ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
J
2010-12-01 القدس
العربي سعد
جابر الحبوني (أيها
المحاربون السود.. قفوا في صمت وإجلال
لتحية ذكرى ملايين الموتى الذين قامت
فوق دمائهم أساسات امتنا.. فانشدوا
أناشيد الحرية بفرحة فالسلام والحرية
والعدالة ستسود إلى الأبد..) هذا مقطع
من نشيد اعد للدولة الجديدة في جنوب
السودان يبدو أن الجنوبيين في السودان
جادون في عملية فصل الجنوب عن الشمال
في عملية لم يشهدها الوطن العربي منذ
اتفاقية سايكس بيكو، وإذا تم الانفصال
ستكون أول سابقة وسيتبعها بعد ذلك
توابع وسيسري الانفصال سريان النار في
الهشيم ليطال دولا أخرى عربية
وافريقية وستتغير خارطة أفريقيا
والوطن العربي وبالتالي سيزداد عدد
الدول وعدد الرؤساء وعدد الحكومات
ومعها ستزداد الخلافات. ومع إصرار
الانفصاليين في الجنوب على الانفصال
يقابل الشماليون ذلك بالنداء بالوحدة
ويطرحون فكرة إذا تم الانفصال سيعملون
على الوحدة! بالرغم أن الجنوب لديه حكم
ذاتي منفصل عن الشمال وتوزيع الثروة
النفطية يتم بالتساوي بين الجنوب
والشمال ولقد شهد الجنوب حربا أهلية
دامت أكثر من عقدين 1983 2005 مع الشمال وهو
نزاع أوقع مليوني قتيل وكانت حرب أهلية
اندلعت من قبل بين الشمال والجنوب
واستمرت من(1955- 1972) الا أن اتفاق السلام
الشامل الذي تم توقيعه في (2005 ) أوقف تلك
الحروب على أساس أن يتم تقرير المصير
للجنوب، اي أن يختار سكان الجنوب فقط
دون سكان الشمال، إما الانفصال عن
الشمال أو الوحدة، وحدد تاريخ التاسع
من شهر اي النار (يناير2011) كيوم محدد
لتقرير المصير.. ويرتبط ذلك أيضا
باستفتاء يعقد لسكان منطقة (ابيي)
الفاصلة بين الجنوب والشمال ليقرروا
إما الانضمام للجنوب أو للشمال وهذه هي
العقدة أو القنبلة! لأنه لن يتم
الاستفتاء على تقرير المصير إلا بعد
تحديد موقف سكان منطقة (ابيي) لأنهم إذا
اختاروا أن يكونوا مع الشمال فهذا يعني
أن سكان هذه المنطقة لن يشاركوا في
تقرير المصير لأنهم ليسوا جنوبيين،
أما إذا اختاروا أن يكونوا مع الجنوب
فهذا سيجعلهم يشاركون في تقرير المصير
باعتبارهم جنوبيين ويتطلب ذلك أن يجري
الاستفتاء لسكان منطقة (ابيي) قبل
الاستفتاء على تقرير المصير فمنطقة (ابيي)
تعد الأكثر غنى بالنفط حيث تنتج ثلاثة
أرباع النفط السوداني (500) ألف برميل
يوميا ويعتبر (60') من موارد الدولة من
النفط وتقطن هذه المنطقة قبيلة (الدينكا)
ومن اسمها تنتمي للجنوب وقبيلة (المسيرية)
وهي من القبائل العربية الإسلامية
والخلاف بينهما كثيرا ما تسبب في
مناوشات ومعارك قبلية، خاصة أن (الدينكا)
قبائل مستقرة لكون حرفتها الزراعة،
أما (المسيرية) فهم قبائل رعوية وكثيرا
ما تحدث النزاعات بسبب الرعي الجائر
وتدعي كل منهما أحقيتها في منطقة (ابيي)
ولطبيعة الاستفتاء يتطلب معرفة السكان
الأصليين الذين يحق لهم الاستفتاء،
مما جعل المنطقة قابلة للاشتعال في أي
لحظة مع إعلان الأمم المتحدة عدم
قدرتها على السيطرة أو منع الحرب في
تلك المنطقة، التي تنذر بقدوم حرب
أهلية قادمة، خاصة بعد انهيار مباحثات
الجنوب والشمال في أديس ابابا برعاية
الولايات المتحدة الأمريكية وإثيوبيا. ============================ ديمقراطيات
صورية، انتخابات مزيفة، واستبداد
متجدد د.
بشير موسى نافع 2010-12-01 القدس
العربي بالنظر
إلى التنوع الكبير في المجتمع المصري،
بين مسلمين واقباط وسكان مدن هائلة،
تكاد تكون خالية من العصبيات
التقليدية، ومجتمعات ريفية وصحراوية
تستند إلى الأسر الكبيرة والقبائل،
فإن الانتخابات المصرية سارت على ما
يرام. بعض العنف في دوائر الصعيد،
واشتباكات هنا أو هناك في دائرة أو
اثنتين في شبه جزيرة سيناء، ومقتل واحد
أو اثنين وجرح بضعة عشرات، وتعليق
الانتخابات في عدد قليل من الدوائر، لم
يكن أمراً مستغرباً. معظم حوادث العنف،
على أية حال، تعود إلى التنافس الحاد
بين مرشحي الحزب الوطني، ولا علاقة
خاصة لها بالتدافع السياسي في البلاد.
في صورة عامة، جرت الانتخابات كما كان
يجب أن تجري: سيطرة ساحقة لمرشحي الحزب
الوطني، الذي أكد من جديد على أن مصر
تعيش تطوراً بالغ الخطورة في تاريخها
السياسي، بعد أن اكتمل التماهي المطلق
بين مؤسسة الدولة والحزب الوطني،
الحزب الذي يحكم مصر بصورة أو بأخرى،
وباسم أو آخر منذ ولادة الجمهورية. هذه
في الحقيقة ليست انتخابات، ولا
ديمقراطية، ومن العبث أن يعيش البعض
آملاً في إصلاح الأمور من دورة
انتخابية إلى التي تليها. هذا نظام
استبدادي مستحكم، وعلى المصريين
التعايش معه بإخراج مسألة الحكم
نهائياً من التدافع الاجتماعي
السياسي، أو اجتثاثه من جذوره. بالنظر
إلى حجم الإجراءات الوقائية التي
اتخذها النظام قبل فترة كافية من
الانتخابات، وإلى أن النظام حقق نصراً
كبيراً عندما أعلن كل من حزب الوفد
والتجمع والإخوان المسلمين المشاركة
في العملية الانتخابية بالرغم من
الدعوات الواسعة للمقاطعة في أوساط
المعارضة، فقد تصرفت أجهزة الدولة،
المكرسة لتحقيق فوز الحزب الوطني
القاطع، وكأن الحزب يواجه معركة حياة
أو موت. رفضت الدولة أصلاً الرقابة
الأجنبية على الانتخابات، بما في ذلك
مراقبة المؤسسات المدنية غير المرتبطة
بأنظمة حكم معينة؛ وألغت كلية الإشراف
القضائي، بالرغم من أن الأغلبية
العظمى من القضاة الذين أشرفوا على
الدورة الانتخابية السابقة كانوا من
موظفي أجهزة ومؤسسات الدولة، ولم
تحاول إلا قلة ضئيلة منهم تحمل
مسؤولياتها كما ينبغي. ولأن المفترض أن
لا يكون هناك من مبرر للاعتراض على
الرقابة التي تقوم بها مؤسسات المجتمع
المدني المصرية، طالما أن الرقابة
الأجنبية تمس بسيادة البلاد، فقد شكلت
الدولة لجنة عليا للإشراف على
الانتخابات، لتقوم هذه بوضع شروط
تعجيزية أمام المراقبين المصريين،
بدلاً من أن تحاول وضع حد لسيطرة أجهزة
الأمن التقليدية على العملية
الانتخابية. في
المقابل، لم يتقدم أي من الأحزاب
المشاركة في الانتخابات للمنافسة على
عدد كبير من مقاعد مجلس الشعب، رغبة من
هذه الأحزاب بعدم استفزاز الحزب
الحاكم. وحرص الإخوان، على وجه الخصوص،
بالابتعاد ما أمكن عن المنافسة على
مقاعد القاهرة الكبرى، التي يعتبرها
النظام والحزب الحاكم ساحة المعركة
الانتخابية الأساسية. في إطارها
العام، وفي تفاصيلها، اعتبرت انتخابات
2010 البرلمانية مواتية كلياً للحزب
الحاكم، حتى أن الحزب قام وللمرة
الأولى بالسماح بالتنافس على عدد
ملموس من المقاعد بين أكثر من مرشح
للحزب، منعاً للإحراج المعتاد في
التفضيل بين أسر الأعيان ومراكز
النفوذ، ولأن أحداً في البلاد، داخل
صفوف الحزب الوطني أو خارجه، لم يكن
لديه أدنى شك في أن الحزب سيفوز
بالأغلبية العظمى من مقاعد مجلس الشعب
المقبل. وربما للاهتمام الإعلامي
العربي، الذي لا يعرف مبرره على أية
حال، فقد اعتقد البعض أن الانتخابات
ستجرى بقدر معقول من الشفافية، طالما
أن النتيجة النهائية ليست محل شك أو
اعتراض. ولكن ذلك كله لم يمنع تحول
العملية الانتخابية إلى مجزرة سياسية
بكل معنى الكلمة، أطيح فيها بمرشحي
الأحزاب موضع القلق، وسمح فقط
للمرشحين 'المعارضين' محل الثقة؛ كما
أطيح بالمرشحين المستقلين غير
الموالين، الواحد منهم تلو الآخر.
المواطن المصري العادي كان وحده من
أدرك حقيقة ما سيجري، فاتخذ قراراً شبه
إجماعي بالمقاطعة، لتتجنب أغلبية
الناخبين العظمى مراكز الاقتراع
تجنبها الوباء المعدي. أحد
المبررات الوجيهة التي وضعها الإخوان
المسلمون والمعارضون الآخرون
لمشاركتهم في انتخابات معروفة النتائج
مسبقاً أن الحملة الانتخابية هي
الوسيلة الوحيدة للاحتكاك بالشعب
والتعرف على هموم الناس ومشاركتهم
آمالهم وقضاياهم، وأن العملية
الانتخابية فرصة هامة لكشف سياسات
التزوير والخداع، وتزييف إرادة
الناخبين، التي يقوم بها الحزب الحاكم.
ولكن الواقع أن النظام لا يكترث بأوضاع
القوى السياسية ومواقعها الشعبية، أو
أنه لا يكترث كثيراً، ولا تقلقه وقائع
ما يكشف أو لا يكشف. تماماً كما أن مصر
تعيش قدراً ملموساً من حرية الصحافة،
ترتكز إلى معادلة حرية الآخرين في أن
يقولوا ما يريدون، وحرية النظام أن
يفعل ما يريد. هذا نموذج جديد لعلاقات
الاستبداد، أو مرحلة متطورة في
تاريخه، استبداد مضى بعيداً عن
استبداد عهد التنوير والآباء
المستبدين العادلين، استبداد ما بعد
الحداثة، حيث لم يعد للرأي العام،
موالياً كان أو معارضاً، من أهمية خاصة
في عملية الحكم ومقدراته. لا الرأي
العام المصري يوضع في الحساب، ولا
الرأي العام غير المصري، وحتى الضغوط
الأمريكية، التي يقال دائماً إنها
تلعب دوراً هاماً في التطور
الديمقراطي، لم يعد لها من وجود ولا
اعتبار. ثمة
تصور ساد في العديد من بلدان العالم
الثالث، مثل المكسيك وماليزيا
وباكستان ومصر وإيران، بأن هناك
دائماً إمكانية للإصلاح الديمقراطي
التدريجي. وفي مصر خصوصاً، تلعب
انتخابات 2005 دوراً رئيساً في صناعة
الوهم المؤسس لإمكانية الإصلاح
التدريجي. فقد استطاع الإخوان
المسلمون، القوة السياسية المعارضة
الرئيسة في البلاد، وبالرغم من التدخل
الحكومي السافر في المرحلتين الثانية
والثالثة من الانتخابات، الحصول على 87
مقعداً من مقاعد مجلس الشعب، للمرة
الأولى في تاريخهم السياسي على
الإطلاق. ولكن الحقيقة أن انتخابات 2005
جرت في ظل ظروف خاصة، وربما استثنائية.
فعلى خلفية من القلق والارتباك الذي
أحاط بمسألة خلافة الرئيس، والمناخ
العالمي الذي ولدته أحداث الحادي عشر
من أيلول/ سبتمبر والحربين في العراق
وأفغانستان، وتبني إدارة بوش الابن
لمقولة الارتباط بين غياب الديمقراطية
وتصاعد اتجاهات العنف، ثم حركة
التظاهر واسعة النطاق التي قادها
الإخوان المسلمون في ربيع العام نفسه،
تساهلت أوساط النظام في المرحلة
الأولى من الانتخابات، التي نظمت في
ثلاث مراحل، وهي المرحلة التي حصل فيها
المرشحون الإخوان على العدد الأكبر من
المقاعد التي احتلوها في المجلس
السابق. في المرحلتين الثانية
والثالثة، وضعت الإجراءات الكافية
لمنع الإخوان والمعارضين المستقلين من
الفوز بأي من المقاعد الهامة. اليوم،
انقشع مناخ الحرب على الإرهاب،
وانحازت واشنطن للتحليل القائل بخطر
التيارات الإسلامية السياسية، حتى
الديمقراطية منها، ويترسخ الآن يقين
واضح حول مستقبل الحكم ومقعد الرئاسة،
يتطلب في حد ذاته وجود مجلس شعب آمن في
موالاته وقدرته على التشريع. تجنب
الإخوان العودة إلى حركة الاحتجاج،
بدعوى أنهم دائماً من يدفع الثمن؛ وعقد
النظام صفقة ما مع القيادة الجديدة
لحزب الوفد. وقد أصبحت نتائج انتخابات
2005 في حد ذاتها، التي أدت إلى أن يقود
الإخوان المعارضة في المجلس، مبرراً
لأن تجرى انتخابات 2010 في صورة مختلفة
كلياً، أو في الصورة المعتادة
للانتخابات المصرية منذ أكثر من نصف
قرن. ولدت
الدولة المصرية الحديثة في العقود
الأولى من القرن التاسع عشر، وتبلورت
منذ ولادتها باعتبارها أداة السلطة
الحاكمة التي قادها محمد علي. في
المرحلة بعد الحرب الأولى، عندما
أصبحت مصر دولة دستورية ملكية، وتبنت
بعضاً من سمات الحكم الليبرالي، ظلت
الدولة أداة للسلطة الحاكمة، التي
ستمثلها نخبة طبقية ومؤسسة ملكية. بين
فترة وأخرى، أجريت بالفعل انتخابات
حرة وشفافة، ولكن لأن السلطة الحاكمة،
بممثليها الكبار، أرادوا ذلك، لهذا
السبب أو ذاك، أو للحفاظ على بعض من
السمات الليبرالية للنظام. خلال أغلب
حقبة النظام الملكي، حكمت مصر بما عرف
بأحزاب الأقلية، أي تلك التي لا تمثل
القطاع الأوسع من الناخبين. عندما وقعت
ثورة تموز/يوليو 1952، التي أدت بعد
عامين إلى ولادة النظام الجمهوري،
ورثت الجمهورية الدولة المصرية كما
هي، بنية وقيماً وأنظمة ومؤسسات، بدون
أن تحدث انقلاباً جوهرياً فيها. ما
قامت به الجمهورية كان وضع حد للتعددية
الحزبية، وتسيير البلاد بنظام الحزب
الواحد، وهو الأمر الذي يكاد يكون
إعادة انتاج صريحة لسلطة الطبقة
الحاكمة على النظام الملكي. عندما
بدأت تجربة التعددية الحزبية في العهد
الجمهوري الثاني، لم يكن السادات يسعى
إلى إقامة نظام ديمقراطي بالمعنى
الليبرالي، بل كان يحاول أن يضفي شيئاً
من الشرعية الغربية الحديثة على نظام
حكم الحزب الواحد. رأى السادات موقعه،
وموقع مصر، في صف المعسكر الغربي،
وربما اعتقد أن شيئاً من الانفتاح
السياسي بات ضرورياً لتسويغ خيارات
السياسة الخارجية وسياسات الاقتصاد
والاجتماع التي تبناها. ولكن في جوهره،
ظل نظام السادات نظام حكم الحزب
الواحد، ولم يكن غريباً بالتالي أن
الحزب الوطني الذي أسسه السادات ورث
مراكز وممتلكات الاتحاد الاشتراكي،
حزب النظام الحاكم في عهد ما قبل
التعددية السياسية. ما شهدته مصر في
المرحلة التالية كان استمراراً وفياً
لفترة حكم السادات، مع انفراجات قليلة
ومتباعدة، فرضتها الظروف أو متطلبات
طارئة. ليس
ثمة طريقة لوضع نهاية للاستبداد سوى
تقويض القواعد الاجتماعية الاقتصادية
التي يرتكز إليها. انتظار الإصلاح
التدريجي، كما فعل الأتراك عندما ظنوا
في 1950 أن حكم الشعب الجمهوري قد انتهى
وأفسح مجاله لنظام تعددي ديمقراطي،
يعني عقوداً طويلة من الاستبداد
المقنع، واستمرار هيمنة النخبة
الحاكمة، بصيغ وأسماء أخرى. المستبدون
ليسوا أقل ذكاء وحنكة من دعاة الحرية،
سيما عندما يتعلق الأمر بمصير آليات
السيطرة والسلطات والامتيازات التي
ورثوها من المستبدين قبلهم. '
كاتب وباحث عربي في التاريخ الحديث ============================ حسن
عصفور الدستور 2-12-2010 كشفت
حكومة دولة الاحتلال الاسرائيلي كل
غموض في المسألة التسووية ، حيث لم يعد
هناك ما هو منتظر منها كي يقال أن
المفاوضات قادمة ، فالسلوك العام
والخاص لحكومة نتنياهو لا يترك مجالا
أمام أي إجتهاد ممكن للإنتظار عله يحدث
ما يمكن أن يساعد أو يبرر أو يشكل غطاء
لإستئناف اللقاءات التفاوضية في زمن
هذه الحكومة الإسرائيلية ، والتي لا
تقيم وزنا لكل الإعتراضات الإقليمية
والدولية على سياستها التهويدية
والإستطيانية في الأرض المحتلة وخاصة
في مدينة القدس الشرقية .. الموقف
الإسرائيلي شديد الوضوح ما يحتاج أن
يقابله وضوح أشد في الموقف العربي
الفلسطيني ، بحيث لا يترك مجالا للقيل
والقال السياسي ، وأن يتم تغيير كبير
في كيفية تناول المسألة السياسية ، دون
خروج عن أسس الموقف العربي المتفق
عليها ، ولكن لم يعد مقبولا الكلام
وكأن الوضع كما كان عليه قبل شهر أو
شهرين أو ثلاثة ، من حيث عدم رؤية
الجديد الإسرائيلي حتى في ظل الرشوة
التي قدمتها واشنطن لحكومة المحتل ،
فبعد إقرار الإستفتاء ومناقشة تهويد
القدس ورفض أي وقف لنشاط إستيطاني
وتهويدي ، بات المطلوب أن يتم الإنسحاب
التدريجي من"اللغة السائدة" قبل
هذا الجديد ، وفي الأساس منه كيفية
التعامل مع"التسوية والخيارات
السياسية وعملية السلام" .. من
المفيد والضروري أن تقوم منظمة
التحرير الفلسطينية قبل غيرها من
إحداث المراجعة السياسية لمسيرة
العلاقة التسووية مع إسرائيل ، كونها
قدمت كل ما يمكن تقديمه كي تصل التسوية
الى نهايتها المقرة في اعلان المبادئ
المتعارف عليه"إتفاق اوسلو العام
"1993 وما تلاه من إتفاقيات تؤكد ضرورة
الوصول الى تسوية نهائية تفتح الطريق
لمصالحة تاريخية ، هدف كان لنهاية
المطاف ولكنه بات خارج كل التقديرات
الممكنة في الزمن المنظور .. وعليه أصبح
وجوبا أن تهجر منظمة التحرير
بإعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب
الفلسطيني ذاك الإطار الذي لم يعد
موجودا بل أن إسرائيل إستخدمته لإلحاق
أفدح الضرر بالقضية الوطنية ، وليس
هناك فرصة خير من الفرصة الراهنة كي
يتم إتخاذ هذه الخطوة التي باتت
إلزامية لحماية تاريخ وحاضر ومستقبل
الكفاح الوطني الفلسطيني .. فقيام
المنظمة بتعليق كل الاتفاقيات مع
اسرائيل بكل أبعادها هو خيار الرد
الأول على السلوك الإسرائيلي ، والذي
يتطلب مفتاحا جديدا لترتيب البيت
الفلسطيني قبل الذهاب الى"البيت
العربي" وتحديد المواقف اللاحقة
وفقا لهذا الخيار الجديد ، وليس خيارات
في سياق الموقف القديم ، فلن يكون هناك
جدوى أو تجاوب حقيقي مع أي مطلب تحت
خيمة" الترجي" أو"التوسل
السياسي" ..الذي لن يمنح الطرف
الفلسطيني أي نقطة إيجابية أو مكسب في
قادم الأيام ، خاصة بعد أن ابانت حكومة
تل ابيب أنها لا تهتز كثيرا لأي تهديد
أو خيار فلسطيني يتم الحديث عنه ، ما
دام الوضع في سياق ذات"الإطار
القائم" حاليا بين الطرفين ، كون
الحكومة الإسرائيلية تدرك أن غالبية
الخيارات التي يتم الحديث عنها تتجه
نحو الولايات المتحدة لنيل رضاها أو
موافقتها أو صمتها ، وهي بالتالي تعرف
أكثر من المراهنين على "حسن نوايا
واشنطن" بأن أمنيات البعض الفلسطيني
والعربي لن ترى النور ولن تتحقق ما
دامت تدور في الفلك الأمريكي ، أو في
سياق إطار الإتفاقات القائمة ، بل أن
بعضها وخاصة الشق الأمني منه يزداد
إتساعا وتعزيزا وكأنه مسار مستقل عن
المسيرة العامة في بلادنا المنكوبة ،
يسير بحسابات ليست هي حسابات السياسة
العامة التي يتم الكلام عنها ، وهو
الشق الأهم الذي تريده تل أبيب ولعله
الوحيد الذي لم تعمل إسرائيل على كسره
أو الالتفاف عليه ..دون أن يدرك
الفلسطيني كيق يمكن إستخدامه بشكل
إيجابي تفاوضي في السنوات الأخيرة ،
ويقول البعض أن حكومة تل أبيب هي من
يقوم بإبتزاز السلطة في مجال"التنسيق
الأمني" مستخدمة حالة الإنقسام .. ثقافة"التوسل
السياسي" لأمريكا لم تعد مجدية أبدا
، وعليه الأفضل التوقف الكلي من قبل
البعض الفلسطيني والعربي ترداد مقولات
: نطالب أمريكا الاعتراف بالدولة
الفلسطينية ، أو الطلب منها أن تكشف
الموقف الإسرائيلي وتحميله مسؤولية"فشل
المفاوضات" ، أو أن يتم رهن الموقف
العربي ولقاء لجنة المتابعة العربية
بما سيأتي من واشنطن ، وكأن واشنطن لم
ترسل ردها بعد ، اللهم الا اذا أراد
المنتظرين الهروب من اللقاء لإتخاذ
موقف مما يتم وفقا لقرارت عربية سابقة
.. ولذا يختبئ البعض خلف مقولة"إنتظار
الرد الأمريكي" .. وكي لا
يتآكل الموقف الفلسطيني وخياراته
المعلنة ، من المفيد أن يتم دراسة
الخيار الأول بتعليق كل ما يتصل
بالاتفاقات بعد أن يتم مناقشته في
الإطر السياسية الضرورية دون إهدار
لمزيد من الزمن تستغله الحكومة
الاحتلالية لفرض مشروعها الاستيطاتي -
التهويدي العام .. الجرأة باتت طريقا
وخيارا لا بد منه كي لا يتحول الواقع
الى مشهد توسلي لا أكثر .. ملاحظة
: التغيير السياسي في فلسطين قد يكون
أكثر أهمية من"التغيير الوزاري" ..
عله يخرجنا من حالة"قل كلمتك وإنتظر
رحمة واشنطن..". ============================ د.
عبد الحميد مسلم المجالي Almajali.abdalhameed@yahoo.com الرأي
الاردنية 2-12-2010 قد
يقول بعض المسؤولين كلاما في الباطن
يختلف عن ما يقال في العلن وهو امر
طبيعي تقتضيه تعقيدات السياسة
ومتطلباتها، ولكن هل كان يتصور احد ان
هؤلاء المسؤولين سيبدون حماسا
لاستمرار ايران في برنامجها النووي؟
وهل يمكن حساب امن الدول ووجودها وفقا
لعواطف ومقولات سياسية تتبدل بتبدل
الظروف والمصالح؟. ايران دولة اقليمية
كبرى تعطي ظهرها لدول اسيوية كبرى
كالهند وباكستان تشكل مانعا في وجه
امتدادها شرقا، ولذا فانه من الطبيعي
ان تكون اطلالتها على الغرب نحو
المنطقة العربية، مرتكزة على حوافز
استراتيجية تتيح لها تحقيق نتائج سهلة
في منطقة رخوة سياسيا وامنيا، وتعتبر
ساحة صراع تتقاتل عليها الدول النافذة
لاهميتها الجغرافية والنفطية
باعتبارها قلب العالم القديم وملتقى
العالم الجديد. العلاقة
العربية الايرانية علاقة ملتبسة منذ
القدم، والتاريخ وان كان يشكل حوادث
الماضي، الا انه موروث يمتد الى
الحاضر، ويبقى امتداده نافذا الى
المستقبل. وايران اليوم لا تتردد في
الاعلان عن وجوب ان يكون لها كلمة
مسموعة في الوقائع اليومية للمنطقة
العربية وفي مستقبلها، بعد ان وجدت لها
منافذ قد نختلف او نتفق معها، الا انها
شواهد على حضور ايراني يساوي في حجمه
واهميته او يزيد، عن حضور اهل المنطقة
ذاتها. نقبل
سياستها اتجاه اسرائيل بغض عن النظر عن
الاسباب والاهداف، ونقبل حوارها
الصاخب مع الولايات المتحدة حول
الكثير من القضايا وليس كلها، ولكن ما
ليس مقبولا سواء ما كان في عهد الشاه او
في عهد ايران الاسلامية، هو الذي تحول
من هواجس وظنون الى مخاوف ووقائع تلقي
مراسيها على ضفاف الخليج وما بين
النهرين وصولا الى ضفاف البحر المتوسط
والى ما بعد البحر الاحمر. يقول
العرب ان علاقتهم مع ايران لا يكفي ان
تغطى بالتصريحات، بل باجراءات ثقة
لابد من رؤيتها بالعين المجردة على
الارض تنفي الشكوك والظنون وتنسف
الوقائع التي تتعاظم يوما بعد يوم في
مواقع مركزية في قلب العالم العربي
وعلى اطرافه. والعرب
لديهم النية الخالصة والكاملة بارساء
علاقة عربية ايرانية واضحة وشفافة،
والا لماذا يرحبون بالدور التركي
الجديد رغم ثقل التاريخ بين العرب
والاتراك، وقبلوا ورحبوا قبل ذلك
بالقنبلة النووية الباكستانية
واعتبروها رصيدا استراتيجيا لهم. هناك
فرصة تاريخية ما زالت قائمة، لعلاقة
عربية ايرانية ستقلب المعادلات
القائمة في المنطقة، ولو خلصت النوايا
فان هذه العلاقة ستمتد وستتعمق الى
اكثر مما هو متوقع. والاولى بدلا من
اقتراح اقامة منظمة تشارك فيها دول
الجوار العربي، الاولى ان يتم الاعداد
لحوار عربي ايراني واسع المدى وفي
العمق، حول كل القضايا والمخاوف
والشكوك ويفتح صفحة جديدة تخضع لرقابة
دائمة صريحة وعلنية من الطرفين. لا يجب
اعتبار ما نشره موقع ويكيليكس عن
تصريحات بعض المسؤولين العرب حول
ايران مستغربا او يشكل مادة للاتهام،
فمن الطبيعي في ظروف العلاقة
الايرانية العربية القائمة، ان يتمنى
كثيرون زوال المشروع النووي العسكري
لايران عن وجه الارض وما تحتها، كما
تمنوا من قبل والان زوال القوة النووية
الاسرائيلية. ولكنهم بالتاكيد
لايتمنون شن هجوم عسكري على ايران لان
شظايا هذا الهجوم ستنفجر في اكثر من
قلب عربي. وفي كل
الاحوال فان للولايات المتحدة
واسرائيل حساباتهما الخاصة بهما سواء
تجاه ايران او غيرها، ولا نظن انهما
بحاجة للتشجيع او التحريض سواء من
العرب او غيرهم، والرجاء الذي يلح به
عرب المنطقة، ان لا تعطي ايران لامريكا
واسرائيل فرصة تكرار ما حدث للعراق،
فموازين القوة متباعدة في فروقها،
والنتائج ستكون كارثية من الصعب
التعايش معها، وخاصة تجاه شعب ايراني
شقيق بالجغرافيا والتاريخ والدين
والمصالح. ============================ الصين
وكوريا الشمالية.. ما الصحيح إذاً؟ محمد
خرّوب الرأي
الاردنية 2-12-2010 آخر
الاخبار الطازجة - ولمّا يهدأ تسونامي
ويكيليكس بعد – ان الصين قد حالت دون
مجلس الامن واصدار قرار يدين كوريا
الشمالية, في الحادث الخطير الذي جرى
بين الكوريتين, وكانت جزيرة يونغ بيونغ
مسرح المواجهة «المدفعية» التي ما
تزال اصداؤها تتردد في جنبات تلك
المنطقة, وما بين عواصم القرار في شأن
المسألة الكورية.. وخصوصاً ملف بيونغ
يانغ النووي, حيث خرجت الاخيرة على
العالم لتقول في شكل تفوح منه رائحة
التحدي, أنها تتوفر على «آلاف» من
اجهزة الطرد المركزي.. بيجين
اذاً, تشكل درعاً واقية لبيونغ يانغ,
وتبدي ازاءها تسامحاً ولن تسمح
بالتالي بدفعها الى الحائط, أو ايصال
الامور بينها وجارتها الجنوبية الى
نقطة اللاعودة, بعد أن أبدت سيئول
تشدداً لافتاً, ليس فقط على مستوى
التصريحات التي ادلى بها الرئيس
الجنوبي ووزير دفاعه الجديد, الذي وصل
الى منصبه بعد استقالة الوزير السابق,
الذي تحمّل مسؤولية ما حدث وابدى شجاعة
غير مستغربة في ثقافة بلدان وشعوب جنوب
شرق اسيا, وفي مقدمتها اليابان, حيث
يبدي مسؤولوها, مهما علت مناصبهم,
شجاعة في تحمل مسؤولية الاخطاء التي
تُرتَكب على صعيد حوادث المواصلات,
سقوط طائرات أو اصطدام قطارات أو تدهور
حافلات, ناهيك عن اساءات رجالات الامن
والبوليس وجرائم القتل والاعتداءات
على الطلبة في المدارس أو الاماكن
العامة, حيث لا يبحثون عن أكباش فداء
كما يحدث في بلاد العرب والمسلمين, حيث
الحكّام ورجالات السلطة من صنف
الملائكة لا يخطئون, فيما يدفع الثمن
من هم في طبقة أو شريحة «المعثّرين»,
على ما يصف الاشقاء في لبنان الناس
الذين هم بلا حظوظ أو جهات داعمة, توفر
لهم مظلات الحماية والهبوط «الآمن».. ما
علينا.. الصين
في سلوكها الأخير الرافض ادانة كوريا
الشمالية في مجلس الامن, تبدو وكأنها
تريد نفي «التهمة» التي جاءت في احدى
وثائق الخارجية الاميركية التي نشرها
ويكيليكس للتو, حول «عدم ممانعة» بيجين
في ضم كوريا الشمالية الى الجنوبية
وتولي الاخيرة السلطة في كوريا
الموحدة, وهو ما واصلت أجهزة الاعلام
الغربية بثه في نشراتها الاخبارية
واجراء التحليلات السياسية حوله,
كإشارة الى أن الصين قد ضاقت ذرعاً
بتصرفات نظام كيم جونغ ايل, وأنها لم
تعد تقيم وزناً لاستراتيجيتها السابقة
التي قامت على ابقاء كوريا الشمالية
حاجزاً بينها والقوات الاميركية,
الموجودة في كوريا الجنوبية تحت يافطة
الأمم المتحدة, منذ انتهاء الحرب
الكورية في العام 1953, رغم أنها (بيجين)
ما تزال لا تحبذ رؤية القوات الاميركية
على حدودها.. وبصرف
النظر عمّا اذا جرى تضخيم الأمر من اجل
توظيفه في التوتر الراهن بين
الكوريتين, حيث اعتمدت سيئول لغة
تصعيدية مهددة بأن بيونغ يانغ ستدفع
ثمن اعتدائها اضعافاً مضاعفة (قيلت في
خطابات عند تشييع الجنديين اللذين
سقطا في القصف الكوري الشمالي).. ناهيك
عن بدء البحرية الجنوبية والاميركية
مناورات بحرية عند الجزيرة المستهدفة
يونغ بيونغ، واخلائها من سكانها على
نحو بدت الامور وكأنها سائرة نحو حرب
لم تتردد كوريا الشمالية في التحذير من
انها ستكون شاملة ومدمرة. وإذ
يصعب انكار حقيقة ان كوريا الشمالية
غير قادرة على الصمود والبقاء بدون دعم
الصين المتعدد الاوجه وخصوصا
الاقتصادي والسياسي ناهيك عن الاثار
المدمرة للحصار المفروض عليها من قبل
جارتها والولايات المتحدة، إلا ان من
الحكمة عدم تجاهل ما تشكله كوريا
الشمالية في الاستراتيجية الصينية منذ
ستة عقود تقريبا وبخاصة الان بعد ان
بدأت مرحلة الصعود والبروز والتشكل
كقوة عالمية ذات اذرع عديدة تتجاوز
الاقتصاد ونسبة النمو السنوية اللافتة
الى بدء عصر من القوة العسكرية ذات
النزعة الامبراطورية والتي تجد
تجلياتها في تحديث اسطولها البحري
ورصد ميزانية عسكرية لعصرنة جيشها (46
مليار دولار) وهو مبلغ لا يذكر مقارنة
بما تخصصه الولايات المتحدة لترسانتها
العسكرية سنويا (640 مليار دولار) الاّ
انه في تلك المنطقة من العالم مبلغ ضخم
يثير مخاوف اليابان وكوريا الجنوبية
وماليزيا واندونيسيا وفيتنام خصوصاً,
على نحو قد يدفع بهذه البلدان للاقتراب
اكثر من الولايات المتحدة والانخراط
معها في معاهدات واتفاقات ومناورات
عسكرية, تشكل رسالة واضحة للصين بان
ثمة من يراقبها ويرصد صعودها ويبدي
مخاوفه ازاء اهدافها في البروز كقوة
عظمى ستكون صاحبة القرار الاول في
المنطقة. اين من
هنا؟ لم
يتضح موقف الصين مما نشره موقع
ويكيليكس حول موقفها (غير المعروف
واللافت) من مسألة بقاء او اختفاء نظام
الحكم الشيوعي في بيونغ يانغ, وبخاصة
ان الايديولوجيا لم تعد تحتل المرتبة
الاولى في جدول الاعمال الصيني
المحكوم هو الاخر من قبل الحزب الشيوعي
إلا ان السؤال الاكثر اهمية... هل ثمة من
هو على هذه الدرجة من السذاجة, ليعتقد
ان نظام كيم جونغ ايل سيقبل الاضمحلال
بارادته وان ترسانته النووية
وامكاناته الصاروخية والعسكرية ستبدو
وكأنها بلا قيمة أو ثمن سياسي, حتى لو
تخلت بكين عنه، او استخدمت لغة قاسية
في انتقاده وتوجيه اللوم له وتحذيره من
مغبة اللجوء للخيار العسكري لحل
خلافاته مع سيؤول او في مباحثات «السداسية»
حول ملفه النووي؟ ============================ السير
سيريل تاونسيند (سياسي بريطاني من حزب
المحافظين) الاتحاد
الاماراتية الرأي
الاردنية 2-12-2010 أشارت
رسالة بعث بها مؤخراً «رود موريس» إلى
صحيفة «التايمز» إلى أن المشكلة بين
البريطانيين والفرنسيين تكمن في ادعاء
كليهما سيادته على الآخر، مع وجود شك
داخلي عميق لدى كليهما باحتمال أن يكون
العكس هو الصحيح. ويجب
القول إن هذا تعليق جيد وصادف وقتاً
ملائماً يوقع فيه رئيس الوزراء
البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس
الفرنسي نيكولا ساركوزي صفقة مدتها 50
عاماً، في إطار اتفاقية وترتيبات
ثنائية دفاعية أوسع بين البلدين. وربما
كان موريس قد بعث بالرسالة الصحيحة
المعبرة عن حقائق الساعة. فقد
تبادلت لندن وباريس علاقة كراهية وحب
امتدت بينهما لعدة قرون، وبسبب تأثير
هذه العلاقة، يلاحظ ضعف تدريس التاريخ
البريطاني في المدارس البريطانية، في
حين يعلم جميع طلاب هذه المدارس الكثير
جداً عن معارك أجنيكورت وترافلجار
وواترلو، مقابل جهلهم الكبير بكارثة
المغامرة الحربية المتمثلة في العدوان
الثلاثي على قناة السويس، الذي شاركت
فيه بريطانيا وفرنسا جنباً إلى جنب
القوات الإسرائيلية عام 1956. ففي
ذلك العام اقترح رئيس الوزراء الفرنسي
«جاي موليت» لنظيره البريطاني أنتوني
إيدن، إقامة وحدة بين البلدين على أن
تكون الملكة رأساً لها. وخلال
السنوات القريبة الماضية، عمل جنود
البلدين جنباً إلى جنب في عدة جبهات
قتال ابتداءً من جمهورية يوغوسلافيا
السابقة وحتى أفغانستان حالياً. وتؤمن
كلا العاصمتين بأن لهما مسؤوليات
دولية لا بد من القيام بها، وأن جنوده
كليهما على أتم الاستعداد للموت
دفاعاً عن المبادئ المشتركة بينهما في
أي بقعة من العالم، إذا ما استدعت
الضرورة ذلك. وقد
دهشت كثيراً عندما كنت جندياً سابقاً
في برلين، بأن للجنود البريطانيين
أموراً وتداخلات مشتركة مع الجنود
الفرنسيين، أكثر مما هو الحال مع
الجنود الأميركيين، على رغم معضلة
التفاهم اللغوي الواضحة بينهم. في هذا
الصدد، قالت مجلة «ذي إيكونومست» في
عددها الصادر بتاريخ 6 نوفمبر الماضي
ما يلي: «تعتبر بريطانيا وفرنسا، ثالثة
ورابعة الدول الأكبر إنفاقاً عسكرياً
في العالم. وتعتبر
كل واحدة منهما لاعباً دولياً رئيسياً
له من الإرادة السياسية ما يكفي لنشر
جنوده في أي منطقة يتطلبها أداء الدور
العالمي المنوط به. ولكن توصلت
الدولتان إلى أن السبيل الوحيد الذي
يمكنهما من البقاء في حلبة اللاعبين
الدوليين وكبريات القوى العالمية هو
توطيد علاقات التعاون الثنائي بينهما». وفي
الثاني من نوفمبر المنصرم، أدرك
الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء
البريطاني حقيقة اندماج مصالح بلديهما
الدفاعية بالاتفاق الثنائي الذي وقعاه
معاً بمبنى «لانكستر هاوس» بلندن بشأن
الأمن والدفاع. ويزعم المسؤولون
البريطانيون أن الاتفاقية الموقعة
للتو، تتسم بالواقعية وأنها سوف توفر
للخزانة البريطانية مبالغ مالية كبيرة.
ومهما يكن، فإن الجزء الغالب من تفاصيل
هذه الاتفاقية يتطلب بعضاً من الوقت
حتى نرى نتائجه وفوائده العملية. وقد
لفتت نظري أكثر من غيرها، مقترحات
التعاون الثنائي بين البلدين في
المجال النووي. ذلك أن قوة الردع
النووي البريطانية تعتمد بدرجة كبيرة
على المعدات والخدمات الأميركية. وعلى
عكسنا تماماً، يفخر الفرنسيون كثيراً
باستقلالية منشآت ردعهم النووي، التي
كنت قد زرتها منذ حوالي 70 عاماً مضت.
وبينما تركز مؤسسة الأبحاث البريطانية
في ألدرماستون جهودها على تطوير
التكنولوجيا النووية، سوف تقع على
مؤسسة «فالدوك» الفرنسية مسؤولية
محاكاة اختبار الرؤوس النووية. ومن
المتوقع أن تتوحد جهود الباحثين
البريطانيين والفرنسيين في كلتا
المؤسستين. وفي
الوقت ذاته سوف تبدأ قوة مشتركة
للانتشار السريع بين البلدين مؤلفة من
10 آلاف جندي تدريباتها في العام المقبل.
ومن الناحية النظرية على الأقل، يتوقع
أن تتبع القوات البريطانية الخاصة،
المعروفة بارتفاع مستوى تدريبها
وأدائها لقيادة جنرال فرنسي. وهناك
تدريبات عسكرية مشتركة بين جنود
البلدين سلفاً، ولكلتيهما عمليات
عسكرية جارية في أفغانستان الآن. وعلى
الأقل فإن هناك ضابطاً بريطانياً
واحداً على الأقل، على متن ناقلة
الطائرات الفرنسية العملاقة «شارل
ديجول» التي يتوقع لها أن ترسو قريباً
فوق مياه المحيط الهندي. كما أن
للبحرية الملكية البريطانية ونظيرتها
الفرنسية سفناً تشارك في دوريات
مكافحة القراصنة الصوماليين. هذا
ويأمل الكثيرون أن يكون ممكناً
للطائرات المقاتلة البريطانية أن
تنطلق لأداء عملياتها من حاملات
الطائرات الفرنسية، وأن يتوفر الحق
نفسه لمقاتلات سلاح الجو الفرنسي
اعتباراً من عام 2020. وفي المتوسط، فإن
من المفترض أن تخضع حاملة الطائرات
لأعمال الصيانة في حوض السفن لمدة ثلاث
سنوات بين كل سنوات خدمة تمتد بين 7-8
سنوات. ولذلك فسوف يتم التنسيق بين
البريطانيين والفرنسيين بحيث تتوفر
حاملة طائرات واحدة مشتركة بينهما
لأداء الخدمة دائماً. كما يشمل التنسيق
تعاون ودعم السفن المصاحبة لحاملات
الطائرات بين البلدين. وعلى
رغم التنافس التجاري الواضح بين
بريطانيا وفرنسا في منطقة الشرق
الأوسط، فإن جهودهما الدبلوماسية هناك
تسير على أحسن ما يكون. فعلى سبيل
المثال، يتقارب جداً حديث الرئيس
الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء
البريطاني ديفيد كاميرون عن التهديد
الأمني النووي الذي تمثله إيران
للمنطقة، بينما توحدت مواقف كليهما
بشأن النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني. وبينما
تبدو باريس أكثر قرباً من بيروت
ولبنان، تبدو بريطانيا أكثر ارتباطاً
بالدول الخليجية. وفي ظل إدارة ساركوزي
الحالية، تبدو فرنسا أكثر تعاوناً مع «الناتو»،
مقارنة مع ما كانت عليه علاقات باريس
بالحلف نفسه في ظل إدارة شيراك. وفي
رأيي الشخصي أن هذه الاتفاقية الأنجلو-فرنسية
ذات أهمية عظيمة. فهي ثمرة جهود رئيسي
وزراء بريطانيين سابقين هما ميجور
وبلير. وتبدو
شكوك حزب «المحافظين» البريطانيين
اليوم أشد عمقاً فيما يتعلق بالهوية
الأوروبية لبريطانيا. وكذلك
يبدو الشك نفسه على مواقف وزير
الخارجية وليام هيج، ووزير الدفاع
ليام فوكس. غير أنه ينبغي للحكومة
الجديدة أن تنظر إلى الحقائق بقدر أكبر
من البراجماتية. ومن بين هذه الحقائق
أن الخزانة العامة البريطانية لم تنج
من الديون التي غرقت فيها خزانات
غالبية دول العالم، بعد مضي اثني عشر
عاماً من حكم حزب «العمال»، ومما لا
ريب فيه أن «الديمقراطيين الأحرار» -الذين
يمثلون الطرف الحليف في الحكومة
الحالية- هم الأكثر سعادة من الجميع
بهذه الاتفاقية، التي كانت انعطافاً
مفاجئاً بالنسبة لهم في اتجاه
بريطانيا أكثر نحو الأوروبية التي
يتحمس لها حزبهم. ============================ ضمير
الجيش الإسرائيلي ومهزلة المحاكمات ديلفين
ماتوسيان ترجمة
اسيل الحاج عن
صحيفة «ليبِراسيون» الفرنسيّة البيان 2-12-2010 بعد
مرور سنتين على عمليّة «الرّصاص
المصهور»، أو العدوان الاسرائيليّ
المدمّر على غزّة، يُحاكم جيش
الاحتلال الإسرائيليّ بعضا من جنوده
المتّهمين بارتكاب جرائم حرب ضدّ
الشّعب الفلسطينيّ. إنّ
جيش الاحتلال الاسرائيليّ الّذي جاهر
طوال سنتين بأنّه «الجيش الأكثر
أخلاقيّة» في العالم، يواجه اليوم
اتّهامات بارتكاب جنوده جرائم حرب،
لسلوكهم ال«مشين» إبّان الحرب الأخيرة
على قطاع غزّة. ففي أعقاب انتهاء الفصل
الأخير من عمليّة «الرّصاص المصهور»
في شتاء 2008-2009، بادرت منظّمات الدّفاع
عن حقوق الانسان الاسرائيليّة
والعالميّة إلى اتّهام جيش الاحتلال
باسترخاص الدّم الفلسطينيّ، والإفراط
باستخدام العنف، وإحداث دمار هائل في
غزّة وأعمال تخريب. هذا ولم تغب هذه
الاتّهامات من تقرير لجنة تقصّي
الحقائق الأمميّة برئاسة القاضي
ريتشارد غولدستون، الّذي كشف في أيلول/سبتمبر
2009 فظاعة الجرائم الاسرائيليّة
المرتكبة في غزّة، مطالبا إسرائيل
وحركة حماس بإجراء تحقيقات جدّيّة حول
جرائم الحرب. وتجدر الإشارة إلى أنّ
العدوان العسكريّ الّذي شُنّ على حماس
أسفر عن سقوط 1400 قلسطينيّ، نصفهم من
المدنيّين. تكاثرت
التّحقيقات والمحاكمات مؤخّرا، بعد
أشهر من النّفي والنّكران اكتفت في
خلالها المحكمة العسكريّة
الاسرائيليّة بالحكم على جنديٍّ
بالسّجن بضعة أشهر لسرقته بطاقة
ائتمان من فلسطينيّ. وفي الأوّل من شهر
تشرين الأوّل/أكتوبر الماضي، أدانت
المحكمة العسكريّة جنديّين بتهمة
استخدام طفل فلسطينيّ يبلغ من العمر
تسعة أعوام كدرع بشريّ، وإرغامه على
التّحقّق من محتوى أكياس مشبوهة، ومن
المحتمل أن يعاقب الجنديّان بالسّجن
لمدّة ثلاث سنوات عند صدور الحكم
المتوقّع في كانون الأول/ديسمبر
المقبل. وفي تمّوز/يوليو الماضي،
اتّهمت النّيابة العسكريّة قنّاصا
بالقتل بعدما أطلق النّار على
فلسطينيّين يرفعون الأعلام البيضاء،
مسفرا عن قتل امرأتين، ومن المرجّح أن
تجري محاكمته في الأسابيع المقبلة.
ومنذ حوالى ثلاثة أسابيع، صرّح جيش
الاحتلال أنّ الشّرطة العسكريّة
الاسرائيليّة باشرت بالتّحقيق في
قضيّة استشهاد اثنين وعشرين مدنيّا من
عائلة السّموني في مبنى في غزّة يوم
الخامس من كانون الثّاني/يناير 2009، على
يد العقيد إيلان ملكا، الّذي أصدر
الأمر بقصف المبنى، على الرّغم من
تلقّيه تحذيرات باحتمال وجود مدنيّين
في داخله، وقد شكّلت هذه المجزرة الفصل
الأكثر دمويّة في العدوان الأخير على
غزّة. وفي
هذا الإطار، أعلن يهودا شاؤول، رئيس
المنظّمة الإسرائيليّة غير الحكوميّة
«كسر الصّمت» الّتي تنشط في الدّفاع عن
حقوق الإنسان وتجمع شهادات مكتوبة
ومصوّرة لجنود إسرائيليّين شاركوا في
الحرب على غزّة، أنّ «الجيش
الاسرائيليّ نفى في البداية
الاتّهامات كلّها، إلاّ أنّه أدرك من
خلال التّحقيق أنّ الكثير من
الاتّهامات الّتي وجّهتها المنظّمات
الحقوقيّة مبرَّرة». وأضاف قائلا إنّ
المباشرة بالتّحقيق إنّما تُعزى بشكلٍ
أساسيّ إلى الضّغط العالميّ الكبير،
وإنّ الوقت قد حان ليبادر جيش الاحتلال
الاسرائيليّ إلى إنقاذ سمعته الّتي «شوّهها»
مؤخّرا كلّ من تقرير غولدستون
والاعتداء الدّامي في حزيران/يونيو
الماضي على «أسطول الحرّيّة» المحمَّل
بمساعدات إنسانيّة إلى قطاع غزّة. ومن
الأدلّة الدّامغة على الأخلاقيّات «العالية»
الّتي يتمتّع بها هذا الجيش، نذكر
الفضائح الّتي انتشرت مؤخّرا على شكل
صور وأفلام بُثّت على الإنترنت مُحدثة
وقعا عالميّا، وتظهر جنديّة
إسرائيليّة تضحك بجانب معتقلين
فلسطينيّين معصوبي الأعين وموثوقي
الأيدي، وجنديّ يرقص حول معتقلة
فلسطينيّة على أنغام موسيقى شرقيّة... وللأسف،
لا تزال التّحقيقات والمحاكمات
الجارية محدودة جدّا من ناحيتي العدد
والتّأثير، فعلى الرّغم من أنّ
الشّرطة العسكريّة الإسرائيليّة درست
أكثر من مئة وخمسين حادثا وفتحت حوالى
خمسين تحقيقا، لم يُحاكَم بعد سوى
ثلاثة متّهمين وهم من الجنود
العاديّين. يعتبر يهودا شاؤول أنّ «هذه
الملاحقات القضائيّة تفتقر إلى الجدّ،
ذلك أنّ السّلطات الاسرائيليّة لا
تسمح إلاّ بملاحقة بعض الأشخاص
المنبوذين، أي أنّها تنتقي عشوائيّا
بعض الجنود وتجعلهم «كبش فداء»، في حين
يبقى الضبّاط والمسؤولون الكبار في
منأى عن كلّ لوم». ويُضيف شاؤول قائلا «إنّني
أستبعد أن تُفضي لوائح الاتّهام
الموجّهة ضدّ إيلان ملكا في إدانته،
فقواعد الاشتباك لا تخضع لإعادة نظر».
وتجدر الإشارة إلى أنّ منظمة «بتسيلم»
الاسرائيلية التي تُعنى أيضا بالدّفاع
عن حقوق الانسان والّتي فتحت تحقيقات
كثيرة حول إخفاقات جيش الاحتلال في
غزّة تتبنّى هذه الانتقادات، وتستخلصُ
الناطقة باسم المنظّمة، ساريت
ميكايلي، أنّ «إدانة ما لا يزيد عن
ثلاثة جنود في سنتين، والحرص على عدم
توجيه أصابع الاتّهام إلى أيٍّ من
الضّبّاط الكبار، في الوقت الّذي
يتعرّض مئات المدنيّين للقتل كلّ
يومٍ، والكثيرون منهم في ظروف مشبوهة،
إنّما يرسّخ قناعتنا بأنّ المجتمع
الدّوليّ يقف مكتوف الأيدي أمام تملّص
الجيش الاسرائيليّ المستمرّ من
العقوبات». ============================ علي
حماده النهار 2-12-2010 ثمة
مبالغة شائعة بعمد او غير عمد تحمّل
الاتصالات السعودية – السورية اكثر
مما تحتمل. فما يحكى عن اوراق يجري
تبادلها بين الرياض ودمشق بشأن "حل"
لمعضلة صدور القرار الاتهامي والمحكمة
ككل هو تبادل للافكار وليس تبادلاً
لالتزامات بين بلدين في قضية شديدة
التعقيد، يزيد من تعقيداتها ان احد
طرفي الاتصالات وسيط بينما الطرف
الآخر جزء اساس من المشكلة (اغتيال
رفيق الحريري)، ومحط شبهات لم يسقطها
اسقاط سعد الحريري في 6 ايلول الفائت
الاتهام السياسي عن دمشق في ضلوعها
بقتل الحريري الاب وبطبيعة الحال لم
ينهها ذكر الحريري موضوع ما يسمى "شهود
الزور" واعترافه بضررهم. من هنا كان
من المبكر جداً الاعتراف للسوريين
بدور الوسيط الحقيقي والنزيه في قضية
هم اصلاً طرف اول فيها الى ان يصدر
القرار الاتهامي باقسامه كلها، ويتم
تبييض صفحة دمشق في ما يتعلق بقضية
اغتيال رفيق الحريري. هذا
ليس كلاماً قانونياً، لان قرينة
البراءة هي التي يجب ان تسود الى حين
اثبات العكس. ولكن اذا كان
الاستقلاليون توقفوا عن توجيه تهمة
سياسية الى اي طرف بمن في ذلك "حزب
الله"، فإن الحزب المذكور ومعه
سوريا وايران قد اغرقوا المنطقة
والبلاد بالروايات السياسية، حتى غدت
مؤتمرات الامين العام ل"حزب الله"
السيد حسن نصرالله "التقنية"
مضابط اتهام في كل اتجاه. اكثر من ذلك،
فإن المنظومة الدعائية "الغوبلزية"
وعبر احد اقلامها الاجنبية تيري
مايسان، اختارت صحيفة روسية لنشر
تقرير من اعداد الكاتب المذكور يزعم
فيه ان المانيا هي التي قتلت رفيق
الحريري بصاروخ وحدها تمتلكه!... لعمري
لقد هزلت! بالعودة
الى الاتصالات السعودية – السورية،
فإن تحميلها اكثر مما تحتمل خطأ كبير.
فالقرار الاتهامي في قسمه الاول لن
يتأخر عما يخطط له المدعي العام دانيال
بلمار. ومذكرات التوقيف ستصدر،
والمحاكمات ستنطلق حضورياً او غيابياً.
والمهم الفصل بين عنصرين: الاول يتعلق
باحتمال تورط "حزب الله" في قتل
رفيق الحريري، وهنا لا بد من بحث معمّق
للفصل بين المجموعة التي ستتهم وبين
الحزب ككل، وهنا التسوية الممكنة مع ان
اقناع الرأي العام ببراءة الحزب
وقيادته من دم الحريري سيكون ضرباً من
ضروب الخيال. انما يمكن سعد الحريري
المجازفة ومحاولة الفصل حماية للسلم
الاهلي، علماً ان رئيس الحكومة ليس
وحده ولي الدم، فثمة شهداء آخرون
واولياء دم آخرون يخطئ من يتوهّم انهم
غائبون عن الصورة. اما العنصر الثاني
فهو الاحتمال الذي يستغرب كثيرون ان
يكون جرى حذفه من الحساب، اي احتمال
توجيه اتهامات لمسؤولين امنيين
سوريين، وهنا ستطرح قضية الفصل بين
المسؤولين الامنيين وقياداتهم العليا! اذاً
القضية معقدة. ولا يكمن الحل في ورقة
ولا حتى في حمل السعوديين على اقناع
سعد الحريري بنقض المحكمة وشجبها ومنح
الجهات المعنية بالقرار الاتهامي
براءات ذمة مسبقة. حتى سحب الاتهام
السياسي عن السوريين لا مفاعيل
قانونية له امام المحكمة الخاصة
بلبنان. واملنا الصادق ان يأتي القرار
الاتهامي خالياً من أي اسم لبناني أو
سوري ولكن... ============================ القرن
الأميركي الواحد والعشرون بقلم
:صالح سلمان عبدالعظيم البيان 2-12-2010
منذ
اندلاع الأزمة المالية الكونية ظهرت
العديد من المقالات والدراسات في
المراكز البحثية والدوريات
الأكاديمية التي تكشف عن حجم التراجع
الكبير في مكانة أميركا، إلى الحد الذي
وصل ببعض هذه الكتابات إلى التنبؤ بقرب
أفول الحقبة الأميركية. يأتي
هذا في ضوء صعود بعض القوى الكونية
الأخرى مثل الصين والهند وروسيا
والبرازيل، وهي قوى سحبت بدرجة أو
بأخرى بعض ممارسات القوة الأميركية،
وبشكل خاص على المستوى الاقتصادي. والملاحظ
أن معظم هذه الكتابات تؤكد على المخاطر
المتوقعة من جانب الصعود الصيني
بالأساس على الولايات المتحدة حيث
أثرت الأولى على القدرات الاقتصادية
للثانية بشكل كبير وسحبت العديد من
الأسواق منها. وليس أدل على ذلك الخلل
الحادث في الميزان التجاري فيما
بينهما، وما نتج عنه من إعلان حرب
العملات المشتعلة الآن والتي يمكن أن
تؤدي إلى تدهور مالي عالمي جديد. لقد
ظهرت معظم هذه الكتابات داخل أميركا،
الأمر الذي يحمل معه قدرا كبيرا من
الشعور بحجم المخاطر التي تتهدد
القارة الشمالية والتي يمكن أن تقذف
بها للمصير ذاته الذي آلت إليه
الإمبراطورية البريطانية في النصف
الأول من القرن العشرين. والسؤال
الذي يفرض نفسه هنا: هل تواجه الولايات
المتحدة الأميركية فعلا حالة من حالات
التراجع والانهيار؟ وهل سوف يشهد
القرن الحالي قوى صاعدة جديدة بحيث
يصبح قرنا صينيا أو هنديا أو روسيا
بامتياز؟ لا
يبدو أن انهيار أميركا وشيك الحدوث،
فسوف تستمر في فرض إرادتها وقوتها على
مجريات القرن الواحد والعشرين؛ ورغم
ما تتعرض له من أشكال ضعف عديدة
ومتنوعة عسكريا واقتصاديا فإنها سوف
تستمر في الهيمنة على العالم، بدرجة أو
بأخرى. فرغم
حالة التشتت العسكري التي تعاني منها
أميركا في العراق وأفغانستان وكوريا
وغيرها من بقاع العالم الأخرى، فإنها
ما زالت تشكل القوة العسكرية الأولى
كونيا. كما أنها القوة الوحيدة التي
تمتلك القدرة على فرض سيادتها على
البحار والتحكم في مساراتها. وفي هذا
السياق لا توجد قوة عسكرية أخرى
تضاهيها في حاملات الطائرات البحرية
وعدد السفن البحرية التي تمتلكها. إضافة
إلى ذلك فإن القوى الاقتصادية الصاعدة
وعلى رأسها الصين والهند والبرازيل لا
تمتلك القدرات العسكرية التي تحوزها
أميركا، وليس لديها الطموح العسكري
للتوسع ومد النفوذ. فهى دول لا تمتلك
تاريخيا الرغبة في التوسع والامتداد،
ناهيك عن المشكلات البنيوية والعرقية
المختلفة التي تواجهها والتي تحتاج
لفترات تاريخية طويلة حتى يمكن التخلص
منها. ورغم
ما يتنبأ به البعض من قدرة هذه الدول
على القيام بخطوات تمكن لها الاحتواء
والسيطرة على الولايات المتحدة فإنه
من الأرجح أن الأخيرة هي التي سوف تقوم
بتلك الخطوات من أجل مواجهة أية قوى أو
تحالفات قد تحاول النيل منها وزعزعة
قوتها وهيمنتها. ورغم
أن الكثير من هذه الكتابات تركز على
الجانبين العسكري والاقتصادي فإنها
تهمل بدرجة كبيرة الجانب الثقافي
والإعلامي للولايات المتحدة، أو ما
يطلق عليه البعض بشكل أوسع «القوة
الناعمة». فالولايات
المتحدة ما زالت تمتلك ذلك الألق
الإمبراطوري الذي يجعل الجميع يضعها
نصب أعينه ويقتدي بها. وهو ألق لا يرتبط
بالقدرة العسكرية أو الاقتصادية لكنه
يرتبط بدرجة كبيرة بقدرات أميركا
الإعلامية من خلال الإنتاج الفني الذي
لا تنافسه أية قوة في العالم حتى الآن. فمن
خلال هذا النموذج يعرف العالم السينما
والموسيقى الأميركية، كما يعرف ويتذوق
الأغذية السريعة والجينز وغيرها من
الرموز الأميركية التي لا تترك مكانا
إلا ووصلت إليه. نحن لا نقّيم هنا جودة
السينما أو الموسيقى الأميركية ناهيك
عن الأغذية السريعة، لكننا نرصد حالة
هيمنة ناعمة تسيطر من خلالها أميركا
على العقول والبطون والمشاعر. كما أن
التعليم الجامعي الأميركي مازال يمثل
قوة متميزة لا تضاهيها أية دولة في
العالم، رغم صعود بعض الجامعات الأخرى
حول العالم. فما تقدمه أميركا للتعليم
والبحث العلمي لا تستطيعه أية دولة
أخرى، ويمكن في هذا السياق التعرف على
حجم التهافت الكوني على نيل قسط من
التعليم ضمن المنظومة الأميركية، وما
يشكله ذلك من تقدم للأفراد على مستوى
حياتهم العملية. سوف
تساعد القوة الناعمة أميركا على فرض
نفسها على القرن الواحد والعشرين،
وسوف تخفف من حدة وتهور الممارسات
الأميركية على المستويين الاقتصادي
والعسكري. وإذا ما ضعفت هذه القوة
الناعمة يمكن ساعتها البحث عن قوة
صاعدة جديدة لديها من القوة الناعمة ما
يكفل لها إزاحة أميركا من لوحة شرف
الإمبراطوريات الكونية. ============================ الإسلام
في روسيا من الصراع إلى الاستقرار صحيفة
نيزافيسمايا الروسية البيان 2-12-2010 التجربة
الروسية في العلاقات مع المسلمين ليست
بتلك البساطة كما قد تبدو للوهلة
الأولى، ولم تكن العلاقة بين الروس
والمسلمين دائما وردية كما يحلو للبعض
أن يصورها الآن لأسباب سياسية عصرية،
لقد كبرت روسيا بانضمام العديد من
المناطق الإسلامية إليها. وهذه
العملية لم تكن سلمية، بل تخللتها حروب
ونزاعات وصراعات، لقد حاربت روسيا في
القرن 16 ضد المسلمين، وحدت من فرص
انتشار الديانة الإسلامية. ومن ثم
حاولت دمج المسلمين في مجتمعها. وفي
النصف الثاني من القرن الثامن عشر وفي
عهد كاترينا الثانية تغيرت الأحوال
واستقرت وهدأت، ولم يعد هناك مبرر
للصراعات بعد أن توسعت الإمبراطورية
بشكل لم تعد تستطيع أن تتوسع أكثر منه،
حيث أدركت السلطات الروسية طابع
البلاد متعدد القوميات، فأخذت تبحث عن
حل وسط. وبغية «تفهم» المسلمين
والسيطرة عليهم في الوقت نفسه تم تأسيس
«الإدارة الروحية المحمدية». وظهرت
بعض الأوسمة القيصرية الخالية من شارة
الصليب لمكافأة غير المسيحيين. ومع ذلك
بقي اعتناق المسيحية شرطا لتقلد
المناصب الهامة في الدولة. وهذا
هو السبب في وجود العديد من العائلات
الشهيرة في روسيا التي تحمل أسماء
إسلامية الأصل بما في ذلك أسماء قادة
عسكريين وكتاب عظام. كما جرت بعض
محاولات التنصير بالقوة كان آخرها في
القرن التاسع عشر. ولكن
هذه المحاولات لم تترك أي أثر على نطاق
جماهيري. وفي الربع الأخير من القرن 19
انسجم المسلمون أكثر فأكثر مع المجتمع
الروسي وكانت السلطات تدفعهم نحو ذلك
غير أنها لم تنتزع منهم هويتهم
الإسلامية. آنذاك
جرت أيضا عملية الاندماج والاستيعاب،
فراح المسلمون يتكلمون اللغة الروسية
وتأثروا بسلوك الروس وانخرطوا في
السياسة الروسية العامة وشكلوا كتلة
لهم في مجلس دوما الدولة. آنذاك كان
المسلمون يكنون مشاعر الاحترام
للإمبراطورية القوية الصاعدة التي لم
يكن الانضمام إليها يثير أي إحساس
بالخجل. والآن
تنتاب المسلمين مشاعر مشابهة بمعنى ما
ولكن تجاه انتمائهم إلى الأمة
الإسلامية التي تعد مليارا ونصف
المليار نسمة، الأمة التي قام بعض
أفرادها في 11 سبتمبر «بمعاقبة» أمريكا
وكذلك مشاعر الانتماء لحركة طالبان
الأفغانية التي «لا تقهر»، وهؤلاء
المسلمون يحسون في كثير من الأحيان
بأهميتهم بلا روسيا. ما من أحد يعرف
اليوم كيف ينبغي بناء العلاقات مع
المسلمين فحتى عددهم في أوروبا غير
معروف على وجه الدقة. ثمة من
يقول أن هذا العدد يتراوح بين 25 و40
مليون نسمة. وما من أحد يعرف ماذا يدور
بالضبط في نفوس المسلمين،إنهم غامضون
بعض الشيء في التعامل مع غير المسلمين،
من المعروف على سبيل المثال أن لا موقف
موحد لدى المسلمين في روسيا من الدعوة
«للعيش وفق قوانين الشريعة»، فنسبة
المؤيدين بين التتار لا تتجاوز 5%،
بينما تفوق هذه النسبة في وادي فرغانة
50%، ويلعب العامل الاقتصادي دورا هاما،
فالفقر يدفع بالناس لأحضان الدين. ثمة
بعض الأحداث في أوروبا تثير الاهتمام
كفضيحة الرسوم الكاريكاتورية وأوبرا
فيينا وقتل المخرج الهولندي الذي صور
شريطا عن وضع المرأة في الإسلام. كل هذه
الأحداث دليل على أن بعض المسلمين
يحاولون فرض قواعد لعبتهم على أتباع
الديانات الأخرى. أما رد
الفعل في أوروبا على ذلك فهو تنامي
كراهية الأجانب (إرهاب الغرباء) ،
وتزايد عدد اليمينيين في البرلمانات.
من المهم جدا الآن ألا نوطن النفس على
مواجهة أبدية بل على البحث عن سبل
لتطابق الآراء وعن الحلول الوسط
والسير في طريق التنازلات المتبادلة. ============================ التقنية
والتحول في الشرق الأوسط بقلم
:أريانا هافنغتون البيان 2-12-2010 نعرف
جميعاً الطرق العديدة التي تستخدم بها
شبكة الإنترنت في خدمة الإرهاب، ومنها
مواقع مرتبطة بالقاعدة وفيديوهات
التجنيد، ورفع أحدث ملفات الفيديو
لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ،
وإرشادات حول طرق التفجير. لقد كان
تنظيم القاعدة والمتعاطفون معه من
أوائل الذين تبنوا استخدام الشبكة
العنكبوتية وقدراتها التي لا تضاهى في
الاتصال بين البشر بشكل مدمر. ولكن
ظهر اتجاه جديد مضاد ، حيث بات الشرق
الأوسط أكثر تواصلاً. نتيجة لذلك،
يمكننا الآن تغيير مسار الحديث إلى
تناول تأثير التكنولوجيا ووسائل
الإعلام الاجتماعية على السلام، وليس
على الإرهاب فحسب. في
الواقع كان هذا ضمن الموضوعات التي
تناولها مؤتمر حضرته ، أخيراً، حول
التقنية والمواقع الاجتماعية. المسألة
كانت تشبه الرجوع إلى الوراء عبر آلة
للزمن وإعادة معايشة الشعور
بالإمكانية والحماس الذي اتسمت به
السنوات المبكرة بالنسبة لشبكة
الإنترنت في الولايات المتحدة. باستثناء
أنه في منطقة الشرق الأوسط، فإن هذه
الإمكانية تحمل معها تعجلاً حقيقياً.
وعندما اجتاحت شبكة الإنترنت الولايات
المتحدة، كنا بالفعل مجتمعاً حراً،
تنتشر فيه البيانات والمعلومات. إلا
أنه حتى في ظل هذا الوضع، حولت شبكة
الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية
الولايات المتحدة. فلنتصور إمكانيات
هذه التكنولوجيا الباهرة والقوية
والتي يصعب احتواؤها داخل منطقة تخضع
فيها المعلومات لرقابة مشدّدة. والأرقام
مثيرة للإعجاب ، فقد أضافت النسخة
العربية لموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»
مستخدمين جدداً بلغ عددهم مليون
مستخدم شهرياً في يونيو ويوليو وأغسطس.
وبلغ عدد المستخدمين في مصر وحدها ما
يزيد على 600 ألف مستخدم جديد خلال تلك
الفترة. وهناك
الآن أكثر من 17 مليون مستخدم للموقع في
المنطقة. المسألة لا تقتصر على
اشتراكات الشباب فحسب ، ففي الإمارات
وحدها ،على سبيل المثال، نجد أن نحو 70
من المستخدمين تزيد أعمارهم على 25
عاماً. وعلى الرغم من أن هذا المعدل أقل
من نظيره في الغرب، إلا أن النساء
يشكلن نسبة 37% من عدد مستخدمي الفيسبوك
في منطقة الشرق الأوسط. ربما
الأهم من ذلك، هو عدد مستخدمي فيسبوك
في المنطقة الآن الذين تجاوزوا عدد
المشتركين في الصحف الورقية ، ما يعد
نقطة تحول محتملة، ذلك أن المعلومات
التي يراها الناس مطبوعة أسهل في
التحكم بها مما يتمكنون من الدخول عليه
بالإنترنت. أما
موقع «تويتر»، من الناحية الأخرى، فقد
كان «مثالياً من الناحية العملية
للقيام بحركة احتجاج شاملة» ، حسبما «ليف
غروسمان» في مجلة «تايم» الأميركية ،
وذلك من ناحية «انه سهل الاستخدام
بالنسبة للمواطن العادي ، ويصعب
السيطرة عليه من قبل أي سلطة مركزية». إن
الأمر لا يتوقف على موقع «تويتر» في
السماح لمن هم داخل دولة بعينها في
الاتصال بعضهم مع البعض الآخر، بل إنه
يسمح لباقي أنحاء العالم بالاطلاع على
ما يجري في وقت ما عندما يقيد النظام في
هذه الدولة قدرة وسائل الإعلام
الرئيسية لتغطية هذا الحدث. وقد
شاهدنا مدى جدوى «تويتر» في حالة
معزولة. ففي إبريل عام 2008 ، تم اعتقال
أحد المراسلين ومترجمه في إحدى الدول
بالمنطقة أثناء تغطية أحد الاحتجاجات
ضد الحكومة. فقد كانت الكلمة الوحيدة
التي نشرها على الموقع هي «تم اعتقاله». ومع
هذه الكلمة الواحدة، انطلقت سلسلة من
الأحداث. وسرعان ما بادر أصدقاؤه
بالتواصل مع بعضهم ، وقاموا بالتنسيق
للاستعانة بمحام للدفاع عنه. وبعد مرور
أقل من 24 ساعة ، تم إرسال رسالة على
الموقع بكلمة واحدة أخرى وهي: «اطلق
سراحه» (فمن يقول أنك بحاجة إلى 140
حرفاً؟). ونظراً
للقوة الملحوظة والجامحة لوسائل
الإعلام الاجتماعية ، فإن العديد من
الحكومات في المنطقة مصممة على محاولة
السيطرة عليها. وكما ذكرت صحيفة «إيبوك
تايمز» خلال الصيف الماضي، تتصاعد
محاولات الرقابة على هذه المواقع
بالسرعة نفسها التي يزيد بها عدد
المستخدمين الجدد. فالحومة
الأفغانية تحظر العديد من المواقع ومن
بينها مواقع التواصل الاجتماعي.
وأعلنت باكستان نواياها بفرض حظر على «ياهو»
و«غوغل» و«يوتيوب». ومنعت تركيا
الدخول إلى «يوتيوب» تماماً. بطبيعة
الحال، لا يعتبر الانتشار السريع
للتقنية ضماناً للتحول السريع. ولكن من
الصعب أن نشهد انتشار وسائل الإعلام
الاجتماعية، لا سيما في صفوف الشباب،
وألا نعتقد أن لهذه الوسائل القدرة على
تقديم حلول جديدة، أو على الأقل توفير
الفرصة لها ، لمنطقة بحاجة ماسة إليها. ورغم
ذلك، فكما رأينا، أنه يمكن استخدام
التقنية في الإرهاب والانقسام، فوسائل
الإعلام الاجتماعية، بطبيعتها، تميل
نحو رفع الحواجز وربط الناس. وهو ما بدأ
يحدث في منطقة الشرق الأوسط. لم يعد
أفضل أمل بالنسبة لأميركا من حيث
التغيير في المنطقة هو العملية التي
غالباً ما توجت بالفشل والمتمثلة في
قيام الحكومة الأميركية بالضغط على
حكومات المنطقة. وإذا حدث تغيير جوهري،
فسوف يكون من القاعدة إلى القمة ، بدعم
من وسائل الإعلام الاجتماعية التي
تحفز هذا التحول. رئيسة
تحرير صحيفة «هافنغتون بوست»
الأميركية ============================ العراق
وتجديد التحالف الأمريكي- "الإسرائيلي" آخر
تحديث:الخميس ,02/12/2010 محمد
السعيد ادريس الخليج بديهيات
كثيرة تحكم إدارة التفاعلات الإقليمية
والدولية على أرض وطننا العربي عادة ما
تظل غائبة، أو مغيّبة، عن العقل
السياسي العربي في تعامله، ولا نقول في
إدارته، مع هذه التفاعلات، ربما تكون
هناك أسباب كثيرة لذلك، لعل من أبرزها
أن العرب مغيّبون عن إدارة هذه
التفاعلات أو المشاركة في إدارتها،
وهذا أيضاً مرجعه أسباب كثيرة من بينها
تدني الوزن النسبي للقوة العربية، إما
بسبب تبعثرها أو بسبب ضعفها، مقارنة
بأوزان القوى الأخرى الدولية
والإقليمية المشاركة في هذه التفاعلات
. من هذه
البديهيات أن الدخول الأمريكي إلى
العراق (الغزو والاحتلال) لم يكن لمجرد
إسقاط حكم صدام حسين أو القضاء على
أسلحة الدمار الشامل العراقية، ولكن
كانت هناك أسباب أخرى كثيرة أهم، ليس
من بينها بالطبع إقامة حكم ديمقراطي في
العراق وفقاً لمزاعم الأمريكيين، في
مقدمتها إحكام السيطرة الأمريكية على
ثروة العراق النفطية الهائلة لتأمين
إنقاذ الاقتصاد الأمريكي من أزماته،
كشرط لإبقاء القوة الأمريكية قادرة
على السيطرة والهيمنة العالمية، إلى
جانب الهدف الأهم وهو إعادة هندسة
الخرائط السياسية لإقليم الشرق
الأوسط، وفي قلبه وطننا العربي وإعادة
تشكيله وفق خرائط جديدة تخدم مصالح
المشروع الأمريكي والصهيوني، الذي
تختلف قواعده عن القواعد القديمة التي
رسمت خرائطه بعد الحرب العالمية
الأولى على أيدي البريطانيين
والفرنسيين، وأدت إلى ظهور الكيانات
والدول الحالية . وكان من الطبيعي أن
يرتبط بهذه البديهية المهمة بديهية
أخرى، هي أنه طالما أن “إسرائيل”
معنية بهدف إعادة هندسة الخرائط
السياسية في المنطقة، فإنها حتماً
كانت طرفاً أساسياً (في التخطيط
والتنفيذ) لعملية غزو العراق
واحتلاله، وهذا ما أكدته عشرات
الوثائق والاعترافات الأمريكية و”الإسرائيلية”
. هذه
البديهية غابت، ولم يعر العرب وبعض
العراقيين الذين شاركوا الأمريكيين في
إدارة ما أسموه “العراق الجديد” أي
اهتمام لتداعياتها . والآن، ومع ما حدث
من انسحاب أمريكي جزئي من العراق، تفرض
بديهية ثالثة نفسها، يبدو أنها هي
الأخرى غائبة عن العقل السياسي
والاستراتيجي العربي، وهي أن هذا
الانسحاب الأمريكي بقدر ما سوف يؤثر في
النفوذ الأمريكي سيؤثر أيضاً في
المصالح “الإسرائيلية”، وأن أي
ترتيبات أمريكية لاحتواء الآثار
السلبية لهذا الاحتلال ستكون “إسرائيل”
حتماً طرفاً أساسياً فيها . السؤال
المهم في هذا الخصوص هو: ما هي هذه
الآثار السلبية للانسحاب الأمريكي من
العراق بالنسبة ل”إسرائيل” وكيف يفكر
“الإسرائيليون” في معالجة هذه
السلبيات؟ فالمؤكد
أن الانسحاب الأمريكي من العراق ستكون
له عواقب ليست إقليمية فحسب، وإنما
دولية أيضاً، خصوصاً إذا تزامن هذا
الانسحاب وتزامنت تداعياته مع انسحاب
أو تراجع أمريكي في أفغانستان، وأول من
سيدفع أثمان هذا كله هو النفوذ
الأمريكي والمكانة الأمريكية . وهذا
الثمن سيفرض نفسه بقوة في إقليم الشرق
الأوسط، ومن ثم ستكون “إسرائيل”
طرفاً معنياً قبل أي دولة أخرى في
المنطقة بهذه التداعيات . من
أبرز تداعيات الانسحاب الأمريكي الفشل
في تحقيق الهدف الاستراتيجي الخاص
بإعادة ترسيم الخرائط السياسية
انطلاقاً من القناعة بسوء الخرائط
القديمة، والعمل على أخذ الانقسامات
العرقية والدينية والمذهبية كأساس
لرسم الخرائط الجديدة وإقامة نظام
جديد يقوم على دويلات طائفية وعرقية
وإثنية بديلة عن الدول القائمة في
المنطقة . وهذا الفشل يتضاعف مع ظهور
نتائج أخرى للغزو الأمريكي للعراق
واحتلاله، ثم الانسحاب منه، وهو أن
إيران كانت المستفيد الأبرز من هذا
كله، وأنها إذا استطاعت فرض نظام موال
لها في العراق فإنها سيكون بمقدورها أن
تتواصل أولاً مع الحليفين السوري
واللبناني برياً عبر العراق، وفرض
واقع استراتيجي جديد، وأن يكون
بمقدورها أن تكون جواراً للسعودية وأن
تمتد إلى الأردن ومنه تصبح في مواجهة
برية مباشرة مع “إسرائيل” . يدرك
“الإسرائيليون” هذه التداعيات
ويتحسبون لها في ظل قلق ليس مبالغاً
فيه، من وجهة نظرهم، بالنسبة للجوار مع
الأردن الذي يرونه الحلقة الأضعف . هذا
الإدراك “الإسرائيلي” للمخاطر
الجديدة المحتملة أكده الجنرال عاموس
يادلين رئيس الاستخبارات العسكرية
السابق في حفل توديعه الرسمي بعد
انتهاء عمله الرسمي وخدمته في الجيش .
ففي الوقت الذي حرص فيه يادلين على
التنويه بتعاظم قوة الردع “الإسرائيلي”
عن أي وقت مضى، إلا أنه حرص على أن يحذر
من الانخداع بالهدوء السائد حالياً،
نظراً لأن أعداء “إسرائيل” يعاظمون
قوتهم ويتسلحون . وأكد يادلين أن “الخطر
الأساس اليوم هو إيران، ليس فقط بسبب
مشروعها النووي، فإيران تطلق أذرعاً
أخطبوطية لدعم كل من يعمل ضد “إسرائيل”،
وفي المواجهة المقبلة هناك احتمال أن
تندلع النيران في أكثر من جبهة واحدة
وتنقلب تل أبيب إلى جبهة” . يادلين
كان حريصاً أيضاً على أن يؤكد أن “هناك
صراعاً يحاول المساس بوجود “إسرائيل”،
وكان حريصاً في الوقت ذاته على أن يؤكد
أن عملاً مضاداً يجب القيام به لمواجهة
كل هذه الأخطار والتداعيات . وإذا
كانت هناك محاولات للضغط على واشنطن
لمراجعة قرار الانسحاب من العراق
وتأجيله، وإذا كانت أيضاً هناك ملامح
قبول أمريكية لإرجاء الانسحاب الكامل
على نحو ما جاء على لسان وزير الدفاع
روبرت غيتس، الذي ألمح إلى إمكانية
تمديد حملة انسحاب القوات الأمريكية
من العراق إلى ما بعد نهاية عام 2011 “إذا
ما أراد العراقيون”، وإذا كانت هناك
مطالبات عراقية تتصاعد بهذا الخصوص
وبالذات من جانب القيادات الكردية،
فإن الاهتمام “الإسرائيلي” يتجه
أيضاً إلى مراجعة العلاقة مع الولايات
المتحدة على أسس تحالفية جديدة بدت
معالمها في صفقة الرئيس أوباما لإقناع
“إسرائيل” بقبول تمديد تجميد
الاستيطان في الضفة الغربية ثلاثة
أشهر ومواصلة التفاوض مع الفلسطينيين . هذا
التوجه يراه “الإسرائيليون” مصلحة
أمريكية كما هو مصلحة “إسرائيلية”،
فمع الخروج الأمريكي من العراق
وانكشاف نفوذ واشنطن لن يكون هناك من
سيملأ هذا الفراغ أو من في مقدوره ملء
هذا الفراغ غير “إسرائيل”، وهذا يفرض
على واشنطن أن تعتمد “إسرائيل”
أداتها مجدداً للدفاع عن مصالحها . كما
أنه أيضاً مصلحة “إسرائيلية”، فمع
فشل فرض نظام إقليمي بديل تقوده “إسرائيل”
ومع الانسحاب الأمريكي من العراق لم
يعد أمام “إسرائيل” من ضمانة للوجود
في ظل التحديات الجديدة غير الضمانة
الأمريكية، فهل يعي العرب معنى هذه
التطورات الجديدة؟ ============================ المثلث
العربي - التركي - الإيراني آخر
تحديث:الخميس ,02/12/2010 محمد
نور الدين الخليج وثائق
“ويكيليكس” رسمية ولا يرقى شك إلى
أنها حقيقية وليست مفبركة . الولايات
المتحدة نفسها لم تنف أنها حقيقية،
وجلّ ما أعلنته أن نشرها ليس عملاً
أخلاقياً وعلى الناشرين أن يلقوا
عقابهم . هذا
شيء وما ورد ضمنها شيء آخر . والمسألة
الأساسية لماذا الآن وليس قبل أو بعد . هذا
ينقل تلقائياً إلى السياسات الأمريكية
التي توصف عادة بأنها واقعية ومستعدة
للعمل مع الشيطان وببيع أمها وأبيها من
أجل تحقيق مصالحها . والمصالح
الأمريكية هي في استمرار السيطرة على
العالم واحتكار الهيمنة في ظل تقدم
القوة الصينية واستمرار التهديد
الروسي . ولكن أيضاً في ظل ظهور قوى
جديدة على الساحة العالمية ومنها
البرازيل وتركيا . وإذا
كانت البرازيل لا تزال خارج المساءلة
في وثائق “ويكيليكس” فإن الجزء
المتعلق بتركيا والعالم العربي
والإسلامي يبقى بيت القصيد في
السياسات الأمريكية . ولا يرقى شك رغم
كل التبريرات في أن الإدارة الأمريكية
هي التي تنشر الوثائق غير متخوفة مما
سيقال عن أخلاقيات الديبلوماسية . فمن
أجل بلوغ الأهداف ليس من محرمات في
السياسة . وما نفع الأخلاقيات إذا كانت
ستزول “إسرائيل” من الوجود مثلاً أو
ستتراجع القوة الأمريكية؟ . فالكلمة
الأخيرة في التاريخ هي للدهاء وللقوة .
والحروب خدعة سواء في ساحة القتال أو
ساحة الديبلوماسية .وليس من ضير أن
يقال إن الوثائق هي “11 سبتمبر/ايلول
للديبلوماسية” . المهم هو أكل العنب
وليس قتل الناطور . على
الرغم مما تضمنته بعض الوثائق من وجهات
نظر مثيرة ومقلقة . فإن ما يلفت في
الوثائق أنها تحاول أن تضع اسفيناً
سميكاً وحاداً في العلاقات بين العرب
والمسلمين أنفسهم . إنها وثائق تحريضية
لكي يفتتن العرب والمسلمون ويقتتلوا
في ما بينهم . وليس أبلغ من تعليق
الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد
عندما وصفها بأنها “مؤامرة شيطانية”
للإيقاع بين إيران والعرب وبين
المسلمين أنفسهم، وأن علاقات إيران مع
جوارها العربي والإسلامي لن تتأثر بل
ستزداد قوة . نشر
الوثائق حصل . ولكن الأهم أن يعتبر
العرب وتركيا وايران مما نشر فيها ومما
يحاك لهم من أفخاخ وبالتالي أن يتم
الاعتبار من هذه المؤامرة الجهنمية من
أجل إعادة تحديد ورسم السياسات
العربية والإسلامية . طريقة
تعامل أمريكا مع كل العالم هي مثل
طريقة تعامل “إسرائيل” مع عملائها
وجواسيسها في لبنان . عندما تنتهي
صلاحية خدماتهم تلفظهم مثل جيفة، هذا
إذا لم تقتلهم . نحن، في ما يتعلق
بوثائق “ويكيليكس”، أمام خطة مدبرة
ومكشوفة للإمعان في تمزيق العالم
العربي والإسلامي . وليس مبادرة
الإدارة الأمريكية لمحاكمة ناشري
الوثائق سوى استغباء للعقل العربي
والإسلامي والعالمي ومن باب”يقتلون
القتيل ويمشون في جنازته” . مواجهة
المؤامرة واستخلاص العبر وجهان لعملة
واحدة . المواجهة في تلاقي العرب
والمسلمين على تحديد خلافاتهم وحلّها،
وتحديد مصالحهم والسعي لتنفيذها، وعلى
تحديد العدو وهو “إسرائيل” ومن خلفها
من قوى استعمارية والسعي لمواجهته بكل
الوسائل العسكرية والشعبية
والاقتصادية وصولا الى تنظيف الجسم
العربي والإسلامي من كل الأدران
السرطانية .والمرحلة التي يمر بها
العرب والمسلمون لم تعد قابلة لمزيد من
التمييع والتهاون والتسليم بقضاء
القوة الأمريكية والغربية ورأس حربتها
“إسرائيل” . أما
على صعيد استخلاص الدروس والعبر فإنها
كثيرة . وهي أن يتصارح العرب والمسلمون
في ما بينهم ولا يتركون للشكوك مطرحا
ينفذ منه الأعداء . وأن يدركوا أن هناك
مكاناً للجميع على هذه الجغرافيا
الاسلامية خارج الحسابات
الامبراطورية وخارج تصفية الحسابات . العرب
وتركيا وإيران مسؤولون عن تقرير وجهة
المرحلة المقبلة وهم قادرون إن شاؤوا
على حماية هوية هذه المنطقة خارج أي
خيالات وأحلام سواء كانت عربية أو
إيرانية أو عثمانية جديدة . فهذه
المنطقة هي لنا جميعا، ولا أحد منا
يريد أو يستطيع إلغاء الآخر . بل إن
السعي للتكامل، لا للمنافسة والإلغاء،
وحده يحمينا جميعاً . ============================ الخميس,
02 ديسيمبر 2010 حسان
حيدر الحياة بعيداً
من انشغال اللبنانيين ومن يعنى
بشؤونهم، بالمحكمة الدولية، وما اذا
كانت التسوية المرجوة يجب ان تسبق صدور
القرار الظني أو تليه، برز خلال زيارة
سعد الحريري الى طهران معطى سبق الحديث
عنه تلميحاً، لكنه ابلغ اليه هذه المرة
بطريقة رسمية تشبه «الفتوى» من المرشد
الإيراني خامنئي الذي «طمأنه» الى ان «المقاومة
باقية ما بقيت اسرائيل». هذا
الربط الذي سبق ان تحدث عنه «حزب الله»
قد لا يكون موجهاً فقط الى الحريري
واللبنانيين، بل ايضاً الى سورية التي
وقفت حتى الآن، في حديثها عن ضرورة
المقاومة اللبنانية، عند حد مزارع
شبعا وتلال كفرشوبا، مؤكدة انها تسعى
الى السلام القائم على استعادة
الأراضي العربية المحتلة وإقرار حقوق
الشعب الفلسطيني، لكنها لم تتحدث
يوماً عن ازالة اسرائيل من الوجود، ولو
انها تتمناها. فدمشق
التي تدرك موازين القوى وحجم القدرات
الذاتية تفكر بمنطق الدولة، وتعرف ان
الصراع مع اسرائيل مسألة طويلة الأمد
امتدت حتى الآن ستة عقود شهدت ثلاث
حروب كبرى وبضع حروب محدودة اقتصرت على
جبهة واحدة مثل لبنان او غزة، وقد تطول
فترة مماثلة وربما اكثر قبل ان يصبح
العرب قادرين على لجم عدوانية اسرائيل
وفرض شروطهم عليها. وهي لذلك قالت
دوماً انها لن تنجر الى حرب يخطط لها
غيرها وفي توقيت لا يلائمها. وسبق
لسورية ان عادت اطرافاً قالت انهم
حاولوا زجها في مواجهات غير محسوبة،
خصوصاً اثناء وجود قوات منظمة التحرير
الفلسطينية في لبنان في السبعينات
ومطلع الثمانينات من القرن الماضي.
وعندما عاد ياسر عرفات الى لبنان بعد
اخراجه منه في 1982 بتسوية دولية وضمانات
اقليمية شاركت فيها دمشق، تولت سورية
بنفسها اعادة اخراجه من طرابلس لأن
وجوده كان يهدد وفق تقديرها بحرب واسعة
قد تطاولها وتسمح لإسرائيل بتطويقها
من الشمال اللبناني. وإذا
كانت سورية نظرت دوماً الى لبنان
باعتباره «الخاصرة الرخوة» التي يمكن
لإسرائيل ان تستغلها وتعبرها في اي حرب
معها، بسبب قدراته الدفاعية
المتواضعة، فقد ارفقت ذلك بحرص شديد
على ان يكون قرار السلم والحرب على
الجبهة اللبنانية بيدها الى حد كبير،
وأن يكون التنسيق عالياً بينها وبين
لبنان، خصوصاً انها كانت موجودة بشكل
مباشر على ارضه. لكن
بات هناك الآن طرف قوي آخر يتحكم بجانب
كبير من هذا القرار، على رغم انه حليف
موثوق لدمشق وعلاقته بها استراتيجية
وتنسيقه معها دائم. والخطورة هنا تكمن
في ان هذه الثنائية قد تعرض الأمن
السوري للخطر مثلما حصل خلال حرب العام
2006 عندما قامت اسرائيل بإنزال في منطقة
بعلبك ادى الى استنفار عال في صفوف
الجيش السوري مخافة ان يكون مقدمة
لهجوم على سورية نفسها. وفي
السياسة، يعني هذا ان المعادلة التي
ارستها دمشق على امتداد علاقتها
بجارها الصغير صارت بحاجة الى اعادة
نظر، وربما هذا هو اصل الكلام الذي
يتردد في بيروت عن تعديل اتفاق الطائف
لإدخال «الراعي الإيراني» طرفاً
فاعلاً فيه والإقرار ب «حصته». ============================ ديانا
مقلد الشرق
الاوسط 2-12-2010 يبدو
أننا دخلنا رسميا في عصر«ويكيليكس».. هل هذا
الموقع هو أهم إنجازات حرية التعبير أم
هو أخطر تجليات الصحافة بصيغتها ال«ما
بعد حداثية»؟! بدا لي
وصف أحد الصحافيين لمؤسس الموقع
جوليان أسانج بأنه «إرهابي معلوماتي»
وصفا يعكس تماما الإشكالية التي
يثيرها الرجل والوثائق التي يقذفها في
وجوهنا من حين لآخر. نعم،
إنها معلومات تلك التي كشفها لنا موقع
«ويكيليكس»، لكنها ليست مفاجأة، وحتما
يحار المرء إزاءها، إذ كيف يمكن لمثل
هذه المعلومات أن توظف في سبيل المزيد
من الشفافية؛ علما بأن الحكومات التي
أقلقتها تسريبات أسانج ستباشر من الآن
عملها لتضمن أن لا يتسرب المزيد من
الوثائق والأسرار المحرجة...؟ لا شك
أن الأسئلة الكثيرة بشأن تسريبات «ويكيليكس»
تستبطن الكثير من الحيرة إزاء مدى
صوابية هذا الكشف وأخلاقيته، ودعنا
هنا من قلق الحكومات؛ فليس هذا ميزان
التقدير المرجو. من
جهة، ثبتت الوثائق المنشورة معلومات
كان سبق تداولها لجهة التباين ما بين
المواقف المعلنة في السياسات الدولية
والمواقف الحقيقية التي تكاد أحيانا
تلامس في تفاصيلها الحوارات التي
يتبادلها العوام من الناس. ومن جهة
ثانية يكرس قسم كبير من هذه التسريبات
صفة قديمة لمبدأ الثرثرة أو النميمة،
ولكن على مستوى أممي واستخباراتي، وهو
ما أضفى المزيد من الإثارة عليها دون
أن يكون للمادة المسربة بهذا السياق
مضمون صحافي جدي.. لكننا
هنا حيال وثائق وليست أخبارا شفهية من
نوع تلك التي تحملها الثرثرة وهي بهذا
المعنى شيء من القرصنة. لكن إدانة فعلة
أسانج قد تستبطن أيضا إدانة لكشف
معلومات من المفترض أن كشفها من حق
جمهور معني بالأحداث وبكشف كذب
الحكومات ونفاقها أيضا، وهو ما حققه
كشف الوثائق. فالعمل المدان أدى وظيفة
غير مدانة؛ وهذا ما يدفعنا إلى التفكير
في أسباب وضعنا في هذا المأزق فهل
علينا أن ندين أم علينا كيل المديح
وانتظار ما سيجود علينا به «ويكيليكس»
من وثائق جديدة. ويبدو أن أحد أسباب هذا
المأزق يتمثل قبل «ويكيليكس» في أن ثمة
من حجب هذه المعلومات عنا إلى أن جاء
قرصان ماهر وكشفها.. لكننا
لن نسقط في فخ مديح «ويكيليكس»؛ إذ إن
فعل القرصنة حرم فعل الكشف من وظيفته
وهي الاستفادة مما كشف في منع تكراره
أو في محاسبة مرتكبه، وهو أمر لم يتحقق. ما
قامت به «ويكيليكس» هو نقل ما كنا
نعرفه من الصعيد الشفهي إلى الصعيد
التوثيقي، وهو بهذا المعنى لم يقدم
الكثير باستثناء تثبيت ما كنا نعرف
وتوثيقه. لكن السؤال يبقى حول مدى
إمكان نسبة فعلة «ويكيليكس» إلى العمل
الصحافي والاستقصائي تحديدا. فجهد
أسانج اقتصر على تجميع هذه الوثائق
ورميها في وجوهنا من دون إعادة تأليف
للواقعة في منطقها الزمني والاجتماعي
والجغرافي؛ على ما تدأب الصحافة
الاستقصائية فعله. ============================ أنظمة
الدفاع الصاروخية ودعم أميركا لتركيا
في لشبونة سيرتاج
أكتان الشرق
الاوسط 2-12-2010 كانت
التوقعات مختلفة قليلا قبل قمة حلف «الناتو»
في لشبونة، حيث دارت حول أن أنظمة
الدفاع الصاروخية لن تصبح مشروعا خاصا
بحلف «الناتو» فقط؛ بل سيتم الإعلان عن
بعض تفاصيل نشرها وكيفية عملها. وعلى
الرغم من اطلاع الصحافة على بعض
التفاصيل الفنية المتعلقة بتلك
الأنظمة، فإن هذا لم يشمل أي معلومات
عن نشر أجهزة الرادار والصواريخ، أو عن
الدول التي من المقرر أن يتم نشرها
فيها، أو كيفية عمل آلية التحكم بها،
ومن سيكون لديه زر «الإطلاق» في
النهاية. كل ما نعرفه حاليا هو انتشار
أنظمة الدفاع الصاروخية في الدول
الأوروبية الأعضاء في حلف «الناتو» من
خلال تعديل الأنظمة الموجودة بالفعل
في بعض الدول الأوروبية بحيث تتناسب مع
الأنظمة الأميركية بالإضافة إلى بعض
الصواريخ الثابتة والمتنقلة في مواقع
غير معلومة. بالطبع
الموقف «غير معلوم» لنا فقط، فمن
المستحيل أن تكون هناك دول، خاصة
تركيا، قد وافقت على نشر «الدرع
الصاروخية» دون معرفة نتائجه الفنية.
ومن ثم تبين أن تحليلي عن «التعاون
المحدود» مع الولايات المتحدة ليس
صحيحا أو خاطئا بشكل كامل، فهو لا يزال
صالحا، لكنه فقط يشكل طريقة أخرى
لتحقيق هذا التعاون. ولا تمانع تركيا
في أن تتحكم قوات حلف «الناتو» في
الدرع الصاروخية، في حين تحصل على ما
تريد في إطار المفهوم الاستراتيجي
الذي لا ينظر إلى أي دولة في إطاره
باعتبارها تهديدا. وقد بات واضحا الآن
أن تركيا سوف تسمح بنشر أجهزة رادار أو
الدرع الصاروخية على أراضيها نظرا
للتأكيد على «الدفاع الجماعي» و«الأمن
التعاوني» مما يعني أن الدرع
الصاروخية سوف تحمي جميع الدول
الأوروبية المشتركة في حلف «الناتو»
من أي عدو يمتلك صواريخ باليستية. ما
تبغيه تركيا حاليا هو أن تكون الدرع
الصاروخية ثابتة لا متنقلة وأن لا تدفع
تكلفته. ما
استشرفته كان حصول تركيا على دعم
أميركي في سعيها إلى عضوية الاتحاد
الأوروبي خلال القمة الأوروبية -
الأميركية في حالة عدم إثارة مشكلة
بشأن تحكم حلف «الناتو» في الدرع
الصاروخية وإن رفضت نشره على أراضيها.
ونظرا لعدم الإعلان حتى الآن عن الدول
التي ستسمح بنشر الدرع الصاروخية على
أراضيها وآليات التحكم، لا يسعنا سوى
التكهن بالعلاقة بين هذين الموضوعين.
وما نعرفه حقا هو دعم الولايات المتحدة
لتركيا في سعيها للحصول على عضوية
الاتحاد الأوروبي وفي هيكل السياسة
الخارجية الأمنية المشتركة للاتحاد
الأوروبي. فلنبدأ
بالسياسة الخارجية الأمنية المشتركة
للاتحاد الأوروبي.. المفهوم
الاستراتيجي الذي نصت عليه المادة 32
بوضوح، التي تقول برغبة حلف «الناتو» (تحديدا
الولايات المتحدة) من الاتحاد
الأوروبي هو إشراك تركيا في آليات صنع
القرار في السياسة الخارجية الأمنية
المشتركة للاتحاد الأوروبي من خلال
كلمات قوية: «نرحب بتطبيق معاهدة
لشبونة التي تقدم إطارا لدعم قدرات
الاتحاد الأوروبي في مواجهة التحديات
الأمنية المشتركة. وقد ساهم الحلفاء
الذين ليسوا أعضاء في الاتحاد
الأوروبي في تلك الجهود بشكل كبير، لذا
مشاركتهم في هذه الجهود ضرورية من أجل
تحقيق الشراكة الاستراتيجية بين قوات
حلف (الناتو) والاتحاد الأوروبي». وتعد
هذه رسالة واضحة من واشنطن. فضلا
عن ذلك، أكدت الولايات المتحدة دعمها
الواضح لتركيا خلال القمة الأوروبية -
الأميركية، فعندما كنت أتلقى معلومات
بشأن تطورات أساسية مهمة من مسؤول
أميركي وآخر بريطاني خلال القمة، نما
إلى علمي أن القضية التركية قد حظيت
بالاهتمام أثناء المحادثات. وقد قال
الرئيس باراك أوباما إن عضوية تركيا لن
تقوي فقط مؤسسات الاتحاد الأوروبي
الموجودة بالفعل؛ بل ستساعد أيضا في
بناء أسس مستقبل أوروبا التي تحتاج إلى
الأمن والسلام في ظل كل هذا التنوع
الثقافي والعرقي والديني فيها. تعتقد
الولايات المتحدة أن تركيا هي مفتاح
نشر الديمقراطية والحرية والقيم
الأوروبية في أرجاء القارة وتوسيع أسس
الاتحاد الأوروبي. وقد قال أوباما في
مقابلة مع صحيفة «لا روبوبليكا»
الإيطالية: «في هذه الأيام التي تشهد
تعثر المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي
وتركيا، أهيب بالطرفين وأحثهما على
مضاعفة جهودهما من أجل استمرار
العملية». وأخيرا
أوضحت الولايات المتحدة مرة أخرى
دعمها غير المباشر لتركيا من خلال حلف
«الناتو» وبشكل مباشر من خلال القمة
الأوروبية - الأميركية. إن كان عليّ
التكهن، فسأقول إن ثمن هذا سيتم الكشف
عنه قريبا مع الكشف عن تفاصيل أنظمة
الدرع الصاروخية. =================== الشيخ
حامد بن عبدالله العلى المعادلة
سهلة للغاية ومباشرة : إذا
كان كلُّ شيء في الإنسان إنما يبدأ من
العقل ، فإذا تغير العقل الجمعي للناس
، فالتغيير السياسي قادمٌ لامحالة. ولاريب
أنَّ مساق السنن الكونية ، ومسارات
التاريخ ، تقود إلى نتيجة حتمية واحدة
، هي أنَّ الأنظمة العربية الحالية في
طريقها إلى الزوال ، بل بعضها قد انتهى
عمره الإفتراضي أصلا حسب قوانين
الطبيعة! وأنّ
التغيير واقع ، ماله من دافع ، ذلك أنّ
ثورة المعلومات ، والإتصالات ، سوف
تغيّر الخارطة السياسية في المنطقة
العربية برّمتها ، كما غيرت الحياة
كلَّها ، شاء من شاء ، وأبى من أبى . وليس
الذي يجري في موقع الويكيليكس سوى أحد
تجليات هذه الحقيقة ، فقد كانت الأسرار
السياسية للدول الغربية تبقى حبيسة
أرشيف لاتطوله يدٌ ، ولا تقع عليه عينٌ
، ولاتُكشف إلاّ بعد مضيّ عقود ، وعلى
قدر ما يرغبون في كشفه أيضا ، وعندما
لايبقى لتلك الأسرار أثرٌ يذكر على
العلاقات السياسية الدولية أما
اليوم فما كانت أمريكا ليخطر على بالها
أن تجد نفسها في هذا الحرج العالمي ،
وبرقياتها السياسية السرية تنشر على
الملأ _ لاسيما التي تكشف وجهات النظر
كانت طيّ الكتمان في رؤساء دول ، تبشُّ
أمريكا في وجوههم بنفاقها المعهود
لتستخدمهم في أطماعها _ فتفضح من خبايا
الزوايا ما لو قدرت أن تدفع الملايين
لتحول دون أن تنشر ، لفعلت . ثم
تضطر إلى إجراء إتصالات سريعة
بحلفائها لتدارك الموقف حتى نقلت
وكالات الأنباء : ( وزيرة الخارجية
الأميركية هيلاري كلينتون أجرت
اتصالات بإحدى عشرة عاصمة دولية ، في
محاولة لتخفيف أثر الصدمة التي سببتها
المعلومات الواردة في البرقيات
الدبلوماسية المسرَّبة). وأيضا
نشر على نطاق واسع في الإعلام : ( يرى
الأميركيون أن نشر هذه الوثائق التي قد
تتضمن تقييمات صريحة لقادة ، وحكومات
دول أجنبية ، يمكن أن يؤدي إلى تآكل
الثقة في الولايات المتحدة كشريك
دبلوماسي ) . ولكن
هيهات ، فقد سبق السيف العذل . إنَّ
هذه الثورة الهائلة والسريعة التي
فَجَأت فبهتت التطوُّر السلس والهادىء
للحياة البشرية ، ستحدث زلازلَ
وبراكين في الجغرافية السياسية
العالمية ، والإقليمية ، ريثما تكمل
دورتها الطبيعية ، فتهدأ لتكشف عن مشهد
جديد بالكلية . ومن
الأمثلة المدهشة على مدى التأثير التي
تحدثه هذه الثورة المعلوماتية
والإتصالاتيه ، ما نشرته صحيفة لوس
أنجلوس الأميركية أنَّ (
دول الخليج العربي بشكل عام تتحاشى
عادة انتقاد إيران بشكل علني ، ولكن
الوثائق كشفت أنّ ما يجري في الخفاء
مختلف عما يجري بالعلن ، فكلُّ من
العاهلين السعودي ، والبحريني ، ظهر
أنهما حثا الولايات المتحدة بشكل سرّي
على ضرب المنشآت النووية الإيرانية ،
وتقول إحداها إنَّ أحد المسؤولين
السعوديين قد ذكّر الأميركيين بأنّ
العاهل السعودي قد طالبهم مرارا "
بقطع رأس الأفعى " قبل فوات الأوان ) . ومنها
أنّ هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية
الأمريكية أمرت بجمع معلومات عن
الأمين العام للأمم المتحدة ، وكبار
مساعديه ، ومندوبي الدول الأعضاء
الدائمين بمجلس الأمن كما أمرت بجمع
معلومات عن قادة حماس والسلطة
الفلسطينية ، والتجسس يشمل أرقام
بطاقات الإئتمان ، بل الحمض النووي ! وأنَّ
عملاء للحكومة الصينيّة شنّوا حملة
تخريب منظمة لأجهزة كمبيوتر استهدفت
الولايات المتحدة وحلفائها. وأنَّ
أمريكا حاولت بصورة سرية سرقة
يورانيوم عالي التخصيب ، من مفاعل
باكستاني للأبحاث. وعلى
أية حال فالوثائق المنشورة تحتاج إلى
أشهر لتحليلها ، فهي أكثر من 250 ألف
رسالة سياسية ، ولعلها تتضمن أخطر من
هذه الفضائح بكثير. وهي
إلى جانب ما نشرته من فضائح مؤثرة ،
ستقلب الموازين في عالم الدبلوماسية
الأمريكية ، محدثةً نفس الأثر الذي
أحدثته الأزمة المالية في الإقتصاد
الأمريكي ، هي أيضا تكشف على الملأ
وبشكل غير مسبوق ، آلية عمل الهيئات
السياسة ، والإستخباراتية ، الأمريكية
، وأساليبها ، بصورة عامة ، وكذلك في
دول أخرى ، مثل الصين ، وروسيا ، وفرنسا
، والعالم العربي ، فيؤدي ذلك إلى
إضعاف الهيمنة الأمريكية بشدة . وفي
هذا الحدث الذي فجر دويا عالميا أمس
عدّةُ عبر مهمة : إحداها
: أنَّ الإنهيار الأمريكي يبدو أنه
سيكون أسرع من المتوقع ، فهذه الفضيحة
سيكون لها أثرٌ خطير على أمريكا ، وهي
من جهة أخرى تعكس أنَّ التمدُّد
الإمبراطوري الأمريكي بلغ درجة
لايمكنه السيطرة على ما يجري ، ولهذا
سلّط الله تعالى عليها لعنة من داخلها
، من الساخطين على طغيانها ، فأخذوا
يسرّبون هذه الفضائح إلى موقع
الويكيليكس من حيث لاتستطيع أمريكا
معرفتهم ، ولا ملاحقتهم ، فوقفت عاجزة
أمام هذا التسريب الذي بدأ يدخل الماء
إلى السفينة ، ويسحبها إلى الغرق. الثانية
: أنَّ أي مقدار من حرية النقد
الإعلامية الحقيقية في العالم ، قادر _
مع عامل الزمن _ على هزيمة أعتى قوة
طغيان فيه ، فهذا موقع الويكيلكس لم
يصنع شيئا ، سوى أنه فتح موقعا ودعا من
لديه وثائق عن أيّ جريمة ، أو إنتهاكات
، أن يرسلها إلى الموقع ، ثم الموقع
كفيلٌ بأنَّ يمسح كلَّ أثر لمصدر
الإرسال بحيث يحمي المرسِل من ملاحقات
الجهات الأمنية . ثم إنّ
هذه الدعوة قادرة أن تدخل كلَّ بيت ،
وكلَّ مكتب ، بل كلَّ جيب ، يحمل جهازا
محمولاً ، صغيرا كان أم كبيراً ، وما
على الراغب في فضح الطغاة ، إلاّ أن
ينسخ بلمسة ، ويرسل بلمسة ، ثم العالم
كله سيطلع على الحقائق . ولاتستطيع
أكبر قوّة إستخبارات في العالم أن تحول
دون الناس وهذه الدعوة . ولما
كانت الحرية هي عدوُّ الطغيان الأكبر ،
كان الطغاة هم أشدّ المفسدين في الأرض
محاربة للحرية . أما في
بلادنا العربية فقد وضعوا الأغلال على
وسائل الإعلام ، بل الأقلام ، وأجهزة
الكمبيوتر ، بل العقول فأرهبوها أن
تفكر إلاَّ وهي تتخيل هراوات الشرطة ،
و( كلبشات ) الدرك ! لتبقى الشعوب قطعانا
تولد في مستشفيات الولادة المهترئة ،
لتدفن _ على حسابها في بعض الدول _ في
المقابر الموحشة ، وتعيش بين ذلك تحمل
هم سعر الشعير ! هذا
إذا كانت الحرية للإصلاح السياسي ، أما
إن كانت لشتم الدين ، وحرب الفضيلة ،
فمرحبٌ بها أيمُّا ترحيب ، لأنها
لاتزيد الناس إلاَّ تعبيدا للسلطة
السياسية. الثالثة
: هذه الوثائق تكشف أنّ ما يقرّره
المفكرون الشرفاء من أنّ السياسة
الغربية بقيادة أمريكا تملأ شعوب
الأرض خارجها ظلما ، وجورا ، ليس
إنجرارا وراء ( نظرية المؤامرة ) ، بل هو
الحقيقة الماثلة جهارا ، نهارا ،
كالشمس الساطعة في رابعة النهار . الرابعة
: كشفت ثورة الويكيليكس أهمية ( الضمير
العالمي ) ، وكسبه إلى صفّ قضايا أمتنا
، وأنَّ العالم مليءٌ بالشرفاء الذي
يمكننا ضمّهم إلى حقّنا ، والإستفادة
من جهودهم لتحريرنا والعالم من
الطغيان العالمي . فهذا
مؤسس الويكيليكس تعرض لمحاولات إبتزاز
هائلة ، فلم يصدُّه ذلك عن عزمه نشر
الوثائق _ وكم من شيوخ الدين المزيّفين
عندنا مستعدون أن يفتوا بما لايتوقعه
إبليس نفسه لإرضاء الساسة الظلمة ،
وقاموا بإضفاء القداسة المطلقة على
أقذر سلطة ، مقابل منصب وضيع ، أو شيك
بأموال الحرام رقيع _ كما تعرض أعوان
مؤسس الويكيليكس إلى مضايقات كثيرة ،
فزادهم ذلك إصرارا على ماعزموا عليه . ولاريب
أنَّ أجواء الحرية التي تعيش فيها هذه
النماذج ، وتتنفّس هواءها النقي ، هي
الأمُّ التي أنجبتها ، والتربة التي
أنبتتها . وكلُّ
ذلك يرجع إلى حقيقة جاء بها الإسلام ،
غير أنَّ الغرب هو الذي بات يُسيِّدها
في شعوبه _ على عكس ما يعامل به ساساتهم
شعوبنا _ ، فساد بها : وهي
أنَّ الإنسان الفرد بقيمته الإنسانية
، وتمتُّعه بحرياته الأساسية ، هو
الأصل الذي ينبني عليه كلُّ من : النظام
السياسي ، والعقد الإجتماعي ،
والثقافية المجتمعية ، وجميع القوانين
، والعلاقات . ولهذا
السبب لاتجد في البلاد التي تسودها هذه
الحقيقة ، ألقاب النفاق التي تضفى على
الزعماء ، بالجلالة ، والسموُّ ،
والمقام السامي ، والعظمة .. إلخ ، ولا
تعليق صورهم البائسة في كلِّ مكان فوق
رؤوس العباد ، ولا الهتاف بأسماءهم
الملعونة في كلِّ موقف ، ولايبدو معهم
رجال الكنيسة في وسائل الإعلام ،
قاعدين معهم على كراس الظلم ، على
اليمين والشمائل سُجدا لطغيانهم ،
لإضفاء الشرعية المزيفة عليهم ! لأنهم
هناك _ ببساطة شديدة _ موظفون ، ينوبون
عن شعوبهم في حفظ حقوقها ، وضمان عدم
المساس بحريّاتها ، وكراماتها ، فإن
بدى منهم تسخير السلطة لأشخاصهم ، أطيح
بهم وأتي بغيرهم . هذه هي
القاعدة السياسية الأولى ، والثقافة
المجتمعية المقدسة ، والقانون
الإجتماعي الأعلى الذي ميزت به تلك
الشعوب أنفسها عن البهائم . وهذا
بعينه هو النظام السياسي الإسلامي ،
الذي شوه صورته ، فقهاء التسول ، ووعاظ
البلاط ، وعلماء السوء. الخامسة
: أنَّ سرّ هذه القوة على فضح الطغيان
الأمريكي ، يكمن في الصغر ، والسرعة ،
فلولا القدرة على تصغير المعلومات ،
وما يحملها من آلات ، إلى درجة بالغة
الدقة ، وسرعة نسخها ، ونقلها ، لم يمكن
تسريبها ، ولا بثَّها عبر الإنترنت إلى
هذا الموقع فسبحان
الله الذي جعل هزيمة القوة الهائلة ،
بالآلات المتناهية في الصغر ! وذلك
كما يصرع الفيروس الإنسان المتجبر ،
وتتفجر الطاقة المدمرة الهائلة من
نواة الذرة ، والله على كلِّ شيء قدير ،
وهاهو الإنسان من أصغر المخلوقات في
الكون ، بينما هو مركزه ، وله خلق الله
تعالى المخلوقات بأسرها . وختاما
فإنَّ الحدث هائل ، وخطير ، وفيه من
العبر ما هو أكثر من هذا بكثير ، وعلى
قادة الفكر الإسلامي أن يرصدوه ،
ليستفيدوا منه في إشعال عوامل النهضة ،
وجمع مقومات العودة الحضارية لأمّتنا. وأهم
ذلك السعي لتأسيس موقع عربي مماثل ،
يحث الشرفاء في مؤسسات السلطات
السياسية في بلادنا على التأسِّي بما
صنعه الويكيليكس ، بفضح : الظلم ،
والطغيان ، وإنتهاك حقوق الإنسان ،
ومصادرة الحريات ، هذه
الجرائم التي أصبحت _ وياللأسى _
العنوان الرئيس للأنظمة السياسية على
طول الخارطة العربية وعرضها . ومعلوم
أنه لاخلاص لأمّتنا إلاّ بإلحاق
الهزيمة الساحقة بالظلم ، بجميع
أنواعه ، وعلى رأسه ظلم العقل بمنعه أن
يفكر إلاّ كما تريد السلطة السياسية ،
وظلم اللسان بمنعه أن يتكلم إلاّ بما
يرضى السلطة السياسية ، وظلم الإبداع
الإنساني بمنعه أن ينطلق إلاّ في دائرة
شهوات السلطة السياسية !! هذا هو
الظلم الذي جثم على أمتنا ، فجعلها
مسخرة لأطماع الأجنبي ، ومسيرة بأهواء
طغاة العالم. وبهذه
المناسبة ندعو المحسنين من المنفقين
في وجوه الخير ، أن يلتفتوا إلى أهمية
الإنفاق في هذه المؤسسات التي تحارب
الظلم ، وأهمُّها المؤسسات الإعلامية وأنه
أهمُّ من كثير من الأموال التي تذهب في
وجوه أخرى تؤول إلى نفع لايلبث حتى
ينقطع ، أو يبقى محصور الفائدة. وفي
شريعتنا العظيمة حديث ( خير النَّاس
أنفعهم للناس ) ، وأيُّ نفع أعظم من رفع
الظلم عن المظلومين ، فكيف إذا كان
المظلوم أمّة بأسرها ، تسلَّط عليها
أخبث الطغاة فحرموها من جميع حقوقها ؟!! والله
حسبنا ، عليه توكلنا ، وعليه فليتوكّل
المتوكّلون. ============== أ.د.
محمود نديم نحاس كلية
الهندسة، جامعة الملك عبد العزيز البلاد
4/12/2010 بادئ
ذي بدء، أوضح الفرق بين الأولاد
والأبناء. ففي المعجم الوسيط (الوَلَدُ)
كل ما وُلِد، ويطلق على الذكر والأنثى
والمثنى والجمع، وجمعها أولاد. و(الابْنُ)
هو الولد الذكر، وجمعها أبناء وبنون، و(الابْنَةُ
والبِنْتُ) الأنثى من الأولاد، وجمعها
بنات. وموضوعنا هو عن الحوار مع
الأولاد، أي من الجنسين. الحوار
هو طريقة لمدِّ جسور الود بيننا وبين
أولادنا لمعرفة ما بداخل نفوسهم. وإذا
لم ننصت إليهم في حوارٍ وديٍّ فسيجدون
ضالتهم عند زملائهم الذين يبدون
الإعجاب بهم فيزداد التصاقهم بهم،
ويبتعدون عنا، في حين أن المطلوب هو
زيادة التواصل معنا، لأننا لا ندري
نوعية الزملاء الذين يصادفونهم.
وينبغي أن يبدأ الحوار منذ الطفولة
ويستمر خلال المراهقة، بل طول العمر. والحوار
يشمل الإنصات الجيد واستخدام لغة
الجسد كإيماءات الرأس ونظرات العينين
المهتمة. ويتطلب صبراً وتدريباً، كما
يتطلب إظهار الود والحب والتقدير
والاهتمام والبحث عن مساحة مشتركة. وقد
يظن المربي أحياناً أنه يحاور
الأولاد، بينما هو يفرض رأيه عليهم، بل
وقد ينشئ نوعاً من التحدي بينه وبينهم.
فعندما يأتي وقت النوم مثلاً تراهم
يحاولون البقاء أمام التلفاز، فيقوم
أحد الأبوين بإغلاق التلفاز وإجبارهم
على الذهاب إلى السرير. ولو تحاور معهم
فسيصل إلى تفاهم بأن يكملوا المشهد
الذي يتفرجون عليه ثم يغلقوا التلفاز
بأنفسهم. وهذا الحل الأخير هو ما يجب أن
نعوِّدهم عليه، ليقوموا به عندما يأتي
وقت النوم ونحن خارج البيت. ومن
أهم عوامل نجاح الحوار تفهم حاجات
الأولاد ودوافعهم النفسية، وعدم
إعطائهم أي رسائل سلبية (مثل: أنت صغير،
أنت تحب الجدل، أنت لا تفهم... الخ)، بل
على العكس يجب الإكثار من الرسائل
الإيجابية (مثل: أنت لم تعد صغيراً، أنت
تفهمني بسرعة)، مع مناداتهم بألفاظ
محببة مثل: عيني وروحي وحبيب قلبي،
وإظهار الحنان والتلامس الجسدي،
والإنصات لمعرفة ما يدور في نفوسهم،
والنقاش الهادئ، وجعلهم يصلون إلى
النتيجة المتوخاة من مبادئ وقيم
بأنفسهم، مع تصحيح المفاهيم الخاطئة
بطرق غير مباشرة، مثل عرض الأمثلة
الواضحة والواقعية. هذا إضافة إلى
التعاطف مع أفراحهم وأحزانهم،
واستخدام الحوافز والجوائز لتشجيعهم
على الأعمال الجيدة وثني عزمهم عن
القيام بأعمال منافية للأدب أو للدين. أما
أسلوب الأوامر المباشرة وتحويل الحوار
إلى تحدٍ بين المربي والأولاد،
والشماتة بهم إن أصابهم ما لا يحبون،
وعدم تفهم دوافعهم، والاستهزاء
بمشاعرهم، وإطلاق الأوصاف غير المحببة
عليهم، وذم طريقتهم في التفكير،
والنظر إليهم على أنهم صغار يمكن
خداعهم، فكل هذه عوامل تؤدي إلى عكس
المطلوب. ومن
يقرأ الحوار بين الرسول صلى الله عليه
وسلم والفتى الذي طلب الإذن بإتيان
الفاحشة فسيجد أن كل عوامل نجاح الحوار
كانت متوفرة فيه. التربية
فن وتحتاج إلى مجاهدة وتدريب، وعدم
اليأس، وتخير أحسن الأساليب، وتحمل
المسؤولية. ====================== لا
حباً بالحسيني بل كرهاً بالفساد ..
لمصلحة من تم عزل مدير أوقاف حلب ؟؟
سؤال برسم السيد وزير الأوقاف قسم
التحقيقات – عكس السير الاربعاء
- 1 كانون الاول - 2010 حين
نتحدث عن أوقاف حلب فحديثنا يعني
المليارات من الليرات ..يعني أننا
نتحدث عن نصف حلب . حديثنا
عن أوقاف حلب يعني أننا نتحدث عن أكثر
المؤسسات " الحكومية " حساسية على
كل المستويات من جهة إدارة الأملاك
الوقفية الكبيرة و الواسعة أو حتى من
جهة " الحفاظ على تركيبة المجتمع
السوري الوسطي المميز الذي يقصي وينبذ
أي ظاهرة شاذة أو متطرفة لا تعبر عن
مساحته الواسعة " . اليوم
حديثنا لا تنال منه العادة ولا الخطوط
الحمراء .. اليوم
حديثنا أشعل جنباته قرار وزير الأوقاف
بإقالة الدكتور محمود أبو الهدى
الحسيني مدير أوقاف حلب , وسؤال حول "
لماذا " ؟؟ وهو الذي عرف عنه محاربته
للفساد , وسمعته التي يعرفها كل بيت
حلبي . وكان
لنا نحن موقع عكس السير في مديرية
أوقاف حلب كما في كل المؤسسات الحكومية
, نكون حيث الممارسات لا الأشخاص , فكان
حضورنا في مديرية الأوقاف أننا كنا أول
من التقى مدير الأوقاف بمشروعه
الإصلاحي المعلن وكنا أول من انتقد
الأخطاء . وكان
حديثنا مع وحول مديرية الأوقاف حديث
برائحة الوطن , لتقويم ما يُعتقد أنه
خطأ , و وضع الإيجابي في سياقه المناسب
بعيدا عن المهرجانية و الخطابية و
الزيف . اليوم
نبدأ بعهد من المكاشفة جديد حول
الأوقاف .. عهد لا حدود له .. و تحقيق
اليوم هو أولى بشارات هذا العهد والذي
سيستمر طالما أننا في سورية بشار الأسد
حيث لنا فيها مدرسة خالدة أسسها القائد
الخالد و اخترنا أنه لا يجوز السكوت عن
الخطأ و التستر على العيوب و النواقص
شعارا . وبصوت
مدوي نسأل وزير الأوقاف .. لماذا هذا
القرار بهذه السرعة بهذا التوقيت ..
وسؤال يستطيل بحجم " المخفي " و
" المسكوت عنه " في مديرية أوقاف
حلب ؟ و نؤكد
مرة أخرى لك يا " سيادة الوزير "
أننا هنا أمام ممارسات لا أشخاص . وندعوك
أن تقرأ .. لعلى وعسى أنك يا " سيادة
الوزير " ممن يسمعون القول فيتبعون
أحسنه . وثائق
الأوقاف مرشحة لحريق ب نار أو أيادي لا
تخشى النار يوم النبأ العظيم كيف
وكيف و ألف و ألف كيف لا تملك أوقاف حلب
سوى " نسخة واحدة " عن وثائقها و
التي ينتظرها إما ذلك الماس الكهربائي
الذي تعودناه في دوائرنا أو المس في
عقول من عاث في أوقاف حلب فسادا فيسرق
ورقة ويتلف وثيقة و يخفي إضبارة فتضيع
حقوق العباد و البلاد ليرضى مولاه
وسيده " فلن الفلين الفلاني "
ويبقى بقاء الفساد مادام ينخر سوريتنا
. ونبدأ
مع الممتلكات الوقفية " المنهوبة
" أو قيد " السلب " . يا
سيادة وزير الأوقاف هل كان قراركم بعد
أم قبل نبأ ملف " التلة السودة " ونختصر
.. مذكرة
التفاهم ذات الرقم 1880 / ص . ن . ع بتاريخ 23
/ 2 / 2009 المتعلقة بوقع تلة السودا و
البالغة مساحته 17 هكتار مربع ويشمل
المحاضر / 1910 – 1912 – 1916 – 1917 – 1918 – 1919
– 1920 – 2244 – 2855 / . هل وهل
لديكم تفسير ل غياب مديرية الأوقاف عن
مذكرة التفاهم المذكورة أعلاه بين
الدكتور " تامر الحجة " و الدكتور
" معن الشبلي " و مؤسسة "
الآغاخان " . ألا
يعتبر غياب مديرية الأوقاف وهي الجهة
المالكة للموقع استباحة لملكية الوقف . ألا
يعتبر تلاعب مجلس المدينة بمصطلح "
تولية " و " ملكية " محاولة
مهندسة ومبرمجة لنفي ملكية الأوقاف . ألم
يعلمكم من كففتم يده عن إدارة أوقاف
حلب أن التولية آلت إلى الملكية بموجب
المرسوم / 204 / لعام 1961 . و لكن
" بسيطة " فأملاك أوقاف حلب "
داشرة " كعادتها و لم يعجبكم من
يضبطها في إطار ضمان الحقوق للبلاد و
العباد . و أيضا
.. نادي الضباط القديم في ساحة سعد الله
الجابري وأين
أين من لا يعرف نادي الضباط في ساحة
سعدالله الجابري في وسط مدينة حلب وهو
عبارة عن أرض وقفية بمساحة / 7000 / متر
مربع . كيف يا
وزير الأوقاف لم تأخذ بعين الإعتبار أن
الأرض بعد أن بني نادي الضباط المشاهد
حاليا ما تزال مؤجرة فقط ب / 8000 / ليرة
سورية في السنة و لتسهيل الحساب فإن
إيجاره الشهري 665 ليرة في الشهر . هذه
أملاكك يا وزارة الأوقاف ..أم أن قلوبكم
غير سمّاعة لما فيه حفظ لأملاككم و
أملاك البلاد و العباد . و أيضا
.. هل بلغكم يا وزارة الأوقاف نبأ "
ملف وقف رحمة " و لا
نأتي بجديد بل هو ما رفضتم أن يستمر في
أوقافكم الحلبية يا أوقاف سورية حين تم
الكشف عن التزوير الحاصل في أوقاف رحمة
القائمة على المحاضر / 1782 – 1784 – 1795 –
1796 – 1797 – 1798 – 1799 – 1800 / من المنطقة
العقارية الثالثة الناتجة تجميلا عن
المحضر الأساسي / 521 / . وكان
علم عكس السير بالمشادات التي استمرت
أكثر من شهر في مجلس مدينة حلب بين
الأخيرة ومديرية أوقاف حلب مؤخرا
لضمان حقوق الأوقاف في المحضر المذكور
. يا
أيها السيد وزير الأوقاف أن المحضر
الأساسي / 521 / موقوف منذ أكثر من 250 سنة
وهو من جملة أوقاف مدرسة الرحيمية
الكائنة بمحلة مستدامبك . ألم
يبلغك يا أيها السيد وزير الأوقاف من
أن الحقوق الوقفية خاضعة للاستبدال
الجبري هو غير صحيح , و التبريرات
موجودة على طاولتكم . هذه
حقوقك وزارتك يا أيها السيد وزير
الأوقاف كان تم " نبشها " , فلما
الطمر من جديد ومجددا . وملف
الحديقة العامة و أما
ملف الحديقة العامة فيكفي أن " لدى
جهينة الخبر اليقين " , وخصوصا
المخالفتين التي حرمتكم من حقوقكم يا
" وزارة الأوقاف " . وملف
السهروردي .. ومن لا
يعرف من أبناء حلب مسجد السهروردي
القريب من باب الفرج وخصوصا في ظل
الدعوات لترميمه واستعداد البعض من
أهالي حلب لترميمه وتوسيعه و يا
للمفارقة أن هذا المسجد يحمل اسم
العالم السهروردي الذي فتح أمام الروح
عوالم العشق و المحبة بكلماته و معانيه
في زمن كان فيه سلطان المادية قويا
وجائرا . ملف
هذا المسجد سميك وليس من متسع للخوض في
تفاصيله و لكن نسأل , هل سيكون هذا
الملف أيضا معدا للحرق أو السلب أو
الضياع ؟ و أيضا
ملف الأرض الوقفية 2351 منطقة رابعة ..
وملف مستشفى عمر بن عبد العزيز ..و أيضا
..و أيضا و أيضا .. جميعها نداءات لحماية
الأملاك الوقفية في حلب .. فلماذا
ولماذا " اسكاتها " ؟؟؟ إن نبش
وثائق الأوقاف خلال عملية حفظ نسخة
ثانية لها كشف الكثير و الكثير من
الحقوق الضائعة و التي أذرتها في
الرياح يد الفساد . و نسأل
السؤال العريض – وهو من حقنا – لماذا
يا وزارة الأوقاف " أخرستم " نداء
حفظ وثائق الأوقاف خلال مشروع التخلص
من النسخة الواحدة إما الورقية منها أو
حتى تلك المحفوظة على " هاردات "
أجهزة كمبيوتر الأوقاف . لسنا
أبواقاً يا سادة .. ولكنها الغيرة على
الوطن عكس
السير لن يقف في صف المصفقين لقرار
إقالة الحسيني , لأننا غيورين على هذا
الوطن ,و لأننا نخشى أن يصير حالنا كمن
بدل مكانه من " تحت الدلف ل تحت
المزراب " وهو ما سنكشفه في القادمات
من الأيام بالوثائق . كنا من
انتقد أخطاء الأوقاف حين كان الدكتور
" الحسيني " مديرا لها , وكنا مع
الأيام في رهان على صدقه و فعالية
مشروعه ولكنه لم يتم منحه الوقت و
اليوم نسأل لمصلحة من كان قرار إقالته
؟ ( بالمناسبة هذا السؤال جوابه حاضر
لدينا ) كنا ضد
تغييب العاملين الأساسين في مديرية
الأوقاف على حساب جيش من المتطوعين
استحضرهم الدكتور الحسيني ولكن .. ولكن .. ألم
تشهد مديرية أوقاف حلب و لأول مرة
توضيحا من خلال النظام المكتوب و لأول
مرة لواقع عمل شعب المديرية ألم
تشهد و لأول مرة نظام أسلوب مراقبة
الدوام بالبصمة الإلكترونية ألم
تشهد " محاولة " خلال العشرة شهور
الماضية لأتمتة المديرية وصولا إلى
سياسة النافذة الواحدة ووضع دفتر شروط
المناقصة وهي بين يديكم يا " سيادة
الوزير " .. ألم
تشهد و لأول مرة اعتماد الإدارة على
سياسة " اتخاذ القرار عبر
المستشارين " و الذين تم التعاقد
معهم ( أساتذة في الهندسة و الاقتصاد و
القانون ) ألم
تشهد اعتماد أكثر القوانين تطورا في
الجباية الداخلية و الذي يضمن وصول
الدخل إلى المديرية بأقصى سرعة وتم
وضعه بين يديكم يا " سيادة الوزير
" . ألم
تشهد أكبر خطة أمنية لأمن المعلومات
الوقفية للتخلص من أزمة النسخة
الواحدة التي بضياعها تضيع الحقوق . ألم
تشهد إجراءات احتياطية تضمنت القيام
بعمل نسخة حاسوبية احتياطية من
المتوفر رقميا ونسخ ورقية أيضا وهذا
الإجراء الذي أزعج ... ألم
تشهد و لأول مرة خطة من شأنها الارتقاء
بالخبرات الهندسية و المباشرة فعليا
بالبرامج التأهيلية المعلوماتية ألم
تشهد وضع آليات حاسوبية للوصول إلى قيم
التخمينات العقارية الوقفية الحقيقية
استنادا إلى سعر الأرض في كل منطقة من
مناطق حلب وريفها ومايكون فوقها من
التثقيلات . ألم
تشهد و لأول مرة الإشارة بوضوح إلى
أملاك الأوقاف المهملة بهدف استثمارها
وتشغيلها يا سيادة الوزير ألم
تشهد بعد فضيحة المقبرة الإسلامية
أنها كانت سباقة لوضع نظام متطور لها
عبر قواعد بيانات بعد تنظيمها شطرنجيا
بأسلوب متطور و الدراسة على مكتبكم يا
" سيادة الوزير " . ألم
تشهد اتماما لمشروعاتكم المتعثر يا
" وزارة الأوقاف " في 13 منطقة
منطقة عقارية . و
أخيرا يا سيادة وزير الأوقاف و " على
بساط أحمدي " هل عشرة شهور تكفي
لإنجاز ما كان وعدنا به من تمت إقالته
في الوقت الذي نجد فيه من يتربعون على
الكراسي سنوات طوال لا يفرخون سوى
الوعود و الوعود و فقط الوعود . أحد
الزملاء الناقمين على الدكتور الحسيني
كان سيدفع نصف عمره لإقالته .. ولكن
وبعد وضوح خلفيات القرار و الخلف اكتفى
بنصف عمره الذي يعيشه وتمنى الموت . و آخرا
وحتما وقطعا لن يكون أخيرا , إن القرار
الأخير لوزارة الأوقاف بإقالة الدكتور
محمود أبو الهدى الحسيني و تعيين أحمد
العيسى جعل واضحا وضوح الشمس ما كان
إشارات استفهام وتعجب . القرار
وضع النقاط فوق الحروف التي طالت
واستطالت في هذه المادة وبلغت حدها
لتحتويها مادة قريبة و للحديث بقية ... ما كتب
سابقا ليس حبا بالحسيني بل كرها
بالفساد الذي أثقلنا . ====================== د.
سلمان بن فهد العودة* *
المشرف العام على موقع الإسلام اليوم تزخر
الدوائر العلمية بالأسئلة التي هي
أقرب إلى المغالطة منها إلى الحقيقة؛
لأنها تفترض في ذهن المتلقِّي طريقين
لا ثالث لهما: إمّا اليمين أو اليسار،
أحد الاحتمالين صواب لا شكّ فيه،
والآخر خطأ لاشكّ فيه. ولأن
كثرة من الناس يميلون إلى السهولة
والتبسيط؛ فإنهم يستروحون إلى هذه
الافتراضات ويتجادلون حولها، فيتمّ
فرزهم إلى فريقين أحدهما مع، والآخر
ضدّ. وتضيع
في لُجّة هذه الخصومات معاني التمحيص
والبحث الموضوعي والتفصيل الذي يمكن
أن يرفض السؤال من أساسه، أو يقبل
السؤال ويضيف إليه، أو يقبله ويفصّل في
الإجابة. منذ
البدايات الأولى لطلب العلم والبحث
يتلقى الدارسون سؤالاً: هل الإنسان
مُسيّر أو مخيّر؟ وكأن الإجابة تنحصر
في هذا أو ذاك، أمّا أن يكون السؤال غير
علمي فهذا ما يغفل عنه الكثيرون. وأمّا
أن يكون الجواب مفصّلاً، بحيث يكون
المرء مسيّراً ومخيّراً في الوقت ذاته
فهذا يعزب عن أذهان المجيبين أحياناً. ونظير
هذا السؤال التقليدي عن تقديم العقل أو
النقل والجدل التاريخي حوله ما بين
مُقدِّم للعقل أو النقل. بينما
يمكن رفض السؤال من أساسه؛ لأن العقل
والنقل ليسا نظيرين بحيث يمكن
المقارنة بينهما، فالعقل آلة ووعاء،
بينما النقل نصٌّ مقول. وللعقل
مداره وللنقل مداره، ويمكن أن يكون
النص إطاراً يحكم حركة العقل في
الغيبيات التي لا يملك آلية الوصول
إليها. بينما
لا يتصور النص والنقل إلا بوساطة العقل
الذي يستقبل ويفهم ويحلّل ويقارن
ويربط. وثمة
سؤال ثالث وثيق الصلة، وهو: هل الجهاد
هجوم أو دفاع؟ وهذا كثيراً ما حيّر
الباحثين... بينما
يمكن الانفصال من الموضوع كلّه جملة
بنفي أن تكون القسمة ثنائية، وأنّ ثمة
خيارين لا ثالث لهما، بل يمكن تفكيك
السؤال، وعدم الاستسلام لدلالته في
أنه لا يوجد إلا أحد طريقين. وقد
حدّثْتُ بعض أفاضل العلماء في أنه يمكن
صياغة مقصد الجهاد بعبارة أخرى، مثل أن
يقال: إن الجهاد هو لحماية المشروع
الإسلامي. والحماية
تعني بالضرورة الدفاع، ومبدأ الدفاع
مسلَّم به لا خلاف عليه بين أهل
الإسلام، بل ولا غيرهم؛ فإن جميع
الدساتير والقوانين الأرضية تعطي
الشعوب الحق في الدفاع عن حريتها،
ومقاومة الغزاة. فهذا
قدر ليس عليه اختلاف. ثم قد
يكون من مقتضيات الحماية المبادأة
بالهجوم حين تكون احتمالات الحرب
مفتوحة، متى اقتضت مصلحة الدولة
الإسلامية ذلك، فليس ثمة أحد يمنع من
استباق ضربة العدو متى توفرت القدرة
والقوة والإمكان. وهاهي
الولايات المتحدة تضرب في مناطق شتى من
العالم باسم الاستباق وملاحقة الأعداء
في عقر دورهم. وهاهي
"إسرائيل" تسمي جيشها الغاشم (جيش
الدفاع) ويضرب في سورية ولبنان والعراق
وغيرها. ليس
هذا يعني تسويغ ما يفعله أولئك، وهم
بمعزل عن تسويغنا ولا يشعرون بحاجة
إليه؛ لأنهم يملكون القوة ويصنعون
القانون ويضعون التعريف للإرهاب الذي
يحاربون، والإرهاب الذي يمارسون! لكن
يعني أن نملك إجابة علمية رصينة تصلح
للتداول والتعاطي في دوائر البحث
والإعلام، وتظل بعيدة عن فرضية أننا
نستعد لمحاربة العالم كلّه متى أمكننا
ذلك، ممّا يجعلنا ندفع ثمناً باهظاً
بدون مقابل، أو أننا لا نملك إرادة
الممانعة والاستعصاء على الغزو الذي
ينتهك دولنا واحدة بعد أخرى. إن
حماية المشروع الإسلامي تعطي مساحة
جيدة وواضحة لاحترام العهود والمواثيق
والعقود التي أمر الله برعايتها، كما
قال سبحانه: ((يا أيها الذين آمنوا
أوفوا بالعقود))، وقال جلّ جلاله: ((وأوفوا
بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا
الأيمان بعد توكيدها)). وتسمح
بالانخراط في سِلْم عادل يحفظ
للمسلمين استقلالهم وحصانتهم، وليس في
خنوع واستسلام ذليل لا تقبله الفطرة
فضلاً عن الشريعة. والحياة
ملأى بمثل هذه المغالطات الثنائية
التي يقع بسببها اللبس والإيهام لدى
كثير من العامة الذين يميلون إلى
التعميم ويكرهون التفصيل، بل وبعض
الخاصة. وهي
تمهّد لدخول غير المتخصصين في المسائل
الدقيقة وخوضهم فيها دون إدراك
لأبعادها، ومواضع الاتفاق والخلاف
منها. وربما
كانت المعارك العلمية أو الإعلامية
التي تستنزف جهوداً كبيرةً في التاريخ
أو الواقع نتاجاً عادياً لمثل هذا
التسطيح للقضايا الذي يفضي إلى
التصنيف، واستقطاب الناس، وتحويلهم
إلى فريقين متخالفين. وقد
أشار الإمام ابن تيمية -رحمه الله- إلى
أن أكثر اختلاف الناس هو من هذا الباب. وأزعم
أن العراك الميداني يجني كثيراً على
المسائل الشرعية والعلمية فلا
يتناولها الناس بهدوء العقل والنظر،
بل يأخذونها بحرارة التعاطف والميل،
أو ما يُعرف ب(الهوى)، قال الله تعالى: ((إن
يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس)). وأن
الخلفيات المسبقة التي يحملها الناس
تؤثر كثيراً في حكمهم ونظرتهم، وتحول
بينهم وبين الصدق التام والنزاهة
والأمانة، من حيث يشعرون أو لا يشعرون. ولعل
من الكتّاب من (يتعمّد) الخلط
والتلبيس؛ لأنه يدري أن في القُرّاء من
لا يملك آلية الفرز والتصحيح
والتدقيق، وقد يغترّ بزخرف القول،
وينساق وراءه دون بصيرة، وهذا ظاهر
فيمن ينطلق من أدلجة خاصة. هذه
سنّة الله في العباد، ولعلها لا تزداد
مع الزمن إلا شيوعاً واتساعاً، خاصة
وهذا الوقت فُتِح على الناس فيه باب
الإعلام الذي يقحمهم في مسائل متنوعة
يصعب عليهم إدراك تفصيلاتها ومعاقدها
وأصولها وفروعها، فصار من الطبيعي أن
يتعاطى المجتمعون القول في قضايا
سياسية، أو اجتماعية، أو اقتصادية، أو
شرعية، ويعزّ على كل موجود بينهم أن
يلوذ بالصمت، فليكن له موقف مع هذا
القول أو ذاك، بينما محكم القرآن يقول:
((ولا تقفُ ما ليس لك به علم إن السمع
والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه
مسؤولاً))، ويقول: ((ما يلفظ من قول إلا
لديه رقيب عتيد)). والحمد
لله رب العالمين. ================== المسلمون
عنصر أساسي في المعاهد الدينية
الأمريكية جوشوا
م. زي. ستانتون مصدر
المقال: خدمة الأرضية المشتركة
الإخبارية 3
كانون الأول/ديسمبر 2010 نيويورك،
نيويورك – تواجدت المعاهد والجامعات
الدينية، حيث يقوم أساتذة العلوم
الدينية والقادة الدينيون بتدريب
تلاميذهم ليصبحوا رجال دين، في
الولايات المتحدة منذ قرون عديدة. ولأن
طلبة المدارس الدينية يُدرَّبون عادة
ليصبحوا قادة دينيين يشرفون على
رعيتهم، فإن تدريبهم الديني سيكون له
أثر كبير على الرعية المستقبلية
لهؤلاء الطلبة. كان
التنوع الديني في المعاهد الدينية
الأمريكية يعني منذ عقود عديدة
استقبال طلبة من طوائف مسيحية متعددة.
ثم بدأ اليهود بالذهاب إلى، بل وحتى
إنشاء مدارس دينية بارزة مثل كلية
يونيون العبرية (Hebrew Union
College)
والكلية الحاخامية البنائية (Reconstructionist
Rabbinical College)
والمدرسة الدينية اليهودية في علوم
الدين (Jewish Theological Seminary). إلا
أنه وباستثناء مثير للانتباه لمركز
ماكدونالد لدراسة الإسلام في معهد
هارتفورد الديني، قلة هي المعاهد
الدينية الأمريكية التي طورت تاريخياً
برامج تركّز على دراسة الإسلام. كان
الجمهور الإسلامي وبشكل درامي أقل
تمثيلاً مما يجب. ولم تبدأ هذه
التوجهات بالتغيّر إلا في السنوات
العشر الماضية، وبدأ ظهور تركيز أكبر
على تدريس الدراسات الإسلامية في
المؤسسات اليهودية والمسيحية واعتماد
الفكرة التي بدأت تبرز بشكل متزايد بأن
الوقت قد حان ليؤسس المسلمون
الأمريكيون مدرسة دينية خاصة بهم. وبالنسبة
للموضوع الثاني، أظهرت السنتان
الأخيرتان حركة مميزة ونمواً بارزاً
وعملية بناء مؤسسات داخل الجالية
الأمريكية المسلمة. جاء في البداية
تأسيس كلية الزيتونة كامتداد لمؤسسة
الزيتونة عام 2009، والتي صممت لتصبح
جامعة كاملة لطلبة البكالوريوس
والدراسات العليا من المسلمين في
أمريكا. وفي
تشرين الأول/أكتوبر الماضي أبرزت ورشة
عمل شكلت معلماً هاماً عنوانها "اليهودية
والإسلام في أمريكا" برعاية مشتركة
بين مدرسة العلوم الدينية اليهودية Jewish
Theological Seminary
ومدرسة هارتفورد الدينية Hartford
Seminary والجمعية
الإسلامية لأمريكا الشمالية، أبرزت
نقاشاً حول إنشاء معهد ديني أمريكي
يقتصر على تدريب الأئمة وعلماء الدين
المسلمين. ورغم أن مشروعاً كهذا قد
يكون على بعد سنوات عديدة، إلا أن
الإثارة المحيطة بفكرة إنشاء معهد
ديني أمريكي إسلامي يعكس حاجة متنامية
لتدريب رجال دين مسلمين متمرسين في
النصوص التقليدية يفهمون المضمون
الأمريكي الذي سيعملون فيه. إلا
أنه حتى مع بقاء مؤسسة تدريب رجال
الدين المسلمين الأمركيين موضوع نقاش
فحسب، يصبح الطلبة المسلمون الآن
مشاركين أساسيين لهم قيمة أساسية في
برامج الدراسات الدينية والدراسات
العليا عبر الولايات المتحدة. والواقع
أن عدداً من الشراكات الجديدة برزت
اعترافاً بالحضور المتنامي للمسلمين
والدراسات الإسلامية في المدارس
الدينية. فمنذ
العام 2008 على سبيل المثال، تشاركت كلية
الاتحادية العبرية Hebrew
Union College
وجامعة جنوب كاليفورنيا University
of Southern California مع مؤسسة عمر ابن
الخطاب، وهي منظمة خيرية مركزها لوس
أنجلوس تعمل على دعم منظمات مسلمة
أخرى، لإنشاء مركز المشاركة بين
المسلمين واليهود. وتشعر المنظمات
الثلاثة أن المركز يحمل قدرة كامنة
هامة، مع الأخذ بالاعتبار نجاح برامج
دراسات النصوص عبر الديانات، والجهود
القائمة لدفع برامج الدراسات اليهودية
في الدول ذات الغالبية المسلمة، وفي
الوقت نفسه تقوية برامج الدراسات
الإسلامية في أمريكا الشمالية وأوروبا. وقد
تواجدت مراكز أخرى مثل مركز المشاركة
المسلمة المسيحية من أجل السلام
والعدالة Muslim Christian Engagement
for Peace and Justice
في الكلية اللوثرية للدراسات الدينية
بشيكاغو منذ فترة أطول. وقد ركز المركز
بشكل واسع على حث الخريجين المسيحيين
من المعهد الديني على أن يكونوا على
علم بالإسلام حتى تتسنى لهم المشاركة
مع المنظمات المسلمة ورجال الدين
المسلمين خلال مستقبلهم العملي. إلا أن
ما أثار الإعجاب بشكل أكبر هو الإعلان
في فترة مبكرة من هذه السنة بأن كلية
كليرمونت لدراسات العلوم الدينية في
جنوب كاليفورنيا، وهي مؤسسة مرتبطة
بالكنيسة المنهجية المتحدة، مستعدة
لإضافة برامج متكاملة لإعداد رجال
الدين الطلبة المسلمين واليهود الذين
يسعون ليصبحوا رجال دين في جالياتهم.
ويعتبر هذا واحداً من المجالات
الوحيدة للمسلمين الأمريكيين ليصبحوا
أئمة معتمدين، والمؤسسة الوحيدة في
العالم التي تقدم كذلك برامج إعداد
رجال دين موازية لرجال الدين اليهود
والمسيحيين. ورغم
أن هذه التحولات المؤسسية المعمّقة قد
تبدو ظاهرة أكثر، إلا أن التحولات
الثقافية في المعاهد الدينية جارية
وبسرعة كذلك. عندما تكلمت للمرة الأولى
مع زملاء حول احتمالات إنشاء مدوّنة
"حالة تكوين" (www.stateofformation.org) وهي مدونة لكبار
القادة الدينيين والأخلاقيين
الناشئين عبر أمريكا، كان السؤال
الأول الذي طرحه الكثيرون هو ما إذا
كنت سأعمل على تجنيد الطلبة المسلمين.
ما كان لذلك أن يحصل قبل خمس سنوات، وهو
يشكل مؤشراً على أن الطلبة المسلمين
ليسوا مجرد طلبة نحتمل وجودهم في
المعاهد الدينية الأمريكية وإنما
نرحّب بهم بنشاط. كانت
المعاهد الدينية تقليدياً في مقدمة
التغيير الاجتماعي في أمريكا. وقد يبدو
أن واحداً من أسبابها القائمة حالياً
هو التكامل الأوسع للمسلمين في
المجتمع الأمريكي، ابتداءاً من صفوفها. ـــــــــــ *
جوشوا ستانتون هو المحرر المشارك
لمجلة "حوار الأديان" Journal
of Inter-Religious Dialogue (www.irdialogue.org) التابعة لمعهد أوبورن الديني Auborn
Theological Seminary وزميل بمنصب شوسترمان بكلية كُتب
هذا المقال لخدمة الأرضية المشتركة
الإخبارية. تم
الحصول على حقوق نشر هذا المقال. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |