ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
J
النكتة السياسية .. سلاح
الثورة السلمية في سوريا *ماهر عابد الشبكة العربية العالمية الاثنين, 30 مايو 2011 الشبكة العربية العالمية - في سياق ثورة
الشعب للتغيير والحرية وإسقاط نظام
البعث الفاسد في سوريا تبرز النكتة
السياسية كواحدة من الأسلحة التي
استخدمتها الجماهير بنجاح هائل لتعبر
عن رفضها للنظام ولتطويق الحريات
وإعدام الرأي الآخر واستشراء الفساد، ومن الواضح أن هناك علاقة طردية بين
النكتة وحرية التعبير والرأي، إذ كلما
ضاقت مساحة وحرية التعبير في المجتمع
ازداد انتشار النكتة وتداولها، بل
وزادت كمية السخرية في محتواها لتضحي
كوميديا سوداء، و رغم أن الشعب السوري
أبدع في مجال النكتة السياسية منذ
اللحظات الأولى لقدوم حزب البعث إلى
السلطة في سوريا واستشراء حالة
الترويع والإرهاب المنظم بحق الشعب
الذي وجد متنفسه في النكتة ولذلك ظهرت
مواهب عديدة أبرزها زكريا تامر ومحمد
الماغوط وغيرهم من الذين عبروا عن عما
يجول في صدور الناس تجاه الفساد والقمع
المغلف براية الممانعة، إلا أن أحداث
الثورة السورية المجيدة التي نعيش
فصولها وأحداثها جعلت للنكتة السياسية
طعم آخر فهي تأتي في سياق يعمه القتل
المنظم من قبل النظام واستخدام
الدبابات لقصف المدن الآهلة والمقابر
الجماعية وتشريد المواطنين من بيوتهم,
ومن هنا كانت هذه النكتة بمثابة هتاف
وتحدي الصامتين لآلة القمع الرهيبة.
وقد جاءت هذه النكت لتعبر عن مجالات
منوعة بعضها يسخر من اتهام السلطة
للمتظاهرين بأنهم مندسين أو سلفيين أو
مدعومين من إسرائيل, وبعضها عبرت عن
واقع القمع الهمجي لأجهزة الاستخبارات
السورية. وللتدليل على غباء شبيحة النظام جاءت هذه
النكتة التي تروى عن عناصر أمنية قامت
بإيقاف سيارة وجدت مع صاحبها كومبيوتر
محمول وبطاقة ذاكرة فسأل احدهم راكب
السيارة: 'شوهاد؟' فقال السائق: لابتوب
وفلاش ميموري. بادر عنصر الأمن سائلا
مجددا: معك فيس بوك؟ فرد الشاب: لا...
فسمح له بالمرور. أما هذه النكتة فتشير إلى دور بشار الأسد
في الحكم وانه في الحقيقة ليس سوى "طرطور
"بيد من يحكم فعلا, فتقول النكتة: أنّ بشار الأسد عندما ورث الحكم في سورية
كان غير مصدق أنه الآن حاكم سوريا ولذا
كان يستيقظ من الصباح الباكر ليذهب
لمكتبه ويمارس ساديته على الناس وبعد
فترة أحس بالتعب فقال لمن حوله أنا كل
يوم بداوم من الصباح الباكر وبفطر في
المكتب فعلى الأقل احضروا لي فطوراً
طازجاً فقالوا له كما تريد, وفي صباح
اليوم التالي وجد في مكتبه دجاجة و
بقرة وحمار!! فسأل الدجاجة مستغرباً ماذا تفعلين هنا ؟
قالت الدجاجة جابوني هون حتى أعطيك بيض
طازج كل يوم, ثم قال للبقرة وأنت ؟أجابت
البقرة وأنا جابوني حتى أعطيك حليب
طازج كل يوم !ثم نظر للحمار وقال له
وأنت ؟رد الحمار قائلا أنا متلي متلك
ما بعرف ليش جابوني لهون !!. أما هذه النكتة فتلخص كذب الرسميين
السوريين من أتباع النظام وان طبيعتهم
العامة أصبحت تنضح بالكذب, فتقول
النكتة: تجربة جهاز كشف الكذب على
ثلاثة مسئولين، واحد أمريكي وواحد
ياباني وواحد سوري، وكان السؤال ماذا
اخترعتم هذه السنة /وكل من يجاوب خطأ
يرن جرس الكذب / فقال الأمريكي نحن
اخترعنا صاروخ بدون صوت ...فرن جرس
الكذب. وقال الياباني نحن اخترعنا
تلفون نقال نتحدث فيه مع أهل المريخ ...ورن
جرس الكذب. وقال السوري نحن...ورن جرس
الكذب. وفي سخرية مليئة بالمرارة من حجم القمع
الهمجي لقوات عائلة الأسد الحاكمة فقد
جاءت هذه النكتة على شكل خبر عاجل: عاجل : أعلن التلفزيون السوري اليوم أن
الجنود الإسرائيليين في الجولان قد
فروا هاربين تاركين وراءهم كامل
عتادهم الحربي ولسان حالهم يقول (
العمى فعينوا إذا هيك عمل بشعبوا شو رح
يعمل معنا) وحاول وزير الدفاع
الإسرائيلي التهدئة من روع جنوده
وطمأنتهم قائلا ( لا تخافوا ريثما يقضي
على الشعب الثائر عنده ما رح يضل عندو
ذخيرة). ونكتة عن معنى السعادة ..!! في دردشة جمعت
انكليزي وفرنسي وسوري وانتقل الحوار
للحديث عن السعادة فقال الانكليزي:
السعادة عندي عندما أعود في المساء بعد
رحلة صيد واجلس أمام المدفأة وأكل من
صيدي, قال الفرنسي: أما أنا فالسعادة
عندي عندما أتناول وجبة دسمة في المطعم
بعد انتهاء دوامي وجيبي مليء بالنقود.
التفت السوري قائلا: كلاكما لم تتذوقا
معنى السعادة بعد, قمة السعادة عندي
عندما أعود آخر النهار بعد عمل متواصل
لانحشر في غرفة مع زوجتي و5 أولاد وبعد
أن أكل طعام الأمس أتمدد في سريري وعند
منتصف الليل اسمع صوت طرقات عنيفة
عالباب فافتح لأجد رجال المخابرات
يسألون بصوت عالي: هل أنت محمود ؟ فأقول
لا إنه في الطابق الرابع. وللرد على ما زعمته وسائل إعلام السلطة من
أن قوات الأمن والجيش تقتحم المدن
السورية للقضاء على إمارات سلفية فقد
طرح الحمصيون فكرة أن يخرجوا بلباس
البحر بالمظاهرات لإثبات أنهم غير
سلفيين. أما اليافطات التي رفعها الثائرون خلال
المظاهرات فقد كانت نموذجا للإبداع
وللسخرية السوداء من نظام يدعي انه
يشكل ممانعة في وجه إسرائيل, وانه
يحارب مجموعات سلفية, ومن هذه اليافطات:
"يرجى من الجيش السوري استخدام
الرصاص المطاطي مثل الجيش الإسرائيلي",
كما رفعت يافطة تقول: "حررتم
الانترنت واعتقلتم الناس!" كما قالت
يافطة أخرى "هل الشهيد حاتم حنا سلفي
مسيحي؟ ",وذلك ردا على اتهامات
النظام للمتظاهرين بأنهم سلفيون, وهذه
اليافطة التي رفعا أطفال تقول: "سانا:
يلزمنا كومبارس لتصوير مشهد مجموعة
إرهابية" وسانا هي وكالة الأنباء
الرسمية للنظام. ================ علي العامري الإمارات
اليوم التاريخ: 31 مايو 2011 هل كان يعرف الفتى السوري حمزة الخطيب أنه
لن يكمل عامه الرابع عشر؟ وهل كان يرى
الموت في الطريق الى المدرسة أو
المخبز؟ هل كان يعي أن كتبه المدرسية
ستغدو يتيمة قبل أن يدخل صفاً جديداً،
ليعرف أكثر عن جغرافيا بلاده وتاريخها
وحدودها وثرواتها وجيشها ورجال شرطتها
العلنية والسرية؟ هل كان يتوقع الفتى حمزة أنه سيودع
أصدقاءه مبكراً، وأنه يمشي على درب
الشهادة، وأن اسمه سيصبح نجماً يسيل
دماً فوق عتمة القتلة؟ هل كان يدري أنه
سيصبح « أيقونة » من دم وحرية مثل
الشهيد الفلسطيني محمد الدرة، والشهيد
المصري خالد سعيد، والشهيد التونسي
محمد البوعزيزي؟ هل كان يرى روحه
البريئة تتلألأ في سهل حوران وتزيد
حمرة التراب حمرة قانية؟ هل كان يقرأ
فتى درعا نداء الأرض وهو يرفع صوته
عالياً عالياً في الأعالي؟ هل كان يعرف
أن صرخته العليا، ودمه العالي، ونشيده
العالي ستبقى تتردد بينما يأوي إلى
سرير القبر؟ هل كان يعرف حمزة، ابن بلدة الجيزة، جارة
درعا، أنه سيغيب شهراً كاملاً في عتمة
مسننة حتى يعود جثة إلى أهله؟ هل كان يعرف خاطفيه أو معتقليه أو معذبيه
أو قاتليه؟ هل كان يعرف أن جسده الصغير
سيصبح خارطة جديدة للتعذيب والقتل
الوحشيين، وأن جثته ستغدو خارطة دليل
على إدانة المجرمين؟ غاب حمزة شهراً، وظلت أمه تنتظر ليلاً
وراء ليل، وصبحاً وراء صبح، وتعد
الأيام والليالي والهواجس، وتفرد
حزنها في البيت، وتعلق أملها على
الأشجار، وتمدد صمتها على العتبة،
وتنادي: يا حمزة، عد إلى البيت يا ابني،
هنا أخوتك يعلقون أبصارهم على النوافذ
يرقبون حضورك، هنا فراشك بارد ووحيد،
ومخدتك المطرزة بأحلامك يا ابني تنتظر
نعاسك. يا حمزتي، أين أنت؟ عد فالبيت
شاحب من دونك، وآنية الورد عطشى في
غيابك، وظلال الزيتونة جفت من شدة
الأسى. يا أيها الفتى، روحي تتشقق،
وعيناي تغيمان، وقلبي يرتجف، عد إلى
البيت عد، وقل لأخوتك إن الشمس تشرق في
غد جديد مثل دفاتر اليوم الأول في
الدراسة. عد يا حمزتي، وقدني إلى القبر
قبلك. لكن حمزة عاد جثة، وسبق الزهور إلى
المقبرة. عاد خارطة طريق إلى حرية وشمس
ونشيد. حمزة عاد أيقونة تضيء صرخة كبرى في بلاد
العرب. عاد حمزة، لكن القتلة كسروا رقبته، لأنه
كان يحمل خبزاً وحلماً وشموساً، وكشف
حقيقة القتلة ليعرفوا أنهم مسوخ،
بينما هو باسق مثل سروة في أعالي الجبل. عاد حمزة، ولكنه هذه المرة، جاء بصمت
ليصغي إلى غد يتكون مثل جنين. عاد حمزة، لكن سريره الصغير لايزال يحلم
بعودته ذات صباح. ================ الطفل الشهيد حمزة
الخطيب.. "خالد سعيد" سوريا علياء ماضي أون إسلام 31-5-2011 فيديو انتشر على مواقع الإنترنت لطفل
سوري اسمه "حمزة علي الخطيب"،
يبلغ من العمر 13 ربيعا، أعادت إلى
الأذهان صورة الشاب المصري خالد سعيد
المشوهة بعد مقتله على يد مخبرين من
الشرطة (في نظام الرئيس المصري البائد
حسن مبارك) ، والتعذيب الذي لقيه على
أيديهم ظلما.نفس السيناريو تكرر مع
الطفل حمزة، فعلى غرار صفحة "كلنا
خالد سعيد" دشن ناشطون سوريون صفحة
اسمها "كلنا حمزة الخطيب" وضعوا
عليها صورة الطفل الشهيد وكتبوا عليها:
"نقسم بالله العظيم لن تذهب دماء
حمزة هدرا ولن نهدأ ولن يغمض لنا جفن
حتى نحاكم عصابات النظام الذين قتلوه
وتفننوا بتعذيبه"، ووصل عدد
المشتركين في الصفحة حتى الآن أكثر من
34 ألف شخص. وتعود قصة الشهيد حمزة الخطيب مثلما قال
أهله، حين خرج يوم "جمعة الغضب"
للمطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد 29
أبريل الماضي من قريته الجيزة مع آخرين
لفك الحصار عن أهل درعا، وتم اعتقاله
عند حاجز للجيش قرب مساكن صيدا. يوم الأربعاء الماضي 25 مايو الجاري تسلم
أهله جثمانه، و بدت على جسمه آثار
التعذيب الذي تعرض له و مكان طلقات
الرصاص في جسمه الغض ، ولم يكتف جلادوه
بذلك بل عمدوا إلى التمثيل بجثته
فقاموا بقطع عضوه التناسلي وأطلقوا
النار عليه. تبدو على جسد حمزة آثار كدمات على الوجه
والساق وكسر العنق، ومن ثم تعرض لإطلاق
الرصاص، حيث تبين الصور أن طلقة اخترقت
ذراعه، واستقرت في خاصرته اليسرى،
وطلقة أخرى في خاصرته اليمنى، خرجت من
ظهره، وهناك طلقة ثالثة في صدره. من جانبها صرحت مرح البقاعي رئيس معهد
الوارف للدراسات الإنسانية في حوار مع
قناة "روسيا اليوم" أن استشهاد
الطفل حمزة الخطيب، والدماء السورية
التي أريقت أثبتت أن الحوار الذي دعا
إليه بشار الأسد قد انتهى". وتابعت مرح: "الشعب السوري لن يقبل بأقل
من إسقاط النظام"، وطالبت بوجود
إجماع دولي على وقف العنف من قبل نظام
الأسد ضد المتظاهرين، الذي اتهمته
بأنه "يشق الصف السوري الوطني"،
وأضافت: "النظام فقد شرعيته بعد سقوط
أول نقطة دم". "سبت حمزة
الخطيب" وتحت عنوان "سبت الشهيد حمزة الخطيب"،
دعا نشطاء إلى تظاهرات يومية في مختلف
المحافظات تبدأ أمس السبت، في محاولة
لإخراج الاحتجاجات من إطار يوم
الجمعة، بينما ارتفعت أصوات منظمات
حقوقية لفتح ملف تعذيب المعتقلين الذي
"لا يمكن السكوت عنه"، حسب مرصد
حقوقي سوري. وبثت مواقع سورية معارضة مقاطع فيديو
لمظاهرات في بلدة عربين بريف دمشق،
أظهرت مئات المحتجين وهم يهتفون بشعار:
"الشعب يريد إسقاط النظام" . وفي مدينة قطنا في ريف دمشق، خرج المئات
في تشييع قتيلين سقطا، أول من أمس،
برصاص الأمن، وسرعان ما تحول التشييع
إلى احتجاج غاضب ضد النظام حمل خلالها
المشاركون صوراً لحمزة الخطيب. وأوردت شبكة "شام" السورية أخباراً
عن تظاهرات في مدينة درعا للتضامن مع
عائلة الخطيب، وكانت المظاهرات اختفت
من منطقة "درعا البلد" بعد اقتحام
الجيش للمدينة أبريل الماضي. كما خرجت تظاهرة في بلدة غصم التابعة
لدرعا على ما ذكرت مواقع داعمة ل"الثورة
السورية" التي ذكرت أيضاً وجود حملة
اعتقالات في المنازل نفذتها قوات
الأمن في حي الجميلية بمدينة حلب، فيما
نقل نشطاء على الإنترنت عن "تظاهرات
ليلية" يومية. "وصمة عار" وأثارت حادثة مقتل الطفل السوري حمزة
الخطيب ردود أفعال غاضبة، حيث قالت
الكاتبة جمانة نعيمات، على موقع صحيفة
"الغد" الأردنية: "ما حصل لحمزة
الخطيب وصمة عار في وجه من قتله، وفي
وجه الأنظمة الدموية التي تاجرت طويلا
بالمقاومة والممانعة، وباعت واشترت
بمشاعر العرب جميعا حينما سوقت لنا
مشروعا وهميا استغل طموحات الأمة
ورغبتها بالمقاومة وباستعادة حقوقها". وأضافت: "الرصاصات التي استقرت في جسد
حمزة لم نر منها واحدة تتجاوز حدود
الجولان، رغم المزايدات الكثيرة التي
أشبعنا إياها النظام السوري منذ الأزل". أما الكاتب كامل
النصيرات، فقال بمقاله اليوم الأحد
29-5-2011 على موقع صحيفة "الدستور"
الأردنية: "ما دام حمزة واجه هذا
المصير وبهذه الطريقة.. فإن ربيع سوريا
الحقيقي قادم لا محالة.. فأمّة يُصبح
فيها حمزة و أمثاله خطراً على نظام
عربي، هذا يعني أن أمتنا "ولاّدة"
ولن تنقطع ولو قطّعوا كل أعضاء الأمّة". وأنهى مقاله بعبارة: "لله درّك يا حمزة
..! أنت تنام للأبد وهم من يحلمون بك ليل
نهار فأنت كوابيسهم التي لن تنته". ================ الطفل حمزة يجيب عن سؤال
(إصلاح أم ثورة?) (2-2) جواد البشيتي 2011-05-31 العرب اليوم إذا رأى الرئيس بشار في "الإصلاح
الأمني الديمقراطي (والإنساني)" ما
يُضْعِف "الجبهة الداخلية" في
مواجهة العدوِّ الإسرائيلي الذي
يتربَّص بها الدوائر فإنَّنا نَضْرِب
صفحاً عن هذا الاقتراح, ونتمنَّى, عليه,
من ثمَّ, أنْ يواظِب على الحفاظ على "آلة
القمع والإرهاب والبطش" لِيَجْعَل
كيد العدوِّ الإسرائيلي في نحره. ندعوه إلى أنْ يظلَّ "سجَّاناً"; لكن
ليس لذوي الرأي الآخر, وإنَّما
للفاسدين المفسدين الذين أجابوا, في
"المحكمة الجديدة", عن سؤال "من
أين لك هذا?", بما أقام الدليل على
أنَّهم اتَّخذوا من السرقة واللصوصية
سبيلاً, فعادت الأموال المسروقة إلى
الشعب. إذا لبَّى نظام الحكم السوري هذه "المطالب"
للشعب السوري, التي هي في الأصل "حقوق"
له, أو بعض من حقوقه السياسية
والديمقراطية, فإنَّه, عندئذٍ, يكتسب
"الشرعية الشعبية" التي هي وحدها
الشرعية التي لا تعلوها شرعية في الحكم,
ويصبح ممكناً أنْ يلتقي مع شعبه في
منتصف الطريق, كما تصبح الثورة عليه
رجسا من عمل "الشيطان". وإنَّها لإساءة (قد تُرْتَكَب عن حُسْن
نيَّة) إلى مبادئ الشرعية في الحُكم
أنْ تُرَد شرعية نظام الحكم السوري إلى
"تَوافُق قوى خارجية (إقليمية
ودولية) على وجوده", فلا شرعية لنظام
حكم إذا لم يَحْظَ ب "الشرعية
الشعبية". وإنَّها لإساءة (قد تُرْتَكَب هي أيضاً عن
حُسْن نيَّة) إلى الشعب السوري نفسه
أنْ يقال له, ولو ضِمْناً, إلى الخلف
دُرْ; لأنَّ الذي يَحْكُمكَ ليس من صنف
أولئك الحُكَّام (العرب) الذي إنْ
أمرته السيِّدة كلينتون بالرحيل رَحَل,
أو لأنَّ "أعداء سورية" يريدون
لنظام الحكم فيها البقاء, ولا يريدون
له الرحيل; على أنْ يزداد ضعفاً في
مواجهتهم, وفي مواجهة العدوِّ
الإسرائيلي على وجه الخصوص, ويظل قوياً,
ويزداد قوَّة, في مواجهة شعبه إذا ما
طلب "الحرِّية", وعَزَم على حُكم
نفسه. إنَّها ليست "المأساة" ولا "المهزلة",
وإنَّما اجتماعهما واقترانهما, أنْ
يقال للشعب السوري: اطْمَئِن, لن
يَسْقُط حاكمك; ولن تتمكَّن من إسقاطه;
لأنَّ شرعيته في الحكم والبقاء
مستمدَّة من "توافُق قوى خارجية"
على بقائه الذي لا يبقي عليك. الشعب السوري (الثائر الآن وإلى أنْ ينتزع
حرِّيته) لا مصلحة له في أنْ يفاضِل بين
حاكم مستبد; لكن يَحْتَضِن قوى
المقاوَمة العربية, وبين حاكمٍ "ديمقراطي";
لكن متصالح مع عدوِّنا القومي; فَمَن
يدعوه إلى هذه المفاضَلة يجهل أو
يتجاهل أنَّ الحكم الديمقراطي العربي
يَفْقِد ديمقراطيته إنْ هو استخذى
لمشيئة العدوِّ الإسرائيلي, وكفَّ عن
مقاومته, وعن تأييد قوى المقاوَمة
العربية. إنَّ الديمقراطية في عالمنا
العربي هي والعداء (الحقيقي الجاد
والجيِّد) لإسرائيل صنوان; وإنَّ نفي
نظام الحكم السوري يتضمَّن, ويجب أنْ
يتضمَّن, استبقاء (ورفع منسوب) العداء
لإسرائيل. إذا كان ممكناً أنْ يقطع الرئيس بشار
الأسد منتصف المسافة في اتِّجاه شعبه,
مُلبِّياً له مطالبه السياسية
والديمقراطية, فإنَّ الدعوة إلى "الحل
من طريق الحوار" تصبح, عندئذٍ, دعوة
واقعية وضرورية; لكن الرئيس بشار, وعلى
ما يُسْمِعنا من كلام, ويُرينا من
أفعال, يريد المضي قُدُماً في حربه على
"السلفية (والسلفيين)", إمارةً
إمارةً; فإذا وضعت هذه الحرب أوزارها
شرع يحاوِر شعبه, محافَظَةً محافَظَةً!. ================ ماذا بعد إدخال طرابلس
الحرب الأهلية في سوريا؟ جهاد الزين النهار 31-5-2011 يحاول هذا المقال توصيف انتقال طرابلس من
مرحلة "لبنان أولا" الى مرحلة "سوريا
أولا" وتبعات ما يعنيه ذلك من
إدخالها في "الحرب الأهلية السورية"
وتحولها الى "العاصمة الجنوبية"
لهذه الحرب. من الواضح ايا تكن الانقسامات الطائفية و
السياسية عميقة في لبنان و تأثرها
بالاحداث الجارية في سوريا فان "نمط"
او"انماط" التعبيرات التي ظهرت في
طرابلس (الشام) حيال الوضع السوري
المستجد تعيد تسليط الضوء – لكن اكثر
واخطر من اي مرة سابقة - على ان طرابلس
تتجه بارادة بعض قواها الى ما يمكن ان
يحولها الى "العاصمة الجنوبية"
للحرب الاهلية السورية على الطرف
الساحلي الآخر من ديموغرافيا "عاصمتها
الشمالية" هي اللاذقية على مسافة
تمتد اكثر من ماية وخمسين كيلومترا بين
"العاصمتين". ما حصل في طرابلس في الاسابيع الاخيرة لم
يحصل مثله في اي منطقة لبنانية اخرى.ففضلا
عن التظاهرة التي دعا اليها حزب
التحرير الاسلامي وامكن بعد جهود
العديد من قيادات المدينة حصرها في
نطاق مكاني ضيق حول احد الجوامع، بدا
اللقاء الذي أعلن عن عقده، خبرا وصورة،
وضم اربعين "عالما" او رجل دين
سلفيا (البعض قدر عددهم بمائة) نوعا من
اعلان "رسمي" عن الدخول الطرابلسي
على الحرب الاهلية في سوريا لغة وموقفا
تحت عنوان الدفاع عن "المسلمين"
في سوريا ضد "الكفار"، و ليس من
لغةِ اعلانِ حربٍ اهليةٍ اجلفَ واعنف
من هذه "اللغة"... فمن شأنها وحدها،
حتى لو لم يكن الصراع "أهليا "، ان
تؤهله !!! ثم جاءت تظاهرة باب التبانة
الاخيرة - على محدوديتها – كتعبير يعرف
الجميع انه يمكن ان ينفجر امنيا في اي
لحظة. نكشف ما هو مكشوف. فلا اسرار في العصبيات
المذهبية اللبنانية، مسلمين
ومسيحيين، لان الفارق في النظام
الطائفي الذي نعيش هو فارق السلوكيات
لا العصبيات اذا جاز لي القول عن
الحالة اللبنانية المعتادة "طبقتها"
السياسية على بيع الخدمات للقوى
الاقليمية والدولية بما فيها الحرب
الاهلية فكيف اذا كان قسم كبير من
البائعين والسماسرة باتوا الآن يملكون
جوازات سفر من دول غربية تقيهم الغائلة
الامنية اذا لزم الامر خلافا لما كان
عليه الامر في الحرب الاهلية السابقة
التي لم يكونوا قد استعدوا لها تجنساً
عندما بدأت. هذا في "الشخصي" اما
في السياسي فقد تحول النظام الطائفي
اللبناني الى جمهوريته الثانية بعد
عام 1990 لا من حيث انتقاله الى ثنائية
سنية شيعية مهيمنة بدل الثنائية
السابقة الاسلامية المسيحية فحسب، بل
ايضا كون القوتين المهيمنتين جزءا لا
يتجزأ من قوتين اقليميتين كبيرتين لا
مجرد تابعين لها على النمط القديم
للعمالة اللبنانية الطوائفية. انه
انتقال من "عمالة القناصل" في
الحالتين المسيحية والدرزية الى "عمالة
القصور الحاكمة" في الحالتين السنية
والشيعية. سأوافق فورا بمعيار السلوكيات لا المشاعر
على الرأي القائل ان مظاهر الانخراط
الطرابلسي في الحرب الاهلية السورية
هي من فعل فئات محدودة العدد في
المدينة، المدينة التي تنعم بمفتٍ
عاقل ومنفتح هو الشيخ مالك الشعار
وبنخب ذات تقاليد ليبرالية لم تُبقِ
لها الاقدار سوى تطلعاتها السيكولارية
من دون بنية علمانية. لكن محدودية
العدد لا تمنع خطورة الفعالية خصوصا
اذا كان الصراع مكشوفا على المستوى
الاعلامي بين حلفاء واعداء النظام
السوري انطلاقا من بيروت. .... انما لبيروت فضيلة يجب ولا بد من
الاعتراف بها في هذا الصراع اللبناني-اللبناني
على سوريا! انها وجود مجموعات شابة
تعتبر نفسها جزءا من الموجة الشبابية
العربية التي اطلقت (ولم تصنع وحدها)
حركتي التغيير "النظيفتين" في مصر
وتونس، وهذا الجزء الشبابي اللبناني-
بما فيه ناشطون شباب طرابلسيون – يعبر
عن نفسه من بيروت اساسا فينطلق في
موقفه ضد النظام السوري من اعتبارات
ديموقراطية اصيلة لا علاقة لها قطعا
بالتحريض المذهبي لاسيما المأجور.
والعديد من هؤلاء الشباب - الا اقلية -
رفضوا الانخراط في اي تحرك يرمي تحويل
دعمهم للحركة الاحتجاجية الشعبية في
سوريا الى تأجيج مذهبي. هؤلاء لانهم
يعيشون في بيروت هم من كل المناطق
والطوائف. رغم وجود الطائفيين والمذهبيين في بيروت،
سنة وشيعة ودروزا ومسيحيين، فان
التنوع البيروتي يجعل الامر مختلفا عن
طرابلس. فعدا قرب الاخيرة الجغرافي من
شمال سوريا الغربي (كانت لمئات السنوات
مرفأً لمدينة حمص كما لبندري طرطوس
وبانياس حتى عام 1920 وقليلا بعدها)...
فانها المدينة الوحيدة في لبنان التي
تشهد خط تماس ثابتا بين حيين سني وعلوي
بحكم وجود تجمع سكاني علوي كبير على
تلالها الشرقية الشمالية معروف باسم
بعل محسن، وهو الكثافة العلوية الكبرى
لهذه الاقلية اللبنانية ذات التمركز
الطرابلسي الذي يشكل نهاية شريط
متناثر من القرى يبدأ من (او الاصح يمر
بِ) عكار. ولعل فيللا علي عيد، احد
زعمائها اللبنانيين، التي اقامها عند
مياه النهر الكبير الفاصل بين لبنان
وسوريا في سهل عكار باتت نقطة البداية
– النهاية العسكرية الرومنطيقية لهذه
المجموعة التي جعلتها الظروف السياسية
الطرابلسية "على سلاحها" بشكل
دائم في مقابل الحي السني الاكثر فقرا
وقتالية في المدينة، بينما تقبع
البورجوازية الطرابلسية والجزء
الصاعد من الطبقة الوسطى بعيدا الى جهة
الغرب حيث المطابخ المحلية الوكيلة
للصراع! هل من طموح غير واقعي او حتى من السذاجة
مطالبة القوى الشبابية العلمانية كما
القوى الديموقراطية غير المذهبية من
مختلف الاجيال في طرابلس ان تأخذ
مبادرة سياسية لدعم السلم الاهلي في
المدينة عبر انشطة سياسية بين
المجموعات المعنية بما يجب ان يؤدي الى
الفصل بين البعد المذهبي وبين البعد
الديموقراطي للاحداث في سوريا، هذا
الفصل الذي ينطلق من النظر اليها ضمن
الموجات الديموقراطية العربية التي
تطالب بالتغيير هنا وبالاصلاح السياسي
هناك كما هو الامر ضد البنية الامنية
للنظام السياسي في سوريا؟ مسؤولية قوى التغيير الديموقراطي
الصاعدة في العالم العربي (وايران)، في
صلب نضالها الديموقراطي ان تفكر ايضا
في مخاطر الاستخدام المذهبي للصراع من
اي جهة اتى، باعتباره في المشرق العربي
الهاوية العميقة لا للقضية
الديموقراطية وحدها بل لكل طموح وطني
وتحديثي وحر. خطير الموقف في كل لبنان... ولكنه هذه
المرة قد يصبح اخطر ما يمكن في طرابلس
التي تدخل او تُدخَل مرحلة "سوريا
اولا" بعد اضطرارها الى المبالغة في
الصراخ المفتعل "لبنان اولا" فترة
غير قصيرة كما تفعل في الواقع كل
الطائفيات الاخرى بما فيها الشيعية
باستثناء حفنة من المسيحيين ذوي
النوايا الحسنة. فصورتنا التقليدية عن
القلب والوسط والاطراف على الخارطة
اللبنانية تحتاج الى تفرس ان لم يكن
الى مراجعة عندما ينفتح الاطلس
الصراعي السوري. وقد انفتح... ================ باتر محمد علي وردم الدستور 31-5-2011 ربما ما زالت المنظومة الأمنية القاسية
في سوريا قادرة على التمسك بالسلطة من
خلال اتباع اشد اساليب القمع والتسلط
التي بمتناولها، لكن اي شخص حصيف سيدرك
بأن عقارب الساعة في سوريا لن تعود إلى
الوراء، وأن الشعب السوري بعد أن كسر «حاجز
الخوف» لن يقبل ابدا بأن يعود محكوما،
أو يتم التحكم به بنفس الطريقة التي
سادت طوال السنوات الأربعين الماضية. منذ اندلاع التحركات الاحتجاجية
والثورات في تونس ومصر لم تكن سوريا
ابدا بعيدة أومنيعة عن الثورات لأن نفس
الضائقة الاقتصادية والسياسية التي
تمر بها الشعوب العربية موجودة في
سوريا وبطريقة اشد قسوة وظلما. لكن المفاجأة كانت في عدم إدراك القيادة
السورية أبدا لهذا الواقع وجاءت
تصريحات الرئيس بشار الأسد لصحيفة «وول
ستريت جورنال في شباط الماضي لتشير إلى
غياب حقيقي في معرفة الواقع السوري حيث
اشار الرئيس آنذاك الى أن سوريا ليست
مثل مصر وتونس لأنها «دولة ممانعة في
مواجهة إسرائيل». وإذا كانت هذه الجملة قادرة طوال العقود
الماضية على تخدير تطلعات الحرية
للشعب السوري فإنها لم تعد صالحة الآن
لأن ذلك الشعب العظيم والمثقف والذي
يمتلك القدرات الهائلة يستحق بالتأكيد
حياة أفضل من ثنائية الفساد
والاستبداد التي عصفت به طوال السنوات
الماضية. إن ما نخشاه هو أن هذا الشعب الوطني سيكفر
ب»الممانعة» التي منعته من الحصول على
ابسط حقوقه السياسية منذ عقود طويلة في
حال استمرت السلطة والشبكات الإعلامية
المؤيدة لها في استخدام كلمة «الممانعة»
مبررا لثنائية الاستبداد والفساد. منذ المظاهرة الصغيرة الأولى في سوق
الحميدية في بداية آذار كان التغيير قد
حدث في سوريا، لأنه عندما يمتلك عشرات
الشبان الشجاعة للخروج في مظاهرة
علنية من أجل التغيير والحرية في دولة
يقوم نظامها الأمني بإخفاء أي معارض
للرأي سواء أكان من الأطفال أو الشيوخ
أو النساء فإن ذلك يعني أن «حاجز الخوف»
قد انتهى. وعندما تزايدت المظاهرات في درعا وحمص
واللاذقية وضواحي دمشق كانت ساعة
التغيير قد دقت بلا رجعة، لكن القيادة
ايضا لم تنصت لها. اختارت القيادة السورية الحل الأمني
القاسي ولم تستمع لنصائح أصدقائها مثل
رجب طيب أردوجان والذي تمتع
بالمصداقية والشجاعة ليعلن رأيه
صريحا، كما أحرجت كل مناصريها الذين
آثروا الصمت المدوي في معناه مثل حزب
الله والجهات السياسية الأخرى التي
طالما بنت مصداقيتها على مفهوم الحرية
والكرامة والعدل لكنها التزمت الصمت
في ما يخص حقوق الحرية للشعب السوري
فتعرضت لخسارة هائلة لسمعتها لدى
الرأي العام العربي. وقد أدت قناعة النظام الأمني السوري بأن
من لا يؤيدنا هو عدو لنا بإسقاط رموز
فنية وثقافية كبيرة كانت تحظى
بالاحترام في العالم العربي مثل «دريد
لحام» والذين اصدروا تصريحات مسيئة
للشعب السوري وافتقرت تماما للذكاء
والإقناع فخسروا ايضا في هذه المعادلة
الصفرية التي لا ترحم. في كل ثورة هنالك لحظة فارقة تجب ما قبلها
وتفتح الباب أمام ما بعدها، وفي سوريا
يمكن أن تقول هذه اللحظة الفارقة هي
استشهاد الطفل «حمزة الخطيب» فالثورة
السورية ومنذ اليوم الأول بدأت
بالاطفال والمراهقين الذين تحدوا
جبروت السلطة وهم يتوقون إلى مستقبل
أفضل وسيشكل استشهاد «حمزة الخطيب»
اللحظة التي تتغير فيها سوريا إلى
الأبد وإلى الأفضل -إن شاء الله- مهما
بلغت قسوة النظام الأمني عتيا لأن
الخيار الوحيد أمام الشعب السوري هو
الحرية، وما نتمناه هو أن يدرك العقلاء
من صناع القرار في سوريا هذه الحقيقة
ويتوقفوا عن الخيار الأمني نحو الحوار
والذي وحده سيفتح المستقبل المزدهر
لسوريا. ================ حتى لا تسيء حركات
المقاومة إلى مشروعها المقاوم الثلاثاء, 31 أيار 2011 03:06 بسام ناصر السبيل من جملة ما كشفته الثورات العربية، موقف
بعض حركات المقاومة المتواطئة مع
أنظمة استبدادية دموية، كموقف حزب
الله اللبناني من النظام السوري
الوالغ في دماء مواطنيه من الأطفال
والنساء والشيوخ والشباب الأبرياء،
فقد كان كلام أمينه العام حسن نصر الله
مزعجا، ومخيبا للآمال، ومسيئا لمشاريع
المقاومة التي تروم تحرير الأرض
والإنسان من ظلم الاحتلال والطغيان. ودرءا للتفسيرات الخاطئة، التي يندفع
أصحابها إلى الاصطياد في الماء العكر،
وقطعا للطريق على الأفهام الضيقة
السقيمة، التي لا تتورع عن تصنيف
الآخرين بطريقة جائرة، فإن الاعتداد
بحزب الله اللبناني كحركة من حركات
المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني، لا
يعني أبدا موافقة الحزب في أصوله
العقائدية، أو متابعته في منهجيته
الدينية، بل لا يعدو ذلك اعتباره من
الناحية السياسية مشروعا من مشاريع
المقاومة، مع عدم خفاء توظيفه من قبل
إيران، كورقة ضاغطة في الصراعات
الإقليمية، ضمن خططها الاستراتيجية
لتحقيق مصالحها في المنطقة. ففي الاحتفال الذي أُقيم بمناسبة الذكرى
الحادية عشرة، لانسحاب القوات
الإسرائيلية من جنوب لبنان سنة 2000، دعا
الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله
السوريين إلى «المحافظة على بلدهم
ونظامهم المقاوم والممانع»، وقال نصر
الله الذي امتدح الثورات العربية
وخصوصا الإطاحة برئيسي تونس ومصر: «إن
إسقاط النظام في سوريا مصلحة أمريكية
وإسرائيلية؛ يعني إسقاط النظام
واستبداله بنظام على شاكلة الأنظمة
العربية المعتدلة الحاضرة لتوقيع أي
سلام (يعني) أي استسلام مع «إسرائيل»». وقد دافع نصر الله عن النظام السوري،
بقوله: «وأنا شخصيا أعتقد، ليس بناء
على تحليل وإنما بناء على مناقشات
واستماع مباشر، أن الرئيس بشار الأسد
مؤمن بالإصلاح وجاد ومصمم، بل أنا أعرف
أكثر من ذلك أنه مستعد للذهاب إلى
خطوات إصلاحية كبيرة جدا، ولكن
بالهدوء والتأني وبالمسؤولية»، ولم
يتعرض نصر الله في خطابه لانتقاد
واستنكار سلوك النظام الدموي في قتل
مواطنيه، ومحاصرته للمدن السورية
بقوات عسكرية كبيرة، وتعذيبه لأبناء
شعبه بقسوة ووحشية. في الوقت الذي غض فيه أمين عام حزب الله
نظره، وأشاح ببصره، عن جرائم النظام
السوري الدموية، فقد كان له موقف مغاير
تجاه أحداث البحرين، فلم يتردد حينها
عن انتقاد واستنكار ما وقع على
المتظاهرين والمعتصمين البحرينيين،
وقال يومئذ مستنكرا وشاجبا: «ما يجري
في البحرين ليس تحركا طائفيا وليس
تحركا مذهبيا»، معتبرا أن من يقول هذا
«إنما يستعمل سلاح العاجز في مواجهة حق
أي إنسان له حق». وموجها كلامه إلى شيعة
البحرين «إن دماءكم يا إخواني وأخواتي
وجراحكم ستهزم الظالمين والطواغيت
وستجبرهم على الاعتراف بحقوقكم
المشروعة». موقفان متناقضان، ولا يليق برجل المبادئ
والعقائد أن يكون هكذا حاله، فكما أن
من خرجوا من الشعب البحريني كانوا
يطالبون بحقوق مشروعة، فإن الذين
خرجوا من الشعب السوري هم كذلك يطالبون
بحقوق ومطالب مشروعه، مع البون
الشاسع، والفرق الواسع، بين الحالتين
السورية والبحرينية في الحريات
والحقوق، فيا ليت السيد حسن نصر الله
وقف الموقف ذاته من ثورة الشعب السوري،
ورفع صوته الخطابي منتقدا ومستنكرا
جرائم النظام السوري الوحشية، كما
انتصر لدماء البحرينيين، على ضآلتها
بجانب الدماء السورية التي سفكها
النظام السوري وما زال. كان الأجدر والأليق بأمين عام حزب الله،
أن ينتصر لدماء الأبرياء من أبناء
الشعب السوري، بأن يكون في صفهم مدافعا
عن مطالبهم وحقوقهم المشروعة، وكان
الواجب عليه إدانة الظلم، واستنكار
أفعال الظالمين المعتدين على
المتظاهرين والمعتصمين، لا أن يقف
مدافعا عن ظلم النظام ودمويته، تحت
ذرائع المقاومة والممانعة، فمن كان
مقاوما ممانعا لا يسعه المقام إلا أن
يكون نصيرا ومعينا لكل المظلومين
المضطهدين، أليس من المعيب زج شعار
المقاومة والممانعة في معركة ظالمة
يمارس فيها «المقاومون» أبشع ألوان
الظلم والقتل وتعذيب الأبرياء
الآمنين؟. المقاومة مشروع تحرري وتحريري، فهي في
جوهرها تحرير للإنسان من الظلم
والاستبداد، وسطوة الفساد، وتحرير
للأرض من احتلال الغاصب المحتل،
المقاومة مشروع ينتصر لكرامة الإنسان
وحريته، وليس مقبولا في مبادئها
وأدبياتها الجهادية الانحراف عن
مقاصدها الكبرى المتمثلة في تحرير
الأرض والإنسان، أليس مما يهدم مشروع
المقاومة على رؤوس أصحابه انحياز
أربابه في لحظة ما إلى الظالمين
المجرمين الذين يجردون الإنسان من
إنسانيته، وينتهكون كرامته بوحشية
بالغة؟. لا يسع أصحاب مشاريع المقاومة والممانعة،
إلا الانحياز الكامل لمطالب الشعوب
المشروعة، ولا يستقيم في أعرافهم
وأدبياتهم النضالية والجهادية إلا أن
يكونوا في جانب المظلومين والمعذبين
والمضطهدين، أما أن تختار حركة من
حركات المقاومة، الانحياز إلى أنظمة
الظلم والاستبداد، والدفاع عن أعمال
القتلة المجرمين، فذلك إيذان بتلاشي
مصداقية مشروعهم المقاوم، ودافع لجموع
الأنصار والمحبين من أبناء الأمة
للانفضاض عنهم، لأنهم رسبوا في امتحان
التحرر الأول، تحرير الإنسان من كل
ألوان الطغيان. ================ الثلاثاء, 31 مايو 2011 حازم صاغيّة الحياة لسبب ما، هناك أطفال في سورية يولدون
إسلاميين أصوليين. يحصل هذا في سورية
وحدها من دون سائر المعمورة. فلماذا تلد الأمهات في سورية أطفالاً
كهؤلاء؟ ما هذا السر السوري العجيب؟ لكن الأطفال هناك، وللسبب الغامض ذاته،
يولدون أيضاً إرهابيين. وإذ تجتمع فيهم
الأصولية والارهابية، يكونون جيشاً
احتياطياً للراحل أسامة بن لادن و «قاعدته».
يكونون خلايا نائمة، وأحياناً
مستيقظة، وهذا سبب كافٍ للتعامل معهم
بما توجبه الأخطار الكامنة فيهم. وما
داموا سيكبرون ويكبر معهم خطرهم، بات
الواجب الوطني والقومي يستدعي منعهم
من أن يكبروا: يتمّ هذا بتقنيات مختلفة
تمتدّ من قلع الأظافر إلى التعذيب على
اختلافه، انتهاء بالاجتثاث الخالص. نعم، لا بدّ من «حل نهائي»، إن لم يكن
للأطفال كفئة عمرية، فلمؤامرة الأطفال
مرموزاً إليها بعدد منهم يسكنهم
الشيطان. إنهم يعملون بجِدٍّ للنيل من
«الأمة» وإضعاف مناعتها. ثم، بعد كل حساب، لماذا الأطفال؟ فهم
مرشَّحون لأن يكونوا مخرِّبين، وغير
مرشحين البتة لأن يكونوا جنوداً
يقمعون المخرّبين، هذا فضلاً عن أن
تعليمهم مكلف، فيما الدولة حريصة على
حصر الإنفاق في المواجهة الطاحنة مع
العدوّ الذي لا يعلو صوت على صوت
مواجهته. الأطفال السوريون يلعبون. إنهم مثلاً
يكتبون على الحيطان فينتزعون لأنفسهم
حصّة من الفضاء العام المخصَّص لرموز
الحزب الحاكم وشعاراته. وهذه «الغرافيتي»
البدائية التي صنَّفتها البلدان
الغربية فنّاً، لا تحمل هذا المعنى في
سورية، بل تحضّ على اكتشاف المؤامرة
وراء التصنيف الغربي ل «الغرافيتي». ثم إنه سبق لألمانيا الشرقية وعراق صدام
أن أوجدا للأطفال مهنة محترمة تردعهم
عن التسكع في الطرقات والكتابة على
الحيطان: إنها التجسس على آبائهم
وأمهاتهم وإبلاغ الأمن بحركاتهم
وسكناتهم، وذلك «حرصاً عليهم» بطبيعة
الحال. والنظام السوري كان ألطف من
مثيليه المذكورين، وكان أكرم مع
الأطفال: لم يُرد إشغالهم بمثل تلك
المهن، علّهم يصرفون وقتهم كله
للتحصيل العلمي المكلف جداً
والمُقتطَع من موازنة الصمود. لكن
النتيجة كانت ما نرى الآن! وهناك تقليد تربوي معروف، يدين به سائر
المحافظين في العالم، مفاده أن الطفل
ينبغي أن يخاف السلطة، أكانت أبوية أم
سياسية أم دينية، فهذا الخوف شرط شارط
لبناء إنسان صالح. لكنّ أطفال سورية،
بسبب أصوليتهم الارهابية التي تولد
معهم، لا يخافون، تراهم يتجرّأون على
التمثال والصورة المقدّسين، متحالفين
في ذلك مع أهلهم، الذين بدل أن
يقمعوهم، يشاركونهم ذاك اللعب بالنار. إن الأطفال الذين لا يخافون أطفالٌ
مخيفون. هذه حكمة، وهي حكمة تستوجب
إخراج هؤلاء الصغار من ثقافة الرحمة
التي يجلوها تعبير «الأطفال والشيوخ»،
فالمناشدات الأخلاقية المعروفة،
مثلها مثل الأعراف والقوانين وجهود
المنظمات الانسانية، تضع هذين الطرفين
الأقصيين خارج الممارسات العنفية
والحربية وخارج تبعاتها، ذاك أن
الأطفال سابقون على العمر المسؤول،
فيما الشيوخ تحول أعمارهم المتقدّمة
دون التأثير في الواقع والمشاركة
النشطة في منازعاته. لكن النظام السوري، لأنه نظام قوي، يملك
القدرة على تغيير طبائع الأشياء
ومعانيها، وهذه من مواصفات الأنظمة
القوية التي تغيِّر الطبيعة والطبائع،
فهناك في درعا وبانياس وحمص
واللاذقية، يكتهل الأطفال بسرعة من
دون أن يفقدوا العزيمة، أما الشيوخ،
فيبقون شباباً ذوي عزائم لا تفتر: أليس
رجال كحسن عبد العظيم ورياض الترك
وهيثم المالح وشبلي العيسمي براهين
حيّة ومفحِمة على ذلك؟ حقّاً، الأعمار لا قيمة لها في الملاحم،
وما يفعله البعث في سورية منذ 1963 لا
يقلّ عن ملحمة. أمّا اللغويّون، فيسعهم
أن يشرحوا لنا العلاقة بين هذا
التعبير، المسكون بالخوارق
والمعجزات، وبين... اللحم. ================ عيسى الشعيبي تاريخ النشر 30/05/2011 الغد الاردنية على مدى نحو تسعة أسابيع مضت على انطلاق
حركة الاحتجاجات الشعبية السورية، كان
يساورني كل يوم جمعة قسط غير قليل من
الشك حول ما إذا كانت المسيرات
الجماهيرية المتحدية لبطش أشرس
الأجهزة البوليسية في العالم، وأكثرها
تغولاً، قادرة على أن تجدد نفسها
بنفسها، وأن يتمكن الشباب والنساء في
البلد المحكوم بالخوف والصمت من
معاودة الخروج إلى الشارع بعد صلاة يوم
جمعة جديدة، لا سيما وأن الثمن الذي
كانوا يدفعونه في كل مرة أكثر فداحة
مما كان يتكبده المصريون والتونسيون
من قبل. غير أن بسالة السوريين منقطعة النظير،
وجسارتهم التي تجل عن كل وصف أمام زخات
الرصاص وأرتال الدبابات، كانت تواصل
جمعة بعد أخرى، تبديد كل تلك الشكوك
والهواجس، ودحض كل الافتراضات المسبقة
والمراهنات المعلقة على قدرة النظام
المتمرس في احتواء كل مظهر احتجاجي
وإسكات كل صوت بقوة الحديد والنار، في
قمع هذا الحراك واستئصال شأفته من
الجذر، خصوصاً بعد أن اتسع نطاق الحركة
الشبابية وانتقلت من درعا ومحيطها إلى
شتى أنحاء الديار السورية، وارتفعت
راياتها وهتافاتها المدوية في محيط
دمشق، وأحياناً في بعض أحياء العاصمة
المدججة بقوات أمن نخبوية مضاعفة. ومع ذلك كله فقد بقي السؤال المعلق في
فضاء التحليلات والتوقعات المتباينة
هو هو، يستبطن ذات القلق على مدى صلابة
الإرادة الشعبية وعلى قدرة الزخم
الداخلي المجرد من كل إسناد عربي ودولي
يعتد به، باستثناء الاحتضان الإعلامي
الواسع، على بناء التراكم الكمي
ومواصلته إلى أطول أجل ممكن، وذلك إلى
أن يحدث التحول النوعي المرغوب فيه،
وتأزف اللحظة التي يتجاوز فيها الحراك
الشعبي نقطة اللاعودة، وتتحول فيه هذه
الظاهرة الاحتجاجية إلى ثورة شعبية لا
تقبل الارتداد إلى الوراء. ذلك أنه من المقدر لكل مسار على مثل هذه
الدرجة من الأصالة، وهذا المدى من
الاتساع، أن يشهد واقعة استثنائية
تكون بمثابة لحظة كاشفة لها ما بعدها،
حيث يحدث التحول النوعي المشار إليه
آنفاً وتتحقق الصيرورة التاريخية،
تماماً على نحو ما شهدته الثورة
المصرية مؤخراً في واقعة ما عرف باسم
معركة الجمل، أو ما كانت قد عرفته
الانتفاضة الفلسطينية الثانية في
حادثة الاستشهاد المتلفز للطفل الغزي
محمد الدرة، أو غيرهما من الوقائع
الحاسمة في مسار الحروب والتطورات
المماثلة، لا سيما ونحن اليوم في عصر
الصورة الرقمية. وهكذا، فقد شاع تقدير عام أولي أن تلك
اللحظة الفارقة قد أتت على حين غرة من
قرية البيضا القريبة من بانياس
الساحلية، حين نجحت عدسة هاتف جوال في
توثيق مشهد تدوس فيه أحذية شبيحة أحد
أجهزة الأمن السياسي، رقاب مواطنين
سوريين مقيدين ومبطوحين على وجوههم،
وهو المشهد الذي زعمت بعض أجهزة
الإعلام السورية أنه من صنع البيشمركة
الكردية في العراق، فيما ادعت أخرى أنه
لفدائيي صدام حسين، ثم عادت وأقرت بصحة
الواقعة المهينة لإنسانية الإنسان،
وقالت إن رئيس ذلك الفرع قد تم نقله
وليس محاكمته أو فصله. ولم يمض سوى قليل من الوقت حتى كانت صور
المقابر الجماعية من محيط درعا تنسخ
واقعة البيضا، وتحدث هزة أعنف في
الوجدان الإنساني داخل سورية وخارجها،
وتؤدي إلى تطور أفضل في موقف الدول
الغربية التي رفعت عقيرتها، بعد تردد
غير مبرر، منددة بفعل يرقى إلى رتبة
المجزرة الجماعية، ويدخل في باب
الجرائم ضد الإنسانية، وذلك على نحو ما
عكسته سلسلة العقوبات الرمزية ضد كامل
هرم القيادة السورية، وما لهجت به
ألسنة كبار الساسة الأوروبيين
والأميركيين الذين خيّروا الأسد لأول
مرة بين قيادة الإصلاح وبين الرحيل. إلا أنه بعد هول المشهد الذي كشفت عنه
صورة الفتى الحوراني حمزة الخطيب،
وبشاعة ما تعرض له من تعذيب أشد مما
يتحمله جسده الغض أو يستوعبه عقل إنسان
سوي، فإنه يمكننا القول إن التحول
النوعي الذي طال أمده قد تحقق بالفعل،
وإن روح الشهيد حمزة قد منحت الثورة
السورية المناعة الذاتية ضد أي ارتكاس
محتمل، وأعطتها قوة دفع داخلية لا
محدودة، وجسدت على نحو عياني وملموس
نقطة اللاعودة في مسيرة ثورة لم يتوان
القتلة عن تزويدها، كل يوم، بالطاقة
اللازمة لتجديدها، وإكسابها مزيدا من
المشروعية الأخلاقية والمضاء والتحقق
والاستمرارية. ================ زيف ادعاء المقاومة
أمام الثورة العربية غازي الذيبة تاريخ النشر 30/05/2011 الغد الاردنية لم يعد منطقيا رؤية كميات الدم النازفة من
الجسد العربي، من دون أن يطرف جفن
للذين كانوا ذات مساء قاتم، يلوحون لنا
بعيدا عن حدود فلسطين، ببنادقهم،
ويعرضون تجاربهم المقاومة للعدو
الصهيوني، ببذخ جيفاري، لا يشبه في أي
شيء قبعة جيفارا. فبينما ظلت فكرة المقاومة متوهجة، مسكونة
برغبة شعبية عارمة في التحقق، أضحت
اليوم، مسكونة بالخوف على طهارتها
ونبلها ومضيها نحو اللامعنى، أمام
انحياز وتشكيك هؤلاء المقاومين
الاستعراضيين، بأنهار الدم في اليمن
وسورية وليبيا وغيرها من مرابض الثورة
العربية. لم تكن ثورة الشعوب على الطغيان السلطوي
العربي ترفا، ولا انجرارا وراء شرق
أوسط جديد صنعته أميركا والصهيونية
العالمية في مطابخها، فجسد البوعزيزي
الذي اشتعل في سيدي بوزيد، لم يتلق
الأمر من باراك أوباما ليطلق شرارة
الثورة في تونس، وتهشيم جسد خالد سعيد
لم يستأذن نتنياهو في إطلاق ثورة "25
يناير" في مصر، وضحايا القمع العربي
لم يكونوا على اتصال مع الغرب ليعلنوا
مطالباتهم بالحرية. وحتى حين أضحت الثورة فعلا يوميا للعربي،
حتى في البلدان الناطقة بالخوف والصمت
والترقب، فإن إيقاع الأنفاس اللاهثة
لاستقبال حالة انتصار الحرية في بلدان
تشتعل فيها الأجساد من دون أي أوامر من
خارج الحدود، يقدم نموذجا حيويا على
اندفاعة شعوبنا نحو خلق فضاءات مقاومة
فعلية، وليست استعراضية، بعيدة عن
التنظير أو الفذلكة. وفي اللحظة التي تشير فيها إحداثيات
الثورات نحو اقتراب ساعات الحسم،
واستعادة الروح العربية النهضوية، تلك
التي ناضل أسلافنا طويلا لإنضاجها،
يغدو الخيار الوحيد الباقي لمن يكيلون
لهذه الثورات التشكيك، ويزجون بها في
أتون مؤامرات غربية تريد تقسيم
المنطقة واستلابها بطريقة جديدة، هو
التوقف عن ترهاتهم، وتمكين عقولهم
المسطحة من قراءة الزمن بروح تشبه
قراءة أجيال الشباب العرب الجدد لمعنى
الحرية التي يفتحون صدورهم أمام
الرصاص لإنتاجها. نعم، لم يعد ممكنا النظر إلى مذبحة تعز،
ومجازر مصراطة، ومقابر درعا الجماعية،
على أنها تكليف رسمي لمندسين متآمرين
على الأمة من خارج الحدود، فالدم
العربي لم يكذب يوما في اندفاعته نحو
الحرية، والدم العربي الذي حملت
جيناته التوق للتحرر من المستعمرين،
وما تزال تتغنى بفلسطين حرة عربية، لم
يكن في يوم من الأيام كاذبا وهو يراق في
الحروب مع الأعداء. من يمتلكون ذرة إيمان بالمقاومة، ولا
يتخفون وراء قبعات المناضلين
الحقيقيين، أمامهم فرصة أخيرة،
ليفهموا ومن دون تشكيك، أن ما يحدث في
الوطن العربي، هو الحلم الذي تنبني
عليه نهضة الأمة، وحريتها، واستعادة
فلسطين، وخلاص العربي من القمع
والسجون والسلطات المافياوية. ولعل صورة حمزة الخطيب، الطفل، ممزقا
منتزعا من طفولته تحت تعذيب أجهزة
القمع السورية، تفتح مستوى جديدا
لقراءة مسار الثورة العربية الجديدة،
وهي تعيد تشكيل وعي جيل، مدّعو
المقاومة ليسوا منه، وإذا أرادوا
الانضمام إليه، عليهم أن يتخلصوا من
وسخ عقلية المؤامرة على المنادين
بالحرية. ================ الأزمة في سوريا بين
تهكم العوام و«فوفوزيلا» النظام دمشق – لندن: «الشرق الأوسط» 31-5-2011 عند الحديث عن الحراك الشعبي الآخذ في
الاتساع ضد النظام في سوريا، تقفز إلى
الأذهان مقارنة عفوية بين هذا الحراك
والثورة المصرية.. وفي هذه المقارنة،
وفقا لمن يعايش الواقع السوري على
الأرض، ظلم لإمكانات هذا الشعب وقدرته
على الإبداع. فالأمن المنشر في كل
زاوية ومكان لم يسمح، حتى الآن،
للمظاهرات بالتطور والاتساع، علما
بأنه لو تركها لحالها لأصبحنا اليوم
نجدها تغني وترسم وتكتب شعرا وتصنع
النكات الجديدة والفرح والحب بدلا من
مشاهد الدم، ولو تركها لوجدنا مشاركة
من جميع الطوائف، ووجدنا حتى حالات من
التزاوج بين طوائف مختلفة، فهذه طبيعة
الشعب السوري، وعودوا إلى تاريخ هذا
الشعب في الخمسينات لتجدوا ذلك.. وهو ما
قاله المعارض السوري الدكتور حازم
نهار في حوار إلكتروني مع شباب أنشأوا
صفحة على الإنترنت تحمل اسم «يوم
الحوار السوري». لكن التضييق الذي تمارسه الأجهزة الأمنية
لم يقض على روح النكتة والدعابة
المنسلة من بين مشاهد الدم ورائحة
الجثث وصرخات الأيتام والثكالى
والأرامل في غير منطقة في سوريا، فما
أصعب الحياة لولا فسحة الأمل. أحد
الناشطين كتب على صفحته على ال«فيس بوك»
متهكما على الرواية التي يتم تكرارها
عبر وسائل الإعلام الرسمي بأن الذين
يقومون بالمظاهرات إما أن يكونوا
مندسين وإما سلفيين وإما إخوانيين. قال:
في إحدى المظاهرات في دمشق.. صعد أحد
المتظاهرين على كتفي آخر.. فهاجم الأمن
المظاهرة وفرقها واعتقل المتظاهر ممن
اعتقل.. واكتشف أن من حمله على أكتافه
هو ذاته من يحقق معه، قائلا: «قل هل كنت
في المظاهرة يا حيوان؟ بقلع عيونك ولك»..
فهل صدقتم الآن أن هناك مندسين في
المظاهرات؟ في إشارة إلى أن عناصر
الأمن هم المندسون لا غيرهم. ناشط إلكتروني آخر كتب على صفحته: على
الرغم من الجراح في بلدي الحبيب شاءت
حكمة الله أن يكون زفافي اليوم.. بحضور
ضيوف سأتشرف بمجيئهم.. دقت ساعة الزواج..
دقت ساعة الارتباط.. إلى الأمام.. لا
رجوع.. والكل معزومون.. دار دار فرد فرد
زنقة زنقة.. عقبال عرس الحرية للشعوب
كلها. وإلى حمص، تلك المدينة التي كما كانت على
الدوام سببا في إضحاك السوريين على مدى
عشرات السنين لما تصدره من نكات تدور
حول شخصيات حمصية محببة، كانت سببا في
إبكائهم أيضا لحجم الضحايا والجرح في
هذه المحافظة التي تحتل جغرافيتها قلب
سوريا، إلا أن الحماصنة المشهورين
بطيبتهم وظرفهم أبوا إلا أن يجاروا
المرحلة ويمارسوا ظرفهم بطريقتهم
الخاصة، ففي الوقت الذي يواصل فيه
الإعلام الرسمي الحديث عن مسلحين داخل
الحراك الشعبي في المناطق السورية،
تناقلت شبكات التواصل الاجتماعي فيديو
حقق خلال دقائق معدودة آلاف المشاهدات
يتحدث عن اكتشاف أسلحة في حمص، طبعا
هذه الأسلحة كانت من ابتكار مجموعة من
الأطفال، وهي عبارة عن مدخنة مدفأة
تحاكي سلاح «آر بي جي» وعدد من
المفرقعات التي يستخدمها الأطفال في
الأعياد يتم توجيهها إلى قوات الأمن
التي يظهر المقطع أنها تقوم باستخدام
الرصاص الحي ضد المتظاهرين، قام بذلك
مجموعة من الأطفال متقمصين الدور بشكل
كامل. أحدهم علق على هذه المشاهد المضحكة
بالقول: إنه ليس من المستبعد أن تقوم
قناة «الدنيا» السورية، شبه الرسمية،
بأخذها وترويجها على أنها أسلحة
حقيقية منتشرة بين أطفال حمص
ويستخدمها الأطفال في مواجهة الأمن،
وعلى ذكر قناة «الدنيا» التي يتهمها
المعارضون ببث أخبار غير دقيقة وملفقة
عن طبيعة الأحداث التي تشهدها سوريا،
فالنكتة الشائعة الآن هي أن الأمهات
السوريات كن يقلن لأبنائهن: «يا ماما
لا تكذب بتروح ع النار» وبعد الأحداث
والدور الذي قامت به قناة «الدنيا»
أصبحن يقلن: «ماما لا تكذب بتروح ع قناة
الدنيا». كانت وسائل إلكترونية سورية محسوبة على
النظام قد روجت بشكل جدي لإمارة
إسلامية حاول أميرها الفرار بواسطة
طائرة عمودية من حمص، فإضافة إلى أن
الخبر بحد ذاته نكتة، وهو ما يعبر عنه
المزاج العام في سوريا، لكن النكتة
التي راجت حول هذه القضية هي أن «أمير
إمارة حمص الإسلامية» التي روجت لها
وسائل الإعلام هذه لم يتمكن من الفرار
لأن أعوانه قاموا باستبدال مروحة
الطائرة العمودية بمكيف. ولا تنتهي النكات التي تخترق سواد
المشهد، فذلك مندس تزوج مندسة فأنجبا
شاهد عيان، بينما يحلو للبعض القول إن
مندسا تزوج مندسة فأنجبا أجندة خفية
يبحثان عنها حتى الآن، جميع تلك النكات
تجد فضاء مواقع التعارف الاجتماعي
ملاذا آمنا لها للانتشار وربما
الاشتغال عليها لتصبح أكثر تهكما فيما
يعرف بالكوميديا السوداء، لدرجة أن
أحد عناصر الأمن أوقف شابين أعزلين
وقال لعنصر آخر: «فتشهما جيدا وشوف إذا
معهم (فيس بوك)» هي نكتة أخرى أيضا علق
عليها أحدهم بالقول «إن عددا كبيرا من
رجال الأمن لا يزالون يعتقدون أن ال(فيس
بوك) عبارة عن نوع من الأسلحة أو
القنابل»، وهو ما يعكس، ربما، الدور
البالغ الذي لعبه هذا الموقع
الاجتماعي في إحداث التغيير في
المنطقة. في حين أن كل الشخصيات التي تنافح عن
النظام في الإعلام العربي والغربي
باتت تسبق بلاحقة البوق فلان الفلاني
من قبل المعارضين الشباب، إلا أن ناشطا
على ال«فيس بوك» كتب أن هؤلاء الأشخاص
الذين يحاولون أن يغيروا حقائق واضحة
كعين الشمس في سبيل الدفاع عن النظام،
نظلمهم عندما نصفهم بالأبواق.. إنهم «فوفوزيلا»
النظام السوري. و«الفوفوزيلا» التي
اشتهرت خلال مونديال كأس العالم 2010
وسببت إزعاجا لمتابعي المونديال هي
عبارة عن آلة نفخ تشبه البوق في مظهرها
العام، ويبلغ طولها نحو المتر.. وهي
تُصدر عند النفخ بها صوتا يشبه صوت
الفيلة. ================ هل يتحول الطفل حمزة
الخطيب إلى رمز جديد لإسقاط النظام
السوري على غرار البوعزيزي في تونس
وخالد سعيد في مصر؟ محتجون يحملون صورة الطفل
الشهيد حمزة الخطيب في درعا (أ.ف.ب) بيروت: ليز سلاي* 31-5-2011 * خدمة «واشنطن بوست» خاص ب«الشرق
الأوسط» كان رأس الفتى متورما وورديا ومشوها. وكان
جسده مليئا بآثار الضرب وإطفاء
السجائر فيه، والرصاصات التي أطلقت كي
تجرح لا لكي تقتل. تحطمت عظام ركبتيه
وكسرت رقبته وكسر فكاه وقطع عضوه
الذكري. لم يتضح المتسبب في قتله، لكن الواضح أنه
عانى الكثير من الألم خلال الشهر الذي
قضاه في السجون السورية. إنه حمزة علي
الخطيب، ابن الثالثة عشرة. في أعقاب نشر الفيديو الذي يصور تعذيبه
على شبكة قناة «الجزيرة» يوم الجمعة،
برز الخطيب كرمز جديد للحركة
الاحتجاجية في سوريا. وقد أصبحت ملامح
الفتى الطفولية رمزا لحركة معارضة
نظام الرئيس بشار الأسد التي خلت من
الشخصيات البارزة والمعروفة، لتعيد
إشعال حركة الثورة التي بدا أنها تواجه
خطر الحيد عن مسارها. لا يزال من المبكر للغاية الحديث عما إذا
كان موت الفتى سيطلق ذلك النوع من
الكتلة الحرجة التي أسقطت الأنظمة في
مصر وتونس بداية العام الحالي، والتي
تفتقدها الثورة السورية. لكنها لن تكون
المرة الأولى التي تحرك فيها معاناة
فردية رجل الشارع العادي، الذي قد لا
ينزل إلى الشارع للثورة ضد الحكومة في
وضع آخر. فقد استلهمت الثورة التونسية من بائع
متجول أضرم النار في نفسه بعد إهانته
من شرطية محلية. وفي مصر أدى موت خالد
سعيد، مواطن عادي من الإسكندرية، من
التعذيب على أيدي الشرطة إلى اشتعال
حركة المعارضة التي أدت في النهاية
لانتفاضة ضد نظام حسني مبارك. ويعتقد
الناشطون أن الطفل سيكون هو خالد سعيد
الثورة السورية. فيقول وسام طريف،
الناشط في منظمة «إنسان» لحقول
الإنسان: «هذا الطفل هو رمز بالفعل. فقد
أثار السوريين وتزايدت المظاهرات». وقد شهد يوم الأحد مظاهرات حاشدة في المدن
الصغيرة والكبيرة في سوريا تندد
بتعذيب الطفل حمزة، في مؤشر على تزايد
الحركة التي ركزت احتجاجاتها في يوم
الجمعة فقط. ففي حماة التي تبعد 116 كيلومترا عن دمشق،
نزل الآلاف إلى الميدان الرئيس حاملين
صور الطفل ويهتفون «حمزة، حمزة». وفي
أحياء حلب ثاني أكبر من سوريا، التي لم
تشارك حتى الآن في المظاهرات بمستوى
بارز، صعد الأهالي إلى أسطح المنازل
ليلة السبت يهتفون «الله أكبر، حمزة،
حمزة». وفي إحدى ضواحي دمشق، نزل
الأطفال إلى الشوارع ينددون بتعذيب
الطفل. وقد بلغ عدد أعضاء صفحة «فيس بوك».. «كلنا
حمزة علي الخطيب، الطفل الشهيد» أكثر
من 40 ألف عضو منذ إنشائها يوم السبت.
ويقول أحد التعليقات على الصفحة: «لم
يعد هناك مكان للنظام بعد ما فعلوه
بالطفل حمزة». أما النسخة الإنجليزية
من الصفحة فقد اجتذبت 3 آلاف عضو. وتقول رزان زيتونة، المحامية الناشطة في
مجال حقوق الإنسان، التي تختبئ في
دمشق، في مقابلة معها عبر شبكة «سكايب»:
«التعذيب أمر معتاد في سوريا. لكن
الغريب بشأن حمزة هو أنه مجرد طفل،
ولعل ذلك هو ما صدم جميع السوريين، حتى
أولئك الذين لم يقرروا ما إذا كانوا
سيشاركون أم لا في المظاهرات». تفاصيل ما حدث لحمزة تحديدا محدودة، ولا
يمكن التحقق منها بصورة مستقلة، لأن
غالبية الصحافيين ممنوعون من الحصول
على تأشيرات لدخول سوريا، والقليلون
الموجودون هناك لا يستطيعون العمل
بحرية». لكن بحسب روايات الأسرة الذين التقتهم
القنوات الإخبارية العربية وناشطي
حقوق الإنسان، كان الطفل بين مجموعة من
الأفراد الذين اعتقلوا عندما اصطحبه
والده إلى مسيرة معارضة للنظام في 29
أبريل (نيسان) في مدينة جيزا، القريبة
من درعا. ولم يسمع أفراد العائلة أي أخبار عن حمزة
حتى يوم الأربعاء، عندما وصل مسؤولون
من الحكومة السورية إلى منزلهم،
وطلبوا منهم التوقيع على ورق يوافقون
فيه على الحصول على جثة الطفل، شريطة
أن لا يعرضوا الجثة على أحد أو يناقشوا
ظروف وفاته. وأذعنوا للطلب، ولكنهم
شعروا بالصدمة عندما رأوا كم الجراح،
ودعوا ناشطا كي يصور مقطع فيديو، وهو
الذي نشر على موقع «يوتيوب». وتتحرك الكاميرا على جثمان الصبي، لتظهر
الجراح والندبات وثقبا في جسده، في
المكان الذي يفترض أن يكون فيه عضوه
الذكري، وقدم رجل لم تحدد هويته تعليقا
وصف فيه الجراح، وقال: «انظروا إلى
إصلاحات بشار الخائن». ومنذ يوم السبت، ووسط تقارير عن أن والد
حمزة، ويحتمل شقيقه، قد أخذ إلى السجن،
توقفت العائلة عن تلقي مكالمات هاتفية.
ولم يرد أفراد في العائلة على مكالمات
هاتفية، وكذا لم يرد متحدث باسم
الحكومة السورية. وشككت محطة تلفزيونية خاصة موالية للنظام
في صحة مقطع الفيديو، ودُعي طبيب ليظهر
على القناة، قال إن الجراح لا تتماشى
مع التعذيب، وربما تكون غير حقيقية. ولكن، بغض النظر عن التفاصيل، يبدو أن
وفاة الطفل حمزة قد بعثت بشحنة طاقة
جديدة إلى حركة الاحتجاج التي أكدت على
استمرارها، على الرغم من أنها غير
قادرة على جذب الأعداد في الشوارع التي
أطاحت برئيسي مصر وتونس. ويقول ناشط في
العاصمة السورية، التي لم تشهد
مظاهرات كبيرة، عبر «سكايب»، شريطة
عدم ذكر اسمه لخشيته على سلامته: «يتحدث
كل شخص داخل دمشق عنها». وما زالت لا توجد إشارات على أن النظام
الحاكم في سوريا يستعد لتقديم تنازلات
أو السعي وراء الإصلاحات التي يرغب
فيها المجتمع الدولي. ويوم الأحد،
تحركت دبابات في منطقتين أخريين ظهرت
فيهما مظاهرات، وهما الرستن وتلبيس،
وتقعان على الطريق السريع الواصل إلى
مدينتي حماه وحمص. وكانت هناك تقارير متضاربة، ويقول نشطاء
إن الجيش كان يتحرك من أجل قمع
المظاهرات هناك، وأوردوا حالات قتلى
وجرحى. ولكن تقول هيئات إخبارية موالية
للحكومة وساكن من حمص القريبة، تحدث
شريطة عدم ذكر اسمه، إن الحكومة تحركت
تجاه المدن بعدما نصب متمردون مسلحون
كمينا للجيش السوري، قتل فيه ضباط
وأصيب فيه 40 جنديا وضابط شرطة. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |