ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
J
الجمعة,
03 يونيو 2011 حسام
عيتاني الحياة مثل
غيره من خطوات الحُكم السوري، جاء
تشكيل هيئة الحوار الوطني، ملتبساً
ومرتبكاً. والأسوأ أن القرار يشي
بهيمنة لغة مقفلة، دائرية، تنتهي حيث
تبدأ، من الرموز والإشارات المفتقر
أكثرها الى المعنى. فما
اوردته وكالة «سانا» السورية الرسمية
عن قرار إنشاء «هيئة تكون مهمتها وضع
الأسس لحوار وطني وتحديد آلية عمله
وبرنامجه الزمني»، يبدو تكراراً
حرفياً لصيغ إنشاء لجان التحقيق في
الأحداث الأخيرة ودراسة رفع حالة
الطوارئ وغيرها، حيث يمتنع على السلطة
السورية اتخاذ موقف صريح من التطورات
خشية الظهور بمظهر الضعف والانحناء
أمام الضغوط، حتى لو كانت هذه نابعة من
الشعب، مصدر السلطات في دولة عصرية. اللجوء
إلى الجمل المبهمة والتراكيب اللغوية
الغامضة، هو مخرج النظام من الاعتراف
بعجزه عن معالجة مشكلات متزايدة
الصعوبة والتعقيد. ووفق الكلام
المنسوب الى الرئيس بشار الأسد،
فمهمّات الهيئة الجديدة «صياغة الأسس
العامة للحوار المزمع البدء به بما
يحقق توفير مناخ ملائم لكل الاتجاهات
الوطنية للتعبير عن أفكارها وتقديم
آرائها ومقترحاتها في شأن مستقبل
الحياة السياسية والاقتصادية
والاجتماعية في سورية، لتحقيق تحولات
واسعة تساهم في توسيع المشاركة وبخاصة
في ما يتعلق بقانوني الأحزاب
والانتخابات وقانون الإعلام
والمساهمة في وضع حد لواقع التهميش
الاجتماعي والاقتصادي الذي تعاني منه
بعض الشرائح الاجتماعية». ما من
إشارة هنا الى سلطة أو طيف سلطة اتخاذ
قرار في شأن ما قد يصل الحوار اليه. بل
على المشاركين في الحوار «تقديم»
آرائهم، من دون تحديد طريقة اختيارهم
للجلوس إلى مائدة الحوار مع نظام لم
يتوقف عن التنكيل بمواطنيه، لكنه لا
يجد مانعاً من استدعاء بعضهم للتحاور
معه فيما اقتحام البلدات والقرى
واعتقال الاطفال قبل الكبار وتعذيبهم،
يجري على مدار الساعة. هذا قبل وبعد
تمسكه بسلطة استنسابية مطلقة في قبول
او رفض اقتراحات وآراء المتحاورين،
وفي التشدد برفض تعديل المادة الثامنة
من الدستور التي تضع حزب البعث في موقع
القائد للدولة والمجتمع. يسهل
القول ان المقدمات المنطقية لتشكيل
اللجنة (طالما ان القوم مولعون بالمنطق
الشكلي - الصوري)، ستفضي الى الفشل.
المقدمات ذاتها أحاطت بالعفو الرئاسي،
الكثير الاستثناءات وحمّال التساؤلات.
لكن الهيئة مثل العفو، لن يحلا الأزمة
السورية، بل لن يقربا البلاد من المخرج.
لقد جاءا نتاج تصور مغلق لأحوال سورية
وللأسلوب الذي تُمارس السلطة فيها.
وليس سراً ولا كشفاً القول ان هذين
التصور والأسلوب ما عادا ينفعان أمام
أزمة بالعمق الذي بلغته الأزمة
السورية. ويسير
الامعان في الانكار على المستوى
السياسي في موازاة سعي محموم إلى
التعمية الإعلامية على حقائق الواقع
السوري. ولا يبالي النظام في أن منعه
دخول الصحافة العربية والاجنبية
المستقلة يفيد رواية المعارضة للأحداث.
فالنظام يعرف تماماً ان الأدلة التي
تخدم المتظاهرين اقوى كثيراً من تلك
التي تصب في مصلحته. بيد انه يرى، على
الأرجح، في الانفتاح امام الإعلام
بداية سقوط لا قيام بعده، بفعل الغضب
الذي سيقابل العالم به ما ستكشفه
مقالات وصور المراسلين من أهوال نزلت
بسورية. واليوم،
بينما يتظاهر آلاف السوريين مطالبين
بحقهم بالحرية وبالكرامة، لن يندر ان
يحرم متحدثون باسم النظام المحتجين
والمعتقلين والقتلى من آدميتهم وأن
يردوهم إلى سويات دونية من «الحثالة»،
على ما أفتى ذلك الاستاذ الجامعي
المفوّه. على ان ذلك لن يؤدي سوى الى
تسريع التغيير ونهاية فترة الإصلاحات
الأغرب في العالم. ==================== عناية
جابر 2011-06-02 القدس
العربي ليس
مشهد الصبي السوري الذي عُذبّ حتى
الموت، طعنة لعين المشاهد. إنه ضميرهُ
وشرفهُ وقد اجتُثا من الجذور. لا
يملك المُشاهد حيال الصورة، والصبي
الميت مزرقّاً ومُكدّماً ومقطّع
الأوصال، سوى شهقته، وقميص نومه وتحته
تماماً تقبع روحه التي تتعذّب. والآن،
إنني ضئيلة ضئيلة، ممتلئة بالشكوك
بأكثر ممّا يحتملهُ عقلي. مصير
هذا الصبيّ في الجزء الأكبر منه،
معلقاً بتركيب أمني عكر، شرس وغير
انساني. تخلّف وهمجية حدّ الإفراط وحدّ
الفانتازيا الجحيمية. أمام
عنقه الذي كُسر، أتعرّض للإختناق، وهو
شعور يطرد، لا يمكنني السيطرة عليه،
يهاجمني في حلقي وصدري. أمام تعذيبه
هكذا، كل خلية في جسمي تفور بعصارة
سّامة. بدأت
أدرك العدم العميق لحياتي الروحية، لا
شكليتها التي تستبدل أشكالها أبداً،
بحسب الضحايا وطبيعة ميتاتها. الرصاص
نخر جسد الصبي الحليبي، وأنا وهذا
الإنهيار العصبي الذي لم يقع فيّ
كاملاً، لكنه يُنذر أبداً وينبض داخل
رأسي. صدعٌ في قلبي، شبيه بصدع ضغط
حجارة ثقيلة، نازلة تستقر في مسقط
بناية العالم. عُذّب
الصبي ومات. نام مستريحاً الى الكاميرا
تُفليّ ما بقي من أعضائه، وتباً كان
الأمر هكذا إذن، وما كان في حيلتي أن
أغيّر مصير نملة على الأرض. المجرمون
في أزمنتهم الذهبية، وعليّ أن أبتلع
بصقتي وأقبل حياتي على ماهي عليه،
خالية من الحقائق العظيمة. المذيعة
تسأل: 'من قتل الصبيّ؟'. هذا هو السؤال
الأصعب في العالم، ومع ذلك تريد جواباً.
الجواب ليس في صالحنا ولا صالحك أيتها
المذيعة، لعلك أنت من قتلته، ولعلني
أنا التي لا ترينني الآن، من عذّبته
وقتلتهُ، وصدقاً، نحن جميعاً من
قتلهُ، صمتنا وجبننا. من قتل
الصبي؟ كلنا قتلناه، وليتبرأ احد من
قتله لنقول له في قلب وجهه: كاذب. لم
استطع أبداً ان ادرك تماماً ماهية هذا
التعذيب لطفل، ماذا كان ذلك في
الحقيقة؟ حفلة شواء للطفولة، تغوّل ضد
البراءة؟ ماذا إذن ولأيّ سبب عُذّب
وأُطلق عليه الرصاص. كنت
أبحلق مع ذلك، في جسده المُرمّد وهو
بين الأيدي القاسية تُقلبّه على
جنباته لتظهر للكاميرا عذابه. صارت
حيطان غرفتي بلون جلده، رمادية مكلومة
مرة اخرى. لملمتُ كامل منطقي الذي بقي،
وكان عليّ أن اشتم أحداً بصوت عال، كان
على صوتي ان يُرنّح ميتات الأطفال وأن
يصفها ويندبها. حدث ما هو مشابه في
ليبيا ومصر واليمن، حدث في البحرين
وتونس، حدث كثيراً في لبنان وحدث ويحدث
ما زال في سورية. رأيت كل حجارة القبور
تتدحرج أمامي بوضوح لا تمتلكهُ
الحجارة عادة. تذكرت أيضاً مناماتي
السيئة التي تسبق موت الأطفال عادة،
كما لو سمّاً يجري في لياليّ بدل النوم. هذه
الإستدارة النهائية للعينين الى
الفراغ التّام، كما لو تدوران داخل
رأسه مُسهدة في الزفت أو في اسمنت صلب. أمام
جسده المُعّذب أحتاج كلمة واحدة. لا
أحد يدرك مقدار ما تقوله الكلمة
الواحدة، فالأفكار جميعها تنبتُ فيها. من قتل
هذا الصبي؟ حين تكون بريئاً ووردة
ويفترسك حيوان فلن تحتاج أن تكون
دقيقاً هكذا في تسمية من افترسك؟ يكفي
ان تعرف أن موتك تشكل بطريقة ما من
ضياعك في غابة، ومن كل الصمت الجهنمي
الذي رعيناه، حاجبين عن عينيك
الخائفتين الإشارات الدّالة الى مخرج
للمتاهة. حمزة
الخطيب، صغيري، ولن تكون بعد، إضافة ما
على اسمك، انقطع تسلسله منذ موتك، وما
كان بقي من عمرك، تضرّر الى الأبد. هذا
لا يعني انني لن أفكرّ بك، ويمكنه أن
يعني عجزي عن التفكير بك. حيال
وجهك كما لو تعويذة ملائكية على علب
الحليب، تشكّل اتحاد مذهل من
السفاحين، وبكل الإفراط الوحشي، قتلك.
وحيدٌ وفتيٌّ، وأحتفظ لك بصورة العنق
الأكثر عذاباً، المسلوخ، الغائر
قليلاً في طيات مستجدة منفوخة، وقد نجح
في ان يورثني ندبته. كتلة
لحمك فارقتها القوة الجارفة للحياة،
جسدك ساكن ولذلك يتلاشى بلؤم، كل ما هو
شخصيّ بيننا. لم تعد عاطفة هذه، أكثر
بعض الشيء وتتفوّق على هياكل فيزيكية
أمضت وقتاً لعيناً معك، وقتاً طويلاً
صبوراً لتجهز على كل اغصانك. نداء
الحرية الآمر، وحّدنا في أقصى
الصداقة، تاركاً لنا في آن، غياباً
واسعاً، كما في نعاس التنويم
المغناطيسي القسري. كلّ منا شعر
بالعذاب على قدر بدنه، حمزة كان طحلباً
طرياً، هُرس. نُهرسُ من أجل هذا الراسب
المُضبب للحرية، لغة الأبدية البسيطة
التي توحّد البشر كلهم. 3حين في المنام،
تقتحم نومي مرتعشاً:'يجب على المرء ان
يرغب الحرية حتى النهاية'! أكرّر ما
تقوله لي مُشجعة، لكن قلبي يرتجف بقوة.
حينما تحّلُ في حلمي ينتفخ نومي بك.
حضورك هادىء مثل مرهم على جرح، وآن
أريد ان ألمسك، أن أحتفظ بك حياً، تروح
تتفسّخ وتبتعد، شأن اسطورة صغيرة.
حمزة، كل شيء في موتك قد تحقّق مع ذلك،
وأنا في هذا الضلال المصيري أتقلّب ما
بين الإهانة والألم. ==================== جدتي
السورية من بلدة المرقب في بانياسلن
تروي لنا حكاياتها هذا المساء. المثنى
الشيخ عطية 2011-06-02 القدس
العربي جدتي
تقف أمامنا محرجةً. لقد نسيتْ طقم
أسنانها بجانب دمائها على أرض الشارع. جدتي
لا تستطيع إحضار طقم أسنانها لتروي لنا.. جدتي
صارت تخاف، أن يطلقوا النار عليها
ثانيةً إن هي
عادت إلى جثتها.. جدتي
تريد أن تعتذر منا لأن القتلة لا
يَدَعون أحداً يقترب من الجثث هم
يحرسونها ببنادق القنص هم
يخافون إن أخذها ذووها، أن يضعوها أمام
الكاميرات لكي يراها العالم أو أن
يشيّعوها، فيجدّدوا بوفائهم لها
المظاهرات جدتي
لم تستطع إحضار طقم أسنانها لتخبرنا، كيف
فقدت طقم أسنانها، كيف
طار من فمها بفعل عنف الطلقة التي
انفجرت في دمها جدتي
تنظر إلينا محرجةً، فهكذا الجدّات، من أن
نكون رأينا طقم أسنانها بجانب جثتها، تنظر
إلينا معتذرةً أنها لم تستطع أن تزيل
عنه آثار الدماء. جدتي
لا تستطيع أن تخبرنا كيف أنها حين
خرجت للتظاهر مع من فقدن أولادهن من
النساء لم
تستطع أن تكمل الهتاف لم
تستطع أن تكمل الجملة التي صاغتها قبل
يوم وحضّرت
عليها نفسها.. كانت تريد أن تقول للرئيس: يا
سيادة الرئيس.. أبناؤنا معتقلون لديك أبناؤنا
ليسوا كما تريدون أن توهموا العالم أبناؤنا
ليسوا عصابات ولا مندسّين ولا سلفيين أبناؤنا
اعتقلوا وقتلوا في مظاهرةٍ سلمية أبناؤنا
لم يطلبوا شيئاً سوى الحرية أبناؤنا
معتقلون ومقتولون دون وجه حق، أبناؤنا
مسالمون، وأنتم تثكلون الأمهات أنتم
من يريق الدم يا
سيادة الرئيس نحن أمهات وأنت لديك أم... جدتي
كانت تريد أن تقول هذا فقط لكنها
لم تستطع أن تكمل الجملة التي حضّرتها.. في
زخّة الرصاص الذي انهمر.. جدتي
شعرت فقط بأن قلبها انفجر.. جدتي
لم تحسّ بألمٍ في البداية، لم تحسّ بأن
شيئاً مات غير أن
انتزاع أسنانها من فمها أشعرها بالألم **** ****
**** جدّتي
من بلدة المرقب.. لن
تستطيع أن تحاور الرئيس مثلما طلب.. ليس
لأنه بعد ألف جثةٍ.. قال له
مستشاروه بأنه يمكنه الآن أن يحاور
الشعب وأنه
الآن بعد ألف جثةٍ أخاف الشعبْ.. وأنها
رافضة أن تكون هكذا هي العلاقة ما بين
رئيسٍ وشعب أنها
رافضة لهذا المنطق البائس في حكم الشعب وأنها
تريد أن يحكم الشعب نفسه بنفسه.. جدتي
لن تستطيع أن تحاور الرئيس مثلما طلب.. لأنها
ببساطةٍ لا تستطيع أن تحضر طقم أسنانها المرمي
بجانب جثتها على أرض الشارع وأنها
لا تستطيع لهذا أن تشعل الهتاف بالجملة
التي صاغتها، وأنها تخاف أن
يطلقوا النار عليها ثانية، فتشعر
بالألم من
رؤيتنا طقم أسنانها مضرجاً بالدم **** ****
**** جدتي
السورية من بلدة المرقب في بانياس... ==================== د.
نور الدين صلاح مركز
الدراسات الإستراتيجية لدعم الثورة
السورية تحية
إلى الشيخ العلامة البوطي من بعض طلابه
ومحبيه ، وما أكثرهم في كل مكان تحية
إلى الشيخ البوطي الذي عرفناه حصناً
فكرياً في مواجهة الغزو الفكري بكل
عناصره من إلحاد وفكر منحرف وغلو وتطرف تحية
ممتدة زماناً من يوم كان الشيخ تلميذاً
في حلقات الشيخ حسن حبنكة الميداني
بجامع منجك في الميدان إلى أن أصبح
قيّماً للمسجد الأموي الكبير في دمشق
العروبة والإسلام تحية
ممتدة مكاناً من كل المساجد التي عرفتك
داعية مسدداً بدءاً من مسجد الوالد
العلامة الشيخ ملا رحمه الله مروراً
بمسجد السنجقدار وتنكز وأخيراً جامع
الإيمان وكلية الشريعة حيث كان لك فيها
التاريخ الحافل بالعطاء والعلم
والثقافة تحية
لك من كل المعاهد الشرعية التي عرفتك
مؤلفاً ومدرساً ومدافعاً وحارساً
أمينا تحية
لك مؤلفاً بارعاً أثرى مكتبة الإسلام
بكتبه في السيرة والفقه والفكر والأدب
والثقافة الإسلامية تحية
إلى المتحدث الذي يسبي العقول في كل
المنتديات التي يكون فيها ، ترنو إليه
الأنظار وتهفو له القلوب ، وكأن البيان
نثر بين يديه فينتقي منه أعذبه ويصوغ
منه أبدعه ، لقد حضره الرؤساء والزعماء
والعلماء والمفكرون وكل أقرّ ببراعته بعد
هذه التحيات العطرات من محبين غيورين
يعرفون قدر الشيخ وقيمة موقفه ومكانة
كلمته في الداخل والخارج لا بد من
وقفات مع الشيخ الجليل وبخاصة فيما
يدور الآن في سوريا الحبيبة على الجميع بالطبع
لن نرجع إلى الوراء ومواقف الشيخ من
الرئيس الراحل حافظ الأسد وما قاله في
وفاته ومن قبل في وفاة ابنه باسل
فللشيخ رأيه والبعض اعتذر له بأن الشيخ
يحضر ما لا نحضر ويرى ما لا نرى ويعلم
ما لم نعلم ولن
نتوقف عند كتابه الجهاد في الإسلام
والذي اعتبر فيه إخوانه محاربين ينبغي
أن تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو
ينفوا من الأرض ، وضنّ عليهم بوصف
البغاة الذين يمكن أن يكون لهم تأويل
أو شبهة تأويل وبنى حكمه كله على أن
المنظومة كلها إسلامية وأن الرئيس
خليفة مسلم مبايع بيعة شرعية ويحكم
بمبادئ البعث بالإسلام والأمر
ليس كذلك فالدول المعاصرة دول قطرية
تحكم بالقوانين التي قد يكون بعضها
مستمداً من الشريعة الإسلامية في مجال
الأحوال الشخصية ولا يعني هذا القول
بكفرها ولا كفر أحد من حكامها ، وليس
هذا موضع المقال، ولكن برأيي أن
التوفيق جانب أبا توفيق لأنه جاء بعد
سنين والأسد لم يكن ينتظر فتواه فقد
نكل وسجن وعذّب وقتل ونفى بل دمر بعض
المدن ، فجاء الشيخ ليحمل إثم بعض هذه
الدماء ، وهذا شأنه لا يشاركه فيه أحد ،
ولقد كان غنياً عن ذلك ، وكان يكفيه أن
يتناول الموضوع نظرياً وأما إنزاله
على الواقع المحدد فله مقدمات كثيرة
وحيثيات متعددة قد تختلف فيها وجهات
النظر ، وللشيخ رأيه وسوف يسأل عنه لن نقف
مع النيات فالحكم عليها لرب البريات ،
لكن الذي نجزم به ويجزم به كل من يعرف
الشيخ عن قرب أنه لا يمكن أن يقول كلمة
إلا عن قناعة فليس للإكراه طريق إليه ،
فالشيخ لا يقول إلا ما يريد ولا يكتب
إلا ما يرغب ولندع
كل هذا لنناقش الشيخ فيما تكلم به على
الملأ في الفضائية السورية فسمعه
العالم كله ، ولا يمكن لأحد أن يدعي أنه
مفبرك عليه ، والشيخ ما طفق يصرح به في
كل اللقاءات والمناسبات ، وكان آخر ذلك
في لقاء الأئمة والخطباء الذي حضره
الوزير ابن الوزير محمد عبد الستار
السيد وتحدث فيه الشيخ عما يدور من
أحداث إن
الصواب قد جانب الشيخ في مسألة ليست من
قبيل الرأي بل من قبيل الخبر والنقل
الذي لا يحتمل إلا صدقاً أو كذباً
فالقاعدة تقول (إن كنت ناقلاً فالصحة
أو مدعياً فالدليل) فلقد قال الشيخ عن
المتظاهرين إنهم لا يركعون ولا يسجدون
بل (ينتعلون) المسجد ، وهذا مغاير
للواقع فلقد علم القاصي والداني أن كل
المظاهرات يخرج أهلها فيتظاهرون خارج
المساجد وهم من المصلين الراكعين
الساجدين الذاكرين ، أما أولئك –رجال
الأمن- الذين ينتظرونهم في خارج المسجد
عقب صلاة الجمعة هم الذين لا يركعون
ولا يسجدون ، وهم الذين انتعلوا
المساجد ودنسوا حرمتها في (عمري) درعا
وبانياس وجبلة وغيرها ، هم الذين
هدموها في تلبيسة والرستن وفي قرى
حوران ، وهم الذين خالفوا قول الله
تعالى (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع
الله أحدا) فهتفوا داخل المساجد (الله
سوريا بشار وبس) وهتفوا (بالروح بالدم
نفديك يا بشار) يا
فضيلة الشيخ إن علماء حمص يركعون
ويسجدون ولا ينتعلون المساجد وليسوا
حثالة ، وعلماء الشام الذي صدروا
بيانهم ورفضت المشاركة فيه وعلى رأسهم
شيخ القراء الشيخ كريّم والبرهاني
والرفاعيان أسامة وسارية والصاغرجي
ليسوا من الحثالة ، وعلماء بانياس
ليسوا حثالة وقولك
أكثر من مرة يا فضيلة الشيخ أنّ هناك
أموالاً توزع على المتظاهرين ، فهذا
نقل غير صحيح وادعاء ليس صادقاً ، ولا
يغرنك الأموال المضبوطة على الشاشة
السورية من الدولارات والليرات ، ولا
أظنني من السذاجة أن أصدق أن رجلاً
يخرج ليقتل سواء على يد (الأمن أو الجيش
أو الشبيحة أو العصابات المسلحة) من
أجل حفنة دولارات أو يعرّض نفسه
للاعتقال والتعذيب والتنكيل واقتحام
بيته ومصادرة الموبايل والكمبيوتر من
أجل ألف ليرة أو خمسة آلاف إن
النظام بغض النظر عن كل النظريات
والحيثيات والمجريات إلى الآن لم
يعترف أنها ثورة شعبية تخرج في كل مكان
، مطالبها واضحة وشعاراتها معلنة ، بل
ما زال الوصف بالتآمر والسلفية
والإخوانية والحريرية (سعد الحريري)
والبندرية (بندر بن سلطان) وزج سكان
المخيمات الفلسطينية وهواة التصوير
ونواب لبنانيين هو الرواية والأسطوانة
المشروخة ، والعجيب أن من وراء هؤلاء
جميعاً أمريكا وإسرائيل ، وهؤلاء
يدعمون إقامة إمارات سلفية في درعا على
القرب من فلسطين المحتلة وفي تلكلخ
بالقرب من لبنان !! وجاء
وصفك مطابقاً لهذا الزعم (ليست ثورة
شعبية) بل مؤامرة خارجية فقط ، وهؤلاء
هم حثالة !!! وهذه
لغة جديدة منك لم نعهدها يا فضيلة
الشيخ ، وأنا أربأ بك أن يجيبك هؤلاء
الحثالة بنفس اللغة الراقية التي
استخدمتها ولعلهم إن كانوا كذلك فهم
أقدر على الجواب بما لا تحب ، وإن لم
يكونوا كذلك قالوا (سلاما) عملا بقول
الله ( وإذا خاطبهم .... ) ومن ذكرت لك من
العلماء في الداخل والخارج كالقرضاوي
والصابوني ومن وقعوا على بيانات
العلماء الكثيرة في كثير من الدول
العربية والإسلامية وأيدوا فيها
التظاهر ليسوا حثالة ، نعم لك أن
تخالفهم الرأي ولهم أن يخالفوك وكل
سيتحمل موقفه في الدنيا قبل الآخرة ،
لكن هؤلاء جميعاً ليسوا حثالة ولقد
قلت إن هؤلاء المخالفين دعاة فتنة
وتراق الدماء بسببهم ، فأقول لك هل دعا
هؤلاء إلى الاقتتال المسلح أم إلى
التظاهر السلمي ، من الذي يقتل ؟؟ من
الذي يريق الدماء ؟؟ من الذي يرمي
المتظاهرين بالرصاص الحي ؟؟ من الذي
يعتقل ويعذب ويقتل تحت التعذيب ويشوه
الجثث ويسرقها ويساوم أهلها عليها
ويجبرهم على كتابة التعهدات ؟؟؟ من
الذي يجهز على الجرحى ؟؟ ويمنع وصولهم
إلى المستشفيات ؟؟ لقد
نصحت النظام في الاجتماع الأخير
بالضرب بيد من حديد على المتظاهرين كما
في فتواك السابقة ، والدولة ليست مقصرة
في هذا فهي تضرب بيد من فولاذ وبارود
ورصاص ويعذبون بالكهرباء ويسلخون
الجلود ، وإذا كان أولئك العلماء دعاة
فتنة ، وما يجري فتنة ومؤامرة ،
فسأتوجه إليك ببعض الأسئلة: أليس
من عزل المنقبات من التعليم داعية فتنة
؟؟ ومنعهن
من دخول الجامعات داعية فتنة ؟؟ وفصل
أساتذة كلية الشريعة دونما سبب داعية
فتنة ؟؟ واختزل
حصص التربية الإسلامية وحولها إلى حصة
فنون داعية فتنة ؟؟ وحول
التربية الإسلامية إلى مادة أخلاق
داعية فتنة؟؟ ومن
سطا على المدارس الخاصة بقرارات جائرة
مجحفة وخاصة تلك التي تديرها (القبيسيات)
وأنت أدرى الناس أنهن لسن سلفيات ،
ومنعهن من التلاوة في وسائط النقل ،
وفرض الاختلاط بين الجنسين فيها ، وفرض
معلمات لا علاقة لهن بالتربية
الإسلامية لتدريسها أليس كل من فعل ذلك
داعية فتنة ؟؟ أليس
من أغلق الأماكن المخصصة للصلاة في
الأسواق (المولات) داعية فتنة كما أمر
الأمن السياسي في الصيف الماضي ؟؟ أليس
من منع الصلاة في كثير من مؤسسات
الدولة وخاصة الجيش داعية فتنة ؟؟ أليس
من فصل المهندسين والمهندسات
المعروفين جميعاً بالتدين والنزاهة من
أمانة العاصمة داعية فتنة ؟؟ أليس
من عزل المشايخ المحترمين الثقاة عند
الناس لسبب كلمة أو رأي وأنا غني عن
تعدادهم وليس آخرهم (اليعقوبي) داعية
فتنة ؟؟ أليس
تهميش المشايخ والعلماء والاستخفاف
بهم وعدم الالتقاء بهم من قبل الرئيس
بعد أن طالبوا بذلك مراراً –بالطبع
قبل الأحداث الأخيرة- ومنهم أنت يا
فضيلة الشيخ ، على حين أنه كان مشغولاً
باستقبال عضو لجنة الصداقة ... والفنان
التشكيلي .... والمناضل الثوري ..... الخ
أليس هذا داعية فتنة ؟؟ أليس
السماح بعرض مسلسل (وما ملكت أيمانكم)
للمخرج أنزور والذي أقمت عليه حملة
كبيرة في الصحف والأحاديث الدينية
واختزلت مشكلة سوريا التي ستعرضنا
للبلاء من رب السماء بسببه ، ورأيت فيه
الرؤى الصادقة ، أليس من سمح له
ولأمثاله داعية فتنة ؟؟ أليس
من ضيّق على المشايخ الذين يديرون
المؤسسات الخيرية كحفظ النعمة
والعافية وغيرها في المناطق السورية
والتي استفاد منها الفقراء على اختلاف
طوائفهم وانتماءاتهم أليس هذا داعية
فتنة ؟؟ أليس
التضييق الذي جرى تحت اسم التنظيم
للمعاهد الشرعية والثانويات الشرعية
بحيث منعت الموارد والتبرعات وضيق على
الطلاب الوافدين من الخارج في تصريح
الإقامة وصار البعض منهم يشحذ الناس و
يتكففهم على أبواب المساجد أليس هذا
داعية فتنة ؟؟ أليس
السماح ببناء الحسينيات والحوزات
العلمية التي تتبع لدولة أجنبية في كل
شيء بمناهجها وتمويلها في كل الأماكن
السورية وتشييد المقامات على الأماكن
المزعومة كالسيدة سكينة في داريا
والسماح بحركة التشيع عند الطوائف
الأخرى جميعاً أليس من سمح بذلك داعية
فتنة ؟؟ أليس
من أغلق قناة الدعوة التي يقوم عليها
من تعرفهم كالشيخ سارية الرفاعي وغيره
وهي لا تبث سوى بعض الأناشيد الدينية
والدروس البسيطة والموالد بعد
الموافقة عليها من قبل (الاختيار) أليس
داعية فتنة ؟؟ أليس
من أمر بتحويل الحدائق النسائية
الخاصة بهن إلى حدائق عامة داعية فتنة
؟؟ أليس
من سمح بالترخيص لنادي القمار قرب مطار
دمشق الدولي للتاجر (حبوباتي) وشركاه
بعد أن عارضه أهل العلم بشدة داعية
فتنة ؟؟ أليس
من زجّ باسم معهد الفتح الإسلامي في
المقابلة التلفزيونية التي أجريت مع
المتهم المزعوم بالتفجير الإرهابي قرب
فرع فلسطين على المتحلق الجنوبي داعية
فتنة ؟؟ كل ما
ذكرت جرى معظمه في السنة الأخيرة 2010م
أي بعد 2005م وهي السنة التي اجتمعت
القيادة القطرية وأقرت الإصلاحات التي
بشرنا بها الرئيس في خطاباته لا سيما
الأخير في مجلس الشعب ، وبقيت منذ ذلك
الوقت حبيسة الأدراج كما قيل ، لكن
كثيراً من الناس أدركوا ما هي
الإصلاحات التي يريدها الرئيس وأقرتها
القيادة فيما ذكرت من نماذج الفتنة وأخيراً
بعدما بدأت الثورات العربية ونجحت في
الدول الأخرى وتصريحات رئيسنا حولها
ومنها أنّ الشعب السوري ليس مهيأ
ومؤهلاً لكثير من الإصلاحات ومنها
الديمقراطية ، وبعد أن هتف بعض
التلاميذ في المرحلة الابتدائية
اعتقلوا وقلعت أظافرهم في درعا وتهكم
المسؤولون المحليون بأهلهم وأمهاتهم ،
أليس ذلك فتنة ؟؟ يا
فضيلة شيخنا العزيز : لقد ثار الشعب لأن
أسباب الثورة موجودة ، فالظلم
والاستبداد والفساد والرشوة وعدم
تكافؤ الفرص والتضييق على الناس
بأرزاقهم وحركة الهجرة والنزوح لطلب
الرزق ، والفقر وزيادة نسبته المروعة ،
ومحاربة الدين والمتدينين ، وتكميم
أفواه المصلحين والمنتقدين ، والزج
بالصحفيين والكتاب والمعارضين من كل
التوجهات الفكرية بالسجون والأحكام
التعسفية ، وانسداد كل أفق التعبير و
الحريات العامة ، والصوت الواحد
والحزب الواحد والرأي الواحد يا
فضيلة الشيخ كثير من المحللين يتفقون
معك بوجود مؤامرة على سوريا ، ولكن
التعامل الأمني القمعي هو من سينجح
المؤامرة التي أبرز ملامحها التدخل
الخارجي المرفوض من أبناء الشعب
السوري ، ولن ندخل في جدلية بيزنطية من
الذي أتى بالتدخل وكان سبباً له ؟؟ وإذا
كان الباعث على المؤامرة إضعاف
الممانعة والمقاومة لسوريا فتصريحات
مخلوف الأخيرة وضعت إشارات استفهام
كثيرة ، وجاءت بالاتجاه المعاكس الذي
يضعف الثقة ويثير الفتنة ، ولماذا يكون
الخطاب الرسمي دائماً مقايضة للمقاومة
بالحرية والكرامة ، ألا يمكن الجمع
بينهما ؟ ومَن من الشعب لا يريد
المقاومة والممانعة ؟ الشعب يريد حرية
وكرامة وما أكثر مفرداتها في بلادنا ،
ولن تصلح قطع الحلوى الصغيرة ولعب
الأطفال والرشوات الرخيصة والخطوات
الخجولة المترددة إنك يا
فضيلة الشيخ تحذر الناس من المجهول ولك
الحق في ذلك ، لأن دخول أيدي لا تريد
للبلد ولا بأهله خيراً ستقود البلد إلى
المجهول ، ألا يمكن يا فضيلة الشيخ
بالحوار الصادق والانفتاح الحقيقي
والشفافية وتعزيز الثقة أن يبعد عنا
شبح المجهول ، وهل ترى أن السير في هذا
الطريق الممارس حالياً يمنع عنا شبح
المجهول ؟ إن
ملامح المجهول الذي تحذرنا منه صحيحة
وأبرزها فقد الثقة يوماً بعد يوم بمن
يرفع لواء وشعار الإصلاح ، واستفزاز
الناس لجرهم إلى مواجهات وطائفية ، لكن
الأشد من ملامح المستقبل المجهول أن
يفقد الناس الثقة بعلمائهم ومفكريهم
ومثقفيهم في كل يوم يبتعدون فيه عن
الشعب وعن مطالبهم وإبراز حقوقهم
وتبني قضاياهم العادلة. ====================== أهم
محطات العلاقات السورية - الروسية الجمعة,
03 يونيو 2011 الحياة *
المصدر: موقع «روسيا اليوم» روسيا
تحذّر الدول الغربية من تشجيع
الاحتجاجات على أمل «تغيير النظام» في
سورية تعززت
العلاقات السياسية والدفاعية
والاقتصادية بين سورية والاتحاد
السوفياتي السابق منذ بداية الحرب
الباردة، حتى باتت دمشق حليفاً قوياً
لموسكو وشريكاً اقتصادياً وتجارياً
مهماً في المنطقة. - زار
الرئيس السوري بشار الأسد موسكو العام
2005 لحل مسائل المديونية السورية. وفي
اختتام الزيارة تم توقيع البيان
الروسي - السوري المشترك حول تعميق
علاقات الصداقة والتعاون بين روسيا
وسورية. -
العام 2006 زار الرئيس بشار الأسد موسكو
لبحث الوضع في الشرق الاوسط. - كما
زار الرئيس السوري روسيا في آب عام 2008
وبحث مع الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف
العلاقات الثنائية والاوضاع في الشرق
الاوسط. - قام
سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي ب 4
زيارات الى سورية وذلك في 6 أيلول (سبتمبر)
العام 2004 و7 أيلول العام 2006 و19 - 20 آذار (مارس)
العام 2008 و23-24 آيار (مايو) العام 2009 في
اطار جولاته في الشرق الاوسط. - عقب
زيارة العام 2004 تم توقيع اتفاقية
لإلغاء تأشيرات الدخول بين البلدين. - في
تموز (يوليو) وآب (أغسطس) العام 2006 قدمت
سورية عوناً في اجلاء المواطنين الروس
من لبنان عن طريق المطارات السورية. - 11
آيار عام 2010 قام الرئيس مدفيدف بزيارة
رسمية الى سورية حيث اعلن ان روسيا
وسورية اتفقتا على تعزيز «الشراكة
الاستراتيجية» بين البلدين. التعاون
العسكري والاستراتيجي: -
العام 1963 أُقيم مركز الدعم المادي
التقني للأسطول البحري السوفياتي في
ميناء طرطوس السوري. وكان الاتحاد
السوفياتي المصدر الاساس لتسلح سورية
وغيرها من السلع والمنتجات، ما أدى الى
تراكم مديونية كبيرة ( في عام 1992 كان
دين سورية لروسيا يتجاوز مبلغ 13 بليون
دولار). -
العام 2005 وُقعت بين البلدين اتفاقية
شطب 73 في المئة من الديون السورية
آخذاً في الحسبان ان المبلغ المتبقي
ومقداره 2.11 بليون دولار سيتم صرفه
لتنفيذ العقود الروسية. وتم ابرام هذه
الاتفاقية في حزيران (يونيو) عام 2008. التعاون
الاقتصادي: -
العام 1957 بدأ التعاون النشط بين روسيا
وسورية وقام الاتحاد السوفياتي،
السابق، بتشييد 63 مشروعاً، من أهمها
سلسلة المحطات الكهرمائية على نهر
الفرات والعقدة المائية مع المحطة
الكهرمائية « البعث» والمنشأة المائية
مع المحطة الكهرمائية «تشرين»
والمرحلة الاولى للمحطة الكهروحرارية
« تشرين» ومد 1.5 ألف كيلومتر من السكك
الحديد و3.7 ألف كيلومتر من خطوط
الكهرباء وبناء عدد من منشآت الري. -
اكتشف الاتحاد السوفياتي حقول النفط
في شمال شرقي سورية وقام بإنشاء خط
أنابيب لنقل المشتقات النفطية بين حمص
وحلب بطول 180 كم، ومعمل الأسمدة
الكيماوية ما سمح بتوفير نسبة 22 في
المئة من الطاقة الكهربائية ونسبة 27 في
المئة من النفط. -
انخفض حجم التجارة المتبادلة الى حد
كبير في مطلع التسعينات. لكن بدأ
التبادل السلعي يزداد باضطراد في
السنوات الاخيرة متجاوزاً بليون دولار
العام 2007، في حين كان يعادل في عام 2005
نحو 459.8 مليون دولار وفي العام 2006 635
مليون دولار. - وصل
التبادل السلعي بين الدولتين العام 2008
الى نحو بليوني دولار. ======================== كوابيس
البوعزيزي وخالد سعيد وحمزة الخطيب
ستطاردكم مراد
بطل الشيشاني العرب
اليوم 2-6-2011 لعل
كتابة مقال يعبر عن المشاعر التي
انتابتني, وانتابت العديد بالتأكيد,
عند رؤية جثمان الطفل السوري حمزة
الخطيب ممثلاً به, قد يكون خياراً
يساعد في تنفيس مشاعر الغضب المترافقة,
لكن لم استطع أن أخص مقالاً يعبر عن تلك
المشاعر لقوتها من ناحية, ومن ناحية
أخرى لأن أسئلة ألحت علي في فهم هذا
التعذيب الوحشي في سياقات أوسع
تاريخياً وسياسياً. خطر
ببالي البحث فيما إذا سجلت حوادث تعذيب,
أو قتل لأطفال في ثورات شعبية. وفي حدود
الوقت والكتابات المتوفرة عدت إلى ما
تيسر بشأن الثورة الفرنسية 1789 ،
والثورة البلشفية 1917 ، والثورات
المخملية نهاية الثمانينيات من القرون
الماضية في دول شرق ووسط أوروبا. النتيجة,
أؤكد في ضوء ما تيسر من مراجع ووقت, لم
تشر إلى حوادث أرتبطت باستهداف
الأطفال, إلا في حالة الثورة الفرنسية,
كما صورت أدبياً في رواية تشارلز ديكنز
"قصة مدينتين", وغيرها من
الروايات, حيث كان الأطفال ضحية الظلم
السياسي والاجتماعي في تلك الحقبة. وأيضاً
كان الأطفال ضحية "ديكتاتورية
البروليتاريا" في حالة الثورة
البلشفية, بمعنى القمع الذي مارسه
الشيوعيون ضد المجتمع لتطبيق
إيديولوجيتهم دفع الأطفال ثمنه, كما,
مثلاً في حالة النفي القسري للشعوب,
مثلاً, الذي نفذه جوزيف ستالين, إبان
الحرب العالمية الثانية, وكان من ضمن
هذه الشعوب الشعب الشيشاني. مهما
يكن من أمر فإن موضوع الأطفال والثورات,
مسألة ذات أهمية يتوجب البحث فيها, وقد
وجدت أثناء بحثي كتاباً عد أحد مؤرخي
جامعة أكسفورد عن الأطفال والثورة
الفرنسية, لكن من خلال قراءة العروض
المنشورة حوله فإنه يتحدث عن أجيال
الثورة وليس ما عاناه الأطفال إبان
الثورة, لكنه كتاب جديد أضيف لقائمة
طويلة من كتب أرجو أن يأتي دورها في
القراءة. الطفل
حمزة يمثل هذا الجيل الذي من المفترض
أن يعيش في دولة ديمقراطية مدنية في
سورية, لكن جلادوه أبوا ذلك, وعبروا عن
ساديتهم التي مارسوها ضد الطفل مثيرين
نقطتين أساسيتين, الأولى, تشير إلى أن
العنف الممارس ضد جيل كامل يمثله حمزة
وغيره من الشبان في العالم العربي,
اكتسى فرادة في الحركات الشعبية
والثورات, ولذا فإن الرئيس التونسي
السابق زين العابدين بن علي سيتذكر
دوماً محمد البوعزيزي راقداً على
السرير قبل موته بأيام عندما زاره, ل¯
"يفهم" ماذا يريد التوانسة, وكذلك
أعتقد أن صورة الشاب خالد سعيد ستكون
من الصور النادرة التي يستذكرها
الرئيس المصري السابق حسني مبارك
لسنين حكمه الطويلة, وهو ينتظر قررات
المحاكم في العدد الكبير من القضايا
ضده, ولذا فإن على النظام السوري تذكر
صور حمزة الخطيب جيداً. وأما
النقطة الثانية فتتلخص بأن العلاقة
بين النظام القمعي في دمشق والمحتجين
في مناطق مختلفة من البلاد دخلت نقطة
اللاعودة, فالعديد من الدراسات كانت
تشير, على سبيل المثال, أن اغتصاب
النساء في الحروب المسلحة كان تعبيراً
عن رسالة من رجل إلى رجل عبر جسد المرأة
بهدف إذلال الرجل باغتصاب إمرأة تعنيه,
وهو ما يعبر عن ذكورية متسلطة, وهو
استخدم في الصراعات المسلحة ذات
الطابع الاقصائي بين الطرفين, وفي هذا
السياق فإن تعذيب الطفل حمزة عبر قطع
أعضائه التناسلية يستهدف نفي صفة
الرجولة عنه, دون أن يدرك قاتلوه بأن
رجولة حمزة, ستكون رمزاً للصمود في
أعين الملايين من العرب, لكن ما أريد أن
أؤكد عليه أن النظام في دمشق قفز
بالعلاقة مع المحتجين إلى نقطة
اللاعودة, واضفى الطابع الاقصائي, الذي
أشرت إليه للعلاقة بينهما, وكل من يعرف
التمايز السياسي-الاثني في سورية يدرك
خطورة هذا. ================= معركة
البقاء في الساحة السورية صلاح
بدرالدين 2011-06-01 القدس
العربي لم يعد
خافيا على أحد معالم الرسم البياني
للهبوط المروع لرصيد سلطة الاستبداد
عندما اختار الحل الأمني بذرائع وحجج
تعامل معها الداخل والخارج بسخرية
واستخفاف، وفضله على الخيار السياسي
في اطار الحوار والتنازل سلما وبدون
نزاع عن السلطة التي اغتصبها الحاكم
أصلا بالضد من ارادة السوريين، فبعد
مرور شهرين على الانتفاضة الوطنية
السورية السلمية بدأ النظام بالتدرج
في استراتيجيته السابقة المبنية على
منطق القوة المطلقة، في اطار ارهاب
الدولة الاستبدادية نحو الهجوم الصاعق
على عدة مدن سورية، حسب النظرية
العسكرية الاسرائيلية: ضربات خاطفة
ونيران غزيرة على شعب أعزل مسالم بأكثر
الوسائل العسكرية دمارا، من الدبابة
الى المدفع، وبعد تبين عدم التطابق بين
- حسابات البيدر والسوق
وصمود أهلنا في درعا وبانياس وحمص،
بعد كل الثمن الباهظ الذي يقدمونه كل
يوم من دماء أبنائهم وبناتهم
واستمرارية الشباب في توسيع رقعة
انتفاضتهم وتطوير شعاراتها السياسية
الى الشعب
يريد اسقاط النظام
بصوت واحد من الجزيرة الى حوران
وبعد اتساع مدى الادانة الدولية
واستصدار قرارت عقابية ضد رأس النظام
وزمرته الفاسدة ورؤوس تحالف العائلة
والأمن والمال الحاكم، انتقل النظام
الى موقع الدفاع عن النفس ليس من هجمة
اسرائيلية محتملة أو اجتياح تركي
مرتقب أو حرب امبريالية
وشيكة على دمشق بل من هتافات أولئك
الشباب المسالمين طلاب الحرية وحراكهم
المعبر عن ارادة الشعب بكل طبقاته
ومكوناته الوطنية والقومية وفئاته
وأديانه ومذاهبه. لا تقتصر معركة
البقاء على النظام فحسب، بل تشمل
التنظيمات التقليدية والشخصيات
المستقلة المعارضة وبقايا آثار حركات
المجتمع المدني المهمشة ايضا في
الاستقتال لاختطاف
حق تمثيل حركة الشارع والتفاوض باسمها
مع رأس السلطة في السر والعلن، وصولا
الى خيمة مؤتمر للمصالحة برعاية
الرئيس الأب -
! تحت دعاوى ومزاعم الحفاظ على الوحدة
الوطنية وقطع الطريق على الحرب
الأهلية وصيانة وحدة البلاد، مساوية
بصورة غير مباشرة بين الجلاد (النظام)
والضحية (الشعب) من دون طرح وتبني شعار
اسقاط النظام الذي أصبح كما ذكرنا
شعارا وطنيا شاملا. أما
شباب الانتفاضة فلهم معركتهم الرئيسية
والوحيدة مع النظام ومؤسساته وبناه
الفوقية والتحتية وأجهزته القمعية في
سبيل التغيير وليسوا بوارد تخويل أحد
في التفاوض باسمهم، ويرفضون الحوار مع
السلطة تحت ظل هذه الظروف والنتائج
والوقائع، وبحسب بياناتهم ووثائقهم
فان المهمة الأساسية لشباب الانتفاضة
هي تصعيد الحراك الانتفاضي وتحسين
شروطه وتوسيعه وتطوير وسائله وصولا
الى الاعتصامات المليونية في العاصمة،
خصوصا وان الأطراف على وجه العموم
وشباب الانتفاضة وقادتها الميدانيين
منهمكون في انجاز المرحلة الأولى من
انتفاضتهم، أي اسقاط النظام ويسخرون
كل شيء من أجل تحقيق هذه المهمة الحبلى
بالتحديات الجسام والانتقال الى
المرحلة التالية في اعادة بناء الدولة
الحديثة التعددية، وهي مرحلة الكفاح
السياسي والصراع الديمقراطي وانبثاق
الحركات الجديدة وصياغة الدستور
الجديد وازالة آثار الاستبداد البادية
في كل بقعة من الأرض السورية. تزعم
دوائر أجنبية ذات شأن في السياسة
الدولية أنها تبحث عن محاور وطني سوري
ويعير البعض من مثقفي كل الفصول شباب
الانتفاضة بالافتقار الى قيادة مجربة
تتقن فن الحوار مع السلطة، في حين أنني
أرى أن ذلك الزعم وذينك
الافتقار ان
صحا ليسا نقصا أو مجالا للنقد بل
بمثابة ميزة ايجابية تجنب الانتفاضة
السقوط أو الانحراف عن أهدافها اذا
انخرط ممثلوها في معمعة المساومات
الخارجية والمقايضات الداخلية مع سلطة
استبدادية دموية غير مأمونة الجانب
فاقدة للصدقية في الداخل والخارج
غادرة انتهى بها المطاف الى امتهان
جرائم ابادة السوريين وصناعة المقابر
الجماعية اسوة بشقيقتها العراقية
المخلوعة والمقبورة. أما
محاولات أحد مكونات الطرف الثالث
وأقصد التنظيمات والشخصيات التقليدية
لا تقل حماوتها عن جهود النظام في مجال
الكفاح من أجل البقاء، واذا كان الأخير
يمارس العنف والاستئصال واراقة الدماء
فان الأول يركب موجة الاعلام الدعائي
الرخيص زاعما شرف المساهمة في
الانتفاضة من دون أي سند سياسي يؤكد
على القطع مع أجهزة السلطة وتبني شعار
اسقاط النظام، والهدف من كل هذه
الأضاليل هو الحفاظ على الذات ووقف
القدر التاريخي في سقوط تلك التنظيمات
الموبوءة التي تعتاش الآن على فتات
المنظومة الأمنية المتسلطة ولن تصمد
يوما بعد انتصار الانتفاضة حيث ستنجرف
مع موجتها الهادرة. هناك
مصلحة مشتركة بين مكونات الطرف الثالث
في الداخل والخارج (السلطة والجماعات
التقليدية المعارضة العربية والكردية
والقوى الرسمية الاقليمية والدولية)
المعنية بالملف السوري في لجم اندفاعة
الحراك الشبابي الانتفاضي وكل من
موقعه وحسب أجندته لذلك قد نشهد تصاعدا
في محاولات المواجهة العنفية واثارة
الفتن والمناورات ونزعات الاستيعاب
والتسلل والوصاية والاجهاض والجواب
على كل ذلك وفي كل الأوقات هو صمود
الشباب والمضي قدما ليثبتوا للنظام
أولا وللداخل السوري الملتهب والخارج
المتفرج بأنهم يمثلون الشعب ويعبرون
عن أهداف الشعب وينطلقون من ارادة
الشعب وهم المحاورون باسم الشعب. ================= لا
بد من وضع نهاية للاستثناء السوري د.
بشير موسى نافع 2011-06-01 القدس
العربي تداولت
وسائل الإعلام العربية خلال الأسبوع
الماضي صور ورواية مقتل الفتى حمزة علي
الخطيب. الفتى، ابن الثلاثة عشر عاماً،
كان قد اعتقل من قبل قوات أمن، أو
مجموعات مرتبطة بقوات الأمن، وتعرض
كما يبدو لتعذيب وحشي قبل أن يطلق عليه
النار. ثمة فتيان كثر في أنحاء سورية
يشاركون في حركة الاحتجاج الشعبية،
كما شارك فتيان عرب كثر ويشاركون في
حركة الثورة العربية في تونس ومصر
وليبيا واليمن. وربما قتل أو سيقتل
منهم في خضم جنون العنف الذي مارسته
وتمارسه أجهزة الأمن العربية ضد شعبها.
ولكن ما أخضع له حمزة الخطيب لم يسجل من
قبل، لا في أية لحظة من مجريات الثورة
العربية حتى اليوم ولا حتى في سياق
الصراع الدائر في فلسطين في مواجهة
الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة أمنه. ولم
يكن غريباً بالتالي أن تثير حادثة
تعذيب ومقتل الفتى السوري غضباً
عربياً شعبياً جارفاً، وملايين الأسر
العربية ترى في وجهه المبتسم والبريء
وجوه أبنائها؛ ناهيك عن غضب السوريين
في كافة أنحاء البلاد. بيد أن
رد فعل الحكم السوري والناطقين باسمه
كان مختلفاً. لم يقم النظام السوري هذه
المرة بتشكيل لجنة للتحقيق في
الحادثة، حتى لمجرد المظهر، طالما أن
أحداً لم يسمع من أي من لجان التحقيق
التي شكلت طوال الشهور الثلاثة
الماضية. أنكر النظام مسؤوليته عن
الحادثة كلية، مرة بنفي تعرض الفتى
أصلاً للتعذيب، والإيحاء بالتالي أن
مقتله كان مجرد حادث عرضي، ومرة بالقول
أن الشريط المصور لجثة الفتى هو شريط
مزيف. المشكلة، بالطبع، ليست في حادثة
حمزة الخطيب وحسب، فالأدلة المتوفرة
الآن للمنظمات الحقوقية حول ممارسات
التعذيب المنهجية التي تقوم بها أجهزة
الأمن السورية لا تعد ولا تحصى. ولكن
إحدى أبرز الشهادات على التعذيب جاءت
في الأسبوع الماضي من صحافي محترف، ليس
له مجرد مصلحة أصلاً في تزييف الوقائع.
في يوم الخميس 26 ايار/مايو، نشر سليمان
الخالدي، مراسل رويترز السابق في
سورية، تقريراً عن تجربة أربعة أيام
قضاها في معتقل لأجهزة الأمن السورية.
مشاهدات مراسل رويترز، وإن كانت أكثر
تفصيلاً وقسوة، لا تختلف كثيراً عن
مشاهدات مراسلة شبكة الجزيرة إيرانية
الأصل، التي قضت هي الأخرى ثلاثة أيام
في استضافة المخابرات السورية، قبل أن
ترحل مجبرة إلى إيران. كتب
الخالدي: 'في غضون دقائق من احتجازي، تم
إدخالي مبنى تابعاً لجهاز الاستخبارات
السورية، حيث شاهدت رجلاً معلقاً من
قدميه، بينما كان يصطحبني أحد
السجانين إلى غرفة التحقيق لاستجوابي
...' وقال، 'كان الشاب معلقاً ورأسه
متدلياً إلى أسفل ويسيل من فمه لعاب
أبيض ذو رغوة، وتبدو أناته أقرب إلى
أنات وحش منها إلى إنسان. كانت هذه
واحدة من صور الإذلال الإنساني
الكثيرة التي شاهدتها أثناء أربعة
ايام ...' وروى أيضاً، 'كان بإمكاني سماع
صوت قعقعة القيود والصرخات الهستيرية
التي ما زال صداها يتردد في ذهني حتى
اليوم.' وقال مراسل رويترز، الذي سبق أن
أرسل تقارير من مدينة درعا أغضبت
النظام، أنه ظل في معظم أوقات اعتقاله
معصوب العينين، ولكنه سمح له أحياناً
بإزالة العصابة لبضع دقائق، وهو ما
أتاح له مرة رؤية 'رجل مقنع يصرخ من
الألم. وحينما طلبوا منه خلع سرواله،
بات بإمكاني أن أرى أعضاءه التناسلية
المتورمة المربوطة بإحكام بحبل
بلاستيكي. قال الرجل، الذي ذكر أنه من
مدينة إدلب شمال غربي سورية: ليس لدي ما
أقوله، لكنني لست خائناً للوطن ولا
ناشطاً سياسياً. أنا مجرد تاجر.' ولكن
ما كان ينتظر الأدلبي المعتقل كان
أسوأ، فبعد قليل، يذكر الخالدي، 'شاهدت
منظراً أفزعني، رجلاً يرتدي قناعاً
وقد أمسك بزوج من الأسلاك المعدنية من
مقبس كهربائي منزلي وقام بصعقه
بالكهرباء في رأسه.' الذين
يعرفون سجون أجهزة الأمن العربية،
سواء من خلال تجربة مباشرة أو غير
مباشرة، يعرفون أن ما رواه الخالدي هو
على الأرجح صحيح. كل أجهزة الأمن
العربية كانت تمارس تعذيب مواطنيها،
وعدد منها لم يزل يفعل ذلك. والمعروف
أيضاً أن أجهزة الأمن السورية هي أحدى
أبشع من يمارس التعذيب بين مؤسسات أمن
المجال العربي الفسيح. والمؤكد أن
قطاعاً واسعاً من المثقفين والكتاب
وأهل الرأي العرب يدرك هذه الحقيقة،
وبعضهم ربما تعرض بالفعل لممارسات
أجهزة الأمن السورية في فترة ما من
حياته. المؤكد أن حالات التعذيب قد
تقلصت قليلاً خلال السنوات القليلة
الماضية، في وقت كانت ثقة النظام بنفسه
وصلت مستوى غير مسبوق وتضاءل بالتالي
شعوره بالتهديد، ولكن التعذيب تقليد
مؤسس، عميق الجذور، ولم يكن يتطلب
الأمر سوى بروز تحد مثل ذلك الذي
يواجهه النظام من شعبه الآن، لتعود
الأجهزة السورية إلى الاعتقالات
العشوائية وغير العشوائية،
الاعتقالات الكثيفة، وإلى ممارسة
التعذيب على نطاق واسع. حملات الاعتقال
المستمرة، وممارسة التعذيب المنهجي،
تأتي إلى جانب مقتل ما يزيد على الألف
مواطن من المتظاهرين العزل برصاص قوات
الأمن والوحدات العسكرية. عندما يرى
النظام أن الحراك الشعبي الذي يواجهه
لا يعكس حالة تأزم سياسي، تتطلب إرادة
فعل واستجابة سياسية، بل يمثل معركة
حياة أو موت، ليس لنا أن نتوقع ممارسة
أقل من تلك التي شاهد مراسل رويترز
جزءاً ضئيلاً منها فقط، أو حملتها
حادثة مقتل الفتى حمزة الخطيب. وهذا ما
يطرح أسئلة هامة على قادة الرأي العام
العربية، علماءً وكتاباً وصحافيين
وسياسيين ومثقفين. منذ
اندلعت الحركة الشعبية السورية، أخذت
أعداد من المثقفين وقادة الرأي العام
العربي في الإعلان عن تأييدها للشعب
السوري وحركته. ولكن قطاعاً ملموساً من
هؤلاء سارع إلى الدفاع عن نظام الحكم،
أو لجأ إلى الصمت وتجاهل المسألة
السورية كلية. ما أسس لهذا الموقف
الغريب من الحركة الشعبية السورية،
الذي لم نر مثيلاً له في رد الفعل
العربي على الثورتين التونسية
والمصرية، هو بالطبع مقولة الاستثناء
السوري. سورية مختلفة، يقول هؤلاء،
والنظام السوري يختلف عن النظامين
التونسي والمصري، وربما أيضاً عن
نظامي اليمن وليبيا. سورية دولة مقاومة
وممانعة، وقفت وتقف ضد النفوذ
الأمريكي والسياسة العدوانية
الإسرائيلية، ووقفت وتقف إلى جانب
المقاومة العربية والإسلامية في لبنان
وفلسطين. فكيف نسمح بزعزعة النظام
السورية ودفع سورية إلى هاوية
الاضطراب؟ لتوفير
شيء من المنطق والمصداقية، ثمة عدد من
المسائل الهامة التي يتطلب الاستثناء
السوري نسيانها أو غض النظر عنها.
يتطلب الاستثناء السوري تجاهل حقائق
الاتصال والترابط الوثيق بين الشعوب
العربية، حالة الوعي العربي المشتركة،
التي جعلت من حركة الثورة في المجال
العربي خلال الشهور الستة الماضية
تياراً متصلاً من حلقات التغيير
والثورة، يبدو أن دولة عربية واحدة لن
تستطيع أن تعزل نفسها وشعبها عنه بأي
حال من الأحوال. ويتطلب الاستثناء
السوري تجاهل طموحات وآمال السوريين
في بناء دولة تكفل الحقوق الأساسية
لمواطنيها، حقوق الحياة الحرة
والكريمة ومساواة المواطنين أمام
القانون، والقول بأن ليس من حق
السوريين أن تكون لهم طموحات
التونسيين والمصريين واليمنيين
والليبيين، وغيرهم من الشعوب العربية
الشقيقة التي ترفع صوتها اليوم مطالبة
بالتغيير والإصلاح. ويتطلب الاستثناء
السوري اللجوء إلى مقايضة حقوق
السوريين السياسية الأولية بسياسات
النظام العربية، والتغاضي الشرير عن
إهانة كرامة السوريين واعتقالهم
وتعذيبهم وقتلهم بالمئات مقابل بقاء
الحكم السوري مستقراً وممانعاً. بل
وحتى ما هو أكثر من ذلك؛ فالخوف على
سورية النظام من سورية الشعب، يستبطن
الخوف على سياسات سورية ومواقفها
العربية من الشعب السوري نفسه،
وبالتالي فقدان الثقة في الشعب السوري
وقدرته على تحمل مسؤولياته العربية
التي تحملها بلا شكوى ولا انقطاع منذ
ولادة سورية الحديثة في أعقاب الحرب
العالمية الأولى والانهيار العثماني. الحقيقة،
بالطبع، أن العرب، والعرب على وجه
الخصوص، لا يستطيعون، لا سياسياً ولا
أخلاقياً، اتخاذ مثل هذا الموقف من
المسألة السورية. نظام يواجه مطالب
شعبه في الإصلاح بمثل هذا العنف، وبهذا
القدر من القتل والاعتقال والتعذيب،
نظام لا يتورع عن الانتقام من فتى في
الثالثة عشرة من عمره لأنه شارك في
مظاهرة ما، أو اشتبه في مشاركته، لا
يستحق الاعتذار له، أو الوقوف إلى
جانبه، ولا الصمت عن جرائمه. وعلينا
جميعاً في النهاية أن نسأل السؤال
الأولي حول ما إن كان باستطاعة مثل هذا
النظام أن يلتزم فعلاً سياسة ممانعة. بالطبع،
لا يمكن لاحد ان يتجاهل أهمية سورية،
أهمية موقعها والدور الذي تتطلعه في
تقرير مصير ومستقبل العرب والمشرق
العربي. وفوق أن الثورة ليست هواية ولا
حدثاً طبيعياً في حياة الأمم والشعوب،
فإن حماية وحدة سورية واستقرارها
ومقدراتها لابد أن يكون شأناً عربياً
بالغ الأهمية. ولكن العمل من أجل حماية
سورية ومقدراتها، العمل من أجل الحفاظ
على دور سورية وموقعها، يتحقق الآن
بالوقوف إلى جانب الشعب السوري
ومطالبه، وتعزيز حركته، والحرص على أن
تصل هذه الحركة، كما يحددها الشعب
السوري نفسه، إلى أهدافها بأسرع وقت
ممكن؛ وليس التصرف وكأن بعض العرب ينوب
عن السوريين أو أنهم أقدر من الشعب
السوري في تقدير مصلحة بلاده. لحماية
سورية، باختصار، لا بد من وضع نهاية
لأوهام الاستثناء السوري. ================= الخميس,
02 يونيو 2011 داود
الشريان الحياة العفو
الذي أصدره الرئيس بشار الأسد ذكّرنا
بالخطوات المتأخرة والمترددة التي سار
عليها الرئيسان التونسي والمصري قبل
رحيلهما. وهو عجز عن أن يكون صفحاً
كاملاً، فنص على تخفيف عقوبة الإعدام
الى «الاعتقال المؤبد» وتخفيف العقوبة
الأخيرة الى «الأشغال الشاقة لمدة
عشرين سنة»، ولم يستثنِ من هذه الشروط
سوى من بلغ السبعين من عمره، فضلاً عن
ان العفو لن يستفيد منه «المتوارون عن
الأنظار في الجنايات الذين يشمل هذا
العفو جريمتهم، إلا إذا سلّموا أنفسهم
خلال ثلاثة اشهر من تاريخ صدوره». وهذه
الفقرة أثارت مخاوف من انها وسيلة
لاعتقال مَن تشملهم. العفو
السوري الذي تأخر عقوداً، قوبل برفض من
المعارضة والشارع، وهو تزامن مع إعلان
حزب البعث الحاكم في سورية إغلاق الباب
أمام إلغاء المادة الثامنة من الدستور
التي تخوّله احتكار السلطة وإدارة
الدولة والمجتمع، ما يعني ان هذا «العفو»
مجرد وسيلة لشراء الوقت، وتهدئة
الشارع الغاضب، وليس مقدمة للاعتراف
بالأخطاء، وإصلاح الوضع المتدهور،
وحماية النظام من الانهيار... فضلاً عن
ان «العفو» فَقَدَ تأثيره بسبب انطلاق
مؤتمر المعارضة السورية في مدينة
انطاليا التركية، وبداية تصدع وحدة
الجيش بانشقاق 22 جندياً، وتصاعد الغضب
الشعبي والتنديد الدولي. لا شك
في أن الوضع في سورية يتجه الى تأزم
خطير، ورغم ذلك ما زال النظام في دمشق
يركن الى مقولات المستفيدين من
استمرار وجوده. فسورية ما برحت تصدّق
انها ليست تونس او مصر، وأن المجتمع
الدولي لن يسمح بتدهور الأوضاع فيها
بسبب قربها من إسرائيل، الى غير ذلك من
المبررات. لكن هذه المبررات، الوجيهة
في الماضي، عاجزة اليوم عن الصمود أمام
تزايد غضب الشارع، والإصرار على الحل
الأمني، ووقوف حلفاء الأمس مع
المعارضة. سورية دخلت مرحلة التغيير
الذي لا رجوع عنه، فهل يمكن تدارك
الوضع؟ الأكيد
أن بإمكان النظام تخفيف حدة التغيير
الذي تنتظره سورية، وليس وقفه. لكن هذا
يتطلب تنازلات حقيقية، أولها استبدال
الحل السياسي بالأمني، والتراجع عن
التمسك بالمادة الثامنة من الدستور،
واعتقال الذين تسببوا في قتل
المدنيين، وتقديمهم للمحاكمة، وطلب
العفو من المواطنين بدلاً من اصدار
قرار بالعفو عنهم. بغير
خطوات سريعة وحاسمة في هذا الاتجاه،
سينشغل العرب بالوضع في سورية لوقت
طويل، ومفجع. ================= سورية:
هل أصبح التغيير مسألة وقت؟ الخميس,
02 يونيو 2011 شفيق
ناظم الغبرا * الحياة ساهم
الرد الدموي للنظام السوري على
التظاهرات التي بدأت في أواسط آذار (مارس)
الماضي في تعميق وعي الشعب السوري وكشف
طبيعة العداء الذي يكنّه النظام لحقوق
هذا الشعب ولمستقبله. لهذا يدخل
السوريون الآن، بعد أن كسروا حاجز
الخوف، في مرحلة جديدة مفادها إسقاط
النظام. ولا يوجد شيء يستطيع النظام
عمله لمنع التغيير سوى تسهيله وتبنيه
سلمياً، فسقوط النظام حصل في وعي وعقول
السوريين قبل أن يقع على الأرض. إن
التغيير في سورية نحو الديموقراطية
والدولة المدنية والتي تتضمن نهاية
قيادة البعث للدولة مسألة وقت وقد
أصبحت أمراً حتمياً. وإصرار النظام
السوري على استخدام القوة وزج الجيش
الوطني في معركة قاصمة ومدمرة له، يعكس
مدى الضعف والاستماتة في صفوف النظام.
لهذا أبقى السجناء في سجونه أو ضاعف
أعدادهم، فالمتظاهرون يكتشفون كل يوم
أن الشعب السوري يمزّق السجن الأكبر
الذي يضمهم جميعاً في مصير مدمر استمر
على مدى عقود طويلة. وهذا يعني أن
المحتجين لن يتراجعوا، وأن البقاء في
الشارع وتعميق الثورة هو منبع الطاقة
الشمولية الصادقة التي تحرك الناس
وتوجه بوصلتهم. إن شعارات السوريين
تتجذر كل يوم، كما أن مؤتمر المعارضة
السورية في تركيا يمثل نقطة تحول
باتجاه التفاعل مع الشعب وتبنّي
مطالبه. السوريون سائرون الآن باتجاه
إسقاط النظام بوسائل سلمية، وهدفهم
إقامة دولة مدنية ديموقراطية تشمل كل
الأراضي السورية. إن
سورية في هذه اللحظة أقرب الى دول
أوروبا الشرقية عام 1989، فما يقع فيها
فيه الكثير من نسيم الثورات
الديموقراطية في مجتمعات أخرى. إن هبوب
هذا النوع من الثورات والرياح يجعل
المجتمع كالمارد الذي خرج من الصندوق
المغلق. فالشعارات «سورية وبس»، «الشعب
السوري ما بينذل»، وشعارات الحرية
وإسقاط النظام، تعكس وعياً جديداً لدى
الشعب السوري يجعله لا يتقبل نظاماً
يتنمي الى الزمن الستاليني. سورية
اليوم ليست سورية 1982، وسورية اليوم
ليست المجر عام 1957، بل إن حتمية سقوط
النظام في سورية مرتبطة بوصول الشعب
السوري الى ذات الخلاصات والنتائج
والوعي الديموقراطي الإنساني التي
وصلت إليها شعوب عربية وغير عربية. ويدفع
الشعب السوري ثمناً كبيراً لتحرره،
فصور البراءة والطفولة لسوريين وقعوا
ضحية تعذيب الأجهزة لن تمحى من الأذهان
لسنوات طوال. فهل يكون الطفل حمزة
الخطيب، الذي أبكى الملايين، محرّك
المحتجين في سورية غداً الجمعة؟
ممارسات الأجهزة في سورية تكشف عن نظرة
النظام المتعالية الى الشعب. إن القتل
والاعتقال والتعذيب ستؤدي بدمشق وحماة
في لحظة خاصة الى الثورة الشاملة. هذا
هو المناخ الذي يتطور في سورية، فكل
حالة قتل تضم الى الثورة والحركة
الاحتجاجية مزيداً من الناس
والمناصرين والمؤمنين بها. وبإمكان
النظام أن يقاتل «حتى النهاية» كما ذكر
رامي مخلوف رجل الأعمال السوري في «النيويورك
تايمز»، لكن القتال حتى النهاية عملية
فيها الكثير من ضعف البصيرة، ففي
النهاية سوف يخسر كل من ربط نفسه
بالنظام ولن يكون هناك من رابح حقيقي
سوى الشعب السوري. ولا
يختلف النظام في سورية عن الأنظمة
الجمهورية العربية قبل الثورات، فهو
مكون من أجهزة أمنية ومؤسسات نخرها
الفساد، واقتصاد صادرته مجموعة صغيرة
من المتنفذين، وفئة من صناع القرار
المفصولين عن الغالبية الشعبية،
وعائلة تتحكم بكل المفاصل وتتبنى
وسائل إدارة تنتمي الى العصر الحجري.
وقد مهدت للثورة السورية وعود الإصلاح
التي قدمها وأوحى بها الرئيس بشار
الأسد في بداية حكمه عام 2001، لكن
الوعود التي لا تتحقق تتحول هي الأخرى
الى نقمة وخيبة أمل. فعلى مدى عهد
الرئيس بشار الأسد تبين أن الأوضاع
أصبحت أكثر سوءاً مما كانت عليه في زمن
الرئيس السابق حافظ الأسد. لقد فشل
القادة الجدد ممن ورثوا النظام في
التعامل مع المجتمع السوري، وهذا
دفعهم الى الاعتماد على الحلول
الأمنية في التعامل مع الشعب
والمراهنة على قدرتهم على إذلاله
ودفعه الى الركض وراء لقمة العيش وكسرة
الخبز في الداخل والخارج. إن
يوميات الثورة في سورية تؤكد تبلور شكل
من أشكال حرب بين نظام قمعي فقد آليات
الإصلاح وبين متظاهرين يطالبون
بالحرية. الحرب بين النظام
والمتظاهرين تستنزف النظام كما تدمر
اقتصاده في الوقت نفسه. حرب العصابات
الشعبية السلمية تنهك النظام الذي
يتهيأ للتعامل مع الشعب والمتظاهرين
في مدن وقرى وأرياف مختلفة. هذه معركة
إنهاك لا يستطيع النظام الانتصار
فيها، فالشعب السوري ليس الجولان
المحتلة، وزج الجيش في هذه المعركة
التي لا يمكن الانتصار فيها محبط ومدمر
للجيش. وفي لحظة تجلٍّ واستنارة سوف
يكتشف الجيش السوري أنه يقاتل شعبه
وأحباءه وأنه لا يقاتل زمراً مدعومة من
الخارج كما يتهمها النظام، ستسقط
الأقنعة وسيتضح أن الجيش يحمي من
أصبحوا عبئاً على سورية. من جهة أخرى
يتطور الوضع الدولي بصورة ملموسة
لمصلحة المتظاهرين، فهناك عقوبات على
المسؤولين، وهناك تحركات ستزداد
وتيرتها. بين الداخل وهو الأساس وبين
الخارج وهو عنصر مساعد يقف النظام في
سورية في مهب البركان. اليوم تعيش
سورية في المرحلة الوسط وتقترب رويداً
رويداً من نقطة الغليان الأكبر. إن
إيقاف القتل والمجازر ضد المتظاهرين
هو الخيار الأفضل والأكثر حكمة من جانب
النظام. فلو وقع عشرة في المئة مما يقع
في سورية في دولة ديموقراطية لتنازل
الرئيس ولسقطت الحكومة وتم التحضير
لانتخابات جديدة، أما في سورية فقد قتل
حتى الآن أكثر من ألف متظاهر وهناك
آلاف المعتقلين والدمار الذي يلحق
بالاقتصاد الوطني بينما الرئيس
والمسؤولون الآخرون يتمسكون بمواقعهم
حتى الرمق الأخير. يكفي أن نستعرض
تجربة جنوب أفريقيا والانتقال السلمي
للسلطة بين البيض والسود لنكتشف أن
الطريق السلمي ممكن لو توافرت الحكمة
في لحظة صدق. لقد تحول الكرسي الرئاسي
في الكثير من الدول العربية الى مقتل
للقادة وكارثة وشؤم لكل من يجلس عليه.
ما هكذا تكون السياسة، فسورية عرفت
رؤساء تنحوا وأصبحوا أبطالاً في بلدهم
كالرئيس السوري شكري القوتلي، كما
عرفت قادة ضحوا لوطنهم كوزير الدفاع
يوسف العظمة الذي سقط شهيداً. لهذا على
قادة سورية اليوم البحث عن مخارج تحمي
الشعب من جهة، كما تؤمن الحماية للرئيس
وأهم أعوانه مقابل الخروج من السلطة
بأقل ثمن ممكن. هذا الاتفاق على
التغيير ممكن الآن، ولكنه لن يكون
ممكناً بعد أسابيع، فكلما ازدادت
خسائر المجتمع السوري لن يعود التسامح
ممكناً. *
أستاذ العلوم السياسية في جامعة
الكويت. ================ الخميس,
02 يونيو 2011 زهير
قصيباتي الحياة من
انطاليا بعد اسطنبول، تذيع أنقرة
وقائع مداولات الناشطين والمعارضين
للنظام السوري... هي التي كانت عرّاباً
لانفتاح الغرب على أبوابه ونوافذه
ورئتيه. تغيَّر الزمن، تركيا «العدالة
والتنمية» التي نسيت معها دمشق حقبات
صعبة بل مريرة من علاقات الريبة، باتت
عرّاباً ل «خريطة طريق» تضعها
المعارضة السورية، وبعضها لا يرى
احتمالاً للإصلاح من داخل النظام. العفو
العام الرئاسي صدر في دمشق قبل ساعات
من التئام عقد المعارضين في كنف
العرّاب التركي الذي لم ينفض يديه بعد،
من الرهان على إمكان تبدل الرياح «الأمنية»،
وعلى وطأة الإلحاح في النصائح ممن
يعتبر ذاته «شقيقاً أكبر»، ما دامت له
حظوة الحدود الأطول مع سورية. بعض من
جلس حول طاولة أنطاليا، وبرعاية
مبطّنة من العرّاب أعطى ما يكفي من
الإشارات الى ان الزمن الذي تغيّر، لم
يعد قابلاً لإعادة ضبط إيقاعه على ساعة
«الحوار الوطني» الحكومي في دمشق. بعضهم
ممن لم تستوقفه كثيراً «الريبة» إزاء
دوافع الحاضنة التركية لمعارضي الحكم
السوري وحلّه الأمني، لم يتخلّ بعد عن
السؤال الكبير الذي لم يتبدل: هل
النظام قادر على تغيير جِلده؟... ولو
برعاية أنقرة. بداهة،
لا تغيب وراء الصورة المأسوية للأوضاع
في سورية، حقيقة أن الغرب الذي فوّض
إلى أوروبا مهمة رأس الحربة في تدويل
حقوق الإنسان العربي، لم يبلغ بعد
مرحلة نعي شرعية النظام في دمشق، لأن
الخيار ما زال يتبنى احتمال قدرة
الرئيس بشار الأسد على قيادة التحول
الى الديموقراطية. هل
يغيّر النظام جِلده، ويتحكم بفارق
التوقيت بين عصر الحزب الواحد وهضم
حقوق المواطنة، وبين عهد التحول الى
الاعتراف بإنسانية شعب وحريته؟ هل
اكتفى الحل الأمني بالضحايا والشهداء
الذين سقطوا، لإطلاق ورشة الحوار
الملطخ بدماء حمزة الخطيب وسواه من
المدنيين والعسكريين؟ ألم
يكن أجدى، أقل الأثمان لتحصين عملية
التحول بحوار مبكر، لئلا يبدو منّةً من
أجهزة عصر الحزب الحاكم بعد عمليات «تأديب»
لكل من نزل الى الشارع، ولو كان طفلاً
أو امرأة؟ تغيّر
الزمن، ولكن في كل مكان من المنطقة
العربية، ما زالت شعوب التغيير
وأوطانها على سيف وحدّيه: أنظمة تستدرك
عقارب الساعة فتنقذ الجميع، وتقدم
تنازلات اعترافاً بأن المستحيل الذي
صَمَد ودفن التاريخ العربي عقوداً
طويلة، بات مستحيلاً... وأنظمة «أساطير»
لا تعرف في تدمير أوطانها وذبح شعوبها
سوى حكايات «بطولة»، في مواجهة «الإمبرياليين»
و «الإرهابيين المخرّبين». حتى
الآن، الحالة الأولى نادرة، خجولة،
متلعثمة تخشى ما بعد التنازل، وأما
أنظمة «الأساطير» فحكايتها مع «الخوارق»
كقصة العقيد الذي تأبى وطنيته ان يغادر
الجماهيرية ولو بقي فيها طفل ليبي...
إنه البطل القائد للجثث، لذلك يستعد
الحلف الأطلسي لصيف طويل. وأما
عقيد اليمن فكان متسامحاً مع الزمن،
راهن عليه طويلاً لعل «التعقل» يغلب
لدى المعارضين وجميعهم «عصابات» تحسده.
وحين نفد الوقت وجهت مدفعية أنصاره
رسالة الى كل من يهمه الأمر، عن الخط
الأحمر الوحيد الذي لن يكون سوى «شرعية»
العقيد... دونها تحوّل ساكنو ساحة
التغيير في تعز شهداء ولكن ل «عصابات»
المحرّضين! «شجاعة»
النظام اليمني أنه لا يهاب المنازلة، «عليَّ
وعلى أعدائي»... صحيح ان الفوارق كبيرة
بين تحدي باب العزيزية طائرات «الأطلسي»
وتحدي الحرس الجمهوري في صنعاء منزل
زعيم قبيلة حاشد صادق عبدالله الأحمر،
أو خيم الشباب والأطفال الذين
استشهدوا في مجزرة تعز، لكن الصحيح
ايضاً ان النظام الذي أدمن «الأبوّة»
يقتاد المعارضة والجيش والقبائل الى
نفق تقاتل لن يرحم وطناً ولا شيخاً ولا
طفلاً. في زمن
الانتفاضات والثورات العربية، لا يزهر
الياسمين وحده، والتاريخ شاهد. وإن
كانت شهادة حكّام بالمعارضة مطعوناً
فيها بداء شهوة السلطة والانتقام
الغرائزي فشهود الزور - كالعميان - هم
الذين لا يرون اليوم ان الشهداء من
أطفال العرب، باتوا أول الأبطال في كل
ساحات التغيير والأمل. هل
يغيّر نظام عربي جِلده؟ ضمائرنا هل
تستحق الجَلْدَ فقط بعد استشهاد حمزة
الخطيب، أم ما هو أكثر بكثير مما
استحقت لدى استشهاد محمد الدرّة؟ ================= ديانا
مقلد الشرق
الاوسط 2-6-2011 معادلة
التغطية الإعلامية الحاصلة اليوم في
سوريا من وجهة نظر النظام قائمة على
منطق ملخصه أنه على الإعلام العالمي أن
يقبل بمنعه من الدخول إلى مناطق
الاحتجاجات، وأن يمتنع عن تصديق
روايات شهود العيان، وكل تلك الأشرطة
والصور التي تظهر عبر «يوتيوب» وأن
يقبل بما يقوله الإعلام الرسمي السوري.. بحسب
هذا المنطق، كيف يمكن مقاربة مأساة
الطفل الضحية حمزة الخطيب.. لقد
تبنى الإعلام والرأي العام قضية حمزة
الخطيب وعرض صوره معذبا وميتا،
متجاوزا الكثير من الحدود المهنية
لكشف مدى الفظاعات التي مورست بحق هذا
الطفل. هنا، على أي إعلام مشكك في الأمر
أن يعيد النظر، وأن يفكر مليا في قدرته
على نفي ودحض صور على هذا النحو من
القوة.. مرة
جديدة، عرّض الإعلام السوري الرسمي
نفسه لامتحان مضاد في قضية الطفل حمزة
الخطيب، ولم يصب هذا الإعلام سوى مزيد
من الانتكاسات في صورة النظام وتثبيت
مدى التراجع الأخلاقي في محاولته
مواجهة الحراك الشعبي السوري.. فما
الذي طرحه علينا النظام السوري عبر
إعلامه.. هو
يريدنا أن نصدق أن الفتى السوري حمزة
الخطيب قتل على يد عناصر مندسة، وأنه
بقي شهرا في قبضة الأمن السوري لأسباب (إدارية!)
وأن والديه وحال تسلمهما جثته بعد
أسابيع من الانتظار المجنون عمدا إلى
تسليم الجثة إلى من عاث فيها تشويها
وتنكيلا، وبعد ذلك اتهما الأمن السوري
بارتكاب هذه الفعلة.. مطلوب
منا أن نصدق أغلظ الأيمان التي أطلقها
الطبيب الشرعي السوري الذي أكد أن
الطفل حين عاينه في مركز الأمن كان قد
سقط بطلق ناري ولم يكن قد تعرض للتعذيب.
علينا أن نصدق الطبيب الشرعي المعين من
النظام المتهم نفسه، وأن ننسى تقارير
مزورة سبق أن أصدرها طبيب شرعي مصري
حين قتل خالد سعيد تحت التعذيب في مركز
الأمن. علينا
أن نصدق الرواية السورية، متناسين عدم
قدرة أي إعلام على امتلاك رواية مستقلة
أو على مقابلة ذوي الضحايا، خصوصا من
الأطفال وأخذ شهاداتهم.. من
يطرح علينا هذا المنطق هو ببساطة يدرك
أنه لا يحاكي عقولنا، بل هو ربما غير
مكترث بإقناعنا، فما يجري اليوم في
سوريا من ترويع ليس مصادفة. استخدام
العنف بهذا الحجم هو قرار استراتيجي
قائم على أن ممارسة القوة بشكل مفرط
ستردع وتضمن استمرار السلطة، سواء
أكانوا أطفالا أم نساء أم متخلفين
عقليا، ليس مهما.. لكن
تلك ممارسات لن يكون بإمكان أي إعلام
مهما تذاكى وحاول التلاعب بأنمق
الكلام أن يسوقها عبر خلط الكذب
بالحقيقة.. النظام
السوري نفسه اعترف مرارا بفشل إعلامي
في هذه المرحلة، وهذا فشل قائم على عجز
مطلق في ترويج أخبار معتمدة على روايات
ركيكة.. لذلك
فإن شعارات الإصلاح التي يواجه بها
المحتجون في سوريا لا تبشر بأي خير،
خصوصا إذا كانت بوادره من نوع مأساة
الطفل حمزة الخطيب وكيفية التعامل
الإعلامي الرسمي السوري معها. ================= طارق
الحميد الشرق
الاوسط 2-6-2011 االحق
أن الطفل حمزة الخطيب لم يهز سوريا
وحدها، بل الضمير العالمي كله، وبعد
أيام وحملات من الإنكار في الإعلام
السوري الرسمي حول قصة الطفل، خرج
النظام السوري عن صمته وقال إن تحقيقا
سيجري حول التعذيب الوحشي الذي تعرض له
الطفل. تم
التحقيق.. بحسب ما يقول النظام السوري،
واتضح، أيضا حسب تصريحات النظام، أن
الطفل لم يعذب، لكن الطب الشرعي أثبت
أنه تلقى ثلاث رصاصات أدت إلى قتله،
هكذا بكل بساطة! عذر أقبح من ذنب، فكيف
يقتل طفل أساسا، بثلاث رصاصات؟ بل
وماذا عن 30 طفلا قالت اليونيسيف أنهم
قتلوا بالرصاص في الانتفاضة؟ لذا، فإن
كل القصة من أولها إلى آخرها محزنة،
ومقززة، وتفاصيلها تأكيد على إدانة
النظام السوري وإعلامه الذي بات
السوريون يتندرون عليه؛ فبدلا من أن
يقول السوريون لصغارهم إن من يكذب يذهب
للنار، أصبحوا يقولون إن من يكذب يذهب
إلى الإعلام السوري. كيف لا ونحن نشهد
ظاهرة إعلامية جديدة مستفزة يتسامح
معها الإعلام العربي المرئي بشكل
غريب، وهي ظاهرة «المحللين» السوريين
الذين يدافعون عن النظام، وأشك أنهم
يصدقون حتى أنفسهم، وهم من أسميهم «الصحّافين
الجدد»، نسبة إلى وزير الإعلام
العراقي الأسبق محمد سعيد الصحاف. والطريف
أن هؤلاء «المحللين» يتحدثون عن
سلفيين وجماعات مسلحة، فيخرج الرئيس
ليقول إن هناك مطالب مشروعة، فينسف كل
ما قالوه. ثم يقال إن مسؤولا لبنانيا
يدعم المظاهرات السورية، وتقدم شيكات
للدلالة على ذلك، ثم يظهر أنها مزورة،
وهكذا. ثم يخرج أحدهم ليصف المتظاهرين
السوريين بالحثالة، فيخرج الرئيس
السوري ويعلن عن عفو، وهكذا! والمفروض
على المحطات الإخبارية العربية
المحترمة في منطقتنا ألا تقبل بظهور
هؤلاء، فإذا كان النظام السوري يريد
الدفاع عن نفسه، فعليه تخصيص متحدث
رسمي، أو عبر وزير إعلام النظام، أو
متحدث أمني ما دامت اليد الطولى في
دمشق اليوم هي للأمن، بدلا من خروج «محللين»
تعرف المحطات - أكثر من غيرها - أن لا
مصداقية لهم! ولأن الشيء بالشيء يذكر،
فهناك فيديو على ال«يوتيوب» يظهر
مظاهرة في إحدى المدن السورية يردد
فيها المتظاهرون أسماء «المحللين»
المحسوبين على النظام السوري ثم
يقولون بأعلى صوت: كاذب! ولذا،
ففي الوقت الذي يقال فيه إن الرئيس
السوري قد عزى أهل الطفل المغدور،
علينا أن نتذكر أن الطفل حمزة قد تحول
إلى رمز للمنتفضين السوريين، كما كان
البوعزيزي للتونسيين، حتى بعد أن زاره
الرئيس التونسي السابق بن علي في
المستشفى قبل أن يفارق البوعزيزي
الحياة، ويرحل بن علي عن السلطة، كما
أن الطفل حمزة تحول إلى رمز مثله مثل
المصري خالد سعيد. سمع
العالم كله صرخة الظلم التي أطلقها أهل
الطفل، وأصحاب الضمائر؛ فحتى محطة «سي
إن إن» الأميركية قامت ببث لقطات
محدودة من صور حمزة التي بثتها «الجزيرة»،
إذ قال المذيع أندرسون كوبر: وجدنا أنه
لا بد من عرض الصور ليرى العالم وحشية
النظام السوري. وبالفعل رأى الجميع
وحشية الصور، إلا الجامعة العربية على
ما يبدو! ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |