ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
المواقف من الثورات
العربية.. غياب المنطق والمبدأ د. عبد الحميد صيام 2012-01-31 القدس العربي المراقب للمواقف الرسمية لما يجري في
منطقتنا العربية يصاب بالذهول
والإحباط للتناقضات الصارخة التي
تميزت بها مواقف الأنظمة الرسمية
والفصائل وأطراف المجتمع الدولي
بالنسبة للثورات العربية. في منطقتنا
العربية يغيب المنطق والمبدأ ويسود
الصمت مرة وتنتصر البراغماتية مرارا
على المبادئ وتقف المواقف عارية حتى من
ورقة توت تستر عورات تلك الدول. ففي
الوقت الذي تغرق فيه أنظمة الطغيان
والقهر والفساد والعائلات شعوبها في
بحر من الدماء تجد مواقف متناقضة من
دول عديدة تثير السخرية أحيانا
والشفقة أحيانا أخرى والتقزز أحيانا
ثالثة. فمن الصعب أن تجد بلدا واحدا
امتازت مواقفه بشيء من مبادئ أو خلق
قويم، بل إنك تجد الموقف ونقيضه من
ثورتين متشابهتين في الأحداث
والتطورات ورد فعل النظام وحجم القمع.
وسأتعرض في هذا المقال لعيّنة من الدول
والأحزاب والفصائل وأحاول أن أشير إلى
مدى التناقض والانتهازية وازدواجية
المعايير في مواقفها من ثورات الربيع
العربي. مواقف دول مجلس التعاون الخليجي السعودية والدول المرتبطة بفلكها رحبت
بثورة ليبيا وأصدرت فرمانا سريعا في
مجلس التعاون بضرورة حماية الشعب
الليبي والتوجه إلى مجلس الأمن
لاستصدار قرار يدين العنف ويحمي
المدنيين من بطش العقيد. وبناء على هذا
القرار اعتمدت الجامعة العربية بتاريخ
11 آذار (مارس) قرارا يحيل الملف إلى
مجلس الأمن ويجيز إعلان ليبيا منطقة
حظر جوي حيث اعتمد مجلس الأمن القرار
1970 لفرض العقوبات على النظام، وتبعه ا
لقرار المشهور 1973 الذي شرعن فرض الحظر
الجوي وتحول إلى عملية عسكرية واسعة
يقودها الناتو الذي تجاوز ما أتاح له
القرار من ولاية معتمدا على توحد
المجتمع الدولي بضرورة انهيار
جماهيرية القذافي التي حولها لمزرعة
خاصة له ولأولاده. تقدمت قطر صفوف
المجلس في دعم الثورة الليبية
واستقبال قادتها ونقل الفارين من
المعارك وإرسال المساعدات الإنسانية
وعقد سلسة من الاجتماعات لمجموعة
الاتصال العربية الأوروبية حول ليبيا.
لكن هذا الموقف لم يتكرر بهذا الزخم لا
من دول المجلس مجتمعة ولا من قطر
منفردة عندما يتعلق الأمر بثورات
اليمن والبحرين. أما الموقف من ثورة مصر فتميّز بالعداء
تصريحا وتلميحا، حيث كان سقوط مبارك
السريع أشبه بالصاعقة على رؤوس بعض
حلفاء الرئيس المخلوع فتدخلوا لدى
الولايات المتحدة لإنقاذ نظام مبارك
بل وعرضت المليارات لترحيل مبارك وعدم
المساس به أو اعتقاله أو محاكمته
وعندما رفض المجلس العسكري ذلك عوقبت
مصر وما زالت بل وتم ضخ الملايين
لتشجيع فئات بعينها لكسب الانتخابات.
لقد سبب سقوط مبارك إلى أزمة عميقة بين
الولايات المتحدة والسعودية إستمرت
أكثر من شهرين وقد هدد الملك عبد الله
بتحسين العلاقات مع إيران بل وقرر أن
يوجه دعوات للقيادات الإيرانية لزيارة
المملكة كما جاء في جريدة التايمز
اللندنية، فإضطرت إدارة أوباما لإيفاد
رئيس أركان الجيش الأمريكي، ديفد
بتريوس، الذي تمكن من حل الأزمة وتطييب
الأجواء وإعادة العلاقة إلى ما كانت
عليه بين البلدين. ويبدو أن السعودية
أخذت وعودا من الولايات المتحدة بعدم
دعم ثورتي اليمن والبحرين مقابل إغلاق
ملف فقدان الثقة في إدارة أوباما. بالنسبة لثورة اليمن قام المجلس بدور
الوسيط لإفشال زخم الثورة التي بدأت
تدق أبواب بعض دول المجلس مثل عُمان
والكويت ومنطقة القطيف بشرق المملكة.
كان الهدف الخليجي أن يكون الانتقال
إلى السلطة الجديدة عن طريق المبادرة
لا عن طريق الثورة كي يضمنوا كرامة
الشاويش ويمنحوه حصانة لا يستحقها وهو
الذي أهدر كرامة الشعب اليمني وضرب
وحدته الداخلية وقتل المئات من خيرة
أبنائه وبناته ونشر الفساد في كل
أرجائه وساوم على سيادة الوطن حسبما
جاء في وثائق الوكيليكس. زمن عجيب أن
تقوم الأنظمة السلطانية التي تختفي من
قاموسها مصطلحات مثل الديمقراطية
والتعددية والمساءلة وتبادل السلطة
وتمكين المرأة بمسعى لحل أزمة
الديمقراطية في اليمن التي يطالب بها
الشعب اليمني العظيم الذي أثبت للعالم
أجمع أنه شعب حضاري شجاع ومصمم على
انتزاع حريته من أنياب الطاغية مهما
كان الثمن دون اللجوء إلى استخدام
السلاح علما أنه شعب مسلح حتى الأسنان
ولا يوجد يمني دون قطعة سلاح واحدة على
الأقل. دول مجلس التعاون التي لا تسمح
لأي نوع من المظاهرات بل وأصدرت فتاوى
من مرجعياتها الدينية المرتبطة برغبات
النظام تحرم خروج مثل تلك المظاهرات،
تقوم بدور وساطة بين نظام فقد كل شرعية
لمنحه أجهزة تنفس صناعية لإطالة عمر
حكمه أشهرا إضافية للانقضاض على
الحركة الجماهيرية العظيمة التي فجرها
شعب اليمن. فكيف من لا يملك يمنح حقوقا
لمن لا يستحق؟ أما ثورة البحرين التي تطالب بشئء من
عدالة وكرامة ومساواة وتوزيع عادل
للثورة وتقاسم للسلطة ووقف لعمليات
التجنيس المشبوهة وانتخابات حرة
وتخفيف سطوة عائلة خليفة فتقوم
السعودية مدعومة من الكويت والإمارات
بسحقها بالقوة المسلحة في شهر آذار (مارس)عن
طريق قوات درع الجزيرة الأمنية. وأخبار
هذه الثورة تختفي من قناتي الجزيرة
والعربية. عجيب أمر هاتين القناتين
المتنافستين. تختلفان على كل شيء إلا
على تجاهل ثورة البحرين وعدم ذكرها إلا
عرضا. إيران وحزب الله وأحزاب عراقية دعمت ثورة
البحرين وكأنها أعظم ثورة في التاريخ
وأن انتصار الثورة في البحرين سيعدل
موازين القوى العالمية لصالح إيران
ويدك حصون الإمبريالية الأمريكية. لكن
هذه الأطراف تجاهلت تماما ما يجري في
سورية وكأن النظام السوري رد على
المظاهرات السلمية برش ماء الورد
والأرز وتبييض السجون. قنوات المنار
والعالم وعدد من القنوات العراقية
خصصت جل نشراتها الإخبارية وبرامجها
الحوارية لموضوع البحرين فقط، كأن
العالم كله، على رأي تلك القنوات، لا
هم له ولا غم إلا ما يجري في البحرين.
أما سورية فكل شيء هادئ تماما ولا مجال
للقلق. المواقف المتناقضة من الثورة السورية سورية لم تر في ثورة مصر العظيمة على
الحكم الدكتاتوري إلا أنه رد من
الجماهير المصرية على معاهدة كامب
ديفد. أية عبقرية تلك التي تفتقت عن مثل
هذا التبرير الأهوج؟ من أين جاء هؤلاء
المستشارون الذين يسبغون تمنياتهم على
حقائق ساطعة لا تحتمل التأويل أو
الفذلكة. الثورة الشعبية في ليبيا لدى
الإعلام السوري تبدو وكأنها معركة بين
حلف الأطلسي والأمة العربية قاطبة. أما
عن سورية نفسها فقد أكد الرئيس بشار في
مقابلته مع الوول ستريت جورنال في
كانون الثاني (يناير) الماضي أن سورية
تختلف عن مصر وتونس وأنها محصنة ضد
الثورات الشعبية لأن الشعب يحب قيادته.
لكن مدينة درعا بشبابها وأطفالها
وشيوخها أثبتوا خطل ذلك الإدعاء حيث
إنطلقت الثورة السلمية في منتصف آذار (مارس)
وعمت كافة أرجاء البلاد وكادت تطيح
بالنظام في الصيف الماضي لولا
التدخلات الخارجية. لقد نجح النظام في
جر الانتفاضة السلمية إلى المربع الذي
يتمناه أي عسكرة الانتفاضة. وهو ما
أعطاه المبرر لاستخدام الجيش بكل
أسلحته ضد المظاهرات السلمية بحجة
وجود مؤامرة خارجية على نظام الممانعة
تستخدم الأسلحة المهربة من لبنان
وعناصر القاعدة التي تريد إقامة حكم
للمتطرفين الإسلاميين في سورية. المواقف من الثورة السورية كانت أكثر مما
نطلق عليه إزدواجية المعايير. فدول
الخليج بدأت تدعم المعارضة بالمال
وربما بالسلاح وتحاول جاهدة تدويل
القضية. أما إيران وحزب الله وبعض
الأحزاب العراقية فقد وقفت تماما خلف
نظام الأسد بالمال والسلاح والإعلام.
قناتا العالم والمنار لا ذكر فيهما
للثورة السورية أما العربية والجزيرة
فلا شغل لهما إلا الثورة السورية. لقد
إنقسم الشعب العربي بشكل حاد حول
الثورة السورية كما لم ينقسم حول أية
ثورة أخرى. فالبعض يرى انها مؤامرة على
سورية نفسها، دولة الممانعة والصمود
المتحالفة مع إيران وحزب الله
والمقاومة العراقية ضد الغطرسة
الأمريكية والإسرائيلية والبعض الآخر
يرى أنها ثورة حقيقية قام بها شعب
مقهور ضد نظام ظالم كاسر فاسد حكم
سورية لمدة تزيد عن 41 سنة بالحديد
والنار والأمن والسجن وحوّل سورية إلى
مزرعة للعائلة يورثها الأب للإبن ويا
ويل من لا يخضع لهذه القيادة الدموية
التي لم تطلق قذيفة واحدة من حدود
الجولان المحتل لكنها سارعت لقبر
مدينة حماة دفعة واحدة. روسيا التي دعمت قرار مجلس الأمن في فرض
منطقة حظر جوي على ليبيا في آذار (مارس)
الماضي إستخدمت الفيتو في تشرين الأول
(أكتوبر) ضد مشروع قرار خفيف يدين العنف
المفرط في سورية ولا يأتي على ذكر
العقوبات أوالتدخل الخارجي . روسيا
تريد أن تساوي بين الضحية والقاتل.
وكأن الخمسة أو ستة آلاف قتيل مدني
جاءوا من معسكرات التدريب أو عناصر في
عصابات مسلحة لا هم لها إلا ترويع
المواطنين. روسيا ترسل سفنا محملة
بأطنان من الأسلحة لتمكين النظام من
الإيغال في الدم السوري على طريقة
تعامل روسيا مع الشيشان في العاصمة
غروزني التي دمرت عن آخرها في جولة
الصراع الأولى (1994-1996). أهذه روسيا التي
كانت فيما مضى ملجأ لكل المضطهدين
والمظلومين في العالم؟. الولايات المتحدة مواقفها تثير القرف
أيضا. أوباما يطالب مبارك بالتنحي قبل
تنحيه ب 48 ساعة وبعد أن تأكد تماما أن
نظامه آيل للسقوط. لكنه سارع بالطلب من
العقيد بالتنحي فورا. أما بالنسبة
للأسد فقد ظل يردد جملة مطاطة تحتمل كل
أنواع التأويل: 'إذا كان غير قادر على
الاستجابة لمطالب الشعب فعليه أن
يتنحى'. وكأنه يعطي فرصة أخيرة للنظام.
يسحب سفيره روبرت فورد في 24 تشرين
الأول (أكتوبر) ويعيده في 6 كانون الأول
(ديسمبر). أما ثورات البحرين واليمن
فيبدو أن هناك موجة من التشويش على
رادار الإدارة الأمريكية بحيث تختفي
هذه البقع ولا يتمكن السيد أوباما من
رؤيتها. قد نفهم هذا العمى إذا ما تعلق
بالبحرين لصغرها لكن اليمن أكبر من أن
تختفي من على شاشة الرادار حيث تمكنت
طائرات الاستطلاع الأمريكية بملاحقة
أنور العولقي واصطياده يوم 30 أيلول (سبتمبر).
فكيف بها تختبئ كفأر خلف المبادرة
الخليجية في ما يجري في اليمن من عنف ضد
الثورة السلمية؟ عن الجامعة العربية حدث ولا حرج. مهزلة
تثير الغثاء. فهي 'شاهد ما شافش حاجة' في
ما يتعلق بتونس ومصر والبحرين واليمن.
ترمي بعجزها في المسألة الليبية على
مجلس الأمن وتحاول أن تعمل شيئا في
المسألة السورية بعد ثمانية شهور من
المسلسل الدموي . يختار السيد الأمين
العام رجلا من السودان لرئاسة لجنة
المراقبين وهو محمد أحمد الدابي، رئيس
الاستخبارات العسكرية في دارفور حيث
ترك بصماته الطيبة في منطقة من السودان
قتل فيها أكثر من 100,000 وشرد مليونين
وهجر منها إلى تشاد 300,000. بركاته هذه
يريد أن يعممها على الشعب السوري بنحو
500 مراقب بدأ وصولهم المتقطع يوم 26
كانون الأول (ديسمبر). أقترح عليه أن
يقبل دعوة النظام لتناول طعام العشاء
في ركن من أجنحة مطعم 'بوابات دمشق'
الذي دخل موسوعة غينيز كأكبر مطعم في
العالم. نتمنى لألسنة الربيع العربي أن
تدق ابواب الجزائر أولا والسودان
ثانيا أو العكس. فمن يتابع مواقف
الجزائر في دعم الطغاة يصاب بالدوار
وهو ينظم المباريات الرياضية باسم
دورة الشهيد معمر القذافي ويعطي
المنابر لعائشة القذافي بينما يغلق
حدوده مع الجار المغربي لأكثر من 17 سنة.
ألا يستحق الشعب الجزائري العظيم حركة
تصحيحية سلمية تطيح ببوتفليقة الذي
غير الدستور ليبقى في السلطة دورة أخرى
على طريقة تغيير الدساتير في يمن علي
عبدالله صالح وسورية الأسد. أما
السودان فخسارة الجنوب والتفريط في
منطقة غنية تعادل مساحة فرنسا تستحق
إجراء محاكمة لهذا النظام. وهل هناك
جريمة تعادل التفريط في أرض الوطن من
أجل تأهيل رئيس إغتصب السلطة
بالانقلاب على حكوكة المهدي المنتخبة
وإختصر البلاد في شخصه هو كغيره من
الطغاة؟ ' أستاذ جامعي وكاتب عربي مقيم
في نيويورك ================= الراية 1-2-102012 بقلم : أنور صالح الخطيب (كاتب وصحفي أردني) حديث الدم يبعث على الأسى والحزن فكيف إذا
كان الدم المراق عربيا وبأيدي أبناء
البلد الواحد والمدينة الواحدة بل
والحي الواحد؟؟ الدم السوري الذي يراق هو دمنا نحن الذين
نطارد الفضائيات ومواقع الانترنت بحثا
عن خبر يبعث الأمل بنهاية الليل الطويل
الذي جثم على صدر سورية وآن له آن يرحل..!! لقد أضاع النظام السوري جميع الفرص
لإخراج سورية وأهلها من عنق الزجاجة
بتبنيه نظرية المؤامرة الخارجية
والاستهداف ورفع أنصاره شعار "بشار
الأسد أو لا احد"في إصرار واضح على
مقاومة التغيير مهما كان الثمن حتى لو
كان خراب الوطن الذي هو اكبر من
الأشخاص مهما كانوا . النظام في سورية الذي خسر أصدقاءه
وحلفاءه ويعيش الآن في عزلة خانقة حرق
جميع مراكبه إلا من المركب الروسي الذي
يظن به طوق النجاة والكرت الأخير الذي
يلعبه للبقاء في السلطة الذي عمدت بدم
السوريين مرة أخرى وكان التاريخ يعيد
نفسه ..!! لقد كان بإمكان الحليف الروسي الذي يعتبر
النظام في سورية تحالفه معه خطا أحمر
أن يلعب طوق النجاة لحليفه لو صدقه في
بداية الثورة ولم يصدّقه-بتشديد الدال-
لكنه ربت على كتفيه وهو يكرر اسطوانة
المؤامرة الخارجية المكرورة وظن أن
النظام بخبرته السابقة في سحق الثورات
سيخمد ثورة الشعب السوري كما اخمد
سابقاتها وظنها فرصة ليتشبث بآخر حليف
له في المنطقة وهي القراءة التي ثبتت
عبثيتها فليس أمام الشعب السوري الذي
يضحي بأعز ما يملكه الإنسان روحه من
اجل الحرية والكرامة والتغيير ليس
أمامه ما يخسره فهو كسر الخوف والتردد
وانتصر على الأنا وقرر أن ينتصر في
معركته وهو سينتصر حتما لان إرادة
الشعوب أقوى من صولجان الحكام. كتبت صحيفة الأعمال الروسية "فيدوموستي"
أمس تعليقا على المحاولة الروسية
الأخيرة قبل عرض الملف الروسي على مجلس
الأمن الدولي "إن هدنة مؤقتة بين
الأسد والمتمردين واستئناف المحادثات
بين مختلف الأطراف تحت رعاية موسكو
فكرة جيدة لكنها غير قابلة للتنفيذ
فعليا" وخلصت إلى القول "يبدو أن
روسيا ستخسر في نهاية المطاف حليفها
الأخير في المنطقة" وهو ما سينطبق
على الصين ايضا. توقع الصحيفة الروسية الصحيح لم يأت من
فراغ بل جاء بسبب القراءة الروسية
الخاطئة لما جرى ويجري في المنطقة
والمواقف التي اتخذتها الحكومة
الروسية والتي تصدم مع تطلعات الشعب
السوري وأمانيه فسياسة موسكو الخارجية
تبدو كمن يضع عصابة سوداء على عينيه
لأنه لا يريد أن يرى ما يحدث أو يرى ما
يسوؤه . ما يجب أن تدركه موسكو جيدا وهي التي خبرت
ثورات الشعوب وتفكك الدول أن عجلة
التغيير وهي من سنن الكون ماضية بها
وبغيرها وأن الأفضل أن لا تقف في وجه
هذه العجلة إذا أرادت الحفاظ على
مصالحها فالحكام يأتون ويذهبون أما
الشعوب فهي الباقية. ذاكرة للشعب السوري الذي يتعرض للقتل لا
يمكن أن تنسى المواقف الروسية التي
تساهم بطريقة أو بأخرى في إدامة أمد
الأزمة واستمرار نزيف الدم وإمداد
النظام السوري بذخيرة تبقيه في السلطة
والشعب السوري الذي يستحق كبقية شعوب
العالم أن يحكم بالعدل والكرامة، وأن
يختار من يحكمه لن يغفر أبدا لمن وقف في
وجه مطالبه وساهم في مد عمر النظام
الذي يجد في الشعب السوري مجموعة من
المتآمرين والإرهابيين المرتبطين
بالخارج..!! ليس سرا أن العلاقات بين الدول تقوم على
المصالح لا المبادئ لكن ثمة محطات
فارقة في تاريخ الشعوب تقتضي تقديم
المبادئ والأخلاق على المصالح المادية
مهما كبرت وعظمت فالعلاقة مع الشعوب
وليس مع الأنظمة هي الدائمة والحكومة
الروسية تقامر الآن بمصالحها بوقوفها
إلى جانب النظام السوري دون أي اعتبار
لمطالب السوريين المحقة والعادلة. الحليف الروسي يستطيع الآن أن يقلل
خسائره بإقناع النظام السوري بوقف
حمام الدم و وقبول المبادرة العربية
التي ستتيح الفرصة للشعب السوري - الذي
يزعم النظام أنه يسانده في وجه ما
يسميه المؤامرة الخارجية- أن يختار في
انتخابات حرة وديمقراطية بعد مرحلة
انتقالية يجري الاتفاق عليها النظام
الذي يريد أن يحكم البلاد.. روسيا والصين أمام اختبار أخلاقي في مجلس
الأمن.. فإما أن ينحازا للشعب السوري
فيحقن دم السوريين وإما أن ينحازا
للنظام ولمصالحهما فيكونا مسؤولين عن
الدم الذي أريق والذي سيراق في المدن
والبلدات السورية وحينها لا أظن أن
الشعب السوري سيغفر أو ينسى..!! ================= روسيا وجائزة الكتاب:
وراثة الاستبداد علي سعد الموسى الوطن السعودية 1-2-2012 مهما حاول المرء أن يهضم قرار اتحاد كتاب
روسيا بمنح جائزتهم للرئيس السوري
بشار الأسد، سيصاب حتما بعسر هضم.
ولفترة طويلة حاولت أن أرسم في الخيال
صورة مختلفة عن روسيا وحاكيت نفسي
كثيرا، متخيلا، أن روسيا ضحية الصورة
النمطية التي تخفي تحتها حياة حافلة
بالآداب والفنون، وأنها نخبوية تحمل
في إرثها الثقافي نزعة إنسانية. حاولت
الاقتناع أن روسيا ونخبها ضحية الفكرة
الشيوعية وضحية الفكر الشمولي وأنها
حين تتحرر إنما ستبدي الوجه المختلف
الذي سيكون إضافة هائلة لمجموع
الإنسانية. لكن منح الجائزة لبشار الأسد بالتحديد،
في هذا العام، أو حتى في أي عام كان أو
سيكون لا تبرهن إلا عن الوجه القبيح
لمانحي الجائزة. والفارق اليوم،
وللأسف وللمفارقة، أن كتاب روسيا
يصبغون الوسام على الديكتاتور وهم تحت
مظلة الحرية، ولو أنها منحت قبل عقدين
من الزمن لربما كان الجميع سيعطيهم
العذر بذريعة أنهم بلا خيار أو أنهم
مرغمون بقرار سيادي. يبرهن المثقف الروسي ذات طباع الدب التي
لا تتبدل كثيرا بتغيير الظروف. هو ذات
الدب وذات القبضة وذات المخالب سواء
كان في قفص الحديقة أو في الهواء الطلق.
وكما أشار الكاتب الكبير، سمير عطا،
فإن ثقافة الحرية تحتاج إلى قرون طويلة
من العمق. الثورة على الأنظمة لا تعني
تلقائية فهم الحرية وهذا ما تبرهنه نخب
روسيا بعد أكثر من عقدين على سقوط
الشمولية وحكم الاستبداد. وأنا أضيف أن
الشمولية والاستبداد في بعض الأحيان
ليست مجرد منتج تلقائي من الأنظمة. أحيانا أشك أن المكون – الجيني –
والوراثي لشعب ما أو منظومة عرقية تزرع
في ذاتها – جين – الاستبداد وتستمطر
النزعة إلى الكبت. تأملوا قناة – روسيا
اليوم – وقارنوها بفضائيات الدول
والشعوب الكبرى لتدركوا أن الفوارق
بينها وبين قنوات الجماهيرية أيام
الطاووس لا تختلف كثيرا في الجوهر.
تابعوا قناة سوريا الرسمية هذا المساء
لتكتشفوا أن ضيوف الأستوديو المفتوح
يأتون من أمام – الكرملين – في صورة
فجة وبلغة منقرضة. أما الفضيحة الكبرى
فهي جائزة الكتاب التي يمنحها المثقف
الروسي لقاتل في هذه الظروف. ================= روسيا.. والرهان على جواد
آخر خاسر الراية 1-2-2012 بقلم : طه خليفة (كاتب وصحفي مصري) جاء الربيع العربي مؤكدًا لحقيقة أن
الحكام الساقطين كانوا ذيولاً للخارج،
ظلوا يدلسون طويلاً على شعوبهم بأنهم
ضد التبعية، وأنهم يحفظون كرامة
واستقلال وسيادة أوطانهم، والحقيقة
أنهم رهنوا إرادة بلدانهم للأجنبي
مقابل أن يحفظ لهم كراسيهم. بن علي، ومبارك، وصالح، كانوا تابعين
للخارج، لأمريكا خصوصًا، والقذافي
انتقل في دورة كاملة من الاتحاد
السوفييتي إلى أمريكا، أيامهم الأخيرة
في الحكم كاشفة لحجم السقوط في مستنقع
التبعية حيث كانوا يتسولون دعم ماما
أمريكا بأي ثمن. ولو كان الأمر بأيدي أمريكا لأبقتهم فوق
كراسيهم لكن يد الله ثم يد الشعوب كانت
الأقوى وأسقطتهم من فوق عروشهم. خامس
هؤلاء الحكام وهو الأسد الذي يرتكب
مجازر يومية ضد شعبه، وهو على عكس
الأربعة الذين سبقوه تبعيته كاملة
لروسيا، وقبلته الكرملين، ومن هنا سر
الدفاع المستميت لموسكو عنه، كأنها
تدافع عن إحدى الجمهوريات التابعة لها. وزير خارجيتها
لافروف يدافع عن الأسد ونظامه أكثر مما
يدافع وليد المعلم، لأن سوريا آخر تابع
مخلص للروس في المنطقة، وموطئ القدم
الوحيد لهم على المياه الدافئة على
البحر المتوسط. الأسد أعطاها قاعدة
بحرية في طرطوس. هو غير قادر على حماية
نفسه من شعبه الثائر عليه، والرافض له،
والمصر على إسقاطه، فاستدعى الأجنبي
ليحميه. يقتل شعبه وتشاركه روسيا في
الجريمة بمده بالسلاح وبالحماية
السياسية بمجلس الأمن. هل هناك تبعية
أكثر من ذلك؟. من موسكو يستمد الأسد العون ،ومن واشنطن
كان يستمد الآخرون الدعم للبقاء في
مواجهة شعوبهم، وكما فشلت واشنطن في
حماية أذنابها من السقوط أمام ثورات
شعوبهم، فإن موسكو لن تستطيع أن تحمي
النظام القاتل من شعبه مهما وصل عدد
الشهداء. لكن الفارق أن واشنطن أكثر ذكاء
وبراجماتية من موسكو، فهي عندما وجدت
كل حليف يتهاوى رفعت يدها عنه واتجهت
لكسب ود الشعب، لم تواصل الرهان على
جواد خاسر وراهنت على الشعب الجواد
الفائز في كل الحالات، لم تعاند إرادة
الشعوب ولم تكسب مزيدًا من العداء، أما
موسكو فإنها راهنت في ليبيا على الجواد
الخاسر، ولم تتعظ وتكرر اليوم نفس
الخطأ في سوريا، تدعم نظامًا عائليًا
من عدة أفراد ضد إرادة شعب من أكثر من 24
مليونًا حتى لو لم يكن كله ضد الأسد لكن
أغلبه لا يريده، روسيا في جانب والشعب
السوري الذبيح ومعه المتعاطفين معه من
الأحرار في جانب آخر، وحتى بعد أن رفع
العرب غطاء الشرعية عن الأسد فإن روسيا
مازالت متشبثة به، أليست تلك السياسة
امتدادًا لأخطاء الماضي التي أفضت إلى
سقوط الإمبراطورية السوفييتية وبقاء
وازدهار غريمتها الإمبراطورية
الأمريكية. عقلية بوتين - ميدفيديف هي
عقلية قادة الحزب الشيوعي القدامى
لذلك يخسرون ما تبقى لهم من مناطق نفوذ
في الشرق والغرب. حتمية التاريخ تقول إن البقاء يكون دومًا
للشعوب، والفناء للحكام. كم محتل
ومستعمر تعاقب على هذه المنطقة
وبلدانها وكانوا يظنون أنهم باقون
مخلدون فيها لكنهم زالوا وطويت
صفحاتهم. وكم من حاكم وطني سقط لأنه
يفتقد الوطنية والأخلاق والإنسانية،
فتجربة الحاكم الوطني في بلادنا جعلته
والأجنبي سيانًا في الاضطهاد والقمع
والقهر، بل ربما هو أقسى في إخضاع
الشعب. النظام السوري المقاوم الممانع
بالشعارات فقط يستعين على شعبه بعناصر
من إيران، وحزب الله اللبناني حليفيه
القريبين، ويتغطى بالدعم السياسي
والعسكري من روسيا حليفه البعيد. أي
مقاومة وممانعة تلك؟. سقطت الأوهام
والخرافات والأساطير التي ظل يتاجر
بها كثيرًا بعد المجازر التي يرتكبها
بحق شعبه المطالب بالحرية والكرامة بل
إنه حوله إلى جماعات إرهابية مسلحة.! هذا النظام يقود نفسه بنفسه إلى الهاوية
مثل سابقيه، لأنه لم يمتلك جسارة
الإصلاح الحقيقي، فلو كان يمتلك حس
الذكاء لكان بادر به فور اندلاع شرارة
الربيع العربي، لكنه العناد
والعُنْجُهية والغرور والعيش خارج
الزمن. إذا الشعب يومًا أراد الحياة، فلابد أن
يستجيب القدر. إنها حكمة الشابّي العظيمة التي بدأت من
بلده تونس ومرت بمصر وليبيا واليمن ولن
تتوقف في سوريا. ================= الاربعاء, 01 فبراير 2012 عبدالله إسكندر الحياة الحكم السوري يروّج لرغبته في حوار داخلي
مع من «لم تتلطخ أيديهم بالدماء» على
مستوى المحافظات، وبذلك يستبعد هذا
الحكم من الحوار جميع الذين يناهضونه
في الشارع، سواء بالتظاهر او بحمل
السلاح، كما يستبعد المعارضة
السياسية، سواء كانت من الداعمين
للحركة الاحتجاجية ومطالبها او من
الداعين الى حماية السكان بكل الوسائل.
وتالياً، باتت تقتصر الدعوة الى مثل
هذا الحوار على الذين لا لزوم للتحاور
معهم، لأنهم من اهل البيت او من الذين
تربوا فيه. المعارضة السورية، خصوصا المجلس الوطني،
تعلن استعدادها للحوار بعد تنحي
الرئيس، الذي يكرر الإعلان أنه جاء
برغبة الشعب، وانه باق للتصدي
للمؤامرة. هكذا يبقى الحوار الذي يجري الحديث عنه في
سورية بين طرفين يستبعد أحدهما الآخر
سلفاً. وهذا هو جوهر الدعوة التي
أطلقتها موسكو من أجل استضافة هذا
الحوار، فهي أعلنت جواباً إيجابياً
على دعوتها من دمشق، لكنها لم توضح
ماذا فهم الحكم السوري من الدعوة، ومع
من سيتحاور. كما ان المجلس الوطني، وفي
الوقت الذي يقول فيه انه لم يتلق دعوة
الى هذا الحوار، اعلن انه لن يشارك. وفي هذا الاطار، لا تكتسب الدعوة الروسية
ايَّ معنى فعلي، ليس فقط لغموضها،
وانما ايضا لتوقيتها. وما كان على
المجلس الوطني ان يدخل في دهاليز
الديبلوماسية الروسية التي تفقد مع
مرور الوقت صدقية موقفها من الوضع
السوري. لقد اطلقت موسكو فكرة الحوار
بعد وصول مبادرة الجامعة العربية الى
الامم المتحدة، أي بعدما انخرط العرب
في خريطة طريق تفضي الى حل على الطريقة
اليمنية، وهو الأمر الذي كثيراً ما
طالبت به موسكو. وعندما تحقق هذا
الامر، عادت موسكو الى مسألة الحوار
الغامض من اجل إفشال الحل العربي الذي
كانت تطالب به. هذا المسعى الروسي الذي يتطابق حتى الآن
مع الموقف السوري الرافض للحل العربي،
لأنه يعتبره تنفيذاً لمؤامرة، لا يشجع
دمشق على الاستمرار في سياستها
الحالية في ادارة الازمة، وإنما يحمي
الوضع الراهن في سورية ويطيل أمده. يتميز الوضع الراهن بالحل الامني، الذي
تعتبره دمشق مطلباً شعبياً. ويأتي
التصعيد العسكري في أماكن عدة في
البلاد من اجل ضرب بؤر الاحتجاج. لكن
الواقع على الارض، كما ظهر في الايام
الماضية، ان الحل الامني الذي قد يزهق
مزيداً من الارواح لم يتمكن من الحد من
الاحتجاج في البؤر المستهدفة، لا بل ان
المواجهات مع المنشقين عن الجيش الذين
انضموا الى الحركة الاحتجاجية باتت
معارك كرّ وفرّ، فما ان تُحكِم القوات
الحكومية سيطرتها على بؤرة حتى تنفجر
اخرى، وليعلن المحتجون «تحرير» بؤر
جديدة. ولا يتطلب الامر خبرات
استثنائية لملاحظة ان الجيش الحكومي
المقاتل في داخل البلاد أصيب بالإعياء
نتيجة توسع رقعة انتشاره وعملياته
وبفعل نزف الانشقاق، وأنه بات يواجه
مجموعة منشقة عنه، أي تملك حداً من
الخبرة العسكرية واطلاعاً على طريقة
التفكير العسكري السوري. وإذا لم يحصل
توازن على الارض حتى الآن، فعلى أقل
تقدير خسرت القوات الحكومية القدرة
على الحسم العسكري الذي هو آلية الحل
الامني. لتتكرس معادلة تطيل بدورها أمد
الازمة، مع كل ما ينطوي عليه ذلك من
كوارث انسانية واقتصادية، وكذلك من
تفكك في النسيج الاجتماعي للبلاد. لقد كانت الدعوة الى الحوار من موسكو
بمثابة الوجه الآخر لاعلان الحل
الامني من دمشق. والسؤال يبقى: الى متى
ستظل موسكو توفر غطاء الوقت لحل أمني
باتت دمشق عاجزة عن تأمين عناصره؟ ================= الأزمة السورية
وتوازنات المنطقة الاربعاء, 01 فبراير 2012 رندة تقي الدين الحياة مرعبٌ ومؤلم وبشع ما يحدث في سورية. سبعة
آلاف قتيل والنظام مستمر في قمع شعبه
كأنه عدوه اللدود، وروسيا مستمرة في
موقف غير مفهوم سوى انها عازمة على
استعادة أيام نفوذها الماضي حين كانت
قوة عظمى تريد العرقلة في مجلس الامن.
هل ينجح المغرب بدعم من الدول العربية
الفاعلة في الحصول على موافقة دولية
على المشروع العربي الذي اقرته
الجامعة العربية ورفضته سورية؟ لا
يمكن ان يستمر مثل هذا النظام القاتل
لأبنائه امام عالم عاجز عن ايقاف العنف
والقمع بسبب روسيا. إن سقوط النظام
السوري سيكون له تأثير كبير وأساسي على
موازين القوى في المنطقة، من لبنان الى
فلسطين الى العراق، لأسباب عدة، ففي
فلسطين بدأت «حماس» تغير موقفها، وقد
شهدنا ذلك في الزيارة الاخيرة لخالد
مشعل الى الاردن، وفي لبنان سيضطر «حزب
الله» الى العودة إلى تقاسم حقيقي
للسلطة مع المعارضة والحوار معها
بالعمق من دون غطرسة وهيمنة، كما يفعل
الآن، فلا يمكن الحزب بعد سقوط نظام
محكوم بالزوال، الا ان يحترم الفئة
الاخرى من الشعب التي تريد لبنان سيداً
وحراً وغير خاضع لا لسورية ولا لإيران.
اما التغيير الاساسي الذي سيحدث لدى
سقوط النظام السوري، فهو ان ايران
ستفقد ذراعها اليمنى في عراق المالكي،
ففي العراق تكونت الاحزاب الدينية
العراقية في ايران، التي دعمتها
وأعطتها المال. هذه الاحزاب لم يكن لها
دور سياسي في الداخل، ولكن في الخارج،
فبعد تصفية صدام حسين لحزب «الدعوة»
مثلاً، لم يبق له نشاط في العراق،
ومكانه الرئيسي اصبح ايران، وإلى حد ما
سورية، ف «الدعوة» و «المجلس الأعلى»
هما الحزبان الاساسيان اللذان تأسسا
بعد صدام حسين في ايران. أما تيار «جيش
المهدي»، فتم تدريبه وتسليحه في ايران
على القمع والعنف والإرهاب، كما
مجموعة قيس الخزعلي، المقربة الآن من
رئيس حكومة العراق نوري المالكي، التي
سلّحتها ودرّبتها ايران، وأيضاً
مجموعة ابو كرار، التي لجأت الى ايران
وهي اليوم ترسل الإرهابيين الى العراق.
مقتدى الصدر يخضع للنفوذ الايراني،
ويعترف ان ايران تمول حركته، فالاجهزة
الايرانية نشطة في العراق، وفي كربلاء
والنجف. ايران تدير العراق حالياً،
والرئيس السوري ادعى في البداية انه
يدعم قائمة اياد علاوي وطلب منه التوجه
بسرعة الى سورية لانه سيزور ايران
ويقنع القيادة فيها برئيس حكومة غير
المالكي، لأنه اصطدم به في البداية،
ولكنه في النهاية طبَّق ما أملته عليه
ايران، اي دعم تعيين المالكي، فالنظام
السوري هو الأداة الاساسية لايران
للعمل المكشوف في العراق وممارسة
الارهاب والتدخل والعنف من ايران
وسورية. وإذا سقط النظام في سورية
ستفقد ايران ذراعها اليمنى للتأثير
على العراق، وفقدان الذراع اليمنى
لايران يفقدها الذراع اليسرى أيضاً،
أي نفوذها على الاحزاب الطائفية في
العراق، التي ستصبح أداة ايرانية
مكشوفة، وقسم منها قد يبحث عن حلفاء
جدد لحماية نفسه من المالكي. إن ما يغطي التحرك الايراني في العراق
الآن هو العمل السوري، إلا أن سقوط
النظام السوري، رغم أنه أصبح حتمياً،
يطرح السؤال حول الوقت الذي قد يستغرقه
سقوطه، ومستوى كلفة استمراره في القتل.
المطلوب اليوم تدخل دولي سريع لوقف سفك
دماء الأبرياء والعمل على ترحيل نظام
يرتكب الجرائم ضد شعبه وفي البلد
الشقيق لبنان. فلينقذ العالم ومجلس
الامن الشعب السوري من الجرائم
المرتكبة في كل من لبنان وسورية
والعراق، وإلا فستتحمل روسيا مسؤولية
جريمة ستبقى في ذهن شعوب المنطقة الى
الأبد. ================= ميشيل كيلو الشرق الاوسط 1-2-2012 خيرا فعلت الجامعة العربية عندما تبنت
عرضا روسيا بحل يمني في سوريا، يؤدي
إلى تسليم صلاحيات الرئيس إلى نائبه،
وتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة سياسي
من المعارضة، وإجراء مفاوضات بين
السلطة ومعارضيها تتمحور حول مرحلة
انتقالية تؤدي إلى نظام حريات تمثيلي -
تعددي، تغطيه ضمانات داخلية وعربية
وإقليمية ودولية هي الخطوة الأخيرة في
حل نهائي، سيخرج البلاد من مأزقها. ولم تحسن الجامعة صنعا عندما أقرت هذا
المشروع من دون تشاور مع روسيا، التي
اقترحته، وأخطأت كثيرا عندما أخذته
إلى مجلس الأمن، الرمز الأميركي في
أعين الروس، الذين استفزهم ما حدث
وجعلهم يرون في فعلة الجامعة تصرفا غير
ودي حيالهم، معاديا لهم وماسا
بمصالحهم ومكانتهم الدولية، وضع تحت
تصرف الأميركيين مشروعا أرادوا منه
ضمانات تتصل بوجودهم ونفوذهم في بلد
قريب منهم، من شأن إقراره في المجلس
حرمانهم من موقعهم فيه، رغم أهميته
وحيويته بالنسبة إليهم، علما بأن
خسارتهم له أو تلاشي نفوذهم فيه يعني
شيئا يقارب إخراجهم من آسيا، خاصة إن
هم خسروا معركة إيران بعد خسارة معركة
سوريا. في ظل هذا الضرب تحت الحزام، كان من
الطبيعي أن يتشدد الروس، بعد أن أظهروا
مرونة مباغتة واقترحوا حلا لأزمة
سوريا يقوم في جوهره على تخليهم عن
الرئيس، الذي سيتنازل عن صلاحياته
لنائبه، بينما سينخرط أهل النظام في
مفاوضات مع المعارضة حول نظام بديل.
ولقد كان من الحكمة تماما أن يذهب وفد
من الجامعة إلى موسكو للاتفاق معها على
حيثيات الحل الذي اقترحته، وعلى آليات
تنفيذه والضمانات المطلوبة من نظام
سوريا القادم، قبل أن يتم إقراره في
الجامعة، وقبل الذهاب بعد إقراره إلى
مجلس الأمن، ما دام الأميركيون لم
يكونوا مشكلة أصلا، وإن صاروا اليوم
مشكلة حقيقية بالنسبة إلى روسيا، بسبب
إخراج مشروعها من يدها واحتمال
استخدامه ضدها، مع ما سيؤدي إليه ذلك
من ضياع مركزها السوري واعتماد موقف
يقوم في حقيقته على وجود غالب هو الغرب
والمعارضة السورية، ومغلوب هو روسيا
والنظام السوري. تقاوم روسيا اليوم الحل بكل ما أوتيت من
قوة وتشدد، وستقاومه في المستقبل
أيضا، إلا إذا وقع تصحيح الخطأ الذي
اقترفته الجامعة العربية، عبر إرسال
وفد عربي واسع يضم دولا عربية متنوعة
إلى موسكو، تليه زيارة وفد موحد من
المعارضة، على أن يقدم الوفدان ضمانات
جدية وبعيدة المدى لروسيا، تتركز في
جزء صغير منها حول علاقاتها
المستقبلية مع سوريا، وفي قسمها
الأكبر حول إحجام نظام دمشق القادم عن
فعل أي شيء يمكن أن يقدم بديلا للغاز
الروسي في أوروبا، حيث يعطي بيعه هناك
كمصدر رئيسي للطاقة الأوروبية مكانة
خاصة وتأثيرا كبيرا لروسيا، يستند
إليهما جزء بالغ الأهمية والتأثير من
دورها الدولي ومكانتها العالمية
ومواردها الاقتصادية. لا يريد الروس أن
تتحول سوريا إلى مصدر أو ممر طاقة
بديلة تصل إلى أوروبا، وهم يريدون
ضمانات خاصة حول هذه النقطة بالذات،
وإلا ازدادت مقاومتهم للحل في سوريا،
وعطلوه تماما، لأن خسارتهم هناك تعني
تقليص مكانتهم في آسيا من جهة وفي سوق
الطاقة الدولية من جهة أخرى، وفي هذا
ما فيه من تقويض لقدراتهم الدولية
وتقليص لموارد المافيا الروسية، خاصة
الحاكمة منها. بدورها، أخطأت المعارضة السورية، عندما
أعلنت أنها لن تشارك في مفاوضات موسكو
مع وفد حكومي غير رسمي. كان عليها أن
تربط مشاركتها باستعداد روسيا
لاستقبال وفد الجامعة ووفدها الخاص،
وللتباحث معهما حول الأزمة بروحية
تنتفي منها الأفكار المسبقة حول الحدث
السوري، وتلتزم في الوقت نفسه بأساس
الحل اليمني، القائم على طي صفحة
الرئيس وعائلته، وفتح باب التفاوض
الداخلي بين السلطة والمعارضة في شروط
متوازنة، بهدف جلي ومحدد مسبقا هو
الخروج من النظام القائم إلى بديله
الديمقراطي عبر مرحلة انتقالية متوافق
عليها. أما الرفض المتسرع لاقتراح
روسيا، الذي لا غرض له غير رفع بعض
الضغط الدولي عن موسكو، فهو خطوة لا
جدوى منها، ما دام الموقف سيقول بربط
موقف إيجابي تتخذه موسكو في مجلس الأمن
بموقف إيجابي تتخذه المعارضة، ليس من
التفاوض عموما، فهذا قراره متخذ، بل من
التفاوض برعاية روسية. في لقاءات وفود المعارضات السورية إلى
جامعة الدول العربية، أوصى وفد
المعارضين المستقلين الذي كنت منه
بعدم تفويض مجلس الأمن بالقضية
السورية على غرار ما حدث في المسألة
الليبية، وطلب أن يمر أي دور دولي
بالجامعة، التي يجب أن تتولى إدارة
التفاوض بين السلطة والمعارضة، وأن
تبقى علاقاتها متوازنة معهما، باعتبار
أنه لا حل دونهما معا. واليوم، تأخذ
الجامعة المشروع الروسي، الذي تبنته
كحل عربي، وتضعه في مهب العواصف
الدولية، تحت رحمة صراع أميركي - روسي
دائر على أشده في المنطقة، حيث لم يبق
للروس ما يصارعون عليه غير سوريا، التي
يبدو أنهم اتفقوا مع نظامها على
استخدام أقصى درجات العنف من أجل إخماد
انتفاضة شعبها خلال فترة قصيرة لا
تتعدى الشهر، في علامة إضافية على
تشددهم ويأسهم من بلوغ تسوية مقبولة مع
العرب والغرب والمعارضة و... إمارة قطر! ما لم يتم رد الأمور إلى نصابها، وتصحيح
هذه الأخطاء الفادحة، الذي يرجح ألا
يتم، ستواصل سوريا طريقها إلى الكارثة
الكبرى، ببربرية نظامها، وأخطاء
معارضاتها، ومعالجات جامعة الدول
العربية، والصراع الدولي الذي لا يبدو
حسمه قريبا أو في متناول أي طرف من
أطرافه. سوريا مهددة جدا، إلى درجة قد
يكون من الصعب تصديقها، رغم تضحيات
شعبها من أجل إنقاذها! ================= طارق الحميد الشرق الاوسط 1-2-2012 بعيدا عن ما سيسفر عنه اجتماع مجلس الأمن
تجاه الثورة السورية، هناك تقارير
وشواهد كثيرة على سقوط حكم بشار الأسد،
حيث اعتبره البعض أمرا حتميا. وآخر من
صرح بذلك الأميركيون، وعلى أكثر من
مستوى، فالبيت الأبيض يرى أن سقوط
الأسد أمر لا مفر منه، وأن قواته باتت
تفقد السيطرة على أجزاء كبيرة من
البلاد. وربما تفاجأ المتابعون بحجم المعلومات
التي توافرت مؤخرا عن مواقع
الاشتباكات بين الجيش الحر والقوات
الأسدية حول العاصمة دمشق، ومنها ما هو
قريب حتى من القصر الرئاسي. وكم كان
مفاجئا للبعض البث المباشر لقناة «العربية»
أمس لتفجير أنبوب النفط في حمص، بل
والبث المطول لعمليات إطلاق النار في
بابا عمرو، ومن خلال كاميرات
تلفزيونية احترافية، مما يوحي فعلا
بأن النظام الأسدي بات فاقدا للسيطرة
على أجزاء كبيرة من سوريا. ولا بد من
التنبه هنا إلى أنه مع دخول حلب إلى
معترك الثورة يبدو نصف سوريا، تقريبا،
خارج نطاق سيطرة الأسد. وما يدعم تلك المعلومات أيضا ما قاله قائد
الجيش الحر العقيد رياض الأسعد في
تصريحاته أمس التي نقلتها وكالة
الأنباء الفرنسية، إذ يقول إن «الروح
المعنوية للجيش الأسدي هي تحت الصفر،
وهو بدأ يفقد أعصابه في موازاة فقدان
سيطرته على الأرض، فيعمد إلى الهجوم
على المدنيين من دون أن يفرق بين رجل
وامرأة وطفل ويقصف المنازل عشوائيا»،
مؤكدا أن «خمسين في المائة من الأراضي
السورية لم تعد تحت سيطرة النظام». ويضاف إلى ذلك أيضا التصريحات الصادرة عن
مدير المخابرات الوطنية الأميركية
جيمس كلابر، أمس الثلاثاء، في جلسة
للجنة المخابرات بمجلس الشيوخ
الأميركي، حيث يقول: «أعتقد أن سقوط
الأسد سيكون آجلا أو عاجلا»، مضيفا «لا
أتصور كيف يمكنه الإبقاء على حكمه». وعليه، فإن تلك المعلومات، والتصريحات
أعلاه، مضافا إليها التحرك الكردي
الأخير المطالب بتدخل قوات دولية لوضع
حد للمجازر والعنف من قبل النظام
الأسدي، وكذلك التحذير الإيراني
الأخير على لسان صالحي من «فراغ مفاجئ
في سوريا»، مضافا إليه التصعيد الواضح
في وتيرة العنف من قبل النظام الأسدي،
على خطى القذافي حين هاجم بنغازي قبل
اجتماع مجلس الأمن وقتها، كل ذلك يقول
لنا إن نظام الأسد يحتضر، وإن سقوطه
بات أمرا متوقعا، لكن السؤال الذي
طالما طرح وكرر هو: ما ثمن سقوط الأسد؟ الإجابة، للأسف، هي أن ثمن سقوط الأسد
سيكون كبيرا، وسيدفعه السوريون العزل،
طالما أنه لا يوجد تحرك إقليمي ودولي
يصب في اتجاه فرض منطقة عازلة، وحظر
للطيران، واعتراف واضح بالمجلس الوطني
السوري، فحينها ستهيأ ظروف إسدال
الستار على نظام الأسد، وبشكل سريع.
فالمهم اليوم هو تقليل حجم الخسائر في
صفوف السوريين. وقد يقول قائل: هل المطلوب تدخل عسكري؟
والإجابة هي: لم لا! فقد فعلها المجتمع
الدولي ليس في ليبيا وحسب، وإنما في
يوغسلافيا، وفي قلب أوروبا! ================= عبد الرحمن الراشد الشرق الاوسط 1-2-2012 يسجل مقطع فيديو على «يوتيوب» تاريخ 25
مارس (آذار) من العام الماضي بداية
الثورة في هذه المدينة التي أصبحت تقود
الحرب على النظام. في المقطع شاب يتسلق
جدارا عاليا ويمزق صورة كبيرة لحافظ
الأسد، على البوابة كُتب «نادي ضباط
موقع حمص». تلك الجرأة على تمزيق صورة
الأب التي تزين جدار نادي الضباط، في
هذه المدينة الحيوية، كانت تعني عمليا
أن النظام ساقط. وحينها، أي قبل عشرة
أشهر، سئل أحدهم: هل تعتقد أن نظام
الأسد يمكن أن يسقط؟ أجاب، نحن نعرف
الآن أن النظام سقط، لكن لا ندري ما هو
النظام الجديد؟ في حربه المحسومة بالخسارة، وحتى أمس،
والنظام يصارع من أجل السيطرة على
المدينة المتمردة، مدركا أن حمص قد
تكون مركز الثورة كما فعلت بنغازي
الليبية التي قادت الثورة وقضت على
نظام معمر القذافي. وموقع المدينة
ملائم، كونها في مفترق الطرق لانطلاق
الثورة إلى العاصمة دمشق. وهناك مناطق
زلازل أخرى تخيف النظام مثل الخط
الجغرافي من مدينة اللاذقية إلى جبل
صهيون، نفس المسار الذي طرقه صلاح
الدين الأيوبي، يعتقد أنه الممر
المحتمل للثوار الذي يحتاجونه للتواصل
مع العالم من خلال الساحل وكسر حصار
النظام للمدن الداخلية. أمس، بات ظاهرا للعيان كيف أن النظام عجز
عن استرداد الحواجز الأمنية التي
استولى عليها الثوار، ولجأ في الأخير
إلى قصف مواقع مدنية، بينها أنبوب
نفطي، مع إطلاق نيران مكثفة على ذلك
الحي المحاصر من المدينة، حي بابا عمرو.
ومنذ أيام والمدينة محاصرة، يتعمد
النظام منع تمويلها بالماء والأغذية،
وأخيرا قطع عنها الغاز والكهرباء. لكن في الوقت نفسه الذي يحاول فيه تدمير
حمص على رؤوس أهلها، هو في الواقع يفعل
ما فعله الجبار شمشون من قبله عندما
هدم المعبد على نفسه أيضا. فعدد من
الصحافيين من دول مختلفة في أنحاء
العالم تسللوا للمدينة وأصبحوا شهود
عيان مهمين في معركة الإعلام والسياسة
المصيرية للنظام. والذي يرهق قوات الأسد وإدارته للمعركة
هو اتساع رقعة الثورة بدرجة تنهك
وتستهلك قدرات نظامه. ولم تفد كثيرا
محاولات القتل والحصار والتجويع ووصلت
المعارك إلى أحياء في العاصمة دمشق
وانتشرت في ريفها وصارت هناك مواقع شبه
محررة من سلطته، كما رأينا في الزبداني
قبل أسبوع، والأسبوع الأول في باب
دريب، وانتشرت رغبة الأهالي في تحرير
مناطقهم رغم ما يعنيه ذلك من هجوم
الآليات الثقيلة وقصف الأحياء السكنية
عشوائيا. هذه الحرب الشعبية الواسعة، وإن كانت
معظمها بالمظاهرات، وبمساندة
المنشقين من الجيش السوري نفسه، قد
تطورت بشكل مذهل خلال الأسابيع
القليلة الماضية. لكن يبدو أن الدول
المعنية - مثل روسيا والصين، وكذلك
جنوب أفريقيا والهند - لا تدرك أن
النظام ساقط لا محالة، وإن كانت
المسألة هي: بكم من الوقت وكم من
الضحايا؟ إنما حكم بشار الأسد فعلا في
حكم المنتهي. وإطالة الحرب وإسالة
المزيد من الدماء تعني المزيد من الغضب
عند المواطن السوري ضد الذين يقفون ضده. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |