ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الثلاثاء, 25 أكتوبر 2011 حسن بن سالم الحياة منذ يومين توجه ملايين من التونسيين إلى
صناديق الاقتراع في أول انتخابات حرة
ونزيهة تجري في أول بلد عربي تغير
نظامه من خلال الحراك الثوري
والاحتجاجي الذي يجتاح المنطقة،
انتخابات تعد من أولى الثمرات التي
يجنيها العرب جميعاً وليس التونسيين
وحدهم من جراء الربيع العربي، فما يجري
في تونس هو مصدر للافتخار والإعجاب
للعرب كافة، فتونس تشهد وللمرة الأولى
من بعد ثورة الياسمين انتخابات لا تعرف
نتائجها مسبقاً، حيث سيختار الشعب
التونسي 217 نائباً من بين 11 ألف مرشح
وبمشاركة نسائية وذلك لتمثيلهم في أول
مجلس تأسيسي من بعد سقوط نظام الحزب
الواحد الذي هيمن على حرياتهم
ومقدراتهم على مدى عقود من الزمن، تكون
مهمته الأساسية وضع دستور جديد
للجمهورية التونسية الجديدة في تاريخ
تونس المستقلة، الذهاب إلى صناديق
الاقتراع والانتخاب ليست هي الغاية
القصوى وإنما هي خطوة مهمة وأساسية في
طريق طويل يكتنفه الكثير من المطبات
والحفر من أجل بلوغ الأمنية الشعبية في
بناء دولة ديمقراطية تتسم بالمساواة
والتعددية والحرية، فما يجري في تونس
يشكل قيمة رمزية عالية جداً من أجل
تحقيق مزيد من النجاح والتقدم للحراك
العربي الذي يجتاح مناطق عدة من شرقه
الى غربه، ولذا وصف الأمين العام للأمم
المتحدة بان كي مون الانتخابات التي
تجرى في تونس بأنها ستكون «تاريخية»،
فالشعب التونسي ألهم المنطقة والعالم
بتحركه، وأن هذه الانتخابات سيكون لها
أهمية كبيرة في التحول الديمقراطي في
البلاد، وكذلك أشارت صحيفة «وول ستريت
جورنال» الأميركية إلى أن انتخابات
المجلس التأسيسي التي ستجري في تونس
تمثل اختبارًا مبكراً لآفاق
الديمقراطية في المنطقة وأن نجاحها
سيساهم في تحفيز التحركات المؤيدة
للديمقراطية للاستمرار في مطالباتها
في سورية واليمن البحرين، ونقلت
الصحيفة عن توماس جاريت نائب رئيس
المعهد الجمهوري الأميركي الذي يراقب
انتخابات تونس غدًا أن الناس بدأت ترى
وتتحدث وتميز بين الديمقراطية والفوضى
ونجاح الانتخابات التونسية من شأنه أن
يجعل من تونس نموذجًا للحكم بعد سنواتٍ
من غياب الديمقراطية في أي بلدٍ عربي.
إن تونس اليوم تواجه وفي هذه
الانتخابات تحديات صعبة ومتنوعة من
أهمها هو الخوف والقلق من سيطرة
الأحزاب الإسلامية كحزب النهضة الذي
يتزعمه راشد الغنوشي وحصوله على
أغلبية الأصوات في الانتخابات
وتهدديها بالنزول إلى الشارع في حصول
أي تجاوزات أو تلاعب بالأصوات على رغم
التصريحات التي أدلى بها الغنوشي
أخيراً بأنه في حالة حصول النهضة على
أغلبية فسيقومون بالعمل على أساس «احترام
الديموقراطية والحداثة» والدعوة إلى
حكومة ائتلافية تضم الشرائح التونسية
كافة، وأنها لن تقوم بالتضييق على
الحريات بصورة عامة أو بالتضييق على
حرية المرأة التونسية التي تتمتع ب «وضع
حقوقي عال من نوعه في العالم العربي»
بفضل «مجلة الأحوال الشخصية» التي
أصدرها الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة،
حيث تمنع هذه المجلة بالخصوص تعدد
الزوجات وتعطي المرأة حقوقاً متساوية
إلى قدر كبير مع الرجل! ولكن ثمة حقيقة
مهمة أيضاً يجب إدراكها والتنبه إليها
عند الحديث عن الخوف والقلق من قضية
أسلمة المجتمع التونسي وخطورة المد
الإسلامي السياسي بأن الشعب الذي قام
بهذه الثورة من اجل تحقيق الديمقراطية
هو بعيد أن يكون مفتقداً لرؤية
مستقبلية يطمح للعيش فيها، وهو جدير
بالقيام بأعباء الاختيار والانتخاب
لمن يمثله في صناعة مستقبل تونس
الجديدة، فهؤلاء قد تحرروا من سجنهم
الكبير وهم الآن يبنون عالمهم
ومستقبلهم بأنفسهم وبأيديهم وهم
يدركون أن المستقبل لا يحمل أي ضمانات
مطلقة وهم غير مستعدين للعيش مجدداً
تحت وطأة الاستبداد مجددا أيا كان سواء
كان بطريقة إسلامية أو بغيرها. وهنا يجب التأكيد أن الثورات والمطالبات
بالحريات لا يعنيان دوماً تحقيق
الديموقراطية والتعددية والمساواة
المطلقة بين الجنسين منذ الدعوة إليها
أو المطالبة بها، فهذه الامتيازات لا
يمكن اكتسابها وتحقيقها إلا عبر مخاض
ونضال دؤوب ومستمر وعمل مدني وليس فقط
من مجرد انتخاب أو اقتراع! فتونس اليوم
أمام اختبار حقيقي يجسد نضج الشعب الذي
ألهم غيره من الشعوب بثورته السلمية ضد
الاستبداد والديكتاتورية، فيلهمها
أيضاً بأسلوب الانتقال الحضاري إلى
تحقيق الديمقراطية والتأكيد أن تضحيات
شهدائه لم تذهب سدى وأن المرحلة
المقبلة ستكون حافلة بكل ما هو مشرف
ومثمر لجميع العرب. ويشاء الله أن
يصادف موعد انتخابات المجلس التأسيسي
في تونس في اليوم نفسه الذي يفترض فيه
أن يعلن المجلس الانتقالي الليبي فيه «التحرير
التام» لليبيا المجاورة لتونس. كاتب سعودي. ================= هل اقتربت ساعة الحسم
الأميركي في سورية ? داود البصري السياسة 25-10-2011 التصعيد المتوحش لقوات النظام السوري ضد
الانتفاضة الشعبية , وزيادة أعداد
الضحايا و الشهداء , والإرتفاع المضطرد
في العمليات العسكرية إضافة إلى زيادة
حالات الإنشقاق في الجسم العسكري
للنظام السوري , مع ما يرافق ذلك من
نشاط ديبلوماسي عربي ضمن إطار الجامعة
العربية وبرئاسة رئيس الوزراء القطري
الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني
لمحاولة الوصول إلى حل توافقي بين
السلطة والمعارضة, وهو حل لن يكتب له
النجاح أبدا ضمن ماهو متوقع ومعروف,
جميعها أمور تؤكد بأن تيار الثورة
السورية في تصاعد وان نيران الرفض
الشعبي لم تخمد, ولا ينتظر أن تخمد مع
تسارع التطورات في العالم العربي,
وإنهيار النظام الليبي بالصورة التي
حدثت, وقد أضاف إلى المشهد السوري بعدا
تراجيديا والتصريحات الأخيرة
للسيناتو الأميركي جون ماكين, وهو
المرشح السابق للرئاسة, عن إحتمالات
تدخل عسكري أميركي لحسم الموقف على
الأرض, وإنهاء النظام البعثي السوري ,مكررا
التجربة العراقية, ولكن بكلفة أقل,
وبوسائل وأدوات مختلفة بالكامل عما
حصل عام 2003 , من الواضح أن كل المؤشرات
باتت تتجه نحو حسم عسكري يوقف الآلة
العسكرية للنظام السوري و ينهي سطوة
حزب البعث و العائلة الحاكمة في الشام
و الممتدة بأجيال متلاحقة منذ عام 1963 ,
خطط الإنسحاب العسكري الأميركي من
العراق في نهاية العام الحالي لا تعني
إنسحابا من الشرق الأوسط بقدر ما تعني
إعادة التخندق وترتيب المواقع والتهيؤ
لحالة ونقلة تعبوية جديدة لن تبتعد
كثيرا عن بغداد وستكون محطتها المقبلة
بكل تأكيد في دمشق مالم تحصل تطورات
داخلية سورية تعيد صياغة المشهد
واهمها إحتمال قيام إنقلاب عسكري في
دمشق ينهي الأوضاع الشاذة القائمة
ويؤسس لعقد توافق وطني جديد بعيدا عن
لمسات وآثار التدخل الدولي , كل
المؤشرات أضحت واضحة بعد تصريحات
السيناتور ماكين , وحلقة الحسم الدولي
في سورية باتت واضحة المعالم أكثر من
أي وقت مضى, بل أنها تحولت خياراً
ستراتيجياً غربياً لن تستطيع شبكة
الحماية الصينية ولا الروسية تفتيته
وأبعاد شبحه القريب الذي سيواجهه
النظام , محطة التغيير المقبلة ستكون
دمشق شاء من شاء وأبى من أبى وكل
التحركات والجهود الديبلوماسية
القائمة حاليا ليست سوى رتوش ومؤثرات
صوتية لاعادة تقويم المشهدين السياسي
والعسكري وإعداد الساحة للتطورات
الحاسمة القريبة , فمن الواضح إن
النظام السوري قد إعتمد خيار القوة
المفرطة لكسر الثورة وتبديد آمال
الثوار , وقد يلجأ النظام لخيارات
إنتحارية لا يجد مناصا من اللجوء إليها
مثل إعادة سياسة التدمير الشامل للمدن
المنتفضة وإحتمال تدمير مدينة حمص
التي تحولت اليوم مدينة ثائرة تذكرنا
بمدينة حماه عام 1982 والتي قمعها النظام
وقتذاك بالقوة المفرطة وبتدميرية
عالية لم يحاسبه أحد عليها وقتذاك لأن
ظروف و مقتضيات اللعبة الدولية من
تصعيد للحرب العراقية -الإيرانية ومن
إجتياح إسرائيلي لبيروت الذي كان يتم
الإعداد له قد ترك مساحة حركية واسعة
للنظام لم تعد متوافرة اليوم تصريحات
السيناتور ماكين بمثابة عد تنازلي
واضح لبدء المهمة الأميركية في الشام ,
وفشل جهود الجامعة العربية بحل الأزمة
السورية سيعطي الضوء الأخضر للحل
العسكري الدولي وبالأيدي الأميركية
المباشرة هذه المرة وليس بأيدي قوات
الناتو التي أنجزت المهمة في ليبيا ,
فيما يزداد الطوق الحديدي على النظام
في دمشق , فشل الجامعة العربية سيؤدي
لبروز خيار الحماية الدولية للشعب
السوري وهو ما ستقوم به الآلة العسكرية
الأميركية بكل تأكيد رغم لجوء الكثير
من التحليلات والترجيحات لإبعاد ذلك
الخيار وإعتباره خيارا مستحيلا إلا أن
الواقع الميداني المترافق مع نار
الحملة الإنتخابية الأميركية و الرغبة
الجمهورية بإعادة السيطرة على البيت
الأبيض ستؤدي في النهاية إلى حالة حسم
أميركية يحسم معها نهائيا مصير نظام
البعث السوري المتبقي , على قادة
النظام السوري التفكير جديا في
الإنسحاب من المشهد قبل أن نرى مشاهد
سوريالية ومحاكمات مدهشة , وإنهيارات
غير مسبوقة في تاريخ الشرق القديم ,
تصريحات السيناتور ليست إستهلاكية أو
دعائية بل أنها خطة عمل واضحة المعاني
والمباني وستترجم حرفيا خلال الأسابيع
المقبلة , ومصير نظام دمشق أضحى اليوم
على كف عفريت ولن تستطيع الجامعة
العربية إنقاذ الموقف , لأن النجار لا
يستطيع أبدا إصلاح ما أفسده الدهر لقد
قرر الأميركيون العودة العاصفة لمسرح
الشرق , وستكون دمشق هي المحطة المقبلة
ولكن هل سيحصل إنقلاب عسكري في الشام
يعيد صياغة المشهد قبل أن نرى كروت
الكوتشينة الأميركية وهي تبحث عن
بقايا النظام الإستخباري السوري ? كل
الخيارات ممكنة ومتاحة أيضا. ================= عبد الوهاب بدرخان تاريخ النشر: الثلاثاء 25 أكتوبر
2011 الاتحاد كثيرون تذكروا المشهد قبل أن تستعيده
الشاشات: معمر القذافي يقول للقادة
العرب الحاضرين قمة دمشق عام 2008: "يمكن
الدور جاي عليكم كلكم". كان يتحدث عن
المصير الذي آل إليه صدام حسين. وكان
بين الذين تضاحكوا على ملاحظته زين
العابدين بن علي وعلي عبدالله صالح
فضلاً عن مضيفهم بشار الأسد. لم يشعر أي منهم، بمن فيهم القذافي نفسه،
أنه معني بهذا التحذير. ربما لأن صدام
سقط بفعل الغزو الأميركي، كونه عاند
الولايات المتحدة وتحداها، أو لأنه
خاض مغامرة إقليمية وخسرها. في ذلك الوقت كانت سوريا وإيران منتشيتين
بنجاح مناورتهما الكبرى لتحويل غزو
العراق والتهديد الأميركي المباشر
لهما كابوساً لجورج دبليو بوش. وكان
اليمن استهل استضافة بعض فلول "القاعدة"
استدراجاً لاهتمام الولايات المتحدة
بتطوير علاقتها مع نظام صنعاء. أما
تونس فلم يكن نظامها يعاني أي نوع من
المشاكل. وأما النظام الليبي فسارع إلى
رمي "برنامجه النووي" واستكمال
إقفال "ملف لوكيربي". وعندما تفجّرت الأوضاع الداخلية، بدءاً
من تونس، حاول هؤلاء وغيرهم توسل
مؤامرات خارجية لاستقطاب شعوبهم
وراءهم، ولم يوفقوا. قابلوا
الانتفاضات بالتجاهل والاحتقار، ثم
بإنكار حق الشعب في المطالبة بتنحي
الحاكم أو رحيله، ودائماً باستخدام
القوة لاستعادة الثائرين إلى جدران
الصمت والخوف، ولم يوفقوا. دخلوا مساومات من أجل البقاء في مناصبهم،
ناوروا وراوغوا، اعتقلوا وضربوا،
نكّلوا وقتلوا وقتلوا وقتلوا. وصار
القتل عنوان النهاية رغم أنه بدا لزمن
طويل جداً عنواناً للاستمرار والتجبّر.
ارتسمت المصائر: التنحي، السجن،
الرحيل، الفرار والتواري، والموت. حتى الآن، كان القذافي أول من اختار، من
بينهم جميعاً، سبيل الموت. بل اقتاد
مدينته وقبيلته وعائلته إلى معركة
قسرية ومعروفة النتائج. لم يتنحَّ
عندما كان ذلك ممكناً، ولم يغادر
بضمانات عندما كان ذلك ممكناً، وفوّت
الفرصة الأخيرة التي أتيحت له لإعلان
نهاية القتال إثر دخول الثوار طرابلس،
بل لجأ إلى رهان أخير على إحداث شرخ
أهلي من خلال التمترس في سرت وبني وليد.
لم يرد أن يفهم مغزى الحدثين التونسي
والمصري، ولا مغزى ثورة شعبه عليه،
فسقط في سياق القصف والقتال كما لو كان
يشخّص دور رجل آخر غير معني بالبلد
الذي يفترض أنه بلده. قتل القذافي منتصف نهار جمعت فيه جريدة
"الاتحاد" كتابها للبحث في مستقبل
التغيير الذي طرحته الثورات
والانتفاضات على العالم العربي. وكان
طبيعياً أن يتأثر النقاش بالحدث
المستجد، فالأنظمة المأزومة كانت
تتشابه شكلاً وتختلف في كثير من
التفاصيل، وكذلك الانتفاضات لإطاحتها
تتقارب وتتباعد، ومثلها استطراداً
المراحل الانتقالية هنا وهناك. لكن ما اتفقنا عليه أن الأنظمة الجديدة
التي لا تزال في إرهاصاتها ومقدماتها
لابد أن تحظى بقبول الجميع على اختلاف
تياراتهم لصيغة الديمقراطية المدنية،
فالعسكر أعطوا ما عندهم طوال العقود
الماضية وأصبح لزاماً عليهم أن يعودوا
إلى الدور الأكثر أهمية المتوقع منهم،
وهو صون السيادة وحماية النظام والسهر
على السلام الأهلي. كما أن استحقاقات ما بعد التغيير ألقت على
التيارات الإسلامية مهمة ومسؤولية
جسيمتين، فهي قويت وانتظمت بفعل قسوة
الأنظمة السابقة وهناك خشية كبيرة من
أن يكون الإسلاميون الوجه الآخر لتلك
الأنظمة نفسها، وبالتالي فإن مجيئهم
بديلاً منه حتى ولو بات بالانتخاب
يكثّف المخاوف من "سرقة الثورات"
أو مصادرتها. فلا أحد سمع خلال تلك الثورات من يطالب ب"إمارة"
أو "دولة" إسلامية، بل سُمع بوضوح
من يُطالب ب"دولة للجميع" و"دولة
القانون" التي تساوي بين جميع
المواطنين. ولعل هذا هو الرهان الأكبر لنجاح التغيير. لا شك أن سقوط أي نظام مستبد شق الطريق
لسقوط متوقع للآخرين مهما حاولوا
تأخير هذا المصير أو تأجيله. لكن سيبقى
مقلقاً ومؤرقاً البحث في جذور هذه
الثقافة التي زينت لهذا الحاكم أو ذاك
أن يقتل بلا رحمة، أن يتمسك بالحكم رغم
تأكده بأنه بات مرفوضاً، وأن يفضل
التخريب أو الحرب الأهلية أو زرع بذور
الشقاق كأنه يريد الانتقام من مستقبل
الوطن والشعب. لا يمكن ضمان عدم تكرار هذه المخاطر
المفزعة إلا بتعاقدات اجتماعية نابعة
من الحوار، ودساتير تُحترم وتُلتزم
وتطبق، وقوانين يخضع لها الكبير قبل
الصغير. فهذه أدوات الثقافة النافية
للدكتاتورية. مع الإيذان بنهاية مقررة لعمليات حلف
الأطلسي في ليبيا، كترجمة للنهاية
الفعلية للقذافي ونظامه، تتجه الأنظار
إلى سلوك الليبيين لجعل خاتمة الثورة
بداية قصة نجاح أخرى عناوينها: الوحدة
الوطنية، إعادة الإعمار، ضمان
المستقبل. انتهى الكابوس فلتضمّد
الجراح وليبدأ العمل. ================= آخر تحديث:الثلاثاء ,25/10/2011 أمجد عرار الخليج التهديد الذي صدر عن عضو مجلس الشيوخ
الأمريكي والمرشح الرئاسي السابق جون
ماكين، بأن الولايات المتحدة “تأخذ
بالاعتبار” شن عمليات عسكرية ضد سوريا
تحت عنوان “حماية المدنيين”، باتت
أحدث كود سرّي لصفحات الاستعمار
الحديث . ماكين يدافع عن الانشقاقات في صفوف الجيش
وتصاعد قرقعة السلاح في المشهد
السوري، ويحتج، في تلويحه بالتدخل،
بدعوات صادرة عن بعض أطراف المعارضة،
للتدخل العسكري الأجنبي . لذلك نعير اهتماماً بالغاً للتحذير الذي
صدر واضحاً وقاطعاً عن قوى في المعارضة
الوطنية السورية من أي تدخل خارجي في
منطقة لا ينقصها المزيد من أعواد
الثقاب، فيما الأجنبي لا يفكّر سوى في
سفينة مصالحه ولو على بحر من الدماء .
من هنا فإن ما أعلنته الجبهة الشعبية
للتحرير والتغيير والمبادرة الوطنية
الديمقراطية، وهما قوتان تاريخيتان في
المعارضة الوطنية السورية وغير
طارئتين على المشهد السوري، وليستا من
راكبي الأمواج الذين كانوا جزءاً من
النظام، وأتخمهم الفساد قبل أن يمتطوا
صهوة المعارضة . هاتان القوتان وأوساط
داخلية وعربية ودولية تحذّر من جموح
قوى دولية وإقليمية نحو التدخل
العسكري مستفيدة من دعوات بعض
المعارضة، وخصوصاً في الخارج لمثل هذا
التدخّل، ما يعني بالتأكيد وعلى نحو
حتمي أن الأوضاع في سوريا والمنطقة
ستندفع باتجاه اشتعال لا تحمد عقباه
إذا لم تتدارك كل الأطراف المعنية،
وأوّلها النظام في سوريا تبعات الموقف
لدرء الخطر . مهما ماطل النظام وتباطأ، فإنه لا يستطيع
التهرّب من ضرورة التغيير الجذري الذي
يتجاوز حدود الإصلاح الكلاسيكي
وعمليات التجميل التي لا تتناسب
والحالة السورية المتخلّفة كثيراً عن
مواصفات النظام السياسي الذي يستحقه
شعب عريق ومجرّب وجدير، كالشعب السوري
. وفي العمق، بلا تنظير ومن دون تهويل
أو تبسيط، لا بد من بدء عملية تغيير
عنوانها الانتقال الهادئ والسلمي إلى
الدولة المدنية الديمقراطية وتداول
السلطة عبر الانتخابات . هذا الانتقال
الآمن والسلمي يشترط بالضرورة اعتماده
المطلق على جميع الأطراف الوطنية
المخلصة في البلاد، بعيداً عن أي شكل
من أشكال التدخل الخارجي ونتائجه
الكارثية التي رأينا نماذج منها في
العراق والسودان والصومال ودول أخرى
تحتاج إلى عشرات السنين كي تتعافى من
تبعات التدخّل، هذا إذا قدّر لها، وإذا
أراد لها الآخرون أن تتعافى وتخرج من
قبضتهم . ولعل أولى الخطوات التي يمكنها تلمّس
الطريق نحو المخرج، هي بدء الحوار
الوطني الشامل، وتجنب لغة يستخدمها
منتصرون ضد مهزومين، وهي بلا رصيد في
سوريا . ولا بد للنظام أن يلجم نزعة
العنف لدى أوساطه المتشددة ويحاكم
المسؤولين عن سفك الدماء، ويطلق سراح
كل المعتقلين السياسيين، ويجب على
المعارضة أن تنأى بنفسها عن أي استخدام
للسلاح واستقواء بالخارج للحفاظ على
المعادلة سورية صرفة . بات واضحاً أن كلاً من النظام وأطراف
المعارضة في مأزق، فهذا فشل حلّه
الأمني وإضاعته الوقت، وهذه متشرذمة
لا قيادة لها تحظى بإجماع ولا برنامج
وطنياً واضحاً تلتف حوله شرائح
المجتمع السوري، وتكتفي بدل ذلك
باستسهال إعلان الشعارات والمسمّيات
السطحية بلا مراعاة لموازين القوى،
فيما يلعب بعضها لعبة الدم والوقت
لاستدراج التدخل العسكري الخارجي الذي
سيوصل البلاد إلى نتيجة واحدة لا ثانية
لها، الفتنة والفوضى وخراب الديار،
فلا تدعونا ننتظر ما هو أخطر . ================= الديكتاتوريات لحماية
الأقليات العربية! خيرالله خيرالله الرأي العام 25-10-2011 إلى إشعار آخر، تظلّ الديكتاتوريات في
أساس المآسي التي غرقت فيها الأقلّيات
في كل أنحاء العالم العربي. وحدها
الدولة المدنية العادلة الخالية من
السلاح الميليشيوي والمذهبي تحمي
الأقلية والأكثرية. وهذا يعني بكل وضوح
أنه ليس صحيحا أن هناك خطرا على
الأقليات مصدره الثورات العربية، أي «الربيع
العربي». من يتذرع بما حصل في مصر حديثا
لتبرير دعمه لهذا النظام الديكتاتوري
أو ذاك في سورية أو غير سورية، لأسباب
خاصة به على الأرجح، يتجاهل عن قصد أو
قلة خبرة، على الأرجح، أن في أساس
مشكلة الأقليات في العالم العربي غياب
الديموقراطية والدولة المدنية التي
يتساوى فيها المواطنون. في مثل هذه
الدولة لا تستقوي طائفة على أخرى، لا
باسم العدد ولا باسم السلاح المذهبي
كما الحال في لبنان حاليا! ما حصل في مصر، وهذا ما يفترض أن يستوعبه
شخص مثل البطريرك الماروني الجديد في
لبنان بشارة الراعي، نتيجة نحو ستة
عقود من التراكمات أدّت إلى جعل
الأقباط مواطنين من الدرجة الثانية.
ترافق ذلك مع نشر ثقافة شوفينية في
البداية، أيام جمال عبد الناصر، ثم
تغلغل التطرف الديني في كل أجهزة
الدولة من دون حسيب أو رقيب ايّام أنور
السادات وصولا إلى مرحلة من الجمود في
عهد حسني مبارك الذي لم يدرك يوما
خطورة التحولات داخل المجتمع المصري
معتقدا أن في الامكان معالجة التطرف عن
طريق الحل الامني من جهة واسترضاء
المكلفين نشر ثقافة رافضة لأي نوع من
الاعتراف بالآخر والانفتاح على كلّ ما
هو حضاري في العالم من جهة أخرى. في السنوات الثلاثين التي كان فيها حسني
مبارك رئيسا، كان هناك اهتمام بالقشور
هربا من الواقع الأليم المتمثل في نموّ
الفقر وزيادة عدد السكان وهبوط مستوى
التعليم. كانت الصحف ووسائل الإعلام
الأخرى تعبّر، مع بعض الاستثناءات
طبعا، عن رغبة في جعل المجتمع المصري
منغلقا على نفسه أكثر فأكثر. أصبح
المجتمع متخلّفا إلى حد كبير، هذا اذا
وضعنا جانبا طبقة جديدة من الأغنياء،
لم تحاول في ايّ وقت تمويل مشروع جدّي
يهدف إلى نشر ثقافة مختلفة تقوم على
احترام الآخر ونشر القيم
الديموقراطية، اي تلك التي يفترض أن
تسود في اي مجتمع مدني. كانت هناك بعض
الجزر في أوساط المثقفين والفنانين
والإعلاميين المصريين تسعى إلى إعادة
انتاج ثقافة الحياة في مصر ولكن من دون
تحقيق نتائج تذكر إلاّ في دوائر وأوساط
ضيقة جدا. جاءت المجزرة التي تعرّض لها الأقباط في
القاهرة اخيرا تتويجا لسنوات طويلة من
القمع مارسه نظام ديكتاتوري لم يستطع
في أي وقت استيعاب معنى خروج الجاليات
الأجنبية من القاهرة والاسكندية وبور
سعيد ومدن أخرى في مرحلة معينة. فرح
النظام في مصر برحيل الجاليات
الاجنبية في عهد عبد الناصر. أدّى ذلك
إلى تصحّر تدريجي للمدن المصرية التي
كانت في ما مضى مدنا كوزموبوليتية غنية
بانتاجها الثقافي والتفاعل الحقيقي
بين الأديان بعيدا عن أي نوع من التزمت.
صارت الصحراء هي التي تؤثر في المجتمع
المصري وتعمل على تغييره، بعدما كان
المجتمع المصري المنفتح على العالم
والذي يشرب من ماء النيل يؤثر في
الصحراء ويعمل على تغييرها... على الرغم من المأساة التي تعرّض لها
الاقباط اخيرا في ماسبيرو، قرب مبنى
التلفزيون المصري، وعلى الرغم من أنه
لا يمكن إلاّ إدانة المجزرة باشدّ
العبارات، لا يمكن في الوقت نفسه تجاهل
أن قضية الأقباط في مصر ما كانت لتصبح
قضية علنية لولا ثورة الخامس والعشرين
من يناير. لو لم يصل الربيع العربي إلى
مصر، لما كان الأقباط تجرّأوا على
التظاهر والاعلان صراحة أنهم مظلومون
وأنهم يعاملون كمواطنين من الدرجة
الثانية. كان المشهد نفسه الذي تلا
تفجير كنيسة القديسين في الاسكندرية
ليلة رأس السنة الماضية سيتكرّر. كان
سيتكررالكلام عن مجرم مجهول... ولكن
سيلقى القبض عليه قريبا! صحيح أن المؤسسة العسكرية والأمنية في
مصر لا تزال ترفض تحمل جانب من مسؤولية
ما حصل في ماسبيرو، لكنّ الصحيح ايضا
أنه خلافا لما جرى بعد تفجير كنيسة
القديسين في الاسكندرية، قد يصل
التحقيق في مجزرة ماسبيرو إلى نتائج
خلال فترة معقولة. فالموضوع لم يعد
موضوع الأقباط وحدهم. الموضوع صار
موضوع مصر ومستقبل مصر. هل تتحوّل مصر
إلى دولة طبيعية فيها مجتمع مدني حقيقي
ومؤسسات ديموقراطية أم يستمرّ التآكل
من داخل، هذا التآكل الذي تسببت به
سنوات طويلة من الديكتاتورية ولّدها
انقلاب العام 1952 الذي سمّي «ثورة يوليو». ليست مصر وحدها التي تتغيّر. ليست مصر
وحدها التي بدأت تطرح فيها مواضيع كان
ممنوعا التحدث عنها في الماضي. في كلّ
مكان من العالم العربي، هناك كلام علني
أحيانا وهمس في أحيان أخرى عن ضرورة
التغيير. لبنان نفسه، الذي حافظ مجتمعه
على الحريات بفضل التنوع، عرف كيف يطلق
الربيع العربي عن طريق «ثورة الارز»
وكيف يتكيف معه بعدما أصابت العدوى
دولا عربية أخرى. ولذلك، شهدنا قبل
ايام في بيروت انطلاق «تجمع لبنان
المدني». بين الذين لعبوا دورا في
إطلاق التجمع شاب شيعي اسمه مالك كامل
مروة يؤمن بالدولة اللبنانية ولبنان
العربي، أي «الدولة المدنية
الديموقراطية السيدة على حدودها وداخل
حدودها». ويؤمن، حسب البيان التأسيسي
للتجمع، بأن «أيّ وهم بخلاص فئوي تسعى
اليه الجماعات اللبنانية كلّ بمفردها
ليس مغامرة فحسب، بل هو مشروع انتحاري
يدمّر أصحابه قبل سواهم». كانت إلى جانب مالك مروة عشرات الشخصيات
الشيعية والمسيحية والسنية والدرزية.
كانت الرسالة الخارجة من بيروت واضحة
كلّ الوضوح. فحوى الرسالة أن لبنان لا
يخاف الربيع العربي بل أن حراك المجتمع
المدني فيه، بما في ذلك المجتمع
الشيعي، يصب في رفض هيمنة الحزب الواحد
على الطائفة. هناك استيعاب واضح لدى مجموعة كبيرة من
شيعة لبنان لمدى خطورة «المشاريع
المذهبية» بكل اشكالها على لبنان
ووحدته. هذا ما نبه إليه أيضا البيان
التأسيسي للتجمع الذي يريد أن يكون «قوى
وتحالفات خارقة للطوائف» وأن يؤكد
أيضا أن لا بديل من الدولة المدنية لا
في مصر ولا في لبنان ولا في سورية ولا
في العراق. كلّ كلام عن خوف على الأقليات من الربيع
العربي مرفوض. أنه كلام يصب في العجز عن
استيعاب أن ما قتل المسيحيين في العراق
هو اضطرارهم إلى الاحتماء بنظام
ديكتاتوري دموي قضى على النسيج
الاجتماعي للبلد، وذلك قبل ان تستولي
الميليشيات المذهبية المدعومة من
النظام في ايران على مقدرات العراق. أمّا أكثر ما أساء إلى مسيحيي لبنان
ومستقبلهم فهو السلاح الذي لم يتوقف
النظام السوري عن إرساله إلى البلد منذ
ما يزيد على أربعين عاما. وما يمكن أن
يقضي على مسيحيي سورية الربط بينهم
وبين نظام لا يؤمن سوى بالغاء آخر. في وقت، يؤكد فيه اللبنانيون الواعون، من
كل الطوائف والمذاهب والمناطق، أنهم
جزء لا يتجزّأ من الربيع العربي، هناك
من يدعو بوقاحة، ليس بعدها وقاحة، إلى
إعادة عقارب الساعة إلى خلف. إلى مرحلة
لم يكن فيها القبطي يستطيع القول انه
قبطي، وانه يطمح إلى دولة مدنية يتساوى
فيها الجميع بديلا من دولة العسكر
والأجهزة الأمنية. خيرالله خيرالله كاتب لبناني مقيم في لندن ================= النظام السوري والجامعة
العربية مَن يقبض على الآخر؟! غازي دحمان دمشق السمتقبل 25-10-2011 أفادت تسريبات إعلامية من دمشق أن
السلطات السورية تدرس إمكانية استقبال
وفد من الجامعة العربية في محاولة
لاستدراك فرصة يبدو أنها تقدم لدمشق
طوق نجاة مهم للخروج من الأزمة، أو
تمنحها وقتاً إضافياً تعتقد السلطات
أنه ضروري لها في هذا الوقت. وحسب ما سُرّب فإن دمشق، التي أبدت نوعاً
من التشدد الظاهري تجاه التحرك
العربي، قرأت المشهد بشكل عملي
واكتشفت إمكانية تحقيق اختراقات مهمة
فيه لمصلحتها ترتكز على جملة من
المعطيات: 1 إمكانية تدوير الزوايا الحادة في
المبادرة العربية ما قد يسهل تمييع هذه
المبادرة عبر التحفظ على بعض النقاط
فيها أو إضافة بعض المطالب، التي قد
تبدو بالشكل العام تمس قضايا سيادية،
من دون أن تتعارض مع جوهر المبادرة،
مثل قبول الحوار مع المعارضة ولكن على
الأراضي السورية، وهنا تقدر السلطات
أن الرفض سيأتي من المعارضة الممثلة
بالمجلس الوطني السوري، وقد تستطيع
دمشق إقناع بعض أطراف المعارضة
الداخلية، وهي متعددة ومتباينة في
مواقفها من النظام. 2 إدراك دمشق حالة الانقسام العربي الحادة
تجاه الوضع السوري وتباين المواقف
بخصوص القرارات الواجب اتخاذها،
واستغلال حالة التردد لدى بعض الأطراف
التي تبني مواقفها انطلاقاً من
تقديرها بأن النظام يسير بالأمور إلى
حافة الهاوية مع إدراكها بأن النظام
يضع الشعب السوري رهينة مقابل إخراجه
من الأزمة تحت أي ظرف. 3 من الواضح أن أطرافاً عربية، ويُشار هنا
إلى مصر بالتحديد وأمين عام الجامعة
العربية، لعبا أدواراً سلبية، كان من
نتيجتها تحييد أي دور للمجلس الوطني
السوري ومنع تواصل هذا المجلس مع رئاسة
الجامعة وعدم إطلاعه بالتالي على
طبيعة التحرك العربي ومضمونه، الأمر
الذي نتج عنه رد فعل متوتر من قبل
المجلس الذي سارع إلى رفض المبادرة من
دون تقديم المبررات الكافية، على
الأقل من الناحية الشكلية، وهو الأمر
الذي من الواضح أن السلطات السورية
ستستثمره لمصلحتها. من الواضح أن النظام في سوريا لا زال
يرتكز على الموقف الروسي والذي لا يزال
يمنحه حتى اللحظة هامشاً من المناورة
أمام الضغوط العربية والدولية التي
يواجهها، وإن بدا أن هذا الهامش بات
يضيق، خصوصاً وأن معلومات أفادت بأن
الرئاسة الروسية أعطت مدة شهر واحد بعد
استخدام الفيتو لكي تنهي السلطات
السورية الأزمة، أو على الأقل تخفف من
حدتها وزخمها. وقد سعى النظام إلى ترجمة هذا الأمر على
أرض الواقع من خلال ضغطه العنيف على
حركة الثورة عبر اجتياح المناطق
الساخنة ومحاولة إخضاعها، بغض النظر
عن الكلفة الإنسانية وفاتورة الدم
التي قد تسببها، ويراهن النظام على
إمكانية إنهاء الثورة بعد أن تم حصر
زخمها في مناطق جغرافية معينة يقع
أغلبها تحت نطاق انتشار قواته
العسكرية والأمنية. لكن الأمور على الأرض لا تسير وفق هوى
النظام وتصوراته، وقد أثبتت وقائع
الثورة السورية أنه ما أن يتمكن النظام
من السيطرة على منطقة احتجاج معينة حتى
تتصدر منطقة جديدة قيادة الحراك بما
يشبه دائرة مغلقة من الفعل ورد الفعل
لا يبدو أنها في طريقها إلى الحسم،
الأمر الذي يشكل حاضنة خطيرة لتوليد
المزيد من الاحتمالات السيئة على
المشهد السوري برمته. في المحصلة، ومن خلال ردود فعل الشارع
السوري السلبية تجاه الحراك العربي،
ثمة مؤشرات بأن الجامعة، ونتيجة
الانقسام بين أطرافها، وحالة التردد
والحذر الشديد لدى أطراف عربية أخرى،
وقعت ضحية واقعها، وأنها في طريقها إلى
الخروج نهائياً من دائرة الفعل تجاه
الأزمة السورية، وهي تعطي فرصة مهمة
للنظام السوري لتفكيك آليات القوة
الممكنة في الحراك العربي وتمييعها،
وإن لم يكن تجييرها لمصلحته. ================= ساطع نور الدين السفير 25-10-2011 في يوم واحد، توصل العرب والعالم الى
اكتشافين مذهلين، الاول ان هناك شعباً
ليبياً موجوداً يمكن أن يحتشد في مكان
واحد، ويمكن ان يجتمع في كيان واحد حول
هوية موحدة وهدف مشترك، والثاني أن
هناك شعباً تونسياً يخرج من الاسرة
العربية ويلتحق بأوروبا الغربية
لينافس دولها وشعوبها في التحضر
والرقي. في ليبيا كان الاحتفال بما سُمّي «اعلان
التحرير» مؤثراً فعلاً. وبدا ان
الطاغية معمر القذافي حقق في ايامه
الاخيرة معجزة تظهير وتوحيد الشعب
الليبي، الذي كان حتى الامس القريب
مثار استهزاء اشقائه العرب
واستخفافهم، او على الاقل إنكارهم حقه
في ان يعلن عن نفسه وفي ان يطالب
باستعادة ما سلب منه طوال اربعة عقود
او اكثر، وفي ان يطمح الى تأسيس دولة
طبيعية بمؤسسات مقبولة وطموحات
معقولة، لا يشوبها أي مسّ بالجنون. كان الاحتفال منعطفاً حاسماً. تاريخ
ليبيا يكتب من جديد. شعبها يتعلم
الأحرف الاولى من قوانين الاجتماع
الوطني. ثمة قدر كبير من البساطة
والعفوية في الحشد وفي الوجوه وفي
الرموز وفي الكلمات التي ألقيت، وكانت
في معظمها دون مستوى الحدث، لكنها لم
تكن مفتعلة، ولا كانت مكتوبة بوحي من
احد، سوى الشارع التونسي والمصري الذي
كان وسيظل مثالاً يحتذى بالنسبة الى
الليبيين.. بعدما كادت العقد النفسية
للعقيد تحوّله أكثر من مرة إلى هدف
للاستعلاء وبل وحتى الاستعباد. لم يخرج أحد عن النص، ولم يخرق أحد النظام.
كان الخلاف ظاهراً لكنه كان طبيعياً،
ومن داخل ذلك الاجتماع، من دون أن يوحي
بأن ثمة فراقاً على الاسس القبلية او
الجهوية او حتى السياسية التي تشكلت
منها الثورة وانتصرت. وكان الغرب
الاطلسي او الاوروبي الغربي حاضراً،
من دون ان يكون ضاغطاً يستعيد تجربة
الاستعمار من القرن التاسع عشر او
يستطيع ان يكررها في القرن الحادي
والعشرين.. مع شعوب غادرت تخلفها
الماضي، وقررت ان لا تكون اقل شأناً من
مستعمريها السابقين. كان الاكتشاف الليبي بدائياً بالمقارنة
مع ما قدّمه الشعب التونسي من نموذج
فريد في الاجتماع والسياسة والوعي،
يزيد المسافة بين تونس وبين بقية
اشقائها العرب الذين لا تزال غالبيتهم
الساحقة تعيش في دول تعتمد على انماط
القرون الوسطى، اما المتقدمة منها فهي
لا تزال اسيرة التجربة العثمانية،
وتعتقد أن العثمانيين الجدد هم المثال
والممر الإجباري الى بناء الدولة
الحديثة على انقاض الفضائح القومية
والإسلامية التي ظهرت في القرن الماضي. لم تكن تونس التي زحفت الى مراكز
الانتخابات لتؤكد تمثلها للثقافة
الغربية بأبهى صورها، وتحقق المصالحة
بين مكوناتها الاجتماعية والسياسية
المتنوعة، بحاجة الى هوية وطنية. صارت
الديموقراطية هويتها، وبات شعبها
جديراً بالتباهي امام العرب وامام
العالم، وبالأخص الاتحاد الاوروبي،
انه لم يعد ذلك الابن غير الشرعي
للعروبة المشوهة، او التجربة
الاوروبية المموّهة. باتت تونس
عنواناً قائماً بذاته وحلماً يرتجى من
جانب بقية الشعوب العربية، ومثالاً
يحتذى من قبل غالبية شعوب العالم. ================ المستشار خالد عبدالله
شبيب القاضي المنشق يكشف أخطر أسرار
نظام الأسد جريدة الوطن الكويتية 24/10/2011 قال القاضي السوري المنشق خالد عبدالله
شبيب الواوي رئيس اللجنة الحقوقية
الخاصة بشهداء وأسرى حماة، إن أعداد
الشهداء في سورية وصلت إلى أكثر من 10
آلاف شخص، وإن المعتقلين تجاوزت
أعدادهم ال 50 ألفا، وإن المفقودين
الذين لا يعرف أحد عنهم شيئاً تجاوزوا
العشرين ألفا. وأضاف القاضي الذي أعلن انشقاقه عن
النظام السوري من الكويت التي يعمل بها
مستشارا بوزارة العدل الكويتية وعبر «الوطن»
أن الكويت منذ وصوله إليها مستقيلا
وهاربا من الظلم الذي رآه يمارس على كل
المستويات في سورية، فتحت له ذراعيها،
وتعاطف معه أهلها، ووفروا له فرص العمل
كما لو كان كويتيا. ولفت إلى أن شهداء وأسرى حماة ضاعت حقوقهم
وصودرت عقاراتهم، واستبعدوا من
الوظائف والتعليم حتى درجة القرابة
الرابعة، في حين صدر قانون في سورية
لحماية أملاك اليهود ومنازلهم بحيث
ترد إليهم فور مطالبتهم بها. وقال المستشار خالد شبيب الواوي إن
الصلاة ممنوعة في الثكنات العسكرية
وان أي شخص يلتزم بتعاليم دينه يوصف
بأنه من الإخوان المسلمين ويعتقل أو
يستبعد تماما وفيما يلي نص الحوار: < ماذا عن عمل اللجنة الحقوقية الخاصة
بالأسرى والمعتقلين في حماة التي
تترأسها؟ - القاضي خالد شبيب الواوي: هذه اللجنة
أنشئت في اسطنبول بتاريخ 2011/9/11 وهدفنا
عرض المآسي والمجازر التي ارتكبت
بحماة في المحافل الدولية، وبإذن الله
بعد سقوط النظام الحالي فإن قضية شهداء
حماة ستكون القضية الأولى التي تنظر
فيها محكمة الثورة، لأن هؤلاء الشهداء
الذين تجاوز عددهم خسمة وأربعين ألفا
ضاعت حقوقهم ويذكرون بصفتهم إرهابيين،
فاليهود حميت حقوقهم في سورية، أما
المسلمون فلم يُقتلوا فقط في سورية
وإنما عوقب ذووهم، فالشهيد الذي قتل في
حماة لا يتولى أقرباؤه حتى الدرجة
الرابعة أية وظائف أو مناصب وليس من
الضروري أن يكون إخوانيا وإنما فقط
لأنه ينتمي إلى حماة التي كلها
بالضرورة من الإخوان المسلمين، وأحد
المسؤولين الكبار قال لي: أنتم كلكم في
حماة إخوان مسلمين حتى يثبت العكس،
وحتى لو أثبت العكس فأنت في رأي السلطة
كحموي مشبوه ومنافق وهو ما يستدعي
مراقبتك والتوجس منك. حتى أبناء وأقارب معتقلي شهداء حماة لا
يُقبلون في الجامعات، بل صودرت حتى
عقارات هؤلاء، فهناك 120 ألف عقار تخص
شهداء حماة صودرت، ويمتلكها ويستثمرها
المخابرات العسكرية في سورية، وأعتقد
أن البشرية لم تشهد قانونا مثل هذا. بالمقابل فإنه لدينا في سورية قانون اسمه
«حماية أملاك اليهود» يحفظ أموال
اليهود وعقاراتهم ويجمدها فلا تمس من
قبل أحد، في حين أن المتهمين بأنهم
اخوان مسلمون تصادر أموالهم وعقاراتهم
ويسكن بها أفراد المخابرات العسكرية
أو الجوية أو السياسية. حكم بالإعدام < لكن ملف حماة شائك جدا وقد توقف ويحكم
عليك بالإعدام إذا ما حاكمك النظام
بصفتك منتميا أو مقربا من الإخوان
المسلمين؟ - نعم.. هذا حقيقي.. فهناك في سورية من يفتش
عن أي أشخاص يتعاطفون أو حتى يفكرون في
فكر الإخوان المسلمين ويقدمهم إلى
المحاكمة، بل إن الصلاة ممنوعة في
الثكنات العسكرية، وقد أطلقت سراح
جندي جيء به إليّ لأحقق معه بتهمة «الصلاة
في المعسكر»، فقلت لمن جاء به: هل
الصلاة تهمة.. ألا تصلي كل الفرق
الإسلامية؟ فقال لي: يا أستاذ.. كلكم-
يقصد أهل السنة- إخوان مسلمين حتى يثبت
العكس، وإثبات العكس يكون بأن تتخلى عن
أي مظهر من مظاهر انتمائك للإسلام وليس
الإخوان المسلمين، وحتى في هذه الحالة
يقولون عن هذا الشخص اللامنتمي: إنه
يمارس التقية أكثر منا!. ملف متخم < أعتقد أن ملف الشهداء والمعتقلين منذ
اندلاع الاحتجاجات في سورية أصبح
متخما جدا؟ - بالفعل علما أن الأعداد التي تذكرها بعض
المنظمات الحقوقية عن أعداد الشهداء
والمعتقلين أقل بكثير من الواقع،
فأعداد الشهداء وصلت الى نحو 10 آلاف
شخص، واعداد المعتقلين وصلت الى 50 الفا
او اكثر، وعدد المفقودين الذين لا يعرف
عنهم احد شيئا تجاوز العشرين الفا. < من أين حصلت على هذه الارقام؟ - من قلب الاحداث في سورية ومن متابعة
دقيقة لاساليب حصر الشهداء وكيفية
الابلاغ عنهم. فمعظم اهالي الشهداء لا
يبلغون عن مقتل ابنائهم في الاحتجاجات
للجان حقوق الانسان، والا فسيتعرض
ابوه وامه واخته واخوه للاعتقال بمجرد
اذاعة اسمه كشهيد، ولذا فمعظم اسر
الشهداء يدفنون ابناءهم في صمت ودون
الاشارة الى كونهم ضحايا لنيران الجيش
والشبيحة. ولذلك اعمل مع اعضاء اللجنة العشرة على
توثيق اعداد هؤلاء الشهداء وظروف
استشهادهم، وذلك من خلال الحصول على
المعلومات الموثقة التي تتمثل في
شرائط الفيديو، وتقارير الوفاة التي
يصدرها الطبيب الشرعي ومحاضر الشرطة
وشهادة الوفاة، وتقارير قاضي التحقيق،
وكذلك البينة الشخصية او شاهد العيان
الذي رأى واقعة القتل وكيفية حدوثها
وفاعلها ان امكن. في سورية < ماذا عن عملك في سورية قبل حضورك إلى
الكويت؟ - كنت محققا ثم محاميا ثم عملت قاضيا عند
النظام، وقد وافقوا على عملي انا وغيري
مع علمهم بتوجهاتي والتزامي الديني من
باب تجميل صورة النظام. لكنني كنت
مستقلا في كل قراراتي وأحكامي وهو ما
سبب ازعاجاً كبيرا لهم – اصدرت مذكرات
ضبط واحضار لشخصيات مهمة وكبيرة
للحضور امامي للتحقيق مثل ضابط امن
ارتباط القصر اللواء فاروق الموصلى –
الذي يعمل الآن مديرا لإدارة المرور في
دمشق – وذلك بتهمة اساءة استعمال
السلطة وعدم تنفيذ قرار قضائي واخلال
بمهامه، وكذلك العميد خليل خالد مدير
مكتب رئيس المخابرات السورية اصف شوكت
وقد ازعجهم ذلك حتى طلبني مدير ادارة
القضاء وراجعني وراح يهول من طلبي لمثل
هؤلاء القادة والضباط، فقلت له: هل نحن
قضاة ام موظفون! فسكت ولم يرد. والحقيقة
ان القاضي لابد ان يشعر بأنه اكبر من اي
موظف او سلطة حتى يصدر احكامه العادلة
باطمئنان. وقد اصدرت مذكرة ضبط واحضار لابن النائب
العام السوري وعدد من الشبيحة عندما
اختطفوا امرأة من حمص واغتصبوها
اغتصابا جماعيا في طرطوس، ولم يستطع
احد او جهاز في سورية ان ينفذ مذكرتي
القانونية .. فمن يستطيع ان يوقف ابن
مخلوف او الاسد او غيره. وقد رفضت سحب
المذكرة عندما طلب النائب العام مني
ذلك وصارت مشاحنة كبيرة تقدمت على
اثرها باستقالتي. قضاء غير مستقل < النظام يتحدث عن القضاء المستقل في
سورية فما رأيك؟ - القضاء في سورية ليس مستقلا، والقضاة
موظفون يأتمرون بأوامر من اجهزة
المخابرات والامن، والبنية الاساسية
للقضاء تؤكد ذلك. فمجلس القضاء الاعلى
يرأسه رئيس الجمهورية وينوب عنه وزير
العدل وهذا اشكال كبير يعرفه القضاة
جيدا، لان السلطة التنفيذية هي التي
تتحكم في السلطة القضائية عندئذ، كما
انه اخلال كبير باستقلال السلطة
القضائية والفصل بين السلطات القائم
على استقلالية كل سلطة. كما ان رئيس الدولة في سورية هو الذي يقوم
بالتشريع لانه لا استقلالية لمجلس
الشعب. فرئيس الدولة هو الذي يمارس كل
السلطات. انه «الديكتاتور الاكبر»
الذي يملك جميع السلطات في يده. وقد استقلت من القضاء في سورية عام 2005،
وبعدها بعشرين يوما جئت الى الكويت
بكارت زيارة وتقدمت الى وزارة العدل
الكويتية وقبل طلبي فورا، وعملت
مستشارا بها. القصد ان بشار الاسد يتحدث عن انتخابات
حرة ونزيهة ستجرى في سورية وباشراف
قضائي، والحقيقة ان ذلك لا يمكن ان
يحدث لان القضاء السوري غير مستقل ..
فكيف سيمارس القضاة استقلالية على
صناديق الاقتراع، ببساطة اجهزة
الاستخبارات والامن ستزور
الانتخابات، وسيكون القضاة حينئذ شهود
زور بل ان الهوية السياسية للقضاة
افقدت العملية كلها نزاهتها. ففي سورية
لا يعين الشخص قاضيا الا اذا كان بعثيا
.. وبالتالي كيف سيكون محايدا مع
المرشحين الذين تتنوع اطيافهم
السياسية. انا اعرف ان وزير العدل السوري الحالي رجل
نزيه وشريف، لكن النظام يستخدمه بشكل
سيئ جدا، فأجهزة المخابرات تصدر اوامر
الاعتقال ويوقع عليها وزير العدل او
المحامي العام دون معرفة التهمة او
المتهم او القيام بأي تحقيقات بل انهم
ادخلوا «عناصر المخابرات» في كل اجهزة
التحقيق العدلي. < كيف تتم التحقيقات مع المتهمين في
سورية؟ - درسنا اساليب التحقيق في مدارس عدة
كالالمانية والفرنسية وغيرهما، لكن في
سورية يؤتي بالشخص وينهال عليه المحقق
بأقذع انواع السباب والشتائم ويضرب
فورا على قفاه بشكل متواصل وموجع هكذا
يبدأ التحقيق بدون جمع معلومات عن
الشخص المحقق معه، او كرامته
الانسانية. انها نفس اساليب الدولة
البوليسية التي تعلمها حافظ الاسد من
جمال عبدالناصر. الا ان الله حفظ لمصر
استقلالية قضائها في احلك الظروف
وأسوأ انواع الاستبداد التي كان
يمارسها للمواطن في مصر. < لماذا اعلنت انت وشقيقاك عمار وحسام
الواوي الانشقاق على النظام السوري
الآن؟ - نحن ننتمي الى اسرة ريفية من ريف حماة،
وبفضل الله فلهذه الاسرة تاريخ نضالي
طويل. فالجد شبيب كان ضمن السرايا التي
شكلت لقتال الفرنسيين الذين احتلوا
سورية. جدى كان يضع يدي على رقبته
ويجعلني اتحسس الرصاص او الخرطوش الذي
دخل جسده ولم يخرج وكذلك ابي – رحمه
الله – كان فيه هذه النخوة الوطنية.
وبالتالي فنحن ورثنا حب الوطن والدفاع
عنه من اجدادنا وآبائنا. اما لماذا
انشققنا الان فلان النظام لم يبق احدا
على الحياد. نحن كنا في النظام ونعمل معه ولكن الان
افترق الحق عن الباطل واتضح الامر. ولا
يمكن لاحد يحمل ذرة من ضمير أن يقف في
صف القتلة ويقتل شعبه. اخي حسام الذي
كان يعمل بالامن الجنائي بالداخلية
السورية قال انا لا استطيع ان احصل على
راتبي ممزوجا بدماء اخواني، وكذلك
شقيقي الرقيب اول مصعب والنقيب عمار
الثلاثة اتخذوا هذا القرار، وانا كتب
قد اتخذت قرار الافتراق عن النظام من
قبل ولكن بشكل اقل حدة فقد استقلت من
القضاء السوري عام 2005 قبل ان تندلع اي
ثورة او انتفاضة. وكان ذلك بسبب عدم استقلال القضاء والظلم
الذي كنت اراه بعيني، لكن لم يستمع الي
احد عندما كنت اتحدث عن الفساد
المستشري في القضاء، وعن سيطرة
الاستخبارات على كل اجهزة القضاء
والقضاة. المهم استقلت وبعدها مباشرة جئت الى
الكويت. < ماذا عن تجربتك في الكويت؟ - الحقيقة انني منذ اللحظة الاولى لوصولي
الى الكويت عوملت معاملة طيبة جدا،
ووجدت تعاطفاً كبيرا من اهالي الكويت
كوني قاضيا سوريا كان من الممكن ان
تفتح له نوافذ الذهب في بلده. استدنت بعد استقالتي من القضاء 300 دينار
وحوالي 50 الف ليرة سورية، وجئت بكارت
زيارة الى الكويت واشتركت في مسابقة
كانت وزارة العدل الكويتية تطلب فيها
مستشارين، وحصلت على المركز الاول
وعينت فورا بمجرد المقابلة مع وزير
العدل في السجلات العقارية وسندات
السحب والوكالات العقارية والتوثيق او
مكاتب كتاب العدل. اصلاحات < لنعد الى سورية مؤقتا: بصفتك قاضياً
مارأيك في الاصلاحات التشريعية
والقانونية التي يتحدث عنها النظام في
سورية للخروج من الازمة الحالية؟ - تصوري ان الاصلاح في سورية غير ممكن،
فنحن في حالة ثورة وتغيير جذري
الاصلاحات مستحيلة لانه على مدى 40 سنة
افسد الرئيس الراحل حافظ الاسد كل شيء:
افسد الداخلية والقضاء والامن
والتعليم، هل تتصور ان رئيس الدولة
يطلب من المحافظ كتابة تقرير عن
المخابرات، ويطلب من المخابرات كتابة
تقرير في المحافظ، ويأمر مدراء الفروع
بالاستخبارات ان يكتبوا تقارير
بالوزراء.. وهكذا على كل المستويات في
الدولة. حول الشعب السوري كله الى «مخبرين» على
بعضهم البعض هناك قوانين في سورية
جيدة، كقانون الادارة المحلية على
سبيل المثال، لكنها معطلة تماما
ومفرغة من مضمونها فالنظام عمليا هو
المشكلة وهو غير قابل للاصلاح. بشار
تسلم الحكم منذ 11 سنة وكنا نتوقع منه
الاصلاح لكنه طوال هذه السنوات صار على
درب ابيه واكمل مسيرة افساد سورية بل
تفوق على ابيه عندما زواج بين السياسة
والمال ولذلك اقول ان المشكلة ليس في
القوانين ولكن في النظام الفاسد الذي
سيطبقها. فمثلا تم إلغاء قانون الطوارئ
رسميا لكن مازال مطبقا عمليا في
الاجراءات الاستثنائية التي تعيشها
سورية في كل لحظة ، وفي هؤلاء الضحايا
السوريين الذين يقتلون في الشوراع
ماهو الأساس القانوني لقتل السوريين
الان في الشوارع. عصابات مسلحة < هناك تبرير رسمي من النظام بانه يقاوم
«العصابات المسلحة»؟ - هذا غير صحيح فحافظ الاسد فرغ سورية
تماما من اي سلاح والذي يحمل السلاح
الآن هو العصابات التي شلكها النظام
الذي شكل مايسمى ب «اللجان الشعبية».
ويشكل «الزبالون» الذين يكنسون
الشوارع العصب الرئيس لهذه اللجان
الشعبية التي تقتل الشعب السوري،
وكذلك بعض العاطلين عن العمل، و «المسجلون
خطر الذين اطلقوا سراحهم من السجون
وتجار المخدرات يعملون ايضا «شبيحة»
وعصابات يقتلون الناس فكيف يمكن
الحديث عن اصلاحات يقوم بها نظام يقتل
شعبه بهذه القسوة وبهذا الشكل الممنهج!
أوكد لاتوجد اي عصابت مسلحة في سورية
الا التي شكلها النظام بمعرفته هو وهي
التي تقتل السوريين كما نرى الآن وهي
التي تستحق الاعدام لانها شكلت عصابة
حسب القانون السوري واقولها صريحة
وواضحة لو سحب النظام السوري دباباته
وعساكره وشبيحته من شوارع سورية لسقط
خلال 24 ساعة، حيث سيخرج السوريون
بالملايين ويسقطون النظام هم يعلمون
ذلك لذا يرفضون اي دعوى في هذا الاطار
السوريون كانوا يطالبون بالاصلاح في
بداية الثورة ولم يطلبوا اسقاط او
اعدام الرئيس لكن النظام قتلهم بوحشية
واستباح اعراضهم وبيوتهم وارواحهم
فطالبوا عندئذ باسقاطه كل القتلة
الذين ذبحوا الشعب السوري مازالوا
مكرمين وعلى رأس عملهم ووظائفهم. < وماذا عما يسمى ب «جيش سورية الحر»
المنشق من الجيش؟ - بعد 7 اشهر من الثورة وما قوبلت به من قمع
وقتل، بدأت الانشقاقات في الجيش
والداخلية والاجهزة المأمورة بقتل
الناس لقد رفض هؤلاء الاوامر باطلاق
النار على المتظاهرين سلميا الدستور
يبيح التظاهر سلميا والذي يتظاهر –
حتى بدون اذن – تعتبر جريمته مجرد
مخالفة قرار اداري لا ان يذبح وتشرد
اسرته ويهدم بيته. لذلك كان انشقاق
هؤلاء الجنود انتصارا للقانون
والدستور وشريعة الله. < لماذا يصر النظام على وصف المتظاهرين
السلميين بالعناصر أو العصابات
المسلحة؟ - لأن هناك قراراً صدر عام 1964 من وزير
الدفاع يقول: كل رجال الأمن والجيش
معفوون من جريمة القتل إذا حصلت
اشتباكات مع عناصر مسلحة، لذلك هم
يصرون على هذا الوصف ظنا منهم أنه
قانوني وسيعفيهم من المساءلة عن قتلهم
المدنيين، فالجيش السوري الحر المنشق
الذي شكل الكتائب العسكرية هو الذي
يقاتل جيش النظام الآن دفاعا عن الشعب
المظلوم الذي يقتل الآن، فالجندي الذي
انشق عن جيش النظام بسلاحه يعلم يقينا
أنه محكوم عليه بالإعدام، لكن لأنه حلف
يمينا بحماية الشعب، فقد انشق برا
بقسمه، والجيش السوري الحر الذي يدافع
عن الشعب هو الجيش السوري الشرعي
النظامي الحقيقي، وقريبا سيصدر من
الجيش السوري الحر قرار بحل الجيش
العربي السوري التابع للنظام، وعلى كل
أفراد هذا الجيش الالتحاق بالجيش
السوري الحر. مبادرة عربية < الجامعة العربية أطلقت مبادرة لحوار
النظام مع المعارضة فكيف تراها؟ - الجامعة العربية مشكورة أطلقت هذه
المبادرة وطلبت من «العصابة الحاكمة»
وقف إطلاق النار وسحب الجيش مع العناصر
الأمنية والشبيحة من الشوارع فهل فعل
النظام ذلك! هذه العصابة التي تمارس
القتل والإذلال والاغتصاب في سورية
رفضت فورا دعوة الجامعة العربية
للحوار وشتمت الجامعة ووزير خارجية
قطر، واعتبرت أن ذلك يمثل تدخلا سافرا
في الشؤون الداخلية السورية ثم قبلت
بمجرد استقبال لجنة الجامعة العربية،
إذن كيف نتحاور مع مجرمين لم ولن
يقوموا بأي إصلاحات طوال أكثر من 40
سنة، وقتلوا شعبهم وشردوه، المجرمون
يجب أن يقدموا للمحاكمة على جرائمهم
ولا يجوز التحاور معهم شرعا أو قانونا
لأنهم غير شرعيين، وقد اغتصبوا السلطة
وقتلوا الشعب ودمروا الوطن والحوار
معهم يعني اضفاء صفة الشرعية عليهم،
ولذلك فليس عليهم إلا تسليم السلطة
فورا إلى المجلس الوطني الذي ارتضاه
الشعب، لا توجد دولة في سورية وإنما
عصابات: عصابة المخابرات الجوية،
عصابة أمن الدولة، عصابة الأمن
العسكري.. وهكذا، ويرأس كل هذه
العصابات رئيس الدولة الذي يعتمد
بالأساس على طائفته وعلى عناصر الفرقة
الرابعة المدرعة التي يترأسها شقيقه
ماهر الأسد، وعلى المرتزقة الذين
اشتراهم بالأموال، وسلحهم بالأسلحة كي
يقتلوا الشعب. لم تتراجع < كيف تصف عملية تراجع وتيرة التظاهرات
في الآونة الأخيرة؟ - لم تتراجع وتيرة التظاهرات ولكن كما
علمت من لجان التنسيق أن المناطق
تتبادل عملية تخفيف عبء القمع من بعضها
فعندما تثور درعا تتجه آلة قمع النظام
الرهيب إليها، عندئذ تثور حماة
فتستدير الدبابات إلى حماة فيخف الضغط
قليلا عن درعا. وهكذا في بقية المناطق تنتقل شعلة الثورة
من محافظة أو منطقة إلى أخرى استنزافا
كذلك لقوة النظام، لكن الثورة انطلقت
ولن تهدأ إلا بسقوط عصابة النظام
ومحاربة كل أركانه، وأتصور أن هذه
العصابة سقطت شرعيتها من اللحظة
الأولى التي استخدمت فيها القتل
والقمع ضد المتظاهرين والشعب السوري. ولعلمك فإن عصابة السلطة في سورية ستقتل د.البوطي
والمفتي حسون والزعتري وهم من علماء
السلطة حتى يتهموا بها الاخرين
ويشوهوا صورتهم، وهم من قتلوا ابن
المفتي حسون وهؤلاء الدعاة والعلماء
إذا لم يقتلوا فسيحاكموا لأنهم أعانوا
القتلة والظلمة على الشعب الأعزل. ولا تستغرب عندما يقتلوا بعض القيادات
الكبيرة حتى يبرروا قمعهم للشعب
السوري وكي يتماسكوا طائفيا، وهذا
نذير سقوط قريب جدا للنظام، وستنهار
عصابة النظام في سورية بشكل لا يتوقعه
أحد. السوريون في الكويت < هل تتواصل مع السوريين في الكويت؟ - السوريون في الكويت يصل عددهم إلى نحو 120
ألفا، وأتصور أن 110 آلاف منهم يعملون مع
الثورة في سورية على كل الجبهات، بداية
من تويتر، وفيسبوك، والصحافة والإعلام
والفضائيات، وحتى التعاون مع المجلس
الوطني والتنسيقيات في الداخل، هذه
العصابة جعلت كل السوريين في خندق
واحد، ونحن الآن في الكويت وخارج
الكويت نتقابل ونجتمع ونتحدث بعد أن
كنانخاف مجرد أن نتحدث أمام بعضنا
البعض، كما أنني عضو في اللجنة
القانونية لنصرة الشعب السوري بالكويت
مع الدكتور وليد الطبطبائي، ود.شافي
العجمي، ود.عادل الدمخي. < هل تعتقد أن هناك نشاطا استخباراتيا
سورياً في الكويت؟ - حقيقة لم أتعرض شخصيا لمثل هذا الأمر،
وأعتقد أن أعضاء السفارة السورية
يخطبون ود السوريين في الكويت كي
يستميلوهم إلى تأييد النظام، هي سياسة
معروفة بالاستقطاب أو الارضاء،
والحقيقة أنهم يعلمون بأنشطتنا وعلى
الرغم من هذا لم يسألني أحد عن رأيي أو
هذه الأنشطة لأنهم لا يريدون احداث
مشكلة مع الكويت التي يؤيد شعبها
وبرلمانها وحكومتها نضال الشعب السوري
ضد العصابة الحاكمة. والسفير السوري في الكويت اللواء بسام
عبدالمجيد كان وزيرا للداخلية في
سورية، وأنا أعرفه جيدا، وقد التقيته
في السفارة ونصحته بالانضمام إلى
الثورة فكان رده «نحن مع الحوار وهناك
اخطاء ارتكبتها الدولة وتقوم الآن
بتصحيحها ويجب أن يُعطى النظام فرصته
من أجل الإصلاح». وعموما سأنشر نص المقابلة معه في وقت لاحق
لكنني أعلم أن السفير السوري ينتمي إلى
القومية الشركسية القليلة العدد، وأظن
أنه يخشى أن انضم إلى الثورة أن ينكل
بأهله وأعضاء قوميته. وقد أنشئت رابطة الخليج لمناصرة الشعب
السوري وانبثقت عنها اللجان السياسية
والبرلمانية والحقوقية والاغاثية
ولذلك أشكر اعضاء هذه اللجان، وأعضاء
مجلس الأمة، الذين ناصروا شعبنا في
سورية وأوجه التحية إلى دولة الكويت
كلها التي احتضنت السوريين وناصرت
الشعب السوري بكل الوسائل. وحقيقة أننا
نخجل من علماء الكويت وبرلمانييها
ورجالاتها لأنهم قدموا للشعب السوري
اكثر مما قدمناه نحن السوريون وقبلنا،
حيث حملوا راية الثورة السورية، وان
شاء الله يتطور الموقف الخليجي اكثر
لصالح قضيتنا. < هناك تخوف شديد من أن يؤدي سقوط النظام
إلى تفشي الطائفية في سورية؟ - الطائفية لم تكن موجودة في سورية من قبل
لكنها وجدت مع وصول حافظ الأسد الى
السلطة كانت كل الطوائف السورية
تتعايش مع بعضها ولا تفرقة بين سني او
نصيري او مسيحي او درزي او أي مكون آخر
من المكونات السورية. ومع ان السنة هم
الغالبية فانهم لم يمارسوا طوال
التاريخ أي نوع من الطائفية على
اخوانهم من الطوائف الاخرى وعاشوا
معهم في محبة وسلام . فالسوريون كلهم
احبوا سلطان باشا الاطرش (الدرزي)
وفارس الخوري (المسيحي) وصالح العلي
العلوي الذي يعد أحد ابطال سورية. لكن
عندما وصل حافظ الاسد الى السلطة جند
الطائفة التي ينتمي اليها لخدمة
مصالحه. وجعل الغالبية منهم «عيونا»
على بقية السوريين الوطنيين في سورية
ورفع هذه الطائفة (العلوية) فوق رؤوس
الناس. فالشاب السوري عندما يذهب الى الحربية
مثلا يواجه بفرز طائفي. فالاولوية تكون
لابناء اللاذقية التي تضم الطائفة
العلوية، ثم طرطوس، وفي اخر القائمة
تجيء حلب وحماة وادلب. فعصابة السلطة
هم من زرعوا الطائفية وخلقها ومارسوها
في كل مفاصل الدولة السورية. اما نحن (السنة)
فيرمى لنا فتات الوظائف. وانا سمعت
الشرفاء من العلويين يقولون بأن حافظ
الأسد هو الذي خلق الطائفية بينهم وبين
السنة، وانه بذلك سيؤدي الى مشاكل
كبيرة بينهم وبين اخوانهم السنة. وقد سعى حافظ الاسد الى استقطاب الاقليات
الأخرى الى نظامه كي يشكل اغلبية في
مواجهة الاغلبية السنية، لكنه لم
ينجح، وحتى لو نجح فانهم جميعا لا
يشكلون اكثر من %15 من مكونات الشعب
السوري. والآن يعزف بشار الاسد على نفس النغمة
الطائفية وارجو الا ينجح في ذلك. واني
بكل الحب والمودة والاخوة انصح
اخواننا العلويين والدروز والمسيحيين
والاسماعيلية وغيرهم بالمسارعة الى
الانضام للشعب السوري حتى لا يفوتهم
قطار الثورة الذي اوشك على الوصول الى
محطته الاخيرة وهي محطة الحرية
والديموقراطية، ونحن في كل الاحوال
سنحمي اخوتنا من بقية مكونات الشعب
السوري. واطمئن اخوتنا المسيحيين بشكل
خاص لكني اسألهم لماذا لا اجد سوى هيثم
سارة وميشيل كيلو وبعض المسيحيين
يشاركون في الثورة. اين بقية الوطنيين
المسيحيين وكذلك العلويين والدروز
والشركس. < متى زرت سورية آخر مرة؟ - منذ ثلاث سنوات فبصفتي قاضيا احتاج الى
موافقة رسمية للسفر لكنني عندما طلبت
الاذن قبل سفري بثلاثة ايام فوجئت باحد
الاصدقاء العاملين في الامن يطالبني
بالسفر من سورية في نفس اليوم، لان
الضباط المسؤولين عن اذن السفر
طائفيون ولن يوافقوا على سفرك ابدا
فخرجت من سورية فورا ولم اعد اليها منذ
ذلك الحين اي منذ 3 سنوات ولا استطيع
العودة، اولا لانني خرجت من سورية بدون
اذن امني وثانيا لمشاركتي في الثورة
السورية المباركة التي انحزنا اليها
انا واسرتي جميعا. أنا وأولادي < أولادك معك في الكويت؟ - نعم عندي 4 أولاد اكبرهم بنت في الصف
السابع وولد في الصف الرابع وابنة في
الاول وابنة عمرها سنتان. < هل تخشى على نفسك وأسرتك؟ - انا لا اخشى الا الله. ثم انني في الكويت
بين اهلي أنعم بالامان. المشكلة
الحقيقية هم لاخواننا واخواتنا في
سورية فالعصابة الحاكمة عندما لا تجد
الشخص الذي تبحث عنه تقبض على ابيه
وامه واخته واخيه ويعذبون ويقتلون.
لذلك فإن هذا النظام الفاسد ليس مدانا
فقط سياسيا، ولكنه مدان جنائيا وطبقا
للقوانين السورية التي يدعون تطبيقها.
واقول للشعب السوري البطل ان ثورتكم
مباركة وتدعو الى الحق وتطبقون فيها
حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي
يقول: «تحكمون من حكام يقولون ما لا
يفعلون. فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن
جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم
بقلبه فهو مؤمن وليس بعد ذلك من
الايمان شيء» او كما قال، فقمة الايمان
جهاد هذه السلطة الباغية القاتلة التي
قتلت الشجر والحجر، وقتلت الحمير ايضا.
لماذا يقتل بشار الحمير! لا أدري! السلك القضائي < هل هناك اتصالات بينك وبين زملائك في
السلك القضائي في سورية؟ - ليس هناك اتصالات بيني وبينهم، لكنني
اطالب كل من يحمل ذرة واحدة منهم من عقل
او ضمير او ايمان ان يترك هذه السلطة
القاتلة فورا، وان ينحاز الى الشعب. ورسالتي للعصابة الحاكمة في سورية بان
تسلم السلطة للمجلس الوطني فورا، وان
تجرى انتخابات حرة ونزيهة باشراف دولي
وليس باشراف القضاء في سورية لانه غير
مستقل ومنحاز، والا فالفوضى تنتظر
الجميع. التدخل الأجنبي < انتم متهمون بالدعوة الى التدخل
الاجنبي في سورية فما رأيك؟ - نحن نرفض اي تدخل اجنبي في الشأن السوري،
لكننا نريد حماية الشعب من القتل، ووقف
حمام الدماء بكل الطرق بما في ذلك
الحماية الدولية والغطاء الجوي
والمنطقة العازلة، وامداد الجيش
السوري الحر السلاح لان السلطة لا يمكن
ان تسقط الا بالسلاح، واي معارضة لا
تتبنى هذا النهج فهي ساقطة لان الشعب
هو الذي يأكل العصي وهي تعد فقط وتتفرج. حزب العمال الرئيس التركي عبدالله جول قال تعليقا
على هجمات حزب العمال الكردستاني بانه
كلما اتخذت تركيا موقفا جيدا اصابها ما
اصابها فهل ترى ارتباطاً بين الموقف
التركي المعارض للنظام السوري
والهجمات الأخيرة؟ - نعم هناك ارتباطاً بين هجمات حزب العمال
الكردستاني على الارض وبين المواقف
التي انخذتها انقرة ضد النظام السوري
وساكشف لك بعض الاسرار المهمة. فقد اعترف الشبيح الاعلامي شريف شحادة
على القنوات الفضائية بان هناك احزابا
داخل تركيا «سورية شغاله عليها»
وسنقوم بعملها في الوقت المناسب. وانا اعلم شخصيا ان حزب العمال
الكردستاني كانت سورية تحتضنه وكان
عناصره يتلقون التدريب في حقل «طيبة»
العسكري في مدينة بعلبك تحت اشراف
المخابرات السورية وحزب الله. وقد كنت مرة في زيارة لاحد الضباط برتبة
لواء في الاركان السورية فحضر شخص
يرتدي اللباس المدني وسلم اللواء ورقة
مطوية قرأها تم اتصل برئيس الاركان
وقتها علي اصلان وقال له سيدي: عمليات
حزب العمال تمت باحكام ودقة داخل
تركيا، وسافصح عن اسم اللواء لاحقا. وقد وصلتني معلومة من قبل وزير سوري سابق
لتحذير الحكومة التركية من عمليات
ستقوم بها عصابة السلطة في سورية عن
طريق حزب العمال الكردستاني في تركيا،
وحملت هذه المعلومة احد الدعاة
الكويتيين الذين كانوا يزورون تركيا
لتوصيلها الى المسؤولين، هناك، وبعد
ذلك بخمسة ايام استهدف موكب اردوغان
بالقنابل لكنه لم يكن موجودا في مكان
الهجمات. العراق < هل هناك اسرار اخرى تريد كشفها؟ - فيما يتعلق بالعراق فالنظام في سورية
ومنذ عام 2003 يرسل بمعرفة ضباط
المخابرات اشخاصاً في سورية للقيام
بعملية تفجيرات واغتيالات في قلب
العراق، بهدف زعزعة الامن والاستقرار
وزع الفتنة بين العراقيين واعرف شخصيا
احد الضباط في ادارة المخابرات العامة
(امن الدولة) يشرف على تلك العمليات وهو
المقدم رضا عمر. وبشكل عام فانني أضع نفسي وخبرتي
القانونية رهن اشارة اي محفل قانوني
دولي او اقليمي لكشف جرائم عصابة
السلطة في سورية ومن اجل ثورتنا
المباركة. اعدام ولكن < ما تتحدث عنه من «أسرار عسكرية» اعتقد
بأنها تعرضك للاعدام في سورية؟ - انا أؤيد مبدئيا المجلس الوطني السوري
الذي أيده الشعب السوري وان ولائي
الاول والاخير لهذا المجلس الذي
اعتبره الممثل الشرعي الوحيد لكل
السوريين. كذلك فانني ارى ان «الجيش السوري الحر» هو
الجيش الشرعي في البلاد الذي يدافع عن
الشعب والوطن. وهذه المعلومات التي ادليت بها بالفعل
تعرضني لعقوبات النظام وانا اعرف ذلك،
لكنني انحاز الى الشعب المقهور
المذبوح واقف في وجه هذه العصابة التي
دمرت البلاد. وفي هذا المجال اطلب حق اللجوء السياسي
اولا من دولة قطر وتانيا من تركيا
وثالثا من السعودية، ورابعا من المجلس
الوطني في ليبيا. واي دولة تقبل بمنحي
اللجوء السياسي سوف التجئ اليها لأكمل
مسيرتي مع الثورة ولنصرة الشعب. < كنت اتوقع ان تطلب اللجوء السياسي الى
الكويت التي تقيم فيها؟ - الحقيقة انني احب الكويت واحترمها
واعترف ان الايام والسنين التي قضيتها
في الكويت افضل من ايامي التي قضيتها
في سورية وانا اشعر في الكويت بانني
اعيش وسط اهلي، وقد حباني الكويتيون
بحبهم وحضنهم وقدموا الي كل انواع
الدعم، ووظفوني وكأني كويتي ولمحبتي
الكبيرة للكويت لا اريد ان اشكل عبئا
او حرجا لاحبائي في الكويت والذي احبه
واتمناه ان اطلب اللجوء الى الكويت وان
ابقى فيها لكن رفعا للحرج عن الكويت لم
اطلب واتمنى ان تقبلني الكويت لاجئا
اذا لم يشكل ذلك حرجا عليها. ================= الثلاثاء، 25 تشرين الأول 2011 02:06 جمال الشواهين السبيل الذي سيقضي على نهج المقاومة والممانعة
في سوريا ليس الحراك الشعبي فيها
وإنّما النظام نفسه، ومعه حزب الله
أيضاً، وذلك جرّاء السياسة التي
يتّبعانها بالمعالجة، والاستناد إلى
المواجهة مع الناس أمنياً وعسكرياً.
ولا يبدو في هذا السياق، تساوقاً من
طهران، إذ أعلن رئيسها إدانته
للمجازر، ودعا للحوار بين الأطراف
كافة. عندما ينسب لحزب الله قوله أنّه لن يسمح
بسقوط بشار الأسد مهما كان الثمن، فإنّ
ذلك يثير غضب الناس أكثر ما يكون،
ويدفع بهم إلى التخلّي عن دعم حزب الله
واحترامه أيضاً، وذلك طالما يرونه في
مواجهتهم وليس إلى جانبهم. وعندما يرون النظام يتحدّث عن مؤامرة
وأنّهم يدفعون ثمن إسقاطها من دمائهم،
دون أن يكونوا جزءاً منها، وإنّما
يتّهمون بها، فإنّ ذلك أيضاً سيدفع بهم
إلى المزيد من الغضب والإصرار، ولن
يعود مهماً بالنسبة لهم أيّ مقاومة. المؤامرة على نهج المقاومة في سوريا
ولبنان تحوّلت أدوات فعلها إلى النظام
وحزب الله، وهما اللذان سينجحانها، إذ
أنّ سقوط الأول وتجريد الثاني من سلاحه
كفيل بذلك تماماً. المشهد السوري على ما هو عليه يفضي إلى
توقع نتائج على غرار ما آلت إليه
الأمور بالعراق وتونس ومصر وليبيا إذ
لا مناص من مواجهته مع الشعب على هذا
القدر من الوصول إلى ذلك. الأمريكان أعلنوا أمس عن تفرّغهم لسوريا
بعد إنجاز ليبيا، وهم سيتحوّلون بدعم
المجلس الوطني إلى مرحلة جديدة،
والأخير لا يخفي اتصالاته بواشنطن،
ومع ذلك لا يجد النظام سوى الاستمرار
بذات المعالجة العسكرية، علماً أنّ
البدائل لا زالت متاحة. لم يعد بمقدور أحد إخفاء حقائق ما يجري في
سوريا، وما يبثّ عبر الفضائيات ليس
كلّه كذباً، إذ أنّ منظر القتلى
والجرحى والمسيرات وغير ذلك الكثير،
لم يعد بالإمكان إنكاره، في حين ما
يبثّه الإعلام السوري لم يعد مقنعاً
لأحد. أيّ نظام سيأتي إثر سقوط النظام الحالي
سيكون بالضرورة انقلابياً على كل
السياسات القائمة بما فيها نهج
المقاومة، في حين بالإمكان الإبقاء
عليها إذا ما تطوّع النظام الحالي لنقل
السلطة وقام بذلك طوعاً ومن جرّاء نفسه. والأمر على جلائه يعني أنّ استمرار نهج
المقاومة ودعم حزب الله بات معلّقاً
بيد النظام، وهو إن كان مؤمناً به
حقاً، فعليه أن يبقيه قائماً، وإن من
خلال غيره. بقي القول أنّ برهان غليون ومن معه
بالداخل والخارج لا يمكنهم الآن
الإعلان عن تخلّي سوريا عن المقاومة،
ولكنّهم سيفعلون ذلك إذا ما طال بهم
الأمر، وعندها سيدرك الجميع من الذي
أسقط المقاومة وخسّرنا آخر ما لدينا. ================= السلطة والإستبداد:
القذافي نهاية طبيعية لكل طاغية فادي عميره 2011-10-24 القدس العربي ينتشر الإستبداد
في المجتمع كالسرطان، من أعلى الهرم
إلى أسفله. بمعنى أن النظام والسلطة
الإستبدادية تنتج مجتمعاً إستبدادياً.
فرب الأسرة المستبد يهيء أرضية وبيئة
تنتج أفراد عائلة مستبدين وعنيفين،
يخضعون لقهره وسلطته، ومن ثم يمارسون
الإستبداد ويفرضون السلطة بنفس
الطريقة على من هم تحتهم في السلّم
الهرمي من زوجة وأبناء.. وبنفس
الطريقة، فإن سلطة حكم المجتمع
المستبدة، تمارس الحكم القهري
والإخضاعي على من هم تحتها في سلم
المجتمع الهرمي، فينشأ عن ذلك بيئة من
القهر والإستبداد تنتشر في كل أوساط
المجتمع، من الأعلى للأسفل، حيث
يمارسها كل من هم في الهرم على من هم
تحتهم، الذين يخضون لسلطتهم، وهكذا،
من الأعلى إلى الأسفل.. كذلك هو الحال مع الفساد، وغيره من
الخصائص والصفات التي تمتاز بها
السلطة، التي تفرض أنظمة حكم تقوم على
خلق واقع موضوعي معاش يحمل تلك الخصائص
والصفات، ويقوم هذا الواقع على إنتاج
مجتمع يتربى وينشأ في أجواء فاسدة
وقاهرة، فيحمل صفاتها وتؤثر في
سلوكياته وتعاملاته ونفسيته. فإذا فسد
النظام، فسد المجتمع. إن السلطة والشكل
الهرمي للمجتمع (وليس فقط النمط
الإقتصادي) هو الشكل والأساس الذي يفسد
من هو/هم على رأس الهرم، بالتالي يفسد
المجتمع كله، ويفرز طبقة حاكمة مستبدة.
ولأنها صاحبة نفوذ وسطوة ولن تستغني
فيما بعد عن حكمها والمكاسب التي
حققتها، فإنها تلجأ لكل ما هو ممكن
لحماية مصالحها ومركزها في قمة الهرم. طبيعة النظام الليبي هي التي حددت طبيعة
المجتمع الليبي وسلوكه، ونهاية
القذافي هي نهاية طبيعية لكل طاغية
دموي مستبد ومريض بالسلطة. فتاريخ
النظام الليبي وجرائم القذافي ودمويته
تجاه الخارجين عن طاعته ما زالت حية في
الذاكرة، حيث إرتكب الإعدامات
الجماعية ودفن معارضيه وهم أحياء،
وأرهب عبيده وإستبد بهم ونهبهم. لقد خرج الشعب الليبي إلى الشوارع بعدما
رأى وتعلم مما حصل في تونس ومصر، ما
أرعب القذافي الذي إهتز لسقوط حلفائه
في الإستغلال، فكانت ردة فعله موتورة
وعنيفة، إستخدم فيها منذ البداية،
الرصاص وعصابات المرتزقة التي زادت
كثيراً من غضب الشعب الليبي،
والطائرات الحربية التي هرب بها بعض
طياريها خارج البلاد، رفضاً لقصف
أبناء شعبهم بالصواريخ. تخلل ذلك
إنهيار عميق في الجيش والأمن والنظام،
وإنشقاق الوزراء والمسؤولين، في صورة
تدل على حالة الترهل والفساد التي كان
يتسم بها النظام الأشبه بالإقطاع
العائلي. لقد لجأ المنتفضون إلى عسكرة
مبكرة للإنتفاضة كردة فعل ونتيجة
طبيعة للرد العسكري العنيف للنظام على
حالة التمرد على السلطة، وقد ساعدت
قطاعات الجيش المنشقة وإنتشار السلاح
على ذلك. فلم يبق أمام المنتفضين سوى
حمل السلاح لمواجهة دموية النظام،
الذي لم يبق مجالاً لأي إنتفاضة سلمية. نجح القذافي في لملمة قواه وإمتصاص
الهزةالعميقة التي تعرض لها نظامه،
فشن هجوماً عنيفاً على المدن الشرقية
التي خرجت عن سيطرته، وتمكن من إسترجاع
بعضها، وحقق تقدماً على جبهات القتال،
وأصبح الثوار -عديمي الخبرة في القتال
والمسلحين بإرادة التخلص من القهر-
يواجهون ضغطاً قوياً، وتعرضوا مع
المدنيين لمجازر وجرائم ترافقت مع
إقتتال عنيف داخل وحدات الجيش الموالي
للقذافي، وإعدامات جماعية كان ضحيتها
كل من رفض أوامر أطلاق النار وكل من
حاول الخروج أو الهروب من نظام القذافي.
أدّت تلك التحديات إلى تشكيل 'المجلس
الوطني الإنتقالي' كممثل سياسي
للثورة، وتحت تلك الظروف الميدانية
الحرجة، وفي ظل عجز دول الجوار وجامعة
الأنظمة العربية المهترئة على حل
الأزمة، وفشل مبادرات الإتحاد
الإفريقي التي كانت أساساً منحازة
للقذافي، لم يستطع هؤلاء الثوار سوى
القبول بتدخل الناتو المقيت والمزعج. إن كل متأمل في النفسية التي يحملها
القذافي وأشباهه من الطغاة يدرك أن
نهاية رجل كهذا كانت ستكون إما التشبث
بالسلطة حتى الموت، أو الإنتحار. لقد
بلغ جنون العظمة الذي ولّدتها السلطة
والقوة والنفوذ في نفسه حداً لا يمكن
إدراكه وإستيعابه. إن النهاية الدرامية للقذافي تليق بحجمه
كطاغية. ورغم أني أتفهّم أسباب ما حدث،
إلا أنني لازلت أعتقد أن قتله كان خطأ
إن لم يكن دفاعاً عن النفس. كنت أفضل
إعتقاله ومحاكمته محاكمة عادلة.. آمل
أن تكون تلك النهاية المفجعة عبرةً لكل
طغاة العالم المستغلة لشعوبها. ودرساً
لأنظمة الحكم العربية المتسبدة، أن
الشعوب نهضت، وأن التغيير آت على
المنطقة والعالم لا محالة، ولن يقف في
طريق إرادتها أحد، مهما بلغت سطوته
وقوته. لقد أتت الثورة الشعبية العربية
التي أطاحت بثلاث رؤساء حتى الآن،
رفضاً للإستبداد الذي يحصر السيطرة
والسلطة بيد شخص الزعيم الديكتاتور،
الصنم المقدس الذي يَفرِض طاعته
ويُخضع شعبه لسلطته القهرية. إن تلك
الثورة التي قامت على الإستبداد
والنهب والإستغلال، أتت لتفرض واقعاً
جديداً ونظاماً أخلاقياً جديداً. هي
ثورة أخلاقية، أتت حاملةً قيماً
إنسانيةً أكثر تقدماً، قيم الكرامة
والعدالة. ولأنها كسرت حواجز الخوف
والخنوع، فإن تلك الشعوب المنتفضة لن
ترضى بالديكتاتورية وبالخضوع مرةً
أخرى، لقد ولى عصر الديكتاتوريات في
مجتماعتنا العربية إلى غير رجعة. ================= عيسى الشعيبي الغد الاردنية 25-10-2011 لعل السؤال الذي قفز مؤخراً إلى مقدمة
أسئلة الربيع العربي، وجبّ ما قبله من
أسئلة تتعلق بغد هذا الحراك الثوري
أكثر ما تتصل بأمسه، كان يدور خلال
الأيام القليلة الماضية حول من هو
الحاكم العربي الذي سيسبق نظراءه
الواقفين في الطابور إلى الهاوية
المذلة، بعد أن سقط عميد الحكام العرب،
وأشد طغاة هذه الحقبة الطويلة تشبثاً
بالسلطة، وسفكاً للدم، وتبجحاً بحب
الملايين له. وبمراجعة سريعة لعدد وافر من التعليقات
المنشورة في الصحف العربية وغير
العربية على مدى الأيام القليلة
الفائتة، يمكن للمتصفحين لهذه
المقالات عبر الشبكة العنكبوتية، أن
يتأكدوا بأنفسهم من أن النخب في العالم
العربي، وفي خارجه، باتت مشغولة هذه
الآونة في إجراء التوقعات حول من سيلي
القذافي في الدور. ومع أن بعض
التعليقات شملت عدداً وافراً من
الحكام المستبدين على امتداد الخريطة
العربية، إلا أن الأكثرية الكاثرة من
أصحاب الرؤية الاستشرافية، حصرت
المنافسة بين كل من بشار الأسد وعلي
عبد الله صالح، باعتبار أن ثمرات
الثورة الشعبية في كل من سورية واليمن
قد نضجت وآن أوان قطافها، بعد ربيع
دافئ وصيف قائظ، حيث بات أمر التغيير
في كل منهما مجرد تحصيل حاصل ومسألة
وقت ليس إلا. وليس من شك في أن معظم هذه القراءات
الخاصة بسؤال من سيكون له سبق السقوط
المشابه لسقطة القذافي المذلة، قراءات
رغائبية في معظمها، تعبر عن تمنيات
دفينة، أحسب أنها في اليمن تمنح
الأولوية لصالح، فيما تمنح الأسبقية
في سورية وسائر دول المشرق العربي
للأسد، لاسيما من جانب السوريين
المستباحة دماؤهم وكراماتهم
وأعراضهم، منذ أربعة عقود ونيف، ناهيك
عن اللبنانيين والفلسطينيين، وسائر
الذين سبق أن استبد الأسد الأب والابن
بهم. ملخص القول أن
مشهد القذافي في اللحظات الأخيرة من
حياته، بكل ما فاض به من صفع وركل وسب
ثم إعدام ميداني، سوف يظل حاضراً بقوة
في ذاكرة الشعوب التي تلقت دفعة ثقة
جديدة بحتمية انتصار ثوراتها
المتعاظمة، فيما سيحفر هذا المشهد
نفسه بالإزميل في أذهان الحاكمين
المستبدين في دمشق وصنعاء، ينام معهما
ويصحو، يأكل من صحونهما ويشرب من
شرابهما، مهما كابروا وأظهروا تماسكاً
خارجياً مصطنعاً أمام المحيطين بهم. ولأن الطغاة أصحاب مسارات متشابهة، وذوو
مصائر متماثلة، حيث يتحالفون تحالف
العائلات في عالم المافيا، وينفرطون
انفراط العقد عندما تسقط منه أول حبة،
فما بالك وقد سقطت من العقد ثلاث حبات
كبيرة، فقد كان من الطبيعي جداً أن
تكون آخر مكالمة تلقاها القذافي على
هاتفه المحمول قد أتت من سورية، وفق ما
ذكره قائد الوحدة التي ألقت القبض على
دكتاتور ليبيا الأكبر، الأمر الذي
يبين مدى عمق القلق الذي أخذ يستبد
بالدكتاتور الأصغر. وهكذا، فلو سألني سائل متخابث عن تقديري
الشخصي، حتى لا أقول أمنيتي المخبوءة،
عمن سيسبق الآخر إلى مجرور مياه صرف
صحي مماثل لمجرور القذافي، لأجبت بدون
أن أتستر كثيراً على تفكيري الرغائبي:
بشار له السبق بالضرورة، ليس بفضل
الأقدمية في الحكم الذي امتد لأربعين
سنة بين الأب والابن، وإنما لأن على
سقوطه العاجل ينعقد الأمل في وقف حمام
الدم سريعاً، وفي إنهاء الكابوس
المطبق على صدور ملايين في الداخل
والخارج أخيراً. وإذ نجاهر بمثل هذه الأفضلية التي لا يمكن
اعتبارها محض شخصية، فذلك لأن نار علي
عبد الله صالح تبدو بمثابة جنة وارفة
في عيون السوريين، فإذا كان صحيحاً أن
هناك بلاطجة يعادلون الشبيحة هنا، وأن
أجهزة الأمن تدار بأيدي أبناء
العائلتين الحاكمتين في كلا البلدين
الممانعين، إلا أن من الصحيح أيضاً أن
هناك اعترافاً ولو ضئيلاً بحق مئات
ألوف اليمنيين بالتظاهر ليلاً نهاراً،
وقدراً معقولاً من التوازن النسبي بين
وحدات من فرق الجيش وبين أفخاذ
القبائل، أما في سورية فليس سوى حزب
واحد وصوت أوحد، وقائد إما هو أو لا أحد ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |