ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 14/12/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

«أوراق الأسد» و «ألسنة الفتنة»!!

ميرفت سيوفي

الشرق

13-12-2011

هو الإنذار الأخير قبيل ذبح مدينة حمص بأحيائها وأهلها وكان ما تبقّى من مهلته حتى الأمس أربع وعشرون ساعة لا غير في وقت كان فيه وزير الخارجيّة العراقي هوشيار زيباري يقتنص فرصة وقت جديد تطيل عمر ذبح الشعب السوري تحت عنوان «محاولة إقناع النظام السوري بتطبيق المبادرة العربية» التي بات الحديث عنها يدور عن استقبال مراقبيها والشروط السورية التي تعطّل عمل هؤلاء مع تجاهل كلّي للحديث عن مطلب المبادرة الأول وهو وقف العنف وسحب الجيش إلى ثكناته والسماح بالتظاهر السلمي، وهو ما لن يقبل به النظام السوري ولو انطبقت الثريا على الأرضين، فالسماح بالتظاهر يعني خروج الشعب كلّه مطالباً بإسقاط النظام المستمر في إشاعة التهديد والوعيد للعالم العربي!!

وواحدة من المفارقات العربيّة «الغبيّة» هي السماح بهذه المحاولة المستميتة لنظام نوري المالكي «رمز الطائفية والمذهبية» في العراق،لإنقاذ نظام اتهمه مراراً بأنه المسؤول عن إرسال الإرهابيين إلى العراق، لكن يبدو أن للتسلّط الإيراني أحكامه على المالكي، وفي هذا التوقيت بالذات وبعد إعلان الجامعة العربية ببلادة مكلفة أن موعد انعقاد مجلس وزراء خارجيتها هو يوم السبت المقبل ، في وقت كان فيه الأمير تركي الفيصل وزير المخابرات السعودية السابق قد صرّح يوم الجمعة الماضي:»أن الدول العربية لن تقف مكتوفة الايدي وتسمح باستمرار المذبحة التي يتعرض لها الشعب السوري»، وما علينا إلا أن «نحطّ بالخرج» كلّ التصريحات المشابهة فالعجز العربي لا يقدر إلا على الكلام !!

وبعد اطمئنان النظام إلى حصوله على مهلة جديدة ردّ سريعاً على «فرصة» الإمعان في القتل الجديدة الممنوحة له بتصريحات تهديد عجيبة غريبة، فالردّ على مهلة الوساطة العراقية جاء على لسان مصادر مقرّبة من رئيس النظام بالتهديد بعدم «تهاونه مع الدور التركي في المسّ بأمن بلاده واستقرارها، رغم أنه يدرك ان سياسة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو لا تتماشى مع آراء كل السياسيين الاتراك»  ومشكلة النظام السوري أنه يكذب وهو أول من يصدّق كذبته ويتعامل معها على أنها الحقيقة الكليّة الوحيدة  أما أطرف ما قالته «المصادر المجهولة الواهمة فهو أنّ:»تركيا خسرت الساحة الاقتصادية السورية وستخسر قريباً ساحات أخرى مهمة جداً لها بسبب الموقف الموحد لدول الممانعة»!!

أما فيما يخصّ استقواء النظام وادّعاءه لقوة إرهابية ستضرب العالم العربي، فهو في ذلك يسير على خطى معمّر القذافي في الترهيب والتهديد و»قدّ العنترة والمراجل»، فالمصادر الواهمة نفسها تتحدث عن أنّ: «ألسنة الفتنة لن تحرق سورية فحسب بل لبنان والكويت والعراق والسعودية والبحرين والمنطقة برمّتها، وعندها سيكون من الصعب إطفاء الحريق»!!

عملياً نحن أمام نظام أشبه ب «مريض عقلي»، يتهيّأ له أن ثمة جيوشاً كونية تحارب معه، فأي ساذج يقرأ أسماء الدول المعنية بالتهديد والوعيد يُدرك أن النظام السوري يُراهن على المواطنين الشيعة في هذه البلاد لإشعال الفتن وإثارة الاضطرابات، ولكن هل من عاقل سيصدّق أن هؤلاء مستعدون لدخول محرقة حرب مذهبية لا طاقة لهم بها لإنقاذ نظام يلفظ أنفاسه الأخيرة ولو اجتمعت قوى الأرض لإبقائه لن تستطيع إلا بعد إبادة شعب أعلن أنه لا يريده؟!

أما حديث المصادر وكلامها «الخرطي» والذي تؤكد لنفسها فيه أن: «الأسد لم يستعمل حتى الآن ما لديه من أوراق كالجولان ولبنان والأكراد والعراق والعلويين الأتراك وكل قوى الممانعة من المحيط الى الخليج«، فهذا كلام مصدره حزب الله وقد سمعنا التهديد به مراراً على لسان حسن نصر الله ونعيم قاسم ومحمد رعد، ولا بدّ من شكر المصادر «المعتوهة» التي أكّدت من جديد للعالم أن هذا النظام يهدّد أمن المنطقة وسلامها وأمن العالم، وأنه نظام إرهابي لا جوار ولا أمان ولا مواثيق ولا عهود له، وأنه نظام زعزعة استقرار وضرر يجب التخلص منه في أقرب وقت، يبقى أنّه وبعد كلّ تهديدات المصادر المقرّبة «المجهولة» على الجامعة العربية أن تتوقف عن التعاطي بهذه الميوعة مع نظام إرهابي يقتل شعبه وشعوب الآخرين ويهدد أمنهم وأمان أوطانهم!!

=================

أزمة كيان ونظام... في سورية!

خيرالله خيرالله

13-12-2011

الرأي العام

لا يمكن في أي شكل تغطية الأزمة العميقة التي تمر بها سورية، وهي أزمة نظام وكيان في الوقت ذاته، عن طريق تصريحات من نوع تلك التي أدلى بها أخيرا الرئيس بشّار الأسد إلى محطة اميركية. كشفت تلك التصريحات أن الرئيس السوري يعيش في عالم آخر لا علاقة له من قريب أو بعيد بما يدور على الأرض.

لكن هذه التصريحات كشفت أيضا الحاجة إلى أن تعود سورية يوما ما دولة طبيعية، دولة قادرة على الاعتراف بمشاكلها الحقيقية وتعمل على حلّها بدل الهرب المستمرّ منها. من هذا المنطلق، يمكن القول إن الكلام الصادرعن الدكتور برهان غليون، الوجه الأبرز في المعارضة السورية، عن مستقبل علاقة بلده بإيران كلام صحّي. هناك للمرّة الأولى سياسي سوري يتحدّث عن الواقع ويرى أن ما يسميه بعض الجهلة «أوراقا» في يد سورية ليست في طبيعة الحال سوى أثقال يتحمّلها البلد وينوء تحت عبئها كل مواطن سوري...

تشكّل طبيعة العلاقة بين دمشق وطهران، بشكلها الحالي، تعبيرا صارخا عن عمق الأزمة التي يمرّ بها الكيان السوري منذ الاستقلال. أكثر من ذلك، تعطي هذه العلاقة غير الطبيعية فكرة عن المرحلة الخطيرة التي بلغتها الأزمة السورية التي تحوّلت في السنوات الثماني والأربعين الأخيرة، أي منذ تولّي «البعث» السلطة، إلى أزمة كيان وأزمة نظام في آن.

من يتابع تطور سورية منذ الاستقلال يكتشف أن أزمة الكيان السوري اختلطت في مرحلة معيّنة بأزمة النظام لتنتهي بتحويل سورية كلها مجرّد تابع لإيران. صار على النظام في سورية الاستعانة بميليشيا إيرانية موجودة في لبنان، بفضله أولا، لسدّ الفراغ الأمني الذي خلّفه الانسحاب العسكري من البلد الجار في ابريل 2005 نتيجة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. وفي السنة 2011، لم يعد أمام النظام السوري من خيار غير الاستعانة بسلاح «حزب الله» الإيراني كي يسقط حكومة الرئيس سعد الحريري ويفرض حكومة بديلة من صنع «حزب الله» ولا أحد آخر غير الحزب...

هناك الآن في سورية من يفكّر بطريقة مختلفة. يفكّر في كيفية استعادة السوريين خصوصا والعرب عموما لسورية وتخليصها من عقدة الدور الإقليمي. هذا الدور ليس في واقع الحال أكثر من وهم جلب على السوريين الويلات، وجعلهم يضيعون بلدهم الذي يمتلك ما يكفي من الثروات الكفيلة بتحويله إلى دولة متقدمة على كل صعيد. تكفي ثروة اسمها ثروة الإنسان السوري الذي استطاع أن يبني في لبنان ويساهم في ازدهار الوطن الصغير على الرغم من كل ما تعرّض له لبنان في السنوات الأربعين الماضية من ظلم ذوي القربى أولا. في الإمكان أيضا الحديث عن مئات السوريين الناجحين في دول الخليج العربية وفي أوروبا والولايات المتحدة وكندا ودول أميركا اللاتينية. لماذا لم يوجد بين هؤلاء من يستثمر في سورية، باستثناء قلّة تحالفت مع النظام ودخلت في شراكة مع أركانه لتوفير الحماية ليس إلاّ!

كلام برهان غليون عن مستقبل العلاقة بإيران و«حزب الله» و«حماس» أكثر من صحّي. إنه كلام سليم يصب في مصلحة الشعب السوري أولا، وفي العودة إلى الاهتمام بالشأن السوري من زاوية أخرى تختلف كليا عن نظرة النظام إلى سورية والسوريين.

لا يستطيع أي عربي عاقل تجاهل أن إيران دولة كبيرة في المنطقة. ولكن ليس في استطاعة أي عاقل أكان عربيا أو غير عربي إلا التساؤل: ما الذي لدى النظام الإيراني يقدّمه لدول المنطقة غير تصدير الغرائز المذهبية والعمل على إثارتها. ولا يستطيع أي عاقل تجاهل أن عناصر «حزب الله» لبنانية، ولكن لا يستطيع أي عاقل أيضا تجاهل أن كلّ ما فعله «حزب الله» حتى الآن هو تعميق الشرخ بين الطوائف والمذاهب في لبنان بغية تمكين المحور الإيراني- السوري من استخدام الوطن الصغير «ساحة» لا أكثر!

كلّ المطلوب أن تكون هناك علاقة طبيعية بين أي دولة من دول المنطقة من جهة وإيران من جهة أخرى. إيران موجودة في المنطقة شئنا أم أبينا وهي تمثل حضارة كبيرة ذات جذور راسخة. هذا واقع. لكن الواقع شيء وتحول هذه الدولة أو تلك تابعة لإيران شيء آخر.

مرّت سورية منذ الاستقلال بمراحل كثيرة. شهدت في العام 1949 أول انقلاب عسكري في المنطقة بعد حصول دولها على الاستقلال. وشهدت أول وحدة بين دولتين عربيتين في العام 1958. كانت الوحدة المصرية- السورية تجربة فاشلة نظرا إلى أنها لم تقم على أسس علمية بمقدار ما أنها كانت تعبيرا عن هرب سوري من أزمة داخلية راحت تتفاقم بسسب العجز عن إقامة مؤسسات ديموقراطية قابلة للحياة.

حصل الانفصال في العام 1961، لكن عملية الهروب إلى أمام استمرّت. جاء «البعث» في العام 1963. كان مدنيا في البداية وما لبث أن تحوّل عسكريا. كان مجيء «البعث» تغطية لانقلاب عسكري قادته مجموعة من الضباط اشتهروا بالمزايدة على بعضهم البعض، فكان التوريط السوري لجمال عبدالناصر في حرب العام 1967. تلك الحرب التي لا تزال نتائجها تتفاعل حتى الآن.

لا حاجة إلى ذكر أن النظام العسكري تحول تدريجا إلى نظام طائفي، ثم إلى نظام طائفي تتحكّم به عائلة واحدة ابتداء من العام 1970، وصولا إلى نظام لا مكان فيه سوى للعائلة ابتداء من العام 2000. كلّ ما في الأمر أن افضل ما فعلته المعارضة السورية يتمثّل في الاهتمام بسورية كسورية وفي إعادتها إلى كنف العروبة الحضارية بعيدا عن الارتباط بإيران وغير إيران.

ما تبدو سورية في حاجة إليه مستقبلا هو فترة نقاهة تفسح في المجال أمام التفكير في كيفية إخراج البلد من الوصاية الإيرانية. هذه الوصاية منعت عمليا النظام من التفكير باكرا في كيفية الخروج من أزمته عن طريق إصلاحات جذرية كان مفترضا أن يباشر بها الرئيس بشّار الأسد في السنة 2000 وليس في السنة 2011، أي عندما كان لا يزال قادرا على أخذ مبادرات بدل القراءة من كتاب قديم عفى عليه الزمن. كتاب يقول إن إلغاء الآخر هو الحل وأن في الامكان استعباد الشعب السوري إلى ما لا نهاية ما دامت إيران تقف مع النظام في دمشق. لم يستفد هذا النظام حتى من خروجه العسكري من لبنان. بقي أسير وهم الدور الإقليمي الذي لم يفارق الكيان السوري منذ الاستقلال!

=================

المشهد السوري المتخبط

الوطن السعودية

التاريخ: 13 ديسمبر 2011

المشهد السوري يزداد تخبطا، ولا أدل على ذلك من قيام النظام السوري يوم أمس بفتح مكاتب الاقتراع على الانتخابات المحلية في مشهد يعبر عن انفصام تام بين النظام وبين واقع المشهد السوري على الأرض، في ظل استمرار عمليات القتل والترهيب للمواطنين، وفي ظل المظاهرات المستمرة بشكل يومي هناك، ومؤخرا الإضراب العام الذي يقوم به السوريون تحت عنوان "إضراب الكرامة" وما يعتزم تنفيذه من عصيان مدني عام خلال الأيام المقبلة.

النظام السوري المتعنت يسير في طريق وكأن الأزمة السورية هي أزمة سياسية عادية ككل الأزمات التي تمر بها الدول، وهو ما لا يتسق مع واقع قيام القوات السورية منذ يومين بمحاصرة حمص بشكل كامل بالدبابات وقوات الجيش، وتهديدها للسكان بالقيام بهجوم شامل ما لم يتم إنهاء كافة المظاهرات، وهو تهديد يعيد للأذهان مذبحة حماة الشهيرة في الثمانينات الميلادية.

الإضراب العام اتسع في سورية ليشمل حتى العاصمة دمشق، في مشهد يثبت أن الثورة أقرب للنظام مما يظن، وقيام القوات السورية بإجبار التجار على فتح محالهم هو دليل على إفلاس النظام في القدرة على مواجهة واقع الأمور على الأرض، ومع ذلك يصر النظام على عقد انتخابات محلية، وكأن شيئا لم يكن.

جامعة الدول العربية، ستعقد اجتماعا وزاريا السبت المقبل لمناقشة الرد السوري الوارد في رسالة وزير الخارجية وليد المعلم، فيما يخص الموافقة على بعثة المراقبة وبروتوكولها، ولكن حتى يوم السبت فإن التطور المتسارع للأحداث في سورية قد يدفع الأمور بعيدا عن قدرة العرب على التجاوب، وخاصة إذا ما نفذت سورية تهديدها بالدخول إلى حمص والقيام بعمليات عسكرية موسعة هناك.

النظام السوري فقد شرعيته والحل الآن هو بصيغة خروج آمن، طالما هناك متسع للقيام بذلك فالشعب السوري لن يعود للوراء، بعد كل ما عاناه من تنكيل على مدى التسعة أشهر الماضية، وأي صيغة حل لما يحدث في سورية يجب أن تكون مرتبطة بالواقع، وإلا ستكون مثل عقد انتخابات في سورية تحت هذه الظروف.

================

دورة التاريخ ... ومصير سوريا!

تركي الدخيل

تاريخ النشر: الثلاثاء 13 ديسمبر 2011

الاتحاد

تتصاعد خشونة الأحداث التي تلازم الثورات. لكن ما يجري في سوريا حالياً خطير للغاية. الرئيس السوري نفى أن يكون أعطى أي أوامر بالقتل، وفي أحدث تصريحاته اعتبر الذي يجري في الشارع لا علاقة له هو به، والتبرير الذي يطرحه أنه مجرد رئيس! وأن الأجهزة الأمنية لا تدار من قبله! هذا التصريح الحاد والمتضمن الكثير من مضامين الاستخفاف بالعقول لا يمكن إلا أن يفسر بطريقتين اثنتين، الأولى: أن الرئيس نفسه فعلاً صار معزولاً من قبل كوادر "البعث" وأن ماهر –أخو الرئيس- هو الذي يدير العمليات على الأرض، التفسير الثاني:أن الأسد أراد توجيه الخطاب للغرب بأن الحالة في سوريا غير التي يفهمونها، مصوراً المشهد على أنه صراع بين منشقّين من الجيش، وبين أنصاره.

الدموية التي تجري في سوريا لا يمكن لأحدٍ أن يتصور خشونتها، الإعلام مغيّب والمقاطع التي تسرب تعبر عن دموية وعن جريمة ضد الإنسانية. بينما يخرج الأسد ليقول إن الذين يقتلون هم من أنصاره، وأن سوريا بخير وأن هذه مشاكل تحدث في مناطق محددة. وذكرني هذا بتصريحات القذافي التي قال فيها إن كل الشعب يحبه، وأن الذين ثاروا يريدون الانتصار له، وأن كل الشعب يريد أن يموت من أجله، وهذه خاصية الطغاة أنهم يشعرون بمميزاتٍ تمنعهم من أن يكونوا مبغوضين، ولا ننسى نموذجي صدام، وستالين، وسواهما من القتلة ومصاصي الدماء. بل إن سيف الإسلام القذافي في ذروة الثورة الليبية قال:"الأمن مستتب ونحن نشرب الشاي"! وهكذا فإن التاريخ لا يدور ليعلمنا وإنما يدور لأننا لم نتعلم منه، وهذا من ضعف التفكير لدى الساسة الذين ينهشون دماء شعوبهم ويريدون الانقضاض على المنجز الشعبي، وإيقاف كل عجلات العصر ومنع الناس من استنشاق الحرية والعدالة والمساواة. لقد دمّر الفساد هذه الدول فأججت الثورات، وكان جان جاك روسو محقاً حين قال مقولته الجميلة:" لاينبغي أن يسمح لأي مواطن بالثراء لدرجة قدرته على شراء مواطن آخر، ولا يسمح للمواطن الآخر بالفقر لدرجة يمكن بيعه"، ولنتذكر أحمد عز، وغيره من "الأحامد" الذين ينتشرون ويحتكرون موارد الشعوب، ثم يأتي الأسد ليقول إنه جاء بإرادة شعبية وبأن-كل الشعب- يحبه ويريد بقاءه وأن الذين يقتلون هم من أنصاره.

في حوار مع الأمين العام لحزب "الاتحاد من أجل الحركة الشعبية" جان فرانسوا كوبيه، نشر في جريدة "الحياة" رأياً قال فيه إن:"ما يحصل في سوريا يحمل على الاعتقاد أن أمام النظام الحالي حظوظاً قليلة للبقاء، فالعنف يشكل محور إدانة تامة من جزء كبير ومتزايد من الأسرة الدولية. والمرجح أن أي نظام آخر سيأتي بموازين قوى جديدة على صعيد المنطقة". ويزداد النظام السوري عزلةً حين يتحدث الأسد عن أن الأمم المتحدة كلها على خطأ، ولم يبق في العالم إلا النظام السوري. ولا أدري كيف يمكن للعالم أن يختص النظام السوري من بين بقية الأنظمة كلها بالاستهداف! هل في تنميةٍ قام بها؟ أم في عدالة؟ أم في مساواة؟ ما هي مبررات استهداف العالم له؟ هناك تضخيم لقصة المؤامرة والتربص.

الذي يجري الآن في العالم العربي سواء كنا معه أو ضده، جاء بإيجابيات أم سلبيات، هو حدث هادر لا خيار لنا تجاهه، التصرف الحكيم أن ندير حوارات مطولة حول المستقبل الذي ستثمر عنه هذه التحركات والثورات. والذي يجري في سوريا هو ذروة الإجرام ربما لا يوازيه إلا ما فعله القذافي، وهذا ما يجعل من الوضع صعباً على نظامٍ يقتل شعبه، وقتل من أطفال شعبه الآلاف. لن يكون التاريخ مدرّساً لنا، ليس للتاريخ فم ليحدثنا، وإنما معنا يكتفي بنثر العبر أمامنا.

=================

سوريا: على من يضحك النظام؟

علي حماده

النهار

13-12-2011

في إطار "الاجراءات الاصلاحية"، نظّم النظام في سوريا ما قال انه "انتخابات المجالس المحلية"، وقد غطّت وسائل اعلام النظام هذه الانتخابات في محاولة للايحاء ان بشار الاسد ماض في مسار "الاصلاحات" التي اعلن عنها على دفعات منذ ان انفجرت الثورة.

لقد كان لافتاً ان تجرى انتخابات في الوقت الذي يقتل المواطنون العزّل في شوارع المدن والقرى، وقد تجاوز عدد الشهداء الخمسة آلاف، والمعتقلون عشرات الآلاف. والسؤال عن اي انتخابات يتحدث النظام؟ وفي اي عالم سوريالي يعيش بشار الاسد وهو الممعن قتلاً في شعبه، فيما يزعم انه يجري اصلاحات؟ أمر مضحك، وفي الوقت عينه مخيف هذا الإرث المافيوي.

لقد جرى إلغاء قانون الطوارئ قبل نحو سبعة أشهر، ومذذاك انطلقت فرق الموت التابعة للنظام لتزرع الموت في كل مكان من سوريا. وبعد تسعة اشهر على انطلاقة ثورة الحرية من درعا، يتأكد أكثر فأكثر أن النظام غير قابل للتأهيل، وأنه لا مناص من اسقاطه. ولعل حلم وضع أركان النظام وراء القضبان ومحاكمتهم في لاهاي بتهم ترقى الى ارتكاب جرائم ضد الانسانية لم يعد بعيد المنال في ظل تكثيف منظمات دولية، ووسائل اعلامية عالمية لعملية جمع الادلة والشهادات والوثائق التي تدين النظام برمته، ومن شأنها ان تضمن ملاحقة بشار ومحيطه. وسط هذه الصورة القاتمة التي يزيدها جنون النظام في سوريا وانفصاله عن الواقع، فلنحاول رسم ملامح الاسابيع المقبلة في سوريا:

أولاً - سقط بشار في امتحان العلاقات الدولية مع فشله في تحسن صورته في المقابلة التي أجرتها معه شبكة "اي بي سي"، فقد انعكست المقابلة سلباً عليه ولم يجن منها اي مكسب.

ثانياً - تنصّل النظام من توقيع البروتوكول الخاص بالمبادرة العربية أحكم الطوق العربي على النظام، علماً ان المزاج العربي السابق للمبادرة أقرب الى الاقتناع بأن لا أمل في إصلاح النظام، وبالتالي لا بد من الانتهاء من بشار الأسد.

ثالثاً - الحماية الروسية للنظام في مجلس الامن لم توهن عزيمة الثورة، ولا التصميم العربي – الدولي للدفع في اتجاه التغيير. فالحصار المضروب على النظام أقوى من أي وقت مضى. ولا حديث جدياً عن حلول مع بشار ومحيطه. وفي النهاية النظام يتآكل في الداخل بفعل استمرار الثورة، وفي الخارج بفعل انهيار شرعيته الدولية، والموقف الروسي لن يمكّن النظام من النجاة.

رابعاً - الدم يستجر الدم، ومقاومة آلة القتل التابعة للنظام تأخذ بعدها العنيف، وتوالي الانشقاقات والرد على القتل بالنار يتوسّع في أكثر من موقع، ولن تمضي أسابيع قليلة حتى تتحوّل سوريا كلها ساحة مواجهة بين الجيش السوري الحر وقوات النظام. هذه علامات نهاية "جمهورية حافظ الأسد" الذي بنى قوته على تماسك المؤسسة العسكرية خلفه. خلاصة الأمر ان الأسابيع المقبلة ستشهد تطورات مهمة في الوضع السوري، أهمها انتزاع المعارضة مزيداً من الشرعية دولياً. لقد اقتربت نهاية بشار.

=================

هل ينتصر المالكي للأسد أم يهدد عموم السنّة؟!

ياسر الزعاترة

الدستور

13-12-2011

يبدو أن السيد نوري المالكي، زعيم حزب الدعوة (الإسلامي الثوري سابقا)، ورئيس وزراء العراق حاليا قد ذهب أبعد من إيران ذاتها في نصرة الرئيس السوري بشار الأسد، إذ لم يكتف بتهديد السوريين الثائرين ضده فحسب، بل هدد عموم السنة في المنطقة أيضا، بمن فيهم غير العرب.

في أحدث تجلياته السياسية ذهب المالكي حد القول إن قتل بشار الأسد أو الإطاحة به سيؤدي إلى حرب أهلية في سوريا، وأن العنف الطائفي سيجتاح المنطقة برمتها، من دون أن ينسى كما هي عادة مؤيدي الأسد التأكيد على الديمقراطية وحق الشعوب في المشاركة السياسية من خلال انتخابات حرة وديمقراطية (بالله عليك كيف سيطبق ذلك في سوريا؟!).

من الناحية الواقعية بات واضحا أن المالكي الذي يسيطر عمليا على العراق الجديد بدعم إيراني بعد تهميش العرب السنة، يقف بكل ما أوتي من قوة خلف نظام الأسد، وهو يسعى إلى أن يشكل بديلا عن الجار التركي (العدو اللدود حاليا).

وإذا شئنا الدقة فإن بواكي بشار الأسد في المنطقة باتوا ينحصرون عمليا في إيران والمالكي وحزب الله، وربما عموم القوى الشيعية في المنطقة (معها نسبة من بعض الأقليات الأخرى لاعتبارات طائفية)، إلى جانب حفنة من النخب اليسارية والقومية التي لا تمتلك شعبية تذكر في الشارع العربي، بينما تقف غالبية جماهير الأمة في المربع الآخر.

هل إن هؤلاء جميعا عاجزون عن إدراك معادلة المقاومة والممانعة وحساسيات الصراع مع العدو الصهيوني والإمبريالية الأمريكية؟! وهل من اليسير اقناعنا بأن هذا الاصطفاف الشيعي شبه الشامل خلف الأسد لا صلة له البتة بالأبعاد المذهبية؟!

بعض الناس يتهموننا بالانحياز المذهبي والطائفي، بينما يتجاهلون كل تلك الطائفية التي تفوح من مواقف أولئك، ويصنفونها ضربا من الوقوف ضد الكيان الصهيوني والإمبريالية الأمريكية. ويشهد الله أننا لا نتبنى أي خطاب طائفي، ولم نؤيد منهج التكفير يوما، وشعارنا في ذلك قول ربنا “لا إكراه في الدين”، وبالضرورة في المذهب، ونعتقد أن معظم الناس قد أخذوا أديانهم ومذاهبهم بالوراثة، ونرى عبثية الاقتتال حول النجاة في الآخرة (الحوار حولها يكون بالحسنى)، مع ضرورة التفاهم على إدارة الدنيا. وهنا تحديدا مربط الفرس، إذ لا يعقل أن نقف ضد ثورة الشعب السوري مجاملة لمواقف سياسية لبشار الأسد، لأن أي تاريخ له مهما كان لا يبيح له قتل شعبه المطالب بالحرية (دعك من الجدل التقليدي حول تاريخ النظام ومواقفه).

موقفنا من ثورة الشعب السوري لا صلة له بالمذهب على الإطلاق، ونحن مع حرية الناس في أي مكان كان، بما في ذلك في البحرين التي يصرخ أولئك طلبا لنجدتها لاعتبارات مذهبية، مع أن الفرق كبير جدا بين الحالتين، وعموما ليس لنا تحفظ على الاختيارات الحرة للشعوب.

نشعر بالحاجة إلى تكرار ذلك كله في كل مقال يتعلق بالشأن السوري لأن الأصوات إياها لا تتردد في الحديث عن المؤامرة، لكأن هذه الأمة التي تقف ضد بشار الأسد أمة متآمرة، أو قليلة العقل في أقل تقدير. ولم يبق فيها سوى الطائفيين ومعهم ثلة من اليساريين والقوميين ممن أدركوا ببصيرتهم النافذة فصول المؤامرة!!

عودة إلى المالكي الذي يهيمن طائفيا على العراق، ويهمش الآخرين بكل وسيلة ممكنة (أين الديمقراطية من سرقته حق تشكيل الحكومة من الكتلة الأكبر في البرلمان بعد الانتخابات؟!). فمثل هذا الرجل لو أقسم ألف مرة على أن موقفه من سوريا لا صلة له بالمذهبية والتحالف مع إيران، فلن يصدقه أحد، لأن الأمر أوضح من أن يحتاج إلى أدلة.

بأي حق وبأي منطق يحشر المالكي شعب سوريا بين خيارين (الحرب الأهلية أو القبول ببشار الأسد)، وهل هذه هي الديمقراطية والمشاركة السياسية التي يؤمن بها؟! وبأي حق وأي منطق يخيّر ما تبقى من الأمة بين الحرب المذهبية وبين بقاء الأسد، وهل يعتقد أن حربا كهذه ستكون في صالحه وصالح من يتحالف معهم؟!

ندرك أكثر من المالكي مخاطر الحرب المذهبية، وقد تحدثنا مرارا وتكرارا عن تفاهم عربي (بقيادة مصر) مع إيران وتركيا على قواسم مشتركة وتعزيز لعلاقات الأخوة والجوار، لكن مصير شعب سوريا، وأقله ثلاثة أرباع سكانها ليس برسم المساومة بأي حال.

ما ينبغي أن يفهمه المالكي وحلفاؤه هو أن الأمة لن تتراجع أمام التهديد، وهي تؤمن أن معركة السوريين من أجل الحرية معركة عادلة ولا بد من خوضها ونصرتها بكل وسيلة ممكنة. أليس هذا هو منطق الحسين الشهيد الذي يحتفلون بذكرى استشهاده بينما يخالفون منهجه على رؤوس الأشهاد؟!

=================

هل الثورات العربية مؤامرة؟

عمار البلتاجي

2011-12-12

القدس العربي

حين تجاوز أصدقائي الشماتة في الولايات المتحدة بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر، بدأت المحاولات التفسيرية لتحليل المشهد ووضعه في سياق كلي يأخذ في الاعتبار المسار التاريخي القريب للولايات المتحدة وسقوط الاتحاد السوفيتي وحرب أفغانستان وحرب العراق الأولى والثانية، وكانت نظرية المؤامرة ذات المقدرة التفسيرية العالية لحادث يحيط به هالة من الغموض والإبهام هي الأقرب لأذهان أغلب التحليلات العربية التي حاولت فهم الحدث في سياقه الكلي؛ فأرتكز التفسير على خطابات إعلامية أمريكية وعلى ثغرات مرئية في عملية التفجير وتفاصيل متعلقة بطبيعة المبنى وتاريخه والمتواجدين فيه في هذا التوقيت والغائبين عنه وجزئيات متناثرة أخرى تم التعسف لإقحامها داخل نموذج تآمري لتفسير الحدث المبهم بحشد الأحداث ونظم الوقائع والتفاصيل والأجزاء في صورة معدة سلفاً لتوكيد ما سبق تقريره وسلف إثباته ومن ثم فقد لجأت حينها لعدة كتب مثل (أحجار على رقعة الشطرنج لويليام غار كي، اليهودي العالمي لهنري فورد، قادة الغرب يقولون حطموا الإسلام وأبيدوا أهله لجلال العالم)، استدعاء المؤامرة طفا من جديد بعد الثورات العربية المجيدة بتفسير تآمري للثورات استنادا لتفاصيل منثورة وأجزاء مبعثرة يتم تجميعها وربطها في سياق تعسفي ينسب إشعال الثورات لمستفيد خارجي (هو الولايات المتحدة) ويتناقل كثيرين عبر الشبكات الاجتماعية مقاطع فيديو وتحليلات تشكك بدوافع صفحة خالد سعيد ووائل غنيم وحركة 6 أبريل والبرادعي وشركات جوجل وفيس بوك وتويتر ومراكز تدريب اللاعنف وبعض منظمات حقوق الإنسان.

والمؤامرة كنظرية هي محاولة تفسير الأحداث الموضوعية وفق رؤية مسبقة تنسب الأحداث إلى فاعل (شخص أو منظمة أو دولة) وتنفي عفويتها وتلقائيتها وتعتبر التلقائية سذاجة ومن ثم فإنها تفترض بالضرورة وجود فاعل مستفيد من الحدث (غالباً ما يكون هو الصانع الحقيقي للحدث) قد لا يكون حاضراً في الصورة الظاهرية (تتبنى المؤامرة على الدوام ثنائية الظاهر والباطن وتعتقد بوجود تفسير باطني للحدث على الدوام ففيها قدر من الغنوصية) ويبالغ بعضهم فيعتبر أن هناك مؤامرة محكمة أزلية قديمة يتم تنفيذها على مر الزمان من قبل اليهود والمنظمات السرية الدولية.

لا أدعو إلى نفي المؤامرة على الإطلاق فهذا ينافي العلمية والمنهجية ويقع في سذاجة مقابلة لسذاجة المؤامرة الكبرى ومدونات التاريخ ملآى بالمؤامرات والثورة العربية الكبرى 1916 كانت مؤامرة بريطانية حقيقية ضد الرجل العثماني المريض، غير أن الثورات في الغالب لا يمكن التكهن بتأثيراتها المستقبلية واستشراف انعكاساتها وتبعاتها وهناك بدائل تآمريه أكثر أماناً بكثير مثل ما يشهد التاريخ.

ربما لأن كثيرين لم يستطيعوا تفسير الدعم السياسي والإعلامي الذي وفرته الولايات المتحدة ودول غربية أخرى للثورات التونسية والمصرية والليبية (إذ أن المعهود أن هذه الدول لا تحركها عوامل مبدأية ونزعات أخلاقية وإنما مصلحية برجماتية عملية بحتة) فلجأوا للمنطق التآمري، مع إغفال أن تتبع مسار ردود الأفعال الأمريكية والأوروبية يثبت أن الارتباك كان سيد الموقف وأن الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إعلامياً وسياسياً على أنظمة بن علي ومبارك والقذافي كانت رضوخاً لميزان القوى على الأرض الذي مال لكفة الثوار وأصبح رحيل رؤوس الأنظمة امر حتمي وقطعي ومسألة وقت بالنظر لإصرار الثوار وتمسكهم بمطالبهم ولتزايد الأعداد وتصاعد الزخم الثوري والأفق المطلبي، والحقيقة أن من لم يشارك في الثورات وينفعل بها ويتفاعل معها ويدرك بنيتها المركبة ويحللها من داخل نسقها وقياسها ويفهم الدوافع والبواعث (الكامنة والظاهرة) للثوار والطبيعة العفوية التلقائية لها قد يلجأ للتفسيرات التآمرية البسيطة السطحية ولو امتلك أدوات أكاديمية ومنهجية معرفية (غالباً لا تمتلك منظور لتفسير الثورة باعتبارها تغريد خارج السياق والنسق الأكاديمي الواقعي المحافظ السائد).

خطيئة المؤامرة العلمية هي أنها تستبدل منطق المصالح (السياسية والاستراتيجية والاقتصادية) التي تبنى عليها المواقف والخيارات السياسية برؤية ثنائية للعالم (وأحياناً للكون) بتقسيمه لمتآمرين وملائكة وسذج (لاحظ البعد الماورائي المتجاوز للطبيعة) وأظن أن التحليل النفسي يقدم مدخلاً مهماً لفهم منطق المؤامرة (جمهور باحث عن التفسير والحقيقة ونظرية ذات مقدرة تفسيرية براقة ومريحة وتوفر إشباع عاطفي خصوصاُ لدى القوميين واليساريين بعد نكسة المشروع العروبي الوحدوي والاشتراكي (ولا زالت رائجة لدى القوميين خصوصاً) ثم بعض الإسلاميين بينما غابت عن أذهان الليبراليين (ربما لأنهم جزء من المؤامرة بالنسبة للبعض).

وهو أسلوب التآمريين المكرور (لاحظ أن ربط الثورات بمؤامرات خارجية أستخدم بشدة من الأنظمة القمعية التسلطية بأجهزتها الدعائية التي تفترض وجود مؤامرات خارجية على الدوام (لاحظ الإيحاء بوطنية الأنظمة) وجرى التركيز عليه من صالح والقذافي ومبارك والأسد لإسباغ الشرعية على الأنظمة وتحصينها ضد الثورات) إذ يستندوا لمعطيات حقيقية واقعية حدثت بالفعل (كالدورات التدريبية ولقاءات 6أبريل والبرادعي وغيرها) ويحاولون تضخيم دورها وتسليط الأضواء عليها واستبعاد مشاهد أخرى عفوية كثيرة من الصورة وتطويع هذه المعطيات لتصل للنتيجة المسبقة المقررة سلفاً وكأنه استنتاج علمي، أقول هذا لأني متيقن أن الثوار المصريين لم يكونوا شركاء للولايات المتحدة في مؤامرة غرضها قلب الموازين الاستراتيجية في المنطقة واستبدال الأنظمة الديكتاتورية العميلة بهلال إخواني يمتد من تركيا إلى المغرب وأن فكرة هندسة الثورات (المصرية والتونسية تحديداً) من قبل مدربين أمريكان (لاحظ مركزية الولايات المتحدة والإيحاء الضمني بأنها سيدة الكون وتستطيع فعل كل ما تريد وهي فكرة استشرافية تقليدية مكرورة) لا تقدم تفسيراً حقيقياً للثورات.

فتطبيق نظرية المؤامرة على ربيع الثورات العربية يوصلنا أن الثورات هي صنيعة قوى خارجية غربية (أمريكية أو أوروبية أو صهيونية) وليست نتيجة محضة لفشل الأنظمة الفاسدة المستبدة (المفارقة أنها استمدت تماسكها من الدعم الغربي لها) وأن هناك مصالح (ربما تكون اقتصادية وربما سياسية أو جيوإستراتيجية) لن تتحقق إلا بالثورات العربية وتغيير الأنظمة (وهذا يخالف منطق الثورات التي تعتبر مشروع تحرري لمواجهة تبعية الأنظمة وارتهانها بالخارج، وتعديل النظام الاقتصادي ليحقق العدالة الاجتماعية للمواطنين مما يمس بالمنظومة الاقتصادية الحاكمة، وتقويم السياسة الخارجية لتعبر عن المصالح الوطنية والقومية وتتسق مع الهوية ودوائر الانتماء بما في ذلك إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية كمركز الصراع وإعادة تعريف الأمن القومي وخريطة الحلفاء والأعداء) وهذا بالضرورة يضر المصالح الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية (معلوم أن الإرادة الشعبية المصرية الحرة ترفض إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وقد تلغي المعاهدة وترفض تصدير الغاز ولا تؤيد السياسات الاقتصادية النيوليبرالية التي تضر بالأغلبية الفقيرة وترفض الهيمنة الأمريكية وتؤيد سياسات الاستقلال وتولي أولوية للامتداد العربي والإسلامي) مما دفع مراكز الأبحاث ودوائر صنع القرار وواضعي السياسة الخارجية لمحاولة الاستفادة من الثورات (وليس صناعتها) وتوجيهها وتوظيفها والحد من جذريتها واحتوائها بالدمقرطة الداخلية وتوسيع هامش الحريات واحتواء الغضب والسخط المتراكم شريطة ألا ينعكس في سياسة خارجية أو نظام اقتصادي مختلف عن سابقه (وهذا يفهم في سياق عفوية الثورات لا في سياق تآمري) .

إنه من الضروري بمكان سواء (اعتقدنا بالمؤامرة أم بضدها 'العفوية التلقائية') ألا نستخدم رؤية مسبقة لتفسير الأحداث (أو لتجاوز عجزنا عن التفسير العلمي المنهجي) وأن ندرك أن ميادين التحرير والتغيير هي مركز الحدث لا دوائر صنع القرار الأمريكية والأوروبية، وأننا لم نعد في عصر أسطورة التفرّد والسيطرة المطلقة للأمريكي المنتصر الذي يعاني الآن من مشكلات اقتصادية وهزائم عسكرية غير مسبوقة في تاريخه، وأنه لم يعد قادراً على فعل كل ما يريد إذ أن بروز أقطاب جديدة على الساحة الدولية أفقدته زمام المبادرة والسيطرة الميكانيكية المطلقة على مسار الأحداث ومآلها (هذه بعض محددات أراها ضرورية لفهم المشهد الثوري ومن ثم تفسيره).

وظني أنه إذا كانت ثمة مؤامرة حقيقية فهي مؤامرة من الأنظمة الاستبدادية الفاسدة القمعية التسلطية لإسكات الحراك الشعبي الثوري العفوي وابتزازه بالعمالة للخارج لثنيه عن المطالبة بتغيير الأنظمة.

' باحث مصري

=================

سورية التي تولد اليوم

الياس خوري

2011-12-12

القدس العربي

كأن سورية تولد اليوم، مقمطة بدماء ابنائها. الآن، اي منذ عشرة اشهر، يصنع السوريات والسوريون وطنهم من جديد. يذهبون الى بهاء موتهم بجباه عالية، وهم يهتفون للحرية. هكذا تولد الكلمات وتولد اللغة من تراب الأرض المغطى بدم الشهداء وانين الجرحى وصراخ المعتقلين.

لم يعد الكلام القديم مجدياً، فقدت سياسة السياسيين معناها وجدواها، نحن اليوم امام ظاهرة اكبر من كل السياسات الصغيرة والكبيرة، فاليوم هو وقت تأسيس المعاني، وصناعة الأفق.

يكفي ان نشهد ونشاهد كيف تولد الحرية على الشفاه، وتتحول الى كلمات واغنيات، يكفي ان نستمع الى شعب يتكاتف في مظاهرات الحرية وهو يواجه الموت، يكفي ان نرى كيف يضيء الانسان حريته عبر تحدي الموت، ويصرخ امام جدار القمع الأصم الذي سوف يتفتت في النهاية امام هول مقتلة الاطفال التي اشعلت الثورة السورية.

اليوم يعيد التاريخ الذي يصنعه الناس المعنى الى الجغرافيا، اليوم، اي منذ عشرة اشهر، واسماء الاماكن تمتلىء بالدلالات. اليوم، اي منذ عشرة اشهر، نتعلم جغرافية الحرية، ونحن نجول بارواحنا في المدن والقرى والدساكر. نكتشف درعا واطفالها، وحماة ومغنيها الشهيد، وحمص بوعرها وبطولاتها ونهرها العاصي ، وادلب ودير الزور وداريا والغوطة الدمشقية التي امتلأت بياسمين الشهداء...

وطن يولد من صرخة اطفاله التي تحولت الى انتفاضة شعب يحلم بكلمة واحدة اسمها الحرية، ويسعى الى استعادة كرامته المهدورة من تحت احذية الاستبداد. وطن اعلنت درعا ولادته بأصابع حفنة من الأطفال، قبل ان يشتعل على ضفاف العاصي، ويمتد من الميدان الى كل الميادين، ويصير مضمخا بعطر الشهداء الذين يصنعون من حمص اسطورة للتحدي.

بلاد اضافت الى ذاكرة ميسلون والثورة السورية ضد الاستعمار الفرنسي، ذاكرة جديدة، تصنعها ثورة شعبية مستمرة منذ عشرة اشهر. ثورة لا سابق لها، حيث يحطم شعب الموت بالموت، ولا ينحني للخوف، ولا يتراجع امام هول القمع والقتل والتعذيب والدمار.

انها حكاية التضحيات والصبر والثبات، حكاية لم نشهد مثيلا لها، وهي تعلن اليوم ولادة وطن جديد، صنعه شعبه الذي يناضل في وحدة اليأس ووحدة الأمل، ولا ينتظر شيئا من احد.

شعب يعرف ان الدرب قد ارتسم، وانه لن يتراجع لأنه اقفل طريق التراجع بالألم والدم.

لا مكان في هذه الملحمة الكبرى سوى للحلم. ملحمة يرتسم بطلها مثل موزاييك مصنوع من الوف القطع الصغيرة، يذهب الأفراد الى الموت كي يدخلوا في جدارية الملحمة، وهناك يصيرون واحدا في المتخيل والذاكرة، ويرسمون وطنهم الجديد على صورة تضحياتهم الكبرى.

لهؤلاء وعنهم تليق الكتابة، لأنهم يغسلون وعينا وعيوننا بالأمل الذي يصنعه الأسى، وبالرجاء الذي ينبت من قعر اليأس.

لا تخافوا، لقد انتصرتم على الموت، ومن ينتصر على الموت ويتحداه يموت منتصرا ولا يخشى شيئاً.

هذا هو درس الحرية في مدن سورية وبلداتها وقراها، كل مدينة حكاية مصنوعة من الف حكاية، وكل حياة هي تلخيص لمعنى الحياة، وكل موت هو بداية.

ننحني على الألم والألم ينتشر في عيوننا، نغمض فنراكم، نريد ان نقول فلا تسعفنا الكلمات، كيف نستنبط لغة تعانق الموت وتحتضن يأسا وصل الى ذروته على مفترق الأمل.

' ' '

يبدو الجدل السياسي حول الثورة السورية وعلاقاتها الاقليمية المستقبلية وكأنه خارج الموضوع، كلام رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون واجوبة امين عام حزب الله طرحا مسألة في غير مكانها او اوانها. اغلب الظن ان تصريح غليون عن العلاقة المستقبلية بايران وحزب الله اسيئت قراءته، لأنه لم يكن واضحا بما فيه الكفاية. وقد جاء تصويب رياض الترك ليضع الأمور في نصابها، فسورية لا عدو لها سوى الاحتلال الاسرائيلي، اما علاقتها بالدول الاقليمية والأحزاب اللبنانية وغير اللبنانية فتتحدد على ضوء مواقف هذه الأخيرة من ثورة الشعب السوري.

كلام بسيط وواضح يقفل ابواب المزايدات والكلام الذي يريد تغطية موقف مؤيد للنظام السوري، لا مكان له في اعراب الثورة اوالمقاومة.

ليس مطلوبا من الثورة السورية تطمين احد، بل المطلوب هو التضامن مع شعب يتعرض لأبشع انواع القمع.

هنا يقع الامتحان الذي لم ينجح النظام السياسي اللبناني، بجميع اطيافه، في اجتيازه، واغلب الظن ان النظام العربي لن ينجح هو الاخر.

كل النقاشات غير المجدية تتوقف اليوم امام صورة طبيب الثورة السورية ابراهيم عثمان شهيدا، والحكاية تبدأ من جديد في صورة عصيان مدني يفتح طريق الحرية.

=================

مسؤولية المعارضة السورية

الثلاثاء, 13 ديسيمبر 2011

الياس حرفوش

الحياة

كلما تعمّقت الأزمة السورية واشتدت حدة الصراع المذهبي بين مكونات المجتمع، يتأكد حجم المسؤولية التي يفترض أن تتحملها المعارضة السورية، بمختلف أطيافها، عن مستقبل بلدها.

وإذا سلّمنا بأن النظام السوري الحالي اصبح من التاريخ، وبصرف النظر عن الطريقة التي سينتهي بها الصراع الدائر الآن، يصبح منطقياً أن نعتبر أن المعارضة السورية تواجه عبئاً كبيراً، بعد الدمار الذي تركه النظام في البنية الداخلية للبلد، من خلال إشغاله المذاهب والعشائر والمدن ببعضها، في لعبة مكشوفة، هدفها نقل الصراع من مواجهة بينه وبين عموم المواطنين إلى مواجهة في ما بين المواطنين انفسهم، وهو تماماً ما يفعله مع فصائل المعارضة نفسها، فيقوم بتغليب واحدة على أخرى، في محاولة للإيحاء بأنه اكتشف أخيراً فضائل معارضة الداخل، غير انه يتوجّس مما يسميه معارضة الخارج التي يتهمها بالاستقواء بالمصالح الغربية (الأميركية والتركية على الخصوص)!

وفوق مسؤولية المعارضة عن إعادة اللحمة الداخلية، وهي عملية يبدو في ظل الوضع الراهن الذي نقرأ عنه عن المدن السورية، أنها ستكون بالغة الصعوبة، هناك مسؤولية إعادة بناء علاقات سوية مع دولتي الجوار الأساسيتين، العراق ولبنان، وهي العلاقات التي خرّبها نظام الأسد، بتحويله العلاقة التي كان يجب أن تكون طبيعية بين دمشق وكل من بغداد وبيروت، إلى علاقة نفعية تقوم على اللعب على التناقضات الداخلية في الدولتين، وتغذيتها واستغلالها خدمة لسياسة «الأوراق» الخارجية، التي كان يفاخر بامتلاكها.

في لبنان أساء ظلماً إلى صورة الشعب السوري بين معظم اللبنانيين، من خلال الدور الذي لعبه مسؤولوه الأمنيون على مدى ثلاثين سنة. وكان على اللبنانيين أن يكتشفوا أخيراً الصورة الحقيقية لهذا الشعب الحر، الذي لا يهاب النزول إلى الشوارع للمطالبة بكرامته، على رغم خطر الموت. وفي العراق أساء النظام السوري إلى الدور الذي كان يجب أن تلعبه سورية في عراق ما بعد الاحتلال، من خلال تغذيته الصراع الطائفي، ودعمه العلني للجماعات الإرهابية التي ساهمت في إطالة أمد الحرب الأهلية، وأدت إلى سقوط عشرات الآلاف من العراقيين، بما يفوق بكثير ما سقط من جنود الاحتلال الأميركي.

نقاط كثيرة تسجّل لأداء المعارضة السورية إلى الآن. فطرحها السياسي وأسلوب عملها يختلفان عن الوسائل التي لجأت إليها المعارضة الليبية حديثاً، ومن قبلها المعارضة العراقية، وإن كانت الأهداف في الحالات الثلاث كانت هي نفسها، أي قلب الأنظمة في طرابلس وبغداد ودمشق.

في هذا السياق يجب التنويه بالتصريحات الأخيرة لبرهان غليون، عن ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتجنب المواجهات بين المنشقين وعناصر الجيش السوري، وأهمية الحفاظ على الطبيعة السلمية للثورة. هذه التصريحات تدل على حسّ عال بالمسؤولية من جانب مجموعة أساسية في المعارضة، تعرف أن تميز بين النظام والدولة، وبين شخص الزعيم وحرمة الوطن. إنها معارضة تعلن أنها ليست ضد سورية لمجرد أنها ضد النظام الذي تريد إسقاطه. فهي، وبرغم حرصها على اقتلاع هذا النظام، تدرك أن الطريق إلى ذلك لا يكون عبر تدهور سورية إلى الحرب الأهلية، ولا عبر الاتكال على التدخل العسكري الخارجي، الذي يقدّر معظم المعارضة مخاطره على مستقبل سورية وعلى تماسكها الداخلي، كي لا نتحدث عن تهديده لأمن المنطقة بكاملها. من هنا تتمسك المعارضة السورية بعدم تمثّل النموذج العراقي أو الليبي سبيلاً لإسقاط نظام بشار الأسد.

هكذا نجد أمامنا هذه المفارقة، حيث النظام الذي يتهم المعارضين بطلب الحماية الخارجية هو الذي يستقوي عليهم بالفيتو الروسي والصيني، فيما المعارضة التي تلتقي أهدافها في إقامة نظام ديموقراطي في دمشق مع الدول الغربية، تعلن رفضها العلني للتدخل الغربي المسلح في سورية، على غرار ما حصل في ليبيا والعراق. وتقتصر حملتها الخارجية على مطالبة هذه الدول بالبحث عن طريقة يمكن بها وقف آلة القتل عن حصاد أرواح المدنيين، والعمل على اسقاط النظام بأقل الخسائر على وحدة البلد.

=================

الثورة السورية والمصلحة الإسرائيلية

الثلاثاء, 13 ديسيمبر 2011

بشار حيدر *

الحياة

هناك مسلّمة حان الوقت للتشكيك فيها. تقول هذه المسلّمة إن من غير الممكن أن يحصل أي تقاطع حقيقي بين مصلحة إسرائيل ومصلحة أي من الشعوب العربية. انطلاقاً من هذه المسلّمة يحاجج أنصار حزب الله قائلين: بما أن إضعاف حزب الله هو مصلحة إسرائيلية باعتبار أن قوة هذا الحزب العسكرية، وعلى رأسها ترسانته الصاروخية، شكلت وما زالت تشكل تهديداً جدياً لأمن إسرائيل وما يصب في مصلحة إسرائيل، فلا بد، بحسب المسلمة السالفة الذكر، أن يتعارض هذا الإضعاف مع مصلحة شعوب المنطقة. وبما أن إسقاط النظام السوري سيضعف حزب الله فإن إسقاطه يتفق، بالتالي، مع مصلحة إسرائيل ولا يخدم، من ثم، مصلحة أي من شعوب المنطقة.

غالباً ما يرد المؤيدون للثورة في سورية على الحجة الآنفة الذكر بالقول إن استمرار النظام السوري الحالي هو ما يخدم مصلحة إسرائيل. فهو نظام منع قيام أي عمل عسكري من أراضيه باتجاه الجولان المحتل منذ عقود، ولم يسعَ بأي شكل جدي لاستعادة أرضه المحتلة هناك. وفي هذا طبعاً كل المصلحة لإسرائيل.

يجيب أنصار النظام السوري على هذه الحجة بالإصرار على أن عدم فتح جبهة الجولان لا يلغي كون النظام في سورية جزءاً أساسياً في دعم جبهة الجنوب اللبناني وجعلها مصدر قلق حقيقي للإسرائيليين. ويضيف هؤلاء أن عدم مواجهة النظام السوري إسرائيلَ على جبهة الجولان لا يعني أنه لا يواجهها بقوة على جبهات غيرها.

من جهة أخرى يرفض بعض مؤيدي الثورة في سورية مقولة إن إسقاط النظام السوري سيضعف قوى المقاومة كحزب الله وحماس. ويعتقد هؤلاء أن الشعب السوري يقف إلى جانب خيارات المقاومة، وبالتالي فهو سيستمر في دعم هذه الخيارات في ظل نظام ديموقراطي. طبعاً، يجد أصحاب هذه الحجة حرجاً ومشكلة في تبرير أو تفسير موقف حزب الله الثابت والواضح في تأييده للنظام السوري. لكن وعلى رغم كل هذا الخلاف، هناك أمر يتفق عليه مؤيدو الثورة السورية ومعارضوها وهو قبول المسلّمة موضوع المقال. فالجميع متفق على أن ما يفيد اسرائيل لا يمكن أن يفيد الشعب السوري. لكنهم يختلفون حول ما إذا كان سقوط النظام في سورية سيفيد إسرائيل أم لا. لكنّ هناك رفضاً شبه مطلق لإمكانية تلاقي مصلحة إسرائيلية ما مع مصلحة الشعب السوري.

ما الذي يبرّر هذا الرفض المطلق لاحتمال التقاء المصالح تلك؟ يمكننا بلا شك تخيل تلاق كهذا عندما يتعلق الأمر بالكوارث الطبيعية مثلاً. فحدوث زلزال مدمر على امتداد الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط من اللاذقية إلى تل أبيب لن يكون في مصلحة إسرائيل كما أنه لن يكون في مصلحة سورية ولبنان أيضاً. لذا، ليس هناك ما يمنع في شكل مطلق التقاء المصالح بيننا وبين الإسرائيليين. هذا صحيح على الأقل في ما يتعلق بالكوارث الطبيعية. لكن الذي يجعل هذا التلاقي ممكناً في الأمور الطبيعية قد يجعله ممكناً أيضاً في الأمور البشرية. فعلى سبيل المثال قد لا يسعد الإسرائيليون لبروز قوى سلفية جهادية في مصر أو سورية تدعو لمحاربة الكفار واليهود. لكن هذا لا يعني أنه يجب أن نسعد نحن لبروز هكذا قوى. ليس كل ما يضر الإسرائيليين يفيدنا (أو حتى يفيد الفلسطينيين) بالضرورة. وليس كل ما يفيدنا يضرهم بالضرورة.

لذا، ليس من المستحيل أن يكون في سقوط النظام السوري مصلحة لإسرائيل ومصلحة أيضاً للشعب السوري. كما أن ليس من المستحيل أن يكون في نهاية حزب الله كمنظمة عسكرية مصلحة إسرائيلية ولبنانية (وربما شيعية) أيضاً. فقوة حزب الله قد تشكل مصدر قلق لإسرائيل. لكن هذا لا يحول دون أن تشكل هذه القوة، بفعل حصريتها الطائفية، عاملاً تفتيتياً ومصدر شرخ خطير بين السنّة والشّيعة في لبنان.

من المهم التأكيد أنه لا يعنيني الانحياز هنا إلى الذين يدّعون أن سقوط النظام في سورية يخدم مصلحة إسرائيل أو الانحياز إلى الذين يدّعون عكس ذلك. جل ما أريد قوله إنه حتى لو كان سقوط النظام في سورية يخدم المصلحة الإسرائيلية، فإن ذلك لا يعني بالضرورة أنه لا يخدم مصلحة الشعب السوري. فيجب، بالتالي، على ناشطي أو مؤيدي الثورة في سورية ألا يشعروا بالحرج أو الإرباك أمام احتمال استفادة إسرائيل من سقوط النظام. فاستفادة من هذا النوع لا تلغي استفادة الشعب السوري أيضاً من هذا السقوط.

الرفض المطلق لاحتمال التقاء المصالح يستند ربما إلى فرضية أن علاقة العداء هي من نوع الألعاب التنافسية التي تكون محصلة الربح والخسارة لمجموع لاعبيها دائماً صفراً (a zero-sum game) حيث من غير الممكن أن يستفيد أحد من طرفي العلاقة من دون أن يتضرر الآخر. لكن ليس هناك ما يدعو إلى الاعتقاد أن علاقات العداء هي من هذا النوع. الذين يتصرفون على أنها كذلك يحوّلون عداءهم إلى حالة هوس مرَضي حيث لا قيمة لأي شيء إلا بمقدار ما يؤذي العدو. وحالة العداء الهوسي هذه تسيطر على مخيلة الكثيرين عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، فيما هذا الهوس يُخضع أصحابه لابتزاز رخيص من قبل كل من يقدّم نفسه كمصدر أذى لإسرائيل.

* كاتب وجامعي لبناني

=======================

مصدومون مهزومون .. يحاولون!

د. ابراهيم حمامي

المستقبل العربي 12/12/2011

من أهم نتائج الثورات العربية المباشرة أنها أسقطت الأقنعة عن كثيرين من أدعياء الثقافة والفكر بل وحتى التنظيمات والحركات، التي وقفت بداية مع ثورات تونس ومصر، ثم سرعان ما انقلبت حين وصل قطار التغيير للأنظمة (الثورجية) المتاجرة بكل شيء، خاصة عندما بدأ النظام السوري بالاهتزاز وأصبح آيلاً للسقوط ليلحق بمن سبقه من أنظمة الجور والتسلط.

 

المصدومون والمهزومون نفسياً وعلى الأرض، لم يرق لهم ما يجري، ويستصعبون قبول أن العالم قد تغير، وأن شعارات القرن الماضي وهتافاته وخطابه الاعلامي السخيف لم يعد له مكان بين شعوب ثارت، ومع فضاء إعلامي ينقل ما يحدث لحظة بلحظة وبالصوت والصورة.

 

وفي محاولة يائسة بائسة ربما تكون صحوة ما قبل الموت النهائي، يحاولون ويجهدون أنفسهم بتلقف خبر من هنا أو من هناك حتى وإن كان من مواقع لم نسمع بها من قبل، أو من مدونات أو مصادر مجهولة، المهم كل ما يشوه الثورات هو هدفهم، ينشطون في نشره وتوزيعه عبر البريد الالكتروني، ليهنء المهزوم أقرانه، بأنهم أخيراً فازوا وانتصروا واستطاعوا أن يمسكوا على الثورات الزلات، لكن سرعان ما تتبخر أوهامهم وتفاهاتهم المنقولة من مصادرهم اياها، ليبدأوا رحلة بحث جديدة عن زلة أو هفوة يرسمها خيالهم المهزوم لأبطال الثورات العربية.

 

لا نظلمهم والله، بل هم من يظلمون أنفسهم بالوقوف مع الطغاة وفي صف الجلادين ضد إرادة شعوبهم، لم يتعلموا ولم يفقهوا أن الشعوب منتصرة طال الزمن أو قصر، وبأنهم سيلحقون بمن سبقهم.

 

أمثلة نضعها بين ايديكم من تونس ومصر وليبيا، لمحاولات التشويه المستمرة والمقصودة، والفاشلة أيضاً:

 

تونس

 

بعد الصدمة الأولى بالهزيمة المدوية لتيارات العلمانية واليسار برمتها في تونس، بدأت المزاودة على مواقف حركة النهضة التونسية، خاصة ما يتعلق بدولة الاحتلال، ومن طرف أدعياء العروبة والمقاومة والممانعة التي يعترف نظام دمشق الذي يدعمونه بالاحتلال وشرعيته بعد أن أقدم مؤخراً وبعد اندلاع ثورة أحرار سوريا، بالاعتراف بدولة فلسطينية على حدود العام 1967، وقبلها من خلال تبنيه المبادرة العربية وعضويته في لجنة متابعتها، المهم أن هؤلاء شعروا بالنشوة والزهو وتناقلوا فيما بينهم وعبر رسائل عابرة للقارات أن الغنوشي سيعترف بلاحتلال، وبأنه لا يدين دولة الاحتلال، وبالتالي فإنه يستعد للتطبيع معها، وقد نفى الغنوشي نفسه ذلك جملة وتفصيلا، بل أضاف أن حماس حكومة شرعية منتخبة، وقال بالحرف الواحد أنا ضد التطبيع واسرائيل دولة احتلال، ورغم ذلك هاج المصدومون لأنه قال في لقاء في الولايات المتحدة أن دستور تونس لن يتضمن إدانة لاسرائيل، توقفوا هنا وهللوا فقد وقع الغنوشي وصبأ، لكنهم وعلى طريقة ولا تقربوا الصلاة، تركوا باقي التصريح الذي يقول فيه أن الدستور التونسي لن يكون فيه ذكر لاسم أي دولة أخرى غير تونس، لا اسرائيل ولا غيرها، ترى أين أخطأ الرجل؟ لقد كانت إجابة واقعية دبلوماسية بامتياز، لا تعجب بالتأكيد أدعياء الثقافة من أتباع القومجية والعروبية المقولبة لدعم أنظمة الطغاة.

 

عذرهم الوحيد أنهم لم يجلسوا أو يستمعوا يوماً للغنوشي، ولم يناقشوه، فقط أرادوا تشويه التجربة التونسية ةمن بوابة دغدغة العواطف في قضية العرب المركزية – فضية فلسطين، تماماً كما فعلوا لعقود في سوريا، وكما يحاولون تشويه الثورات في الدول الأخرى.

 

مصر

 

لا يختلف الحال كثيراً، حملات متواصلة من الطعن والتشويه ومحاولات الالتفاف على خيار الشعب المصري، وصولاً إلى بوابة "إسرائيل"، التي لم تطلق أنظمة الممانعة والمقاومة عليها رصاصة واحدة، لكنهم يجيدون المزاودة على غيرهم، المزاودة الصوتية والشعارات الثورجية فارغة المضمون والمحتوى، المهم هنا أيضاً أن العلاقة مع "إسرائيل" كانت محوراً آخر من محاور الحملات التشويهية، لتطير أخبار المهزومين بأن من فازوا بالجولة الأولى من الانتخابات هم أسوأ من نظام مبارك، لماذا؟ لنتعرف على خبرهم كما أوردوه: "تعهد حزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين لجون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس باحترام الاتفاقيات والمواثيق التي تم توقيعها خصوصا ما يتعلق بمعاهدة السلام المصرية الاسرائيلية ، ورحب كيري بسماع هذه التعهدات".

 

كان هذا الخبر الصاروخي عبر الأثير للمصدومين من ثورجيين وأتباع اليسار المنهار والمدافعين عن المجرمين من الطغاة وأتباعهم، لكن ما لم يقرأوه هو الموقف الرسمي من أعلى سلم وهرم من اتهموهم وفيه نفي محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر وجود أي تفاهمات بين قيادات الجماعة، والإدارة الأمريكية أو الكيان الصهيوني بشأن موقفها من معاهدة "كامب ديفيد" التي وقعتها القاهرة مع تل أبيب نهاية سبعينيات القرن الماضي .

 

وقال حسين في تصريحات صحفية: "كل المعاهدات تعقد لصالح الشعوب ومن حق الشعب والبرلمان الذي يمثله مراجعة أي معاهدة"، وأوضح أن معاهدة "كامب ديفيد" مضى عليها وقت طويل، وهي كغيرها من المعاهدات تحتاج لإعادة النظر وهو اختصاص البرلمان".

 

مرة أخرى أين الخطأ في التصريح، الذي يلتزم بقواعد اللعبة السياسية التي صدعنا بها أدعياء الليبرالية؟ لكن هو الحقد والتنفيس عن مشاعر القهر والهزيمة.

 

في مصر يتداول الناس النكتة السياسية ومنذ أيام عبد الناصر للتعبير والتنفيس، وفي هذا المجال وصلتني هذه الرسالة التي تختصر ما سبق، من محاولات التشويه المستمرة، ورفض أي موقف مهما كان حتى لو كان النقيض:

- مرة واحد اسلامى دخل الانتخابات

- نجح ، قالوا : بسبب الشعارات الدينية.

- سقط ، قالوا : خايب ودخلها ليه أساساً .

- قاطع الانتخابات ، قالوا : شفتم السلبية وبيتكلم عن الايجابية والمشاركة ؟!

- دخل بأغلبية ، قالوا : عشان يكوّش على المقاعد وتبقى دولة دينية.

- دخل بثلث المقاعد ، قالوا : عشان حق الفيتو ويعترضلنا في كل حاجة.

- دخل بأقلية ، قالوا : شفتم .. ده حجمهم الحقيقىي

- ساب لهم البلد ومشى، قالوا : سابولنا البلد خربانة وطفشوا.

- ساب الأرض وراح المريخ، قالوا : شفتم ... حايعمل غزو عربي وينشر الوهابية .

- رجع تاني يزورهم، قالوا : عاوز يبقى زي الخميني ويمسك الحكم .

- رفع عليهم قضية سبّ قالوا : بيسئ استخدام الحق العام وضد حرية التعبير واحنا كنا بنهزر

- فقد اعصابه وشتمهم قالك شفت السفاله

- سابهم وراح اعتكف قالك شفت الدروشه

- زهق ورمى نفسه في النيل قالك انتحر ابن الكفره

- قعد على جنب يقرا قرآن، قالوا بيعزم علينا

- قال حسبى الله و نعم الوكيل، قالوا بيحسبن علينا

- قام راح شغله، قالوا طمعان فى الدنيا

- نزل التحرير، قالوا ركب الثورة

- سابلهم التحرير، قالوا خان الثورة

- ربى دقنه، قالوا متمسك بالمظهر مش الجوهر

- حلق دقنه، قالوا منافق

بس خلاص كفاية

 

ليبيا

أما ليبيا فحدث ولا حرج، منذ اليوم الأول لثورة الشعب الليبي على قاطع الطريق المقبور، بدأت الحملات، تسميات من قبيل قوار الناتو، تابعو برنار ليفي، مروراً برسالة مزعومة حملها ليفي من المجلس الانتقالي لنتنياهو حول اعتراف ليبي مرتقب ب"اسرائيل" وهو الأمر الذي نفاه المجلس وأكثر من مرة، لكن يكرره البعض في كل مناسبة ومقال!

 

هي بوابة "اسرائيل" مرة أخرى الي يحاولون دائماً الدخول منها، يكررون محاولاتهم بلا كلل أو ملل، فهم لا يجيدون إلا المتاجرة بقضية فلسطين، هكذا فعلت أنظمتهم التي يدافعون عنها، وهكذا هم يفعلون!

 

محاولة أخرى أقاموا لها الدنيا، وهي محاولة المدعو ديفيد جربي الذي ادعى أنه حصل على ترخيص من المجلس الانتقالي أيضاً لافتتاح كنيس يهودي في المدينة القديمة بطرابلس، الرد جاءه هذه المرة ليس من المجلس الانتقالي وحسب، بل من عشرات آلاف المتظاهرين في المدن الليبية التي رفضت اي نوع من أنواع التطبيع من الاحتلال ومن يمثله.

 

المحاولة البائسة الأخيرة هي خبر عن موقع مجهول، تلقفته الصحف العبرية ونشره القومجيون الثورجيون، يقول هذا الخبر الغبي الذي تراقصوا طرباً عليه ونصاً – عذراً لطوله –

 

كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن وجود اتصالات بين إسرائيل والمجلس الانتقالي الليبي لفتح سفارة إسرائيلية في طرابلس، مشيرة إلى أن الدبلوماسي الإسرائيلي المرشح لشغل منصب السفير سيزور ليبيا قريباً.

 

وأكدت مصادر بريطانية وجود اجتماعات لعدد من أبناء الجالية اليهودية الليبية في بريطانيا برئاسة رفال لوزان مع بعض مسؤولي الحكومة البريطانية ومسؤولين بالمجلس الانتقالي الليبي من أجل العودة إلى ليبيا.

 

وطالب مجموعة من اليهود، يحملون الجنسية البريطانية، ويطلقون على أنفسهم الجالية اليهودية الليبية في بريطانيا، الحكومة البريطانية وعدداً من قيادات المجلس الانتقالي الليبي بضرورة العمل على عودتهم ومنحهم جواز سفر ليبياً، واستعادة ممتلكاتهم في طرابلس وبني غازي.

وأشارت المصادر البريطانية أن لجنة من الجالية اليهودية الليبية ستزور ليبيا قريباً لافتتاح مكتب لهم هناك، بعد توجيه الدعوة إلى رفال لوزان، رئيس الجالية اليهودية الليبية في بريطانيا، وابن أحد أكبر تجار ليبيا، الذي طرد منها عام 1967 لزيارة ليبيا وافتتاح مكتب هناك.

 

وأكد أحمد شعباني، المتحدث باسم المجلس الانتقالي الليبي، على ضرورة إقامة علاقات مع إسرائيل. وتأتي تصريحات شعباني للصحيفة الإسرائيلية كخطوة مدروسة لقياس الرأي العام العربي تجاه هذه القضية.

 

من جانبها كشفت الصحيفة عن اسم الدبلوماسي الإسرائيلي المرشح لتولي منصب أول سفير إسرائيلي في ليبيا، وهو من أصول عربية درزية، ويدعي رسلان أبو راكون، ويتولى حالياً منصب نائب قنصل إسرائيل العام في ولاية أطلانطا الأمريكية. وأشارت الصحيفة إلى أن راكون سيزور ليبيا خلال الفترة القادمة على رأس بعثة خاصة لتقييم الوضع هناك، بمصاحبة عدد من الأطباء الإسرائيليين العرب كبادرة طيبة تجاه الشعب الليبي.

 

وكشفت الصحيفة في تقريرها أن فتح سفارة إسرائيلية في ليبيا سيكون بالتعاون مع قطر، التي تعتقد الحكومة الإسرائيلية أنها ذراع تل أبيب القوي في المنطقة العربية، والتي ستساعد كثيراً في فتح سفارات لتل أبيب في عدد من الدول العربية مقابل مساعدتها على مزيد من التواجد على الصعيد الدبلوماسي العالمي، بعد الدور الكبير الذي لعبته قناة الجزيرة في الثورات العربية وهو ما يعدّ تطوراً كبيراً في العلاقات الليبية الإسرائيلية بعد أيام فقط من مقتل القذافي. – انتهى الخبر

 

طبعاً زجوا بأسماء وهمية، وزجوا بقطر كعادتهم، ولإضفاء المصداقية حددوا اسم السفير المفترض، لكن هل هذا فعلاً موقف الشعب الليبي أو قيادته الجديدة، واهم من يعتقد ذلك وجاهل بليبيا وأهلها من يظن ذلك، وهذه بعض الردود الرسمية على الخبر:

 

- استنكر عبد الرحمن شلقم مندوب ليبيا في الأمم المتحدة اعتماد الإعلام العربي على ما وصفه "بالتفاهات" التي نشرها موقع إسرائيلي مشبوه وتناقله لأكذوبة فتح سفارة إسرائيلية في طرابلس على نطاق واسع. وعلق في اتصال مع الشروق "هذا كذب وبهتان وكل مسلم وعربي أبي يعرف الثوابت لا يشك لثانية مجرد شك في أن هذه المعلومة صحيحة. مستحيل أن تفتح سفارة لإسرائيل في ليبيا إلا إذا أشرقت الشمس من المحيط الأطلسي. هذا كلام غير مؤسس ولا يحتاج إلى أي تفكير حتى نكذبه".

 

- من جهته وصف الناشط الحقوقي الليبي أشرف الثلثي المعلومة "إشاعات مغرضة ليس لها أي أساس من الصحة. فالحكومة والشارع والمجلس وكل الليبيين متفقون في هذا الأمر ولا توجد أي نية في ربط أي نوع من العلاقات مع الكيان الصهيوني. لدينا أولويات ملحة أهمها الأمن والاستقرار. الهدف معروف فإسرائيل مرعوبة من الثورات العربيةوهي تسعى لإفشال هذه الثورات بتأجيج* المشاعر والتشكيك في القادة الجدد.

 

- وهو نفس رأي ممثل المجلس في لندن جمعة القماطي الذي أكد في اتصال مع الشروق أن الخبر لا يعدو أن يكون أضحوكة "أستغرب فعلا اعتماد الإعلام العربي على ترهات موقع إسرائيلي مشبوه لطالما نشر أخبارا كاذبة وإشاعات مغرضة. هذا الموقع الذي نقل الخبر على لسان من قال إنه ناطق باسم المجلس اسمه أحمد الشعباني كاذب. لا يوجد هذا الاسم أصلا وأطراف كثيرة تسعى للتشكيك في الثورة الليبية وضرب نجاحها على غرار أتباع النظام المقبور، وإلا فمن سيصدق أن ليبيا قد تفتح يوما ما أي اتصال مع الكيان الصهيوني، أؤكد أنها حملة لتشويه انجازات الشعب الليبي والتشكيك في قادته.

 

هذه قصة المهزومين المصدومين النائحين الباكين على رئيس هارب وآخر مسجون وثالث مقبور ورابع محروق وخامس مهزوز والبقية تأتي.

 

ستستمر محاولاتهم البائسة، وسيحاولون الكرة، لكن ما لايعرفه هؤلاء أن الشعوب ليست غبية، وأن إرادتها غالبة، وأن إخفاء الحقيقة وراء ستار الأكاذيب والتضليل بات من الماضي.

وعدناهم مع كل ثورة أننا سنشمت فيهم، نعم والله هي الشماتة في كل هؤلاء الجبناء الأدعياء، وشماتتنا المقبلة فيهم ستكون من دمشق الحرة، قريباً بإذن الله وهذا وعد!

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ