ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
J
أوروبا صمّاء أمام صرخات
العالم العربي الاربعاء, 09 مارس 2011 يوسيب رامونيدا * الحياة أنتمي إلى جيل حاز امتياز المشاركة
المباشرة في أربع موجات كبرى من
التظاهرات: في جنوب أوروبا (اليونان
والبرتغال وإسبانيا)، وفي شرق أوروبا،
الذي كانت تسيطر عليه أنظمة سوفياتية
الطابع، في العديد من البلدان
الأميركية اللاتينية، بعد خريف طويل
من الديكتاتوريات العسكرية، وأخيراً
في العالم العربي اليوم، على الأقل إلى
أن تنقلب الأمور نحو الأسوأ. وتتزامن انتفاضات شمال أفريقيا مع الذكرى
الثلاثين لحركة «23 شباط/ فبراير» (المحاولة
الانقلابية التي أُجهضت في 23 شباط 1981
في إسبانيا). ينبغي أن تذكِّر
المناسبةُ هذه أن كل شيء كان ليسير
سيراً مختلفاً لو نجحت المحاولة، وأن
التحولات الديموقراطية لا يمكن التنبؤ
بها. كان على إسبانيا ان تتعلم كيف تنقل
تجربتها الى البلدان العالقة في
عمليات مشابهة، والباحثة عن وجهة
أكيدة لأهدافها، وعن روزنامات وعن
توازنات للقوى. من أسف أن إسبانيا لم
تفعل شيئاً. كانت الحساسية
الديموقراطية الأكثر بدائية لتفرض أن
حكومةً تبذل هذا الجهد لتذكُّر حركة «23
شباط» ستتبنّى موقفاً غير الصمت
الكثيف والانتظار المثير للشفقة حيال
ما يجري في شمال أفريقيا. ولدينا وزيرة
للشؤون الخارجية (ترينيداد خيمينيز) لا
تعلن أي موقف إطلاقاً، لافتقارها
دائماً الى المعلومات. يستدعي ذلك
ردَّيْ فعل: الاول اننا فقدنا، بعد 30
عاماً (من المحاولة الانقلابية)،
حساسيتنا الديموقراطية. والثاني اننا
نحيي ذكرى «23 شباط» بثقافة منبرية لا
تلقي بالاً الى مناضلي الديموقراطية. غني عن البيان ان في وسع حكومتنا ان
تعزِّي نفسها قائلة إنها ليست الجهة
الوحيدة المترددة، فالاتحاد الاوروبي
بأسره متردد. وحتى الآن، اهتمَّ
الاتحاد بالإطراء على الديكتاتوريين:
لقد تبين اليوم أن السياسة تلك مسمومة
بالقدر ذاته الذي يجهل فيه حكامنا قول
أو فعل أي شيء، وهذا ما يشكل فضيحة
ناجزة. هل أجهزة استشعارهم
الديموقراطية مضلَّلة الى الحد الذي
لم يعرفوا فيه من هم حلفاؤهم في الأزمة
في العالم العربي؟ وتتصرف إسبانيا على غرار أوروبا، وكأنها
ديموقراطية منهكة ومصابة بالرهاب
والخوف من الإصابة بالامراض، ولا
تستطيع إبداء التعاطف مع المتمردين،
وغير قادرة على أداء أدنى دور في توجيه
ودعم التحولات الديموقراطية. ان
الحكومات وجزءاً لا بأس به من
النُّخَب، غارقون في الأكاذيب
والخرافات التي غذوها بأنفسهم والتي
صدقوها: الخرافتان عن وحدة العالم
العربي وعن الإسلام عموماً، اللتان
بلغتا حدَّ انكار الفوارق بين
الثقافات في البلدان المعنية، وخرافة
عدم مواءمة الحضارات، التي «تختصر
هوياتنا»، على ما يلاحظ المفكر الهندي
أماراتيا سن، «وتختزلها في الدين وحده»،
وخرافة نفوذ تنظيم «القاعدة» والإسلام
السياسي، التي بولغ فيها لتبرير الحرب
على الإرهاب، والتي تسير القهقرى منذ
أعوام في العالم المسلم. وبعدما أعمتها الأوهام هذه، وأصابها
بالشلل اعتمادُها على الطاقة وغيرها
من الضرورات الاقتصادية، باتت إسبانيا
وجاراتها تتصرف وفق عقلية القلعة
المحاصَرة التي لطالما أوقعت أوروبا
في الأخطاء. قليلةُ الأهمية طبيعة
المواطنين العرب الذين أسقطوا
حكوماتهم، فما يهم هو الهجرة والاسلام
السياسي والإرهاب، وقليلُ الأهمية إذا
شكلت الهجرةُ ردَّ فعل على الأوضاع
التي يفرضها الحكام المتسلطون على
شعوبهم، وقليلُ الأهمية أن الاسلام
السياسي والإرهاب استُخدما ذريعة
لإدامة حكم هذه الانظمة المجرمة. لقد
استولى الخوف على حكوماتنا منذ زمن
طويل. ولا ننسى ان الحاكم الحالي لسبتة
ومليلة جعل من المُحال عبور الأسيجة (المحيطة
بهاتين المدينتين اللتين تحتلهما
إسبانيا على الاراضي المغربية). ان رد فعل إسبانيا – وأوروبا - يكشف الحال
المزرية لديموقراطيتنا، والمواطنون
الذين يبدون من هنا كشذاذ أفاق،
يناضلون من اجل الحرية التي تتراجع
ديموقراطياتنا عنها كل يوم: بضربة
واحدة أظهروا لنا وجهنا الحقيقي. إن
مَن يحكمنا لا يبالي بالمعاناة
العميقة المحيطة بإسبانيا وأوروبا من
كل الجهات. وليست صدفة أن عجوزاً
فرنسيا طلب من الفرنسيين ان ينتفضوا
لكرامتهم في كتاب باع اكثر من مليون
نسخة (اشارة الى «انتفضوا لكرامتكم»
لستيفان هسيل). إن المعاناة العميقة
انفجرت على الملأ، لذلك قد تفهم
الحكومات الأوروبية درجة السفه التي
وصلت اليها. أفكر في ان المرحلة
المقبلة من ثورة الشبكات الاجتماعية
ستكون أوروبية. * صحافي، عن «إل بايس»
الإسبانية، 1/3/2011، إعداد حسام عيتاني. ======================== الى أين تتجه ليبيا ما
بعد القذافي وأبنائه؟ الاربعاء, 09 مارس 2011 فريدريك ويهري * الحياة لن يطول الأمر قبل أن يحتفل الليبيون
والعالم المتحضر بسقوط معمر القذافي،
وقبل أن تواجه ليبيا تحدي ترميم
المجتمع الليبي بعد تحرره من قبضة واحد
من أكثر الأنظمة «أورويلية» (نسبة الى
جورج أورويل) في الشرق الأوسط. وتفتقر
ليبيا الى مؤسسات قانونية. والمجتمع
المدني فيها مصاب بالشلل. وأغلب الظن
أن تبرز في عهد ما بعد القذافي جماعات
عانت القمع عقوداً طويلاً وأن تحاول كل
منها الهيمنة. وطوال أربعة عقود، لف الغموض ليبيا
وأحوالها. وطمست شخصية الزعيم الفريد
وبيروقراطيته البيزنطية الطراز معالم
شبكة وسطاء السلطة غير الرسمية. وبعد
رحيل القذافي، قد لا يطوى النزاع بين
قوى ليبيا الحرّة وبين فلول عناصر
النظام الفائت. فأبناء القذافي، سيف
الإسلام وخميس وساعدي ومعتصم،
وميليشياتهم لن ينسحبوا من غير جلبة.
والصراع لإقصاء أبناء القذافي وكسر
شوكتهم سيكون صراعاً عنيفاً يشبه
الصراع مع ولديّ صدام حسين، عُدي وقُصي.
ولوّح سيف الإسلام الأسبوع الماضي في
خطاب تلفزيوني ب «حمام دم» رداً على
المتظاهرين. وتشن الكتيبة 32، وهي أكثر
كتائب النظام تدريباً وتسلحاً، وعلى
رأسها خميس القذافي، أكثر الهجمات
ضراوة على المتظاهرين والمتهمين
بالتعاطف معهم. وأوكل الى ساعدي قمع
الاحتجاجات في بنغازي في شباط (فبراير)
الماضي. وفي 2008، تسربت أنباء عن سعي
معتصم، وهو مستشار الأمن القومي
الليبي، في إنشاء ميليشيا خاصة به
تضاهي ميليشيات أشقائه. ويتصدى لأبناء القذافي عناصر من الجيش
الليبي وضباط انضموا الى المعارضة. وفي
مطلع التسعينات، عمد القذافي الى
تقويض قوة فرق الضباط الليبيين، بعد
سلسلة انقلابات بادر إليها ضباط صغار
يتحدرون من قبيلتي الورفلة والمقارحة.
وهمّشت قبيلة القذافي هاتين القبيلتين
اللتين عارضتا الحرب الليبية الكارثية
على التشاد، مطلع الثمانينات. وعانى الجيش الليبي من نقص في التمويل، في
وقت أغدقت الأموال على فرق النخب
المؤلفة من قبائل متحالفة مع القذاذفة.
وسلّم القذافي قيادة هذه الفرق الى
أبنائه. وشيئاً فشيئاً، تداعت بنى الجيش التحتية.
فموازنة الجيش المالية هزيلة. واضطر
الجنرالات الليبيون والعقداء الى
ارتداء ملابس مدنية لصون بدلاتهم
العسكرية من الاهتراء. وحُمل كبار
الضباط، وبعضهم أيد القذافي في انقلاب
1969، على التقاعد المبكر، اثر اندلاع
الاحتجاجات في تونس ومصر للحؤول دون
قيادتهم المعارضة. وعلى رغم ضعفها،
يبدو أن فرق الضباط هي الجسم التمثيلي
الأوحد للمصالح الليبية الوطنية، وهي
المؤهلة الحؤول دون الانزلاق الى
العنف في مرحلة ما بعد القذافي. ولا يستهان بدور القبائل الليبية في
الحكم وإرساء المصالح الوطنية.
فانقلاب القذافي في 1969 أطاح هيمنة
قبائل الساحل الشرقي، ورجح كفة قبائل
الغرب والداخل الليبي في الحكم. وعلى
رغم أن نظام القذافي يزعم مناهضة
الهوية القبلية، كان بقاؤه رهن تحالف
هش بين القبائل الثلاث الرئيسية،
القذاذفة والورفلة والمقارحة. ويرجح
أن تؤدي قبيلتي الورفلة والمقارحة
دوراً بارزاً في حكومة مرحلة ما بعد
القذافي. ولكن احتمال اندلاع نزاعات
بين أمراء حرب القبائل كبير جراء ضعف
المؤسسة العسكرية والطمع في موارد
النفط المغرية. ويقابل نفوذ القبائل نفوذ طبقة وسطى قوية
والفرق الدينية الصوفية. والغرب سلّط
الأضواء على الجماعة الليبية
الإسلامية المقاتلة جراء ارتباطها ب «القاعدة».
ولكن الجماعة هذه لا تحتكر تمثيل
الإسلاميين الليبيين. والأرجح أن يبرز
دور شبكة الإسلاميين غير السلفيين من
مريدي الفرق الصوفية وحركة الإخوان
المسلمين. فالصوفية السنوسية راسخة في
الذاكرة الجماعية الليبية. فهي كانت
نواة المقاومة الليبية ضد الاحتلال
الإيطالي وركن الملكية في عهد الملك
إدريس بين 1951 و1969. وطوال أعوام، ناوأ القذافي الحركة
الصوفية، ورأى أنها قد تتهدد سلطته.
ولكنه تراجع عن سياسة تهميشها، ودعم
عمل الشبكة الصوفية الخيرية لدرء
أخطار الحركة السلفية المتطرفة. ودور
حركة الإخوان المسلمين في ليبيا قد
يكون راجحاً. وهي من أول مهنئي
المصريين ببزوغ عهد نظام جديد. وثمة شرخ تاريخي على طول المتوسط يفصل بين
طرابلس والمناطق الشرقية الليبية، وهي
مركز الملكية السنوسية التاريخية.
وتختلف عادات أهالي المنطقتين هاتين
الثقافية واللغوية. وتفصل بينهما
صحراء مترامية الأطراف. وشرايين
القبائل الشرقية تمتد الى مصر
والجزيرة العربية أكثر مما ترتبط
بالمغرب العربي. وبعد إطاحة الملكية،
نقل القذافي مركز القوة السياسية
والموارد الاقتصادية الى طرابلس.
وفاقمت سياسته الانقسام المناطقي. وفي مرحلة ما بعد القذافي، قد تميل
المناطق الشرقية الى بعث هيمنتها
التاريخية. وهي موئل الثروة الليبية
النفطية. وهي تفتخر بأنها وريثة
مقاومتين، مقاومة الاحتلال الإيطالي
تحت لواء الزعيم الصوفي، عمر المختار،
ومقاومة القذافي في «يوم الغضب». وأطلق
الليبيون على ثورتهم اسم «ثورة
المختار». ولن تتوانى مناطق الأطراف الجنوبية
المهمشة عن المطالبة بحصتها من النفوذ
في الدولة الجديدة. فالأقوام العرقية
غير العربية مثل الأمازيغ والطوارق
وقوم التوبو، وهذه روابطها وطيدة
بالساحل والحزام الصحراوي، أقصيت في
نظام العقيد. وقبل اندلاع اضطرابات
بنغازي، تصدر التصدي لأنشطة الأمازيغ
أولويات القذافي. فالطوارق أطلقوا
حركة تمرد امتدت الى الجزائر والنيجر
ومالي، وشنّ قوم التوبو أعمال شغب
دورية في مدن الجنوب الليبية. واستمالة
الحكم الليبي الجديد الجماعات هذه
تحول دون ارتقاء مناطقها بؤرة نفوذ
حركة «القاعدة» وملاذاً لها. وتحتاج ليبيا الجديدة حاجة ماسة الى
مؤسسات تعددية، والى دستور، وإلى آلية
تقاسم الموارد. ومثل هذه الآلية يعبد
الطريق أمام تفادي تبديد الصراع بين
طرابلس والمناطق الشرقية من جهة،
والصراع المترتب على قوة القبائل
المتعاظمة وعلى مظالم الأقوام
الاتنية، من جهة أخرى، مكاسب الأسابيع
الأخيرة. وفي وسع سلطة ما بعد العقيد
الاستناد الى دستور 1951 الليبي. وهذا
أرسى بنية فيديرالية منحت المناطق
استقلالاً ذاتياً، ونصب عاصمتين واحدة
في طرابلس وأخرى في بنغازي، وأنشأ سلطة
تشريعية من مجلسين. وقادة الدولة الجدد مدعوون الى الاستفادة
من خبرات الطبقة البيروقراطية
الموروثة من العهد القديم. فعلى رغم أن
شركات مثل شركة النفط الوطنية وشركة
الاستثمارات العربية الأجنبية
الليبية كانت أذرع دولة القذافي، فهي
خزان خبرات تكنوقراطية وإدارية
واقتصادية. والمؤسسة العسكرية مدعوة
كذلك الى تغيير بنيتها تغييراً يمهد
للاحتكام الى السلطة المدنية، والى
الاعتبار بمصير القذافي وتفادي توسل
البطش والوقوع في أخطاء العقيد. * محلل في «راند كوربوريشن»، عن
موقع «فورين أفيرز» الأميركي، 28/2/2011،
إعداد منال نحاس ======================== الاربعاء, 09 مارس 2011 عبدالله اسكندر الحياة لاحظ هاشمي رفسنجاني رئيس «مجلس تشخيص
مصلحة النظام» في إيران، قبل سحب
ترشيحه لشغل منصب رئيس «مجلس الخبراء»
لدورة جديدة لمصلحة المُحافظ المتشدد
محمد رضا مهدوي قني، «أن المتطرفين
الذين يتجاهلون دور الشعب خطرون جداً...
الحركات التي نشهدها حالياً (في
المنطقة) نتجت عن تمكن الشعوب من
الاطلاع (على مجريات الأحداث) بفعل
انفجار تكنولوجيا المعلومات ووسائل
الإعلام». رغم هذه الملاحظة، اضطر رفسنجاني الى
الانحناء وسحب ترشيحه، لترك المجال
لهؤلاء الذين وصفهم ب «المتطرفين» و «الخطرين»،
بما يشبه تعمُّد تجاهل الأصوات
المعارضة للتيار الايراني المحافظ.
لقد تصرف رفسنجاني، الذي وُصف
بالبراغماتي خلال ترؤسه البلاد
لدورتين متتاليتين، وفق هذه
البراغماتية، ربما لإنقاذ رأسه اكثر
من كونه استمع لصوت الشعب. بالتأكيد لا
يقوم «مجلس تشخيص مصلحة النظام» او «مجلس
الخبراء» بأي دور تنفيذي، لكن وجود
رفسنجاني فيهما ينطوي على الإقرار بحد
من التوازن بين التيارات في صف
المحافظين. وإقصاؤه من «مجلس الخبراء»
يعني تصفية هذا التوازن، بعد حملة
مستمرة منذ شهور على الرئيس الايراني
السابق وأفراد عائلته، بشبهة تعاطفه
مع المعارضة «الخضراء»، رغم ما أطلقه
من نقد لزعمائها. لقد استهدف المتشددون الحلقة
البراغماتية الاخيرة في صفوفهم، عبر
استهداف رفسنجاني، ليقطعوا نهائياً مع
مطالب شعبية، عبّر الاخير عن بعضها،
وذلك في الوقت الذي يُشِيدون فيه
بالحركات الاحتجاجية في المنطقة،
ويحضّونها على مزيد من التصعيد في وجه
السلطات المحلية. وتكشف حلقة استهداف رفسنجاني على هذا
النحو، ليس فقط الازدواجية لدى التيار
المحافظ، وإنما ايضاً سباحته عكس
التيار الذي لاحظه رفسنجاني، وهو ان
الشعوب باتت تدرك ما يدور من امور،
وأنها تريد حقوقها الإنسانية
والسياسية والحياتية. ويبعث هذا الاستهداف رسالة واضحة الى
المعارضة «الخضراء»، مفادها ان السلطة
لن تتساهل مطلقاً مع تحركاتها
واحتجاجاتها. بعدما تقلصت هذه
الاحتجاجات، بفعل القمع المتواصل، الى
مجرد حماية الذات من الاعتقال
والإقامة الجبرية والتهديد
بالمحاكمة، كما يحصل حالياً مع كل من
زعيمَي المعارضة مهدي كروبي ومير حسين
موسوي، اللذين لا تُعرف حتى الآن
حقيقةُ وضعهما. ويبدو ان هدف هذا التشدد هو أيضاً حماية
الداخل من تأثيرات الاحداث الملتهبة
في الجوار، عبر إشاعة وهْم ان هذه
الاحداث تستلهم النموذج الايراني
وتطمح الى استنساخه. لكن هذه الإشاعة
قد تكون تصلح لزمن سابق وليس الزمن
الحالي، حيث تُمْكِن متابعةُ الاحداث
مباشرة عبر اي فضائية، وسماع طبيعة
المطالب وفهم مضمون الاحتجاجات. تبذل السلطة الايرانية جهودها للاستمرار
في سباحتها عكس التيار، بكل عناد
وعجرفة. وقد تعتبر ان صورتها الداخلية
تتعزز بضرب اي موقع يُصدر صوتاً
مغايراً او معترضاً. لكن هذا النهج
ينطوي في الوقت نفسه على نزع صمامات
أمان كانت تستخدمها في السابق لمواجهة
التيار المعارض في الشارع. وهذا بعضٌ
من دور لعبه رفسنجاني في المرحلة التي
تلت الانتخابات الرئاسية الاخيرة، وهو
يدفع حالياً ثمن هذا الدور، الذي انطوى
على محاولة توفيق، فاشلة على اي حال،
بين مَطالب المعترضين على نتائج هذه
الانتخابات وبين السلطة، الممثَّلة
بالمرشد علي خامنئي. إذن، لا اعتراف بأي اعتراض، ولا استجابة
لأي مطالب، ولا هوادة في قمع المعترضين. ======================== د. جلال فاخوري الرأي الاردنية 9-3-2011 يقضي المنطق والعقل بضرورة قيام كل دولة
وخاصة الشرق أوسطية بإعادة تعريف
مفهومها القومي، فالأمن القومي أمام
المشكلات المتفاقمة كالعدالة
الاجتماعية والفقر والحرية المواطنية
والأصالة الثقافية على أنها رديف
للتنمية الاجتماعية ورديف لتعاون
الأفراد والشعوب ولهذا ينظر الشعب إلى
الحالة الاجتماعية على أنها سبب مباشر
إمّا في حالة الصراع الداخلي أو في
الرّفاه. وحيث أن الفجوة العميقة بين
الغنى والفقر على رأس قمة الأزمات
الحرجة فإنها تشكّل تحدياً للعقل
والخيال البشري، كما تشكّل تحدياً
للضمير والأخلاق علاوة على أنها تهدد
مستقبل كل بلد وأمنه. هذه الفجوة الاقتصادية والحضارية الآخذة
في الاتساع هي محور الصراع القائم الآن
بين أبناء المجتمعات حتى الواحدة منها.
ففي عالمنا المعاصر أصبحت قوى مظاهر
الاستقطاب بين من يملكون ومن لا
يملكون، بين الشعوب التي عاشت على حساب
غيرها وبين تلك التي راحت ضحية استغلال
غيرها. وهذه الفجوة كما يقول «جان سان
جور» هي فضيحة العالم المعاصر حيث
تتناقض بشكل فاضح وصارخ مع الوحدة
الجوهرية لعالمنا المعاصر.و لقد
تراكمت الصعوبات على سكان دول حزام
البؤس وأعني الفقراء والمقهورين
والذين يمارس عليهم الاستبداد فأصبحت
حياتهم السياسية والاقتصادية
والاجتماعية كابوساً يومياً متواصلاً
وهذا ما يهدد السلم والأمن. إن العالم اليوم عالم مختل وغير متوازن
وخاصة في الدول العربية وعلى الأخص
الدول التي يمارس فيها ما يسمّى
بانتفاضة الشعوب ضد أنظمتها أو
حكّامها رغم اختلاف الظروف في كل واحدة
منها مما يؤدي بالمحصلة إلى عدم
استقرار سياسي وبالتالي إلى حدوث
الصراعات الداخلية. ولعل ما يثير
الانتباه والحذر حول التأييد
والمقاومة هو أن عواطف الشعوب ضد
قضاياها تخلو على الدوام من
العقلانية، وحيث أن تلك العواطف
والانتفاضات تمارس على نطاق معمّق
وكبير فإنها لا بدّ أن تواجه الخلل
وعدم القدرة على التوازن لعدم جعل
العقلانية ميزاناً للانتفاضات. إن من أخطر ما يواجه انتفاضات الشعوب هو
الخلط المتعمد أو غير الواعي بين
النظام كمنهج للدولة وبين عواطف
الجمهور التي تنصرف إلى إسقاط النظام
وكأن النظام هو الزعيم فقط. وثمّة أمر
آخر هل تعي الانتفاضات ما قد يحمل
الآتي والمستقبل من نقائض ومشكلات أو
إشكاليات تهدد أمن البلد كالتدخل
الأجنبي مثلاً بحجة حفظ النظام والأمن
وحياة الشعوب فيفرض التدخل شروطه وما
جرى في مصر وتونس والآن ليبيا يؤشر إلى
خطورة بالغة نحو التدخل والسيطرة ونهب
البترول وفرض الشروط والعراق مثل صارخ. قد يكون واقعاً ما تعانيه تونس ومصر من
فقر وانعدام العدالة والاستبداد مما
يثير النزعة نحو الانتفاضة لكن ليبيا
وشعبها لا تعاني من ذلك. ومن المؤسف أن
الأحداث في تونس لم تؤمن للشعب مطالبه
التي لا يعرفها بنفسه، فالشعوب تثور
أحياناً بلا أسباب مما يجعل الفكر
ينتقل مباشرة إلى أن الثورات
والانتفاضات مصادرها خارجية ومبرمجة
بل وممنهجة. وإن الصراع الداخلي في
ليبيا مبرمج ليطول أمده وليقضي على
الإنجازات وما التدخل الأجنبي
بالبوارج والقطع الحربية وحظر الطيران
ووقف التعامل مع ليبيا في الأمم
المتحدة إلاّ مؤشرات على ما تذهب إليه
ورغم وجود مواد في القانون الدولي يمنع
التدخل في شؤون البلدان فقد سمحت الدول
الكبرى لنفسها بالتدخل تماماً كما حدث
أثناء غزو العراق فهل يعقل المواطن
العربي ويفهم ما يجري؟ إنه حيث لا
أيديولوجية تصبح الثورة فوضى. ====================== المشهد الليبي بين
التطورات والسيناريوهات عبد المجيد جرادات الدستور 9-3-2011 تؤكد تطورات الاحداث في الجماهيرية
الليبية بأن طائرات سلاح الجو
والكتائب الموالية للعقيد معمر
القذافي توالي قصفها وزحفها باتجاه
المدن والاماكن التي تمكن الثوار من
السيطرة عليها ، ومن الواضح بأن"لمسات
خبراء الحرب النفسية"موجودة في
بيانات العقيد القذافي ، إذ أشار في
البداية إلى أن"تنظيم القاعدة"هو
الذي يقف وراء هذه الاحداث ، وبعد ذلك ،
وجه رسالة مفادها أن حدود ليبيا فيما
إذا سقط نظامه ، ستكون معبرا للحركات
غير المشروعة تجاه الدول الأوربية ،
وفي تعامله مع الثوار فهو يطبق مبدأ
الحدة التي تتسبب في إثارة الرعب بين
الناس. بين الإستخدام المفرط للقوة من قبل قوات
النظام الليبي ، وتصميم الثوار على
رحيل العقيد القذافي ، تتجلى مظاهر
المحنة الداخلية للشعب الليبي ، وهي
معادلة تخضع لحسابات دقيقة من قبل كل
طرف ، ومن أسوأ إحتمالاتها ، أن تتعمق
الخلافات بين من يقف إلى جانب العقيد
القذافي ، ومن يسعى لتنحيته : نشير هنا
إلى محاذير إطالة أمد الصراع الداخلي
في ليبيا ، ذلك لأن الولايات المتحدة
والدول الأوروبية معنية بإستمرار تدفق
النفط الليبي ، الأمر الذي يثير شهبة
البعض لطرح بدائل تبدو مشبوهة ، لأنها
ستؤسس لمرحلة متطورة من إبتزاز مقدرات
الشعب الليبي ، إلى جانب تأثيرها
السلبي على مستقبل الإستفرار في
المنطقة ودول شمال إفريقيا. الموقف المعلن لحد الان ، والذي يجري
تنفيذه على أرض الواقع من قبل العقيد
معمر القذافي هو ، أن من لا يصطف معه
فهو ضده ، ولهذا فمن المستبعد أن تكون
هنالك أية جهة تمتلك القدرة على إقناعه
بأن ممارساته ستعرض الشعب الليبي
للمزيد من المعاناة والتاكل ، لكن
القذافي بدأ يدرك بأنه محاصر ، وأن
دماء أبناء شعبه الذين سقطوا برصاص
جنوده وقنابل دباباته وصواريخ طائراته
، سوف تقلق نومه ، ولن تعفيه من
المساءلة ، ولهذا فمن المحتمل أن يقترح
عليه الخبراء الذين يقدمون له النصائح
، بأن يلجأ لفكرة"لعبة النصر أو
الهزيمة" ، بحيث يقترح على الثوار
الدخول في مفاوضات تمكنه من الرحيل ،
والمؤمل هو أن يبادر المجلس الوطني
الليبي ، للتعاطي مع هذه الفكرة من
زاوية تجنب إراقة المزيد من الدماء
الزكية. يرتكز السيناريو الذي تتم مناقشته خلال
هذه الأيام من قبل الإدارة الأميركية
وصناع القرار في الدول الأوربية على
طرح فكرة الإستعانة بدور عربي ، سعيا
للتواصل مع الثوار ومساعدتهم في
الجوانب التنظيمية والتدريبيبة ، إلا
أن هذه الفرضية تصطدم بمعوقات متشعبة
منها تصميم المقاومة الليبية على عدم
السماح بأي تدخل خارجي بشؤونها
الداخلية ، وهنا يبرز الإحتمال الأخطر
، وهو أن إستمرار المشهد الدموي في
ليبيا ، سيكون سببا في التدخل العسكري
الخارجي ، وهذه هي المرحلة التي نتمنى
عدم الوصول إليها ، لأن مجيء القوات
الأجنبية ، يعني تعرض ليبيا لإحتلال
عسكري بشع ، وفيه من المساويء ، ما
يذكرنا بمخرجات الحرب التي شنت على
العراق عام ,2003 تلك هي الإعتبارات التي نعول من خلالها
على دور الحكماء من أبناء الشعب الليبي
، ونحسب أن رموز المعارضة وأبناء
القبائل يمتلكون الإرادة والعزيمة من
أجل الحرص على ممتلكات الشعب الليبي
وصون هويته. ======================== د. عايدة النجار الدستور 9-3-2011 اسرائيل هذه الايام منهمكة بمواصلة تطبيق
مشاريعها الاستعمارية في القدس
ومستعجلة لاتمامها ، بخاصة والعالم
مشغول بمتابعة ما يجري في الشارع
العربي والعالمي الذي استحوذ على
الاخبار . ولعل أخطر وأبرز ما تقوم به
هو مواصلة اسرائيل لبناء جسر" حديدي
". نعم حديدي قوي مما يعني تمهيد طريق
سالكة لعبور عدد هائل من اليهود لعبوره
الى باب المغاربة ، أي الى باب
المغاربة المؤدي الى المسجد الاقصى .
لم تهدأ اسرائيل منذ احتلالها القدس
عام 1967 من تحويل حائط البراق الذي
تسميه "حائط المبكى" الى مكان
يهودي يبكي فيه اليهود "وينوّحون"من
أجل تحقيق حلم وخرافة لبناء"الهيكل
المزعوم ". اسرائيل تدعي أنها بعملها هذا تقوم
باعادة ترميم ( تلة المغاربة )التي
تأثرت بالهدم ولكنهم لا يذكرون سبب
التصدع والهدم بسبب ما تقوم به اسرائيل
من حفريات تحت الارض وفوقها من أجل
مآربها الخبيثة . تقوم سلطات الاحتلال
بهذا غير عابئة بالواقع ولا الجغرافيا
ولا التاريخ لهذه المنطقة التي تضم
معالم وأثارا تاريخية ودينية ،
بالاضافة لعناوبن عائلات مقدسية
هدمتها اسرائيل ، ولتمحي ما كان اسمه
حارة "الشرف "وتشتت الناس لتبني
مساكن للمستوطنين والمستعمرين . . تقوم
اسرائيل بذلك اليوم متناسية ومتحدية
الفلسطينيين بحقهم الوحيد لترميم
المكان ، والحفاظ عليه لأنه وقف اسلامي
، ولأنه المدخل الرئيس للمسجد الاقصى.
بالاضافة فان وقاحة اسرائيل وتمردها
على المجتمع الدولي يتجلى اليوم بعدم
احترامها للقرارات والمواثيق الدولية
وتواصل الاعمال الاستفزازية
الاستعمارية . ولا تبالي بأن القدس
المحتلة مسجلة على قائمة اليونسكو
للتراث العالمي ، منذ 1983 بعد أن سجلها
الاردن كونها كانت ولا زالت مهددة
بالخطر الاسرائيلي . وكما نشاهد ونتابع كل يوم وكما كتبنا
سابقا (الدستور تاريخ ( 23 - 11 - 2010 )"يسرقون
البلدة القديمة حارة ..حارة حارة ...حارة"
. وأضيف اليوم أيضا أنها تغير أسماء
شوارع وأزقة وطرقات البلدة القديمة
بأسماء جديدة ذات طابع يهودي ، باللغة
العبرية فقط وتحاول مسح الأسماء
العربية التاريخية من ذاكرة المكان
والانسان . ولا تقوم بذلك صدفة فهي تسير
وفق مخططها الاستعماري لعام 2020 والذي
يهدف للاستيلاء على ما تبقى للعرب
والمسلمين في القدس مدينتهم التاريخية
المقدسة وهي تهدف لترحيلهم . مستمرة
بتفريغ القدس من أهلها ، كما هي مستمرة
بانكار حقهم في بيوتهم وحاراتهم
وعناوينهم التي تحمل أسماء الاجداد . الاردن تحرك وخاطب اليونسكو اليوم لوقف
تنفيذ ترميم حي المغاربة وبناء الجسر
الحديدي ، ويصر الفلسطينيون من أهل
القدس وخاصة دائرة الاوقاف الاسلامية
من رفضهم لأي مشروع مشترك بينهم وبين
اسرائيل لترميم المكان ، لأن هذا شأن
اسلامي عربي . و هي الجهة المخولة
لترميم واعادة بناء المكان ، ولتحمي
المسجد الاقصى من التسلل المتسارع
اليه من اليهود"الحاجين"الى ما
يسمى بحائط المبكى . وأيضا لمخططات
مترابطة ، للاستيلاء بالكامل على
القدس القديمة ومحيطها خارج السور .
ولعل مسلسل ما يجري في سلوان
والاستيلاء على الاراضي الملاصقة
للسور وللمسجد الاقصى أقرب مثال لذلك
بالاضافة لوضع مخطط تحويل قرية لفتا
الجميلة شمال القدس الى شوارع ومحلات
تجارية وأماكن سكنية لأغنياء اليهود
الذين يرونهم في المكان بدل أهلها
الاصليين العرب الذين شردتهم بالكامل
من دورهم عام 1948 . العالم يتفرج
والاقلام تكتب والاصوات هنا وهناك
ترتفع ، ولكن اسرائيل والغرب لا يسمع
وكما يبدو أيضا أن العرب والمسلمين لا
يسمعون . لا بد من رفع الصوت ، وإسماعه
للعالم أجمع ، كما لا بد من فزعة عربية
اسلامية وعالمية بالمال والتحرك
السياسي ، من اجل وقف الغول الخطير
الذي لا يسمع فحسب ، بل يستمر في
استعماره اللئيم . ، فهل من سميع ؟ . ======================== طريق المستقبل العربي الجديد المستقبل - الاربعاء 9 آذار 2011 العدد 3934 - رأي و فكر - صفحة 20 عصام حداد () لم تخلُ الصحافة الأوروبية وبخاصة
الليبرالية منها من النقد والسخرية
لما يصدر عن حكومات الغرب من تصريحات
استهجان وتباكٍ على الضحايا التي
تتساقط يومياً على مسارح الانتفاض
الجماهيري العربي. ويميط الصحافيون اللثام عن صفقات تصدير
الغرب للسلاح والعتاد التي تستعمل
اليوم لقتل المواطنين العزّل دون وازع
سياسي أو أخلاقي: "انهم يحرصون على
استمرار تدفق أرباح شركات تصنيع
السلاح في بلادهم أكثر من حرصهم على
حقوق الانسان خارجها...". هكذا لخصت جريدة "اندبندت" اللندنية
الموقف الراهن حين رصدت جولة وزير
الخارجية البريطاني في المنطقة يرافقه
ممثلون لمنتجي السلاح في بريطانيا. كما ذكرت وسائل الاعلام الأوروبي بدور
"الحراسة" الذي أناطه الاتحاد
الأوروبي بدول شمال افريقيا ومن بينها
تونس وخاصة ليبيا، لهدف الحيلولة دون
الهجرة السرية من أعماق أفريقيا
المنهوبة والمفقرة نحو أوروبا طلباً
للعمل... وحين وصلت الى جزيرة "لامبيدوزه"
مؤخراً آلاف من المهاجرين السريين
قادمين من تونس علا صوت الحكومة
الايطالية داخل الاتحاد الأوروبي وعلى
الصعيد العالمي طلباً وتبريراً لضرورة
التدخل، وحتى العسكري. لوقف مثل هذه
الهجرة التي تهدد "قلعة أوربا"،
وعيش شعوبها الرغيد بين أسوارها.. ولا تصمت أصوات النقاد بل تملأ الصحف
اليوم وهي تشير لخرق حرمة الأجواء
الليبية والمياه الاقليمية أيضاً تحت
ستار من دعاوى إخلاء الرعايا
والمواطنين الأوروبيين والأميركيين.
انهم يحذرون من التحضير لسيناريو تدخل
عسكري واحتلال جديد لتأمين تدفق النفط
والغاز، وحماية أسوار أوروبا من
الهجرة السرية الأفريقية. وتتسابق وفود الولايات المتحدة
الأميركية والأوروبية الرسمية على
التجوال في المنطقة مغدقة الوعود
والاعلان عن الدعم لضمان الانتقال الى
بنى ديمقراطية والمساعدة في الارشاد
والتوجيه لبنائها. إلا أن الحقيقة المعاشة تشير بوضوح الى
أنهم يعملون بوتائر عالية وجهود منسقة
من أجل انقاذ نظام الحكم في المنطقة
القائم على المثلث: السياسي،
الاقتصادي، العسكري، والذي أسهموا في
بنائه ليضمن تدفق النفط والغاز من
ناحية ويحمي اسرائيل من أي ازعاج وهي
تستوطن الأراضي الفلسطينية المحتلة من
ناحية ثانية. لقد راعهم انجاز الثورة في كل من تونس
ومصر للجزء الأول من برنامجها، ومن ثم
انتشار وتدفق موجات الانتفاض في
الأردن واليمن والبحرين من دون التوقف
عند حدود الجزائر والمغرب. راعهم في
الغرب انتشار كل هذا الحراك فانكبوا
على العمل وجهة تنظيف الواجهة العلنية
للنظام الاقليمي الذي شاركوا في بنائه
وفي الوقت ذاته من أجل اعادة تماسكه
الداخلي: لقد طردوا التجمع الدستوري (حزب
بن علي) من الاشتراكية الدولية، رغم
انه لم يستحق يوماً أن يكون عضواً
فيها، وأبقوا في قمة الادارة المؤقتة(؟!)
رجالات للنظام مشهودا لهم بولائهم
المطلق له لعقود طويلة مضت. وفي
القاهرة يحلون البرلمان ويعلقون العمل
بالدستور من دون أن يلغوا حالة الطوارئ
وتستمر الحكومة التي شكلها مبارك قبل
تنحيه في ادارة البلاد. وهكذا يحاول "الجيران الأوروبيون
والأصدقاء الأميركيون "الجمع بين
نقيضين ينفي أحدهما الآخر فيستحيل
الجمع بينهما: الحفاظ على أنظمة طيعة
لخدمة مصالحهم من جهة والتبشير
بالمساعدة لإشادة صرح الديمقراطية
الليبرالية في ظل هذه الأنظمة من جهة
ثانية. وفي هذا الصدد يقول أستاذ القانون الدولي
في ألمانيا نورمان بيتش (عضو سابق في
البرلمان الاتحادي عن حزب اليسار): "نحن
لسنا بصدد تكرار مشهد عام 1789 (الثورة
الفرنسية) ولا مشهد 1947 (الثورة الروسية)
ولا مشهد 1989 (انهيار جدار برلين...). ويمكن هنا الاختلاف الجوهري في أن
الانتفاضات العربية موجهة ضد نظام ما
زال متجذراً لدى الشركاء في بنائه
وصيانته، أي الولايات المتحدة
الأميركية وأوروبا"... ويستنتج
الأستاذ "بيتش" في مقالته
المنشورة في 20/2/2011 في احدى الصحف
الألمانية استحالة الخلاص من هذا
النظام الاقليمي من دون انفكاك من
التبعية لهؤلاء الشركاء المتسلطين
والأقوياء..". ويشير الكاتب والصحافي الألماني "توماس
افيناريوس" للحقيقة التاريخية
القائلة "لا يتوارى نظام عن الفعل ما
دام للمستفيدين منه مدخل لممارسة
السلطة..". وعلى هذا يشهد استمرار حكومة أحمد شفيق في
ادارة شؤون مصر ليلقي الضوء بذلك نمط
تفكير وتوجه المجلس العسكري المصري.
ولا يختلف عن ذلك الوضع في تونس رغم
تنحية الغنوشي (اليوم) عن رئاسة
الحكومة المؤقتة، في حين "يستمر في
قيادة البلاد التحالف القائم بين "يتامى
بن علي" من الساسة والقيادات العليا
في الجيش وممثلي اقتصاد الخدمات.. ولا تغفل المعارضة الشعبية في كلا
البلدين عما يعد من أجل تطويق وإجهاض
انتصاراتها السياسية الأولية. ولذلك
عملت في تونس بقيادة اتحاد الشغل
التونسي لإقصاء حكومة الغنوشي لما
تمثله من محاولة تجميل خارجي للنظام
لضمان استمراريته بدون "بن علي".
وكذلك أثنت معارضو النظام في مصر بأنهم
ليسوا تلك "الشراذم المتناحرة"
القادمة من كهوف الماضي كما كان يحلو
لهم أن يصوروها. لقد أثبتوا بالممارسة
جدارتهم للمشاركة في قيادة البلاد في
هذه المرحلة الانتقالية بخاصة:
الشباب، اليساريون، الليبراليون
وأيضاً الاسلاميون. وبهم تتوفر الضمانات ليتحول حل البرلمان
وتعليق العمل بالدستور مدخلاً لخارطة
طريق تلبي أهداف الانتفاضة الجماهيرية
في تثبيت حقوق المواطنة، ولينتصر
المواطن.. وأخيراً قد تختلف صور الانتفاضات من موقع
لآخر، إلا أن حركتها المستمرة ترسخ
وحدة المصير العربي وآفاقه وتصحح في
مجراها ميزان القوى لصالح حل عادل يضمن
الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني
العربي ويعود لهذه المنطقة
الاستراتيجية من العالم دورها
الاشراقي الحضاري متخطية به عهوداً
طويلة من القهر والاستبداد السياسي
والاجتماعي والتخلف المحبط. وستبقى المبادرة بيد الشعوب في المنطقة
بشكل رئيس نظراً لغياب ما يشير الى
إمكانية نضوج شرائح أو فئات حاسمة
فاعلة في اتجاه التحديث بمضمونه
الاقتصادي الاجتماعي وبنيانه السياسي
الديمقراطي الليبرالي وعبّر عن مثل
هذه الحالة في التاريخ الألماني
المستشار "أوتوفون بيسمارك" الذي
بنى الوحدة الألمانية (الرابع الثاني)
قبل 145 عامم من اليوم (أي عام 1871).
وبيسمارك هو الذي أسس ايضاً "دولة
الضمانات الاجتماعية" لأول مرة في
التاريخ الأوروبي رغم ما اشتهر به من
مطاردة واضطهاد للاشتراكيين وسنّه "لقانون
الاشتراكيين" الذي حظر عليهم العمل
السياسي والخ. ففي كلمته الموجهة
للجنرال "مان تويفل" العامل تحت
امرته قال بيسمارك عام 1866: "اذا كان
الوضع يتطلب القيام بثورة فالأفضل لنا
أن نقوم بها نحن على أن نخضع لنتائجها..".
وهكذا تم تشييد الرايخ الثاني عام 1871
بنتيجة ثورة أتت من فوق وكرد فعل على
ثورة الليبراليين الألمان الوحدوية في
عام 1848/1839 واستبقى بذلك تكرار مثل هذه
الثورة القاعدية الوطنية التي حملت
أعباءها الطبقات الوسطى الناهضة في
المجتمع وقادت وراءها جماهير
المقاطعات الألمانية المتناحرة آنذاك.. () كاتب لبناني مقيم في برلين ======================== حركة النهوض العربي..
التهديد الأكبر للمصالح
الإسرائيلية بقلم: نيفي غوردون عن LEGRAND SOIR ترجمة الأربعاء 9-3-2011م ترجمة :حسن حسن الثورة اعتبرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن
الديمقراطية في مصر بمثابة تهديد,
وتحسر أحد المعلقين على نهاية الحقبة
الاستعمارية. هذه الوسائل لم تبد اهتماماً يذكر بمصر
إلا قبل ثلاثة أسابيع فقط إذ اقتصر
الحديث تقريباً طوال فترة المظاهرات
الصاخبة والتي لم يسبق لها مثيل على
الأخبار المتلفزة وخصصت الصحف
الإسرائيلية نصف صفحاتها لتقديم
المعلومات والآراء عن الأحداث الجارية. لكن بعيداً عن حالة التحريض التي عانت
منها بلدان أخرى وهي ترى هذا التحول
التاريخي فإن في إسرائيل خيم القلق
ولاسيما على أجهزة الإعلام المرئية
وقد انتاب الجميع في إسرائيل إحساس أن
التطورات الجارية في مصر كانت تستهدف
بالضرورة مصالح إسرائيل وبعبارة أخرى
الثورة المصرية كانت خبراً سيئاً ولا
يحبون رؤيته ولا سماعه وقد تطلب الأمر
اللجوء إلى خبراء «الشؤون العربية»
لفهم ما كان يحدث. في بداية انطلاق الانتفاضة الشعبية في
مصر ما انفك المعلقون الإسرائيليون
يرددون اللازمة نفسها وهي أن مصر ليست
تونس وطمأنوا جمهورهم بأن قوات الأمن
المصرية شديدة الإخلاص للنظام
وبالنتيجة فإن من الصعوبة بمكان سقوط
نظام حسني مبارك. انقلاب وسائل الإعلام عندما أصبح واضحاً خطأ ما اعتقدوه وما
ذهبوا إليه في تحليلاتهم ركب غالبية
المعلقين الاسرائيليين موجة رئيس
وزراءهم بنيامين نتنياهو بأن شرعوا
بإلقاء اللوم على الرئيس باراك أوباما
وبأنه لا يقدم الدعم لإسرائيل كما أن
مدير الأخبار الأجنبية في إحدى قنوات
التلفزة الإسرائيلية أشار بالقول:«أن
سماح البيت الأبيض باستمرار المظاهرات
قد سبب حالة من القلق في إسرائيل» ولم
يخف بن كسبيت المحلل السياسي المعروف
حسرته على أيام الرئيس الأميركي
السابق جورج دبليو بوش قائلاً:« إننا
نتذكر وبحنين عام 2003 عندما اجتاح
الرئيس بوش العراق» وأضاف بن كسبيت:
سرعان ما غيرت ليبيا مسارها والتحقت
بالغرب إيران علقت برنامجها النووي
وعرفات جرى كبح جماحه لقد كان اجتياح
العراق قراراً صائباً بامتياز بيد أن
المشكلة الحقيقية لم تكن العراق وإنما
إيران في حين لم يعلق الآخرون أمالاً
عظاماً على انتصار الديمقراطية في مصر
فقد أوضح أحد الصحفيين أن هذا الأمر
يحتاج إلى سنوات حتى يتم إرساء مؤسسات
ديمقراطية ولكي يستوعب الشعب المصري
آليات عمل الديمقراطية وقد كتب (أمير
هازروني) قصيدة غنائية بالاستعمار
فقال: «عندما نمعن النظر بالسبب الذي
من أجله فقدت الولايات المتحدة والغرب
مصر وتونس واليمن وربما دول أخرى في
الشرق الأوسط يغيب عن أذهاننا أمر واحد
ألا وهي الخطيئة الأصلية التي ارتكبت
بعد الحرب العالمية الثانية عندما وضع
حد للشكل المتفوق من الحكم الذي كان
يحمي الأمن والسلام في الشرق الأوسط (وفي
أجزاء أخرى من العالم الثالث) وقد تم
ذلك بضغط من الولايات المتحدة
والاتحاد السوفيتي السابق.. لكن ستين
عاماً مضت على تحرر أفريقيا والدول
العربية من «نير الاستعمار» ولم نشهد
ولادة جامعة عربية أو مركز علمي أفريقي
أو منتج استهلاكي يجري تداوله عالمياً. الخوف من الأحزاب الدينية لكن، وحتى إن وجد معلقون أقل رجعية من (هازروني)
إلا أن النظرة الاستشرافية التي طغت
على مجمل المناقشات التي دارت بشأن مصر
هي الخوف من الإسلام الدائم الحضور في
الذهنية الإسرائيلية فالإسلام
السياسي يعتبر في نظرهم بمثابة
التهديد القوي والمناهض للديمقراطية. ولهذا السبب، في نظر المحللين
الإسرائيليين يستحق المتظاهرون أو جيل
الفايس بوك وتويتر التعاطف لكنهم سذج
إلى أقصى الحدود فالجميع هنا يعتقد أن
ما سيحدث لهم كان قد حدث لرجال فكر
ايرانيين خاضوا نضالاً ضد الشاه. خبير الشؤون العربية في القناة الثانية
الاسرائيلية قال: «إذا لم نكن قد رأينا
حضوراً للأحزاب الإسلامية فهذا لا
يعني أنهم لم يكونوا حاضرين في المكان»
وقدطلب خبير آخر من المشاهدين بألا
يخدعوا بكلمات البرادعي لأن من يقف
وراءه هم الأخوان المسلمون». وطبقاً لهذه التكهنات فإن الأحزاب
الإسلامية اتخذت قراراً تكتيكياً بعدم
رفع الرايات الإسلامية وعدم المشاركة
الفعالة في المظاهرات . وقد صرح أحد المعلقين بالقول: إذا ما فاز
الإسلاميون فإن الانتخابات ستكون
نهاية العملية الديمقراطية وليس
بدايتها. وعندما سأل مقدم برامج في القناة العاشرة
الوزير السابق بنيامين بن اليعازر عن
الديمقراطية في مصر أجاب بن اليعازر:
لقد أثرت ضحكي إننا نريد ديمقراطية في
إيران وفي غزة وأضاف: أولئك الذين
يتكلمون عن الديمقراطية في مصر
لايدركون البتة حقيقة الواقع الذي
نعيش فيه. التهديد الديمقراطي بما أن إجابة بن اليعازر بمثابة الكاشف أو
المظهر فإن الحكومة الإسرائيلية تعتبر
أن الديمقراطية في الشرق الأوسط هي
أولاً وقبل كل شيء بمثابة تهديد فعلي
للمصالح الإسرائيلية. وإن مارغليت وهو معلق معروف أوضح هذه
النقطة بالقول: إن إسرائيل ليست ضد
الديمقراطية في أكبر البلدان العربية
لكنها وببساطة متناهية تعتبر أن
اتفاقيات السلام الموقعة مع مصر هي
أكثر أهمية بالنسبة إليها. ولابد من القول، إن إسرائيل ليست وحدها من
يتبنى هذه المقاربة الأنانية وإنما
أغلبية الدول الغربية التي كانت تشتكي
على الدوام من غياب الديمقراطية في
المنطقة العربية وبالمقابل، كانت تدعم
الأنظمة الديكتاتورية وتساعدهم على
البقاء في سدة الحكم وهذا السلوك
يسمونه بالفرنسية: النفاق. ======================== جويل برينكلي التاريخ: 09 مارس 2011 البيان في الوقت الذي تواصل الثورات في منطقة
الشرق الأوسط انتشارها كالعدوى، يدور
الإسرائيليون في دوامة من القلق، فهم
يخشون تولي الإخوان المسلمين الحكم في
مصر، ويتوجسون من إسقاط الطغاة في دول
أخرى، الأمر الذي سوف يعطي قوة جديدة
لعناصر تخشاها إسرائيل تقليدياً،
ويتخوفون أموراً أخرى أكثر من ذلك
بكثير. هذه مخاوف قد يتصور البعض أنها لها ما
يبررها، لكنني قضيت سنوات عديدة أعمل
في الشرق الأوسط، ولدي وجهات نظر بديلة. على مدار أكثر من نصف قرن، منذ حدوث
النكبة في العالم العربي، وهو التاريخ
الذي تأسست فيه دولة إسرائيل، استعان
بعض القادة العرب باستراتيجية متسقة
للسيطرة على شعوبهم. كانوا يقولون
مراراً وتكراراً إن هدفنا هو استعادة «فلسطين».
لا يهم أي شيء آخر. الأمر المدرج ضمنياً
بشكل متعمد في هذا، كان التوقع أن
شعوبهم سوف تكف عن التفكير بشأن حياتها
المتوقفة، والتركيز بدلاً من ذلك على
القتال. بدا هذا الأمر فعالاً لسنوات عديدة. بعد
ذلك ظهرت الفضائيات والانترنت، وبمرور
الوقت بدأ العرب العاديون يدركون أن
المسألة برمتها تعود إلى خطأ حكامهم
المتسمين بالعناد والفساد. تزايدت مشاعر الإحباط ونمت، حتى جاء
المحفز أخيراً، عندما قام بائع خضار في
تونس بإحراق نفسه، كي يؤجج النيران في
المنطقة على امتدادها. ويراقب العالم
الآن الانتفاضات الحقيقية والخطيرة،
التي اندلعت من المغرب إلى العراق وما
بينهما، وتنقل شاشات التلفزيون
أحداثها، ويمكننا جميعا أن نرى ونسمع
ما يريده هؤلاء الناس. وثمة حقيقة واحدة باتت ملحوظة بشكل واضح
الآن، فحتى بعد عقود من التلقين، فإن
هؤلاء المتظاهرين، في دولة بعد أخرى،
ركزوا على القضايا الداخلية. وفي وقت
مبكر من الشهر الجاري، أظهر التلفزيون
أحد المتظاهرين وهو يلوح بلافتة عليها
صورة الرئيس المصري السابق حسني
مبارك، وقد اخترقت وجهه نجمة داوود،
إلا أن ذلك كان يتعلق بمبارك أكثر مما
يتعلق بإسرائيل. القلة من العرب يكنون مشاعر دافئة تجاه
إسرائيل، ولكن بالنسبة للجميع الآن،
تعتبر إسرائيل مجرد حقيقة مؤسفة في
الحياة، وليست هاجسا. نتذكر أن النكبة
مضى عليها 63 عاماً
حتى الآن، وانتهت أحدث حرب دارت بين
العرب وإسرائيل قبل 38 عاماً. اليوم، فإن أكثر من نصف
العرب على امتداد العالم، ولدوا بعد
سنوات من تلك الأحداث. ويقدر متوسط
العمر في ليبيا حتى الآن إلى 24
عاماً، وفي مصر 25 عاماً. وهؤلاء الناس يعرفون
الآن، أن التحذيرات المثيرة التي
يطلقها حكامهم بشأن إسرائيل كانت
تشتيتا للانتباه. ومع ذلك، فإن إسرائيل ليست الدولة
الوحيدة التي يتملكها القلق إزاء أي من
الحكومات التي ستحل محل الطغاة الذين
يسقطون من السلطة. ففي نهاية المطاف،
قضى الطغاة على جميع قادة المعارضة
البارزين في كل من هذه البلدان، وبقي
هؤلاء الأشخاص الذين لديهم حرية
التنظيم، وهم الزعماء الدينيون، الذين
يمكنهم عقد اجتماعات والترويج لثورة
إسلامية داخل مساجدهم، دون تدخل من أي
أحد بشكل عام. مع ذلك، ونحن نتابع هذه الانتفاضات، لم
نسمع تقريبا أحداً يطالب بقيام حكومة
أصولية إسلامية. ففي صحيفة «إن بي آر»
الأميركية قبل بضعة أيام، على سبيل
المثال، أعلن رجل أعمال ليبي: «هذا
الأمر لا يتعلق بالإسلاميين، بل إنه
يتعلق بالحرية والديمقراطية»! وتعد جماعة الإخوان المسلمين في مصر من
المخاوف الأخرى لإسرائيل. وقبل بضعة
أيام، اتهم آري شافيت، وهو كاتب عمود
رأي في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية،
أميركا بالسماح بسقوط الرئيس المصري
السابق حسني مبارك من السلطة في مصر «مما
يمهد الطريق بمساعدتها إلى تحقيق
النصر للإخوان المسلمين». هذه هي النغمة السائدة التي تعزفها
إسرائيل، لكنني أتساءل كيف يعتقد
الإسرائيليون أن الولايات المتحدة كان
من الممكن أن تدعم دكتاتوراً مكروها من
شعبه، في الوقت الذي كان يخون 80 مليون
مصري! على أية حال، من خلال تصريحات الإخوان
المسلمين في الآونة الأخيرة، نعلم أن
الجماعة تمر بمرحلة صراع. فقادتها من
الجيل الأصغر سناً يتحدثون عن
الديمقراطية والتعددية، في حين لا
يزال الجيل الأكبر سناً يتشبثون
بوجهات النظر التقليدية بشأن إسرائيل
والغرب. ليس في مقدورنا أن نعرف ما الذي يريد
الإخوان المسلمون القيام به فعلاً،
ولكن ما يمكن تفنيده هو أن الغالبية
العظمى من المصريين، بمن فيهم الجيش،
لا يريدون دوراً في القيادة للإخوان.
ولا تنسوا أنه في أي لحظة، يمكن أن يخرج
جميع هؤلاء الناس، في مصر ودول أخرى،
إلى الشوارع من جديد. ======================= بريطانيا وتحديات
الأحداث الصاخبة المصدر: صحيفة «غارديان»
البريطانية التاريخ: 09 مارس 2011 البيان كشفت السلبية وانعدام الطموح الكامن في
منهاج تجاري ثنائي، حيال السياسة
الخارجية عند الحكومة الائتلافية
البريطانية، عن القصور السيئ في
مواجهة الأحداث الأخيرة. لم تتباطأ
وتيرة التغيير في الشرق الأوسط وشمال
إفريقيا خلال أكثر من شهر، وكل بضعة
أيام يظهر قرار صعب آخر على مكتب وزير
الخارجية البريطاني، مثل كيف يمكن
ممارسة الضغط على نظام مبارك؟ وكيفية
التعامل مع الوضع في البحرين؟ وكيفية
ضمان اجتياز آمن للمواطنين
البريطانيين من الوضع المتدهور بسرعة
في ليبيا؟ لا يوجد في التحديات السياسية التي
فرضتها هذه الأحداث الصاخبة، ما يمكن
اعتباره واضحاً أو سهلاً. فقد انهارت
الافتراضات القديمة، بالسرعة نفسها
التي انهارت بها الأنظمة القديمة.
ولكن، للأسف، أبدت الحكومة البريطانية
سيطرة ضعيفة على الموقف بشكل لافت.
وعدم الكفاءة التشغيلية تبعتها حالة
من التنافر الاستراتيجي. وتجلت الفوضى
بشأن الرحلات الجوية، وحالة من عدم
اليقين على نطاق أوسع حول من الذي كان
مسؤولاً. بعد ذلك، وفي أحد الأيام تمت مناقشة مسألة
فرض منطقة حظر للطيران لكي يتم التغاضي
عن الفكرة في اليوم التالي، فيما حذر
وزير الدفاع الأميركي «روبرت غيتس» من
«النقاش الفضفاض». وكأحد أشكال حسن
التدبير، اختارت الحكومة البريطانية
أيضاً في ذلك اليوم، الإعلان عن إقالة
الألوف من أفراد سلاح الجو الملكي
البريطاني. عندئذ اندلع غضب الرأي
العام، في الوقت الذي كان هناك شد وجذب
في مناقشات مجلس الوزراء بشأن ليبيا. يحق للناس أن يتساءلوا حول ما يجري وما
جرى بطريق الخطأ. بالتأكيد، هناك
افتقار للخبرة على جميع المستويات
الحكومية، وهو ما يظهر في ارتكاب أخطاء
أساسية، مثل عدم التئام شمل مجموعة «كوبرا»
(فريق الطوارئ في المملكة المتحدة)
بشكل عاجل، ومن خلال الفشل في التنسيق
بشأن التصريحات العلنية مع الحلفاء
الرئيسيين لبريطانيا. لكن ثمة أيضا مسألة أعمق؛ فالأجيال
السابقة من القادة نضجوا من خلال لحظات
جيوسياسية، مثل أحداث عام 1989 وحروب
البلقان وأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001. ورؤية العالم للحكومة
البريطانية الحالية تحددت في جانب
كبير منها، من خلال الأزمة المالية
العالمية. ووفقا لذلك، اعتقدت الحكومة
الائتلافية أنها إذا تراجعت عن الشؤون
الخارجية، فإن حالة من الهدوء على
الساحة العالمية ستنعكس وتعزز جدول
أعمالها الداخلي في التقشف. لقد جاء المحرك لهذه الأحداث من داخل
المنطقة، وليس من خارجها. لكن التحدي
هو استخدام النفوذ البريطاني لدعم
التحولات السياسية في شمال إفريقيا،
مع تلك الدول التي لا تبعد سوى ثمانية
أميال عن أوروبا، بدلاً من مجرد لعب
دور المتفرج. التحدي الحقيقي أمام
بريطانيا اليوم، هو ما إذا كان
بمقدورنا أن نجعل الثورات «المتشابكة»
التي نشهدها، منسجمة مع سياسة خارجية
متشابكة. إن بريطانيا هي البلد الوحيد الذي يمكنه
العمل بشكل متزامن، من خلال الاتحاد
الأوروبي ومجلس الأمن الدولي وحلف «ناتو»
والكومنولث. لذلك، ما هي ملامح الأجندة
البريطانية في الأيام القليلة
المقبلة؟ يتعين أن يبقى الضغط المستمر
على النظام الليبي وحماية الشعب، ضمن
الأهداف الاستراتيجية الغربية، وأن
تتقدم الحكومة البريطانية من الآن،
باقتراح أن تصبح جلسة الاتحاد
الأوروبي قمة طارئة مشتركة مع اجتماع
الجامعة العربية، وأن يكون الهدف
الرئيسي لهذه المجموعة، هو إجراء
اتصالات مع زعماء المعارضة لدعم
جهودهم في إدارة الأجزاء الكبيرة من
ليبيا التي يسيطرون عليها. ومن خلال
اجتماع وزراء دفاع «ناتو»، ينبغي أن
تكون بريطانيا في قلب جميع الاحتمالات
التي ربما تكون مطلوبة. ====================== حقيقة قلق "إسرائيل"
من ثورة المصريين
آخر تحديث:الأربعاء ,09/03/2011 عاطف الغمري الخليج ما حقيقة القلق “الإسرائيلي”، بعد أحداث
ثورة كل المصريين في 25 يناير 2011؟ تعبر عن هذا القلق أوصاف تخرج من هناك،
تتحدث عن هلع “الإسرائيليين”، وأن
حالة من عدم اليقين مما هو قادم، تسيطر
عليهم . ونستطيع أن نلمس ذلك بصورة محددة، مما جاء
على لسان تسيبي مازل السفير “الإسرائيلي”
السابق في القاهرة، نحن في مأزق كبير
بعد نهاية عصر مبارك، وأمامنا الآن
أزمة استراتيجية واسعة المدى . مع ذلك يجب ألا نغفل عن أن “إسرائيل”
تحكمها أيديولوجية عدوانية، وهي جزء
أصيل من بناء الدولة ومؤسساتها،
وتفكير قادتها . والحقيقة أن أكثر ما يثير قلق “الإسرائيليين”،
ليس الصراع العسكري، لكن أن تنتقل
العلاقة العربية “الإسرائيلية” إلى
مرحلة صراع حضاري، وهو ما سيؤدي في
تقديرهم إلى انقلاب ميزان القوى لغير
مصلحتهم . ويمكن قراءة هذا التوجس، في حسابات
استراتيجية “إسرائيلية” منها على
سبيل المثال: سلسلة حوارات
كان قد أجراها الكاتب “الإسرائيلي”
ديفيد ماكوفسكي، عضو معهد واشنطن
لسياسات الشرق الأدنى (المرتبط
بالإيباك)، مع إيهود باراك بعد فوزه
رئيساً لحكومة “إسرائيل” عام ،1999 نقل
فيها إطار تفكيره . وكان من أهم ما جاء
فيه، أن ميزان القوى مع العرب لن يظل في
صالح “إسرائيل” إلى الأبد، بمعنى أن
هناك احتمالاً في حدوث تطورات ستغيره . تفسيرات أكثر
وضوحاً لهذا المعنى، جاءت في أوراق
استراتيجية لخبراء، وفي أبحاث لمراكز
متخصصة بالدراسات الاستراتيجية في
الجامعات “الإسرائيلية”، اتفقت على
أن تعديل ميزان القوى لمصلحة العرب،
سوف يقع في حالتين: 1 أن تأخذ مصر والدول العربية
بالديمقراطية، فكراً وتطبيقاً . 2 أن تتحول مصر والدول العربية إلى تطبيق
مشروعات قومية لتنمية اقتصادية
حقيقية، تنهض بالدولة وترتقي بالمواطن
. . . وهذان
التطوران سيحدثان إذا تم الانتقال من
عصر أمن النظام، الذي يركز على قوة أمن
الدولة في الداخل، إلى عصر الأمن
القومي بمفهومه الصحيح، والذي تبنى
عليه سياسة خارجية، تعبر عن الشعب،
وهويته، وكرامته الوطنية، ومصالحه
وطموحاته، وليس أمن النظام الذي يجعل
السياسة الخارجية تنكفئ على ذاتها،
وتدور حول رأس النظام . ويلاحظ أن هذا التفكير “الإسرائيلي”،
جاء بعد أن استقر في الفكر السياسي
العالمي، مستخلصاً من التجارب الحية
للدول الصاعدة، ومن التحولات في
النظام الدولي بعد زوال الاتحاد
السوفييتي، أن القدرة الاقتصادية
التنافسية بكل مكوناتها (اقتصاد، وبحث
علمي، وارتقاء بالبشر) قد صعدت إلى قمة
مكونات الأمن القومي للدولة، مقترنة
بالديمقراطية . لهذا صدرت مقولات من شخصيات “إسرائيلية”
بعد ثورة 25 يناير، منها ما قاله
البروفسور ألون بن مائير، أستاذ
العلاقات الدولة بجامعة نيويورك، من
أن استراتيجية المماطلة “الإسرائيلية”
قد تحطمت، عند زوال عناصر استتباب
ميزان القوى لمصلحة “إسرائيل”، وأن
على “إسرائيل” أن تستعد الآن للتعامل
مع منطقة تتغير . قول صحيفة “هآرتس”
إن الأحداث التي وقعت في مصر، تدعونا
إلى إعادة النظر بسرعة في تفكيرنا
الاستراتيجي، وإن الثورة المصرية لم
تقل كلمتها الأخيرة بعد، وسوف تطالب
حكوماتها، بسياسة خارجية قوية . اتفاق مصادر
أمنية “إسرائيلية” على أن الشرق
الأوسط، بما فيه “إسرائيل”، قد
استيقظ على عهد من عدم اليقين . ما كتبه المحلل
العسكري رون بن يشاي: لا تعتقدوا أن مصر
القديمة أيام مبارك، ستعود ثانية،
وعليكم الاستعداد لمصر جديدة . ومن
زاوية النظر “الإسرائيلية”
للتغييرات التي يتوقعونها، فهي على
النحو التالي: (1) إن وضع مصر المحوري عربياً، سيحرك
موجات من الإصلاح في المنطقة، وأن ما
حدث في مصر كان زلزالاً، اجتاحت توابعه
الشرق الأوسط كله . (2) إحياء دور مصر الإقليمي، الذي كان قد
تراجع، ليجذب من حوله دول المنطقة،
ويستجيب لمطالب الشعوب، بإيجاد
استراتيجية أمن قومي عربي، تحمي مصالح
الدول وشعوبها، وتملأ الفراغ
الاستراتيجي العربي، الذي كان مصدر
إغراء لقوي إقليمية غير عربية،
لاقتحام ساحة المصالح، الحيوية للعالم
العربي، وإدارة مصالحها الخاصة في
داخلها، بينما العالم العربي أعزل من
استراتيجية أمن قومي تحمي دوله وشعوبه
. (3) إن إعجاب دول العالم بالثورة المصرية،
وظهور شخصيات وزعامات دولية، في
زيارات لميدان التحرير رمز الثورة
والتغيير وعبارات الإشادة من زعماء
العالم بمصر الجديدة، قد تقلب ميزان
التعاطف مع “إسرائيل”، التي صورت
نفسها في عيونهم على أنها الديمقراطية
الوحيدة في المنطقة، سوف يؤدي إلى تحول
مواقف دول الغرب، نحو التشدد تجاه
الاحتلال والتعنت “الإسرائيليين” في
إحلال السلام . مع ذلك ينبغي الحذر من سلوكيات الغريزة
العدوانية ل “إسرائيل” . فهي دولة
مازالت تتحكم فيها أطماع طويلة الأجل
في الأرض العربية، ولديها مخططات
قديمة للتصرف تجاه أي مخاطر متوقعة من
وجهة نظرها . إن “إسرائيل” الرسمية حرصت على التزام
الصمت الدبلوماسي تجاه ما يجري في مصر،
إلا أن المعروف أن وضعاً من الارتباك
والقلق يسيطر على المؤسسة الرسمية “الإسرائيلية”،
مصدره الأساسي أن تنتقل حالة العلاقة
العربية “الإسرائيلية”، إلى مرحلة
الصراع الحضاري، إذا ما تحقق هدفا
الديمقراطية، والتنمية الاقتصادية،
ودفن مفهوم أمن النظام، لتبنى على
أساسه استراتيجية أمن قومي لمصر . ======================== آخر تحديث:الأربعاء ,09/03/2011 ميشيل كيلو الخليج قال الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز إن
أمريكا تريد احتلال ليبيا من أجل نفطها
. بالأمس كرر العقيد معمر القذافي
التهمة ذاتها، وقال إن أمريكا تريد
احتلال ليبيا من أجل النفط . وبغض النظر عن أن من يريدون إزاحة العقيد
الليبي يضمون بين صفوفهم جميع دول
أوروبا وروسيا وبلداناً عربية ناشده
حكامها جهاراً نهاراً أن يتخلى عن
السلطة، فإن حكاية النفط تتكرر كل مرة
تحدث فيها أزمة تمس منطقتنا أو بلداً
نفطياً، وبالفعل فإن آخر من تحدث عن
احتلال ليبيا من أجل النفط كان الرئيس
الإيراني أحمدي نجاد . وبعيداً عن واقع أن كلاً من تشافيز ونجاد
خصم معلن ولدود لأمريكا، لكنه يبيع
نفطه في السوق الدولية، وبالتالي فإن
إمكانية حصول المستهلكين عليه متاحة
بحرية للجميع، حسب ضوابط تتصل
بالتنافس الاقتصادي والعوائد المالية
المربحة جداً لهذه السلعة
الاستراتيجية، فإن احتلال بلد من أجل
مادة أولية متاحة بوفرة في السوق
الدولية يعد حماقة لا تسوغ التضحيات
التي ستسببها، خاصة أن تجربة احتلال
العراق انتهت على الأرجح إلى خروج
أمريكا منه دون أن تنجح في احتكار نفطه
أو الاستئثار بموارده، فقد دخلت صناعة
النفط العراقية، فضلاً عن شركات
أمريكية قليلة، شركات صينية وروسية
وكندية وفرنسية وبريطانية وماليزية
وحتى إيرانية، ولم تفز القوة العسكرية
الأمريكية، الحاضرة إلى اليوم في
الميدان، بالغنيمة التي من شأن الحصول
عليها تبرير الخسائر البشرية، كما لم
تسترد الخسائر المادية، وهي أكثر من
تريليوني دولار كابدتها في العراق،
ولن تستردها حتى إن احتكرت نفطه خلال
قرابة عشرين عاماً . لكن هلوسة النفط لا تفارق العقول، مذ ساد
الفكر نهج رأى في الاقتصاد المحرك
المباشر لأي نشاط أو جهد بشري، وفتش في
كل مرة حاول أن يفسر فيها فعلاً
سياسياً ما عن خلفياته ودوافعه
الاقتصادية، فقال إن أمريكا ذهبت إلى
فيتنام من أجل السوق وخسرت هناك قرابة
600 مليار دولار لن تستعيدها من سوق
فيتنام الفقيرة مهما فعلت ولم تحتل
العراق لأسباب استراتيجية بعيدة
المدى، بل من أجل النفط . ومع أن الواقع
كذب كل مرة هذه التحليلات المفعمة
بالهلوسة الاقتصادية، والبعيدة كل
البعد عن خلفيات ودوافع استراتيجية
للسياسات الدولية، فإن أصحابها يصرّون
عليها ويتمسكون بصحتها، رغم أنها
تجرهم من خطأ إلى خطأ، وتورطهم في فهم
سطحي للإرادات الدولية والخيارات
العالمية، وتحجب عنهم أسبابها
الحقيقية، وتوقعهم في منطق يستبدل
الخاص بالعام والعام بالخاص، فيصير
الهدف الجزئي، الذي هو النفط، هدف
السياسات العام، والهدف العام، الذي
يتصل بتوزيع القوى العالمية وبالصراع
على مفاتيح العالم الاستراتيجية، هو
الهدف الجزئي والعارض، وذلك لعمري خطأ
أدى دوراً في هلاك أصحابه، والدليل أن
الرئيس العراقي الراحل صدام حسين،
الذي يبدو أنه كان مؤمناً بمسألة النفط
هذه، عرض بيع الأمريكيين في خطب علنية
نفط العراق لأمد طويل مقابل عدم
مهاجمته، لكنهم رفضوا ذلك وأصروا على
غزوه واحتلاله، تدفعهم إلى ذلك أسباب
قال زبغنيو بريجنسكي، مستشار الرئيس
كارتر لشؤون الأمن القومي وأحد كبار
المفكرين الاستراتيجيين الأمريكيين
في القرن العشرين، عام ،1973 عندما كانت
علاقات أمريكا مع العراق على خير ما
يرام، وقبل غزوه عسكرياً بثلاثين
عاماً، إنها تتصل بالسيطرة على المجال
الأوراسي، الذي هو مفتاح العالم
والمنطقة التي دارت السياسات الدولية
وتصارعت مصالح الدول الكبيرة فيها
خلال حقبة دامت عدة آلاف من السنين،
كان النفط ما يزال خلالها في ضمير
الغيب، ولم يكن أحد يصارع أحداً عليه . لنفترض الآن أن ليبيا نجحت في حجب نفطها
عن أمريكا وسوقها، وفرضت حظراً كاملاً
على الدول التي قد توصله إليها، فهل
سيعني هذا أن الأخيرة لن تتمكن حقاً من
الحصول عليه؟ من الجلي أن الإجابة عن
هذا السؤال ستكون سلبية بالضرورة، وأن
أمريكا ستتمكن من شراء نفط ليبي حتى في
ظل الشروط التي افترضتها، بالنظر إلى
التداخل في مصالح الدول، وتعقيدات
علاقاتها السوقية والمالية
والإنتاجية، والحصص ورؤوس الأموال
التي تمتلكها كل دولة في اقتصاد وأسواق
وماليات الدول الأخرى، والمصلحة
المشتركة التي قلصت أنماط التنافس
الذي يقصي الآخرين من السوق ويستهدف
القضاء عليهم أو إضعافهم إلى الحد الذي
يجعلهم عاجزين عن الصمود أو المنافسة .
ومن المعروف أن هناك فسحاً مشتركة نمت
بين الدول، تجعل لأمريكا مصلحة في
ازدهار الصين، وللصين مصلحة في وجود
قدرة شرائية عالية لدى أمريكا، وتفرض
على فرنسا التصرف في السوق الأمريكية
بالطريقة التي لا تلحق الضرر بمئات
مليارات الدولارات التي وظفتها هناك،
وبالعكس، فإن أمريكا تريد للاقتصاد
الأوروبي أن يتوسع ويزدهر، لاعتقادها
أن في نموه تقدم التجارة الدولية
وتزايد فرص البيع أمام إنتاجها، وفرص
الاستثمار أمام رؤوس أموالها، حتى إن
بلغ توسعه حداً يجعله أكبر من الاقتصاد
الأمريكي ذاته، كما هو حاله اليوم
بالفعل، وهكذا دواليك . بالعودة إلى مسألة النفط، يمكن القول إن
أمريكا كانت سيدة معظم نفط العالم إلى
ما قبل أعوام قليلة، وخاصة منه نفط
الشرق الأوسط، لكنها لم تحجبه عن
المستهلكين، بل تكفلت بإيصاله
بالكميات المطلوبة إلى اليابان وغرب
أوروبا، اللذين يفترض أنهما خصمان
تجاريان ومنافسان لها . قد يقول قائل:
إنها فعلت ذلك من أجل أرباح النفط،
وهذا صحيح، ولكن بصورة جزئية . لقد فعلت
ذلك في الحقيقة كي تعزز معسكر
الرأسمالية في مواجهة المعسكر
الاشتراكي السابق وتزيد تشابك اقتصاده
وتنوع علاقاته، وتحوله إلى كتلة
متراصة تستطيع حمل استراتيجيات توسعية
دولية من دون أن تؤدي تكلفتها الكبيرة
إلى إثارة قلاقل داخلية في بلدانها
ومجتمعاتها . هنا أيضاً، ليس النفط،
على أهميته وضخامة أرباحه، المحرك
الرئيس للسياسات والهدف المقصود منها .
واليوم، بسبب التشابك الحاصل فعلاً
بين اقتصاديات الدول، وترابط مصالحها،
وتبلور حقول ومجالات مصالح متقاربة أو
مشتركة بينها، فإن ما يصل إلى أية
واحدة منها سيصل إليها جميعها . ومن
الصعب، إن لم يكن من المحال، أن ينجح
نظام في فرض حصار على اقتصاد متقدم، ما
دامت تشده علاقات متبادلة إلى غيره من
الاقتصاديات المتقدمة والمتشابكة
معه، هذا بافتراض أن هذا النظام في وضع
يمكِّنه من حجب نفطه عن دولة مهمة،
أياً يكن اسمها، وأنه بمأمن من ردود
أفعالها، التي قد تلحق باقتصاده ضرراً
لا يقوى على تحمله، ناهيك عن التخلص
منه . لم يعد عالمنا ذاك الذي وصفه الفكر
الاشتراكي في خمسينات القرن العشرين،
وخاصة منه الفكر السوفييتي، الذي
افترض أن أطراف الرأسمالية ستتصارع
حتى الموت، وأنها لا تخطط لغير القضاء
كل واحدة منها على الأخرى، وأن أهدافها
مادية صرف، يحركها قصد واحد هو الربح
المالي المباشر، بينما تمثل سياساتها
واستراتيجياتها مجرد وسائل وألاعيب
لتحقيقه، فهي تابعة بالضرورة له وتفسر
دوماً من خلاله . هذه صورة للعالم لا تشبهه في شيء . وإذا
كانت أمريكا تريد اليوم شيئاً من
تشافيز، على سبيل المثال، فهو ليس نفطه
الذي يبيع معظمه لها، بل بقاؤه في
الحكم إلى أن يسقط تحت وطأة أخطائه
الكثيرة والفادحة، فترتدع أمريكا
اللاتينية عن الاقتداء بنموذجه وتعود
إلى حظيرة الرأسمالية راضية مرضية،
وتتقبل وضعها فيها . أما العقيد معمر
القذافي، فهو يعيش هاجس الحكم لا
النفط، لأن معظم نفطه يباع في السوق
الأمريكية، التي توصله إلى السوق
الدولية، فلا حاجة إلى احتلال ليبيا من
أجله . ليت من يدافعون عن ثروات ليبيا وغير ليبيا
يدافعون عنها بأفكار وسياسات عصرية
وصائبة، إذن، لكانت ليبيا بخير، ولكان
شعبها قبل كل شيء بألف ألف خير . ======================== تاريخ النشر: الأربعاء 09 مارس
2011 برهان غليون الاتحاد ما يشهده العالم العربي اليوم يتجاوز
التحول أو الانتقال إلى الديمقراطية،
ويعبر أكثر من أي شيء آخر عن صحوة
الشعوب التي طحنتها النظم
الاستبدادية، وعن تجديد العهود
الوطنية التي اندثرت تحت حكم الأجهزة
الأمنية والاستخدام الموسع للعنف
وفساد النخب الحاكمة. وفي ما وراء ذلك
وعبر الارتباط به، يكمن إعادة استملاك
الشعوب لأوطانها التي انتزعت منها
وأصبحت مرتعاً لنخب حولتها إلى
إقطاعات خاصة. وكلما تقدمت الحركة
الجديدة تجلى هذا الواقع بصورة أكثر
وضوحاً، وانكشفت كثير من نظم الحكم على
حقيقتها. وقد ظهر ذلك واضحاً في حالتي
تونس ومصر، حيث سعى بن علي ومبارك بكل
الوسائل للاحتفاظ بالسلطة ولو لفترة
قصيرة بعد امتلاكهم مقاليدها عقوداً
طويلة، أملا في كسب المزيد من الوقت
لقطع طريق الحرية على الشعوب الثائرة.
لكن الأمر أصبح فضيحة في حالة القذافي
المصمم على خوض حرب فعلية بالدبابات
والطائرات ضد شعبه في سبيل الاحتفاظ
بالسلطة. وبالمقابل، تدرك الشعوب العربية التي
اكتشفت نفسها وقدراتها وحقوقها بعد
ضياع طويل، ساهمت به إلى جانب النظم
الاستبدادية وحلفائها الغربيين،
أطياف واسعة من المثقفين الناقمين على
مجتمعاتهم، والذين أمعنوا في هجاء هذه
المجتمعات وتسويد تاريخها وتشكيكها
بنفسها وثقافتها ودينها وقدراتها،
وتشويه صورتها وسمعتها في أعينها
وأعين العالم أجمع... أقول إن هذه
الشعوب تدرك اليوم أنها تخوض معركة
مصيرها كشعوب، وهي أكثر تصميماً على
خوضها والقضاء على أصل الفساد الذي نخر
بنياتها ودمر معنوياتها وأدخلها في
حالة من العبودية. وأكثر فأكثر تبدو
المعركة الدائرة رحاها اليوم في
العالم العربي، معركة تحرر متعددة
الأقطاب، من النظام الاستبدادي الذي
تحول إلى استعمار واحتلال داخلي، ومن
الفساد المعمم والشامل الذي دمر أسس
المجتمع وحول الشعوب إلى شيع وعشائر
وطوائف، ومن التبعية التي ارتهن لها
النظام وعاش على ما تقدمه له من ضمانة
في مواجهة المعارضات الداخلية. بهذا المعنى تشكل ثورات العرب الجارية
اليوم استئنافاً، وبعد موات طويل،
لحركات التحرر والبناء السياسي التي
شهدتها المجتمعات العربية منذ القرن
الماضي، مع انهيار الدولة العثمانية
أولا والتحرر من الوصاية الاستعمارية
في مرحلة لاحقة ثانياً. لكنها تشكل
بشكل أكبر استئنافاً لحركة التحرر
الاجتماعي التي غطت العهد الأول من
الحقبة ما بعد الاستعمارية، والتي حلم
العرب في ظلها، باسم الثورة القومية
والوحدة العربية، ببناء أمة حديثة
تتجاوز فيها الشعوب انقساماتها
وولاءاتها وتقسيماتها، وتوحيد
الأقطار العربية كلها أو بعضها بهدف
تكوين هامش للمبادرة الاستراتيجية
يسمح للجميع بضمان السيادة السياسية
والحفاظ على استقلال القرار العربي في
مواجهة سياسة الانخراط في الأحلاف
والتكتلات الدولية التي كان الغرب
يسعى لفرضها على الدول العربية حديثة
الاستقلال. وكما حصل في القسم الأعظم من الدول
الصغيرة الخارجة من الوصاية
الاستعمارية، كانت الحركة القومية
العربية، كجزء من حركات التحرر الوطني
التي غطت قسماً كبيراً من القرن
العشرين، حاملا لمشاريع تحديث مهمة،
تعليمية وصناعية وزراعية، كما كانت
حاملة لمشاريع تغيير اجتماعي عميقة
وضعت القوى الريفية التي بقيت معزولة
لقرون طويلة سابقة لصالح النخب
المدنية، في مقدمة المسرح السياسي.
وكان للقضاء على الطبقات شبه
الإقطاعية التي سيطرت على الحياة
الاقتصادية والسياسية لحقبة ما قبل
الاستقلال، ولتطبيق قوانين الإصلاح
الزراعي، وتعميم الخدمات العامة، خاصة
التعليم في الأرياف... دوراً كبيراً في
إخراج جموع الفلاحين الذين عانوا من
التهميش المديد، من عزلتهم التاريخية،
ودمج نخبهم الجديدة في الحياة
العمومية، وصهر الجميع في بوتقة وطنية
واحدة، أي في النهاية تكوين روح وطنية
جديدة، استندت إليها الإنجازات
الكبيرة اللاحقة. وقد أضيفت هذه الإنجازات الاجتماعية
والاقتصادية والتعليمية التي ولدت في
حضن هذه التحولات العميقة، إلى
الإنجازات العديدة السابقة التي كان
العرب قد حققوها في القرن السابق. فجاء
ما حققته الثورة التحررية القومية
ليكمل ما حققته في القرن التاسع عشر
النخبة العربية المثقفة من تجديد
لأساليب الفكر والكتابة والخطاب، وما
حققته النخب السياسية التحررية في
منتصف القرن العشرين، في كفاحها
المظفر ضد النظام الاستعماري من
مكتسبات تاريخية، ومن أهمها: بناء
الإدارة الحديثة، وبلورة مشروع الدولة
الدستورية، وتمثل قيم الحرية
السياسية، وترسيخ أسس التعددية
الفكرية والدينية، وتجاوز النزعات
الطائفية والقبلية. وشكلت هذه المراحل جميعها إرثاً كبيراً
للمجتمعات العربية جعلها في موقع
الريادة في خمسينيات وستينات القرن
الماضي في الكفاح ضد مشاريع الهيمنة
الإمبريالية وفي مقاومة مشاريع
استعادة السيطرة الاستعمارية، وفي
وولوج طريق الحداثة التقنية
والاجتماعية والقانونية. بيد أن مسيرة التحول العربي لاستدراك
التأخر التاريخي ومجاراة العصر
والانخراط الإيجابي والفعال والمبدع
في العالم الحديث، ما لبثت أن تعرضت
لنكسة بالغة، ثم إلى تراجع خطير، في
العقود الأربعة الماضية. فبدل أن تتقدم
نحو استكمال شروط اندراجها في
الحداثة، بما تعنيه من تمثل قيم الحرية
الفردية والسيادة الشعبية وتقرير
المصير بمعزل عن أي تدخل خارجي... ارتدت
إلى حكم القرون الوسطى؛ وأخضعت لأجندة
سياسية لا غاية لها سوى خدمة المصالح
الخاصة، سواء أكانت متمثلة في المجد
الشخصي للزعيم، أو في تأمين المنافع
والامتيازات الاستثنائية لأتباعه ومن
يقيم عليهم قاعدة حكمه. على هذه الأوضاع التي أوصلت المجتمعات
إلى طريق مسدود في كل المجالات، جاءت
الثورات الشعبية الراهنة كعاصفة موجهة
لكسر جميع الحواجز التي وضعتها النخب
والتحالفات الدولية أمامها في سبيل
منعها من المبادرة وحرمانها من حقها في
تقرير مصيرها. لهذا ليس من المستغرب أن
يتحول الانتقال البسيط والذي كان من
المفروض أن يأتي بشكل طبيعي، نحو
الديمقراطية، أي الاعتراف بالشعوب
كمصدر للسلطة، وبحق الأفراد في انتخاب
ممثليهم بحرية، ورفض الوصاية الأبدية
المفروضة عليهم... إلى ثورة خلاص لا
تقتصر على إقرار الحريات الطبيعية
للأفراد، بل تظهر كعملية تحرير جديدة
للبلاد والأوطان من نير استعمار داخلي
بغيض يتجاوز في ما أحدثه من إساءات
ومساوئ ما قام به الاستعمار الخارجي
القديم. إنها تنمو وتتقدم كما لو كانت
معركة خلاص وانعتاق كامل، تشمل الفكر
والعقل والدولة والمجتمع معاً، وتشترك
فيها جميع طبقات الشعب وفئاته،
وتشاركها فيها الشعوب من وراء الحدود،
فلم نعد نعرف أثورة هي أم قيامة! ======================== النموذج التركي
وانتفاضات العالم العربي سمير صالحة الشرق الاوسط 9-3-2011 دعوة رئيس الوزراء التركي رجب طيب
أردوغان الرئيس المصري المخلوع حسني
مبارك إبان الثورة الشعبية في مصر لأن
«يصغي إلى صوت الداخل وأن يحترم إرادته
ومطالبه»، وتأكيد الرئيس التركي عبد
الله غل على أن ما يجري «لا يعني العالم
العربي وحده بل العالم الإسلامي
بأكمله المدعو إلى المزيد من
الإصلاحات والتغيير والديمقراطية»،
وهو في طريقه إلى طهران مؤخرا تعكس عدم
وجود أي رغبة تركية في دعم مقولة تبني «النموذج
التركي» عند البحث عن البدائل
والخيارات السياسية والدستورية
الأفضل لهذه البلدان للخروج من
أزماتها. ربما يكون هناك طروحات بعض «كبار» منظري
العصر مثل صموئيل هنتنغتون الذين يرون
أن موقع ودور تركيا الأنسب هو الشرق
الأوسط حيث ستكون هناك النموذج الأفضل
كونها ستعرض ديموغرافية الغرب وثقافته
للخطر إذا ما قبلت عضوا في الاتحاد
الأوروبي. وربما أيضا بسبب خطط ومشاريع
البعض الآخر في العمل على الإطاحة بحزب
العدالة والتنمية وإبعاده عن السلطة
في انتخابات يونيو (حزيران) المقبل -
كون تطلعات وخطط أردوغان وداود أوغلو
الإقليمية تتعارض مع حساباته ومصالحه -
رفض القيادات التركية للجزرة التي
يحاول البعض أن يغريها بها. أنقرة التي لعبت كل ما تملكه من أوراق
باحتراف ودقة مع القيادات العربية
التي سقطت أنظمتها حتى الآن وكانت إلى
جانبها عقود ومشاريع استثمار وتعاون
وانفتاح تجاري واقتصادي، لا يمكنها
سوى أن تكون قريبة - بعيدة من دول
المنطقة في الوقت نفسه؛ قريبة لتقديم
العون والمساعدة عند الضرورة والطلب،
وبعيدة حتى لا تتهم بالتدخل في الشأن
الداخلي العربي ومحاولة التأثير في
رسم خارطة مستقبله السياسي. فهي تتابع
عن قرب ردود الفعل العربية التي أشادت
بصراحتها المطلقة خلال توجيه الرسائل
إلى الرئيس مبارك لكنها انتقدت أسلوب
الابتعاد والحذر قدر الإمكان خلال
الحديث إلى الرئيس القذافي. ما سمعه الرئيس غل قبل أيام خلال زيارته
الأخيرة إلى القاهرة من قبل أحد قيادات
حركة «كفاية» المصرية حول «الاستفادة
من النموذج التركي حتى ولو كانت أنقرة
لا تريد تقديم نفسها عربيا وإقليميا
بهذه الطريقة»، وما ردده الشيخ راشد
الغنوشي حول «النظام التركي» الناجح
ربما أسعد الرئيس التركي ورفع
معنوياته. لكن تركيا - وكما فهمنا من
الرئيس غل، الذي حرص على اللقاء
بالكثير من القيادات والفاعليات
السياسية والاجتماعية دون تمييز بينها
- تريد أن ترى مصر قبل غيرها مصدر
الإلهام والتغيير في العالم العربي
وتريد الرهان على عودة مصرية عربية
وإقليمية قوية إلى المنطقة تليق
بدورها وحجمها ومكانتها وهو أساسا من
حقها الطبيعي كما قال. حتما أفضل ما أشارت إليه أنقرة في مثل هذه
الظروف هو ضرورة إشراك الإسلاميين في
الحكم والسلطة لأن ذلك من حقهم أولا
ولتجنب سياسات إبعادهم وعزلهم التي
تقود نحو التطرف والتصعيد والتأزم
ثانيا، ولأن إشراكهم في السلطة يعني
إشراكهم في تحمل المسؤوليات والأعباء
وإلزامهم بوضع أصابعهم تحت الحجر
المعرقل للمساهمة في إزاحته من الطريق
وهذا هو الأهم. أنقرة - وكما رددت قياداتها أكثر من مرة -
عندما تقول ما عندها - وحتما هذه هي
النقطة التي ستعطيها الأولوية دائما -
ستكون في مقدمة المتصدين لأي رهان على
مشروع إقليمي يخطط له البعض لافتعال خط
مواجهة عرقي أو مذهبي داخل الدول
العربية والإسلامية أو فيما بينها.
وربما هنا يقفز نموذج التعايش التركي
إلى الأمام رغم العديد من نواقصه
وسلبياته. أما النقطة الثانية التي
تركز عليها خلال مناقشة طروحات ال«موديل»
التركي فهي أن لكل دولة عربية وإسلامية
خصائصها وبنيتها وجغرافيتها التي
تميزها عن بقية الدول والتي لا يمكن
التفريط فيها أو تجاهلها خلال الحديث
عن خطط التغيير والتحديث. فلا يكفي أن
يدعم أحدهم مقولة «الشعب يريد إسقاط»
على هذا النحو وتبسيط حجم المخاطر
المحدقة، متجاهلا الحالة الليبية بكل
مضاعفاتها حيث يبرز واضحا أن لعبة
إسقاط القيادات والأنظمة ليست بمثل
هذه السهولة التي يصورها البعض. خلال الحديث عن النموذج التركي الذي لا
نعرف بعد عن أي نموذج يجري التطرق إليه:
نموذج تركيا ما قبل مصطفى كمال أتاتورك
وحتى تاريخ إعلان الجمهورية عام 1923، أم
نموذج ما بعد هذه الحقبة حيث توسعت
رقعة انتشار الحالة العلمانية في
البلاد، أم أننا نتحدث عن مرحلة
التغيير والتحول التي انطلقت عام 2002
تاريخ وصول «العدالة والتنمية» إلى
السلطة، خلال الحديث عن هذا النموذج لا
بد لنا من القبول بحقيقة أن الصعود
التركي خلال السنوات العشر الأخيرة
أغاظ البعض إقليميا وترك البعض الآخر
في حالة من الانبهار. وربما هنا برز
الدور التركي الإقليمي الذي جعل من
العدالة والتنمية الشرارة التي أضرمت
النار في عود الثقاب وساهمت في تحريك
الانتفاضات والثورات الشعبية في
الشارع العربي. =============== الافتتاحية الأربعاء 9-3-2011م بقلم رئيس التحرير علي قاسم الثورة يثلج الصدر أن تسمع صوتاً عربياً بعد طول
غياب ينادي مبدئياً بالمعاملة بالمثل،
وأن يكون التعاطي على قدم المساواة،
ويثلج الصدر أن ترى في الأفق ملامح
موقف يعيد لنا صوتاً افترق عن إجماعه
العربي وبالغ في غيابه إلى حدود الألم
القومي. وتتسع فسحة الأمل والطموح حين تكون
الدعوة سابقة للموقع.. وأن تكون قناعة
سياسية أملتها أطياف الخبرة في
المحافل الدولية، وأن تقترن بوقائع
طالما شكلت سبباً لفراق سياسي عربي،
ومدعاة لتساؤلات مريرة مارست فيها بعض
الدبلوماسيات العربية قدراً مرعباً من
التخاذل والتحدي للمشاعر العربية
وللإرادة الإنسانية. ربما لأننا كنا ننتظر أي إشارة تصدر، فقد
وجدنا في أي كلمة بارقة أمل، وفي أي
موقف فسحة للتفاؤل.. ومساحة للطموح
المشروع بأن يستعيد به الموقف العربي
جزءاً حيوياً من دوره، من موقعه، وأن
تكون الدبلوماسية المصرية بحلتها
الجديدة بوابة للتغيير.. وباباً لتصليب
الموقف العربي. لن نقف عند حدود الألفاظ، ولا الزوايا
التي يتم تدويرها.. لكن ثمة قراءات لا
يمكن لأحد أن يتجاهل وقعها..دورها..
حضورها في آليات تدفع مسبقاً نحو البحث
عن التفاصيل التي تلتقط كل هذه
الإشارات. المتغيرات في الساحة العربية أفضت إلى
حالة ترقب، والترقب مارس بدوره
اختباراً قاسياً على تطلعاتنا، وبالغ
في تلك القسوة إلى حدود النفاذ إلى
وجداننا.. وغالباً ما اقتطع الكثير من
أحلامنا وطموحاتنا، وبنى مكانها
وبالقسوة ذاتها.. هياكل الخيبة
والإحباط. لذلك لم تكن المتغيرات مرحلة فاصلة بين
تاريخين، ولا هي إعادة توضع أو توازن،
إنما هي أبعد من ذلك، ورغم تأخر ما
ننتظره، ورغم تواضع المؤشرات على
حضوره، كان لابد من النظر إلى الموضوع
بشموليته.. لأن الشباب الذين ساءتهم
حالهم وحال وطنهم.. وحال سلطتهم.. سيسيء
إليهم بقاء بعض الشوارد المضللة.. فكان
لا بد من تعديل الاتجاه.. ولا بد من
العمل على تحريك المشهد ليكون أكثر
استجابة لهم ولتطلعاتهم. وحين تتقاطع ولو في حدود بسيطة ثمة مساحات
تفاؤل.. وثمة انتظار مشوب بالأمل في أن
تتسع تلك المساحات لتكون معبرة بالفعل
عن نبض الشارع وإحساسه. ومثلما انتظرنا.. نجد في الضفة الأخرى من
ينتظر.. ومن يراقب.. وإن لم يتوقف عن
حراكه جهاراً وعلناً.. لكن الفارق أنه
اطمأن إلى الاتجاه مسبقاً، ومارس
سياسة الإيحاء بأن التعديل متواضع،
وأن الكفة ما زالت راجحة له.. بل وراهن
على ذلك الرجحان، واليوم يقف على
الحافة فيتحول اطمئنانه إلى ترقب..
وانتظاره المشوب بالحذر إلى حراك علني..
ومطالبه المبطنة والمغلفة.. تفصح عن
وجهها.. وإسرائيل التي كانت مطمئنة إلى
أن إمداد الغاز المصري سيتواصل توفد في
استعجال عودته مستبقة ذلك بحملة شعواء
شنتها الصحافة الاسرائيلية ضد رئيس
الحكومة المصرية ووزير خارجيته. هكذا كان أي صوت عربي يثير القلق فيهم،
يوقظ المخاوف.. ويحرك ركودهم إلى سيل
فيستنفر البيض الابيض ويستفسر عن مصير
وثائقه في «أمن الدولة»، ويطمئن إلى أن
ما يطرحه وزير خارجية مصر بضرورة
التحقق من أن الطرف الآخر في
الاتفاقيات يحترم الالتزامات
ولايخالفها..ليس جدياً إلى حده الأقصى..
ولا يعني بالضرورة وحرفياً ما يطرحه!! كنا ننتظر ولا نزال.. وسننتظر عودة مصر إلى
حضنها العربي.. إلى صوتها المسموع
والمعبر عن إرادة الدور الكبير الذي
اعتادته، وإلى الموقع الذي أملاه
حضورها القومي والاقليمي والدولي،
لتكون مصر، التي نعرفها في وجداننا وفي
انتمائنا ووجودنا. ======================= الافتتاحية.. الإصلاح في
سورية (3) دمشق صحيفة تشرين كلمة رئيس التحرير الأربعاء 9 آذار 2011 سميرة المسالمة يشكل الإصلاح بأبعاده المختلفة الحامل
الرئيسي للمشروع الوطني النهضوي الذي
دعا إليه الرئيس بشار الأسد واشتغلت
عليه المؤسسات الوطنية المختلفة وقد
تقدم هذا المشروع في بعض السياقات أكثر
منه في سياقات أخرى لأسباب موضوعية
أحياناً ولأسباب غير موضوعية أحياناً
أخرى، ولذلك تواكبت عمليات الإصلاح
وإدارة هذا الملف مع عمليات محاسبة
الفاسدين ومواجهة الخطأ المقصود أو
غير المقصود بأدوات ملائمة لكل حالة. وبالطبع يدرك الجميع أننا ما زلنا على
الطريق، لكن ليس في بدايته بالتأكيد،
ولكن أيضاً ليس في نهايته حتماً، ما
يعني بالضرورة أن عملية الإصلاح بحاجة
إلى الجميع بغض النظر عن الموقع والرأي
والاختلاف في الرأي، بل إن عملية
الاختلاف في الرأي بما في ذلك الاختلاف
حول أولويات الإصلاح ومجالاته
وقطاعاته يجب توظيفها واستثمارها من
أجل دفع عملية التغيير والإصلاح لا من
أجل إبطائها أو تعطيلها. وعلى هذا الأساس يشكل التنوع والتعدد
مصدر ثراء ثقافي وسياسي واقتصادي
واجتماعي، لا بد من أن ينتج مفاعيله في
جعل الإصلاح حالة وطنية شاملة لا تترك
زاوية ولا قضية ولا مسألة ولا عنواناً
إلا وتدخل في أعماقها وتتجاوز حوافها
وحدودها، وتعالج الأسباب وليس فقط
النتائج آخذين بعين الاعتبار ظروف كل
ملف وأسبابه ومكامن الخطأ فيه،
وفاتحين الباب واسعاً على مواكبة جادة
بين التشريع والتقنين من جهة، وبين
التنفيذ والرقابة من جهة أخرى، وبين
تحديد المسؤوليات بدقة من جهة ثالثة،
لتكون المحاسبة والمتابعة على قدر
المسؤولية وقدر المنصب وقدر المشروع
وقدر النتائج عندما تكون إيجابية أو
عندما تكون سلبية. من هنا نقول: إن بناء الأوطان أولاً
وأخيراً فعل كلي هادئ جماعي ووطني ولا
يستثني أحداً من الأشخاص أو من القوى
المجتمعية أو السياسية أو المدنية ولا
يهدر مطالبهم وأولوياتهم عندما تكون
للمصلحة الوطنية. وبعيداً عن لغة المصطلحات التي يحاول
بعضهم خلطها وتوظيفها في غير مكانها
نقول: إن السوريين الأكثر قدرةً على
الملاءمة بين المصلحة الوطنية
والحاجات الوطنية، والأكثر قدرة أيضاً
على توظيف تجاربهم الذاتية وتجارب
الآخرين لاستنباط أرقى وأدق وأنجع
أدوات الإصلاح الوطني ومعالجة كل
الملفات حتى تلك التي يتوهم البعض أنهم
وحدهم المعنيون بها. الثقافة السورية عبر العقود الماضية
تميزت بأنها ثقافة وطنية وقومية في آن
معاً إلى حد استحالة الفصل بين هذين
العنوانين الكبيرين الوطني والقومي
لدى كل السوريين. ======================= كومنولث شرق أوسطي - من
الدمقرطة .. إلى التقسيم - الفرات محمد خالد الشاكر الأحد6/3/2011 1- الشرق الأوسط .. منذ ولادة مصطلح « الشرق
الأوسط » مع بدايات القرن المنصرم ،
والتصور الغربي لماهية المصطلح تتركز
على افتراض مؤداه أن المنطقة ماهي إلا
مجموعة من عناصر مركبة ، تتألف من خليط
من الطوائف والإثنيات والأقليات . وعلى
هذا الأساس اختلفت تعريفات «الشرق
الأوسط» حسب الاستراتيجيات المتعاقبة
على المنطقة . المتفق عليه تماماً ، هو أن المصطلح سياسي
النشأة والتداول ، حيث رأت فيه دول
الاستعمار القديم «بريطانيا وفرنسا»
مصطلحاً دالاً على الوجود العربي..
وعلى ذلك استُغل المصطلح لتقسيم الدول
العربية إلى أقطار ، راسمةً الحدود بما
يحقق مصالحها داخل كل دولة . تحت المصطلح ذاته ، شهدت مرحلة مابعد
الحرب الباردة تحولاً في تطبيق
استراتيجيات السيطرة على منطقة شكلت
خزاناً اقتصادياً لأغنى دول العالم
بالنفط والمعادن ، الأمر الذي جعل
المصطلح يأخذ جغرافيا جديدة تمتد من
ليبيا غرباً إلى إيران شرقاً ، ومن
سورية شمالاً إلى اليمن جنوباً ..
المرحلة التي شهدت تحولاً في بنية
المجتمع الدولي ، تبنت من خلاله
الولايات المتحدة قيادة التحالف
الدولي لصالح ما سمي بالمجتمع الدولي ؛
وهو التحالف الذي كشف زيف التفاؤل
بإحياء نظام الأمن الجماعي كركيزة
أساس في حفظ السلم والأمن الدوليين ،
الأمر الذي أدى إلى انقسام هذا التحالف
، وتفككه لحساب سياسة الهيمنة
الأمريكية ، لاسيما بعد أحداث الحادي
عشرمن أيلول. 2- الشرق الأوسط الكبير .. في السياق ذاته ، وضمن استراتيجية جديدة ،
أعلن جورج بوش الابن في التاسع من أيار
من العام 2002 -في جامعة كارولين
الجنوبية- رغبته بإعادة تشكيل الشرق
الأوسط ، من خلال ماسمي ب «مشروع الشرق
الأوسط الكبير» بجغرافية جديدة تمتد
من الصحراء الغربية إلى باكستان .. وفي
حديث اتسم بالقيمية والغيرية على شعوب
المنطقة ، وضع بوش الإدارة الأمريكية
أمام استحقاقات إصلاح منطقة الشرق
الأوسط ، مؤكداً أن الحرب على العراق
ماهي إلا الحلقة الأولى في مسلسل تشكيل
الشرق الأوسط ، كما تحدث ريتشارد بيرل
في العام ذاته عن تخلف الثقافة
الإسلامية ، وضرورة إنهاء الالتفاف
الإسلامي حول مكة ، معلناً عن مشروع
قيمته 90 مليون دولار - وبشكل مبدئي -
لاحدى الشركات التي تبدأ بالعمل في
تطبيق المشروع الذي انتهى نهاية صادمة
في المستنقع العراقي، وفي ذات المكان
الذي جُرب فيه ، وشيع تماماً إلى مثواه
الأخير في الحرب على لبنان في العام 2006. 3- شرق أوسط جديد.. بعد الحرب على لبنان 2006 ، صرحت وزيرة
الخارجية الأمريكية أن الشرق الأوسط
سيولد من جديد ، وبدأت إدارتها
باستراتيجية جديدة ، مؤداها « الظلم
الفادح الذي لحق بالأقليات ، عندما تم
تقسيم الشرق الأوسط أوائل القرن
العشرين عن طريق اتفاقية سايكس بيكو »
. على هذا الأساس طرح مشروع الشرق الأوسط
الجديد ، ضرورة تقسيم المنطقة إلى
دويلات إثنية وعرقية وطائفية وقبلية
مختلفة ، تعود بالمنطقة إلى ماقبل
الفتح الإسلامي .. بحيث تستطيع هذه
الدويلات أن تُطبع مع الكيان الصهويني
.. تزامن ذلك مع الكتاب الذي أصدره
شمعون بيريز والمعنون ب «الشرق الأوسط
الجديد» حيث يقول فيه : «لقد جرب العرب
قيادة مصر للمنطقة مدة نصف قرن ،
فليجربوا قيادة اسرائيل إذن» . بهذا المعنى ، طرح المشروع الجديد
استراتيجية ما سمي ب «إعادة تشكيل وجوه
الخارطة السياسية » المطروح منذ العام
2004 وهو المشروع الذي تزامن مع إقرار
الكونغرس الأمريكي قانون محاسبة سورية
كدولة تشكل محوراً أساسياً في
التجاذبات السياسية لمنطقة تصب في قلب
المصالح الحيوية للولايات المتحدة
وحلفائها ، وهو المشروع الذي سقط تحت
أقدام المقاومة في العراق وفلسطين
ولبنان . 4- شرق أوسط مبتكر .. ظهر مصطلح « شرق أوسط مبتكر » مع بداية
العام 2011 على لسان وزيرة الخارجية
الأمريكية هيلاري كلينتون ، في خضم
مظاهرات الشباب التونسي ، وتحدثت
السيدة كلينتون عن الاستقرار في الشرق
الأوسط، ومعاناة الشباب فيه وحقهم في
العيش بحياة كريمة ومجاراة عصر
التقنيات الحديثة... متناسية سياسة
بلادها في المنطقة وماتركته في نفوسهم
من دمار.. ودماء .. وفوضى ، في حروب جُربت
من خلالها جميع أدوات القمع والكبت
والانكسار في نفوس أولئك الشباب ،
بدءاً من تكسير العظام وفضائح أبو غريب
وحتى استخدام الفوسفور الأبيض في غزة
والعراق. - إنه شرق أوسط مبتكر .. قديم جديد ..
لايختلف عن سابقه إلا أنه نكرة لغة
واصطلاحاً... شرق مبتكر ، سلاحه خفيف
وأقل تكلفة من سابقيه .. مندرجا تحت بند
الجرائم القذرة التي تذكرنا بصانع
العاهات في ثلاثية نجيب محفوظ. شرق أوسط مبتكر ... يذكرنا أيضاً بمقولة
هرتزل -مؤسس الحركة الصهوينية- في
العام 1897 : « يجب قيام كومنولث شرق
أوسطي » .. كما يذكرنا بمقولة وزير
المستعمرات البريطانية في العام 1907 : «
يكمن الخطر على الغرب في البحر المتوسط
لكونه همزة الوصل بين الشرق والغرب ،
ويعيش على شواطئه الجنوبية والشرقية
شعب واحد تتوافر فيه وحدة التاريخ
واللغة والجغرافية وكل مقومات التجمع
والترابط ». إذاً أيها الملأ.. ياأبناء الصحراء .. أيها
القادمون من رمالكم ... من قيمكم .. من
لغتكم .. من آلامكم وآمالكم .. من صبر
جمالكم .. من صهيل خيولكم ، وهي تذكر
البشرية بوحدتكم ووجودكم ، منذ هنيبعل
وهو يحاصر روما .. مروراً بصلاح الدين
على أبواب بيت المقدس... وحتى عبور خط
بارليف . أيها الملأ... إنها الفكرة .. وجودنا .. إنها
ثقافة الفداء .. منذ عشتار وحتى آخر
قطرة في غزة .. هوذا نبض أيامنا .. مكوننا الروحي .. قوانا
الناعمة.. إنه مكوننا الثقافي الذي
أسقط كل ماهو كبير .. وجديد .. والقادر
أيضاً على إسقاط كل ماهو قذر ومبتكر ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |