ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 15/11/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

J

 

مذكرات بوش.. إرث في خانة الدفاع

دويل ماكمانوس (محلل سياسي أميركي)

 «إم. سي. تي. إنترناشونال»

الرأي الاردنية

14-11-2010

هل لك أن تتعاطف ولو للحظة واحدة مع الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن؟ فقد أمضى بوش الجزء الأعظم من حياته يفعل ما يشاء، ودون أن يأبه لما يقوله الناس عنه. ومثلما هو دأب جميع الرؤساء الأميركيين السابقين، غادر بوش مكتبه البيضاوي في «واشنطن دي سي» إلى طاولة الكتابة مباشرة، ليخرج علينا بمذكراته الرئاسية التي نشرت للتو، والتي زعم فيها أنها سوف تسهم في تصحيح سجل أدائه الرئاسي.

مذكرات بوش هذه لا صلة لها بالحوار السياسي الدائر حول قضايا اليوم. ومثلما أوضح في اللقاء التلفزيوني الذي أجري معه عقب نشر الكتاب، فقد تسلط اهتمامه في هذه المذكرات على الكيفية التي سوف يحكم بها التاريخ على القرارات الرئاسية التي اتخذها خلال ولايتي رئاسته لأميركا.

كما أبدى بوش حرصاً واضحاً -سواء كان في محتوى الكتاب، أم عبر اللقاء التلفزيوني المذكور- على عدم توجيه أي انتقادات مباشرة لخلفه الحالي أوباما، على الرغم من فوز الأخير بحملة السباق الرئاسي لعام 2008 على أساس انتقاداته اللاذعة التي وجهها إلى سجل بوش الرئاسي من قمته إلى قاعدته.

ويبدو أن بوش قد اتسم بقدر كبير من سعة الصدر إزاء الانتقادات التي يوجهها إليه «اليسار» الأميركي، طالما كانت تلك الانتقادات صادقة ونزيهة كما يقول.

 بل أبدى بوش إعجاباً -في كتابه الأخير- بذكاء وانضباط الحملة الانتخابية الرئاسية التي قادها أوباما، إلى جانب إشادته باستخدام تلك الحملة للتكنولوجيا المتقدمة في إدارة أنشطتها وبرامجها وحملات تمويلها.

ومع ذلك، فما أصعب أن توجه الانتقادات والسهام إلى أهم المبادئ التي آمن بها بوش وشكلت الجزء الأعظم من سياسات إدارته من قبل أفراد في معسكره «الجمهوري» بالذات، إضافة إلى الهجمات الشرسة التي تعرض لها من قبل خصومه الليبراليين و»اليساريين».

ففي العامين 2006 و2008 حقق «الديمقراطيون» فوزهم الانتخابي تأسيساً على النفي القاطع للناخبين بأنهم ليسوا جورج بوش، وهي رسالة تبرؤ واضح من جانبهم من كل ما له علاقة بسياسات إدارة بوش وممارساتها العملية. وفي انتخابات الكونجرس النصفية التي جرت مؤخراً في شهر نوفمبر الحالي، فاز «الجمهوريون» تأسيساً على إرسال رسالة مناقضة للناخبين: نحن لسنا أوباما آخر، ولكننا لسنا بوش أيضاً! والذي يهمنا في هذه الرسالة هو جزؤها الأخير الذي يعبر عن تبرؤ واضح من قبل «الجمهوريين» و»المحافظين» من الإرث الرئاسي الذي خلفه لهم بوش. ذلك ما أكده جون إي بوينر عضو الكونجرس الجمهوري -المتوقع له أن يتولى رئاسة مجلس النواب- بقوله في وقت مبكر من العام الحالي: «لقد تعلم الجمهوريون دروس تجربتهم السياسية. فقد أسرفنا كثيراً في الإنفاق الحكومي خلال الإدارة السابقة، بينما اتسع كثيراً دور الحكومة وازداد تدخلها في إدارة الاقتصاد القومي، في ذات الوقت الذي أخفق فيه الطاقم الإداري الحكومي في الالتزام بأهم المبادئ التي تؤمن بها الحركة الأميركية المحافظة».

أما على صعيد قادة حركة حفل «الشاي»، فقد جاءت الانتقادات صريحة ومباشرة لإرث جورج بوش السياسي، من قبل قادة ناشطين من أمثال السيناتور «جم دو مينت»، الذي قال: «إن من أهم ما أسفر عنه الإرث السياسي لبوش، هو تدمير حزبنا المحافظ».

 يضاف إلى ذلك القول إن معظم القادة «الجمهوريين»، الذين خلفهم بوش وراءه شجبوا سياسات إدارته، وإن كان هذا الشجب لم يوجه إلى إدارة بوش صراحةً.

 فقد حمّل هؤلاء الإدارة السابقة مسؤولية تفاقم معدلات عجز الميزانية الفيدرالية، وكذلك مسؤولية توسيع دور الحكومة الفيدرالية في إدارة الاقتصاد القومي، إضافة إلى مسؤولية الإدارة السابقة عن استغلال أرصدة الميزانية الفيدرالية في إنقاذ اكبر البنوك والمؤسسات المالية المتسببة في الأزمة الاقتصادية الأخيرة. وشجب هؤلاء القادة «المحافظون» في حركة حفل «الشاي» وخارجها، مشروع إصلاح قانون الهجرة الذي تبنته إدارة بوش، لما نص عليه من بنود تمنح الجنسية الأميركية للكثير من المهاجرين غير الشرعيين، في خطوة منها لتصحيح أوضاعهم وإصدار عفو عام عنهم.

وفيما يتعلق بمساعي بوش بشأن تعزيز علاقات بلاده بالعالم الإسلامي، فقد تعرضت هذه المساعي والجهود لانتقادات حادة وعنيفة من قبل الكثيرين داخل حزبه «الجمهوري»، من بينهم رئيس مجلس النواب السابق نويت جنجريتش، الذي دعا إلى شن حرب ثقافية عالمية ضد المتطرفين بدلاً من السعي إلى تحسين العلاقات بين واشنطن والعالم الإسلامي.

 وهناك قلة «يمينية» محافظة مضت أكثر في انتقاداتها لسياسات الإدارة السابقة، بما فيها قرارات بوش بشأن غزوه لكل من العراق وأفغانستان.

يذكر أن معظم «الجمهوريين» و»المحافظين» لم يظهروا حماساً يذكر لطموحات بوش ولا حملته الرامية إلى نشر الديمقراطية وقيم الحرية في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، على رغم أن بوش كان يأمل في أن يكون ذلك الإنجاز -الذي لم يتحقق مطلقاً- أهم إرث لرئاسته.

وربما لم تؤيد غالبية «الجمهوريين» من سياسات إدارة بوش السابقة سوى تبنيها لسياسات الخفض الضريبي التي يتوقع لها أن تنتهي مدة سريانها بنهاية العام الحالي. أما ما يتعلق بالوصفات العلاجية لنظام «مديكير» الخاص بالرعاية الصحية للمسنين، فقد شجبها «الجمهوريون» بسبب ارتفاع تكلفة فواتيرها، لكنهم تعهدوا في الوقت ذاته بتأييدها نظراً لشعبيتها الواسعة. وكان ذلك موقفاً تكتيكياً ذكياً مكنهم من حصد نسبة 58 في المئة من أصوات الناخبين الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فما فوق في انتخابات الكونجرس النصفية التي جرت للتو.

وعلى أية حال، فليس أمراً مفاجئاً أن يسعى بوش إلى دفع سهام منتقديه وصدها عنه، يميناً ويساراً. غير أن مذكراته الرئاسية التي نشرها للتو، لم تزد تلك السهام إلا حدة وتساقطاً عليه من معسكره «الجمهوري»، ومن معسكر خصومه الليبراليين على حد سواء.

=================

أميركا الدولة الأخطر على حقوق الإنسان.. (2/4)

د. عمر الحضرمي

الرأي الاردنية

14-11-2010

لا توجد دولة في الدنيا أكثر صخباً من الولايات المتحدة الاميركية عندما يتعلق الأمر بالحديث عن الإنسان. وهي الدولة الأكثر استخداماً كاذباً لورقة حقوق الإنسان في سياستها الخارجيّة، مع أنها في الواقع هي الدولة الأخطر، على مرّ التاريخ، التي انتهكت هذه الحقوق. وما هذه الضجّة التي تفتعلها إلا تغطية لنزعة التوسع والسيطرة التي تملكت وجدان الإمبراطورية الأمريكية منذ نشوئها على جثث سكان القارة الأصليين من الهنود الحمر الذين تسابق المقاتلون الانجلو ساكسون على من يقتل عدداً أكبر منهم، بينما كان رفاق هؤلاء الساكسون يختطفون آلاف الرجال الأفارقة من بيوتهم ومن بين أطفالهم ليربطوهم كالحيوانات بالسلاسل، ويضعونهم في الأقفاص وينزلونهم على شواطئ أمريكا ليستعبدوهم ويسخرونهم لبناء بلدهم. وهكذا فإن الإمبراطورية الأمريكية قد ارتوت من دماء الهنود الحمر وعرق الأفارقة.

 

لقد تسمّرت التجربة الأمريكية على حدود نفي الآخر، واضطهاد الناس حتى لو كانوا أمريكيين. فقراءة سريعة لخارطة التوزيع الديني المذهبي في الولايات المتحدة تقودنا إلى إدراك أن البروتستانت هم القوّة الأكبر والأكثر عدداً والمهيمنون على قطاعات السياسة والحكم والاقتصاد، معتمدين في ذلك أفكار جون كالفن الذي تجاوز التمرد على الكنيسة الكاثوليكية البابويّة فوضع أسساً عنصرية دينية يرى من خلالها أن العِرق الأبيض هو أسمى العروق في العالم، وأن البروتستانت هي أسمى المذاهب المسيحية. وزاد على ذلك بأن فسّر الاسترقاق بأنه قدر الهي، وما على العبيد والمسترَقين إلا القبول بهذا القدر.

 

تبنت النخب السياسية الأمريكية الطرح الكالفيني وراحت تبني شخصيتها عرقيّاً، خاصة في تعاملها مع الهنود الحمر. بحيث أصبحت هذه الأفكار جزءاً من نسيجها العقلي والنفسي والثقافي والوجداني والاجتماعي والسياسي، الأمر الذي قاد إلى نشوء فكرة الاستعمار الجشع الذي يسميه بعض الغربيين بالاستعمار القذر؛ والذي يقوم على سرقة الأرض وطرد سكانها أو تهميشهم أو قهرهم حتى يصبحوا أتباعاً لا يطالبون بأي من حقوقهم الإنسانية. وان وجد هذا الاستعمار أية حالة رفض فإنه مستعد لقمعها بالقوّة. وهذا ما تفعله أمريكا وإسرائيل.

 

وهكذا فقد قام الفكر الأمريكي على مجموعة من القواعد التي اعتبرت ثوابت تنطلق منها كل الممارسات، وبناء عليها يغدو أي تصرف أمريكي هو حق مبرر يجب عدم الاعتراض عليه لأنه في أحد ثوابته قائم على عقيدة الاختيار الإلهي وما يرافقها من ثوابت التفوق العرقي والثقافي والدور الخلاصي للعالم وقدرية التوسع اللانهائي وحق التضحية بالآخر. وفي هذه كلها تلتقي العقيدة الأمريكية بالفكر الصهيوني.

 

أقام الكيان الأمريكي ذاته على دم مسفوح وعَرَق مستباح، لذا جاء مشوّهاً جانحاً نحو استخدام العنف، ومن الطريف أن كل هذا قد قام تحت شعار «الديمقراطية وحقوق الإنسان».

وفي ذات المسيرة سنقف لاحقاً عند بعض الانتهاكات الأمريكية الرسميّة لحقوق الإنسان على أرضها وفي دول العالم.

=================

أين حلول التسوية ما بين الفلسطينيين واسرائيل ؟!

عرفات حجازي

الدستور

14-11-2010

اعلن الرئيس الامريكي أوباما بأنه سيسعى لاقامة تسوية دائمة للسلام ما بين الفلسطينيين والاسرائيليين من اجل اقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية ..

وقالت صحيفة يديعوت احرونوت ان رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو سيبدأ اجتماعاته قريبا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس من اجل بلورة اتفاق تسوية دائمة بين الفلسطينيين والاسرائيليين على غرار ما جرى في اتفاقية اوسلو التي استمرت احتفالات توقيع اتفاقياتها عدة سنوات ولم تنته حتى الان ولم تصل الى نتيجة لأن الفريقين في النهاية تخليا عنها بعد أن ثبت انها كانت مجرد مضيعة للوقت ومن اجل خلق امر واقع اسرائيلي جرى تتويجه باقامة مئات المستوطنات وجرى الغاء كل محاولات السلام عندما تمكنوا من بناء الجدار العازل الذي التهم 42أكثر من بالمئة من أراضي الضفة الغربية ولم يترك فيها مجالا لإقامة موطئ قدم آمن للفلسطينيين ...

 

سيناريو السلام

ولكن ما يلفت النظر الى هذه القرارات وخاصة قرارات الرئيس الامريكي انه وقع مع اسرائيل اتفاقا رسميا قدم فيه بموجب هذا الاتفاق للدولة العبرية مليارات الدولارات لمساعدتها في الحفاظ على تفوقها العسكري في المنطقة العربية ..

وهنا لا بد ان نتوقف امام عدة مراحل تنتظر بلورة سيناريو السلام المقترح لمعرفة كيف يمكن ان يقوم سلام في الشرق الاوسط يضم مائتي مليون عربي وخمسة ملايين اسرائيلي ويجري فيه علنا وعلى رؤوس الاشهاد تخصيص مليارات الدولارات للدولة العبرية حتى يطمئن اوباما من تفوقها على جميع الدول العربية التي فرض على بعض دولها شراء اسلحة امريكية لا تلزمها بمبلغ ثلاثين بليار دولار وكأنه اراد بكل"جرأة"ان يشعر كل انسان عربي بأن نظرته للعرب ما زالت نظرة استخفاف واهانة لأن الرئيس الامريكي الذي ستغرب شمسه عن الوجود قريبا اراد ان يؤكد للدنيا حرصه على تأمين القوة المذهلة الفائقة لليهود على حساب الكرامة والحقوق لكل مواطن عربي ارادته امريكا ان يكون حاميا وعميلا لدولة الاغتصاب التي ما عادت تستطيع ان تحارب لحماية وجودها بعد هزيمتها امام حزب الله الذي حطم خلال حربه معها كل السلاح والعتاد الامريكي الذي زودت به امريكا اسرائيل ولكن على حساب الانسان العربي المسكين ..

 

تدمير العراق وايران.....

اما المرحلة الثانية التي لا بد من التوقف عندها وهي كيف ستنجح اسرائيل و حليفتها امريكا باقامة سلام لدول الشرق الاوسط وهي في معظمها دول عربية واسلامية بعد ان دمرت كل تلك الدول عندما اشيع العداء والخلاف بين سكانها واهلها ، تنفيذا لمخطط الذي اعلنته عندما شنت حربها"النجسة"على العراق وقيل ان الهدف : إعادة تشكيل دول المنطقة .. وفعلا عندما تم تفجير الخلافات الطائفية والعنصرية وشهدنا لأول مرة في تاريخنا هذا الانقسام والاقتتال ما بين الشيعي و السني و الكردي والمسيحي وقبل حرب بوش لم يسبق ان تكررت او شهدنا مثيلا لها بينما يأتي اوباما اليوم ليعلن انه يسعى لان تصبح اسرائيل اقوى قوة في المنطقة وكأنه كان قد خطط مع بوش لمأساة العراق التي تسبب فيها بقتل مليون انسان بريء ، و الان محاولة تدمير ايران احد اكبر البلدان الاسلامية من اجل خلق شرق اوسط فاسد تستطيع اسرائيل ان تتحكم بأهله الذين تفرقوا شيعا واحزابا ..

 

اما المرحلة الثالثة وهي الاهم وهي بيت القصيد في مشروع الدولة الفلسطينية التي سيبقى الحديث عنها اوهى من الحديث عن"خيوط العنكبوت"فإن السؤال سيبقى هو السؤال المهم وهو : كيف يمكن اقامة دولة فلسطينية بعد ان قامت الولايات المتحدة باثارة الفتن بين الشعوب العربية التي لها علاقة بفلسطين ؟وجعلتهم شيعا واحزابا لا يمكن ان يتفقوا على اقامة دولة فلسطينية معينة بعد ان حطموا كل الروابط التي تجمعها ؟؟.. بل وانعكس ذلك على جموع الشعب الفلسطيني الذي اصبح العداء بين طوائفه ومرجعياته اكثر من العداء مع اليهود الذين هم سبب كل ما حل بالشرق من مآسي وكوارث ومجازر وانقسامات وكل ذلك جرى بسبب الفتنة التي اشعلها بوش وزبانيته ومن بعده يأتي اوباما بين الفلسطينيين انفسهم عندما كان يؤلب باستمرار فريقا على فريق ،،

 

الفلسطينييون هم الضحية ؟،

فهل للرئيس الامريكي او لكل زبانيته ان يدلنا كيف سيقيم دولة فلسطينية والشعب الفلسطيني مدرجة دماؤه وموزعة حساباته ومشتتة خلافاته ما بين حماس وفتح ؟.. بل وما بين كل فيصل وفيصل بسبب الفتنة التي احكمتها اسرائيل بين كل الفرقاء حتى اذا جاء مثل هذا اليوم"الاكذوبة"الذي يزعمون انهم يريدون فيه خيرا للفلسطنيين تعود حرب الاخوة الاعداء التي لم يشهدها تاريخ الشعب المناضل المجاهد...

ان الشعب الفلسطيني ليس بحاجة الى لقاء نتياهو ومحمود عباس .. انه بأمس الحاجة الى لقاء الدم الفلسطيني بالدم الذي يعتبر الفتنة بين الفلسطينيين اشد من الكفر بدلا من ان تسود كل مخازي التاريخ وعذابات الخيانات ..

 

ان هذه الخلافات ما بين محمود عباس وكافة الفصائل الفلسطينية الاخرى التي تبدو وكأنها اكبر من خلافات كل المتقاتلين على حكم الخليفة ستبدو انها اكذوبة عندما يلتقيان وتعود العلاقة كما كانت بين الحماسيين والفتحاويين عندما هبط عليهم الرحمن ذات يوم واعطوا فلسطين والفلسطينيين حقوقهم وتركوا التزلف والنفاق للاعداء ..

الشعب الفلسطيني ضحية خلاف رجل او اثنين او عشرة ولكنهم جميعا باستثناء العملاء كلهم يد واحدة وقبضة واحدة وايمانهم بالله انهم يعيشون لمصير واحد ولا يطلبون الغفران الا من رب واحد،،

يا ايتها الرموز في زمن زالت فيه الرموز يكفي ان تعودوا للايمان بأن الشعب هو الابقى واسألكم اين تلك الرموز و"الرمزات"الذين ظنوا انهم يحكمون ويتحكمون بمصير امة .. واكتشف العالم انهم لا يساوون في النتيجة شروى نقير ،،

 

ووالله لن يبقى لفلسطين وللفلسطنيين الا الذي يعيش من اجل فلسطين والفلسطنيين وليس للذين يعيشون من اجل ان تتسلم اسرائيل مليارات الدولارات لتحكم العالم .. وهي لن تحكمه بإذن الله بكل البلايين اذا عاد الفلسطيني كما كان الاولون عندما كان قلب الفلسطيني على قلب اخيه وسيفه وسيف اخيه في عنق وكبد المحتلين اعداء الله واعداء الدين ووالله ان دولة نقية سخية تعطي لاصحابها الكرامة والشرف لن تكون اعطيه بدل التنازل عن حقوق الوطن والمواطنين .. ان التاريخ علمنا ان الدولة تؤخذ ولا تعطي حصوصا في مثل هذا العصر الذي اصبحت فيه العطايا هي بدل التنازل عن الشرف والعطف والدين ،،

=================

أخطاء باراك أوباما السبعة

المستقبل - الاحد 14 تشرين الثاني 2010

العدد 3831 - نوافذ - صفحة 9

بعد الهزيمة التي مُني بها الرئيس الأميركي في الانتخابات النصفية لمجلس الشيوخ والممثلين، رصدت مجلة "لوبوان" الفرنسية (5 تشرين الثاني 2010) ما اعتبرته أخطاءه السبعة:

- الخطيئة رقم واحد: لا يعرف أوباما كيف يسوّق إصلاحاته. لا هو ولا إدراته استطاعاأان يشرحا المكتسبات الهائلة لمشروع الإصلاح الصحي، ولا السبب الذي يقف خلف خطة استنهاض الاقتصاد الضرورية لتفادي انهيار البلاد. وأسوأ ما في الأمر أن أوباما يبدو كأنه يخجل من قيامه بهذه الإصلاحات. ففي الخطابات التي رافقت حملته الانتخابية لم يمنح مشروع الإصلاح الصحي أكثر من 25 ثانية. وبدل أن يتباه بإنجازاته التشريعية، يقف دائماً في وضعية الدفاع عن النفس أمام الهجمات المنظمة جداً التي يخوضها الجمهوريون ضده.

- الخطيئة رقم 2: لم يعد أوباما قادراً على دفع الناس الى الحلم. هو الذي كان يشعل الجماهير أثناء حملته الانتخابية فقدَ قدرته على الايحاء. انتهى موضوع الأمل والتغيير الذي لم يتوقف عن رفعه شعاراً منذ العام 2008. ولكنه لم يتمكّن من ايجاد رسالة جديدة تصلح لحملة تعبوية، واكتفى بمهاجمة الجمهوريين. وفي حوار مع صحيفة "نيويورك تاميز" اعترف بأنه بالغ في تقديم نفسه بصفته: "هو ذاته الديموقراطي اليساري القديم الذي يرفع الضرائب وميزانيات الدولة". ومنذ أن كشف عن هذا الوجه، خيب آمال أنصاره ومؤيديه.

- الخطيئة رقم 3: حتى وإن حقّق الكثير من وعوده، فإن الناخبين لم يلمسوا تغيرات كبيرة. فواشنطن ما زالت تعمل بطريقة سيئة، والمصارف عادت لتعلن عن عطاءاتها الباهظة، فيما المصالحة بين اليمن واليسار لم تحصل، وبقي معدل البطالة على حاله وال700 مليار دولار المخصصة للنهوض الاقتصادي لم تُستخدم، كما في عهد روزفلت لتشييد المشاريع الكبرى الواضحة للعيان، مثل المحطات النووية والطرق السريعة.

- الخطيئة رقم 4: بالغ أوباما في البحث عن التوافق. والإجماع واحد من موضوعات حملته الانتخابية أيضاً. كان يريد جمع اليمين باليسار ولعب دور القائد الجامع بين التيارات. ربما بالكثير من السذاجة، دأب خلال أشهر على ملاطفة الجمهوريين، متمنياً في كل مرة أن يتعاونوا معه؛ وذلك قبل أن يدرك بأن ليس لهم سوى استراتيجية واحدة، وهي العرقلة المنهجية. وهذه خطيئة كلفته وقتاً ثميناً وجزءاً لا بأس به من رأسماله السياسي.

- الخطيئة رقم 5: أوباما أهمل حاجات الناخبين الملحة. الأميركيون كانوا مهجوسين بالبطالة والنمو، فيما هو يقترح الإصلاحات الكبرى ذات المدى البعيد التي تحتاج الى التصديق قبل الانتخابات النصفية. وبذلك أعطى الانطباع بأنه مشتّت ولا يأخذ همومهم بالاعتبار.

- الخطيئة رقم 6: بدا كأنه رئيس بلا قبضة. يبحث دائماً عن الإجماع السياسي ويترك الكونغرس يتمرّغ بمشاريع الإصلاحات؛ وهذه الأخيرة بدورها جرْجرت كثيراً. مشروع الإصلاح الصحي احتاج 14 شهراً ليصوَّت عليه: فكان عرضاً للأميركيين لمشهد لا يُفتخر به عن مناورات برلمانية، أوحت بسهولة تلاعب الكونغرس بالرئيس.

- الخطيئة رقم 7: هل هو بالغ الطموح أم بالغ الخجل؟ يقول الجمهوريون إن "عيونه كانت أكبر من بطنه"، وبأنه كان يجدر به التخلّي عن الإصلاحات وتكريس جهده للاقتصاد. أما اليساريون فيجيبون أنه لم يستعمل المنظار المكبّر: لم يعمل من أجل التأمين الصحي الشامل، لم يكن قاسياً بما يكفي مع المصارف، لم يدفع بما فيه الكفاية بحقوق المثليين.

=================

أميركا في مواجهة اقتصاد مزدوج

بقلم :روبرت رايش

البيان

14-11-2010

في المرة المقبلة التي تسمعون أحد الاقتصاديين أو المترددين على «وول ستريت» يتحدث عن أداء الاقتصاد الأميركي في هذه الأيام، عليكم بتفقد حافظة النقود الخاصة بكم.

 

هناك اقتصادان أميركيان. أحدهما في طريقه إلى التعافي. والآخر ما زال يتداعى.

فبالنسبة للاقتصاد الذي يتعافى هو اقتصاد رأس المال الكبير في أميركا. إنه يتألف من المتداولين في وول ستريت، وكبار المستثمرين وكبار الموظفين الفنيين ومديري الشركات.

ويبلي اقتصاد رأس المال الكبير بلاء حسناً هذه الأيام. ويرجع الفضل جزئياً في ذلك إلى محافظ مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي «بن برنانكي»، الذي أبقى على أسعار الفائدة قرب الصفر بأسرع وقت عن طريق طباعة النقود بأسرع ما يمكن. وهي في جوهرها عبارة عن أموال مجانية بالنسبة ؟قتصاد رأس المال الكبير في أميركا.

ويمكن أن يطرح المال المجاني دائماً للاستخدامات التي تدر المزيد منه. فالشركات الكبيرة تقوم بإعادة شراء أسهمها، ومن ثم تعزز أرباحها. وهي تندمج مع شركات أخرى أو تستحوذ عليها. وهي تتجه إلى الخارج بحثاً عن العملاء.

 

وبفضل النمو السريع في اقتصادات الصين والهند والبرازيل، حققت الشركات الأميركية العملاقة زيادة في المبيعات. فهي تقوم ببيع كل شيء للمستهلكين في آسيا وأميركا اللاتينية، ابتداء من السيارات والهواتف المحمولة، إلى برامج الإنترنت وأجهزة آي باد. وهناك 40% من أكبر الشركات المدرجة ضمن مؤشر «إس آند بي 500»، تمارس أكثر من %60 من أعمالها خارج الولايات المتحدة. وأكبر المستثمرين في الولايات المتحدة يتجهون إلى الأسواق الخارجية بهدف الحصول على عائد جيد لأموالهم.

 

لذا فلا تقلقوا بشأن اقتصاد رأس المال الكبير في أميركا. ووفقا لدراسة استقصائية أصدرتها صحيفة «وول ستريت جورنال» أخيراً، فإن إجمالي التعويضات في مجال الخدمات المالية سيرتفع بنسبة 5% هذا العام، وسوف يحصل العاملون في بعض الشركات مثل تلك المتخصصة في إدارة الأصول على زيادة بنسبة 15%.

 

وعاد مؤشر داو جونز الصناعي إلى ما مستوى ما قبل الإعلان عن إفلاس ليمان براذرز والذي دفع إلى الانهيار المالي. وتمضي الأرباح في أكبر الشركات الأميركية إلى مستويات أعلى. ولكن هناك اقتصاد أميركياً آخر، ليس على طريق التعافي. فلتطلق عليه اقتصاد «العامل المتوسط».

وأظهر تقرير الوظائف أخيراً توفر فرص عمل جديدة في القطاع الخاص في أكتوبر الماضي تقدر ب 159 ألف وظيفة. ويعتبر هذا أفضل من الشهور السابقة. ولكن توفر 125 ألف وظيفة جديدة تعتبر ضرورية لمواكبة نمو قوة العمل الأميركية.

 

لذا فإن الطريقة الأخرى للتعبير عما حدث لسوق الوظائف في أكتوبر الماضي هي الإشارة إلى أن هناك 24 ألف وظيفة أضيفت بشكل أكثر مما نحتاج. ومع ذلك فقد الاقتصاد الأميركي 15 مليون وظيفة منذ بداية الكساد الكبير. وإذا أضفت نمو القوة العاملة، بما في ذلك جميع اليائسين من الباحثين عن فرصة عمل، فإننا نكون قد فقدنا حوالي 22 مليون وظيفة. أو بمعنى آخر، فإننا لا نزال لم نحقق أي تقدم على صعيد الوظائف.

 

هناك عائل واحد من كل ثمانية لا يزال عاطل عن العمل. وتعتمد معظم الأسر في نظام اقتصاد «العامل المتوسط» على عائلين. لذا، فإن كان هناك شخص لكل ثمانية لا يعمل، فإن الفرص تكون مرتفعة في أن يكون دخل الأسرة ينخفض مقارنة بما كانت عليه قبل ثلاث سنوات. وهذا يعني أن الفواتير لا يتم سدادها.

 

ووفقا لآخر استطلاع للرأي لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، فإن أكثر من نصف الأميركيين، (53)، يشعرون بالقلق إزاء سداد مدفوعات الرهن العقاري. ويعتبر هذا معدلاً يفوق نظيره قبل عامين، عندما وصل الكساد الكبير إلى مستوى القاع. حينئذ، أعرب 37% عن قلقهم.

ترتفع معدلات التأخر في سداد قروض الإسكان. وتزيد المبيعات المتعسرة كنسبة من إجمالي المبيعات.

ويمتلك معظم الناس في نظام اقتصاد «العامل المتوسط» القليل من الأسهم، إذا وجدت. حصتهم تتمثل في مساكنهم. ولكن في ظل حالات التأخر عن السداد والمبيعات المتعسرة، فإن سوق الإسكان به وفرة المنازل للبيع. ونتيجة لذلك، لا تزال أسعار المساكن تنخفض. ولا يزال صافي حقوق الملكية لمعظم الأميركيين يتراجع.

 

ورغم أن أسعار الفائدة تتراجع، فإن معظم الناس في نظام اقتصاد «العامل المتوسط لا يستطيعون إعادة تمويل منازلهم. ولا يستطيعون الحصول على قروض أصل عقاري. ولا تريد البنوك منح قروض لنظام اقتصاد «العامل المتوسط» لأن المشتركين في هذا النظام يصنفون ضمن المخاطر الائتمانية المتعسرة. فهم لا يزالون مدينين بالكثير من الأموال، ودخول اسرهم متدنية، وتراجع صافي حقوق الملكية.

 

ووفقا لوكالة لدراسة أجرتها وكالة رويترز وجامعة ميتشغان حول المستهلكين الأميركيين، أظهرت تراجع التوقعات حول التمويلات الشخصية إلى أدنى مستوى لها من أي وقت مضى.

 

أما سكان اقتصاد رأس المال الكبير يحتفلون بفوز الجمهوريين أخيراً. فهم يفترضون أن التشريعات المالية سوف يتم إضعافها، والتشريعات البيئية سوف يتم تجميدها، وخفض الضرائب من عهد الرئيس الأميركي السابق بوش سوف يتم تمديده لصالح فئة الأثرياء التي تشكل 1%، وسوف يكون الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للعمال لتشكيل نقابات.

 

أما سكان اقتصاد «العامل المتوسط»، ليسوا متأكدين تماماً. فالاقتصاد متردٍ للغاية، وهم غاضبون من السياسيين. ويظهرون غضبهم من خلال صناديق الاقتراع. ويلقون عبء هذا الغضب على شاغلي المناصب الحاليين. ولكن إذا لم يتغير أي شيء في اقتصاد «العامل المتوسط»، فلن نجني سوى المتاعب.

وزير العمل الأميركي السابق

=================

أفول أوباما

 بقلم :طلعت اسماعيل

البيان

14-11-2010

بين خطابه في جامعة القاهرة يونيو 2009، وكلماته في العاصمة الاندونيسية جاكرتا، ضمن جولته الآسيوية قبل أيام، تبدو الإشارات واضحة على انطفاء بريق الرئيس الأميركي باراك حسين اوباما بشأن أهم قضايا العالم الإسلامي التي حاول الترويج لها خارج نطاق الهاجس الأمني الأميركي، ودائرة ما يوصف بالحرب على الإرهاب.

 

في جامعة القاهرة كان اوباما قبل أكثر من عام يقف مختالا بالحفاوة وشدة تصفيق الحضور وهو يطرح سبع قضايا يجب حلها في الشرق الأوسط، تنوعت بين الحديث عن التطرف وضرورة تضافر الجهود لمحاربته، باعتبار أن العمل العسكري ليس الحل الوحيد للتعامل مع الأوضاع في أفغانستان وباكستان والعراق، مرورا بالقضية الفلسطينية، والحريات الدينية والتسامح، وانتهاء بحقوق النساء والتنمية الاقتصادية.

 

وفي جاكرتا تقلصت تلك القضايا إلى ثلاث فقط، حيث عبر عن تفاؤله بشأن الديمقراطية والتنمية والتنوع في اندونيسيا وعن أمله في المستقبل. ورغم تأكيده على أن الولايات المتحدة ليست في حرب مع الإسلام، إلا أن حديثه عن الدور الحضاري الذي لعبه الإسلام والمسلمون تاريخيا، والذي أسهب فيه في القاهرة، خفتت الإشارات الدينية، واستشهاده بآيات من القرآن الكريم، في خطابه الاندونيسي.

 

وبالعودة للقضايا السبع التي حفل بها خطاب اوباما القاهري، نجد أن شيئا منها لم يتحقق، بل تفاقمت الأوضاع، واضطربت البوصلة. ففي محطته الهندية ضمن جولته الاسيوية، راح اوباما يكيل الاتهامات لباكستان بعدم التعاون في مكافحة الإرهاب العابر للحدود الأفغانية، بينما أعلن مساندته ودعمه منح جارتها اللدود مقعدا دائما في مجلس الأمن، والاتفاق على تعاون فضائي ونووي أكبر مع نيودلهي.

 

وفي الشأن العراقي مازلنا نشاهد الإخفاق الأميركي في إنهاء العنف، وجلب الديمقراطية إلى ربوع الرافدين، مثلما فشل اوباما نفسه في إحداث أي تقدم في ملف التسوية في الشرق الأوسط، رغم ضغوطه المتواصلة على الجانب الفلسطيني، والمهل التي حصل عليها عربيا لتهيئة المناخ لاستئناف المفاوضات المباشرة التي توقفت بفعل الإصرار الإسرائيلي على مواصلة الاستيطان، واكتفى الرئيس الأميركي في جاكرتا بانتقاد باهت من نوع أن الاستيطان يضر بالسلام.

 

وما إلى ذلك من كلمات عفى عليها الزمن ولم تعد تجدي نفعا في أحداث أي انفراجة على صعيد هذا الملف المعقد، والمرتبط عضويا بباقي الملفات التي تناولها خطابه في القاهرة.

 

وفي ملف الحريات الدينية، ورغم مطالبة اوباما العالم الإسلامي بإظهار المزيد من التسامح مع أصحاب الديانات الأخرى، لا يزال المسلمون يلقون التضييق، والتمييز ليس في أميركا وحدها بل في العديد من الدول الغربية المسكونة بما يسمى الاسلاموفوبيا، ولم نر من رئيس الدولة القائدة للغرب جهودا صادقة لوقف صراع الحضارات والتصادم المفتعل مع العالم الإسلامي باعتباره العدو الجديد.

 

وعلى صعيد الديمقراطية، نتساءل ماذا قدمت أميركا، في ظل رئاسة اوباما، للعالم الإسلامي؟ فالانتخابات المزورة تتم تحت سمع وبصر واشنطن وبغض الطرف منها، وقضايا الإصلاح التي بشرت بها يوماً ما لم تعد تتذكرها الا لماما.

 

أما قضايا التنمية في العالم الإسلامي فقد غابت عن أجندة اوباما بعد أن غرق في مشاكله الاقتصادية الداخلية، التي كانت سببا في هزيمة حزبه الديمقراطي في انتخابات الكونغرس أخيراً.

 

إذن حالة الوهج، بل وتعويل البعض على اوباما عقب خطاب جامعة القاهرة في أحداث نقلة في علاقات الولايات المتحدة مع العالم الإسلامي، لم يعد هناك مبرر لها، فقد تلاشت وحل محلها هذا الخفوت الذي سمعناه في صدى خطاب جاكرتا.

نجم اوباما آخذ في الأفول، سواء داخليا، أو خارجيا، ومن العبث أن يبقى البعض تحث تأثير أوهام قديمة، عن قدرة الرجل، ومن في منصبه، فعل شيء، وبشكل خاص في الملف الفلسطيني، حتى ولو منح ألوف الفرص، لتعويم سفينة غارقة.

=================

واشنطن ومأزق إدارة الصراعات بين حلفائها

آخر تحديث:الأحد ,14/11/2010

محمد السعيد ادريس

الخليج

لم تأتِ جولة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الآسيوية من فراغ، ولكنها جاءت لتعبّر عن إدراك أمريكي مزدوج لحقيقتين مهمتين، الأولى أن حل أزمة الاقتصاد الأمريكي، التي كانت واحدة من أهم عوامل الفشل الانتخابي للحزب الديمقراطي الأمريكي في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس وحكام الولايات التي جرت هذا الشهر، لن يأتي من الداخل الأمريكي وحده، أي لن تحل أمريكياً من خلال سياسات اقتصادية وقوانين وإجراءات داخلية، ولكنها تأتي أيضاً من الخارج، أي من خلال تنظيم العلاقات الاقتصادية الأمريكية مع الخارج، وبتجديد أكثر مع القوى الاقتصادية العالمية، وهنا تفرض الصين نفسها كقوة مهمة تهدد الاستقرار الاقتصادي الأمريكي بسبب إصرار الحكومة الصينية على عدم الاستجابة للمطالب الأمريكية بتعديل سعر صرف “اليوان” الصيني الذي تعتقد واشنطن أن سعره أقل من قيمته الحقيقية ما ينعكس سلباً على الميزان التجاري بين الولايات المتحدة والصين . ومن هنا جاء التوجه الأمريكي الجديد الساعي لإيجاد حلول لمثل هذا النوع من المشكلات والتحديات .

 

أما الحقيقة الثانية فهي أن العالم قد شهد خلال السنوات الماضية انقلاباً في موازين القوى الاقتصادية، إذ تراجعت قدرة ومكانة بعض القوى الاقتصادية لصالح قوى جديدة بازغة ويمكن الحديث الآن عن خمس قوى اقتصادية عالمية كبرى هي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين واليابان والهند، ما يعني أن القارة الآسيوية وحسب قول الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعد موطناً لثلاثة من كبرى الاقتصادات الخمسة في العالم وهي تنمو بشكل متسارع مع توسع الطبقة الوسطى وارتفاع مداخيلها”، وهذا ما دفعه إلى الإفصاح عن أن الولايات المتحدة “لا يمكنها أن تسمح لنفسها بأن تستبعد من هذه الأسواق الآسيوية” .

 

بدأ أوباما جولته بزيارة الهند، وهناك كان يسعى إلى تحقيق هدفين، أولهما له علاقة مباشرة بهدف جولته الآسيوية أي الهدف الاقتصادي البحت، وثانيهما استراتيجي يرمي إلى عقد شراكة استراتيجية مع الهند لموازنة المنافس الصيني أو المنافس المشترك للبلدين في محاولة لاستغلال حالة العداء التقليدي الصيني الهندي لخدمة المواجهة الجديدة بين الولايات المتحدة والصين، ولذلك كان أوباما مسرفاً في عطاءاته للهند . كان يفعل ذلك وعيناه مركزتان على الصين سواء وهو يصف الهند بأنها “قوة عالمية” وليست مجرد قوة إقليمية، أو وهو يعلن تأييده لتطلع الهند لتصبح عضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي، ومؤكداً أن الهند “شريك لا يمكن التخلي عنه” للولايات المتحدة .

 

وإذا كان التعاون الأمريكي الهندي قد امتد ليشمل مجالات متعددة من أمن الموانئ والمطارات والحدود إلى الطاقة النظيفة والصحة والزراعة والفضاء الجوي، إضافة إلى القضايا النووية والدفاعية فإن التعاون الاقتصادي وبالذات ما يتعلق بقضية “العملة الصينية” كان حاضراً، لكن ما هو أهم أن باكستان هي الأخرى كانت حاضرة ومعها كل التركة والهم الأفغاني ما وضع واشنطن أمام مأزق شديد الحرج في إدارة الصراعات بين الحلفاء والشركاء .

 

فالمسعى الأمريكي لدعم الهند باعتبارها قوة موازنة ومعادلة للصين تحول إلى نقطة ضعف في علاقة واشنطن بإسلام آباد، حيث ترى باكستان أن تصعيد الشراكة الأمريكية الهندية سيأتي حتماً على حساب المصالح العليا الباكستانية، وهنا يلعب الصراع الهندي الباكستاني دوره التاريخي وبالذات ما يتعلق بأزمة إقليم كشمير المتنازع عليه، ويمتد الأمر إلى ضغوط هائلة على صانع القرار الباكستاني ليراجع أجندة تحالفاته مع واشنطن وخاصة ما يتعلق بالتورط الباكستاني في الحرب ضد حركة طالبان بضغوط أمريكية نالت كثيراً من شرعية الحكم في باكستان بسبب التجاوزات غير المحدودة للطيران الأمريكي والأطلسي ضد المدنيين في غرب باكستان في منطقة الحدود الباكستانية الأفغانية .

 

إدراك باكستان أنها هي من سيدفع أثمان الشراكة الأمريكية الهندية الجديدة تفاقم في ظل استثناء الرئيس الأمريكي باراك أوباما لباكستان من جولته الآسيوية الحالية، ودخول الهند إلى مجلس الأمن تراه باكستان خطوة من شأنها إحداث انقلاب في موازين القوى الإقليمية لغير صالحها ما سيفرض عليها حتماً ضرورة القيام بمراجعات لموازنة هذه التطورات، مراجعات قد لا تقل أهمية عن مراجعاتها يوم أعلنت الهند عن أول تفجير نووي، يومها كانت وقفة الزعيم الباكستاني ذو الفقار علي بوتو الشهيرة التي قال فيها “سنأكل العشب حتى نصنع القنبلة”، وكان لباكستان ما أرادت، واليوم يتجدد التحدي .

 

السؤال المهم هو: أين سيكون هذا التحدي، هل بتحالف باكستاني صيني استراتيجي، أم بوقف التعاون مع أمريكا في أفغانستان وترك الأمريكيين يغرقون في مستنقعات أفغانستان مع حلفائهم الأطلسيين .

 

سؤال مهم تزداد أهميته على ضوء إدراك السيناتور الأمريكي جون ماكيني من أن “الخشية من انسحاب أمريكا من أفغانستان” أحدثت توتراً في العلاقات الهندية الأمريكية، وعززت استراتيجية الجيش الباكستاني في دعم المجموعات الإرهابية في الإقليم” فقد أعلن ماكين أمام معهد كارينجي للسلام قبل جولته التي زار فيها باكستان والعراق وأفغانستان أن “أفغانستان أصبحت مصدراً رئيساً للتوتر بين الهند وأمريكا لسبب أساسي هو أن الهند لا تؤمن بأن الولايات المتحدة ستبقى في أفغانستان حتى إنجاز المهمة” . هذا يعني أن التوتر المحتمل في العلاقات الباكستانية الأمريكية يمكن أن ينعكس على التعاون المتصاعد بين الهند وأمريكا، وفي هذا كله ستبقى الصين صامدة ضمن واحدة من تحديات القدر التي تواجه الأمريكيين لتضاعف من مأزق واشنطن في إدارة الصراعات بين حلفائها .

=================

العسكر التركي يتحرك لصالح "إسرائيل"

آخر تحديث:الأحد ,14/11/2010

محمد نور الدين

الخليج

لا يزال قادة العسكر في تركيا يعيشون أمجاد نفوذهم السابق الذي لم يكن يقف في وجهه أحد . وهم استمدوا هذا النفوذ من عوامل تاريخية في نهاية الحرب العالمية الأولى، حيث كان لفلول الجيش الذي قاده مصطفى كمال اتاتورك دوره الحاسم في تحرير تركيا وتوحيدها لتظهر على الساحة الدولية دولة جديدة اسمها الجمهورية التركية في عام 1923 .

 

وشأن كل الدول القومية في المنطقة كان الجيش حارس الجمهورية الجديدة ومرشدها ومحاميها وقاضيها وشاعرها ورسامها وماسح الأحذية وسائق التاكسي فيها .

 

كان الجيش كل شيء في تركيا . وضع الأسس الأيديولوجية للجمهورية فكان شعار “هنيئاً لمن يقول أنا تركي”، مستبعداً بذلك كل المجموعات الاثنية الأخرى ولا سيما الأكراد، وفرض على المذاهب والطوائف علمانية ما أنزل الله بها من سلطان حتى في أم العلمانيات أي فرنسا . وكان الخوف أيضاً من المدنيين وتهويماتهم فكان الانقلاب عليهم كل عشر سنوات .

 

وقعت تركيا في المحظور نظام استبدادي أقرب إلى نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، ولم يكن بعيداً عن نظرة الحركة الصهيونية في “إسرائيل” في تعاملها الإجرامي مع الفلسطينيين . قسّم الجيش التركي المجتمع التركي إلى كانتونات: كردية ومذهبية وإسلامية وعلمانية وفقيرة وغنية وعسكرية ومدنية هي في أساس كل مشكلات تركيا الحالية . منع الحجاب في الجامعات ودعا الطالبات للذهاب إلى السعودية للتعلم . وشكّل منظمات سرية (فضحها القضاء لاحقاً) نفّذت عمليات اغتيال ضد الناشطين اليساريين ولا سيما بعد انقلاب سبتمبر/ أيلول 1980 . وحاول إبادة كل ما يمت بصلة إلى الديمقراطية والحريات فتحوّلت تركيا إلى مقبرة للأحزاب المحظورة والسياسيين المسجونين، وحوّل كل المحيط الجغرافي المجاور لتركيا إلى أعداء لها .

 

وما الذي لم يفعله الجيش ليحوّل تركيا إلى بلد طرفي وهامشي وإلى بلد منبوذ في محيطه وتابع للغرب و”إسرائيل” .

 

اليوم وعلى الرغم من كل الإصلاحات في الداخل التي قلّصت نفوذ العسكر وتدخله في السياسة لا يزال قادته يتصرفون كأن شيئاً لم يتغير .

 

خرج رئيس الحكومة مساء الثاني عشر من سبتمبر/ أيلول الماضي بعد نجاح الإصلاحات في الاستفتاء بنسبة 58 في المئة قائلاً إن نظام الوصاية العسكرية قد انتهى . لكن قادة العسكر لم يسمعوا بذلك ومضوا إلى التأسيس لدولتين ونظامين وجمهوريتين . رفضوا المشاركة في الحفل الرسمي الذي أقامه رئيس البلاد عبدالله غول لمناسبة ذكرى إعلان الجمهورية وأقاموا في الساعة عينها حفلاً مستقلاً لهم . اعترضوا على مشاركة زوجة الرئيس المحجبة “خير النساء” . نسوا أن رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة وأن غيابهم هو تمرد على القائد الأعلى .

 

ونسوا أن عهد “الحرملك” الذي كان يحجر على النساء في العهد العثماني، هم أنفسهم جددوه وحافظوا عليه بل كانوا أسوأ من نظام الحرملك العثماني . أسسوا نظام “الحرملك الجمهوري” الذي كان يمنع الفتاة من التعلم في الجامعة لأنها محجبة .

 

كانوا يريدون أن يفرضوا على غول ليس فقط استبعاد زوجته عن الحفل بل كيف لها أن ترتدي ثيابها وألوانها وماذا تأكل ومتى ترتاح . تدخل الجيش في الصغيرة والكبيرة ولم يحترموا حتى رئيس جمهوريتهم . هذا الجيش كان وجهه الآخر العلاقات مع “إسرائيل” . بفضل ارتباطات الجيش التركي ب”إسرائيل” أمكن له أن يواصل استبداده بالسلطة في تركيا، وبقدر ما كانت العلاقات التركية مع “إسرائيل” تتراجع كان الجيش قلقاً على “أمه الحنون” .

 

نعم وليس في ذلك أي افتئات، وإلا فلماذا تخرج رئاسة الأركان ولا سيما نائب الرئيس الجنرال أصلان غونير ليعد تقريراً يحذّر فيه من مواصلة العلاقات العسكرية مع سوريا وتعميقها لسبب واحد هو أنها تغضب “إسرائيل”؟ وهل المصالح الوطنية التركية التي تتطلبها علاقات ممتازة مع سوريا تتحدد وفقاً للمزاج “الإسرائيلي”؟ ومتى كانت تريد “إسرائيل” مصالح تركيا؟ ولماذا لم تتحرك الشهامة العسكرية التركية عندما هاجمت “إسرائيل” سفينة مرمرة في عرض البحر وقتلت تسعة أتراك في عدوان مكشوف على السيادة التركية؟ ومتى كانت العلاقات مع بلد مغتصب وعدواني وسرطاني ومحتل وغريب عن المنطقة أهم من علاقات مع بلد مجاور وأصيل هو سوريا مثلاً وله حدود 800 كلم وعلاقاتهما تضرب في عمق التاريخ آلاف السنين؟

 

إنها المرة الثانية خلال شهرين التي يظهر العسكر سلوكاً يتعارض مع توجهات السلطة السياسية: مرة بمقاطعة حجاب خير النساء ومرة بمحاولة عرقلة التعاون مع سوريا .

 

لكن الزمن لن يتوقف وتركيا ستعود إلى محيطها كاملة، وليست عراقيل الجنرالات أمام سياسات تركيا في الداخل والخارج سوى الشهب الأخير للشمعة قبل انطفائها الكامل .

=================

أوباما المتردد... هل بقي لديه ما يفعله؟

خيرالله خيرالله

الرأي العام

14-11-2010

أميركا الغاضبة والخائبة هي التي صوتت في الثاني من نوفمبر الجاري. صوتت ضد رئيس وضعت عليه آمالا كبيرة فإذا بها تفاجأ بشخص متردد يدخل البيت الأبيض ليس لديه ما يقدمه سوى الكلام الجميل والخطب الفصيحة. خلف الكلام الجميل والخطب الفصيحة لم تكن هناك سياسة ناجحة في أي مجال من المجالات. كان يهم الأميركيين قبل كل شيء تحسن الوضع الاقتصادي وتحقيق انجاز ما على صعيد السياسة الخارجية. لم يتحقق شيء من ذلك. زاد الوضع الاقتصادي سوءا وبدت الولايات المتحدة، في مختلف انحاء العالم وفي مواجهة الأزمات الدولية، بمثابة نمر من ورق فعلاً. بكلام أوضح، بدت قوة عظمى لم يعد يهابها أحد!

كانت الانتخابات النصفية للكونغرس بمثابة امتحان حقيقي للرئيس الأميركي باراك اوباما الذي استطاع بالكاد المحافظة على الأكثرية «الديموقراطية» في مجلس الشيوخ. لم تكن الانتخابات تشمل سوى ثلث أعضاء المجلس الذي كان «الحزب الديموقراطي» يتمتع فيه بأكثرية مريحة. لو شملت الانتخابات كل الأعضاء من الشيوخ، لكان الأمر تحول إلى كارثة كبرى شبيهة بتلك التي حلت بمجلس النواب الذي استولى عليه «الحزب الجمهوري» وبات قادراً على منع ساكن البيت الأبيض من تمرير مشاريع القوانين التي يعتقد أنها جزء لا يتجزأ مما وعد به مواطنيه في أثناء الحملة الانتخابية.

سقط باراك اوباما في الامتحان. لم يستطع السود دعمه بأصواتهم التي ساعدت في إيصاله إلى الرئاسة. تخلى عنه عدد لا بأس به من الليبراليين الذين اعتبروه رمزاً للتغيير. نسي الأميركيون أن من أسباب عجز أول رئيس أسود للبلاد عن تحقيق أي تقدم في أي مجال كان، التركة الثقيلة لجورج بوش الابن. في الواقع، كان أي رئيس أميركي في وضع اوباما سيواجه الصعوبات نفسها، فكيف برجل أسود، منفتح على العالم، لا همّ له سوى تأكيد أنه ليس جورج بوش الابن، بل يمثل كل ما هو نقيض له.

ربما تكمن مشكلة باراك اوباما في أنه لا يمتلك سياسة خاصة به. الانفتاح على العالم ليس في حد ذاته سياسة. لا وجود لشيء اسمه انفتاح من أجل الانفتاح، من دون الحصول على مقابل. كذلك، لا يمكن البناء على سياسة اسمها الانسحاب من العراق لمجرد القول بان العراق صار جزءا من الماضي. لا يمكن بناء سياسة على تقديم الوعود إلى الفلسطينيين ثم التراجع عنها بعد أول مواجهة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بيبي نتنياهو. مثل هذا التصرف كفيل بتدمير أي سياسة أميركية في الشرق الأوسط.

كان في استطاعة الناخب الأميركي تناسي كل هذا الفشل الذي لحق بالقوة العظمى الوحيدة في كل بقعة على وجه الخليقة لو تمكن اوباما من تحقيق إنجاز ما على الصعيد الداخلي، خصوصاً في مجال الاقتصاد. فخلال الحملة الانتخابية، كانت العناوين كلها ذات علاقة بمسائل داخلية. وقد ركز المحافظون الجدد وتيار «حفلة الشاي»، الذي يقف على يمينهم، على شخص الرئيس الأميركي الأسود ونشأته وأفكاره «اليسارية» فحققوا انتصارات كبيرة في ولايات مهمة بما يسمح لهم بعرقلة أي توافق في الكونغرس في العامين الباقيين من الولاية الرئاسية لاوباما.

باختصار شديد، تلقى باراك اوباما صفعة قوية. ما يدل على قوة تلك الصفعة سقوط المرشح «الديموقراطي» لمقعد مجلس الشيوخ في ولاية ايلينوي التي كان الرئيس الأميركي يمثلها قبل وصوله إلى البيت الأبيض. انها المرة الأولى التي يسقط فيها المرشح «الديموقراطي» منذ أربعة عقود. هل من دليل أكبر من هذا الدليل على مدى ضيق الناخب الأميركي من الرئيس الأسود وغضبه على كل ما يمثله؟

باراك اوباما ليس أول رئيس أميركي يواجه مثل هذه النكسة بعد عامين من دخوله البيت الابيض. ماذا يفعل الرؤساء في مثل هذه الحال؟ جرت العادة أن يهرب المقيم في البيت الأبيض إلى السياسة الخارجية ما دام كلّ مشروع قانون سيقدمه إلى الكونغرس سيواجه عراقيل كبيرة. الذين يعرفون اوباما يقولون انه لن يكون استثناء وسيركز ابتداء من مطلع العام المقبل على أفغانستان والعراق والنزاع العربي- الإسرائيلي. سيسعى إلى تأكيد أن الولايات المتحدة لا تزال قوة عظمى وأنها قادرة على اتخاذ مبادرات وفرض رأيها. سيكتشف باراك اوباما أنه أول شخصية عالمية تحصل على جائزة نوبل للسلام في الوقت الذي تخوض فيه حرباً بل حروباً في مناطق عدة بينها أفغانستان. هل هناك زعيم أو رئيس دولة قادر على التكيف مع هذه المعادلة؟

الأكيد أنه سيترتب على باراك اوباما التخلي عن الأحلام الكبيرة من نوع إعادة صياغة المنطقة ونشر الديموقراطية فيها انطلاقاً من العراق. ولكن مما لاشك فيه أنه سيكون مضطراً لإدارة الحروب التي لا تزال الولايات المتحدة متورطة فيها. سيكتشف أنه لا يستطيع إدارة ظهره للعراق كما حاول في الأشهر الستة الأخيرة، وأنه لا يستطيع ترك «طالبان» تعيد سيطرتها على أفغانستان، ولا يستطيع الاكتفاء بدعوة الايرانيين إلى الحوار كي لا يعود هناك برنامج نووي إيراني أو تدخل إيراني في الشؤون الداخلية لعدد لا بأس به من دول المنطقة، خصوصاً لبنان. سيكون باراك اوباما أكثر تشدداً على الصعيد الخارجي. سيكون هدفه تأكيد أنه ليس بالميوعة التي يعتقدها خصومه وأنه قادر على عرض العضلات الأميركية مرة أخرى... عليه أن يفكر بكيفية محو صورة الرئيس الضعيف المتردد من أذهان الأميركيين في حال كان مصمماً على السعي جدياً إلى الحصول على ولاية رئاسية ثانية!

كاتب لبناني مقيم في لندن

=================

مأزق الخيارات الأخرى

الأحد, 14 نوفمبر 2010

عبدالله اسكندر

الحياة

دول العالم كلها، بما فيها الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن، تعلن تأييدها لحل الدولتين. لكن هذا الحل الذي أعلنت إسرئيل موافقتها عليه أيضاً لم يتحرك قيد أنملة، رغم كل الجهود والمساعي المبذولة، ورغم الوقت الطويل الذي استغرقته هذه الجهود، ورغم كل التعهدات من الراعي الأميركي واعضاء اللجنة الرباعية (الاتحاد الاوروبي وروسيا واميركا والامم المتحدة). وليس اكتشافاً القول ان اسرائيل هي التي تعرقل المفاوضات من اجل هذا الحل وتضع الشروط وتُقدم على إجراءات آحادية من اجل منع تنفيذه، وتبتزّ في الوقت نفسه التنازلات من الولايات المتحدة على حساب الفلسطينيين، وتبتز المساعدات والتعهدات من واشنطن باسم الحصول عل ضمانات السلام.

والجولة الأخيرة من المحادثات، والتي استضافتها واشنطن، تلخّص المأزق الذي تضع إسرائيل فيها انصار حل الدولتين في العالم، خصوصاً الولايات المتحدة، إذ لم تتمكن الوزيرة الاميركية هيلاري كلينتون، بعد محادثاتها المباشرة مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ومكالمتها الهاتفية عبر الفيديو مع رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض، لم تتمكن من إعلان أي عنصر جديد يمكن ان يؤشر الى احتمال حدوث اختراق في أزمة توقف المفاوضات، ناهيك عن جدول اعمال مضمونها وما يمكن ان تتوصل اليه لجهة قضايا الحل النهائي.

ويُجمع المراقبون على ان نتانياهو بات، بعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الاميركي، اكثر قوة وثقة في مواجهة نيات واشنطن على تشجيع حل الدولتين، وتاليا الدفع في اتجاه تحميل الفلسطينيين كل اكلاف اي عملية سلام، سواء لجهة الدولة المستقلة ذات السيادة او حدود هذه الدولة او مواصفاتها الاخرى.

وفي ظل استمرار هذا المأزق في عملية السلام، ومع تسريع اسرائيل لاجراءاتها الآحادية، خصوصاً الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية، تبدو السلطة الفلسطينية في وضع يزداد صعوبة مع مرور الوقت.

وقد تكون السلطة شعرت بهذا المأزق الذي ينعكس بقوة عليها. ومن هنا الحديث عن خيارات اخرى غير التفاوض مع اسرائيل. وراح هذا الحديث يكبر ويلقى تأييداً عربياً. ومن الواضح حتى الآن ان هذه الخيارات تريد ان تظل تحت مظلة الشرعية الدولية، مستندة الى القرارات الصادرة عن الامم المتحدة في هذا الشأن. وهي تراوح بين اللجوء الى مجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة، او اعلان الدولة من طرف واحد وطلب الاعتراف بها. لكنها كلها في النهاية ستصل الى المأزق نفسه.

فلا قرارات الجمعية العامة للامم المتحدة يمكن ان تلزم اسرائيل بالانسحاب من الاراضي الفلسطينية المحتلة، كما تؤكد وقائع القرارات السابقة في هذا الصدد. ولا تستطيع السلطة انتزاع قرارات ملزمة من مجلس الامن، في ظل الرفض الاميركي لأي قرار تعارضه إسرائيل. وحتى لو صدر مثل هذا القرار عن مجلس الامن من دون ان تمارس واشنطن حق النقض، فانه يظل عاجزاً عن تحقيق الغرض منه ما لم يقترن بإجراءات تجبر اسرائيل على القبول به وتنفيذه. وهذا ما لا يمكن تصوره في الوقت الحالي. اما اذا كان الحديث عن الخيارات الجديدة مناورة سياسية، فانها لن تخدع أحداً.

هكذا تظهر هذه الخيارات الأخرى امام السلطة الفلسطينية، والعرب، مآزق جديدة تضاف الى الحالية. خصوصا اذا لم تقترن بخيارات جدية داخلية تجمّع مصادر قوة الفلسطينيين، على نحو يمكن معه اعادة ترتيب اولوياتهم.

=================

هل تبدّد حلم التغيير الأميركي؟

الأحد, 14 نوفمبر 2010

السيد يسين *

الحياة

ليس هناك خلاف على أن نجاح الرئيس باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية الأميركية وشعار التغيير الذى رفعه باعتباره رمزاً لحملته، أدى إلى بروز موجة تفاؤل عالمية مبناها أن السياسات المنحرفة التي سادت في عهد الرئيس السابق جورج بوش، آن لها أن تنتهي بعد أن هددت السلام العالمي حقاً.

فقد كانت للحرب ضد الإرهاب التي أعلنها المحافظون الجدد في الولايات المتحدة الأميركية، والذين نجحوا في اختطاف الرئاسة الأميركية في ظل رئيس أميركي منعدم الشخصية وقليل الخبرة، آثارها المدمرة ليس على أفغانستان فقط التي تم غزوها عسكرياً بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) مباشرة، ولا على العراق الذي أدت إلى القضاء على نظامه السياسي بعد الاحتلال الأميركي له وإلى تمزيق نسيج المجتمع العراقي، ولكن على العالم كله. وذلك لأن هذه الحرب التي أعلنتها الولايات المتحدة الأميركية لم تحدد لها مكاناً ولا زماناً، لأن الإرهاب لا يسكن منطقة جغرافية محددة مما يسهل محاصرته والقضاء عليه، بل هو ظاهرة أصبحت معولمة بمعنى أن الإرهاب يمكن أن يضرب في أي مكان، وبوسائل متعددة، وبطريقة لا يمكن التنبؤ بها.

اكتشف العالم أن هناك ما يسمى «الخلايا النائمة» والتي تتشكل من مواطنين من أهل البلاد، أو من مهاجرين استقروا لفترات طويلة، يمكن في أي لحظة أن تصدر لهم الأوامر للقيام من حيث لا يحتسب أحد بضربة إرهابية مميتة يسقط فيها عشرات الضحايا.

ويمكن استخدام وسائل غير تقليدية أقربها الطرود الملغومة التي شحنت من اليمن لكي تسافر إلى الولايات المتحدة الأميركية، موجهة إلى أهداف أميركية واكتشفت بالصدفة في دبي ولندن.

في ضوء كل هذه التطورات في الظاهرة الإرهابية أصبح إصرار الولايات المتحدة الأميركية على تعقبها في كل مكان سياسة مهددة بالفعل للسلام العالمي، وخصوصاً في ظل اتهام دول بتقصيرها في مكافحة الإرهاب، أو توسيع دائرة الاشتباه في مؤسسات مالية بزعم أنها تمول الإرهاب، أو في اتخاذ إجراءات أمنية تهدد الحريات العامة للمواطنين، وخصوصاً في مجال السفر الجوي.

غير أن تولي الرئيس أوباما السلطة في البيت الأبيض فشل في تبديد سحب التهديد في العالم، لأنه عجز عن تنفيذ وعده بالانسحاب النهائي من العراق، وذلك لأن أصحاب المصالح البترولية الأميركية ومراكز القوى في النظام السياسي الأميركي، صمموا على إبقاء عشرات الآلاف من القوات المسلحة الأميركية في العراق وإن كان خارج المدن لمدى زمني غير منظور، أو بعبارة أخرى إلى أن تنفد آخر قطرة من النفط العراقي!

وحتى بالنسبة الى الانسحاب من أفغانستان بعد تسع سنوات من غزوها الأهوج في عهد بوش، والذي أدى إلى إنفاق بلايين الدولارات وسقوط آلاف الضحايا، لاقى الرئيس أوباما صعوبات شتى في إقناع القادة العسكريين والسياسيين في واشنطن بهذا الانسحاب. وقد حدد موعداً نهائياً له هو تموز (يوليو) المقبل للانسحاب، وسنرى اذا كان سيستطيع تنفيذ وعده أم لا.

ويبدو فشل أوباما الأوضح في هزيمته الفاضحة أمام إسرائيل، وعجزه عن الضغط عليها لكي يتحقق سيناريو الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية الذي بشر به في خطابه التاريخي في جامعة القاهرة. بل إن نتانياهو تحداه علانية وأجبره على سحب شرطه بضرورة وقف الاستيطان، حتى تبدأ المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية والدولة الإسرائيلية. وعبّرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن هذه الهزيمة بتصريحها الشهير «مفاوضات من دون شروط مسبقة!».

ومن ناحية أخرى تغيرت سياسة أوباما إزاء إيران بعد أن خضع لفترة تحت ضغوط إسرائيلية عنيفة لتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران، أو السماح لإسرائيل بالقيام بهذه الضربة لنسف المفاعل الذري الإيراني. وذلك لأن العقوبات التى فرضت على إيران لم تنتج آثارها حتى الآن، والدليل إصرار إيران على المضي قدماً في مشروعها الذري. ومعنى ذلك أن أوباما فشل على نطاق السياسة الخارجية في تحقيق أحلامه في التغيير، في أن تتبنى الولايات المتحدة سياسة التفاوض بدلاً من سياسة المدافع.

أما على مستوى السياسة الداخلية، ورغم نجاح اوباما في تمرير قانون التأمين الصحي بصعوبة بالغة في الكونغرس، والذي يعتبره جوهر مشروعه للتغيير، إلا أن هزيمة الديموقراطيين في انتخابات الكونغرس الأخيرة وسيطرة الجمهوريين اصابته بنكسة هائلة. فقد أعلن الجمهوريون صراحة أنهم سيحاولون إلغاء أو تعديل قانون التأمين الصحي، وأنهم يعدون العدة لاسقاط أوباما في التجديد الرئاسي المقبل.

ومن ناحية أخرى فشل أوباما في تلافي الآثار المدمرة للأزمة المالية التي اضطرته إلى اعتماد ما يزيد عن سبعمئة بليون دولار لمساعدة الشركات والبنوك التي سقطت، وعجزت عن إنقاذ الاقتصاد من أزمته وتخفيض معدلات البطالة. ولذلك ركز على إبرام صفقات اقتصادية ضخمة أبرزها على الإطلاق صفقة الأسلحة مع السعودية التي وصلت قيمتها إلى ستين بليون دولار لتوريد أسلحة ستساعد على إيجاد عمل لمئة ألف أميركي على الأقل. كما أنه في جولته الآسيوية الأخيرة أبرم مع الهند صفقة قيمتها عشرين بليون دولار، بعد أن اصطحب معه أكثر من 200 رجل أعمال للترويج للمشاريع الأميركية.

بعبارة أخرى يريد أوباما أن يخفي فشله في السياسة الخارجية بإنقاذ حملته لتغيير السياسة الداخلية. غير أنه في هذا المجال بالذات يهاجمه بشدة خصومه الجمهوريون، ويتهمونه بتبديد المال العام في رحلته الآسيوية التي ستكلف بليوني دولار!

هذا رقم كبير بكل المعايير. ولكن لو تأملنا ما نشر عن تفاصيل الرحلة، حيث اصطحب أوباما معه 40 طائرة حربية وخمسين مصفحة ووفداً مكوناً من 700 شخص، لأدركنا أن الولايات المتحدة الأميركية كقوة عظمى وحيدة لا تنفرد فقط بكون موازنتها الدفاعية أعلى موازنة في العالم، ولكن أيضاً بكون إنفاقها العام لا مثيل له في جميع الدول.

ولا شك أن مراجعة سياسات أوباما الخارجية والداخلية يجعلنا بقدر معقول من اليقين نؤكد أن حلم التغيير الذي دعا اليه لم يتحقق. وأن الاحتمال الأكبر أنه لن يتم التجديد له مرة أخرى رئيساً للولايات المتحدة الأميركية!

* كاتب مصري

=================

التسوية مع إيران تصب في صالح تركيا

سميح إيديز

الشرق الاوسط

14-11-2010

سواء أشعرت بضغط العقوبات الدولية أم كانت تحاول كسب الوقت، بعثت طهران بإشارات الآن إلى رغبتها في العودة إلى طاولة المفاوضات مع مجموعة 5+1 التي تتكون من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا، حول طموحاتها النووية. ففي خطابه إلى منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون - أرسله الجمعة الماضي - أبدى سعيد جليلي استعداد بلاده استئناف المحادثات في وقت ما بعد 10 نوفمبر (تشرين الثاني) في الوقت والمكان اللذين يتفق عليهما الجانبان.

وفي ما بدا أشبه بمحاولة استباقية، خرج وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي ليعلم المراسلين في طهران يوم الأحد أنهم أطلعوا أنقرة على رغبتهم في استئناف المفاوضات في تركيا.

وإذا ما عقدت هذه المحادثات في تركيا وتمكنت من تحقيق تقدم يخفف من التوترات في المنطقة، فإن ذلك إلى جانب بعض الأشياء الأخرى سيعيد هيبة أنقرة التي يبدو أنها فقدتها في عيون حلفائها المقربين بسبب دعمها للنظام في طهران. ويصر رئيس الوزراء ووزير خارجيته الدؤوب أحمد داود أوغلو، بطبيعة الحال، على أن الحكومة هي الممثل الوحيد نتيجة لسياستها في الحفاظ على علاقات ودية مع جيرانها في التعامل مع إيران بالصورة التي كانت عليها. وهم يأخذون في ذلك استثناء خاصا من الاعتقاد بأن تركيا تعمل كمحامٍ لإيران.

لكن أنقرة وجدت صعوبة في إقناع واشنطن والحلفاء الغربيين الآخرين بهذه الغاية، بل على النقيض من ذلك، تزايدت الشكوك حول حكومة أردوغان، وتصاعدت نتيجة لدعم تركيا لإيران في اجتماعات الأمم المتحدة، دعم لا يتفق وآراء حلفائها في الناتو.

إضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تضيف التقارير الإخبارية - التي لم تكن موثقة لكن على الرغم من ذلك تصدرت عناوين الصحف في أوروبا والولايات المتحدة - والتي قالت إن تركيا وصفت إسرائيل ب«التهديد الرئيسي» في وثيقة أمنها القومي، والتي اشتهرت باسم «الكتاب الأحمر»، أن تضيف المزيد من التعقيدات في علاقة أنقرة مع حلفائها الغربيين.

ومن ثم لا يزال السؤال مطروحا عما إذا كانت المحادثات التي اقترحتها طهران يمكن أن تحدث على الأراضي التركية في ظل هذه الأوضاع. وتشهد أنقرة عددا مختلفا من الروايات حول ذلك. فعلى سبيل المثال يقال إن كاثرين آشتون تعارض فكرة استضافة تركيا للمحادثات النووية، لكنها واجهت معارضة من بعض مجموعة 5+1 الذين يعتقدون أن تركيا، على الرغم من كونها عضوا في حلف الناتو، التي دعمت موقف إيران، تستحق شرف استضافة المحادثات.

ويبدو أن هناك أيضا شكوكا عميقة، خصوصا من جانب واشنطن، حول دوافع إيران الحقيقية في الرغبة في استئناف المحادثات في هذا التوقيت تحديدا، حيث تعتقد الولايات المتحدة والدول الأوروبية أن إيران بدأت تحس بتأثير العقوبات الدولية. وهذا هو ما يجبر إيران على طلب المفاوضات الآن، لا لأنها ترغب في تسوية، لكن في تخفيف الضغوط الدولية التي تشعر بها.

هذا النهج يأتي على النقيض كلية من موقف تركيا، منذ البداية، بأن العقوبات لم تفلح في الماضي ومن غير المتوقع أن تنجح في المستقبل. إصرار إيران على إعلان طهران سيزيد الشكوك في واشنطن بأنها تحاول كسب الوقت وأنها تستخدم تركيا للقيام بذلك. وإذا ما تأكد هذا الاعتقاد فإن ذلك سيقوض من حظوظ أنقرة في استضافة المحادثات النووية. وفي الوقت ذاته أشارت طهران إلى أن أي محادثات يجب أن تقوم على أساس «إعلان طهران» الذي توسطت فيه تركيا والبرازيل في مايو (أيار) لمقايضة 1200 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب.

لكن غالبية أعضاء مجموعة 5+1 يرفضون هذا ويقولون إن إيران زادت من مخزنها من اليورانيوم المخصب إلى 2000 كيلوغرام على الأقل منذ انهيار المحادثات النووية العام الماضي، وإن أي مفاوضات يجب أن تبدأ من هذه النقطة.

الإصرار الإيراني على إعلان طهران يهيئ الساحة لإثارة شكوك واشنطن من أن إيران تحاول كسب الوقت وأنها تستخدم تركيا للقيام بذلك. وإذا ما صح هذا الافتراض فإن ذلك سيقوض بصورة أكبر حظوظ روسيا في استضافة المحادثات النووية.

من ناحية أخرى، تظهر الإشارات الصادرة عن مصادر دبلوماسية في أنقرة أنه حتى وإن عقدت المحادثات في نهاية الأمر في تركيا فلن تكون أنقرة هي طاولة التفاوض.

ورغم رغبة موسكو في الحفاظ على المحادثات لمجموعة 5+1+ إيران دون تدخل لطرف خارجي، فإن إيران رغم ذلك قالت إن أطراف أخرى يجب إشراكها - تعني بذلك تركيا والبرازيل بكل تأكيد - لكن لا يبدو ذلك كشرط مسبق لاستئناف المفاوضات.

إذا أقيمت المفاوضات في فيينا، التي يتوقع أن تكون مضيفة الحدث، ووقفت تركيا على الهامش تشاهد الفعاليات، فمن الواضح أن أي تقدم على صعيد المحادثات بين دول 5+1 سيخفف الضغط على أنقرة في علاقاتها مع واشنطن.

إضافة إلى هذا، فمن المؤكد أن اتفاقا يمكن التوصل إليه مع إيران - سواء شاركت فيه تركيا أم لا - سيخفف أيضا من التوترات الإقليمية التي تتعارض مع المصالح التركية أيضا.

هذه الميزات المتوقعة التي ستتجمع لدى تركيا تجعل من التسوية مع إيران ذات أهمية مزدوجة بالنسبة إلى تركيا لأن حكومة أردوغان بحاجة أيضا إلى ضمان ألا تستخدم من قبل إيران التي تحاول كسب المزيد من الوقت.

====================

سبيل جديد إلى الأمام للولايات المتحدة وإندونيسيا

بريان دي هانلي

مصدر المقال: خدمة الأرضية المشتركة الإخبارية

12 تشرين الثاني/نوفمبر 2010

www.commongroundnews.org

جاكرتا – وصل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما إلى إندونيسيا هذا الأسبوع ليبدأ زيارة تاريخية. قضى "باري"، كما هو معروف هنا في إندونيسيا، عدداً من سنوات صباه المبكرة هنا في جاكرتا، عاصمة إندونيسيا النشطة الصاخبة.

 

توفر زيارة أوباما فرصة نادرة للولايات المتحدة للاعتراف بتقدم إندونيسيا العالمي الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والمجتمعي والثقافي، ولتشجيع العناية والاهتمام المستمرين اللذين توليهما الحكومة والمجتمع المدني للمهمة الهائلة في بناء السلام المستدام في إندونيسيا وعبر جنوب شرق آسيا وما وراءها.

 

وتعتبر إندونيسيا، وهي ديمقراطية ناشئة لها تاريخ طويل من الاعتدال العلماني، رابع دولة في العالم من حيث الكثافة السكانية، حيث يسكنها أكثر من 250 مليون نسمة في 17,000 جزيرة. وقد تمتعت الدولة بفترة جيدة من السلام والاستقرار، إلا أن هناك حاجة للمزيد من العمل لإرساء قواعد السلام في مناطق النزاع السابقة والحالية في إندونيسيا، ولمواجهة التطرف العنيف.

 

وقد أثارت زيارة أوباما، التي تأجلت مرات عديدة، العديد من العواطف، إذ يحتج العديد من الإندونيسيين على العمليات العسكرية الأمريكية المستمرة في العراق وأفغانستان، واليأس المستمر للشعب الفلسطيني، الذي يُلقى باللوم بسببه ليس فقط على إسرائيل وإنما كذلك على السياسة الأمريكية. وقد ثار ناشطو حقوق الإنسان نتيجة لمقترحات بأن تقوم الولايات المتحدة بإعادة إنشاء روابط عسكرية مع قوات كوباسوس الخاصة الإندونيسية، والتي اتهمت منذ عقود عديدة بانتهاك حقوق الإنسان في أنحاء إندونيسيا ومستعمرتها السابقة، تيمور ليستي.

 

ورغم أهمية هذه القضايا وضرورة التعامل معها، إلا أنه يتوجب على أوباما عدم تركها تهيمن على أجندته وتؤثر سلباً على زيارته الهامة، حيث أن معظم الإندونيسيين يرغبون باعتناق أسلوب جديد نحو الأمام في العلاقات الأمريكية الإندونيسية.

 

يستطيع أوباما من خلال التركيز على قضايا مثل التعاون الاقتصادي والرعاية البيئية والحكم الرشيد واستئصال الفقر والنضال ضد الإرهاب أن يضع أسس الطريق وأن يدفع بأجندته العالمية الطموحة قدماً. فالوقوع في شرك التوجهات السلبية لا ينفع إلا قليلاً بعد أن ثبت أن التوجهات الإيجابية هي أكثر فاعلية.

 

يتوجب على أوباما كذلك أن يعتبر إندونيسيا منبراً هاماً لمخاطبة العالم المسلم، والبناء على غصن الزيتون الذي قدمه في القاهرة السنة الماضية.

 

يملك أوباما، من خلال مخاطبته الإندونيسيين والمواطنين العالميين فرصة لإحياء الأمل بعالم أكثر سلاماً كالذي دفعه نحو هذا المنصب العالي، في وقت يُعتبر العالم في أمسّ الحاجة إليه. يجب ألا تلهي أية تحديات محلية أو تحولات في الحكم، كبيرة أكانت أم صغيرة، أوباما عن التزاماته بجسر الفجوة بين ما يسمى بالعالم المسلم والعالم الغربي، والعالمين الشرقي والغربي، والشمال والجنوب.

 

يتوجب على أوباما كذلك أن يوفر تشجيعاً لطيفاً متواضعاً لإندونيسيا ليس فقط للحفاظ على التزاماتها العالمية، وإنما كذلك لتأخذ دوراً قيادياً في تشجيع التسامح الديني ودفع الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية قدماً، إقليمياً وعالمياً. ويشكل جنوب شرق آسيا مكاناً ممتازاً للبدء بذلك، وقد أظهرت إندونيسيا قدرتها القيادية من خلال تشجيعها الديمقراطية في دولة بورما المجاورة. إضافة إلى ذلك فإن لدى إندونيسيا الكثير لتقدمه لتايلند والفلبين وهما تتعاملان مع أعمال تمرد على مستويات منخفضة وفترات متقطعة من عدم الاستقرار السياسي.

 

وبالإضافة إلى دورها في جمعية أمم جنوب شرق آسيا، يتوجب الاستفادة من إندونيسيا كلاعب إستراتيجي في دفع السلام العالمي والأمن في أماكن أخرى. يمكن لدعم إندونيسيا وتشجيعها أن يشكلا واحداً من مفاتيح حل لغز طموحات إيران النووية، حيث أن الكثيرين يرونها مشاركاً مسلماً عادلاً وغير متحيز. يجب اتباع الدبلوماسية المعقولة المرتكزة على المنطق في الأمم المتحدة من قبل عدد متزايد من الأطراف القلقة، بحيث تلعب إندونيسيا دوراً قيادياً.

 

وبالمثل، يمكن لإندونيسيا أن تشكّل عنصراً أساسياً في إعادة تنشيط عملية السلام في الشرق الأوسط، التي توقفت مرة أخرى. يمكن لإيماءات مُهمة نحو إسرائيل، مثل روابط دبلوماسية واقتصادية، أن تشكل حافزاً لأسلوب جديد نحو الأمام لكافة اللاعبين المعنيين.

 

يجب عدم تجاهل دور إندونيسيا الهام كصاحبة مصالح واهتمامات عالمية. ويتوجب على الولايات المتحدة أن تبني وتطور العلاقة مع شريكها وحليفها القوي في مجموعة G20. لقد حان الوقت للانتقال إلى ما وراء نماذج الاستعمار والهيمنة والإمبريالية، واعتناق الحوار والتعاون المتعدد الأطراف. فمن خلال ذلك، يصبح إيجاد أرضية مشتركة الأمر المشترك، ويستطيع المواطنون العيش بسلام ضمن إطار يسوده الاحترام لحكم القانون.

 

لقد فُتِن العديد من الإندونيسيين بأوباما منذ بداية حملته الانتخابية الرئاسية. فلنبن على هذه العلاقة الشخصية القوية الإيجابية ولنبدأ بتحويل التاريخ من خلال المشاركة المفتوحة والصادقة والبنّاءة.

ـــــــــ

* بريان دي هانلي هو مدير منظمة البحث عن أرضية مشتركة لمنطقة آسيا.

كُتب هذا المقال لخدمة الأرضية المشتركة الإخبارية.

تم الحصول على حقوق نشر هذا المقال.

===================

لم تمت التعددية الثقافية في ألمانيا

لويس غروب

كُتب هذا المقال لخدمة الأرضية المشتركة الإخبارية.

مصدر المقال: خدمة الأرضية المشتركة الإخبارية

12 تشرين الثاني/نوفمبر 2010

www.commongroundnews.org

بون، ألمانيا – أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مؤخراً أن التعددية الثقافية "ماتت".

ليس لهذا التصريح أساس واقعي، لأن تعبير "التعددية الثقافية" لا يعني أكثر من التعايش القائم والعامل لثقافات مختلفة ضمن المجتمع، الأمر الذي يعني أن التعددية هي في الواقع مفهوم عالمي لا زمان له. وفي هذا العالم المعولم، يصبح هذا المفهوم ساري المفعول أكثر من أي وقت مضى، حيث لم يعد هناك أي شيء يشبه المجتمع أو الأمّة المتناغمة عرقياً.

 

كانت كلماتها بشكل أساسي عبارة عن تنازل للجماهير المحافظة داخل حزبها. إضافة إلى ذلك فإن الأصوات المعادية للإسلام والهجرة آخذة في التزايد في أوساط الجمهور الناخب كذلك. وقد فتح ثيلو سارازين، السياسي السابق وعضو مجلس الإدارة في بنك دويتشة في كتابه "ألمانيا تستغني عن نفسها" الذي نشر الصيف الماضي، فتح أبواب الطوفان للجدل العام حول التعددية الثقافية عندما ادعى أن النسبة المرتفعة للهجرة إلى ألمانيا تؤدي إلى انحطاط خطير في الحضارة والتحضّر، وبالتالي تفسد خزان الجينات الألمانية ذو النوعية العالية.

من المستحيل إنكار أن الهجرة غير المسيطر عليها قد أوجدت مشاكل التكامل في أوروبا في الماضي. فألمانيا، وأوروبا بشكل عام، تعاني من مشاكل كبيرة وخطيرة في التكامل والانخراط. تقوم قطاعات كبيرة من المهاجرين على سبيل المثال بفصل نفسها عن التيار الرئيس في المجتمع، وتشعر أنها مستثناة في الكثير من الحالات نتيجة لعجزها الشديد في اللغة الألمانية. ونتيجة لهذه المشكلة اللغوية الخبيثة والسّامة، لا يعد يستطيع الأساتذة في بعض المدارس تنظيم وإدارة صفوف منتظمة لأن التلاميذ لا يفهمون ما الذي يحاول الأستاذ إيصاله لهم.

كذلك هناك العديد من الرجال المهاجرين الذين يقيمون في ألمانيا، والذين يفصلون أنفسهم عن بقية المجتمع نتيجة لشعورهم بالعزلة ويصبحون أكثر انفتاحاً تجاه التفكير المتطرف، الأمر الذي ربما يفسّر فشل مخططات تفجير القطارات عام 2006 والتي قام بها لبنانينان كانا يقيمان في ألمانيا منذ عدة سنوات. وغني عن القول أن عدداً ضئيلاً جداً فقط من هؤلاء المهاجرين على استعداد للقيام بهذه الأعمال الإرهابية.

 

إن هذا الجدل أمر مخجل، إذا ما اعتبرنا أن سبب صعود ألمانيا لتصبح واحدة من أغنى الدول يعود على أقل تقدير للمهاجرين الأتراك الذين عملوا بكدّ وتعب بعد أن أغواهم القدوم إلى هنا في ستينات القرن الماضي. ما كان لألمانيا بدون هؤلاء أن تصبح الدولة الغنية كما أصبحت الآن. ويعي صانعو السياسة في برلين هذه القضايا، ولكن أحداً ليس على استعداد أن يدعي أن التعاون في مجتمع تعددي ممكن في غياب قيم أساسية تنطبق على الجميع.

 

وتعلم المؤسسة السياسية أن مشاكل التكامل التي نواجهها اليوم يمكن أن نعزوها بشكل عام إلى مشكلة اجتماعية سياسية وليس مشكلة وراثية أو دينية. إلا أن الفرضيات المنافية للعقل التي يطرحها سارازين يمكن دحضها ببساطة وسرعة من خلال مجرد اتخاذ نظرة سريعة عبر المحيط الأطلسي: ففي الولايات المتحدة، يتكامل المهاجرون المسلمون (ولد ثلثا المسلمين الأمريكيين خارج الولايات المتحدة) بشكل كامل ويعتبرون ناجحين اقتصادياً بشكل أكبر مقارنة بمهاجرين من خلفيات أخرى هناك، حسب استطلاع أجرته مؤسسة بيو Pew عام 2007، كما أنهم يتمتعون بمستوى أعلى من التعليم.

 

ومن العوامل الأخرى التي ربما أدت إلى تصريحات ميركل أن الأزمة الاقتصادية في ألمانيا، كما هو الحال في أوروبا كلها، ساعدت على انتشار جو من عدم الوضوح والشك. وفي زمن كهذا يصبح الناس على درجة من الغضب والعصبية، ويميل الناس العصبيون لأن يتصرفوا بعدوانية أكبر.

إلا أن النظام الديمقراطي الأساسي ليس متأصلاً في الازدهار الاقتصادي وإنما في الأفكار: أفكار مثل الحقوق المتساوية وحريات الأديان. وقد فعلت الحكومة الألمانية تحت حكم ميركل الكثير لتشجيع هذه القيم. وخلال الفترة التشريعية الأخيرة على سبيل المثال، صرح وزير الداخلية ولفغانغ شوبل بشكل مؤكد أن الإسلام هو جزء من ألمانيا. كذلك عزز الرئيس الألماني الجديد كريستيان وولف هذه الرسالة في خطابه يوم 3 تشرين الأول/أكتوبر في يوم الوحدة الألمانية في ذكرى توحيد ألمانيا عام 1990.

إلا أن الانتقاد الذي حصده وولف بعد ذلك من حزبه والجمهور بشكل عام كان كبيراً، الأمر الذي يكشف منظوراً سائداً بأنه كان يعمل على إفشال القيم الثقافية الغربية.

والعكس هو الصحيح في الواقع. فمن خلال هذه الرسالة، أكد وولف على أن المسيحيين الذين يقيمون في تركيا، مثلهم مثل المسلمين الذين يقيمون في ألمانيا، يملكون حق المعاملة المتساوية. وهؤلاء الذي يدعون أنه يتوجب على العالم الغربي الوقوف إلى جانب جذوره المسيحية وأن يحجبوا الاعتراف بالإسلام بشكل منهجي، هم في الواقع يعملون باتجاه إلغاء الديمقراطية والحرية الدينية.

النتيجة هي لا، ليست التعددية الثقافية ميتة، لأن الدولة التي بنيت على القيم الديمقراطية الأساسية مثل حرية العبادة، تثبت قوتها الحقيقية ليس من خلال الرفض وإنما من خلال تأكيد تنوعها الثقافي.

كان هذا هو الحال دائماً، وسوف يبقى كذلك دائماً.

ـــــــ

* لويس غروب صحفي مستقل مركزه كولن في ألمانيا، وهو متخصص في قضايا الإيمان والأدب العالمي، وكذلك محرر في Qantara.de، وهي مجلة إلكترونية تغطي قضايا تتعلق بالغرب والعالم المسلم.

تم الحصول على حقوق نشر هذا المقال.

=======================

نحن الشعب: إعادة بناء سلامة العقل في أمريكا

سوزان كوشيز

مصدر المقال: خدمة الأرضية المشتركة الإخبارية

12 تشرين الثاني/نوفمبر 2010

www.commongroundnews.org

واشنطن العاصمة – "عانق مسلماً اليوم". كانت تلك أول يافطة يمسك بها أحدهم مشاهدتها لدى وصولي إلى الاحتفال لاستعادة سلامة العقل، الذي عقد مؤخراً بعد ظهر يوم خريف جميل في الحديقة الوطنية بواشنطن العاصمة. حددت تلك اليافطة روح بقية الاحتفال.

 

أنا ابنة ستينات القرن الماضي. وقد يكون هذا هو سبب شعوري بأن ذبذبات الاحتفال كانت معروفة لدي. ورغم أنه تم تقدير عدد الجمهور بحوالي 200,000 شخص، وكان من الصعب سماع أو رؤية ما يحصل على المسرح، إلا أن الناس كانوا مهذبين ومسالمين وإيجابيين.

 

وقفنا لمدة ثلاث ساعات ملتصقين معاً نصغي للموسيقى وغيرها من نشاطات الأداء. هتف الجمهور عندما صعد المغني ذائع الصيت كات ستيفنز، الذي أصبح يعرف اليوم باسم يوسف إسلام إلى المسرح لأداء أغنيته الأيقونة "قطار السلام". أصغى الجمهور كذلك للشعر، ولكن معظمهم أتوا من أجل الفكاهة، التي كانت تسخر وتتندر مرحاً من الجو المستقطَب بسخونة والمناخ الثقافي في أمريكا اليوم.

 

برزت رسالة إلى "نحن الشعب"، ليس فقط لهؤلاء منا الذين حضروا الاحتفال، وإنما لجميع الأمريكيين: "نستطيع أن نختلف دون أن نصبح أعداء أو نحتاج أن نعرف الفرق بين الاثنين. وإذا قمنا بتضخيم كل شيء فلن نسمع شيئاً"، قال جون ستيورات.

 

كان جون ستيورات، ضيف "البرنامج اليومي" على محطة "كوميدي سنترال" القوة المنظمة وراء الاحتفال. وعندما اقتربت نهاية الاحتفال الكبير تحول ستيورات إلى الجدية وألقى أكثر الخطابات روعة سمعتها منذ مدة طويلة.

 

ألقى ستيورات ببعض اللوم للجو المستقطَب في الولايات المتحدة على الإعلام، وقام بالضرب على وسائل الإعلام تلك التي تبالغ في وصف خلافاتنا وتصب الزيت على نار التوترات بيننا. وقد اعترف أن طروحات المتطرفين في الإعلام قد تكون جيدة للحصول على نقاط الجمهور للمحطة التلفزيونية، ولكنها ليست جيدة لبلدنا.

 

وفي رد على الأسلوب الذي يبالغ فيه الإعلام بالخلافات بين الناس قال ستيورات: "يستطيع الإعلام رفع عدسته المكبّرة على مشاكلنا وأن يقوم بإلقاء الضوء على مشاكل لم نرها حتى الآن، أو يستطيع أن يستخدم عدسته المكبرة ليسلط أشعة الشمس على نملة فيحرقها". وأضاف قائلاً أن الأمريكيين لا يعيشون "على تلفزيون الكابل: نحن نعيش في قيمنا وفي المبادئ التي تشكّل الأسس التي تديمنا".

 

ويضيف ستيورات معلقاً على الخوف المتنامي الذي يشعر به الأمريكيون تجاه المسلمين، أن عدم القدرة على التمييز بين الإرهابيين والمسلمين يجعلنا أقل أمناً وسلامة، وليس أكثر.

 

أثار ستيورات قضية الإعلام مخبراً أيانا أن أمريكا مفرّقة أيديولوجياً لأن واقع الأمر هو أن معظم الأمريكيون لا يعيشون حياتهم كديمقراطيين أو جمهوريين أو محافظين أو ليبراليين، فنحن نمارس روتيننا اليومي ونحن نفعل ما نجيده، كأناس وليس كدعاة أيديولوجيا.

 

يقول المؤلف كارل أولبريخت في كتابه "الذكاء العملي" أن الكلمات لها أهميتها. "يمكن للكلمات أن تشكّل أسلحة ويمكنها أن تكون أدوات. ويمكنها أن تكون فناً. وباستطاعتها إلهامنا أو تحريضنا أو إشعال نيراننا أو تهدئتنا أو إعلامنا أو تثقيفنا أو إساءة قيادتنا أو استغلالنا أو إرباكنا. لقد فهم العديد من القادة المشهورين سيكولوجية اللغة واستخدموا تلك المعرفة لإثارة الشعوب وتحريكها، لأهداف جيدة وكذلك شيطانية. تملك القصائد والأدب والشعارات الشعبية المجازات والأناشيد الوطنية القدرة على تحريك أفراد الشعب بأساليب عميقة".

 

فإن استخدامنا للكلمات هو قلب الاحتفال. لم يدافع أحد عن نسيان أو تجاهل وجود خلافات حقيقية بيننا. إلا أن الاحتفال ذكّرنا أن باستطاعتنا أن نكون مهذبين تجاه بعضنا بعضاً، وأن باستطاعتنا أن نصغي لبعضنا بعضاً وأن نتعلم من بعضنا بعضاً.

 

ما الذي نخسره من محاولتنا ذلك؟

 

نظرت حولي فرأيت يافطات تعكس تلك الروح: "عاملوا بعضكم بعضاً بامتياز"، "أن تكون لطيفاً هو الأسلوب الجديد الأفضل"، و"تتطلب الحضارة تصرفاً حضارياً"، ويافطة ربما نتفق عليها جميعاً بغض النظر عن سياستنا أو عقيدتنا أو ديننا. كانت طفلة تحمل يافطة كتب عليها ببساطة: "المزيد من الشوكولاتة، رجاءاً"!

ــــــــــ

* سوزان كوشيز هي مديرة الاتصالات في منظمة البحث عن أرضية مشتركة. ظهر هذا المقال للمرة الأولى في The Sacramento Bee وقد كُتب هذا المقال لخدمة الأرضية المشتركة الإخبارية.

تم الحصول على حقوق نشر هذا المقال.

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ