ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
لم يَفْقِدْ الشرعية
وإنَّما العقل! جواد البشيتي 2011-08-14 العرب اليوم إنَّ أحداً من طُلاَّب العدالة, أو
المنتصرين لها, لا يَقِف ضدَّ "حقِّ
الدفاع المشروع عن النفس"; فالشخص
المعتدى عليه ظُلْماً وعدواناً
يَحِقُّ له الدفاع عن نفسه ولو اقتضى
الأمر أنْ يَقْتُل المعتدي عليه. ونظام الحكم المُطْلَق الدكتاتوري في
سورية, وبِحُكْم خواصِّه وطبيعته تلك,
لا يتمتَّع, ولا يَحِقُّ له أنْ
يتمتَّع, بهذا الحق, وإنْ ألْزَمه
صراعه (ضدَّ شعبه) من أجل البقاء أنْ
يُقاتِل بكل ما أُوتي من قوَّة, ووحشية,
وبِقَلْبٍ كالحجر أو أشد قسوة, وحتى
الرَّمق الأخير. نظام الحكم هذا, والعاجز عجزاً مُطْلقاً
عن تَعَلُّم فن الطيران, أو فن السقوط,
على الأقل, سيسقط حتماً, وعمَّا قريب;
لأنَّه (وفي هذا يكمن تناقضه البنيوي
المُدمِّر له في آخر المطاف) لا يستطيع
الدفاع عن نفسه إلاَّ بوسائل وطرائق
وأساليب من شأنها جَعْل سقوطه (وسقوطه
السريع) أمراً مقضياً محتوماً, وكأنَّه
لا يُدافِع, ولا يستطيع الدفاع, عن نفسه
إلاَّ بما يجعله حافِراً لقبره بيديه;
فهل من تناقض أشد استعصاءً على الحل من
هذا التناقض?! وإذا أردتم دليلاً قويِّاً على عجز نظام
حكم بشار الأسد عن النجاة من تناقضه
هذا فَلْتُفكِّروا مليَّاً في نتائج
وعواقب حلٍّ افتراضيٍّ, يأتي من طريق
بشار نفسه, ويتضمَّن من الإصلاح
السياسي والديمقراطي.. ما يجعل سورية,
ولو نظرياً, مثلاً أعلى للديمقراطية في
العالم العربي. الشعب الآن, أي بعدما أراه بشار نظام حكمه
على حقيقته العارية من الأوهام
والأقنعة, لن يقبل, ولن يرضى; ليس
لأنَّه ضدَّ هذا الإصلاح; وإنَّما
لكونه فَقَدَ البقية الباقية من ثقته
بجدوى إصلاحٍ على يديِّ هذا "المُصْلِح";
فبشار, الذي عجز عجزاً تاماً عن إقناع
شعبه بجدوى وأهمية وضرورة نظام حكمه,
استطاع أنْ يُقْنِع شعبه, وبأدلَّة لا
يجادِل في قوَّتها إلاَّ مَنْ يَطْلُب
دليلاً على وجود النهار, بأنَّ "الإصلاح"
و"الإطاحة" هما شيء واحد; فلا
إصلاح ممكناً في "سورية الأسد", ول¯
"سورية الأسد", إلاَّ المتأتي من
طريق إطاحة نظام الحكم. و"انعدام الثقة" ليس من طرف واحد,
فبشار أيضاً لا يثق بشعبه, ولا يحتاج
إلى من يُقْنِعه بأنْ لا بقاء له, إذا
ما بقي, إلاَّ بالحرب, وفي الحرب, ضدَّ
شعبه, وضدَّ ثورة شعبه عليه; ولقد
تعلَّم من تجربة مبارك (ومن تجربتي زين
العابدين وصالح) أنَّ المأساة, أي
مأساته, تبدأ, ولا تنتهي, مع تنحِّيه (أو
تنحيته) عن الحكم; ذلك لأنَّ تنحِّيه
ليس بالفضيلة التي يمكنها أنْ تَجْعَل
الشعب السوري يَضْرِب صفحاً عمَّا
ارتكبه من جرائم في حقِّه, ويتشبَّه, من
ثمَّ, بالغفور الرحيم. بقاؤه ما عاد ممكناً سياسياً, وما عاد
مقبولاً شعبياً, ولو جاء إلى شعبه الآن,
أي بعد كل هذه الجرائم التي ارتكبها في
حقِّه, بما يجعله يضاهي, أو يفوق, صلاح
الدين الأيوبي, عَظَمَةً; فثمَّة شرور
وآثام يكفي أنْ يرتكبها الحاكم حتى
تَسْوَدَّ صفحته بما يجعل الناظِر
فيها, ولو بمجهرٍ, عاجزاً عن رؤية ولو
نقطة بيضاء واحدة فيها. وإنِّي لمتأكِّد تماماً أنَّ بشار الأسد
لا يُقاتِل, ولا يُقتِّل, شعبه الآن من
أجل أنْ يبقى رئيساً للجمهورية
العربية السورية; فهو, ولو بقوَّة
الغريزة السياسية, لا يُعلِّل نفسه
بهذا الوهم. إنَّه لا يُقاتِل, ولا يُقتِّل, شعبه
إلاَّ من أجل تغييرٍ جيو سياسي, يمكن
أنْ يجعله أميراً على إمارة; وكأنَّه
يرى بقاءً له في عدم بقاء سورية نفسها;
كيف لا وهو من جِنْس وخواصِّ حُكَّامٍ
لا يَحْكمون, ولا يستمرُّون في الحكم,
إلاَّ إذا جعلوا بقاء الأوطان والدول
من بقائهم; فإنْ هُمْ ذهبوا ذهبت معهم
الأوطان والدول! وهذا النوع من الحُكَّام الذي ابْتُلينا
به لا رادع يردعه عن تمزيق الوطن
والشعب والمجتمع, وعن جعل بلاده
حَلَبَة للصراع الإقليمي والدولي, وعن
مياهٍ عكرة يصطاد فيها كل صيَّاد;
فإنَّ عداءه لشعبه الذي كفر به بعدما
عاش زمناً طويلاً وهو مُكْرَه على
عبادته, هو وحده ثابت التغيَّر في
مصالحه. وإنَّها لعبارة يهزأ منها بشار نفسه, ولا
يمكن أنْ يكون آخر المُصدِّقين لها
إلاَّ هو نفسه, تلك التي يَصِفون فيها
نظام الحكم السوري الآن (وليس دائماً)
بأنَّه فاقِدٌ الشرعية; فهو لم يملكها (ولم
يتمتَّع بها) قط; فكيف له أنْ يَفْقِد
شيئاً لا يملكه أصلاً?! ما فَقَدَه حقَّاً ليس الشرعية (السياسية
والأخلاقية..) وإنَّما العقل والمنطق
والذكاء; فالحاكم, ولو كان غير شرعي,
يمكنه, وينبغي له, أنْ يتدبَّر أموره,
وأمور مَنْ يَحْكُم, بشيء من العقل
والمنطق والذكاء; أمَّا أنْ يغادره (ويغادر
خطابه) العقل والمنطق والذكاء قبل أنْ
يغادر هو الحكم فهذا إنَّما هو خير
دليل على أنَّ هذا الحاكم (ونظام حكمه)
لا يملك تغييراً لمساره, وكأنَّه جسماً
يسقط سقوطاً حُرَّاً متسارِعاً;
والتاريخ علَّمنا أنَّ السقوط الفكري
والمثالي لأنظمة الحكم يسبق سقوطها
الواقعي والمادي. وهذا ما يَعْكِسَه قولٌ من قبيل إنَّ بشار
يَخْطْب وكأنَّه يَخْطُب في قوم من
الأغبياء, وإنَّ عقل طفل لا يُصدِّق
الرواية الإعلامية لنظام الحكم السوري. وليس من حال أسوأ من حال نظام حكم يَعْرِف
أنَّه لن يتمكَّن أبداً من إقناع شعبه
بأنَّ 1 + 1 = قرد; ومع ذلك لا يملك إلاَّ
أنْ يظلَّ يحاوِل هذه المحاولة; ولكم
أنْ تتصوَّروا عواقب أنْ يجتمع في نظام
الحكم "فُقْدان الشرعية (في الحكم)"
و"فقدان العقل والمنطق والذكاء (في
ممارسة الحكم)"! وأحسبُ أنَّ أبا العلاء المعري قد عنى
وقصد ساسة كبشار الأسد إذ قال إنَّهم
يسوسون الأمور بغير عقلٍ, فَيُنْفَذ
أمرهم, فيقال ساسة; ولقد أصبح نظام حكم
بشار واجِبَ السقوط, فسقط!0 ================ دلالات الموقف السعودي
من سوريا محمد بن هويدن التاريخ: 14 أغسطس 2011 البيان بعد فترة من الصمت أو لنقل من الدبلوماسية
الهادئة التي اتبعتها المملكة العربية
السعودية في التعامل مع الوضع الدائر
في سوريا منذ الخامس عشر من مارس
الماضي خرجت الرياض عن صمتها أو هدوئها
ذلك بكلمة اعتبرت من العيار الثقيل،
لأنها لم تخرج كبيان من الخارجية
السعودية أو من أي مسؤول سعودي بل جاءت
ككلمة على لسان المسؤول الأول العاهل
السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز. كلمة الملك حملت
في طياتها رفضاً سعودياً لما يجري في
سوريا من أعمال عنف ضد الشعب السوري
العربي المسلم، وتدعو إلى الوقف
الفوري لمثل تلك الأعمال، وضرورة
الاستجابة لمطالب الشارع السوري،
وترفض الحجج والادعاءات السورية
الرسمية المبررة للاستخدام العسكري.
هذا الموقف السعودي الذي عبرت عنه أكبر
شخصية سعودية يحمل العديد من الدلالات
المهمة التي يمكن استنتاجها من هذا
الموقف. أول هذه الدلالات هي أن السعودية على ما
يبدو لم تشأ أن تستمر في الوقوف مكتوفة
اليدين لما تراه من أعمال عنف ضد
المسلمين السنة في سوريا، وبالذات في
هذا الشهر الفضيل. فالسعودية تُعتبر
مركز الإسلام، وحامية حمى الدين،
والمدافعة عن المسلمين. لذلك فليس من
الطبيعي أخلاقياً أن تستمر الرياض في
صمتها لما تراه من انتهاكات ضد السنة. وليس من الطبيعي أن لا تلعب دورها الديني
الذي من المفترض أن تقوم به، علماً أن
إيران عادة ما تلعب ذات الدور للدفاع
عن حقوق الشيعة إذا ما رأت مصلحة لها في
ذلك، وأن الفاتيكان يلعب ذات الدور
بالنسبة للدفاع عن المسيحيين حول
العالم، فلا يمكن بالتالي للسعودية أن
تقف صامتة في هكذا ظرف. ولا يمكن أن نغفل هنا حقيقة أن هناك
ضغوطاً قد لعبت دوراً في دفع الرياض
نحو التشدد في موقفها من ما يجري في
سوريا، حيث لا يمكن أن نت جاهل الضغط
الداخلي في المملكة من قبل رجال الدين
الذين لا يوافقون على ما يجري في سوريا
من قتل للمسلمين السنة. بالإضافة إلى ذلك فإننا أيضاً لا يمكن أن
نقلل من ضغط الشعب السوري المنتفض على
الرياض في هذا الاتجاه بعد خروج صوته
المندد للصمت العربي بما فيه الصمت
السعودي إزاء ما يحدث ضده. لذلك يمكن
اعتبار أن التحرك السعودي جاء للدفاع
عن الدور السعودي كدولة مدافعة عن حقوق
المسلمين، واستجابة للضغوط الداخلية
والخارجية. ثاني الدلالات هي أن السعودية تود أن تحقق
التوازن في المنطقة كلاعب إقليمي
محوري وقوي في مواجهة بروز أدوار كل من
إيران وتركيا، فلقد استطاعت هاتين
القوتين أن تستثمر الظروف في المنطقة
العربية لصالحها وتبرز كقوى مؤثرة على
شؤون المنطقة. وفي ظل غياب واضح لدور عربي في شؤون
المنطقة مع غياب الدور المصري وضياع
الدور العراقي أصبحت الرياض مدركة
لضرورة بروزها كقوة عربية في ظل ميزان
القوى الإقليمي القائم في المنطقة
والذي لا يصب في صالح الدول العربية.
فبعد استثمار إيران للوضع في العراق. واستثمار تركيا للحالة الفلسطينية،
أدركت الرياض بأن فرصتها هي في عدم
السكوت على ما يدور في سوريا وعدم ترك
كل من إيران وتركيا الاستثمار في الوضع
هناك، لذلك يمكن اعتبار أن الاهتمام
السعودي بسوريا جاء من أجل محاولة ملء
الفراغ العربي والبروز كلاعب إقليمي
مؤثر في المنطقة بحجم تأثير كل من
إيران وتركيا ولاسيما في المشاركة في
تحديد مستقبل ذلك البلد. ثالث الدلالات هي أنه على ما يبدو أن
المملكة تشير بهذا الموقف إلى أنها قد
فاض بها الكيل وما عادت تتحمل الصبر
على النظام السوري، الذي مازال يفضل
خيار التوجه نحو إيران على خيار التوجه
نحو العرب. النظام السوري مقتنع بأن
تحالفه مع إيران هو تحالف استراتيجي
ويصب في صالحه وبالتالي لا يمكن أن
يتنازل عن هذا التحالف لصالح التحالف
مع العرب، وعليه فإنه لا يتوان عن
إعلان اختلافه السياسي مع السعودية في
العديد من القضايا العربية، وإعلان
ميله للمواقف الإيرانية، وبالتالي
تسهيل النفوذ الإيراني في المنطقة
العربية. هذه الاختلافات ألقت بظلالها على
العلاقات السعودية - السورية لاسيما
منذ 2005، وحاول النظام السعودي ممثلاً
في العاهل السعودي بنفسه تهدئة
الأوضاع ومحاولة إقناع النظام السوري
بضرورة الابتعاد عن التوجهات
الإيرانية ولكن من دون نجاح يذكر، لذلك
فإن التحرك السعودي يمكن أن يفهم في
سياق أن الرياض قد فضت يدها من استعداد
النظام السوري ونيته في العودة
للحاضنة العربية. ورابع الدلالات هي أن المملكة تفضل أن
يأتي التغيير في دول المنطقة من الداخل
ومن خلال عمل الأنظمة العربية على
الإصلاح بالتعاون مع شعوبها، ولا تود
على ما يبدو أن يصبح التدخل الخارجي
عرفاً يعمل به في المنطقة العربية، حيث
ان استمرار القمع للاحتجاجات
والمظاهرات الشعبية السلمية سيولد
تدخلاً أجنبياً يتمثل في فرض ضغوط
سياسية واقتصادية وجنائية وقد تكون
عسكرية أيضاً. ويفتح بالتالي المجال أمام مزيد من
الإجراءات الشبيهة ضد أنظمة أخرى في
المنطقة. وهذا ما يفسر عدم إغلاق
المملكة للباب بالكامل أمام النظام
السوري ودعوتها لدمشق إلى ضرورة تطبيق
إصلاحات فعلية من شأنها أن تحقق الأمن
والاستقرار لسوريا والمنطقة العربية،
درءاً للمخاطر والتبعات السلبية التي
يمكن أن تنتج عن التدخلات الأجنبية في
المنطقة بأسرها. لقد عودتنا الدبلوماسية السعودية عملها
الهادئ والكتوم في السياسة، إلا أن
كلمة العاهل السعودي أخرجت
الدبلوماسية السعودية من طورها الهادئ
إلى العلن، وحددت موقفها من ما يجري في
سوريا بصراحة، وهو ما يمكن أن ينظر
إليه على أنه قد يكون سعي سعودي للعب
دور جديد في المنطقة. ================ رسالة من داخل سورية:
هكذا نعيش... هكذا نفكر... هذا ما نحلم
به زين الشامي الرأي العام 14-8-2011 منذ أيام وصلتني الرسالة التالية أو «الإيميل»
من أحد الاصدقاء من دمشق أنقلها حرفيا
للقراء، أفعل ذلك لأن النظام في دمشق
منع وسائل الإعلام العربية والدولية
كافة من دخول الأراضي السورية، أعتقد
أنه من المهم أن نسمع اولئك الشبان
الذين يشاركون في التظاهرات
الاحتجاجية كل يوم تقريباً، ويتعرضون
لظروف قاسية، لكنهم رغم ذلك لم يتخلوا
عن حلمهم الأول والأوحد... بناء سورية
حرة ديموقراطية لكل أبنائها. «الصديق والأخ أبو... المحترم في البداية ابلغك تحيات أبورياض وأم رياض
وأبو ثائر وأبو محمد، أم ثائر ولدت
بنتا، أنت تعرف أنها منذ زمن كانت تحلم
بأن تلد بنتا بعد أربعة صبيان، هي بخير
والبنت تشبه أبيها، عيونها ملونة،
ووجهها أبيض مثل الثلج، سبحان الله على
هذه الخلقة. دائماً نتذكركم وأنت في
البال. لكن ما هو مؤسف هو أن أم رياض، وبعد
استشهاد وجدي في التظاهرات وصورته لا
تفارقها، أحياناً تستيقظ في الليل
فيما الجميع نيام لتتحدث عن حلم رأته
عن وجدي، وأحياناً نضع الطعام فلا
تأكل، ننظر إليها، نعرف ماذا تفكر به،
نصمت جميعاً ونتوقف عن الطعام، نحن
نعرف أن المرحوم خطر على بالها، هو
دائماً في بالها، لكن حصل آخر مرة أننا
وبينما كنا نعد طعام الإفطار وكان
الجميع صائماً، وبينما كان رياض يحمل
أبريق الماء، قالت أم رياض فجأة: «أخاف
أن يكون وجدي في ذلك اليوم قد استشهد
وهو عطشان، كان الطقس حاراً وكان مع
زملائه وأصدقائه يتظاهرون، أنا متأكدة
أنه كان عطشانا حينما أطلقوا النار
عليه». هذه الجملة جعلتنا جميعاً نصمت
ونتوقف عن تناول الطعام، اغرورقت
عيوننا جميعاً. لا أريد أن أزعجكم لكن أريد ان اضعك بصورة
ما يحدث، أنت تعرف أنك من العائلة ولست
غريباً. لكن بصراحة أبو رياض، ما شاء
الله عليه، عنده صبر وقوة إرادة لم
أرها في رجل في حياتي. أحياناً أشعر أن
أعصابه من حديد، منذ استشهاد وجدي
وكلما أتى أحد معزياً، أو كلما فتحت
السيرة، تراه مبتسماً، فخوراً، معتزاً
بما حصل، ويقول أنا متأكد ان دم ابني لن
يذهب سدى، علينا أن نضحي من أجل
حريتنا، وإن لم يستشهد ابني او ابنك او
ابنه، فكيف سنحصل على حريتنا؟ هل تصدق
أن أباً في الدنيا يتحدث عن ابنه بهذه
الطريقة! أنت تعلم أن أبو رياض رجلاً
طيباً وغير مسيس، لكنه صار يتحدث كما
لو أنه رئيس حزب، أو كما لو أنه قائد في
هذه الثورة. منذ أيام ذهبت أنا وأبو ثائر لعند الشباب
في السوق، مررنا عليهم واحداً واحداً،
وضعهم في غاية السوء منذ أشهر بسبب
الاوضاع، الله وكيلك انهم يفتحون
محلاتهم في اليوم ساعات قليلة فقط،
وخلال هذه الساعات قلما ترى زبوناً
واحداً يأتي ليشتري شيئاً، أنت تعرف أن
أوضاع الناس في غاية السوء منذ
الأحداث، بصراحة ما حدا معه نقود،
والمخابرات والأمن والجيش في كل حارة
وشارع، يعني حتى لو في مع الناس نقود،
فهم لا يستطيعون التجول والتحرك
بسهولة، يعني إذا خرجت لتشتري خبزاً
مثلاً، فإنك ستمر على كذا دورية
مخابرات وسيسألونك من أنت وأين بطاقتك
الشخصية ومتى سترجع وهل تعرف أحداً من (المتظاهرين
اخوات الش... يللي بدهم حرية) وغيرها من
الأسئلة والعلاك والاستفزاز. المهم،
أني وأبو ثائر ذهبنا إلى السوق، تحدثنا
مع الأصدقاء والأحباب وأولاد الحلال
وقلنا لهم ماذا سنفعل، وكيف سنساعد
الأسر الفقيرة في رمضان، أنت تعرف أن
هناك أسراً كثيرة لا يوجد عندها معيل،
وإذا كان موجوداً، فربما عمله متوقف
بسبب الأحداث. وفوق ذلك هناك أسر فقدت
شباناً خلال التظاهرات، يعني أوضاعهم
في الويل، وهم يصومون لكن لا يوجد في
بيوتهم ما يفطرون عليه. سألنا الشباب
في السوق عن مساعدة مالية، وإن يكن
هناك امكانية فمساعدة عينية، يعني
برغل، سكر، رز، طحين، شاي، كم حبة
بطاطا... بصراحة كنا وقبل أن نذهب
اليهم، خائفين من الاحراج، يعني صعب
كثير في هذه الظروف أن تسأل الناس عن
مساعدة، لكن قلنا في أنفسنا، لنحاول
والله لن يخيبنا أبداً. هل تعرف أن الجميع ساهموا وأعطوا من
جيوبهم ما تيسر وما اقتدروا عليه، هل
تعلم أن أحدهم لم يستفتح ذلك اليوم ولم
يبع بيعة واحدة، لكنه رغم ذلك أخرج
خمسين ليرة من جيبه وأعطانا إياها، أنا
أعتقد أنه لم يكن يملك غيرها، لقد قرأت
ذلك في عينيه. المهم أننا جمعنا مبلغاً معقولاً،
ومساعدات عينية تكفي لعشر أسر
تقريباً، بحيث يأكلون لمدة يومين أو
ثلاثة، وبدأنا ندور في اليوم التالي
على المنازل... هل تعرف الحاجة أم صالحة
التي توفي زوجها ومنذ خمسة أعوام وهي
تعيش وحيدة؟ لقد رفضت أن تأخذ منا
شيئاً وقالت انه هناك من يستحق أكثر
منها، أنت تعرف كم هي فقيرة وطاعنة في
السن ولا مورد ولا معيل لها. نسيت أن أخبرك أننا كنا نسأل حين جمع
المساعدات عن الشمع، أنت تعرف أنه في
أغلب الأحيان الكهرباء تكون مقطوعة،
كلما نزل الشباب الى التظاهر
يعاقبونهم بقطع الماء والكهرباء، وأنت
تعرف أن الحرارة عالية جداً، لكن الناس
تعودت وتستطيع التحمل، لكن الشمع
انفقد من الأسواق ولا يمكن للناس أن
تعيش في الظلام. الجمعة الماضية، قررنا أن نتحداهم، قررنا
أن نتظاهر في حي البعلة، أنت تعرف أنه
يقع بين القابون وحرستا، قلنا ان الأمن
والمخابرات إذا ما عرفوا بالمظاهرة
فسيلحقوننا، عندها سيتركون الشوارع
المتمركزين فيها في القابون فنكون قد
خففنا قليلاً عن أهل القابون، لكن
أولاد الكلب عرفوا بعد نصف ساعة
ولحقونا لهناك، أطلقوا النار علينا
لكن لم يقتل أحد، فقط شاب من بلدة حفير
الفوقا، تحداهم ووقف على مسافة قريبة،
فأطلقوا عليه رصاصة، أصابوه في رجله،
حملناه بسرعة ولم نسمح لهم بأسره رغم
أنهم أطلقوا النار علينا لكن الحمد لله
عدت على خير. بالنسبة لأحمد... فهو اليوم هارب، ينام في
البساتين، لقد ألقوا القبض على خالد
ونخاف تحت التعذيب أن يخبرهم باسمه،
عبد السلام ومالك، لا نعرف عنهما
شيئاً، سمعت أنهم ينامون في دوما عند
أبو حسام، أما رياض فهو لا يزال ينام في
الورشة مع أبو خالد. هناك في الورشة
التي تعرفها نخطط اللافتات يومي
الأربعاء والخميس ونحضرها ليوم
الجمعة، كنا نعاني من مشكلة نقص
الدهان، فاقترح علينا وسيم أن نشتري
سائل تلميع الأحذية «بوفالو»، أنت
تعرف أنه رخيص ومتوافر ولا يجعل الأمن
والمخابرات يشكون فينا إذا اشتريناه
أو وجدوا كم علبة منه معنا، هذا وسيم
ذكي وملعون بطريقة لا تعقل، مرة كنا في
المظاهرة في شارع النهر في القابون،
وكان هناك حوالي شخصين أو ثلاثة
مدسوسين من المخابرات بيناتنا يصورون
وجوه المتظاهرين من أجل التعرف عليهم
لاحقا ثم القبض عليهم، هل تعرف ماذا
فعل؟ أتى وأخبرنا، واقترح أن نطوقهم
بالعشرات ثم نسرق منهم الهواتف
ونضربهم كم كف ونطلب منهم أن يخبروا
معلمهم المسؤول عنهم أننا كاشفون كل
شيء، وبالفعل، طوقناهم من دون أن
يشعروا بنا ثم أخذنا الموبايلات،
وقلنا لهم انقلعوا يا خونة من بيناتنا،
يا عيب الشوم عليكم، يا عيب الشوم يللي
ما عندو ناموس وأخلاق ودين، لكن
الملعون وسيم كيف عرفهم وميزهم من بين
كل الناس أنا نفسي ما عرفت! لن أطيل عليكم، الناس هنا بخير، ونحن
صدقني متفائلون، بس الناس بصراحة (عتبانين)
على الدول العربية والإسلامية، بس مو
معولين أو سائلين على الدول الغربية
كثيرا، وبيقولوا بين بعضهم، مو مشكلة
الله وحده معنا وهذه بلدنا وما راح حدا
يبنيها ويساويها غيرنا. سلامي للجميع، ونشكرك على المساعدة،
واعلم اننا سنلتقي قريباً حين يسقط
النظام، وإذا حصل، وشرفنا الله
بالشهادة، فربما نلتقي بالجنة، لكن لا
تنسى كما قلت لك، إن حصل لي شيء،
فالأولاد أمانة برقبتكم، كذلك إن
سجنت، فاعلم أني لن أتكلم كلمة واحدة
حتى لو قلعوا قلبي من مكانه أنا بعرف
أساليبهم، كم يوم تعذيب وبعدين بملوا
مني. =============== هل سينتصر السوريون على
نظامهم؟ الجواب لا يحدد موقفنا ياسر الزعاترة الدستور 14-8-2011 يشير البعض إلى أن المعركة المندلعة في
سوريا بين النظام وبين الجماهير
المطالبة بالحرية هي معركة عبثية، لأن
النظام متماسك إلى حد كبير، وليس ثمة
فرصة لتكرار النموذجين التونسي
والمصري من حيث تدخل الجيش لحسم
الصراع، وبالطبع لأن قيادة الجيش
والمؤسسة الأمنية (لا يقولون هذا
بالضرورة) هي من قماشة النظام، أعني من
الطائفة العلوية التي تلتف من حوله
بقوة وإصرار، فضلا عن حقيقة أنها تشكل
نواته الصلبة التي يصعب اختراقها. هناك بالطبع آخرون يرون ما يجري محض
مؤامرة على نظام المقاومة والممانعة،
وهي مؤامرة تدبرها أيادٍ صهيونية
وإمبريالية، من دون أن يتكرم هؤلاء
بالإجابة على سؤال لماذا انتفض الشعب
المصري والتونسي واليمني والبحريني،
فضلا عن تحركات شعبية في دول أخرى؟ وهل
يعني ذلك أن شعوب الأمة هي جحافل من
المغفلين الذي تسوقهم تل أبيب وواشنطن
إلى حتفهم وهم مسلوبو الإرادة؟! لنعد إلى الفئة الأولى وهي التي تعنينا في
هذه السطور. هنا نقول إن ما ذكر صحيح
إلى حد كبير، أعني تماسك النظام بوجود
طائفة قوية ومسلحة إلى جانبه، وهي
ذاتها التي تمسك بمفاصل المؤسسة
الأمنية والعسكرية، فضلا عن وجود فئات
أخرى منتفعة من الوضع الراهن أو خائفة
من البديل (يشير البعض هنا إلى الدروز
والمسيحيين وفئة معتبرة من العرب
السنة)، لكنهم لا يأتون على ذكر الحضور
الإيراني الفاعل بالمال والسلاح
والخبرات، والذي يدير المعركة بشكل
يومي ومباشر، ولم يبق له غير إرسال
جنود يشتبكون مع الناس في الشوارع. هنا ينهض سؤالان مهمان، الأول هو هل يعني
ذلك كله أن انتصار الشعب السوري
مستحيل، والثاني هل إن سؤال فرص
الانتفاضة الشعبية في الانتصار هو
الذي كان ولا زال يحدد موقفنا؟ وبتعبير
أدق: هل كانت قناعتنا بإمكانية
الانتصار سببا في تحديد موقفنا لصالح
الجماهير وضد النظام رغم قناعتنا
السابقة بأنه كان جزءًا مهما من محور
المقاومة والممانعة، وهي قناعة لم
تشككنا ولو لحظة في أنه كان يدافع عن
وجوده ولا يخاطر بنفسه دفاعا عن
العروبة والإسلام. بالنسبة للسؤال المتعلق بإمكانية
الانتصار نقول، إن كل ما ذكر آنفا، ومن
ضمنه الموقف الدولي الذي يميل إلى وقف
مسلسل الثورات العربية وليس
استمرارها، وهو ذاته موقف الكيان
الصهيوني، كل ذلك لا يعني أن الشعب
السوري قد أخطأ بخروجه السلمي على
النظام، أو أن فرص الانتصار معدومة،
وما يدفعنا إلى قول ذلك هو هذا التصاعد
في مد الانتفاضة الشعبية وعجز النظام
رغم فائض القوة الذي استخدمه عن إسكات
صوت الجماهير المطالبة بالحرية. أما
مسألة الجيش والأمن فهذه لن تكون عاصما
للنظام من السقوط عندما يحسم
المترددين موقفهم ويدركون عبثية
السكوت على نظام دموي طائفي لا يرقب في
شعبه إلاً ولا ذمة. الأهم من ذلك هو السؤال المتعلق بتحديد
الموقف في عرفنا، وعلى هذا الصعيد نحب
أن نقول لأولئك جميعا، ومن ضمنهم جحافل
«الشبيحة» الذين ينفسون عقدهم الحزبية
والعقائدية، وأحيانا الطائفية عبر
الإنترنت والمواقع الإخبارية، إننا لم
نفكر يوما بهذه الطريقة الانتهازية،
ولم ولن تكون قلوبنا في معسكر وسيوفنا
أو أقلامنا في المعسكر الآخر لمجرد أنه
الأقدر على تحقيق الانتصار تبعا
لاعتبارات موازين القوى وليس ميزان
الحق والباطل. نحن مع الحق من دون تردد، والشعب السوري
هو صاحب الحق، والنظام هو المعتدي
والفاسد والدكتاتوري، وحتى لو كانت
للنظام مواقف محمودة في السياق
الخارجي، فإن ذلك لا يمنحه رخصة قتل
الناس وسلب حريتهم (للتذكير فنحن لم
نكن نؤيد نظام صدام في سياسته القمعية
في الداخل، وإن أيدناه ضد العدوان
الأمريكي). هذا هو موقفنا، أما الذين وضعوا أنفسهم في
حضن النظام وسبحوا بحمده تحت شعارات
براقة، فليهنئوا بذلك، لكن أحدا لن
يصدقهم بعد اليوم حين يتحدثون عن
الحرية والإصلاح، ولن يصدق أيضا
دعواهم بالوقوف في وجه الصهيونية
والإمبريالية، لأن معارك الأمة تخاض
بالأحرار وليس بالعبيد. =============== صالح القلاب الرأي الاردنية 14-8-2011 حسب صحيفة ال«تيليغراف» البريطانية فإن
إيران تعمل على إنشاء قاعدة عسكرية على
شاطئ مدينة اللاذقية السورية الساحلية
بكلفة ملايين الدولارات لتسهيل عملية
شحن الأسلحة والمعدات العسكرية بين
الدولتين (الحليفتين) وهذا لا يمكن إلا
أن يُربط بالأوضاع المتردية في سوريا
وبتقدير ما يمكن أن تُسفر عنه هذه
الاحتجاجات المتعاظمة وما إذا كانت
النتائج ستؤدي في النهاية إلى إنشاء
الدولة العلوية التي كان رفضها
المجاهد العروبي (العلوي) الكبير صالح
العلي. والملاحظ أن هذه المعلومات التي نشرتها
ال»تيليغراف» تأتي بعد زيارة سفينتين
من قطع الأسطول الحربي الإيراني إلى
مدينة اللاذقية قبل نحو ثمانية شهور
عبر قناة السويس والمستغرب أن تلك
الزيارة العسكرية قد حظيت بصمت
إسرائيل التي من المفترض أنها ترفض أي
ظهور عسكري إيراني في البحر الأبيض
المتوسط وشواطئه الشرقية والشمالية. وهنا فإن ما يجب أخذه بمنتهى الجدية هو أن
بعض التقديرات تشير إلى أن العامل
الإيراني بالنسبة لما يجري في سوريا
بات أساسياً وأن الأمور لم تعد تقتصر
على مجرد الدعم بالسلاح والخبراء الذي
تقدمه طهران للنظام السوري بل تعداه
إلى الإمساك بالقرار السياسي والأمني
استناداً إلى مراكز قوى محيطة بالرئيس
بشار الأسد ترى أنه لا خلاص إلا
بالتمسك بالتحالف الاستراتيجي مع
إيران وعدم الإقدام حتى على خطوة تراجع
واحدة أمام هذه الاحتجاجات الشعبية
لأن الإقدام على مثل هذه الخطوة سيشجع
المحتجين على مضاعفة الضغط للحصول على
سلسلة من الخطوات المماثلة. ولذلك فإن إيران ,ومعها مراكز القوى
المحيطة بالرئيس بشار الأسد, ترى أنه
من الأفضل دفع الأمور نحو مواجهة
عسكرية إقليمية ودولية وذلك لأن
الاستجابة للإصلاحات التي يطالب بها
المحتجون ,وفقاً لمعادلة أن التنازلات
ستؤدي حتماً إلى المزيد من التنازلات,
قد تصل إلى التخلي عن النظام نفسه
وبالتالي انهيار التحالف السوري-الإيراني
ولهذا فإنه من الأفضل الذهاب بعيداً
والاستمرار بالتصعيد العسكري والأمني
واستدراج مثل هذه المواجهة الإقليمية
والدولية استدراجاً لإعطاء هذه
المعركة البعد نفسه الذي أعطته معركة
قناة السويس في عام 1956 لجمال عبد
الناصر مع أن التدخل الأميركي في عهد
الرئيس دوايت إيزنهاور هو الذي حسم تلك
المعركة لمصلحة مصر ومصلحة الرئيس
المصري الأسبق الذي أصبح زعيماً
شعبياً للأمة العربية. إن هذه هي حقائق الأمور وأن أول حقيقة هي
أن قرار الاستجابة لإرادة الشعب
السوري لم تعد بيد الرئيس بشار الأسد
بل بيد الولي الفقيه علي خامنئي ومن
خلال مراكز القوى المحيطة بالرئيس
السوري والتي ترى ,كما ترى إيران طبعاً,
أن هذه المعركة معركة حياة أو موت
وأنها تقتضي السير في اتجاه واحد وهو
التصعيد والمزيد من التصعيد والعنف
والمزيد من العنف إلى أن تصل الأمور
إلى المواجهة العسكرية الدولية
والإقليمية فهذه هي خشبة الإنقاذ وهذا
هو ما سيُظهر حلف «الممانعة» السوري-الإيراني
كبطل للأمتين العربية والإسلامية
وفقاً لتجربة معركة قناة السويس
الآنفة الذكر!! =============== جهاد المومني الرأي الاردنية 14-8-2011 نريد ان نصدق رواية أن سوريا تتعرض
لمؤامرة عالمية تستهدف صمودها
ومقاومتها للغطرسة الامبريالية
والاحتلال الاسرائيلي ,ونتمنى لو ان
هذا الموت الذي تدمى لمشاهده قلوبنا كل
يوم على شبكات الانترنت انما هو موت
مبرر للعصابات الاجرامية والارهابيين
وجماعات التكفير التي تريد لشعب سوريا
العربي الشر ولانجازاته الخراب
والدمار , ولا احد ابدا يريد ان يصدق ان
المتظاهرين الذين يطالبون بالحرية
والعدالة وبالكرامة هم الذين يحصدهم
رصاص الاستبداد والسلطة المطلقة,
الجميع يحب سوريا الارض والشعب
والتاريخ بحلوها ومرها حتى عندما
يحكمها الحزب الواحد بدون شريك لا في
الرأي ولا في القرار ولا في الثروة
ويمارس دور المقاوم في الخطابات فقط. ثمة سؤال مرير يطرح في كل بيت عربي هذه
الايام عن الخطر الذي يشكله أي نظام
عربي قائم على الغرب ومصالحه
والولايات المتحدة وحضورها في المنطقة
لدرجة التحريض ضده او تمويل مؤامرة
للاطاحة به ,او على اسرائيل وتمتعها
بالامن والامان ,فأين هي المقاومة,
واين هي الممانعة, واين هي مليارات
الدولارات التي رصدت لتحرير الاراضي
المحتلة منذ الهزيمة والى اليوم ,فمنذ
عام 1973 لم تطلق رصاصة واحدة نحو
الجولان الذي تتمسك به اسرائيل وتشيد
فوق هضابه بيوتا وعمارات من الاسمنت
المسلح على عكس البناء الاستيطاني في
اي بقعة من الاراضي العربية المحتلة ,والسبب
طمأنينة المستوطنين التامة الى انهم
ينعمون بالأمان وبكامل السيادة على
ارض مغتصبة لن تعود يوما الى اصحابها
ما دامت المقاومة مجرد خطابات.., واين
هي المقاومة اذا كانت جميع المؤامرات
الاميركية قد مرت على الأمة بدون
اعتراض لا من دمشق ولا من غيرها من
عواصم العرب ,واذا كانت سوريا البعث
والصمود والتصدي قد سهلت احتلال
العراق في عام 2003 ,وتدميره قبل ذلك ,وشاركت
في حرب عام 1991 بصفة مقاتل,واين هي
الممانعة اذا كانت اسرائيل وصلت بيروت
في عام 1992 وعبرت بدباباتها الشوارع
والازقة وتجاوزت متاريس قوات الردع
العربية بقيادة سوريا ,واذا كانت
اسرائيل حرثت بقنابلها العنقودية جنوب
لبنان عام 2007 ولم تحرك دمشق قواتها لا
لمنع تقتيل اللبنانيين ولا لحماية
الحلفاء , واين هي الممانعة اذا كانت
اسرائيل تصول وتجول في اجواء سوريا
تبحث عن اي منشأة يعتقد انها نووية
لتدميرها حتى لو كانت محطة تنقية
للمياه العادمة...!! اي بديل يمكن ان يكون بالنسبة لاسرائيل او
للولايات المتحدة افضل من النظام
السوري الحالي الممانع والمقاوم
والصامد ,او النظام الثائر في طرابلس
القذافي ,وبعد ذلك وكله يتساءل البعض
عما يعطل نجاح ثورات الشعوب العربية ,ولماذا
كان فصل الربيع العربي قصيرا توقف عند
حد تقتيل المعارضين او سجنهم,اليس من
مصلحة الديمقراطية الغربية بقاء انظمة
المقاومين والثوار على حالها بدون
تغيير..!؟ =============== خطاب الملك عبدالله
ومأزق سورية الأحد, 14 أغسطس 2011 خالد الدخيل * الحياة كان لا بد من أن تقول السعودية شيئاً عن
الأحداث في سورية. لم يكن من الطبيعي أن
يتماسك الصمت العربي أمام الدماء
السورية وهي تُسفك في شكل يومي على يد
قوات النظام لأكثر من خمسة أشهر
متواصلة منذ بداية الثورة في الشام. في
مثل هذا الظرف كان لا بد لدولتين
مشرقيتين، هما السعودية ومصر تحديداً،
من أن تغادرا ظاهرة الصمت وتحددا
موقفهما مما يحدث في سورية. فعلى هاتين
الدولتين قبل غيرهما، وقد سقط العراق
واضطربت سورية، مسؤولية كبيرة أمام
الأحداث الكبيرة التي ظلت تتوالى على
المنطقة، وتقترب من ذروتها مع الثورات
الشعبية. ربما قيل إن انشغال مصر
بتداعيات ثورتها لا يسمح لها باتخاذ
موقف معلن ومحدد مما يحدث. لكن الظاهر
أن صمت مصر لم تملِه تداعيات الثورة،
بل ثقافة ما قبل الثورة. وإلا فإن مصر
قبل أي بلد عربي آخر، وانطلاقاً من
ثورتها، هي المعنية بأن تتعاطف مع ثوار
الشام، وأن ترفع صوتها في وجه انتهاك
حرمة الدم على النحو الذي يحدث في هذا
البلد العربي. الصمت في مثل هذه الظروف
ليس خياراً. هو علامة ضعف وقلة حيلة، لا
علامة قوة وفائض خيارات. وهو ليس من نوع
صمت الحكمة بقدر ما أنه صمت الخطل
وفقدان الرأي، وحنكة السياسة في
اللحظات الحرجة، والخيارات الصعبة. في هذا السياق من الصمت العربي المطبق،
تبرز أهمية خطاب العاهل السعودي،
الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الموجّه
إلى سورية شعباً وحكومة. مهما قيل عن
السعودية، وعن تأخرها في الإصلاح، أو
عن دورها في مرحلة الثورات العربية،
كان لا بد لها من أن تقول شيئاً عن
أحداث سورية. لم يكن من الجائز أن يكون
للسعودية موقف مما حصل ويحصل في اليمن،
والبحرين، وليبيا، ثم تلتزم الصمت
إزاء ما يحصل في سورية، على أهميتها
ومركزيتها. والحقيقة أن السعودية تقع
في مركز العين من عاصفة الثورات،
والقلاقل العربية: في الشمال هي تجاور
العراق، وفي الجنوب اليمن، وفي الشرق
البحرين، وفي محاذاة شمال غربي
الجزيرة العربية هناك منطقة الشام وهي
تمر بمخاضها الصعب والمقلق، وفي الغرب
هناك مصر، ثم السودان. ومن ثم، فإن
السعودية، كما مصر، معنية قبل غيرها
بما يحدث في سورية. بل إن حجم السعودية
ووزنها، وموقعها الجغرافي، كما مصر
أيضاً، تجعلها مسؤولة أكثر من غيرها
عما ستؤول إليه الثورة في سورية
تحديداً. ربما أن خطاب الملك جاء متأخراً، وربما
أنه لم يتجاوز صرخة إنذار وتحذير
للقيادة السورية من الذهاب بعيداً في
خيارها الأمني. لكنه حتى في هذا
المعنى، وفي إطار صمت عربي مطبق، يعكس
موقفاً شجاعاً في لحظة حرجة جداً. من
الواضح أنه تمت صياغة الخطاب بعناية
فائقة، وعلى قاعدة «المختصر المفيد».
وأكثر ما يلفت في الخطاب أمران. الأول
أنه لم يكن موجهاً إلى الرئيس، أو
القيادة السورية على وجه التسمية
والحصر. فقد بدأ الخطاب بعد البسملة
هكذا: «إلى أشقائنا في سورية، سورية
العروبة والإسلام»، بما يتضمن مناشدة
للعمق التاريخي لسورية. وبالتالي كان
الخطاب موجهاً الى سورية قيادة وشعباً.
وهذه سابقة لها دلالتها، وتحمل
اعترافاً مضمراً بالحراك السياسي الذي
يحدث، وتضع القيادة إلى جانب الشعب على
قدم المساواة، وأن هذا الشعب يمثل
الطرف الآخر في ما يحدث. وهذا هو الأمر
الثاني. ففي قوله: «فإراقة دماء
الأبرياء لأي أسباب ومبررات كانت، لن
تجد لها مدخلاً مطمئناً، يستطيع فيه
العرب، والمسلمون، والعالم أجمع، أن
يروا من خلالها بارقة أمل، إلا بتفعيل
الحكمة لدى القيادة السورية، وتصدّيها
لدورها التاريخي، في مفترق طرق الله
أعلم أين تؤدي إليه»، إشارة إلى أن
القيادة السورية لم تتعامل مع الأحداث
بالحكمة المطلوبة، وبالتالي فهي
المسؤول الأول قبل غيرها عن سفك الدم
السوري. ويتأكد هذا المعنى بقول الملك
إن «الحدث أكبر من أن تبرره الأسباب...»،
في إشارة، كما يبدو، إلى ما تقوله
القيادة السورية من أنها تواجه جماعات
مسلحة وإرهابيين، مناشداً هذه القيادة
بتفعيل إصلاحات شاملة وسريعة. ومع ذلك يبقى خطاب الملك بأهميته وسابقته
خطوة في الاتجاه الصحيح، الأمر الذي
يفرض أن تعقبه خطوات. المطلوب في نهاية
الأمر موقف عربي، لكن تقع على السعودية
مسؤولية أكثر من غيرها في هذه الأيام
للدفع باتجاه بلورة هذا الموقف. فهي
الدولة العربية الكبيرة الوحيدة التي
تفادت موجة الثورة، حتى الآن على
الأقل، ولها علاقات جيدة ومستقرة
إقليمياً ودولياً، تسمح لها بهامش
واسع من الحركة. كما أنها تتمتع
باستقرار سياسي واضح، يشكل قاعدة
انطلاق مناسبة. سيقال وقيل إن السعودية
لا يمكنها الاضطلاع بهذا الدور قبل أن
تشرع في تطبيق إصلاحات هي في حاجة
إليها مثل غيرها. وهذا صحيح. لكن ليس
هناك ما يمنع من أن تنطلق في دورها من
إصلاحات الداخل، وبما يتوازى مع
تحركها الإقليمي المطلوب في هذه
المرحلة. في كل الأحوال المطلوب هو بلورة موقف عربي
حازم بحماية استقلال سورية من أي تدخل،
وحماية قرارها، وخياراتها المستقبلية
في إطار تاريخها وإرثها العربي. لكن
استقلال سورية بعد الثورة يتطلب
الانطلاق عربياً وقبل كل شيء من فرضية
أن الشعب أصبح هو الرقم الذي لا يمكن
تجاوزه في المعادلة السياسية المستجدة
في سورية، وبالتالي استعاد حقه في
تقرير مصيره ومستقبله، وأن النظام
السياسي فقد هذا الحق، بخاصة في ضوء
أنه استخدم قواته المسلحة لقتل
المواطنين. وبناء على ذلك، يتطلب
الموقف العربي التخلي عن الصمت،
ومواجهة الواقع بشجاعة، والانطلاق من
فرضية أن النظام السياسي السوري لم يعد
جزءاً من مستقبل سورية، بل صار من
ماضيها السياسي. بل إن هذا النظام في
إطار ثورة تعتمل وتتصاعد على رغم أبشع
أساليب القمع والقتل يدفع بسورية نحو «الهاوية»،
وهو بذلك صار عبئاً سياسياً ليس فقط
على سورية، بل على العرب جميعهم. حماية
سورية تتطلب دوراً عربياً فاعلاً. لا يجوز أن تتكرر تجربة الصمت التي التزم
بها العرب، بخاصة السعودية ومصر، تجاه
عراق صدام حسين. كلنا نعرف الآن أنه
بسبب هذا الصمت حصل الغزو العراقي
للكويت. تحررت الكويت، لكن الحالة
العراقية تفاقمت وتحولت إلى مأزق
حقيقي، ومعها تفاقمت حالة الصمت
العربي. لم يكن من الممكن عربياً، وتحت
ظل النظام العربي، محاربة صدام، أو وضع
حد لمغامراته في الداخل والخارج. بسبب
سياسة الصمت، لم يكن هناك موقف عربي
واضح من سياسات صدام. على العكس، كان
هناك انقسام، ومزايدات في كل اتجاه.
المأساة أن كل ذلك لم يساعد في منع
أميركا من استغلال الحالة المضطربة
التي خلقتها سياسات صدام لمحاربته
وإسقاطه. هل ساعد الصمت العربي في حصول
الاحتلال الأميركي للعراق؟ أم تم
استخدامه كغطاء لتواطؤ أميركي -
إيراني، ومن ثم لنفوذ إيراني يغذي
الطائفية، ويوظفها الآن للإمعان في
إضعاف العراق وإبقائه تحت هيمنة طهران
من خلال حلفائه؟ لكن، ما هو الفارق في
هذه الحالة؟ الواضح الآن أن الصمت
العربي ترك الشعب العراقي أعزل تحت
رحمة ديكتاتور دموي. وبعد ذلك تركه
للاحتلال، وللطائفية، وللنفوذ
الإيراني. لم يكن هناك من مبرر مقنع
لحالة الصمت تلك، إلا أنها كانت
التزاماً أعمى بمقتضيات النظام الرسمي
العربي. كان من الواضح أن شرعية صدام قد
تآكلت حتى قبل غزو الكويت. استحكمت
عزلة النظام في الداخل كما يدل عليه
موقف الشعب عندما دخلت الجيوش
الأميركية إلى بغداد. لكن ذلك لم يزد
الصمت إلا رسوخاً. بعيد الغزو كان صدام
وحيداً، انتهى به الأمر أن سقط أسيراً
في أيدي الأميركيين، الذين سلّموه الى
أعدائه، حلفاء أميركا وإيران. كان
مشهداً تراجيدياً استطاعت طهران أن
تصل فيه إلى عدوها اللدود من خلال
حلفائها العراقيين الذين تحالفوا مع
الآلة العسكرية الأميركية. لا شك في أن
ذلك حصل لأسباب عدة، لكن الصمت العربي
كان أحد أهم هذه الأسباب. المفارقة
الضخمة أنه بسبب سياسة الصمت هذه أغلقت
«البوابة الشرقية للعالم العربي»،
التي طالما استغلها صدام للعبث بأمن
العراق، وأمن المنطقة. وفي مكانها
شُرّعت بوابة النفوذ الإيراني تحت
رايات وشعارات كثيرة. ماذا تقول التجربة العربية في العراق؟
تقول شيئاً واحداً، وهو أن النظام
الإقليمي العربي فقد صلاحيته، وأصبح
مهترئاً منذ عقود طويلة. صار هذا
النظام مدعاة للقمع، والفساد، وعدم
الاستقرار، واستدعاء التدخلات
الأجنبية. ولا غرابة والحال هذه في أن
هذا النظام يحتاج إلى الصمت يحتمي به
من عوائد الدهر. بل ربما أن التجربة
العراقية كانت أحد أهم العوامل التي
فجّرت ثورات الشعوب التي ضاقت ذرعاً
بنظام لا يوفر لها الحماية، ولا
الكرامة، بل الذل والقمع، والشعارات
المفرغة من مضامينها. هل يجوز أن نكرر
مأساة حاضرة العباسيين، في عاصمة
الأمويين؟ =============== نادر رنتيسي العرب اليوم نشر : 13/08/2011 تقولُ الأنباءُ الأولى عن حكم "الدكتور"
بشار الأسد إنَّهُ خرَجَ مطلعَ
الألفيَّةِ الجديدةِ من "قصر الشعب"
على قمَّةِ جبل قاسيون الحصين، زعيماً
زاهداً، يذهبُ صباحاً إلى مكتبه
المتواضع في أحدِ أحياءِ دمشقَ،
متخفِّفاً من المظاهر الأمنيَّةِ
المبالغ بها..؛ كلُّ ما لديه حارسٌ
خفيفُ البُنْيَةِ تعمَّدَ نسيان سلاحه
على طاولة السفرة قرب المزهرية! في المكتب "المتواضع" كان هناك هيئة
سكرتارية مَدَنيَّة من رجال هم بالأصل
آباءٌ طيِّبونَ، يحرصونَ على الخروج
ساعة الغداء برفقة الأبناء الصغار قبل
درس الموسيقى، ونساء وقورات يحفظنَ
تعاليمَ "الثورة التصحيحيَّة"
بدون أخطاء، ويقرأنَها مساءً على
أبناء كبار كانوا أطول من سلّمٍ موسيقي! مكتبٌ عاديٌّ، رغم احتياطاتٍ أمنية شديدة
الحرز لحاكم في أول عدله، حوَّلَهُ
حادث سيْرٍ للشقيق الأكبر من عيادة
مفترضة لطبيب عيون يحملُ شهادَةً
بريطانيَّة مهيبَة الاعتماد، إلى "مكتبٍ
رئاسيٍّ" متقشِّفٍ، هادئ الملامح،
يستقبلُ "السيِّد الرئيس"
باكراً، عند السادسةِ صباحاً على ما
يبدو، يبدأ من جديدٍ ليس مغايراً؛
فيقرأ الصحفَ اليومية ذاتها،
ويتأكَّدُ أنَّها أخبار أمس، وأول من
أمس..؛ يضحكُ (والسيِّدُ الرئيس لن
يفعلَ أشياء أكثرَ من ذلك فيما بعد) كيف
يمكن أن يكون هناك شيء جديد في صحف لها
أسماء "البعث" و"الثورة" و"تشرين"؟! تقولُ الأنباءُ الأولى ذاتها إنَّ "السيِّدَ
الرئيس" كانَ لديه نيَّةٌ لإصلاحِ
ما أفسَدَهُ دَهْرٌ قصيرٌ من أربعين
عاماً، وحاوَلَ كثيرا، ووقف بعنق
طويلةٍ بلا داع، أمامَ "مجلس الشعب"
(وهم فئة مختارة بعناية لإجادة الهتاف
والتصفيق) وقال ما قاله من قبل أسد هرم
"لا خوف على المستقبل، فنحن أقوى من
الجميع، لأننا مع الحق، لأننا مع
الشعب، لأننا مع الله، والله مع الشعب"! عشرة أعوام ويزيد والأسدُ "يدعو لأندلس
إنْ حوصرت حلبُ"؛ يعطي دروساً بليغة
لتعريف السياسة في القمم العربية،
يؤجِّرُ البنادقَ لأكتافِ الآخرين
لإشعال الحرائقِ بعيداً عن دمشق،
يربِّي عشرة أنواع من فصائل المعارضة
التي لا تعارضه، يحرصُ على تحميل كلِّ
العرب "جميلة" الممانعة
والمقاومة..، والأخيرة لا معنى واضحا
لها في ثرثرته المنبريَّةِ؛ لكنَّها
على أرض الواقع تعني أنْ تنامَ
مستوطنات "الجولان" بسلام! لم يتغير شيء..، عشرة أعوام والبعث
يُبْعَثُ من جديد بصيغة مقرَّرٍ
وطنيٍّ يحوي كلَّ الكلام المثاليِّ في
السياسة والحكم، ولا يتجرَّدُ إلا من
مضمون "الرسالة الخالدة"، والناس
تتشبَّثُ بالحياة حتى يوم "البعث"
بصيغة عيش خالٍ من وجهة النظر (سوى تلك
التي يقولها مذيعٌ متخشِّب عند
الثامنة والنصف مساء). هناك مَنْ أرادَ
تصديق أنَّهُ "لا خوف على المستقبل"
فقال رأيه في الحاضر، فانتهى مسبوقاً
بفعل ماض في "المكتب الثاني"! ليس من الضروريِّ الآن أنْ نصدِّقَ
الأنباءَ الأولى عن حكم "الديكتاتور"
بشار الأسد..، هو ذاته سيقولُ في خطابه
الضاحك المُضحك بعد أيام من الثورة
الحقيقية:"إنَّ كثيرا من المغتربين
(10 ملايين شخص في حساب لا يتوخى الدقة)
يخشون الذهاب إلى السفارات لتجديد
جوازات سفرهم"! كلّ ما يمكنُ تصديقه موتُ الناس في حماة
مرَّتين، وقتل الشبان العراة في إدلب
على الإسفلت، ووأد الأطفال في
الحاضنات (فالطغاة يخشون حبوب السنبلة).
قتلٌ يومي يقترفه جنودٌ فروا من دروس
الموسيقى لتطبيق تعاليم "الثورة
التصحيحية"..، قتلٌ هستيري لا
استثناء فيه إلا للذين أشركوا بحبِّ
الوطن، وغنوا لمَنْ حوَّلَ العيادة
إلى مشرحة:"منحبك"! "إرحل" ف "الله مع الشعب"، واختر
مصيراً من أربعة: مجنون تعيش على حبوب
"الهلوسة"، محروق مضمَّدَ
الأطراف بحادث جدي للاغتيال، معزول في
"حجْرٍ سياسي"، أو نائم بنصف وعي
في محكمة خالية من شهود الزور. الشجر
والحجر والبشر يقولون"إرحل"، وإذ
لا تصل الرسالة واضحة بإمكانك سماعها ب
"الشامي" الفصيح:"حِلْ عنّا ياه"!
=============== التباسات روسية في
الأزمة السورية فايز سارة الشرق الاوسط 14-8-2011 تؤكد التقديرات، أن روسيا من بين أكثر
بلدان العالم معرفة بالواقع السوري،
وتستند هذه التقديرات إلى ثلاثة أمور
معروفة على نحو واسع، أولها أن روسيا
ورثت عن العهد السوفياتي جهاز أمن
مشهودا له، ليس في القيام بعمليات
نوعية فقط، وإنما بجمع المعلومات
الدقيقة والتفصيلية عن مختلف الدول
والهيئات والجماعات والأفراد. والثاني
أن روسيا ورثت عن العهد السوفياتي
علاقاته وصلاته، وكان من بين ما ورثته
علاقات متميزة مع الدولة السورية، وهي
علاقات متنوعة، تتضمن جوانب سياسية
واقتصادية واجتماعية وثقافية. والأمر
الثالث، أن لروسيا علاقات داخل
المجتمع والنخبة السورية على تنوعها،
أساسها أن عشرات آلاف السوريين درسوا
في الاتحاد السوفياتي السابق وروسيا،
وتعلموا اللغة الروسية، وعقدوا علاقات
وصداقات مع مستويات روسية مختلفة تبدأ
من مستويات الهرم الروسي في تخصصاته
وصولا إلى مستويات القاع الاجتماعي. ولأن أساس المعرفة الروسية بالحالة
السورية على هذا المستوى، فقد بدا من
البديهي، أن تكون روسيا على معرفة
تفصيلية بواقع الأزمة القائمة في
سوريا باعتبارها أزمة سياسية اقتصادية
اجتماعية وثقافية، تعكس تباينا بين
السياسة التي طبقتها السلطات السورية
في البلاد على مدى نحو أربعة عقود،
وتوجه قطاعات متزايدة من السوريين
للاحتجاج على هذه السياسة ونتائجها
عبر سيل متواصل من المظاهرات المستمرة
على مدار نحو خمسة أشهر مضت. وكان من الطبيعي، أن تقود هذه المعرفة
القيادة الروسية وشخصياتها الرئيسية
مثل الرئيسين ميدفيديف وبوتين ووزير
الخارجية لافرورف إلى رؤية واقعية لما
يجري في سوريا من تطورات، وبالتالي
تمكن تلك القيادة من صياغة موقف روسي
موضوعي وحقيقي، يقوم على الوقائع
والمعطيات، وهو أمر كان من شأنه مساعدة
السوريين في معالجة الأزمة القائمة،
ومواجهة احتمال انزلاق الأوضاع
السورية في مسارات خطرة نتيجة صراعات
داخلية أو بسبب تدخلات خارجية. لكن
الوقائع بينت، أن الموقف الروسي، لم
يسر في السياق المنطقي والطبيعي لما
ينبغي أن يكون عليه الأمر الذي تجسد
على نحو واضح في التصريحات والمواقف
التي اتخذتها موسكو طوال فترة الأزمة
في سوريا، والتي جرى في خلالها التركيز
على أمرين اثنين، أولهما أن المعارضة
أو قسما منها على الأقل مسلح، ويمارس
عمليات عسكرية في أنحاء مختلفة من
البلاد، والثاني، أن المعارضة مرتبطة
بالخارج، وأنها تتلقى دعما منوعا
ومتعدد المستويات من أطراف خارجية. وبطبيعة الحال، المعارضة السورية، هي
أبعد ما تكون عن التسلح وعن تبني العنف
والصراع المسلح، وهو أمر لا تثبته فقط
الوثائق الأساسية لجماعات المعارضة،
بل مسيرتها وهي مسيرة معروفة. ولأن
الأمر على هذا النحو، فإن السلطة، لم
تتجرأ على توجيه مثل هذا الاتهام
للمعارضة، وحتى الحراك الشعبي، فقد
أكد أنه حراك سلمي في شعاراته
وممارساته، وفي أسوأ مزاعم وجود
جماعات مسلحة، فإنه لم يتم تقديم حجج
ومعطيات كافية لإثبات وجود ملموس لهذه
الجماعات، مثل أسمائها وقياداتها
وتسليحها وتدريبها وتمويلها
والعمليات التي قامت بها، وكلها
تفاصيل إثبات ضرورية لا بد منها. والتأكيدات والمعطيات السابقة، لا تمنع
من قول إن هناك وجودا لحالات مسلحة من
شخص أو عدة أشخاص ظهرت في بعض المناطق،
لكن دون أن يبلغ ذلك مستوى الظاهرة. والأمر في موضوع علاقات المعارضة السورية
بالخارج في المزاعم الروسية، ليس أفضل
حالا عن موضوع ارتباطها بالعنف المسلح.
وبصورة عامة لم يعرف عن المعارضة
السورية ولا سيما قواها الأساسية أية
علاقات أو ارتباطات خارجية، خاصة أن
الجسم الرئيسي للمعارضة وقياداتها
موجود داخل سوريا، وهو أمر ينطبق على
المنتمين إلى التحالفين الرئيسيين في
البلاد وهما هيئة التنسيق الوطني
للمعارضة السورية وإعلان دمشق للتغيير
الوطني الديمقراطي، وفي هذين
التحالفين تنضوي غالبية الأحزاب
العربية والكردية والمنظمة الآثورية
والشخصيات السورية المستقلة. لقد ركز الرسميون الروس مرات على
الاتهامات السابقة، وكرر الإعلام
الروسي هذه الاتهامات، ورددها بعض
المحللين والمعلقين في كتاباتهم وفي
أحاديثهم الإعلامية، وأضيف إلى ما سبق
طرح تنويعات، تؤكد أن «سوريا تسير نحو
الحرب الأهلية، وأن الاضطرابات منتشرة
في مناطقها مع بروز مجموعات مسلحة،
فيما النخب المثقفة منقسمة، والقيادات
السياسية تبدو عاجزة عن اتخاذ القرار»،
وأن حلف الناتو قد أعد خطة للتدخل
العسكري في سوريا، مما يثير مزيدا من
الالتباسات حول الوضع السوري. لقد رسم الروس صورة شديدة التشوه للواقع
السوري. وثمة حاجة حقيقية لبيان سبب
قيام الروس بذلك العمل، هل هو بالفعل
جهد من أجل تبرير موقفهم السياسي من
الأزمة الراهنة، أم أنه محاولة روسية
لبيع موقفهم للسلطات السورية أملا
بالحصول على امتيازات في سوريا على نحو
ما فعلوا في العراق قبل اجتياحه عام 2003؟ ======================= ميشيل كيلو السفير 13/8/2011 يبدو أن الخراب صار عاما إلى الدرجة التي
تجلعنا نغادر ونحن سعداء خير ما كان في
حياتنا من عادات وتقاليد تضامنية
ومفيدة. في طفولتي الأولى، اصطحبني
والدي من القرية التي كان يخدم فيها
كدركي إلى اللاذقية. خلال سيرنا في
الشارع، كنت ارتبك واخف عندما يترك يدي
أو تمر واحدة من السيارات، النادرة جدا
تلك الأيام. وبينما نحن على هذه الحال،
بدأ الخلق يغلقون حوانيتهم ويقفون
أمامها لتلاوة الفاتحة، بينما كان
المسيحيون يرسمون إشارة الصليب،
ووالدي يقف باستعداد رافعا يده نحو
رأسه بتحية عسكرية نظامية، بعد أن جمع
قدميه بعضهما إلى بعض في وقفة انضباطية
رسمية. بعد مرور الجنازة، علمت أن
المتوفى كان رجلا يهوديا من آل شيحا،
الأسرة المعروفة والمحترمة في لاذقية
ذلك الزمن، رغم أنه لم تكن تفصلنا فترة
طويلة عن مأساة فلسطين وتخلي الصهاينة
العرب عنها للصهاينة اليهود . ... واليوم، تعقد في مكان محدد من دمشق
حلقات رقص ودبكة وغناء، يمجد خلالها
النظام القائم وتعظم رموزه، مع أن
رائحة الموت تزكم أنف سوريا من مكان
الرقص السعيد إلى أبواب بيوت وأحياء
كثيرة يقتلها الحزن. ما الذي جرى للناس
ولسوريا، حتى انقسمت إلى هذا الحد،
وفقد بعض ناسها الشعور بالتضامن مع
غيرهم؟ ممن يطلبون شيئا يريدونه
للجميع، يفتقر إليه السوريون - بمن
فيهم هؤلاء الراقصون في حضرة الموت - هو
الحرية، ويعلنون في كل مناسبة أنهم
يرون حتى في الراقصين أخوة لهم، وأن
حريتهم هم أيضا، يجب أن تكون مضمونة
بقوانين الدولة المدنية
الديموقراطية، التي تستحق أن يضحي
المرء من أجلها؟ أين كنا وأين صرنا؟ هذا الذي قلته هو مجرد مدخل إلى المسألة
التي أريد مناقشتها. صحيح أن الراقصين
يمثلون أنفسهم فقط، بدليل أن هناك نيفا
وستين صبية وشاباً مسيحيين اعتقلوا
خلال الأسبوع الفائت وحده في حي باب
توما، حيث يرقص هؤلاء. وصحيح أن
الراقصين أحرار في أن يحبوا ويكرهوا من
وما يريدون، لكن موقفهم يتحول إلى
مشكلة بقدر ما يوهم بأنه يعكس حصة
المسيحية السورية الرسمية من الأحداث
العربية عموما والحدث السوري بوجه
خاص، ويعد خروجا على تقاليد مجتمع
يحترم الموتى، بغض النظر عن دينهم،
وضربا من سلوك غير إنساني يصل إلى حد
الرقص على جثث الآخرين، لمجرد أنهم
ليسوا من طينة الراقصين، أو لأن هؤلاء
يرفضون مواقفهم، مع أن بينهم ضحايا يجب
أن يمتنع الراقص عن إبداء سعادته
لمقتلهم هم جنود الجيش وعناصر جهاز
الأمن!. هل فاتت الراقصين هذه الحقيقة، وهل فات من
يستطيعون التأثير عليهم أن رقصهم قد
يفضي إلى مزيد من القطيعة والعداء بين
مكونات الشعب الواحد، التي عاشت
متآلفة متآخية على مر تاريخ يمتد لنيف
وألف وخمسمائة عام، احترم المسلمون
خلالها الوجود المسيحي في دياره،
وحموه ودافعوا عنه، واعتبروه جزءا من
ديانتهم الخاصة ووجودهم الثقافي
والحضاري، ومكنوه من تجاوز محن
وتحديات تاريخية هائلة الخطورة
كالحروب الصليبية، التي دأبوا إلى
اللحظة على تسميتها «حروب الفرنجة «
لفصلها عن الدين المسيحي، وكالاستعمار
الأوروبي، الذي لعب التبشير الديني
دورا تمهيديا خطيرا في الإعداد له،
ودورا لا يقل خطورة في ديمومته وسطوته،
بينما لعب المسيحيون العرب، بالمقابل،
دورا لا يقل أهمية في بناء وتوطيد
الدولة العربية / الإسلامية، وفي
التأسيس الفكري والمعرفي للثقافة التي
عرفتها حقبة الازدهار التي أعقبت
انتشار الدين الحنيف في أرض العرب. في
حين بلغ التسامح المتبادل درجة جعلت
الفهارس العربية، التي تحدثت عن علماء
المسلمين، تبدأ بأسماء بن بختيشوع
وحنين ابن إسحاق وسواهما من علماء
الدولة والحضارة المسيحيين، من دون أن
يجد مسلم واحد غضاضة في ذلك أو يسجل
التاريخ أن أحدا من المسلمين اعترض على
اعتبار هؤلاء العلماء المسيحيين
مسلمين . كان المسيحيون جزءا من الجماعة العربية /
الإسلامية، ولأنهم رأوا أنفسهم
بدلالتها، وليس بأية دلالة سياسية
ضيقة، تمكنوا من لعب دورهم في حاضنة
واسعة وعامة اعتبرتهم جزءا تكوينيا من
نسيجها، لا حياة لها بدونهم، وبالعكس،
لذلك حرصت عليهم وأبقت على إيمانهم،
الذي لم يحفظ التنوع داخلها وحسب، بل
وازدهر أيضا بفضل التكامل والتفاعل مع
مكوناتها الإسلامية وغير الإسلامية. بكلمات أخرى: لم تكن الجماعة - الأمة -
المسلمة ترى الآخر في مسيحييها، بل
كانت ترى نفسها فيهم أيضا، فهم هي، في
صيغة خاصة، مغايرة. وكل مساس بهم يعد
مساسا بوجودها وتكاملها وطريقتها في
العيش، كما في تسامحها، الذي كان
معياره الرئيس الموقف من المسيحيين
وديانتهم. بينما استعرت في الوقت على
جبهات التنوع الإسلامي الخاص صراعات
قاسية لم تعرف التسامح في أحيان وحالات
كثيرة. بدورهم، اعتبر المسيحيون
أنفسهم جزءا تكوينيا من جماعة تاريخية
سابقة للدولة والسياسة، فلم يروا
حقوقهم بدلالتهما، لأن الجماعة نفسها
لم تكن تنكر عليهم حقهم في الصعود
والارتقاء داخلها، دون تمييز اجتماعي
أو أخلاقي، حتى أنها سمحت لهم في بعض
الحالات باستثناءات تتعلق بدورهم
العسكري في الدولة، الذي كانوا عادة
وتقليديا بمنأى عنه . هل فقد مسيحيو العصور الحديثة هذا الدور
وتحولوا من جزء في جماعة تاريخية إلى
جزء من سلطة طارئة وعابرة، فبدلوا
دورهم وغربوا أنفسهم عن حاضنتهم
المجتمعية، التي كانت السلطة من
خارجها معظم الوقت؟ وهل يعبر الرقص
الحديث عن هذا الموقف بالطريقة الفظة
التي يتقنها منخلعون عن الواقع يجهلون
أو يزدرون تاريخهم، يظن من رباهم كنسيا
على عنصرية دينية قاتلة أنهم يجب أن
يكونوا كأسلافهم خدما للسلطة، وأن
عليهم تمضية أعمارهم في اتقاء شرورها
وخطب ودها ولعق قفاها؟ إذا كان هؤلاء قد أصبحوا جزءا من السلطة،
فما هي المزايا التي عادت عليهم من
لذلك؟ هل يبرر التحاقهم بالسلطة
انفكاكهم عن الجماعة التاريخية، التي
لطالما انتموا إليها وتكفلت باستمرار
وجودهم بينها، وبتمتعهم بقدر كبير من
الحرية الدينية والمدنية، علما بأنها
هزيمتها على يد السلطة الحالية ليست
غير ضرب من المحال أو من المصادفات
العابرة؟ هل وازن هؤلاء بين الربح
والخسارة، وقرروا الرقص على جثث
الجماعة؟ وفي هذه الحالة، ألا يرون ما
وقع للمسيحيين في العراق، حيث كان
ارتباطهم بالسلطة المسوغ الذي استخدمه
مجانين الإسلاميين للقضاء على وجودهم
في بلاد الرافدين؟ وهل فكر المسيحيون
بالمعنى التاريخي الهائل للتغيير الذي
يشهده العالم العربي الآن،
وبانعكاساته على الجماعة التي ينتمون
إليها وعليهم هم أنفسهم، ويرجح أن
تعقبه حقبة نهوض غير مسبوقة ستبدل
أوضاع المجتمعات والدول، ستكون قيمها
متفقة لأول مرة في تاريخنا مع القيم
التي يقوم عليها العالم الحديث،
وستتيح مصالحة تاريخية تطوي صفحة
الصراع بين عالمي الإسلام والمسيحية
الأوروبية، الذي بدأ عند نهاية القرن
السابع الميلادي واستمر إلى اليوم،
دون أن يتأثروا هم بنتائجه، مع أنه شهد
مراحل حلت خلالها هزائم جسيمة
بالمسلمين؟ يبدو أن الكنائس المسيحية
لا تفهم ما يجري، ولا تفكر بلعب أي دور
جدي فيه، وأنها تفوت السانحة الفريدة
على الجماعة التي تنتمي إليها، وهي في
غالبيتها من المسلمين، وعلى نفسها،
وتفضل البقاء حيث هي: إلى جانب الظلم
والاستبداد، والرقص على أشلاء الأموات
المظلومين. والآن، وبما أن الدين ليس ملك الكنيسة،
التي تبلد شعورها وفقدت علاقتها مع
الواقع ومع حساسية المسيحية
الإنسانية، ولأن للعلمانية الحق في
ممارسة وفهم الدين بالطريقة التي
تريدها، خارج وضد الكنيسة أيضا، فإنني
أدعو العلمانيين من مسيحيي المولد إلى
فتح نقاش أو عقد ندوة حول موضوع وحيد هو
سبل إعادة المسيحيين إلى موقعهم
الصحيح من الجماعة العربية /
الإسلامية، وإلى دورهم الثقافي /
المجتمعي في خدمتها، بعيدا عن أية سلطة
غير سلطة الجوامع الإنسانية
والمشتركات الروحية والمادية التي
تربطهم بها، في زمن التحول الاستثنائي
الذي لا سابقة له في تاريخ العرب،
ويمثل فرصتها لامتلاك وبناء الدولة
التي تعبر عن حريتها وحضورها في شأن
عام عاشت المسيحية فيه وبفضله، لأنه
كان مرتبطا بالدولة في مفهومها المجرد
والسامي، ومنفصلا عن شأن سلطوي
استبدادي الطابع والدور، مما حمى
المسيحية من شرور وبطش السلطوية
وغرسها بعمق حاضنتها الطبيعية،
المستقلة نسبيا عن السلطة والسياسة،
بفضل الإسلام وفضائه الإنساني:
المتسامح والرحب . إذا كان العلمانيون في الدول العربية
المختلفة يدركون أهمية هذا التحول
التاريخي، الذي يجب أن يرد المسيحية
إلى مكانها الصحيح من مجتمعاتها، فإن
واجبهم يكون المبادرة إلى فتح هذا
النقاش أو عقد هذا المؤتمر الذي لا بد
أن يضم ممثلين عنهم يلتقون في بيروت أو
القاهرة، يتدارسون خلاله كل ما هو
ضروري لرد المسيحية إلى موقعها
التاريخي كجزء من المجتمع العربي /
الإسلامي، يخوض معاركه ويشاركه مصيره،
يفرح لفرحه ويحزن لحزنه، ويرفض اعتبار
نفسه جزءا من سلطاته أو خادما لديها،
فيتقاسم مع مواطنيه أقدراهم، سهلة
كانت أم صعبة. بغير ذلك، لن تبقى
المسيحية في هذه المنطقة، وسيكون
مصيرهم كمصير النظم التي يخدمونها: على
كف عفريت، خاصة إن انتصرت بالفعل
جماعات الإسلام السياسي المتطرفة،
التي ينتحرون اليوم انتحارا مؤكدا
لشدة خوفهم غير المبرر منها، ولا يجدون
طريقة يردون مخاطرها بواسطتها عن
أنفسهم غير الارتباط المجنون باستبداد
يعلمون تماما أنه إلى زوال مهما طال
الوقت، وأن طريقهم إلى التوطن في قلوب
وعقول مواطنيهم لا يمكن بحال من
الأحوال أن يمر من خلاله أو على جثث
ضحاياه . باختصار شديد: إما أن تغير الكنيسة
مواقفها وتعود ثانية إلى كنف مجتمعها
العربي / الإسلامي، أو أن يؤسس
العلمانيون كنيسة مدنية تأخذ
المسيحيين إلى حيث يجب أن يكونوا،
مواطنين حريتهم جزء من حرية مجتمعهم
وفي خدمتها. وللعلم، فإن التاريخ لن
ولا يجوز أن يرحم أحدا: كنسيا كان أم
علمانيا، إن هو وقف جانبا، أو رقص على
جثث من يموتون من أجل حريته! ============================= مهنا الحبيل نقلا عن نشرة سورية الحرة 12/8/2011 مع مطلع شهر رمضان المبارك كان هناك
حراكان بدا أنهما متوازنان في القوة
إلاّ أنّ إرادة أحدهما كانت أقوى وأطول
نفسا رغم أنّها سلمية تمثّلت بحركة
الثورة السورية ونهر دمائها المتدفق,
وكان الحراك الآخر وهو من النظام
الحاكم شرسا وعنيفا ودمويا لكنه ظهر
كالوحش المُنهك الذي اجتمعت عليه
أسراب الصغار من أبناء ضحاياه كلما بدأ
يطارد ضحية غَرس في خاصرته المناضلون
الصغار رمحًا صغيرا يستنزف طاقته
ويلوي أقدامه. وقد تجسّد ذلك فعليا في صورة نظام الرئيس
الأسد وعائلته المحيطة به وجهازه
الأمني, وبدت هذه الصورة واضحة للمراقب
وهو يتأمل مشهد اندفاع الجيش السوري
وميلشياته من شبّيحة وغيرهم في ثلاث
مذابح متتالية بدأت بحماة فحمص ثم دير
الزور وحتى كتابة هذه السطور لا يزال
القتل جاريًّا. ومع ذلك فإن استطلاع المستقبل يبدو
بارزًا كشاهد منهجي يتنقل في رصد
الثورة السورية ويعطي دلائل على أنّ
المذابح الأخيرة كانت أكبر مظهر لترنح
النظام وسقوطه. مشروع الشهادة القوة الحاسمة دعونا نتأمل هذا المنعطف بدقة تقودنا
لاستشراف واقعي, فمرةً أخرى تعود بنا
الصورة لتأكيد ما ذكرناه من دراسات
متتالية عن الثورة السورية وهي أنّ
وحشية النظام لا حدود لها ولا نحتاج
هنا إلى إعادة ذلك البرنامج المتنوع من
القتل وهدم البيوت بالقصف الثقيل،
فرمزية ذبح طفل حماة نحرًا كافية وحدها
للدلالة على عقيدة قطاع الجيش
العقائدي المؤمن برابطه الفئوي مع
النظام. لكن هنا علينا أن نتأمل في الصورة جيدا،
فرغم فظاعة المشهد دخل النظام مذبحة
حماة الثانية وهو في حال استنفار قصوى
وبدأ سلسلة القصف الذي ذهب ضحيته
أربعمائة شهيد في الساعات الأولى
كسيناريو يستدعي مذبحة حماة الأولى
التي تنتهي في تقديره بإخضاع الشعب
كاملا وبدء تصفية الثورة السورية, فما
الذي جرى؟ خلال ساعات بل خلال قصف النظام لحماة
وأدائه التنفيذي للمذبحة كانت حمص في
برنامج العصيان العام وتشهد أحياؤها
حركة احتجاج واسعة, ورغم أنّ النظام
كان قد بادر باجتياحها عسكريا فإنّ
حركة التصعيد الاحتجاجي جاءت قوية في
حمص واستطاعت أن تُنظم حركة مشاغلة
وهذا هو المهم في خريطة الإنهاك الثوري
للنظام في ذات التوقيت لمذبحة حماة,
وساعات أيضا صعدت فيها دير الزور وهي
من أقوى مناطق المقاومة المدنية
للنظام فانتقل إلى دير الزور مع بقاء
قواته في حماة. وخاضت دير الزور معارك فدائية بصدور
أبنائها السلميين الذين خرجوا تحت
القصف الثقيل في ظهيرة رمضان يتظاهرون
ويطالبون بقوة بإسقاط النظام, ثم تحركت
الرستن مع بقاء المظاهرات مستمرة
جزئيا في حمص وفي دير الزور وقام الجيش
أيضا باجتياحها, ثم انتقل التمرد
الاحتجاجي الفدائي إلى معرة النعمان
وقصدها الجيش والشبيحة... كل ذلك خلال
أيام, ولم يتمكن النظام من تحقيق أي
نسبة من انتصاره على الثورة بمذبحة
حماة الثانية بل فاجأته الثورة في مدن
عدة من جديد بحركة فدائية استشهادية
أجزم بأنها الأبرز في تاريخ الثورات
العربية المعاصرة. وهكذا أضحى النظام عاجزا عن بسط إرادته
على الشعب بل اشتعل جنونه أمام قرار كل
شرائح الشعب العمرية وخاصة الشباب
الانخراط في حركة فداء لحماة أو لأي
مدينة يُركّز النظام على سحقها بحيث
تُحقّق الثورة داخلها مدارات انتفاضة
ووحدة وطنية تضامنية أسطورية بين مدن
القطر انتهت فعليا إلى فشل النظام في
آخر وأدّق وأخطر دورة عنف اندفع فيها
وهو يعاني من أزمة عنيفة تحيط به من كل
الاتجاهات, وخاصة حركة التمرد العسكري
للمجندين والانضمام إلى طلائع الضباط
الأحرار المنشقة رفضا لسياسة القتل
التي أسهمت اشتباكاتها البسيطة في
تشتيت حراك الجيش واضطرابه وقد تعرض
عدد منهم للتصفية. أي بالمنظور الإستراتيجي الدقيق فإنّ
إفشال الثورة لقرار سحق أي من مدنها
وتحولها إلى دورة كفاح سلمي وتنافسهم
في تقديم الشهداء حقق في المدار الأخير
نصرًا إستراتيجيا هو الذي أعطى رسالة
للعالم والمحيط الإقليمي العربي
والتركي والدولي بأن لا سبيل لسحق
الثورة السورية, حيث آمن المراقبون
السياسيون وجهات الرصد الدولي
والسياسي بأن قرار هذه الثورة مستقل
بإرادة وطنية فدائية لا تخضع مطلقا لأي
محاصرة أو ضوء أخضر أُعطي للنظام في كل
مدارات الثورة, وأن الإرادة المنتصرة
كقراءة سياسية للمراقبين هي إرادة
الثورة ميدانيا. وبالفعل ظهرت آثار هزيمة إرادة النظام
بعد جمعة "إن الله معنا" وأضحى
مكشوفا إستراتيجيا أمام انتصار الشعب،
ففهم العالم الرسالة سواءً كان
متضامنا أو براغماتيا مصلحيا وهم
الغالبية العظمى. رسائل الثورة تخنق المحيط ومن الواضح أنّ هذا البعد الذي صنعته
الثورة في رسالتها الكبرى قرئ وفقًا
للمدار الذي قدمناه وهو أنّ السلاح
المركزي للنظام وهو القتل يفشل
وبالتالي كان تأكيدًا لهذا المعنى أن
تأتي رسالة الفزع من أكثر عواصم العالم
دفاعا عنه بعد طهران وهي موسكو. فهل كان موقف الرئيس مدفيدف شخصيا الذي
أعلنه للرئيس الأسد وكأنّه رسالته
الأخيرة بسبب تأثّره بدماء شهداء
الشعب السوري أو وحشية المجازر؟ الفهم الأولي لطريقة الروس في إدارة
علاقتهم مع حلفائهم الذي يدركه كل
المراقبين يدل على أن الروس لا يُبالون
بالدماء مقابل مصالحهم, وإنّما أيقنوا
بأنّ سلسلة المجازر التي نفذّها
النظام في حلقته الأخيرة كانت في سياق
جنوني يُعجّل عليه بصورة كارثية عوامل
السقوط في مواجهته لقوة الإرادة
الشعبية, وبالتالي أيقن مدفيدف بأنّ
الحليف الأحمق يَهدم بناءَهُ الأخير
بيديه فوجّه رسالته لبشار شخصيا
منذرًا بمستقبله الحزين. وآخرون التقطوا الرسالة وسبق أن أكدنا أنّ تجارب واشنطن الصعبة مع
تغير الأنظمة فجأة في العهود الثورية
جعلتها أكثر حذرا في انتظار مآلات مصير
الأنظمة ولذلك فقد كان إعلانها
الأخير، ضمن خطتها في اتخاذ موقف مع
المستقبل الجديد. وبغض النظر عن أي مساع لواشنطن لتطويق
مستقبل سوريا الدولة المدنية والحرية
الثورية خشية على مصالحها فإنّ
تشديدها على فقدان النظام لشرعيته, بدا
الرد الأخير على رامي مخلوف وكون
استقرار النظام ضامن لاستقرار تل
أبيب، فهُنا واشنطن لم تعُد مؤمنة
بقدرة النظام على البقاء, أي أنها ترى
أنه زائل لا محالة ولم يعد بالإمكان
تأمين تل أبيب عبره كما جرى في العقود
الماضية, وهنا الرسالة التي تعنينا من
تأكيد فقدان الشرعية واتخاذ تل أبيب
إجراءات أمنية طارئة تحسبا للمستقبل
الجديد. تغيُّر الموقف الخليجي كان لافتا في المشهد العام تغير الموقف
الخليجي إضافة إلى محاولة نبيل العربي
أمين الجامعة العربية التخفيف من آثار
تأييده السابق للنظام السوري بعبارات
قلق وتردد, لكن من غير شك أنّ خطاب
العاهل السعودي كان الأبرز من حيث سقف
إعلانه موقفه من المذابح وتركيزه على
مخاطبة الشعب السوري وسحبه سفيره, وإن
وجّه الحديث إلى الأسد عن الإصلاح فهي
ناحية برتوكولية لا أكثر. إذ إنّ الجميع يعلم أنّ حديث الإصلاح أضحى
صفحة من التاريخ الماضي لا أكثر, غير
أنّ تبني السعودية لموقف صريح يعترف
بحتمية التغيير لا يتطابق مع موقفها من
الثورات الأخرى ولا مع طريقة تعاطيها
الدبلوماسي, المهم أن تحول هذه الزعامة
التي لها مواقف مشابهة في إطار شخصيتها
الذاتية أضحى بُعدًا مؤثرا في حركة
المشهد الدولي والإقليمي. ويهمني هنا أن أعيد التأكيد على ما ذكرناه
في المقال السابق عن ارتباك الموقف
الإيراني الذي هدد الخليج في مقابلة مع
الأخبار اللبنانية بتحريك أذرعه فيه
ضد الدول الخليجية تضامنا من نظام
الرئيس بشار, وذكرنا في حينها أن هذا
التصريح خطير ومضطرب ويبدو أنه جاء
الآن في الاتجاه المعاكس لرسالة
المسؤول الإيراني في الأخبار
اللبنانية. أين سيتوجه برنامج خطاب السعودية الجديد
هل سيتحول إلى دعم تنفيذي معنوي
وإعلامي وسياسي للشعب السوري أو سيظل
موقفا معنويا معلنا, في كل الأحوال
كانت رسالة مهمة في توقيتها وذات تأثير
سلبي على توازنات النظام وتفسح من خلال
العواصم الخليجية مدارات تفاعل شعبي
كبيرة مع الثورة السورية. وفي ذات المسار فإن تطور أحداث الثورة
وتوثيق المشاركة الأمنية الإيرانية
وعناصر حزب الله اللبناني أصبحَا
مؤثّريْن ومقلقين للطرفين، حيث أصدرت
طهران وحزب الله بيانات دفاعية عن
موقفهما بعد أن كان التضامن مع النظام
كليا محل اعتزاز معلن من طهران وحزب
الله. وهذا التضامن مستمر لكن المقصود ضعف
موقفيهما أمام توثيق المشاركة الأمنية
لهما ضد الشعب وتعزيز الامتعاض الشعبي
العربي من مشروع طهران الطائفي وحزب
الله ووضعية شراكته مع نظام الأسد,
ورغم أنّ هناك من يحاول جر هذا المأزق
الإيراني إلى مجمل الحالة في المنطقة
لتبرير الدفاع عن النظام وتحديدا خيار
سقوطه, فإنّ هذا الجدل هدفه خطير من
ناحية إذكاء هذه المشاعر في المنطقة
لتخلق حاجز ردع وهمي يحول دون سقوط
النظام وكأن كفاح الشعب السوري وحريته
قربان فداء على الثورة السورية أن
تقدمه بحسب موقف أنصار إيران في
المنطقة من المثقفين العرب. قيادة الثورة والوعي المركزي وهذا التقاطع الذي يتحصّل عليه الشعب
السوري وينتزعه عبر صموده إنما هو جزء
مشروع للثورة التي واجهت منفردةً خصما
طالما لعب بطاقاته مع المحيط الإقليمي
والدولي لمصالحه على حساب مصالح الشعب. والمؤشرات القائمة تُدل على إمكانية
قيادة الداخل التي أعلنت وأعلنت معها
المعارضة الخارجية رفضهم لأي تدخل
عسكري خارجي وأثبتت قوتها ووحدتها
ومراعاتها لحقوق الطوائف في أكثر
الأزمات التي مرت على سوريا الحديثة,
في حين كان حليف النظام السوري وهو
طهران محطة العبور عبر أرضه وسياسته
وثقافته لتحطيم العراق ووحدته
الاجتماعية، أفلم يكن أجدى بالمثقفين
العرب حلفاء طهران ودمشق وعظ أصدقائهم
في إيران بدل التحريض على الشعب
السوري؟ مرة أخرى يعيد الزمان دورته مع الثورة
السورية وتتحرك تركيا فقط حين رأت قرار
الشعب السوري على الأرض فتتضاعف
الأحمال على النظام, ولكن هذه العودة
باتت في المشهد الأخير من ترنح النظام,
والغريب تلك الصورة التي قرأتها في
إيمانية الشعب وفعاليات الثورة, بأن
شعورهم بأن روح رمضان التي تفاءلوا بها
كثيرا رغم الآلام والدماء والفداء
تقودهم إلى عيدٍ مختلف هذا العام.. عيد
مجيد تلبس فيه سوريا الحرية وتصلي
للشهداء وتغني لمناضليها.. قد عادت
دمشق عربية قوية من جديد. ========================== الثورة السورية ومواقف
الدول الإقليمية... حازم عيّاد السبيل 10/8/2011 تميزت الثورة السورية عن سواها من
الثورات العربية بارتفاع نسبة الشهداء
من الاطفال دون سن الخامسة عشرة من
طلاب مدارس وأطفال روضة ورضع وأطفال
خداج، فآخر الاحصاءات تشير إلى ارتفاع
عدد الشهداء من الاطفال في الثورة
المندلعة على النظام القمعي الى اكثر
من 120 شهيدا، وهو رقم لا نجد له مثيلا في
أي من الثورتين المصرية والتونسية ولا
حتى الثورتين اليمنية والليبية، وذلك
على الرغم من دموية القمع التي واجه
فيهما القذافي وعلي صالح الثوار في
اليمن وليبيا. ثورة رموزها أطفال: المفارقة العجيبة في الثورة السورية ان
من فجرها كان أيضا من الاطفال (طلاب
مدارس في درعا كانوا يلهون بالكتابة
على جدران مدرستهم عبارات تدعو لاسقاط
النظام)، والاشد غرابة في الثورة
السورية ان دماء الاطفال هي ايضا ما
يؤججها ويزيدها زخما واشتعالا ويوسع
من دائرة التعاطف معها. لم تتوقف الامور
عند هذا الحد فالثورة السورية اشتهرت
ايضا برموزها من الاطفال (كحمزة الخطيب)
، وبالرغم من تجاوز عدد الشهداء 2000
شهيد، الا ان قصص استشهاد الاطفال هي
الاكثر تداولا، لتصح صورهم ايقونات
منتشرة في انحاء مختلفة من سوريا
والعالم العربي. هذه هي الصورة الدموية التي رسمها نظام
الاسد لنفسه خلال الاشهر الستة
الماضية، وهي صورة وقفت بعض الدول
امامها إما صامتة متفرجة او منددة
مناورة بحثا عن صفقات وتسويات،
والاسوأ من ذلك كله كان عبارات الدعم
والتأييد التي قدمتها دول اخرى لنظام
الاسد بالرغم من قمعه ودمويته في
التعامل مع شعبه، فلا هي نددت ولا هي
صمتت فأراحت واستراحت. دول تدعي أنها
ثورية وأنها تهتم بأمر المسلمين وتدرك
حرمة دمائهم وتسوق نفسها كقلعة في
مواجهة الغرب الطامع، دول كان الاجدى
بها ان تصمت وأن تعيد النظر في
سياساتها وتقديراتها الاستراتيجية
للمواقف المتحولة في العالم العربي،
حتى لا تتعاظم خسائرها ليمتد تأثيرها
إلى عقر دارها بحسب رأي بعض الخبراء
والمراقبين. أخطاء استراتيجية: إصرار بعض الدول والهيئات في العمل على
الترويج لنظرية المؤامرة المستهدفة
لسوريا، جاءت في سياق دفاع حلفاء
النظام السوري عن مواقفهم الداعمة
لعمليات القمع والاستئصال التي اتبعها
نظام الاسد، ومثل في نفس الوقت جهلا
فاضحا وتجاهلا واضحا لطبيعة نظام
الاسد الذي استهدف نفسه منتحرا مطلقا
الرصاص على شرعيته منذ اللحظة الأولى
لاندلاع المواجهات في درعا عقب اعتقال
الاطفال الثلاثة الذين كتبوا على جدار
المدرسة عبارات مناهضة للنظام. خطأ استراتيجي وضع هذه الدول والهيئات
تحت مجهر الشعوب ليطرح أسئلة عميقة حول
مستقبل هذه التيارات وتلك الدول
الداعمة لعمليات القمع والتنكيل التي
تعرض لها الشعب السوري. فليس من المقبول ان تستمر دول اقليمية
تمتلك مصالح مهمة في المنطقة بدعم
عمليات القمع ليس فقط من خلال السكوت
والصمت المذموم بحد ذاته، بل من خلال
التصريحات التي تروج لنظرية المؤامرة
ونظرية الاستهداف لتبرير القمع والقتل
الموجه الى الشعب السوري الاعزل. اذا كانت روسيا الشريك التجاري والعسكري
قد وجدت في الحفاظ على موقفها وصمتها
حرجا ما دفعها الى التحذير من خطورة
ارتفاع وتيرة القمع، في اشارة الى
رغبتها في تدارك الموقف والحفاظ على
مصالحها ومكانتها في العالم العربي،
وإذا كانت الولايات المتحدة ومعها
فرنسا وأوربا قد تنازلت من قبل في مصر
وتونس وليبيا وضحت بحلفائها مبارك
والقذافي وبن علي مقابل ايقاف نزيف
الخسائر الاستراتيجية ومنع تدهور
مفاجئ في نفوذها في المنطقة فإن الأجدر
بدول اقليمية كإيران أن تعيد التفكير
في مواقفها من النطام السوري قبل فوات
الأوان وبشكل يجعل من الصعب الحد من
خسائرها أو تعويضها في المدى البعيد. مكانة ايران في العالم العربي أصبحت على
المحك، خاصة بعد تدهور الاوضاع في
سوريا واشتداد القمع الممارس من نظام
الاسد على الشعب السوري، فإصرار ايران
على عدم ادانة هذا القمع أو النأي
بنفسها عنه بالامتناع عن تبريره
بالحديث المتواصل عن نظرية المؤامرة
والاستهداف سيلحق بإيران أضرارا
معنوية وسياسية ستتفاقم بمرور الوقت
لتصبح خسارة إستراتيجية يصعب تعويضها
أو معالجتها مستقبلا . فالسياق العام للثورة السورية يقع ضمن
الحراك العام في العالم العربي، ولا
يمكن عزله عن حالة النضوج الفكري
والسياسي والاجتماعي والاقتصادي
للامة العربية وإصرار أي دولة اقليمية
او قوة دولية على تجاهل هذه الحقائق
سيقود الشعوب الى تفسير هذه المواقف
باعتبارها رؤية شوفينية عنصرية موجهة
الى الامة العربية ترى في العرب امة
ادنى من ان تستحق الحرية أو أن تقرر
مصيرها ومسار حياتها، وهو ما سينعكس
على اعادة تعريف العرب للمخاطر
الايدولوجية والفكرية المحيطة كما حدث
في اعقاب الحقبة الاستعمارية البائدة،
حيث سيصعب على كثير من المفكرين
والاستراتيجيين تفسير تلك المواقف او
تبريرها الا في سياق موقف شوفيني
وايدولوجي بحت في ظل صورة قبيحة تشكلت
وتبلورت نتيجة ممارسات هذه الانظمة
وردات فعلها القمعية على دعوات
الاصلاح والتغيير، وهنا مكمن الخطر في
تأثير المواقف وأفعال الدول في هذه
المرحلة الحرجة من الثورات العربية
على مواقف الشعوب من المحيط الدولي
والإقليمي في المستقبل القريب. ======================== مقارنة بين طبيبين
مهاتير محمد وبشار الاسد مجموعة نبيل القدس 10/8/2011 ماليزيا بلد مساحته 320 ألف كيلو متر مربع و
عدد سكانه 27 مليون نسمة ، أي مثل عدد
سكان سوريا. حتى سنة 1981 كان الماليزيون يعيشون فى
الغابات ، ويعملون فى زراعة المطاط ،
والموز ، والأناناس ، وصيد الأسماك …
وكان متوسط دخل الفرد أقل من آلف دولار
سنوياً… والصراعات الدينية ( 18 ديانة)
هي الحاكم … حتى أكرمهم الله برجل أسمه
مهاتير محمد. مهاتير هو الابن الأصغر لتسعة أشقاء ، و
الدهم مدرس ابتدائي راتبه لم يكن يكفي
لتحقيق حلم ابنه “مهاتير” لشراء عجلة
يذهب بها إلى المدرسة الثانوية فما كان
منه إلا أن عمل “بائع موز” بالشارع
حتى حقق حلمه ، ودخل كلية الطب فى
سنغافورة المجاورة … و أصبح رئيساً لإتحاد الطلاب المسلمين
بالجامعة قبل تخرجه سنة 1953 ليعمل
طبيباً فى الحكومة الإنجليزية المحتلة
لبلاده حتى استقلت ماليزيا في سنة 1957،
ففتح عيادته الخاصة ك “جراح” و خصص
نصف وقته للكشف المجاني على الفقراء
مما أهله للفوز بعضوية مجلس الشعب سنة
1964 الذي عمل فيه مدة خمس سنوات ثم تفرغ
لتأليف كتاب عن “مستقبل ماليزيا
الاقتصادي” في سنة 1970. تم انتخابه “سيناتور” في سنة 1974 ، و تم
تعيينه وزيراً للتعليم في سنة 1975 ، ثم
مساعداً لرئيس الوزراء في سنة 1978 ، ثم
رئيساً للوزراء في سنة 1981 لتبدأ في نفس
العام النهضة الشاملة لماليزيا. ماذا فعل الطبيب الماليزي لماليزيا؟ أولاً: رسم خريطة لمستقبل ماليزيا حدد
فيها الأولويات والأهداف والنتائج
التي يجب الوصول إليها خلال 10 سنوات .. و
بعد 20 سنة .. حتى سنة 2020 !!! ثانياً : قرر أن يكون التعليم والبحث
العلمي هما الأولوية الأولى على رأس
الأجندة ، وبالتالي خصص أكبر قسم في
ميزانية الدولة ليضخ في التدريب
والتأهيل للحرفيين .. والتربية
والتعليم .. ومحو الأمية .. وتعليم
الإنجليزية .. وفي البحوث العلمية .. كما
أرسل عشرات الآلاف كبعثات للدراسة في
أفضل الجامعات الأجنبية. ثالثاً : أعلن للشعب بكل شفافية خطته
وإستراتيجيته ، وأطلعهم على النظام
المحاسبي الذي يحكمه مبدأ الثواب
والعقاب للوصول إلى “النهضة الشاملة”. فصدقه الناس ومشوا خلفه مبتدئين بقطاع
الزراعة ، فغرسوا مليون شتلة نخيل زيت
فى أول سنتين لتصبح ماليزيا أولى دول
العالم فى إنتاج وتصدير زيت النخيل!! وفي قطاع السياحة .. قرر أن يكون الدخل في
عشر سنوات هو 20 مليار دولار بدلاً من 900
مليون دولار سنة 1981 ، لتصل الآن إلى 33
مليار دولار سنوياً .. و كي يستطيع
الوصول إلى هذا الدخل ، حول المعسكرات
اليابانية التي كانت موجودة من أيام
الحرب العالمية الثانية إلى مناطق
سياحية تشمل جميع أنواع الأنشطة
الترفيهية والمدن الرياضية والمراكز
الثقافية والفنية .. لتصبح ماليزيا مركزاً عالمياً للسباقات
الدولية فى السيارات ، والخيول ،
والألعاب المائية ، والعلاج الطبيعي. وفي قطاع الصناعة .. حققوا فى سنة 1996 طفرة
تجاوزت 46% عن العام الذي سبقه بفضل
المنظومة الشاملة والقفزة الهائلة فى
الأجهزة الكهربائية ، والحاسبات
الإلكترونية. وفي النشاط المالي .. فتح الباب على
مصراعيه بضوابط شفافة أمام
الاستثمارات المحلية والأجنبية لبناء
أعلى برجين توأم فى العالم .. بترو ناس ..
يضمان 65 مركزاً تجارياً فى العاصمة
كوالالمبور وحدها .. و أنشأ البورصة
التي وصل حجم تعاملها اليومي إلى
ملياري دولار يومياً. أنشأ مهاتير محمد أكبر جامعة إسلامية على
وجه الأرض و التي أخذت بالتطور لتنضم
إلى قائمة أهم خمسمائة جامعة فى العالم
يقف أمامها شباب الخليج بالطوابير ،
كما أنشأ عاصمة إدارية جديدة أسمها putrajaya بجانب العاصمة التجارية كوالالمبور و
بنى فيها مطارين بالإضافة إلى الطرق
السريعة و عشرات الفنادق ذات الخمس
نجوم و غيرها تسهيلاً للسائحين
والمستثمرين الوافدين من الصين والهند
والخليج ومن كل بقاع الأرض. باختصار .. استطاع مهاتير محمد من 1981 إلى
سنة 2003 أن ينقل بلده من بلد متخلف مهمل
إلى دولة حضارية تتربع على قمة الدول
الناهضة التي يشار إليها بالبنان و
البنيان. و ترافق هذا الأزدهار مع
تضاعف دخل الفرد الماليزي من 1.000 دولار
عام 1981 إلى 16.000 دولار سنوياً عام 2003…
أما الأحتياطي النقدي فقد أرتفع من 3
مليارات إلى 98 ملياراً ، ووصل حجم
الصادرات إلى 200 مليار دولار. لم يظلم أبناء شعبه و لم يزج بهم في السجون
بل كان يقول – أنت ماليزي و يجب أن تفخر
بنفسك – و رغم كل الإنجازات التي تحققت
على يديه لماليزيا فهو لم يطلب يوماً
من ابناء شعبه أن يقدموا أي ولاء لشخصه
، بل كان يحثهم على العمل و الإنتاج. مهاتير محمد الذي مافتئ ينتقد أنظمة
الغرب لم ترهبه إسرائيل و لم يعترف بها
كدولة. مهاتير محمد لم ينتظر معونات
أمريكية أو مساعدات أوروبية ، ولكنه
اعتمد على الله ، ثم على إرادته ،
وعزيمته ، وصدقه ، وراهن على سواعد
شعبه وعقول أبنائه ليضع بلده على
الخريطة العالمية ، فيحترمه الناس ،
ويرفعوا له القبعة!!! في سنة 2003 و بعد 21 عاماً قضاها في خدمة
بلده قرر بإرادته المنفردة أن يترك
الحكم ، رغم كل مناشدات شعبه التي كانت
تحثه للبقاء ، تاركاً لمن يخلفه خريطة
طريق و خطة عمل اسمها “عشرين.. عشرين”
و هي ترمز إلى شكل ماليزيا سنة 2020 والتي
يفترض أن تصبح رابع قوة اقتصادية فى
آسيا بعد الصين ، واليابان ، والهند. مهاتير محمد ، الذي بكاه الشعب الماليزي
عندما غادر السلطة ، يعيش الآن في
ماليزيا مثله مثل اي مواطن آخر من
الطبقة الوسطى ، منزل ريفي بسيط و
سيارة و مرتب تقاعد . سيبقى الشعب الماليزي ينظر باحترام لهذا
الطبيب الفقير و ستبقى ذكراه حية في
قلوبهم في الأبد. أما طبيبنا فهو أبن الرئيس الراحل حافظ
الأسد ، وهو طبيب عيون، تخرج من جامعة
دمشق، ودرس مدة ستة أشهر في لندن ثم عاد
اثر وفاة شقيقه الاكبر باسل. لايعرف معنى الفقر و الحرمان و لم يتذوق
في حياته معنى الكفاح و النضال. و كأي
أبن من ابناء سلاطين العرب فهو لم يقل
له أحد كلمة “لا” بل كل ما كان يسمعه
هو “أمرك”. و رغم افتقاره لأية خلفية أو معرفة او
خبرة بشؤون إدارة دولة فقد أستلم الحكم
وراثة عن أبيه ، و سلبط على أجهزة و
إدارات الدولة المدنية و العسكرية و
الحزبية ، و أصبح هو نفسه يشغل كل
المناصب القيادية في سورية ، رئيس
الجمهورية ، القائد العام للجيش ، و
الأمين القطري للحزب القائد ، و أطلق
على نفسه العديد من الألقاب الفخرية
كدرع العرب و حامي البلاد و الممانع و
القائد الضرورة. مع توليه السلطة أطلق بشار شعار “انتهى
عصر البناء و بدء عصر العطاء” و
المقصود بعصر البناء هو فترة حكم
الرئيس الراحل. و لأن الشعب لم ينال أي
شيئ من هذا العطاء رغم مضي سنتين على
إطلاقه فقد اطلق بشار عام 2002 شعار “محاربة
الفساد” إلا أن هذا الفساد أخذ يتكاثر
و يتضاعف و ينتشر كالنار في الهشيم حتى
أتى على الدولة بأكملها خلال عامين. بعدئذ غير بشار الشعار و قال “الإصلاح”
معتمداً على خطط للسير نحو الإنفتاح
الأقتصادي و ترافق هذا مع تحويل العديد
من القطاعات العامة إلى قطاعات خاصة. إلا أن النتائج و الأرقام كانت تظهر الفشل
التام في كافة النواحي الأقتصادية. أهمل بشار شعار “الأصلاح” بعد ملل الناس
من سماع هذه الكلمة و رفع شعار “التطوير
و التحديث”. الحقيقة لم يدري أحد ماهو
هذا التطوير و ماهو هذا التحديث. تطوير
ماذا و تحديث ماذا؟ هل هو تطوير أدوات
الفساد الذي لم يستأصل؟ هل هو تحديث
أدوات نهب مقدرات الدولة؟ كيف يمكننا
أن نتطور و نتحدث في ظل الفساد و
التخريب المنظم المنتشرين!!؟ كيف يمكن أن تنهض سوريا و قد استبيحت من
قبل أقرباء بشار و أعوانه ، بشكل لم
يسبق له مثيل . حتى اصبح اقتصاد أبن خاله رامي مخلوف أقوى
بمراحل من أقتصاد الدولة بأكملها!!؟ بالمقابل ، قام طبيبنا بتكميم الأفواه
منعاً للنقد ، و سلط أجهزة الأمن على
المواطنين ، ترهيب و اعتقال و سجن و
تعذيب. و رغم كل استبداه و ظلمه
للمواطنين ، و رغم فشل في تحقيق أدنى
متطلبات و طموحات الشعب ، فقد أجبر
الناس على السير بالشوارع رافعين
لافتات “منحبك”!! الخلاصة .. و الكلام ليس من عندنا – بل
بشهادة كل التقارير الصادرة عن مؤسسات
و هيئات الدولة – فإن بشار لم يجلب
لشعبه سوى الفقر و لم يجلب لبلده سوى
التخلف على جميع الأصعدة – في التعليم
و الزراعة و الصناعة و التجارة و
السياحة – و أيضاً لم تزيد حقوق
الأنسان في عهده سوى انتهاكاً. مع كل هذا نرى بشار مقتنعاً تماماً أن كل
ما يفعله صحيح و هو مصراً على
الأستمرار بالحكم مستنداً على أداتين
رئيسيتين لتحقيق هدفه – التلاعب
الطائفي – و – مسرحية الصمود و التصدي
– مضافاً إليهما البطش الأمني ، و
تجويع الشعب ، و اختراق المعارضة و
تفتيتها قبل النضوج ، و هو ينفق ملايين
الدولارات شهرياً من أجل تحقيق البند
الأخير. بشار سيبقى ممسكاً بالكرسي .. و هو لن
يتركها .. إلا أن يقوم الشعب بلفظه و
يطرده .. كما طرد التونسيون و المصريون
بن علي و حسني مبارك ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |