ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الإصلاحات في سورية غير
مقنعة مع هدير الدبابات د.حسن طوالبة 2011-08-09 العرب اليوم نقول للأخوة العرب ممن يلوموننا على
تدخلنا في شأن دولهم إننا أخوة في
القومية والدين والمشاعر . بعد خمسة اشهر من انتفاضة الشعب السوري,
التي شملت كل المدن السورية, بما فيها
العاصمة دمشق وريفها, يعلن النظام
السوري اصدار قانوني الانتخابات
والاحزاب. في وقت تتعرض فيه مدينة حماة
الى قصف شديد بالمدفعية, يعيد المشهد
القديم عام ,1982 عندما دكت المدفعية
المدينة اثناء حكم والد الرئيس الحالي
بشار الاسد. وفي وقت تحاصر الدبابات
مدينة حمص, وبعد تمشيط المدن السورية
الاخرى في الشمال والجنوب والشرق,
ونزوح الوف العائلات السورية الى دول
الجوار خاصة الى تركيا. جاءت تلك الاصلاحات بعد صدور البيان
الرئاسي من مجلس الامن الدولي, الذي
ادان فيها أعمال العنف الجارية في
المدن السورية منذ خمسة اشهر, ودعا
الاطراف الى ضبط النفس وحقن الدماء.
ويبدو ان هذه العبارة التي ساوت الضحية
بالجلاد,هي نتاج ضغط المندوب الروسي,
حتى لا يصدر المجلس قرارا يدين النظام
السوري, والقرار لا يستلزم اجماع
المندوبين كلهم, اذا لم يستخدم احد
الاعضاء الدائمين حق النقض ( الفيتو ). لكن ما حصل بعد صدور البيان الرئاسي, يثير
الخوف والريبة, حيث تحركت الدول الكبرى,
واخذت تتشاور حول الوضع في سورية,
وكذلك عودة السفير الامريكي الى دمشق,
واعلانه عزمه الاستمرار في التجول في
المدن السورية, للاضطلاع على الاحداث
عن كثب. وهذا بحد ذاته استفزاز جديد يجب
ان يأخذه النظام السوري على محمل الجد,
كما ان المشاورات بين الرئيس الامريكي
اوباما المستشارة الالمانية ميركل
والرئيس الفرنسي ساركوزي, تمهد
الاجواء الدولية لعمل سياسي جديد.
ويساعد في ذلك دعوة روسيا الرئيس الاسد
الى وقف العنف في المدن السورية,مما
يؤشر ان هذه الدول عازمة على دعوة مجلس
الامن الدولي الى الاجتماع ثانية,
لاصدار قرار قوي يدين النظام السوري,
ويمهد الاجواء الى فرض عقوبات على
سورية, والقيام باعمال سياسية
واقتصادية وامنية جديدة. اما اجتماع وزير الخارجية وليد المعلم مع
ممثلي السلك الدبلوماسي الاجنبي,
واعلانه الاستمرار في الاصلاحات
السياسية, وتحميل المعارضة السورية
مسؤولية عدم اشتراكها في الحوار
الوطني الذي قاده نائب الرئيس في دمشق
مؤخرا وذلك في محاولة من المعلم اقناع روسيا عدم
الانجرار وراء الدول الغربية في
مسعاها الى اصدار قرار من مجلس الامن
ضد النظام. يعرف النظام السوري ان الولايات المتحدة
الان ليس بمقدورها القيام باي عمل
عسكري, كالذي حصل في افغانستان والعراق,
او كالذي حصل في ليبيا في الاقل, نظرا
لما تعانيه من ضائقة مالية شديدة نالت
من سمعة اوباما, واجبرته على خفض
الانفاق, فالدولة العظمى والاكبر
اقتصاديا وعسكريا, صارت اليوم من اكثر
الدول مديونية, اذ وصل الدين عشرات
التريليونات من الدولارات, كما ان دول
الاتحاد الاوروبي غير قادرة على خوض
مغامرة جديدة بعد مغامرتها في ليبيا النظام السوري يعرف هذه الاوضاع الدولية,
وتمنحه فرصة الاستمرار في قمع ابناء
الشعب السوري المطالب بالحرية
والعدالة والمشاركة السياسية. لكن
الاطراف الدولية الانف ذكرها لا
تعجزها الحيلة لكي تتدخل في الشأن
السوري. وافضل سيناريو يمكن ان يطبق في سورية هو
تمهيد الاجواء الى اشعال فتنة طائفية,
وحرب اهلية, لا سيما ان النظام قد مهد
الاجواء لذلك, عندما ارتكز على فزاعة (
الشبيحة ) الذين يستخدمون السلاح ضد
قوات الجيش والامن, وتلك رواية باهتة
بكل المقاييس, لان الشبيحة لم يكن لهم
وجود قبل الانتفاضة, وكانت المخابرات
السورية تحصي انفاس الناس بالساعة,فكيف
غابت حركة الشبيحة عن اعين رجال
المخابرات, ولم يكتشفوا عناصر الشبيحة.
فالحري بالاسد ان يحاسب قيادات
المخابرات على هذا التقصير المعيب من
مخابرات نالت شهادات امتياز في احصاء
الانفاس وتكميم الافواه, وتكسير ايدي
الكتاب, وتشريد المعارضين. النظام يلوم المعارضة لانها لم تشترك في
الحوار الوطني الذي اشرفت عليه السلطة
وهي اول مرة يعترف النظام بوجود معارضة
سورية, لانه كان يصفهم بالخونة وعملاء
الاجنبي. والسؤال : لماذا تشكلت هذه
المعارضة بهذا العدد, وبهذه النوعية ?
لماذا لم يفكر النظام بالمصالحة مع
المعارضة من قبل ?. ام انه الاستحواذ
على السلطة واحتكارها لطرف واحد دون
الاخرين ? اليوم يتكلم النظام عن
الحوار, لكنه لم يعرف هذا المصطلح من
قبل ?. في حين ان ادبيات الحوار تقول انه
" الاعتراف بالاخر. احترامه واشراكه
في الحكم." لقد وصلت الاوضاع في سورية الى المرحلة
التي سبق ان حذرنا منها من قبل, وهي فسح
المجال امام الاطراف الاجنبية للتدخل
في الاوضاع الداخلية السورية. صحيح ان الدول الغربية لن تتدخل مباشرة في
الشأن السوري, لكنها قادرة على اشعال
نار الفتنة بادوات محلية وجر البلاد
الى سيناريو يريده الاعداء قبل
المرائين, الذين في قلوبهم مرض. لا سيما
ان الادارة الامريكية أعطت الضوء
الاخضر, عندما وصفت الاسد " بانه فقد
شرعيته " وهذا مؤشر على فتح الباب
على مصراعية لاشعال الفتنة. لقد تورط الاسد من قبل المحيطين به, ولم
تعمل تنظيمات الحزب وفق مبادئه, بل
صارت مثل " خيال المآتة ", كما لعبت
الاجهزة الامنية لعبتها لتبقى مسيطرة
على الاوضاع في سورية. وبالتالي فان
سورية والشعب السوري هم الخاسرون. وازاء هذه الاوضاع المتردية نقول للاخوة
في الاقطار العربية ممن يلوموننا على
تدخلنا في شأن اقطارهم, اننا اخوة في
القومية والدين والمشاعر, واقطارنا
تشكل الوطن العربي الكبير, رغم تقسيمه
من قبل الدول الاجنبية, ما يتعرض له
الاخوة العرب يهمنا, ويجب ان نقف معهم,
ونقول ملعون من لا يقف معنا اذا تعرضنا
للظلم من حكومتنا, فهمنا واحد ومصيرنا
واحد ولانقبل هذا التقوقع القطري
المقيت. ============== د. طيب تيزيني تاريخ النشر: الثلاثاء 09 أغسطس
2011 الاتحاد تثير محاكمة مبارك، تساؤلات عديدة
وقاسية، وهي -أي المحاكمة- وإنْ ظهرت
الآن وكأنها نهاية العقد، إلا أن النظر
إليها في سياق الأحداث العربية
الراهنة، يضعنا أمام سؤال كبير يفرض
نفسه خصوصاً على مُنتجي الخطاب
السياسي العربي: هل في ما أخذ يحدث منذ
إعدام صدام إلى مرحلتنا هذه، ما يجعل
الطواقم السياسية العربية تستنبط عبرة
ما تتعلق بما نحن غارقون فيه من فساد
وإفساد واستبداد؟ بل إن هذا السؤال
يمكن توسيعه على نحو يشمل طواقم أخرى
هي تلك التي تعمل في الحقول الإدارية،
فيغدو على النحو التالي: هل ثمة مَنْ
يتمكن من إعادة بناء "المؤسسات
الإدارية" في معظم البلدان العربية
على أساس المطالب، التي تطرحها حركات
الإصلاحية العربية الراهنة؟ فالحديث عن تلك المؤسسات، يتصل بالنوايا
التي تملكها النظم العربية إزاء مطالب
الإصلاح الإداري، فلقد شهدنا، في
سوريا مثلاً، عجزاً متنامياً في
مواجهة تلك المطالب. وثمة ظاهرة تشير
إلى أن حالة حادة من الفلتان الإداري
تستحكم في الكثير من القطاعات
الاقتصادية: إمكانية أن تبني ما تشاء
من الأبنية العشوائية، مع "غضّ
النظر" عن ذلك من قِبل الإدارات
المعنية، علي اعتبار أن ذلك يخفف من
وطأة النقد الذي يوجهه الكثيرون
لأجهزة الدولة، في المرحلة الراهنة
الصعبة المعقدة. ونعلم أن ذلك له تبعات
سلبية، يمكن أن يكون منها خربطة مخططات
المدن السكنية، بحيث تنشأ "مدن
الصفيح" بأحيائها وشوارعها
الصفيحية. وهذا ما عبّر عنه أحد الكتاب
ب"مدن الملح". ومع القول بأن هذه
المدن إنما هي نتيجة لغياب "الدولة
الراعية" ومن ثم لهيمنة "الدولة
الظالمة غير العادلة"، فإن ذلك يؤدي
إلى زعزعة فن البناء والعمران وكذلك
الذائقة الجمالية، العمرانية في المدن
التي يهيمن فيها ذلك ضمن العالم العربي. ها هنا، يُفصح عن نفسه نمط من الفساد
الفني العمراني، كما تُستضمر درجة من
الاحتجاج الاجتماعي السياسي ضد مَن
يقف وراء هذا الفساد. ولْندقِّق في
المشهد التالي، الذي يواجه المرءَ في
تلك "المدن الظالمة": قصورٌ فارهة
يجري تخديمها بكل ما تحتاجه في الداخل
والخارج، وأمامها على بُعد مائتي متر
مثلاً تقوم أشباحُ أبنية يسكن فيها
أشباه بشر يعيشون في بؤس فاحش،
ويفتقدون حاجاتهم السكنية والغذائية
بالحدّ الأدنى. أما مسافة المئتي متر
الفاصلة بين القصور الفارهة وبين
أشباح الأبنية فتجد نصفها الأول
عامراً بالحدائق والطرق السالكة
والمنظمة والنظيفة، في حين تجد ما تبقى
من المسافة لجهة أشباح الأبنية غارقة
بالقذارات، إضافة إلى الفوضى
المدجَّجة بالاضطراب. إن ذلك الذي رسمنا بعض مفارقاته القبيحة
في مدن عربية، لم يأت من العدم، وإنما
أسَّست له نظم عربية أمنية تفتقد
الرغبة والمال والحافز الذاتي
لمواجهته عبر استراتيجيات علمية تعبّد
الطريق أمام تقدم بلدانها بمختلِف
الاعتبارات. وسوف نلاحظ الحال نفسه في
بلدان عربية أخرى تعتاش فيها مظاهر
الحداثة الخارجية مع جذور متينة من
التخلف، على نحو يُنتج صِيغاً من
المفارقات الثقافية والأخلاقية
والاعتقادية...إلخ. إن سادة الاستبداد
العربي، الذين سقط فريق منهم، مارسوا
دوراً زائفاً في عملية التقدم
والإصلاح العربي، وما نعيشه الآن
تعبير عن ذلك. ============== تاريخ النشر: الثلاثاء 09 أغسطس
2011 وبرت كاسي الاتحاد أعداد من السوريين قُتلت في مدينة حماة
خلال الأيام الأخيرة. وعلى الرغم من
استمرار حملة القمع التي تشنها القوات
الحكومية، لا يزال السوريون يتظاهرون
في الشوارع بالآلاف، وهو ما يؤشر إلى
شجاعتهم وإيمانهم بعدالة قضيتهم
وتوقهم إلى العنصرين الأساسيين
المتمثلين في حقوق الإنسان والكرامة
الإنسانية. وقد دفعتني الفظاعات التي
تحدث في سوريا وآخرين في مجلس الشيوخ
إلى أن نخلص إلى أن هذا النظام ليس
قادراً على القيام بإصلاح حقيقي، ذلك
أنه فقد كل الشرعية. ولذلك، علينا أن
نكون صرحاء وواضحين في رسالتنا إلى
الرئيس السوري، خاصة وأن الشعب السوري
لا ينبغي أن يتحمل وحشية هذا النظام
بعد الآن. مثلما لا ينبغي على السوريين خارج البلاد
أن يعانوا من قمع نظامهم. ففي شهر مايو
الماضي، قام "صخر حلاق" بزيارة
إلى الولايات المتحدة من أجل المشاركة
في مؤتمر طبي. ولكن لدى عودته إلى
سوريا، اختفى "صخر"عن الأنظار،
وهو شقيق مواطن أميركي متجنس من أصل
سوري وباحث يحظى بالاحترام والتقدير
في مجال علم الأورام. وقد قامت زوجته
بالاتصال بالسلطات للاستفسار عن مصير
زوجها، فأكدت لها هذه الأخيرة أنه
موجود لديها وقالت إنه سيتم الإفراج
عنه قريباً. وفي اليوم التالي، خضعت
زوجة "صخر" وابنته لاستجواب من
قبل السلطات التي قالت مرة أخرى إنه
سيتم إطلاق سراحه قريباً. غير أنه بعد ذلك بيومين، تم العثور على
جثة "صخر" مبتورة في قرية تقع على
بعد حوالي 12 ميلاً إلى الجنوب من حلب،
وهي المدينة الواقعة في شمال البلاد
التي ينحدر منها. وكانت عدد من عظامه قد
تعرضت للكسر. وقد نفت السلطات السورية
أن صخر كان لديها، وقالت إنها عثرت على
جثته ملقاة في حفرة على جانب الطريق. والواقع أن صخر لم يكن من النشطاء
السياسيين، ولم يكن ممن شاركوا في
المظاهرات. ولكن "جريمته" الوحيدة
على ما يبدو، هي مشاركته في مؤتمر
وزيارته لشقيقه في الولايات المتحدة. لقد حكم النظام سوريا بالقوة والقمع منذ
2000، عقب السابقة التي أسس لها والده.
ويقوم السوريون بالتظاهر والاحتجاج
على النظام منذ مارس الماضي، عندما
قامت السلطات الحكومية بتوقيف 15 من
أطفال المدارس في مدينة درعا على خلفية
قيامهم برسم شعارات مناوئة للحكومة
على الجدران. وتفيد تقارير بأن هؤلاء
الأطفال تعرضوا للتعذيب أثناء وجودهم
لدى الشرطة وأن السلطات لجأت إلى
استعمال القوة عندما دعا آباؤهم
وآخرون في المنطقة إلى الإفراج عنهم.
وفي غضون أسبوع، كانت الشرطة قد قتلت 55
شخصاً. وفي الأثناء، وقف العالم يتفرج في وقت
تصاعد فيه العنف خلال الربيع والصيف،
وفي وقت حاولت فيه الحكومة التمسك
بالسلطة بالقوة. غير أنه وسط حملة الرعب التي يقودها
النظام السوري، لا يمكننا أن ننسى دعمه
للإرهاب في الخارج. فسقوط هذا النظام
يمكن أن تكون له تداعيات مهمة عبر
المنطقة، وذلك على اعتبار أن من شأنه
أن يُضعف إيران التي لن يبقى لها موطئ
قدم في دمشق. كما من شأنه أن يقلص قوة
"حزب الله" في لبنان والذي مازال
منهمكاً في تخزين الأسلحة التي
يتلقاها من سوريا. ومن شأنه أيضاً أن
يحد من قدرة حركة "حماس" على
القيام بعمليات إرهابية في غزة. والواقع أن حلفاءنا في جامعة الدول
العربية وتركيا يستطيعون أن يلعبوا
دوراً أساسياً في الضغط على النظام –
وذلك بالنظر إلى العلاقات الدبلوماسية
والاقتصادية التي تجمعهم بسوريا،
والتي لا تمتلكها الولايات المتحدة.
وفي هذا الصدد، يتعين على الكونجرس
والإدارة أن يسعيا إلى التأثير في هذه
العلاقات من أجل مقاربة إقليمية شاملة
للأزمة في سوريا. كما ينبغي أن نشيد
بحلفائنا الذين رفضوا نظام الأسد. وعلاوة على ذلك، يتعين على الولايات
المتحدة أن تواصل سعيها إلى استصدار
قرار في مجلس الأمن الدولي يندد بسلوك
الحكومة السورية. فصحيح أن البيان الذي
أصدره المجلس الأسبوع الماضي شكّل
خطوة إيجابية، إلا أنه ينبغي دعمه
بقرار قوي. كما يجب علينا أيضاً أن نواصل الجهود
الرامية إلى تقليص قدرة النظام على
القيام بمعاملات في الخارج. وفي هذا
الإطار، كان الاتحاد الأوروبي قد أعلن
الأسبوع الماضي عن تجميد للممتلكات
السورية وحظر لسفر خمسة مسؤولين
حكوميين وعسكريين إضافيين. ويجب على
المجتمع الدولي أيضاً أن يكون مستعداً
لبحث إمكانية توسيع العقوبات على
قطاعي البنوك والطاقة. إن دبلوماسيينا، وفي مقدمتهم السفير "روبرت
فورد"، سعوا ويسعون إلى صيانة القيم
والمصالح الأميركية في الخارج. وقد
أبرزت الزيارة التي قام بها "فورد"
إلى مدينة حماة خلال الآونة الأخيرة،
والتي التقى فيها مع مواطنين سوريين
وعبّر لهم عن دعم الولايات المتحدة
لحقهم في التظاهر بشكل سلمي، أن القيمة
الأميركية الأساسية – ألا وهي الحق في
تمثيل ديمقراطي - تتعرض الآن للخطر في
سوريا. إن عدد السوريين الذين قُتلوا أثناء
مطالبتهم بحكومة ديمقراطية والكرامة
الإنسانية البسيطة منذ هذا الربيع بلغ
2000 حسب بعض التقديرات، علماً بأن هذا
لا يشمل الأشخاص الذين تعرضوا للتعذيب
ونجوا. ونود هنا أن نكرم ذكرى صخر حلاق
ومئات الآخرين من خلال دعمنا للتغيير
الديمقراطي في سوريا. ============== صديقة لبنانية: هل
تقبلون وتمنحوني الجنسية السورية؟ زين الشامي الرأي العام 9-8-2011 بعد سقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي
في تونس إثر انتفاضة شعبية عارمة، ثم
نظام الرئيس حسني مبارك في مصر
بالطريقة نفسها، كانت الشوارع السورية
في ذلك الوقت تبدو هادئة، وكان النظام
السوري يبدو واثقاً للغاية ويتحدث عما
يجري في بقية الدول العربية كما لو أنه
يحدث في كوكب المريخ، لا بل إن الرئيس
بشار الأسد قال حرفياً في حديث لصحيفة
«وول ستريت جورنال» في نهاية يناير هذا
العام إن «استقرار سورية يعود إلى
الموازنة بين الاحتياجات والإصلاح
وبين العقيدة والمعتقدات والقضية».
وقد قصد الأسد أن الشعب السوري لا
يتظاهر ولا يحتج ولا يثور لأنه يؤيد
عقيدة ومعتقدات النظام، وهي عقيدة
الممانعة، أي أن الشعب السوري لا تهمه
قضية الحرية والعدالة والديموقراطية
بقدر ما يهمه خطاب ممانع للغرب وخطاب
يدعم المقاومة. لكن ما هي إلا أيام
قليلة حتى انتفض الشعب السوري مؤكداً
أن ما ذهب إليه الرئيس الأسد في تحليله
كان مجرد تخيلات وأوهام، أو ربما كان
كلامه يعكس خلاصة ما كانت المؤسسات
الأمنية ترسله له من تقارير عن تفكير
وموقف الرأي العام السوري. وهي بذلك
أثبتت أنها كانت أيضاً بعيدة كل البعد
عن نبض الشارع وحركته وما يفكر فيه. ومع مرور الأيام، ومع انتشار وتوسع حركة
الاحتجاجات الشعبية لتشمل غالبية
المدن والقرى والمحافظات السورية،
اثبتت تطورات الأحداث في سورية أن
الشعب في واد ونظامه في واد آخر، لا بل
ان لجوء النظام للخيارين الأمني
والعسكري في التعامل مع هذه
الاحتجاجات أثبت بما لا يدع مجالاً
للشك أن لا عودة للوراء أبداً في علاقة
ذلك النظام مع الشعب الذي سقط منه
المئات في الشوارع خلال التظاهرات،
واعتقل وعذب منه الآلاف في السجون،
ونزح منه آلاف أخرى إلى دول مجاورة
خوفاً من البطش والموت على أيدي القوات
الأمنية والشبيحة والمجرمين الموالين
للنظام. ورغم كل البطش الذي طال النساء والأطفال
والشيوخ، ورغم احتلال دبابات الجيش
ومقاتلي الفرقة الرابعة للعديد من
المدن الثائرة، فإن تصميم الشعب
وإرادته أثبتا انهما أقوى من كل آلات
القتل. على العكس تماماً، فقد أثبت
الشعب المنتفض أنه مصمم على المضي الى
النهاية، ومصر على مطلبه في إسقاط هذا
النظام الذي لم يتورع عن مواجهة
المتظاهرين السلميين بالرصاص وقذائف
المدفعية والدبابات. ومع مرور أشهر على بدء انتفاضة السوريين،
وصلت الى العالم صور ومشاهد رائعة عن
عظمة هذا الشعب ونبله ومدى استعداده
للتضحية من أجل حريته ومن أجل احلامه
في دولة جديدة حرة وديموقراطية.
فالشباب استمروا في التظاهرات متحدين
الرصاص بصدورهم العارية، نعم غالبية
الشباب كانوا عراة الصدور، وإذا ما
دققتم في الفيديوات المنشورة على
مواقع التواصل الاجتماعي، ترونهم قد
قرروا الخروج بهذا الشكل، في إشارة الى
تحديهم للرصاص واستعدادهم للموت. لقد
رأيت صوراً كثيرة لمثل هؤلاء الشبان في
أمكنة عديدة مثل ذلك الشارع قرب سوق
الهال في حي الزبلطاني في دمشق، قرب «مجمع
الثامن آذار»، ورأيتهم في «شارع النهر»
في حي القابون، وفي ساحة العاصي في
حماة، وفي شوارع جسر الشغور،
واللاذقية، وباب سباع، وباب عمرو في
حمص، وفي درعا، وأغلب القرى والمدن
المحيطة بها، كما رأيتهم في القامشلي،
وعامودا، وبانياس، وبنش، ومعرة
النعمان، وخان شيخون... في كل مكان
تقريباً. رأيتهم وهم يخططون لافتات يوم الجمعة
التي كان يعدونها من أجل التظاهر،
كانوا يكتبونها على ضوء الشموع بسبب
انقطاع الكهرباء، بأيد مرتجفة،
يستخدمون سائل تنظيف الأحذية من ماركة
«بوفالو» الرخيصة الثمن لأن الأجهزة
الأمنية بدأت تدقق وتراقب محلات بيع
الدهان، أو ربما لأن بعض المتظاهرين لا
يملكون ثمن علبة الدهان من نوع البخاخ،
لأنها غالية وسرعان ما تنفذ. على تلك اللافتات، كتبوا أجمل الشعارات
وابلغها، باللغتين العربية
والانكليزية، لا بل باللغة الروسية
واللغة الصينية وباللغة التركية
واللغة الفرنسية، أرداوا إيصال صوتهم
إلى كل العالم، كتبوا شعارات ورددوا
هتافات تختصر أحلام كل السوريين
وأوجاعهم وما يريدون وما يثورون من
أجله «الموت ولا المذلة...»، «اللي
بيقتل شعبو خائن...»، «واحد واحد واحد...
الشعب السوري واحد»، « يا درعا حنا
معاك للموت...»، «يا حماة حنا معاك
للموت...»، «الله سورية حرية وبس...»، «صمتكم
يقتلنا»، «لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني
ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك»، وغيرها
الكثير. كذلك شاهدنا الكثير من الصور والفيديوات
التي تظهر كيف أن الشباب في القرى
المجاورة كانوا يجهزون المواد
الغذائية رغم شحتها وندرتها عندهم وفي
قراهم ليرسلوها إلى مدينة درعا
المحاصرة، وحين تكرر الحصار في مدينة
حماة، حدث الشيء نفسه تماماً حيث قام
الناشطون والأهالي بجمع ما تيسر وتوفر
من مواد غذائية في بيوتهم وأرسلوها إلى
أهل حماة رغم كل المخاطر المترتبة عن
ذلك، ولقد حصل أن قتل عدد من أهالي
الصنمين، وداعل، وخربة غزالة، ونوى،
وغيرها من المدن حين حاول الأهالي فك
الحصار عن درعا وإيصال المساعدات
الغذائية. وفي مدينة سراقب قرب ادلب، استقبل
الأهالي عشرات الأسر الهاربة من جحيم
القتل في حماة على أيدي القوات الأمنية
بعد اقتحام المدينة، ولقد تقاسموا في
مودة وحب ووئام ما يملكون من مسكن
ومشرب ومأكل وغطاء. كذلك استقبل أهالي
السلمية قرب حماة، وهم من الطائفة
الإسماعيلية، الكثير من العائلات
الهاربة من المدينة بعد اقتحامها وقتل
واعتقال المئات من أهلها. حصل ذلك
وتكرر في مناطق عدة في جسر الشغور في
محافظة ادلب حين هربت مئات الأسر
والعائلات من الدبابات نحو القرى
المجاورة في محافظة اللاذقية وإلى
تركيا. لقد قدم الاهالي في قرى ادلب
واللاذقية كل ما يستطيعون تقديمه
لأهالي الجسر الهاربين من نيران
القوات الأمنية. في قلب مدينة حمص وبين احيائها، حصل شيء
مشابه حين اقتحمت الدبابات العديد من
احياءها وقتلت الكثير من الشبان فيها،
وفي مدينة القصير القريبة، ضرب
الأهالي، وهم من المسلمين والمسيحيين
الذين يعيشون منذ مئات السنين بحب
ووئام، أروع الأمثلة على الاخوة
والتضامن في مواجهة بطش النظام. كل يوم الشعب السوري يقدم قصصاً كثيرة عن
نبله وأخلاقه العالية وتصميمه وتحديه
لآلة الموت والقمع، فيما العالم من
حوله صامت يتفرج على موته عبر شاشات
التلفزة، ما عدا بعض الأصوات الحرة
والشريفة التي تظهر هنا وهناك، في بعض
الدول العربية والاجنبية لكنها ومع
احترامنا لها، لم تصل إلى درجة أنها
أجبرت حكوماتها على اتخاذ ولو موقف
واحد يندد بما يتعرض له الشعب السوري. فيما كنت جالساً في مقهى مع أصدقاء
لبنانيين نتحدث عن هذه التفاصيل،
اقتربت السيدة نهى وهي لبنانية
وسألتني فيما عيناها تكاد تدمع بعد
رؤية فيديو يصور استشهاد أحد الشبان في
دمشق: «هل تقبلوا أنتم السوريون أن
تمنحوني الجنسية السورية، والله أنا
اتشرف بها...». للعلم أن السيدة نهى قبل خمسة أعوام، كانت
تمقت كل ما هو سوري بسبب ما ذاقه أهلها
واخوتها في بيروت على ايدي القوات
السورية. عفواً، قوات النظام السوري. ============== الوطن القطرية التاريخ: 09 أغسطس 2011 عبرت بيانات كل من جامعة الدول العربية
ومجلس التعاون الخليجي بشأن الاوضاع
المتدهورة في سوريا عن موقف عربي جماعي
هو أقل ما تتوقعه الشعوب من مؤسساتها
الرسمية وهو الموقف الجدير بالوقوف
عنده إن لم نقل تبنيه من قبل القيادة
السورية. لقد أكد الدكتور نبيل العربي، الأمين
العام للجامعة العربية، على ضرورة
احترام مواثيق حقوق الإنسان، وحق
الشعوب في إبداء آرائها، ودعا إلى
الحوار ونبذ العنف.. وهذا الموقف
بالتحديد هو الذي تبناه مجلس التعاون
عندما عبرت دوله عن قلقها من تزايد
أعمال العنف والاستخدام المفرط للقوة. وقد أكدت الدول
الست حرصها على أمن واستقرار ووحدة
سوريا ودعت إلى الوقف الفوري لأعمال
العنف وإجراء الإصلاحات الجادة بما
يكفل حقوق الشعب ويصون كرامته، وهذا
الموقف لا يمكن تجاهله أو إخضاعه
للتأويل لأنه انطلق من الحرص على وحدة
سوريا واستقرارها. لقد كانت الدوحة سباقة إلى تبني الموقف
العربي المسؤول المنحاز لتطلعات
الشعوب، إذ ناشدت قطر أسبوع الماضي
الأشقاء في سوريا إلى تغليب الحكمة
والعمل على حقن الدماء ووقف استخدام
القوة والإسراع في تطبيق عمليات
الإصلاح بما يستجيب للمطالب المشروعة
للشعب السوري ويحفظ لسوريا أمنها
واستقرارها ووحدتها الوطنية، حيث عبر
مجلس الوزراء عن ثقته بأن الحوار
المباشر والاستجابة لمطالب الإصلاح هي
السبيل إلى الخروج من هذه الأزمة. ============== المرحلة الحاسمة للثورة
السورية: كلنا حَمَويّون عمار البرادعي() المستقبل 9-8-2011 يدرك المتابع والمحلل أن الثورة السورية
المباركة دخلت مرحلتها الحاسمة،
فبالرغم من الحرب المذعورة وسياسة
الأرض المحروقة المتبعة ضد الشعب
السوري، إلا أن هذه الثورة غدت أم
الثورات، فثوارها الأحرار المسالمين
على الدوام منذ بداية انتفاضتهم، ما
زالوا مستمرين في تصدّيهم لآلات الحرب
الثقيلة بصدورهم العارية من دون أي خوف
أو تراجع، بينما نرى في المقابل ظهور
علائم التململ واضحة في صفوف قوات
الأمن واتساع دائرة الانشقاق في بعض
وحدات الجيش. تحت هذه الظروف العصيبة اتخذ بشار قراره
باقتحام مدينة حماه من دون رقيب أو
حسيب، وارتكب نظامه مجزرة مروعة في
سُويعات حصدت المئات من الشهداء
والجرحى. مؤكداً للعالم أنه وأركان
حكمه لا يأبهون بالقيم الإنسانية ولا
الأعراف الدينية، وأنهم يتعطشون
للانتقام من هذه الدُرّة السورية،
نظراً لما يحملونه في أعماقهم تجاهها
من عقد وإحباطات عميقة، تدفعهم
للانتقام وقتل المواطن والوطن من دون
رحمة ولا مراعاة لحقوق الإنسان في
العيش بكرامة والتعبير عن رأيه بحرية. لقد كانت مدينة أبي الفداء دوماً شعلة
السياسة السورية، فهي دُرّة عربيه
بامتياز، ومدرسة فقهية تفتخر
بعلمائها، وهي التي أخرجت من بين
أبنائها الزعماء والرؤساء. نعم هذه المدينة كانت دائماً على موعد مع
التاريخ والجغرافيا، ففي عام 1965 كادت
تتعرّض للاقتحام لولا قدرة مجتمعها
الديني المحافظ على الحؤول دون قيام
المتربصين بها بتنفيذ مآربهم الخبيثة
وتحقيق نواياهم. جدير بالتنويه هنا أنه بعد ذلك ببضع سنين،
ومنذ بداية سبعينات القرن الماضي، وفي
خضم الحرب الباردة، أخذ النظام على
عاتقه أن يضع على رأس أولويات مهامه
العمل ليل نهار من أجل الحفاظ على
تركيبته، وتوطيد حكمه بكل الوسائل غير
المشروعة، وفي مقدمتها إضعاف الشعب
السوري وقهره وتجويعه وتمييع قيمه،
وبث الفتنة بين أبنائه وإشاعة الفساد
بشتى أشكاله ومستوياته. كل هذه التهيئة
الباطنية والخبيثة أراد النظام تجربة
نتائجها العملية على الأرض في أول
اختبار جدّي للقدرة على القمع الدموي
المكثّف في مواجهة انتفاضة أهل مدينه
حماه عام 1982. وهكذا كان الاقتحام
الوحشي لها وارتكاب أبشع الجرائم التي
خلّفت عشرات الألوف من القتلى
والمفقودين إلى جانب تدمير المدينة
بمساجدها وكنائسها. بعد نحو ثلاثين عاماً على مجزرة حماه
الأولى، ها هي الصورة تتكرر الآن أمام
أعيننا، موثّقة بالصور والوقائع عبر
كل وسائل الإعلام المتطورة جذرياً عن
الماضي. ومع ذلك، فإن الطغمة الحاكمة
في دمشق لا ترى ولا تسمع. فرغم تأكيدات
الأخبار ووكالات الأنباء وشهود العيان
عملية اجتياح حماه بالكيفية التي تمت
فيها وتفاصيلها الدقيقة، إلا أن
مصدراً عسكرياً لم ير في المجزرة التي
حصلت غير القول إن وحدات الجيش لم تدخل
حماه ولم تقتحمها، بل حاولت فتح
الطرقات الخارجية التي تصل حماه بما
حولها فقوبلت هذه القوات المسالمة!-
بهجوم من المجموعات المسلحة. تُرى، هل يمكن لأي عاقل في هذه الدنيا أن
يُصدّق هذا الهذيان ويكذب في الوقت
نفسه شهود العيان من أبناء المدينة وكل
المصادر الإعلامية الأخرى، فضلاً عما
أوردته روابط ومراصد حقوق الإنسان من
معلومات دقيقة حول ما جرى على الأرض،
كقول مدير المرصد السوري لحقوق
الإنسان رامي عبد الرحمن "إن قوات
الجيش ترافقها عناصر أمنية اقتحمت
مدينة حماه من محاور عدة واتجه أغلبها
نحو جامع السرجاوي ومنطقة الثكنة، أي
ليس على الطرقات الخارجية كما أعلن
المصدر العسكري. ومثل هذا الكلام ورد
على لسان رئيس الرابطة السورية لحقوق
الإنسان عيد الكريم ريحاوي. في الوقت
الذي أكد فيه طبيب في أحد مستشفيات
المدينة (رفض الإعلان عن اسمه بالطبع)
أن عدد المصابين أصبح كبيراً ولم تعد
للمستشفى طاقة على استيعابه". إذاً، ها هو التاريخ يعيد نفسه اليوم على
يد الرئيس الإبن وشقيقه، تماماً كما
فعل الأب وشقيقه أيضاً قبل ثلاثين عاما
من اليوم، وهو ما استقرأناه في مقال
سابق. فحماه صخرة سورية ودرّتها تقف
اليوم من جديد كعادتها شامخة تدافع عن
تاريخ المشرق وحاضره ومستقبله، عن
ثقافته وتراثه بعد أن أصبح نهباً
للصفويين الذين يتربصون بالشعب السوري
انتقاماً على موقفه الرافض لزواج
المتعة المعبّر عنه بالتحالف
الاستراتيجي القائم بين إيران وبشار. ============== علي حماده النهار 9-8-2011 في أقل من أسبوع تحرّكت الماكينة الدولية
– الإقليمية بعدما كانت شبه غائبة عن
المجزرة في سوريا. ففي سلسلة متعاقبة
من المواقف التف الحبل حول رقبة النظام
في سوريا: من الموقف الاوروبي المتدرج
صعوداً، الى الموقف الاميركي الذي كاد
ان يصبح يوميا، فالموقف الروسي
المفاجئ عبر تحذير بعيد الاهمية وجهه
الرئيس ديميتري مدفيديف الى الاسد
الابن بأن يخشى ان تكون نهايته "حزينة"،
فالبيان الرئاسي لمجلس الامن الذي
اجمع عليه اربعة عشر عضوا من اصل خمسة
عشر، وغاب "لبنان المستعمَرة"،
وصولا الى الموقف الخليجي ممثِّلا
الدول الست الاعضاء في مجلس التعاون،
والموقف التركي الاخير الذي عبر عنه
رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان قائلا ان
صبر تركيا نفد وانه سيرسل وزير خارجيته
الى دمشق حاملا رسالة نهائية وحازمة،
واخيرا وليس آخرا اتى خطاب العاهل
السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز
المفصلي الموجه الى سوريا وفيه دق جرس
الانذار العربي معتبرا ان المملكة لا
يمكنها ان تقبل بما يحصل في سوريا. ولم
تمر ساعات حتى كان موقف للامين العام
للجامعة العربية الجديد نبيل العربي
يمسح فيه عار تصريحه خلال زيارته
الاخيرة لدمشق، ومن ثم ما ادلى به شيخ
الأزهر ان ما يحصل في سوريا يجب ان يوضع
له حد! هكذا وفي بضعة أيام، تزاحمت المواقف
الدولية الاقليمية والعربية على ابواب
سوريا لتفتح الباب واسعا امام حركة
خارجية يبدو انه يتم بناؤها بتؤدة
لمحاصرة النظام في سوريا، بعدما فقد
العالم الامل ب"حكمة" الاسد الابن
الذي لم يتورع في الاسابيع الاخيرة عن
رفع وتيرة القتل في شعبه الى درجة
توجيه الدبابات لاقتحام المدن الآمنة
والمسالمة، في محاولة لسحق الثورة
السلمية واستعادة زمام الامور في
البلاد. وقد فات الاسد الابن ان ما كان
يصح سنة 1982 عندما ذبح والده مدينة
حماه، ما عاد يصح سنة 2011. وفاته ان
القتل يجر الغضب والحقد اللذين يغذيان
الثورة اكثر فأكثر. وبالتالي فإن قتل
اكثر من ألفي مواطن بينهم اطفال ونساء
وشيوخ، وكلهم من المدنيين العزل، لن
يمكّنه من السيطرة على البلاد. ففي
الحقيقة تبدو سوريا اليوم، بالرغم من
صورة الاجتياحات العسكرية للمدن كأنها
افلتت تماما من قبضة النظام. ويبدو
الاسد الابن اقرب الى رئيس راحل اكثر
منه الى رئيس يمسك بالسلطة في بلاده.
فاستخدام القوة المسلحة وإعمال القتل
في المدنيين بلا هوادة انهيا النظام
وانهيا معه ارث حافظ الاسد. وبعد سقوط
شرعيته الشعبية في الداخل اتى دور
شرعيته في الخارج، فالعالم يهم بإقفال
آخر ابوابه بوجه الاسد الابن، ليفتح
معه باب الخيارات المؤلمة حيال نظام
صار من الماضي. ان خيارات بشار الاسد محدودة جدا. امامه
خيار وقف القتل والتنحي مع العائلة
والمعاونين، او مواصلة القتل ليلقى
نهاية "حزينة" له بالطبع – على ما
تنبأ له ديميتري مدفيديف. وفي كلتا
الحالتين فإن حافظ الاسد مات،
وجمهوريته الستالينية تُدفن اليوم
بسواعد السوريين الاحرار: بآلامهم،
ودموعهم، ودمائهم... ============== خروج الدول العربية عن
صمتها يفتح صفحة مختلفة .. أي مفاعيل
للتضييق على النظام السوري ؟ روزانا بومنصف النهار 9-8-2011 يتوقف تطور مواقف دول عربية وغربية في شأن
النظام السوري في المرحلة المقبلة على
ما سيحمله وزير الخارجية التركي محمد
داوود اوغلو في زيارته المرتقبة
لسوريا. الا ان خروج الدول العربية عن
صمتها العميق بعد خمسة اشهر مما يجري
من احداث دموية يفتتح مرحلة جديدة
تكتسب اهمية وابعادا على صعد عدة. اذ ان
ما اعلنه الملك السعودي عبدالله بن عبد
العزيز محوري على طريق اطلاق الدول
العربية الاخرى المواقف المماثلة
والتي تعاقبت من دول خليجية اخرى تلت
موقفا مبدئيا لكل من الجامعة العربية
ومجلس التعاون الخليجي. واهمية هذه
المواقف انها تشكل ضغطا على النظام
السوري الذي استظل في الاشهر الخمسة
الماضية الصمت العربي من اجل مواصلة
قمعه الحركة الاحتجاجية الشعبية في
الاراضي السورية ويفتح الباب امام
تصعيد المواقف الدولية من النظام بل
انها تشكل غطاء وافيا للمجتمع الدولي
من اجل المضي في ضغطه على النظام. اضف
الى ذلك انها تأتي في اعقاب بيان رئاسي
صدر عن مجلس الامن الدولي اظهر تحولا
اساسيا في الموقفين الصيني والروسي
مما يجري من عمليات قمع في سوريا من
جانب النظام على رغم ان روسيا انقذت
هذا الاخير من قرار كان محتملا لو لم
يتم ايجاد مخرج للبنان في موقف ملتبس
من البيان الرئاسي ابلغته روسيا
للرئيس السوري بشار الاسد قبيل حصول
التصويت عليه وقضى بان "ينأى لبنان
بنفسه" عن البيان بعدما لم يعترض
عليه. فنالت روسيا الشكر على موقف حاول
فيه لبنان ان لا يبتعد عن المجتمع
الدولي ويخاصمه وان ينقذ النظام
السوري من قرار كان محتوما وقدم خدمة
كبيرة له. الا ان هذا لا يعني ان روسيا لم تضع اولى
علامات التغيير على الطريق في شأن
موقفها من النظام وفق ما تم التعبير
عنه على لسان الرئيس الروسي ديميتري
ميدفيديف. وتلته مواقف قد لا تكون
قاسية من حيث تعابيرها لكنها قاسية في
رمزيتها صادرة عن الدول العربية وفي
مقدمها المملكة العربية السعودية.
الامر الذي يعني اشتداد الخناق على
النظام وعلى طريقة مقاربته المطالب
المحقة للشعب السوري الى جانب تحذيره
مسبقا بالنتائج التي سيواجهها في حال
استمراره في ما يقوم به على نحو يصعب
معه توفير فرصة اخرى. ============== راجح الخوري النهار 9-8-2011 ليس خافياً على احد ان الاحزان والدماء
والمآسي، التي تُغرق سوريا من درعا الى
حماه مروراً بكل المدن التي دخلتها
النار والمجنزرات، قد فاضت الآن لتثير
استنكار دول العالم، ولكن ليس سراً ان
هذا العالم لا يرغب لك يا سيادة الرئيس
ولا لسوريا في "مصير حزين" على ما
حذرك منه دميتري ميدفيديف. على حافة طوفان المأساة المتنقلة بين
المدن السورية، لم يعد مفيداً قولك:
"إن التعامل مع الخارجين على
القانون واجب الدولة". أولاً لأن هذا
التعامل وما ينطوي عليه من قوة، يتم ضد
مواطنيك سكان المدن السورية، وليس كل
سكانها من الخارجين على القانون.
وثانياً لأن واجب الدولة ايضاً
الاستماع الى الدول الأخرى، وخصوصاً
مناشدات الزعماء والقادة الاصدقاء،
التي تدعوك الى وقف دورة العنف والذهاب
الى اجراء الاصلاحات الضرورية واطلاق
الحريات، وهو ما أردته أنت في بداية
عهدك ولم تتمكن ربما بسبب تعنّت "الحرس
القديم"، على ما يقال. ان الايغال في القمع العنيف وسفك الدماء،
يقطع على نظامك كل خطوط الرجعة، وليس
هناك في الواقع من يريد لغبار
المجنزرات الراكضة وراء الناس، أن
يعكّر عليك هدأة الاستماع والتأمل في
مناشدات أصدقائك الذين لا يريدون
لسوريا الانزلاق مثلاً الى الحال
المأسوية الليبية الراهنة، فعلى حافة
الاندفاع المتزايد الى "المصير
الحزين"، تستطيع ان تلمس رهاناً
مستمراً عليك شخصياً، لانتشال سوريا
من المأساة ومن حمام الدم الذي تنزلق
إليه. إن رسالة خادم الحرمين الشريفين المطالبة
بوقف "ما لا تقبله السعودية ويرفضه
العالم كله"، أي استمرار آلة القتل
وإراقة الدماء، دعت القيادة السورية (أي
أنها دعتك أنت شخصياً) الى "تفعيل
اصلاحات شاملة وسريعة، فمستقبل سوريا
بين خيارين، إما أن تختار بإرادتها
الحكمة، وإما ان تنجرف الى أعماق
الفوضى والضياع لا سمح الله". ليس خافياً عليك أن الملك عبد الله، عندما
يدعو الى "تفعيل الحكمة وتحكيم
العقل لدى القيادة السورية للقيام
بدورها التاريخي والقيام باصلاحات لا
تغلّفها الوعود، "فإنه يخاطبك أنت
شخصياً ويعوّل عليك لا على أحد غيرك في
النظام السوري، ولطالما احتفظ لك كما
تعرف بمودة حميمة على رغم كل شيء. ليس هناك في الخارج من يدعو الى قلب نظامك
حتى الآن. أميركا تدعوك تكراراً الى
سحب الجيش والمباشرة في الاصلاح،
وسفيرها يقول إن أخطر سلاح وجده لدى
المتظاهرين في حماه هو المقلاع. دول
مجلس التعاون الخليجي دعتك الى وقف
العنف والقيام بالاصلاح. لكن لم يكن
ضرورياً خروج صوت دمشقي يرد مهدداً
الخليجيين بتحريك الأقليات الشيعية في
بلدانهم! السيد الرئيس، بيان مجلس الأمن ليس
عابراً. موقف موسكو المستجد ليس سهلاً.
ما يحمله لك أحمد داود أوغلو اليوم
جدياً جداً. وليس من يريد لسوريا
الفوضى القاتلة، لكن ليس من يمنعها
غيرك أنت... فهل تقدر؟! ============== حسين الرواشدة الدستور 9-8-2011 لم يعد أحد يصدق رواية «العصابات»
الخارجة على القانون التي يتذرع بها
النظام السوري لاقتحام المدن
بالدبابات، وابادة المدنيين اللذين
خرجوا للمطالبة بالحرية والكرامة. الآن نكتشف بعد اكثر من خمسة شهور مارس
فيها النظام السوري أبشع انواع القتل
والاعتقال أننا امام «ثورة» سلمية
حقيقية، وهو – بالطبع – اكتشاف مخجل
ومتأخر، لكنه يكفي للخروج من دائرة
التواطؤ والصمت والتفرج التي ظل
الموقف العربي (والدولي ايضاً) أسيراً
فيها، لحسابات ومصالح متشابكة، دفع
ثمنها السوريون الابرياء من دمهم
وأمنهم ما لم يدفعه أي شعب آخر، ويكفي
– ايضاً – لاتخاذ ما يلزم من مواقف
حاسمة تجاه «المذبحة» التي يبدو انها
لن تتوقف ما لم يتحرك العرب و الرأي
العام الدولي لردع آلة «الذبح» التي
انتهكت كل الشرائع الانسانية. الكلام الذي سمعناه من أمين عام جامعة
الدول العربية لا يعبر عن حقيقة ما
يحدث في سوريا، ولا عن ضمير «الشعوب»
العربية التي نهضت في هذا الربيع
العربي للمطالبة بحقوقها، والانتصار
لكرامتها، كما ان التصريحات التي صدرت
عن بعض العواصم العربي تبدو ايضا
متواضعة وخجولة مقارنة بالموقف التركي
مثلا الذي يحاول ان يملأ هذا «الفراغ»
السياسي الذي تعاني منه بعض الحكومات
العربية التي تخشى من انتقال عدوى «الثورة»
اليها، او تربط مواقفها «بالقرارات»
الغربية او تعتمد حسابات لا تقيم وزناً
لحجم الكارثة التي يتعرض لها الشعب
السوري الأعزل. ما يحدث في سوريا تجاوز حدود «الصبر» على
نظام راهن البعض عليه في السير نحو
الاصلاح، وتجاوز حدود «الاحتمال»
السياسي تحت أية ذريعة لأنه لانه يرقى
الى ارتكاب جرائم ضد الانسانية، واذا
كان ثمة من يرى فيما يحدث من مجازر
شأناً داخلياً، او مواجهة ضد «خارجين»
على القانون او مؤامرة ضد الدولة
السورية فان الصور والاخبار والروايات
التي تتسرب عبر الانترنت وشهود العيان
والمؤسسات الدولية تؤكد عكس ذلك
تماماً، كما ان الآلاف الذين يخرجون في
شوارع معظم المدن السورية بشكل يومي،
والضحايا الذين يسقطون بالالاف على يد
اجهزة الامن، وحالة الزخم المتصاعد
للاحتجاج والمطالبة باسقاط النظام،
تشكل ادلة دامغة على اننا امام «ثورة»
شعبية تتقدم بوعي واصرار لانتزاع حقوق
الناس، ومواجهة آلة القتل بالصدور
العارية. لا نريد ان يكتب التاريخ اننا خذلنا
اخواننا السوريين، او اننا بصمتنا
تواطأنا عليهم وشاركنا بقتلهم، ولا
يجوز ان نترك «الميدان» لفلول
المثقفين المنحازين «لنرجسيتهم»
ومصالحهم وحساباتهم العمياء لكي «يضللوا»
الرأي العام بأن ما يحدث في سوريا
مؤامرة ضد «الممانعة» او حرب على «نظام»
قاوم الاحتلال، هذه الذرائع سقطت في
بحر «الدم» الذي سال من صدور السوريين
الابرياء، وهذه «المقاولات» لا قيمة
لها امام «ثورة» شعبية ما تزال «يتيمة»
لم تجد من يساندها، ولا – حتى – من
يتدخل في تفاصيلها. اسوأ خطأ يرتكبه العرب ان يبقوا «متفرجين»
او شهوداً على مذابح تتكرر يومياً بحق
ابرياء، لا ذنب لهم سوى انهم طالبوا
بحقوقهم وحرياتهم وكراماتهم، وأسوأ
موقف يمكن ان تتخذه العواصم العربية هو
«الحياد» او «الصمت» تجاه سياسات
عمياء لا تقيم وزناً للشعب الذي اراد
ان يقرر مصيره سلمياً فأطبقت عليه
الدبابات وطارده الشبيحة وحرم من
ايصال «صوته» وتواطأ عليه القريب
والبعيد. ندعو الرأي العام العربي، والمثقف
والسياسي العربي، ان يتحرروا من صمتهم
«وقلقهم» المغشوش، وان يتحركوا
انتصاراً «لممانعة» الشعب السوري
وثورته، وانحيازاً لدمائه وشهدائه،
ودفاعاً عن حقه في الحياة.. وفي الكرامة. ============== لماذا تأخر الموقف مما
يجري في سوريا ؟ جهاد المومني الرأي الاردنية 9-8-2011 اردنيا وعربيا لا زلنا بلا موقف يتناسب مع
ما يحدث في سوريا ,فالأسف بحد ذاته كما
عبر عنه وزير الخارجية-متجاوزا الخطوط
الحمراء-ليس بالموقف السياسي الذي
يمكن ان يفهم على انه فن التعامل مع
الممكن ,ولا هو دبلوماسية حذرة فصيحة
لها ابعادها المستقبلية اذا ما امسكنا
بالعصا من المنتصف ,وليس هذا هو الموقف
الاردني فقط على اية حال ,بل هي مواقف
العرب جميعا بمن فيهم انداد النظام
السوري التاريخيين ,وهم جميعا مذنبون
بغض النظر عما يحدث في بلد عربي مهم
وكبير ولشعب عظيم وعزيز ربما لا يحتاج
منا الآن غير موقف تضامن روتيني يدين
القتل وذلك اضعف الايمان, بخل العرب
حتى بمثل هذا الموقف الذي يبدو انه
ثمين وغال وليس بوسع العرب دفعه مقابل
الحقيقة ,واذا ما استثنينا مواقف عدد
من دول مجلس التعاون الخليجي - حتى الآن
- لا يبدو ان النظام العربي الرسمي
يكترث او لعله لا يرغب في فتح باب
المواقف على مصراعيه في ظل تواصل
الحراك الشعبي العربي ومفاجآته التي
لا يتوقع احد مكان وزمان تفجرها. هناك تفسيرات لغياب او ربما لتأخر الموقف
العربي من احداث سوريا الفظيعة ,الاول
يتعلق بمواثيق الشرف الداخلية للجامعة
العربية والتي لا تسمح بالشماتة فيما
بين الاعضاء حتى بالرغم من توتر
العلاقات بين الزعماء والانظمة
الحاكمة ,وهذه جرى خرقها تماما في
الموقف من النظام الليبي مع بدايات
تفجر الازمة هناك,فقد اعد العرب
اداناتهم بسرعة وبدون ابطاء ودون ان
يتكرموا على النظام الليبي بفرصة مهما
كانت قصيرة للتحاور مع معارضيه ,اما
التفسير الثاني فالرغبة في دفع النظام
السوري الى المزيد من الاخطاء والى
ورطة الشعور ان العرب بصمتهم انما
يدعمون او على الاقل لا يمانعون من سحق
الثورة السورية ,وهو موقف مقتبس اساسا
من مواقف العالم الغربي الذي سارع الى
ترتيب قرار اممي لادانة ليبيا
ومحاسبتها وتحويلها الى هدف للقصف من
قبل قوات الناتو, بينما يؤدي دور
الكاهن المتسامح مع النظام السوري
ويقدم له الفرص واحدة تلو الاخرى دون
ان تلوح في الافق اية بوادر لموقف حازم
يجعل نظام البعث في سوريا يعيد النظر
في حساباته ,وقد يكون هذا الموقف
مطلوبا الآن من العرب قبل المجتمع
الدولي ,رغم انه ليس من الانسانية لاي
طرف انتظار من يفوز في الصراع بين الكف
والمخرز كي يصفق له. ثم ان هناك تفسيرا ثالثا لهذا الخرس
العربي ويراه البعض أقرب الى واقع
الانظمة الرسمية ,هذا التفسير يرتبط
بمدى استقلال القرار العربي حتى عندما
يتعلق الامر بموقف داخلي ,اي ضمن نطاق
الجامعة العربية, فاذا كانت الولايات
المتحدة لم تقل كلمة واضحة حتى الآن
باستثناء عبارات ادانة خجولة لا ترقى
الى مستوى الجريمة ,واذا كانت الولايات
المتحدة ومعها دول العالم الفاعلة
والمؤثرة لا تفرض عقوبات حقيقية موجعة
على النظام في دمشق وتكتفي بعقوبات على
عدد من الافراد ولا توقف جنازير
الدبابات ولا تمنع قنص المتظاهرين ,اذن
ماذا نتوقع من الأنظمة التي عادة ما
تترجم الموقف الاميركي الى اللغة
العربية ثم تعلنه وتبثه..!! =============== سوريا.. هل ضاعت الحكمة
وفات الأوان ؟ سلطان الحطاب الرأي الاردنية 9-8-2011 ما يجري في سوريا الحبيبة الآن لم يترك
للتبرير او التغطية عليه مجالاًويبدو
ان خيار الحكمة الذي تحدث عنه خادم
الحرمين الشريفين في كلمته الموجهة
الى سوريا وقيادتها اصبح خلف الاحداث
الدامية او تحتها نتاج ما تراكم فوقها
من قتل واعتقالات وتعذيب لقطاعات
محتجة واسعة من الشعب السوري كانت
نماذجها في حماه وحمص وديرالزور ودرعا
وعلى امتداد الارض السورية من حدود
لبنان الى العراق ومن حدود الاردن الى
تركيا.. لقد صمت العرب قادة وشعوبا طويلا على
المجازر التي ارتكبها النظام السوري
بحق السوريين وكان وراء هذا الصمت تراث
من القمع والتخويف الذي اشاعه النظام
السوري ضد الانظمة العربية حين كانت
يده تطال عواصمها المختلفة بالتخريب
والتفجير والاغتيالات التي عرفتها
الكويت وعرفتها دول في شمال افريقيا.
والتخويف طال الاحزاب المعارضة وحتى
الافراد حيث كان النظام يعتقلهم سواء
كانوا سوريين او غير سوريين ودون تهم
محددة او اعتذار وقد جرى اعتقال او
توقيف حزبين ومسؤولين وموظفين من دول
اخرى زاروا سوريا او مرّوا بها وبعضهم
ما زال في سجونها ظلما... واعتقد ان سّر التأخير في شجب ممارسات
النظام السوري ضد شعبه بشكل علني وواضح
ومباشر من العرب مرده هذا الموقف
واحتساب بأن لا تتمكن الثورة من
الانتصار وقيام النظام نفسه بالانتقام
وحسابات أخرى.. في جرد مواقف الأنظمة العربية من قضايا
عديدة في الصراع العربي الاسرائيلي
وحتى من حرب الخليج اوالهيمنة على
لبنان وغيرها تعرضت أنظمة عديدة عربية
للنقد بشكل شديد وظلت سوريا لا تنقد
وحين تنقد كان ذلك على حياء وتردد وخوف
الى أن وقعت الثورة الأخيرة فسجلت
فضائيتا الجزيرة والعربية ووسائل
اعلام مستقلة فضحاً للموقف: لقد واجه كتاب وصحفيون ومفكرون سوريون
ولبنانيون وعرب اعتقالات وقتل واغتيال
وتعذيب على يد النظام السوري منذ أكثر
من ثلاثين سنة ويكفي ذكر اسم الصحفي «
سليم اللوزي» الذي اعتقل وعذب ومثل في
جثته لانه نقد الموقف السوري في لبنان
وهناك عشرات الكتاب والمفكرين من
ضحايا النظام في لبنان وعواصم أخرى في
قوائم تطول.. كلمة العاهل السعودي تفتح باب الجرأة
والشجاعة لقول الحق فالساكت عن الحق
شيطان أخرس فكيف حين يكون باطل النظام
يستهدف اهلنا في سوريا ويستهدف
المفكرين والكتاب والسياسيين
والحزبيين والمعارضين وحتى
الاصلاحيين وكل من قال لا أو اعترض حتى
داخل بيئة النظام نفسه..وما زلنا نذكر
تصفية مسؤولين سوريين وسجنهم
لاعتراضهم على «التوريث» قبل أن يقع
وعلى تغطية ما كان يجري في لبنان طوال
سنوات الاحتلال السوري له..والى ان قتل
الحريري ورحل السوريون.. سجل النظام السوري يطول وتحالفاته غير
مفهومة وضحاياه سواء في تل الزعتر أو
طرابلس ومعاركه التي خاضها في لبنان
على اختلاف طوائفه وسياساته وكذلك
الانشقاقات التي صنعها في الصف
الفلسطيني وما زالت قائمة حتى الآن
وتدفع القضية الفلسطينية ثمنها حين
ارادها النظام ورقة يلعب بها ما يشاء
في حين ظل يغطي بها تعطيل تحرير
الجولان السوري أو يؤجله أو يتذرع
بأسباب غير مفهومة رغم رفع شعار «لا
صوت يعلو فوق صوت المعركة» التي لم
نرها منذ عام 1973 وحيث ظلت حدود سوريا مع
الاحتلال آمنة لا يمر فيها عصفور.. كنا نقلق على سوريا أن يصيبها مكروه لأننا
كعرب كنا نريد أن ننذرها للصمود
والصراع ورد الاحتلال وقد خاب أملنا
وطال انتظارنا وفجعنا اليوم ونحن نرى «الذئب
في فراش ليلى» كما يقولون وكيف ينقض
النظام على شعبه ويفتك به ولسان حالنا
يقول: «أسد عليّ وفي الحروب نعامة....ربداء تهرب
من صفير الصافر»!! نعم حرمنا من زيارة سوريا لأننا نقدنا
موقفها في حفر الباطن وهي تذهب بقرارات
حزب بعثها لضرب العراق أو السكوت على
ضربه عام 1990 يومها ما زلت أذكر قول
مسؤول أردني كبير لي حين كتب تحت عنوان
«ملك سوريا الذي سلم قلعة الشقيف
للصليبيين يعود» فقال لي الا تخاف؟..هل
شربت حليب السباع...من يومها لم نتمكن
من دخول سوريا..وقد جرى اعادتي عن
الحدود أكثر من مرة فقد ظل النظام
معتمداً الصيغة الأمنية في التعامل مع
الداخل والخارج وظل سفراؤه ينجزون له
هذه المهمات التي كشفتها الكويت
أخيراً مطالبة بطرد السفير.. ============== سورية والصحوة الخليجية
المتأخرة رأي القدس 2011-08-08 القدس العربي انتقال الموقف الخليجي، والسعودي منه
بالذات، من حالة الصمت الى الادانة
الشديدة للممارسات القمعية التي
يرتكبها النظام السوري ضد شعبه يوحي
بان عزلة هذا النظام ستتصاعد في الايام
او الاسابيع القليلة المقبلة، وان عدد
اصدقائه في تناقص متسارع. الدول الخليجية ظلت طوال الاشهر الخمسة
الاخيرة من الازمة السورية تحاول مسك
العصا من الوسط، او بالاحرى تتبنى
مواقف مزدوجة، ففي الوقت الذي كان
المسؤولون الخليجيون من الزوار شبه
الدائمين للعاصمة السورية، يلتقون
الرئيس بشار الاسد ويؤكدون على دعمهم
له واستقرار بلاده، كان الاعلام
الخليجي، والسعودي (العربية) والقطري (الجزيرة)
يقف بقوة الى جانب الثورة الشعبية
السورية، ويفتح شاشاته على مصراعيها
امام قيادات المعارضة السورية. في اليومين الاخيرين انقلبت المعادلة
رأسا على عقب، وتطابقت المواقف
الرسمية الخليجية مع التوجهات
الاعلامية في ادانة اعمال العنف التي
ترتكبها قوات النظام العسكرية
والامنية تجاه المحتجين في مختلف
المدن والقرى السورية، ويسقط من
جرائها مئات الشهداء والجرحى بصفة
يومية. بداية هذا الانقلاب جاءت في بيان صدر عن
دول مجلس التعاون الخليجي ندد باعمال
العنف هذه وطالب بوقفها فورا، تلاه
بيان مماثل عن جامعة الدول العربية كرر
المواقف نفسها، وطالب الرئيس السوري
بشار الاسد بادخال اصلاحات جذرية، مما
يوحي بان بيان الجامعة هذا جاء بايعاز
من المملكة العربية السعودية على وجه
الخصوص، لان امين عام الجامعة العربية
الدكتور نبيل العربي زار دمشق والتقى
الرئيس الاسد، وادلى بتصريحات مؤيدة
للموقف السوري الرسمي في وجه
الانتفاضة الشعبية المطالبة بالتغيير
الديمقراطي. الدول الخليجية كانت تقف في خندق الانظمة
العربية ضد الثورات الشعبية خوفا من
انتقال لهيبها الى طرف ثوبها فتحرقه،
ولذلك ايدت الرئيس حسني مبارك ونظامه
ضد ثورة ميدان التحرير، بل ومارست
ضغوطا شديدة على الولايات المتحدة
الامريكية ورئيسها باراك اوباما
للتدخل بقوة لانقاذ نظام الرئيس مبارك
من الانهيار، والمكالمة الغاضبة بين
العاهل السعودي الملك عبدالله بن
عبدالعزيز والرئيس الامريكي في هذا
الاطار ما زالت ماثلة للاذهان. صحيح ان بعض الحكومات الخليجية تدخلت
لمصلحة الثوار في الازمة الليبية
وارسلت طائرات حربية مقاتلة (قطر
والامارات) او طائرات تجسس من طراز
ايواكس (السعودية) للقتال الى جانب
قوات الناتو ضد كتائب الزعيم الليبي
معمر القذافي، ولكن الصحيح ايضا انها
لم تقدم اي مساعدة مادية للمعارضة
السورية، وفعاليات الانتفاضة على
الارض، واكتفت بالصمت. حتى ان وزير
الخارجية السوري وليد المعلم لخص هذا
الموقف بقوله ان الحكومة القطرية معنا
ومحطة 'الجزيرة' ضدنا بعد استقباله
لنظيره القطري الشيخ حمد بن جبر بن
جاسم آل ثاني. الاعلام السوري الذي كان يخص قطر و'جزيرتها'
بالهجوم طوال الاشهر الماضية بدأ يوسع
دائرة هجومه اعتبارا من يوم امس، بحيث
يضيف السعودية الى قائمة اهدافه بعد
الكلمة القوية التي وجهها العاهل
السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز
مساء امس الاول الى 'اشقائه' في سورية،
قال فيها ان بلاده لا تقبل ما يجري في
سورية من اعمال قتل، وطالب القيادة
السورية باصلاحات شاملة، واعلن
استدعاء السفير السعودي في دمشق الى
الرياض من اجل التشاور. فهذه هي المرة الاولى ومنذ سنوات يخرج هذا
الاعلام عن الخطوط الحمر التي وضعها
لنفسه، او وضعتها له قيادته، ويرد بقوة
على ما وصفه بالتدخل في الشأن السوري
الداخلي، ويصف كلام العاهل السعودي
بانه رسالة 'تهديد امريكية'، ويؤكد ان
السعودية اولى بالاصلاحات من سورية،
مثلما جاء في مقال لصحيفة 'الوطن'
المقربة من الحكومة السورية. وكان ممن الطبيعي ان تعرب الادارة
الامريكية من خلال الناطق باسمها عن
سعادتها الغامرة بهذا الموقف العربي
القوي من النظام السوري، خاصة ان هذا
الترحيب تزامن مع ارسال مسؤول الملف
السوري في وزارة الخارجية الامريكية
الى انقرة لبحث الاوضاع في سورية مع
القيادة التركية، وتحميل السيد احمد
داوود اوغلو وزير الخارجية التركي
الذي سيزور سورية اليوم رسالة شديدة
اللهجة الى القيادة السورية. واضح من خلال كل ما تقدم ان الادارة
الامريكية تحشد الحلفاء للتدخل في
سورية بطريقة او باخرى، وربما تضطلع
تركيا بدور رأس الحربة في هذا الخصوص
اذا ما تفاقمت اعمال القتل التي ينفذها
النظام السوري ضد شعبه، فلم يكن من
قبيل الصدفة ان يهدد رجب طيب اردوغان
رئيس وزراء تركياهذا النظام بان صبر
تركيا بدأ ينفد، وانها لا تستطيع ان
تقف مكتوفة الايدي تجاه ما يحدث في
سورية من اعمال قتل. نتمنى ان تتوقف اعمال القتل التي يمارسها
النظام السوري وبطريقة وحشية ضد شعبه
لقطع الطريق على اي تدخل خارجي، لان
هذا النظام سيتحمل كل النتائج
المترتبة عليه، لانه لم يستمع مطلقا
الى جميع النصائح والنداءات التي
تطالبه بالتعقل والحكمة، والتوقف عن
اللجوء الى الحلول الامنية الدموية ضد
شعبه. يقيننا ان النظام لن يحتكم الى صوت العقل،
وسيواصل النهج نفسه اي الزج بقوات
الامن والجيش في مواجهة المحتجين
المطالبين بالعدالة والمساواة
والكرامة من ابناء شعبه، وهنا تكمن
الكارثة. ============== متى يكون التدخل
الخارجي تدخلاً؟ الثلاثاء, 09 أغسطس 2011 الياس حرفوش الحياة من غريب المفارقات أن يكون النظام
السوري، الذي فاخر دوماً بأن دوره
الخارجي، الموصوف ب «القومي»، يوازي
من حيث الأهمية اهتمامه بالشأن «القطري»،
ان لم يكن يتفوق عليه الى حد تجاهله
وإهماله، أن يكون هذا النظام نفسه هو
الذي يشكو اليوم ممّا يصفه بالتدخل
الخارجي في شؤونه الداخلية. بحجة الدور «القومي» كان التدخل السوري
في لبنان منذ عام 1976، بهدف «حماية
الوحدة الوطنية اللبنانية ومنع
التقسيم»، كما كانت تردد المعزوفة
الشهيرة. استمرت تلك «الحماية» قائمة
الى ان فُقدت كل امكانات التمييز بين
ما هو لبناني وما هو سوري. ولم تتوقف
بقرار ذاتي من النظام السوري، بل بعد
ان خسر هذا النظام كل غطاء خارجي كان
ييسّر له ذلك التدخل، على مدى ثلاثين
سنة. بحجة الدور «القومي» ايضاً، وبحجة ان
النظام السوري هو الوكيل الحصري
للقضية الفلسطينية، كان التدخل في
شؤون الفلسطينيين، وترجيح موقف فريق
منهم على حساب فريق آخر، من غير أخذ
مواقف ومصالح المؤسسات الشرعية
الفلسطينية في الاعتبار. ولو كان
الزعيم الفلسطيني ياسرعرفات بيننا،
لكان قدّم شهادات كثيرة عن الوسائل
التي كان النظام السوري «يحمي»
بواسطتها القضية الفلسطينية. ولعلّ في
مسارعة التنظيمات الفلسطينية، التي
سُمح لها بفتح مكاتبها في دمشق، الى
المصالحة مع حركة «فتح» ومع الرئيس
الفلسطيني محمود عباس، بعد طول
انقسام، وفي غفلة عن نظام دمشق المنشغل
بالشأن «القطري»، ما ينبيء بالكثير عن
مدى استقلالية القرار التي كانت تتمتع
بها تلك التنظيمات، وعن مدى احترام
دمشق للشؤون الداخلية في الاقطار
المجاورة! في السياق ذاته يمكن ان يوضع الدور السوري
في العراق، بعد غزوه واحتلاله، عندما
تحولت الحدود السورية الى ممر لعناصر
التنظيمات الارهابية التي عاثت دماراً
في بلاد الرافدين، بحجة محاربة المحتل
الاميركي. فكانت نتيجة تلك الحرب ان
قضى من العراقيين في الحروب المذهبية
تلك، خلال ثماني سنوات، اضعاف ما قُتل
من الجنود الاميركيين. وعندما تغيرت
وظيفة تلك التنظيمات، او ما بقي منها،
من الشأن «القومي» الى الشأن «القطري»،
باتت توصف في لغة الاعلام السوري بأنها
«عصابات ارهابية مسلحة»! كانت وظيفة تلك الادوار الخارجية هي
تعزيز قدرة النظام السوري على الامساك
بالاوراق الاساسية في المنطقة، بهدف
مقايضتها بتوفير مقومات الدعم الخارجي
له، على حساب الشرعية الداخلية. غير ان
ما يوصف اليوم من قبل دمشق بانه تدخل
خارجي في شؤونها، من جانب اشقائها
العرب، فلا هدف له سوى دفع النظام الى
سلوك طريق عقلاني حكيم، يوقف اعمال
القتل، ويؤسس لمصالحة بين فئات الشعب
السوري، بعد ان اهتزت لحمته الداخلية
بسبب الدور الذي تلعبه الاجهزة
الامنية في مواجهة الاحتجاجات الواسعة
التي تعمّ المدن والمناطق السورية. أي
انه الدور نفسه الذي ادعت القوات
السورية القيام به في لبنان «الشقيق»،
بهدف حماية وحدته ومنع تقسيمه. لكن
الخطر المحدق بسورية هذه المرة، والذي
يدفع الحريصين عليها الى رفع الصوت،
ليس خطراً مفتعلاً بهدف تبرير التدخل
العسكري، كما كانت الحال عام 1976. انه
خطر حقيقي يهدد سورية. واساليب التدخل
في الحالة هذه تقتصر على النصح
والتحذير، انطلاقاً من المصالح
المشتركة التي تشد العرب الى بعضهم،
ولا تنشد بالتالي تدخلاً عسكرياً من أي
نوع في الشأن السوري، بل هي تعارضه
بالمطلق، كما يرفضه المعارضون
السوريون أنفسهم. أليس اننا «أمة واحدة ذات رسالة خالدة»؟
هل يجوز في ظل هذا الشعار الذي يرفعه «قائد
الدولة والمجتمع»، ان يُقتل ابناء شعب
شقيق، بينما باقي حكّام العرب وشعوبهم
مستسلمون للصمت المطبق؟ ============= من يقفون مع المجرم لا
يقلون إجراما عنه ياسر أبو هلالة الغد الاردنية نشر : 09/08/2011 لو أبيد الشعب السوري عن بكرة أبيه
فسيبقون إلى جانب النظام الجزار،
وسيجدون مبررات؛ فالشعب السوري هو
العقبة أمام تحرير فلسطين وتحقيق
الوحدة العربية. طبعا في السياحة السياسية السوداء على
حساب الشعب السوري لا توجد زيارات
لمقابر الشهداء ولا للمستشفيات ولا
للسجون ولا لدير الزور ولا لحماة،
وطبعا لا للقنيطرة المحررة. إنهم
يزورون أنفسهم، يلتقون بأمثالهم في
منتجعات القطاع العام من صحارى إلى
شيراتون وسواهما من معسكرات النضال.
على وقع تبادل الأطباق لا يتذكر
المتخمون جياع سورية، ويتبارون في
الحديث عن الجماهير الأردنية التي تقف
مع النظام ضد الشعب الخائن المدسوس.
وفي أجواء العائلة لا يتحدثون عن
فيديوهات مفبركة، وإنما يزايدون على
الشبيحة في ضرورة سحق وقتل الخونة حتى
لو كانوا أطفالا، فمعركة المصير لا
يصلح لها ذوو القلوب الضعيفة. السياحة
السياسية السوداء لا تقتصر على نظام
بشار، حتى نظام كوريا الشمالية يجد من
يزوره ويعتبره مثالا في الديمقراطية
الاجتماعية. وأكثر نظام استقبل وفودا
"شعبية" مناصرة نظام جزار ليبيا
معمر القذافي، وانضمت "نخب" إلى
تلك الوفود كتبت عن مآثر العقيد في
الكتاب الأخضر والديمقراطية المباشرة.
وذلك لا يزيد الطاغية إلا قبحا. وكل ما
يحققونه هو فضح لمن يقفون مع المجرم،
ولو باللسان. حتى لو كان المقابل رحلة سياحية سوداء، لا
يضر ذلك الضحايا. فهم ببسالة يتصدون
بعارية الصدور للرصاص الحي، أما
المتضامنون مع المجرم فإن انفجار إطار
الحافلة على الطريق سيدفعهم إلى الهرب
إلى عمان ركضا على الأقدام. قد تكون مبالغة، لكن ليمتلكوا الشجاعة
ويطلبوا من مضيفهم أن يذهبوا إلى حمص
وحماة ودير الزور ويتحركوا وقوفا على
الحقائق وإصلاحا لذات البين. في الطريق
ليستأذنوا المرافق ويلتقوا بالباعة في
الكسوة ويسألوهم –من دون مرافق- عن
العصابات السلفية الإجرامية. قد
يمتلكون الشجاعة ويسألون مضيفهم عن
سبب تغييب الإعلام. الصهاينة في حروبهم
لا يمنعون الإعلام، في سورية الإعلام،
ما عدا إعلامه، ممنوع من العمل والتحرك. يشعر الشعب السوري بالخذلان الرسمي، لكن
شعبيا تحركت معه عواصم العرب والعالم.
الشعوب العربية في مصر وتونس التي نالت
حريتها من طغاتها تتظاهر وتطالب بطرد
السفير، والنظام في عزلته لا يجد معه
إلا الشبيحة، سواء في الداخل أم الفرع
الخارجي لهم. لم يعرف التاريخ شجاعة
كشجاعة أبطال سورية في تصديهم للرصاص،
ولم يعرف قبحا كقبح الجزار الذي استرخص
دماء شعبه، ولا كقبح من يقفون معه بكل
وقاحة. سيزول نظام الطاغية ولكن الكلفة
حتى الآن عالية جدا. وبعدها لن تقتصر
المحاكمات على من نفذوا الجرائم بل على
من ساندهم ووقف معهم. =============== محمد أبو رمان الغد الاردنية نشر : 09/08/2011 يقود بشار الأسد نظامه بمسار انتحاري
واضح، إلى مرحلة "ما بعد حافة
الهاوية"، إذ قطع خطوط العودة إلى
وراء، من خلال ما سمي ب"خطة الحسم"،
والاستسلام ل"المجموعة الأمنية"
المحيطة به، ول"الهواجس الطائفية"
التي طغت بوضوح في الأيام الأخيرة
وحدها. داخلياً؛ عمليات الحصار والقتل الجماعي
والمجازر والإهانات وآلاف المعتقلين
وسعت رقعة الثورة والاحتجاجات والغضب،
لتشمل دمشق وحلب، وتجذير انعدام الثقة
بأي إمكانات لإصلاح النظام لنفسه، مما
يزيد من احتمالات الانسحاب والتبرؤ من
النظام على المدى القريب، وانهياره
وتفككه على المدى المتوسط. أمّا خارجياً؛ فقد حدثت تطورات هائلة، في
مقدمتها إرهاصات التحول في الموقف
الروسي، وموقف جامعة الدول العربية،
ودول الخليج، وأخيراً الموقف السعودي،
الذي صدر عن العاهل السعودي نفسه،
ومثّل "تحولاً نوعياً"، ويشي
بتطورات أكثر جدّية. الموقف الأكثر وضوحاً وجرأة وحِدّة هو
الموقف التركي، إذ صعّد رئيس الوزراء
التركي، رجب طيب أردوغان، من لهجته
الغاضبة ضد النظام السوري، متحدثاً عن
"نفاد صبر" على المجازر التي
ترتكب بدمشق. "نظام الأسد" سقط بوضوح في الأيام
الأخيرة، ولم يعد يمتلك أي نوع من
أنواع الشرعية السياسية، داخلياً
وخارجياً، واختار طريقاً لن تؤدي به
إلاّ إلى أحد احتمالين؛ الأول سيناريو
النظام العراقي بعد العام 1991، أي نظام
معزول من الداخل والخارج، ضعيف يقع تحت
طائلة العقوبات الدولية، مهشّم في
بنيته الداخلية. أما الاحتمال الثاني فهو السقوط
والانهيار من خلال "مفاجآت" غير
متوقعة في ميزان القوى الحالي، إما
داخل الجيش أو الدولة، أو النظام بصورة
عامة، وهو سيناريو بات متوقعاً في
اللحظة الراهنة، التي تركت "العائلة"
في مواجهة مع الشعب، بالاعتماد فقط على
آلة القتل والدم. ليست المسألة بحاجة إلى "فك رموز" أو
"ضرب بالرمل" حتى نتأكد أن الرئيس
بشار قد انتهى، وأحسب أنّ الخطيئة
السياسية (لا نتحدث هنا عن مبادئ
الأخلاق- فهي مفقودة)، التي وقع بها
الرجل، أنّ حاشيته الأمنية، وتحديداً
شقيقه المتهور ماهر الأسد، قد أقنعه
بأنّ الحل الوحيد للتعامل مع
الاحتجاجات يكمن بسيناريو حماة 1982، أي
الاعتماد على "القوة العسكرية"
وحدها، مهما كانت الكلفة الإنسانية
والأخلاقية والسياسية، فالمعركة الآن
هي مصير النظام و"العائلة"، و"الحلول
الوسطى" غير مطروحة من الطرفين. بالضرورة، فإنّ ما فات هذا السيناريو "العبقري"
أنّ اللحظة التاريخية الراهنة مختلفة
تماماً في شروطها وحيثياتها، عن تلك
التي حدثت قبل ثلاثة عقود في حماة،
والمواقف الدولية والإقليمية، وحتى
التداعيات الداخلية تقف على النقيض من
هذا "الخيار" الفاشل. النتيجة؛ أنّ الأسد خسر أي فرصة للرجوع
إلى وراء، ولم يعد أمامه سوى الاستمرار
في مسلسل المجازر والدماء والقتل
والإبادة، فيما يُحكم، ساعةً بعد
الأخرى، الحبل حول عنقه. ماذا أبقيتَ لنتنياهو؟! فقط خلال الأسبوع
الأول من رمضان قام الأسد بارتكاب
مجازر هائلة، وإبادة جماعية، وحصار
مدن بالدبابات، وقصفها بالأسلحة
الثقيلة، وقطع الكهرباء والماء، وقتل
الأطفال والنساء، وعزلة دولية
وإقليمية، وعشرات الآلاف من المشردين
السوريين على دول الجوار، وجماهير
عربية تخرج تطالب بطرد السفراء
السوريين وقطع العلاقات مع هذا
النظام، ودعاء في الجوامع على النظام. ثمة، إذن، سقوط ديني ورمزي وإنساني
وأخلاقي مروّع، وانهيار كامل في صورة
النظام وعلاقاته الداخلية والخارجية،
وسمعة جبّت أي إدعاء أو دعاوى ب"الممانعة"،
فأصبح عبئاً سياسياً وأمنياً
وأخلاقياً حتى على حلفائه
الاستراتيجيين؛ حزب الله وإيران! هذا نظام لا يمكن له البقاء على قيد
الحياة، فقد أفلس تماماً، ووصل إلى
النهاية. =============== علي ابراهيم الشرق الاوسط 9-8-2011 جاء بيان دول مجلس التعاون الخليجي في
نهاية الأسبوع ليكسر حاجز الصمت من قبل
تكتل إقليمي عربي تجاه الأوضاع في
سوريا، بإعرابه عن القلق لأعمال القتل
بحق المدنيين، لكنه رغم غضب دمشق منه
غُلف بعبارات دبلوماسية. ثم جاء بيان
العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد
العزيز كرسالة واضحة مباشرة للشعب
والحكومة السورية بعبارات صريحة تعكس
حالة نفاد الصبر من سياسة القمع هناك،
لتؤكد أن ما يحدث لا تقبل به السعودية،
وأن سقوط أعداد كبيرة أريقت دماؤهم ليس
من الدين ولا القيم أو الأخلاق. وتبع
ذلك إجراء عملي هو استدعاء السفير
السعودي للتشاور، وهي خطوة سارت على
خطاها الكويت والبحرين، ومتوقع أن
تقوم دول عربية أخرى بإجراءات مماثلة
مستقبلا.وهي خطوات قد تكون تقليدا
جديدا في العلاقات العربية - العربية،
التي اتسمت سابقا بالمجاملات
والابتعاد عن الخطابات العلنية في
القضايا الحساسة التي تتعلق بشؤون
الأنظمة. لكن الصبر قد نفد، والعالم
والمنطقة تغيرا، وبالتالي فإنه لم يعد
ممكنا، ولم يعد مقبولا الهروب من
المسؤولية بينما العالم يتابع وشعوب
المنطقة تراقب وتتطلع. والخروج من
الأزمة يحتاج إلى من يسمع في دمشق
النصائح، وليس إلى من يسد أذنيه ويواصل
في اليوم التالي الهجمات على دير الزور
بعد حماه. فأسبوع بعد آخر، كان المتظاهرون السوريون
يحشدون قواهم ليخرجوا بأعداد أكبر كل
يوم جمعة بخلاف المظاهرات اليومية في
تحد للقمع الذي يواجهونه، ويتفننون في
رفع الشعارات وإطلاق الهتافات وبينها
تساؤلات عن أسباب صمت الدول العربية،
وسكوت الجامعة العربية عن القتل الذي
يتعرضون له ردا على مطالباتهم بالحرية
والعدالة. كان الصمت العربي مثار تساؤلات ليس فقط
بين السوريين ولكن أيضا في شوارع
العواصم العربية، فلم تكن هناك
تصريحات ومواقف علنية سوى من دول غربية.
وكانت المواقف العربية الرسمية مختلفة
بين حالة عربية وأخرى، والمشاعر
الشعبية ترى أن الشعب السوري يستحق
اهتماما يتجاوز متطلبات الدبلوماسية
العربية التقليدية والعلاقات الرسمية
التي عرفناها عبر عقود. لكن الصمت كان يخفي حالة قلق وتململ واضحة
رسمية عما يحدث هناك، وعدم تصديق
للروايات الرسمية التي تصدر لتفسير
الهجمات التي أخذت طابعا وحشيا على مدن
لم تفعل شيئا سوى الخروج في تظاهرات
سلمية لها مطالب مشروعة. ولم يكن هناك
من يستمع في دمشق لما يقال في الجلسات
المغلقة أو الرسائل غير المباشرة
والمواقف التي تأخذ طابعا دبلوماسيا،
حتى وصل الأمر حدا لم يعد ممكنا فيه
السكوت. لم يصل أحد في مواقفه - لا عربيا ولا دوليا
- إلى إغلاق الباب تماما مع الحكم في
سوريا، فما زال الباب مواربا وهناك خيط
أمل عكسه حديث العاهل السعودي عن
الطريقين أمام القيادة السورية:
الحكمة.. أو السقوط في الفوضى والضياع،
ودعوته إلى قيام القيادة السورية
بإصلاحات شاملة سريعة. قد يكون المحتجون السوريون قد أغلقوا
الباب بدعوتهم إلى إسقاط النظام وعدم
ثقتهم في قدرته على المضي في طريق
الإصلاح والاستجابة إلى تطلعات الشعب
في الحرية. ولديهم الحق في ذلك، فهناك
ألفا قتيل حتى الآن ومدن عريقة تحولت
إلى وضع مدن تحت الاحتلال؛ الدبابات
تجوبها، والرصاص يلعلع فيها، ويحتاج
النظام هناك إلى جهد جبار لإقناعهم
بأنه يستطيع الإصلاح، الذي يعني في هذه
الحالة فترة انتقالية يقرر الناس فيها
ماذا يريدون وشكل النظام المقبل الذي
يرغبون فيه. البداية هي وقف القتل والقمع فورا وسحب
القوات العسكرية والفرق التابعة
للنظام من المدن وإعادتها إلى ثكناتها
والسماح بالتظاهرات بدون تدخل أمني،
وتفكيك ميليشيات الشبيحة، وتقديم
المسؤولين عنهم إلى محاكمات، هذه هي
فقط البداية، أما المسار السياسي ومن
يبقى ومن يرحل وكيف يكون شكل النظام،
فهذه يحددها الشعب السوري. هذه هي
الحكمة والمسؤولية، فهل هناك من يسمع
في دمشق؟ ================ طارق الحميد الشرق الاوسط 9-8-2011 العنوان الوحيد لخطاب الملك عبد الله بن
عبد العزيز، الموجه لسوريا، هو أن خادم
الحرمين الشريفين قد قرر الوقوف علنا
مع الشعب السوري ضد الوحشية الدموية
التي يمارسها بحقه نظام بشار الأسد. خطاب الملك هو الموقف الأبرز، والأقوى،
حيال ما يحدث من قمع وحشي في سوريا،
موقف تجاوز الجميع، عربيا ودوليا. صحيح
أن الموقف السعودي تأخر، لكن ليت كل
تأخير ينتهي بمثل هذا الموقف الأخلاقي
والمسؤول. فقيمة السعودية ومكانتها
ليستا في كونها دولة نفطية، بل لأنها
دولة الحرمين، وسوريا دولة عربية
شقيقة، وعزيزة، والوقوف معها واجب؛
لأنه وقوف مع الإنسانية بشكل عام. كما أن أهمية خطاب الملك لسوريا تكمن في
أنه صادر من ملك صبر على بشار الأسد
صبرا لم يكن ليصبره أحد.. صبر الملك على
الأسد لسنوات، ومد له يد الخير، وحاول
احتواءه، ومنحه الفرصة تلو الأخرى،
سرا وعلنا.. صبر الملك على الأسد بعد
اغتيال الحريري، وحاول حماية سوريا،
وصبر على الأسد بعد حرب 2006 في لبنان،
وعلى الرغم من كل الإساءات التي صدرت
من الأسد نفسه، فإن الملك عبد الله
أعلن مصالحة عربية في الكويت حاول من
خلالها إعادة بشار إلى العرب، على
الرغم من معارضة عربية وقتها، حاول
العاهل السعودي احتواء الأسد مثلما
حاول احتواء العراق قبل الاحتلال
الأميركي يوم صافح عزة الدوري في القمة
العربية ببيروت، وذلك خشية على الدول
العربية من الفوضى والخراب. كما صبر العاهل السعودي على الأسد في
لبنان على الرغم من كل ما كان يفعله
نظامه هناك من تسويف ومماطلة. كان
الملك يغلِّب حسن الظن، وكان الأسد
يواصل تعقيد الأمور، وكانت الإساءة
للسعودية لا تتوقف. ولأن الملك السعودي
كان ينظر دائما للصورة الكبرى، ولا يقف
عند صغائر الأمور، فقد زار الملك،
العام الماضي، دمشق، واصطحب، بطائرته
الخاصة، الأسد إلى لبنان، لكن النظام
السوري لم يفِ مرة بوعوده؛ حيث استمرت
الإساءات والتسويف والمماطلة، مع
تعريض الأمن العربي للخطر من خلال
إقحام إيران في المشهد العربي. اليوم، ولأن الملك السعودي ينظر للصورة
الكبرى، وحريص على الدم العربي، تدخل
خادم الحرمين، وأعلن وقفته المسؤولة
والتاريخية، والأخلاقية، في سوريا؛ إذ
أعلن إدانة بلاده لقتل الأبرياء في
سوريا. وكان الملك واضحا وهو يطالب
نظام الأسد بإجراء إصلاحات واسعة
وشاملة لا تغلَّف بوعود، أي أن العاهل
السعودي يريد القول لبشار: كفى قتلا
وابتذالا للدم السوري.. ولا مجال اليوم
للتسويف والابتزاز. ولذا أتبع الملك
أقواله بأفعال؛ حيث استدعى سفير بلاده
من دمشق. وعليه، فإن خطاب الملك عبد الله دليل
واضح، ورد عملي، على كل من يقول إن
السعودية تقف مع الحكومات ضد المواطن
العربي في هذه المرحلة المزلزلة؛
فخطاب الملك يظهر أن السعودية ليست
دولة مناهضة للتغيير، بل رافضة للخراب
والتدمير؛ حيث نسي البعض أن نظام
الأسد، ومن لف لفيفه، كانوا يعيبون على
السعودية عقلانيتها، لكن أهل العقل هم
من يتصدون اليوم لحماية الأبرياء من
أنظمة استمرأت الشعارات الكاذبة، وقتل
الأبرياء. والسؤال اليوم لبعض العرب الصامتين: ماذا
تنتظرون؟ ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |