ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الشرق الاوسط اللندنية الأربعاء 28 سبتمبر 2011 علي الرشيد لا يبدي النظام
السوري أي تغير أو تحول إيجابي في
مواقفه حتى الآن تجاه الاحتجاجات
السلمية والتظاهرات في الشارع منذ ما
يزيد على ستة أشهر، مما يرجح أن تكون
الثورة السورية وفقا لملاحظات كثير من
المراقبين الأكثر دموية والأطول أمدا
بين الثورات التي نجحت، أو التي لا
تزال تواصل نضالها على هذه الطريق. فالنظام السوري ما فتئ منذ اندلاع شرارة
الاحتجاجات يواجهها بالحديد والنار،
والعنف المفرط والوحشية المتزايدة
التي تتكشف يوما بعد يوم، ولن يكون
آخرها قصة زينب الحصني، معتقدا أنّ ما
يقوم به هو الحل الناجع لوقف
الاحتجاجات، والقضاء عليها قضاء
مبرما، بعيدا عن الشروع في أي حل سياسي
حقيقي وجاد، ولا يزال يقدّم ما يحصل في
وسائل إعلامه على أنه مؤامرة خارجية
تستهدفه باعتباره دولة مواجهة
وممانعة، وأنه يتصدى لحثالة من
العصابات المسلحة، ليشوه بذلك الوجه
السلمي للمواطنين في الشارع، ويربطها
بتيارات إسلامية كالإخوان المسلمين
والتيار السلفي تارة، ليستدر عطف
الغرب المناهض للقاعدة خصوصا
والجماعات الإسلامية عموما، أو
بإسرائيل في محاولة لاستعادة تأييد
الشعوب العربية التي كانت مخدوعة
لعقود خلت بشعاراته القومية التي
يرفعها قبل أن تتعرف على حقيقته، أو
ببعض الفرقاء اللبنانيين ليصور الأمر
كأنه تصفية حسابات إقليمية تارة أخرى،
في تخبط غير خاف. يراهن النظام في استمراره على نفس النهج
داخليا كما ما يبدو على أجهزة الأمن
التي تدين له بولاء منقطع النظير له،
وعلى تماسك جيش لم تحدث فيه سوى
انشقاقات هامشية ومحدودة. أما خارجيا فعلى مستوى الدعم يشعر بسند
إقليمي له من جانب إيران، وبمساندة
دولية من قبل روسيا والصين في مجلس
الأمن وغيره، أما على مستوى جبهة
الرافضين لمسلكه العنفي فإنه يشعر رغم
الضغوط والعقوبات التي تمارس عليه
والآخذة بالاتساع بحالة من الطمأنينة،
ربما لأنه يشعر أن الانتقادات أو
التهديدات الموجهة ضده ما تزال كلامية
في شكل تصريحات وبيانات، أو مناشدات،
كما هو الحال على المستوى العربي كمجلس
التعاون الخليجي والجامعة العربية
وتركيا، والأمم المتحدة، وأن العقوبات
الاقتصادية لا تأثر عليه بشكل مباشر،
بقدر على تأثر الشعب، وأنه لا يزال
يتلقى دعما من هذه الجهة أو تلك ليظل
واقفا على رجليه، وأن حلف شمال الأطلسي
لا ينوي التدخل في سوريا رغم رغبة
أطراف محدودة من المعارضة بذلك أو رغبة
المتظاهرين بتأمين حماية دولية لهم من
بطش النظام وانتقامه.. ربما لأن سوريا
ليست ليبيا في حساباته الاقتصادية، أو
لوجود تعقيدات إقليمية في حساباته
العسكرية. ووفقا لهذه الصورة فإن ما يبدو على الأرض
من مراوحة للوضع في المكان قد يثير
حالة من القنوط من إمكانية زوال هذا
النظام، وبخاصة أن النظام كما يتضح
يمضي قدما في مخططاته العنيفة على
طريقة (يا قاتل أو مقتول)، ويعتبر أن
الزمن يصبّ في مصلحته. لكنّ ما لا يدركه النظام حتى الآن، ولا
يحسب له حسابه جملة من الحقائق المهمة: حاجز الخوف الذي
انكسر عند أجزاء واسعة من الشعب
السوري، ويتمثل ذلك بالاستمرار في
احتجاجاته النهارية والليلية،
واليومية والأسبوعية، والريفية
والحضرية، من قبل الصغار والكبار
والنساء والرجال والأطفال والشيوخ..
وأن الشعب الثائر لم يعد يعبأ بحجم
التضحيات التي يقدمها حتى تتحقق له
حريته وكرامته، والذين يشككون في ذلك
عليهم قراءة ما يجري في درعا وحماة
وحمص ودير الزور وريف دمشق.. رغم كل
الاقتحامات وجرائم قوات الأمن
والشبيحة، كما أن هذه الجموع تدرك
استحالة التوقف عن نضالها السلمي أو
الرجوع خطوة إلى الوراء لأن في ذلك
حتفها الأكيد. "الظلم مُؤذِن
بخراب العمران" كما قال ابن خلدون
وهذا من سنن الله والحياة، وبالتالي
فإن إمعان النظام في جرائمه البشعة
التي فضحتها عدسات التصوير، وحرّكت له
سجلات راهنة وسابقة في مجال
الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان
كالمجازر الجماعية (في حماة وتدمر،
وحماة مرة أو مرات أخرى...) والتعذيب
الوحشي ضد المدنيين من الأطفال
والنساء (من حمزة الخطيب إلى زينب
الحصني وغيرهما كثير) ستكون سببا في
تعجيل زوال ملكه وسلطانه، ووضع
المسمار الأخير في نعشه، لأن الظلم
مرتعه وخيم، ودعوة المظلوم ليس بينها
وبين الله حجاب. تغير الظروف
والأحوال، وتطور الأوضاع، داخليا
وخارجيا، ومن المحال الوقوف ضد هذه
القوانين، أو الإبقاء على الناس في
حالة سكون، أو حبسهم في قوقعة. داخليا: ثمة اتساع لنطاق المعارضة
والوعي، وتغير في الأحوال جعل فنانة
سورية تتساءل مؤخرا: ما الذي تغير وجعل
إخوتنا وأبناءنا الذين كانوا يحملون
صور رئيس الجمهورية يتظاهرون ضده
ويطالبون برحيله؟! وخارجيا: ثمة روح
تسري في الأمة في إطار ربيع التغيير
والثورات العربية وأن هذه الروح عابرة
للدول والأنظمة، وأن الإعلام المباشر
من خلال الفضائيات الإنترنت واليوتيوب
وشبكات التواصل الاجتماعي صار يفضح ما
كان خافيا مستترا، والخطأ الفادح
القفز على هذه المتغيرات وما يلوذ بها. وثمة أمور ومتغيرات أخرى.. لكن نقول مرة
أخرى قد يكون المشهد السوري أكثر
تعقيدا من غيره، بسبب إشكالياته
الداخلية والخارجية المعقدة، لكن
مسيرة التغيير التي تعّمدت بدماء
الشهداء وعذابات الجرحى والمهجرين
والمعتقلين وأسرهم محال أن تتوقف قبل
أن تنتصر مهما طال الزمن وعزت التضحيات..
"والله غالب على أمره ولكن أكثر
الناس لا يعلمون". ================= تاريخ النشر: الأربعاء 28 سبتمبر
2011 د.خالص جلبي الاتحاد أول شيء فعله النبي صلى الله عليه وسلم
حين دخل المدينة المنورة كان بناء
المسجد، وآخر ما فعله كان هدم مسجد.
أليس عجيباً أن يهدم النبي مسجداً بيده
مدعوماً! "لمسجد أسس على التقوى من
أول يوم أحق أن تقوم فيه". قد تنقلب وظيفة المسجد فيصبح ضراراً
وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين، ووكراً
مخابراتياً كما يحدث في بعض الدول
العربية، حيث لو سألت رجل الأمن وواعظ
السلطة ليحلفان "إن أردنا إلا
الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون"! يفرق القرآن في الميزان بين من أراد ببناء
المسجد وجه الله تعالى ومن همه
التفاخر؛ فلا تستوي عمارة المسجد
الحرام وسقاية الحاج كمن آمن بالله
واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله فلا
يستوون عند الله. نحن شهود في هذه الأيام على عودة الروح
للمسجد مجدداً في بعض الدول العربية
بعد غياب دام ألف عام، وكنا قد يئسنا من
عودة الروح قريباً، لكن الله يفعل ما
يشاء. كانت المساجد قبوراً خاويةً،
فيها المظاهر والكلام السلطاني المنمق
والخطيب المأجور من كل صنف. في صلاة
العيد التي نقلت من مدينة حلب، قيل لي:
فلان يخطب. أعرف عن الرجل رجاحة عقله،
وكونه خريج السوربون، ويمثل التيار
التنويري الجديد في حلب حيث يحتشد
التصوف الانعزالي مع الفقه الجامد مع
أصحاب المصالح من تجار المدينة. خطب
الرجل، وكان الأسد الابن حاضراً، لم
أصدق ما أسمع. كنا ننعي ونذم غيره من
الخطباء، لكنه سبقهم بأشواط، مع أنه
قادم من مدينة الأنوار. لكن لو وضعنا
مصباحاً بألف شمعة فوق رأس ضرير هل
سينقلب بصيراً؟ جاء في الإنجيل أنه إذا كان النور الذي
فيك ظلاماً فكم يكون الظلام؟ على الثورات العربية أن تعيد للمسجد
وظيفته بتحويله مجدداً من جامع إلى
جامعة. وشخصياً أفكر في حال نجاح
الثورة السورية أن أؤسس لمركز ثقافي
حول مسجد أحوله مع الوقت إلى أكاديمية
للعلم والسلم. على الثورة أيضاً أن
تلغي وزارة الأوقاف وأن تتولى أمر
المساجد تنسيقيات الثورة ولجان
الحارات. علينا أن نعلنها حرباً على الجمود
والطقوس الميتة. لقد بدأت أفهم لماذا
حارب أتاتورك اللباس القديم والطربوش
الأحمر الذي لا يقي من شمس ومطر. كان
ينفذ طريقة التغيير اللاواعي؛ فأنت
إذا غيرت طربوش الرأس ستُدخِلُ
أفكاراً جديدة إلى الرأس. ربما، من
يدري؟ علينا إعادة ترتيب نظم الخطاب في صلاة
الجمعة، وإدخال الديمقراطية إلى
المسجد، والانفتاح على غير المسلمين،
وأن يتم تداول الخطابة ديمقراطياً بين
أكثر من خطيب. يجب أن لا نسمح لخطيب من
اتجاه واحد بالاستيلاء على منبر
المسلمين، بل أن تتناوب كافة
الاتجاهات على المنبر. وعلينا استيعاب
أن المنبر ليس موقعاً دينياً صرفاً بل
سياسي بالدرجة الأولى، ففيه تصنع
الحياة. يلقي الخطيب خطبة قصيرة تتناول
أحداث الساعة، لفترة لا تزيد عن عشرين
دقيقة، لكن من صميم الوقائع. بعدها
يُفتح النقاش لإصلاح المحلة والحارة،
من خدمات وتجارة وأمن وبنية تحتية. وفي
نهاية النقاش يبدأ المصلون، بتنظيف
الحارة وكنس طرقاتها، ومساعدة من
يحتاج في بناء وترميم. الكل يحضر عدته
والكل يشارك في بناء المجتمع. في داريا من ريف دمشق قام شباب بحركة من
هذا النوع في محاربة التدخين، فلبسوا
المريول ووضعوا الكمامات وحملوا
المكانس وبدؤوا بحملة تنظيف الشوارع.
كانت المكافأة أن المخابرات السورية
اعتقلتهم وأذاقتهم العذاب المهين.
كانت تلك المخابرات صادقة في حدسها
العميق، حيث بدأ أهل داريا يكنسون آثار
"البعث" ================= بعد "سبتمبر"... هل
كانت الحرب خيارنا الوحيد؟ نعوم تشومسكي أستاذ الفلسفة واللغويات بمعهد
ماساشوسيتس للتقنية ينشر بترتيب مع خدمة "نيويورك
تايمز" تاريخ النشر: الأربعاء 28 سبتمبر
2011 الاتحاد إنها الذكرى العاشرة للأعمال الوحشية
المروِّعة التي ارتُكبت في الحادي عشر
من سبتمبر2001، وغيَّرت وجه العالم وفق
الإجماع العام. لا يُشكَّك قطّ في
الأثر الذي خلَّفته الهجمات، وإن
ذكرنا منطقة آسيا الوسطى والغربية،
ليس على سبيل الحصر، نجد أن أفغانستان
بالكاد تستطيع توفير سبل الحياة، فيما
كان مصير العراق الخراب والدمار،
وباتت باكستان قاب قوسين أو أدنى من
كارثة قد تكون نتائجها مأساوية. في الأول من مايو2011، اغتيل في باكستان
أسامة بن لادن، الرأس المدبِّر لهذه
الجريمة، وفي باكستان كذلك الأمر ظهرت
معظم العواقب الوخيمة الفورية. وقد كتب المؤرخ العسكري البريطاني "أناتول
ليفين"، وهو أحد المتخصصين في
الشؤون الباكستانية، في مجلة "ذا
ناشونال إنترست" بشهر فبراير الماضي
أن الحرب في أفغانستان "تزعزع
استقرار باكستان وتزيدها تطرفاً، ما
يعزِّز مخاطر حصول كارثة جيوسياسية في
الولايات المتحدة والعالم، الأمر الذي
يقلِّل من شأن أي شيء قد يحدث في
أفغانستان". ويضيف "ليفين" إنه على مستويات
المجتمع كافة، يتعاطف الباكستانيون
تعاطفاً عارماً مع "طالبان
أفغانستان"، ليس بسبب حبهم لهم إنما
"لأنه يُنظر إليهم على أنهم قوة
مقاومة شرعية في وجه احتلال أجنبي
لبلادهم"، تماماً كما كانوا
يَعتبرون المجاهدين الأفغان إبّان
مقاومتهم الاحتلال الروسي في
ثمانينيات القرن الماضي. ويتشاطر هذه المشاعر القادة العسكريون
الباكستانيون الذين يمتعضون بمرارة
شديدة من الضغوط الأميركية للتضحية
بأنفسهم في حرب واشنطن ضد "طالبان".
ويعزى السخط أيضاً إلى الهجمات
الإرهابية (حرب الطائرات بلا طيار)
التي تشنها الولايات المتحدة في
باكستان. والتي سرَّع أوباما من حدة
وتيرتها؛ وإلى المطالب الأميركية بخوض
الجيش الباكستاني حرب واشنطن في مناطق
قبلية من باكستان كانت قد تمتعت بحرية
ذاتية إلى حدٍ بعيد، حتى في ظل الحكم
البريطاني. الجيش هو المؤسسة المستقرة في باكستان،
إذ يساهم في توطيد أواصر البلاد. ويكتب
"ليفين" أن العمليات الأميركية قد
"تُحدِثُ تمرداً في أجزاء من
المؤسسة العسكرية" سيؤدي في هذه
الحالة إلى "انهيار الدولة
الباكستانية سريعاً وظهور كل الكوارث
التي تستتبع ذلك". وما يفاقم بشكل بالغ الكوارث المحتمل
حدوثها، هي ترسانة الأسلحة النووية
الضخمة سريعة النمو في باكستان، إلى
جانب الحركة "الجهادية" الواسعة
في البلاد. والاثنان من مخلَّفات إدارة
ريجان، إذ زعم المسؤولون في إدارته
أنهم لم يكونوا على علم بأن ضیاء
الحق، الديكتاتور العسكري الأشدّ
فساداً في باكستان والمفضَّل لدى
واشنطن، كان يعمل على تطوير أسلحة
نووية وتطبيق برنامج أسلمة راديكالية
لباكستان. أما الكارثة التي تلوح في
الأفق، فهي إمكان اجتماع هاتين
التَرِكتين وتسرُّب مواد انشطارية إلى
أيادي المجاهدين، فقد نرى عندها أسلحة
نووية، على أغلب الظن "قنابل قذرة"
إشعاعية، تنفجر في لندن ونيويورك.
وتدرك واشنطن بالتأكيد أن العمليات
الأميركية المنفَّذة في ما أُطلق عليه
اسم "الأفباك"، اختصاراً
لأفغانستان وباكستان، قد تؤدي إلى
زعزعة باكستان وجعلها أكثر تطرفاً. أهم
وثائق "ويكيليكس" التي نُشرت حتى
الآن هي البرقيات المرسلة من السفيرة
الأميركية في إسلام آباد،" آن
باترسون"، التي تدعم العمليات
الأميركية في منطقة "الأفباك"
محذِّرة على الرغم من ذلك من أنها "قد
تهدِّد زعزعة استقرار الدولة
الباكستانية وإبعاد الحكومة المدنية
والقيادة العسكرية على حدٍ سواء،
فضلاً عن إثارة أزمة حكم أوسع نطاقاً
في البلاد". وتكتب "باترسون" عن احتمال أن "يتمكن
أحد العاملين في منشآت (الحكومة
الباكستانية) تدريجياً من تهريب مواد
انشطارية كافية إلى الخارج من أجل
صناعة أسلحة في نهاية المطاف"، وهو
خطر يعزِّزه "عدم تحصين الأسلحة
خلال نقلها". ورأى بعض المحللين أن بن لادن حقَّق بعض
الانتصارات في حربه ضد الولايات
المتحدة. فقد كتب "إريك أس. مارغوليس"
في مجلة "ذي أميركان كونسيرفاتيف"
خلال شهر مايو أن "بن لادن أكد
مراراً أن الطريقة الوحيدة لإخراج
الولايات المتحدة من العالم الإسلامي
وإلحاق الهزيمة بحكامها، هي استدراج
الأميركيين في سلسلة من الحروب
الصغيرة إنما المكلفة التي ستؤدي في
النهاية إلى إفلاسهم". وكان واضحاً تماماً بُعيد هجمات الحادي
عشر من سبتمبر أن واشنطن كانت عازمة
على تحقيق رغبات بن لادن! ويشرح "مايكل
شوير" أحد كبار المحللين في وكالة
الاستخبارات المركزية الأميركية،
والذي كان تعقَّب بن لادن منذ عام 1996،
في كتابه الصادر عام 2004 بعنوان "الغطرسة
الإمبريالية" (Imperial
Hubris)، أن "بن لادن كان دقيقاً في
الإفصاح لأميركا عن أسباب شنّه حرباً
عليها، إذ إنه يعتزم إحداث تغيير جذري
في السياسات الأميركية والغربية إزاء
العالم الإسلامي"، وقد بلغ غاياته
إلى حدٍ كبير. ويتابع أن "القوات والسياسات
الأميركية تستكمل تقوية النزعة
الراديكالية في العالم الإسلامي،
الأمر الذي كان يسعى بن لادن إلى
تحقيقه بنجاح إنما غير مكتمل منذ مطلع
التسعينيات. وتدفعنا المصائب والأهوال
المتعاقبة طوال العقد المنصرم إلى طرح
السؤال التالي: هل كان من بديل لردّ فعل
الغرب على هجمات الحادي عشر من سبتمبر؟ من بين الاحتمالات الممكنة، كانت ستواجه
الحركة "الجهادية" التي يميل قسم
كبير منها إلى انتقاد بن لادن،
انشقاقات وكانت ستُنسف بعد الحادي عشر
من سبتمبر لو جرى مقاربة "الجريمة ضد
الإنسانية"، كما وُصفت الاعتداءات
على وجه حق، على أنها جريمة تستلزم
عمليات دولية لإلقاء القبض على
المشتبه بهم. كان الأمر موضع إقرار عام
في حينه، ولكن من دون أخذ هذه الفكرة في
الحسبان في خضم الاستعجال لخوض الحرب.
كما تجدر الملاحظة أن بن لادن كان
أُدين في معظم العالم العربي لدوره في
الهجمات. عند موت بن لادن، كان حضوره قد تضاءل منذ
فترة طويلة، ناهيك عن أن "الربيع
العربي" حجب عنه أي بريق متبقٍ خلال
الأشهر السابقة. أما أهميته في العالم
العربي، فقد نجح عنوان مقال ورد في
صحيفة "نيويورك تايمز" بقلم "جيل
كيبيل" المتخصِّص في شؤون الشرق
الأوسط، في التعبير عنها خير تعبير:
"بن لادن كان مات أساساً". كان من
الممكن صدور العنوان الرئيسي هذا قبل
ذلك بكثير لو لم تحشد الولايات المتحدة
"الحركة الجهادية" بشنّ هجمات
انتقامية على أفغانستان والعراق. وفي داخل الحركة "الجهادية"، كان بن
لادن بلا ريب رمزاً، إنما لم يؤدِ كما
يظهر أكثر من دور تقتدي به "القاعدة"،
أو "الشبكة المؤلفة من شبكات" كما
يصفها المحللون، التي تنفِّذ عمليات
مستقلة في أغلب الحالات. حتى أن أكثر الوقائع بديهية وبدائية عن
هذا العقد تدعونا إلى أفكار وتأملات
قاتمة حين نستعرض الحادي عشر من سبتمبر
وتبِعاته، وما تحمله للمستقبل. ================= آخر تحديث:الأربعاء ,28/09/2011 عصام الجردي الخليج تزداد الضغوط الاقتصادية والمالية على
سوريا يوماً بعد يوم . لا يبدو سقف
للعقوبات التي اعلنتها الولايات
المتحدة والاتحاد الأوروبي . أما وقد
بات النظام السوري في وسط النفق، فيبدو
أنه اختار المضي قدماً بتكلفة باهظة .
جزء من العقوبات القاسية، ومن بينها
فرض حظر على استيراد النفط من سوريا،
لن يدخل حيز التطبيق قبل الأول من
أكتوبر/ تشرين الثاني المقبل . الجزء
الآخر المتعلق بحجز الأموال العائدة
إلى قادة في النظام ورجال أعمال على
صلة شراكة سياسية وتجارية معه نافذ على
أصله . هكذا الحال مع حظر توريد المعدات
والتكنولوجيا ومواد كثيرة، إضافة إلى
تجميد العمل في بطاقات الائتمان
المصرفية، والاستثمارات ومواد وسلع
أخرى كثيرة . إلى أي حد يمكن النظام
التفلت من العقوبات، أو التكيف مع
سريان مفاعيلها، مع استمرار تدهور
الوضع؟ نبدأ في النفط أولاً . تنتج سوريا نحو 385
ألف برميل نفط في اليوم . ومن المعروف
أنها تصدر نحو 150 الف برميل، 95 في المئة
منها إلى دول الاتحاد الأوروبي .
وتستخدم البقية لسد جزء من حاجاتها .
هناك صعوبة كبيرة في إيجاد مستورد
للنفط السوري من خارج الاتحاد
الأوروبي . الدولتان اللتان لا تزالان
سوريا تحتفظ معهما بعلاقات طيبة وهما
الصين وروسيا . تكلفة شحن النفط من
سوريا إلى الصين نقلاً وتأميناً
ووقتاً، يفقدان النفط السوري تنافسية
كبيرة . روسيا من أكبر البلدان المصدرة
نفطاً وغازاً في العالم . إلى ذلك،
فنوعية النفط السوري الثقيل، في حاجة
إلى تقنيات للتكرير في المصافي لا
تتواجد إلا في المصافي الأوروبية .
وهذا الأمر يخفض من حوافز استيراد
النفط السوري . في الشأن المالي والمصرفي، حجم الضغوط
كبير جداً . تجميد العمل في بطاقات
الائتمان التي كانت مصدراً لتوفير
السحوبات النقدية، والحجر الذي طال
تجاراً ورجال أعمال كباراً في دمشق
وحلب وحمص وغيرها . حرمانهم مع شركاء
لهم في النظام من الوصول إلى نافذة
مصرفية دولية للاعتمادات وخلافها،
يحمل على الاعتقاد بأن عمليات ضخمة
تحصل نقداً في الوقت الحاضر، يلعب فيها
“الصرافون الموثوقون محلياً
وإقليمياً” دوراً مهماً لتوفير النقد
. حولت سوريا منذ فترة جزءاً من
احتياطها بالعملات إلى اليورو من
الدولار الأمريكي . المعلومات
المتوافرة من الأردن تفيد أنه في ضوء
العقوبات الأوروبية لجأت دمشق إلى
الطلب من مصارف أردنية تحويل جزء من
مئات الملايين المودعة لديها بالعملات
الأجنبية إلى الريال السعودي وعملات
خليجية أخرى . وهذا النوع من العمليات
ليس على لوائح الحظر الأمريكي
والأوروبي . من المشكوك فيه أن تصل
العقوبات الأمريكية والأوروبية إلى
مرحلة تمنع على المصارف العاملة في
سوريا التعامل باليورو والدولار، أو
وقف عمليات المقاصة عليهما . ولو أن غلق
النافذتين المصرفيتين الأمريكية
والأوروبية في وجه تجار سوريين
معروفين ومعهم فريق من النظام السوري
من شأنه حرمان السوق السورية من
اعتمادات وخطوط تمويل لاستيراد سلع
وخدمات لا يستغنى عنها . وإذا تأمنت
بدائل تمويل عبر قنوات أخرى مواربة .
مشاريع استثمارية عربية وأجنبية ضخمة
انسحبت من سوريا خلال الشهور الأخيرة . ماذا عن منافذ الإقليم؟ في لبنان موقف
حاسم أبلغ للسوريين: لا تعامل مصرفي
خارج العقوبات . المصارف هي السلطة في
لبنان . لا تصدقوا غير ذلك . حتى حلفاء
سوريا لهم مصالحهم ولا يغامرون . في
التهريب والاقتصاد الموازي الحدود
مفتوحة لجماعات التهريب اللبنانية
السورية المشتركة . الوضع نفسه مع
العراق . من المستبعد أن يقدم الأردن
على خرق العقوبات المالية . أما اللافت
فكان تصريح رئيس الوزراء التركي رجب
طيب أردوغان الذي هدد بعقوبات ضد سوريا
لم يحدد طبيعتها . خسارة الصادرات
السورية السوق التركية سيكون أثره
كبيراً جداً في الاقتصاد السوري . في
منطق الأمور، هناك أموال تدخل سوريا
نقداً أيضاً لدعم الثوار . وإلاّ من أين
يأكل هؤلاء وعائلاتهم؟ ظني أن النظام
لا يسقط بفعل أزمة اقتصادية، إلاّ إذا
طالت . المال مؤمن للنظام . الأزمة
واقعة على الشعب والوطن . ولكن إلى حين . ================= العصابات المسلحة..عنزة
لو طارت! أحمد ذيبان الرأي الاردنية 28-9-2011 يحاول اعلام النظام السوري استخدام حجج
متهافتة لاقناع الرأي العام، بان
العصابات المسلحة هي التي تحارب
النظام، وتحرض عليه في اطار «مؤامرة»
خارجية تستهدف سوريا ودورها المقاوم،
«عنزة لو طارت»! واكثر ما يركز عليه
اعلام النظام نشر الاخبار والتقارير
المفبركة عن مقتل جنود وضباط برصاص
مسلحين، ويتجاهل عشرات المواطنين
الذين يقتلون ويجرحون يوميا والاعداد
الكبيرة من المحتجين والنشطاء، الذين
يعتقلون ويتعرضون لابشع اساليب
التعذيب. فضلا عن الانتهاكات الصارخة
لحقوق الانسان، خلال اجتياح المدن
والقرى وتشريد السكان، وكأن «حماة
الديار» يواجهون عدوا خارجيا!. هناك ميليشيات من «الشبيحة» المسلحين،
يستخدمهم النظام للبطش بالمحتجين،
ومصداقية النظام غرقت في شلالات الدم
التي تسيل جراء حملات القمع الوحشية،
وأحد التفسيرات التي تخطر في البال، ان
شبيحة النظام المسلحين ينقلون من
مدينة الى اخرى، ويوكل لهم دور تخريب
الاحتجاجات السلمية، واطلاق النار
العشوائي، حتى لو اصاب بعض رصاصهم
جنودا وعناصر أمنية، لتشويه الثورة
التي تصر على سلميتها منذ البداية،
وبالتالي خلق الذرائع للممارسة المزيد
من القمع، ولعب دور الضحية لمؤامرة
خارجية!. هل يعقل ان هذه العصابات ظهرت فجأة وبكل
هذه القوة؟واين كانت اجهزة النظام
غائبة عن اكتشاف هذه العصابات المسلحة
قبل انطلاق الثورة الشعبية، التي هزت
النظام البوليسي، وفاجأت بقوتها
وصمودها واستمراريتها حتى اكثر
المتفائلين؟. حكاية العصابات المسلحة، تبدو نكتة سمجة،
الا اذا كانت من صناعة النظام نفسه،
الذي لا يزال يدفن رأسه في الرمال،
ويتجاهل حقيقة ما يجري، ذلك ان اهم
انجازات الثورة حتى الان هو تعرية
النظام، واسقاط كل المساحيق التي كانت
تخفي وجهه الحقيقي، والمتاجرة بدور
المقاوم والممانع والمستهدف بمؤامرة
تحيكها اسرائيل وقوى الاستكبار
الدولية، لقد فقد النظام رصيده من
العلاقات الخارجية، سواء كانت علاقات
تحالف او جيرة او تعاون على المستويين
الاقليمي والدولي، فحتى اكثر الانظمة
تخلفا ورجعية وجدت في ازمة النظام
السوري، فرصة للمزايدة عليه في مسالة
الحريات والديمقراطية وحقوق الانسان،
واخذت تطالبه بالاصلاح السياسي ووقف
حمام الدم!بل ان ايران الحليف
الاستراتيجي للنظام، بدأت تشعر بالحرج
وتطالبه باساليب ناعمة، وقف العنف
واللجوء للحوار، ولعل اكبر خسائر
النظام تحول الموقف التركي، من الصديق
الى الخصم!. امام تصاعد الضغوط الدولية والعربية،
يحاول النظام التمسك بالزبد، من خلال
رهانات خاسرة على الموقف الروسي في
مجلس الامن، ولعله يدرك ان مواقف موسكو
متذبذبة ولن توفر له في النهاية حبل
انقاذ، وسبق ان لعبت ادوارا مشابهة في
ازمات اقليمية، مثل يوغسلافيا»قضية
كوسوفو» والعراق وليبيا، ثم تغيرت
مواقفها وتعاملت مع الامر الواقع. ما يحدث في سوريا لا بد ان يكون له تداعيات
اقليمية، وقد يراهن النظام على
انقسامات المعارضة، والحقيقة ان دور
المعارضة الخارجية هامشي في الثورة،
وهي تحاول ركوب الموجة، والتحدي
الاكبر الذي يواجهه النظام، هو من
الداخل بعد ان فاض الكيل وانفجر بركان
الغضب الشعبي وسقط حاجز الخوف، الذي
تراكم بفعل الاستبداد والفساد. التغيير اصبح حتميا، والنظام الشمولي بات
من مخلفات الماضي، ولم يبق بيده اوراق
يلعبها، سوى المضي في طريق «انا أو
الطوفان»، حتى لو كانت النتيجة تعريض
البلاد لخطر التقسيم والحرب الاهلية!
لقد اوصل النظام الثورة الى طلب»
الحماية الدولية»! فهل يتعظ بمن سبقه ؟. ================= الاربعاء, 28 سبتمبر 2011 رندة تقي الدين الحياة مشهد المواطن السوري مأمون الجندلي (٧٧
سنة) وزوجته لينا (٦٤سنة) اللذين
تعرضا لتعذيب وحشي في منزلهما في حمص،
في شريط بثته مواقع المعارضة السورية
وشاشات التلفزيونات العربية
والعالمية رهيب بوحشيته. فقد تعرضا
للضرب والتعذيب، لأنهما، كما قيل لهم،
«لم يربوا جيداً ابنهما مالك»، وهو
مؤلف موسيقي شاب يقيم في الولايات
المتحدة. وكل ذنبه انه وضع أغنية في
سبيل الحرية في سورية. فكان الهجوم
المريع على أهله على شاشات تلفزيون
العالم مع جريمة قتل زينب حصني وشقيقها
الناشط السوري محمد. في الوقت نفسه كان
رئيس الديبلوماسية السورية وليد
المعلم يخطب في الأمم المتحدة ليقول
لنا إن الإصلاحات جارية في سورية وإن
جماعات مسلحة تعمل على إيجاد ذرائع
لتدخلات خارجية لضرب النموذج الذي
يفتخر به الشعب السوري. أي نموذج من هذا
الإرهاب المريع لشعب كبير وشجاع
يتناوله معلم اللغة الخشبية. هل يعقل
أن في عصر الإنترنيت والفضائيات
وعولمة مشاهد مرعبة بوحشية القمع
والقتل أن يدعي المعلم أن جماعات مسلحة
لا علاقة لها بالنظام هي التي تستهدف
المواطنين الأبرياء؟ أي نموذج هذا
الذي يفتخر به معلم الديبلوماسية
السورية؟ نموذج قتل وتعذيب وسجن
أبرياء من الشعب السوري الباسل؟ انه من المؤلم أن يستمر القتل والتعذيب
بهذا الشكل من نظام يسكت عليه الجميع
في العالم العربي. إن ما يحصل في سورية
من قمع وتعذيب غير مقبول ولا محمول.
روايات ومشاهد القتل من شبيحة النظام
الذين يقومون بالأعمال الوحشية تثير
مشاعر الكراهية العميقة لنموذج دموي
بعيد كل البعد عن فخر وبسالة شعب يواجه
مثل هذا الهجوم الدموي من سلطات بلده. إن العقوبات على هذا النظام لا توقف القمع
والتعذيب. فهناك دولة أخرى تسانده
بالقمع الوحشي هي إيران. فإيران، رغم
مشاكلها الاقتصادية، ترسل جزءاً من
عائدات نفطها لدعم النظام السوري
وحليفه في لبنان «حزب الله». فيقال إن
خزنات بعض البنوك في لبنان تتضمن سيولة
نقدية آتية من إيران لمساندة الحليف
السوري الذي يعاني من العقوبات. أما
أصدقاء النظام السوري في لبنان فهم كثر
لسوء حظ الشعب السوري. فالحكومة
اللبنانية كلها بتصرف النظام السوري
حتى هرم الكنيسة المارونية اللبنانية
اصبح من المدافعين عن هذا النظام الذي
يقمع ويقتل أبناءه. فالحكومة
اللبنانية قبل بضعة أسابيع قررت تقديم
هدية للنظام الإيراني الحليف لسورية
بقرار رفع تأشيرات مسبقة لدخول
الإيرانيين إلى مطار بيروت لتسهيل
مهماتهم في مساندة الحكومة والنظام
الشقيق في سورية. المرجو أن تستيقظ الجامعة العربية وتتشدد
بموقفها إزاء قتل الأبرياء وتصفية كل
معارض للنموذج الدموي في سورية. إن
مثلث سورية إيران و»حزب الله»، مع
الهيمنة الإيرانية على حكومة المالكي
في العراق، يعمم النموذج القمعي على كل
المنطقة ويعزز نفوذ نظام إيراني حليف
في القمع والتعذيب لشعبه. فلا رادع
لهذا المثلث إلا قوة وإرادة الشعوب لأن
الخارج ما زال متردداً في التدخل.
فروسيا لا تبالي بالحرية
والديموقراطية والإدارة الأميركية لا
تضغط عليها بما يكفي والنتيجة ترضي
إسرائيل الراضية على النظام السوري. فالنداء القوي اليوم للعالم بأسره أن
حماية أبرياء الشعب السوري واجب. ================= (زينب والذئاب).. "رواية"
سورية! نشر : 27/09/2011 محمد أبو رمان الغد الاردنية لا يتصوّر من رأى بقايا الجثمان المتفحّم
للفتاة الحمصية زينب ذيب الحصني (19
عاماً)، أن يكون من فعل بها هذا هم بشر،
بل حيوانات مفترسة سادية، لا نراها
إلاّ في أفلام الرعب الأميركية، لمن
يعيشون خارج التاريخ، ويجدون طعامهم
من البشر الأحياء بعد تقطيع أوصالهم
واغتصابهم وتكسيرهم. زينب اختُطفت من أمام منزل أهلها، من "شبيحة
الأسد". وطلبت السلطات "الأمنية"
من أهلها تسليم شقيقها محمد لإطلاق
سراحها. بعد أسبوعين تسلمت والدة زينب
جثتها مقطعة إلى أربعة أجزاء، وهي
مفحّمة، وعليها آثار الصعق الكهربائي
والتعذيب الجسدي والاغتصاب والتقييد.
وهو مشهد (موجود على "يوتيوب") لا
يملك المرء أمامه إلاّ الصدمة
والبكاء، فلا يمكن أن نتصوّر تعذيباً
وحشياً همجياً مثل هذا، ولا جزءا بسيطا
منه في دولة مثل كيان الاحتلال
الإسرائيلي! شقيقها الشاب الصغير محمد، "المجرم"
الذي شارك في مسيرات تطالب بالتغيير (!)،
كان مصيره أبشع من شقيقته، فقد اعتقل
بعد إصابته برصاص القناصة، وتسلّم
ذووه جثمانه مقطعاً مكسّراً محروقاً
ممثلاً فيه! لك أن تتصوّر حال والدة هذين الشهيدين،
وتنظر في عينيها، ماذا سترى؟! هل يمكن
أن نسمي من يقوم بهذه الأفعال "نظاماً
سياسياً"، مثلاً، بأيّ صيغة؟! هل مثل
هؤلاء مؤتمنون على "قطة" حتى
يحكموا وطناً ويتحكموا في رقاب وأمن
الملايين؟! بالطبع، قصة زينب ليست إلاّ مثالاً
واحداً من آلاف الأمثلة اليوم في
سورية، فالمقدم المنشق حسين هرموش
أذلوا عائلته ونكلوا بأشقائه ووالدته
العجوز وأقاربه وأبنائهم، قتلاً
وتعذيباً، حتى تم اختطافه أو استلامه،
وعشرات الفتيات (بالأسماء لدى
المنظمات الحقوقية) معتقلات اليوم إلى
حين يقوم أشقاؤهن بتسليم أنفسهم! عصابة؛ تغتصب الفتيات، وتقتل الناس في
الشوارع، وتهدم الأحياء على رؤوس
قاطنيها، وتعتقل الأطفال وتعذبهم حتى
الموت، وتعذّب كبار السن، وتحوّل
المدارس إلى معتقلات للتعذيب، وفي
مدارس أخرى يسأل معلمون (مخبرون)
التلاميذ الصغار: "أيّ القنوات
الفضائية يشاهد آباؤكم في المنزل؟"
بشهادة المنظمات الحقوقية. عصابة؛ تقتل المعتقلين بالعشرات، بشهادة
محامي عام حماه المختفي (عدنان بكور)،
وتضع خلف العسكري شبيحة وقناصة ليُقتل
إذا رفض أن يقتل بسلاحه. هل هنالك أسوأ من هذه السمعة لجيش يفترض
أنّه يحمي البلاد والعباد، بدلاً من
ذلك يصبح هتاف المسيرات في شوارع سورية
"الجيش السوري خائن"! المجتمع الدولي إلى الآن لم يحسم
خياراته، وهو وإن كان يريد إضعاف "النظام"،
بالعقوبات والحصار الاقتصادي
والدبلوماسي، إلاّ أنّه يتخوّف تماماً
من مرحلة "ما بعد الأسد". لذلك،
فإنّ طلب الشعب السوري للحماية
الدولية أو حظر الطيران لم ينضج القبول
الدولي به بعد. والحال أنّنا –اليوم- أمام إبادة حقيقية
ومجازر يومية وانتهاك للكرامة والحقوق
وآدمية البشر، واستخدام أبشع الوسائل
والأسلحة الثقيلة، وجيش برغم
الانشقاقات فإنّ قيادته ممسوكة بروح
طائفية صارخة. فما الحل، طالما أنّ
النموذجين التونسي والمصري لا يمكن أن
يتحققا، والثورة السلمية لن تتمكن من
تجنيب المدنيين الويلات الحالية؟! المفارقة أنّ ما يمنح الثورة مزيداً من
الصبر والثبات والانتشار برغم كل شيء،
هي المجازر البشعة نفسها، إذ إنّ
انعكاسها غير المباشر هو على تماسك
مؤسسات النظام نفسها، وتحديداً
العسكرية، إذ ارتفعت وتيرة الانشقاقات
فيها، وتحول هؤلاء الجنود لمحاولة
الدفاع عن المدنيين، ما يفتح الباب على
درجة أكبر من الانشقاقات والانسحابات
وتفكك النظام، وهو الرهان الذي يفتح
لاحقاً على تدخل دولي وإقليمي بعد
التأكّد من نهاية هذه الحقبة في
الداخل، ونجاح إحدى أعظم الثورات في
التاريخ. ================= ميشيل كيلو الشرق الاوسط 28-9-2011 لا توجد في سوريا مشكلة، هناك مؤامرة يتم
التصدي لها بوسيلة صد المؤامرات: القوة.
هذا كل شيء، ومن يرى غير ذلك هو إما
مضلل من قبل الفضائيات والصحافة
المتآمرة، أو أنه متآمر، وهو يستحق
العقاب في الحالتين. إلى هذا، ليس من
المنطقي أن يغير مسؤول نظامه الذي يقع
التآمر عليه، وإلا حقق أهداف
المتآمرين، الذين لا يريدون شيئا غير
هذا التغيير، فإن أحدثه النظام استجاب
لمطلبهم، بينما يتوفر لديه فائض قوة
يكفي لقهرهم وردع تآمرهم، بل وإحراز
انتصار حاسم عليهم. باختصار: ليس ما
يجري ناجما عن أسباب داخلية تطال بنية
النظام أو سياساته أو خياراته، بل هو
تآمر خارجي له أدوات داخلية. والمتآمرون لا يستهدفون النظام بسبب عيوب
ما لصيقة به، بل بالعكس، إنهم يريدون
رأسه لأنه نظام قليل العيوب، أو خال
تماما منها، فليس من المعقول أن يتم
التخلي عنه كليا أو جزئيا بحجة القيام
بإصلاح مزعوم هو في جوهره تخريب متعمد
له، مهما كان محدودا وبرانيا. لا
إصلاح، لأن الإصلاح مطلب المتآمرين
الذي يتسللون من خلاله إلى وعي الشعب
فيحرضونه، والشعب طيب، بل هو ساذج،
يصدق ما يقال له لمجرد أنه يبدو براقا
ومغلفا بحديث الحرية والعدالة، أما
النظام فهو يقظ وواع ويقرأ ما بين
السطور وما في الصدور، وهو قادر على
كشف النوايا ومعرفة الخبايا، لذلك
يتمسك بنظرية المؤامرة مهما واجه من
ضغوط، داخلية كانت أم خارجية، ويرى في
تناغم هذه الضغوط الدليل القاطع على
وجود المؤامرة، فلا يجوز أيضا التهاون
معها والاستجابة لها، خاصة أن منزلق
الإصلاح لا يقل خطورة عن مخاطر التمرد
الشعبي، وأنهما يرميان كلاهما إلى
تحقيق هدف واحد: إخراج النظام من حال
التمكن والرسوخ ودفعه إلى مبارحة
بنيته، فلا يستطيع بعد ذلك وقف ابتعاده
عنها، فيضيع بعد حين مثلما جرى للبلدان
الاشتراكية السابقة في شرق ووسط
أوروبا. إذن: لا إصلاح ينجزه الحاكم البصير
والحذر، لأن أي إصلاح يفضي إلى النتيجة
ذاتها التي تترتب على التمرد الشعبي،
ولأنه من غير المعقول أن يضع حاكم نفسه
في موضع يكون فيه خصم نفسه وعدو نظامه،
وأداة بيد المطالبين برأسه! ماذا يحدث
في ظل خيار رسمي كهذا؟ لا يخرج الشعب من
الشارع بالقوة المفرطة التي تستخدم
ضده، ولا يرى الشارع ضوء الإصلاح في
نهاية النفق، ويقع تصعيد متبادل يزج
البلاد في عنف رسمي متزايد والشعب في
طريق آلام لا نهاية لها، تزيده غضبا
على غضب، وتقنع أقساما متعاظمة منه
بضرورة ممارسة عنف مضاد، إن تواصل
وتفاقم كانت الحرب الأهلية وغير
الأهلية النتيجة المباشرة للانسداد
والتباعد بين سلطة تعيش على القوة وشعب
يطالب بالحرية والعدالة، يفقده القتل
الجرأة على التوقف عن الاحتجاج، بعد أن
قدم تضحيات كبيرة يخشى أن يحولها العنف
الرسمي ضده إلى حرب إبادة تطال وجوده
كله، فيكون موته الآني بالمفرق، مهما
كانت أعداده كبيرة، أقل تكلفة من موته
المقبل بالجملة. الغريب أن النظام لا يقر بأن هذا الوضع
يعني أمرا واحدا لا لبس فيه هو وجود
أزمة تتطلب المعالجة. إنه يرفض التفكير
بهذه الطريقة، ويرى في الحال القائمة
مجرد خروج على الأمن لا بد من إنهائه
بالقوة، وليس أي شيء آخر مما تقوله حتى
أوساط واسعة منه، ناهيك عما يقوله
معارضوه وخصومه. ينزل الناس إلى الشارع
بالملايين، وترفع شعارات ومطالب تتصل
جميعها بالشأن العام وبموقفها من
الواقع الظالم، بينما تبدو القوة
عاجزة عن إخراج الناس منه، والأزمة
مفتوحة على أسوأ الاحتمالات، ومع ذلك
لا يقر أرباب الأمر القائم بأن هذه
أزمة لا سبيل إلى التخلص منها إلا
بالسياسة ووسائلها وقواها، لأن إقراره
ينقض فرضيته حول المؤامرة وضرورة
معالجتها بالقوة، وقد يخلق بلبلة في
صفوف أتباعه يكون لها نتائج خطيرة
وربما قاتلة بالنسبة له. لو أقر نظام بوجود أزمة، لما استخدم
القوة، لأنها لا تصلح لمعالجتها، وهو
يتمسك بنظرية المؤامرة كي لا يستخدم
السياسة، فيكون استخدامها بداية
النهاية لتفرده بالشأن العام. هكذا
يصير من الحتمي القول: النظام هو الذي
خلق الأزمة، لأنه انفرد بالحكم
والقرار طيلة قرابة نصف قرن، وهو الذي
يحول دون حلها اليوم، لأنه لا يعتبرها
أزمة ويسعى إلى حلها بأدوات لا تصلح
للتعامل معها. في السابق، كانت إدارة الأزمات فنا
لطالما أتقنه أهل الحكم في سوريا،
واليوم، يدير هؤلاء أزمة يحولونها
بالقوة إلى مأزق ضحيته الشعب والوطن،
دون أن يقروا بأنه نتاج أزمة من صنع
أيديهم. يعتمد النظام في مواقفه على سلبية
العالم، التي تخرجه من موازين القوى
الداخلية وتسهم بصورة غير مباشرة في
ترجيح كفته على كفة الشارع. أما
إداناته فهي ثمن مقبول لديه، ما دامت
تغطي انسحابه وتؤكد خروجه من المعركة
ضده، ولو إلى حين، بينما تزيد المحتجين
والمتمردين شعورا بالعزلة والترك. في
هذه الحال، يبدو الموقف الدولي وكأنه
يكرر ما سبق أن فعله في تمردي شيعة وكرد
العراق، عندما شجعهم على النزول إلى
الشارع ضد صدام حسين، ثم تخلى وأحجم
حتى عن إرسال بعثة حقوق إنسان من الأمم
المتحدة كي تراقب ما يجري للبشر
المساكين وحقوقهم الضائعة. لكن هذا
الشعور بالترك يدفع الناس إلى مزيد من
التطرف، وقد يقنعهم بالرد على العنف
بالعنف، ويوهمهم بأنهم صاروا مخيرين
بين موتين: الموت وهم عزل أو الموت
وبيدهم السلاح، وأن الموت الثاني أفضل
لهم، لأنه قد يتيح لهم قتل أحد ما من
قتلتهم، فلا سلمية إذن ولا من يسالمون،
ولا حرية ولا من يتحررون، بل: العين
بالعين والسن بالسن، والبادي أظلم: ذلك
هو الفخ الذي نصبه النظام لهم منذ
بداية تمردهم، والذي يراد للقوة
المفرطة أن تجبرهم على الوقوع فيه،
فيتفق واقعهم عندئذ مع الوضع الذي
أراده لهم منذ بداية تمردهم ضده: أن
يتحولوا إلى عصابات مسلحة قهرها أسهل
منالا من إخراجها من الشارع: كجماهير
سلمية تطالب بالحرية! تكمن مشكلة سوريا
اليوم في التالي: إن من أنيط بهم
تجنيبها الأزمات هم الذين يديرون
أزماتها التي أنتجتها سياساتهم،
والذين يحتجزون الإصلاح ويدفعون شعبها
بالقوة المفرطة إلى منزلق العنف
القاتل، لاعتقادهم أنه سيتكفل بالقضاء
على طموحاته ومطالبه العادلة
والمشروعة. إلى أين من هنا؟ لا أحد يعلم بدقة، وإن كنا
نؤمن كمعظم السوريين أن رهان السلطة
على الإبقاء على النظام الحالي هو عبث
يرجح أن يكون ثمنه وجود سوريا ذاتها! * معارض سوري ================= سوريا.. أضعف من أن تطرد
سفيرا! طارق الحميد الشرق الاوسط 28-9-2011 جرت العادة أن يبالغ السفراء في الحذر
حيال إبداء أي رأي يخص الدول المعتمدين
فيها، ويحرصوا على أن تكون تصريحاتهم
دبلوماسية. وكثيرا ما يكتشف الإعلام أن
كثيرا من السفراء يتكلمون من دون أن
يقولوا شيئا، لكن الأمر مختلف تماما في
الحالة السورية اليوم. فاليوم نحن أمام كل من سفراء أميركا
وفرنسا وبريطانيا المعتمدين في سوريا،
يقول كل منهم رأيه في نظام بشار الأسد
علنا، ويعلنون دعمهم للمتظاهرين
السوريين، وينافحون عن قضاياهم،
ويفندون كل ما يقال بحقهم من قبل
الإعلام الأسدي. فقد تصدى السفير
الأميركي روبرت فورد لروايات النظام
الأسدي عن العصابات المسلحة في حماه
وخلافه عندما زارها بصحبة نظيره
الفرنسي إريك تشافالير. وها هو السفير
البريطاني في سوريا سيمون كوليس يعلن
تدشين مدونته الخاصة على الإنترنت من
دمشق ليعلق فيها على الأوضاع في سوريا،
ويعلن من خلالها دعمه للثوار السوريين. وعلى غرار ما فعله السفير الأميركي، من
خلال التصريحات، والمقابلات
الصحافية، فقد تصدى السفير البريطاني
لتفنيد أكاذيب النظام الأسدي،
وإعلامه، حيث يقول إن «النظام السوري
لا يريد أن يعرف أن قواته الأمنية
والعصابات الداعمة لها تقتل وتعتقل
وتنتهك حقوق المحتجين الذين يلتزم
معظمهم بالسلمية». وبالطبع فهذه لغة
قاسية ضد النظام الأسدي، وخصوصا عندما
تصدر من سفير أجنبي، لكن هذا يعني أن
النظام الأسدي بات أضعف من أن يحسب له
حتى السفراء الأجانب أي حساب. وعلى الرغم من قول وليد المعلم بأنه سيمحو
أوروبا من الخارطة، وقوله إن النظام
الأسدي ضحية مؤامرة خارجية، فإن
السؤال هو: هل بمقدور نظام بشار الأسد،
مثلا، أن يطرد أيا من السفراء الأجانب
على أرضه، خصوصا أنهم يتنقلون في
الأراضي السورية رغما عن كل تعليمات
النظام، ويتصدون للرد عليه وتفنيد
أكاذيب إعلامه، الذي يحاول مستميتا
تشويه صورة الثوار السوريين،
ومحافظتهم على سلمية الثورة؟ أشك في
ذلك.. فالنظام أضعف من أن يطرد سفيرا،
بل إنه، أي النظام، بحاجة إلى هؤلاء
السفراء، ولو من أجل إعطائه رمزية أن
العالم لا يزال يعترف بالنظام. ومن اللافت هنا ما طرحه السفير البريطاني
في مدونته، حيث يقول بأنه قد «زادت
الأمور سوءا على مدار الأشهر الستة
الماضية، ويرغب النظام في خلق حقيقة
خاصة به ولا ينبغي لنا أن نسمح بذلك».
فكأن السفير البريطاني يناشد المجتمع
الدولي، وقبله العربي، لفعل أمر ما،
وعدم تمكين النظام الأسدي من البطش
بالسوريين من دون أن يتصدى العرب، من
خلال الجامعة العربية، وبعدها المجتمع
الدولي من خلال مجلس الأمن، لنظام يفعل
بشعبه ما لم يفعله محتل. فإذا كان السفراء العرب الموجودون في
سوريا غير قادرين على فعل ما يفعله
السفير الأميركي، والفرنسي،
والبريطاني، ولا يستطيعون قول كلمة
حق، ولا يحاولون حماية السوريين، فمن
الأجدى أن يتم سحبهم من سوريا لكي لا
يكونوا شهود زور، وهذا أضعف الإيمان. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |