ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
J
حائط
البراق إسلامي ولو كره نتنياهو رأي
القدس: 2010-11-26 القدس
العربي في
اسرائيل ضجة كبرى، ليس بسبب جمود عملية
السلام، وتوقف المفاوضات مع
الفلسطينيين، وانما بسبب دراسة
فلسطينية اعدها المتوكل طه، نائب وزير
الاعلام في السلطة، واثبت فيها
بالوثائق ان حائط البراق (المبكى) ليس
يهودياً، وليس له اي علاقة بهيكل
سليمان المزعوم، وانما هو اثر اسلامي
وجزء لا يتجزأ من المسجد الاقصى. بنيامين
نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي
استشاط غضباً من هذه الدراسة،
واعتبرها دليلاً على عدم التزام
الرئيس محمود عباس بالسلام واقامة
جسور التعايش بين اليهود والفلسطينيين
وطالب في بيان رسمي السلطة بالتنصل من
هذه الدراسة وادانتها. الدراسة
لم تأت بجديد، فهذه الحقيقة معروفة لا
تحتاج الى وثائق لاثباتها، فالقدس
كلها بشطريها الشرقي والغربي مدينة
اسلامية ومسيحية مقدسة لاتباع
الديانتين، وجميع الحفريات
الاسرائيلية التي اجريت تحت المسجد
الاقصى على مدى الستين عاماً الماضية
لم تجد اثراً يهودياً واحداً يعتد به،
ويثبت المزاعم الاسرائيلية حول يهودية
المدينة. نتنياهو
يعرف جيداً ان هناك دراسات عديدة،
عربية واسلامية، تثبت ان حائط البراق
اثر اسلامي، ولكن غضبته الحالية تأتي
من كون معد هذه الدراسة احد المسؤولين
الكبار في السلطة الفلسطينية. فهو
يعتبر هذه السلطة ملحقا لدولته،
وخادمة مطيعة لامنها، ومستعدة لمسح
الذاكرة الفلسطينية تماما ارضاء
لقادتها ومسؤوليها. انها
قمة الصلافة والغطرسة، بل والوقاحة ان
يطالب نتنياهو الرئيس عباس بادانة هذه
الدراسة والتنصل من مضمونها، فهو بمثل
هذا الطلب يثبت ان كل المزاعم حول
ديمقراطية اسرائيل وحضارتها مجرد
اكاذيب ليس لها اي اساس من الصحة. فالدولة
الديمقراطية الحضارية تحترم الرأي
الآخر، مثلما تحترم الدراسات العلمية
والفكرية حتى لو اختلفت مع بعض ما ورد
فيها، لان الحرية الاكاديمية من
المفترض ان تكون مقدسة، ومحترمة،
اللهم الا اذا كانت حرية البحث العلمي
مضمونة بالنسبة الى الاسرائيليين فقط،
ولا تنطبق على غيرهم، خاصة اذا كانوا
من الفلسطينيين. وما
يؤكد هذه النظرية، اي عدم احترام
الاسرائيليين للبحث العلمي الصرف،
الحملات الشرسة التي يتعرض لها بعض
الاكاديميين الاسرائيليين الذين
يختلفون مع الفكر الصهيوني، الامر
الذي يدفعهم للجوء الى دول غربية بعد
اغلاق كل الابواب في وجوههم، ومن هؤلاء
البروفسور ايلان بابيه مؤلف كتاب 'التطهير
العرقي للفلسطينيين على ايدي الحركة
الصهيونية' الذي يعيش حاليا في
بريطانيا. السلطة
الفلسطينية يجب ان لا ترضخ لحملات
الابتزاز هذه التي يشنها ضدها نتنياهو
وان ترفض مطالبه بالتنصل من هذه
الدراسة وادانتها، وان تقف بشجاعة الى
جانب السيد المتوكل طه، وتتبنى دراسته
هذه، لانها تأكيد للمؤكد، واثبات للحق
الشرعي العربي والاسلامي بالقدس
المحتلة. =====================\ الازمة
المالية الأوربيةإلى أين؟ رامي
عبده 2010-11-26 القدس
العربي الأزمة
المالية الايرلندية الأخيرة كشفت عن
عمق المأزق الذي يحياه الاقتصاد
الغربي بشكل عام والأوروبي على وجه
الخصوص، فالنظام المصرفي الايرلندي
إهتز أمام أعين الجميع دون القدرة على
كبح جماح هذا التدهور فيما تغرق
الحكومة الإيرلندية كباقي دول الاتحاد
الأوروبي في الديون. ومع
احتدام الأزمة المالية يواجه أكثر من
خمس سكان ايرلندا عدم القدرة على
الوفاء بمستحقات القروض العقارية كما
زاد معدل البطالة عن 13% فيما يحلق العجز
في موازنتها الى ما فوق 30% من إجمالي
الناتج المحلي. لقد
عبر لجوء ايرلندا عقب اليونان لطلب حزم
انقاذ مالية من رئاسة الاتحاد
الاوروبي وصندوق النقد الدولي عن
العواقب الوخيمة للسياسات الحكومية
المالية والنقدية التي سمحت بالتوسع
في الانفاق والاقتراض على المستوى
الحكومي والسماح ايضا بتوسع اعتمادية
المصارف على الاقتراض مما سبب تشوها
حقيقيا في هياكل رأس المال. ورغم
ان الاعتمادية على الدين العام لا تمثل
حالة خاصة بدول الاتحاد الاوروبي حيث
تشير المعطيات الى ارتفاع حجم الدين
العام لحكومات العالم الى مستوى ما فوق
40 تريليون دولار يتقدمها الولايات
المتحدة واليابان بقيمة تعادل 13.8 و 9
تريليون دولار على التوالي، إلا أن وضع
دول الاتحاد الاوروبي وتحديدا منطقة
اليورو وصل لمرحلة اختبار حقيقي فشلت
فيها المعالجات وضاعفت من حدة الأزمة. لقد
تنبأت الحكومة الايرلندية منذ اكثر من
عام لعواقب الخلل في هياكل المصارف
المالية وضخت مئات الملايين من اجل دعم
القطاع المصرفي واعتمدت خطة قاسية
للتقشف إلا أن ذلك ادى في المقابل الى
ارتفاع سعر الفائدة على الاقراض الامر
الذي فشل في وقف تدحرج كرة الثلج، مثل
هذا الامر يحدث مع الدولتين المرشحتين
لتكونان الضحيتين المقبلتين لازمة
القروض حيث بلغ سعر الفائدة على
السندات الاسبانية والبرتغالية الى ما
فوق 5% و 7% على التوالي. التساؤل
المطروح الآن الى أين يمكن ان تأخذنا
الأزمة الحالية التي جاءت لتسكب الزيت
على نار الأزمة المالية العالمية
المتفجرة منذ نهاية عام 2007 ولا تزال
تداعياتها صعبة الاحتواء. يدرس
المحللين عواقب تلك الازمة على
الاقتصاد العالمي وما اذا كان الامر
سيتجاوز منطقة اليورو ليشمل دول
العالم قاطبة، إلا أن ما يمكن الجزم به
ان التداعيات على القارة الأوروبية
ستكون كبيرة وفرص المعالجة لن تكون إلا
على المدى الطويل. واذا
ما قدر لمعالجة الأزمة على المدى
الطويل أو المتوسط النجاح فإن ذلك
يعتمد بشكل أساسي على عاملين رئيسيين،
العامل الأول يتمثل في مدى قدرة الدول
الأوروبية على المساهمة في تغطية
تكاليف خطط الانقاذ المتوقع تتابعها
في الأشهر بل ربما في الأسابيع القادمة.
تدرك الدول الأوروبية الأكثر حصانة
حتى الان من تداعيات الأزمة مثل
ألمانيا وبعض الدول الاسكندافية أهمية
ان تقوم بانقاذ ما يمكن انقاذه لانها
تعلم ان انهيار الوحدة الاوروبية
النقدية يمثل رهانا وتحديا كبيرا لها
وإلا فان العواقب الاجتماعية
والاقتصادية ستكون كبيرة وربما تؤدي
الى انهيار الاتحاد الاوروبي. إلا أن
هذا الأدراك يقابله تململ في العديد من
الأوساط الرسمية الأوروبية من
الاستمرار في تحمل عبء السياسات
الخاطئة للدول الأخرى، اضافة الى
الأصوات على المستوى الشعبي التي ترفض
توجيه أموال دافعي الضرائب الى مساعدة
دول أخرى أو إلى القطاع المصرفي. أما
العامل الاخر فيتمثل في مدى قبول شعوب
تلك الدول الأوروبية إلى ما تسميه
هيمنة الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد
الدولي والانتقاص من سيادتها، مثل هذه
الأصوات متواجدة بقوة كما في الحالة
اليونانية وحتى في الحالة الإيرلندية
والمعروف عن الشعب الإيرلندي رفضه
التاريخي وحساسيته لأية انتقاص من
سيادته. يضاف إلى ذلك قدرة الحكومات
الاوروبية بشكل عام بما فيها تلك
المتعرضة للأزمة بشكل مباشر على تحمل
إجراءات التقشف القاسية والمعايير
المطالبة بها من قبل الاتحاد الأوروبي
وصندوق النقد الدولي، خاصة في ضوء ما
شهدناه من احتجاجات صاخبة في فرنسا
عندما اعلنت عن رفع سن التقاعد من 60 عام
الى 62 عام بغرض التحكم في الانفاق،
اضافة الى التظاهرات الأخير في كل من
بريطانيا والبرتغال واليونان. محلل
مالي- مانشستر =====================\ تصريحان
لافتان حول التسوية والتفاوض ياسر
الزعاترة الدستور 27-11-2010 خلال
اليومين الماضيين سمعنا تصريحين
لافتين حول التسوية والتفاوض أو الملف
الفلسطيني بتعبير أدق ، الأول من
الرئيس الفلسطيني والثاني من الرئيس
المصري ، ولا حاجة للتذكير بأن الرجلين
هما الأكثر تأثيرا في الملف المذكور
خلال المرحلة الراهنة ، من دون أن يعني
ذلك تهميشا تاما للآخرين. التصريح
الأول كان للرئيس المصري إثر لقائه
بالعاهل البحريني ، حيث دعا إلى
استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين
والإسرائيليين ، محذرا من انه بغياب
المفاوضات ستبني الدولة العبرية
المستوطنات على كل الأراضي الفلسطينية. وفيما
أوضح الرئيس المصري أن بلاده لا تفرض
شيئا على الفلسطينيين ، وإنما "تتناقش"
معهم و"تنصح" لهم ، فإن واقع الحال
يؤكد أن القاهرة كانت ولا تزال المرجع
الأكبر بالنسبة للسلطة الفلسطينية ،
لاسيما حين تنسجم في مواقفها مع ما
يريده قادتها ، أي استئناف التفاوض
الذي يشكل حياة بالنسبة إليهم ، هم
الذين تورطوا في شرط وقف الاستيطان
كشرط للمفاوضات المباشرة بسبب أوباما
الذي اعتقد أن بوسعه فرض ذلك على
نتنياهو قبل أن يتبين أنه أضعف من ذلك
بكثير. كلام
الرئيس المصري يؤكد الوجهة التي
تتبناها القاهرة ممثلة في العودة إلى
المفاوضات ، إذ لا يعقل أن يجاهد
أوباما من أجل إقناع نتنياهو بتجميد
الاستيطان لمدة ثلاثة أشهر في الضفة
الغربية باستثناء القدس ثم يأتي من
يقول له لا ، لاسيما ونحن نعلم حاجة
القاهرة إلى رضا واشنطن بسبب
الانتخابات التشريعية أولا ، وبسبب
الانتخابات الرئاسية بعد ذلك (أطلق
التصريح يوم الخميس الماضي ، أي قبل
الانتخابات الأولى بثلاثة أيام). والحق
أن منطق الرئيس المصري بشأن ضرورة
استئناف المفاوضات ليس جديدا ، فهو
ذاته الذي استخدمته القيادة
الفلسطينية لتوقيع اتفاق أوسلو ، وبعد
ذلك سائر خطوات التفاوض ، بما في ذلك
التفاوض مع أولمرت ثلاث سنوات وهو يصعد
الاستيطان على نحو مسعور. ودعك من
القول إنه منطق غريب يتعامل مع
الاستيطان كما لو كان قدر الله في
الأرض ، ولا مجال لتفكيكه لو فرضت
وقائع جديدة على الاحتلال ، بدليل
مستوطنات غزة التي كان شارون يشبهها
بمستوطنات الضفة الغربية الكبيرة التي
وافق الرئيس الفلسطيني على الإبقاء
عليها تحت مسمى تبادل الأراضي. التصريح
الثاني الذي نحن بصدده صدر من الرئيس
الفلسطيني ، فقد كرر الرجل رفضه لمشروع
الدولة المؤقتة ، لكنه عاد واستدرك
قائلا ، إنه إذا كانت تلك الدولة في
إطار حل معروف النهاية فمن الممكن
التفكير فيه. هذا
تطور جديد وبالغ الأهمية في واقع الحال
، حيث دأب الرئيس على الرفض من دون لكن
، مع التذكير (من باب المناكفة) بأن
حماس قد وافقت على تلك الدولة عبر ورقة
أحمد يوسف كما عرفت في الأوساط
السياسية ، وهي ورقة سلمتها جهات
أوروبية للمذكور ورفضتها حماس رفضا
قاطعا. اللافت
في تصريح الرئيس الفلسطيني هو قوله قبل
الاستدراك إننا لو قبلنا بها (الدولة
المؤقتة) ليومين فستكون هي الدولة ذات
الحدود الدائمة ودون القدس. إذا
جئنا نفكر في الطريقة التي ستدفع
الرئيس نحو قبول تلك الدولة فلن يكون
الأمر صعبا بحال ، إذ سيتم ذلك من خلال
ورقة ضمانات أمريكية ، والأرجح من خلال
اتفاق الإطار الذي سيظهر لاحقا ، حيث
سيقال إن تلك الدولة هي محطة قبل
التفاوض حول قضايا الحل النهائي ،
والنتيجة أن ذلك يأتي تكرارا لما ورد
في خريطة الطريق التي اعتبرت الدولة
المؤقتة مرحلة ثانية بعد المرحلة
الأولى التي يتم خلالها التأكد من وقف
االفلسطينيين للإرهاب والتحريض. اتفاق
الإطار لن يغني عن الرئيس وفريقه شيئا
، فما قاله هو الذي سيحدث ، إذ سيتحول
المؤقت إلى دائم ، ربما مع بعض
التغييرات الطفيفة ، حيث ستغدو الدولة
المؤقتة (في حدود الجدار وبدون سيادة
ولا القدس ولا عودة اللاجئين) ، ستغدو
دائمة وذات نزاع حدودي مع جارتها. أليس
هذا ما يتحرك على الأرض منذ أربع سنوات
برعاية دايتون (آلان مولر) وتوني بلير
وتنفيذ سلام فياض؟، بدورنا
قلنا وسنظل نقول إننا على يقين من أن
هذه الصفقة لن تمر ، حتى لو مرت مراحلها
الأولى ، فشعبنا العظيم لن يقبل بها
بأي حال ، ولن يلبث أن ينتفض في وجهها
بعد وقت لن يطول بإذن الله. =====================\ عبداللطيف
القرشي الرأي
الاردنية 27-11-2010 غدا
موضوع المياه مرشحاً لإشعال الحروب في
منطقة الشرق الأوسط وفقاً لتحليل
دوائر سياسية عالمية، خاصة ان اغلب
الأقطار العربية لا تملك السيطرة
الكاملة على منابع مياهها. فأثيوبيا
وتركيا وغينيا وإيران والسنغال وكينيا
وأوغندا وربما زائير ايضاً هي بلدان
تتحكم بحوالي 60% من منابع الموارد
المائية للوطن العربي. ويدور الحديث
الآن حول ارتباط السلام في الشرق
الأوسط بالمياه بعد اغتصاب إسرائيل
لمعظم نصيب دول الطوق العربي من المياه.
كما ان بعض الدول أخذت تتبنى اقتراحاً
خطيراً للغاية يتمثل في محاولات إقناع
المجتمع الدولي بتطبيق اقتراح تسعير
المياه، وبالتالي بيع المياه الدولية.
ويقع على رأس هذه الدول تركيا وإسرائيل.
والأخطر من ذلك تبني بعض المنظمات
الدولية (كالبنك الدولي ومنظمة الفاو)
لتلك الاقتراحات، متناسين حقيقة
الارتباط الوثيق بين الأمن المائي
والأمن الغذائي من جهة، والأمن القومي
العربي من جهة أخرى. «إن
قضية المياه في الوطن العربي تكتسب
أهمية خاصة نظراً لطبيعة الموقع
الاستراتيجي للامة العربية، حيث تقع
منابع حوالي 60% من الموارد المائية
خارج الأراضي العربية، مما يجعلها
خاضعة لسيطرة دول غير عربية، وما يزيد
الأمر تعقيداً يكمن فيما يعانيه الوطن
العربي من فقر مائي يصل في وقت قريب الى
حد الخطر مع تزايد الكثافة السكانية
وعمليات التنمية المتواصلة». هناك
ثلاثة تحديات على العرب مواجهتها لحل
مشكلة المياه وهي: اولاً:
قضية مياه نهري دجلة والفرات وكيفية حل
ما هو قائم حالياً بين تركيا وسوريا
والعراق من جهة، وبين كل من سوريا
والعراق من جهة أخرى. ثانياً:
مطامع إسرائيل التي اتهمها باستخدام
المياه كعنصر أساسي في الصراع العربي
الإسرائيلي، حيث تشكل المياه أحد أهم
عناصر الاستراتيجية الإسرائيلية
سياسياً وعسكرياً وذلك لارتباطها
بخططها التوسعية والاستيطانية في
الأراضي العربية. وتشمل تلك الأطماع في
الموارد المائية العربية نهر الأردن
وروافده ونهر اليرموك وينابيع المياه
في الجولان وانهار الليطاني
والحاصباني والوزاني في لبنان. إضافة
الى سرقة إسرائيل للمياه الجوفية في
الضفة الغربية وقطاع غزة لمصلحة
مستوطناتها الاستعمارية. ثالثاً:
كيفية مواجهة مخاطر الشح المتزايد في
مصادر المياه العربية والمترافقة مع
التزايد السكاني والتي تتطلب مواجهتها
بذل الجهود العربية المشتركة سياسياً
واقتصادياً وعلمياً، من اجل تحديد
الأولويات في توزيع الموارد المائية
وترشيد استثمارها، بالإضافة الى تنمية
الوعي البيئي لمخاطر التلوث، وتطوير
التقنيات المستخدمة والاعتماد على
الأساليب التكنولوجية الحديثة في الري
ومعالجة التصحر ومشروعات تكرير وتحلية
المياه التي سوف تشهد المرحلة المقبلة
تزايداً على استخدامها واستثمارها. مطلوب
قمة عربية بشأن المياه لدراسة جميع
الجوانب المتعلقة بالأمن المائي
العربي. وإذا
كان الواقع المائي صعباً في الوطن
العربي حيث لا يتجاوز نصيبه من
الإجمالي العالمي للأمطار 1.5% في
المتوسط بينما تتعدى مساحته 10% من
إجمالي يابسة العالم، فان واقع الحال
في المشرق العربي يبدو اكثر تعقيداً،
إذ لا يتعدى نصيبه 0.2 % من مجمل المياه
المتاحة في العالم العربي، في الوقت
الذي ترتفع فيه معدلات الاستهلاك بشكل
كبير .
أهمية موضوع المياه محلياً، بل
وإقليمياً، تكمن في الواقع في صلاته ا
المباشرة بجهود التنمية بوجه عام،
وبصلاته الوثيقة بالقطاع الزراعي بوجه
خاص، والواقع ان سياسات الدعم الحكومي
للقطاع الزراعي تعتبر أحد ابرز
الأسباب المؤدية الى مشاكل استنزاف
المياه الجوفية. إلا ان تلك الصلات لا
تتوقف عند ذلك الحد، بل تمتد لتطال
موضوعات عدة، ربما انطوى كل منها على
تحد، كالبيئة والموارد الطبيعية وحتى
عجز الميزانية العامة للدولة. =====================\ أردوغان
في لبنان.. «هوش جالدينيز» حازم
مبيضين الرأي
الاردنية 27-11-2010 أكدت
زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب
أردوغان للبنان, أن الرجل ملم بأدق
التفاصيل المتعلقة بالوضع اللبناني,
وأنه تبعاً لذلك طرح العديد الأفكار
للتهدئة والاستقرار، ولم يطرح مشروعاً
محدداً, وأكد وضع علاقات بلاده مع
مختلف الفرقاء في خدمة لبنان
واستقراره, ودعا إلى الاستمرار في حصر
مأزق المحكمة الدولية ضمن الإطار
السياسي وعدم التشكيك فيها قبل صدور
القرار الاتهامي عنها, وبما يحفظ
للمؤسسات استمراريتها، وشدد على الحذر
من أي انفلات أمني، والمؤكد أيضاً أن
الزيارة جسدت ثقلاً إقليمياً يوازن
الثقل الناجم عن زيارة الرئيس
الإيراني للبنان، وهو في هذا الإطار
يبذل جهوده للتهدئة, استكمالاً
للمساعي السعودية السورية لمنع
التدهور على الساحة اللبنانية. تكشف
الزيارة التركية الحرص على الإستقرار
والتهدئة على الساحة اللبنانية, من
خلال التركيز على وحدة اللبنانيين
وإبلاغهم أنهم يستأثرون باهتمام
المنطقة, وأن عليهم إدراك خطورة
المرحلة الراهنة, والثقة بأن أنقره
تؤيد كافة الجهود التي تبذل لإبقاء وطن
الأرز في حال هدوء, وبعيداً عن الفتنة
التي يسعى البعض لإذكاء نيرانها بين
اللبنانيين, وهنا تتبدى مواقف رجل
الدولة حين يعلن دعم بلاده الكامل
لحكومة لبنان الوطنية, بدل دعم هذا
الحزب أو تلك الميليشيا, وهو بذلك يؤكد
مجدداً الدور المحوري الذي تلعبه
تركيا في استقرار المنطقة, ابتداءاً
برفضها لمواقف حكومة نتنياهو, وتبنيها
في نفس الوقت للتفاوض غير المباشر بين
اسرائيل وسوريه وليس انتهاءً بلبنان. برز
دور أردوغان في المنطقة حين دفع برلمان
بلاده إلى التصويت على عدم التعاون مع
القوات الأميركية التي كانت تستعد
لعمليتها في العراق عام 2003, على أن
إدراك أن التغيير في السياسة الخارجية
التركية، لا يكتمل فهمه إلا إذا وضعنا
في اعتبارنا عدة عوامل, أبرزها أن
تركيا حاولت فتح آفاق جديدة تفاوضية
لسائر المشكلات القديمة والمستجدة
بالداخل التركي ومع الجوار، وقد عبر عن
ذلك بوضوح وزير الخارجية أحمد داود
أوغلو في كتابه «العمق الاستراتيجي»
بصيغة: «صفر مشكلات»، أي أن الهدف أن لا
تكون لدى تركيا أي مشكلة مع أي طرف, مع
إدراك أن لنجاحها حدوداً ناجمةً عن
الحراك الإيراني, إذ سواء قصد أردوغان
أم لم يقصد, فإن من نتائج الحراك التركي
استحداث نوع من التوازن لمواجهة
الصراع الأميركي – الإيراني, بحيث صار
التدخل التركي رمزاً لصون الإستقرار
والمصالح على حد سواء. مؤسف
بالتأكيد محاولة التشويش على الزيارة
من قبل الطائفة الارمنية, التي سعت إلى
معاقبة أردوغان على ذنب لم يقترفه هو
أو حزبه, وقد مضت عقود على ما اقترفته
العقلية العثمانية ضد الأرمن, وإلى حد
الإعلان أن الوزراء الأرمن سيمتنعون
عن التصويت في مجلس الوزراء على
الاتفاقيات اللبنانية مع تركيا،
وإغلاق المؤسسات الأرمنية أبوابها
لمدة ساعتين, والتجمع في ساحة الشهداء
إحتجاجاً على شكل الزيارة وفحواها,
ومحاولة الايحاء بأنها طائفية,
استناداً إلى قيام أردوغان بزيارة
المناطق السنية في لبنان, والتشكيك
بجدوى العلاقات الاقتصادية بين
البلدين, والمؤسف هنا أن مشاعر الارمن
تتقدم على مصلحة الدولة بل وتحاول
إلغاءها. وبموازاة الموقف الارمني,
كانت الاحتفالات التي أقيمت في مناطق
ذات غالبية سنّية، توحي وكأنها رد على
الحفاوة التي حظي بها نجاد خلال زيارته
إلى لبنان في مناطق شيعية كالضاحية
الجنوبية ومدينة بنت جبيل. استقبل
بعض اللبنانيين نجاد بعبارة خوش أمديد,
واستقبل آخرون أردوغان بعبارة هوش
جالدينيز, ترى بأي لغة سيستقبلون
الزائر القادم؟. ===================== أ.د.
محمود نديم نحاس البلاد
27/11/2010 يروى
أنه كان هناك سلطان محبوب بين الناس،
لكنه أعرج. وفي يومٍ طلب وزيره من
الرسامين أن يعملوا للسلطان صورة
شخصية، حيث لم تكن قد اختُرعت آلات
التصوير. ومن الطبيعي ألا تظهر العيوب
في الصورة. فتلكأ الرسامون، واحتاروا
ماذا يفعلون. لكن واحداً أسرع وقدّم
صورة رائعة جميلة، استحق عليها وسام
السلطان، فماذا فعل ذلك الرسام؟ إنه
ببساطة رسم الجانب الإيجابي في
السلطان. فقد رسمه واقفاً وممسكاً
ببندقية الصيد، مغمضاً إحدى عينيه،
وهو يحني قدمه العرجاء. وكانت قسمات
وجهه تدل على حزمه وهو يستعد للقنص،
إضافة إلى ابتسامة رقيقة تدل على شخصية
محببة. إنها
فكرة إبداعية. فهل نستفيد منها في
حياتنا؟ الأمر بسيط. فإذا علمنا أنه
ليس هناك أحد خالٍ من العيوب، فعلينا
أن نرسم صوراً إيجابية عن الآخرين مهما
كانت عيوبهم واضحة، فنستر أخطاءهم،
ونتغافل عن زلاتهم. فنريح أنفسنا
ونريحهم. ما أجمل أن نبتعد عن القدح
والذم والانتقاص حتى نتجنب الجفاء
والتباعد والقطيعة والنفي والاستبعاد.
وفي الحقيقة فإن انتقاص الآخرين ما هو
إلا إعلاء لقيمة الذات بطريقة غير
مباشرة. وعلم النفس يقول بأن التوصيفات
غير المفضلة لا يرتضيها الآخرون ولو
كانت فيهم. ومن يعمل في التدريس يمر
عليه أسماء عجيبة لطلابه. والمدرس
الحكيم لا يعلق على أي اسم، فإن فعل،
فإنه يفتح الباب للطلاب الآخرين
للتعليق، وبذا يغلق كل قنوات الاتصال
بينه وبين صاحب الاسم. وبعض
الناس يفتخرون بالصراحة التي يتحلون
بها، فيقول أحدهم: أنا لا أجامل بل أقول
للأعور بأنه أعور! فهل من الكياسة أن
يذكّره بما يعرف عن نفسه؟ وقد قال لي
أحدهم: هل تريدني أن أتغزل بعينيه
وأجعلها كعيون المها؟ قلت: سبحان الله!
إما هذه أو تلك؟ أو لست تستطيع اختيار
حل ثالث بأن تعرض عن ذكر عيبه
وتتجاهله؟ فمن
أراد أن يكون محبوباً من الناس، فليعلم
أن الناس لا يحبون أحداً لمجرد شكله
وأناقته، وإنما لمنطقه وكلامه.
وقديماً قيل: المرء مخبوء تحت طي لسانه
لا طيلسانه. فيبقى رهين تصرفاته،وحبيس
كلامه،فإن أخرج ما فيوفاضه بحكمة
وروية،وأحسن الكلام علا قدره،وزاد
الإعجاب به،والإقبال عليه،وعظمت
محبته بين الناس،وشاع ذكره في
المجتمع،وتمكن من آذان السامعين.
وتروي كتب التاريخ أن الأحنف بن قيس
كان قصير القامة، أحنف القدم، مائل
الذقن، غائر العينين، ناتئ الوجنتين،
ليس شيء من قبح المنظر إلا وهو آخذ منه
بنصيب، وكان مع ذلك سيد قومه، إذا غضب
غضبَ لغضبته مائة ألف سيف، لا يسألونه
فيمَ غضب! وكان إذا علم أن الماء يفسد
مروءته ما شربه! إنهم لم يلتفتوا إلى
عيوبه بل أخذوا الجوانب الإيجابية
فيه، فجعلوه سيدهم. كن
جميلاً ترَ الوجود جميلا كلية
الهندسة، جامعة الملك عبد العزيز =====================\ أزمة
خطيرة في شبه الجزيرة الكورية (1):كوريا
الشمالية أطلقت النار! المستقبل
- السبت 27 تشرين الثاني 2010 العدد
3841 - رأي و فكر - صفحة 19 رون
بن يشاي ("يديعوت
أحرونوت" 15/11/2010) ترجمة:
عباس اسماعيل تقبع
كوريا الشمالية حالياً في أزمة داخلية
صعبة. فالعقوبات المفروضة عليها
وصعوبة الزراعة فيها جعلتا سكانها،
وفق ما أوردته الأمم المتحدة، في حالة
من الجوع الحقيقي والخطير. إلا أنّها
بدل تعليق برنامجها النووي وصواريخها
البالستية والعودة إلى المحادثات بشأن
تعليق هذا البرنامج مع الولايات
المتحدة الأميركية، الصين، روسيا،
اليابان وكوريا الجنوبية، الذين
سيتعهّدون في المقابل بتقديم مساعدة
سخية من الغذاء والوقود، تحاول
ابتزازهم عبر إطلاق التهديدات بالحرب
والتحرشات. هذا -بشكل موجز- يمثّل
ملابسات الحادثة الخطيرة التي قصفت
فيها الدولة الشيوعية جزيرة تابعة
لكوريا الجنوبية لا تبعد كثيراً عن
الحدود الغربية بين الكوريتين. هذه
الحادثة هي الخامسة في سلسلة
المناوشات الخطيرة التي بادرت إليها
كوريا الشمالية في السنتين الماضيتين؛
منذ أن وصلتا إلى حائط مسدود في
المحادثات التي أديرت في إطار "مجموعة
الست" في السنة الماضية، نظّمت
كوريا الشمالية - على الرغم من
التزامها بتفكيك منشآتها النووية -
تجربة نووية (لم تكن ناجحة بوضوح)؛ إلى
ذلك نفّذت على الرغم من تحذيرات
الولايات المتحدة الأميركية سلسلة
تجارب لصواريخ بالستية بعيدة المدى
تشكّل تهديداً مباشراً لليابان
وللساحل الغربي للولايات المتحدة. إثر
هذه التجارب، فرضت الأمم المتحدة
عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على بيونغ
يانغ، إلا أنّ النظام الستاليني
بقيادة كيم جونغ إيل المريض لم يرتدع. في
آذار من هذا العام، أغرقت غواصة تابعة
لكوريا الشمالية سفينة تابعة لسلاح
البحر الكوري الجنوبي. كوريا الشمالية
نفت بشكل قطعي تورطها بالعملية إلا أنّ
لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة حدّدت
مسؤولية كوريا الشمالية عن ذلك ، ففرضت
الولايات المتحدة الأميركية على بيونغ
يانغ سلسلة من العقوبات الأخرى،
عقوبات أخطر من سابقتها. وجاء في الرد
الكوري الشمالي على ذلك إعلان أنّ "أحداً
لا يمكنه أن يضمن ألا يكون لذلك
انعكاسات خطيرة على أمن واستقرار شبه
الجزيرة الكورية". قبل عدّة أيام
عرضت أمام باحث أميركي منشأة جديدة
لتخصيب اليورانيوم تشغّلها في إطار
برنامجها النووي ، واليوم تقصف شبه
الجزيرة الكورية الجنوبية. هذا العمل
يقرّب الكوريتين إلى حدّ خطير من حافّة
الحرب. تخلّف
الجنوب أمام مليون عسكري في
الوقت نفسه وفي الأجواء نفسها واصلت
كوريا الشمالية دون أن يرفّ لها جفن،
بمساعدة دبلوماسية من الصين، دعوة
الولايات المتحدة الأميركية لاستئناف
المحادثات معها بخصوص برنامجها النووي
وصواريخها مقابل إعانات اقتصادية ورفع
العقوبات. لسنا بحاجة لأن نخمّن ما
الذي تحاول القيادة الكورية الشمالية
تحقيقه عبر هذه الإستراتيجية الحربية
من المضي حتى النهاية. يتمثّل الهدف
الأساسي في إيجاد وضع تُرفع فيه
العقوبات عن بيونغ يانغ وتحصل مباشرة
على الغذاء والوقود بكميات وافرة حتى
قبل أن تتعهّد (إن قامت بذلك) بإيقاف
البرنامج النووي العسكري، وقبل أن
يُسمح لمراقبي الوكالة الدولية للطاقة
الذرية بالعودة إلى أراضي كوريا
الشمالية. ثمة
وجه سياسي للهدف الآخر. فالزعيم الحالي
كيم جونغ إيل أُصيب قبل حوالي عامين
بسكتة دماغية ويجد صعوبة في أداء عمله.
لذلك بدأ قبل عدّة أشهر عملية نقل
السلطة لابنه كيم جونغ أون. إلا أنّ
النظام في بيونغ يانغ قلق من أن يستغلّ
معارضو النظام من الداخل والخارج
الفترة الحساسة لضعضعة ثبات السلطة
وانتزاع تسوية سياسية وعسكرية منه. فمن
خلال التحرشات بكوريا الجنوبية، يظهر
كيم جونغ إيل وجنرالاته قوّتهم، ثقتهم
بأنفسهم وإمساكهم بزمام الدولة بالشكل
الذي من المفترض، وفق تصوّرهم، أن يردع
المعارضين أنفسهم. هذه
الإستراتيجية تبقي كوريا الجنوبية
وإدارة أوباما في حالة من الحيرة. تعي
كوريا الجنوبية جيّداً تخلّفها
العسكري أمام القوّة العسكرية لكوريا
الشمالية التي يقّدر جيشها بحوالي
مليون جندي، وهو مجهّز بسلاح حديث
وصواريخ بالستية. في الواقع، إنّ
منظومات السلاح والطائرات التي بحوزة
كوريا الجنوبية أكثر حداثة من تلك التي
تمتلكها الكورية الشمالية، إلا أنّ
التخلّف الكمي أمام الشمال وجهوزية
النظام في بيونغ يانغ لاستيعاب
الخسائر والدمار هي التي تحدّد نسب
القوات بشكل حاسم لمصلحة الشمال.
فكوريا الجنوبية، على الرغم من قوّتها
التكنولوجية والصناعية، ليس لديها
قدرة حقيقية لاعتراض صواريخ وسلاح آخر
منحني المسار. إنّها حالياً في المراحل
الأولى من امتلاك منظومات كهذه (بما
فيها منظومة رادار من طراز "أورن
يروك" من إنتاج إسرائيلي). لذلك ،
حتى إن لم تستخدم سلاحاً نووياً، من
غير الواضح إذا ما كانت تملكه أم لا،
بإمكان كوريا الشمالية، أن تدمّر
بالبساطة التي تبدو عليها، في غضون
عدّة أيام، سيول، عاصمة كوريا
الجنوبية الواقعة على بعد عشرات
الكيلومترات من الحدود بين الدولتين،
والإضرار على نحو قاتل بالصناعة
والاقتصاد الكوري الجنوبي النامي. في
حال افتُتحت حرب، سيتعرّض أيضاً حوالي
40 ألف جندي أميركي يتواجدون على
الأراضي الكورية الجنوبية منذ
الخمسينيات للخطر، حين تمّ توقيع
معاهدة الهدنة بين الكوريتين. هناك في
الواقع بحوزة هذه القوات صواريخ
باتريوت من الطراز الحديث القادر على
اعتراض صواريخ بالستية، إلا أنّ هذه
الصواريخ عددها قليل مقارنة بترسانة
الصواريخ، المقذوفات الصاروخية
والمدفعية التابعة للشمال، وهي أيضاً
غير قادرة على الرد على كلّ ما تستطيع
كوريا الشمالية إطلاقه. إنّ
حكومة كوريا الجنوبية تعي وضعها
جيّداً، وكذلك تعي حقيقة أنّ إدارة
أوباما المتورّطة في أفغانستان
والعراق لن تسارع للتورط في حرب أخرى
في شبه الجزيرة الكورية. لذلك سارع
الرئيس الكوري الجنوبي، لي ميونغ باك،
للتصريح اليوم- حتى قبل أن يهدأ دوي
المدافع الكورية الشمالية - بأنّه على
الرغم من المناوشات الكورية الشمالية
الفظّة لا تعتزم بلاده الانجرار إلى
مواجهة، وستقوم بما بوسعها للحؤول دون
التصعيد. =====================\ "زيّان"
النهار 27-11-2010 أجل،
يجوز التساؤل، وبصوت عال، عما اذا كانت
الزيارات والتحركات العالية المستوى
التي شهدتها بيروت قد أوتيت ثمارها،
ووفق ما تشتهي السفينة اللبنانية التي
تتقاذفها الامواج والاحداث
والتهويلات، وما سيؤول اليه لبنان بعد
العاصفة والزيارات. وعما
اذا كانت الزيارتان المميَّزتان
واللافتتان للرئيس محمود احمدي نجاد
والرئيس رجب طيب اردوغان قد مهّدتا
الارض والاجواء وهيّأتا النفوس
لمتغيرات وتوجهات معاكسة لكل ما هو
سائد على الساحة السياسية التي تشبه
حمّاماً مقطوعة مياهه. وعما
اذا كانت زيارة الرئيس سعد الحريري
لطهران، والتي سبقها ترحيب خاص جدا من
المسؤولين الايرانيين، ستساهم بدورها
في تخفيف حدة مواقف بعض الاطراف
اللبنانيين، وتهيئ المناخات الملائمة
لاستئناف الحوار حول شتى المواضيع
الخلافية، واستئناف اجتماعات مجلس
الوزراء، وعودة الحياة الطبيعية
والسياسية والاقتصادية الى دورتها
المعتادة... بعد اشهر من التعطيل والشلل. لا بد
من التريّث، في انتظار التطورات
المرتقبة على جبهة القرار الظني، ورغم
ترجيح كفة الهدوء النسبي على مستوى
السجالات المتوترة والحناجر الهادرة. لكن
ذلك لا يمنع من القول ان بيروت مابعد
الزيارات الثلاث وما رافقها، دوليا
واقليميا، ليست كما كانت قبلها. ارتاحت
قليلا. ساد شعور من الارتياح المشوب
بالحذر، انما المصحوب بقناعات جديدة
تؤكد بقاء الازمة في اجازة غير واضحة،
مع بقاء الحلول معلقة فوق الجسر السوري
– السعودي والالتفاف العربي حول البلد
المخطوف. صحيح
ان المتضررين المحليين من اي حلول او
اتفاقات لا "تجرف" المحكمة
الدولية بطريقها، سيحاولون المضي في
سياسة التصعيد والعزف على اوتار لا تدع
الفتنة تذهب الى نوم عميق، إلا ان
العلامات والمؤشرات والزيارات،
المتقاطعة والمتسارعة، توحي
بالانتقال الى مرحلة جديدة، واسلوب
جديد، وتفاهمات جديدة قد يكون بعضها
قيد الإنضاج فوق نار اكثر من خفيفة
واقل من حامية. وثمة
مَن لا يتردد في القول لمن يهمهم
الامر، ولو بصوت منخفض، إن لا عودة لكل
ما كان، ولكل ما فات، ولكل تلك
التهديدات بالغزو والاقتحام
والاحتلال، والى كل ما من شأنه ان يثير
الخجل والاشمئزاز. حتى ان
الهجمة المضريّة الموتورة التي يشنها
بضراوة وشراسة بعض المتضررين من
الطارئين على الزعامة والقيادة
والفيترينا السياسية، لا يمكن الا ان
تتراجع في شكل ملحوظ، ليحل محلها كلام
جديد، وخطاب جديد، ونبرة جديدة تتسم
جميعها بالايجابية والتعاون. وقد
يبدأ نجم هذا التغيّر، ونجم هذه
المستجدات، حتى قبل صدور "القرار"
الذي بات لا يختلف عن المكتوب الذي
يُقرأ من عنوانه، وبُعيد عودة الحريري
من العاصمة الايرانية. =====================\ الكونغرس
في مواجهة المهام الصعبة بقلم
:جيسي جاكسون البيان 27-11-2010 لو أن
المحافظين الهائجين مضوا قدماً بما
يريدون إنجازه، فإن واشنطن سوف تكون
أقرب إلى كونها أسرة مفككة أكثر من
كونها عائلة سليمة. فلنتدبر المسائل
المحورية التي يتعين على الكونغرس
الذي لا يمكنه أخذ زمام المبادرة البت
فيها، قبل نهاية العام الحالي. فهل
سيمد الكونغرس يد العون إلى العاطلين
عن العمل، وإلى من يكافحون للوقوف على
أقدامهم؟ أم أنه سيساعد الأغنياء في
الوقت الذي تعاني أميركا من التفاوت
الشديد؟ على أي حال، إننا لم نصدم من أن
قيادة الحزب الجمهوري تستعد لمنع
المساعدة عن العاطلين عن العمل بينما
تطالب بالدعم للأغنياء. الأمر
كما لو أن عائلة ما أبعدت أبناءها
الذين يمرون بأوقات عصيبة عن مائدتها،
بينما تسرف في تقديم الهدايا والمواد
الغذائية إلى من فازوا لتوهم
باليانصيب. قد نفهم سبب تصرفهم بهذه
الطريقة، ولكن لم نكن لنوافق عليها. هناك
أكثر من 14 مليون عاطل عن العمل في
الولايات المتحدة، منهم حوالي 40% دون
وظيفة لما يزيد على ستة أشهر. وهناك
خمسة عمال يتقدمون للحصول على وظيفة
واحدة معلن عنها. ونسبة 10% من العمال
عاطلون عن العمل، ويحتاج 20% تقريباً
إلى العمل بدوام كامل. ومن
بين من تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 24 سنة،
نجد أن حوالي الربع عاطلون عن العمل.
ومن بين الشباب الأميركي من أصل أفريقي
،يرتفع هذا الرقم إلى 50% في بعض المناطق
الحضرية. فهؤلاء
هم أناس فقدوا وظائفهم دون ذنب اقترفوه.
فالوظائف ولت، والكثير منها لن يعود.
والتأمين ضد البطالة يبقي أسرهم بعيدا
عن الفقر فيما هم يبحثون عن عمل. ويقدم
دفعة للاقتصاد لأن إنفاقهم يدعم
التجار المحليين، ويسدد الإيجار
وأقساط السيارات. من
ناحية أخرى، فإن الإعفاءات الضريبية
التي تجري مناقشتها حالياً سوف يتم
توجيهها إلى فئة ال2 الأكثر ثراءً في
المجتمع الأميركي، وإلى الأسر التي
يتجاوز دخلها أكثر من 250 ألف دولار في
السنة. وهؤلاء
يتمتعون بالإعفاءات الضريبية نفسها
كأي شخص آخر حتى شريحة هذا المستوى
نفسه من الدخل. والسؤال الوحيد هو ما
إذا كان ينبغي أن يحصلوا على أموال
إضافية عن ثرواتهم الإضافية. استحوذت
فئة ال%1 الأكثر ثراءً بين الأميركيين
على ثلثي الدخل في البلاد خلال العقد
الماضي. وحصلت أيضاً على قدر يعكس
اختلالاً في النسبة من التخفيضات
الضريبية في عهد بوش. وهي تعكس حقيقة أن
الوضع في أميركا غير متكافئ بشكل أكبر
مما كان عليه في عام 1928 عشية الكساد
الكبير. وبدعم
من مجموعة حزبية موحدة، يطالب الزعماء
الجمهوريون في الكونغرس بإعطاء المنح
للأغنياء، حتى في الوقت الذي يعارضون
الدعم للفقراء الذين يكابدون ظروف
المعيشة. هذه المسألة لا تتعلق بتخفيض
العجز. وسوف يكلف تمديد الحد الأقصى
للتخفيضات الضريبية 700 مليار دولار
خلال العقد المقبل. وسوف يضيف هذا إلى
العجز. كيف
يمكن أن يكون هذا؟ ربما يتم تفسيره في
ضوء هوية المشرعين. الكثير منهم أثرياء
بما يكفي للاستفادة من الإعفاءات
الضريبية. وتبين دراسة حديثة أن ما
يقرب من نصف أعضاء الكونغرس البالغ
عددهم 535 عضواً، وهم 261 عضواَ، هم من
أصحاب الملايين. وربما يبتهجون أيضاً
عندما يسمعون عن التخفيضات الضريبية
للأغنياء. وربما
يتم تفسير هذا الأمر من خلال
اقتصاداتهم الفوضوية التي لم يعاد
بناؤها. فهم يدعون أن مساعدة الذين
يكابدون المعيشة، سوف تجعلهم يصبحون
كسالى. أما مساعدة الأغنياء فسوف يغدق
علينا بالفوائد. ولكننا
قطعنا شوطاً مضنياً على هذا الطريق.
فقد تزايدت حالة عدم المساواة إلى
مستويات قياسية في عهد الرئيس
الأميركي السابق جورج بوش في الوقت
الذي ازداد الأغنياء غنيً، وفقدت
الأسر متوسطة الدخل وضعها وازداد
الفقراء فقراً. ومر
علينا أسوأ معدل نمو في الوظائف منذ
الكساد الكبير. وأثمرت خطة الانتعاش
التي أطلقها الرئيس الأميركي باراك
أوباما، والتي انتقد فشلها الجمهوريون
،عن المزيد من فرص العمل في ثمانية
شهور عما أنجزه بوش في ثماني سنوات. لم
تخفّض الولايات المتحدة استحقاقات
البطالة قط عندما كان معدل البطالة عند
هذا المستوى المرتفع. ومع ذلك، لم يتم
عمل أي شيء بحلول الثلاثين من نوفمبر،
فسوف يحرم حوالي مليوني شخص ممن يتلقون
هذه المستحقات منها فوراً، فضلاً عن
تخفيض ملايين خلال الأشهر المقبلة. وملاجئنا
الصغيرة امتلأت بالفعل، ومنازلنا
الصغيرة اتسعت بشكل مفرط. إن من الصعب
تصور قيم هؤلاء الذين يودون إضافة
المزيد من البؤس إلى المحتاجين،
وإضافة الإعانات إلى المترفين. إن
لدينا عملاً يتعين إنجازه. مرشح
سابق للرئاسة الأميركية ====================\ بقلم
:حسين العودات البيان 27-11-2010 كان من
النتائج المهمة للحرب العالمية
الثانية اندثار قوى دولية قديمة
وانبعاث أخرى جديدة، فقد تراجعت فرنسا
وبريطانيا، كما سقطت ألمانيا النازية
وإيطاليا الفاشية، وبرزت الولايات
المتحدة قائداً جديداً للعالم
الرأسمالي، بعد أن ترددت عدة عقود في
الخروج من القارة الأميركية، حيث كانت
مكتفية بهيمنتها على تلك القارة
تنفيذاً لشعار أميركا للأميركيين. كما
برز من طرف آخر الاتحاد السوفييتي
الدولة الاشتراكية الوحيدة في العالم
في ذلك الوقت، والتي كانت غارقة في
مواجهة تخلف شعوب الاتحاد السوفييتي،
وصعوبات تجربتها الجديدة، وتلمس بناء
هيكلية للنظام الاشتراكي ودولته. رأت
السياسة الأميركية أن استمرار زعامتها
يحتاج لقوة عسكرية تتحالف فيها قوى
جميع الدول الرأسمالية، ورأت أيضاً أن
الاتحاد السوفييتي عدو خطير اكتسب
خبرة عسكرية وقوة عسكرية استثنائية
بسبب الحرب العالمية الثانية، ويبشر
بمستقبل اقتصادي واجتماعي وسياسي واعد. ويشكل
خطراً كبيراً على النظام الرأسمالي،
وصار واضحاً أن مستقبل العالم يرتبط
بهذين القطبين وصراعهما أو اتفاقهما،
وقد استعدت الولايات المتحدة لهذا
الصراع بأن دعمت أوروبا المدمرة
اقتصادياً بواسطة مشروع مارشال. وفي
الوقت نفسه أسست حلف شمال الأطلسي (الناتو)
ضمت إليه الدول الأوروبية الرأسمالية
وكندا وبعض الدول الأخرى البعيدة عن
المحيط الأطلسي، على اعتبار أن النهوض
الاقتصادي الأوروبي الغربي من جهة
والقوى العسكرية لحلف الناتو من جهة
أخرى، قادرة على مواجهة الاتحاد
السوفييتي الذي كان قد توسع بعد الحرب
العالمية الثانية وهيمن على أوروبا
الشرقية. وقد
اضطر الاتحاد السوفييتي أمام ذلك أن
يؤسس حلف وارسو، وتواجه الحلفان وبدأ
كل منهما يتسابق في تصنيع الأسلحة
وزيادة ما يملكه منها، استعداداً
لمواجهة عسكرية محتملة. وهكذا
صار حلف الناتو يشكل الذراع الحديدية
القوية للولايات المتحدة والمهدد
الرئيسي للاتحاد السوفييتي، فقد نصب
صواريخه وقواته في بلدان أوروبية،
ووجهها إلى الاتحاد السوفييتي، فأحاطت
به من الغرب (ألمانيا) والجنوب (تركيا)،
واستمرت الحرب الباردة التي كانت تخفي
وراءها استعدادات عسكرية استثنائية من
الطرفين، وتفاقم التوتر إلى أبعد
الدرجات، وفاق سباق التسلح أي تصور. وصار
الحلفان الناتو ووارسو عنواناً
للمواجهة العسكرية العالمية وللحرب
المقبلة فيما إذا قامت بين الجبهتين
المتناقضتين إحداهما ذات النظام
الاشتراكي والأخرى ذات النظام
الرأسمالي، وكل منهما يستعد للقضاء
على الآخر بأي وسيلة من الوسائل. بعد
انهيار المنظومة الاشتراكية انهار
معها حلف وارسو، ولم يعد القطب الآخر
المواجه للولايات المتحدة موجوداً،
ولم يبق في العالم سوى قطب واحد هو
الولايات المتحدة، وبدا وكأن لا ضرورة
لحلف الناتو، إذ ما من عدو يقابله أو
خطر يهدد دوله وشعوبها، وكان الأمر
المتوقع هو حل الحلف والتخلص من
تكاليفه، وإيقاف سباق التسلح، والعمل
للتنمية والتطور السلمي ورفع مستوى
حياة الشعوب. ولكن
الذي حصل هو أن استعدادات الحلف
ازدادت، وسباق التسلح استمر، وأخذت
الولايات المتحدة تطالب بلدان أوروبا
التي تساهم سنوياً بمبلغ (35) مليار
دولار في الميزانية العسكرية للحلف
بمضاعفة هذه المساهمة، ثم وجدت
السياسة الأميركية للحلف وظائف جديدة
ليستمر ويبقى مستنفراً ومسلحاً . وهي ما
سمتها مقاومة الإرهاب، وكأن الإرهاب
يملك جيوشاً جرارة مسلحة بالأسلحة
البالستية والكيميائية والنووية،
وتنفيذاً لذلك أشركت الحلف في حرب
أفغانستان، كما أشركت بعض دوله في
العدوان على العراق. وتحول
حلف شمال الأطلسي من تولي مهمة كبرى
وخطيرة هي مواجهة الاتحاد السوفييتي
والنظام الاشتراكي ومنظومته وحركات
التحرر في العالم إلى مهمة مضحكة هي
ملاحقة الإرهاب والجماعات الإرهابية
التي لا تملك من الأسلحة سوى البنادق
والرشاشات. ومازالت الولايات المتحدة
تصر على دول هذا الحلف أن تكون متيقظة
وكأنها تواجه تهديداً من دول عظمى أخرى
ومن قوات عسكرية جرارة. يبدو
أن الإصرار الأميركي على بقاء الحلف
واستمراره وتوسيعه وتكليفه بمهمات
جديدة يهدف إلى استمرار القبضة
الحديدية الأميركية مهيمنة على
حلفائها الأوروبيين، وتحشيد الجيوش
لضرب أي قوة تحررية في العالم النامي. وأخيراً
استمرار تنشيط صناعة السلاح في
الولايات المتحدة نفسها، خاصة أن
احتكارات السلاح هي من أقوى
الاحتكارات الأميركية وشريك أساسي في
قرارات الإدارة الأميركية سواء كانت
ديمقراطية أم جمهورية. فما
دامت الحرب الباردة انتهت، والاتحاد
السوفييتي انهار، وروسيا على أبواب
عقد اتفاقيات تعاون مع حلف الناتو
نفسه، ولم يعد في العالم عدو قوي بارز
واضح للحلف ودوله، فلم إذا إذن إحياء
الناتو من جديد وتطويره وإبقائه
مستنفراً؟. من
الواضح أن دول الحلف الأوروبية بدأت
تتململ من استمرار الحلف بصيغته
القائمة، خاصة أن مشاركتها في حرب
أفغانستان وفي غيرها ذات تكاليف باهظة
بشرية ومالية لا ترغب هذه الدول دفعها،
وهذا ما عبرت عنه في اجتماع قمة الحلف
الأسبوع الماضي في لشبونة عاصمة
البرتغال، حيث لم يخف قادة الحلف
الأوروبيون امتعاضهم مما يجري في
أفغانستان، واستعجالهم سحب جيوشهم. لم يعد
للحلف دور مفيد لأوروبا ولأعضائه
الآخرين باستثناء الولايات المتحدة،
وذلك على الأقل لعدم وجود عدو مكافئ له
يهدد هذه الدول، أما الزعم بالحاجة
لمواجهة العدو الإرهابي أو العدو
الإيراني أو الكوري أو غيرهم من
الأعداء المماثلين، فتلك مزاعم واهية
لا تقنع أحداً. =====================\ أوروبا
وقِصَر النظر في خفض الإنفاق الدفاعي آخر
تحديث:السبت ,27/11/2010 أوف
اليمان ينسن الخليج في
مختلف أنحاء أوروبا يجري تقليص
الميزانيات مع بداية عصر جديد من
التقشف . ولقد أثبت الإنفاق الدفاعي
كونه العنصر الأسهل الذي يمكن
استهدافه . وحتى بريطانيا تحت زعامة
رئيس الوزراء المحافظ ديفيد كاميرون
انضمت إلى الركب المندفع في خفض
الإنفاق الدفاعي . وتأتي
هذه التخفيضات في وقت باتت الجهود
الأوروبية تحمل حصة عادلة من عبء
الدفاع الغربي في محل شك وخاصة في
أفغانستان، حيث اختصرت أغلب البلدان
الأوروبية مشاركتها من خلال الإصرار
على عدد لا يحصى من “التحذيرات” التي
تخدم عادة كوسيلة لإبقاء قواتها بعيدة
عن أكثر المناطق خطورة . ويأتي
خفض الإنفاق الدفاعي أيضاً في وقت
تفوقت آسيا للمرة الأولى في التاريخ
الحديث عن أوروبا من حيث إجمالي
الإنفاق الدفاعي . ويبدو أن المكانة
التي احتفظت بها أوروبا الغربية
طويلاً، بوصفها التجمع العسكري الأكثر
أهمية للقوة العسكرية بعد الولايات
المتحدة وروسيا، قد أصبحت ذكرى من
الماضي . إن
الولايات المتحدة لا تواجه تحدياً
خطيراً (أو على الأقل ليس بعد) بوصفها
القوة العسكرية المهيمنة عالميا .
فالولايات المتحدة تنفق على قواتها
المسلحة قدر ما تنفقه بقية بلدان
العالم مجتمعة تقريبا . ولكن الصورة
بدأت تتغير في ضوء النمو السريع الذي
سجله الإنفاق العسكري الصيني مؤخراً .
والواقع أن معدل النمو الرسمي للإنفاق
العسكري الصيني (15% سنوياً على مدى
العقد الماضي) قد تزايد إلى حد كبير،
وهناك فضلاً عن ذلك قدر كبير من
الإنفاق العسكري المستتر . ولقد أدى
القلق المتنامي بين جيران الصين، خاصة
الهند، إلى زيادة ملحوظة في الإنفاق
الدفاعي لقوى آسيوية أخرى أيضاً . فضلاً
عن ذلك فقد بدأ خفض الإنفاق الدفاعي في
أوروبا في إثارة توترات خطيرة داخل حلف
الأطلسي . إن حلف شمال الأطلسي كثيراً
ما يوصف كبناء قائم على ركيزتين،
ودعامة ترمز إلى القيم المشتركة التي
تشكل الأساس الذي يستند إليه التحالف .
ولكن حتى أثناء الحرب الباردة، كثيراً
ما أشار الأمريكيون إلى أن الركيزة
الأوروبية منقوصة . وكان “تقاسم
الأعباء” بشكل أكثر عدالة من المطالب
الأمريكية الروتينية . وقد
يحتدم هذا النقاش قريباً، بعد أن أصبحت
الولايات المتحدة في مواجهة مشكلات
خطيرة خاصة بالميزانية، مثلها في ذلك
كمثل أوروبا . والواقع أن الساسة
الأمريكيون، في زمن التقشف، قد يجدون
صعوبة في فهم استعداد أوروبا لخفض
الميزانيات الدفاعية التي تقل في
مجموعها كثيراً عن الهدف الرسمي لحلف
شمال الأطلسي (2% من الناتج المحلي
الإجمالي) . إن
مشكلة أوروبا لا تكمن في نقص الإنفاق
العسكري فحسب، بل تكمن أيضاً في
الافتقار إلى الفعالية حين يتعلق
الأمر بالهدف من ذلك الإنفاق: استخدام
القوة حيثما وكلما لزم الأمر . والواقع
أن قدرة أوروبا على نشر القوات
القتالية ضئيلة للغاية نسبة إلى عدد
الأفراد الذين يرتدون الزي العسكري .
وكثيراً ما يُقال في شبه سخرية إن عدد
الجنرالات وقادة البحرية في بعض
البلدان الأوروبية غير متناسب إلى حد
صارخ مع عدد الجنود المقاتلين . ومما
يقيد الفعالية العسكرية الأوروبية
أيضاً تلك السياسات المختلفة المتبعة
في التجنيد وشراء المعدات العسكرية
حيث إن تلك البلدان التي تنتج المعدات
العسكرية تفضل تخصيص الطلبات للداخل .
ويصدق هذا على الأسلحة كما يصدق على
القدرات اللوجستية . فعلى الرغم من
الجهود الحثيثة على مدى السنين
لاستخراج المزيد من أرصدة مالية
متقلصة، فلا تزال هناك إمكانات كبيرة
للتكامل وتوحيد المعايير . إن
معاهدتي الدفاع اللتين أبرمتا مؤخراً
في فرنسا والمملكة المتحدة تشكلان
مثالاً طيباً لما يمكن تحقيقه من خلال
المزيد من التعاون والتكامل حتى ولو
كان ذلك يجري في إطار ثنائي صارم ومن
دون أي ارتباط مباشر بحلف شمال
الأطلنطي أو الاتحاد الأوروبي . ولكن
قيمة “الوفاق الجديد بين باريس ولندن”
سوف تكون محدودة إذا عمدت كل من فرنسا
وبريطانيا إلى خفض الإنفاق الدفاعي
إلى الحد الذي يجعل قوتهما المجتمعة
بلا تغيير في أفضل تقدير . والواقع أن
الخطط البريطانية لتمويل بناء حاملة
طائرات جديدة، ولكن ليس الطائرات التي
من المفترض أن تقلع من عليها، تشير إلى
أن موارد هذا الوفاق الجديد سوف تكون
منقوصة إلى حد مؤلم . ومع
ذلك فإن التعاون الفرنسي البريطاني،
إذا اتخذ جوهراً حقيقياً، قد يصبح
بمثابة الإلهام لبلدان أخرى، رغم أن
التحديات التي تواجه الطرفين لجعل هذا
الاتفاق قابلاً للتطبيق هائلة . إذ
يتعين على المجندين البريطانيين أن
يتعلموا التحدث باللغة الفرنسية، كما
يتعين على المجندين الفرنسيين أن
يتعلموا اللغة الإنجليزية ولا شك في أن
حدود روح التعاون سوف تتجلى عند مدخل
كل مقصف للقوات البرية أو البحرية أو
الجوية . فهل لنا أن نتخيل الجنود
الفرنسيين يتناولون أصناف الأطعمة
الخاصة التي يتناولها جنود البحرية
الملكية البريطانية؟ إن ما
يبشر بقدر أعظم من الخير هو إمكانية
دعوة الهند إلى المشاركة في تطوير
الطائرة المقاتلة الأوروبية الجديدة،
إلى جانب فرنسا وألمانيا وبريطانيا .
والواقع أن التزام الهند بالإنفاق
الدفاعي، ورغبتها في اكتساب القدرة
على إدارة عمليات الإنتاج العسكري
المتقدمة، من شأنه أن يوفر ذلك النوع
من الطاقة التي تفتقر إليها أوروبا .
ولكن في ظل تخطيط القوات الجوية
الألمانية لتنفيذ تخفيضات كبيرة
لمشترياتها من الطائرات الأوروبية
المقاتلة، فإن الهند قد تعيد النظر في
رغبتها في المشاركة في هذا المشروع . إن هذا
النوع من الطاقة والالتزام بالإنفاق
الدفاعي والذي تمثله الهند لابد وأن
يحقن في شرايين أوروبا، وذلك لأن
الخطاب الأوروبي حول الاضطلاع بدور
استراتيجي عالمي يظل في حالة تأهب .
ولكن يبدو الأمر وكأن دهراً من الزمان
قد مر منذ أعلن وزير الخارجية البلجيكي
(بوصفه رئيساً لمجلس وزراء الاتحاد
الأوروبي)، في أحد اجتماعات رابطة دول
جنوب شرق آسيا في سنغافورة في عام ،1993
أن العالم بات يحتوي على قوتين عظميين
فقط: الولايات المتحدة وأوروبا . وإذا
كان الأوروبيون راغبين في أن تؤخذ
طموحاتهم على محمل الجد فيتعين عليهم
أن يبحثوا عن السبل اللازمة للتعامل مع
انحدار القوة العسكرية الأوروبية .
وسوف يكون لزاماً على الزعماء
السياسيين أن يبلغوا ناخبيهم بأن خفض
الميزانيات العسكرية ليس من الممكن أن
يكون بلا حدود . وقد يكون لزاماً على
الأوروبيين أن يتبنوا أشكالاً جديدة
من أشكال التعاون بين قواتهم المسلحة
الوطنية من أجل إعدادها للاستخدام
الفعّال . وإذا
لم يحدث هذا فلن تصبح الطموحات
السياسية العالمية لأوروبا بعيدة
المنال فحسب، بل إن حلفاءها على الضفة
الأخرى من الأطلسي سوف يفقدون صبرهم
إزاء رفض الأوروبيين لتحمل نصيبهم من
الأعباء الأمنية . وزير
خارجية الدنمارك الأسبق، والمقال ينشر
باتفاق مع “بروجيكت سنديكيت” =====================\ عن
سلبية العربي في المجتمعات الغربية زين
الشامي الرأي
العام 27-11-2010 لم يكن
لشخص مثل باراك أوباما، الذي يتحدر من
بلد افريقي هو كينيا ومن أب مسلم، ان
يصبح رئيساً للولايات المتحدة
الأميركية، الدولة الأكبر والأقوى
والأغنى في العالم، لولا أن الولايات
المتحدة والشعب الأميركي لم يتجاوز
العصر الذي كان فيه «الأبيض» يسيطر على
كل شيء ويعتقد بتفوقه على بقية الأجناس
والشعوب والأعراق. كذلك فإن أوباما لم
يكن ليصبح رئيساً لولا قوانين الهجرة
الأميركية التي تمنح الجنسية لكل من
ولد على الأراضي الأميركية، ولكل من
أقام خمسة أعوام من بعد حصوله على
الكرت الاخضر أو «الكرين كارد». الرئيس
أوباما سيكون لا شيء لو أن والده حسين
اوباما قرر السفر إلى أي دولة عربية
غير الولايات المتحدة، ليس هذا فحسب،
بل لو افترضنا أن حسين اوباما سافر إلى
دولة عربية فإنه سيكون تحت رحمة الكفيل
ولربما نظرنا إليه على أنه مجرد «عبد»
افريقي. أليس الكثير منا ما زال يطلق
هذه الصفة على الأفارقة لمجرد لون
بشرتهم؟ نحن العرب، أو لنقل غالبيتنا
العظمى ما زالت تحمل ثقافة ونظرة
عنصرية ازاء الآخرين، فنسميهم ونطلق
عليهم أوصافاً الغرض منها التقليل من
شأنهم، مثلاً «عبيد أفارقة»، «خدم
سيرلانكيين»... وغير ذلك، الميزة في
الدول الغربية بشكل عام هي القدرة
العجيبة على أن يتعلموا من سلبياتهم
وأخطائهم في جو ونظام من الحرية
السياسية والاجتماعية والشفافية
والمقدرة على نقد الذات، إن ذلك يشكل
أساس النظام التعليمي في المدارس
والجامعات وفي كل المؤسسات بصفة عامة،
حتى على مستوى الأسرة والعائلة
الصغيرة. أما الثقافة العربية في
المجمل، فهي بشكل عام ثقافة ماضوية
سلفية تعيش في أفكار الماضي وتجارب
السلف الذي رحل، أيضاً هي ثقافة تحاول
فرض نفسها على الحاضر والمستقبل وتقوم
بتخطيء الآخرين والاستخفاف بهم. لننظر
مثلاً كيف أن الولايات المتحدة قد
تجاوزت قوانينها العنصرية، التي كانت
سائدة قبل الستينات من القرن الماضي،
وخلال عقود قصيرة أنتجت وسمحت ثقافتها
بوصول شخص أفريقي، «عبد» حسب ثقافتنا
الماضوية، إلى سدة الرئاسة، اوباما
بقدراته ومهاراته وعمليته وذكائه لا
يمكن مقارنته بأي زعيم عربي رغم
استمرار بعضهم في السلطة منذ عشرات
الأعوام. لننظر في المهارات الخطابية
وحدها عند اوباما ونقارنها بمهارات
أحسن زعيم عربي، فسنجد أن لا مجال
للمقارنة، لا بل ان هناك زعماء عرباً
لا يعرفون كيف يخاطبون جمهورهم أبداً
ويجعلوننا نشعر بالخجل احيانا حين
يتحدثون على المنابر الدولية. لكن
لنعترف بالحقيقة، ان كل زعيم هو نتاج
طبيعي لثقافة بيئته، الثقافة
الأميركية سمحت لشاب افريقي مسلم
مهاجر أن يتزوج من أميركية، وأتاحت
لابنه الفرصة ليتقدم ويتميز في
التعليم ويدخل أفضل الجامعات في
العالم، ثم في العمل العام، ثم ليحصل
على مقعد سيناتور عن ولاية إلينوي،
ليخوض انتخابات حرة ويصبح رئيساً بعد
ذلك. لكن هل يمكن للبيئة والثقافة
العربية ان تسمح ببروز أي شاب مهما كان
متفوقاً ونابغاً؟ للأسف لا تتوقف
المسألة عند هذا البعد، ثمة سلبية حتى
عند العرب الذين هاجروا من بلادهم إلى
الدول الغربية بحثاً عن فرصة عمل أو
أمل في حياة قائمة على العدل
والمساواة، أو للعيش في مجتمع
ديموقراطي يحترم الحريات التي
افتقدوها في بلادهم. السلبية عند العرب
المهاجرين تتبدى في بعض الممارسات
الخاطئة ومخالفة القوانين وانتهاك
النظام القائم مثل استغلال بعضهم لتلك
الثقافة الغربية المتسامحة فى الحصول
على قروض مالية من البنوك ثم الهرب بها
إلى بلادهم الأصلية، انهم في ذلك
يجسدون عقلية الغازي الذي يحلل كل شيء
خلال غزوته للأعداء. أيضاً هناك من
يدعي ويزعم الفقر للحصول على معونات
مالية أو صحية من دون وجه حق في الوقت
الذي يتحرج المواطن الفرنسي أو
الانكليزي او الألماني أو الأميركي من
طلب ذلك. هناك أيضاً من يلعب على وتر
الظروف السياسية القاسية التي يعيش
تحت وطأتها أهله وأقاربه من أجل تحقيق
غايات خاصة. الغالبية من هؤلاء يمارسون
الكذب مع كل أسف، فيما الغربي، يصدقهم
ويساعدهم دون أدنى تشكيك لأن القاعدة
في الثقافة الغربية تقوم على حسن النية
وتصديق الآخر. سلبية
العرب تتجلى في نقدهم وشتمهم للبلاد
التي يعيشون فيها بدلاً من حمد الله
على النعمة التي جاءت بهم من بلادهم
حيث استقبلتهم البلاد الغربية و«أطعمتهم
من جوع وآمنتهم من خوف». التقيت
أكثر من مرة مع مواطنين عرب ينتمون
لبلاد عربية تحصل فيها مجاعات بين
الفينة والاخرى وشهدت مجازر وحروباً
اهلية طائفية واثنية، حين التقيتهم
كانت متعتهم الكبيرة في التسوق، لكنهم
كانوا يشتمون على البلاد التي يعيشون
فيها وعلى أهلها «الكفار». السلبية
تتجلى أحياناً في مواقف غريبة، كأن
يرفض أحدهم تعلم اللغة التي يتكلم بها
المجتمع الذي هاجر إليه، وينتقد أبناء
ذلك المجتمع في ملبسهم ومأكلهم ويسخر
حتى من مستوى نظافتهم، رغم أن العربي
يستطيع أن يمارس إيمانه الديني ويلبس
ما يشاء، بل انه يستطيع أن يشتري كنيسة
ويحولها مسجداً في وقت تمنع قوانين
الكثير من الدول العربية الغربي من
ممارسة حقوقه الاجتماعية والدينية
داخل البلدان العربية بحجة المحافظة
على الثقافة والدين والأعراف
والتقاليد. لن
نتحدث عن اولئك الذين قاموا بأعمال
إرهابية ضد الغرب والمجتمعات التي «اطعمتهم
من جوع وآمنتهم من خوف» فهذه قصة
معروفة. كاتب
سوري =====================\ السبت,
27 نوفمبر 2010 الياس
حرفوش الحياة ما لبث
رجب طيب اردوغان ان انهى زيارته الى
لبنان، حيث أحب بعضهم ان يرحب به بوصفه
رمزاً للعثمانية المتجددة، حتى كان
رئيس الحكومة سعد الحريري يحزم حقائبه
متجهاً الى طهران، التي يتهمها البعض
الآخر من اللبنانيين باستخدام ارض
الجنوب لإقامة قاعدة ايرانية على
البحر المتوسط. ولم
تقصّر وسائل الإعلام اللبنانية في
ملاحظة الفوارق بين الطريقة التي أعدت
لاستقبال الرئيس الإيراني احمدي نجاد
الشهر الماضي وتلك التي تم بها استقبال
رئيس حكومة تركيا. وكان الطابع المذهبي
طاغياً على الفوارق، خصوصاً في الجانب
الشعبي من الاستقبالات. ففي مقابل
مهرجانات الضاحية الجنوبية وبنت جبيل
التي استقبلت نجاد وكان الحضور الشيعي
هو المهيمن فيها، تكرر الأمر في
مهرجانات صيدا وقرى عكار حيث أخذت
الاستقبالات طابعاً سنياً بامتياز، بل
تركمانياً كذلك، كما كانت الحال في
قريتي الكواشرة وعيدمون الشماليتين. هناك
طبعاً نوستالجيا لبنانية في الحالتين
تبحث عمّن يدغدغ احلامها. وفي الحالتين
ايضاً هناك هرب لبناني، نتيجة حالة
الانهيار الحاصلة في الانتماء الوطني،
الى احضان اخرى. لكن هناك تجاهلاً في
الوقت ذاته لما تبغيه تلك الأحضان من
احتضان «اتباعها». وإذا كان انصار
احمدي نجاد في لبنان من الذين رفعوا
الشعارات الإيرانية لاستقباله لا
يتحرّجون من اعلان ولائهم ل «ولاية
الفقيه»، على رغم كونها مشروعاً
مضاداً لكل الأسس التي يقوم عليها
الوطن اللبناني، او ما بقي منه، فإن
الذين استقبلوا اردوغان ظهروا اكثر
تعاطفاً مع استعادة «امجاد»
الأمبراطورية العثمانية مما لا يجرؤ
اردوغان نفسه على التفوه به، على رغم
مساعي القطع التي يقوم بها مع ارث
اتاتورك. ومثل «ولاية الفقيه»، لا يبدو
الحنين الى هذا المجد العثماني الغابر
سوى مشروع معاد للدولة اللبنانية
الحديثة التي قامت على انقاضه، كما
سواها من دول المشرق العربي. مع ان
اللبنانيين جادون في البحث عن وسائل
الدعم الإقليمية لتعزيز متاريسهم
الداخلية، فإن الحقيقة أن التنافس
المذهبي الذي طغى على الاستقبالين
اللذين تم اعدادهما لكل من نجاد
وأردوغان، هو «تنافس لبناني» يعكس
الصراع المذهبي الإقليمي، لكنه تنافس
لا مثيل له بين تركيا وإيران لجهة
الدور الذي تبحثان عنه في المنطقة
ولجهة الدفاع عن مصالحهما فيها. هناك
الآن ما يشبه التكامل بين الدورين
التركي والإيراني، مقارنة بالخصومات
السابقة منذ قيام الثورة الإسلامية في
طهران. ويعود الفضل في ذلك الى
الانقلاب الذي احدثه حزب «العدالة
والتنمية» في انقرة، وكذلك الى سعي
طهران وسائر القوى التي تدور في فلكها،
على اختلاف انتماءاتها المذهبية، الى
استغلال هذا الانقلاب ومحاولة الإفادة
منه. بناء
على ذلك، هناك رهان بين «الممانعين» في
المنطقة على الدعم الذي تستطيع ان
توفره القوة التركية. اما درجة الإفادة
من هذا الدعم فتبقى موضع تساؤل، خصوصاً
ان الدور التركي لم يستطع ان يساهم، لا
سلباً ولا ايجاباً، في تغيير ميزان
القوى العربي الإسرائيلي، على رغم،
وأحياناً بسبب الخطابية المدوية التي
يتميز بها اردوغان. والأمثلة على فشل
هذا الدور كثيرة، من انهيار الوساطة
التركية بين سورية وإسرائيل، والتي
عولت عليها دمشق كثيراً، الى الفشل في
منع تشديد العقوبات على ايران، وصولاً
الى الموافقة على الدرع الصاروخية
الأطلسية التي تستهدف ما يعتبره
الأطلسيون «خطراً ايرانياً». اذا
كان لإيران مشروع مذهبي متماسك في
المنطقة، فإن منافسي هذا المشروع
يحلمون اذا كان رهانهم على مشروع تركي
يستطيع ان يخدم مصالح الفريق الذي يشعر
بانحسار نفوذه نتيجة تمدد المشروع
الإيراني. تركيا تسعى الى تحقيق مصالح
تجارية واقتصادية وسياسية، وعلى
الطريق الى ذلك لا تمانع في الاتكاء
على خطاب تعبوي، لا اكثر ولا أقل،
يستدعي التصفيق تبعاً لهوية الجماهير.
من النماذج على ذلك هو التصفيق الذي
حظي به تهديد اردوغان من بيروت
للإسرائيليين على وقع عبارة: لن نسكت
امام ما تقوم به اسرائيل وسنقول بكل
امكاناتنا اننا مع الحق. وفي المقابل
كان الخطاب الآخر الذي القاه اردوغان
في عكار وتطرق فيه الى اغتيال رفيق
الحريري قائلاً: سننادي بتطبيق
القانون الدولي ونقولها عالية في وجه
القتلة: نعم انتم القتلة. لكل
مقام مقال، على طريقة اردوغان. =====================\ عن
مستقبل العلاقات الاسرائيلية -
الأميركية السبت,
27 نوفمبر 2010 نبيل
محمود السهلي * الحياة صدرت
خلال العقدين الماضيين بحوث ودراسات
مختلفة حول توصيف العلاقات
الاسرائيلية – الاميركية، وذهب البعض
الى نعت اسرائيل بأنها عبء، والبعض
الآخر أشار الى انها ذخر للولايات
المتحدة. كما أشار آخرون الى انها عبء
وفقاً لمقدمات معينة وذخر بناءً على
معطيات أخرى. والحال
أن حرب حزيران (يونيو) 1967 تعتبر حداً
فاصلاً بين المرحلة التي كانت فيها
إسرائيل تلعب دوراً مهماً في إطار
المصالح الأميركية في الشرق الأوسط،
والمرحلة التي أصبحت فيها تلعب الدور
الرئيس في إطار تلك المصالح. وقد شكلت
المساعدات الأميركية لإسرائيل أحد أهم
وابرز مؤشرات العلاقات الثنائية،
فتجاوبت الإدارات الأميركية
المتعاقبة منذ 1948 مع الاستراتيجية
التي تقوم على تطوير التحالف وترسيخه
في مختلف الميادين. وقد تجلى ذلك
بالدعم الأميركي لإسرائيل في أروقة
المنظمة الدولية واستخدام حق النقض (الفيتو)
ضد أية محاولة لاستصدار قرار يدين
ممارساتها واعتداءاتها المتكررة على
الدول العربية. وذهبت الإدارات
الأميركية أبعد من ذلك في إفشال
استصدار أي قرار دولي يدين الأعمال
التعسفية لإسرائيل في المنطقة. وقد
توضح التوجه هذا خلال عقود ستة من
العدوان. وكان من أهم ملامح دعمها
الديبلوماسي والسياسي سياسة الضغط
المستمر على المنظمة الدولية التي
أُجبرت على إلغاء القرار الدولي الذي
يوازي بين العنصرية والصهيونية. بيد أن
المساعدات الأميركية لإسرائيل برزت
بوصفها السمة الأهم في إطار الدعم،
فحلّت تلك المساعدات العديد من
الأزمات الاقتصادية الإسرائيلية مثل
التضخم في منتصف الثمانينات، ناهيك عن
أثرها المهم في تحديث الآلة العسكرية
الإسرائيلية، وتجهيزها بصنوف
التكنولوجيا المتطورة، من طائرات
وغيرها، وبالتالي تمويل العدوان
الإسرائيلي على الدول العربية. وقد
بلغت قيمة المساعدات الأميركية
لإسرائيل، خلال الفترة 1948- 2010، 107
بلايين دولار منها نحو 60 في المئة
مساعدات عسكرية، و40 في المئة مساعدات
اقتصادية، ومن المقدر أن تصل قيمة
المساعدات الحكومية التراكمية
والمباشرة إلى 122 بليوناً بحلول 2015.
وإذا احتسبنا المساعدات غير المباشرة
من الولايات المتحدة والجالية
اليهودية خلال العقود الماضية، فإن
قيمة المساعدات الإجمالية تصل إلى نحو
157 بليون دولار. ولا بد
من الاشارة الى ان استمرار العلاقة
الاستراتيجية بينهما سيبقى مرهوناً
بمدى الدور الرئيس الذي تلعبه اسرائيل
في إطار المصالح الأميركية في الشرق
الأوسط، وبهذا المعنى فإنها ستبقى
ذخراً للولايات المتحدة، بخاصة في ظل
غياب حضور عربي قوي. *
كاتب فلسطيني ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |