ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 20/03/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

J

 

ديناميكيّات التقدم والتراجع في الثورات العربية

الخميس, 17 مارس 2011

بول سالم *

الحياة

قال لينين ذات مرة: «قد تمرّ عقود لا يقع فيها شيء يذكر، وقد تأتي أسابيع تقع فيها عقود». والواقع أنه في خلال الاثني عشر أسبوعاً التي مضت منذ أن استشهد محمد البوعزيزي في تونس يوم 17 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، انقلبت أوضاع العالم العربي رأساً على عقب.

فبعد ثلاثة أشهر، تمت إطاحة رئيسين، فيما يقاتل رئيس ثالث للبقاء في السلطة، وهزّت الاحتجاجات الأنظمة من المغرب إلى اليمن. ومع ذلك، فإن مشاعر التفاؤل والأمل التي رافقت الثورتين التونسية والمصرية اختلطت أخيراً بالقلق على مسار الصحوة العربية.

والواقع أنه يبدو أن ثمة خمس ديناميكيات تتحكم في مسار الحراك العربي الاخير:

أولاً، هناك الديناميكية الإيجابية المُتمثّلة في تعبئة المواطنين من أجل إحداث التغيير السياسي الذي طال انتظاره. كانت هذه هي الديناميكية المهيمنة التي بدأت في تونس وامتدت إلى مصر وليبيا والمغرب والبحرين واليمن، وسواها. وقد أدّت بالفعل إلى تمكين ووعي جديدين للمواطن العربي في كل مكان، ورفعت من قيم المواطنة والمشاركة السياسية والتعددية واحترام حقوق الإنسان. في تونس ومصر أزاحت الاحتجاجات الرئيسين ووضعت هاتين الدولتين على طريق قد يؤدي بهما إلى الديموقراطية. وفي المغرب وسلطنة عمان أدّت إلى تقديم تنازلات سياسية ودستورية، وفي الجزائر والأردن واليمن انتزعت تنازلات من الحكام أيضاً.

ومع ذلك، فقد أطلق العقيد معمر القذافي العنان لديناميكية مختلفة. إنها ديناميكية نظام يستخدم كل الوسائل المتاحة لقمع الثورة الشعبية بالقوة المجرّدة. صحيح أن هذا حدث بالتأكيد في مراحل سابقة في العالم العربي، إلا أن النظامين في تونس ومصر فضّلا اخيراً التفاوض بدل القتال. وربما بعث القذافي الأمل مرة أخرى في نفوس الكثير من الحكّام العرب، مذكّراً إياهم بالخيارات العنيفة التي لا تزال الأنظمة تمتلكها. وبالمقارنة مع وحشية القذافي، ستبدو التدابير القمعية في بلدان أخرى خفيفة جداً. فنحن نرى بالفعل استخدام المزيد من العنف من جانب الأنظمة في اليمن والبحرين. وقد قلّل رد فعل نظام القذافي العنيف أيضاً من تفاؤل المواطن العربي بأن التغيير الجذري يمكن أن يكون سلمياً وسريعاً.

تتمثّل الديناميكية الثالثة في محاولة عودة سلطة النظام في بعض الحالات ليس من خلال الوسائل العسكرية المباشرة، بل من خلال ثورة مضادّة أكثر نعومة وخلسة. ففي تونس تمّ ترحيل العائلة الحاكمة وحلّ الحزب الحاكم ووزارة الإعلام وأجهزة الاستخبارات، وحلّت مكانها حكومة من التكنوقراط غير التابعين للنظام. وعلى رغم أن الجيش لا يزال يتولى السلطة إلى حد كبير، إلا أنه لم يلعب دوراً كبيراً في الحياة الوطنية كما فعل في مصر. لكن في مصر، وعلى رغم أنه تمّت إزاحة «العائلة الحاكمة»، فإن الحزب الحاكم السابق لا يزال قوياً، ولا تزال معظم مؤسسات النظام في مكانها، كما لا تزال الحكومة تتضمن الكثير من الذين عيّنهم الرئيس السابق مبارك. ويُنبّه الكثير من الشخصيات المعارضة من أن الموالين للنظام السابق هم الذين أثاروا الاضطرابات الطائفية التي وقعت الأسبوع الماضي، فضلاً عن التوترات الأخرى في البلد بهدف تدمير عملية الانتقال إلى الديموقراطية، وتهيئة ظروف من الفوضى من شأنها أن تبرّر إعادة فرض الحكم السلطوي.

ثمة ديناميكية رابعة، تتمثّل في وجود احتمال حقيقي لحدوث اضطرابات اجتماعية وطائفية وسياسية خطيرة في البلدان التي تمرّ بمرحلة انتقالية. فقد أعقبت ثورة عام 1991 المؤيدة للديموقراطية في روسيا سنوات من الفوضى الاجتماعية والاقتصادية، وأدّت ثورة عام 1789 في فرنسا إلى سنوات من الصراع الداخلي. وفي بلد مثل مصر على وجه الخصوص، فإن ازالة القمع من شأنها ايضاً ان ترفع الضوابط عن توترات طائفية وطبقية وغيرها من التوترات التي كانت تتفاقم على مدى سنوات، والتي يمكن أن تخرج عن نطاق السيطرة. في البحرين، مثلاً، أثارت الاحتجاجات صدامات مذهبية مثيرة للقلق، كما تحمل الاحتجاجات في اليمن في طيّاتها خطر التحوّل إلى مواجهات قبليّة ومناطقية. من المؤكد أن بعض الموالين للنظام ربما يكونون هم الذين يثيرون هذه الصدامات لتلطيخ سمعة الزخم الثوري، لكن هذه التوترات الاجتماعية أيضاً تنطوي على قوة دفع خطرة خاصة بها، مثلما اكتشف العراق ولبنان في السنوات والعقود الماضية.

تتمثّل الديناميكية الخامسة في احتمال التدخل الغربي. تكمن صدقية الثورات العربية حتى الآن في أنها كانت شعبية ذاتية وأطاحت الأنظمة - الموالية للغرب على وجه الدقة - من دون مساعدة خارجية، باستثناء طواقم تلفزيون «الجزيرة» و «العربية»، وخدمات «فايسبوك» و «غوغل» على شبكة الإنترنت. لكن الثوار المؤيدين للديموقراطية في ليبيا هم الآن عرضة للهزيمة من دون وجود شكل من أشكال المساعدة العسكرية الخارجية، على الأقل في شكل منطقة حظر جوي. وقد دعت جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة المؤتمر الإسلامي المجتمع الدولي إلى فرض منطقة حظر جوي على ليبيا. لكن الدول العربية لم تظهر أي استعداد للمشاركة عسكرياً في تنفيذ الحظر، وبالتالي سيتعيّن تنفيذ منطقة حظر الطيران بالفعل من جانب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. وهذا من شأنه تغيير صورة الثورات العربية من ثورات شعبية داخلية إلى حالات مواجهة بين نظام عربي والغرب. ولعل الكثيرين من القادة العرب يفضّلون مثل هذا التدخل، لأنهم يعرفون أنه سيحوّل انتباه الرأي العام بعيداً من الاحتجاج الاصلاحي باتجاه الشعارات المألوفة ضد «التدخل الغربي».

ومع ذلك، فإن العمل على حماية الشعب الليبي من شراسة نظامه أمر ضروري، وينبغي على الدول العربية، فضلاً عن تركيا، أن تساهم في تنفيذ منطقة حظر الطيران في ليبيا من أجل حماية الشعب الليبي والثورة الليبية، ولكي لا تصنّف هذه الحماية، ولا الثورة الليبية، بأنها شكل من أشكال التدخل الغربي. فمسؤولية حماية الشعب الليبي هي مسؤولية عربية وإقليمية قبل ان تكون دولية وغربية.

في الواقع، أطلق محمد البوعزيزي قبل ثلاثة أشهر العنان لديناميكيّات قوية، ومن ثم برزت القوة الدافعة للتغيير السياسي المطلوب منذ وقت طويل. ينبغي تشجيع هذا الزخم التغييري في جميع أنحاء المنطقة، إذ إن الحكم الديموقراطي والقابل للمساءلة هو الضمان الوحيد على المدى الطويل للاستقرار السياسي الحقيقي، والنمو الاقتصادي المستدام، والسياسات الاجتماعية المتوازنة.

خلال الأسابيع القليلة المنصرمة منذ 17 كانون الأول (ديسمبر)، حدث تغيير هائل وباعث على الأمل في الكثير من الدول العربية التي كانت راكدة لعقود من الزمن. وعلى رغم ان هذه القوة الدافعة من أجل التغيير واجهت عقبات خطيرة في ليبيا وبعض الدول العربية الأخرى، إلا أن التيار لا يزال قوياً.

ينبغي على مؤيّدي التقدم في العالم العربي التحرّك بسرعة لحماية شعب ليبيا، والعمل في شكل وثيق مع مصر وتونس لضمان الانتقال إلى ديموقراطية مستقرة، وتشجيع دول أخرى مثل المغرب والجزائر والأردن وسورية والبحرين والسعودية واليمن وغيرها، على المضي قدماً في الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي طال انتظارها.

بعد ثلاثة أشهر على وفاة البوعزيزي، لا يمكن عقارب الساعة أن تعود إلى الوراء. لكن زخم التقدم الاصلاحي يواجه تحديات عدة. علينا أن نعزز مسار الاصلاح وأن نتفادى العودة إلى دوامة الفوضى والعنف والمزيد من القمع.

* مدير مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت.

==================

طوارئ المحيط والخليج

الخميس, 17 مارس 2011

زهير قصيباتي

الحياة

حال طوارئ في البحرين، حظر تجول... كل العالم العربي في عين العاصفة، «الطوارئ» تخيّم بعدما تجاوزت الأحلام الخطوط الحمر. كل الحقوق السلمية مباحة، ولكن يُفترض ألاّ تُستباح الأوطان. مَن يمكنه حجب الشكوك في هوية من ينفخ في العاصفة؟

على مر العقود، لم يرَ العالم في الخليج العربي سوى ثرواته، النفط ومشاريع الاستثمار والبناء، في مصفاة «الربح الهائل». تناسى أو تجاهل حق شعوب المنطقة في ثرواتها، تلاعب بفتيل النزاعات لإيجاد شرعية لأصابعه و «نصائحه» والمستشارين الغربيين، أولئك الذين يتبرعون دائماً بمشاريع الحروب. والسؤال هو إن كان الهدف اليوم إثارة نزاع إقليمي من بوابة تدويل حقوق الإنسان.

حتى الآن، ما زالت واشنطن – أوباما فاشلة في فرض وصايتها على التحولات العاصفة في كل العالم العربي، بعد ثورتي تونس ومصر. صحيح أن النظامين اللذين تُطوى حقبتاهما في قاهرة ميدان التحرير وتونس الياسمين، ارتكبا ما لا يمكن الدفاع عنه، وغيّبا قسراً أحلام الشباب وحقوقهم بالحياة الكريمة، لكن الصحيح ايضاً أن الدفاع عن النيات الأميركية سذاجة وحماقة، في ظل تعامل إدارة أوباما مع حقوق الفلسطينيين التي تسحقها إسرائيل ألف مرة كل يوم... ومع حقوق الليبيين الذين تبيدهم كتائب الجماهيرية اليوم فيما الغرب يتحيّن فرصة لإنقاذهم، ولا يجدها.

مشروع مذبحة في بنغازي، الغرب يتحيّن... مشروع للفوضى في الخليج، أميركا ما زالت تقدم النصائح، فتكبر الوساوس من نياتها ودورها، فكيف إذا تشابهَ لسانُها مع غيرة إيران على حقوق شعوب الخليج... غَيْرة بالفطرة، باتت «إدماناً» لا تستطيع القيادة الإيرانية التخلص منه، ولو انهمكت أحياناً بملاحقة المعارضين في الداخل، وإلباسهم رداء «الفتنة». هو شأن داخلي بالطبع، أما شؤون الخليجيين والعرب عموماً، فلطهران قصة أخرى معها، يعرفون فصولها ومراراتها.

هل احتجّت البحرين يوماً على أي اتفاق أبرمته إيران مع أي دولة؟ تحتج القيادة الإيرانية على دخول قوات من «درع الجزيرة» الى البحرين، ما زالت أسيرة أعراض هاجس الإقليم ودعاواه.

شكوى نجاد من «الظلم الأميركي» حين يتظلم، أن واشنطن تنصّب نفسها وصية على المنطقة. نجاد وصي استثنائي يذكّرنا بمصير صدام، ويلوّح ويندّد، لكن أخطر ما يُرتكب في اللعب على وتيرة انتهازية أميركا والغرب، هو استخدام سلاح لن يضير الغرب، بل كل الضرر للعرب وإيران.

إن رفضنا في «ميدان التحرير» دروس الوزيرة هيلاري كلينتون التي جاءت لتلقّن شباب الثورة أصول الديموقراطية وأدوارها، أيكون علينا الإصغاء إلى الرئيس المظلوم مع أميركا ومع «العملاء» من الإيرانيين الذين باتوا خوَنة يستحقون الإعدام لمجرد معارضتهم انتخابه؟... فيما يعطينا الأوامر، فقط من اجل إنصاف الشعوب!

أخطر ما في أسلحة نجاد، تحريك الأوتار المذهبية، مهما حاول الاجتهاد في ترويج خرافة صراع طهران مع أميركا وإسرائيل «من اجل حقوق المسلمين». فليتذكر أن الأولوية الأولى في «ميدان التحرير» وسيدي بوزيد هي للرغيف والحرية، فليتريث ليرى إن كان ثوار مصر وتونس سيرفعون رايات التطبيع المستحيل مع لصوص فلسطين، إن كانوا محتاجين لأبوّة أحمدي نجاد... وعطف هيلاري كلينتون التي لم تنتظرها الورود في القاهرة.

أدمنت طهران عصر المزايدة... هذه ليست شكوى الحكام وحدهم، وحين بدأت حبال الخديعة تنقطع اشتدت رياح المذهبية. أخطر ما يُعِدّه غير العرب للعرب في كل مكان، هو مصادرة مسيرة الإصلاحات في بقعة ما، وتفتيتها في بقعة أخرى، بتفتيت الكيانات.

أسوأ الفصول اللعب بنار المذهبية، فيما عرّاب النصائح والجمهورية «الفاضلة» يتناسى أن النار إذا استعرت لا تخمدها الصواريخ ولا الثورة الأبدية التي لم تُصِبْ شظاياها إلا العرب وحقوقهم في قضاياهم.

لا يمكن المنطقة تجاهل الإصلاح، لكنه حتماً ليس الذي يتلطى وراءه التدمير الشامل للأوطان بذريعة هدم الأنظمة... ودائماً لمصلحة جمعية «الراشدين» في ديموقراطياتهم غرباً، وفي عزتهم شرقاً، بدماء كل الشهداء العرب.

أما التهديد الملتبس بمصير صدام، فالأرجح انه لم يعد يجدي إيران في تخويف أي من الجيران، وكل ما انتصرت به ثورتها في عهد نجاد حتى الآن هو عداوة «ناعمة» مع واشنطن، و «أخوّة» ملغومة مع المنطقة، تقرّب ساعة المواجهة بين طهران ودول الخليج.

==========================

المزاعم المكشوفة في لبنان .. حالة إنكار أم مغالطة متخمة بالاستكبار

بيروت – المحرر العربي

أبو رابعة محمد سعيد رجب عفارة

لبنان ............... عودة العقل العربي الجبار

الأحد 13 \3 \ 2011 م

"لا مقاومة غير حزب الله"

هل مسموح لغير "حزب الله" تنظيم مقاومة مسلحة ضد إسرائيل؟ ثم ألم تبيّن الوقائع أن سرايا المقاومة التي أنشئت منذ سنوات كظهير للحزب هي عبارة عن مسرحية هزلية، إذ لا مكان فاعلاً أو مؤثراً على الإطلاق لأي شخص من خارج الحزب الذي لم يستطع استقطاب و لو عشرات الشبان من طوئف أخرى؟.

 

هذا الموضوع طرح على طاولة أحد التيارات السياسية الفاعلة، و في منطقة جنوبية معنية جداً بمواجهة إسرائيل و مشاريعها، ليتبيّن من خلال وقائع لا تحصى أنه يمنع على أي جهة، بما فيها تنظيمات إسلامية معروفة بعدائها العقائدي و البنيوي، للدولة العبرية، تشكيل و لو "حالة مقاومة".

و السبب أن "حزب الله" انما هو الذراع التكتيكية، و الاستراتيجية، لمحور معين، و أن السلاح الذي بحوزته يستخدم لخدمة ذلك المحور الذي يعطي هو التعليمات و الأوامر، و تبعاً للحاجة، فيما يقتصر دور "المقاومة" على التنفيذ."

بناء على هذه الحقائق يمكن أن تتضح أمور ربما تخفى على الكثير بسبب التعمية عليها بمغالطات حزب الله و ملحقاته من سائر الطوائف، الحقيقة أن الشعب اللبناني يريد رفع السلاح و ليس إسقاطه، لكن هذا السلاح الذي يريد الشعب رفعه هو سلاح المقاومة، المقاومة الرديفة المساعدة للجيش في انجاز هدفه الطبيعي البديهي و هو حماية الوطن، و ليس سلاح الميليشيا مشبوه الأغراض بل واضحها، الذي يرفعه حزب الله، ما أبعد وصف الوطنية عن هذا السلاح المرتهن لبرامج إيران و لبرنامج المغترين من بعض الشيعة حديثي العهد بنعمة القوة، و اللذين يظنون أنه فرصة يمكن انتهازها للاستبداد بالحكم، هذا السلاح الموظف في هذه المشاريع الفئوية و الأجنبية هو الذي يريد الشعب إسقاطه. يبقى سلاح الجيش أو سلاح المقاومة إن وجدت هو السلاح الذي يريد الشعب رفعه.

 أما ماذا تريد إسرائيل رفع هذا السلاح أو إسقاط ذاك السلاح، فإن حسابات إسرائيل لا تعني 14 آذار، و ليس معنى تقاطع إرادة إسرائيل مع إرادة الشعب اللبناني بخصوص سلاح ما أن الشعب صار عميلا لاسرائيل، لكن المؤكد أن سلاح حزب الله هو عميل لإيران، بالاضافة إلى أنه يساء استعماله و يحشر في المعادلات السياسية بديلا عن الحوار و التنافس المشروع..

بعض الزعماء و الفقهاء المحسوبين على السنة.

لا بد من تسليط الضوء على حقيقة كبيرة جدا حتى تتضح كفاية، حتى لا تعود تبقى غامضة على بصيرة أحد، و هي لو أن سلاح حزب الله هو سلاح وطني مقاوم كما يزعمون، و ليس سلاح مليشيا مرتهن لمشاريع توظيفات أجنبية و استبداد محلي لما انشطر الشعب اللبناني، أي لو أنه متاح منافسة حزب الله في حماية الوطن أي تنظيم مقاومة مسلحة مستقلة عنه ،أو متاح التجند في قوة حزب الله لكل لبناني خاصة لمن هو مسلم من حزب الله حقيقة و ليس بالاسم، على سبيل المثال الاخوان المسلمين أو حزب التحرير باعتبار أن السنة جميعهم يعتقدون بوجوب الجهاد في سبيل الله ضد اليهود ، بينما أكثرهم ليس منتظما في حزب، لم يكن حزب الله ليجد مشكلة في التوافق مع ثلث ثاني من الشعب اللبناني، توافقا حقيقيا و ليس توافقا مزيفا أصدق شيء عليه وصف النفاق، على شكل سرايا المقاومة أو ملحقات الحزب من الزعماء و الفقهاءالمرتشين أو المرعوبين المحسوبين على السنة، و الذين هم مسترذلون مزبولون من الطائفة.

إن وصفهم بالمرتشين أو المرعوبين هو مدح لهم، لأنه يستبقي حسن الظن بعقولهم، فإن شر الظن فيهم أنهم من الغباء بحيث يغفلوا عن حال إعفائهم أنفسهم من المشاركة في الجهاد، الذي هو الآن فرض عين على كل مسلم و مسلمة، بسبب احتلال اليهود لجزء من أرض لبنان و سعيهم لاغتصاب جزء من بحره يكمن فيه النفط. ليس فقط الجهاد فرض عين، بل إن الزوجة يمكنها معصية زوجها و الإبن يمكنه معصية والدية و هو يلتحق بالمجاهدين رغما عن ممانعة الزوج أو الوالدين.

ترفع ما يسمى بالمقاوم الإسلامية – قوات الفجر لافتة بخط جميل كبير عريض: "سلاحي: عزتي و كرامتي"، من يدري ليخبر من يجهل مثلي، أي سلاح هذا الذي يتحدثون عنه، أي الذي يسمح حزب الله لهذه الزينة أن تتبرج به، هل السيوف و المسدسات و البومباكشين، و بعض الأسلحة الخطيرة العابرة للزوايب، عند حزب الله سلاح عابر للمدن و البلدان، و كم هو عديدكم يا قوات الفجر، علما أن المسلمين في لبنان هم تقريبا مليون و نصف مليون نسمة، ما يعني بالعلم العسكري إمكانية تجنيد مائتي ألف منهم عند التعبئة العامة، و عشرات الألوف في الأحوال العادية، و خمسة عشر الفا في حال خمول الأمة و تثاقلها إلى الأرض. كم هو عديدكم الذي يسمح لكم به حزب الله، و لا تجرأون على تجاوزه، كونكم لستم أكثر من زينة، لكنها زينة عديمة المفعول، فاشلة في مهمتها خداع المسلمين و صرف أبصارهم و بصائرهم عن حقيقة مشاريع الارتهان و العمالة و الخيانة و الاستكبار و الاستبداد السياسي و الطغيان حتى مصادرة حيوات الناصبين للشيطان و حزبه المتورط فيها حزب الله و أخيه، لا تخبرونا بربكم عن عديدكم، حتى لا نكرر قول الشاعر: "لقد هزلت حتى بانت كلاها ...." هزئت، و ضحكت من تعاسة قوات الفجر صبية الكشافة.

يا قوات الفجر لا يصح لكم الفخر، فلا تطلوا على الناس برؤوسكم؛ قبل أن يتنفس صبحكم على الأقل.

==========================

أصحاب الفخامة والجلالة والسمو.. وداعا         

مراد زروق

المصدر:   الجزيرة

9/3/2011

بعد اندلاع الثورة في البلاد العربية، أصبحت هناك مجموعة من الأسئلة تطرح نفسها بإلحاح على المتتبعين، مثل مآل الدعم الغربي للدكتاتوريات العربية في شقه النظري على الأقل، وطابع المفاجأة والتغيير "غير المتوقع" الذي طرأ على المجتمعات العربية. وبطبيعة الحال هناك سؤال المستقبل القريب ومآل الأنظمة العربية التي ما زالت قائمة بعد سقوط زين العابدين بن علي ومحمد حسني مبارك، ومعمر القذافي الذي انتهت شرعيته حتى لو تحصن في طرابلس بقية حياته. إنها الأسئلة الثلاث التي يحاول هذا المقال الإجابة عليها بإيجاز.

 

تداعي الدعم الغربي للدكتاتوريات

مما لا شك فيه أن ما يقع في يومنا هذا في مجموعة من البلاد العربية لن يُطيح برؤوس الأنظمة العربية الضاربة جذورها في مستنقعات الفساد والظلم فقط، بل سيطيح بنظريات ومقولات ثبت انكفاؤها مباشرة بعد فرار زين العابدين بن علي، أول من سقط من القادة العرب.

واهِمٌ من يعتقد أن الهزيمة لحقت فقط بمعسكر الأنظمة العربية، فقد ألحق شباب تونس وبعدهم شباب مصر الهزيمة بفرق بحث كاملة تتوزع على أقسام العلوم السياسية والعلاقات الدولية والدراسات الإستراتيجية بجامعات ذائعة الصيت في أوروبا والولايات المتحدة وبمحللي وزارات الخارجية والدفاع في تلك الأصقاع حيث يمتزج البحث العلمي أحيانا بالعنصرية المعرفية التي لا تحول دون الغوص في الظواهر المعقدة فحسب، بل تحجب الحقائق البسيطة أحيانا.

انكفأت إذن مقاربة الواقعية السياسية التي وفرت بموجبها دول غربية نافذة الحماية للأنظمة الدكتاتورية حفاظا على أمن المجتمعات الغربية ومصالحها. لقد فشلت السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في المنطقة العربية لأن الدول الغربية لم تسع في يوم من الأيام إلى دمقرطة سياستها الخارجية، بل أعملت المكيافيلية في علاقاتها مع العرب محافظة على حكم مافيات وعائلات أطلقت عليها اسم "الأنظمة العربية المعتدلة" ودفعت لها العمولات مقابل صفقات مشبوهة لم تراع فيها إجراءات المناقصات المتعارف عليها، وبلغ التواطؤ ذروته خلال مرحلة الحرب على الإرهاب، عندما عرضت هذه الأنظمة "المعتدلة" خدماتها وتجربتها التي لا تضاهى في التعذيب على إدارة بوش الابن الذي ما زلنا نأمل أن يُحاكم أمام محكمة عادلة ومحايدة.

وحتى عندما اندلعت ثورة تونس وتلتها ثورة مصر ثم ثورة ليبيا، رأينا كيف ركز حراس معبد الواقعية السياسية في الغرب على الحركة الإسلامية وحاولوا أن يعودوا إلى الفزاعة التي طالما بنوا عليها نظرياتهم، فبدأ التلويح بخطر حركة النهضة التي أكدوا تأكيدا أنها ستحل مكان النظام التونسي قبل أن يسحب راشد الغنوشي بهدوء البساط من تحت أقدامهم عندما حجّم دور حركته في التغيير وأكد أنها تميل إلى النموذج التركي.

حسب نفس "الخبراء" في الحركات الإسلامية والإرهاب -وهم بالمناسبة لا يفهمون العربية ولا يلمون بالخلفية الثقافية للشعوب العربية والإسلامية- أصبحت صلوات الجماعة التي أقيمت في ميدان التحرير بالقاهرة دليلا قاطعا على قيادة حركة الإخوان المسلمين للاحتجاجات، أي أن من يُصلي في ميدان التحرير هو بالضرورة عضو في جماعة الإخوان التي أصبحت بين عشية وضحاها هي من اغتالت السادات وهي المسؤولة عن هجوم الأقصر ضد السياح الأجانب، وما إلى ذلك من المغالطات التي لا تعود فقط إلى سوء النية، بل وإلى جهل مطبق عند بعض هؤلاء "الخبراء".

واليوم يحاول "الخبراء" نصب فزاعة الجماعة المقاتلة الليبية وتنظيم القاعدة، عوض أن يصوبوا أخطاءهم القاتلة ويكفّوا عن تضليل المسؤولين الذين يعتمدون على تحليلاتهم، خصوصا في وزارات الدفاع والخارجية.

انتهى زمن الواقعية السياسية المسلطة على البلاد العربية، كما انتهت مهمة بن علي ومبارك والقذافي عند من ساندهم ودعمهم باسم هذه الواقعية لسنوات طوال.

لم يُسمح لطائرة بن علي حتى بالهبوط في مطار فرنسي لأن حليف الأمس في أوروبا سيتودد لسلطة اليوم في تونس. إنها بلا شك الوجهة الجديدة لكل الدول الغربية التي بدأت ترتفع فيها أصوات سياسيين وباحثين وإعلاميين نادوا منذ زمن بضرورة فتح الحوار مع المعارضة ومع المجتمع المدني في الدول العربية، دون أن يُصغي إليهم أحد.. عادوا اليوم ليقولوا إنهم كانوا على حق.

 

ثورة متوقعة

إن ما وقع ويقع الآن كان مفاجأة متوقعة إن صح التعبير. لم يقرأ الحكام العرب كتابات العلامة التونسي عبد الرحمن بن خلدون، ويا لها من مصادفة أن تُنبذ رؤية علامة تونس وراء الظهور قبل أن يُطبقها شبان تونس على أرض الواقع.

جلس الرجل في قلعة بني سلامة في الجزائر قبل ستة قرون وفصل مقدمته المعروفة، وقال في ما قال "إن أحوال العالم والأمم وعوائدهم ونِحلهم لا تدوم على وتيرة واحدة ومنهاج مستقر، إنما هو اختلاف على الأيام والأزمنة، وانتقال من حال إلى حال. وكما يكون ذلك في الأشخاص والأوقات والأمصار، فكذلك يقع في الآفاق والأقطار والأزمنة والدول".

إنها سنة الكون التي تؤكد أن التغيير سرمدي بالضرورة، وربما غر الحكامَ العرب صمتُ شعوبهم وهدوؤها الذي دام سنوات فتمادوا في غيّهم. لقد احتقروا العباد واحتقروا معهم الزمن الذي لا يرحم، فقمعوا الناس في مطلع القرن الواحد والعشرين بنفس أساليب الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، ومن أدخل بعض الإصلاحات وسمح بشيء من حرية الرأي يعتقد واهما أن هذه المناورة المتأخرة ستجنبه الطوفان.

أصبحت الأنظمة التي شاخت منذ زمن عاجزة أمام شباب يتواصلون بسرعة البرق بفضل المواقع الاجتماعية، ويواكبون ثورات الجيران بفضل قناة فضائية إخبارية. لقد تغير مفهوم الزمن والمكان، وتغير المواطنون، دون أن يتغير الحكام الذين وضعوا أرجلهم الأولى في مزبلة التاريخ.

حسب عالم المستقبليات المهدي المنجرة بدأت الإنتفاضات العربية بعد التواطؤ على الفلسطينيين خلال انتفاضة الأقصى، فبعد إصدار كتابه "انتفاضات في زمن الذلقراطية" عام 2001، عاد وأكد في حوار أجري معه في فبراير/شباط 2008 أن هناك ثلاثة مشاهد: مشهد دوام الأحوال وهو غير وارد بالمرة، ومشهد الإصلاح الذي فات وقته، ثم مشهد القطيعة الجذرية مع الماضي، وهو المشهد الذي يمكن أن يتحقق بإرادة سياسية جامحة لأصحاب القرار، وإلا فستأتي القطيعة من داخل الشعب، هذه القطيعة التي قال عنها المنجرة عام 2008 إنها لن تتأخر أكثر من سنة أو سنتين أو خمس سنوات على الأكثر. ما تعيشه الأنظمة العربية المتهالكة في يومنا هذا ما هو إلا وقائع موت معلن.

 

أي مستقبل؟

مرة أخرى لا ينبغي أن تستعصي على أفهامنا حركية التاريخ، فما نراه مسار ذو اتجاه واحد ولا مجال للرجوع إلى الوراء. قد يغر بعضَ الأنظمة العربية التفافُ بعض المنتفعين والسذّج حول الحاكم المبجل فتعتقد أن هناك خصوصية تميّزها عن دول المحيط.

سيكون هذا الرأي قاتلا إن جمدت عليه هذه الأنظمة. لقد بدأ التغيير وهو لا يعني بالضرورة أن نتابع كل أسبوع سقوط حاكم لنتساءل بعد ذلك عمن سيأتي عليه الدور.. الأمور ليست بهذه البساطة لأننا لسنا بصدد مسلسل درامي أو مباراة في كرة القدم.

لقد سقطت كل الأنظمة يوم هرب بن علي إلى السعودية ومبارك إلى شرم الشيخ، انهار جدار الخوف في النفوس ولاح الأمل بعد طول انتظار. وحتى الدول الخليجية التي تُصر على خصوصياتها الاجتماعية وبنيتها السياسية العتيقة، يجب أن تستعد هي الأخرى لتغييرات جذرية إن هي أرادت أن تربح شيئا من الوقت وإلا أطلّت الثورة عليها.

الآن لم يعد هناك مجال إلا للتعجيل بمطالب الشعب الشاهق سقفها، وكل ساعة تهدرها الأنظمة التي سرى الخوف في جسدها ستعود عليها بالندم، لأنه كلما ضاق المخرج كان الخروج مذلا. قال بن علي لشعبه "لقد فهمتكم".. الآن بعد عقود من انعدام الإحساس وفتح مبارك حنفية الإصلاحات في خطاباته اليائسة، قبل أن تدفعه فلول الغاضبين إلى أقصى شبه جزيرة سيناء. وقبلهما داهم الوقت لويس السادس عشر الذي انتظر حتى ليلة 14 يوليو/تموز 1789 ليُفهمه ليونكور أن الصخب الذي يلامس مسامعه الملكية الناعمة ليس تمردا، وإنما الثورة التي قضت على حكمه.

========================

الدولة الإسلامية الحقيقية تحمي المسيحيين

روان ويليامز*

مصدر المقال: ذي تايمز

7 آذار/مارس 2011

www.thetimes.co.uk

لندن – تمر مرحلة في تاريخ بعض الدول تصبح فيها الجريمة السياسية والطائفية أمراَ شبه روتيني. ومن الأمثلة على ذلك روسيا في بداية القرن العشرين وألمانيا وجيرانها في بداية ثلاثينات القرن الماضي. وقد شكّل ذلك في غالبية الحالات سابقة لانهيار النظام القانوني والسياسي ومعاناة طويلة الأمد لشعب بأكمله. وفي الأسبوع الماضي، ومع مقتل شاهباز بهاتي، وزير الأقليات، هبطت الباكستان درجة أخرى على هذا الطريق الكارثي.

 

ليس هناك سوى القليل مما يقال إلى هؤلاء الذين يساندون فعلياً هذه الجرائم البشعة، فهم يعيشون في عالم من الأوهام، يعتوره الرعب والجنون. وكما توضّحه ردود الفعل المصدومة من عدد كبير من المسلمين في هذا البلد وفي أماكن أخرى، تعتبر أعمالهم معارِضة لتعاليم القرآن الكريم وأخلاقياته تماماً كما تتعارض مع السياسة العقلانية.

 

ولكن بالنسبة لهؤلاء الذين يدركون أمراً رهيباً حقاً يقع في وسطهم، إلى غالبية الباكستانيين الذين انتخبوا حكومة، بغض النظر عن مشاكلها الدرامية، التي تعهّدت بمقاومة التطرف، يتوجب علينا بالتأكيد أن نقول: "لا تتخيلوا أن ذلك يمكن "إدارته" أو تحملّه".

 

يجري في الواقع ابتزاز الحكومة الباكستانية وغالبية شعب الباكستان العظمى. ويجري شلّ الرغبة الواسعة والعميقة للباكستان بأن تكون ما عني به أن تكون، وحتى يتسنى ضمان العدالة للجميع، وبالنسبة لبعض القوانين التي يسهل إساءة استخدامها في كتب القوانين، يجري شلّها بالتهديد بالقتل. تجعل قضية التجديف للمرأة المسيحية الباكستانية آسيا نورين، التي برزت بشكل كبير في الحوار خلال الشهور الماضية، وجريمة قتل سلمان تيسير، محافظ البنجاب المرتبطة بها، يجعل من الواضح وضوح الشمس أن هناك فصيل في الباكستان غير مهتم بشكل كامل بالعدالة واتباع المجرى القانوني، ولا يهمه سوى تشجيع دكتاتورية شبه دينية غير إنسانية.

أسس محمد علي جناح الباكستان دولة مسلمة بوعي، يتمتع فيها غير المسلمين رغم كل شيء بحق مطلق في الجنسية والأمن الاجتماعي والحريات التي ينطوي عليها ذلك. ومثلها مثل أفضل الأمثلة التاريخية في الحاكمية المسلمة، كان هناك إدراك سخي وواقعي بأن القناعات التعددية والمتنوعة لن تذهب، وبالتالي فإن الدولة المسلمة العادلة، تماماً مثل الدولة المسيحية العادلة، يجب أن توفّر حقوق الأقليات لديها.

إذا كان استعداد الدولة ضمان الأمن المطلق للأقليات من كل نوع هو اختبار للنضج السياسي والقدرة على البقاء، بغض النظر عن الخلفية الطائفية، فقد كانت رؤية إنشاء دولة الباكستان رؤية ناضجة. إن الازدراء الذي أظهره قتلة بهاتي تجاه تلك الرؤية يشكل إهانة واعتداءاً على الإسلام تماماً كما هون ضد المسيحية في الباكستان.

 

ما الذي يحتاج لأن يتغير؟

يجب أن يكون هناك حوار عقلاني في الباكستان، وبصورة أوسع حول قوانين التجديف التي هي أساس معظم ما يحدث. ومن المرجح ألا يحدث ذلك إلا إذا استطاع الفكر الباكستاني تشكيل حكم متماسك على مستوى الإساءة التي تتميز بها ممارسة قوانين التجديف في الباكستان.

يشعر معظم المفكّرين المسلمين بالإحراج من ما يفترض أنه "قوانين إسلامية" في مضامين مختلفة ومتنوعة تخفي الظلم الإجرامي والبلطجة. أصواتهم مسجلة على صعيد واسع. هم بحاجة لأن يُسمَعوا بوضوح أكبر في الباكستان، حيث جزء من المشكلة تزايد إضعاف الإسلام التقليدي الصحيح من قبل الأميين الشعبيين من التطرف الحديث.

وهناك كذلك حاجة لإثبات النية السياسية للحكومة الباكستانية ليس فقط لمقاومة الابتزاز وإنما كذلك لتقييم مستويات المخاطرة بشكل واقعي، التي تعيش تحتها جاليات الأقليات ومجتمعاتها المحلية والأفراد الذين يدعمونها.

كان بهاتي يعلم تمام العلم فرصه في الحياة، كما ظهر من شهادة مثيرة للعواطف سجلها قبل مقتله. لم تحمه الحكومة التي خدمها بشجاعة منقطعة النظير. كم عدد مجتمعات الأقليات المسيحية، التي تلتزم بالقوانين، وتعيش حياة سلام رغم كونها في العديد من الحالات مهمّشة وأقل حظاً بشكل معمق، لا تحميها حكومتها بنفس الأسلوب؟ ما هي ضمانات الأمن الإضافية التي يجري تقديمها؟

 

تشكّل حماية الأقليات من كافة الأنواع فحصاً مخبرياً للشرعية الأخلاقية لأي حكومة. وتبنى هذه الحماية في عمق هوية الباكستان الحديث كدولة إسلامية ذات اعتبار مدني لغير المسلمين. يشعر العديد بالخوف على مستقبل الباكستان لأسباب إستراتيجية. ولكن هؤلاء منا الذين يحبون الباكستان وشعبه قلقون على روحه مثل قلقهم على استقراره السياسي.

مما يحطم القلوب رؤية هؤلاء الذين نعتبرهم أصدقاء يعيشون تحت تهديد الضغط والإكراه والإزعاج وبصمت، وينتهي بهم الأمر إلى خيانة أنفسهم. يجب ألا نسمح لذلك أن يحدث. يجب أن يعلموا بدعم المسيحيين وغيرهم من خارج الباكستان لهم ولرؤيتهم التاريخية المميزة.

لقد ذهب بهاتي شهيداً، من كافة النواحي العملية. دعوني أكون واضحاً. لقد ذهب شهيداً ليس لعقيدته المسيحية ببساطة، وإنما لرؤية يشترك فيها المسيحيون والمسلمون الباكستانيون. عندما تحدثت معه في قصر لامبيث في لندن السنة الماضية، كان على علم تام بالمخاطر التي يواجهها. لم يسمح لنفسه أن يتحول للحظة واحدة عن التزامه بالعدالة للجميع.

 

أن يكون شخصاً يتمتع بشجاعة وصمود في المبدأ والهدف قد تغذى بثقافة الباكستان السياسية هو بحد ذاته شهادة على قدرة تلك الثقافة أن تبقي رؤيتها حية ومسيطرة. وتلك هي واحدة من الإشارات الحقيقية القليلة من الأمل في موقف من المأساة المتعمقة التي تحتاج وبشكل ملحّ إلى كل من الصلاة والعمل.

###

* الدكتور روان ويليامز هو رئيس أساقفة كانتربري.

تقوم خدمة الأرضية المشتركة بتوزيع هذا المقال بإذن من الكاتب.

تم الحصول على حقوق نشر هذا المقال.

=========================

نداء يقظة للأمريكيين

عادل سيد ولانا داود*

مصدر المقال: خدمة الأرضية المشتركة الإخبارية

18 آذار/مارس 2011

www.commongroundnews.org

لوس أنجلوس، كاليفورنيا – رعت منظمة الدائرة الإسلامية في أمريكا الشمالية للإعانة الشهر الماضي حفل عشاء خيري في يوربا ليندا بكاليفورنيا، بهدف جمع الأموال لدور رعاية النساء والإعانة من الجوع في كافة أنحاء الولايات المتحدة. وصلت العائلات، بما فيها الأطفال وكبار السن إلى موقع الحفل وحاول أفرادها البقاء ساكنين في وجه الصيحات والأوصاف النابية التي كالها لهم محتجّون غاضبون. يعرض شريط الفيديو الذي شوهد بشكل واسع ما حدث دون حاجة للتعليق.

 

تعتبر الاحتجاجات اللاعنفية، بهدف التوضيح هنا، حقاً مدنياً مشروعاً في التعبير. إلا أن الكلام اللاذع الذي تعرّض له الحضور أثناء الحفل يشكل واحداً من أعراض مرض أوسع. فهو لا يشير إلى مجرد فجوة في التفاهم وإنما إلى عملية شرعنة الخوف وجنون الريبة التي تظهر في عبارات المتظاهرين، بل وحتى في خطابات عضوين في الكونغرس الأمريكي هما إد رويس وغاري ميللر، إضافة إلى ديبرا بولي، المستشارة القانونية لفيلا بارك.

 

في البداية، كانت المظاهرة الاحتجاجية - وهي برعاية جماعة محافظة محلية من أورانج كاونتي اسمها "تصرَّف من أجل أمريكا"، ومنظمة "أوقفوا أسلمة أمريكا" التي أسستها باميلا غيللر، والتي تم تصنيفها الآن كمجموعة كارهة من قبل "مركز الفقر الجنوبي للقانون" - ضد خطيب واحد في حفل منظمة الدائرة الإسلامية الخيري. إلا أن خيار المتظاهرين من الكلمات التي تمتلئ كراهية وإهانات ضد المسلمين هي التي تسببت منذ ذلك الوقت بالهيجان والصخب.

 

ما زالت صدمة هذه الكراهية واضحة وملموس، وشكل الاحتجاج بعد حوالي شهر من وقوعه نداء يقظة. أرسل أناس من كافة الأديان والخلفيات عبر الولايات المتحدة أعداداً كبيرة من الرسائل الإلكترونية والمكالمات الهاتفية إلى مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في منطقة لوس أنجلوس الكبرى تعبر عن الدعم، وبكى البعض وهم يُظهِرون تضامنهم مع الأمريكيين المسلمين. وتلت الرسائل القلبية أسئلة مؤثرة: "ماذا أستطيع أن أفعل؟ أريد أن أفعل شيئاً، ولكنني لا أدري أين أبدأ".

 

شكّلت الاحتجاجات عاملاً مساعداً للحوار، حيث أصبح بإمكان هؤلاء الذين عملوا معاً عبر طوائف ومجتمعات دينية متنوعة على مستوى الجذور الآن جمع الناس معاً من أجل حوار حقيقي. كان الأمريكيون المسلمون على علم بل على وَجَل من تصاعد الطرح المهدّد منذ الحادي عشر من أيلول/سبتمبر. إلا أنه بعد أن انتشر شريط الفيديو عن الاحتجاجات في حدث منظمة الدائرة الإسلامية على شبكة اليوتيوب، وقتها فقط قرر جميع هؤلاء الذين جلسوا على السياج أنهم نالوا ما يكفي.

 

ليس الأمريكيون جماعة تشكل وحدة واحدة تعرّفها الطروحات، وإنما أمة متنوعة تستطيع العمل معاً. هناك خطوات يمكن اتخاذها للتحرك نحو الشمولية والحضارية بين بعضهم بعضاً. ومن بين الخطوات التي يمكن للمواطنين المهتمين اتخاذها لإشراك السلطات المحلية وتحقيق تغيير إيجابي، الاتصال بأعضاء الكونغرس لضمان معرفتهم بأن قاعدتهم الانتخابية مكوّنة من أصوات متنوعة، أو مد يد التواصل إلى أماكن صلاة محلية أو منظمات لتشجيع الامتداد بين المجتمعات المتنوعة.

 

ينظّم مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية لمنطقة لوس أنجلوس الكبرى هذا الربيع مؤتمراً لتوفير مهارات القيادة الضرورية لتشجيع الانخراط المدني بين الأمريكيين المسلمين. إضافة إلى ذلك، بادرت دائرة شريف لوس أنجلوس بعملية مشاركة مع جالية المسلمين الأمريكيين من خلال مؤتمر أمن الوطن للأمريكيين المسلمين، وهو شراكة مجتمعية تعمل من خلالها مؤسسات تطبيق القانون وقادة الأمريكيين المسلمين الشباب في أنحاء مدينة لوس أنجلوس معاً من أجل مواصلة مشاركة المجتمعات المحلية مع بعضها بعضاً. يمكن لبرامج كهذه أن تشكل نموذجاً في كافة مدن أمريكا، يعمل من خلالها أناس من خلفيات متنوعة معاً نحو هدف مشترك لبناء مجتمع متوازن.

 

طالما كان الضمير الأمريكي الجماعي قادراً على التمييز بين قلّة من الناس يسعون لتهميش مجتمع محلي أو طائفة معينة وجعلها كبش فداء، والغالبية التي تثمّن التعددية. ويشهد الدعم الكبير عبر جاليات دينية وعريقة على الإيمان بالمساءلة للجميع.

 

قال الرئيس الراحل جون كينيدي مرة: "إن رد أمريكا على الرجل غير المتسامح، في نهاية المطاف، هو التنوع، ذلك التنوع الذي ألهمه تراثنا من الحرية الدينية". لقد كان المسلمون الأمريكيون جزءاً من النسيج الأمريكي منذ القرن الثامن عشر، وهم مستمرون في المساهمة بهذا المجتمع. للأمريكيين المسلمين تمثيل جيد في القوات المسلّحة، وهم يعملون كمهندسين وأطباء ومدرّسين في مدارس أمريكا. لا يمكن ضمان بقاء أمريكا نموذجاً للشمولية إلا عندما يُنظَر إلى المسلمين الأمريكيين كجيران يمكن التشارك معهم، وليس كأناس خارجيين يمكن الصراخ عليهم أو حتى تجنبهم.

###

* عادل سيد هو منسق العلاقات الحكومية، ولانا هي المنسقة التنموية في مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في منطقة لوس أنجلوس الكبرى.

كُتب هذا المقال لخدمة الأرضية المشتركة الإخبارية.

تم الحصول على حقوق نشر هذا المقال.

========================

الـ 100 يوم فرصة لأعداء الأمس

رويترز

وليد ابراهيم

ترجمة حسين خاني الجاف

husseinaljaf4@gmail.com

لن يستطيع رئيس الوزراء نوري المالكي حل مشاكل العراق في ثلاثة أشهر ، ولكن بفرضه مهلة 100 يوم على حكومته للرد على الاحتجاجات العنيفة فانه يسعى لكسب الوقت لتعزيز سلطته.

وامتدادا إلى موجة الاحتجاجات التي اجتاحت العالم العربي ، خرج آلاف العراقيين إلى الشوارع مستنكرين بشدة النقص في الطاقة الكهربائية وعدم توفير فرص العمل وضعف الخدمات الأساسية والفساد، ولقي 10 أشخاص على الأقل مصرعهم في أكثر الاوقات عنفا منذ أسبوعين.

استجابة المالكي كانت من خلال خفض راتبه، وتخفيض فواتير الكهرباء، وشراء المزيد من السكر لبرنامج الحصة الغذائية الوطنية وتحويل الاموال الخاصة بشراء الطائرات القتالية الى المساعدات الغذائية العامة. وبسبب ازدياد الحشود المحتجة، اعطى المالكي الحكومة ،المعينة حديثا ، مهلة 100 يوم لتحسين الخدمات او مواجهة الاقالة .

ويبدو إن تلك الإجراءات قد خففت بعض الضغط على الشارع، حيث تراجع حجم الاحتجاجات في الأسبوعين الماضيين، بخروج بعض المئات من المتظاهرين فقط في ساحة التحرير ببغداد الجمعة.

لا احد يعتقد بان الـ 100 يوم تكفي لإصلاح البلاد التي دمرتها عقود من الحرب والعقوبات الاقتصادية والركود السياسي، لكن هذا الموعد مهلة لأعداء الأمس الذين جلبهم المالكي على مضض إلى حكومته بعد الانتخابات غير الحاسمة العام الماضي.

وفي السياق ذاته قال المحلل السياسي ابراهيم الصميدعي بان "هذه المطالب تحتاج الى سنوات لتلبيتها ، وليس 100 يوم"...."ولكن من الواضح انه يحاول استيعاب غضب المتظاهرين وتوجيه هذا الغضب ضد الوزراء الغير كفؤين ... أولئك الذين فُرِضوا عليه".

المهمة المستحيلة

المالكي شكل حكومته في ولاية ثانية اواخر كانون الاول ، التي ضمت الاحزاب الشيعية والسنية والكردية بعد تسعة اشهر من الجدل الذي اعقب الانتخابات، ومنذ البداية ، قال بأنه غير راض عن مجلس الوزراء ، وشكى بانه اضطر الى قبول بعض الوزراء لينال مباركة البرلمان .

وقد اعطته الاحتجاجات فرصة فاعلة لاعادة النظر في اتفاق الائتلافات، والقاء اللوم على الوزراء في مشاكل العراق ، واعطاءه فرصة لاستبدالهم.

وفي السياق ذاته قال النائب وليد الحلي وهو عضو في حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي"مع هذه الحكومة، لا يملك المالكي السيطرة الحقيقية على وزرائه لأنها حكومة شراكة وطنية ،

 واضاف بان "المالكي ليس هو المسؤول: وانما الحكومة،  ولكن المالكي غير مستعد للاستمرار مع حكومة غير قادة على تلبية مطالب الشعب، في نهاية المطاف ربما يذهب المالكي إلى البرلمان لإقالتهم".

وفي إشارة إلى الانقسامات الى لا تزال داخل الحكومة الائتلافية ، قال نائب رئيس الوزراء صالح المطلك في  الأسبوع الماضي بان المالكي يجب أن يتنحى إذا فشلت الحكومة في تحقيق هدف الـ 100 يوم .

وعلى الرغم من زيادة عائدات النفط، لا يزال العراق يكافح من اجل بناء اقتصاده المتداعي والبنية التحتية المنهارة.والعراقيون مستاءون من بطء التقدم المحرز في السنوات الثماني الماضية منذ الاطاحة بصدام حسين . فهناك المياه النظيفة الضئيلة ، وعدم وجود نظام الصرف الصحي والشبكة الوطنية لتوزيع الطاقة التي تزود الطافة لساعة قليلة في اليوم .

العراق لديه خطط كبيرة لتعزيز توليد الطاقة. التي تحتاج الى إنفاق 77 مليار دولار لتحسين قطاع الطاقة بحلول عام 2030، لكنه يفتقر إلى الأموال الكافية لتلبية هذا الهدف الطموح ومازالت تواجه عجزا يتوقع ان يصل الى 13.4 مليار دولار في ميزانية 2011.

وقد حدثت العديد من الاحتجاجات خارج العاصمة، وفي المحافظات حيث يسعى المتظاهرين باستبعاد رؤساء المحافظات المتهمين بالفساد. ويمكن للمالكي من تعزيز موقفه من خلال إقالة المحافظين.

في الوقت نفسه ، أعلن المالكي إجراءات من شانها ان تخفف غضب الرأي العام،حيث طلب من مجلس الوزراء تخصيص حوالي 280000 وظيفة شاغرة جديدة في 18 محافظة وقال بان رؤوساء مجالس المحافظات ربما قد يستطيعون شراء وتوزيع مفردات البطاقة التموينية مباشرة وليس من خلال الحكومة المركزية .

وقد طلب بالفعل من ثلاثة محافظين الاستقالة، واقترح بأنه سيعلن انتخابات مبكرة لمجالس محافظات.وقالت صفية السهيل بان "المالكي لا يستطيع ان يجد حلول لهذه المشاكل في 100 يوم. ولكنه يستطيع ان يعطي انطباعا بانه استجابة لهذه المطالب ، وهذا قد يخفف من سخط الشعب".مضيفة " لقد اظهر مدى جديته في التعامل مع تنفيذ الإصلاحات الجذرية ومحاربة الفساد وطرحه للخطط".

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ