليست غريبة؛ فقد أثارها الكثير من
الاقتصاديين وبعض رؤساء المجالس
الفيدرالية الإقليمية وصندوق النقد
الدولي. ولكن في نفس التصريحات التي
دافع خلالها عن سياسته الجديدة، تعهد
بيرنانكي بعدم تغيير السعر المستهدف
لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، عندما قال:
«لقد رفضت أي فكرة تقول إننا سوف نحاول
رفع التضخم إلى مستوى أعلى من المعتاد،
من أجل ترك آثار على الاقتصاد». وهنا يكمن أفضل أمل في أن خطة مجلس
الاحتياطي الفيدرالي يمكن أن تحقق
أهدافها بالفعل. فكر فيها بهذه الطريقة:
بيرنانكي يحصل على العلاج من أوباما،
ويتخذ ردة فعل أوباما. وهو يواجه
معارضة شديدة ومخيفة لجهوده من أجل
إنقاذ الاقتصاد. وفي سعي لإخراس
الانتقادات، قلص بيرنانكي خططه بطريقة
تضمن أن أصحاب هذه الانتقادات سوف
يفشلون. وسوف يدفع الثمن نحو 15 مليون أميركي
يعانون من البطالة، نصفهم بلا عمل منذ
21 أسبوعا أو أكثر، في ظل استمرار
الركود. ========================\ عادل الطريفي الشرق الاوسط 10-11-2010 نهاية الثمانينات أصدر كاتب عراقي - باسم
مستعار - كتاب «جمهورية الخوف»، الذي
يتناول حكم نظام البعث في العراق.
الكاتب أخفى اسمه الحقيقي، خوفا من
مخابرات نظام صدام حسين، الذي كان للتو
خارجا من حرب الثماني سنوات مع إيران
معتزا بانتصار متوهم. وبعد شهور من
صدور الكتاب، غزا صدام حسين الكويت،
وتعرض نظامه الراديكالي لضربة على يد
القوات الدولية، ولكن عوضا عن إقصاء
الزعيم الديكتاتوري بالقوة توقفت
الجهود الدولية عند قبول الانسحاب
وفرض عقوبات دولية. أعاد كنعان مكية إصدار كتابه المهم، ولكن
هذه المرة باسمه الحقيقي في 1998، حينما
كانت الإدارتان الأميركية
والبريطانية تدرسان فكرة الرد العسكري
على تجاوزات نظام صدام حسين. لم تحدث
الحرب، ولكن بعد خمسة أعوام قررت إدارة
الرئيس بوش الابن إكمال المهمة، وغزو
العراق لإسقاط صدام حسين. بيد أن الغزو
تحول مع الوقت إلى واحدة من أكثر
المراحل دموية في تاريخ العراق، إذ
اندلعت حرب طائفية، عرقية،
واستخباراتية غير مسبوقة في بلد كان
يحكم بقبضة حديدية طوال أربعة عقود
ونيف. خلال السنوات الماضية انطلقت
مجموعات القتل، والاغتيال، والتفجير
في كل مكان، بحيث أصبح العراق جمهورية
خوف، ربما فاقت نظام صدام حسين. في
الثمانينات، كان النظام يحكم باختفاء
أي فرد معارض، وتختفي معه عائلته وحيه
في حال فر من قبضة الأمن. اليوم، يختفي
المدنيون الأبرياء بلا مبررات، أو
يموتون في تفجيرات جماعية ليس لها نظير
في التاريخ. صحيح، أن العمليات
الانتحارية تحدث في بلدان غربية
وعربية وإسلامية، ولكن ما يحدث في
العراق شيء جنوني لا يتوقف. الأسبوع الماضي أقدمت مجموعة إرهابية على
مذبحة بحق المسيحيين العراقيين، وقبل
أن تجف دماء أولئك الأبرياء انفجرت
القنابل بين مدنيين في أحياء من
الغالبية الشيعية. الأخبار محزنة
ومرهقة، وإذا ما نظرت إلى عدد من دول
المنطقة لوجدت أن حجم تمدد الجماعات
الإرهابية في كل بلد عربي وإسلامي
يتجاوز الخيال إلى الحد الذي تستغرب
معه تصريحات أي مسؤول عربي يشكك في دور
التطرف الديني الإسلامي، أو ينسب ما
يحدث لمحاولات خارجية، كما حدث في
اليمن مؤخرا. في الستينات وحتى نهاية الثمانينات، كان
المثقفون والكتاب العرب والغربيون
يعتقدون أن مشكلة المنطقة مع الإرهاب
والعنف هي بسبب من قياداتها وبعض
أنظمتها الحاكمة، وأنها - أي الأنظمة
العربية - لو كانت عادلة، وسلمية،
وتحكم عبر القنوات الديمقراطية لما
تحولت إلى جمهوريات خوف وقمع. هذه
القراءة صحيحة – نسبيا - ولكنها ناقصة،
لأن النموذج العراقي أثبت أن المشكلة
لم تكن غياب الديمقراطية بقدر ما هو
مرض حقيقي داخل تلك المجتمعات يسمح
بتحولها إلى العنف المدمر. هناك أزمة
هوية، ودين، وقيم متأصلة في تلك
المجتمعات، وبغير مواجهة تلك الأزمات
لا يمكن الخروج من هذه الدائرة المغلقة
من العنف الجنوني. الساسة في منطقتنا
لا يريدون مواجهة هذه الحقيقة، إما
لأنهم لا يريدون دفع التكلفة الخطرة
للإقرار بها وتصحيحها، أو لأنهم أيضا
غير قادرين على استيعابها، لأن وعيهم
بالعالم نتاج وعي مجتمعاتهم. من يستطيع
أن يواجه مجتمعه ليقول لهم إن الهوية
التي يحملونها غير متسقة مع العالم
الحديث، أو أن يعترف لهم بأن مفهومهم
للدين وطريقة ممارستهم له تفضي
بالضرورة إلى التطرف والعنف، أو أن
قيمهم التي يفتخرون بها هي في حقيقتها
تقف حاجزا ضد تقبلهم لقيم معاصرة
أساسية، مثل المبادئ العالمية لحقوق
الإنسان؟ لطالما جادل مثقفو اليسار بأن نظاما مثل
الجمهورية الإسلامية يفوق الأنظمة
العربية المجاورة بسبب قيام
الانتخابات الدورية فيه، ووجود مؤسسات
شعبية تمثيلية، ولكن الواقع يكشف أن
إيران لا تختلف عن غيرها من الأنظمة،
حتى النظام العراقي السابق. في مقالة له بعنوان «إيران: جمهورية الخوف»،
يقول الباحث الإيراني مهدي خلاجي - «الغارديان»،
21 يناير (كانون الثاني) 2010 - «يحكم نظام
الملالي في إيران بالاستعانة بصيغة
بسيطة: الفوز للأقدر على إثارة أعظم
قدر من الخوف. إن (تحقيق النصر ببث
الخوف) عبارة مجازية كثيرا ما نسمعها
في الكثير من خطب المرشد الأعلى آية
الله علي خامنئي. والواقع أن هذه
العبارة تشكل دليلا موثوقا به للتعرف
على فلسفته السياسية». خلاجي محق، فبعض
أنظمة المنطقة تحكم وفق معادلة الخوف،
ولعلنا نضيف أن التنظيمات والجماعات
المتطرفة باتت تتبع سياسة مقاربة،
ولكن أكثر إجراما، وهو إثارة الخوف
كهدف أساسي. الأنظمة القمعية تستخدم
الخوف كسلاح لضبط أمن النظام، ولكن
الجماعات المتطرفة إسلاميا تستخدم
الإرهاب لتثبت وجودها وكطريقة خلاص
لأرواح أتباعها المرضى. بيد أن ما هو مهم الإقرار به، هو أن الأزمة
ليست أزمة أنظمة حكم فقط، بل هي أزمة
مجتمعات في الأساس. في تحليله المميز
للثورة الإيرانية، يشير سعيد آرجومند
إلى أن الثورة الإيرانية لم تكن ثورة
أفكار - على الطريقة الفرنسية أو
الأميركية - بل كانت احتجاجا شعبيا
لأسباب مختلفة ومتناقضة، وأنه كان
بالإمكان إخمادها لولا مرض وضعف
الشاه، بل ورفضه مواجهتها بالقوة.
آرجومند يؤكد أن سقوط الشاه قاد إلى
وصول القوى الثورية للحكم، وحل مؤسسات
الجيش ومؤسسات الدولة، وبعد صراع بين
تلك الفئات التي قادت المظاهرات
والعنف انتصر الملالي بالقوة وعبر
سياسة التخويف الديني والدنيوي. الشعب
- كما يقول آرجومند - كان في حالة ارتباك
وتشتت، لم يكن يعرف ماذا يريد (العمامة
مقابل التاج - 1988). حالة التشتت والضياع هذه رصدها كنعان
مكية في تعليقه على الوضع العراقي
الراهن، خلال لقائه مع «الشرق الأوسط»
- 18 مارس (آذار) - «نحن لم نحل هذه
المشكلة، وأنا لا أتحدث عن جيلنا أو
جيلكم أو جيل والدي، بل عن الجيل
الحالي الذي يتحرك على الساحة
العراقية وعن الشريحة السياسية
بكاملها التي ظهرت بعد 2003، وتعتبر طبقة
جديدة في أرض السياسة العراقية، حيث
أزيحت طبقة وجاءت طبقة جديدة، وجوه
وأسماء شخصيات جديدة، هناك استثناءات،
القاسم المشترك بينها هو أنهم لا
يعرفون ماذا يريدون، غير واثقين من
أنفسهم». مجتمعات المنطقة تعيش الحالة ذاتها، فهي
لا تدري ماذا تريد.. وتغشاها حالة من
التشتت والضياع، ومن الطبيعي أن صراع
الهوية، والدين، والقيم يقود في
النهاية إلى الاصطدام الحاد. هناك
أنظمة خوف، ومجتمعات خوف، وأفراد
خائفون ومخيفون. حتى التاريخ والتراث
الذي يتم الالتجاء إليه قائم على الخوف
والتخويف. وبعد كل هذا يتساءل البعض: من
أين يأتي هؤلاء بكل هذا القدر من الخوف
المدمر؟! ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |