ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الأحد 26 يونيو 2011 - الأنباء الانباء عبدالحميد البلالي روى الإمام النسائي بإسناد صحيح قول
النبي صلى الله عليه وسلم «لزوال
الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم»،
وفي رواية بن ماجه «لزوال الدنيا جميعا
أهون على الله تبارك وتعالى من دم امرئ
مسلم يسفك بغير حق»، ومن خلال هذه
الأحاديث يتبين كم هو دم المسلم له
قيمة عند الله، بل إن الله سبحانه
وتعالى لا يرضى أن يسفك دم بريء في أي
بقعة من بقاع العالم. إن ما يحدث في سورية من سفك للدماء
البريئة، وترويع للآمنين، وقصف
بالدبابات والطائرات للبيوت، والقيام
بمجازر تقشعر لها الأبدان، وقتل
للأطفال لا لذنب سوى أنهم حملوا الخبز
لتوزيعه على المحاصرين أمر يهز الجبال
الراسيات فكيف لا يحرك شعرة واحدة في
الأنظمة العربية واكتفوا بالمجاملات
والتفرج على مناظر الدماء وهي تسفك.
لقد تحرك العالم بأسره، وتحرك الذين هم
ليسوا من جلدتنا ولا ديننا، أوليس من
العار ألا يتحرك أبناء جلدتنا؟ وفي أقل
الأحوال، وأضعف الإيمان استنكارا يكسر
هذا الصمت العجيب؟ لقد تعجب العالم بأسره، واستغربوا أشد
الاستغراب ألا يتحرك العرب إزاء هذه
المذبحة، بينما يتحرك العالم الغربي
بكل هذه الإيجابية؟ حتى جعل رئيس الوزراء البريطاني كاميرون
يقول: «من المخجل وغير المقبول إطلاقا
أن نرى هذا النظام يقتل هذا العدد
الكبير من مواطنيه». نقول لجميع الأنظمة العربية ان الساكت عن
الحق شيطان أخرس، ونذكرهم بأن آلاف
النازحين خارج سورية هربا من القصف
الوطني الهمجي الذي لا يراعي حتى دماء
الأطفال يدعون على الظالم ومن يقف معه.
وان مئات الآلاف داخل السجن السوري
الكبير قد كسروا الطوق وحطموا قيود
الخوف، واليوم هم يخرجون بمئات الآلاف
يهتفون وينادون بالحرية، والتاريخ
يكتب بأمانة كل موقف شريف، فدعوا
التاريخ يكتب بحروف من ذهب أنكم
استنكرتم، ووقفتم ضد الظلم، أما الصمت
والمجاملة فسيكتبهما التاريخ بطريقة
أخرى. =============== الأحد, 26 يونيو 2011 عبدالله إسكندر الحياة يمكن للذاكرة التاريخية أن تُصاب بوهن أو
بانتقائية. فيصبح لإحداث معنى مغاير
لإطارها، أو يمكن لهذا المعنى ان يُحرف
عن إطاره. لتصبح القضية موضع نقاش
حمّال أوجه. واستغل كثر هذه الذاكرة
واحتمالات تأويلها لتحويل هزيمة الى
انتصار او قضية خاسرة الى أخرى رابحة. لكن الذاكرة الجغرافية لا تقبل أي نوع من
التأويل. فهي حقائق على الارض، لا يمكن
لأحد ان يدّعي تجاهلها أو اعتبار انها
غير موجودة. وعندما يسعى أحد ما الى
التلاعب بهذه الذاكرة وينسى حقائق
الجغرافيا، أو يتناساها، يكون في
الواقع ينسى حقيقة وجوده. لتصبح كل
الحقائق الأخرى التي يقدمها على انها
مرتبطة بهذا الوجود قابلة للشك.
وليتحول ما يعتبر انه دفاع الى ثغرة
اضافية وحجة اضافية مضادتين. وهذا ما حصل لوزير الخارجية السوري وليد
المعلم، عندما أعلن ان بلاده ستنسى ان
اوروبا موجودة على الخريطة، وستتجه
شرقاً وجنوباً، ربما الى جوار ايران أو
كوريا الشمالية وربما فنزويلا أو كوبا. فهو أراد ان يعزل سورية عن الغرب وقيمه
وتأثيراته. فجاءت أنقرة لتذكّره ان
سورية جارة لتركيا وتتشاطر معها
حدوداً طويلة وملفات كثيرة، وجاءت
واشنطن لتذكّره ان سورية تقع جغرافياً
على حدود حلف شمال الاطلسي، وان ثمة
أمناً لدول الحلف يتصل بالأمن الداخلي
السوري. فالعزلة عن التاريخ لتبرير نهج سياسي قد
تكون حذاقة ديبلوماسية قابلة للتصديق،
جهلاً او خوفاً. لكن العزلة الجغرافية
لتبرير هذا النهج لم تعد شأناً
داخلياً، بعدما بات هذا الداخل
ومشكلاته تنعكس أزمات في ما وراء
الحدود. قد لا يكون الغرب نزيهاً في مطالب الحرية
والديموقراطية للشعب السوري.
وبالتأكيد، يعمل الغرب من أجل اجتذاب
الحكم السوري الى جانبه. وهذا ما فعلته
فرنسا، ومعها دول الاتحاد الاوروبي،
ومن ثم الولايات المتحدة، قبل انفجار
الاحتجاجات الشعبية. وكانت
الديبلوماسية السورية حينذاك تثني على
معنى هذه العلاقة المستجدة. لكن كون الغرب صاحب مصلحة في سورية لا
يعني ان الشعب السوري في احسن الاحوال.
لا بل يُفهم من طلب العزلة الجغرافية
ان على هذا الشعب ان يتحمل معاناته
المستمرة منذ عقود، وان يخضع للقوة
العسكرية المجردة، في عصر انتفت فيه
الاسباب الموجبة لهذا الخضوع. ان الدعوة الى العزلة الدولية، وهي
ممارسة شائعة من ايران الى كوريا
الشمالية وبورما، تعكس نظرة الى حق
المواطن في العيش والسياسة، وادعاء
الحق في معرفة ما يصلح له وما لا يصلح.
لكنها ليست أداة للسيادة الوطنية التي
تتخطى بكثير مصالح الحكم. وعندما تعتبر هذه العزلة الدولية جزءاً
من معالجة الأزمة السورية، يمكن توقع
النتائج السلبية لهذه المعالجة.
خصوصاً ان الجانب السياسي منها يترافق
مع تصعيد الحل الأمني الذي ينفي بذاته
القدرة على أي إصلاح. فالإصلاح والعزلة الدولية لا يستقيمان.
فكما ان الإصلاح يفترض أوسع الانفتاح
السياسي على الداخل وقواه والتخلي عن
الحل الأمني، يفترض ايضاً الانفتاح
على التجارب التي يسعى الشعب الى
استلهامها، وهي هنا تجارب التعددية
والديموقراطية والتداول على السلطة
وحكم القانون. بذلك يصبح مطلب العزلة
الدولية، في ظل الأزمة الداخلية
الدامية، سعياً الى الإبتعاد عن هذه
التجارب، ما يعني الخلل المستمر في
معاني الاصلاح. =============== "حزب الله".. هل
اختار أنْ يشارِك بشار مصيره?! 2011-06-26 جواد البشيتي العرب اليوم إنَّ أحداً من العرب المعادين لإسرائيل
والمنادين, في الوقت نفسه, بالحرية
والديمقراطية لشعوبهم من طريق إطاحة
أنظمة الحكم الدكتاتورية كنظام الحكم
الأسدي البعثي في سورية, لا يُنْكِر
أنَّ "حزب الله" اللبناني (الشيعي)
هو من أهم قوى المقاوَمة العربية للعدو
الإسرائيلي (في لبنان وجنوبه على وجه
الخصوص) وأنَّه يتبادل مع هذا العدو
القومي الأوَّل للعرب عداءً حقيقياً,
وأنَّ وجه الاختلاف بين هذا العداء
المتبادل (والذي نَحْرِص على بقائه
ونموِّه كل الحرص) و"العداء
المتبادل" بين سورية (أي نظام الحكم
السوري) وإسرائيل هو نفسه وجه الاختلاف
بين "النَّقْد الحقيقي" و"النَّقد
المزوَّر"; كما لا يُنْكِر ما أبداه
مقاتلو هذا الحزب من مقاومة بطولية في
مواجهة العدوان العسكري الإسرائيلي
عليهم وعلى لبنان, تشبه, لجهة نتائجها
"نصراً" على هذا العدو. لكنَّ كل مآثِر "حزب الله" في صراعنا
القومي ضدَّ العدوِّ الإسرائيلي لا
تمنحه الحقَّ في أنْ يَقِف ضد ثورة
الشعب السوري على الدكتاتورية
والاستبداد, وضدَّ حقِّه في أنْ يؤسِّس
له دولة ديمقراطية; كما لا تَمْنَح
الحقَّ لأمينه العام الشيخ حسن نصر
الله في أنْ يتبنَّى مواقف ووجهات نظر
حُكْم بشار الأسد في شأنْ ما يَحْدُث
في سورية, وفي أنْ يُصوِّر هذا الذي
يَحْدُث على أنَّه مؤامرة (لإسرائيل
يَدٌ فيها) ضدَّ سورية; لكونها الدولة
العربية الوحيدة التي ما زالت
مقاوِمَة للعدوِّ الإسرائيلي,
وتَدْعَم كل قوَّة عربية تقاوِمه. وليس بمحض مصادفة أنْ يَخْرُج حسن نصر
الله ليَمْنَح نظام حكم بشار شيئاً من
"الشرعية" في جُمْعة نَزْع الشعب
السوري (في حراكه الثوري الديمقراطي)
الشرعية عن نظام الحكم هذا. لقد أهدى نصر الله إلى بشار هذه الهدية
وهو يَعْلَم (أو لا يَعْلَم) أنَّه, وفي
هذا الربيع الشعبي الثوري العربي
مُخْتَلِف الموازين والمعايير, لا
يستطيع أنَّ يَمْنَح الدكتاتورية في
سورية "شرعية (استمدَّها هو من
مقاومته الحقيقية والبطولية ضدَّ
العدوِّ الإسرائيلي)" من غير أنْ
يَفْقِد, في الوقت نفسه, قَدَرَاً
كبيراً من شرعيته هو, أي من رصيده
الشعبي, سوريِّاً وعربياً; فإنَّ
الشعوب العربية الآن قد نَضَجَت بما
جَعَلَها تَفْهَم "القومي الجيِّد",
أكان حاكماً أم محكوماً, على أنَّه "الديمقراطي
الجيِّد", و"الديمقراطي الجيِّد"
على أنَّه "القومي الجيِّد", فلو
أنَّ بشار الأسد حرَّر لها بيت المقدس
لن تسمح له بأنَّ يتَّخِذ من هذه
المأثرة القومية العظمى ثَمَنَاً
يشتري به بقاء نظام حكمه الدكتاتوري;
فالحرِّية والديمقراطية أوَّلاً! حتى ضغوط "الجغرافيا السياسية" لا
تُبرِّر للأمين العام ل¯ "حزب الله"
أنْ يَقِفَ (وعلانيةً) مع بشار ضدَّ
ثورة شعبه عليه; أقول هذا إذا ما كان
لحُسْن الظنِّ بالدوافع التي دَفَعَت
حسن نصر الله إلى أنْ يَقِفَ هذا
الموقف مُبرِّراً واقعياً. "حزب الله" يَعْلَم أنَّ الجغرافيا
السياسية تُكْسِب أيَّ نظام حكم في
دمشق القدرة على خَنْق هذا الحزب,
عسكرياً ولوجيستياً, إذا ما أصبح لنظام
الحكم هذا مصلحة في ذلك; وهذا إنَّما
يَفْرِض على "حزب الله" أنْ
يتعلَّم كيف يكون على علاقة جيِّدة مع
سورية, حاضِراً ومستقبلاً, وليس
حاضِراً فحسب, وألاَّ يَقِف مواقف يمكن
أنْ تفيده في الحاضر; لكنَّها ستُلْحِق
به ضرراً كبيراً في المستقبل, إلاَّ
إذا فَهِمَ ما يَحْدُث في سورية على
أنَّه صراع بقاء مشترَك, يخوضه, وينبغي
له أن يخوضه, جنباً إلى جنب مع نظام
الحكم السوري ضدَّ ثورة شعبه عليه,
وكأنَّ لا خيار لهذا الحزب إلاَّ أنْ
يَنْتَصِر مع بشار أو أنْ ينهزم معه. وربَّما أراد "الحزب", بمواقفه
المؤيِّدة لنظام حكم بشار ضدَّ الشعب
السوري, أنْ "يقيِّده أخلاقياً";
فهذا الحزب يخشى (أي ربَّما يخشى) أنْ
يكون هدف "المؤامرة" التي يتعرَّض
لها نظام حكم بشار (على ما يُزْعَم) هو
إضعاف (لا إسقاط) نظام الحكم هذا بما
يَحْمِله على التضحية ب¯ "حزب الله"
من أجل أنْ ينجو هو بجلده, ويتحرَّر من
الضغوط التي يتعرَّض لها, والتي ما عاد
قادراً على احتمالها. إذا صحَّ هذا الافتراض فإنَّ "حزب الله"
يَخْدَع ويُوْهِم نفسه بنفسه; فإنَّ
"الأخلاق" هي آخر قَيْدٍ يمكن أنْ
يتقيَّد به نظام حكم بشار الأسد. إنَّ الفرضية التي أراها صحيحةً أكثر من
سواها هي أنَّ "حزب الله" يَفْهَم
سقوط نظام حكم بشار الأسد على أنَّه
نهاية لسورية, دولةً ووطناً وشعباً;
فإنَّ بعض الدول العربية مُركَّبة بما
يَجْعَل بقاءها موحَّدة من بقاء نظام
الحكم فيها, فإذا سقط تمزَّقت وحدتها,
وخَرَجَت من أحشائها "دويلات
القبائل المتصارعة". وتَوافُقَاً مع هذا الافتراض (الذي
أتوقَّع صحَّتِه) اختار "حزب الله"
أنْ يتحالف مع نظام حكم بشار في حربه
على شعبه, فإمَّا (وهذا احتمال لن يسمح
الشعب السوري بجعله حقيقة واقعة) أنْ
يَنْتَصِر معه (وتبقى سورية من ثمَّ
موحَّدة) وإمَّا أنْ يأتي تمزُّق سورية
(الافتراضي) بما يفيد "حزب الله"
وإيران. في هذا الربيع العربي ما عاد ممكناً
الجَمْع بين "القلعة" السورية (التي
يَزْعُم نظام حكم بشار الأسد أنَّه
يمثِّلها وصاحبها) في مواجهة العدو
الإسرائيلي وبين بقاء سورية سِجْناً
للشعب السوري; فإنَّ الشعب الذي
يَجْعَله حاكمه جماعة من العبيد (سياسياً)
له ليس بالشعب الذي يَصْلُح لخوض معارك
الدفاع عن حقوقه وقضاياه القومية; وهل
ثمَّة من حاجة إلى التذكير بأنَّ
العبيد لا يقاتِلون?! وإنَّني لأسأل كل أولئك الذين يحامون عن
"المقاوِم الأوَّل", أي نظام حكم
بشار الأسد, هل لدى الشعب السوري من
الأسباب ما يَحْمله على الثورة ضدَّ
نظام حكم بشار? إنَّه لأمرٌ منافٍ للسياسة الأقرب في
منطقها إلى الفيزياء منها إلى
الميتافيزياء أنْ يُحْكَم الشعب
السوري في هذه الطريقة (الأسدية
البعثية الدكتاتورية) من غير أنْ ينمو
في رَحْم هذا المحكوم جنين الثورة على
حاكمه; فإنَّ هذا الحُكْم هو بحدِّ
ذاته سبب ثورة شعبه عليه; فلا تبحثوا عن
السبب الحقيقي لثورة الشعب السوري في
خارج العلاقة بين الحاكم والمحكوم في
سورية, وبمنأى عنها; فإنَّ كل قوى الكون
لن تستطيع أنْ تَسْتَخْرِج لنا من
الماء صوصاً!0 =============== النظام السوري: فرادة
الحالة والمصير تاريخ النشر: الأحد 26 يونيو 2011 رضوان السيد الاتحاد بعد مائة يومٍ على بدء الاحتجاجات في
سوريا، والتي تتصاعد أعداداً
وانتشاراً من الجانب الشعبي، وعنفاً
واستهدافاً من جانب النظام، تبدو
الحالة السورية حالةً فريدةً من
نوعها، ولذا فهناك من يقول إنّ مصير
النظام قد يكونُ فريداً من نوعه، وليس
مثلما حدث في البلدان العربية الأُخرى. أما اعتبار النظام السوري حالةً فريدةً
من نوعها، فيبدو أنه بعد أربعة أشهُرٍ
ما قال طرفٌ عربيٌّ أو دوليٌّ بإسقاطه.
بل الأحرى القول إنّ عدداً من الأنظمة
العربية ما تزال تدعمُهُ سراً وجهراً.
أما الدوليون؛ فإنّ الصينيين والروس (والهنود
إلى حدٍ ما وربما البرازيل وفنزويلا)
ما يزالون يجهرون بدعمه، وإن اختلفت
الأسباب. فبعض العرب يقولون إنهم يخشون
الحربَ الأهلية في سوريا، وبعضهم
الآخر يقول إنهم ما يزالون يأملون أن
يجري النظام بعض الإصلاحات التي
تُهدِّئ الجمهور، إضافةً لإخراج الأمن
من الشارع، والتوقف عن قمع
المتظاهرين، وإطلاق سراح المعتقلين،
وطرح برنامج إصلاح اقتصادي ومعيشي. أما
الروس والصينيون فيتحدثون عن المَثَل
السيئ الذي طرحه التدخل الدولي في
ليبيا، حيث تعاني البلاد ولم يسقط
القذافي بعد! مواقف الاتحاد الأوروبي والولايات
المتحدة، تختلف عن مواقف الأنظمة
العربية، والروس والصينيين أيضاً،
لكنها لا تصرِّح بإرادة إسقاط النظام.
فمنذ الأُسبوع الثالث للاحتجاجات، بدأ
الأوروبيون يفرضون عقوباتٍ على رجالات
النظام، وانتهوا قبل أيام إلى التعرض
بالعقوبة والمقاطعة للإمدادات؛ مما
دفع وزير الخارجية السوري للقول إنّ
موقف أوروبا يُضاهي إعلان الحرب! وجاء
الأميركيون بعد الأوروبيين في فرض
العقوبات. لكنهم كانوا أكثر حدَّةً في
التصريحات ضد النظام واتهامه بالقمع
والوحشية ضد مُواطنيه. وينتهي الطرفان
إلى الإلحاح في مطالبة النظام
بالإصلاح الفوري والعملي وليس القولي.
وإلى مثل هذا الموقف صار أمين عام
الأمم المتحدة عندما اتَّهم الرئيس
السوري بعدم الصدقية. ولتركيا موقعٌ
خاصٌّ في الأمر المتعلق بمشكلات
النظام السوري. وقد مرت تركيا
بمرحلتين، الأولى قبل انتخاباتها في 12
من الجاري، والثانية بعد ذلك وحتى
اليوم. في المرحلة الأولى ضغطت عليه
علناً وأرسلت مبعوثين، وطرحت "أجندة"
للإصلاح تتضمن: إخراج الأمن من الشارع
وترك الناس يتظاهرون، وإعفاء كبار
مُساعدي الرئيس العسكريين والأمنيين،
وإطلاق سراح المعتقلين، وإصدار قوانين
ومراسيم للعفو والتعددية السياسية
والحريات الإعلامية، وإطلاق حوار على
أَوسع نطاق لاستيعاب المعارضين،
والدخول في عمليات التحول الديمقراطي
المطلوبة. أمّا بعد الانتخابات،
ففتحوا حدودَهم عَلَناً لاستقبال
الهاربين من قمع النظام بدءاً ببلدة
"جسر الشغور" القريبة من الحدود
التركية، وانتهاءً بسائر المناطق
المجاورة للحدود الممتدة على أكثر من
ثمانمئة كيلو متر. وفي الأيام الأخيرة
صار الأتراك يكتفون بالقول إنّ النظام
السوري يعرف ما يجب عليه فعله. وفي الأسابيع الأُولى للاحتجاجات، كان
الإسرائيليون مُجْمعين على أنّه من
الأفضل لهم بقاء النظام السوري، لأنه
ضَمِنَ الأَمْنَ على الحدود لحوالي
أربعة عقود، ولأنّ نظامَ الفرد أفضل من
النظام الديمقراطي بالنسبة لإسرائيل،
لأنّ الشعوب العربية تكره دولة الكيان
الصهيوني. وها هم المصريون يقولون
بالحفاظ على اتفاقية كامب ديفيد، ومع
ذلك فهناك أمور كثيرة تتغير بمصر لغير
صالح إسرائيل، مثل فتح المعابر بين مصر
وغزّة، ومثل التشكيك في الاتفاقيات
الثُنائية بين الدولتين، ومثل الإصرار
على مصالحة "فتح" و"حماس".
ولذا رأى الخبراء الاستراتيجيون أنّ
الأنظمة القائمة، مهما بلغ من
إزعاجاتها، هي أفضَل من البديل
المجهول. بيد أنّ هذا "الإجماع"
تزعزع بعد تحريك النظام السوري مئات
الفلسطينيين من أتباع أحمد جبريل
والتنظيات الأُخرى يومي 25 مايو و 5
يونيو باتجاه الجولان، وقصّ الشريط
الشائك هناك للسماح لهم بالاقتحام
للداخل، مما دفع الإسرائيليين لإطلاق
النار وقتْل عشرات الزاحفين. بعد هاتين
الحادثتين غضبت عدة جهاتٍ إسرائيليةٍ
في اليمين واليسار لهذا "الابتزاز
المفضوح"، وبدأت تقول بضرورة ذهاب
النظام، لأنه لم يَعْدْ مفيداً
لإسرائيل. قال ذلك نتنياهو وقاله
باراك، فيما لا يزال ليبرمان يصر على
ضرورة تخفيف الضغوط عن النظام السوري
لإعانته على البقاء باعتباره الأفضل
لإسرائيل. والواقع أنه لم يبق للنظام السوري أصدقاء
حقيقيون، لكنّ المترددين والمتوجّسين
من سقوطه يذكرون عدة أُمورٍ منها:
إمكان استقواء "الإخوان"
والمتشددين السلفيين وغيرهم، والغموض
بشأن المرحلة الانتقالية، وَمَنْ هم
المعارضون ذوو المصداقية. ثم هناك
مفاوضات الشرق الأوسط والسلام بين
الفلسطينيين والإسرائيليين والتي
تقترب آجالُها، وسط تعنُّت نتنياهو
وتهديد الفلسطينيين بالذهاب إلى
الأُمم المتحدة في سبتمبر المقبل. وليس
من المتصوَّر إقامة الدولة الفلسطينية
والجولان ما يزال محتلاً، لأنّ
المبادرة العربية للسلام تشترط حلاً
عربياً شاملاً ضِمنه خروج إسرائيل من
كافة الأراضي العربية المحتلة خارج
فلسطين التاريخية. وهكذا فالدوليون
والإسرائيليون محتاجون لمشاركة
السوريين مشاركةً فاعلةً في تلك
المفاوضات إذا انعقدت، وبالتالي فإنهم
محتاجون لسلطاتٍ مستقرة في سوريا على
الخصوص. وما استطاع المعارضون السوريون في الخارج
تنظيم صفوفهم بحيث يبرز طرفٌ صاحبُ
صدقية يركن إليه الأوروبيون
والأميركيون والأتراك الذين يمكن أن
يتطور موقفهم إلى حدود إسقاط النظام
إذا اطمأنّوا للمرحلة الانتقالية. وقد
أنشأ مؤتمر أنطاليا لجنة اتصالٍ
لتقديم الدعم للمحتجّين بالداخل،
وبقيت هذه حدوده. وتُضافُ إلى كلّ هذه العوامل مسألةٌ
تستحقُّ التأمُّل. فالقوى الأمنية
والعسكرية للنظام تبدو حتى الآن
متماسكة. ولمزيدٍ من إخافة المواطنين
الساخطين؛ فإنّ النظام، بعد خطاب
الأسد الأخير، سارع إلى إنزال
متظاهرين مؤيِّدين في وجه المتظاهرين
المُعادين، مُوحياً بإمكان اندلاع
نزاعٍ داخليٍّ لا يلبث أن يتخذ سماتٍ
طائفية. وردَّ المنسِّقون للتظاهرات
بالدعوة للإضراب وليس النزول إلى
الشارع، فأقفلت مدنٌ كبرى وبلدات. هذه هي معالم وحدود "الفرادة" التي
ظهرت في الوضع السوري خلال زمن الثورات
التغييرية العربية التي اجتاحت أرضه
وسطوتَهُ أيضاً. فما هي "الفرادةُ"
التي يمكن للنظام وأنصاره اجتراحها في
مجال المعالجات والحلول؟ حدود "الفرادة"
في الحلّ هي قبول النظام للأجندة
التركية. وهذا القبول قد يحفظُ رأس
النظام، لكنه يُدخِلُهُ في تحولٍ
ديمقراطيٍّ يُغير من طبيعته، ويجعلُ
سقوطه ممكناً بالسلْم، إذا كان سقوطه
بالتظاهُر غير ممكنٍ حتّى الآن! إنّ خطاب الأسد، وحديثَ وزير الخارجية
السوري، لا يشيران إلى تحولٍ أو بدايات
تحول. فالأُفق مسدودٌ لهذه الناحية
أيضاً. لذلك فإنّ "فرادة" الحلّ قد
تتجلَّى بأحد شكلين: انفجار النظام من
الداخل، أو حدوث شيء ما على الحدود مع
تركيا حيث تتحشّد الآن قواتٌ من
الطرفين على طرفي الحدود! =============== فاطمة مسعود المنصوري التاريخ: 26 يونيو 2011 البيان إن من أكثر الأمور التي تثير الانتباه
فيما يتعلق بالشأن السوري والتطورات
الجارية هناك هو الموقف الروسي الذي
تحاول الإدارة الأميركية وبعض القوى
الأوروبية تطويعه لصياغة موقف دولي
قوي يستخدم ضد نظام الأسد في سوريا،
لكن المحاولات يبدو انها لم تنجح إلى
الآن في إقناع الحكومة الروسية لاتخاذ
موقف متشددّ شبيه بذلك الموقف الذي
اتخذه مجلس الأمن الدولي ضد النظام
الليبي، ولا يبدو أن موقفاً روسياً
داعماً لموقف دولي شبيه ضد قوات العقيد
معمر القذافي يمكن أن يجد النور ضد
النظام السياسي السوري. في الواقع يمكن
قراءة هذا الموقف من خلال عدة اعتبارات
تختلف في أهميتها ما بين اعتبارات
أساسية وأخرى ثانوية إلا أنها جميعا
تصب في خدمة المصلحة الوطنية الروسية،
خاصة منذ حقبة الرئيس بوتين التي تحاول
أن تستعيد فيها روسيا أدوارها
التاريخية المهمة التي ورثتها عن
الاتحاد السوفييتي. أول هذه الاعتبارات يتمثل في رغبة روسيا
المحافظة على حليف استراتيجي مهم لها
في المنطقة لاسيما بعد سقوط حلفاء لها
في المنطقة على يد الولايات المتحدة
كأفغانستان والعراق واليوم ليبيا.
الحديث المتداول حاليا في دوائر صنع
القرار الخارجي في روسيا هو حول أهمية
سوريا باعتبارها بوابة روسيا الرئيسية
إلى استعادة أدوارها التاريخية في
منطقة الشرق الأوسط بعد غياب دام 15
سنة، هذا ما ذهبت إلى تأكيده الصحافة
الروسية بعد زيارة الأسد إلى روسيا في
عام 2005. ويندرج ضمن هذا الحلف الإستراتيجي أمور
عديدة منها سوق السلاح الذي تعول عليه
روسيا اليوم كثيراً خاصة بعد أن انتعشت
صناعة الأسلحة فيها، فسوريا تعتبر أحد
زبائن روسيا المهمين في هذا المجال
وهذا ما تذهب لتأكيده الأرقام، فبين
عامين 1994 و2000 اشترت سوريا سلاحاً
روسياً بقيمة 500 مليون دولار، بالإضافة
كذلك إلى صفقة المليار دولار التي تصب
في خدمة تطوير سلاح الجو السوري بشكل
خاص على الرغم من نفي القيادة الروسية
إتمام هذه الصفقة. في المقابل قامت
روسيا على إعادة جدولة الدين السوري
الموروث من الحقبة السوفييتية. ولا يمكن لموسكو كذلك أن تتغاضى عن أهمية
الموانئ السورية والتي يأتي على رأسها
ميناء طرطوس الذي يعتبر نقطة ارتكاز
أساسية للأسطول الروسي في مياه البحر
المتوسط فالحديث دائر اليوم بين
الطرفين حول مسألة إعادة تأهيل
القاعدة العسكرية الروسية في طرطوس
خاصة بعد أن فقدت روسيا العديد من
القواعد البحرية في دول أوروبا
الشرقية مثل رومانيا وبلغاريا وذلك
بعد انضمامها إلى حلف الأطلسي. ثاني الاعتبارات هو أن موسكو لا تود أن
تصبح ممارسة منح الحق للدول الكبرى
للتدخل في الشؤون الداخلية للدول
الأخرى عرفاً دولياً بحيث تصبح كل حالة
ينظر إليها الغرب على أن فيها انتهاكاً
لسلامة المدنيين لابد أن تواجه بتدخل
أممي للحد من مثل تلك الانتهاكات. ولعل
روسيا تنظر إلى واقعها، حيث انها هي
بنفسها لديها العديد من المشاكل
الداخلية مع أقليات مختلفة موجودة في
الأراضي الروسية وتعاملها الحكومة
الروسية في بعض الفترات باستخدام
القوة العسكرية معها لمنع حدوث
انقسامات لسيادة الدولة الروسية.
فاعتماد التدخل في الشؤون الداخلية
للدول بحجة حماية المدنيين قد يعطي
المجتمع الدولي فرصة للتدخل في شؤون
روسيا في فترة من الفترات. ثالث الاعتبارات مرتبط برغبة عدم تساهل
موسكو مع المطالب الشعبية ضد الأنظمة
السياسية الفاسدة خوفاً من أن يعطي ذلك
ذريعة للروس كي يتظاهروا ضد الفساد وضد
تراجع الحريات والديمقراطية في روسيا
ذاتها. فالمعروف أن روسيا ورغم نجاحها
في الانتقال من الحكم الشيوعي إلا أنها
لم تنجح في ترسيخ الديمقراطية
والحريات بالشكل الذي يتمناه الشعب
الروسي حيث ظلت الحريات محدودة، وظلت
سيطرة فئة معينة على الحكم هي السمة
السائدة في روسيا، وظلت روسيا تقمع
مساعي بعض الأقليات الإثنية الراغبة
في الاستقلال. فليس من المستغرب أن نجد
موسكو تقف ضد الثورات الشعبية التي
اندلعت في جورجيا (ثورة الورود)
وأوكرانيا (الثورة البرتقالية)، ولا
تتعاطف كذلك مع ثورات الشرق الأوسط. رابع الاعتبارات مرتبط بعدم الرغبة
الروسية في الاستسلام بشكل سريع
وتلقائي للمطالب الأميركية التي قد
تضر بالمصالح السياسية والاقتصادية
لروسيا. فهناك قضايا لروسيا مازالت
عالقة في علاقتها مع الولايات المتحدة
وبالتالي فإن موسكو تود الاحتفاظ
بأوراق مساومة لها مع واشنطن وعدم
التنازل عن جميع الأوراق التي في يدها.
فهناك مسألة الدرع الصاروخية على سبيل
المثال والذي ترفض موسكو المساعي
الأميركية المتمثلة في نشر وحدات
صاروخية في مناطق قريبة من الأراضي
الروسية فيما تتمسك واشنطن بذلك،
وهناك أيضا موضوع توسيع عضوية حلف
الناتو ليضم دولا محاذية لروسيا وهو ما
ترفضه موسكو في حين تسعى واشنطن إلى
تحقيقه. وهناك موضوع سجل حقوق الإنسان الروسي
والضغط الأميركي نحو إبرازه للعلن من
خلال انتقادها لممارسات موسكو
المنتهكة لحقوق الإنسان، وبالتالي فإن
التنازل عن ورقة مثل سوريا لصالح
الولايات المتحدة لن يأتي من دون مقابل
أميركي فيما يتعلق بقضايا عالقة بين
البلدين. وبالنظر إلى التاريخ التفاوضي بين
البلدين نجد أن موسكو دائماً ما تقف
موقف المتردد تجاه دعم مساعي واشنطن في
تحركاتها تجاه مناطق مختلفة من
العالم، فموسكو عادة ما تأخذ وقتها في
تحديد موقفها، وعادة ما تتمسك برفض
الدعم في البداية أو التردد عن الدعم
حتى تتضح لها الأمور أو تفرض على
واشنطن التحرك خارج الشرعية الدولية،
أو تحصل على مكاسب معينة مقابل دعمها
المباشر أو غير المباشر. يتبين من خلال قراءة الاعتبارات السابق
ذكرها تفسير الموقف الروسي الممانع
لفرض ضغوطات على نظام الأسد، ولعل
الكلمة التي قالها الرئيس ميدفيديف
ونشرتها البيان قبل فترة تحت زاوية (قالوا)
تفسير للموقف الروسي بكل تجلياته، حيث
قال الرئيس: «نحن مهتمون بأن تتطور
الأحداث في الشرق الأوسط وشمال
أفريقيا طبقاً لسيناريو واضح قابل
للتنبؤ بالنسبة لنا، إذ إن خيوطاً
كثيرة تربطنا بالعديد من دول المنطقة».
فالدب الروسي يقف داعماً لكي لا يهتز
عرين الأسد وتهتز معه هيبة وكبرياء
روسيا. =============== نسمات / صيد الكاميرا في
سورية!! د. وائل الحساوي الرأي العام 26-6-2011 (1) تحت مسمى حزب البعث والقومية العربية
تحالف ميشيل عفلق والبيطار وامين
الحافظ وحافظ الاسد وحكموا سورية. (2) بعد ثلاث سنوات انقض حافظ الاسد على
شركائه وحكم سورية وحده تحت راية حزب
البعث (1970). (3) في حزيران 1967 دبروا مؤامرة القنيطرة
وسلموا هضبة الجولان لاسرائيل مقابل
ملايين الدولارات. ولم تطلق رصاصة واحدة على اسرائيل من
منطقة الجولان حتى يومنا هذا. (4) في حرب عام 1973 سلموا اكثر من 39 قرية
لاسرائيل ووصلت القوات الاسرائيلية
إلى مشارف دمشق. (5) في نهاية عام 1975 دخلت القوات السورية
إلى لبنان بعد ان هزمت قوات الجيش
العربي القوات النصرانية، وشاركت
سورية في المذابح ضد الفلسطينيين
ومنها مذبحة تل الزعتر الشهيرة، ويكفي
بأن رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق
رابين قد صرح عبر اذاعتهم بالقول: «يجب
علينا الا نزعج القوات السورية اثناء
قتلها للفلسطينيين فهي تقوم بمهمة لا
تخفى نتائجها الحسنة بالنسبة لنا». (6) في عام 1978 ارتكبت القوات السورية مجزرة
«سجن تدمر» الذي ذهب ضحيته ما يقارب
ألف شاب بين طبيب ومهندس ومدرس، ومجزرة
حلب وإدلب وجسر الشغور والمعرة والرقة. (7) وفي عام 1982 ارتكبت سورية مجزرة حماة
التي ذهب ضحيتها 30 الف قتيل من
المدنيين، وقصفت المدينة بالطائرات
والدبابات وسط تعتيم اعلامي رهيب،
وهدمت معظم مساجد حماة واحيائها. (8) وفي عام 1982 اجتاحت القوات الصهيونية
لبنان للتخلص من منظمة التحرير
الفلسطينية، ووجدوا كل التعاون من
القوات السورية التي كانت تحتل لبنان
وحدثت مجازر رهيبة ضد المسلمين في
لبنان. (9) في الوقت الذي اعترف فيه شاه إيران
السابق بالكيان الصهيوني وابتلع فيه
منطقة الاحواز العربية ونادى بضم
البحرين واحتل جزر الامارات الثلاث،
جاء حافظ الاسد إلى الحكم في سورية
وقام بتعزيز العلاقات مع حكم الشاه
وزار ايران، وامتدت تلك العلاقة إلى
يومنا هذا. (10) اما بالنسبة للبنان فقد كان الاستعمار
السوري لها هو اكبر نكسة في تاريخ
لبنان وتابعنا اغتيال افضل رئيس وزراء
احبه اللبنانيون والتدخل في جميع شؤون
لبنان والدعم اللامتناهي لحزب الله
الذي اصبح خنجرا ايرانياً سورياً في
خاصرة لبنان. وحتى بعد ان ضحى الشعب
اللبناني بالكثير من اجل طرد التدخل
السوري في بلاده، وجد بأن حزب الله
والنصارى الموالين لسورية قد قاموا
باختطاف الحكم وسحب صلاحيات الاغلبية. (11) اما المشهد الاخير لانتفاضة الشعب
السوري ضد جلاديه فنتركها لكاميرات
الهواة تصورها لنا، ومن مازال لديه شك
فيما ذكرناه فليسأل الشعب السوري عن
ذلك النظام الذي حاول خداع العالم
اربعين عاما وأوهمهم بانه حامي
البوابة الشرقية من العدوان الصهيوني
فاذا به قد انكشف تحت صيد الكاميرا
بانه حامي اسرائيل من الشعب المجرم في
سورية. يسانده في مهمته الانسانية
ايران وحزب الله اللبناني!! =============== سوريا: لماذا كل هذا
الارتباك الدولي؟ المستقبل - الاحد 26 حزيران 2011 العدد 4038 - نوافذ - صفحة 16 بقلم اوميت بكتاس ("لوفيغارو" 16 حزيران 2011) تحاول الدول الغربية منذ اسبوعين إصدار
قرار من الامم المتحدة يدين القمع في
سوريا ولكن من دون جدوى، فالقرار مهدّد
بالشلل. نظام بشار الاسد يرسل الطوافات القتالية
والدبابات لقمع السكان في شمال غربي
البلاد. وبحسب المنظمات غير الحكومية
ومنظمات الامم المتحدة فإن القمع أودى
حتى الآن بحياة 1200 سوري. وهناك ايضا
حوالي 10000 سوري استطاعوا الهروب من
بلادهم، الشبيهة بالسجن الضخم، إلى
الحدود التركية، حيث يتكلمون باستفاضة
عن الرعب هناك. لكن الاسرة الدولية تجد صعوبة في ايجاد
الكلمات التي تجيب على النداء والتي
تدين العنف المنقض على شعب بأكمله وسط
تعتيم شامل. الولايات المتحدة أدانت
الاسبوع الماضي اللجؤ "الفاضح"
إلى العنف في سوريا. والرئيس الفرنسي
نيقولا ساركوزي وصف بدوره هذا القمع
بالـ"مرفوض". من جهته، بان كي مون،
السكرتير العام للأمم المتحدة، طلب من
النظام السوري ان "يوقف قتل الناس"،
ولاحظ أيضا غياب "موقف متماسك"
حول هذا الملف بين الأعضاء الخمسة عشر
لمجلس الامن. اما بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال
فقد تقدمت بمشروع قرار في نيويورك
يعتبر القمع في سوريا بمثابة جريمة ضد
الانسانية، الا ان هذا المشروع تنقصه
الاصوات اللازمة لاعتماده، خصوصا
أصوات افريقيا الجنوبية والهند
والبرازيل. فيما الصين وروسيا اللتان
تملكان حق النقض، "الفيتو"، لا
تريدان سماع كلام عن عقوبات، وقد
قاطعتا المداولات الاخيرة التي جرت في
مجلس الامن. مع ان الدول الداعية إلى اعتماد مشروع
القرار كانت حريصة على التأكيد بأنها
لن تتطرق إلى تدخل عسكري ما، وبأن
المعارضين السوريين بدورهم لا يرغبون
ايضا بهذا التدخل؛ وذلك بهدف اقناع
الجميع بضرورة اعتماد مشروع القرار.
ولكن مندوبي الدول المعارضة لمشروع
القرار تصدّروا المواقف المتحفظة،
الواحدة تلو الاخرى، وذريعتهم الضربات
الجوية ضد قوات القذافي الليبية والتي
تجاوزت برأيهم المهمة المسندة اليها
من "الناتو". السابقة الليبية القرار 1973 الصادر عن الامم المتحدة فتح
الطريق واسعا امام الضربات الجوية،
تلك التي غرضها حماية المدنيين
الليبيين والتقليل من قدرة القوات
الليبية الرسمية على الايذاء. ولم ينص
هذا القرار على مغادرة القذافي
للسلطة، او لبلاده، فهذا الأخير ما زال
بعد ثلاثة اشهر من الضربات في مكانه،
لم يتحرك، علما بأن تنحّيه هو تتمة
منطقية لما يحدث. ان فكرة تغيير النظام بتأثير من الخارج
تزعج أكثر من طرف دولي، سواء تعلق
الامر بليبيا او بسوريا. وزيرة خارجية
افريقيا الجنوبية كانت واضحة بهذا
الشأن، اذ قالت الاسبوع الماضي: "لا
نستطيع ان نقول لأي بلد اننا مستعجلون
لتبنّي اي قرار من مجلس الامن يوحي
بتغيير النظام قبل ان نخوض النقاشات
اللازمة لهذا التبنّي". ارتباك الجيران وبلدان عربية ان تغيير النظام في هذه المنطقة المعقدة
سوف تكون له آثار أعمق من تلك التي
شهدتها افريقيا الشمالية. الازمة
السورية تربك غير جار: تركيا، لبنان
اسرائيل، العراق... كل عاصمة تراقب بحذر
الاحداث التي تهز هذا البلد الهام في
المنطقة، وان كانت اسباب هذا الحذر
تختلف بين بلد وآخر. و"الصمت الصاخب" نفسه نلاحظه في بقية
البلدان العربية. صحيفة "ليبراسيون"
الفرنسية كتبت الاسبوع الماضي ان تونس
ومصر غارقتان في مخاض مرحلتهما
الانتقالية بما فيه الكفاية. لذلك
تمتنعان عن اعطاء دروس ثورية لبقية
البلدان العربية. اما المملكة العربية
السعودية، فعلى الرغم من عدائها
لدمشق، فهي متسمكة بابقاء الامور على
ما هي في المنطقة في الوقت الراهن. وبالنسبة لبسمة قضماني، الباحثة في معهد
"سيري" الفرنسي، فبعد اربعين عاما
من النظام القاسي، الاقسى بعد نظام
صدام حسين، فان المجتمع السوري قد
تشوه، وابيدت كل البدائل المنظمة، وقد
يفيض عن التغيير في سوريا تغيرات في
لبنان واسرائيل وايران. ومن الصعب على
الجميع ان يقولوا "فلننته من الأسد". =============== لماذا لم تفلح تجربة وأد
الثورة الإيرانية في سوريا؟ المستقبل - الاحد 26 حزيران 2011 العدد 4038 - نوافذ - صفحة 10 دمشق ـ غازي دحمان منذ بداية إنطلاق أحداث الثورة السورية،
بدا واضحاً أن السلطات كانت قد تهيأت
للحدث عبر خريطة ذهنية صاغتها من خلال
قراءتها لثورات البلدان التي سبقت، في
مصر وتونس، ولتلك التي سبقتهما في
إيران. والواضح أيضا أن السلطات في
سورية فحصت نقاط القوة والضعف في هذه
الثورات الثلاث، وأين أخطأ النظامان
التونسي والمصري ما أدى إلى انهيارهما
بسرعة، وأين أصاب النظام في إيران
وأستطاع قمع الثورة ووأدها. نامت "النخبة"، على ما يسميها رامي
مخلوف، عند حدود إستخلاصاتها عن وقائع
الثورات. النظامان التونسي والمصري
سقطا بفعل تحييد الجيش وعدم اللجوء إلى
القوة المفرطة مع الأحداث، ثم السماح
للمتظاهرين بالتجمع، وخاصة في الحالة
المصرية، في ساحات وميادين إستراتيجية
في قلب العاصمة، إضافة إلى ترك الحراك
يتفاعل في المدينتين الرسميتين (القاهرة
والإسكندرية) وهما تحت مجهر الإعلام
وعلى مقربة من مراكز البعثات
الدبلوماسية والقنصلية. ومن التجربة الإيرانية تمثل الإستخلاص
الأهم في التعامل القمعي مع الأحداث
منذ بواكيرها ووأدها في المهد وقبل أن
يصار إلى إنتشارها وتعميمها، ونزع رأس
الثورة عن جسدها عبر الزج بكل الناشطين
والمحركين للثورة في السجون، ثم تشويه
مقاصد الثورة وغاياتها عبر ربطها
بجهات مكروهة في الذاكرة الشعبية
الإيرانية، أو الذاكرة القريبة التي
أسسها نظام الملالي في إيران. وفيما ظهر أنه ترجمة عملية للإستخلاصات
الإيرانية، سارعت السلطات السورية إلى
تنفيذ عملية قمعية عنيفة وواسعة
النطاق، بدا فيها واضحاً حرق المراحل
ومحاولة إختصار الأزمة بأقل وقت. فقد
تزامن القمع المكثف مع إعتقال من يعتقد
أنهم ناشطون ومحركون، مع إشتغال
الماكينة الإعلامية بأقصى درجات
تشغيلها للترويج لفكرة (الإمارات
السلفية) و(العصابات المسلحة) و(المندسين).
كان الهدف من وراء ذلك وأد الحراك في
المكان الذي إنطلق منه والتعامل معه
على أنه ظاهرة إحتجاجية محلية يصار في
أحسن الأحوال إلى الإعتراف بمطالبها
الخدمية، ونزع البعد السياسي منها، بل
وتحويله إلى حجة عليها عبر إتهام دول
الجوار بالتورط بالحدث السوري. ولم تفلح كل إجراءات النظام وأساليبه
لوأد الحراك في درعا. وعلى الرغم من
تأخر إعلان وصوله إلى بقية المناطق
السورية، إلا ان الحراك الذي سيبدأ
قوياً في ضواحي دمشق (دوما وحرستا
وبرزة والقابون والكسوة والميدان في
قلب دمشق)، لن يلبث ان يعلن عن نفسه في
حمص واللاذقية والقامشلي، ثم إدلب
وحماة ودير الزور، بشكل أقوى من
المتوقع، وبسقف مرتفع (إسقاط النظام)
ورفض التحاور معه، وكان للدم المراق
فعل السحر في إشتعال الثورة، كما كان
للقهر والإذلال والقمع الذي مارسته
أجهزة الأمن والشبيحة دور كبير في
إستفزاز شرائح واسعة من الناس ودفعهم
للمشاركة في فعاليات الثورة. لماذا لم تنجح التجربة الإيرانية وقد
عمدت السلطات السورية إلى تطبيقها
بحرفيتها، وخاصة لجهة نزع رأس الثورة
عن جسدها، والذي تمثل في الحالة
السورية بحملة الإعتقالات التي طاولت
الآلاف من الناشطين والمتظاهرين لدرجة
تحولت معها حتى الملاعب الرياضية
والمستودعات والمعارض إلى أماكن
للإعتقال؟ الجواب على ذلك يمكن قراءته في حقيقتين
تميزان المشهد السوري: - الحقيقة الأولى وهي أن الثورة السورية
لم يكن لها رأس حين إنطلاقتها، وبقدر
ما أعتبر ذلك سمة ضعف لهذه الثورة
لإفتقادها للقيادة الموجهة والمحركة
ما يجعلها سهلة الإستهداف والإنكشاف،
بقدر ما تبين أن ذلك عامل قوة مساعد
بحيث جعل تقديرات الأجهزة غير صائبة
على الدوام إذ كانت تعتقد أنها مع كل
حالة إعتقال لناشط صارت تمسك على عنق
الثورة، وهذه العملية كانت مجهدة
للأجهزة الأمنية، كما اتاحت للثورة
هامشاً زمنياً وتجربة عملياتية
إستطاعت من خلالها فرز قيادات أساسية
ورديفة، وهي ما باتت تسمى ب (التنسيقيات
المحلية). - أما الحقيقة الثانية فيمكن إرجاعها إلى
الفارق في المكونات الأساسية للثورة
في إيران وسورية، ففي حين تركزت
المكونات الأساسية للثورة الإيرانية
على أبناء الطبقة الوسطى في طهران
تحديداً، مما جعل كسرها، أو على الأقل
احتواءها، أسهل وأسرع، بالنظر إلى كون
أهداف حراكات الطبقة الوسطى إصلاحية
في الغالب، فإن الثورة السورية شملت
فقراء الريف وأغنياءهم وأبناء
العشوائيات والضواحي، ثم إلتحق بها
أبناء الطبقات المتوسطة في عدة مدن،
كما ضمت الإسلامي والعلماني
والليبرالي واليساري والمسيحي (تحولت
كنيسة شمال الخط في درعا إلى مستشفى
ميداني لمداواة جرحى الثوار في درعا
وسقط شهداء مسيحيون)، وهو الأمر الذي
وسع مروحة المطالب ورفع سقفها وصبغها
بطابع جذري وهو إسقاط النظام. لكل ثورة دراما خاصة بها، ولها حيثياتها
ومساراتها وطرقها الخاصة للتعبير عن
نفسها. فكما لم يكن بالإمكان إستنساخ
تجربة مصر ولا لبنان عبر ساحات الحرية
لإختلاف التجربة السياسية في البلدين
عنها في سورية، فإنه لم يكن بالإمكان
أيضاً إستساخ تجربة القمع الإيرانية
وتطبيقها على الحالة السورية، فإذا
أمكن إجهاض التجربة الإيرانية، أو
تأخيرها لظروف موضوعية، فإن الثورة
السورية تجاوزت إحتمالية الإجهاض،
وقدرة النظام على إنهائها، رغم
إستمرار مسلسل القتل والقمع . =============== سالم الفلاحات الدستور 26-6-2011 يمسك المترددون والحائرون أنفاسهم
انتظاراً لمخرج حقيقي يأتي على ألسنة
حكام العرب ملوكاً أو رؤساء على حد
سواء ، وتنطلق الآمال الواسعة
والتوقعات المجنحة وبخاصة أن بعضهم
يغيب عن المشهد شهراً أو شهرين ، ولا
تسمع له ركزاً فمنهم من يُنظَّر إلى
موقف جديد سيعلن اليوم .. وإلى انتظار مخرج مقنع عظيم سيبادر به
الرئيس في خطابه القادم المنتظر وسيوضع حدّ للمعاناة والمناكفة التي
توالت شهورها هنا وهناك ، وحرصاً على
مقدرات الأمة ووحدتها وقوتها . ثم تكون الفاجعة والصدمة الشعبية العامة
... وحتى ممن تظن فيهم النباهة والذكاء
والفهلوة من الحكام فتجدهم يتحدثون عن
الموضوع وكأنهم يعيشون قبل سنوات أو
أشهر طويلة , ويظهر أن الزمن الفاعل
توقف بهم قبل سنين عديدة ، وكل ما يجري
في دنيا العرب منذ بدايات هذا العام لم
يمر بذاكرتهم ولم يدخل حساباتهم
السياسية ومراجعاتهم المنتظرة
المأمولة لإخراج البلاد والعباد مما
هم فيه ، سيما وهم -دون أزمات ومشكلات-
مهددون باستقرارهم وبناهم الاجتماعية
، واستمرار كياناتهم السياسية التي
يتلمظ العدو الصهيوني عليها غيظاً
لتمزيقها أو تهديد بقائها .يعطل الناس
أشغالهم ويعدلون مواعيدهم ويضبطون
ساعاتهم للاستماع للخطاب التاريخي ..
ويا حسرة هؤلاء الذين يعصرون الكلمات
ويحاولون تضخيمها لعلها تحتوي على
معنى جديد أو بـــارقة أمـــل ولكن
هيهات هيهات. وسلاح الرؤساء جميعاً ان خطبوا اخاطبوا
بعد انقطاع هو: 1- ( سين سوف "س") تضاف إلى ضمير المتلك
المفرد سأقوم ، سأعدل ، سأشرع ، سأعطي ،
سأغير ، سأمنح ، سأعفو ، سأتكرم عليكم
بـ ، سأشكل لجنة أو لجاناً . !! وكأن
الدنيا اختصرت بشخصه فقط اما ضمير
الجمع فغائب ومستتر لا يبين . وهذه السين لا تفيد الا التسويف الذي لا
يرتبط بزمن محدود ، سين سوف هذه التي
حاربها الجادون منذ الأزل وعلموا أنها
قد تكون القاتلة . 2- ومعها يستخدمون سلاحاً آخر هو الإشارة
إلى العدو الوهمي المندس في صفوف الشعب
، والمتآمر عليه ، هذا العدو الأخطبوطي
وهو من فصيلة العنقاء والغول والشيطان
الرجيم الذي دخل للوطن بأعداد كبيرة ,
وهو آلاف مؤلفة عندما كان الأمن العربي
لا يراقب الحشرات والزواحف والطيور
والفراشات ، ولا يمنعها من الدخول عبر
الحدود المحروسة ، وقد كان حضارياً في
لحظات تجارب على الديمقراطية فدخل
هؤلاء الأعداء ، وسمموا الأجواء
وأفسدوا الضمائر وشوهوا الثقافات –
هكذا يدعون. 3- والسلاح الثالث هو التهديد والوعيد
والإشارة إلى الجيوش الأمنية الوطنية
التي ستعيد الأمور إلى نصابها وتعيد
انتاج ثقافة الناس ومشاعرهم ، وتبني
قناعتهم بكل الوسائل المشروعة عادة
،والمشروعة بسبب الطوارىء والظرف
الراهن ، ولتفهيم من لا يفهم . 4- ثم الإعلان عن التنازل المؤلم عن بعض
صلاحيات الحاكم بأمره تقديراً للظروف
العامة، لكنها شكلية لا معنى لها ،
وكان أكثرها تضحية ما قدمه ملك المغرب
" محمد السادس " وإن كان أبقى بيده
ما يجعل ما تنازل عنه ليس بذي جدوى . ومنهم من لم يقل شيئاً سوى أنه أعاد تركيب
كلمات قالها في سنوات خلت ، أو من علَّق
خطابه على القدر المجهول وإلى زمن غير
معلوم . أو إعادة فك وتركيب بعض القوانين أو مواد
الدستور لتبقى على حالها في الواقع . إن الشعوب غادرت طفوليتها منذ زمن بعيد
وما عادت تتلهى بلعب الأطفال ، وقد
بلغت سن الرشد وهي في مطالبتها
بالتغيير في بعضها أو بالإصلاح الشامل
تعني ما تقول لا تعرف التعنت ولا
الفردية ، ولكنها وصلت لقناعات حتمية
بأن مخرجها مما هي فيه وبناءها
لأوطانها وحفاظها على مستقبلها
ومستقبل أجيالها يقتضي أن تتحمل
مسؤولياتها كاملة وأن تحك جلدها
بظفرها وليس بأظفار من يعتبرون الوطن
والشعب هما ممتلكات وموجودات ومزارع
ورثها بحكم قدراته العقلية ومؤهلاته
الخاصة التي لا يشاركه فيها أحد . إن حكام العرب أو معظمهم لما يغادروا مربع
العصمة والعظمة المؤهلة ، واحتقار
الآخرين مرددين بلسان الحال ولسان
المقال " وَمَا أريكم إلا ما أرى أَهْدِيكُمْ
إِلا سَبِيلَ الرَّشَادِ ... " " أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ
الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي
أَفَلا تُبْصِرُونَ " " أَمْ أَنَا خَيْرٌ مّنْ هَـَذَا
الّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلاَ يَكَادُ
يُبِينُ " " لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ
وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ،
وَلأصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ
النَّخْلِ" " لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ
عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ
عَظِيمٍ" " وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ
وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ
..." ويظهر انه ليس من الحكام العرب اليوم من
هو مستعد او قابل للإصلاح أو التعاون
أو التعاطي مع الأصوات الجادة الصادقة
الوطنية المنتمية المنادية بالإصلاح
لفقدان أجهزة الاستقبال أو لعدم
توجيهها نحو الشعوب ، وإنما نحو
المنتفعين بخراب الوطن فقط ، الراقصين
على جراحات أبنائه المنزرعين فيه . إن الذي يعيش في البطر والنعيم بلا تعب لا
يطيق التفكير بالانتقال إلى حياة
الناس العادية ، وإن المتمتع بنعيم
الحياة لا يقبل الموت ، وإن الذي يتحكم
بمصائر الشعوب خلسة دون مؤهلات يخشى من
شروق الشمس ، وانكشاف صورته على
حقيقتها ولذا فهو يعشق الظلام . وإلى الشعوب المثابرة الجادة الباحثة عن
الجادة ، الحريات لا توهب مجاناً ولا
تقدم على أطباق من ذهب فدونها استفراغ
الجهد والطاقة , ومهما كان الثمن الذي
تدفعه فهو أقل من ضريبة الاستمرار في
عهود الذل والعبودية ... وستشرق الشمس
في موعدها المحدد ، وعسى أن يكون موعد
شروق الشمس العربية قريباً. =============== الأحد، 26 حزيران 2011 د. فيصل القاسم السبيل • يا الله ما أروعك أيها الموبايل ذو
الكاميرا! يا الله ما أروع وسائل
الإعلام الجديدة كالفيس بوك، وتويتر،
ويوتيوب! لقد دخلت التاريخ من أوسع
أبوابه أيتها السيوف اللامعة الرائعة
المسلطة على رقاب الطغاة والمستبدين.
لولاك لما سطع نجم الثورات. سيري والله
يرعاك! • السلاح الوحيد الذي يرفعه السواد
الأعظم من الثوار العرب في وجه الطغاة
في الدول العربية الثائرة هو جهاز
الموبايل وكاميرته فقط. • لا يخاف من الضوء إلا الحرامي. وبعض
الأنظمة كالحرامي
تخاف من الضوء الإعلامي، لأنه يكشف
حقيقتها الوحشية والفاشية الرهيبة. • كم أشعر برغبة شديدة للضحك عندما أسمع
فضائيات حكومية عربية لم تعرف يوما سوى
الكذب الثقيل والدجل والفبركة
والتلفيق وهي تكيل الشتائم للإعلام
العربي والعالمي الحر، وتتهمه بعدم
النزاهة. رمتني بدائها وانسلت. طبيب
يداوي الناس وهو عليل. • كل شعوب العالم المتقدم تدفع ضرائب لكي
تحصل على وسائل إعلام تنوّرها،
وتخدمها، وتعبر عنها. أما في عالمنا
العربي التعيس فوسائل الإعلام تستنزف
الكثير من أموال الشعوب لكي تكذب
عليها، وترهبها، وتهددها، وتركّعها،
وتخوّن كل من لا يسير على خطى الطغاة.
والمضحك أنهم يسمونه إعلام الشعب،
بينما هو لا يسمح لأحد غير السلطات
القذرة للتعبير عن نفسها فيه. • اعتادت وسائل الإعلام العربية
الحكومية أن تكذب على الشعوب حتى في
سرد درجات الحرارة، فكيف للشعوب أن
تصدقها الآن في وقت تخوض الأنظمة
الحاكمة حروباً شعواء ضد شعوبها قتلاً
وقمعاً وبطشاً وسحقاً وسحلاً
واعتقالاً وسجناً وتعذيباً وقنصاً؟ • يقولون عادة لا تصدق كل ما تسمع ولا نصف
ما ترى. وفيما يخص الفضائيات الحكومية
العربية، من الأفضل أن لا تصدق شيئاً
من كل ما تسمع ومن كل ما ترى. وإذا صدقت
شيئاً فإنك مغفل. • قبل أن تصدّق أي شيء يذيعه الإعلام
الحكومي العربي، عليك أن تضع كلامه في
غربال فتحاته واسعة جداً، وسترى أن كل
الكلام سقط من فتحات الغربال. • من الخطأ الفادح تسمية الإعلام الحكومي
العربي والإعلام الخاص الدائر في
فلكه، من الخطأ تسميته “إعلام”، هو في
الواقع “إعتام” وليس إعلاماً. • أكثر ما يُضحك أن بعض الحكام وأبواقهم
الإعلامية وأنظمتهم يصورون أنفسهم على
أنهم فقط الوطنيون، وكل من يخرج على
طاعتهم فهو خائن وغير وطني، مع العلم
أن الوطنية منهم براء، وأن الشعوب
الثائرة أكثر منهم وطنية بألف مرة على
أقل تقدير. يا الله كم تاجروا
بالوطنية، وحلبوها حتى آخر قطرة، وما
زالوا بصفاقة عز نظيرها! • إذا كنت مع النظام فأنت، في نظر الحاكم
وأجهزته، وطني حتى النخاع، وإذا كنت مع
الشعوب الثائرة فأنت خائن ابن خائن. • لو أحصيت عدد الذين يجعرون على شاشات
التلفزيون دفاعا عن الأنظمة العربية
المتداعية تحت تأثير الثورات المباركة
لوجدت أن عددهم قليل جداً. وهم
بالتأكيد مرتزقة ومدفوعو الأجر، أي
أنهم لا يدافعون عن الأنظمة بقدر ما
يدافعون عن مصالحهم. وليس عندي شك
بأنهم سيكسرون الجرّة وراء الحكام لو
توقفوا عن دفع أجورهم. بعبارة أخرى، لا
يدافع عن الطغاة العرب غير بلطجيتهم
ومرتزقتهم أو أقربائهم في المصلحة أو
الدم أو النسب والحسب أو العشيرة أو
الطائفة أو القبيلة. • لا أدري، نضحك أم نبكي عندما نسمع أبواق
الأنظمة العربية وهي تتبجح بأن
الأنظمة انتصرت على المخربين. فعلاً
شيء يُضحك، ويبكي في آن معاً، يُضحك
لأن أبواق الأنظمة كذابون ومغفلون،
ويلعبون حرباً نفسية سخيفة ومكشوفة مع
الشعوب، ويُبكي لأنهم يعتبرون قتلهم
لشعوبهم والتنكيل بها نصراً للحكام،
وأن القمع والبطش بالشعوب سيعود إلى
سابق عهده. • سمعت من مسؤول عربي كبير ومطلّع شخصياً
أن أكثر ما أخاف الحكام العرب أن
الشعوب انتفضت ضدهم سلمياً، مما وضعهم
في مأزق كبير. لكن بعضهم بالتعاون مع
طغمته الحاكمة طبعاً وجدوا الحل فوراً.
فقرروا تصوير تلك الثورات في وسائل
إعلامهم على أنها مسلحة، وراحوا
يفبركون القصص والأحداث السخيفة كي
يجدوا مبرراً لقمع الثورات والقضاء
عليها. وشهد شاهد من أهلهم. • حتى الله عز وجل يخيّر الإنسان بين
الإيمان والكفر: “فمن شاء فليؤمن ومن
شاء فليكفر”. أما بعض الزعماء العرب
وكلاب صيدهم فإما أن تحبهم غصباً عن
الذين خلفوك، أو تصبح من المغضوب عليهم
إلى يوم الدين. • كيف تأمن الشعوب جانب الأنظمة التي
تعدك بالتغيير، ثم تقتل كل من يصرخ في
وجهها بالرصاص الحي؟ كيف تصدّق الشعوب
وعود الإصلاح إذا كان الإنسان لا
يستطيع أن يعبر عن رأي بسيط فيما يحدث؟
شاهدنا ما حصل لبعض الشخصيات لمجرد
أنها تضامنت عاطفياً مع ضحايا
الثورات، فشيطنوها ولعنوا “سنسفيل
أبوها” في أبواقهم الإعلامية الساقطة.
لم يتغير شيء في عقلية الحكام تحت ضغط
الثورات، فما بالك إذا توقفت الثورات،
فإنهم سيسحلون الجميع انتقاما وثأراً. • من المعروف أن أي شخص يشارك في مظاهرة
ضد أي نظام عربي في الخارج يعلم أنه لن
يُسمح له بالعودة إلى وطنه. وإذا عاد،
فإنه سيقضي ثلاثة أرباع حياته متنقلاً
بين فروع الأمن والشرطة. والسؤال الآن:
ماذا ستفعل الحكومات العربية بعشرات
الألوف الذين خرجوا في مظاهرات ضد هذا
النظام أو ذاك في هذه العاصمة أو تلك؟
معلوم أن مجرد إطلاق تصريح مؤيد
للثورات يجعل صاحبه من المغضوب عليهم
إلى يوم الدين. ويتحدثون عن الإصلاح.
عيش يا كديش ليطلع الحشيش. • حتى لو كان الشيطان الرجيم يشارك في
الثورات العربية من أجل مصالحه
الشيطانية الخاصة، فهذا لا يقلل من
قيمة الثورات كثيراً، المهم أن السواد
الأعظم من الشعوب مع التغيير. ولا يضير
الثورات اختراقها من بعض السفلة، هذا
إذا تأكد الاختراق فعلاً، ولم يكن مجرد
ذريعة حكومية مفضوحة للقضاء على
الثورات بحجة أن فيها مخربين ومتطرفين. • الشعوب في الدول التي تحترم نفسها تدفع
ضرائب كبيرة من أجل تمويل قطاعي الأمن
والجيش كي تحصل على الأمن والأمان
الداخلي، وكي تحمي بلادها من المخاطر
الخارجية. أما عندنا نحن العرب، فتدفع
الشعوب من دمها لتمويل الشرطة والجيش
كي يقوما في النهاية بقتل الناس
وترويعهم وإرهابهم وسحلهم في الشوارع.
لقد غدت جيوشنا رمزا للبطش في الداخل،
ورمزا للتخاذل مع الخارج. • في الدول التي تحترم نفسها عندما يشعر
المسؤول شعوراً بسيطا للغاية بأنه
أصبح غير مرغوب فيه، يقدم استقالته
فوراً من منصبه، ويخرج باحترام، أما في
الدول العربية فتخرج الملايين إلى
الشوارع مطالبة بتنحي هذا الزعيم أو
ذاك، ناهيك عن أنها تصفه بأقذع
الأوصاف، وتمسح به الأرض، ثم يقرر
الزعيم المنتهكة كرامته أن يبقى في
الحكم حتى لو أباد الألوف من
المتظاهرين. فعلا عجب عُجاب. كأن
الزعيم العربي يقول: إما أحكمكم وإما
أقتلكم! • ألف رحمة من الله على كل عربي ثائر قضى
في الثورات الحالية. والى جنان الخلد
أيها الثوار الشرفاء. وألف لعنة على
قتلتكم الذين لم يكتفوا بقتلكم بل
راحوا يشوّهون سمعتكم بفبركات ما أنزل
الله بها من سلطان لا يمكن أن يصدقها من
في رأسه ذرة عقل. • كل من يعتقد انه يستطيع أن يحارب
الأعداء بشعب من العبيد فهو مخطئ
تماماً، أو متآمر مع الأعداء أنفسهم.
فلا يقاتل ببسالة إلا الأحرار. ولنتذكر
قصة العبد عنترة الذي ظل خانعاً حتى
تحرر من عبوديته، فأصبح مضرباً
للأمثال في البطولة والشجاعة. حرروا
شعوبكم أولا كي يحرروا الأراضي
العربية المحتلة! • وأخيراً: الشعوب العربية أدرى بشعابها
وحكامها، فلا أهلاً ولا سهلاً بأي تدخل
خارجي تحت أي ظرف كان. ======================== الثورة السورية ..
التطور الاستراتيجي مهنّا الحبيل السياسي 25/6/2011 مشهدان سنبدأ بهما دلالات تطورات الثورة
السورية وما نعنيه من انعطاف محوري
للأحداث: الأول يبدو مشهدا بسيطا لكن
له رسالته العميقة بالربط مع البرنامج
العام هذا المشهد هو ما تعرض له الرئيس
بشار الأسد في خطابه الثاني عن الأحداث
الذي ألقاه في مدرج جامعة دمشق مع حشد
من معاونيه ومن أنصاره فخلال الخطاب
تعرّض الرئيس لغصّة جعلت كلامه ينقطع
دون مفردة واضحة وإذا بالجمهور
المحتشد يضج بالتصفيق فقط بعد غصة
الرئيس .. ونحن نعرض المشهد كما جاء على
الهواء، أما المشهد الثاني فهو مئات
اللقطات وعشرات الأفلام التي بدأت
تهطل على عالم اليوتيوب والإعلام
الجديد بعد خطاب الرئيس مباشرة بل إن
بعضها كان قبيل اختتامه لكلمته، وكانت
هذه الأفلام الموثقة من غالبية مدن
القطر السوري تُصوّر حركة الرفض
الشديدة لخطاب الرئيس بشار الأسد
وتُجدد مطالبها بإسقاط نظامه ورفض
الحوار مع ملاحظة أن هذا الخطاب يأتي
في ذروة حركة القتل للمتظاهرين
السلميين والحرب العسكرية التي شُنّت
على مدن الاحتجاج الرئيسية وخاصة
الشريط الحدودي ولكن كان الأفدح توثيق
برنامج الاغتصاب الحقير التي تعرضّت
لها بعض الحالات في هذه المنطقة
الريفية على الحدود التركية. ورغم محاولات النظام تفجير الحالة طائفيا
واستماتته لذلك الغرض مع خدمة الإعلام
الإيراني والحزب اللبناني الموالي له
في هذا الضجيج إلاّ أنّ الثورة السورية
أسقطت بتفوق هذا الضجيج منذ بدايات
الثورة ثم كان إعلان الجمعة قبل
الماضية باسم الشيخ صالح العلي - جمعة
الوحدة الوطنية - والتي كانت من أقوى
جُمع الحراك الشعبي الاحتجاجي لتسجل
الثورة وجودا قويا راسخا في خطابها
الوطني خاصة بان الشيخ صالح العلي وهو
احد الزعماء العشائريين من أبناء
الطائفة العلوية الذين خاضوا الكفاح
ضد الاحتلال الفرنسي ورفض استدراج
الفرنسيين له وعرضهم عليه أن يقيم دولة
علوية مقابل مناهضته للثورة فاصطف مع
الثوار في حركة الوحدة الوطنية
لسوريا، وكأنما استدعاء هذا التاريخ
النضالي الوحدوي رسالة حسم للداخل
والخارج لثقافة هذه الثورة وقوة وعيها
الوطني. لكن الانعطاف المهم للغاية لدلالات
المشهد السوري هو أن ما أثبتته الثورة
هو تمتعها بعنصر القيادة والحسم
الذاتي وقوة التحامها مع الشعب
واندماجها وهو ما سنفُصله في النقاط
التالية: 1- أظهرت الثورة السورية صعودا مضطردا على
الأرض وتزايداً في شعبيتها وارتفاعا
في حصيلة روح التضحية والفدائية
لمناضليها من كل الشرائح والأعمار
خاصة شباب وصبايا الشام بل وحركة
الاحتجاج الطفولية البريئة. 2- قوة التناغم والتغطية الذاتية بين
الداخل الثوري والإعلام الجديد
والفضائي العربي والعالمي وكيف تحول
ثلة في كل مدينة من الشباب والصبايا
إلى مراسلين فدائيين ينقلون قصة الشعب
العظيم وقرار حريته رغم دموية المشهد
الذي زاد إصرار الإعلاميين الفدائيين
بصدورهم العارية وعزّز ثقة العالم بهم. 3- حركة تطور التضامن المذهل بين مدن وقرى
وريف وبوادي القطر وتلك المسارعة
لتحريك برنامج التظاهر الاحتجاجي
لنصرة المدن المحاصرة ورفع درجة
الالتحام المعنوي والمادي بتهريب
الأغذية وحليب الأطفال ونقل الهواتف
الفضائية بينهم رغم ندرتها. 4- وهو العامل القوي مركزيا ونقصد ثقافة
التنسيقيات ولغتها الوطنية التضامنية
وتواجدها الميداني المنظم وسرية
برنامجها وتصعيد خطابها , ثم إعلانها
المركزي الذي تضمن عرض المرحلة
الانتقالية على النظام بصيغة سياسية
وطنية راقية رغم علم الجميع لرفض
النظام لقرار التغيير لكن مستوى الوعي
السياسي والبرنامج المدني للبيانات
أعطى ثقة إضافية إضافة إلى دقة تعاطي
الميدان مع بياناتها. 5- قوة القيادة الجمعية لدى التنسيقيات في
مدن القطر والإعلان عن اتحاد
التنسيقيات العام لكل القطر
والاستعداد لإعلان المجلس الانتقالي
الموحد مع فروعه في مدن القطر لكن
اُحتفظ بهذه الخطوة إلى توقيتها
المناسب. 6- سنلاحظ أنّ هذه العناصر شكّلت عنصر ثقة
آخر ورئيسيا جدا وهو أنّ الثورة
وقيادتها الميدانية باتت تتصدر المشهد
وتنفذ خطتها ولا تنتظر البعد التركي أو
العربي أو العالمي مع موقف العرب
الرسمي المخزي الذي لم يقرأ الرسالة
جيدا , المهم أن الداخل والخارج بات
ينظر بإعجاب وثقة للقيادات الميدانية
ورؤيتها في قرار تحريك الجماهير
المركزي نحو حسم الثورة سلميا كمدار
نهائي تتوجه فيه نحو هدفها الأخير. تشجيع استيعاب العناصر والمفارز
العسكرية التي تمردت رفضا للمشاركة في
قتل الشعب وتسجيل شهاداتهم الموثقة
للأوامر التي صدرت لهم وحركة الشبيحة
التي فُضحت ومن ثم إعادة تجميعهم وعدم
الزج بهم في أي عمل عسكري وربما كان
الرهان توجيههم لحماية الزحف الشعبي
في أوقات الإعلان الأخير. وبلا شك فان حراك المعارضة السورية
والحقوقية في الخارج كان عنصر إسناد
كبير وحيوي وحركة سوريي المهجر
التضامنية وقد نسّق برنامجه بصورة
ممتازة خاصة حين أعلن أن أعماله وجهوده
تنصب على خدمة الشعب في الداخل
والإسناد السياسي والمعنوي لهم وان
القرار المركزي سيكون لدى قيادة الشعب
الميدانية التي ستُشكّل التنسيقيات
عمودها المركزي دون أي تورط مع البعد
العسكري الدولي الذي أعلنت الثورة
رفضها المطلق له خاصة بعد تجربة ليبيا
المثيرة للمخاوف. ورغم الآلام والتضحيات إلا أننا يتبين
لنا دقة معنى الانعطاف النوعي الناجح
للثورة السورية الذي بدأت حلب وأحياء
جديدة من دمشق تتحد معها في إشارة مهمة
تعكسها تلك الهتافات الليلية
والنهارية التي تستمر طوال الأسبوع ثم
تشتعل الجمع في تصعيد ممنهج يقول: إن
الشعب لا محالة بهذه الإرادة التي
يباركها الله لشآم رسوله يقطف ثمرة
تضحيته ..سوريا عربية ديمقراطية حرة ..عليها
لا مساومة. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |