ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 19/10/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

أضعف الإيمان - تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية

الثلاثاء, 18 أكتوبر 2011

داود الشريان

الحياة

لم يشر بيان مجلس وزراء الخارجية العرب حول سورية الى قضية تجميد عضوية دمشق في الجامعة العربية، وكل ما قيل عن هذا الموضوع تصريحات منسوبة لمصادر في الجامعة، بعضها قال ل «الحياة» إن وزراء الخارجية العرب «يتجهون إلى التلويح بتجميد عضوية سورية في الجامعة في حال لم تستجب مطالب تسوية الأزمة سلمياً والتحاور مع المعارضة السورية». لهذا فسر البعض ان تجنب الوزراء الإشارة صراحة الى قضية التجميد، في ثنايا البيان، هو عدم وجود نص قانوني واضح يمنح الجامعة هذا الحق.

أمس طرحتُ هذا السؤال على الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، الذي قال: «ان هناك سابقة يمكن الاعتماد عليها، حين قامت الجامعة بتعليق اشتراك ليبيا في كافة اجتماعات الجامعة ومجالس منظماتها، وهذا الإجراء استند الى الإصلاحات التي شهدها نظام الجامعة في السنوات الخمس الماضية». وهو أشار الى القرار الذي صدر بحق ليبيا باعتباره حدثاً في تاريخ الجامعة، لجهة أنه حدد السبب ب «سوء معاملة الحكومة الليبية لمواطنيها»، ولهذا فإن ما تّم في ليبيا سابقة مهمة يمكن البناء عليها، وتطويرها، خصوصاً ان جامعة الدول العربية يجب ان يكون لها دور فاعل في الأحداث التي يشهدها بعض الدول العربية. وأضاف: ان نظام العقوبات في الجامعة العربية غير مكتمل، لكن ينبغي البناء على ما تمّ وتطويره، من خلال تفعيل «مجلس الأمن والسلم العربي».

عمرو موسى تمنى ان تستجيب سورية لموقف الجامعة، معتبراً انه مخرج سليم لتجاوز تعقيدات الوضع، والتدخل الأجنبي. لكن المعارضة السورية رفضت البيان، وهي ترى انه استند الى قضية الحوار مع نظام يطالب السوريون برحيله، فضلاً عن ان البيان كرس بقاء النظام.

لا شك في ان غياب عقوبة تجميد عضوية سورية من بيان الجامعة العربية أضعف موقفها، فضلاً عن انه فوت فرصة تكريس دورها في المرحلة الراهنة، وقدرتها على الدفاع عن مبدأ عدم التدخل الغربي في الشأن العربي، وجعل الحل العربي قادراً على تجنيب سورية الوضع العراقي والليبي.

الأكيد ان خطوة تعليق عضوية دمشق في الجامعة العربية ستمنح «المجلس الوطني السوري» شرعية عربية منتظرة، وتتيح للعواصم العربية سرعة التحرك باتجاه الاعتراف بهذا المجلس، والتقليل من مخاطر تدخل أجنبي محتمل.

=================

الحراك العربي من إيران إلى واشنطن!

جورج سمعان

 18 تشرين أول 2011

القدس

 كشف الإدارة الأميركية مخططاً إيرانياً لاغتيال السفير السعودي لدى واشنطن عادل الجبير، ينقل الحرب الباردة بين الجمهورية الاسلامية والمملكة العربية السعودية إلى مستوى جديد من المواجهة بين البلدين. مثلما يساعد الولايات المتحدة على دفع المجتمع الدولي إلى تشديد الخناق على طهران. ويترك آثاراً في الحراك العربي تزيده تعقيداً في أكثر من ساحة... مثلما يفاقم الحراك في رفع وتيرة هذه المواجهة.

العلاقة السعودية - الإيرانية كانت قديماً رهن تنافس ارتدى وجوهاً عدة، سياسية ودينية واقتصادية. لكنها تحولت مع قيام الجمهورية الإسلامية إلى حرب باردة صامتة حيناً، ومكشوفة حيناً آخر في مواجهة سياسية أو أمنية. لا يعني هذا أن المواجهة تعني هذه المرة اندلاع حرب رابعة في الخليج. إذ ليس في الأفق حتى الآن ما يشير إلى مثل هذا الاحتمال. فلا مصلحة لأحد في مثل هذه الحرب.

لا الولايات المتحدة التي تستعد لمغادرة العراق وتواجه ما تواجه في هذا البلد وفي أفغانستان في وارد فتح جبهة جديدة، وكان وزير دفاعها ليون بانيتا حذر إسرائيل الشهر الماضي من القيام بأي مغامرة ضد الجمهورية الإسلامية. ولا إيران التي تتكبد خسائر هنا وهناك مستعدة للمجازفة بخسارة المزيد من أرصدتها. لكنها قد لا تمانع في خوض مواجهات موضعية بالواسطة. أما المملكة العربية السعودية فتحرص على عدم وقوع الخليج العربي في أتون حرب رابعة.

لا شك في أن الحراك العربي دفع بمزيد من الوقود إلى هذه المواجهة المفتوحة بين السعودية وإيران. قبل ذلك كادت حروب الحوثيين ضد النظام في صنعاء أن تتحول حرباً بالواسطة بين البلدين. ودفعت المملكة يومها بقواتها لحماية أمنها الوطني وحديقتها الخلفية وموقعها في شبه الجزيرة.

ولم تتأخر طهران في الرد عليها بسيل من تصريحات التنديد وبحملة من الانتقادات الشديدة. وجددت حملتها بعد إرسال المملكة قوات في إطار قوة «درع الجزيرة» لمساعدة المنامة على حفظ الأمن أثناء التظاهرات وأعمال العنف التي اندلعت في البحرين. بالطبع لم تتردد السعودية في التحرك لقطع الطريق على ما اعتبرته «محاولة انقلاب» تهدد بتغيير خريطة شبه الجزيرة ونظام العلاقات والمصالح فيها.

والواقع أن السعودية ودولاً خليجية أخرى بدأت تنظر بعين القلق إلى سياسة إيران، بعد سقوط نظامي «طالبان» وصدام حسين. بدا لها أن الجمهورية الاسلامية تكرر تجربة صدام الذي ظن إثر سقوط الحرب الباردة أن في الامكان اللعب في الوقت الضائع، فيما موسكو تحاول لملمة أشلاء الاتحاد السوفياتي المنهار... فغزا الكويت ليملأ الفراغ ويكرس نفسه محاوراً وحيداً مع الولايات المتحدة والدول الصناعية في ما يخص أمن الخليج وآبار النفط وممراته.

ولم تستطع المملكة أن تهضم احتلال صدام الكويت، وما يمثله ذلك من خلل في موازين القوى. علماً أنها لم تقصّر أبداً في دعمه إبان حربه مع إيران من أجل منع وقوع مثل هذا الخلل في المنطقة لو أن طهران هزمته في تلك الحرب.

وبدا منذ تحرير الكويت أن ما رفضته الرياض منذ ذلك اليوم من أجل ضمان مصالحها الحيوية على المستويات السياسية والاقتصادية النفطية وحتى الدينية لا يمكن أن تقبل به اليوم أياً كانت الظروف. لا يمكن أن تقبل بهيمنة إيران على المنطقة وخياراتها وقراراتها فتملي عليها غداً سياستها الخارجية والنفطية والأمنية. مثلما لا يمكن أن تسلم بهذا الطوق الإيراني، من العراق إلى لبنان مروراً بسورية...

لذلك لم يكن واقع القلق والتخبط والضعف في صفوف المحافظين في طهران يحتاج إلى أدلة من قبيل كشف مخطط لاغتيال السفير السعودي في الأراضي الأميركية، أياً كان حجم هذا المخطط ومستوى المتورطين فيه، وأياً كانت المواقف من الاتهامات الأميركية. التشتت والانقسامات في صفوف النظام الإيراني تعبّر عنها مواقف وأحداث واتهامات متبادلة شبه يومية بين الرئيس أحمدي نجاد وخصومه.

ويواجه هذان المعسكران أكثر من مأزق في الخارج كما في الداخل. ولعل أخطر هذه المآزق ما سيخلّفه الحراك العربي من آثار في خريطة القوى في الشرق الأوسط وشبكة المصالح الإقليمية والدولية فضلاً عن المحلية.

ولا حاجة مثلاً إلى التذكير بعودة الورقة الفلسطينية، خصوصاً «ورقة حماس» من طهران ودمشق إلى يد القاهرة التي استضافت باكراً مؤتمراً للمصالحة بين الحركة والسلطة الفلسطينية، ثم أشرفت على ترتيب صفقة تبادل أسرى بين «حماس» وإسرائيل كانت معطلة لسنوات بسبب موقف الجمهورية الاسلامية. ولا حاجة أيضاً إلى التذكير بالقلق الذي ينتاب طهران من جراء الأحداث في سورية. إلى حد أنها وجهت تحذيراً إلى تركيا ما لم تبدل موقفها من الحراك السوري.

كذلك إن الموقف الخليجي مما يجري في سورية يثير غضب إيران لجملة من الأسباب. فهي تجد نفسها الدولة الوحيدة ربما التي تقف إلى جانب النظام السوري... وهذا ما يجلب لها كماً من الغضب في أوساط سورية وعربية. وهي تسمع كل يوم أصوات معارضين يوجهون إليها اتهامات بدعم النظام في دمشق بالمال والرجال.

وكذلك تخشى طهران أن تكرر دول مجلس التعاون وجامعة الدول العربية تجربتها أثناء الأزمة الليبية. فقد كان الموقف الخليجي الرافعة التي وفرت غطاء عربياً لقرار دولي من أجل حماية المدنيين الذين كان يتهددهم ويتوعدهم العقيد معمر القذافي. كذلك لا يغيب عن بال الجمهورية الاسلامية أن مبادرة دول مجلس التعاون للتسوية في اليمن هي أساس معظم المواقف الدولية من الحراك في هذا البلد وسبل الانتقال السلمي للسلطة هناك.

إضافة إلى كل هذه المتغيرات ما يكرره كبار المسؤولين المصريين من أن أمن دول الخليج جزء لا يتجزأ من أمن مصر. تكفي هذه الإشارة لإحباط الجمهورية الإسلامية التي هللت للثورة المصرية وبنت آمالاً عريضة. في حين سارعت المملكة إلى دعم الخزينة المصرية بأربعة بلايين دولار تأكيداً لعمق العلاقات بين البلدين على رغم التغيير الذي شهدته مصر.

لكنها لم تفاجأ بهذه المواقف فحسب، بل فوجئت بأن القاهرة استعادت ورقة غزة، أي استعادت «دالتها» على حركة «حماس» التي كانت إلى ما قبل الحراك في سورية تقف خلف السياستين الإيرانية والسورية. هذا الموقف الذي كان أساس الخلاف بين دمشق والقاهرة في السنوات الأخيرة، وكان إلى حد ما عامل تبريد العلاقات بين سورية وبعض دول مجلس التعاون الخليجي.

ولا يغيب عن بال إيران أن الوضع في العراق قد يشهد تغييرات أمنية وعسكرية بعد اكمال الأميركيين انسحاب قواتهم من هذا البلد آخر السنة. وهي تدرك وإن لم تعترف بأن الدور الذي تؤديه السعودية ودول خليجية أخرى، فضلاً عن الدور الأميركي دور لاجم لاستئثارها بالملف العراقي.

وهي مضطرة مهما تعامت وتجاهلت إلى الأخذ بمصالح المملكة في هذا البلد الذي هو في موقعه ليس بوابة العرب الشرقية فحسب، بل البوابة الأساس لدول الخليج! ومعروف أن طهران كانت توجه أصابع اتهام إلى الرياض بدعم بعض القوى السنية في العراق لمواجهة الحكومة الموالية لها في بغداد.

علماً أن أكثر من مسؤول أميركي وجه أصابع الاتهام إلى طهران بأنها دعمت وتدعم أطرافاً في «القاعدة» في بلاد الرافدين ودعمت وتدعم فرع التنظيم في شبه الجزيرة العربية و «حزب الله في الحجاز».

هذا من دون العودة إلى ما بات معروفاً من اتهام الرياض لها بالوقوف وراء بعض العمليات الارهابية في المملكة، خصوصاً عملية الخبر ضد قوات أميركية... فضلاً عن بعض المشاكل في بعض مواسم الحج. من هنا جاء تحذير وزارة الداخلية السعودية بأنها لن تسمح بأي أعمال فوضى وشغب في موسم الحج بعد اسبوعين.

في تعريف الحرب الباردة أنها ولادة تسويات مثلما هي ولادة مواجهات، فماذا يحمل الملف الأميركي المثقل بالاتهامات لإيران، وأبرزها مخطط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن وتعاون مع بعض «القاعدة»...؟

=================

الاندبندنت: وانت ايتها السيدة كيف تنظرين الى ما يقوم به زوجك بشار الاسد؟

نشرت صحيفة الاندبندنت على صفحتها الخارجية صورة تجمع الرئيس السوري بشار الاسد وزوجته البريطانية الجنسية والسورية الاصل اسماء الاخرس يبدوان فيها بملابس غير رسمية كما لو انهما زوجان اوروبيان يسيران في شارع بمدينة اوروبية وتحت الصورة سؤال موجه للسيدة الاولى: وانت كيف تنظرين الى ما يقوم به زوجك من اعمال قمع؟.

قتل اكثر من 3 الاف شخص حتى الان

وتطرقت الصحيفة الى ما تراه موقف السيدة الاولى اللامبالي بما يجري في بلادها من قمع واعمال عنف وقتل منذ اكثر من سبعة اشهر.

عدم اكتراث ولامبالاة

ويبدو الموقف بعيدا تماما عن الصورة التي رسمتها بعض وسائل الاعلام الدولية عن السيدة الاولى والتي وصفتها بالانسانة الديمقراطية والعطوفة الى حد ان مجلة "فوغ" الامريكية وصفتها بانها "وردة في صحراء" فيما وصفتها مجلة باري ماتش الفرنسية بانها "شعاع من النور في سماء بلاد ملبدة بالغيوم".

وتنقل الصحيفة عن احد العاملين في مجال الاغاثة والذي التقى بها خلال حضوره اجتماعا للعاملين في هذا المجال وتم ترتيبه بناء على دعوة السيدة الاولى لبحث المصاعب التي يواجهها عمال الاغاثة خلال عملهم حاليا، ان السيدة الاسد اظهرت عدم اكتراث ولامبالاة اتجاه ما تشهده سورية من اعمال عنف واعتقال وتعذيب وحتى منع الجرحى من تلقي العلاج واختطافهم من اسرة المشافي.

وتنقل الصحيفة عن عامل الاغاثة هذا قوله " اخبرناها عن قتل المتظاهرين على يد قوات الامن واختطاف الجرحى من عربات الاسعاف ومنعهم من الوصول الى المستشفيات ولم نتلقى منها اي رد ولم يبد عليها التأثر مما تسمعه وبدا الامر وكأنها تسمع قصة عادية تكرر يوميا".

وتنقل الصحيفة عن كريس دويل، رئيس مجلس التفاهم العربي البريطاني، تفسيره لموقف السيدة الاسد حيث قال " انها محاصرة ولن يسمح لها النظام باي شكل كان بالتعبير عن اعتراضها على ما يجري في سورية او بمغادرتها".

اما صحيفة الغارديان فتطرقت الى الخوف والضغوط التي يتعرض لها العاملون في مجال الاسعاف والطب من قبل عناصر الامن والمليشيا الموالية للاسد في مدينة حمص وغيرها من المدن السورية.

ونقلت الصحيفة عن احد الاطباء في مدينة حمص قوله ان المضايقات التي يتعرض لها الاطباء اصبحت دائمة منذ عدة اسابيع حيث "يتواجد الشبيحة في المستشفى بشكل دائم يبحثون عن من يشكون بانهم من المعارضة وقد توفي الاسبوع الماضي احد ضباط الامن في المستشفى رغم كل المحاولات لانقاذ حياته ورد الشبيحة على ذلك باعتقال ثلاثة من الاطباء العاملين في المستشفى وتحطيم المعدات والاجهزة الطبية".

=================

الجامعة العربية تفاوض الشبيحة !

خلف الحربي

عكاظ

18-10-2011

قديما قالت العرب: شر البلية ما يضحك، واليوم تقول العرب: شر المضحكات ما يهلك، فالمهلة التي منحتها الجامعة العربية لنظام الشبيحة في دمشق لإجراء إصلاحات سياسية والتفاوض مع المعارضة في مقر الجامعة ليس لها سوى معنى واحد في نظر الشبيحة، وهو: أقضوا على إرادة الشعب قبل أن تنتهي المدة، فإذا كان نظام الشبيحة يقتل من 20 إلى 30 مدنيا سوريا غير المصابين والمعتقلين فإنه سوف يزيد من سرعة آلة الذبح خلال الأسبوعين القادمين، بحيث يقتل 100 مدني سوري في اليوم حتى يكسر إرادة الشعب الثائر، ثم يقول قادة الشبيحة لمفاوضي الجامعة العربية: (شوفوا خلصنا من حمام الدم .. مين بدو يفاوض؟!).

التفاوض مع القتلة يمنح أعمالهم الإجرامية غطاء قانونيا، وهذه المهلة العجيبة أشبه بهدنة لإطلاق النار بين القتلة المدججين بمختلف أنواع الأسلحة وبين الضحايا العزل الأبرياء الذين يقتلون يوميا لمجرد أنهم صرخوا ضد الطغيان، وقرار الجامعة العربية الأخير يضع السفاح والضحية في مرتبة واحدة وهذا يعد انحيازا للسفاح حتى لو كان المقصود عكس ذلك، لذلك فرحت بتحفظ الشبيحة على هذا القرار العربي العجيب الذي رأوا أنه يضع سورية تحت الوصاية والشبيحة لا يحتاجون من يوصيهم حين يتعلق الأمر بالقمع والذبح والإرهاب؟، وأتمنى أن يعرقل الشبيحة مهمات اللجنة العربية كي يسقط هذا القرار الذي سيتسبب في ارتكاب المزيد من المجازر بحق أهلنا في سورية ولن يساهم إلا في افتتاح المزيد من المقابر الجماعية.

قبل صدور القرار العربي شعرت كمواطن خليجي بالاعتزاز بموقف مجلس التعاون الخليجي المناصر لأهلنا في سورية فالسكوت على ما يحدث من جرائم أمر غير مقبول، ولكنني شعرت بإحباط كبير بسبب (الممانعة) العربية التي عرقلت إصدار قرار قوي يدين النظام السوري ويجمد عضويته في الجامعة العربية ويعترف بالمجلس الوطني كممثل شرعي للشعب السوري المغدور، وكانت اللحظة التي شكلت ذروة الإحباط حين ذكرت المصادر الصحفية أن مصر الثورة والحرية كانت من بين دول (الممانعة) فهذا بالنسبة لي يعد أمرا غير مفهوم، لأن مصر هي جوهرة الربيع العربي وقد شكلت ثورتها العظيمة مصدر إلهام للشعوب العربية المقهورة وفي طليعتها الشعب السوري المناضل، ولا أظن أن مثل هذا الموقف ينسجم مع تطلعات ثوار مصر الأحرار لأن المتوقع من مصر هو أن تتخذ موقفا شبيها من موقف المجلس الانتقالي في ليبيا الذي قطع علاقاته مع نظام الشبيحة في سورية وأعترف بالمجلس الوطني السوري، فتونس ومصر وليبيا بالذات يجب أن تكون في طليعة الدول التي تناصر الشعب السوري الشقيق لأنه لا يشعر بنار القهر والطغيان إلا من أكتوى بنار المواجهة الكبرى.

أعلم بأن الشارع العربي لم يعلق الآمال في يوم من الأيام على قرارات الجامعة العربية، ولكن المفاجأة كانت في صدور قرارات عكسية تصب في مصلحة نظام دموي جائر يفتك بشعب عربي أعزل أمام أنظار العالم أجمع، فقد أثبتت الأشهر الأخيرة أن النظام الحاكم في سورية ليس نظاما سياسيا طبيعيا كي تتردد الدول العربية في تجميد عضويته بل هو مجرد عصابة من القتلة المحترفين الذين يهاجمون الأحياء السكنية بالدبابات.. فهل يمكن أن تقبل الجامعة العربية عضوية عصابة مجرمة؟!، وهل يعقل أن تفتح قاعاتها للتفاوض مع الشبيحة؟!.

=================

المواجهة بين نظام الأسد وشعب سوريا    

آخر تحديث:الثلاثاء ,18/10/2011

علي الغفلي

الخليج

لايزال النظام الحاكم في سوريا يبدي تماسكاً كبيراً، وذلك على الرغم من مرور أكثر من ستة شهور على الاحتجاجات الشعبية في كافة المدن الرئيسة في البلاد . ومن الواضح أن تماسك نظام الحكم في سوريا هو مدعاة للقلق الشديد، وذلك بسبب التكلفة الدموية التي يفرضها بقاء النظام وتشبثه بالسلطة على الشعب، خاصة بعد سقوط نحو ثلاثة آلاف قتيل، إضافة إلى الآلاف من الجرحى والمعتقلين . لا أحد يعلم على وجه التحديد حجم التكلفة البشرية التي سوف يتعين على الشعب السوري دفعها في سبيل تحقيق هدف إزاحة نظام الأسد من الحكم، ولكن البطش الصارم الذي يمارسه النظام في مواجهة الثورة الشعبية من جهة، وعدم تمكن الشعب من تحقيق اختراقات واضحة في طريق زعزعة النظام من جهة أخرى، يحملان نذر ضخامة التكلفة البشرية التي سيتكبدها السوريون في المحصلة النهائية .

إن نظام الأسد صامد، ولكنه صمود مؤسف وفي غير محله، بل هو صمود مشؤوم . عن أي شيء يدافع نظام الحكم بعد أن يفقد مضامين الشرعية في أذهان غالبية الشعب؟ وعلى أي أساس يستمر هذا النظام، يعتقد أن بإمكانه تفادي المصير الذي لقيته أنظمة حكم الاستبداد في تونس ومصر وليبيا بعد أن فشلت في الوقوف في وجه غضب شعوبها؟ والأدهى من ذلك، كيف يجرؤ نظام الحكم الذي استعدى الشعب، وأعمل فيه آلات القتل والتدمير طيلة عدة شهور، على الاعتقاد أن بإمكانه العودة بالأوضاع إلى سابق عهدها والاستمرار في ممارسة سلطة الحكم؟ إن هذه الأسئلة محيرة، وكذلك الحال بالنسبة لكافة الأسئلة التي تحاول أن تفهم الصراع بين حكم الاستبداد وإرادة الشعوب . يمكن لمحاولات الإجابة عن مثل هذه الأسئلة أن تؤدي إلى الخوض في مسائل الفكر السياسي، وهي مسائل شديدة التشويق، ولكن هذا المسار سوف يثمر عن مجرد ردود متنافسة، لا تشكل في مجملها إجابات شافية أو مستقرة . وبالإمكان تناول هذه الأسئلة من خلال مسار آخر، يستند إلى فهم المعطيات الواقعية التي تكتنف الانتفاضة الشعبية في القطر السوري، ولن تخلو مثل هذه المعالجة بدورها من العديد من العناصر المثيرة للأسى والقلق .

يفرض نجاح نظام الاستبداد في الصمود أمام الثورة الشعبية، بالكيفية الموضوعية والزمنية التي نشاهدها في سوريا، الاستعداد لقبول احتمال صادم، مفاده أننا أمام نظام حكم قوي وثورة شعبية ضعيفة . يجب ألا ترقى هذه المقولة إلى مرتبة الاستنتاج، ليس في الوقت الراهن على الأقل، وهي في أفضل الأحوال مجرد محاولة مبدئية لتقديم فهم مؤقت للصعوبة الذهنية التي تواجهها مهمة تفسير جمود أوضاع ثورة الشعب السوري في مصلحة نظام الأسد، على الأقل حتى الآن . إن القبول المبدئي لهذه الفكرة يستدعي التفكير في الأسباب التي تسهم في قوة صمود النظام وضعف ثورة الشعب، وذلك في إطار واقع الحال الذي يمكن تلخيصه بمواجهات الإرادة والبقاء بين نظام الأسد وشعب سوريا .

وفق هذا المنطلق، فإن بإمكان نظام الحكم في سوريا أن يستند إلى تماسك قوى الجيش بشكل كبير وعدم تطور الانشقاقات فيه إلى إحداث انقسام كبير، الأمر الذي يبقي شبح الحرب الأهلية بعيداً عن سوريا . إن ابتعاد سوريا عن سيناريو الحرب الأهلية يعد أمراً حسناً، ولكنه في الوقت ذاته يبقى سياق الأحداث في البلاد تحت سيطرة نظام الحكم الذي يستمر متمتعاً بالقدرة على تقرير درجة وتوقيت استخدام القوات العسكرية في كبت الشعب كيفما يشاء . وفي المقابل، فإن فرص الشعب السوري في التخلص من النظام الحاكم سوف تبقى أقل بكثير من الفرص التي توفرت لدى الشعب الليبي، الذي دفع تكلفة الحرب الأهلية التي مهدت لها الانقسامات التي حدثت في صفوف الجيش في وقت مبكر من الثورة الشعبية ضد نظام القذافي . أبعد من ذلك، سوف تظل فرص الشعب السوري في إزاحة نظام الأسد أقل بكثير من نظيراتها التي توفرت للشعبين التونسي والمصري، اللذين حظيا بمواقف مشرفة للجيشين التونسي والمصري بشكل عام، تراوحت بين الحياد من الثورة، وحمايتها، واحتضانها .

وتسهم المواقف الدولية في الوقوف في تحجيم فرص نجاح الشعب السوري في تحقيق هدف إسقاط النظام الحاكم، أو تأخير أجل تحقيق هذا الهدف . لقد استفاد نظام الأسد من تلكؤ المجتمع الدولي في التعامل مع إجراءات القمع التي ظل السوريون يكابدونها منذ شهر مارس/آذار على يد الجيش، الأمر الذي ساعد هذا الأخير على اتقان ممارسات التعامل مع المتظاهرين المسالمين، من قبيل مداهمة صفوفهم، وتفريق مجاميعهم، وإبطال زخمهم الجماهيري، وقتلهم، واعتقالهم، باستخدام كافة أشكال القوة المفرطة .

في الوقت الذي يصح الاعتقاد أن لجوء نظام الأسد لسلاح الطيران الحربي ضد المتظاهرين سوف يشكل الحد الفاصل بين تردد المجتمع الدولي وتدخله العسكري في الشأن المحلي السوري، فإن نظام الأسد يدرك تماماً المحاذير التي تصاحب هذه الخطوة ولذلك فإنه يحجم عن الإقدام عليها بشكل منتظم، الأمر الذي ينفي عن الثورة الشعبية في سوريا سيناريو التدخل العسكري الدولي بالكيفية التي حدثت في حالة ليبيا . وفي الوقت الذي يمكن أن ترتفع معنويات الشعب السوري بسبب تناول مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرار فرض العقوبات الدولية على نظام الأسد، فإن ممانعة كل من موسكو وبكين لهذا القرار تثير احباط الشعب السوري بكل تأكيد . المحصلة هي أنه ليس بمقدور السوريين التعويل على المناصرة الدولية لمطالب تغيير النظام الحاكم، سواء في صورة التدخل العسكري أو بواسطة المساندة السياسية . يتعين على أصدقاء الشعب السوري التفكير بشكل مبتكر والتصرف بشكل مختلف من أجل تقديم المساعدة التي يستحقها إليه .

=================

رياح التسخين على أبواب العرب

فهمي هويدي

السفير

18-10-2011

إشارات تسخين الأجواء تتجمع في الفضاء العربي، بما يفتح الأبواب لاحتمالات تفجير المنطقة. لكن مصير «الربيع» سيظل مرهونا بمدى نجاح مصر وتونس في اجتياز الاختبار الديمقراطي.

(1)

موضوع التسخين هو سوريا، التي تشهد انتفاضة شعبية لم تتوقف منذ سبعة أشهر، وفشل النظام في إخمادها طوال هذه المدة، الأمر الذي جعل الحالة السورية نموذجا للاستعصاء، الذي لا يرى له حل سلمى في الافق المنظور، أما الإشارات التي أتحدث عنها فتتمثل في ما يلي:

} مطالبة دول مجلس التعاون الخليجي بعقد جلسة خاصة هذا الأسبوع لمناقشة اتهام إيران بالتدخل في شأن الخليج، إلى جانب بحث الموضوع السوري إزاء استمرار نزيف الدم في سائر أنحاء البلاد. وكانت تلك الدول قد سحبت سفراءها من دمشق، ودعت دول الجامعة العربية إلى اتخاذ موقف من النظام السوري، على غرار الموقف الذي اتخذه مجلس الجامعة من قبل، حين قرر تعليق عضوية ليبيا ثم دعا إلى فرض حظر جوى لحماية المدنيين، الأمر الذي مهد للتدخلات العسكرية الدولية التي تبناها حلف الأطلنطي واستهدفت الإطاحة بحكم القذافي.

وكان مجلس الجامعة قد ناقش قبل أسابيع اقتراحا مماثلا بخصوص سوريا تقدمت به أربع دول هي السعودية والإمارات وقطر والأردن، لكنه لم يصدر قرار في هذا الصدد.

} تشكيل المجلس الوطني الانتقالي الذي توحدت فيه المعارضة السورية الداعية إلى إسقاط نظام الرئيس الأسد، ورفض المجلس لفكرة التدخل الدولي، مع تأييده للمطالبة بالحماية الدولية للمدنيين، إعمالا لمبدأ التدخل الإنساني الذي أقرته الأمم المتحدة، الذي جرى الاحتجاج به في الحالة الليبية. علما بأن مطالب التدخل الدولي لحماية المدنيين كان شعارا رفعته بعض مظاهرات الداخل في الاسبوعين الآخيرين، إزاء استمرار مسلسل القتل والاعتقال والتعذيب الذي طال جميع المعارضين.

} التوتر الحاصل مع تركيا على الحدود الشمالية لسوريا (910 كيلومترات) الذي طال العلاقات التجارية الحيوية بين البلدين، والحديث التركي عن مناورات عسكرية وفكرة إقامة منقطة عازلة لحماية اللاجئين على الأراضي السورية، والتلويحات السورية بإعادة فتح ملف لواء الإسكندرون، الذي ضم إلى تركيا بعد الحرب العالمية الثانية وطوى صفحته الرئيس بشار الأسد حين تولى السلطة في عام 2002، ثمة تلويحات سورية أيضا باستثمار علاقات النظام التاريخية بحزب العمال الكردستاني الذي يحتمي قادته بالأراضي السورية في حين يقود التمرد ضد الحكومة التركية مطالبا بالحكم الذاتي وملوحا بالانفصال.

} محاولة إرباك إيران وإشغالها عن مساندتها الراهنة للنظام السوري.. انطلاقا من التحالف الاستراتيجي بين دمشق وطهران. وهذه المساندة تجاوزت حدود دعم النظام في الداخل، وإنما شملت أيضا التحركات التي شملتها منطقة الخليج مؤخرا، وطبقا لما سربته المصادر الموالية في بيروت فإن طهران أبلغت بعض دول الخليج (الإمارات العربية بوجه أخص) بأن النظام السوري خط أحمر، وأن تعرضه للخطر سيؤدى إلى إشعال منطقة الخليج بأكملها (الشرق الأوسط 15/6).

} أخيرا فجرت واشنطن قضية محاولة أحد الإيرانيين إجراء اتصالات لاغتيال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة، وكرى النفخ في هذه العملية إلى حد الحديث عن نقل الموضوع إلى مجلس الأمن، وباحتمال القيام بعمل عسكري ضد إيران بسببها. ورغم غرابة القصة، فثمة تحليل يرجعها إلى أحد احتمالين، الأول إرباك إيران وإشعارها بالخطر على نحو يضطرها إلى الكف عن مساندة النظام السوري لمواجهة التهديد الذي تتعرض له طهران بسببها. أما الثاني فهو توريط سوريا في «المؤامرة» واتهامها بأنها وراء العملية، الأمر الذي يزيد من الضغط الدولي عليها، ويدفع مجلس الأمن إلى اتخاذ قرار بتأييد اتخاذ إجراء مشدد جديد ضد دمشق.

(2)

يمثل النموذج السوري حالة متفردة في الربيع العربي، بوسعنا أن نقول إنه بمثابة الوجه الرابع لذلك الربيع، الذي كانت ثورتا تونس ومصر موجته الأولى. ففي البلدين خرجت الجماهير في مظاهرات سلمية عارمة، فاجأت الجميع في الداخل والخارج. وهذه المظاهرات إما وقف الجيش منها موقفا محايدا (تونس) أو أنه انضم إليها وأيدها (مصر). ولم يحتمل النظام وقع المفاجأة فانهار خلال أيام معدودة. ونجحت الثورة على النظامين.

الحالة الليبية نموذج آخر. إذ انتفض جزء من الوطن في بنغازي وبعد أن تم تحرير ذلك الجزء، وبمساندة من حلف الناتو، زحف الثوار نحو بقية أجزاء الوطن حتى حرروا العاصمة وأسقطوا النظام فيها. إلا أن القذافي لم يستسلم فغادر العاصمة إلى الجنوب حيث احتمى بقبيلته وحلفائها، وبالقوات التي وضعها تحت قيادة أبنائه. ولا يزال الثوار يطاردونه ويسقطون معاقله واحدا تلو الآخر.

حالة اليمن قدمت نموذجا ثالثا لأن الثورة التي خرجت إلى الشارع مؤيدة بقطاعات عريضة من الجماهير تحدت النظام لكنها لم تسقطه بعد. وهو لا يزال يعتمد في استمراره على عدة عوامل منها: العنصر القبلي الذي ينتمي إليه الرئيس على عبد الله صالح، وأغلب الجيش والقوات الخاصة التي يقودها ابنه وأقاربه، ومنها المساندة السعودية والخليجية التي لم ترغب في أن يتم التغيير ومن خلال الثورة.

الحالة السورية تعد نموذجا رابعا. تميز بتماسك النظام بمختلف أجهزته ومؤسساته في مواجهة ثورة الجماهير. كما أنه اعتمد منذ اللحظة الأولى على المساندة الإيرانية في الخبرات والأدوات. فضلا عن أن البيئة الإقليمية والدولية أيضا تعاملت بحذر مع النظام بسبب ارتباطه بالخرائط المحيطة وتأثر تلك الخرائط بمصيره. ذلك أن سقوطه ستكون له تأثيراته المباشرة على الوضع في لبنان والعلاقة مع إيران، وبدائله لا بد من أن يكون لها صداها في العراق والأردن وتركيا وربما إسرائيل أيضا.

ثمة قواسم مشتركة بين مسار الأحداث في تلك الدول، منها مثلا أن الذي ثار هو، الجماهير العريضة ولم تقم بهذه الثورات أي قوة انقلابية مما اعتدناه في السابق. منها أيضا أنها جميعا بدأت ثورات سلمية وطالبت بالإصلاحات التي تحقق لها الحرية وتعيد إليها كرامتها المهدرة، ولكن بعضها دفع دفعا إلى اللجوء للقوة (كما في الحالة الليبية)، إلا أنها جميعا قوبلت بالعناد والاستعلاء، الأمر الذي أصابها باليأس من الإصلاح واضطرها إلى المطالبة بإسقاط النظام، ولئن كان لكل ثورة صداها غير المباشر في المحيط العربي، إلا أن سوريا كانت استثناء، حيث تفردت بتداعياتها المباشرة على محيطها الإقليمي. وهذه التداعيات الإقليمية أضفت بعدا آخر على الاستعصاء السوري. لأنه إذا تساوت سوريا مع اليمن في احتمالات الحرب الأهلية، (إذا وقعت لا قدر الله فستكون طائفية بين العلويين والسنة في الأولى وقبلية في الثانية)، إلا أن سقوط نظام صنعاء سيظل صداه داخل حدود الدولة، أما سقوط نظام دمشق فإن صداه الإقليمي سيكون مدويا.

(3)

أمام الاستعصاء السوري ثلاثة سيناريوهات. الأول أن يتمكن النظام من احتواء الأزمة واجتيازها. وهو الاحتمال الذي كان واردا من خلال السياسة في البداية، إلا أن النظام انحاز إلى الخيار الأمني وآثرت السلطة أن تقمع المعارضين وتسحقهم بدلا من أن تتجاوب معهم وتستجيب لأشواقهم. لكن من الواضح أن ذلك الخيار الأخير لم يحقق نجاحا حتى الآن، بدليل استمرار ثورة الجماهير لسبعة أشهر رغم الترويع والقسوة المفرطة، إلا أن نفاد صبر الجماهير التي لم تعد تحتمل استمرار استبداد النظام وإذلاله لها، إضافة إلى غزارة الدم الذي يراق كل يوم والتضامن الأخلاقي الواسع النطاق مع الانتفاضة، ذلك كله عزز صمود الشعب السوري وزاد من إصراره على استعادة حريته.

هذا الإصرار من الجانبين يرشح المواجهة للاستمرار لفترة قد تتراوح بين سنة وسنة ونصف، في تقدير الخبراء، إلا طرأ على المشهد خياران آخران هما:

} انشقاق الجيش وانفراط عقده، ذلك أن استمرار أجهزة الأمن في التعامل مع المظاهرات بالرصاص الحي، من خلال الشبيحة والقناصة من شأنه أن يستثير عناصر الجيش. فالأولون مدربون على القتل ويمارسونه منذ أربعة عقود جيلا بعد جيل. لكن وضع الجيش مختلف وتوريطه في القتل اليومي للجماهير لا يخلو من مغامرة. وفي رأي البعض فإنه إذا كان قادة الأجهزة الأمنية وقواعدها أغلبهم من طائفة العلويين الحاكمة، فإن وضع الجيش مختلف. ذلك أن نسبة غير قليلة من الرتب الوسيطة وأغلب قواعده من أهل السنة. وقد لاحت بوادر ذلك الانشقاق فعلا حيث تمرد بعض الجنود في درعا ومدينة الرستن بحمص وفى بانياس، ما دفع أجهزة الأمن إلى تصفيتهم. وبعد ذلك ظهرت الانشقاقات بين الضباط الذين ذكرت وكالات الأنباء أنهم شكلوا نواة لما سموه جيش سوريا الحر. إلا أن تلك الانشقاقات لا يبدو أن بمقدورها إحداث تغير جذري يهدد النظام. ولذلك يصعب المراهنة عليها في الأجل المنظور.

} الاحتمال الثاني أو السيناريو الثالث يتمثل في التدخل الدولي الذي تلوح بعض مقترحات في الوقت الراهن، ورغم أن فرنسا تدفع بشدة في ذلك الاتجاه، بالتنسيق مع واشنطن بطبيعة الحال، كما أن روسيا على رأس الدول التي تقاومه، وهي التي تعتبر سوريا آخر موطئ قدم لها من منطقة الشرق الأوسط، إلا أن المخاطر الإقليمية التي يمكن أن تترتب على ذلك السيناريو تجعل الأطراف المختلفة حذرة تلك الخطوة. وعلى ذلك يراهن النظام السوري في الأغلب.

(4)

هذه الخلفية تكاد تحاصر الربيع العربي في بلدين اثنين هما مصر وتونس. رغم أن الدول الكبرى تحاول اختراق الوضع المستجد واحتواءه، ففرنسا حاضرة بقوة في تونس كما أن الولايات المتحدة لها حضورها المماثل في مصر، إلا أن ذلك ليس نهاية المطاف. فالبلدان مقبلان على انتخابات ديموقراطية هذا العام يفترض أن تعبر لأول مرة عن صوت الجماهير وتطلعاتها. وتلك بحد ذاتها خطوة إلى الأمام توفر طاقة أمل في تجسيد الربيع المنشود على أرض الواقع بل أزعم أن نجاح البلدين في هذه الجولة لن يقتصر أثره على حدودهما فحسب، وإنما سيكون له صداه الإيجابي في المحيط العربي كله.

أدري أن الجماهير العربية في كل مكان قد علا صوتها وكسرت حاجز الخوف، يشهد بذلك ثباتها في الشارع العربي طوال الأشهر الماضية، منذ تفجرت الثورة في تونس ومصر. لكن التحدي الكبير والذي تواجهه هو كيف تحول الربيع من نسمة عابرة تنعشنا وترفع معنوياتنا، إلى واقع حي نعيشه وليس فقط نتنفس عطره. وهذا الأمل معقود في الوقت الراهن على هذين البلدين وبقدر نجاحهما في الاختبار الديموقراطي بقدر ما يكرم الإنسان العربي أو يهان.

=================

الحرب في أن تكون ... أو لا تكون

السفير

18-10-2011

خليل حرب

لم يعد ممكنا فهم ما يجري في سوريا من خلال صور الهواتف النقالة على قناة «الجزيرة» وغيرها، ولا عبر المراسيم الرئاسية التي تصدر في دمشق.

لا أخبار التظاهرات تكفي، ولا حصيلة الموت اليومي، ولا تقارير تهريب السلاح، ومحاولات «أسلمة» الحراك الشعبي، تكفي، ولا طبعاً تناقضات كلام الشيخ يوسف القرضاوي عندما يتحدث عن انتهاء حكم العائلات و«الجمهوريات»، كما في سوريا، وهو يلقي خطبة الجمعة في ضيافة عائلة آل ثاني الحاكمة في قطر، ويجدد الترويج لضلوع آلاف المقاتلين من «حزب الله» في قمع تظاهرات السوريين !!

تحتاج الازمة السورية الى مشهد «زووم آوت»، بأبعاد اقليمية، اكثر من أي وقت مضى بعد مرور اكثر من ستة شهور على انفجارها المفاجئ.

لم يعد وضوح الصورة السورية ممكنا من دون ان تتضمن مثلا مأرب اليمنية حيث اغتال الأميركيون انور العولقي. كما لا تتكامل من دون وزيرستان الباكستانية حيث قتلوا ايضا جميل حقاني، المعروف باسم جنباز زدران، القيادي البارز في «شبكة حقاني» التي وجهت ضربات موجعة للأميركيين في أفغانستان.

الحرب مستمرة بشكل او بآخر.لها فصولها في فلسطين، وفي الصومال والسودان، وتعبر حتماً في شوارع القاهرة وما يجري فيها. ولها ما لها من ارتباط عضوي بأسابيع الانسحاب العسكري الاميركي من العراق، وبالتحولات التركية، وبالاتهامات «المكسيكية» التي وجهتها واشنطن لايران.

لكن التساؤل الاساسي في اذهان الكثيرين مرتبط بما اذا كانت «حرب» بمعناها الواسع، ستندلع، على خلفية المشهد السوري، اقلها في اطار كسر قواعد المحاور والتحالفات القائمة في المنطقة، والتي سيكون لسقوط سوريا اثره المدوي فيها.

«السفير» حاولت رصد المواقف مما يجري في المنطقة وسوريا تحديدا، من خلال لقاءات واتصالات مع مسؤولين حكوميين وحزبيين ومحللين في كل من طهران وبروكسل واسطنبول وواشنطن.

وقد صار هذا المشهد الاقليمي ضروريا اكثر من أي وقت مضى لان الازمة السورية، شهدت انعطافتين بارزتين في الايام الاخيرة، مع اعلان تشكيل «المجلس الوطني السوري» المعارض، الذي يكاد يتشابه مع «المجلس الوطني الانتقالي» الليبي، والانعقاد السريع لمجلس الجامعة العربية، بطلب عاجل من مجلس التعاون الخليجي، بعد ايام على الفيتو المزدوج لروسيا والصين الذي اطاح، ولو مؤقتا، فكرة التحرك الخارجي لإسقاط النظام في دمشق، على غرار ما جرى في طرابلس في آب الماضي... وللتذكير ايضا على غرار ما جرى في العراق قبل ثمانية اعوام!

لكن المعادلات الإقليمية المرتبطة بسوريا لها حساباتها المختلفة.. يدرك الاميركيون ذلك، ويدرك ذلك ايضا الاتراك الذين كان لافتاً تراجع حدة خطابهم في الآونة الاخيرة، اقله حتى الآن، بعدما قال رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان كلمته الشهيرة: مفتاح الازمة السورية موجود في ايران !

تقول مصادر مطلعة ل«السفير» ان هناك رسائل وصلت، خرجت تحديدا من طهران الى من يعنيه الامر. في أنقرة، والدوحة ووصلت الى واشنطن وغيرها: فوضى شاملة تمتد من افغانستان وتصل الى غزة مرورا بالخليج.

والآن، يقول ل«السفير» الباحث الاميركي ديفيد شينكر، احد مروجي سياسة التشدد مع خصوم الولايات المتحدة واسرائيل في المنطقة، «يبدو ان ادارة اوباما تسعى الى تجنب المواجهة العسكرية مع ايران... لكن من غير الواضح ما يريده الايرانيون!».

في المقابل، فإن الرسالة الرسمية الصادرة من طهران تقول باختصار: نحن مع استقرار سوريا ومع الاصلاحات. وبمعنى آخر، فإن طهران، كما يقول مسؤولون ايرانيون، يؤيدون قيام نظام الرئيس بشار الأسد بالاصلاحات التي هي في الاساس حماية لسوريا نفسها....وللنظام الحاكم ايضا.

الكاتب والمحلل السياسي الايراني حسن هاشميان، المقرب من دوائر صنع القرار في طهران، يقول ردا على سؤال عما اذا كان يتصور اندلاع سيناريو صراع اقليمي، ان «ايران ستذهب الى ابعد ما يمكن تصوره... وحتى الان لا يوجد موقف عربي ولا دولي موحد ضد سوريا... لكن اذا حصل تدخل خارجي (سواء كان عربيا او اميركيا او اطلسيا) ضد دمشق، فان ايران ستدافع عن النظام السوري، وستذهب الى الحرب».

يقول هاشميان هذا الكلام بشكل حازم. وهو لا يرى في ذلك تعارضا مع الموقف الإيراني الذي يلخصه بالقول «لايران ثوابتها.. سوريا عمود رئيسي في هذه الثوابت، ولا تريد تغيير هذا العمود، ولكنها تقول ايضا انه يجب ان يحصل اصلاح داخلي، وانما بطبيعة الحال من دون تغيير النظام في سوريا».

ومن جهته، يؤكد مدير المركز العربي للدراسات الايرانية في طهران محمد صالح صدقيان، على اهمية سوريا بالنسبة الى ايران التي «وقفت الى جانبها بكل ما تمتلك من ثقل سياسي».

لكن صدقيان يشير الى ان ذلك «لم يمنعها من تذكير النظام السوري بسرعة القيام باصلاحات».

مرد هذا الالحاح الايراني حول الاصلاحات مرتبط بفكرة ان الايرانيين «يعتقدون ان الدوافع التي تنطلق منها بعض الجهات الدولية والاقليمية، ليست من اجل الشعب السوري، وانما لانها تستهدف النظام... ولهذا، فان المطالبة الايرانية باصلاحات هدفها سحب البساط من تحت اقدام اصحاب هذه الدعوات الخارجية».

يلفت صدقيان الى رؤية ايرانية مغايرة حول المعارضة السورية، ويقول ان «تشرذم المعارضة يفترض ان يسهل على الحكومة السورية مهمتها».

نستوضحه حول الفكرة فيقول «تذكر ما جرى في العراق... الاميركيون كان سهلا عليهم تجميع المعارضة لتغطية هجمتهم على العراق وتمرير قانون تحرير العراق». وتابع انه «اذا فكر الاميركي بلملمة المعارضة السورية التي ترفض الحكومة التحاور معها نهائياً، فإن هذه المعارضة ستصبح اكثر انخراطا بالمشروع الاميركي بالكامل».

ولهذا، فإن بإمكان الحكومة السورية، يقول صدقيان، اغتنام الفرصة الايجابية التي يتيحها وجود معارضة داخلية مستعدة للحوار حول الدستور والانتخابات والاحزاب، ما سيخلق اجواء من الثقة بفوائد الحوار مع الحكم.

لكن اجتماع مجلس الجامعة العربية في القاهرة، والمهلة التي حددها لدمشق للحوار مع «اطراف المعارضة بجميع اطيافها»، بما يشمل المعارضة الخارجية ايضا، يدفع المسألة نحو مرحلة جديدة من التأزيم، باعتبار ان معارضي الخارج، يرفضون بالمبدأ الحوار مع دمشق، ما لم يتناول تغيير النظام ذاته.

واذا اضيف الى ذلك «التهمة المكسيكية» لدفع النظام الايراني نحو الزاوية، فإن طهران ستكون لها حساباتها هي الاخرى.

يقول صدقيان: «الايرانيون اوصلوا رسالة واضحة الى الاتراك مفادها ان محاولة تغيير النظام في دمشق ليست في مصلحتهم، واذا كانت تركيا تريد زعامة في المنطقة، فان اسقاط النظام في دمشق لن يخدم هذا الهدف»، مشيرا الى ان أي حرب اقليمية ستخلق «وضعا مربكا» في المنطقة.

وبخلاف ما تروجه اوساط المحافظين الجدد في الولايات المتحدة لاغتنام الازمة السورية بهدف توجيه ضربة قاصمة لما يسمى «محور الممانعة» في المنطقة، وفك التحالف السوري- الايراني الى الابد، يقول المراسل الاقليمي لصحيفة «الفايننشال تايمز» بورزو داراقهي ل«السفير»، انه يستبعد فكرة تحول الاتهامات الاميركية الجديدة لايران الى «مواجهة عسكرية».

وأوضح داراقهي انه خلال عهد ادارة الرئيس السابق جورج بوش، عندما كان هؤلاء الذين يؤيدون الحرب موجودين في البيت الابيض، فانه حتى الاتهامات بأن ايران تدرب وتسلح المتمردين العراقيين، لم تشعل شرارة حرب».

وتابع المراسل الخبير بشؤون الشرق الاوسط، قائلا ان «ادارة اوباما اقل حماسة للذهاب الى الحرب، وأبعدت العديد ممن يظهرون رغبة للحرب مع ايران من الدائرة الضيقة لصناعة القرار».

وقال داراقهي ان الخلاصة هي ان القوات المسلحة الاميركية منتشرة اكثر من اللازم ومفلسة والولايات المتحدة تعاني من مأزق مالي خطير.

لكن للباحث الاميركي باتريك كلاوسون، المتخصص بالشؤون الايرانية في «معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى» الاميركي، رأيا مغايرا. ويقول كلاوسون مستغربا ردا على اسئلة من «السفير»، ان الناس كلما تحدثوا عن مواجهة عسكرية بين واشنطن وطهران، «يفترضون ان المواجهة ستبدأ بهجوم اميركي، وفي الواقع، فإن المرجح ان مواجهة قد تندلع لأن ايران تخطت خطاً احمر اميركياً».

وقارن كلاوسون هذا الاحتمال بما جرى من تخطي للخطوط الحمراء كالذي جرى عام 2006 عندما اندلعت المواجهة بين اسرائيل و«حزب الله».

وقال الباحث الاميركي ل«السفير» ان اعتقال المتهم بالتورط في مخطط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن، مؤخرا، يظهر «اننا لا يمكننا الاعتماد على ايران لتكون منضبطة وحذرة»، معتبرا انه «اما ان القيادة العليا تقوم بمقامرة غبية ومتهورة، او ان هذه القيادة لا تتمتع بالسيطرة الملائمة على عناصر تقوم بمثل هذه المقامرة».

لكن داراقهي من جهته، يقول ان ادارة اوباما تستخدم هذه الاتهامات الآن بالطريقة ذاتها التي استخدمت قضية التخصيب السري في المفاعل النووي في قم، كوسيلة «لتشديد الضغوط الدولية على ايران، وتعزيز الموقف الاميركي، في اي شكل من اشكال المفاوضات المستقبلية.... هذه استراتيجية (وزير الدفاع الاميركي السابق روبرت) غيتس».

ورجح المحلل الاميركي ان تعمد ادارة اوباما الى محاولة اظهار نفسها كمتشددة حول ايران، لانها من المرجح ستتعرض لهجمات من الجمهوريين قبل الانتخابات في العام 2012، على الرغم من ان قضايا السياسة الخارجية لن تكون العامل الحاسم في صناديق الاقتراع.

(غداً تقرير لاستطلاع الموقف

في العاصمة الأوروبية بروكسل

ورؤية حلف «الناتو» لاحتمالات الحرب السورية)

=================

سوريا: النظام أو الشرعية المتهاوية !

علي حماده

النهار

18-10-2011

لوهلة ظنّ اللبنانيون مساء اول من امس ان المشهد الآتي من القاهرة، وتحديداً من مقر جامعة الدول العربية هو مشهد لبناني يعود الى مراحل الحرب التي دامت اكثر من سبعة عشر عاماً. ففي تلك المرحلة السوداء من تاريخ لبنان، كان بلد الارز ساحة صراعات، وكان مسرحاً لتصفية الحسابات العربية والدولية المتقاطعة. اكثر من ذلك كان مشهد وزراء الخارجية العرب وهم يبحثون في "الأزمة السورية"، وفتاواهم السياسية حول ما يحدث هناك، شبيهاً بمشهد اسلافهم خلال سبعينات وثمانينات ومطلع تسعينات القرن الماضي حول لبنان وازمته. اليوم صارت سوريا بفضل النظام فيها موضع "عناية" الخارج، العربي منه والغربي، الذي يمضي في وضع اليد على الموضوع مع كل شهيد يسقط برصاص نظام بشار الاسد.

لقد شعر النظام في سوريا ورئيسه بالاهانة العميقة جراء انعقاد مجلس وزراء الخارجية العرب الذي كان يبحث في الاساس في تعليق عضوية سوريا المعتبرة احدى اهم دول المركز العربي. واذ بها بالدم المسفوك تتحول دولة "فاشلة" تبحث عن دول شبه فاشلة مثل لبنان كي تقيها من تدخل عربي على خلفية منع قتل المواطنين، واقتراح حل عربي بفتح حوار بين النظام والمعارضة في القاهرة، اي في ارض محايدة لا يقتل فيها المعارضون كما يحصل في سوريا.

اين نحن الآن؟ بكل بساطة نحن امام "حل عربي" يحظى بدعم مجموعة عربية اساسية، ويقدم للنظام مخرجاً للتغيير الشامل بحماية عربية ودولية قبل ان يفوت وقت الكلام ويحين وقت التدويل بكل مظاهره. وبما ان النظام لا يزال يعيش في غيبوبة، ورئيسه يتوهم انه في زمن والده حافظ الاسد، فإنه يسارع كما نعرف الى رفض حوار مع المعارضة الا في دمشق. بمعنى آخر انه يتوهم انه لا يزال في موقع يخوله رفض مبادرة عربية ستسقط "جمهورية حافظ الاسد" بكل تأكيد لكنها اقل الحلول ايلاماً. ويتوهم ايضاً ان بوسعه ان يناور في وقت صار العدد الاكبر من الدول العربية في مواجهته، وفي وقت لن يتأخر التدخل الدولي الجدي بعد ان يكون المجتمع الدولي اخذ علماً بفشل "الحل العربي".

لكن العامل الاهم في كل ذلك يتمثل في ان الامور تتطور بسرعة على الارض في سوريا. فالثورة مستمرة اقوى مما كانت، وصدقية النظام انتهت الى غير رجعة، والرئيس بشار الاسد صار بمثابة الرئيس الموقت في انتظار سقوط محتوم. والقتل يغذي الثورة، والانشقاقات في صفوف الجيش تتوالى من دون توقف، الى حد ان النظام صار مجبراً على استخدام الطائرات المقاتلة والهليكوبتر لضرب مواطن الانشقاقات في كل مكان. وفي النهاية فإن ما يحكى عن ان النظام "مرتاح" ليس صحيحاً، بل العكس فالصورة الآتية من الداخل مختلفة تماماً.

من هنا الى اين؟ الى مزيد من الاخطاء يرتكبها النظام، فيما يواصل قتل الناس بلا هوادة. والى تحول كبير في الثورة نحو مزيد من العسكرة التي فرضها سلوك بشار الاسد في قتل ابناء بلده.

=================

لماذا استمرار المواجهات في سوريا؟!

سلامه عكور

الرأي الاردنية

18-10-2011

استمرار المواجهات العنيفة بين المحتجين من ابناء الشعب السوري من جهة وبين اجهزة الامن السورية من جهة اخرى انما تنذر بنشوب حرب اهلية لا تبقي ولا تذر..

فما دامت السلطات السورية عازمة على مواصلة استخدام العنف لفض التظاهرات والمسيرات الشعبية في دمشق وفي مدن اخرى فان ذلك يعني انها عاجزة عن اللجوء الى خيار بديل لمواجهة هذا الحراك الشعبي المتواصل والمرشح للتصاعد..

وهنا يكمن خطر نشوب حرب اهلية رغم ما تلوح به السلطات السورية من قوانين ومشاريع اصلاح لا تصل الى اذان المحتجين اثناء هذه المواجهات..فالرئيس الاسد يامر بالاعداد لمشروع دستوري جديد في البلاد خلال اربعة اشهر..

وبالمقابل فان طلائع المحتجين تنادي بتصعيد المسيرات والتظاهرات التي تدعي الحكومة انه يتخللها عمليات اغتيال لافراد الجيش والامن من قبل عصابات ارهابية ومسلحة !!..

قد يكون هناك عمليات اغتيال محدودة من هذا القبيل من قبل عناصر مندسة في صفوف المحتجين.. ولكن ذلك لا يبرر ابدا مواصلة السلطات السورية لعملية العنف المسلح وسفك دماء المدنيين بالرصاص الحي حتى لو كانوا من المحتجين.. فتظاهرات ومسيرات الاحتجاج والتعبير عن تطلعات المواطنين وامانيهم او التعبير عن تذمرهم من سياسات نظام الحكم الداخلية والخارجية او تذمرهم من الفساد حق مشروع لا يجوز مواجهته بالعنف وباساليب القمع ابدا..

ان استمرار المواجهات التي تشهدها دمشق والمدن والقرى السورية لامر جلل وقد يؤدي الى تدويل هذه الازمة ليصار الى تدخل عسكري من قبل دول (النيتو) بعد التدخل السياسي والاقتصادي الذي اقترن بفرض عقوبات قاسية..

اما اجتماع وزراء الخارجية العرب الراهن والذي بدأ يوم امس الاول فقد ينتهي كما انتهى اجتماعهم الاول في القاهرة في (13ايلول) الماضي مكتفين بدعوة السلطات السورية الى الوقف الفوري لاراقة الدماء !!..

وهنا نؤكد انه من الخطأ الفادح أن تلجأ المعارضة السورية او اطراف منها الى الاستعانة بدول استعمارية معروفة مثل الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وفرنسا ودعوتها للتدخل عسكريا لاسقاط نظام الحكم السوري..

والتجربة العراقية المأساوية ماثلة امام اعين الجميع..

فالدول الاستعمارية لا يهمها سوى مصالحها واطماعها.. اما مناداتها بالحرية وبالديمقراطية والمساواة واحترام حقوق الانسان فليست سوى شعارات كاذبة تستخدمها لتضليل الشعوب وللظهور بمظهر الدول المحبة للسلام ولخير الشعوب ولحقوقها في تقرير مصيرها بنفسها وتستخدم هذه الشعارات وسيلة للتدخل في شؤون الغير..

ان على السلطات السورية أن تراجع حساباتها وخيارها الحالي باستخدام العنف والدعوة الصادقة والمخلصة الموجهة لجميع قوى المعارضة السياسية والاجتماعية الفاعلة لفتح حوار جدي يقوم على اساس المطالب الرئيسة للشعب السوري الممثل بطلائع المحتجين الموضوعية والمنطقية وصولا الى توافق وطني وخارطة طريق مقبولة لانجاز التحول الديمقراطي واطلاق الحريات العامة وتداول السلطة سلميا عن طريق صناديق الاقتراع ..

اما الامعان من الطرفين في المواجهات العنيفة التي تسفك فيها دماء المدنيين ومن اجهزة الامن فهو لكارثة لا تجر على سوريا وشعبها سوى الدمار والخراب ..

=================

سوريا.. الكي آخر الدواء!

صالح القلاب

الرأي الاردنية

18-10-2011

كل من شاهد المندوب السوري لدى الجامعة العربية يوسف أحمد على شاشات الفضائيات واستمع إلى كلمته لا بد وأنه أدرك أنْ لا فائدة من التعاطي مع هذا النظام السوري بهذه الطريقة «الأخوية» والدليل هو أن دمشق قد بادرت قبل أن يتلاشى صدى ما أسفر عنه اجتماع القاهرة مساء أمس الأول ,الأحد, إلى الإعلان عن تحفظها على القرار الذي صدر «جملة تفصيلاً» ورفضِها أي دعوة لأي حوار وطني خارج الأراضي السورية «باعتبارها دولة مستقلة وذات سيادة تقودها شرعية قادرة على إدارة جميع شؤون البلاد».

وبالطبع وكالعادة فإن وسائل الإعلام السوري الرسمية وشبه الرسمية قد بادرت فوراً إلى شن حملة على هذا القرار ووَصْفِهِ ,على ألسنة محللين سياسيين هم في حقيقة الأمر موظفو دولة, بأن غايته هي «الوصاية» التي يسعى مجلس الأمن الدولي إلى وضع سوريا تحتها.

وفي هذا الإطار فإن القيادة السورية قد سارعت أيضاً إلى الإعلان عن رفضها لإسناد رئاسة اللجنة التي جرى تشكيلها والمكونة من وزراء خارجية كلًّ من مصر والجزائر والسودان وسلطنة عُمان لرئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها حمد بن جاسم آل ثاني وهذا يعني أن مبادرة الجامعة العربية الجديدة هذه قد فشلت قبل أن ترى النور كما فشلت مبادرتها الأولى ومبادرتها الثانية لوقف شلالات الدماء التي تسيل يومياً في شوارع المدن والبلدات والقرى ولإبعاد شبح الحرب الأهلية عن هذه الدولة العربية الشقيقة.

وبهذا فإنه لم يعد أمام العرب ,المترددين وغير المترددين, سوى إما أن يتركوا سوريا وشأنها وان يضعوا أيديهم فوق عيونهم وآذانهم حتى لا يروا ما يجري وحتى لا يسمعوا صيحات أمهات الأطفال الذين يمزق صدورهم رصاص «الشبيحة» وتحذيرات الذين يقولون بأعلى أصواتهم أن هذه الدولة العربية ذاهبة إلى الحرب الأهلية أو أن يذهبوا إلى «الكي» الذي هو آخر العلاج ويتخذوا خطوة لعزل هذا النظام الذي لم تعد هناك إمكانية للتعاطي أو التفاهم معه تتلوها خطوة السعي الجدي لتوفير حماية فعلية لشعب بات ينزف ويومياً دماء زكية.

إنه شيء طبيعي ألاّ يوافق باقي ما تبقى من نظام علي عبد الله صالح على أي إجراء عملي وفعلي من قبل الجامعة ومن قبل غيرها ضد هذا النظام السوري إذ أنه هو نفسه «رجلاه في الفلقة» أما بالنسبة للجزائر فإن موقعها ليس إلى جانب هؤلاء الذين يقتلون شعبهم وأما بالنسبة لنظام عمر حسن البشير فإن وضعه مثير للشفقة وأنه لا عتب عليه لا سلباً ولا إيجاباً طالما أنه انتهى إلى هذه الحالة التي «لا تسُر الصديق ولا تغيض العِدا»!!.

لقد كان واضحاً ومنذ لحظة البداية ,عندما لجأ مدير استخبارات درعا الذي هو أحد أقارب الرئيس إلى تقليع أظافر عدد من الأطفال لأنهم تأثُّراً بموجة هذا الربيع العربي كتبوا على أحد جدران الشوارع عبارات مستغربة في سوريا, أن اللجوء إلى العنف والقوة العسكرية هو الخيار الوحيد لمعالجة ما بدأ بهذه الحادثة البسيطة وانتهى إلى هذه الثورة الشعبية الشاملة ولهذا فإن خيارات العرب كلهم أو بعضهم أصبحت محدودة وأن اللجوء إلى تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية أصبح لا بد منه ولا بد أن يتبعه اعتراف بالمجلس الوطني السوري على غرار ما حصل مع ليبيا.

=================

سوريا والعرب وجامعتهم !

طارق مصاروة

الرأي الاردنية

18-10-2011

فيما يشبه الاستجابة لدعوة الضمير العربي بعدم ترك الشعب السوري الى جلاديه, حدث امس ما يلي :

1- صدر قرار وزراء الخارجية العرب بالاجماع, مع تحفظ وليس رفض المندوب السوري, وذلك العنف والاقتتال واجراء الاتصالات مع اطراف المعارضة لعقد مؤتمر حوار وطني شامل في مقر الجامعة وتحت رعايتها خلال 15يوماً لتحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري والتغيير المنشود في النظام السياسي!!

ولذلك تشكلت لجنة عربية برئاسة وزير خارجية قطر وعضوية الجزائر والسودان وسلطنة عمان ومصر وامين الجامعة .

2- قيام اللجنة بتقديم تقرير الى مجلس الجامعة في اقرب وقت يتضمن تقييماً دقيقاً للوضع في سوريا واقتراح خطوات التحرك المطلوب .

3- لاحظ الجميع ان قرار الجامعة العربية هو (حل عربي) يقطع الطريق على حلول مجلس الامن!

4- يقول الامين العام نبيل العربي ان المجلس بحث في كل الخيارات بما فيها تجميد عضوية سوريا واتفقنا ان ذلك ليس في مصلحتنا!!

بالمقابل فقد غضب المندوب السوري, ليس من القرار , وانما من علنيته كما جاء في المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الدورة والامين العام واصر على نشر كلمته في الجلسة السرية, وفيها يتهم كل الدول العربية بأن توقيت اجتماعها هذا جاء مريبا وغريبا ونرجو ان لا يكون مرتبطاً بفشل الحراك الاميركي الاوروبي في مجلس الامن!

نرجو ان لا يكون موقف المندوب السوري القابل في الاجتماع السري, والرافض للتلاوة العلنية للقرارات هو موقف القيادة السورية فهناك نمط غير مفهوم للتعامل الرسمي مع الدول العربية سوى ان النظام هو المالك الشرعي لسوريا وشعبها ومستقبلها.

ليس من مصلحة احد تدويل الصراع الداخلي في سوريا, والجامعة تقدم الحل القومي البديل , وتوقف البلطجة الدولية وعقوباتها.

وليس من مصلحة النظام السوري حصر الاحتجاج الشعبي بأنه غير موجود وان الاعلام العربي هو الذي يصنع كل شيء: التظاهر, والقتلى والجرحى والمعتقلون والدبابات في الشوارع والشبيحة والتدهور الاقتصادي المتسارع .

اثبت العرب, وأثبت مجلس التعاون الخليجي بأن لا احد يتجاهل اوجاع الشعب السوري , وبأن لا احد يخاف من النظام وتحالفاته.

=================

كلنا الشهيد طاهر السباعي

http://www.facebook.com/We.Are.All.Taher

نقلاً عن مدونة طريفيات

كان يومًا مرهقًا بحقّ، وكانت الأمور ستسير على ما يرام بشيءٍ من الإسترخاء ..

كنتُ في المنزل عندما سمعت زخات رصاص من العيار الثقيل تدوي في الحارة، بعد قليل هاتفي النقّال يرّن .. جوٌ من الإرباك ونداءات الإستغاثة، يسألني المتصل إذا كنتُ أعرف طاهر .. قال لي بأن طاهر أصيب وحالته حرجة جدًا ويجب نقله إلى المشفى فورًا ..

كنتُ مازلت أحدّث أبي بما جرى، عندما أتاني صوت صديقي : لقد استشهد الطاهر طاهر ..

 

معرفتي بطاهر قديمة جدًا، وصداقتي له عمرها أحد عشر عامًا .. ورغم أنّها مدّة طويلةٌ إلا أن طاهر هو الصديق الوحيد الذي لم أرى عليه شيء يكره أو يعاب أو يلام عليه، طاهر هو الوحيد الذي لم يسبب لي يومًا مضايقة أو أقلّ من ذلك، وليس معي فقط بل هذه هي حاله مع الجميع، لا أحد يعرف منه إلا الخير .. والخير فقط

يمكنني القول بسهولة بأنّ طاهر – تقبّله الله – هو أفضل من أعرف على الإطلاق ..

 

كان يُفترض أن يتخرّج هذا العام من كلية العمارة، وأن ينال شهادتها، لكنّ سيرته الطاهرة أبت إلا أن تعطيه قبلها شهادة أسمى بكثير ..

تربّى في حلقات تحفيظ القرآن، وحفظ أكثره، ثم صار محفّظًا ومدرّسًا في حلقاته ..

كان متفوقًا بحق في جميع الصفوف الدراسيّة، ودخل هندسة العمارة، وكان على أبواب التخرّج يقف ..

قرأ جميع مؤلفات مالك بن نبي وأحمد العمري وكثيرين آخرين، فكان فكره حيًّا يتّقد، وكان يخبرني عن شيءٍ من تجديد الفكر الهندسي المعماري ينوي سبر غوره والإضافة عليه ..

ولن أنتهي من تعداد صفاته، لكن يكفيه أن كان قبل ذلك كله ومعه وبعده : طاهر لأبعد الحدود

 

كان يخرج من مسجد الحيّ في كلّ ليلة : يلا يا شباب جاهزين .. ويبدأ بالتكبير والتهليل بصوته الجهوري ..

قال لي مرّة، ما لم يقله لي أحدٌ ممن يشارك بالمظاهرات المطالبة بإسقاط حكم عصابة الأسد، أنه يفكّر دومًا بالنيّة، ويهمّه أمرها، وأنه يخشى ألّا يكون خروجه لغير الله .. ألا ليت شعري، إذا لم يكن هو يخرج لله فمن يخرج لله إذًا .. لكنها المخاوف التي تبقى ترافق صاحب القلب الطاهر المخلص حتى لا يحيد عن الدرب ..

وعندما كنّا عائدين من تشييع الشهيد رامي الفاخوري، كنّا نتحدّث عن الزواج بعد الثورة، لتأسيس أسرة في المجمتع الثوري البديل .. طاهر تزوّج أسرع بكثير مما كنّا نظن، وبأفضل ممّا كان يتخيل ..

 

كان أكثر ما يرهقه هو مخاوف أمّه وقلقها، لم يكن قد خالف لها أمرًا من قبل، وإذ تطلب منه أمّه البقاء وعدم المشاركة، ويشعر بأنّ واجبه تجاه رسالته على الأرض في الإستخلاف أن يخرج خالف طلبها وخرج

ولذا كان يخبرني دومًا بأنّه واقعٌ بين نارين، الأمر الذي دفعه ليكتب قصيدة لأمه يطلب منها ان تسمح له برضا بالخروج، وأن لا تحزن إن جاءها خبر استشهاده.

 

طاهر أدّى رسالته على هذه الأرض وختمت سيرته بأفضل خاتمة ممكنة.

ترك بصمته في الكثيرين، خصوصًا من الأطفال الذي كان يدرّسهم في حلقات القرآن، والذين كان ينظمهم في مظاهراتٍ يوميّة يزرع فيهم معاني الكرامة والحريّة.

طاهر غادرنا البارحة ..

وكان تشييعه اليوم يليق بعريسٍ طال انتظار في السموات السبع ..

الشيخ الذي كنّا نأخذ عنده دروس في أيام الخميس، وهو احد خطباء حمص، آثر ألّا يقبّل وجه طاهر .. لقد فاجءنا وقبّل قدميه !!

 

صديقي طاهر .. انت تقرأ هذه الكلمات اﻵن، ادعوا الله لنا أن يعجّل بالنصر، واشفع لي يا حبيبي ..

وعهدًا علينا أن نواصل دربك حتى تسقط هذه العصابة بعون الله .. ونبني دولة القانون والحريّة

==============

سورية واليمن والقرارات العربية

د. محمد صالح المسفر

2011-10-17

القدس العربي

 (1) اخشى على مجلس التعاون الخليجي ان يتحول الى اداة غير فاعلة في الشان العربي، اخشى ان يتحول الى منظومة تهب عليها عواصف السياسات الدولية ويتهم بانه مسيّر لصالح الدول الكبرى ينفذ سياساتها ويحقق اهدافها.

قلت منذ زمن ليس بعيدا عن زماننا 'ان مجلس التعاون انتهت صلاحيته' بالصيغة التي قام من اجلها وعليه ان يعيد ترتيب اوضاعه انطلاقا مع ثورة الاصلاح التي تجتاح الوطن العربي. والحق ان افعال مجلس التعاون الخليجي لم تكن محمودة عند الشعب العربي منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي ولا اريد التذكير بوقائع تلك الحقبة السوداء في تاريخنا المعاصر. اليوم يجدّ مجلس التعاون الخليجي لايجاد مخارج سياسية لبعض الحكام العرب الذين يواجهون غضب شعبهم المطالب برحيلهم عن السلطة. في اليمن الشعب أجمع على اسقاط نظام علي عبد الله لفساده واستبداده وظلمه وتسييد جماعة على جماعة اخرى بغير حق، ولكن مع الاسف أعطى مجلس التعاون لعلي عبد الله كل الحصانات وحماه من مساءلته عن ما فعل باليمن منذ اكثر من ثلاثين .

بعض دول مجلس التعاون تعتقد وهي ظالمة في اعتقادها ان علي عبد الله ما برح صالحا لادارة اليمن، وان اختار قبل الرحيل عن السلطة ثلة من العسكر ومن بينهم ابناؤه واقاربه وتسليمهم القيادة والزعامة على اليمنيين هي الضمانة الوحيدة لاستقرار اليمن وجواره امر في غاية الخطورة وترتكب دول المجلس جريمة كبرى في حق الشعب اليمني ان قبلت بذلك الحل .

ان الحل المطلوب في اليمن العمل على تجميد كل اموال الرئيس وعائلته المالية والعينية في الداخل والخارج واجباره على الرحيل عن السلطة قبل ان يستفحل الامر، ان المبادرات الخليجية مدت في عمر النظام وفتكت بارواح الشعب اليمني وانهيار اقتصاده، ان الشعب اليمني لن ينسى تأييد بعض دول الخليج العربي لبقاء عبد الله صالح في السلطة وحمايتهم له وتقديم كامل الضمانات له ولافراد نظامه من اجل البقاء في الحكم.

من حرصنا الشديد على بياض صفحة مجلس التعاون الخليجي تجاه اليمن ان يتخلوا عن مبادراتهم غير المجدية وان يكفوا على المطالبة بتوقيع عبدالله صالح على تلك الوثيقة سيئة السمعة والصياغة والاهداف وان يبلغوا مجلس الامن الدولى بان مبادرتهم لم تعد ذات قيمة ولا يجوز استخدامها من قبل المجلس في صياغة اي مشروع قرار بشأن النظام القائم في صنعاء، وبذلك يكون مجلس التعاون برأ ذمته امام الشعب اليمني الثائر على نظام الاستبداد والفساد في اليمن .

( 2 )

اجتمع مجلس جامعة الدول العربية في القاهرة بالامس لنظر الحال في سورية الحبيبة بموجب دعوة من وزير خارجية دولة الامارات العربية المتحدة، وكأن الدعوة صدرت عن دول مجلس التعاون الخليجي الامر الذي دفع بالكثير من المهتمين بالشأن العربي الى الشك في نوايا دول مجلس التعاون تجاه سورية، تقول بعض وسائل الاعلام ان هناك طلبا تقدمت به مجموعة دول التعاون مؤداه ' تعليق عضوية سورية في جامعة الدول العربية ' تمهيدا لتعليق عضويتها في المنظمات الدولية وخاصة الجمعية العامة ووكالاتها المتخصصة ومن ثم تطبيق السيناريو الذي طبق في الشأن الليبي واذا صدقت هذه التسريبات او التفسيرات لنوايا الداعين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية فان الامر في غاية الخطورة ، ونحتاج الى جهود خليجية واضحة تبين حسن النوايا عندهم.

ما يثير الاهتمام هو لماذا اجتماع وزراء خارجية الدوال العربية للنظر في الشأن السوري ولا تجتمع من اجل اليمن بعد ان تعثرت كل الجهود العربية والدولية (مجلس الامن) في ارغام عبدالله صالح للاستجابة لمطالب الشعب اليمني؟

النظامان يرتكبان ابشع الجرائم في حق الشعبين السوري واليمني، وان اجتماع الوزراء في القاهرة لم يجد حلا لأوضاع سورية الدامية وان اقتراحهم على القيادة السورية بالاجتماع مع المجلس الانتقالي السوري المشكل من قبل معارضي النظام يعلمون استحالته لان ذلك يؤدي الى الاعتراف بشرعية هذا المجلس المتشكل في خارج سورية ويقيني بان اجتماع السادة الوزراء في القاهرة لم يضف شيئا غير الشبهات وتفسير نوايا الداعين الى ذلك الاجتماع. كما انه لم يتناول الشأن اليمني وهو ليس اقل خطورة من الشأن السوري .

اخر القول: ان القيادتين السورية واليمنية مصممتان على البقاء في الحكم ولو على جماجم الشعبين، نعرف ان معظم القيادات العربية لن تتجرأ على اتخاذ قرارات حاسمة تجاه النظامين لان معظم هذه الانظمة ستواجه المصير ذاته عاجلا ام اجلا ما لم تسارع الى اتباع طريق الاصلاح الفعلي وهو اعلان الحرب على الفساد والمفسدين والظلم والظالمين والاستبداد والمستبدين واعطاء الشعب حق المشاركة في القرارات السياسية والاقتصادية واليقين بان الشبيحة والبلطجية والبلاطجة والجيوش السرية التي تعدها الانظمة ليست الضامنة لبقاء الحاكم في كرسيه مهما قويت شوكته وزادت قوته واجرامه لان البقاء للشعوب وليس للحاكم المستبد وزبانيته.

=================

العنف المؤسساتي والسلم العنيد في سورية

الثلاثاء, 18 أكتوبر 2011

سمر يزبك *

الحياة

لا يمكن الإشارة إلى العنف والسلم في الحالة السورية ضمن دلالات شائعة. فالتجاوز والتطرف في كلتا الحالتين له ما يسوغه ويبرره، داخل بنية نظام قمعي، وعند شعب ماضٍ في نيل حريته على رغم كل صنوف العنف المضاد لإرادة سلمية تصرّ على الحياة، حتى عبر احتراف الموت.

وفي تعريف العنف المتنامي الذي ينتهجه النظام السوري، يبدو من الصعب الحديث عن نظام سياسي يتخذ منهجاً مدروساً في ضرب مفاصل القوة داخل حركة الاحتجاج، وليس من المعقول القول عن مجموعة قرارات مافوية عائلية إنها تستند إلى بنية نظام متكامل. فهذا النظام لا يعتمد خطة معينة في عملية القمع، وإنما يمارس قتل المتظاهرين العزّل، والاعتقال، والتعذيب، والتصفية الجسدية تحت التعذيب، وتشويه الجثث، وقصف المدن وحصارها، واستخدام الطيران الحربي بخاصة في المدن التي يحصل فيها الانشقاق العسكري، كما حصل في الرستن أخيراً. ردود الفعل هذه صدرت عن النظام منذ بدء الانتفاضة وتواصلت طوال الأشهر السبعة، إلا أن مأسسة العنف أضيفت لاحقاً.

لا تتناقض صفتا «الأهوج» و «الممنهج» بالنسبة الى آلية العنف، ولكنهما تتكاملان وتتواشجان لحماية النظام، بخاصة بعد عودة أسماء معروفة من الحرس القديم، الذين رعوا في الثمانينات مرحلة الاستبداد الأمني المطلق، في فترة تنفيذ المجازر الجماعية التي سبقت وتلت المجزرة الأفظع والأكبر في مدينة حماة.

لكن هذه المنهجية التي يظن الكثيرون أن الآلة الأمنية تتخبط بتطبيقها، استجمعت عناصرها خلال الأشهر الماضية، لتعيد تشكيل بنية جديدة في آلية القمع، توحّد رموز الحرس القديم الذين شكلوا الفريق الأمني الضيق للأسد الأب، مع الرموز الامنية «الشابة» التي صعدت مع الأسد الإبن، وبخاصة بعد الانسحاب العسكري من لبنان، وإبعاد أو تصفية شخصيات أمنية مخضرمة مثل غازي كنعان. كلتا الجماعتين تشتركان في الولاء للنظام باعتباره سنداً أساسياً لوجودها الاستثماري المالي، القائم على الفساد. وهي مجموعة ينتمي أفرادها إلى طوائف وأديان مختلفة، على رغم أن الكتلة الأقوى في صفوفها هي تلك النخبة التي يشرف على انتقائها ماهر الأسد شقيق الرئيس، وغالبيتها من أبناء الطائفة العلوية، وهي التي تنشط أكثر في سياسات التجييش ذي البعد الطائفي والمناطقي.

توحيد هاتين المجموعتين أوجد آلة عنف تشتغل مسنناتها على كل الأطراف، وتستند إلى تخطيط إجرامي لا يتعدى حدود عقل العصابات، مثلما حدث في عملية اغتيال الناشط الكردي مشعل التمو، أو في تشكيل «جيش ظلّ» قوامه ما يُسمى «الشباب العقائدي» برعاية الأجهزة الأمنية وإشرافها. هنالك مجموعات عدة، يبدأ عمل بعضها من إدارة المواجهات على الإنترنت واختراق المواقع المعارضة (وهذا هو «الجيش الإلكتروني»!)، وتنتهي بالتدريب على السلاح وحمله في شكل سافر، بحيث يتم تحويل ظاهرة التشبيح من حالة فردية إلى حالة مؤسساتية، الأمر الذي سيشكل خطورة كبيرة في المدى البعيد على تماسك مكونات المجتمع السوري. فبعدما أعلن في دمشق عن تأسيس «منظمة شباب الوطن» في 17 أيلول (سبتمبر) الماضي، بدأت المرحلة الثانية بتدريب أفراد هذه المنظمة على استخدام السلاح وليس حمله فقط، في صفوف ما سُمّي «فريق دمشق التطوعي». بيان تأسيس هذه المنظمة يدعو إلى «حماية أمن الوطن ضد أعدائه»، بخاصة بعد أن اكتشف هؤلاء الشباب أن المواجهة الإلكترونية لم تعد تجدي نفعاً. وفي البند الأول من النظام الداخلي للمنظمة، جاء أن قيامها انبثق من ضرورة الاستعانة بالشباب إلى جانب الجيش ورجال الأمن، للحد من التظاهرات. وبين أهم أهدافها فضح التنسيقيات التي تنظم التظاهرات وإفشال عملها وفضح اتصالاتها الخارجية، وتنظيم وحماية وتأمين المناطق التي يطهّرها الجيش والأمن من المسلحين المزعومين لمنع عودتهم إليها.

ميدانياً يتم توزيع هؤلاء الشبان على الأحياء، ضمن مكاتب ترتبط مع باقي المدن الأخرى، تُعهد إليها أيضاً مهمة «فضح» المتظاهرين ومقاطعة أهلهم اجتماعياً، والتشهير بهم عبر الإنترنت وعبر التلفزة الموالية، ولا تتورع المنظمة عن التوجه بخطابها إلى الشعب طلباً لمساعدة الأهالي بهدف «القضاء على المؤامرة»، ومناشدة الناس أن يتحولوا إلى مخبرين من أجل خدمة الوطن!

«فريق دمشق التطوعي» يكمل الوجه الآخر للمهمة، أي مأسسة مظاهر حمل السلاح في شكل علني وسافر، من طريق استحداث فرع أمن خاص بالشباب فريد من نوعه، ينتشر في الشوارع والمدارس والجامعات، ولدى أفراده ما يلزم من تصاريح تخولهم الصلاحيات نفسها التي تتمتع بها فروع الامن الرسمية. ولكي تستكمل هذه الخطوة أهداف عسكرة المجتمع في شكل مباشر، يجرى إطلاق مواقع على الإنترنت لتشجيع نشر الصور التي تظهر هؤلاء الشباب وهم يتدربون على إطلاق النار، ويتباهون بحمل الرشاشات، وتُبحّ حناجرهم بالهتافات الموالية للنظام، ولشخص الأسد، وشخص شقيقه ماهر.

يصعب القول إن مأسسة التشبيح كظاهرة يمكنها أن تتوقف عند حد، فهي النواة التي يريد النظام اعتمادها في الداخل، كلما استشعر أن أوراقه الخارجية تتهاوى أو تحترق، وكلما أبطل الحراك الشعبي أي «ورقة أخيرة» يلوح بها، ثم يلجأ إلى سواها بعد فشلها، وتكون أكثر توحشاً وعنفاً. وعجز النظام عن اصطناع «حرب أهلية» على رغم كل مظاهر العنف الهادفة إلى تأليب الطوائف على بعضها بعضاً (خطف الفتيات واغتصاب بعضهن، تشويه الجثث عن عمد، اغتيال شخصيات علمية من طائفة معينة) هو ما دفعه إلى مأسسة ظاهرة التشبيح، ضمن توجه إلى توحيد الشباب مع أفراد الحرس القديم.

وضمن آلية القمع الذي يُنظم ويُمأسس، وباستثناء حالات فردية قليلة يتم فيها الدفاع عن النفس، وحالات الانشقاق في الجيش والتقاتل بين الموالين والمنشقين، يبقى خيار السلم الأهلي العنيد هو شعار السوريين، وهو المعجزة التي تمكّنهم من مواجهة العنف المؤسساتي الوحشي، على رغم أن مساحة التسامح تضيق بفعل المبادرات غير المسبوقة في التخطيط الإجرامي لنظام غير آبه بما ستؤول إليه حالة المجتمع. وهذا النظام يؤكد القاعدة ذاتها التي انتهجها منذ البداية في قمع الشعب: إما الاستبداد والفساد والحكم العائلي المافيوي، أو خراب وطن جميل عريق اسمه سورية.

* كاتبة سورية

=================

سورية والحل العربي

الثلاثاء, 18 أكتوبر 2011

الياس حرفوش

الحياة

حاول مجلس وزراء الخارجية العرب السير فوق الرمال السورية الساخنة في اجتماعه الأخير في القاهرة. كانت الرغبة، من جانب الأمين العام نبيل العربي على الخصوص، هي المحافظة على دور للجامعة في تسوية الأزمة السورية. وتجاوب الوزراء ووقفوا في الوسط: فلا هم علّقوا عضوية سورية في الجامعة، الذي كان سيؤدي إلى الاعتراف تالياً بالمجلس الوطني، كما كان يدعو بعض الغلاة من الوزراء، ولا هم استنكفوا عن التدخل في ما تعتبره دمشق «شأناً داخلياً»، كما كانت ترغب هي، وناصرها في ذلك كل من العراق ولبنان.

بهذا يكون الوزراء العرب مصرّين على السير في طريق مختلفة عن الطريق التي ساروا عليها في مواجهة الانتفاضة الليبية. والغريب انهم في الوقت الذي حاولوا تجنيب الانتفاضة السورية مزالق التدخل الخارجي (حتى الآن)، تبدو دمشق وكأنها هي التي تستقوي بهذا التدخل. وليس أدلّ على ذلك من إشادة مندوب سورية لدى الجامعة بالفيتو السوري والصيني في مجلس الأمن، وهو الفيتو الذي انتقده المتظاهرون في المدن السورية، واعتبروه ضوءاً أخضر لمضي قوات الأمن في قتل المحتجّين.

لكن الدور العربي هذا يظل محدوداً بالمهلة الزمنية التي منحها لنفسه (15 يوماً) ومشروطاً بالموافقة السورية عليه. ذلك أن دمشق التي تعاملت مع الموقف السابق لمجلس الجامعة «وكأنه لم يصدر»، ثم «تحفظت» على الموقف الأخير للمجلس، لا يُنتظر منها أن توافق على الجلوس مع معارضيها في مؤتمر حوار في القاهرة أو في أي مكان آخر، بعد أن اتهمتهم بكل أنواع التهم، وأطلقت في وجههم كل سهام التخوين، وآخرها انهم يتسلّحون ضدها بأسلحة إسرائيلية، وهذه تهمة جديدة، تضاف إلى تهمة «الجماعات الإرهابية المسلحة» التي باتت جزءاً من الكتاب المدرسي السوري.

يضاف إلى ذلك أن أطرافاً كثيرة من المعارضة باتت تتحفظ هي أيضاً على الحوار مع نظام تدعو إلى إسقاطه، بعد حجم الدماء الذي سال في الشوارع السورية.

لا يعني موقف سورية من المسعى العربي للتوسط في ازمتها الحالية أنها ضد دور الجامعة في حل الأزمات الداخلية في الدول العربية بالمطلق. فهي فقط ضد هذا الدور عندما لا يناسب مصالحها. والتاريخ يشهد أن دمشق وافقت، بل سعت، في كثير من الأزمات التي عاشها العرب في العقود الماضية، إلى غطاء عربي من الجامعة يساعدها على تنفيذ السياسات التي تخدمها، والتي كان الكثير منها يقوم على التدخل في شؤون الدول الأخرى، سواء في لبنان أو في فلسطين والعراق. ويحضر إلى الذهن الغطاء الذي وفرته القمم العربية للتدخل السوري في الحرب اللبنانية، والتي لم تعتبرها دمشق يوماً «شأناً داخلياً لبنانياً»، ثم الانقلاب على الدور العربي واستخدام المقررات الخاصة بتسوية الأزمة في لبنان وبدور «قوات الردع العربية» (السورية عملياً) بالشكل الذي كانت تريده دمشق، متجاهلة حقيقة الموقف العربي والقرارات العربية المتعلقة بدورها في هذا البلد.

كذلك، صوتت القيادة السورية، في ظل الرئيس حافظ الأسد، إلى جانب القرار العربي الذي أدان غزو العراق للكويت سنة 1990 ومهّد الطريق لتحريرها. ولم تكن موافقة دمشق على ذلك التدخل الأجنبي في شؤون جارها وشقيقها البعثي، سوى لأن ثمن تلك الموافقة كان جاهزاً، كما قد يذكر حليفها الحالي العماد ميشال عون، المشهود له بخياراته العسكرية والاستراتيجية الصائبة.

ممانعة دمشق اليوم لتسهيل الحل العربي ستؤدي إلى سقوط هذا الحل، وستفرض على العرب البحث عن مخارج أخرى، لإنقاذ حياة السوريين الذين يسقطون كل يوم. فحديث «المؤامرة» على سورية وتكرار اتهام «العصابات المسلحة» لا يستقيمان، بينما تغلق دمشق الأبواب في وجه المؤسسات الإنسانية الدولية ووسائل الإعلام المحايدة للتأكد من حقيقة هذه الاتهامات.

=================

تكتيكات البازار في إيران وسوريا!

الشرق الاوسط

18-10-2011

علي ابراهيم

هناك قدر كبير من التشابه في طريقة التعامل مع الأزمات بين طهران وسوريا تماثل في بعض الأحيان أساليب تجار البازار في المساومة والفصال وشراء الوقت على أمل تحسين شروط الصفقة وانتزاع أكبر ثمن!

في إيران وبعد سلسلة تصريحات نارية ردا على المؤامرة التي أعلنت الولايات المتحدة اكتشافها لاغتيال السفير السعودي هناك، قامت السلطات هناك بخطوة للوراء قليلا بإعلانها على لسان وزير خارجيتها استعدادها للنظر بهدوء في الاتهامات الموجهة إليها وطلبها في رسالة إلى واشنطن تزويدها بمعلومات وتسهيل زيارة قنصلية إلى المتهم الإيراني المعتقل حاليا في المؤامرة.

جاء هذا التحول بعد أن وصلت قضية المؤامرة غير المسبوقة إلى مجلس الأمن بما قد يحمله ذلك مستقبلا من احتمالات مناقشة وإصدار قرارات، واللافت أنه جاء أيضا بعد تصريحات متشددة لمرشد الجمهورية خامنئي وأعضاء متشددين في البرلمان تهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور.

قد يكون هذا التحول جزءا من صراع السلطة المحتدم منذ بداية العام بين خامنئي والرئيس نجاد على النفوذ وتحديد من هو الرئيس المقبل في انتخابات 2013، لكن المؤكد أنه محاولة لشراء الوقت لتنفيس الاحتقان في ذروة الأزمة ثم اللجوء إلى تكتيكات البازار من خلال الاتصالات في المساومة والفصال على أمل الحصول على أفضل ثمن للخروج من هذا المأزق الذي حشر القيادة الإيرانية في الزاوية وأظهر للعالم استخدام أساليب إرهابية في السياسة الخارجية.

في سوريا أيضا الشريك والحليف الإقليمي لطهران منذ فترة طويلة والذي تشعر القيادة الإيرانية بالذعر من إمكانية خسارته بسبب الانتفاضة الشعبية المتواصلة هناك، سنجد كذلك محاولات شراء الوقت على أمل أن يملّ المحتجون من حشد قواهم كل يوم جمعة والخروج في مظاهرات متفرقة يوميا للمطالبة بالحرية.

وكان طبيعيا أن ترفض دمشق قرارات الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة الذي عقد على إيقاع هتافات المتظاهرين على الأبواب بتجميد عضوية النظام في الجامعة.

النظام لجأ إلى تكتيكات البازار في الفصال قبل الاجتماع بقرار رئاسي لتشكيل لجنة لإعداد دستور جديد خلال 4 أشهر لإعطاء الانطباع بأنه يتحرك نحو الإصلاحات التي يطالب بها العالم، وهو هنا يشتري الوقت على أمل أن يتمكن من قمع الانتفاضة خلال هذه الشهور وبعدها يكون لكل حادث حديث، في حين أنه كان يمكنه مثلا إظهار جدية في الإصلاح بإعلان تشكيل حكومة جديدة تدخل فيها أو تقودها شخصية مستقلة وتضم معارضين ومستقلة لفترة انتقالية إلى حين إعداد هذا الدستور وإلغاء المادة الثامنة الخاصة بسيطرة حزب البعث على الدولة.

طريق الجامعة العربية كان متعثرا من البداية وقد لا يسفر إلا عن تسجيل موقف أخلاقي تجاه الشعب السوري الساعي للحرية، فالنظام يريد معارضة من داخله مستأنسة للجلوس معها، بينما المعارضة التي رفضت القرار أيضا تجاوزت مرحلة الحوار بعد كل ما تعرضت له من قتل وترويع، والشعارات التي يرفعها المتظاهرون تطورت من «الشعب يريد إسقاط النظام» إلى «الشعب يريد محاكمة النظام»، ولم تعد تنفع أساليب شراء الوقت، فالناس ملّت وباعت الكثير من الوقت ولم تأخذ سوى الرصاص!

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ