ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الجامعة
العربية بين التباطؤ والتواطؤ مها
بدر الدين الرأي
العام 12-12-20111 تعلقت
آمال السوريين بنتائج العقوبات التي
فرضتها الجامعة العربية على النظام
السوري الأسبوع المنصرم، وكانت
التوقعات تقفز إيجابياً إلى حدود
تحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن
لاتخاذ ما يلزم لحماية المواطنين
المدنيين والعزل الذين تسفك دماؤهم
يومياً على أسفلت الشارع السوري
بوحشية غير مسبوقة على مر التاريخ، لكن
فتح باب المهل العربية مرة أخرى أصاب
هذه الآمال في مقتل، بعد أن شرعت
الجامعة العربية بابها الموارب أمام
النظام السوري على مصراعيه ليعيد هذا
النظام المتمرس بفنون المراوغة
والمهاترة والتسويف اللعب على حبل
الوقت والمماطلة، وإشغال المجتمع
العربي والدولي بتفاصيل جدلية لا طائل
من طرحها سوى تمديد أمد الحصاد الدموي
للشعب السوري الثائر. لقد
لجأ الشعب السوري إلى البيت العربي
أولاً لحل مشكلته مع النظام السوري
المتعسف في استخدام القوة، لعل
القائمين على هذا البيت يستطيعون أن
يجبروا الأسد على إعادة النظر في
سياسته القمعية وإيقاف نهر الدم
المتدفق في المدن السورية الثائرة،
لكن يبدو أن هذا البيت مهتز الأركان
أصلاً ولا يقف على أرضية صلبة تمكنه من
تنفيذ ما فرضه من عقوبات على النظام
السوري الفاشي، والذي على ما يبدو يدرك
نقاط الضعف في أساسيات هذا البيت فيضغط
عليها لتهديم الهيكل فوق رؤوس أصحابه. فقد
تعاملت الجامعة العربية مع الملف
السوري الساخن ببرود شديد وتباطؤ
مشكوك بتعمده، بإعطاء النظام الفسح
الزمنية المتتالية التي استغلها
لتفعيل عملياته القمعية الداخلية،
واستقطاب المساعدات العسكرية
والبشرية الخارجية، ومحاولة فرض
هيمنته مجدداً على الشعب السوري بمزيد
من العمليات العسكرية المدمرة
والقاتلة، واتباع سياسة الأرض
المحروقة في المدن الثائرة، ولم تستطع
الجامعة العربية في تعاملها مع الأزمة
السورية أن تتحرك بالسرعة المتناسبة
مع هول الأحداث ومجرياتها، إما لأنها
لم تستطع كسر قالب العمل العربي
البيروقراطي المتعارف عليه في حل
الأزمات العربية منذ تأسيس الجامعة
العربية، أو فشلها بأن تمثل الشعوب
العربية في زمن الربيع العربي بدل أن
تكون ممثلة لأنظمة عربية آيلة للسقوط
ولا تناسب المرحلة التاريخية المقبلة
التي ستكون فيها كلمة الشعوب هي العليا. و كان
لهذا التباطؤ دور سلبي في إدارة دفة
الأحداث على الساحة السورية، فالنظام
أصبح أكثر وحشية ودموية واستقطاباً
لعناصر خارجية موالية لعقيدة دينية
ومشروع إقليمي من المخطط له أن يمر عبر
الأراضي السورية، وهو ما وسع دائرة
العنف ورفع عدد الضحايا والشهداء، كما
أن هذا التباطؤ دفع الشعب السوري إلى
فقدان الثقة بقدرة الجامعة العربية
على ردع النظام الأسدي المتمترس وراء
آلياته العسكرية وحلفائه الدوليين،
ورغم سيل العقوبات العربية التي
انهمرت على هذا النظام إلا أنها لم
تؤثر عملياً ذلك التأثير المنتظر منها
لأنها لم تكن ملزمة للدول العربية من
جهة كما لم تحرص هذه الدول على تنفيذها
من جهة أخرى، وهو ما يدفع الأمور
باتجاه التدويل الذي يحرص الشعب
السوري رغم كل آلامه أن يكون آخر
الدواء لجراحه النازفة. وبإعطاء
النظام السوري المهلة الأخيرة لتوقيع
البروتوكول بدأت تفوح في الأجواء
السورية رائحة تواطؤ عربي مع نظام
الأسد على الشعب السوري، وهو ما نشر
حالة من الاحباط بين صفوف السوريين
بمختلف مستوياتهم ابتداء من رجل
الشارع البسيط وانتهاء بالمثقف
والناشط والمعارض السياسي، وألح على
البال الكثير من الأسئلة المشروعة حول
دور الجامعة العربية الحقيقي فيما
يحصل على الأرض السورية، وعلى مدى
اختراق نظام بشار الأسد لمواقف الكثير
من الدول العربية التي تتذبذب في
مواقفها وتغيرها تبعاً لتقاطع مصالحها
ونوع الحكم فيها مع النظام السوري. كما
أصبح من المؤكد أن الجامعة العربية لا
تستطيع الخروج من متاهات المهل التي
تعودت أن تعطيها للنظام السوري، في
الوقت نفسه الذي ترفض فيه طلباً
أوروبياً بتحويل الملف السوري لمجلس
الأمن، هذا التلاعب بمصير الشعب
السوري أكد أن تواطؤاً عربياً يحدث
وراء الكواليس وأن وراء الأكمة ما
وراءها، ويبدو أن التدخل العربي منذ
اليوم الأول لم يكن سوى ضوء أخضر يسمح
للنظام بمحاولة قمع الثورة السورية
قبل أن تحقق هدفها بإسقاط النظام
ومحاكمة النظام وعصابته، وقد أدرك
الشعب السوري هذه الحقيقة منذ المهلة
الاولى التي أعطيت للنظام، لكنه كان
يعلل النفس بآمال كبيرة بإيجاد حل عربي
للأزمة الراهنة دون الاضطرار إلى
التدخل الدولي، لكن المهلة الأخيرة
تحولت من قشة يتعلق بها الغريق إلى
القشة التي قصمت ظهر البعير، وضيقت
فسحة الامل للدرجة التي أصبحت
المطالبة بالتدخل الدولي هو الحل
الوحيد لإنقاذ الشعب السوري من براثن
ذئاب النظام رغم ما لهذا التدخل من
مخاطر وسلبيات. لقد
فقدت الجامعة العربية مصداقيتها في
أعين السوريين، وأصبحت تشكل عبئا
ثقيلاً على عاتق الملف السوري، فهل
تحافظ على شعرة معاوية بينها وبين
الشعب السوري، وتعلن تحرير ملفه من
رتابتها، وتنقل الكرة إلى الملعب
الدولي لعل هدف الثورة الغالي يتحقق؟ مها
بدر الدين كاتبة
سورية ================= اعتراف
بشار بالجنون عبر «إيه بي سي».! محمد
الرشيدي الرياض 11-12-2011 من
اهم نتائج ثورات الربيع العربي انها
على المستوى الاعلامي ولاول مرة نشاهد
وبصورة واضحة وجلية ردود الفعل
الشعبية المباشرة لحديث رئيس دولة
عربي عندما يلتقي وبتضخيم وتلميع مع
مذيعة مرموقة كمراسلة شبكة الاخبار
الامريكية إيه بي سي باربرا والترز،
فالكثير من الزعماء العرب الغائبين
والحاضرين كان لهم نصيب اللقاء مع
باربرا وحققت لقاءاتهم صدى اعلامياً
عالمياً كل حسب مصداقيته ، ولكن لعنة
باربرا كانت مدوية وكبيرة جدًا عندما
تسببت بلقائها الاخير مع الرئيس
السوري بشار الاسد باطلاق المتظاهرين
السوريين على رئيسهم صفة الجنون بشكل
رسمي وواصلوا الى ما هو ابعد واشنع من
ذلك بترديدهم وعبر لافتات مكتوبة
نقلتها الفضائيات بصورة طريفة :" بعد
خطاب بشار يامحلاك يا وليد كنا فاكرين
انك ... " ولاداعي هنا لتفسير هذا
الشعار المخزي !! اعتاد
بشار وامثاله ان احاديثهم الاعلامية
مقدسة ، اكثر من مهرج زاحم الفضاء
العربي كان العقيد القذافي وخرج بصورة
مأسوية ، بشار ارتكب خطأ كبيراً وغير
مهني عندما توقع ان قناة ايه بي سي
الامريكية ستكون خير وسيلة ليخرج
ويقول وبمحض ارادته اغبى جملة قالها
رئيس على مستوى التاريخ ، لو كان بشار
ملفوفًا بحبل المشنقة او داخل القفص
الحديدي وقال جملته الشهيرة " عندما
نفى مسئوليته عن مقتل آلاف المتظاهرين
في سوريا ، مؤكدا ان (مجنونا) هو من يصدر
امرا باطلاق النار على شعبه "
لعذرناه وقلنا انه في وضع للدفاع عن
نفسه ، ولكن بشار في عز عنجهيته
وتقتيله اليومي للابرياء يعتبر انه
برئ من قتل آلاف المتظاهرين من الشرفاء
السوريين ، جميع ما ذكر في المقابلة
المخزية في كوم وكلماته في كوم ، وهنا
اندهش اكثر للبلادة الاعلامية لاجهزة
الاعلام السورية بعد مؤتمر الوزير
المعلم الشهير والطريف ، عندما يأتي
المتحدث باسم الخارجية السورية ويتهم
قناة "ايه بي سي" بتشويه مقابلة
الاسد بعمليات مونتاج شوهت مضمون
المقابلة ، ولكن هل شوهت ان الاسد
اعتبر ان ما قاله بخصوص القتل من
الجنون !! المتظاهر
السوري قرأ مقابلة بشار وعلق عليها
ولاول مرة بالتاريخ العربي المعاصر
بشكل واضح وبدون خوف او تطبيل ، تحولت
حرب المتظاهرين مع بشار ومجموعته الى
اعلامية عالمية ، ارتكب فيها بشار
الاسد واجهزته الاعلامية حماقة تضاف
لحماقته في التعامل مع المتظاهرين
الشرفاء من ابناء بلده ، كانت
تعليقاتهم : (اذا كنت مجنون او لا تدري ..ارحل
)،(القائد العام للجيش والامين القري
للحزب ، ... ليس مسئولا عن شيء ..عفوا
بالخطأ صار رئيس جمهورية )، ( الاسد فقد
العقل ..فكيف نقبل برئيس مجنون )
تعليقات عديدة وطريفة احصتها الشرق
الاوسط تدل على الحال المأسوية لما تمر
به سوريا وتضيف زلات لسان متكررة لبشار
الاسد وعدم درايته بالتعامل الاعلامي
عندما تعيدنا الذاكرة لتصريحه الغبي
في يوم من الايام اتجاه بعض القادة
العرب. لعنة
مراسلة شبكة الاخبار الامريكية إيه بي
سي باربرا والترز اصابت بشار الاسد
وحكومته " بمقتل" وكشفت جوانب
اخرى للواقع السوري المحزن ، بعد ان
فشلت الآلة الاعلامية السورية
التقليدية في الدفاع عن جرائم
الانسانية التي ترتكب بالقطر السوري
وخصوصا في حمص والريف السوري وما
نشاهده من تقارير ولقاءات مخجلة على
سبيل المثال على قناة رخيصة اعلامية
قناة " الدنيا" إلا دليل على حالة
الغليان والتخبط الحاصل امام بطولات
الشرفاء وبلافتات بسيطة ودون سلاح ،
سقط إذًا بشار في فخ الاعلام الصادق
وسقط عندما ينظر ابناء بلده الى "
مجنون" وبلسانه هو..!! ================ كلمة
الرياض .. والشعب الأمريكي اخترعه
المستوطنون!! يوسف
الكويليت الرياض 12-12-20111 المغني
أمريكي، والطرب إسرائيلي!.. هذا ما يحدث
مع أي متقدم لانتخابات الرئاسة
الأمريكية أو غيرها حين تتم مداعبة
العواطف بخلق اتهامات للفلسطينيين
بالإرهاب، وتدمير إسرائيل، وليس رأي
المتقدم للرئاسة الأمريكية «نيوت
غنغريتش» إلا حلقة في السلسلة الطويلة
عندما يقول «إن الشعب الفلسطيني تم
اختراعه كإرهابي عربي، ويجب أن يعود
لأصوله» ولو حاولنا نقل الاتهام للسيد
نيوت، فإنه جاء من أوروبا مستوطناً
أرضاً تخص الهنود الحمر والذين أبادهم
أجداده، كما أباد الصهاينة شعباً
أصيلاً على أرضه، قبل أن تُكتشف أمريكا
بقرون طويلة.. للتاريخ
حكمٌ لا يزول باغتصاب الأرض، وأمريكا
تعترف أنها أجرمت بحق شعب أنهته عنصرية
الرجل الأبيض القادم من قارة بعيدة،
والفلسطينيون لم يخترعهم لا العقل
الأمريكي، ولا العقل الإسرائيلي حتى
نصل إلى هذا الاكتشاف التاريخي العظيم!
ولو أمعن نيوت في قراءة السجل
الفلسطيني منذ البدايات الأولى لأصله،
لربما أزال عن نفسه أمية قراءة الماضي
بشكل محايد، ولعل محاولة رشوة اليهود
بالتصويت له في انتخابات الرئاسة
القادمة حق تقرره الظروف الأمريكية،
لكن لا يجب التلاعب بالكلمات،
والاسترزاق على حساب وجود شعب أقرته
المنظمات العالمية بناء على مصادر
الأسفار التي تؤمن بهذه الحقيقة.. إسرائيل
دولة تهم أمريكا وتراها أهم من بعض
ولاياتها، وهذا السحر العجيب لا يوجد
له مثيل عند دول عظمى، بحيث نجد أن
المفاضلة بين مواطنها ودولة خارجية،
تأتي للأخيرة، ومهما قيل عن نفوذ
اليهود في التجارة والإعلام، فهم
يحصلون على قوتهم، ليس من أوزانهم
المالية والدعائية التي يرهبون بها
الآخرين، ولكن من خلال زواج ديني وعقدي
عندما تقفز واجبات دعم إسرائيل كلازمة
متقدمة على الواجبات الأمريكية الخاصة
برباط روحي.. ليس في
الأمر مشكلة أن يتم زواج كاثوليكي بين
أمريكا وإسرائيل، لأن لكل دولة
مصالحها التي تمنحها فرض المعاملات
وإدارة السياسات على حساب أخرى، ونحن
في المنطقة العربية اعتدنا على
استحالة أن نصل معها إلى قانون عادل
يساوي بين الدول، مدركين أن رشوة
اليهود وكسب أصواتهم بنقل سفارة
أمريكا للقدس، والاعتراف بها عاصمة
لإسرائيل، أو تأييد الاستيطان والسكوت
عن أي ممارسات إجرامية ضد الشعب
الفلسطيني، صارت من الأمور اللازمة في
السياسة الأمريكية و«غنغريتش» لم يكن
شذوذاً في الحالة الراهنة لأنه نمط
يسترزق في ملعب السياسة الأمريكية
المفتوح، ولن يطالنا الحرج أن تتخذ
الدولة العظمى الانسحاب من اليونسكو
لمجرد الاعتراف بفلسطين عضواً فيها،
أو استخدام حق النقض «الفيتو» ضد أي
إجراء في مجلس الأمن ينتقص من قوة
إسرائيل لصالح العرب.. الفلسطينيون
معادلة مزعجة لإسرائيل ، ولايمكن
اعتبارهم شعباً (مخترعاً) بأي صورة من
الصور، والمسألة لا تحسم بالأقوال،
فإسرائيل تعيش في محيط عدائي لها، وهي
لا تستطيع العيش بمنطق الحرب دائماً،
إلا إذا كانت تريد تجاهل عامل
المستقبل، والذي لا تقرره تحالفات
الحاضر، وإنما ما سيحدث لاحقاً، وهي
تقر بذلك، وتتجاهله كهروب من كابوسِ
حضوره في ذهنها.. ================= علي
حماده النهار 12-12-20111 ..."نحن
لا نقتل شعبنا. ليس من حكومة في العالم
تقتل شعبها، الا اذا كانت تحت قيادة
شخص مجنون". هذا الكلام السوريالي هو
لبشار الاسد ادلى به في مقابلته
الاخيرة مع شبكة "سي بي أس نيوز".
فبعد قتل اكثر من خمسة آلاف مواطن
بينهم مئات الاطفال والنساء، وبعد جرح
ما يزيد على مئة الف شخص، واعتقال ما
بين خمسة عشر الفا الى عشرين الفا،
وبعد تدمير ممتلكات في عشرات المدن
والقرى، وبعد تسعة اشهر على بدء حرب
شاملة ضد شعب سوريا الاعزل يكتشف بشار
الاسد ان المجنون وحده يقتل شعبه! عجيب
أمر الطغاة، يعيشون حتى في لحظات
السقوط المريع في فصام حقيقي عن
الواقع، ولا يرون جرائمهم، ولا يرون
انه يمكن في الدنيا ان يكون هناك من
يكرههم. هكذا كان القذافي الذي اغرق
الدنيا بالخطب عن الملايين الذي كانوا
يحبونه. وهكذا هو بشار الاسد الذي قال
في 30 كانون الثاني الفائت في مقابلته
الاخيرة ل"الوول ستريت جورنال"
قبل اشتعال الثورة ضد نظامه ببضعة
اسابيع ان الشعب السوري لا يمكن ان
ينتفض ضده لأنه (أي الاسد) قريب من
طموحات شعبه ورغباته! وفي مقابلة اخرى
ضمن تحقيق اجرته قناة فرنسية خلال 2010
قال انه يتجول من دون حراسة، ولا يخاف
لأن شعبه يحبه! عجيب
امر الطغاة، يمضون سنوات الحكم
والتسلط في غربة تامة عما يدور حولهم،
و يتوهمون ان الخوف والمحبة سيان.
يغرقون في بحر من الاوهام يغذيها
محيطهم: يقال لهم ان الشعب يحبكم،
والشعب يريدكم مدى الحياة، ومن بعدكم
يريد ذريتكم الى ما شاء الله. هكذا تهيأ
للقذافي، وهكذا تهيأ لحافظ الاسد
بالرغم من انه كان متشككا في الناس الى
حد التطيّر، وهكذا يتهيأ لابنه الذي
ورث ملكا في سوريا ولبنان، فأضاعه في
البلدين. في لبنان ظن ان الناس لن
يقولوا له اخرج، فقالوا له اخرج حتى
قبل ان يقتل وحلفاءه رفيق الحريري. وفي
سوريا خيل له انه ورث عبيدا يقيمون على
ارض اسمها "سوريا الاسد"، فقام
صبية في درعا وكتبوا على جدران المدرسة
"الشعب يريد اسقاط النظام"،
فاقتلع أظفارهم واشعل النار في البلاد! عجيب
أمر الطغاة، وعجيب اكثر امر صغارهم. هم
اعجز من ان يفهموا حركة الشعوب، واعجز
من ان يفهموا حركة التاريخ ومنطقه.
عجيب امرهم لأنهم يرفضون رؤية الحقائق
الساطعة. في هذه
الايام اتذكر زميلا كبيرا غادرنا قبل
اشهر: سهيل عبود الذي وصف لي في نهاية
شهر آذار الماضي، اي في الاسبوع الثاني
من انطلاق الثورة السورية وضع بشار،
وقال: "لقد ارتفعت الموجة وانقلبت،
وكيفما تصرف بشار سيخسر. ان مال معها
اخذته، وان وقف بوجهها جرفته! اضاف
سهيل مستشرفا سلوكيات النظام: كلما
أتوا بحركة انقلبت ضدهم. ان بشار أضعف
من ان يوقف حركة التاريخ". ويخلص
قائلا: "انتهى النظام!". ان من
يشاهد مقابلة الاسد الابن الاخيرة
يكتشف ان "قاتل الاطفال" انما
يعيش على كوكب آخر! ================= الغرب
مع ثورة سوريا... لكنه غير مستعجل؟ سركيس
نعوم النهار 12-12-20111 يبدو
ان توصل أي من الدول المتأثرة سلباً أو
ايجاباً بالولايات المتحدة الى
تقويمات نهائية لكل ما يتعلق
باستراتيجياتها والسياسات التطبيقية
لها سيكون صعباً في المرحلة الحالية
استناداً الى متابع اميركي مزمن
لأوضاع بلاده ولسياساتها في بلاد
العرب والمسلمين. ويعزو هؤلاء ذلك الى
دخول اميركا مرحلة الاعداد الجدي
للانتخابات الرئاسية التي يفترض أن
تجري في خريف السنة 2012 والتي سيحاول
بواسطتها الرئيس الحالي باراك اوباما
تجديد ولايته. وفي مرحلة كهذه، تتجمد
سياسات وقرارات ومواقف، ولا سيما منها
التي قد تؤثر سلباً على حظوظه
التجديدية. انطلاقاً من ذلك، يقول
هؤلاء ان اعادة انتخاب اوباما مع
خسارته مجلسي الكونغرس ستقيّد حركته
السياسية، وتعطل بعض مشروعاته
الداخلية وسياساته الخارجية. ويقولون
ايضاً ان فوز منافسه بالرئاسة وحزبه
الجمهوري بالغالبية في المجلسين
المذكورين سيفتح الباب واسعاً أمام
المغامرة. ويقولون ثالثاً انه في
انتظار اختيار كل من الحزبين
المتنافسين الجمهوري والديموقراطي
مرشحه رسمياً ستبقى التوقعات
الانتخابية متعذرة. ويقولون رابعاً ان
الحزبين يضعفان شعبياً وان عدد
المنتسبين اليهما يتقلص في استمرار.
ويقولون خامساً ان المستقلين عنهما
يزداد عددهم، لكن أحداً، بما في ذلك
مؤسسات الاستطلاع المحترفة، لا يعرف
لمن سيصوتون. علماً ان في واشنطن من
يعتقد انهم سيحاولون التخلص من
المتربعين على كراسي الادارة الحاكمة. في ضوء
الواقع الرسمي الاميركي المشروح اعلاه
كيف ستتصرف الادارة الاميركية الحالية
حيال نظام آل الأسد في سوريا الذي
يواجه ثورة شعبية متصاعدة تطالب
بإسقاطه وبإقامة نظام ديموقراطي
مكانه؟ بل كيف ستنفذ وعودها ووعود
حلفائها الاوروبيين والعرب والأتراك
بحماية الشعب السوري من قمع حاكمه؟ تعتقد
الادارة، ودائماً استناداً الى
المتابع الاميركي نفسه، ان نظام آل
الاسد ليس له مصلحة في الورطة الراهنة
بل المأزق (الصراع مع شعبه)، لأنه لا بد
ان يخلق فراغاً يغري قوة اقليمية، أو
دولية بملئه، ولأنه في الوقت نفسه
يُشرِّع الأبواب أمام تدويل الازمة
السورية. وفي محاولة لإيجاد الحلول
الناجعة لها، تركت اميركا القيادة هنا
لفرنسا لأنها خبيرة في تاريخ سوريا،
وتعرف جيداً بل اكثر من الآخرين "الشعب"
الذي ينتمي اليه الرئيس الأسد، ولأن
بعضاً منه يقيم في فرنسا من زمان. وفي
المجال نفسه، طلبت اميركا من فرنسا
الاهتمام بالعناصر العسكرية السورية
المنشقّة وتأمين احتياجاتهم وذلك
استعداداً ليوم يصبح فيه تدخلهم في
المواجهة مع النظام حتمياً. وفي
الانتطار، تتبنى أميركا، وبدعم من
تركيا الاسلامية، سياسة الخيارات
الديبلوماسية والخيارات العسكرية اذا
فشلت الأولى على ان تنفذها دول أخرى. في
اختصار، يتابع المتابع الاميركي
المزمن نفسه لسياسات بلاده في بلاد
العرب والمسلمين، يبدو ان المعنيين
والمتعاطين مباشرة بالأزمة السورية
مقتنعون أولاً، بأن الرئيس الأسد
ونظامه لا يستطيعان الربح. وثانياً،
بأن الاسد يعرف ذلك ولهذا السبب فانه
يريد حرباً أهلية تقود إلى "كنتنة"
ما، أو الى لامركزية واسعة، أو الى
تشرذم وتالياً تقسيم. وقد يُسهِّل ذلك
انقسام الشعب السوري اثنياً ودينياً
ومذهبياً. انطلاقاً من ذلك، يقول
هؤلاء، تميل جهات عدة الى الاعتقاد ان
انفجار سوريا أي تقسيمها سيكون في
مصلحة اميركا ودول اخرى، ربما
باستثناء ايران الاسلامية و"حزب
الله" وبدرجة أقل روسيا الاتحادية
والصين الشعبية. اما التحالف المعادي
للنظام ورأسه بشار، الداخلي منه
والخارجي، فقد قرر ترك الوضع يتطور على
النحو الجاري حالياً اقتناعاً منه بأن
النظام سينهار في النهاية. ولا يبدو ان
حصول "الاخوان المسلمين" في مصر
على الزعامة الشعبية والنيابية عبر
انتخابات حرة للمرة الأولى منذ خمسة أو
ستة عقود يقلق أو يخيف التحالف المعادي
لبشار ونظامه، وخصوصاً اذا حقق "اخوان"
سوريا واسلاميوها نتيجة مماثلة
مستقبلاً في أي انتخابات تشريعية حرة.
طبعاً قد يبدو هذا التقويم
لاستراتيجيا اميركا اوباما السورية
وسياستها التطبيقية ايجابياً. وهو
كذلك حقيقة لكن في نهايته. لأن تطبيقه
لا يبدو انه سيكون على نار حامية،
ولأنه على "الفرج" ان ينتظر تصاعد
الثورة السورية، والخيارات العسكرية
في حال صارت ملحّة، واللاعلاقة مع
ايران، والانتخابات الرئاسية. ================= الإثنين،
12 كانون الأول 2011 06:16 د.فيصل
القاسم السيبل المواطن
العربي من المحيط إلى الخليج، قارئاً
كان أو مشاهداً أو مستمعاً، بات يسخر،
وأحياناً يبصق على الكليشيهات
والتعابير السياسية والإعلامية
السخيفة والممجوجة التي يتقيؤها
الحكام العرب وحكوماتهم وأجهزة أمنهم
وأبواقهم الإعلامية في كل مرة يتعرضون
فيها للانتقاد على جرائمهم الوحشية
بحق شعوبهم. ولعل أكثر الكليشيهات
سخافة ومثاراً للتهكم في أوساط الشعوب
تلك التي تحاول من خلالها الأنظمة
العربية إنكار جرائمها المنظمة. فكلما
اتهمت منظمات حقوق الإنسان العربية
والدولية نظاماً عربياً معيناً
باقتراف مجازر يندى لها الجبين بحق
المعارضين والمساجين والمنتفضين
والمتظاهرين، يكون الرد الفوري من تلك
الأنظمة بأنّ ما حدث مجرد “تجاوزات
فردية معزولة” لا يمكن تعميمها، وليست
أبداً سياسة منهجية أو منظمة، أو، لا
سمح الله، بأمر القائد العام. والمضحك
في الأمر أنّ كل الدول العربية دون
استثناء تعزو الجرائم التي ترتكبها
أجهزة الأمن فيها إلى “تصرفات شخصية”.
لم أر الحكومات العربية متحدة فيما
بينها يوماً كما هي متحدة في استخدام
هذا التبرير السقيم “عمال على بطال”،
إلى حد أنّ المواطن العربي بات يتوقع
أن تكون نتائج كل التحقيقات التي
تجريها السلطات حول الجرائم التي
ارتكبتها أجهزة الأمن والشرطة مجرد
خطأ معزول اقترفه أحد الحمقى في
الأجهزة، ومعاذ الله أن يكون أحد قد
أمره بذلك. لا
يتسع المجال هنا لسرد كل الأحداث
والجرائم التي اعتبرتها السلطات
العربية مجرد “تجاوزات”، لهذا سأكتفي
بعرض بعض الأمثلة الحديثة من بعض الدول
العربية لعل الحكومات تستحي على نفسها
ذات يوم، وتخرج علينا بتقارير تحترم
عقولنا حول الفظائع التي ارتكبها كلاب
صيدها في هذا البلد أو ذاك. لا شك أنّ
المشاهدين شاهدوا على شاشاتهم ذات يوم
جنرالاً كبيراً من وزارة الداخلية
المصرية وهو ينكر وجود تعذيب في السجون
التي كان يشرف عليها، مع العلم أنّه
كان معروفاً لدي الكثير من المساجين
بأنّه محترف في فن التعذيب وإيذاء
المعتقلين. وقد أظهر بعضهم آثار
التعذيب المرعب الذي لحق به على أيدي
الجنرال العتيد لوسائل الإعلام بعد
خروجه من السجن. ويشيع المقربون من ذلك
الجنرال أنّ زوجته هربت من بيتها، ولم
تعد، لأنّه كان يعود من عمله فجراً
وملابسه ملوثة بالدماء التي نزفت من
أجساد المعتقلين وهو يعذّبهم، فكانت
الزوجة تصاب بهلع شديد من منظر الدماء.
لكن الجنرال كان يبدو عندما يواجه
وسائل الإعلام بأنّه رمز للإنسانية
والرحمة، وكان ينفي على الدوام القيام
بأيّ أعمال تعذيب، وكان يصوّر السجون
التي يشرف عليها بأنّها أفضل من فنادق
الخمس نجوم، وعندما تواجهه بإحدى
حالات التعذيب الرهيبة التي يعرفها
كان يتشدّق دائماً بالأسطوانة
المشروخة إياها وهي أنّ هذه الحالة
استثنائية، ولا يجب تعميمها على كل
السجون، وأنّ من قام بها قد تم فصله من
عمله أو أودع السجن، وهذا طبعاً كذب
مفضوح، فالكثير منّا يعرف أنّ أجهزة
الأمن كانت على مدى سنين تتبع سياسة
جهنمية في تعذيب المساجين وخاصة
الإسلاميين منهم، فكان رجال الأمن
يحضرون أقارب السجين كزوجته وشقيقاته
إلى السجن، ثم ينزعون بعض ملابسهن،
ويهمون باغتصابهن أمام أعين السجناء،
مما كان يؤدي في غالب الأحيان إلى
انهيار السجين من بشاعة المنظر. ولو
سألت المسؤولين عن هذا لقالوا لك على
الفور أنّ ذلك ليس سياسة منهجية، بل
مجرد تصرف مجنون من أحد الضباط، مع
العلم أنّ هذا الأسلوب الوحشي الساقط
في التعذيب كان مُقراً من أعلى السلطات
لنجاعته في إخضاع المساجين وكسر
إراداتهم. وفي
الجزائر اشتكى الكثير من المواطنين
عدة مرات من أنّ أجهزة الشرطة تلجأ إلى
ممارسات وحشية ساقطة وانتهاكات فظيعة
بحق الناس، لكن المدير العام للأمن
الوطني خرج على وسائل الإعلام في أعقاب
تلك الشكاوى المتكررة ليتحفنا بتصريح
محفوظ عن ظهر قلب لدى ملايين
الجزائريين وهو أنّ “كل التجاوزات
المسجلة في صفوف جهاز الشرطة هي
تجاوزات فردية ومعزولة” وليست معتمدة
من وزارة الداخلية. وقبل
أيام وبعد مقتل عشرات المحتجين في
البحرين على أيدي أجهزة الأمن
والشرطة، التي باتت مضرباً للأمثال في
وحشيتها، وبعد مئات حالات التعذيب
الفاشية الرهيبة في السجون والمعتقلات
البحرينية التي يعرفها القاصي
والداني، لم نسمع اعترافاً واحداً
بأنّ ما جرى أمر مؤسف جدير بالإدانة
والاستنكار ويستحق الجهاز الذي اقترفه
أقسى العقوبات. كل ما سمعناه أنّ ما جرى
ليس سياسة متبعة أو منصوصاً عليها
أبداً، بل مجرد تصرفات فردية مشينة من
بعض أفراد الشرطة لا أكثر ولا أقل. لا
شك أنّ إقالة أحد ضباط الأمن الكبار
كان أمراً جديراً بالإشادة، لكن
السلطات لم تقدمه على أنّه اعتراف
بالجرائم المرتكبة بحق المنتفضين
والمحتجين والنشطاء الحقوقيين
والسياسيين، بل إنّ الجرائم مجرد
تصرفات معزولة سنعمل على تلافيها في
المرات القادمة بإذن الله، مع العلم
أنّ ما جرى مخطط له وقد دبر بليل
وبمباركة السلطات. ولا
يختلف الأمر في سوريا، إذ تنكر الحكومة
دائماً إطلاق النار على المتظاهرين،
وتنفي نفياً قاطعاً وجود أوامر عليا
بقتل المحتجين، وأنّ كل الذين سقطوا
ربما بسبب تجاوز فردي من قبل أحد رجال
الأمن لا أكثر ولا أقل، مما جعل أحد
الساخرين يتساءل: هل يعقل أن يسقط أكثر
من خمسة آلاف سوري نتيجة “تجاوزات
فردية”؟ قد
يصدّق الإنسان تبرير الأخطاء الشنيعة
التي ترتكبها أجهزة الأمن في معظم
البلدان العربية بأنّها تجاوزات فردية
مرة أو مرتين، أما أن يتكرر هذا الحدث
ألوف المرات، أو يصبح ظاهرة، ويكون
ضحاياه بعشرات الآلاف المؤلفة، فإنّ
التصديق يمسي مستحيلاً، وقد يلتمس
الإنسان الأعذار للحكومات إن رأى منها
صدقاً في المتابعة والمحاسبة
والمعاقبة لأصحاب التجاوزات الفردية
المزعومة، أما أن يخطئ الفرد ثم تحميه
السلطات وتغطي على خطئه، بل تدافع عنه،
ويبقى يسرح، ويمرح، ويدخن السيجار في
مقاهي الفنادق الفخمة وكأنّه لم يفعل
شيئاً، فإنّ هذا يشير إلى رضاها
ومباركتها لتلك الفظائع الرهيبة، بل
ويثبت تورطها وإيعازها بارتكابها بشكل
منظم وممنهج. قال
تجاوزات فردية قال! ================= لو
كنت سورياً لهتفت ضد «العربي»! رجا
طلب الرأي
الاردنية 12-12-20111 لا
اعلم ماذا تنتظر جامعة الدول العربية
حيال كل تلك المجازر التي ترتكب يوميا
في سوريا منذ تسعة اشهر، ماذا يمكننا
ان نسمى سلوك الجامعة العربية وامينها
العام نبيل العربي؟ هل هذا الصبر
المقيت والقاتل هو تجاهل ام ضعف ام
تواطؤ؟ ام هو مزيج من كل ما سبق؟،
الجامعة العربية انتبهت لتلك المجازر
بعد خمسة شهور من القتل اليومي، وتحركت
لاتخاذ خطوات يمكن تسميتها بالعقابية
للنظام بعد 8 شهور، وها هي بعد اقل من
شهر على ما يفترض البدء بتطبيق
العقوبات يتبرع الامين العام للجامعة
وبكل برود اعصاب ليعطى وعدا للنظام انه
وفي حال توقيعه بروتوكول المراقبين
فان العقوبات ستتوقف (وهو تصريح يعطى
انطباعا وكان هذه العقوبات لها سنوات
وكانت مؤذية وقاسية)، لا اعلم اي منطق
هذا الذي تتحدث به الجامعة وامينها
العام؟؟ أليس من المفترض ان توافق
سوريا على البرتوكول دون اية جوائز او
مكافآت؟ أليس من المفترض مساومة
النظام على وقف القتل مقابل وقف
العقوبات؟ وانه وبعد تأكد المراقبين
من ان النظام اوقف القتل يصار بعدها
الى رفع العقوبات؟ لكن من الواضح ان
الامين العام ومعه بعض الاطراف
العربية يديرون الملف السوري بطريقة
تخدم النظام في كسب الوقت، خاصة بعدما
تيقن العالم اجمع من ان النظام يكذب
على العالم، وتحديدا بعد المقابلة
المضحكة - المبكية للرئيس الاسد مع
محطة اية بي سي الاميركية والتى نفى
فيها انه او النظام يقتلون المدنيين
العزل، في اجرأ عملية خداع للذات يمكن
ان يمارسها انسان! لا
افهم كيف يثق نبيل العربي بنظام يقول
رئيسه انه ليس مسؤولا عن قتل الناس في
مدن وارياف سوريا منذ تسعة شهور وانه
ليس مسؤولا عن الذين يقومون باعمال
القتل عندما قال بالحرف (أنا رئيس ولست
مالكا للبلاد، إذا هي ليست قواتي )،
وعندما قال ان قواته لا تقتل مدنيين
متظاهرين بل تقتل ارهابيين مسلحين، في
رغبة واضحة لتجاهل كل الوقائع ودفنها
وتجاوزها وهو كلام لا يقال الا لمتحدث
ومسؤول في حالة من الانفصال الكامل عن
الواقع او لراغب في عدم الاعتراف به. كان من
واجب الامين العام ان يقوم هو بالرد
على هذه الاقوال لان في تصريحات الرئيس
الاسد تكذيب للجامعة وتقاريرها
ومواقفها المعلنة، وحتى عندما تحدث
الرئيس الاسد عن العقوبات تحدث عنها «
بازدراء « وقال انها لن تؤثر على
سوريا، وفوق كل هذا تستمر الة القتل
يوميا في قتل العشرات من السوريين
العزل، ونجد ان نبيل العربي يبيع الوقت
للنظام ويقبل بمسرحية المراقبين التى
تذكرنا بمتاهة المراقبين في العراق
زمن صدام حسين والذين لعب بهم ذلك
النظام « كرة القدم « وهو يدخلهم من باب
ويخرجهم من باب دون اي نتيجة تذكر
ولعدة سنوات، ومثل هذه الألاعيب هي
تخصص البعث في البلدين وعلامة تجارية
فارقة له. المطلوب
من نبيل العربي الاعتذار من الشعب
السوري على كل هذا الوقت الذي سلفه
للنظام، والاسراع في تحديد سقف زمني لا
يزيد عن 3 ايام ليس لتوقيع بروتوكول
المراقبين بل لوقف القتل فورا والا فان
العقوبات ستتضاعف والعمل عربيا على
نقل الملف السوري الى مجلس الامن، وعدا
ذلك فان النظام لا يكترث بشيء، تماما
مثلما قال الاسد خلال لقائه مؤخرا بوفد
درزي لبناني (شو بدهم يعملوا» لا
يستطيعون فعل أي شيء، وكل ما يجري
مؤامرة خارجية،...وان لا أحد يستطيع
محاصرة سوريا، هم بقراراتهم يحاصرون
أنفسهم..، فماذا سيفعلون؟ لا أحد قادر
على محاصرة سورية). هل
تريد يا نبيل العربي اعطاء النظام
ورئيسه مهلة بعد كل هذا الوضوح في
الازدراء من الجامعة وعقوباتها؟ ================= ثلاثون
سنة على تطبيق السيادة على الجولان صحف
عبرية 2011-12-11 القدس
العربي في مثل
هذا الاسبوع قبل ثلاثين سنة حدث حادث
في اسرائيل. فقد تحولت هضبة الجولان
قضائيا وقانونيا لتصبح جزءا لا ينفصل
عن دولة اسرائيل. كانت هضبة الجولان
جزءا من ارض اسرائيل سنين طويلة لكن
الهضبة أصبحت منذ 14 كانون الاول 1981 فقط
مكانا ينطبق عليه 'القانون والقضاء
والادارة الاسرائيلية'. بعبارة اخرى
أصبحت الهضبة جزءا لا ينفصل عن اسرائيل
ذات السيادة. ان من
يقرأ محضر النقاش الآسر الذي تم في
الكنيست في ذلك اليوم والنقاش
والتصويت على القانون فمن المؤكد انه
لن يلاحظ فروقا كثيرة بين الدعاوى التي
أُسمعت آنذاك والدعاوى التي تُسمع في
جلسة الكنيست اليوم. كانت العداوة بين
اليسار واليمين قوية. وفي اثناء النقاش
لم يضبط رئيس الحكومة مناحيم بيغن نفسه
وهو الذي عرض القانون، وصاح بعضو
الكنيست فلنر من المعارضة: 'ستاليني!'. ما
الذي يمكن ان نتعلمه من ذلك النقاش عن
الخطاب العام اليوم بعد ثلاثين سنة
بالضبط؟ أولا، وفي شأن 'الديمقراطية
وهدم الديمقراطية': وضعت حكومة بيغن
الثانية القانون على طاولة الكنيست في
الصباح وفي أقل من 24 ساعة أُجيز
بالقراءات الثلاث! واليوم حينما
يُتعجل في الكنيست الثامنة عشرة العمل
على القوانين (أي نحاول سنها في غضون
اسابيع) يسمون هذا 'هدم الديمقراطية' و'الوطء
الساحق'. هل تضررت الديمقراطية آنذاك؟
من المؤكد ان لا! ولا اليوم ايضا.
وثانيا، وفي شأن 'نهج مناحيم بيغن':
يستعمل كثيرون اليوم اسم بيغن
ويعرضونه بصفته الديمقراطي الأكبر.
وهذا صحيح، بيد ان الناس أنفسهم سموه
آنذاك 'الفاشي الأكبر'، و'محرضا'، وبعد
اجازة القانون بزمن قصير أضافوا صفة 'قاتل'
في أعقاب عملية سلامة الجليل. ومن
المسلي أو ربما من المحزن ان نراهم
اليوم يتحدثون عن 'نهجه'. وثالثا،
وفي شأن 'خطوات متطرفة تضر بالسلام': لم
تحجم حكومة اسرائيل آنذاك عن القيام
بخطوة قيادية وحادة وعادلة أفضت الى
تنديد شديد في العالم. وبُت القرار مع
بدء تنفيذ اتفاق السلام مع مصر وقريبا
من بدء ولاية رئيس جديد في الولايات
المتحدة. وفي رد على قرار الكنيست علق
الرئيس ريغان مذكرة التفاهم
الاستراتيجي بين الدولتين. ولم يمنع كل
هذا اتخاذ القرار. هكذا تعمل القيادة. ورابعا،
وفي شأن مصالحات مؤلمة وتنازلات
مناطقية: سُمع آنذاك كما هي الحال
اليوم نفس المبدأ المخطوء ونفس
التصورات المخطوءة مثل الدعوة الى 'السلام
مقابل اعادة الجولان'. والحقيقة ان
رابين في التسعينيات وباراك ايضا في
سنة 2000 عرضا على الاسد الأب الجولان
مشتملا على بحيرة طبرية. ومما يفرحنا
جدا انه رفض. وهكذا نجا مواطنو اسرائيل
من وضع كان يمكن فيه ان يجلس سوريون
اليوم (لا ممثلون من عائلة الاسد
بالضرورة) على شواطيء بحيرة طبرية
يطلقون النار على مدن اسرائيل بسهولة
كبيرة مع القدرات التي يملكونها
اليوم، وماذا يكون لو ان سوريا وقعت في
يد الاسلام المتطرف؟ آنذاك ستعوم
ايران في بحيرة طبرية!. ثبت
على مر السنين اتفاق وطني واسع حول
هضبة الجولان. فالشعب مع الجولان. في
ايام عدم يقين في الشرق الاوسط ومسار
مقلق لأسلمة في منطقتنا، من المهم ان
نذكر اليوم بعد ثلاثين سنة من استقرار
الرأي على ضم هضبة الجولان، مبلغ حُسن
ان تكون الهضبة في أيدينا. ================= الدستور
السوري المرتقب: عودة لعمر 40 عاما
لمنصب الرئيس ودينه الإسلام حصرا..
والمادة 8 ملغاة تلقائياً كامل
صقر 2011-12-11 القدس
العربي دمشق 'القدس
العربي' قالت مصادر مطلعة على مداولات
لجنة إعداد مشروع الدستور الجديد في
سورية ان اللجنة اعتمدت في مسودتها أن
يكون دين رئيس الجمهورية هو الدين
الإسلامي. وقالت المصادر ل 'القدس
العربي' ان عدداً من أعضاء اللجنة
بعضهم مسلمون كانوا يميلون لعدم تحديد
دين رئيس الجمهورية إلا أن الأغلبية
اتجهت لتحديده بالإسلام. وقالت
المصادر أيضاً أنه جرى تحديد المدة
الرئاسية بسبع سنوات ومن المرجح أن
يعاد العمر المطلوب للترشح إلى رئاسة
الجمهورية السورية ليحدد ب 40 عاماً فما
فوق، ولفتت المصادر إلى نقاشات مكثفة
جارية بين أعضاء اللجنة تتعلق بالشروط
التي يجب إقرارها حول الترشح لمنصب
رئيس الجمهورية وأبرز النقاط الخلافية
تتصل بمسألة الجنسية من الأبوين وأن
يكون والد المرشح مولوداً في سورية أم
لا. لا لغة رسمية في سورية غير اللغة
العربية بإجماع كل أعضاء اللجنة
الدستورية وعددهم 28 عضوا، ولا مواد
خاصة بالأقليات أياً كانت تلك
الأقليات عرقية أم دينية. وتُضيف
المصادر أن المادة الثامنة من الدستور
الحالي والتي تنص على قيادة حزب البعث
للدولة ستكون ملغاة تلقائياً بموجب
مواد الدستور الجديد إذا أُقر، كونه
سينص صراحة على التعددية الحزبية ولن
يحتوي أياً من مفاهيم سابقة كنظام أو
مفهوم الجبهة الوطنية التقدمية التي
تضم حالياً حزب البعث الحاكم وبقية
الأحزاب المتحالفة معه. وتوقعت
المصادر أن تنتهي اللجنة من إعداد
مسودة الدستور الجديد منتصف الشهر
الأول من العام المقبل، على أن تٌرفع
المسودة للرئيس السوري بشار الأسد
الذي يجيز له الدستور الحالي التعديل
على تلك المسودة أو القبول بها كما هي
ثم طرح المسودة للاستفتاء العام. وكان
الرئيس السوري بشار الأسد أصد منتصف
تشرين الأول (اكتوبر) الماضي القرار
الجمهوري رقم (33) والذي ينص على تشكيل
اللجنة الوطنية لإعداد مشروع دستور
للجمهورية العربية السورية تمهيداً
لإقراره وفق القواعد الدستورية على أن
تنهي اللجنة عملها خلال مدة لا تتجاوز
أربعة أشهر اعتباراً من تاريخ صدور هذا
القرار، كما يحق للجنة أن تستعين بمن
تراه مناسباً من الخبرات بهدف إنجاز
مهمتها. ================= البحر
المتوسط ساحة حرب حول سورية وغياب
العرب جمال
الدين حبيبي 2011-12-11 القدس
العربي خرجت
المواجهة الى العنف، بين سورية
وحلفائها، والغرب وحلفائه، وبات
الحديث شبه مؤكد عن أن البحر الأبيض
المتوسط سيتحول إلى ساحة مواجهة لا
مثيل لها منذ انتهاء الحرب العالمية
الثانية، خاصة بعد تحريك كلّ من روسيا
والولايات المتحدة الأمريكية
لبوارجهما وحاملات طائراتها إلى
المنطقة، وتأكيد الجانب الرّوسي على
تزويده لسورية بأحدث منظومة للدفاع
الجوي، بما فيها صواريخ 'أس 300'
المُرعبة، وصواريخ ياخونت القادرة على
تدمير البوارج الحربية وحاملات
الطائرات. دخول
أكبر قوّتين عسكريتين في العالم على
خطّ المواجهة في سورية، إنما يُبرز أن
الصراع القائم في المنطقة لا يمكن
اختزاله في حماية المدنيين كما يدّعي
الغرب وأمريكا وحلفائهما العرب، ولا
في حماية النظام السوري كما تروّج له
بعض الجهات المُعادية لسورية، وإنّما
يكشف بأن العالم قد تغيّر، وأن مرحلة
انحسار القوة الرّوسية بعد انهيار
الإتحاد السوفييتي قد ولّى، وأكثر من
ذلك، يؤكد هذا الصراع، بأن أمريكا
والغرب، وفي ظلّ حالة الإفلاس
الإقتصادي والمالي التي يعيشانها
حاليا، وصلا إلى قناعة وحيدة،
بإمكانها إخراجهما من نفق الإفلاس،
وهي ضرورة العودة إلى النظام العالمي
السابق، الذي مكّن الغرب من استعمار
دول العالم الثالث، ونهب ثرواتها
وخيراتها، وهو السيناريو الذي نعيشه
اليوم وبأشكال متعدّدة في الشرق
الأوسط وشمال إفريقيا وأفغانستان
وغيرها، لأنه بدون التحكم في ثروات
العالم الثالث، وفي أقرب وقت، ستنهار
أمريكا ومعها العديد من بلدان أوروبا،
وهذا ما سيفسح المجال، لاستخلافها من
قبل القوى الصاعدة أو التي استفاقت من
غفوتها، كروسيا والصين والهند
والبرازيل وجنوب إفريقيا، وبالتالي،
فإن الغرب وأمريكا، يقومون حاليا
بأخطر مغامرة، بل وأكبر مُقامرة،
للحفاظ على الهيمنة على العالم والتي
استمرت لعقود من الزمن، لأنه لا خيار
لهذه الدول سوى لعب ما تبقّى لها من
أوراق، وهي بالفعل تقوم بذلك، لكنّها
ولأوّل مرّة تذهب إلى ساحة المواجهة
وهي في أبشع حالات الهون والضعف، الأمر
الذي يُنبئ بفشلها لا محالة، عكس
روسيا، التي تمكّنت اليوم، من اللعب
براحة كبيرة، لأن منطقة اللعب الحالية
قريبة منها، وتُسيطر عليها دول موالية
لها ويُحسب لها ألف حساب، ونعني بها
إيران القادرة على ضرب العديد من
العواصم الغربية، وغلق مضيق هرمز،
وسوريا التي بإمكانها توجيه ضربات
موجعة لإسرائيل، بل وغلق هوامش
التحرّك في كامل المنطقة، بمعنى فصل
الشرق الأوسط عن أوروبا، ومن ثمة تكون
روسيا قد نجحت في قلب المُعادلة التي
كانت ترمي إلى غلق البحر الأبيض
المتوسط في وجهها، وبالنظر إلى حجم هذا
الصراع، وما يُمكن أن تترتّب عنه من
كوارث للعالم ككلّ، فلا يمكن أن نصل
إلا إلى قراءة وحيدة، وهي أن كلا
القطبين، يُحاول ممارسة أكبر ضغط
ممكن، للوصول إلى تسوية تحفظ مصالحه لا
غير، فمن المستحيل اليوم، أن تُغامر
أمريكا بالدخول في مواجهة مسلحة مع
روسيا وإيران وسورية وحتى حزب الله،
لأنها وبالكاد نجحت في الهروب من
المستنقع العراقي، وتستعد للهروب من
المستنقع الأفغاني كذلك، وحالتها
المادية لن تُمكّنها من الصمود كثيرا
أمام روسيا وحلفائها، فيكفي أن نشير
إلى أن أمريكا خسرت 4 تريليونات من
الدولارات في العراق لوحده، وهي مدينة
بأكثر من 14 تريليون دولار، في حين أن
روسيا والصين باتتا تمتلكان اليوم
أكبر ثروة في العالم، وبذلك فإن الطريق
الوحيد الذي ستسلكه أمريكا وحلفائها
في الصراع السوري، سيكون طريق
المفاوضات، لأنه حتى في مجلس الأمن،
باتت أمريكا تعلم أن روسيا والصين قد
تحالفتا من خلال الفيتو المزدوج في
القضية السورية، وبالتالي لا يمكنها
التعويل عليه، وفي خضمّ كلّ هذا الصراع
الذي يتمّ فوق أرض عربية، وبسببها، نرى
أن جامعة الدول العربية، ارتضت لنفسها
أن تلعب دور البيدق للأمريكيين
والغرب، ولم تنتبه دُولها إلى أن
الصراع الحالي هو صراع استراتيجي
سيغيّر كلّ قواعد اللعب، بل وبات
يتهدّد الأمن القومي العربي ككل،
الصراع الجديدة، سيكون وبلا أدنى شكّ،
الدّول العربية التي تحاملت على
سورية، وتوهّمت بأنها قادرة على
الإطاحة بنظامها كما أطاحت بنظام
العقيد معمر القذافي، في حين ستخرج
سورية وحلفاؤها من الصراع أكثر قوة من
ذي قبل، ولا أظنّ في هذه. الحالة أن
سورية ستنسى من حاول تدميرها والتنكيل
بشعبها، وفي كلّ الحالات، فإن أكبر
خاسر على الإطلاق، سيكون هو تركيا،
التي لفظها الغرب في السابق، وفتحت لها
سورية ممرّات عديدة إلى العالم
العربي، مكّنتها من تطوير اقتصادها،
وتحقيق قفزات تنموية كبيرة، قفزات
ستكون بعد حسم المواجهة، نحو الهاوية
لا غير. ================= «الإشاعات»
في سورية كوسيلة للسيطرة الإثنين,
12 ديسيمبر 2011 إياد
شربجي * الحياة في ظل
التضييق الكبير على مصادر المعلومات،
والخنق المقصود لوسائل الإعلام،
وتكريس بديل إعلامي عنها أقل وثوقية
ومهنية كال «فايسبوك» و «التويتر»،
ومع الاستخدام المفرط للعنف من جانب
النظام، وما يسببه من استثارة
للعواطف، وتغليب للغريزة على العقل،
وللرغبة على المنطق، تنشأ أرضية
مهيّئة وممهدة تماماً، ووضع مثالي
لبثّ الإشاعات وانتشارها وتداولها
بأوسع نطاق بين العامة. من
المعروف تاريخياً أن الإشاعات (الشائعات
بالفصحى) كانت دوماً وسيلة تتبعها
الأنظمة السياسية - لا سيما البوليسية
منها - لتمارس سيطرتها على الرأي
العام، ولتنشر منظومة قيم وقناعات
وأمزجة معيّنة تمكّنها من التلاعب
بمزاج المجتمع وتوجيهه وفق ما تريد. ولعل
النظام السوري من أكثر الأمثلة الحية
إتقاناً وتفنناً في استخدام هذه
الوسيلة لإحكام سيطرته على المجتمع.
تاريخ هذا النظام مع الإشاعات يعود إلى
بداية ظهور حزب البعث كلاعب سياسي، لا
سيما بعد 8 آذار (مارس) 1963. فالحزب الذي
تآمر على دولة الوحدة مع مصر هو من اتخذ
الوحدة أول هدف في شعاره، ومن سجن وقتل
آلاف المطالبين ب «الحرية» سمّاها له
هدفاً ثانياً، ومن أنشأ منظومة فساد
ولصوصية - سرقت فيها قلةٌ أموال الكثرة
- كانت الاشتراكية هدفه الثالث في
شعاره الأممي الإنساني الكبير! خلال
تحقيقه كل ذلك، كانت أجهزة
الاستخبارات تتكفل بصناعة وبثّ سيول
من الإشاعات لخداع الناس، والتغطية
على القضايا الكبرى، حافظ الأسد جوّع
السوريين وألهاهم بربطة الخبز وتنكة
السمنة في الثمانينات (بالصدفة) بعدما
ثارت عليه حماة وحلب ودمشق، وعلى رغم
ذلك ما زال كثيرون من السوريين يعتقدون
حتى اليوم أن سبب ذلك التجويع إنما كان
حصار ريغان وأميركا لسورية بعد
مواجهتها أطماع إسرائيل في لبنان عام
1982. ولا ننسى هنا التيارات الشعبية
اليسارية التي نشأت حينها في البلاد
معلنة نضالها ضد الإمبريالية
الأميركية، وصالت وجالت وهتفت وأزغبت
وهي تظنّ نفسها فطنة، بينما كان تجار
التهريب من النظام يكدّسون ملايينهم
وهم يضحكون من المناضلين ومعاداتهم
المزعومة للإمبريالية... الإمبريالية
ذاتها التي لم يتوقّف الأسد الأب عن
اللعب معها تحت الطاولة، فأعلن وفاة
جبهة الجولان بدايةً، ثم شاركها حربها
على العراق، وقاسمها سلة البيض (لبنان)...
كل ذلك كان يحدث بينما نحن نصفق للقائد
الرمز الذي واجه بمفرده وحنكته قوى
التكبّر العالمي، وخلّصنا من عصابات
الإخوان المسلمين العميلة، «العصابات»
التي بفعل قناعاتنا التي بناها النظام
نفسه من تكرار الكذب والإشاعات (الوبلزية)
لا نزال نرتعد خوفاً من عودتها إلى
سورية. المشهد
نفسه يتكرر اليوم في دولة الأسد الإبن،
بالمفردات ذاتها، والأسلوب ذاته وعبر
الشخوص نفسهم؛ ضباط الأمن أولئك الذين
ما زالت عقولهم تعيش تجربة الثمانينات
«الناجحة» في السيطرة على المجتمع.
فتارة يبثّون إشاعة توحي بأن بشار يريد
حل الأزمة في شكل سلمي لكن من حوله
يرفضون، في استحضار لتجربة حافظ الأسد
وأخيه رفعت، حيث خرج الأول ليعتذر إلى
السوريين وكأن ما حدث حدث بغير علمه
وموافقته، وتارة أخرى تنتشر إشاعة
تتهم حكومة ناجي عطري المقالة بأنها
سبب كل مصائب البلاد وسبب الغليان
الشعبي، وثالثة أخطر تدعي أن السنّة
يقتلون العلويين في حمص، ورابعة تقول
إنه تم ضبط أسلحة إسرائيلية في بانياس...
وخامسة وسادسة... وألف هذا
غيض من فيض مما نسمعه يومياً، ومما
يراد لنا أن نتداوله، وعندما يتم
التداول بالطريقة المعتادة ذاتها، فإن
مصدر الخبر سيضيع في النهاية، ومع
تكرار مرددي الإشاعة يمنةً ويسرة،
ستتشكل لدى كثيرين قناعة بأنها صحيحة،
ولعل هذا تحديداً ما يعتمد عليه النظام
السوري لضمان استمرار خديعة مريديه...
أولئك الذين لا يزالون يعتقدون حتى
اللحظة بالمؤامرة الكونية، ومجسمات
الجزيرة، و«أموال بندر والحريري»،
والتي تهدف كلها لتدمير نظام الممانعة! *
كاتب وصحافي سوري ================= إياد
أبو شقرا الشرق
الاوسط 12-12-20111 «حياة
لا نفع منها.. موت مبكر» (غوته) ما هو
القاسم المشترك هذه الأيام بين جامعة
الدول العربية ونظام بشار الأسد
والمرشح الرئاسي الجمهوري اليميني
المتطرف نيوت غينغريتش؟ بلا لف
أو دوران أو مراوغة - كما حذر الشيخ حمد
بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس الوزراء
القطري، حكام سوريا قبل أسابيع -
القاسم المشترك هو.. العروبة! .. نعم
العروبة. فجامعة
الدول العربية، التي أظهرت سخاء غير
مسبوق في إعطاء المهلة تلو المهلة لحكم
بشار الأسد لكي يحصد ما أتيح له حصده من
أرواح بريئة، في أي مكان تطاله «شبيحته»
وآلته القمعية.. على امتداد سوريا،
تذرعت وما زالت تتذرع، بأن «سياسة
المهل» تنبع من حرصها على.. «الحل
العربي». ووزير
الخارجية السوري، وليد المعلم، برر
امتناع دمشق عن رفض ما يوصف ب«المبادرة
العربية» صراحة، وتفضيلها المراوغة
عبر رسائل ال«نعم ولكن»،.. أيضا بالحرص
على الحل العربي!.. مع أن ثمة مَن قد
يقول إن تحالفات دمشق الإقليمية تنم عن
أي شيء إلا نقاء عروبتها. أما «ثالثة
الأثافي».. فجاءت هذه المرة من منابر
مزايدات الجمهوريين المتطرفين
المتسابقين على الصوت الصهيوني في
الانتخابات الرئاسية الأميركية
المقبلة. وكان النجم الأول بلا منازع «دكتور»
التاريخ – وهو كذلك فعلا - نيوت
غينغريتش، الرئيس السابق لمجلس
النواب، وصديق كل أنواع الأصوليات
والرجعيات في أميركا. فقد قرر غينغريتش
من منطلق «عروبي» يحسده عليه حتى كبار
منظري الجيل الرابع ممن تبقى من حزب
البعث، أن «الشعب الفلسطيني وهم اخترع
اختراعا.. وهو جزء من الشعب العربي الذي
حكمه العثمانيون حتى بواكير القرن
العشرين». مع
رياح «عروبة» من هذا النوع، لا يعود
صعبا فهم طبيعة الواقع الذي تعيشه
المنطقة حاليا. بل يصبح بديهيا أن
إطالة الكلام تميع الحقائق وتموهها. جامعة
«الدول» العربية تحمل تسمية دقيقة
لأنها مؤسسة تمثل «الدول»، بمعنى
الأنظمة والحكومات العربية لا شعوبها.
وبالتالي، فعجز الجامعة عن التحرك
والحسم يعكس تماما عجز الأنظمة
والحكومات التي تمثلها. وبعد تسعة أشهر
من اعتماد حكم بشار الأسد ذراع البطش
والقمع ومحاولة ترويض الناس بالمجازر..
ينكشف بوضوح ليس فقط تواطؤ بعض الأنظمة
«العربية» مع زحف مشروع الهيمنة
الإيراني، بل يكشف أيضا هلع عدد آخر من
الأنظمة من هذا الزحف، وفقدانها الثقة
بجدية مَن يهدد ويتوعد ب«وقفه عند حده»
بكرة وأصيلا. اليوم
كل ما تفعله الجامعة، بحجة إنجاح «الحل
العربي» وقطع الطريق على «التدويل»،
هو التخلي عن الشعب السوري وخذلان
ثورته، وتوجيه مزيد من رسائل «الطمأنة»
لحكم سوري آخر همومه «العروبة»، وأقل
من يقيم لهم وزنا «العرب»... أو «الأعراب»
حسب «شبيحته الإعلاميين». الجامعة،
حماها الله من نفسها، تؤكد اليوم للحكم
في دمشق تكرارا كم كان مصيبا عند
استخفافه بها، ولا سيما أنه راهن بنجاح
حتى الآن على تمتعه بدعم القوتين
الإقليميتين، إسرائيل وإيران، اللتين
طالما راهن عليهما، بل شكّل دائما نقطة
التلاقي الضمني بينهما. أما عن
الحكم السوري، فإنه حقا، بعد تسعة أشهر
من القمع المتصاعد ما عاد مضطرا لشرح
شيء. إنه، كما أظهرت الأحداث الجسام
التي مرت على المنطقة العربية، سنة بعد
سنة.. منذ عام 1970، «قطاع هدنة» إيراني –
إسرائيلي. إنه «بانمونجوم» عربية
منزوعة سلاح – إلا للقمع طبعا - مع
اختلاف واحد هو أنه يفصل بين شعوب
ودول، بينما «خط الفصل» عند بانمونجوم
يفصل شعبا واحدا يعيش في شطري كوريا. طيلة
الأشهر التسعة الأخيرة كان الحكم
السوري يراهن على كسب الوقت، واستغلال
قطف قوى الإسلام السياسي «ثمار» ثورة «الربيع
العربي» لكي يضع «الخطر الأصولي
الإسلامي» أمام أعين المجتمع الدولي.
وهذا أمر أعتقد أنه كان في بال بعض من
تبقى من أذكياء في حاشية الرئيس، وهم
حتما أذكى من مخططي مبادرات جامعة
الدول العربية. ولكن،
في المقابل، يبقى ذكاء المرتبطين
بالحكم السوري نسبيا. وحسنا فعل الرئيس
بشار الأسد في قول ما قاله في مقابلته
مع الإعلامية باربرا والترز؛ لأن ما
سمعناه وسمعه العالم هو حقا خلاصة
أفكاره ومفاهيمه وتصوراته السياسية
ونظرته إلى المجتمع الدولي ومؤسساته.
وكان مضحكا مبكيا اضطرار الناطق باسم
الخارجية السورية - الذي يعرف الغرب
وعاش في الغرب - للاعتراض على ما وصفه ب«الاجتزاء
المتعمد» لكلام الرئيس من قبل محطة «إيه
بي سي» الأميركية. والواضح أن الغاية
من الاعتراض، بجانب السعي لاحتواء فشل
رهان تجربة «العلاقات العامة»
البائسة، إيهام مصدقيه من السوريين
بأن ال«إيه بي سي».. «بوق» سياسي تضليلي
آخر، على شاكلة وسائل الإعلام السورية
الحكومية والوسائل اللبنانية الخاصة «الإلهية». ونصل
إلى «الدكتور» غينغريتش. المشكلة
مع هذا الرجل ثلاثية الأبعاد: بُعدها
الأول، هو التضليل الفاقع المناقض
للمنهجية العلمية. فهو يتجاهل أنه من
الناحية العلمية البحتة كل الهويات
القومية «مخترعة» بطريقة أو بأخرى،
وحبذا لو يعطينا غينغريتش تعريفا
علميا للشعب «الأميركي»، أو للهويات
القومية في أوروبا التي تخصص بتاريخها.
كيف تبلورت الهوية (أو الهويات)
الإيطالية والهوية (أو الهويات)
الألمانية؟ وماذا كان شأن الإيطاليين
قبل ماتزيني وكافور وغاريبالدي؟ وكيف
سيكون عليه بعد سنوات في ظل «رابطة
الشمال» وشعار بادانيا؟ ألا يشرح
لمستمعيه الأميركيين شيئا عما تعنيه
كلمات من نوع «بروسيا» و«فرانكونيا» و«سوابيا»
و«أليمانيا»؟ البُعد
الثاني، هو نظرة غينغريتش لمفهومَي
الحق والعدل، مع أن تاريخه السياسي لا
يشجع على الخروج بنتيجة يعتد بها في
هذا المجال. إن «عروبة» الشعب
الفلسطيني مسألة لا جدال فيها، والشيء
نفسه ينطبق على الشعب التونسي والشعب
اليمني وسائر الشعوب العربية.. لكن هذا
الكلام لا يبرر اقتلاع الناس بقوة
السلاح وتحت التهديد بالمجازر من
بيوتهم وقراهم، وقتلهم، وتجريف أرضهم،
وتهجيرهم وتحويل أرضهم وأرض جدودهم،
إلى كيانات دينية وطائفية يرسم حدودها
المصطنعة «الفاشيون» القدامى والجدد. أما
البُعد الثالث والأهم، فهو أن الرئيس
السابق لمجلس النواب الأميركي يتعمد
نسف مسار سياسي تعاملت معه المنظمات
الدولية منذ ما قبل 1948، وتصر دولته على
احتكار رعايته – ولو بأسوأ صورة ممكنة
– عبر عملية تفاوضية علنية. وهكذا فإن
غينغريتش يسعى لنسف صدقية أي دور
تفاوضي لواشنطن في أي من نزاعات الشرق
الأوسط. أما أخطر ما في كلام غينغريتش،
الموجه أولا وأخيرا إلى صقور «اللوبي»
الصهيوني الليكودي في أميركا، وعمقه
المسيحي الأصولي الأميركي المبشر
بالتعجيل ب«يوم القيامة»، أنه يزكي في
منطقة الشرق خيار التطرف الديني،
ويهدي كل قوى التطرف الديني – بلا
استثناء – سلاحا فعالا, وهذا هو اليوم
الخيار المدمر الذي تتوسله توسلا
إسرائيل تحت قيادتها الحالية للهروب
من أي استحقاق للسلام. سلام مع مَن؟ «شعب
مخترع»؟.. أم مع أصوليين إسلاميين؟ ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |