ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
تاريخ النشر: الثلاثاء 06 سبتمبر
2011 د. طيب تيزيني الاتحاد يكاد لا يخلو بحث أو مقالة يومية ضمن
البلدان العربية من التحدث عما يحدث في
هذه البلدان، خصوصاً ما يتصل بالحراك
الشبابي. وعبر ضبط الموقف يمكن القول
إن قسط سوريا من ذلك هو الأكبر، قياساً
على حالة اليمن الآن وغيرها. وثمة
وضعية مهمة تتعلق بمجريات الحروب
والانتفاضات والثورات، وهي أنه إذا
استمرت هذه المجريات طويلاً، نسبياً،
دون الوصول إلى حسم لصالح أحد الفريقين
المتصارعين، فإنه قد تنشأ حالة من
الاضطراب وافتقاد الحوافز لمتابعة
المواجهة أو الاحتراب. وقد تظهر هذه
الحالة في كلا الفريقين معاً، مِما
يُضعفهما معاً، إلا إذا حصل ذلك في
واحد من الحقلين، ليتعافى لدى الحقل
الآخر. وإذا نظرنا إلى المعطيات الواقعية في هذا
البلد العربي أو ذاك مما تمرّ به هذه
الأحوال (خصوصاً في سوريا)، وبتواتر
متقارب لدى فرِيقيْ الاحتراب، يمكن أن
تواجهنا حالتان اثنتان، تقوم الأولى
على تعاظم حوافز الاحتراب لدى هاتين،
مما يُطيل الصراع ويمدُّ أجله. وهذا هو
المهيمن هنا، في الصراع بين الحركة
الشبابية والنظام بسوريا. ويكون ثمنه
غالياً، خصوصاً في دائرة الشباب
المنتفضين وصغار العسكريين ضمن الجيش
الوطني. ويكون الخاسر الحقيقي الوطن
ذاته. إنها حالة مأساوية وتفتقد الاحتكام إلى
العقل الوطني، إضافة إلى التفريط
بمنظومة القيم الأخلاقية وباستحقاقات
الوطن. فإذا غابت القيم الأخلاقية
الوطنية لأسباب معينة، فإن السؤال
التالي لا يمكن أن يغيب لدى المعنيين
من المحاربين، لأنه مقترن بكياناتهم
الإنسانية: هل يتحول المقاتل إلى آلة
صماء تغيب عنها العواطف والروادع
الإنسانية الأخلاقية؟ كيف يخضع
المقاتل إلى ما يجعله عارياً في عبثيته
القتالية الدموية، مع أن ذلك يحدث بين
مقاتلين ينتمون إلى وطن واحد؟ أليس
ضرورياً أن يطرح هؤلاء أسئلة مصيرية
على أنفسهم، من مثل السؤال المرير
التالي: ماذا إذا غابت الحلول السلمية،
لكن العادلة؟ إن أمراً واحداً على
الأقل لا يمكن إلا يُقرُّ به، ذلك هو:
حين يقوم جيل من الشباب بالتظاهر من
أجل مصائرهم التاريخية، وذلك بطريق
الدعوة إلى إصلاح يُعيد بناء حياتهم
وحياة وطنهم، أليس ذلك من مقتضيات
التطور والتحديث لبلد يضمهم ويمثل
مرجعيتهم؟ في هذا السياق لِيطْرحْ
المرء على نفسه سؤالاً بسيطاً ساذجاً،
ولكن ضرورياً ضرورة الحياة نفسها: إذا
ترك المرء بيته أربعين عاماً أو أربعين
يوماً، دون القيام بمقتضيات الاهتمام
به نظافة وجمالاً وصحة، إضافة إلى
الانتباه إلى أي احتمال يدخل في ضرورات
التحديث العميق له، أيضمن المرء، في
هذه الحالة، الحفاظ على بيته هذا دون
التآكل أو التصدع أو الانهيار؟ ليس في الدعوة إلى مثل ذلك الإصلاح ما هو
شائن، وليس في ذلك رذيلة، أو مؤامرة،
ولا يعني القول بذلك حالة من حالات
الثأر أو الفوضى. إن الإصلاح في العالم
العربي كله يمثل -في مرحلتنا- دعوة إلى
ترسيخ التقدم التاريخي بكل أنماطه.
ولابد من الاعتبار بأن إهمال إصلاح
وطني ديمقراطي في البلدان العربية لم
يعد يعني إهمالاً يذهب مع الريح فحسب،
ولا تأكيداً على مصطلح "العالم
الثالث أو الرابع فحسب"، إنه -مع عصر
النظام العالمي الجديد- فتح أبواباً
جديدة لقانون التبعية له، والعودة إلى
عصر العبودية العالمية. ============ آخر تحديث:الثلاثاء ,06/09/2011 الخليج علي الغفلي زال النظام الحاكم في تونس بفرار رئيسه
إلى خارج البلاد، وانهار النظام في مصر
بانسحاب زعيمه من سدة السلطة، وسقط
نظام الحكم في ليبيا باختفاء قائده من
الساحة السياسية، ووصل النظام في
سوريا إلى طريق مسدود لن يفضي إلا إلى
سقوطه في نهاية المطاف، ومن المؤكد أن
حالة الغموض التي يراوح فيها النظام
الحاكم في اليمن ستنجلي عن رضوخ رئيسها
لقوة التغيير التي قررها الشعب . يؤدي
تجاهل المطالب الشعبية من أجل تحقيق
الإصلاحات السياسية إلى تحولها إلى
المطالبة بتغيير مؤسسات ورموز السلطة،
ويأتي هذا التغيير لينسف أهداف نظم
الاستبداد في الاستدامة على حساب حقوق
وحريات الشعوب . إن نهاية نظم الحكم
الجائرة هي دائماً مخزية، حيث تتربص
بها عواقب الفرار والتنحي والانهيار
التي تعصف بالزعامات البائدة من دون
رحمة . إن اندلاع الثورات ضد أنظمة الحكم في خمس
دول عربية يعد أمراً جللاً، ومن المؤكد
أن هذه الشعوب العربية تعي تماماً ماذا
تفعل، وتعرف ماذا تنشد، وتدرك الثمن
الذي يتعين عليها دفعه من أجل نيل
مطالبها . يفرض نظام الحكم المستبد
القهر، في حين يتنامى مسعى تحقيق
الخلاص لدى الشعب . وتنطوي علاقة
النظام بالشعب على مضامين الإذلال
بأبعادها الفردية والجماعية، فتنهض
النفس البشرية لدى الرجال والنساء
لتسترد متطلبات الكرامة الإنسانية
والوطنية . ويستمد نظام الاستبداد
الجائر أسباب بقائه من أثقال الحرمان
والكبت التي يثبتها على كواهل وصدور
أبناء الشعب، وتأبى روح الحرية إلا أن
تثور على مؤسسات الطغيان وتسحق جبروت
السجان . ويسود الظلم المتعمد بشكل
مؤسسي يصممه وينفذه النظام المتسلط،
وفق ممارسات فاسدة تطال أقوات الناس
وحقوقهم الوطنية في الرفاه والسعادة،
ولكن لا يمكن للظلم أن يستمر من دون أن
يصحبه يقين أقوى بحتمية تحقق العدالة
الشاملة التي يستحقها الوطن والشعب . لا تكمن المشكلة في تطلع الشعوب في هذه
الدول الخمس إلى الحصول على
استحقاقاتها الإنسانية والسياسية،
ولكن منشأ المشكلة هو إصرار نظم الجور
على إنكار الحقوق الشعبية، وتماديها
في الاستخفاف بالاستحقاقات الإنسانية
والوطنية، وتعمدها رفع التكلفة التي
ينبغي على الشعوب والأوطان دفعها من
أجل تحقيق التغييرات المطلوبة . ظلت
النظم السياسية في هذه الدول الخمس
تفتقر إلى الآليات الدستورية المحترمة
التي يمكن أن تضمن للشعوب الحصول على
قيم الحرية والعدالة والمساواة
والكرامة والرفاه التي يستحقها أبناء
وبنات الوطن، ولم تجد زعامات النظم
الحاكمة حرجاً أو رادعاً يمنعها من
الإمعان في قهر وإذلال وظلم عشرات
الملايين من البشر، مستفيدة في ذلك من
غياب الترتيبات المؤسسية المصانة التي
كان ينبغي أن تحكم اختيار أفراد
القيادات السياسية، وتفرض آليات
محاسبتهم، وتوضح الكيفية التي يمكن من
خلالها إزاحتهم حين يقرر الشعب عدم
نفعهم . جاءت الثورة الشعبية في كل واحدة من الدول
العربية الخمس كي تحقق من خلال الإرادة
العامة المندفعة إلى الشوارع
والمياديين، الأغراض السياسية التي
عجزت الترتيبات المؤسسية الفاسدة عن
تحقيقها، فباشرت هذه الشعوب بأسلوبها
الجماهيري الذي تغلب عليه العفوية
المباشرة والبساطة النافذة، تولي مهام
تقييم النظام الحاكم، ومحاسبته،
فأطلقت عليه حكم عدم الصلاحية وتمسكت
بهدف إسقاطه . وكان للإرادة الشعبية ما أرادت بشكل حاسم
في ثلاث دول حتى الآن، وسيكتمل إنجاز
هذه الإرادة في الدولتين المتبقيتين .
نعرف السياسة الخاطئة عندما نراها،
ونعرف أيضاً السياسة الفاسدة عندما
نراها . لم تقتصر معظم السياسات التي
اتخذتها أنظمة الحكم في الدول الخمس
على مساوئ عدم تبني الأهداف السياسية
الأفضل وعدم اختيار البدائل الأكثر
فاعلية حين صنعت قرارات السياسة
الداخلية والخارجية، بل تعدت ذلك إلى
تعمد هذه الأنظمة تبني أهداف سياسية
فاسدة تضر بمصالح الشعوب، وتحميل هذه
الشعوب تكاليف انحياز النظم المستبدة
إلى البدائل السياسية التي لا تخدم إلا
أهداف استدامة الأنظمة الحاكمة وخدمة
مصالح رموزها . إن أهداف وأدوات السياسات الداخلية
والخارجية التي تتخذ من خلال عمليات
نزيهة لصنع القرار، ولكن يتبين خطأ
مخرجاتها في ما بعد، وينبغي أن تخضع
للمراجعة، ولكن تلك السياسات التي
تتسم بالفساد المتعمد الذي يضر
بالشعوب ويهدر مصالح الأوطان وتسهم في
خدمة مصالح زمرة النطام الحاكم
وأقاربهم وأنصارهم فقط يجب أن تخضع
للمحاسبة التي يتبعها فرض العقوبات
العادلة . إن منظومة الفساد السياسي في
الدول العربية التي شهدت الثورات
الشعبية التي هددت قمة السلطة مركبة
وعميقة، وعلى قوام هذه المنظومة سادت
آثام تعمد صدم الشعوب العربية بسياسات
فاسدة بشكل مطلق، بدأ من اتباع
الحكومات العربية سياسات متهافتة تجاه
عنجهية وجرائم “إسرائيل” دفعت
بالشعوب إلى استنتاج أن الوظيفة
الاستراتيجية التي تتكفل بأدائها نظم
الاستبداد العربية هي ضمان بقاء وأمن
الكيان الصهيوني، ومروراً بكثافة نشوب
الخلافات والصراعات العربية العربية،
وتتويجاً بضياع نحو مئة وسبعين عاماً
تنموياً أهدرتها هذه النظم من حياة
التونسيين والمصريين والليبيين
واليمنيين والسوريين . بينما تقف النظم المستبدة في تونس ومصر
أمام المحاكمة القضائية من أجل تحقيق
العدالة، فإن الأجدر أن تخضع النظم
الحاكمة المستبدة لمقتضيات الحوكمة
السياسية التي كان بمقدورها أن تجنب
شعوب الدول الخمس ويلات استبداد
واستغلال وطغيان السلطة . إن مرحلة
البناء الديمقراطي قادمة لا محالة في
هذه الدول الخمس، والأولوية يجب أن
تتوجه إلى بناء نظم سياسية عربية تعترف
بمركزية الإرادة الشعبية العامة من
حيث التقنين والتعبير المؤسسي، وتدعم
أهداف الاستقرار والتنمية والرفاه،
وتعلي غايات الكرامة والحرية
والمساواة والعدالة، وتتضمن مؤسسات
التشريع والتنفيذ الخاضعة لترتيبات
الشفافية، والنزاهة، والمسؤولية
الحكومية، والمساءلة، والمحاسبة . إن
النجاح في تحقيق منجزات إعادة البناء
هذه هي وحدها القادرة على تبرير جدوى
التكاليف الضخمة التي دفعتها الثورات الشعبية الخمس ضد
أنظمة الاستبداد . * رئيس قسم العلوم السياسية،
جامعة الإمارات ============ النظام السوري ووهم
حماية الأقليات! علي حماده النهار 6-9-2011 في حوار جرى قبل شهرين، قال أحد رجالات
الدين المسيحيين لسياسي مخضرم: ويلنا
نحن المسيحيين... ماذا سيحصل لنا اذا
سقط بشار الأسد؟ أجابه السياسي
المخضرم: بل قل ما الذي يمكن ان يصيبنا
أكثر مما أصابنا من النظام السوري! ثم
عرض له شريط العلاقات بين السوريين
والمسيحيين في لبنان، بدءاً من تحريض
المسلمين قبل 1975 لإسقاط التركيبة
اللبنانية، وصولاً الى إخراج
المسيحيين من المعادلة السياسية
الفعلية سنة 1990 ، مروراً بكل
الاغتيالات وعمليات القصف والخطف
والتنكيل والاجتياحات المنظمة وتهجير
المسيحيين من عشرات المناطق، ودفعهم
الى ترك البلاد بمئات الآلاف... وختم
السياسي سائلاً: هل تعتقد ان هناك ما
يفوق ذلك ظلماً لنا نحن المسيحيين؟ هنا
هزّ الحَبرُ برأسه دون زيادة. ليس سراً ان النظام في سوريا يعمل بقوة
على إخافة ما يسمى الأقليات المسيحية
في البلاد من "بعبع" السنّة
القادمين، حسبما يروّج النظام، لتحويل
النظام أصولياً متشدداً. وقد عملت
الماكنة الدعائية للنظام على لعبة
ايحاء خطر أصولي سلفي من خلال الترويج
لرواية ان الأزمة في سوريا هي بين
الدولة وعصابات إسلامية متشددة من
قبيل القاعدة! كما عملت على الإيحاء ان
النظام الذي يرتكز على أقلية علوية هو
الوحيد القادر على حماية المسيحيين
لأنه في وضع شبيه بوضعهم. وهذا تماماً
ما حاولوا ويحاولون ان يدخلوه في عقول
دروز سوريا لدفعهم الى الانخراط في
المعركة المسلحة ضد الشعب الثائر. وحتى
الآن نجحوا في استمالة تأييد عريض في
الأوساط المسيحية، فيما فشلوا في
توريط الدروز. وعاجلاً أم آجلاً سيكون
دروز سوريا في طليعة ثورة الحرية
والكرامة. أما الشارع المسيحي السوري،
فالأمل كل الأمل ان يدرك ان المواطنة
ليست مجرد العيش ككائنات بيولوجية
تأكل وتشرب وتنام كما يريدها النظام ان
تبقى الى أبد الآبدين. من المؤسف حقاً ان يكون في لبنان، ولا
سيما في الوسط الكنسي على اختلاف
مشاربه، من يرى في الثورة السورية
خطراً على المسيحيين، مسقطاً في ذلك
التجربة العراقية، وما يحصل في مصر،
وثورة شعبية يقوم بها شعب مظلوم في
سوريا ضد إطار مافيوي مخابراتي يقوم
على حكم عائلة وقلة متنفذة لم تتأخر
يوماً عن قتل المئات لا بل الآلاف من
أجل تأبيد السجن الكبير، ليس في سوريا
فحسب بل في لبنان أيضاً على مر أربعة
عقود، وفي ظن هؤلاء ان خير المسيحيين
هو في الاكتفاء من الحياة الوطنية
بنعمة التنفس بدل ان يكون لهم دور في
صوغ مستقبل البلاد على نحو مغاير لما
هو قائم اليوم. فالنظام في سوريا آيل
الى السقوط مهما طال أمد القتل، وما
كان يصلح لما قبل الخامس عشر من آذار 2011
ولّى الى غير رجعة. ومن تلوّثت أيديهم
بدماء شعبهم لن يكونوا جزءاً من مستقبل
بلادهم. من هنا دعوتنا الى مسيحيي
سوريا وبعض مسيحيي لبنان ولا سيما بعض
أحبار الكنائس ان يقرأوا جيداً الواقع
على أرض سوريا ولبنان كذلك، وأن
يحاولوا التفكير ليس بعقل الأقليات
الخائفة الهلعة بل بمنطق الفئة
الرائدة التي تريد أن تكون جزءاً من
مستقبل سوريا ولبنان على حد سواء... ============ سوريا: ثلاثة خيارات
لتسريع التغيير باتر محمد علي وردم الدستور 6-9-2011 لا يزال المتظاهرون في المدن السورية
يثيرون الإعجاب بمدى قدرتهم الفائقة
على الصبر والتحمل والشجاعة في مقابل
آلة قمع قاسية ولا تحمل أية مظاهر
للرحمة، ربما لم يشهد العالم العربي
مثيلا لها في تاريخه الحديث، إلا إذا
قورنت بماكينة القمع البعثية "الشقيقة
اللدودة" في العراق منذ سنوات! يدرك المتظاهرون في سوريا أنهم تجاوزوا
منذ مدة طويلة نقطة اللاعودة. بالنسبة
لكل شخص خرج في مظاهرة أو رفع يافطة أو
كتب مقالا أو صاح صيحة اعتراض أو هتف
منشدا وزاجلا أو حتى تمكن من إيواء
مطارد، لا يوجد فارق حقيقي بين التعرض
للموت الفوري في أية مظاهرة وما بين
التعرض للتعذيب والقمع في أثناء
الاعتقال في حال توقفت المظاهرات ونجح
النظام في إعادة سيطرة القبضة
الحديدية على المجتمع السوري. ما يحدث في سوريا حاليا هو حالة صراع قد
تكون استثنائية في تاريخ الثورات
العربية وغير العربية، فهنالك شعب قرر
وبمنتهى الجرأة والشجاعة أن يقول كفى
لعقود من الاستبداد والفساد وهنالك
نظام غير قادر أبدا، بحكم التكوين
والعقلية على أن يتقبل مطالب الحرية
التي يرفعها المتظاهرون، وهو نظام
يدرك بأنه لم يكن قادرا على الحكم إلا
باستخدام ثنائية القوة الأمنية
الداخلية والترويج لنظرية الممانعة
الخارجية (بشرط أن يدفع الثمن الآخرون
مثل الفلسطينيين واللبنانيين). لقد
سقطت الآن وبشكل نهائي حجة الممانعة
ولم يعد أمام النظام سوى المزيد
والمزيد من البطش لعل ذلك يوقف شجاعة
المتظاهرين ويزرع فيهم الخوف. هنالك ثلاثة خيارات فقط لتسريع التغيير
الحتمي في سوريا والتقليل من الخسائر
البشرية والأرواح التي تذهب شهيدة
لمبادئ الحرية. الخيار الأول هو تمرد
منظومة مؤثرة في الجيش السوري ووصولها
إلى نقطة لم تعد فيها قادرة على
الاستمرار في قتل الناس أو مشاهدة ذلك
والسكوت عليه. حتى الآن تبدو الكتائب
والمجاميع العسكرية من شرطة وجيش
وشبيحة تحظى بقدر كاف من التماسك ربما
لأنها تدرك بأنها تخوض معركة بقاء وليس
فقط صراعا على السلطة، وكل الأفراد
القلائل من الجيش أو الأمن الذين
يتمتعون بالضمير الكافي لرفض أوامر
القتل تتم تصفيتهم جسديا أو التخلص من
تأثيرهم الميداني. هذا الوضع في سوريا
هو بعكس مصر وتونس عندما انحاز الجيش
للمتظاهرين ولمصلحة الدولة وبالتالي
حسم الموقف نحو نجاح الثورة. الخيار الثاني هو تحرك الكتلة الحرجة من
السكان في مدينتي دمشق وحلب فحتى الآن
لا يزال المركز السياسي والمعقل
الاقتصادي لسوريا بعيدين عن الأحداث.
ويبدو أن الشعور الإنساني بالخوف
والقلق من المجهول، والاستعداد في "الاستمرار
بالعيش" بشتى الظروف الحالية أكثر
سيادة على القرار من النزعات نحو
التغيير، وبدون أن يحدث تحرك حقيقي
ومؤثر من قبل سكان دمشق وحلب سيتمكن
النظام من الاستمرار في ممارسة خيار
القمع في المدن الأخرى. الخيار الثالث هو التدخل الخارجي سواء
سياسيا من خلال عزل تام ونهائي للنظام
السوري في المحافل العربية والدولية،
واقتصادي من خلال عقوبات تؤثر على
النظام وليس على الشعب مع أن ذلك يبدو
صعبا في ظل السيطرة المركزية للدولة
على الاقتصاد وكون القطاع الخاص يتكون
من أبناء المسؤولين الرسميين. ويبقى
الخيار الذي لا يحبذه أحد وهو التدخل
العسكري الخارجي والذي يبدو صعبا جدا
من الناحيتين العسكرية واللوجستية
نظرا لسهولة الغرق في مستنقع شبيه
بالعراق كما أن دولا مثل تركيا ستدفع
ثمنا باهظا لأن اي تدخل عسكري سيكون من
خلالها نظرا لعدم إمكانية قبول لبنان
والعراق لهذا التدخل لأسباب طائفية. وضع سوريا يمثل معضلة أخلاقية وسياسية
كبيرة والثمن الذي يدفعه الشعب السوري
باهظ ومن الممكن أن يتضاعف هذا الثمن
وسط الصمت الداخلي والخارجي الذي
يتحمل مسؤولية كبيرة في مواصلة القمع. ============ حكومة المنطقة
الخضراءإذ تساند النظام السوري!! ياسر الزعاترة الدستور 6-9-2011 لم يعد سرا أن حكومة نوري المالكي تقف
بقضها وقضيضها إلى جانب نظام الرئيس
السوري بشار الأسد، ولا ندري كيف يصنف
"شبيحة" النظام السوري في أوساط
النخب ووسائل الإعلام هذا الموقف؟! حدث ذلك رغم أن العلاقة السابقة بين
المالكي والنظام السوري لم تكن على ما
يرام، وبالطبع قبل أن تبادر طهران إلى
تسوية الموقف بين الطرفين، ما أفضى إلى
دعم دمشق لترشيح المالكي رئيسا
للوزراء. اليوم تنضم حكومة المالكي إلى إيران وحزب
الله في الوقوف الحاسم إلى جانب النظام
السوري ضد شعبه، ولا تتردد في تعويض
خسائر العلاقة بين دمشق وأنقرة،
وبالطبع عبر اتفاقيات تجارية ومنح
نفطية وعلاقات سياسية متميزة. إيران هي سيدة هذا التحالف، وهي التي تنسج
خيوطه بامتياز؛ هي التي تعتقد أن خط
طهران بغداد دمشق بيروت هو مسارها
الطبيعي للتمدد والنفوذ، وحين يفقد
هذا المسار محطته السورية سيكون في وضع
صعب إلى حد كبير، وستغدو إنجازات
المرحلة الماضية برمتها في مهب الريح. من هنا تجيّش طهران حكومة المالكي لصالح
النظام السوري، مع أن القوى المنضوية
في الحكومة لا تحتاج إلى تشجيع من أحد،
هي التي تتبنى ذات الموقف من تلقاء
نفسها؛ ليس مجاملة لإيران وحسب، بل
أيضا إدراكا منها لحقيقة أن سقوط نظام
بشار الأسد سيعني منح العرب السنّة في
العراق دفعة جديدة تهدد مكتسباتها
التي تحققت منذ مجيء الاحتلال. صحيح أن دمشق كان لها موقفها الإيجابي من
العرب السنّة في سياق مواجهتهم مع
الاحتلال، واستقبلت كثيرين منهم، بمن
فيهم قادة في المقاومة، لكن ذلك لم يكن
سوى جزء من رؤية سياسية تركز على إفشال
مشروع الاحتلال خوفا على الذات، وحين
فشل المشروع لم تجد دمشق أي إشكال في
وقوع البلد أسير الهيمنة الإيرانية،
ومن ثم التوقف عن دعم المقاومة، رغم
استمرار تهميش العرب السنّة، خلافا
لتركيا التي حاولت إحداث بعض التوازن
في الوضع الداخلي عبر وقوفها بهذا
القدر أو ذاك خلف قائمة العراقية
بقيادة إياد علاوي (الشيعي العلماني
كما يصفه البعض). سيقال هنا إن القوى الشيعية ليست وحدها
التي تدعم النظام السوري، في إشارة إلى
بعض القوى في أوساط العرب السنّة،
والحقيقة أن ذلك لا يبدو صحيحا تماما،
لأن الأخيرة لا زالت تميل إلى الحياد،
هي التي تجد نفسها في موقف مشابه لوضع
حركة حماس، وبالطبع تبعا لاتخاذ كثير
من رموزها دمشق كمأوى، ما يجعل من
الصعوبة عليهم الوقوف إلى جانب الشعب
السوري، لكن بعضهم لم يجد حرجا في
اتخاذ موقف يعتبر متقدما بعض الشيء كما
هو حال رئيس البرلمان، وصاحب الكتلة
العربية السنية الأكبر (أسامة النجيفي)
الذي قال في بيان أصدره قبل أسبوعين إن
"ما يحدث في سوريا من قمع للحريات
وإراقة للدم السوري أمر مدان وغير
مقبول". اليوم في عراق ما بعد صدام حسين يقف معسكر
القوى الشيعية التي طالما أدانت نظام
صدام حسين "الطائفي" والقمعي، يقف
إلى جانب قمع النظام السوري لشعبه،
الأمر الذي لا يمكن تفسيره بعيدا عن
النفس الطائفي. واللافت بالطبع أن تلك
القوى لم تتردد في مساندة الحراك
الشعبي في البحرين (وهو حراك محق رغم
كونه شيعي الطابع). ليس ثمة مفاجأة في كل ذلك، فمن تحالفوا مع
المحتل الأمريكي، وبذلوا كل ما في
وسعهم من أجل استجلاب الغزو العسكري،
لن يكون غريبا عليهم اتخاذ موقف تفوح
منه رائحة الطائفية كما هو حال الموقف
من النظام السوري. ما يعنينا هنا هو أن الوقفة الإيرانية
العراقية (إلى جانب مساندة حزب الله) لن
تعصم النظام السوري من السقوط، أما
الأهم فيتمثل في حقيقة أن الدعم
العسكري والمالي الرهيب الذي تقدمه
إيران للنظام السوري سيترك أثرا كبيرا
على الحشد الطائفي في المنطقة برمتها،
وسيزيد في استفزاز المسلمين السنّة
على نحو غير مسبوق. إيران التي وقفت إلى جانب المقاومة في
فلسطين من أجل تحسين صورتها وكسب
الشارع الإسلامي تخسر اليوم بوقوفها
خلف الطاغية في دمشق، وكذلك حال حزب
الله الذي كسب تأييد الأمة في حربه مع
الكيان الصهيوني، ولو وقفوا مع مطالب
الشعب لكان خيرا لهم، وعموما سمعنا
خلال الأيام الأخيرة نبرة إيرانية
مختلفة بعض الشيء نأمل أن تتطور
إيجابيا خلال المرحلة المقبلة، الأمر
الذي سينسحب على القوى التي تتبعها،
وإن بدا الاحتمال ضعيفا في ظل التحالف
الإستراتيجي المعروف. بقي القول إن انحيازنا هو أولا وأخيرا
لكرامة الإنسان بعيدا عن التصنيفات
الطائفية، ومن هنا لم نفرق في نصرتنا
للجماهير بين مصر وتونس واليمن وليبيا
والبحرين، بل وأي بلد آخر يتعرض للظلم
من طرف نظامه السياسي. ============ صالح القلاب الرأي الاردنية 6-9-2011 لا يعيب الانتفاضة الشعبية السورية أن
تتكاثر مؤتمراتها ومجالسها في الخارج
ولا يعتبر مثلباً عليها أن تتأخر في
فرز قيادة موحدة لها تتحدث باسمها
وتمثلها وتتولى الإشراف على عملها
الميداني وعلى برامجها ومنطلقاتها
فالكل يعرف ,إلا الذين يعانون من حولٍ
سياسي يمنعهم من رؤية الأمور على
حقائقها, أن هذه الانتفاضة انطلقت في
ظروف استثنائية وأن سوريا منذ نحو نصف
قرن وهي تعيش ظروفاً استثنائية. ما كان ممكناً إلا أن تكون هذه الانتفاضة
هبَّة شعبية قريبة من العفوية وأن تأخذ
,بعد استقطاب كل القوى المشاركة فيها,
بتأطير نفسها وتوحيد قياداتها في ظل
ظروف في غاية الصعوبة والدقة فالنظام
لجأ ومنذ اللحظة الأولى إلى الحلول
العسكرية والقوة الغاشمة وهو لم يتردد
في انتزاع حنجرة شاب صغير ثم رمْيه في
نهر العاصي لأنه غنى لشعبه ولأنه ردد
أهازيج مظاهراتية ضد رموز سلطة متسلطة
وقمعية. وأيضاً فإنه أمر طبيعي جداً أن يكون هناك
أكثر من توجُّهٍ وتيار في الخارج
فالقمع المتواصل ,قبل مذبحة حماة
الشهيرة في العام 1982 وبعدها, دفع
أجيالاً إلى مغادرة بلادهم واللجوء
إلى الخارج للعيش سنوات طويلة في دول
مختلفة المشارب والتكونات الاجتماعية
والسياسية مما كان له تأثيرات متعددة
على تكوُّن وعيهم السياسي وعلى طرق
التعاطي مع هذه الانتفاضة الباسلة
التي فاجأتهم كما فاجأت النظام وفاجأت
نفسها والعالم بأسره. وبهذا فإنه ليس عيباً ولا عاراً أن تنعقد
كل هذه المؤتمرات في تركيا وفي غيرها
وأن تَصْدُر بيانات مختلفة وأن تكون
هناك وجهات نظر متعددة فالبدايات
بالنسبة لحركات الشعوب تبدأ هكذا ثم لا
تلبث عمليات الاستقطاب أن تضع الجميع
في مسار عام واحد عنوانه توظيف
التعارضات من أجل التصدي للتناقضات
وتغليب متطلبات الهدف العام على
النزعات الفردية وهذا هو ما يحصل الآن
بالنسبة للثورة السورية التي بات
واضحاً أنها قد انتقلت من العفوية إلى
التنظيم والانضباط وفقاً لخريطة طريق
تؤكد مجريات الأعمال الميدانية
اليومية أن وراءها قيادة واعية وحكيمة
ولديها القدرة على الإبداع والتعامل
مع متطلبات مواجهة نظام لا يعرف إلا
القتل والدمار بقدرة فائقة. في كل يوم تزداد هذه الثورة قوة واقتداراً
وفي كل يوم تُثبتُ أنها غدت تمثل
مستقبل سوريا والشعب السوري وكذلك وفي
كل يوم يثْبُتُ «أن الدم يغلب السيف»
وأن استشراس النظام يدل على انه بات
يشعر أن نهايته غدت قريبة وانه لا يصح
إلاَّ الصحيح والصحيح أن شعباً كسر
حواجز الخوف وعلى هذا النحو المثير
للإعجاب منتصر لا محالة. ستتحد كل هذه القوى التي تواصل عقد
مؤتمراتها ليس في حزبٍ واحد وإنما في
جبهة وطنية عريضة تضم كل صاحب رأي ما
دام أن رأيه يأتي في الإطار الوطني
العام وهذا ما كانت فعلته الفصائل
الفلسطينية التي تجاوز عددها في بعض
المراحل العشرين تنظيماً عندما اختارت
بمعظمها الانضواء تحت راية منظمة
التحرير الفلسطينية. ============ المثلث الليبي السوري
اليمني الذي سقط احد اضلاعه د. صالح الدباني - امريكا 2011-09-05 القدس العربي من نظريات
الهندسة أن المثلث لا يصير مثلثا ولا
يكتمل إلا بوجود ثلاثة اضلاع، وإذا فقد
احد اضلعه لم يعد مثلثا، ولا يحتسب في
علم الرياضيات بشيء، هنا المقصود
بالمثلث الدكتاتوري الليبي- السوري-
اليمني - والذي تأتي نهايته بسقوط احد
اضلعه. اجل من حق الثوار اليمنيين ومثلهم
اشقاؤهم السوريون أن يفرحوا أكثر من
غيرهم من الشباب العربي المناضل
الابي، فلعل الله سيحانه قد منَّ عليهم
بفك عقدتهم لنجاح ثوراتهم، فتراهم
فرحين مهللين بما اتى الله اخوتهم في
ليبيا من نصر جليل لثورتهم وتكللها
بالنجاح لتلحقَ بشقيقتيها التونسية
والمصرية المباركتين، مستبشرين في سورية واليمن بالنصر القريب كي تكتمل
فرحتهم ويعانقون حينها الحرية التي
ضحوا من اجلها بخيرة الشباب، نحن نفهم
ونتفهم العراقيل والمصاعب التي امامهم
من عتاد عسكري فتاك وقوة منظمة مدربة
لمثل تلك الحالات وهي تقتل فيهم كل يوم
ما تيسر لها من اناس ما زالوا في ريعان
الشباب كانت لهم احلام وطموحات كبيرة
فأنهت قوات القمع وبلطجية وشبيحة
الانظمة الدكتاتورية كل ذلك مع زهق
ارواحم وقتلهم بدمٍ بارد في سببل
البقاء كنظام فاسد مستبد ومتعجرف
دكتاتوري وإن اصبح ذلك البقاء من
المستحيل بعد ثورة الشعب، فلا رجوع
للوراء للثورة إلا بالتحرير والجلاء
عاجلاً ام آجلاً، ولذا فان من حق
الثوار في اليمن وسورية أن يفرحوا لفرح
اخوتهم في ليبيا بالنصر المؤزر بعد
تضحياتٍ جسام وشق الانفس للوصول الى
الهدف المعلوم وتذوق طعم الحرية التي
طالما حُرِمَ منها اباؤهم خلال 43 عاما. نعم هناك اختلاف بكل المقاييس في النوعية
والكم والنهج والمسير ونحن هنا لسنا
بصدد شرح اي شيء، فلكل حدث حديث حين
تجتلي الامور، وكما يقال لكلِ جوادٍ
كبوة ولكل ثورةٍ شوائب، قد تكون بعض
منها في الاستعجال باصدار الاعلانات السابقة لآوانها بنجاحٍ هنا او هناك،
تيقنوا قبل أن تقولوا يا قيادات الثورة
حتى تكونوا اكثر صواباً وفقكم الله، فلا ليبيا سورية
ولا سورية اليمن ولا اليمن ليبيا وإن
اجتمع الكل على نفس الهدف وهو التحرير والتحرر
من قبضة اناس قست وتقوست ظهورهم على
كرسي السلطةِ وماهم بمزحزحين عنها ولا
قيد انملة، مهما كان الثمن إلا بالسوطِ
والجرجرة! سبحان الله ما أشبههم ببعض في الخطاب
والعقاب، يعاقبون شعوبهم اشد العقاب
ثم يخطبون لغير شعوبهم لشرح الاسباب!
فهاهو العقيد اصبح اليوم الشريد! بعد
الوعد والوعيد للثورة والثوار، وسماهم
بتسمياته المرتزقة، الجرذان او
المهلوسين. انهم ليبيون يا سيادة
الشريد، فلقد احتقرتهم عقودا حتى ضاقت
بهم الارض ذرعاً وانشقت من زلزلت
اقدامهم، انهم اهل بن غازي، اهل
الزاوية، مصراته، البريقة، بئر الغنم،
انهم اهل طرابلس بل انهم كل الشعب
الليبي احفاد عمر المختار. لقد اخطأت الظن بأنك صانع التاريخ،
واستعبدت شعبا بأكمله لعقود من الزمن
قتلت كل من قال لك لا حتى رموز الاعلام،
فما زلت اذكر واتذكر كما يذكر الكثيرون
صوت الاعلامي القدير في اذاعة لندن
محمد مصطفى رمضان الذي اغتالته ايادي
الغدر الملطخة بالدماء بأوامر منك،
ومن مثل ذلك الكثير فأين والى اين
ستذهب؟ لم تتعض من التاريخ والعبر فتجنيت على شعب
تونس الابي حينما قلت إن الشعب قد
ارتكب خطيئة بثورته وسيندم على ذلك
فهاهم في احسن حال من ذي قبل، واليوم
وانت المطاح به فاندم! ولو إن الوقت قد
فاتك حتى للندم. صحيح اننا لم نر العقيد
ومن معه في الاسر او غير ذلك فهو ما زال
كعادته يلعب على المظاهر مصاب بالهوس
ظناً منه ان ما يعيشه ليس إلا اضغاث
احلام، اصح ياعقيد الامس وشريد اليوم
اضحى الثوار في طرابلس وانت مازلت في
احلامك كما عهدك الجميع!؟ إذاُ فالجرة مالت نحو الهبوط اي إن
الراحلين اكثر من الباقين والمقصود
هنا حكام سورية واليمن حتى نكون واضحين
بالمقصود ولا نُعِم بالقول أما البقية
الباقية فلكلٍ شأنٍ ووقتٍ معلوم، نحن
على يقينٍ تام بأن فرائص النظامين
ترتعش للدراماتيكا المذهلة والوقت
القصير لسقوط النظام الليبي. وهم
يعملون الآن على دراسة كل شيء منها
كيفية المخرج من غير اذى بعد أن استنفذ
كلٍ منهم ما استطاع فعله للبقاء بلا
جدوى، تنحوا عن السلطة سلموا الحكم
للشعب انقذوا ما تبقى من ماء وجوهكم
ولو إن ما تبقى إلا القليل فدم الشعب ما
زال يسيل. ============ دور تركيا وإيران في
الحدث السوري! ميشيل كيلو 2011-09-05 القدس العربي ليست العلاقات التركية الإيرانية في أحسن
حال، كما قد يتوهم أو يظن من ينظر إليها
من خارجها، ليس فقط لأن هناك نموذجين
مختلفين من الدولة والحكومة في
البلدين، وليس أيضا بسبب تباين نمطي
التنمية فيهما، وتباين ارتباطاتهما
الدولية والإقليمية وأهدافهما، وطابع
القوى الحاكمة في كل منهما، وقدراتهما
وتاريخهما، بل كذلك لأنهما تخوضان حرب
تنافس خفية حول كل شيء: من النفوذ
الإقليمي إلى العلاقات الدولية إلى
القوة العسكرية إلى رؤوس الجسور التي
لهما في دول الجوار عموما، وسورية منها
خصوصا ... الخ. يختلف الأسلوب التركي اختلافا كبيرا عن
الأسلوب الإيراني: فالأول يعتمد
القوة الناعمة في أكثر صورها رهافة،
ويسعى إلى تجسيدها في نمط من الحكم
يريد له أن يكون نموذجيا كي يكون مؤثرا
وفاعلا، وفي تقدم اقتصادي يكاد يكون
عاصفا يعزز رفاهية الشعب التركي
بسرعة، ويفرد أجنحته فوق البلدان
المجاورة بوفرة ويقين، ويستند إلى
ديناميكية وحيوية شعب أفلت من إسار
قرون من الحكم السلطوي، يبني اليوم
تجربة تاريخية فائقة الغنى والتأثير،
أثارت إعجاب القريب والبعيد: من أبناء
وبنات منطقتنا وغيرها. بينما يستند
الثاني إلى نظام سلطوي حديدي، وسيلته
إلى السيطرة ليس الأنموذج الأرقى بل
القوة المهددة، لذلك تراه يتطلع إلى
الآخرين بغضب، إما كي يخوفهم أو
يخترقهم أو يلقنهم دروسا في الصواب
والخطأ، بينما يتمسك باستماتة
بإبقائهم ضعفاء، ليسهل احتواؤهم ووضع
يده على قضاياهم وإحراجهم بالمزايدة
عليهم فيها، وزجهم في صراعاته التي لا
تنتهي مع كل من هم قربه أو بعيدين عنه،
فالتقدم الذاتي يعني كبح تقدم الآخرين
وتوريطهم في معارك كسر عظم، وليس ما
يعنيه التقدم التركي : تنمية الذات عبر
تنمية الآخرين ومساعدتهم على أن تكون
لديهم قوة شرائية تجعل تركيا وتجعلهم
أكثر غنى وثروة. التقى هذا المنهجان في سورية، التي كانت
تبحث عند مطالع القرن عن بديل للسوفييت
تستند إليه في علاقاتها مع أمريكا
خصوصا والغرب عموما. في البداية، حدث
اللقاء مع إيران، حليف النظام منذ
ثمانينيات القرن الماضي وخلال الحرب
العراقية / الإيرانية، الذي أراد منه
حمايتها ضد الجار العراقي الأقوى،
المحكوم برجل سلطوي الوعي إلى درجة
الإفراط، تخشى قوته وتطلعاته الشخصية
وفظاظته، فلا بد من ضبطه شرقا وغربا
وتكبيل يديه بلا رحمة. بما أن إيران
لعبت هذا الدور، فقد كانت لها الأولوية
في العلاقة مع سورية، وكان لها سبق
دائم في عاصمتها، التي اعتمدتها طهران
موقعا متقدما لوجودها وسلمت لها بدور
وازن في مناطق نفوذها عامة، ولبنان
وفلسطين خاصة. لكن هذا لم يكن مريحا تماما لدمشق، التي
لطالما بنت سياساتها على جني المغانم
وتحاشي ما عداها، وسعت إلى التحرر من
أعباء سياساتها التي لا يد لها في
رسمها، لكنها قد تتحمل بعض نتائجها
الوخيمة، بعد اندفاع طهران النووي
وقيامها بخطط هيمنة في الخليج عامة
والعراق خاصة. وقد وجدت دمشق في تركيا
حليفا مختلفا يمكن لسياساته أن تتكامل
مع كثير من مواقفها وأن تمنحها حصانة
جدية في وجه أي خطر، بما أنها على علاقة
مميزة مع إسرائيل والغرب، وقادرة على
فتح أبوابهما أمام النظام، الذي يخاف
أن يتفقا عليه ويجد نفسه مكرها على
تحاشي معركة عسكرية مباشرة مع الأولى،
وفقدان أوراق ضغطه حيال الثاني، وفي
مقدمها تركيا خلال فترات الهدوء
وإيران في حقب الأزمات والتوتر. هكذا،
بعد عقود من النجاح في إقامة توازن بين
السياستين الأمريكية والسوفييتية، مع
رجحان واضح لصالح الأولى على الصعيد
الإستراتيجي وفي ساعات الخطر، اعتقد
النظام أنه أقام توازنا إقليميا بين
تركيا وإيران يرجح كفة الأولى
اقتصاديا، والثانية عسكريا
وإستراتيجيا، الأمر الذي جعل وظيفة
طهران مزدوجة : إقليمية ودولية، بينما
ظل طابع الوظيفة التركية إقليميا، مع
دور دولي محدود أملاه حرص النظام
السوري على إبقاء مشكلاته مع الغرب تحت
السيطرة، وإن ظلت بلا حل، تركز على
تهدئة أمريكا والإبقاء على حد مقبول من
العلاقة معها. وقد عبر هذا الدور
التركي عن نفسه في العمل (وقطر) لفك
عزلة دمشق الدولية عام 2008، من خلال ما
عرف بالمصالحة بين الأسد والرئيس
الفرنسي نيكولا ساركوزي، التي أعقبتها
علاقات عادية قامت بين سورية ومعظم
الدول الغربية. واليوم، والمعركة على سورية دائرة بكل
احتدامها، بدأ يظهر توتر في علاقات
أنقرة وطهران تجسد في تصريحات مبطنة
أتت على لسان مسؤولين ثانويين في
البلدين، وخاصة منهما إيران، حيث حذر
بعض نوابها من خطورة الدور التركي على
النفوذ الإيراني في العالم العربي،
واعتبروا اسطنبول منافسا يعمل على
تحجيم الدور والوجود الإيراني في
العالم العربي، ويمارس سياسة مزدوجة
من المتوسط إلى الخليج، ظاهرها طلب
التوازن والتوافق والحرص عليهما،
وباطنها السعي إلى تقويض المواقع التي
بنتها إيران بدأب وتكلفة مرتفعة خلال
السنوات العشرين الماضية على كافة
الأصعدة والمستويات، حتى ليمكن الحديث
الآن عن تحالف خليجي / تركي ضد إيران،
يفعل فعله في الحدث السوري، الذي يشهد
ضغوطا مزدوجة على النظام هناك، يزيد من
خطورتها احتمال تحولها في أي وقت إلى
تعاون من طبيعة غير سياسية مع الغرب
والخليج، يضع السلطة السورية بين فكي
كماشة يملك طرفاها قدرات متنوعة لا قبل
لإيران بمواجهتها، علما بأنها قررت
عدم التخلي عن حليفها القديم، وبذل
جهود جدية لمساعدته على تجاوز محنة
داخلية متصاعدة، يعالجها بارتباك
وبصورة مجزأة ولحاقية وقليلة الجدوى
والفاعلية، تزيد من حاجته إليها، بعد
أن كشرت أنقرة عن أنيابها وأخذت تضع
نفسها في موضع من يلقي عليه الدروس
ويسعى إلى تطويعه ويحاول اختراقه
والاستيلاء على جزء من قراره يكفي
لتغيير خياراته المباشرة
والإستراتيجية، مع ما يحمله ذلك كله من
خطر على طهران، التي تخشى أن تخرج من
الصراع وقد خسرت موقعا تعني خسارته
إضعاف موقفها، وإخراجها من ساحل
المتوسط الشرقي، وإحراج حزب الله، بل
ومحاصراتها في مجالها الوطني الخاص،
بعد أن ساءت علاقاتها مع دول الخليج،
وركد نفوذها في العراق، وجمدت حركتها
حيال إسرائيل في لبنان، وانتصرت ثورة
مصر، التي تكاد تنتزع حركة حماس منها،
وتقيد وجودها في العالم العربي
بعودتها المباشرة والوشيكة إليه. تجد
إيران نفسها في وضع عسير، لان خسارتها
المحتملة في سورية تساوي تقريبا
خروجها من الوطن العربي، وتراجع
نفوذها على العراق، حيث تتعايش مع شريك
غير مريح لها هو أمريكا: عدوها
الرئيسي، العامل على تحجيمها وفي
النهاية على تغيير نظامها. ثمة هنا مفارقة تستحق الملاحظة، ففي حين
يتناقص دور تركيا الاقتصادي بسبب
الأزمة، تتزايد احتمالات تحول هذا
الدور إلى العسكرة، بينما يفرض الموقع
الجغرافي والضعف العسكري على إيران
لعب دور متناقص، على الصعيد العسكري
بالذات، ربما كانت حدوده التي ظهرت على
حقيقتها خلال الأسابيع الماضية هي
التي دعتها إلى مطالبة الرئيس الأسد
بإجراء 'إصلاحات جدية وعميقة'، على حد
قول وزير خارجيتها السيد علي صالحي،
المقرب جدا من الرئيس نجاد. ويمكن
القول على الجملة : إن دور إيران يبدو
وكأنه إلى تناقص بينما يتعاظم دور
تركيا، في حين تفضح الوقائع الجغرافية
والإستراتيجية الأوهام التي سادت
وجعلت من القوة العسكرية معيار كل شيء،
فإذا بها تتهاوى أمام تحول تاريخي كبير
يجتاح الوطن العربي، تملك تركيا من
الحصانة ضده أكثر بكثير ما تملكه
إيران، التي بنت مواقفها على أنه سيكون
للعسكري الكلمة الفصل في تاريخ
المنطقة الحديث، وها هو العامل
المجتمعي يثبت العكس، كما تقول تركيا
العدالة والمساواة. ليست صراعات تركيا وإيران منفصلة عن
الصراع الدولي الكبير ضد الأخيرة. وبما
أن هذا الصراع لم يحسم بعد، فإن من
المبكر التنبؤ بنتائجه النهائية، وإن
كان من المؤكد أن نتائجه المباشرة ليست
لصالح بلاد فارس ونموذجها الآفل. ============ الياس خوري 2011-09-05 القدس العربي -1- هل الهدف من المجزرة المروعة في سورية
تعويدنا على الموت، عبر تجريد صورة
الضحية من الألم؟ لا اريد ان اكتب في السياسة، فما يجري
اليوم هو ما قبل السياسة وما يتجاوز كل
نقاش حول مستقبل النظام او قصة
الممانعة او الاصلاح. ما يجري هو
امتهان لكرامة الضحية واستهانة بالألم
وتحطيم لصورة الانسان فينا. وصلت السياسة الى الحضيض، وفي الحضيض
تتصرف السلطة كوحش كاسر، تخيف وتخاف
ممن اخافتهم، تقتل وتنتحر ناحرة معها
الوطن، ومحطمة في طريقها كل القيم التي
تجعل من الحياة قابلة لأن تعاش. لا ارى اليوم سوى الهول والخراب، فالدم
يغطي العيون، والموت ينتشر في كل مكان،
وآلة القمع تطحن كل شيء. انه وقت للتأمل في هذا الانحدار الذي وصلت
اليه السلطة، وهي تستبيح كل شيء، تزدري
الضحايا وتزدري نفسها، تتجبّر في
تصاغرها، وتعتلي موج الدم المسفوك وهي
تتغرغر بالجريمة. هنا يقع السؤال الكبير الذي طرحته
الثورات العربية. انه سؤال التراب،
سؤال اول الأشياء او آخرها، سؤال
الشهداء للموت، وسؤال الموتى للأحياء.
سؤال المعنى الذي ابتذلته انظمة
الاستبداد خلال حكمها الطويل قبل ان
تترنح المعاني تحت احذية القتلة. -2- يشعر المرء وهو يشاهد ما يجري انه مكشوف
امام سيل صور القتلى. ما يجري مجزرة
صريحة لا التباس فيها. اطفال يشوهون
بعد او قبل قتلهم، شبان يهانون قبل او
بعد قتلهم، رصاص يتفجر في الأجساد،
وقتلة يحتلون الوقت كي يقتلوا الوقت. دبابات بلا عيون، وعيون مغمضة على الموت،
وسماء ثقيلة كالرصاص، وبيوت تئن في
فراغ النهب، وصراخ. نغمض عيوننا كي ننام فنسمع صوت عويل يأتي
من بعيد قلوبنا، ويضربنا حزن ينبثق من
اعماق تقع تحت اعماقنا، ونذهب الى شيء
يشبه ذهول الموتى لحظة موتهم. -3- كيف يستطيع النظام الاستمرار في لعبة سفك
الدماء من دون اي رادع؟ اين وكيف
ولماذا تبلّد الاحساس الانساني، بحيث
سادت غريزة الدم التي اعتلت عرش
الغرائز لتصير المحرّك الوحيد للاداء
السلطوي؟ لا يصاب المستبد بالعماء فقط، بل يصاب
بالصمم ايضا. يصير كل احد كي يكون كأنه
لا احد. لا يرى سوى صورته، حوله الفراغ
الذي يمتلىء به. يتملّكه شعور بأنه
وحده السيد الذي لا يحتاج حقا او
شرعية، لأنه حق مطلق. اطلاقيته آتية من
قوته، وقوته مستمدة من خوف الآخرين. خائف يخيف، وسيد يسوده الشعور بأنه يجلس
فوق الناس، لأنه هو الانسان الوحيد،
اما من حوله وتحته فهم عبيد ارادته
ووجودهم مدين له وحده. المستبد عُظامي لا يسمع، ومتأله لا يرى،
ووحش لا يشبع ولا يرتوي. لذا كل ديكتاتور محكوم بهستيريا السلطة
وجنون العظمة، والخوف من كل شيء. هذه المشاعر والرغبات تتبناها عناصر
الآلة القمعية من ادناها الى اعلاها.
الشبّيح ايضا مخيف وخائف. يستثمر الخوف
في التخويف، يتسلّط على الاجساد
والارواح، يقتل الناس بروحية الصيّاد
الذي ينتشي بدم الفريسة، ويسكر
بانحناءة موتها. انه المستبد الصغير
الذي يدوس الوجوه والاعناق، ويشعر
بتعب المنتصر ولذة المغتصب. وفوقه يأتي
'السيد' الذي يدوسه بحذائه، فيما نرى
حذاء من هو 'اسْيَدَ' منه فوق رأسه،
وهكذا تعلو الأحذية فوق الرؤوس مشكلة
هرما للقمع والمذلة والهتك. -4- لم تبدأ الاستباحة مع الثورة السورية
الكبرى التي انطلقت منذ ستة اشهر، ولا
تزال مستمرة. الثورة جاءت كرد فعل
متأخر على نظام الاستباحة الذي بدأ منذ
اربعة عقود، وكان السوريات والسوريون
ضحيته الدائمة. الاستباحة نظام استعار من المماليك
والانكشارية العثمانية عقلية
الافتراق عن المجتمع كوسيلة لسحقه،
ومن الانظمة التوتاليتارية الادعاء
بأن الديكتاتورية هي وسيلة للتقدم
الاجتماعي، ومن الايديولوجية القومية
الكلامولوجيا عن الصمود في مواجهة
العدو الاسرائيلي. وكان حصاد اربعة عقود مروعا، انتهت
الجمهورية الى جمهورية وراثية، وكان
شعار التقدم عنوانا لاستشراء التخلف،
وصار الكلام عن العدو وسيلة لتأبيد
الاحتلال. انتهى الوطن عندما قُتل المواطن، وتفكك
المجتمع عندما صار القمع العاري وسيلة
الضبط الاجتماعي الوحيدة، وصارت المدن
والقرى سجونا مسيجة بالخوف والرهبة
والشعور باللامعنى. الاستباحة صارت القاعدة، وتحول النظام
القائم الى حفلة تنكرية للموت، حيث
احتلت المافيا العسكرية/الاقتصادية كل
الأمكنة، وتحوّل الحكم الى شأن عائلي
داخلي، وصارت العائلة الحاكمة بديلا
من الوطن. -5- كسرت الثورة السورية الكبرى ابواب الألم،
هذه هي الفضيلة الكبرى لسيل المظاهرات
المصطبغة بدماء الشهداء والضحايا. قرع
السوريات والسوريون بأيديهم العارية
جدار السجن الكبير، وارتفع صراخهم
بالتحدي. لا شيء يردعهم، لا الرصاص ولا
السجن، كأننا امام هذا النوع من
الأعاجيب التي تصنعها الشعوب حين تقرر
ان تروّض التاريخ. ستة اشهر والشعب يقرع، والدم يملأ
الشوارع، وصوت الضحايا يملأ سماء
المشرق العربي. ستة اشهر والسوريات والسوريون يرسمون
افقا انسانياً عنوانه الوحيد هو كرامة
الفرد وحق الشعب في الحرية. ستة اشهر والشباب يذهبون الى موتهم
بأقدام ثابتة ووجوه مضيئة، كأنهم
اضاحي الحرية، يقدّسون تراب الوطن
بدمائهم، ويرسمون افق العرب بارادتهم
وآلامهم واوجاع الروح التي تخرج من
اناملهم التي جمّدها الموت. ستة اشهر وجدران السجن تتفتت تحت
صيحاتهم، لكن آلة القتل العمياء تزداد
عماء ووحشية وتوغلا في الدم والقتل
والاستباحة. الى هذا الألم العظيم الذي ينبثق من ارادة
شعب يصنع الحياة، تنحني العرب وهي
تكتشف من جديد ان الشام هي قلبها
النابض بالحرية، وان هذا الدم السوري
الكثير يفتدي كرامة الانسان فينا
ويستعيد الأوطان من جوف حوت الاستبداد ============ هل يدرك النظام السوري
ما ينتظره... داخلياً وخارجياً؟ الثلاثاء, 06 سبتمبر 2011 محمد مشموشي * الحياة ليس لأحد أن يفاجأ بموقف النظام السوري من
بيان مجلس وزراء الخارجية العربية
الذي طالبه بوقف العنف ضد المتظاهرين،
واعتباره «كأنه لم يكن»، فقد سبقه قرار
وزير خارجية النظام وليد المعلم «ازالة
أوروبا من الخريطة»، والغاء علاقات
كان يصفها دائماً بأنها «أخوية
واستراتيجية» مع تركيا وقطر، وليس
مستبعداً اعلان تخليه عن منظمة الأمم
المتحدة نفسها، وحتى اعلان الغائها من
الوجود، في حال تبني مجلس الأمن موقفاً
معادياً للحرب التي يشنها ضد الشعب في
سورية منذ أكير من ستة شهور. فقرار الحرب الشاملة، وبمختلف الوسائل
والأساليب، اتخذه هذا النظام منذ
اليوم الذي أبلغ فيه الرئيس بشار الأسد
صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية
مطلع العام الحالي بأن لا مشكلة لديه «لأن
الشعب والنظام واحد»، وبأنهما على
اتفاق كامل في السياستين الداخلية
والخارجية، وبأن سورية ليست مصر ولا
تونس ولا غيرهما من البلدان العربية. دليل ذلك، أنه اخترع منذ اللحظة الأولى
لبدء الاحتجاجات في درعا مقولته عن «العصابات
المسلحة» و «المؤامرة الأجنبية» ولا
يزال يختبئ وراءها حتى الآن، الى درجة
أن من يتابع الموقف يكاد يظن أن الشعب
السوري كله عبارة عن «عصابات مسلحة»،
وأن العالم كله يتآمر على سورية.
وعندما تحدث رأس هذا النظام عما وصفه ب
«اصلاحات» قال إنه لم يعد بد منها، وعن
«قوانين» يجري وضعها في شأن الأحزاب
والاعلام وحتى تعديل الدستور، فإنه لم
يكن يفعل غير محاولة تغطية حربه هذه
واعطائها الزخم الذي تحتاجه لإنهاء
الاحتجاجات والاصلاحات معاً وفي وقت
واحد. ولهذا السبب بالذات، فإنه أبدى ارتياحاً
للموقفين الروسي والصيني (فضلاً طبعاً
عن الموقف اللبناني؟!) اللذين نجحا في
أن يضيفا الى قرار مجلس الأمن الدولي
عبارة «وقف العنف من قبل جميع الأطراف»،
معتبراً ذلك تأكيداً لمقولته عن «العصابات
المسلحة»، ومنطلقاً منها الى تطوير
حربه وتصعيدها بحيث وصلت الى مستويات
لم تكن قد وصلت اليها من قبل. لكن هذا الارتياح كان ولا يزال ملتبساً،
وليست مبادرة موسكو قبل أيام لتقديم
مشروع قرار الى مجلس الأمن يلتقي مع
المشروع الأوروبي، الا أنه يتجاهل
نقطة العقوبات، سوى اشارة الى دمشق
نفسها بأن للدفاع الروسي عن ممارسات
النظام حدوداً لن يستمر بعدها طويلاً. والأمر مع ذلك كله لا يقف عند هذا الحد.
فقد أساء نظام الأسد، على عادته، قراءة
الموقف العربي، فضلاً عن مواقف تركيا
وأميركا وأوروبا، منه، وبالتالي من
الانتفاضة السورية، بعدما اكتفت هذه
المواقف طويلاً بدعوته لوضع الاصلاحات
التي تحدث عنها في التطبيق، وبعد تكرار
القول، في أنقرة وواشنطن ومعظم عواصم
أوروبا، إن لدى الأسد نية حقيقية
بالاصلاح، وانه ربما يحتاج الى بعض
الوقت لاقناع النافذين في نظامه ببدء
التنفيذ. ولم يكن ذلك صحيحاً، بدليل مبادرة النظام
ووزير خارجيته الى «ازالة أوروبا من
الخريطة» بمجرد أن اكتشفت باريس ولندن
ومدريد وروما، وقبلها الرياض، أنها
كانت واهمة في رهانها على نية الأسد (فضلاً
عن استطاعته) اجراء اصلاحات حقيقية في
نظامه، وتالياً وقف نزيف الدم على
مساحة الأراضي السورية كلها. هل هو اكتشاف هذه الحقيقة، بل اكتشاف
حقيقة النظام كله، بعد أن عمد ولا يزال
حتى الآن الى تطويق سورية بجدار عال من
التعتيم على الاعلام ومنظمات حقوق
الانسان، بما فيها هيئات الأمم
المتحدة، أم أن الأمر يتجاوز ذلك الى
خطط أخرى قد يكون النظام بصددها في
الآتي من الأيام؟ غالب الظن، أن نظام بشار الأسد بات يدرك
أنه بلغ في قمعه للشعب نقطة لم يعد يملك
أن يبررها، ولا ربما أن يتراجع عنها،
ولذلك فهو ماض بها غير عابئ بكل ما يمكن
أن تجره عليه داخلياً وخارجياً. واذا
كانت لدى هذا النظام من سيناريوات
مفترضة، أو خطط أخرى بديلة، كما هي
الحال بالنسبة للأنظمة في العالم
عندما تجد نفسها في أوضاع مماثلة، فلا
سيناريو محتملاً سوى ذلك الذي يحاول
اختباره معمر القذافي الآن: زج البلاد
في حرب أهلية، بل في حرب عصابات مديدة
بين أطراف مسلحة من هذه الجهة القبلية
أو الطائفية أو المذهبية أو الأثنية
وتلك. هل يشير خطاب نظام دمشق المتكرر،
وتحذيراته من أن تأثيرات ما قد يحدث في
سورية لا تقتصر عليها بل ستشمل المنطقة
كلها، الى مثل هذا السيناريو تحديداً؟
وهل ذلك ما يخطط له اذا ما وجد نفسه
عاجزاً عن انهاء الانتفاضة الشعبية
السورية في نهاية المطاف؟ غالب الظن هنا أيضاً، أن نظام بشار الأسد
يعي كذلك أن الأيام القليلة الماضية
على هروب القذافي من مخبأه في باب
العزيزية، ودعواته المتكررة لأتباعه
والقبائل التي يظن أنها تؤيده الى حمل
السلاح و «مقاومة» ما يصفه هو أيضاً ب «المؤامرة
الأجنبية» و «الاستعمار الجديد»، لم
تؤد حتى الآن الا الى عكس ما يفكر فيه. أبعد من ذلك، يمكن الزعم أن أحد أهداف «الربيع
العربي» كان الانتفاض على القبلية
الضيقة والطائفية المقيتة، وأن أحد
تجلياته تمثل في تجاوز الثورات في كل
مكان تقريباً مثالب القبلية والطائفية
الى المواطنة والمساواة بين الناس على
أساس الحقوق والواجبات البشرية من دون
غيرها مما اتسم به الماضي القريب أو
البعيد، وحتى قامت غالبية الأنظمة على
أساسه. هذا لا يعني خروج الناس من
جلودهم، ولا من انتماءاتهم القبلية
والطائفية والعرقية والمذهبية، الا
أنه يعني بالتأكيد خروج الناس،
والشباب منهم في شكل خاص، من عصبياتهم
الموروثة في السياسة ومن كيدياتهم
الغريزية تجاه بعضهم البعض... في هذه
المرحلة غير المسبوقة، حضارياً
وانسانياً وتقدماً علمياً، من القرن
الحادي والعشرين. وعملياً، اذا كان من درس تقدمه قبائل
ليبيا، في صدها مناشدات القذافي لها من
أجل حمل السلاح وبدء حرب عصابات ضد
بعضها البعض، فهو الدرس الذي لا شك في
أن الشعب السوري قد تعلمه جيداً منذ
زمن بعيد. هل يدرك النظام السوري، في مأزقه المصيري
الراهن، هذه الحقيقة التي يفترض أن
تكون ماثلة أمام عينيه منذ ستة شهور؟،
أم أن طريق الخطأ محكومة استطراداً وفي
المحصلة بأن لا تؤدي الا الى المزيد من
الخطأ؟ لا حل أمنياً للوضع الحالي، قال الرئيس
الأسد في آخر اطلالة له على الشعب
السوري، انما حل سياسي أولاً وقبل كل
شيء. ولا يظهر في المشهد السوري كله ما
يشير الى نية الأسد، مجرد نية لديه،
لاعتماد غير هذا الحل. ============ الثلاثاء, 06 سبتمبر 2011 حازم صاغيّة الحياة سكّان مدينة حمص السوريّة ليسوا «عملاء
لأميركا» ولا «عملاء للناتو». ومن
يراجع تاريخ المعارضة السوريّة يلاحظ
أنّ تعبيرها الصاخب الأوّل ولد ردّاً
على تقارب النظام البعثيّ مع
الأميركيّين. وهذا ما تجلّى ساطعاً في
1976، حين أدّى التقارب ذاك إلى دخول
لبنان لقطع الطريق على منظّمة التحرير
الفلسطينيّة وحلفائها اللبنانيّين.
ولسنوات طويلة ظلّ المأخذ الأساسيّ
للمعارضين السوريّين على نظامهم أنّه
يخون «القضيّة القوميّة» ويفرّط بها،
وأنّه لا يرقى إلى مزاعمه اللفظيّة في
ما خصّ الصراع مع إسرائيل. وبذلك كانت
تلك المعارضة تشبه نظامها في أنّ
الطرفين يمنحان الأولويّة للخارجيّ
على الداخليّ، وللوظيفة والدور على
العلاقات الوطنيّة السوريّة. لا بل
غالباً ما زايدت المعارضة على النظام
في هذا. يوم الجمعة الماضي هتف متظاهرو حمص «الشعب
يريد حلف الناتو»، متشجّعين، من دون
شكّ، بما حدث في ليبيا، ومعلنين
إلحاحهم على التخلّص من نظام جائر
ودمويّ بغضّ النظر عن هويّة المخلّص.
ولئن بدا هذا فاقعاً وحادّاً، فإنّ
الرغبات السوريّة المتفاوتة بدور
تدخّليّ ما لتركيا عبّرت، مداورةً، عن
التطلّب نفسه. فتركيا، كما نعلم، عضو
في «الناتو»، فضلاً عن كونها، في
القاموس النضاليّ السوريّ، «مغتصبة
لواء الاسكندرون». ما جهر به متظاهرو حمص ليس موقفاً رسميّاً
للمعارضة السوريّة، كما أنّ أطرافاً
واسعة فيها ترفضه وقد تدينه. لكنّ
الواضح أنّ الانتفاضة السوريّة تنزع،
وعلى نحو متعاظم، إلى نزع الأدلجة، أو
بقاياها، عن نفسها. وهذه نتيجة طبيعيّة
في سياق ما تمثّله الانتفاضة من إرجاع
الأولويّة إلى الداخليّ على حساب
الخارجيّ، وللملموس على المؤدلج.
ولمّا كانت الأدوار و «الأوراق» أهمّ
رساميل النظام، بدا منطقيّاً أن
يتساوى طلب الحرّيّة مع التحلّل من هذه
الأدوار و «الأوراق» تباعاً. ذاك أنّ
سوريّة الديموقراطيّة لا تتساوق
البتّة مع سوريّة الوظيفة
الامبراطوريّة التي يُسعى إليها من
خلال كذبتي «القوميّة» و «فلسطين». أغلب الظنّ، وبغضّ النظر عن تباين
المواقف والآراء، أنّ هذه وجهة سوف
تشتدّ مع اشتداد القمع وتعاظم دمويّته.
وقد سبق أن رأينا في أوضاع عربيّة
مماثلة، على رغم خلافات في التفاصيل،
مثل هذا المنحى. ذاك أنّ إسلاميّين
ويساريّين عراقيّين، وإسلاميّين
وقوميّين عرباً ويساريّين كويتيّين،
سبق أن دفعهم صدّام حسين، برعونة قمعه
للأوّلين واحتلاله لبلد الأخيرين، إلى
طلب الخلاص ولو من الشيطان. وهذا مع
العلم أن الشيطان، في القاموس القوميّ
- الإسلاميّ – اليساريّ العربيّ، ليس
إلاّ الولايات المتّحدة الأميركيّة.
أكثر من هذا، وقبل هذا، سبق لمقاتلين
فلسطينيّين حوصروا، في 1971، في جرش
وعجلون بالأردن، أن لجأوا إلى إسرائيل.
وعلى امتداد السبعينات والثمانينات
تراءى للبنانيّين، مسيحيّين وشيعة
ودروزاً، أنّهم يعثرون في الدولة
العبريّة على حمايتهم من تهديد
فلسطينيّين أو لبنانيّين آخرين. ذاك أنّ الشعوب والجماعات البشريّة حين
تُخيّر بين الحياة والموت تختار
الحياة، أيّة حياة، من دون أن تكون لها
شروط عليها. ولأنّ تخييراً كهذا حميم
جدّاً وداخليّ جدّاً، فإنّ ضحيّته
الأولى ستكون الإيديولوجيا، وهي، هنا،
الرواية التي تواطأ النظام والمجتمع
على تصنيعها: أوّلهما من أجل تبرير
الإذعان له وتسويغه، والثاني من أجل
تجنّب النهوض إلى الواقع الفعليّ وإلى
المسؤوليّات التي يرتّبها. ويجوز القول، في المعنى هذا، إنّ الشعوب
المعلّبة في قفص من القمع المؤطّر
بالايديولوجيا لا يمكنها أن تكسر
القفص من دون أن تكسر إطاره. والأخير لا
يعدو كونه وعياً زائفاً وظيفته تجنّب
الواقع أو تأجيل مواجهته، بدل الإعداد
لتلك المواجهة. هكذا ما إن يظهر رأس جبل
الجليد الواقعيّ حتّى يبدأ ضمور
الخرافة. ============ العالم والمعارضة
السورية شركاء في القتل! أسامة الرنتيسي الغد الاردنية نشر : 05/09/2011 ليست طلقات البنادق أو قذائف المدافع
والطائرات أو انفجارات القنابل
أسباباً وحيدة في قتل الشعب السوري
الثائر لنيل كرامته المسلوبة منذ خمسة
عقود، بل هناك عوامل أخرى تشارك مجرمي
الأمن والشبيحة في قتل الناس، ويكاد
يكون أظهرها وأوضحها الموقف الروسي
القبيح والمستغرب في مساندة هذا
الإجرام، وبالمماثلة الموقف الصيني،
وكذلك بالتبعية المواقف الهندية
والبرازيلية والجنوب أفريقية، والصمت
العربي المريب، وتشتت قيادات المعارضة
السورية، واختلافها على كل شيء حتى لو
كان اسم الجمعة التي اعتاد أبناء
الفيحاء على إطلاقه لأيام الجُمع منذ
انطلاق ثورة الكرامة السورية في منتصف
آذار (مارس) الماضي. نستطيع أن نتفهم
الانحياز إلى دعم النظام السوري من قبل
روسيا لفترة معينة، على اعتبار
المصالح المادية والامتيازات
الاقتصادية التي ستخسرها روسيا في حال
سقوط النظام بعد أن أصمّ آذاننا طيلة
أربعين عاماً بالإعداد للمعركة
المصيرية مع العدو الصهيوني، وتسخير
كافة الإمكانات المادية والبشرية
والعلمية لتلك المعركة الموعودة،
فأصبح بذلك الزبون الأول في سوق السلاح
الروسي، وصارت موسكو بذلك أسدية أكثر
من آل الأسد أنفسهم "فالدراهم
كالمراهم". والغالب أننا لا نقصر الموقف الروسي على
الجانب المادي الذي تطمع باستمراره من
سورية لما تعلم من كذب هذا النظام
البعثي على الشعب والأمة بشعارات
فارغة، ولكن الواضح أن طهران لعبت
لعبتها وألقت بثقلها كاملاً في
الموضوع، فالكل يدرك أن سقوط الأسد
يعني سقوط الثورة الإيرانية في بلاد
الشام على الأقل، إن لم نقل في الوطن
العربي عموماً، حيث كانت دمشق على مر
عقدين أو ثلاثة العين البصيرة واليد
الطولى للوليّ الفقيه في المنطقة
العربية. وقد رشحت معلومات تفيد بأن
طهران هددت روسيا أيضاً بإلغاء كثير من
العقود النووية والتسليحية والعسكرية
بينهما إن هي وقفت مع أي خطوة تهدف إلى
إسقاط النظام في سورية. ولا يغيب عنا
هنا أن نظام الأسد هو همزة الوصل
الكبرى بين إيران ولبنان بكل ما تعنيه
العلاقة مع حكومة لبنان الشيعية أو
معارضة لبنان الشيعية. أما الموقف الصيني الغائم جزئياً فتغيب
عنه المبررات الاقتصادية لتحضر
الدوافع الأيديولوجية برغبة بكين بأن
تقول لأميركا وأوروبا إنني موجودة ولي
رأي يجب أن تأخذوه بالاعتبار. أو ربما
أن الصين وقعت في سذاجة وزير الخارجية
السوري وليد المعلم عندما أراد مسح
أوروبا عن الخريطة والتوجه شرقاً،
فطمعت بامتيازات معينة في سورية، وهذا
مستبعد في المستقبل القريب. تبقى بيضة القبان التي يقع على كاهلها
واجب إنقاذ الثورة في سورية قبل
الإنهاك أو التشرذم، ألا وهي اتفاق
قادة المعارضة السورية وانسجامهم في
قناة إنجاح الثورة مهما كانت الأثمان.
فما قدمه الشعب من تضحيات في الداخل
خلال الأشهر الستة المنصرمة يفوق ما
قدمته قيادات المعارضة منذ أن نبتت في
أفواه كبار أبنائها الأسنان، ولا يحق
لأحد مهما علا شأنه أن يركب موجة
الثورة ويدعي الإخلاص لها وهو خارج
سورية منذ سنوات، ثم يجلس في مؤتمر هنا
أو هناك ليفصّل على مقاسه هو لا على
مقاس أكفان الشهداء الذين سقوا أرض
الشام دماً قبل أن يأتي أيلول على جبل
الشيخ. المجلس الوطني الانتقالي أو المجلس
التأسيسي أو مجلس قيادة الثورة.. كلها
أسماء لمسميات لا قيمة لها إن لم يقل
الشعب الثائر هي من يمثلنا، ولها حق
التقرير والتخطيط. ولكن ما يجب أن
يتنبه له هؤلاء هو ألا يقعوا في فخ
التبعية لأجندات خارجية تدعمهم مادياً
أو لوجيستياً فيفقدوا ثقة الشعب،
وكذلك ألا يتفرقوا زُرافات ووحداناً
ليعطوا المجتمع الدولي الصامت ذريعة
جديدة بأنه لا يوجد بديل لنظام الأسد،
وبأن المعارضة غير متفقة على رأي أو
قرار. وقد لاحظنا أن هذا الخطأ واقع بعد
مرور هذه الأشهر الستة وعجز المعارضة
عن بلورة خريطة طريق تحدد معالم
المستقبل الثوري في سورية، حيث إن
الغرب ينظر إلى البديل بعين الريبة
والحذر لتعلق المسألة السورية بملفات
شديدة السخونة في المنطقة، من أشهرها
إسرائيل وحزب الله والعراق وأكراد
الشمال على حدود تركيا.. وللحديث بقية. ============ حنان كامل الشيخ الغد الاردنية نشر : 05/09/2011 صبرا أطفال سورية الغائبين عن أدراج
صفوفكم هذا الموسم، وإن طال زمن جلوسكم
في بيوتكم المرتعشة خوفا من صوت
الطائرات، ومخيمات اللجوء الحزينة على
أطراف تركيا، ومنازل الأقرباء التي
تضج بالزحمة والفقر في المحافظات. تأخرتم عن موعد دق الجرس أعرف، ولم تسمع
دفاتر الحضور والغياب صدى لأصواتكم
بعد. لكن ما باليد حيلة يا صغاري،
فالصفوف اليوم مكتظة بآبائكم وإخوانكم
الكبار، الذين يتلقون دروسا في محو
أمية الولاء والطاعة للحاكم العادل
الطيب الحساس. رجال في عمر أهليكم
يطأطئون رؤوسهم أمام عصا المعلم
الكبير، وينامون على أدراجكم متلقين
أحدث أنواع التعنيف المدرسي التربوي!
لا يخفف عنهم ربما سوى كلمات كنتم قد
حفرتموها في سنواتكم السابقة البريئة
على أدراجكم العتيقة: فلسطين عربية..
الحرية الحرية.. أحبك يا م.م.. متى يدق
الجرس.. هل تسلفني ليوم غد فقط..!! غاب عنكم العيد هذا العام، وكفنتموه
بشراشفكم ناصعة البياض، ولم تلهف
أنفسكم للكعك والمعمول، بل إنكم ندمتم
على عيدياتكم القديمة التي صرفتموها
على رشاشات الصوت والماء! لكن كل ذلك لم
يرق إلى درجة الحزن الكبير الذي ولده
دخول أوائل أيام أيلول، وظهورُكم
الطرية بلا حقائب. أعلم أن مشاهدة
مدارسكم التي انتهكها غل الجاهلين،
وهم يسومون العذاب للثوار، بعد أن غصت
المعتقلات بأقرانهم، توجعكم.. تبكيكم،
وتعيدكم لنشيد الروضة الأول: "ألف
باء بوباية، قلم رصاص ومحاية، أنا بكتب
على اللوح وأنتو تردوا ورايه".
اليوم، لن يفلح "القلم" على
الرأس، في فرض معادلات يرددها الشعب
وراء القتلة، وتصح أن تعيش الى الأبد.
فالدرس الذي كتب بدم حمزة الخطيب
وأساتذته الأحرار، يعيده المعذبون على
أرضهم: الله أكبر.. الله أكبر. لا يحفظون
غيره ولا يريدون! صبرا أحبتي، لعله خير لكم من حيث لا
تعلمون! أوليس من الممكن أن كتاب
التاريخ الكاذب الذي لطالما شكوتم من
ثقل دمه، وتناقض أدبياته المدججة
بالعمل القومي والمقاوم، سيكتب اليوم
من جديد على أيديكم الصغيرة؟ ألم تشتكوا من وطأة مادة اللغة العربية
التي بالغت في دروس القواعد والشعر
والبحور، ولم تلتفت لحظة لإعراب كلمة
إنسان؟ ألم تشعروا بالخجل أمام ضآلة ثقافتكم
التكنولوجية المعلوماتية، والتي
استحوذ عليها أرباب النظام الفاسد
والحزب الفاسد والمال الفاسد
لأبنائهم، فاتحين لهم أبواب الفضاء،
مغلقين عليكم نوافذ البيوت، غير
عابئين بشطارة وذكاء أهل الحارات
الفقيرة الفطري، على اعتبار أنهم لا
يستحقون الحياة! لا تبكيكم أيام أيلول الفارغة من صوت
معلميكم. ربما لا تعلمون أنكم ولو كنتم
بلا قلم رصاص وممحاة، تكتبون اليوم على
اللوح، ونحن نرد من ورائكم: حرف الحاء
حرية، حرف الكاف كرامة، حرف الياء..
يارب! ============ عبدالرحمن الراشد الشرق الاوسط 6-9-2011 بماذا نسمي المتظاهرين الذين رفعوا
لافتات في أنحاء سوريا، وقبلها في
ليبيا، تنادي جهارا بالتدخل الدولي
لإسقاط النظام؟ وآلاف المتظاهرين
الذين حرقوا أعلام روسيا والصين لأنها
تقف ضد دعوة التدخل؟ هل هم خونة؟ لا
وطنيون؟ لا.. هم أكثر وطنية لأنهم على خط النار في
مواجهة لا مثيل لها في تاريخنا المعاصر.
هم أكثر وعيا عندما هبوا لإسقاط النظام
من كل المثقفين الحريصين على اللغة
أكثر من حسم المواجهة. ملاحظتي أننا
أمام إعادة تعريف المفاهيم؛ الوطني
والأخلاقي وكل ما تم تسويقه فكريا منذ
زمن محاربة الاستعمار في القرن الماضي.
دعوة التدخل الدولي كانت تصنف أكبر
الجرائم في حق الوطن، ولا ينادي بها
إلا خائن. اليوم علينا أن نميز ونسمع
التفاصيل. لصامويل جونسون جملته
الشهيرة وهي أن «الوطنية ملجأ الأوغاد»،
يعني بها أن هناك من يرفع شعار الوطنية
لأغراضه الخاصة وليس للوطن حقا.
فالنجدة الخارجية محرمة في إطار
الخلافات الداخلية لكنها قد تكون
مبررة ومباحة لشعب هب ضد نظام أوغل في
القمع والدم ويحتمي وراء الوطنية. في المعارضة؛ في الداخل والخارج، شخصيات
محترمة ضد التدخل مهما كان الألم. وهم
من المثقفين الكارهين للنظام السوري..
يريدون إسقاطه ولو بالأظافر الوطنية،
لكن ليس بحاملة الطائرات «شارل ديغول»،
أو بسلاح الجو الملكي البريطاني. أما
الذين يتظاهرون في الشارع ويضحون
بأغلى ما عندهم؛ أرواحهم وأرواح
أولادهم، يجدون أن إسقاط نظام مدجج
بالسلاح لا يتورع عن ارتكاب كل
الجرائم، أمر مستحيل من خلال
المظاهرات، ويعتقدون أن النظام يستطيع
البقاء مائة سنة أخرى في ظل هذه
المعادلة. هؤلاء الناس الذين ينشدون
الحماية الدولية ليسوا جبناء ولا
تنقصهم الوطنية.. أناس حسموا أمرهم
وقرروا المواجهة ويريدون تصحيح
المعادلة في وجه نظام مدعوم من إيران
وحزب الله وروسيا، وأرمادا من جيش وأمن
ومخابرات هائلة. في الساحة الثقافية، نتجادل لأننا أمام
مشهد غير مألوف.. بعضنا أفزعهم النموذج
الثوري الليبي، مثل الأستاذ السيد
ياسين في مقاله بجريدة «الحياة»..
يتفهم الثورة لكنه يعترض على
الاستعانة بحلف الناتو الغربي لإسقاط
نظام القذافي. مثله سوريون معارضون
وقعوا على وثيقة ترفض التدخل الدولي.
لكن هل يوجد خيار بين إسقاط النظام
داخليا وبين إسقاطه بعون خارجي؟ لو وجد
الاختيار لما رفع أحد من المتظاهرين في
دير الزور أو اللاذقية أو حماه لافتة
تدعو للتدخل الدولي، لكن الحقيقة لا
يوجد خيار. السوريون المنتفضون عاشوا
معظم حياتهم تحت هذا النظام قسرا،
بالآلة الحديدية. لقد أبيد في حماه
أكثر من ثلاثين ألفا ثم عاش أهلها
ثلاثين عاما بعدها مقموعين. في ليبيا،
الناس عاشت مقهورة مقموعة 42 عاما،
حكمهم نظام قاس ومجنون. لم يصمت الناس
هناك حبا أو تراضيا، بل خوفا. والخطأ
الفظيع الذي يقع فيه المنظرون هو
المساواة بين المعاناة في مصر وليبيا
مثلا. والخطأ الآخر استخدام الثورة
المصرية مقياسا لثورات الآخرين.. ثورة
مصر مختلفة، فالجيش لم يقف مع النظام
السياسي، بل انقض عليه لأنه مؤسسة
مستقلة، بخلاف سوريا وليبيا التي انقض
فيها الجيش على الناس. ولا أود أن أكرر حديثي في مقال سابق عن
التدخلات الدولية المبررة، إلا أن رفض
التدخل الدولي لإسقاط الديكتاتوريات
نظرية تصلح في الجمهوريات
الديمقراطية، حيث يحتكم الناس
للصندوق، وفي المجتمعات التي سطوة
أجهزة الدولة فيها محدودة. لقد تغيرت الشعوب العربية، ولم تعد تبالي
كثيرا بزخرف الكلام أمام تحقيق
مطالبها بالحرية والكرامة. في الماضي
كانت الشعوب مستعدة أن ترفع على
أكتافها قيادات وطنية من أجل طرد
الأجنبي، أما اليوم فهي مستعدة
لاستقبال الأجنبي لطرد مدعي الوطنية
مهما كلف الثمن. هذه ليست نظريات في
علوم السياسة، بل ردود فعل غريزية.
والناس تدرك عن وعي أن أي استنجاد دولي
يتحول لاحقا إلى استعمار ستحاربه
بشراسة وستنتصر عليه كما حاربت من سبقه. الآن، لم يعد أمام الأنظمة المحاصرة سوى
الترويج لرفض التدخل الدولي وتخوين من
يدعو إليه لأنها تعرف أن هذه ورقتها
الأخيرة.. دون تدخل دولي ستعيش دهرا
جاثمة على صدر شعبها. غدا سأناقش أهمية
التدخل الدولي عبر الأمم المتحدة في
مرحلة ما بعد إسقاط النظام. ======================= ثائرات دمشقيات (2) - جامع
البدر - ليلة 29 رمضان - 2011 أرفلون 3/9/2011 شاهدة عيان بقلم نسائم الحرية طوال سنوات , اعتدت أن أصلي صلاة التراويح
و التهجد في جامع بدر في منطقة المالكي
...ذكريات خاصة تربطني بهذا المسجد
المتميز ..لكم سمعت عن عظمة من أنشأه و
من قام على بنائه . من أشد ما كان يربطني به هو تلاوة الإمام
ماهر شخاشير و للقرآن الكريم بصوت شجي
و رائع ..فيه الخشوع و الخضوع , فيه
الصدق و الإيمان . في هذا العام لم أشأ أن أصلي فيه لأني علمت
بأن القناة "الدينية" الجديدة
التي افتتحت بسعي من البوطي تنقل
الصلاة منه ! لقد شعرت بأن الصلاة فيه
ستكون مسيسة لصالح النظام المجرم ! مما
نفرني منه ..كما أني كنت عاتبة جدا على
أغلبية مشايخ مساجد دمشق الذين لم
ينبسوا ببنت شفة دفاعا عن الحق و نصرة
للشهداء و المعتقلين في سجون انتشرت في
سورية كما ينتشر البعوض في فصل الصيف
الحار قرب مستنقع آسن . و لكن صدف أن صليت فيه عدة ركعات من صلاة
التراويح في إحدى ليالي رمضان عندما
كنت في زيارة لجدتي التي تقيم قريبا
منه. و لكم حزنت و بكيت في تلك الليلة
عندما تذوقت طعم الخشوع و الدموع و لكم
اشتقت إلى هذا الشعور الغامر بالسلام
الروحي الرائع! و لكن لم أعد لأصلي فيه مرة أخرى لأني قد
أبكي أكثر و أكثر.. ولأني سأتألم من
رؤية المصليات اللواتي لم أشعر بأنهن
يعشن في نفس الوطن الذي أعيش فيه ...الوطن
الذي يعيش معاناته العظيمة قبل ولادة
الحرية المنشودة! هذا الشارع الذي يشمخ فيه المسجد ,هو شارع
مشيت فيه و حفظته شبرا شبرا منذ طفولتي
..و كنت أمر من قربه كل يوم عندما أتوجه
لمدرسة ساطع الحصري القريبة جدا منه. كم من المرات ذهبت و أنا طفلة لألعب مع
إخواني و أخواتي و أقاربي في حديقة
الجاحظ التي تقع مقابله تماما,و هي من
أجمل حدائق دمشق و من أحبها إلى نفسي
رغم كثرة المتجولين فيها من الشباب و
الشابات " الصايعين " في هذه
الأيام .في الجهة الخلفية من المسجد
يمر شارع ضيق, ثم نهر حفظت اسمه منذ
صغري لطرافته ...اسمه نهر " تورو "
هذا ما قالته لي عمتي يوما فضحكت بشدة,
و هو فرع من فروع نهر بردى. في ليلة التاسع و العشرين من رمضان , شعرت
بأن هذا الشهر العظيم قد ولى , حزنت
كثيرا لما فاتني من صلاة الجماعة في
المسجد بسبب إعراضي عن الصلاة مع من لا
يشعرون بما يجري لإخوانهم من حولهم , أو
بمن يعيقهم الخوف فيشل عقولهم و
أجسادهم و قلوبهم .قلت في نفسي , سأنسى
هؤلاء كلهم و أستمع فقط لتلاوة الإمام
المؤثرة و أكسب ثواب صلاة الجماعة في
هذه الليلة الفضيلة و أدعو لكل من مات
قلبه و ضميره بأن يصحو قبل فوات الأوان.
قررت أن أذهب لذلك المسجد مع صديقتي لحضور
ختم القرآن الكريم في صلاة التهجد ..كان
من الصعب أن أجد مكانا لأركن السيارة
في هذا الوقت من الليل , لكني تمكنت من
هذا بعد شيء من البحث . خرجت من السيارة و توجهت نحو المسجد . في
مثل هذه الليالي الفردية تكون الأرصفة
عادة مزدحمة بالمصلين. حتى الحديقة
الصغيرة التي تقع على يمين المسجد كانت
تخصص في الأعوام الفائتة لصلاة النساء
من كثرة إقبال الناس على الصلاة فيه في
العشر الأواخر من رمضان ..لكني لم ألحظ
نفس الازدحام خارج المسجد عدا قرب مدخل
الرجال حيث وقف العشرات منهم يصلون على
الرصيف بين الحديقة الصغيرة و باب
المسجد . توجهت نحو مدخل النساء فوجدت الباب مغلقا
و كنت قد وصلت متأخرة جدا فلم يعد هناك
وقت للتوجه نحو الباب الخلفي أو نحو
الحديقة و كان الإمام قد بدأ بالدعاء .فقررت
أنا و صديقتي أن نقف هناك و نؤمن على
الدعاء لنكسب الأجر و لعل بعض الرحمات
تصيبنا مع من غفر الله لهم و هداهم و
كتب لهم العتق من النار . لكن وقوفنا
هناك أربكنا قليلا . لم نكن نحن وحدنا
من وقفنا قرب سور المسجد , بل كانت هناك
بعض النساء المتأخرات مثلنا ! أمام باب مدخل النساء تماما و على الجهة
المقابلة من الرصيف وقف أربعة شبيحة أو
عناصر من المخابرات قرب سيارة واقفة
هناك . كانت عيونهم على ذلك المدخل و
ظهر أنهم يراقبون الباب بتحفز . واحد منهم كان حليق الرأس بذقن طويلة كثة
و سوداء. كان هنالك بعض رفاقهم أيضا
يتوزعون حول المسجد ,بعضهم واقف في
مكانه متحفزا و البعض الآخر يجوب
المنطقة جيئة و ذهابا . لم أشعر
بالارتياح أبدا لرؤية هؤلاء بل شعرت
بغيظ شديد .. كان خروج مظاهرة من هذا المسجد متوقعا جدا
في كل ليلة و ذلك لموقعه الاستراتيجي و
لرواده من التجار و المثقفين و أبناء
العائلات الغنية من تلك المنطقة و ما
حولها و لمكانته الخاصة بين الناس منذ
القدم. بدأ الإمام الدعاء بصوته المؤثر و الشجي و
بدأت الدموع تنهمر دون توقف . كان صوت
الرجال واضحا جدا و قويا في التأمين.
دعا الشيخ بأدعية كثيرة , بالمغفرة ,
بالرحمة, بالعتق من النار ثم بدأ يدعو
للشام بأن يرفع الله عنها البلاء و أن
يحمي أهلها و أن يحقن دمائهم ..كان يدعو
بتأثر بالغ ..ثم بدأ بالدعاء لغزة و
ألحق هذا بالدعاء على اليهود و من
والاهم ! و اشتد الدعاء قوة عليهم ..في تلك اللحظات
ازداد صوت المصلين ارتفاعا و هم يقولون
" يا الله ..يا الله " ..صوت يهز
القلوب و يحرك الأشجان ..في تلك اللحظات
كانت دموعي تنهمر بقوة ..و لكني كنت
أختلس النظر إلى أولئك الخونة
المتربصين بنا و كنت أتسائل ببراءة
بالغة : " هل من الممكن أن تتحرك
قلوبهم الجامدة فتخضع لله و لا تركع
لأحد سواه ؟ هل من أمل في أن تتوب و ترجع
عن آثامها ؟ " كانت أسئلة ساذجة , أعلم هذا , لكني لم
أستطع أن أتخيل قلبا لا يهتز لسماع هذه
الأدعية وتلك الأًصوات تردد بجلال "
يا الله ..يا الله " .. فكرت أنها قد
تغيظهم لأنهم يسمعونها بقوة رهيبة من
الرجال كما يكرهون أن يسمعوا نداء "
الله أكبر " في المظاهرات فيتحولون
لوحوش كاسرة تريد الفتك بمن أطلق صوته
بذلك النداء ..لا أذكر أني قد رأيت
تأثرا على وجوههم و لكن صديقتي أخبرتني
لاحقا أنها رأت أحدهم يرفع يديه ليؤمن
في آخر الدعاء ثم يمسح وجهه بيديه ! استمر الدعاء و ازداد التأمين قوة و شدة ..حتى
تخيلت أن الإمام لن يُسلِّمَ خاتما
الصلاة, حتى يهب الناس بالتكبير و
ينطلقون في مظاهرة حاشدة تهز قلب مدينة
دمشق ..بعد دقائق انتهى الدعاء ..و اقترب
نحو باب النساء بشكل وقح جدا أحد أولئك
الشبيحة الأنذال ليقف على يمين المدخل
..نظرت إليه فوجدته يحمل بيده شيئا
أخفاه داخل كيس بلاستيكي أسود اللون
بتحفز شديد و بوجه مكفهر قلق و متوتر ..كانت
عيناه تحملقان في النساء و هن يخرجن من
البوابة بأعداد كبيرة جدا .. توقعت بأن يحوي هذا الكيس عصا معدنية أو
كهربائية و لكم أزعجني مجرد التفكير
بأن هذا المخلوق الحقير قد ينهال على
النساء ضربا إن بدأن بالتكبير !! نظرت
نحو شجرة مقابل الباب و تخيلت نفسي
أكسر غصنا غليظا منها لأنهال ضربا عليه
إن فعل ..أخبرت صديقتي بهذا فسخرت مني ! غير أني فكرت بأن أفعل هذا جديا لو حاول
ضرب النساء ..وقف آخرون على مقربة من
الباب ..و لكن هذا كان الأكثر وقاحة و
جرأة على أن يقف هكذا بين سيل من
الشابات و النساء الخارجات من المسجد ..بعد
قليل ازداد المكان ازدحاما ..فعادة
تنتظر النساء الرجال من أقاربهن أو
أزواجهن حول هذا المدخل ..فابتعد الرجل
مضطرا ! كنت أراقب بعينين متلهفتين
خروج الرجال ...لكن الأمور كانت
اعتيادية جدا .. بعد حوالي خمس دقائق قررت أن أقترب أكثر
من مدخل الرجال ..كنت أتوق إلى أصواتهم
لكي تهتف بالتكبير و تطالب بالحرية و
العدالة و تسقط الطاغوت الظالم ..مرت
الدقائق و أنا متوجسة و أرى نظرات
القلق و الخوف على الوجوه ..ثم فجأة علا
صوت رائع " الله أكبر ...الله أكبر "
كان هذا بعد أن بدأ الازدحام بالانخفاض
نوعا ما ..توجهت بحذر و لكن بسرعة
لأقترب من مدخل الرجال حيث خرج أولئك
الأبطال من الباب المقابل للحديقة
الصغيرة و توجهو نحو الطريق الذي يقع
أعلى المسجد بسرعة شديدة .. هنا تلاحقت الأحداث بسرعة كبيرة ...حيث صرخ
الرجل الذي يعمل في الكشك المقابل
للمسجد و يدعي " كشك يوبي " قائلا
بأعلى صوته " يالله الحقوهم ...لا
تخلوهم يهربوا " ..نظرت مقابلي فرأيت
الناس تهرب فزعة وكأنه يوم القيامة !!!! رأيت امرأتين ورجلا خلفهما في حوالي
الخمسين من عمره ..فقلت لهم " تعو
لنتفرج شو حيصير " فقال لي الرجل "
لك شو بدك انتي ...روحي اهربي يالله ..يالله
" كم تألمت عندما رأيت الرجال يهربون
و النساء كذلك ..لم يكن الأمر مخيفا
لهذه الدرجة لو أنهم وقفوا في أماكنهم
و لو متفرجين ...شهودا على الإجرام الذي
سيحدث ..و لن يكون لأحدهم حجة في
إيذائهم أصلا لأن المظاهرة كانت قد
انطلقت في الشارع العلوي باتجاه شارع
الروضة .. بدأت و صديقتي صعود هذه الدرجات المؤدية
للطريق ..قلت لها " تعالي ...تعالي
لنتفرج فقط !" هنا ظهر رجل بلباس أخضر
داكن اللون و صرخ " يالله بسرعة ...لك
جيبوهم " كان هناك بعض العناصر الذين
لا يحملون في أيديهم شيئا ينظرون بذهول
حولهم ..و هنا و في لحظات ظهر المتوحشون
بلباس موحد أخضر اللون كما أذكر وفي
أيديهم عصي غليظة و قصيرة سوداء ...هجموا
راكضين وكأنهم جياع يجرون وراء
فريستهم ! كان الشباب المتظاهرون في
هذه اللحظات يمشون بسرعة كبيرة بل حتى
يجرون متوقعين الهجوم الكاسح عليهم و
هم يهتفون بشجاعة نادرة " هي و يالله
و ما منركع إلا لله ..إرحل ..إرحل ..هو هو
...الشعب يريد إسقاط النظام " "
سوريا حرة حرة ..بشار يطلع بره " كان
عددهم حوالي المائة ...بينما كان عدد
المصلين في المسجد حوالي الألفين من
الرجال ربما و الألف من النساء أو أكثر!
لفت انتباهي هنا طفل صغير في حوالي
الثامنة من عمره ..بدا لي و كأنه طفل
متسول ..كان جميل الوجه و طيبا جدا ..عندما
بدأ الشباب بالتكبير قال " الله أكير
..الله أكبر " ثم عندما بدأ الوحوش
بالهجوم مكتسحين كل من أمامهم قال
باكيا " الله يلعن بشار الأسد...حرام
..حرام ..لا تضربوهم " كنت أربد أن
أخذه جانبا و أخفف عنه ..لكني أردت أيضا
أن أرى ما سيحدث ..لن أدعي أني لم أشعر
بالخوف ..لن أدعي أني لم أتردد قليلا ..و
لكني كنت واثقة أني لا يجب أن أهرب ..ربما
استطعت أن أفعل شيئا ..مهما كان صغيرا .. أمسكت صديقتي بيدي فشعرت بيدها ترتجف
بشدة ..و لكننا كنا نتقدم بقوة ..لم يكن
هناك أحد سوانا و سوى بقية الهاجمين
يتقدمون نحو ذلك المكان ...ترددت الكثير
من صيحات الاستغاثة من نهاية الشارع ..كان
أولئك المتوحشون يملأون الشارع ..طارد
بعضهم المتظاهرين و وقف بعضهم الآخر
على جانبي الرصيف .. على بعد أمتار
قليلة من تلك الدرجات المؤدية من
المسجد إلى الشارع..رأينا شابا ملقى
على الأرض ...و حوله خمسة من الرجال ..كان
منظره مؤلما جدا ...لم أر وجهه و لكن
قدميه كانتا ملتويتين على الأرض
بطريقة توحي بأنه في وضع خطير و فاقد
للوعي ..لم نعلم من هؤلاء الرجال حوله ! طبعا توقعنا أن يكونوا من رجال المخابرات
و خشينا عليه من القتل أو المزيد من
الضرب !! كادت العبرات تخنقني ..فشجاعتي
دعتني لتخليصهم من براثنهم الغادرة ...لكن
عقلي منعني من الاقتراب لأن المكان كان
خاليا سوى من أولئك المجرمين !!!
اقتربنا بخوف و قالت لهم صديقتي : "
الله يرضى عليكم يا خاله ..شوفوه شو
صايرله " و عقبت قائلة " ماذا جرى
له ..حرام الله يخليكم لا تعملوله شي
.." فكرت لوهله بأن أقول بأنه قريبي و
لكن خوفي من تلك الوجوه و الضجيج حولي
يملأ المكان ..صراخهم المتوحش ..عويل
الشباب المتظاهرين الذين أمسكوا بهم و
انهالوا عليهم ضربا و شتما بالعشرات ..قلت
لأختي " ليكون هادا ابن عمتنا ! الله
يخليكم اسعفوه ..لاقوا شي سيارة " و
قالت صديقتي " الله يخليكم الدنيا
ليل حرام لا تضربوه " فقال احدهم "
خلص روحوا انتوا " كانت دقات قلبي
تتسارع و العرق يتصبب مني بشدة ..و
تلاحقت أنفاسي و كتمت دموعي و كنت اردد
بصوت خافت " الله أكبر عليكم ..الله
أكبر عليكم "و كانت صديقتي تردد معي
.. عبرنا الشارع لنمشي على الجانب الاخر ..مررنا
قرب الشبيحة و لم نستبعد أن يضربنا
بعضهم أو أن يدفعونا ..أو يعتقلونا ..سمعنا
صوتا أشبه بصوت الرصاص ..خشينا أن
تصيبنا واحدة منها ! لكن خوفنا كان أقل من شجاعتنا التي أمدنا
الله بها ..قلت لصديقتي بطريقة مقصودة :
" نحنا ما دخلنا رايحين على بيتنا
هون الطريق !! " عجبا عجبا ...والطريق
كله فارغ عدانا نحن !! فجأة ظهر مقابلنا حوالي عشرة من تلك
المخلوقات المفترسة و هم يحيطون بشاب
قد مزقوا قميصه الخارجي و الداخلي
تماما ..و الدم يسيل على صدره العاري و
وجهه و رأسه ! عشرة وحوش على رجل واحد !!
صرخ واحد منهم " اضربوه على راسه "
فضربه ثلاثة منهم على رأسه و هو يحاول
أن ينحني ليحمي نفسه ! كم تمنيت أن
أخلصه من بين أيديهم النجسة ثم أرميهم
كلهم في النهر ليغرقوا بعد أن أوسعهم
ضربا .. ابتعدنا نحو الجهة الأخرى لنتجنب
الاصطدام معهم ..هنا سمعنا صوتا لشابة
تبكي و تتحدث بغضب و تأثر ..فإذا بها
شابة أنيقة في العشرين من عمرها ..تقدمنا
نحوها وهنا كانت تقول " ليش
عمتضربوهم ..حرام عليكم ...شو عملو؟ !" كان يقف أمامها حوالي أربعة رجال و رجل
النظافة " الزبال " ..كان الزبال
يريد أن يعلمنا دروسا في الوطنية !! هذا
الزبال الذي يغدر بأهل حارته الذين
طالما أكرموه بالنقود و الطعام و
الملابس ...فكل الزبالين و بائعي الذرة
و الباعة المتجولين أصبحوا شبيحة في
مدينتنا ! نظرت باتجاه الشاب الذي كان ملقى على
الأرض فإذا بسيارة صغيرة تقف في وسط
الشارع و رجلين يحملونه و يضعانه
بداخلها ....شعرت بقلق بالغ عليه ..فلم
أعلم إن كان هؤلاء قد أنقذوه أم من
المخابرات قد اختطفوه ...تمتمت في نفسي
بدعوات من أجل سلامته ...كانت الفتاة لا
زالت تستنكر ما يحدث فقال لها الزبال
" مالك شايفه شو عميعملوا هدول
الارزال ؟ " قالت له بقوة و الدموع
تنهال من عينيها " أنا ساكنة هون و
هدول ما علمو شي " قال لها " هدول
عميخوفوكم مالك شايفة " قالت له بقوة
" لا هنن ما عميخوفوني " ثم صرخت
انا قائلة و قد فقدت صبري: " هدول ما
عميخوفونا ..يلي عميخوفونا هنن يلي
حاملين العصي و عميضربوا الشباب ! " هنا نظر أولئك الرجال نحوي بتوتر و قلق
شديدين لأن أصواتنا بدأت تجتذب البعض..حتى
الناس في الأبنية على الشارع أخرجوا
رؤوسهم من النوافذ ليتابعوا ما يحدث
خائفين ..قال رجل آخر " هدول هنن يلي
عميعملوا مشاكل و يخوفوكم " فأعدت
جملتي بإصرار أشد " لا ...يلي
عميخوفونا هنن هدول يلي حاملين العصي و
هاجمين على الشباب.. " و أشرت نحو
بعضهم الواقفين على جوانب الطريق ! هنا و في هذه اللحظات سمعنا أصوات
انفجارات ثلاثة ...توقعت أنها قنابل
صوتية ..فقال الزبال الخبيث المتفلسف
" شوفوا سامعين شو عميعملوا هدول؟
". فقالت صديقتي : " موهنن يلي عميعملوا
هيك " و قلت له :" مين يلي عميعمل
هيك ؟؟ مين ؟ يلي قبل دقايق كانوا
عميصلوا و يقولوا " يا الله ..يا الله
" ؟! انتوا يلي عمتعملوا هيك ". هنا رأيت امرأتين في متوسط العمر و معهما
رجل تقفان على جانب الرصيف ربما كانوا
من سكان البناء أو ربما كانوا مثلنا ...
ولكم احترمت وقوفهم هنا بعد أن هرب
الجميع ! اقترب ذلك الرجل و قال لنا : " يالله يا
اختي روحوا الله يخليكم معلش هيك ما
بيصير ...روحو الله يرضى عليكم " و لست
أذكر أبدا ما الذي قاله لي و ذكر فيه
كلمة "رجال" فغصبت بشدة و قلت له
" أصلا وين رجال الشام ..وينهم ؟؟
هربوا ما هيك ؟ أصلا لو كان في رجال ما
كان صار هيك و لا كنا نحنا وقفنا هون !
". هنا أمسكت بيد الشابة الباكية وطلبت منها
أن تهدأ و تمشي معنا حتى لا تبقى
بمفردها في ذلك الوقت المتأخر ..سمعنا
عندما هممنا بالانصراف أولئك العبيد
يهتفون لربهم الذي لن ينفعهم يوم
يحاسبهم المظلومون قائلين : " الله
سوريا بشار و بس " و هم يحكمون قبضات
عشرة مسلحين منهم على رجل أعزل واحد !
قلت بصوت خافت .." الله يلعنكم " و
بدأت أتمتم بدعوات كثيرة عليهم و لعنات
يستحقونها بجدارة ! كان أولئك الغوغاء
يقفون مقابل منزل الشابة فطلبنا منها
أن تركب معنا في السيارة لكي لا تمشي
وحيدة حيث نبهنا شاب واقف بعيدا عن
المسجد بعدم الاقتراب منه ..فقد تجمعت
قربه حوالي ثلاثة باصات والعشرات من
أولئك المجرمين و هم يصرخون و يجرون
كالكلاب المسعورة حائرين ماذا يفعلون
...ركبنا جميعا في السيارة و نحن نردد
الدعوات عليهم و الرجاء من الله سبحانه
و تعالى بأن ينقذ الشرفاء الأبطال من
بين أيديهم القذرة ..أوصلنا الشابة
الشجاعة لمنزلها و اطمأننا عنها حيث
كان أخوها بانتظارها ..و بينما كنا نمر
من قرب المسجد فإذا بقائد الشبيحة يصرخ
عليهم ..كانوا يتشاجرون فيما بينهم ..ربما
لأنهم فشلوا في قمع المظاهرة من
بدايتها فسمع الناس كلهم هتافات اسقاط
النظام ! رأينا هنا شابتين تمشيان و الدموع تنهمر
من عيني إحداهما..فتحت نافذة السيارة و
طلبت منهن أن يركبن معنا لكي نوصلهن ..فقلن
لنا بأنهن ذاهبات نحو سيارتهن ..و
سألناهن إن كن بخير فأجابت إحداهن "
هدول المتوحشين هجموا علينا لأننا كنا
عمنصور شو صار من بعيد و مسكونا بعنف و
همجية و سبونا كتييير و اخدوا مني
الموبايل و حذفوا كل شي صورته ..حتى
دعاء الشيخ داخل المسجد " ..انطلقنا
بعد ذلك في الطريق نحو المنزل ..فأخبرتني
صديقتي بأنها رأت شابا يصور بجواله قرب
الجامع عند بداية المظاهرة ..ربما كان
هذا فعلا لا شعوريا من قبله ..فهجموا
عليه بوحشية و ثبتوه على جدار المسجد و
انهالوا عليه ضربا حتى لوث دمه قمصانهم
!!! كما علمت من بعض شهود عيان آخرين مروا قرب
المسجد بأنهم رأو عصابات الأسد
المتوحشة توسع بعض الشباب ضربا داخل
أحد الباصات ! كم آلمني هذا ..لأني لم
أستطع أن أفعل الكثير للمساعدة !! و لكن
الخبر الذي أسعدني كثيرا هو أن شابتين
غاية في البطولة و الإنسانية هن
اللواتي أنقذن الشاب الملقى على أرض
الشارع حيث طالبوا من حوله بأن يتركوه
لكي يأخذوه و يسعفوه بسيارتهن..قال لهم
هذا الشاب عندما وضعوه في السيارة و هو
في حالة يرثى لها:" وين موبايلي ؟ شو
صار ؟ طلعت المظاهرة ؟ ليش أنا هون ؟ شو
صار ؟ " أسعفته تلك الشابتان إلى
منزل طبيب قريب لهن ..و أعادوه إلى
منزله بعد عدة ساعات ....و علموا من أهله في اليوم
التالي أن نوبات من الهلع كانت تصيبه
فجأة جراء الضرب على رأسه في أغلب الظن
!! بعد كل ما حدث في تلك الليلة ,عدت إلى
منزلي و الدموع تملأ عيني و تغسل وجهي
خوفا على أولئك الشباب..دعوت الله بأن
ينجيهم ويرحمهم ...و ملأ قلبي حزن عظيم و
ألم كبير لأن رجال دمشق قد خذلوا أولئك
الشبان الأبطال ..و الله إن الواحد منهم
ليساوي ألفا بشجاعته النادرة , بعزيمته
و إيمانه و قوته .. قلت في نفسي " حتى متى ...حتى متى يا شباب
دمشق ..يا رجال دمشق ..يا تجار دمشق ..يا
أبناء الشام ستتركون هؤلاء يلقون
وحدهم ما يلقون من التعذيب و الألم و
السجن و القتل ؟! حتى متى ستتركون
إخوتكم في المدن الأخرى يذبحون و أنتم
جلوس تنظرون ..على الأرائك متكئون ! لو
أنكم هببتم جميعا رجالا و نساءا ..أو
دعت كل امرأة والدها و زوجها و ابنها و
أخاها للخروج لما استطاعوا أن يقتلوكم
جميعا ...لكن ذنوبكم و حبكم للدنيا
الفانية جعلكم تتثاقلون إلى الأرض ...قوموا
قبل أن يكره الله انبعاثكم فيثبطكم .. قوموا قبل أن يستبدلكم الله بقوم غيركم ..يحبهم
و يحبونهم ..أذلة على المؤمنين ."
أعزة " على الكافرين ...اغلبوا خوفكم
...فهؤلاء الشباب ضحوا بأرواحهم لكي
يحركوا ما مات من عزائمكم فتركتموهم
وحدهم يلقون ما يلقون ! قوموا فها هي
نساء دمشق قد نفضت عن قلوبها الخوف و لم
ترض بالظلم و الكقر و الإذلال ..كيف
سكتم بعد أن نال جامع الرفاعي ما ناله
من الأذى و التدمير .. و نال شيخه و إمامه الكبير الشريف الضرب و
التنكيل ...و قتل أخ لكم في المسجد قبل
يومين و أصيب آخرون و اختطف غيرهم
الكثير و عذبوا و أوذوا أذى شديدا !! كيف
ذكرتم ربكم وآمنتم به فدعوتموه بأصوات
رجت الأرض من تحتكم و هزت السماء من
فوقكم ,ثم نسيتم بعد دقائق أنه سينصركم
إن نصرتموه ؟ كيف نسيتم أن الله يكثركم
في أعينهم و يقللهم في أعينكم ؟؟ كيف
نسيتم أن الله يمدكم بجنود لا ترونها ؟
كيف نسيتم أنه لا يرد سائله و لا يترك
من أخلص له النوايا ! قوموا قبل أن يطبع
على قلوبكم ...ثم تندمون حين لا ينفع
الندم ! قوموا فقد شارف وقت أداء
الفريضة على الانتهاء ! شاهدة عيان بقلم نسائم الحرية =========================== كيف تسقط النظام بدون
معلم - للمبتدئين فقط الشام وحلب عاصم العبدالله أرفلون 21/6/2011 لايمكننا أن ننسى أن الشرارة الأولى كانت
حادثاً بين مواطناً والشرطة في
الحريقة التي جمعت حوالي 3000 شجاع بأقل
من نصف ساعة وهتفوا بهتاف تميزبماركة
مسجلة لثورتنا: "الشعب السوري
مابينذل". بعدها أنطلقت عدة مظاهرات في الأموي
والأحياء الملاصقة ولكن الأمن حاول أن
يتفرغ لقلبي الشام وحلب لخوفه الشديد
من المفعول السحري لتلك المحافظتين،
هذا أيضاً لايعفيهما من العتاب
لتأخرهما بالتماشي مع قطار الثورة... تلك كانت للتذكرة لأجل العودة على بدء
وفعل التالي: 1- استغلال قيام المسيرات المؤيدة في ساحة
الأمويين التي يتجمع فيها الموظفين
والأمن، هذا يعني أن الأمن قد حصر ذاته
لأنه سيكون من الصعب جداً الإنتقال من
مكان إلى آخر حتى ينفضوا. 2- في هذه الأثناء يجب أستغلال الأسواق
المزدحمة والأحياء الشعبية والبدء
بمجموعات صغيرة منسقة بين بعضها ويفضل
أن تكون هناك مظاهرة منسق معها ضمن
الحي المجاور والتنسيق مع التنسيقيات
مع باقي المناطق والأحياء والمحافظات،
عنصر التزامن غاية في الأهمية. 3- إن حضر الأمن عليكم بترهيبه لأنه أخوف
مماتتوقعون والركوض نحوه والهتاف
بالله أكبر فسيهرب من تلقاء ذاته،
فالأمن مدرب على أن لايهاجم أحد إلاضمن
مجموعات، فالحرص ثم الحرص على التكاتف
وعدم ترك أحدنا لقمة سائغة 4- المخاطرة جداً قليلة لأن الأمن سيكون
محصور في مكان واحد والسجون ممتلئة
وإذا تكاثرت التظاهرات على نحو
دراماتيكي أي من تعداد قوامه مئة ألف
فمافوق سيكون معجز تماماً للأمن (راقبوا
حماه التي أسقطت النظام عملياً). 5- على موظفي الدولة والقطاع الخاص الهروب
إلى الأسواق في منتصف المدينة
والإزدحام وإشعالها هناك، وعدم الخوف
من الطرد من الوظيفة لطالما كنتم
متضامنين ضمن دائرة العمل وعدم تسليم
الهويات إن طلبت. 6- نصف ساعة أكثر من كافيه لتجميع الأعداد
الهائلة والجموع الغفيرة ولكن
بالتنسيق مع جميع الأحياء وكل هذا يجب
أن يتم بالتزامن مع مظاهرة التأييد (خليهون
يفرحوا). ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |