ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
J
رسالة من ثورة ربيع
سورية إلى حماة الديار…!!! الأحد, 29 أيار, 2011 د.خالد ممدوح العزي حزب لبنانيون الجدد بالرغم من الحالة الأمنية والعسكرية التي
يحاول النظام السوري، وأجهزته الأمنية
،وأعوان النظام المستفيدين منه،من
فرضها على المدن السورية المحاصرة،أو
المقسمة عسكريا، كما هو حال المناطق
الفلسطينية مع الاحتلال الصهيوني، في
فرض حواجز ونقاط تفتيش ومناطق
محذوره،من شل حركة المواطنين
الفلسطينيين للسيطرة عليهم. هذه هي أحوال المناطق والمدن السورية
اليوم التي تحاول الدولة من السيطرة
على حركة الاحتجاجات لمنع المظاهرات
من الخروج إلى الشوارع لتعبر عن غضبها
من النظام التي باتت تطالب
بإسقاطه،بالرغم من القبضة الحديدية
السورية استطاع الشعب السورية من
تلبية نداء الشباب السوري الداعي إلى
خروج جديد في هذه الجمعة التي أطلق
عليها “جمعة حماة الديار”والتي تعتبر
رسالة واضحة إلى الجيش العربي
السوري،ومخاطبته من اجل اخذ موقف جدي
من الأحداث السورية ،ومطالبته بالوقوف
إلى جانب الشعب الذي هو جزاء منه،كي
يكون الجيش الوطني والشعب المحتج يد
واحدة كما كان موقف الجيوش العربية
الأخرى التي أخذت موقف مستقل وانحازت
إلى جانب الثوار في ثوراتها،،لان
الجيش هو الحل الوحيد لضمان الأمن
الحرية، والحفاظ على المواطنتين
المتظاهرين،بدل الدخول في مواجهة مع
الشعب السوري لكي يقوم بحماية النظام
وعصاباته. إذا رسالة واضحة للقوات المسلحة السورية
من اجل أن تحدد موقفها الملتبس من
الحركة الاحتجاجية، والذي زج بها،
لقمع الشعب المنتفض،ووضع القوات
العسكرية بمواجهة علنية مع الشعب
والذي عليها يترتب بالدرجة الأولى
الحفاظ على الأمن والدفاع عن الشعب. طبعا زجت القيادة السورية السياسية
والأمنية بالجيش العربي
السوري،بالوقت الذي يملك النظام
السوري أجهزة استخبارات مع الحرس
الجمهورية وفرق خاصة تستطيع بدورها
قمع شعوب الشرق الأوسط بأكملها وليس
فقط سورية،لكن النظام السوري خاف من أي
دور مقبل للجيش و تجنب سيناريو تونسي
،مصري، في دور الجيش الوطني الذي رعى
الانتقال السلمي لخروج الأنظمة،ولكي
لا يكن للجيش السوري أي دور في انتفاضة
سورية،ويتحول إلى مركز القرار الحاسم
في تغير النظام السوري كما حصل مع
الثورات العربية الأخرى، لذا، زج
بالجيش العربي في المركة لهدفين : -الأول يرتكز على فكرة تدور على خلق عدوة
وقطع كامل مابين الشعب والجيش وفقدان
الثقة بين الطرفيين. -الثاني تحويل الجيش إلى أداة يستخدمها
النظام في قمع الشعب ،من اجل الدفاع عن
بقاءه في سدة الحكم ، اعتبارا من الجيش
يدافع عن الدولة من خلال قوة إرهابية
متطرفة لذا يستعمل الجيش في قمع الشعب
بطريقة بشعة من اجل أن يصبح الجيش قوة
خوف . فالنظام السوري يقود معركة في سورية على
كونها معركة مصير بقاء أو عدم
بقاء،لأنه إذا استطاع النظام، في قمع
الانتفاضات والاحتجاجات، بواسطة
الجيش الذي يعتبره الذراع التنفيذي
للنظام،سيكون قد حسم المعركة الذي
أعطاها لون إرهابي وسلفي”محاربة
عصابات “، من اجل كسب ود الأنظمة
الغربية في معركته الذي يقودها ضد
الإرهاب ، فالنظام السوري هو شريك
للتحالف الغربي في قمع ومحاربة
الإرهاب وبالتالي سورية هي جزء وشريك
معهم. أما من الناحية الداخلية فالنظام
يحاول قمع الشعب من اجل إسكات صوتها،من
خلال إصلاحات كرتونية يفصلها على
مقاصه. لكن الشعب الذي ينظر إلى الجيش ودوره في
معركة التغير في الحياة السورية
العامة ،كشريك يضمن حق الشعب في
التظاهر والتعبير ،ويؤمن الأمن
،الداخلي والخارجي الذي لان الجيش
السوري هو المسؤول الفعلي،وليس أداة
في القمع والبطش والتنكيل من خلال
محاصرة المدن واحتلالها، بآلياته
العسكرية. لقد أتت هذه الجمعة التي تحمل دعوة صريح
للقوات المسلحة السورية وكبار الضباط
والأفراد،من اجل تحديد المواقف
الملتبسة لهذه المؤسسة، بالوقت الذي
لايزال النظام السوري يراوغ من خلال
عرض مواضيع مختلفة لحل الأزمة،و تنفيذ
أفكار أخرى،طبعا هذه هي أحوال النظام
السوري منذ القديم، لكن العالم يجهله
بسبب عدم المعرفة الجيدة لطبيعة نظام
ألا الأسد، نحن اللبنانيون لنا الخبرة
والمعرفة الجيدة مع هذه النظام ،طوال
الفترة السابقة،التي بسط نفوذه الأمني
والعسكري على الأراضي اللبنانية . النظام السوري لم يتغير ولن يتغير،
ولايزال يطرح شعارات قومية ممانعة سقط
هي أصلا،وبالرغم من لغة العقوبات
الاقتصادية والأخلاقية،الذي بداء
العالم يتكلم بها مع نظام الأسد بسبب
ضيق صدرهم من تصرفات النظام
وعنجهيته،الذي يتعامل بها مع أهله
وشعبه،الذي ينزل بهم اشد الظلم والقهر.
لقد ضاق صدر العالم الغربي والأجنبي،
وحتى العربي من تصرفات النظام السوري
ومراوغته ووعوده الذي لا يلتزم بها. عقوبات اقتصادية تلو العقوبات على الرئيس
وأركان نظامه ،الآمنين
والعسكريين،والسياسيين،لكنه لم يهتم
لم يحدث من بطش ومجازر وقتل وتعذيب
يمارس بحق المدنيين المتظاهرين ،يخاطب
زميله الرئيس الروسي “ميدفيديف “،بان
سورية مصرة على مواصلة الحرب ضد
الإرهاب”العصابات المشبوه” حتى
اقتلعه نهائيا ولن يمنعها شيء عن ذلك،
وستعمل سورية كل ما بوسعها لتأمين
الحرية لشعبها . الأسد يخوض حرب تحريرية مع الشعب
السوري،من خلال قتله واعتقاله التعسفي
واحتلال القرى والمدن،وسيؤمن الحرية
المفقودة الذي سلبها منهم هو وأجهزته
الأمنية والقمعية . الخطاب السوري يمتلك ازدواجية رفيعة في
التعبير ،يطلق العنان لتصريحات كثيرة،
“إصلاحات،آمن،حوار”. الإصلاحات:هذا النظام لا يستطيع العمل
على انجاز أية إصلاحات كانت،
والإصلاحات هي أمنية كل الدول
العالمية ألمطلبه النظام بانجاز
إصلاحات،لان إصلاحاته كلها
كرتونية،فالنظام السوري بهيكلته
الهرمية عاجزة عن تقديم أية مشاريع
جدية تناسب التطورات العالمية،لان
الإصلاح يلزمه رؤية جديدة
للمستقبل،تشارك بها فئات الشعب عامة،
وليس حزب شمولي استبدادي،هرم يضع
تصورات تطويرية للبلاد. الأمن: هو مطلب شعبي عام توفره الدول
الديمقراطية لشعوبها،من خلال خطط
ومشاريع تحترم حرية الشعب وتؤمن
بوجودهم ودورهم، وليس قمعهم وقتلهم
وزجهم بالسجون ذات الأرقام التابعة
لأجهزة المخابرات السورية كما هو
الحال مع مقبرة الأسماء في الأراضي
الفلسطينية المحتلة . حيث لا مكن بوجود
الإنسان نفسه الحوار : النظام السوري
مع من يتحاور طالما لا يعترف بالشعب
المتظاهر والمنتفض،هويطرح الحوار ليس
من اجل الحوار، إنما من اجل كسب الوقت
لكي يتمكن من الفتك بالشعب
المنتفض،وعندما يسأل شبيحة النظام
الإعلاميين مع من يمكن التحاور يهربون
إلى الأمام بطريقة” ديماغوجية، معهود
الجميع من قبلهم، يمكن أن يتحاور كل
الشعب. لأنه ليس هناك أية أسس للحوار في
مفكرة النظام السوري لا يوجد لدى
النظام خارطة طريق يمكن التحاور عليها.
الشعب هو المعارضة الفعلية لأنه هو
الذي يقود الاحتجاجات،ومع ممثليه يتم
الحوار وليس مع فعاليات يتم استقدامهم
إلى القصر الجمهوري،هؤلاء ليس
الممثلين الفعلين للشعب ،وإنما
التفاوض ليس من خلال وثيقة نصية تقدم
للسفير الأمريكي أو الفرنسي. النظام السوري لا يمكن أن يغير في العقلية
القديمة ، والعادات التي تربى عليها
منذ50 عاما في التعامل القمعي مع الشعب
السوري،النظام لايزال يستقدم مجموعات
قبلية من المناطق السورية المختلفة
ويدعي بأنها معارضة شريفة ،ويحاورها
وتطلب منه هي بدورها ،مزيدا من
الخبز،والأكل. لقد صنف النظام السوري الشعب المنتفض
بوجود معارضة شريفة وأخرى وسخة ،وهو
نظام طاهر وشريف يتحاور مع الشرفاء
والطاهرين ،الشعب السوري المنتفض
والذي يهدر دمه يوميا هو معارض غير
شريف،لم نعهد في التاريخ الحدث أبدا
لوجود لنظام غبي مثل النظام السوري، “مستشارين
وخبراء وقيادة”. لقد دق النظام السوري إسفينين في نعشه
نتيجة الغباء السياسي الذي يتميز به،
مما جعل العالم فعليا يفكر برحيله ، من
خلال الضغط الاقتصادي والعقوبات
الشخصية الأولية والتي شملت رأس الهرم: 1-الأسلوب القديم الجديد الذي اعتمده
النظام السوري في قمعه للحراك الشعبي
،من خلال نظرية المؤامرة التي تقوم على
ضربه واقتلاعه وتخريب البلد من خلال
قوة إرهابية إسلامية متطرفة. 2-الخرق الأمني في 15ايار”مايو”،والذي
حاول نظام الأسد من تخريب خطوط حمراء
وضعت سابقا ،وتم العمل عليها طوال 40
عاما”هدنة غير معلنة”، حاول الأسد أن
يستنجد بالقوى الخارجية، من اجل
البقاء في السلطة وكأنه نفذ فكرة
سياسية طرحت سابقا من إحدى أفراد أهلي
بيت العائلة الحاكمة. إمام هذا العرض للحالة السورية لا نرى أية
حلول يمكن ان ينفذها نظام بشار الأسد
سوى المزيد من المجازر الجماعية
والاعتقال التعسفي والبطش في المدنيين
،وهنا ليس أمام الثوار مجال للعودة إلى
الوراء لأنه في حركات التاريخ الثورية
لا توجد نصف ثورة،فالمسألة قريبة جدا
بالنسبة للشعب السوري مهما حاول
النظام التوجه نحو الحل العسكري
لعسكرة الانتفاضة. لن ينجح النظام في
قمع الشعب أبدا لان الشعب السوري واعي
لما يخططه النظام، ويدرك جدا بأن نهاية
النظام قريبة جدا .ومهما رفعت روسيا
الصوت عاليا لكنها لن تحمي نظام الأسد
وتخبئ جرائمه،وتقف بوجه الشعب لتحمي
نظام. “جمعة حماة الديار”هذه الجمعة التي أطلق
عليها هذا الاسم لدعم الجيش العربي
السوري…ودعوتهم الصريحة للقادة
العسكريين والضباط والأفراد في عدم
الدخول في حرب خاسرة ضد الشعب السوري،
لان الشعب خرج متحديا كل القيود وكل
الحضر المفروض عليه، لان معركتكم
خاسرة مع الشعب في الدفاع عن نظام راحل. لقد أصبحت المظاهرات أكثر تنظيما وأكثر
اتساعا، وصرخة يومية قوية بوجه النظام
السوري التي تقول له: ارحل، ارحل ، ارحل. لم تهتم الجماهير السورية المنتفضة لأزيز
الرصاص وأصوات المدافع ،لم يعد يخيفها
القتل والموت والاعتقال بالرغم من أن
جمعة حماة الديار لم تترك لتكون سلمية
كما يهتف المتظاهرون فيها، بل تركت
وراءها العديد من القتلة والجرحى على
أيدي رجال الأمن والشبيحة،والتي
ستتحول الأيام القادمة مظاهرات شعبية
عارمة أثناء تشيع الشهداء الجدد ،لقد
استطاع المتظاهرين من تطوير عملهم
وتنظيمه من خلال الخروج المتعدد
للتظاهر وخوصا في الليل على ضوء الشموع
،لقد استجابة الشعب السوري في كافة
المدن السورية نداء المعارضة التي دعت
للتظاهر ،نجحت جمعة حماة الديار من
الخروج إلى الشوارع السورية بتاريخ 27ايار
2011 ،بالرغم من تأزم وشراسة القوى
الأمنية . لننتظر الأيام القادمة كيف سيكون رد
النظام السوري مع حركة الشعب ،وأية مدن
سورية سوف تكون موضوع على لائحة
المعاقبة من اجل مهاجمتها والبطش
بأهلها . القطر والشعب السوري كلهم
أصبحوا بخطر فعلي من خلال المرض النفسي
الذي أصاب النظام . -كاتب صحافي، محلل سياسي، وخبير
في الإعلام السياسي والدعاية ==================== الحثالات والرعاع هم من
يؤججون الثورة في سوريا!!! الكاتب: رشيد شاهين وكالة معا الاخبارية 30-5-2011 كغيري من المهتمين، كنت أتنقل ما بين
المحطات الفضائية المختلفة لمتابعة ما
يجري في سوريا الشقيقة، فبعد ما يزيد
على الشهرين من بدء الثورة هناك، لا
زالت وتيرة العنف تتصاعد وجرائم القتل
تمارس بشكل يومي، برغم ما قيل عن إلغاء
حالة الطوارئ، وعن تغييرات "وهمية"
وإصلاحات "مبهمة"، سوف يتم العمل
على تطبيقها في اقرب وقت ممكن. الإصلاحات التي تم الحديث عنها منذ
اغتصاب بشار أسد للسلطة في هذا البلد،
والتي كثر الحديث عنها بعدما تفجر غضب
الشعب السوري نتيجة عقود من الظلم
والطغيان، والآن وبعد أسابيع سبعة من
بداية الأحداث، ورغم سقوط ما يزيد على
ألف من القتلى، واعتقال الآلاف وجرح
وتشريد أضعافهم، لم ير العالم من هذه
الإصلاحات أي شيء حقيقي على ارض
الواقع، حيث ما زالت أجهزة الأمن
المتعددة، تمارس اشد أنواع الجرائم ضد
المحتجين، الذين من الواضح انهم غير
مسلحين بشيء سوى الإيمان بقضيتهم
وتشبثهم في الحصول على الحرية
والديمقراطية. بعد ما يزيد على الشهرين من بدء الأحداث،
فشل النظام برغم كل ما جيشه من مطبلين
ومدعي وطنية وكتاب ومثقفين للترويج
لمقولاته أو "شبيحة سياسة" كما
وصفهم احد الأصدقاء، كما فشل النظام و"شبيحته"
في إثبات أي من الاتهامات التي يحاول
هؤلاء إلصاقها بأبناء الشعب السوري. ما يثير الاشمئزاز هو عندما يخرج علينا من
يتم تقديمه على انه أستاذ جامعي يحمل
درجة الدكتوراه، ويعمل أستاذا في
جامعة دمشق أو غيرها، محاولا
الاستهتار بعقولنا حين يصف أن هؤلاء
الذين يخرجون إلى الشوارع، ليسوا سوى
مجموعات من الحثالات والرعاع وخريجي
السجون ويكرر الأمر مرات عدة، في الوقت
الذي يعترف النظام وسيد النظام، بان
هنالك عنف، وان هنالك أوامر بعدم إطلاق
النار، ينفي هذا "الدكتور وغيره من
الشبيحة" الأمر، ويصرون على أن
إطلاق النار لا يتم إلا من قبل
الإرهابيين والسلفيين والمتآمرين على
سورية. ويؤكدون بان لا احد يقتل في
المظاهرات وان الذين يتم قتلهم هم من
رجال الأمن ومن أفراد الجيش. وإذا ما
اقروا ذلك، فهم إنما يفعلون ذلك على
سبيل التمويه وذر الرماد في العيون ليس
أكثر، ويصر هؤلاء ان أعداد القتلى من
أفراد الجيش هم اكبر بكثير ممن سقط من
المدنيين. خلال اليومين الماضيين، عرضت القنوات
الفضائية صورا للطفل الشهيد حمزة
الخطيب، الذي قيل انه اعتقل في جمعة
الغضب في سورية، وبحسب أقوال احد
أقاربه فان الطفل اعتقل مع العشرات في
ذلك اليوم، وانه تم إحضاره جثة هامدة
مشوهة إلى درجة قطع عضوه التناسلي، وقد
كانت آثار التعذيب جلية على جسد الطفل
الغض. البارحة وعلى فضائية مؤيدة
للنظام، اقسم الطبيب الشرعي الذي عاين
الجثة انه تسلمها في مستشفى بدمشق يوم
29-5-، وأصر مع القسم على ان اسمه حمدي
وليس حمزة، وهذا يشير إلى ان الطفل تم
قتله مباشرة خلال التحقيق معه بعد
اعتقاله، لأنه اعتقل حيا في ذات اليوم
وإلا لماذا يتم تسليم الجثة في مشفى
دمشقي وليس في درعا. الغريب في الأمر أن الصور التي شاهدها
العالم لم تحرك ساكنا على أي مستوى من
المستويات السياسية أو غيرها في سوريا
"الصمود"، وكأن من قتل وعذب وشوه
جسده ليس طفلا سوريا، وكأن الحادث لم
يقع أصلا، علما بان صورا مماثلة كانت
كفيلة بأن تهز الضمير العالمي، وربما
ذكرت صور الطفل حمزة كثيرين في هذا
العالم بصور محمد الدرة أو الطفل
العراقي الذي شاهدناه خلال الحرب على
العراق وهو مبتور اليدين. التزوير الذي تتم ممارسته من قبل الاعلام
السوري ومن يطبل له، أصبح يدعو إلى
الشفقة على النظام وعلى من هم وراء هذا
الترويج الفج وغير المفهوم للكذب، فمع
بداية الانتفاضة تم الترويج من قبل نفس
أجهزة الاعلام الرسمي ومن يساندها،إن
الشيخ احمد الصياصنة إمام الجامع
العمري في درعا، ليس سوى احد السلفيين،
وانه كان في طريقه إلى الإعلان عن
إمارة سلفية في المدينة، وتم تصوير
الرجل على انه كان من ضمن مجموعات
إرهابية تستهدف البلاد والعباد. الجميع يعلم أن مثل هذه التهمة لا بل وما
هو اقل منها بكثير سوف تودي بصاحبها
إلى التهلكة لا محالة،- وإلا فما معنى
أن يقتل الطفل حمزة بالطريقة البشعة
التي قتل بها- . قبل أيام قليلة، وتحديدا مساء الخميس 26-5-،
أجرى التلفزيون السوري حوارا مع من قال
انه الشيخ الصياصنة، وقيل إن الرجل قام
بتسليم نفسه للاستفادة من مهلة العفو
التي منحها النظام "للخارجين على
القانون"، وقد قال الشيخ بأنه أدرك
ان هنالك مؤامرة على البلد الخ..، مما
يمكن ان يقوله رجل اضطر لتسليم نفسه
ووافق على الخروج على شاشة التلفزة
السورية. قصة الشيخ الصياصنة، كانت قد أثيرت على
صفحات داعمة للثورة السورية، وتم
التحذير قبل حوالي أسبوع من مثل هذا
السيناريو فيما يتعلق بالشيخ. ما لم يقله الشيخ في تلك المقابلة، هو انه
قام بتسليم نفسه بعد ان تم اعتقال
اثنين من أقربائه وتهديد حياتهما ان هو
لم يفعل، كما انه لم يقل ان ابنه أسامة
كان قد تم قتله على أيدي العصابات
الأمنية السورية لرفضه الإفصاح عن
مكان وجود الوالد. وفي ذات السياق فلقد شاهد العالم العديد
من الصور التي توثق قتل المتظاهرين او
الجرحى بالهراوات على أيدي جلادي
النظام، في الوقت الذي يتسابق مرتزقة
نظام بشار أسد إلى نكران ذلك، والدفاع
عن هذه الممارسات،التي تنم عن عقلية
إجرامية سادية امتهنت القتل وسيلة
لإسكات كل صوت معارض. ان ما تقوم به الأجهزة الأمنية السورية من
ممارسات قمعية ليس دليل قوة بقدر ما هي
دليل ضعف وإفلاس، حيث لم يعد بإمكان
هذه الأجهزة ان تعيد عقارب الساعة إلى
الوراء، خاصة في ظل تنامي موجات التحدي
من قبل أبناء الشعب السوري، الذي من
الواضح انه مصر على الاستمرار في
انتفاضته حتى تحقيق أهدافه في الحرية
والديمقراطية، علما بأن ذلك لا يتنافى
أبدا مع ما يدعيه النظام من مقولات ثبت
بطلانها حول الممانعة والتصدي
والمقاومة. ان حصول أبناء الشعب السوري على الحرية
والديمقراطية، لا يتناقض أبدا مع
رغبتهم في تعضيد مساندة الدور السوري
في المواجهة والتحدي، وان من يقف مع
الثورة في سوريا لا يلغي وطنية هؤلاء
بحجة المؤامرة على هذا البلد، فلقد قيل
الكثير عن ثورة مصر وتونس، كما ان هذا
لا يعني بحال من الأحوال استدعاء
الأجنبي إلى التدخيل في الشأن السوري. أن يركب موجة الثورة في سوريا المرتزقة أو
الفاسدين من أمثال عبد الحليم خدام -الذي
لا بد أن يجلب مخفورا ومكبل اليدين إلى
محاكم الثورة فيما بعد على ما ارتكبه
من جرائم-، فهذا ليس ذنب الثورة ولا
الثوار، كما ان قيام الولايات المتحدة
وغيرها من دول الغرب الاستعماري بذلك،
أيضا ليس ذنب المنتفضين. ان ما يستدعي التدخل الأجنبي، ويعطي
المبررات لخدام وأمثاله لركوب الموجة،
هو هذا الاستمرار في الإيغال بالدم
السوري، وهذا النكران لحق أبناء سوريا
في العيش بحرية وكرامة، وعليه فان هذه
النغمة في التخويف والتخوين ممن
يطبلون للنظام وتبرير ممارساته
القمعية يجب التوقف عنها، وعلى مدعي
القومية والوطنية ان يتقوا الله في دم
أبناء سوريا الأحرار، الذين جل همهم هو
التخلص من نظام قمعي جثم على صدر هذا
البلد لعقود أربعة، مورست خلالها كل
أنواع الموبقات والبطش والفساد
والإفساد، والآن وعندما طلب منه إعطاء
الناس فرصة للتنفس وبعض من نسمات
الحرية، فانه يقوم بكل هذا القتل
والفتك بأبناء من يقول إنهم أبناء
الشعب، وها هو النظام الذي يريد
الإصلاح يمارس القتل لكل من طالب بصدق،
بالحرية لسوريا ولشعبها، والسؤال هو
كيف يمكن الوثوق بنظام ظلت دباباته
مخبأة في المخازن ولم تظهر إلا مع أول
حركة للجماهير، علما بان إسرائيل لم
تتوقف عن استفزازه وهدر كرامته في أكثر
من مناسبة ولا زالت تدوس على ذات
الكرامة "ان وجدت" من خلال
احتلالها للجولان. ==================== صالح القلاب الجريدة إلقاء القبض على القائد العسكري لصرب
البوسنة راتكو ملاديتش، حيث المفترض
أن يُرحل إلى لاهاي ليحال إلى محكمة
الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة
ليحاكم هناك هو وزميله رادوفان دزيتش،
الذي يعتبر المهندس السياسي للجرائم
التي ارتكبت ضد المسلمين البوسنيين،
يجب أن يكون عبرة للرؤساء العرب الذين
غدت أياديهم ملطخة بدماء شعوبهم،
فالله يُمهل ولا يُهمل، والمثل يقول: «بشر
القاتل بالقتل ولو بعد حين»، وهذا حصل
مع كل جلاوذة التاريخ ومن بينهم صدام
حسين الذي ظن في لحظة من الزمن أنه باقٍ
إلى الأبد، وأن أرواح الذين شرب من
دمائهم لن تطارده وتثأر منه. لا يمكن أن تمر كل هذه المجازر، إن في
اليمن وإن في سورية وإن في جماهيرية «الأخ
القائد»، الذي لم يعد قائداً ولا عميد
الحكام العرب، والذي لم تعد جماهيريته
عظمى، بدون عقاب، فالتاريخ لا يرحم
والشعوب لا تنسى ولقد كان على الرئيس
بشار الأسد ألا يسلم رقبته لمجموعة
الأقرباء الذين ركبوا رؤوسهم ورفضوا
الاستماع لمن طالبوا بتجنب العنف
وبالاستجابة لتطلعات الشعب السوري
المحقة، وأصروا على اللجوء إلى
الدبابات وإلى الرصاص حتى سقط أكثر من
ألف شهيد، وسيق إلى الزنازين
والمعتقلات عشرات الألوف... و»الحبل
على الجرار» كما يقال. لو أن الرئيس بشار الأسد قرأ أحداث
التاريخ قراءة استفادة لأخذ العبر
لعرف أن طاقمه القيادي سينتهي به،
وقريباً هذه المرة، إلى مصير كمصير
رادوفان دزيتش وكمصير صدام حسين، فهذه
الجرائم، التي ترتكب ضد شعب عظيم ذنبه
أنه طالب بالكرامة والحرية، لن يكون
مصيرها كمصير جريمة حماة في عام 1982،
فالعالم تغير والمنتظر أن روسيا
ستبيعه قبل أن يصيح الديك كما باعت
زعماء صربيا الذين تربطهم بها صلة عرق
ودين، فالمبادئ لم تعد هي التي تقرر
سياسات وتوجهات هذه الدولة التي بنيت
على أنقاض الاتحاد السوفياتي، بل
الصفقات والمصالح، وهذا ينطبق على كل
دول الكرة الأرضية. ثم إن ما ينطبق على الرئيس بشار الأسد،
الذي أورث ابنه حافظ ديناً سيبقى
يطارده إلى ولد الولد، حتى إن سلمت
الجرة أيضاً هذه المرة وهي لن تسلم،
ينطبق على «الأخ» علي عبدالله صالح
الذي بدأ طريقه برتبة عريف في الجيش
اليمني، وها هو بالفهلوة والشطارة
وبالمؤامرات يتربع على كرسي الحكم
لأكثر من ثلاثين عاماً، والذي كان أفضل
له ولأولاده لو أنه تشبع من السلطة
مبكراً، وترك الحكم كما تركه المشير
عبدالله السلال، وأبقى في أذهان
الأجيال القادمة في الشعب اليمني أنه
قام بآخر الانقلابات العسكرية، ووحد
اليمن الذي بقي غير موحد منذ مئات
الأعوام ومنذ عدد من حقب التاريخ. ألم يكن من الأفضل لهذا الرجل، الذي أعطاه
اليمن وأعطاه شعب اليمن ما لم يعطياه
لأي من أئمة آل المتوكل، ولأي من قادة
الانقلابات العسكرية الذين سبقوه
بدءاً بالمشير عبدالله السلال ثم
الحمدي والغشمي، أن يتنحى مبكراً وألا
ينتظر حتى يغادر صنعاء حافياً، كما قال
الشيخ صادق بن عبدالله الأحمر، وحتى
يصبح مطارداً وينتهي على عود مشنقة،
كما انتهى صدام حسين، وكما انتهى
سلوبودان ميليسوفيتش، وقبل ذلك كما
انتهى شاه إيران الذي رفضته حتى أميركا
التي خدمها كعميل تابع طوال فترة حكمه
الذي كان فقده تحت ضغط الثورة البيضاء
التي قادها مصدق، ثم أعادته إليه
المخابرات الأميركية. أما بالنسبة إلى الأخ قائد الثورة الذي
أكل رفاقه واحداً بعد الآخر، إلى أن
استبد بالحكم أكثر من أربعين عاماً
أذاق خلالها الشعب الليبي كل ألوان
الذل والهوان، أفلم يكن من الأفضل له
بعد أن حمل هذه الألقاب كلها، ومن
بينها عميد الحكام العرب! وملك ملوك
إفريقيا، أن يسلم الأمانة إلى أصحابها
لئلا يأتي اليوم الذي سيساق فيه حتماً
إلى المحكمة التي سيق إليها سلوبودان
ميليسوفيتش ورادونان دزيتش، وهذا
الجزار الذي ألقي القبض عليه قبل أيام
وسيساق إليها، أي راتكو ملاديتش. ==================== سورية: وإذا حمزة سُئِل
بأي ذنب قُتِلَ؟ عبدالباسط سيدا ايلاف 30-5-2011 وسقطت ورقة التوت، وتبيّن للجميع مدى حقد
زمرة القرار اللامرئية في سورية على
الشعب السوري؛ زمرة جسّدت كل عقدها
وعقائدها في جسد الصبي الشهيد حمزة.
عذبته، قتلته، ومثّلت به شر تمثيل؛
وزعمت عبر المنافقين من أبواقها بأنها
صورة مفبركة، يستهدف مروجوها مواقف
سورية الممانعة والمقاومة؛ وهي
الاسطوانة ذاتها التي خرج بها علينا
قبل أيام السيد حسن نصر الله، آمراً
السوريين بضرورة تقديم فروض الطاعة
لسلطة لم تكن أبداً في صف الشعب؛ بل
كانت عليه باستمرار. سلطة تسطو على
لقمة عيش مواطنيها، تضطهدهم، تهينهم،
تدوس على أقدس مقدساتهم؛ سلطة امتلكت
قوتها عبر الأذرع القمعية التي تُسمى
زوراً وبهتاناً الأمنية، إلا إذا
فكرنا في أمن النظام. فهي أجهزة قد
وُجدت من أجل الإبقاء على نظام لم
يمتلك أية مشروعية في أي يوم؛ أجهزة
نخرت الجسم السوري، بل امتدت سمومها
إلى الضمائر على المستويين الجمعي
والفردي سواء في الداخل السوري أم في
المحيط العربي القريب منه والبعيد. كم شعرنا بالمرارة والحزن ونحن نرى
أنفسنا وحيدين في مواجهة واحدة من أبشع
الدكتاتوريات في عالمنا المعاصر هذا.
دكتاتورية اعتمدت السلاح والمال
والإعلام والطائفية أدوات في
إستراتيجية التأبيد؛ دكتاتورية تريد
البقاء بأي ثمن وإلى الأبد، معتمدة في
ذلك على جملة من المرتزقة، وضعاف
النفوس، وأصحاب الولاءات البدائية ما
قبل الوطنية، ليصبحوا مجرد براغي في
ماكينة القمع الكبرى. دكتاتورية وضع
أسسها الأسد الأب بمعية طاقم من "المعلمين"
المنتفعين الذين توافقوا على
استمرارية النهج ذاته عبر الأسد الابن
الذي كشفت ثورة الكرامة السورية
أوراقه، ليظهر للقاصي والداني أنه
شريك في عملية القتل الجماعي التي
يتعرض لها السوريون هذه الأيام، شريك
فاعل أو مفعول به لا يهم؛ فهو بحكم
مناصبه التي تسلّمها من زمرة القرار
بعيداً عن أعين ورغبة وإرادة السوريين.
مسؤول عن أي تحرك عسكري، عن أي تطاول
أمني، عن أي تجييش غرائزي، فهو القائد
العام للجيش والقوات المسلحة، ورئيس
مجلس الأمن القومي، والأمين القطري
لحزب البعث، ورئيس الجبهة الوطنية
التقدمية، إلى جانب كونه رئيس البلاد،
وربما لديه مهام أخرى سرية يجهلها
السوريون؛ فهو باختصار الحاكم المؤله
الذي لا يأتيه الباطل من أمامه أو من
خلفه؛ ومن الحري بأي رئيس في مثل هذا
الوضع أن يكون مسؤولاً عن أية شاردة
وواردة تمس شؤون الوطن والمواطن. ولكن ها هو مسلسل القتل مستمر في مواجهة
السوريين المطالبين بالحرية والعدالة
الاجتماعية والكرامة؛ مسلسل تسبب منذ
انطلاقة ثورة الكرامة السورية حتى
الآن في قتل حوالي من 1200 سوري، وربما
أكثر، فالمجهول لم يُكشف بعد. كما أن
المسلسل ذاته قد أدى إلى جرح واعتقال
الآلاف، هذا إلى جانب أعداد كبيرة من
المفقودين؛ وهذا فحواه أن العدد
الحقيقي للشهداء يتجاوز المعلن بكثير،
لأن المفقود في سورية وفق القاموس
الرسمي، معناه القتيل بموجب التجربة
والخبرة. كما أن عدداً من المعتقلين
تتم تصفيتهم بأبشع الأساليب وأقذعها،
ليسلموا فيما بعد إلى ذويهم، رغبة من
العقلية السادية القمعية أن يكونوا
رسالة رعب موجهة إلى السوريين جميعاً،
وحالة الصبي حمزة الخطيب هي من الحالات
النموذجية في هذا الميدان. لكن الرعب لم يعد له مكان بين جميع
السوريين بكل انتماءاتهم وتوجهاتهم
وجهاتهم، هؤلاء الذين أعلنوها ثورة
سورية كبرى ثانية بغية التخلص من سلطة
الاستبداد والإفساد؛ سلطة امتهنت
الجريمة سلاحاً لترويع الناس،
وإرغامهم على الصمت. لقد بات الخوف
بالنسبة إلى أحرار سورية في إطار الفعل
الماضي المنصرم، لأن المضارع السوري
يؤكد في كل جمعة- بل في كل ساعة- أن
الرعب أصبح حكراً على النظام وحده، هذا
النظام الذي يعيش حالة هستيرية
عشوائية، قوامها البطش والكذب واللعب
على جميع الحبال. وما يُستشف من
الأبعاد المستقبلية للمضارع المعني
يؤكد أن السوريين والسوريات قد وصلوا
إلى نقطة اللاعودة، نقطة الاستمرار
حتى رحيل النظام الأمني القمعي؛
فالحوار لم يعدْ ممكناً، إذ لا حوار
ولا مهادنة مع القتلة. لم يعد بيننا
وبين هذا النظام أي شيء سوى الاتفاق
على توقيت الرحيل؛ فالثقة باتت معدومة
بتاتاً بعد حمزة، المصداقية تلاشت بعد
حمزة، والخوف تحوّل عنفواناً وإقداما
بعد حمزة. قبل حمزة كانت هناك مبادرة أو مبادرات؛
وقلنا دائماً أن الوقت يمر بسرعة،
والأحداث تتلاحق وتتفاعل، وما هو
مقبول اليوم ربما لن يكون كذلك غداً،
ونحن نرى اليوم أن ما بعد حمزة ليس كما
قبله. لقد فهم السوريون الرسالة، ولم
يعد أمامهم سوى الصمود والصبر في
مواجهة القمع غير المسبوق الذي
يتعرضون له من قبل نظام كان في يوم من
الأيام موضع إعجاب الكثير من العرب
خارج سورية، هؤلاء الذين لم يصدقوا
السوريين، بل كانوا يلومونهم،
ويدعونهم إلى التعقل والقبول بالذبح
طواعية، ليكونا قرابين مذبح شهوات
النظام تحت يافطات الممانعة والمقاومة
وغيرها من الشعارات التي لم يصدقها
السوريون في أي يوم. إنها بالنسبة لنا ساعة مفصلية حاسمة،
تتحدد فيها المصائر، لذلك فإننا نحمّل
الجميع مسؤولياتهم. إنها ساعة الوقوف
مع الضمير، ساعة العزة والكرامة.
السكوت على جرائم النظام مشاركة غير
معلنة في الجرائم ذاتها. لا نريد نوايا
فالله وحده هو من يحاسب عليها؛ نريد
تعبيراً وأفعالاً، نريد تحركاً
وتضامناً. أما أن يتفرجوا على السوريين
وهم يذبحون في ضوء النهار، فهذا أمر لن
يغتفر، والدم السوري أغلى بكثير مما
يتصورون؛ إن كانوا لا يخجلون من
العباد، ألا يخشون من رب العباد. إنها أيام النخوة والإباء. لا مجال
للتراجع، لا مجال للتراجع. الثورة إما
أن تكون أو لا تكون. الثورة أما تنتصر
أو تكون الكارثة. إنها أيام مصيرية تلزمنا جميعا بوحدة
الصف، والترفع فوق الحساسيات
والحزبيات الضيقة النطاق والأفق. نحن
لا نلعب أيها الأخوة والأخوات؛ نحن
نواجه واحدة من أعتى الدكتاتوريات
التي شهدها العصر. لا يجوز لنا أن نبدد
الطاقات والجهود بين مناقشات عقيمة
حول لقاء يتم هنا، أو تجمع يتم هناك.
نحن جميعاً ملزمون بالبحث عن قواسم
التواصل، لنتمكن من الانتقال إلى
مرحلة الفعل المشترك. لا يجوز لمن هو في
الخارج من السوريين أن يكون السبب في
تراجع معنويات الداخل. لا يجوز لنا أن
نهرول من أجل الظفر بألقاب لا رصيد لها.
التاريخ يُكتب هناك في الوطن العزيز؛
تاريخ أبطاله الشباب السوري في جميع
المناطق من جميع الانتماءات. شباب
تجاوز عصبيات وعقد جيل النكسات
والهزائم؛ شباب أقسم على مقارعة
الاستبداد فخرج يحمل صليبه على ظهره،
ليقطع مع عقلية النفاق والتسويف
والتدجيل. شباب يستحق منا كل التقدير
والاحترام؛ وأبسط شيء نقدمه له في هذا
المجال هو أن تتوافق الإرادات بغض
النظر عن أمكنة اللقاءات وأسمائها،
وذلك بغية التركيز معاً على هدف مشترك
نبيل يتمثل حصراً في مساندة الشباب
الثائر في سعيه المشروع من حرية وكرامة
السوريين جميعاً من دون أي استثناء. ==================== الثورة في حمص: تجربة حي
القصور طل للأنباء 29/5/2011 من أحد أبناء القصور، أحد أبطالها. الوصف
رائع والتكتيكات أروع، اقرؤوها
وعمّموها: القصور في حمص تعطي دروساً
في الثورة: لم يتبادر إلى ذهني بأن هذه
البنايات الشاهقة التي طالما أوحت
بصمت يشبه صمت القبور تستحق فعلاً
اسمها "القصور". في حمص كانت وما
زالت القصور ملجأ آمناً لعائلات
المناطق المداهَمة والمحاصَرة في حمص.
منذ أسابيع وفي صلاة الجمعة اعترضوا
على إمام المسجد لأنه دعا لبشار،
فاستجاب الشيخ ولم يعد يذكر اسم الرئيس
ولا يدعو له. ثم تفاجأنا بتكتيك رائع
يقوم على مظاهرات طيارة في الحي كل يوم
مساء، تخرج أكثر من مظاهرة وفي اتجاهات
متعاكسة لتأتي باصات الأمن وقد أسقط في
يدها. ومع الزمن اعتاد سكان الحي على
شبابهم وأصبح بعرف التقليد اليومي أن
ينتظروهم على الشرفات والأبواب،
فأصبحت المظاهرة تمرّ بينما المحلات
مفتوحة والناس تحييهم وتدعو لهم،
وبعدها يحضر الأمن مسرعاً ليجد الحياة
طبيعية فيغادر، ثم تظهر مظاهرة أخرى،
وهكذا. بالأمس ليلاً، ليلة التكبير،
اهتزت أبنية القصور العالية بالتكبير
وأصوات الأذان المسجَّلة من على
الشرفات، وطاف شبابها بمكبرات الصوت
يدعون والناس تؤمّن من على الشرفات في
ليلة قالت عنها زوجتي بأنها أجمل ليلة
عاشتها في حياتها! وكلنا شاركناها ذلك
الشعور. اليوم الجمعة، جمعة حماة
الديار، تكتيك رائع في التظاهر أيضاً.
مظاهرة تمر على دفعات متلاحقة في كل
شوارع القصور تهتف ويهتف الناس معها من
البيوت، وأخيراً اقتحم الأمن القصور
راكباً وراجلاً، باصات الأمن دخلت
مسرعة في الشوراع وأفرغت المئات من
عناصرها وشبّيحتها وأخذو يضربون
السيارات، ولكن ما لم يكن بحسبانهم أن
سكان الحي لهم تكتيكهم أيضاً، فمنذ
دخول أول عنصر أمن إلى الحي تنادى
الناس، فخرجت مع الخارجين إلى الشارع،
الناس على الشرفات والأسطح وأمام
أبواب البنايات، أطفالاً ونساء
ورجالاً وشباباً وشيوخاً، كلهم يكبرون
بصوت عال، وبعض الشباب الصغار يمرّرون
ما يشبه الحديدة على أبواب المحلات
المغلقة فتصدر صوتاً يشبه صوت الرعد.
قذف الله الرعب في قلوب العصابات
فهربوا فزعين. نعم، هربوا من كلمة الله
اكبر! وكما بشر الرسول صلى الله عليه
وسلم: هرب شياطين الإنس من ذكر الله
ولهم ضراط! بعد أن هربوا بدأ بعض الرجال
الكبار سناً وقدراً في كل شارع يعلمون
الناس ويصيحون بالشارع: لا تدعوهم
يدخلون بيوتكم وشوارعكم، ارموهم
بالحجارة, بسطول الزريعة, بأكياس
الزبالة، وحتى بالصحون والطناجر
والكاسات الزجاجية... لا تدعو الأنذال
يدخول الحي ولو على أرواحكم. الناس -حسب
ما أرى- كمن لا يصدق نفسه، كالأخرس الذي
تعلم الكلام فجأة! كل فترة تسمع
تكبيراً من إحدى الشرفات، فتردّ شرفة
أخرى في شارع آخر، وكل ما ضاقت أخلاق
واحد منا بيطلع شوي عَ البلكونة بيكبر:
الله أكبر الله أكبر، ثم يرجع فيجلس
مرتاحاً مطمئناً. ================== الطفل حمزة يجيب عن سؤال
(إصلاح أم ثورة?) (1-2) جواد البشيتي العرب اليوم 2011-05-30 إنَّ أحداً من العرب المنتمين حقَّاً إلى
شعبهم بكل ما يَدْفَع هذا الشعب إلى
الثورة على حاكمه, فرداً ومؤسَّسةً, لا
يمكن أنْ يَقِف ضدَّ "سورية", أو
يُضْمِر لها شرَّاً, إلاَّ إذا فَهِم
سورية (الشعب والوطن والدولة) على
أنَّها الحاكم, أو نظام الحكم, نفسه. إنَّنا, وفي هذا الزمن العربي الجديد على
وجه الخصوص, والذي يُرينا اجتماع
أجَمَل ما في "الأُمَّة" من خلال
الثورة الشعبية الديمقراطية السلمية
الحضارية, وأبشع ما فيها من خلال
أساليب وطرائق ووسائل "الحاكم" في
الدفاع عن اغتصابه للسلطة, لا نتمنى
لسورية (ولا لأيِّ دولة عربية) إلاَّ
"القِمَّة", مكاناً ومكانةً,
والنأي بنفسها عمَّا يُسْقِطها في "الهاوية",
على ألاَّ يُجْعَل ل¯ "الهاوية"
معنى "الثورة (الشعبية الديمقراطية)". دعونا, الآن, ندعو للرئيس بشار, وندعو على
"أعدائه" جميعاً, وندعوه, بعدما
أراه الله "الحق الديمقراطي"
لشعبه, إلى البقاء رئيساً لسورية
الجديدة حتى انتهاء ولايته (الرئاسية).
وندعوه, أيضاً, إلى الترشُّح لولاية
رئاسية ثانية وأخيرة; فهل يَقْبَل قبل
ذلك, ومن أجل ذلك, تعديلاً دستورياً,
بموجبه تدوم الولاية الرئاسية خمس
سنوات فقط, ويُحْظَر على الرئيس أنْ
يستمر في الحكم أكثر من ولايتين
رئاسيتين متتاليتين (عشر سنوات)?! إذا كان في هذا التعديل الدستوري ما يعود
بالنفع والفائدة على العدوِّ
الإسرائيلي فإنَّنا نَضْرِب عنه صفحاً. حزب "البعث" يبقى, ولا يُحَل; ويبقى
له الحق في أنْ "يقود (المجتمع
والشعب)"; على أنْ يُحْذَف من
الدستور ذلك البند "غير الدستوري",
والذي بموجبه يُفْرَض هذا الحزب على
الشعب "قائداً للدولة والمجتمع",
فالقيادة إنَّما تأتي من طريق إقناع
الحزب للشعب بأهليته القيادية, وليس من
طريق هذا "الفَرْض الدستوري",
فالبَغْل مهما قُوِّيَ لن يغدو حصاناً;
وعلى أنْ يُقام بين "الحزب" و"الدولة"
برزخ دستوري, فتنتهي ظاهرة "دولة
الحزب", وظاهرة "حزب الدولة",
وتُعاد كل ممتلكات الحزب إلى صاحبها
الشرعي وهو الدولة بصفة كونها ممثِّلة
الشعب. إذا كان في هذا ما يعود بالنفع والفائدة
على العدو الإسرائيلي فإنَّنا نَضْرِب
عنه صفحاً. نتمنَّى على الرئيس بشار أنْ يظلَّ على
عدائه لإسرائيل, وأنْ يشتد عداؤه لها,
ويَعْنُف; على أنْ يُسْبِغ على شعبه
نِعْمَة الحقوق السياسية
والديمقراطية والإنسانية التي
يتمتَّع بها شعب هذا العدو القومي;
فإنَّ نظام حكم جديدا في سورية, يقوده
الرئيس بشار, ويماثِل, أو يشبه, نظام
الحكم في إسرائيل (لجهة ديمقراطية
العلاقة بين الحاكم اليهودي والمحكوم
اليهودي) هو نِعْمَة إنْ أنْعَم بها
الرئيس بشار على شعبه فسوف يُخَلَّد
اسمه وذكراه, ويَدْخُل التاريخ من أوسع
أبوابه. إذا رأى الرئيس بشار في هذه النِّعمة (السياسية
والديمقراطية والإنسانية) نَقْمَة على
سورية بصفة كونها "آخر وأهم القلاع
القومية العربية" ضدَّ العدوِّ
الإسرائيلي فإنَّنا نَضْرِب عن هذه
الدعوة صفحاً, متمنِّين على الرئيس
بشار, في الوقت نفسه, أنْ يقيم لنا
الدليل على أنَّ الخواص السياسية
والديمقراطية لنظام الحكم في إسرائيل
قد نالت من قوَّة هذا العدو, وجعلته
ضعيفاً في مواجهة "القلعة السورية". نتمنَّى على الرئيس بشار أنْ يجعل "حارة
الأسد" شبيهة ب "حارة الضبع",
وأنْ ينأى بعقله السياسي عن نظرية "الجنرال"
دريد لحام والتي قال فيها إنَّ مهمَّة
الجيش السوري ليست القتال دفاعاً عن
غزة وإنَّما الانتشار في داخل المدن
السورية وأحيائها من أجل الحفاظ على
"السلم الأهلي", الذي لن نَقِفَ
أبداً على معناه الحقيقي إلاَّ في
جُثَّة الطفل حمزة, وأنْ يمضي قُدُماً
في جهوده لتقوية الجيش السوري في
مواجهة العدو الإسرائيلي; على أنْ (ما
دُمْنا للوهم لساناً) يُحطِّم بنفسه,
ولمصلحة شعبه, والديمقراطية في بلاده,
"آلة القمع والإرهاب والبطش",
مُبْتَنياً من حجارة غير حجارتها "نظاماً
أمنياً جديداً", مُقْنِعاً للشعب
بأنَّ الشرطة في خدمته, وتَنْتَصِر
لحقوقه الديمقراطية, وتحميه من اللصوص
والمجرمين. ==================== محمد أبو رمان 29/05/2011 الغد الاردنية "ما يحدث في سورية مؤامرة على النظام
والممانعة"، "كل ما نراه من جرائم
التعذيب والقتل والإبادة العنصرية
والطائفية هو مجرد أفلام مدبلجة"،
"المعارضة مدعومة من الخارج
والأصوات التي تنتقد مجازر النظام
السوري لها أجندتها الخاصة"، و"المعركة
هي فقط مع تكفيريين وجماعات متطرفة
وعصابات خارجة على القانون"! هكذا هي رواية النظام السوري وأتباعه.
حسناً، سنفترض أن كلّ ذلك صحيحٌ
تماماً، لكن هل يمكن أن يكذب أيّ منكم
أباً وهو يبكي أمام جسد ابنه المسجّى،
وقد قُتل بالرصاص أو تحت التعذيب! أو
حين يرى ابنه الذي اعتقل، وقد خرج
محطّماً نفسياً وجسدياً، عاجزاً عن
الحديث ويلوذ بالصمت والبكاء من حجم
الويلات التي عاشها في المعتقلات
السورية؟! هل مئات الشهادات الموثقة (هذه)
أيضاً كذب ومؤامرة، وهل ما قاله رامي
مخلوف حول ضمان النظام السوري لأمن
إسرائيل أيضاً مفبرك؟! نعود لقصة الطفل حمزة الخطيب (13 عاماً)،
وقد كان بصحبة أهله في مسيرة لفك
الحصار عن مدينة درعا، فالتقطته قوات
الأمن، واعتقلته، ثم بعد أيام أعادته
"جثّة هامدة" لأهله، لكنها متخمة
بآثار التعذيب الوحشي، بما في ذلك بتر
عضوه التناسلي، ورصاص في أنحاء متعددة
من جسده، ثم بعد أن تتكشف القصة ويرفض
أهله الصمت، يقوم الأمن السوري
باعتقال والده! فقط لو قيل لأولئك الذين يتنطحون للدفاع
عن هذه الجرائم والقتل، ويتواطؤون على
تصوير الشعب بوصفه عصابات مسلّحة،
والملاعب التي يجري فيها التعذيب
للمتظاهرين، ب"مراكز ترفيه وتأهيل":
فقط تخيلوا أن الطفل حمزة هو ابنكم،
وأنه تعرّض للتعذيب الوحشي قبل أن
يُقتل! ولو أنّ مئات الأطفال السوريين
الذين عُذِّبوا واعتُقلوا أو قُتلوا
هم أبناؤكم أو إخوانكم، وحدث معهم ما
حدث، هل ستبقى هذه هي مواقفكم؟! ما يحدث حالياً في سورية هو قصة استثنائية
غريبة فعلاً، تعكس واقعة وجود جهاز
أمني وعسكري خارج التاريخ، أدمن
التعذيب والقتل وإهانة الكرامة
الإنسانية، ولا يتقن صنعةً أخرى، ولا
يمتلك الخروج من عصر المجازر
والمذابح، لذلك لا يعرف بعد أن هذه
الجرائم في عصر اليوتيوب والثورة
المعلوماتية والإعلامية، جميعها
تتحول إلى وثائق مروّعة ومرعبة، تكشف
حجم الفساد والقمع الذي وصلت إليه
الأمور. لا يصل جهاز ما إلى المتعة بتعذيب الأطفال
بهذه الصورة البشعة إلاّ وقد تجاوز
حالة "الإفلاس الأخلاقي"، وخلع
"روح الإنسانية" منه، وارتدى
ثوباً آخر (!). الصمت على ما حدث مع حمزة الخطيب وإخوانه
من الأطفال والشباب السوريين بمثابة
جريمة نشارك فيها جميعاً، محبي النظام
السوري أو شانئيه. فليس هنالك تبرير
واحد يمكن أن يفسّر القفز على قتل
الناس وتعذيبهم والاعتقالات الجماعية
وحملات الإبادة ومئات الشهادات التي
توثق ذلك، ومنها ما نشره مؤخراً الزميل
سليمان الخالدي حول مشاهداته في أيام
الاعتقال في سورية. "كلنا حمزة الخطيب"، "كلنا أطفال
درعا"، "كلنا طل الملوحي"،
وليست هذه المآسي إلاّ "قمة جبل
الجليد"، مما هو واقع حقاً. وأقل ما
يمكن أن نقوم به دفاعاً عن أطفالنا
ونسائنا وإخواننا في دمشق وحمص ودرعا
والمدن السورية الأخرى هو أن نرفع
أصواتنا عاليةً برفض هذه المذابح،
وبدعم مطالبهم الحقّة بالحرية
والكرامة، وقبل ذلك الإنسانية. ==================== في جغرافية التظاهر
والاحتجاج السوري الإثنين, 30 مايو 2011 فايز سارة * الحياة منذ اواسط آذار (مارس) الماضي تستمر حركة
التظاهر والاحتجاج السورية. وعلى رغم
ان تلك الحركة بدأت خجولة في حي
الحريقة التجاري في وسط دمشق، فإنها
امتدت بصورة سريعة الى مناطق سورية
كثيرة، الى درجة يمكن القول معها، انها
صارت حاضرة على امتداد الاراضي
السورية، وإن كان حضورها وانتشارها
متفاوتين بين منطقة وأخرى. والتدقيق في واقع انتشار حركة الاحتجاج
والتظاهر، يبين انها اتخذت مسارين
اثنين، المسار الاول بدأت فيه الحركة
من المدينة، ثم انتقلت الى الريف
القريب، وهو ما حصل في مدينة درعا،
وتكرر لاحقاً بصور متقاربة في حمص
واللاذقية وحماة وإدلب ودير الزور،
قبل ان تنتقل الاحتجاجات الى القرى
والبلدات القريبة والابعد. والمسار
الثاني، كان في انطلاق التظاهرات
والاحتجاجات في الارياف والمدن
الصغيرة، ثم اتجاهها نحو المدينة، كما
حدث في العاصمة دمشق، وهو الامر الذي
تطورت في سياقه حركة الاحتجاج
والتظاهر في محيط حلب عاصمة الشمال
السوري، وفي محافظة الحسكة الواقعة في
شمال شرقي البلاد، والذي يضم أكبر تجمع
للسوريين الاكراد. والتمايز في مساري حركة الاحتجاج، يبين
ان المناطق التي انتشرت فيها
الاحتجاجات من المدن الى محيطها، كانت
المناطق الموصوفة بأنها الاقل نمواً
وتطوراً، كما هو حال معظم المناطق التي
اخذت هذا المسار، وبعضها كان أكثر
انسجاماً في تركيبته السكانية، كما هو
حال درعا ودير الزور وإدلب وريفها، اما
في مسار انتشار الاحتجاجات من الريف
الى المدن، فقد بدا الامر مختلفاً في
مسار المدن الاكبر، والتي كانت مراكز
اساسية للانشطة الاقتصادية والخدمية
كما هو حال دمشق وحلب، وهي التي تتمركز
فيها القوة الامنية الاهم، وتستثنى من
ذلك مدينة الحسكة، التي تحيط بها
حساسية خاصة ناتجة من وجود كتلتين
كبيرتين من العرب والاكراد، مالت فيها
الاكثرية الكردية الى التظاهر، فيما
اتجهت الاكثرية العربية الى عدم
التظاهر، مما جعل الحسكة أقل تظاهراً
من ريفها وهو حال حلب ودمشق، وإن تكن
الاخيرة قد عززت حضورها في حركة
الاحتجاج في الاسابيع الاخيرة. ان السبب الرئيس لتمركز حركات الاحتجاج
في المدن الصغيرة والارياف، انما يعود
الى التهميش الشديد الذي احاط بتلك
المناطق وسكانها، وهو تهميش سياسي
واقتصادي واجتماعي وثقافي. ذلك ان اغلب
تلك المناطق بعيدة عن مراكز صنع
القرار، وهي ابعد عن المشاركة
السياسية في الحياة العامة، كما ان
اوضاعها من الناحية الاقتصادية، تتسم
بصعوبات كبيرة، تزيد عن الصعوبات
والمشاكل التي تعاني منها بقية
المناطق السورية، كما هو حال درعا
وريفها، التي وإن كانت قريبة من دمشق
بخلاف دير الزور، إلا ان الواقع
الاقتصادي فيهما شديد التردي، حيث لا
منشآت اقتصادية ولا استثمارات، بل إن
ادارات الدولة الخدمية فيهما شديدة
التواضع، وفي المحصلة، تميزت تلك
المناطق ببطالة واسعة وفقر شديد
وبخاصة في صفوف الشباب، مما يعزز
الشعور بالتهميش، وبين تعبيراته في
هذه المناطق تهميش ثقافي، مكرس في غياب
ملموس لمؤسسات ثقافية باستثناء –
مراكز ثقافية قليلة وبائسة النشاط -
وفي اية منتجات ثقافية ذات قيمة وإن
كانت موجودة، فإنها محدودة للغاية. فواقع تلك المناطق جعلها اقرب الى
الافتراق عن السلطة المركزية او عدم
الاحساس بحضورها الكثيف، بخاصة اذا
لاحظنا، ان معظم هذه المناطق يرتبط
بمسارات هجرة داخلية – خارجية دائمة
او موقتة، توفر لسكان هذه المناطق
مصادر عيش ابعد ما تكون عن تدخل السلطة
او عبرها، ومثال ذلك هجرة اهالي منطقة
درعا الى منطقة الخليج وبخاصة الكويت،
وهجرة اهالي منطقة دير الزور الى
الخليج وبخاصة البحرين، وهجرة أكراد
وآشوريي الحسكة الى اوروبا والولايات
المتحدة، وهجرة اهالي محافظة الرقة
الى السعودية، وهجرة بعض من كل هذه
المناطق الى العاصمة والمدن السورية
الكبرى ولا سيما في السنوات الاخيرة
عقب انهيار المواسم الزراعية في تلك
المناطق نتيجة الجفاف والسياسات
الزراعية المدمرة، وهي هجرة تماثل
هجرة أبناء المناطق الاخرى مثل ادلب
وحمص ودرعا الى العاصمة خصوصاً، وكانت
عائدات الهجرة الخارجية /الداخلية
توفر سبل عيش اغلب سكان مناطق المدن
والارياف الذاهبة معاً الى التظاهرات
وحركة الاحتجاج. غير ان ثمة سبباً آخر له اهمية في انخراط
المناطق السابقة في حركة الاحتجاج،
وهو ضعف او محدودية حضور الاجهزة
الامنية في تلك المناطق مقارنة بما هو
عليه الحال، في المدن الكبرى، التي
انطلقت التظاهرات في اريافها قبل
الانتقال الى المدن، التي تتمركز فيها
الاجهزة الامنية، والاهم من فروعها
ومركز القرارات فيها، مما ادى الى
تأخير او محدودية حركة الاحتجاج
والتظاهر في المدن على رغم الزخم الذي
ميز حركة اريافها، كما في ارياف ومدن
دمشق والحسكة وحلب. لقد جعل الوجود الامني المكثف في المدن
الكبرى من الاحتجاج والتظاهر امراً
شديد الصعوبة في ظل حرص السلطات على
الاحتفاظ بصورة هذه المدن وأنشطتها
العامة، بعيدة عن الظهور في صورة
المحتجة والمتظاهرة امام الهيئات
والمؤسسات الديبلوماسية والاعلامية
العربية والاجنبية الموجودة بخاصة في
دمشق وحلب، مما جعل التشدد الامني
واضحاً وقوياً في دمشق وحلب. وبين الاسباب الاخرى، التي ادت الى رسم
لوحة التظاهر والاحتجاج في هذه
المناطق على اساس زخم في المحيط
ومحدودية في المركز، حقيقة، أن
اقساماً كبيرة من سكان مدن دمشق وحلب
والحسكة، هم من الوافدين من مناطق
اخرى، وهم الذين تحيط بحيواتهم
اهتمامات وهموم قد لا تتماثل مع ما يهم
اخوانهم من اهالي هذه المدن. لقد رسمت حركة التظاهر والاحتجاج السوري
ملامحها الاساسية، باعتبارها حركة
الهوامش الحضرية والريفية اساساً على
نحو ما تجسدت واضحة في درعا ومحيطها،
وكان السياق الثاني في حضورها عبر
انطلاقها من ارياف نحو مراكز المدن
السورية الكبرى كما حدث في دوما وعربين
والزبداني والمعظمية ودرايا والكسوة
في محيط دمشق، ثم في امتداداتها
الواسعة، كما ظهر في الاسابيع العشرة
الاولى من حركات الاحتجاج والتظاهر. * كاتب سوري. ==================== خليل قطاطو القدس العربي 30-5-2011 بعض المثقفين والكتاب والصحافيين
والشعراء المرموقين مثل سعدي يوسف لا
يريدون لسورية، هذه القلعة القومية ان
تهتز، ربما خوفا على مشروع الممانعة
والمقاومة من التشرذم، لا احد ينكر ان
سورية وقفت مع المقاومة في فلسطين
ولبنان امام مد الاستسلام والتطبيع
والتنازلات منذ زيارة السادات
لاسرائيل، والحلقة الاولى من مسلسل
كامب ديفيد، مرورا بالاجتياحات
الاسرائيلية المتكررة للبنان، ثم
اوسلو، وولادة معسكر الاعتدال العربي
الذي قادته مصر حكومة لا شعبا. السؤال الصعب هو لماذا يصدق بعض هؤلاء
الرواية الرسمية السورية بوجود مؤامرة
وعصابات مسلحة، سلفية وغيرها، بتمويل
خليجي وتيار المستقبل وحلفائه؟ اما
السؤال الاصعب فهو لماذا يراهن هؤلاء
على ان انهيار النظام السوري، وبزوغ
نظام جديد سيكون لا محالة، في مصلحة
المتآمرين؟ الرواية الرسمية من دمشق رواية تافهة
هزيلة تم اخراجها الى فيلم غير مترابط،
يبدو ان المخرج مبتدئ، والانتاج بخيل
والممثلون كسالى لم يدرسوا الادوار
جيدا، ولذا لم يتقنوا مهامهم. الادلة
هنا كثيرة، نستعرض بعضا منها للتدليل. حاصرت قوى الامن السورية المسجد الرنتيسي
في درعا واقتحموه بحجة اختباء مجموعات
سلفية ارهابية فيه، ثم نسي المخرج ما
قال في الحلقة الاولى، ليخرج الينا في
الحلقة الثانية بأنهم يبحثون عن معارض
يساري داخل المسجد، وهذه اول حادثة
تاريخية اسمع عنها عن يساري سلفي! ما فتئ النظام السوري يردد نشيد الحوار
الوطني مع المعارضة، فاذا كانت
المظاهرات هي مجرد تجمعات غوغائية
وعصابات مسلحة، فلماذا ستتحاور معهم
الحكومة على الاقل قولا لا فعلا
والظريف اننا لم نسمع عن اي معارض سوري
ذهب برجليه الى الحكومة ليتحاور معها
وعاد سليما معافى الى قواعده، فالحوار
السوري يعني الاعتقال والسجن والاهانة
والضرب، طبعة سورية خاصة. ايام الجمعة اصبحت دموية في سورية، قتلى
بالعشرات، وفي احد الجمع قبل ثلاثة الى
اربعة اسابيع تجاوز العدد المئة للمرة
الاولى. في الجمعة التي صادفت الثالث
عشر من ايار/مايو اعلن التلفزيون
والاذاعة السوريان ان قرارا قد صدر
بعدم اطلاق النار على المتظاهرين، في
تلك الجمعة عمت المظاهرات كل المدن
السورية، القتلى اقل من عشرة! التحليل
بسيط ومنطقي، العصابات المسلحة
الارهابية والتخريبية ائتمرت في تلك
الجمعة بأمر الحكومة ولم تقتل سوى خمسة
الى ثمانية مدنيين ولم يقتل يومها اي
جندي، شرطي، او ضابط سوري، اذا هذه
العصابات تابعة لقوى الامن والجيش
السوري، هل يملك احد اي تفسير آخر؟
تدارك المخرج الفاشل خطأه الجسيم، في
الجمعة التالية، العشرين من ايار/مايو،
لم يصدر اي قرار بعدم اطلاق النار على
المتظاهرين، قتل اربعة واربعون
مواطنا، لان العصابات المسلحة، ملتزمة
بأوامر الحكومة مرة اخرى، المخرج اياه
عليه الاعتزال، 'اجا يكحلها عماها'. الطريف ايضا ان الحكومة السورية الجديدة
بتكليف من الرئيس سمحت بالمظاهرات
ولكن بإذن مسبق وتصريح من وزارة
الداخلية، خيل الي حينها ان احمل
كاميرا خفية وارافق مواطنا سوريا يذهب
الى وزارة الداخلية بصدد الحصول على
تصريح المظاهرات تنادي بالاصلاح عندها
تخيلت انني سأبقى انتظر هذا المواطن
الفدائي للابد ليخرج من وزارة
الداخلية، وسيكون عنوان الحلقة، خرج
ولم يعد. اما السلطة السورية فخيارات مخرجها اثنان
فقط، اما ان تنكر وجود مواطن سوري بهذا
الاسم، او الاقرار بوجوده، ولكن انكار
انه دخل في يوم ما وزارة الداخلية. ما يؤلم في المشهد السوري، الشباب الذين
يشيعون الشهداء في يوم ما، يصبحون
شهداء في ذات اليوم، يشيعهم شهداء
اخرون في اليوم التالي، وقافلة
الشهداء لا تنتهي. حالة من الارتباك والخوف تعتري قوى الامن
السورية، حدثني صديق سوري ان شابا
سوريا شاهدته قوى الامن يلتقط صورا
لمظاهرة من تليفونه الخلوي وهو يقود
سيارته، فلاحقوه، حاول الفرار منهم
ولكنه عمل حادثا بسيطا وتوقف، جاءوا
اليه، اعتقلوه، ضربوه، افرجوا عنه بعد
عشرة ايام، حتى الآن القصة عادية،
الطريف في الموضوع انهم افرجوا عنه من
دون ان يصادروا الخلوي او الصور التي
التقطها، مثال حين على الارباك. ان يخرج الشباب السوري، غير مقنعين،
يحملون لافتات مثل 'الرئيس مصيره في
محكمة الجنايات الدولية، او الرجاء
اطلاق الرصاص المطاطي لا الحي اسوة
باسرائيل، او نداء الى الجيش، انتبه
هنا حمص وليست اسرائيل...' وغيرها
الكثير امر يدعو الى الاعجاب بجرأة هذا
الجيل الذي لا يعرف الخوف، المتشائمون
سيقولون ان هؤلاء الشباب فقدوا معنى
الحياة، كبت، بطالة، فساد، فقر فأصبحت
الحياة عندهم لا تساوي جناح بعوضة، اما
العاقلون فيرون فيهم تطلعا لحياة
جديدة فيها الكرامة والحرية والصدق
قبل لقمة الخبز الضرورية. عجبت لمن
ينام من دون ان يجد قوت يومه، كيف لا
يخرج شاهرا سيفه، ولكنهم خرجوا من دون
سيوفهم، بصدورهم العارية، واكفانهم
لحياة جديدة ذات لون مختلف. الثورة
السورية مستمرة، الشهداء قاربوا
الالف، عدا الاف المفقودين والمرجح
انهم شهداء ايضا، حاجز الخوف الذي تهشم
لن يستطيع المخرج السوري المبتدئ ان
يرممه. ان تكون سورية مع المقاومة لا يبيح لها
بأي حال من الاحوال قتل خيرة شبابها
ونسائها واطفالها، الحكومة السورية
حولت البلد الى سجن كبير، والحرية
يتغنى بها حزب البعث كشعار له لا وجود
لها، اطلاقا. سورية تمر بمخاض عسير، المولود الجديد لن
يكون مشوها، ولا متآمرا على مشروع
المقاومة، والشعب السوري سيكون اكثر
وفاء للمقاومة من الحكومة الحالية،
والمؤامرات موجودة فقط في خيال
الحكومة السورية الحالية والمتنفذين
من الحزب والعائلة الحاكمة، ولا فتنة
طائفية موجودة في سورية، فالحرية
والكرامة والعدالة لا تعرف دينا ولا
طائفة، وستعم الجميع. الى كل المتشائمين من المجازر في ليبيا،
والتنكيل والقمع في سورية واليمن نقول
فقط، تذكروا ان مبارك وحزبه كانا ايضا
مهيمنين، متسلطين، عنيدين، ولم يصمدا
امام الثورة الشعبية، قد يصمد النظام
السوري اطول، ولكنه لا محالة زائل. هذا الربيع العربي، وقبلة الشتاء الدافئ،
سيتبعه صيف حار على انظمة اخرى، ثم
سيزورها الخريف، وتذبل اوراقها
وتتساقط، وتتكسر اغصانها الهشة. كنت بصدد كتابة مقال بعنوان، الكتابة في
زمن الثورات ترف ام ضرورة، ولكني ايقنت
انها ضرورة لفضح الاكاذيب الرسمية
التي انطلت حتى على بعض المثقفين الذين
وقفوا في المحطة الخطأ. ==================== حلمي الأسمر الدستور 30-5-2011 تنثال عليك ذكريات وذكريات، وأنت ترى جسد
الفتى الشهيد حمزة الخطيب، وقد دق بقصة
استشهاده أبواب النصر، واستدعى حادثات
الليالي، ورياح التاريخ القديم
والجديد، فما تدري أيها أكثر دلالة،
وكلها تحمل رموزا مؤثرة! حمزة الخطيب، يستدعي ذكرى محمد الدرة،
الطفل الذي قتله زبانية شارون، ولكن
شارون لم يقتل أبناء شعبه، وإن حفرت
حادثة استشهاد الدرة ضوءا في الضمير
البشري لا يمكن أن يُطفأ! حمزة الخطيب الآن، الطفل السوري الذي
قتله شبيحة النظام، غدا صنو خالد سعيد،
الذي قتله مخبرو مبارك، كما هو شأن
البوعزيزي، الذي أطلق شرارة الثورة
التونسية، بعد أن صفعته شرطية تونسية
جاءها مطالبا بحقه، أصبحوا جميعا
رموزا تاريخية، تلهم الملايين عربا
وعجما، للثورة على الظلم، والانتصار
على القتلة! حمزة ابن الثلاثة عشر ربيعا، يحمل نفس اسم
حمزة، عم رسول الله صلى الله عليه
وسلم، الذي قتله وحشي، ومثل بجثته،
ووحشي له مُعادل موضوعي في هذا الزمان
اسما وفعلا. قصة استشهاد حمزة قصة تروى للأجيال،
الطفل حمزة من بلدة الجيزة، القريبة من
درعا، اعتقل قرب صيدا في حوران يوم 29
نيسان الماضي أثناء محاولته إدخال
الطعام إلى المحاصرين في مدينة درعا،
اختفى منذ ذلك التاريخ، ولم يظهر إلا
بعد شهر: جثة هامدة، ملأت صورها صفحات
الإنترنت، والصحافة الدولية، حيث تبدو
على جسده آثار التعذيب (الوحشي)
والتمثيل بجثته، والأنكى من ذلك قطع
عضوه التناسلي، وكأنها رسالة من الأمن
السوري لكل رجال الشام!! طبعا، لم تصدر رواية رسمية عن السلطات
السورية حول هذه الجريمة البشعة، لكن
تلفزيون «الدنيا» المقرب من الحكومة
استضاف طبيبا شرعيا أكد أن جثة الطفل
كانت سليمة عندما عاينها(!) ولم يذكر
الطبيب كيف قتل حمزة، وقد استمعت لكل
ما قاله هذا الطبيب، فكان مضحكا حد
البكاء، ولم يفسر شيئا مما بدا على جسد
الشهيد من طلقات نارية أو قطع عضوه
الذكري، أو كسر عنقه، بل ادعى أن
التغير والندوب على جسمه هو بفعل تفسخ
الجثة، لأن الوفاة حصلت قبل شهر، ولم
يقل لنا الطبيب الهمام، لم بقيت الجثة
في حوزة السلطات كل هذه المدة، وأين
كانت محفوظة كي تتفسخ على هذا النحو!! وفاة حمزة، الطفل، ومحنة الشام برمتها،
تستدعي أبياتا مؤثرة من الشعر لأمير
الشعراء أحمد شوقي، في قصيدته الشهيرة
التي مطلعها: سَلامٌ مِن صَبا بَرَدى أَرَقُّ وَدَمعٌ لا يُكَفكَفُ يا دِمَشقُ وفيها أبيات، كأنها تصف حال اليوم، وإن
كان المقصود بالقتلة جنود فرنسا
الاستعمارية، الذين يسمون طلاب الحق
والحرية: عصابات سلفية خارجة عن
القانون، شاقة لعصا الطاعة، يقول شوقي: سَلي مَن راعَ غيدَكِ بَعدَ وَهنٍ أَبَينَ فُؤادِهِ وَالصَخرِ فَرقُ وَلِلمُستَعمِرينَ وَإِن أَلانوا قُلوبٌ كَالحِجارَةِ لا تَرِقُّ رَماكِ بِطَيشِهِ وَرَمى فَرَنسا أَخو حَربٍ بِهِ صَلَفٌ وَحُمقُ إِذا ما جاءَهُ طُلّابُ حَقٍّ يقولُ عِصابَةٌ خَرَجوا وَشَقّوا دَمُ الثُوّارِ تَعرِفُهُ فَرَنسا وَتَعلَمُ أَنَّهُ نورٌ وَحَقُّ إلى أن يقول: وَلِلحُرِّيَّةِ الحَمراءِ بابٌ بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ جَزاكُمْ ذو الجَلالِ بَني دِمَشقٍ وَعِزُّ الشَرقِ أَوَّلُهُ دِمَشقُ رحم الله شوقي، والبوعزيزي وخالد سعيد،
وعم رسول الله، وسميَّه حمزة، فقد لاحت
بشائر الانتصار، وبإذن الله سيكون دم
حمزة الصبي، لعنة على الوحوش،
وأذنابهم وشبيحتهم، كما كان دم حمزة
لعنة على كفار قريش! ==================== حسين شبكشي الشرق الاوسط 30-5-2011 إذا كانت الإهانة والمذلة والمظلمة
جميعها خطايا لا تغتفر للأنظمة
العربية في حق شعوبها، فإن الخطيئة
الأكبر هي الاستهزاء التام واحتقار
ذكاء وعقول الناس إلى درجة لا يمكن
وصفها، وهو ما ظهر ولا يزال يظهر في
الخطابات والتصاريح التبريرية على
لسان مسؤولين حكوميين مختلفين يعلقون
على طلبات شعوبهم، والأحداث التي
تلتها جراء هذه الطلبات المستحقة. فشلت
الجمهوريات العربية بعد عقود من الحكم
في تكوين حياة ديمقراطية شبه محترمة
فيها تأسيس للحكم المدني ومؤسسات
المجتمع المستقلة وتبيان واضح لحقوق
المواطن وعلاقة صريحة بينه وبين
الدولة، وهذه كلها مناطق رمادية
وهلامية، حيث لا يمكن الاستناد إلى
مرجعية ناجعة وقطعية لمعرفة حدود
المسؤولية، وبالتالي المساءلة بعد ذلك.
لن يكون من السهل نسيان تصريحات الرئيس
التونسي السابق في بدايات تعليقه على
الحراك الشعبي الجارف ضده وضد فساد
حكومته وأسرته واستبداده، ليبرر هذا
الحراك بأنه بسبب مجموعة من «الدخلاء
والعملاء»، ثم جاءت الثورات تباعا
لنرى ونسمع ونتابع تبريرات هي أقرب
للخيال منها للحقيقة. تبريرات تلقي باللائمة تارة على بلطجية
ومرة على مندسين وعلى مهلوسين وعلى
شبيحة، وعلى أم الفزاعات في كل الحالات
«السلفيين»، ومراسلي القنوات
الفضائية من «الملعونين والكلاب»،
بحسب أحد التعبيرات على لسان صاحب «الزار
السياسي» الكبير القذافي المعروف
بالأخ العقيد سابقا (ولا أعلم هو أخو
مَن تحديدا، ولكن بعد ما قام بعمله في
حق شعبه يبدو أن المقصود هنا هو أخ منه
أخ!)، لم يعترف منهم أحد بأخطائه ولا
بنزاهة وأحقية المطالبات وجدارتها ولا
قام بالأسف والاعتذار صراحة لمن قتلهم
من الأبرياء العزل من الشعب ولا الترحم
عليهم، وطبعا ولا بتحمل مسؤولية ما حدث
وعقاب المسؤولين عن ذلك في وقتها.. إنه
مسلسل «احتقار» الناس واتباع سياسة «المبيدات
الحشرية» أمنيا، وهي الاعتقاد بإبادة
أكبر عدد من الناس وبأبشع الصور
لتخويفهم بحيث لا تتكرر منهم
المطالبات مجددا، وإتباع ذلك بقصص
وتصريحات تبرر ما حدث والإتيان بشهود
ومحللين ومسؤولين ورجال دين
وأكاديميين يضيفون «نكهات» صدق للقصة
الرسمية، ولكن بدلا من أن يبلع الناس
القصة ويهضموها يصابون بحالة من عسر
الهضم والقيء المستمر وحساسية أبدية
تجاه أقوال وأفعال حكوماتهم! تعودت
الحكومات العربية على بيع الأوهام
لشعوبها، أفكار وهمية روج لها بكوادر
متحجرة فحولت الاستبداد إلى ديمقراطية
والحزب إلى سجن والهيمنة إلى مقاومة! كلها خلط في المعاني لم تجن من ورائها
الشعوب إلا الحصرم، ولدت من خلالها
إنسانا خائفا مكسورا مذلولا بلا ثقة في
نفسه ولا أمل في غده، مولدة كذلك
إحساسا نفسيا طاغيا بالقنوط، ومن هنا
تفجر الألم بحالة من القوة واللاعودة،
وقد كان. هي خليط من المشاعر تراكمت
ولدتها سياسات وتصرفات وتصريحات
وتهيؤات مجتمعة كونت المجتمع العربي
القديم الذي قرر أن يطلق ماضيه إلى «لا
رجعة»، فهو لن يقبل بما كان يروج على
لسانه وعن تفكيره وعن مقصده، لم يعد
يقبل بأن يكون لغيره الوصاية على نياته
وعلى ما هو أنفع له، يريد أن يكون له
صوت وحق، وقبل هذا وذاك يريد أن يكون له
كرامة. أصبح اليوم المواطن العربي أكثر
إدراكا وأكثر حساسية وأكثر نضجا وأكثر
معرفة. لن يقبل بمسؤولين يميعون
الحقيقة ويغيرون الواقع، ولا رجال دين
يحرمون حلالا ويضيقون واسعا، ولا
منافقين أفاقين يحجبون الحق والحقيقة
لصالح الطاغية وحاشيته. طلب واحد كان
يقال من قلوب الناس عندما فاض بهم،
اختزلوا الطلب في كلمة واحدة «ارحل»
لتأتي بعدها حكمة بسيطة قالها سائق
تاكسي بمصر: «إذا كنت عاوز تبقى ريس..
عامل الناس كويس!».. عبقرية بسيطة! الناس في كثير من الأحيان تريد إصلاح ما
عندها وتؤمن بضرورة ذلك، ولكنها إذا لم
ترد مقولة «الشعب يريد إسقاط النظام»،
لأنها وبسبب ما تسمع من إهانات لعقلها
وضميرها، فهي على أقل تقدير تردد «الشعب
يريد إسكات النظام!». ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |