ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
طرد
السفراء.. إجراء سياسي متقدم 2012-02-08
الوطن
السعودية جاء
إعلان دول مجلس التعاون الخليجي، أمس،
أنها قررت طرد سفراء سورية لديها وسحب
سفرائها من سورية، بمثابة الإعلان عن
انظلاق مرحلة سياسية جديدة، في
التعامل مع الأزمة السورية، وجاء في
البيان الخليجي أن دول الخليج "تتابع
ببالغ الأسى والغضب تزايد وتيرة القتل
والعنف في سورية، الذي لم يرحم طفلا
ولا شيخا ولا امرأة، في أعمال شنيعة
أقل ما يمكن وصفها به بالمجزرة
الجماعية ضد الشعب الأعزل دون أي رحمة"،
مما يؤكد على أن دول الخليج، تنطلق من
مسؤولياتها التاريخية والأخلاقية
والسياسية في آن واحد، بعد أن اتضح أن
الخيار العسكري غير مطروح على الطاولة
لإنقاذ الشعب السوري من المجازر
الدموية التي تعيشها مدنهم وقراهم
وأريافهم. الإجراء
الخليجي الحازم، كان مسبوقا بالموقف
السعودي الصادر عن مجلس الوزراء، أول
من أمس، والذي شدد على أن إخفاق مجلس
الأمن في استصدار قرار لدعم المبادرة
العربية يجب ألا يحول دون اتخاذ
إجراءات حاسمة، لحماية أرواح الأبرياء
ووقف نزيف الدم وجميع أعمال العنف،
ووجهت الرياض مناشدة للمجتمع الدولي
لعدم التوقف عن بذل الجهود المخلصة
وإيجاد حل لهذه الأزمة، وهنا بيت
القصيد المنطلق من المسؤولية
الأخلاقية التي دعت خادم الحرمين
الشريفين إلى إلغاء "أوبريت"
الجنادرية من فقرات حفل الافتتاح
اليوم، تضامنا مع الضحايا الأبرياء. الرسالة
الأخيرة التي وجهتها المملكة حول
الأزمة السورية، تعني حاليا العمل
خارج حسابات مجلس الأمن، بعد الفيتو
الروسي الصيني المزدوج، وما يتطلبه
ذلك من وقت لا تحتمله الأحداث على
الأرض، ولعل هذه الضغوط تدفع بالملف
السوري مرة أخرى لمجلس الأمن. الموقف
السعودي الواضح، وما تبعه من إعلان سحب
السفراء الخليجيين، يعني أن هناك
جهودا لتضييق الخناق على الأسد الذي
استمرأ القتل بوتيرة أعلى من السابق
على أثر الفيتو، وبدأ في تغيير خطابه
الإعلامي، بادعاء أن ما يقوم به، إنما
هو استجابة للمطالبات الشعبية بالقضاء
على ما يصفه ب "العناصر المسلحة"،
وكأن العالم لايعي مايحدث، ولا يدرك
الحقيقة. كل هذا
يجعل من الاجتماع الطارئ لوزراء
خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الذي
سيعقد السبت في الرياض، ذا أهمية
بالغة، لكونه يأتي بعد فشل مجلس الأمن
في تمرير القرار العربي حول سورية،
ويسبق اجتماع مجلس الجامعة العربية،
وهو ما يعني أنه سيكون منصة لانطلاق
إجراءات الحسم المرحلي للأزمة السورية. ================= رأي
الراية الراية 8-2-2-2012 يأتي
قرار دول مجلس التعاون لدول الخليج
العربية سحب جميع سفرائها من سوريا
والطلب من جميع سفراء النظام السوري
مغادرة أراضيها وبشكل فوري انحيازا
للشعب السوري الشقيق الذي يتعرض لأبشع
مجزرة جماعية على يد أجهزة النظام
السوري. كما
تأتي هذه الخطوة والتي ستساهم في عزل
النظام السوري وستدفع بالدول العربية
الأخرى وحتى الدول الغربية إلى اتخاذ
خطوات مماثلة ردا على رفض النظام
السوري كل المحاولات وإجهاضه لكل
الجهود العربية المخلصة لحل الأزمة
وحقن دماء الشعب السوري. إن
قرار دول مجلس التعاون لدول الخليج
العربية يأتي استجابة لنبض الشارع في
دول مجلس التعاون والدول العربية الذي
يتابع بالحزن والغضب تزايد وتيرة
القتل والعنف في سوريا الذي لم يرحم
طفلا أو شيخا أو امرأة، في أعمال شنيعة
أقل ما يمكن وصفها به أنها مجزرة
جماعية ضد الشعب الأعزل دون أي رحمة. لقد
كانت دول الخليج العربية سباقة في
الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق
منذ اندلاع الثورة السورية المطالبة
بالحرية والديمقراطية والتغيير وقد
طالبتْ مراراً النظام السوري بتحكيم
العقل والحكمة ووقف العنف إلا أن كل
مناشداتها ومطالباتها وجدت أذنا صماء
من النظام فرأت أن لا مفر من اتخاذ هذه
الخطوة كنوع من الضغوط المباشرة على
النظام السوري لوقف قتل المدنيين
والاستجابة للمبادرة العربية التي
مثلت خارطة طريق واضحة للخروج من
المأساة السورية التي تسبب فيها
النظام. إن
قرار دول مجلس التعاون الخليجي الذي
اتخذ قبل أيام قليلة من الاجتماع
الوزاري لدول مجلس التعاون والذي
سيخصص لبحث الوضع في سوريا عشية اجتماع
مجلس الجامعة العربية في القاهرة يشكل
رافعة حقيقية ودافعا لكي تتخذ الدول
العربية في اجتماع مجلس الجامعة على
المستوى الوزاري إجراءات حاسمة ضد
النظام السوري تساهم في التصدي
للتصعيد الخطير للنظام ضد الشعب
السوري والذي زادت وتيرته في أعقاب
إخفاق مجلس الأمن في إصدار قرار يندد
بالعنف في سوريا إثر استخدام روسيا
والصين للفيتو في مواجهة مشروع قرار
عربي غربي يتبنى خطة العمل العربية
بشأن الوضع في سوريا. وهو ما اعتبره
النظام السوري غطاء سياسيا له
لاستمرار الخيار الأمني في مواجهة
الشعب السوري. الخطوة
الحاسمة التي اتخذتها دول مجلس
التعاون ضد "النظام السوري تعد
تأكيدا على وجود إرادة حقيقية لوقف
شلال الدم السوري المتواصل منذ نحو
العام وسعيا للضغط على النظام
للاستجابة للمبادرة العربية للخروج من
هذه الأزمة التي تهدد مصير سورية
ووحدتها ومستقبلها. ================= بقلم/أنور
صالح الخطيب كاتب
وصحفي أردني الراية 8-2-2012 حزم
النظام السوري أمره مستقويا بحليفيه
روسيا والصين وبدأ حرباً لا هوادة فيها
ضد الشعب السوري أملا بأن ينجح فيما
سبق وأن فشل فيه طوال الشهور الماضية
إخماد الاحتجاجات الشعبية المطالبة
بالتغيير. إن ما
تشهده المدن والبلدات السورية حرب
حقيقية يشنها جيش نظامي ضد مدنيين
أبرياء تحاول أجهزة الإعلام في سورية
تصويرهم على أنهم "إرهابيون" فيما
تنسب عمليات القصف التي تطال المدن
والبلدات إلى ما تسميه العصابات
المسلحة فيها. لقد
أحرق النظام السوري جميع مراكبه ووضع
خياراته وأوراقه كلها في يد حليفته
موسكو لتخرجه من المأزق الذي وضع نفسه
فيه في اليوم الذي رد على الاحتجاجات
الشعبية المطالبة بالإصلاح
والديمقراطية بالرصاص. من حق
الشعب السوري الذي يذبح على مرأى ومشهد
من العالم أن يصرخ "وحدنا" فلقد
خذله العالم المتحضر بالفيتو المزدوج
الروسي الصين ما وفر للنظام السوري
الغطاء السياسي اللازم ليستفرد بشعبه
ذبحاً وترويعاً. نفهم
أن المصالح لا المبادئ هي التي تحكم
العلاقات بين الدول ونعي أن صراعا
أمريكيا روسيا صينيا هو من عطل القرار
العربي الغربي بشأن الأزمة في سورية
ومنع العالم أن يقول للنظام هناك كفى
قتلا.. لكننا لم نكن نتصور انه رغم
تعديل مشروع القرار العربي الغربي،
وتقديم الجامعة العربية باعتبارها
صاحبة المشروع، لتنازلات كثيرة، على
نص المشروع ونص المبادرة العربية
وإلغائها للكثير من البنود الجوهرية
فيه ان تذهب الصفاقة بروسيا والصين إلى
استخدام الفيتو لإفشال مشروع القرار
الذي لو جرى تمريره لأعاد النظام
السوري النظر في خياراته على الأقل في
وجه اتفاق عالمي على ضرورة وقف العنف
في سورية. روسيا
اعترضت على مشروع القرار العربي
الغربي بحجة أنه "يدعو إلى تغيير
النظام، ويشجع المعارضة على السعي
للسيطرة على السلطة، ويوجه رسالة غير
متوازنة إلى الطرفين أما الصين
فاعترضت على القرار، لكي "تمنع حدوث
المزيد من الاضطرابات والخسائر" و"تجنّب
هذا البلد من المزيد من سفك الدماء وهي
المبررات التي لا تصمد أمام حقيقة ما
حدث ويحدث الآن وتشهده المدن والبلدات
السورية. إن أقل
وصف يمكن إطلاقه على ما شهده مجلس
الأمن الدولي بداية الأسبوع الجاري
بعد الفيتو المزدوج بأنه فضيحة
أخلاقية حقيقية للسياسة الخارجية لكل
من روسيا والصين اللتين اختارتا
الوقوف إلى جانب النظام ضد الشعب حماية
لمصالحهما الاقتصادية والعسكرية
وسعيا للحصول على الثمن من النظام
السوري الذي سيكون ولا شك رهن إرادته
السياسية لموسكو وبكين. الفيتو
الروسي- الصيني يبدو ظاهرا انه لصالح
النظام السوري لكنه في الحقيقة قاد
النظام إلى حتفه وسيسرع في عملية
تغييره فهو قاد سورية إلى المجهول من
خلال تشجيعه على مزيد من الانشقاقات في
صفوف الجيش السوري الأمر الذي سيحول
سورية إلى ساحة حرب أهلية سيكون الخاسر
فيها الشعب السوري أولا وآخرا. إن فشل
المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الأمن في
اتخاذ قرار بشأن سوريا يطالب بوقف
العنف وإدانة جرائم النظام السوري
سيدفع إلى عسكرة الثورة السورية وهو ما
بدأت بوادره بالظهور للعيان حيث يجري
الحديث يوميا الآن إلى جانب المظاهرات
والاحتجاجات الشعبية عن اشتباكات
مسلحة بين الجيش النظامي والجيش
السوري الحر الذي تصفه أجهزة إعلام
النظام بالعصابات المسلحة. إن ما
يجري تداوله على شبكات التواصل
الاجتماعي من أخبار وصور وفيديوهات عن
الجرائم التي ترتكب في سورية وتستهدف
الأطفال والنساء والشيوخ والناشطين
السياسيين تشير بوضوح أن سورية دخلت
بالفعل زمن الحرب الأهلية وان سورية
التي نعرفها لن تعود أبداً كالسابق ..
فموسكو وبكين قامرتا بدماء الشعب
السوري لحماية مصالحهما.. لكنهما في
النهاية ستخسران لأن إرادة الشعوب
ستنتصر على إرادة الطغاة طال الزمن أم
قصر. ======================== صدمة
الفيتو .. وللحرية الحمراء باب علي
محمد الرابغي عكاظ 8-2-2012 رحم
الله شوقي.. ولست أدري لو كان حيا ماذا
كان سيقول.. فقد انبعثت دواعي قصيدته
المشتعلة لهبا مساء يوم السبت الماضي
في أتون القضية العالمية التي أشعلها
فتيل حق النقض الذي أشارت إليه يد
المندوب الروسي والصيني.. قال شوقي: سلام
من صبا بردى أرق ... ودمع لا يكفكف يا
دمشق ومعذرة
اليراعة والقوافي ... جلال الرزء عن وصف
يدق وللحرية
الحمراء باب ... بكلِ يد مضرجة يدق كان
العالم يدرك سلفا أن ما يرفع من شعارات
الحرية والمساواة واحترام حقوق
الإنسان أنها مجرد شعارات جوفاء فرغها
من مضمونها الروس.. وغابت في خضم
الأطماع الإنسانية البوهيمية في عهد
الغاب.. وأصبح مجلس الأمن بيت
الإنسانية ومن تفر إليه الشعوب
المقهورة لإيفاء حقوقها أصبح زيفا
وأصبحت اتفاقياته ومنهجه مجرد حبر على
ورق. لا
يسمن ولا يغني من جوع.. لأن تركيبته
اعتمدت على منهج ظالم وغير عادل سنه
الأقوياء ليكون السلاح الماضي في
أيديهم.. والذي يكسر طوق الإجماع ويسلب
معظم الآراء قوتها وقدرتها على
التأثير.. وإلا فما معنى أن تجتمع آراء
135دولة في هيئة الأمم المتحدة و13 صوتا
من أصل 15 صوتا في مجلس الأمن.. إجماع
منقطع النظير يستصرخ الضمير العالمي
ويستنكر أحداث القوة الغاشمة في قتل
الأبرياء وتمزيق أشلائهم وتسيل الدماء
وترسم على الأرض مأساة الظلم والفجيعة. كل ذلك
يجرى تحت سمع وبصر الروس والصين الذين
عمدوا إلى نقض إجماع القرار الدولي
وكأنهم بذلك يمنحون تفويضا مطلقا
ومفتوحا ويباركون هذا الديكتاتور بل
ويدعمونه بالسلاح الذي يحصد الأرواح
ويقتل الأبرياء. وإذا
كان احترام الأعراف الدولية والقوانين
التي تحكمها والإجماع لم تفلح في أن
تشكم هذا الطاغية وآلة عسفه وقتله.. مما
خولها أن تعيث في الأرض فسادا على مدى
أكثر من أحد عشر شهرا وتقارب العام..
وعدد الشهداء يزداد في كل يوم.. بل إن
الاستهتار بلغ بطاغية الشام أن يضاعف
أعداد القتلى قبل ليلة الاجتماع
وبعدها أضعافا مضاعفة وكأنه يتحدى
العالم ويقول هل من مبارز.. أعلم
جيدا أو أريد أن أقول إن هذا الوضع لن
يدوم طويلا ولكن يملى على العالم
وعقلائه أن يعيدوا النظر في حق النقض
الذي يساء استعماله والذي يضرب
بالإجماع الدولي عرض الحائط ويلغي
فاعلية تفوق الأصوات.. ويصدم آمال
الشعوب والدول.. وخاصة من ليست عضوا في
هذا المجلس.. ويسود قانون الغاب .. وأن
يأكل القوي الضعيف. موقفنا
من الروس والصين: لعلنا ومن باب أضعف
الإيمان أن يكون لنا دور مباشر وفعال
في أن نقاوم وأن نقف صفا مرصوصا في وجه
هذا الظلم وأن نثأر لإخوتنا من خلال
المقاطعة للروس ومن شايعهم مقاطعة
اقتصادية كل من موقعه حتى يستشعر
القادة أن بيع السلاح الذي تزهق به
الأرواح ليس وحده الذي تموت به الشعوب..
وإنما أثبتت التجارب التاريخية أن
المقاطعة الاقتصادية لها دور فاعل في
أن تحني رؤوس الجبابرة والطغاة.. وأن
نريهم الحق حقا.. وأن لا يستصغر أحد منا
مساهمته في هذا المشروع.. أن نجتهد في
الدعاء لإخوتنا أن يفرج الله كربهم
ويبدل خوفهم أمنا ... وحسبي الله ونعم
الوكيل. ================= الشرق
القطرية التاريخ:
08 فبراير 2012 اتخذت
دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية
أمس قراراً شجاعاً وحاسماً بسحب جميع
سفرائها من سوريا والطلب من جميع سفراء
النظام السوري مغادرة أراضيها وبشكل
فوري، وجاء هذا القرار بعد أن انتفت
الحاجة لبقاء سفراء النظام السوري
الذي رفض كل المحاولات واجهض كافة
الجهود العربية المخلصة لحل الازمة
وحقن دماء الشعب السوري. الموقف
الخليجي هذا لم يكن متسرعاً ولم يأت
متعجلاً، كما لم ينطلق من فراغ، وإنما
جاء بعد أن نفد صبر دول مجلس التعاون
وبلغت حالة من الأسى والصدمة
والاشمئزاز إثر تزايد وتيرة القتل
والعنف الذي لم يرحم طفلاً أو شيخاً أو
امرأة في أعمال شنيعة بهذا البلد "أقل
ما يمكن وصفها بأنها مجزرة جماعية ضد
الشعب السوري الأعزل دون أي رحمة أو
شفقة أو حتى مراعاة لأية حقوق أو مشاعر
إنسانية أو أخلاقية"، كما ذكرت دول
المجلس في بيانها الرسمي بهذا الشأن. هذا
القرار الحاسم والشجاع يؤكد من جديد
انزعاج دول المجلس من موقف النظام
السوري الرافض لكل جهود ومساعي حقن
دماء الشعب السوري الشقيق، وهو بذلك
يوجه رسالة واضحة لا لبس فيها إلى مجلس
الجامعة العربية الذي سينعقد الأسبوع
القادم باتخاذ كافة الإجراءات الحاسمة
أمام هذا التصعيد الخطير الذي يمارسه
النظام السوري ضد شعبه الأعزل بعد أن
قارب عمر الأزمة من السنة دونما أي
بارقة أمل للحل. الخطوة
الخليجية، لم تكن منفردة وإن كانت
تتميز بالريادة في هذا المجال، حيث
بادرت دول مثل قطر والسعودية بخطوات
مبكرة في هذا السياق، إلا أن الخطوة
تأتي بالتزامن مع تحرك دولي تعزز بقرار
واشنطن ودول أوروبية عدة بسحب سفرائها
من دمشق للضغط على هذا النظام، حيث
أعلنت بلجيكا وبريطانيا واسبانيا
وفرنسا وايطاليا وهولندا أمس "استدعاء
سفرائها "للتشاور"، الأمر الذي
يضع الدول العربية أمام مسؤوليتها
الأخلاقية والانسانية للوقوف مع الشعب
السوري الشقيق أمام آلة القمع والقتل. ================= تاريخ
النشر: الأربعاء 08 فبراير 2012 محمد
خلفان الصوافي الاتحاد فرصة
روسيا كانت سانحة لتعديل صورتها
الذهنية بموقفها لو دعمت الشعوب
العربية لوقف مذابح الدماء. وموقفها
الأخير في مجلس الأمن الدولي بمنع صدور
قرار يدين نظام بشار الأسد في سوريا،
يؤكد أنها لم تتغير وربما لا ترغب. هذا
الموقف أزعج الرأي العام العالمي وزاد
احتقان الشعوب العربية ضدها. كأنها تصر
بإرادتها الوقوف مع الأنظمة الخاسرة،
رغم أنها تعرف أن الشعوب هي الأبقى.
والدليل الاتحاد السوفييتي نفسه، فقد
رحل لينين كما رحل ستالين أيضاً وبقي
الشعب الروسي. روسيا لم تستوعب إصرار
الشعب السوري على العيش بكرامة، وأنه
لن يوقفه "الفيتو" الروسي ولا
الصيني. مهما حاولت روسيا البحث عن
مبررات لموقفها فلن تقنع أحداً. لا أحد
مع التدخل العسكري، لكن مع الضغط على
نظام بشار للاعتراف بحقوق السوريين في
العيش بكرامة وحرية. البعض يعتقد أن
روسيا شعرت بخطئها، وقد جاءت زيارة
وزير خارجيتها لافروف ومعه رئيس
الاستخبارات الخارجية لتعديل الموقف. الحل
الأمني أثبت أنه لا يمكن أن ينهي أزمة،
ومن يعتقد غير ذلك فهو واهم. هي حلول
وقتية، لكن سرعان ما تعود المطالب أكثر
قوة. الكل يعرف مكانة سوريا
الاستراتيجية وأهميتها في المنطقة وفي
الحسابات الروسية، ومع ذلك غير مقبول
ما يفعله النظام عندما يقتل في اليوم
الواحد 200 شخص. خاصة وأن القرار الأممي
كان مدعوماً من الجامعة العربية. الكل
متفق أن "الفيتو" الروسي جرأ نظام
الأسد على زيادة عمليات القتل، وكأنه
يسابق الزمن ليؤكد للعالم أنه لم يعد
يبالي بأحد، وأنه يستطيع السيطرة على
الوضع. الكل يربط بين الفيتو الروسي
وبين القتل الوحشي. روسيا
ستتخلى عن نظام الأسد، هذا مؤكد،
فدورها يأتي لاحقاً، وهذا ما اعتدناه
منها، لكن سيكون كل شيء قد انتهى.
رأيناه مع نظام صدام ومع أفغانستان ومع
ليبيا. روسيا لا ترى أفقاً في الوضع
العربي، وتعتقد أنها ستخسر الكثير. هذا
الأفق الغائب عنها بسبب مواقفها هذه.
سرعة مجريات الأحداث تقول إن موقفها مع
الشعوب مطلوب الآن، وإلا فإن حجم
الخسارة سيكون أكبر. الكل ينتظر منها
تعديل مواقفها المخيبة للآمال، والآن
هذه فرصتها الأخيرة! وإلا لن تقتنع
الشعوب العربية بها بعد أن تكررت
سلبيتها. واقعياً، روسيا هي الأحوج أن
تجد لنفسها دوراً في حل الأزمات
العربية كي تجد لنفسها مكاناً في
القادم العربي. لا
ينبغي لروسيا أن تخفق في الوقوف مع
إرادات الشعوب كما أخفقت في السابق في
الدفاع عن الحقوق العربية ضد إسرائيل
وإيران. من راقب روسيا خلال العقدين
الماضيين يخرج بنتيجة مفادها أنها لم
تتغير إلا في تفكيك الاتحاد السوفييتي
الدولة العظمى الثانية. فذهنية
التعامل مع الشعوب هي نفسها. مهم جداً
أن تغير روسيا نظرتها للشعوب. كلنا
شهدنا على أن الشعوب الآن هي التي تقرر
ما تريد، وأن الأولويات الاستراتيجية
للدول الكبرى تغيرت ولم تعد كما هي،
وبالتالي لم يعد جائزاً لدولة مثل
روسيا أن تستمر بنفس التفكير إن كانت
تريد الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية.
الشعوب هي الفاعل الأساسي في المجتمع
الدولي، حقيقة أكدها المرزوقي بموقفه
حين طرد السفير السوري. وما تقوم به
فرنسا من جهود لخلق مجموعة أصدقاء
سوريا، سيؤكد لروسيا أهمية الوقوف مع
الشعوب. ================= غازي
دحمان دمشق المستقبل 8-2-2012 لا
تحتاج الثورة السورية إلى عملية بحث
أركيولوجية لمعرفة مسارات تشكل
معمارها البنائي بهندسته الإجتماعية،
إن على مستوى التكوين الإجتماعي
الفاعل في الثورة، أو على مستوى
الإنتشار المناطقي، وما تبعها من
عملية توطين للثورة في مختلف البيئات
والتكوينات وصولاً إلى شموليتها
المرجوة. ولا
يستقيم فهم الثورة السورية وإستشراف
مألاتها دون إدراك جملة الحقائق
المحيطة بها، وكذا الوقائع والمتغيرات
الحاصلة في مسارها، وتلك التي أسهمت في
بنائها، وذلك إنطلاقاً من حقيقة أن
الثورة السورية التي إنطلقت من ظروف
أنية وأدوات محلية هي إبنة بيئة أشمل
وتستند إلى معطيات ترسخت في الواقع
السوري على إتساع طيف تاريخي يمتد إلى
حقب أكثر عمقاً في التاريخ السوري
الحديث. أن ثمة
وقائع ستتفاعل في الذهنية السورية
كمؤشرات على تحولات السياسة وممكناتها
وتكشف قدراً من سرها المموّه في
الشعاراتية الطنانة التي طالما تلطى
بها النظام عن الصمود والخلود، فكانت
واقعة خروج الجيش السوري من لبنان،
بالطريقة والكيفية والأسباب، حدثاً
صادماً، تمازج مع بدء مرحلة نهاية سطوة
أيدولوجية النظام وإعلامه على العقل
الجمعي السوري، الذي راح بفضل العولمة
وإنتشار الفضائيات يبحث عن تفسيرات
تكون أقرب للعقل والمنطق، وبعيداً عن
لعبة التضليل المكشوفة والمبتذلة بنفس
الأن. وثمة
عوامل أخرى ترتبط بأسفار السوريين
وترحالهم، سواء في سبيل البحث عن فرص
العمل، أو لأغراض أخرى، المهم أن
السوري إكتشف التطورات المتسارعة في
أنماط المعيشة والإستهلاك وفي مجالات
التقانة والعمران، وغيرها من الأشياء
التي لم تتوفر في سوريا ذلك البلد الذي
يصدح إعلامه صباح مساء بالإنجازات، في
الوقت الذي بدأت تتمظهر على سطح الواقع
الإجتماعي جملة من المعطيات المستجدة
بفضل النهب الذي تمارسه نخبة من
المشكلين للنظام والمرتبطين به، ووصلت
تعبيرات هذه الحالة إلى ما يمكن أن
نسميه بالبذخ المستفز على ضفاف بحر من
الفقر والجوع والحرمان. تلك هي
العناصر التي تكمن في المشهد الخلفي
للثورة، أما عن ظروف ولادتها فهي جاءت
في ظل حالة الربيع العربي، وكان
المجتمع السوري يتحضر، وإن بشكل غير
مقصود، لإعلان ثورته، لدرجة أن بعض
شعاراتها( خاين يللي بقتل شعبو) تم
إطلاقه أمام السفارة الليبية في دمشق
مناصرة للثورة الليبية. وكمثل
الثورة التونسية، إنطلقت الثورة
السورية من الهوامش، أي من خارج
العاصمة، وما لبثت هوامش أخرى، وخاصة
ريف العاصمة وحمص الإلتحاق بفعاليات
الثورة، ونظراً للبطش الذي مارسته
السلطة تجاه المناطق الثائرة، راوحت
الثورة في الأماكن ذاتها التي إنطلقت
منها، إلا أن هذه الوضعية لم تكن
مؤشراً على حصر الثورة في بؤر معينة
تمهيداً لإسقاطها على ما سعى النظام
وإعتقد، وإنما مثل مرحلة طبيعية
لتوطين الثورة في هذه المناطق
وتجذيرها ومن ثم نقلها إلى المراكز
الاخرى، فصار أن بدأت ضواحي دمشق التي
يقطنها أبناء المحافظات بالحراك لتصل
إلى أحياء دمشقية عريقة كالميدان
وبرزة وركن الدين. في كل
هذه الاثناء حصلت تطورات مهمة في مسار
الثورة، لعل أهمها أن الثورة أوجدت
ديناميات تطورها بشكل طبيعي ومن سياق
مسارها ذاتها، حيث تكرست ظواهر مثل
الإضراب والعصيان والتظاهر المستمر،
وكذلك ظاهرة(الجيش الحر)، بحيث باتت
هذه الديناميات مولدة لدينامية أشمل
وهي حالة توسع الحركة الثورية لتشمل
مناطق أكثر، كما باتت ضامنة
لإستمرارية الثورة على المدى المنظور،
ومن شأن المتابع للمشهد الميداني
السوري ملاحظة تشكل ثلاث مناطق( شمال
إدلب، وريف دمشق، وغرب درعا) كمناطق
فيها سلطة موازية لسلطة النظام وتفوقه
أحياناً. ومن
شأن مزاوجة هذه التطورات بالحالة
الإقتصادية المتردية الناتجة عن تأثير
العقوبات وتراجع قطاعات السياحة
والتصدير، وتأثر قطاعات واسعة من
المواطنين بهذه الوضعية، ضمان تفسير
زخم إلتحاق كثير من المترددين في
فعاليات الثورة، التي في طريقها لأن
تصبح ثورة شاملة وتكمل صيرورتها وتنجز
مهمتها المنشودة. ================= تركيا
وايران: شراكة مستقبلاً لا حرب؟ سركيس
نعوم 2012-02-08 النهار العلاقات
بين تركيا "الاسلامية" السنّية
والعلمانية وبين الجمهورية الاسلامية
الايرانية، تشغل بال العالمين العربي
والاسلامي. فغالبية دول الأول، اي
العربية، تخوض ومن زمان، مواجهة مع
الجمهورية المذكورة لأنها الخطر
الأكبر عليها. لكنها مواجهة غير مباشرة.
أما بعد النجاحات النووية التي حققها
الايرانيون فقد شعرت الدول العربية
بأن الخطر صار داهماً، لكنها لم تكن
تمتلك ولا تمتلك القوة التي تستطيع
بواسطتها مكافحته. ولهذا السبب اعتمدت
على طريقتين لتقليصه ولازالته.
الاولى، الارتماء في احضان الولايات
المتحدة والغرب الموالي لها طلباً
للحماية. وقد حصلت عليها لان غالبيتها
دول تقع في قلب العالم العربي وفي طرفه
الذي هو في بحيرة نفطية يحتاج اليها
العالم. والثانية تشجيع ودعم الحركات
المناوئة لايران لاسباب اتنية او
مذهبية سواء داخلها او في الدول
المجاورة لها مثل العراق حيث صارت هي
صاحبة صاحبة النفوذ الأقوى فيه. وفّر
"الربيع العربي"، الفرصة
المثالية للدول العربية المذكورة
لمواجهة ايران من خلال دعم الثائرين
على حليفها السوري، وربما يتيح لها ذلك
وضع ايران في موقع دفاعي. طبعاً
ظهرت في السنوات الاخيرة طريقة ثالثة
اعتقدت غالبية الدول العربية، ولا
سيما التي منها تواجه اخطاراً
ايرانية، أن بروز تركيا الاسلامية
دولة راغبة في لعب دور اقليمي كبير
استناداً الى قدراتها العسكرية
وامكاناتها الاقتصادية وعلاقاتها
الدولية وعضويتها في حلف شمال الاطلسي
وسنّية غالبية شعبها، اعتقدت غالبية
هذه الدول ان في مقدورها حماية العرب
السنّة من "الفرس" الشيعة. هل
حقّقت الدول العربية المشار اليها
النتائج التي أملت فيها؟ ضمنت
الحماية الاميركية والغربية
الاوروبية، وضمنت أن اصحاب هذه
الحماية لن يسكتوا أمام ايران اذا مضت
في خياراتها النووية والسياسية الشرق
الأوسطية. فهم بدأوا، ومنذ مدة، فرض
عقوبات قاسية عليها. وهم سيلجأون الى
القوة العسكرية اذا وجدوا انها لن
تتراجع عن مخططاتها او لن تنخرط في
حوار جدي معهم يحمي مصالح الجميع. وهي،
اي الدول العربية، تدعم بجد ثورة
غالبية الشعب السوري ضد نظام الاسد
ومعها غالبية العرب ومعظم العالم.
وتقدم الدعم لسنّة العراق كي يبقوا
صامدين في وجه ايران وحلفائها الشيعة،
وتالياً كي يبعدوها عن الحدود
المباشرة لخليج النفظ العربي. اما
بالنسبة الى تركيا فإن هذه الدول
العربية لا تزال تعتمد عليها، لكنها
اكتشفت ومن خلال مباحثاتها مع حكومتها
الاسلامية، استعداداً تاماً للمساعدة
ولكن غير العسكرية وخصوصاً في سوريا.
وظهر ذلك في وقوفها جانباً، رغم
استمرار مساعداتها الانسانية وربما
غير الانسانية للثوار وإن بطرق غير
معلنة. ورهان هذه الدول مع جهات اخرى
دولية على صراع ايراني – تركي
يستفيدون كلهم منه لم يلاقِ النجاح. طبعاً
لم تصبح تركيا عدوة ايران. لكنها لم
تصبح حليفتها. إنهما دولتان متجاورتان
كبيرتان تطمح كل منهما الى دور كبير في
منطقة واسعة، وتعرف كل منهما انها
ستحصل على هذا الدور نظراً الى "وسع"
المنطقة. ويبدو استناداً الى
المعلومات "الديبلوماسية"
المتوافرة عن الاتصالات بين انقرة
وطهران ان القرار النهائي لحكّام
الدولتين هو عدم التقاتل اي التحارب
وهو اقامة علاقات ثنائية متنوعة وجيدة.
طبعاً اوضحت طهران لانقرة اهمية سوريا
الاسد بالنسبة اليها، ودعتها الى
تفهّم هذا الموضوع، ونصحتها بعدم
التورط عسكرياً فيه على نحو مباشر.
وأوضحت انقرة لطهران ان نظام بلادها
علماني لكن شعبها غالبيته مسلمون سنة،
ولذلك لا يستطيع تحمّل قمعهم
واستهدافهم في دول تؤثر فيها ايران
سلباً في شكل او في آخر. وأوضحت لها
ايضاً ان العراق المهم لها هو مهم
لتركيا ايضاً، ليس لأن فيه تركمان
وسنّة عرب فقط، بل لأن مناطق هؤلاء على
تخوم الخليج العربي. وهي لا تحبذ ان
يُصبح في خطر جراء وصول ايران مباشرة
او على نحو شبه مباشر الى حدوده. طبعاً
عرفت ايران من تركيا انها تحبّذ
امتلاكها طاقة نووية للاستخدام السلمي
لكنها ترفض تحوّلها نووية عسكرياً،
علماً ان صواريخ ايران التقليدية قد
تبلغ اسطمبول. ولا يخفي ذلك خوف او قلق
بل رغبة في رؤية شرقٍ اوسطٍ مستقر. ذلك
ان تركيا تعرف انها قوية بامكاناتها
المتنوعة وأيضاً بتحالفاتها الدولية
والعربية وكذلك بعضويتها في حلف شمال
الاطلسي. ========================== الأزمة
السورية.. بداية الفصل الأخير سامح
المحاريق الرأي
الاردنية 8-2-2012 قريبا
من الذكرى الثلاثين لمجزرة حماة التي
يحاول أنصار النظام السوري تناسيها
وحذفها من التاريخ، أتت مجزرة
الخالدية في حمص لتؤكد حقيقة أن النظام
السوري لم يتغير، وللأسف لن يتغير،
فمشكلة النظام في سوريا هي في شرعيته،
والسلطة التي اختطفها حافظ الأسد من
زملائه سورت نفسها بالخوف والعنف طيلة
عقود، ولكنها لم تستطع أن تؤسس لشرعية
بديلة يمكن الثقة فيها، كأن يتم التقدم
بسوريا لتكون مثلا طليعة متقدمة
للتحضر في الشرق العربي، مع أن
السوريين مؤهلون أكثر من غيرهم لهذه
التجربة. النظام
السوري ليس أمامه سوى العنف، والمدرسة
الدبلوماسية السورية استندت طويلا على
التسويف وقلب الحقائق، والبحث عن مخرج
آمن للرئيس السوري ليس ممكنا، لأن
الرئيس لا يمتلك رفاهية أن يلجأ منفردا
لهذا الخيار، فوراءه طبقة كاملة من
المنتفعين، لا تقف عند الجنرالات
ورجال الأمن والتجار وإنما تشتمل على
عشرات الآلاف من صغار المستفيدين من
حكم البعث وتواطئهم مع أجهزته، كما أن
جرائمهم لم تقتصر على الفساد وتبديد
الثروات وإفقار الشعب، وإنما تحولت
إلى علاقة ثأرية تغذيها دماء أريقت
وأعمار ضيعت بين السجن والمنفى. يمكن
ببساطة تصديق الشائعات في أن قرار
الرئيس الأسد في الخروج للتحدث مع
الشعب ليس مناطا به لوحده، وأن شقيقه
ومجموعة الجنرالات المقربين من
العائلة يمكنهم ليس فقط منعه من التحدث
وإطلاق الوعود، وإنما أيضا تحديد
إقامته، ويمكن الاقتناع بالفعل أن
الرئيس لم يصدر أمرا شفهيا أو خطيا
بالعمليات العسكرية الموجهة للمدن
السورية، وأنه لا يرى من ذلك جدوى أو
طائل، ويفضل أن توقف هذه العجلة
الملعونة ولو كان الثمن التضحية
بمنصبه، ولكن المنصب ليس سوى وجه
بروتوكولي لنظام يقاتل ووراءه الهاوية.
التحرك
العربي يجب أن يكون واضحا، والشعب
السوري يراقب اليوم مواقف الدول
العربية ويرصدها ويعد قائمته الخاصة
لتصنيف الدول العربية على أساس
مواقفها من الدم السوري، وعلى بعض
التيارات من النخبة الأردنية أن تعلن
تأييدها الحقيقي لخيارات الشعب
السوري، وألا تنساق وراء أحاديث
العصابات المسلحة والثورة المأجورة. منطقيا،
إذا كان النظام السوري لا يستطيع أن
يضبط هذه العصابات التي تصول وتجول في
الدماء، فإنه نظام هش ومتهالك، يكمل
صورة النظام الذي شاهد الطيران
الإسرائيلي يتنزه فوق قصر رئيسه ويقصف
مواقع مختلفة في الداخل السوري دون أن
يتحرك واحتفظ بحق الرد بالطريقة
المناسبة في التوقيت المناسب!!!!
وبالتالي فهذا النظام يغرق في
الازدواجية والنفاق حين يزعم ويُنصّب
نفسه زعيما لتيار الممانعة ويمسك
بيديه صكوك الغفران ليوزعها على الدول
العربية الأخرى، وإذا كان النظام
السوري لا يستطيع مواجهة الأحداث
لأنها ثورة واسعة، فالشعب السوري في
هذه الحالة يكون أطلق كلمته، وليست
مشكلته أن بعض النخب مصابة بالصمم. الفصل
الأخير من الأزمة السورية يوشك على
البدء، والمواقف يجب أن تكون مدروسة
للغاية، بين نظام لا يمكن توقع خياراته
لأنه لا يستطيع تبييض صفحته أو تهدئة
الوضع، وبين الشعب السوري الذي سينظر
إلى عمقه العربي بعقلية الجرد النهائي
، والسوريون تحديدا– مثل التاجر
الشاطر - لا يخطؤون الحساب، كما أنهم لا
ينسون ديونهم بسهولة. ================= الصراع
على سورية.. من المسؤول؟! صالح
القلاب الرأي
الاردنية 8-2-2012 كما
بدأت الانتفاضة السورية حركة احتجاج
سلمية كذلك فانها بدأت مسألة داخلية لا
علاقة لأي بُعد اقليمي او دولي فيها
لكن وكما ان اصرار النظام السوري على
استخدام العنف والمزيد من العنف قد
حوّلها مع الوقت الى مواجهة عسكرية
يلعب فيها «الجيش الحر» الدور الرئيسي
وشبه الوحيد فان التدخل الروسي السافر
وارسال قِطع حربية استراتيجية لترابط
في ميناء طرطوس، واتخاذ هذا الموقف
المستغرب الذي شاركتها فيه الصين في
مجلس الامن قد اعطى الوضع في هذه
الدولة صفة الصراع الدولي عليها وعلى
غرار ما كان في نهايات أربعينيات وكل
خمسينيات القرن الماضي. كانت
كل الانقلابات العسكرية، التي كان
بدأها حسني الزعيم في عام 1948 ثم تلاحقت
حتى الوصول الى انقلاب مارس (آذار) 1963
الذي نفذه حزب البعث ضد نظام مجموعة
الانفصاليين التي اسقطت الوحدة
المصرية – السورية ثم انقلاب حافظ
الاسد في نوفمبر (تشرين الثاني) 1970،
تجسيداً لصراع دولي بين دول الاستعمار
القديم والولايات المتحدة وهو صراع
شمل دولاً عربية أخرى مثل: العراق
واليمن والسودان وبعض دول شمالي
إفريقيا. لم
يتوقف الصراع على سوريا اطلاقا رغم
انها دخلت في فترة استقرار في عهد حافظ
الأسد فالولايات المتحدة بقيت تسعى
للحد من نفوذ الاتحاد في هذه الدولة
المركزية فعلاً والمحورية حقاً الذي
بلغ ذروته بعد حركة فبراير (شباط) عام
1966 والتي قادها نور الدين الأتاسي
وصلاح جديد ويوسف زعين وإبراهيم ماخوس
ومحمد عيد عثاوي وبالمقابل فإن موسكو
السوفياتية واصلت التمسك بهذا المركزي
المتوسطي الحيوي حتى في الفترة التي
انفتح فيها حافظ الأسد على الغرب وعلى
الولايات المتحدة وإقليمياً على الدول
العربية المحافظة التي كانت تحسب على
العسكر الغربي الذي تقوده أميركا. كل هذا
وقد أعطى بروز إيران الخمينية في
المنطقة بعد عام 1979 بُعداً إقليمياً
لهذا الصراع تجسد في عمليات الاصطفاف
الإقليمي والدولي بالنسبة للحرب
العراقية – الإيرانية التي ما ان
توقفت حتى اعطى صدام حسين لهذه
المواجهة جرعة قوية جداً باحتلال
الكويت وما ترتب على هذا الاحتلال الذي
استدرج كل هذه القوى الاجنبية الغربية
الى المنطقة والذي مكّن إيران بما ترتب
عليه إقليمياً من احتواء سورية ومن
اقامة رؤوس جسور لنفوذها في لبنان من
خلال حزب الله وفي غزة من خلال حركة «حماس»
وبالتالي الهيمنة على العراق كما هو
واقع الحال في الفترة الحالية. والآن
وقد تجدد الصراع على سورية في هيئة هذه
المواجهة السياسية والدبلوماسية التي
ستتخذ الطابع العسكري إن بقيت الامور
تسير في هذا الاتجاه الذي تسير فيه،
بين الولايات المتحدة والغرب عموماً
ومعظم الدول العربية من جهة وبين روسيا
ومعها ايران وبعض المؤلفة قلوبهم من
العرب، فان هذا النظام، اي نظام بشار
الاسد، هو الذي يتحمل كامل المسؤولية
فهو بدأ ومنذ اللحظة الاولى باستخدام
القوة المفرطة وهو شرّع الابواب
السورية على مصاريعها ومنذ البدايات
لتدخل الروس والايرانيين عسكرياً وهو
بقي يسد آذانه ويغلق عيونه ازاء كل
محاولات ابقاء هذه الأزمة في الاطار
العربي ومنعها من ان تتحول الى ازمة
اقليمية ودولية. ================= ما
جنته روسيا والصين على الشعب السوري محمد
كريشان 2012-02-07 القدس
العربي طبعا
لم يكن متوقعا من الصين وروسيا أن
يقولا بعد أن صوتا ضد قرار مجلس الأمن
الخاص بسوريا بأنهما أخطآ في ذلك.
المتحدث باسم الخارجية الصينية رأى أن
بلاده فيما فعلته في نيويورك إنما 'كانت
تدافع عن الحق'!!، فيما قال وزير
الخارجية الروسي إن موسكو ما كان لها
أن تصوت لفائدة القرار العربي
الأوروبي لأنه 'كان يعني انحيازا لطرف
على حساب آخر في حرب أهلية'!!. أما
كان متوقعا، إلى جانب ترحيب دمشق بما
جرى في نيويورك، فهو بالتأكيد استحسان
طهران له فوزير الخارجية الإيراني
اعتبر أن 'القرار الروسي والصيني لا
يتعلق بالملف السوري فقط، وإنما
بالتعامل الدولي، لأن مجلس الأمن تحول
إلى أداة غطرسة وتفرد للغرب ضد سائر
الدول، وروسا والصن وقفتا هذه المرة
أمامهم'. مثل هذا الموقف الإيراني لا
يمكن أن يفهم في سياق التحالف
الاستراتيجي بين البلدين فقط وإنما
أيضا في ضوء ما رأته بعض التحليلات
الأمريكية من أن الفيتو الروسي الصيني
يخفي في ظلاله قرارات فيتو أخرى ضد أي
جهود غربية ترمي إلى فرض مزيد من
العقوبات على إيران في مجلس الأمن
مستقبلا. المندوب
السوري في الأمم المتحدة لم يجانب
الصواب عندما تساءل عما إذا كانت
واشنطن تشعر بنفس ' الاشمئزاز' الذي
عبرت عنه تجاه الفيتو الروسي الصيني
عندما استعملت بلادها نفس الفيتو أكثر
من ستين مرة لإجهاض قرارات تتعلق
بالصراع العربي الإسرائيلي. ما فات
المندوب السوري أنه بهذه الرغبة في
الإحراج إنما وضع النظام في دمشق في
نفس منزلة تلك الدولة المارقة التي
تضرب بعرض الحائط الشرعية الدولية
لكنها تجد من يحميها. وكما كان الفيتو
الأمريكي يحمي عربدة الاحتلال
الإسرائيلي، هاهو الفيتو الروسي
الصيني يحمي عربدة أسوأ هي من نظام ضد
شعبه، وهو ما دعا رئيس المجلس الوطني
السوري المعارض إلى وصف حكم الرئيس
بشار الأسد بأنه 'محتل' ، وهنا قد تكتمل
بالصدفة المقارنة. ومن
نكد الدهر أنه كما كنا نقول عن 'الفيتوات'
الأمريكية طوال هذه السنوات بأنها
إطلاق ليد الاحتلال الإسرائيلي لمزيد
من الفتك بالفلسطينيين فإن الفيتو
الروسي الصيني الأخير أطلق يد النظام
السوري في مزيد من تبني 'المطلب الشعبي'
الذي بدأ خيارا أمنيا وانتهى عسكريا ضد
الشعب. المفارقة هنا أن هذا النظام،
ومن والاه، لا يبارح ولا يمل في اعتبار
نفسه قلعة مقاومة وممانعة في وجه من
يشترك معه في التمتع بغطاء دولي من جهة
ما لمارسات غير مبررة. هنا نستحضر
الشاعر أحمد مطر حين قال عنه: مقاومٌ
بالثرثرة ممانعٌ
بالثرثرة له
لسانُ مُدَّعٍ.. (...) لم
يطلقِ النّار على العدوِ لكنْ
حينما تكلَّمَ الشّعبُ صحا من
نومهِ وصاحَ
في رجالهِ.. مؤامرة
! مؤامرة
! وأعلنَ
الحربَ على الشَّعبِ وكانَ
ردُّهُ على الكلامِ.. مَجزرةْ ================= الصراع
الروسي الامريكي على سورية راي
القدس 2012-02-07 القدس
العربي ربما
يكون من الصعب علينا التكهن بالنتائج
التي ستتمخض عنها زيارة سيرجي لافروف
وزير خارجية روسيا الى دمشق استنادا
الى التصريحات التي اطلقها في مؤتمره
الصحافي الذي عقده بشكل محدود بعد
لقائه بالرئيس السوري بشار الاسد،
ولكن ما يمكن الجزم به ان الازمة
السورية دخلت مرحلة التدويل الفعلي،
من حيث ان سورية باتت ميدان صراع بين
الولايات المتحدة وحلفائها
الاوروبيين والعرب من ناحية، وروسيا
والصين وحلفائهما من الهنود والجنوب
افريقيين والبرازيليين من ناحية اخرى. من
الواضح ان معسكر الولايات المتحدة
يريد تغيير النظام السوري بوصفة هي
مزيج من الحصار الاقتصادي كمقدمة
للتدخل العسكري على غرار ما حدث في
ليبيا والعراق في الماضي وايران في
الايام المقبلة، بينما يصر المعسكر
الصيني الروسي على منع تغيير النظام،
او عدم توفير غطاء شرعي اممي لهذا
التغيير في اقل تقدير. المسألة
ليست مسألة قاعدة عسكرية روسية في
طرطوس، وانما اكبر من ذلك بكثير،
المسألة لها علاقة بالنفط بالدرجة
الاولى، والطموحات الايرانية في
امتلاك اسلحة نووية، فالصين التي
استخدمت 'الفيتو' في مجلس الامن الدولي
ضد مشروع القرار العربي المطالب بتنحي
الرئيس بشار الاسد، لا تملك قواعد
عسكرية في سورية، وميزانها التجاري
معها اقل من نصف ميزانها التجاري مع
اصغر دولة خليجية، مضافا الى ذلك ان
الصين لم تبع قطعة سلاح واحدة لسورية
منذ ثلاثين عاما! تطوران
رئيسيان طرآ على الملف السوري في
الاربع والعشرين ساعة الماضية، الاول
هو القرار العربي الامريكي الاوروبي
المشترك بسحب السفراء من دمشق،
والثاني تصريحات السناتور جون ماكين
المرشح الجمهوري السابق للرئاسة الذي
طالب فيه بلاده بتسليح المعارضة
السورية فورا للدفاع عن الشعب السوري
في مواجهة المجازر التي يتعرض لها
حاليا على حد وصفه. سحب
السفراء كخطوة لاغلاق السفارات، هو
اكبر من الهدف المعلن اي زيادة عزلة
النظام السوري ومحاصرته دبلوماسيا،
وانما هو خطة لنزع الشرعية العربية
والدولية عن النظام تمهيدا لتغييره
بوسائل عسكرية، قد تكون مقدمتها تسليح
المعارضة، وجر النظام الى حرب استنزاف
طويلة الامد. السناتور
ماكين المقرب جدا من دائرة صناعة
القرار في الادارة الامريكية بحكم
مكانته لا يمكن ان يطلق تصريحات على
هذه الدرجة من الخطورة لولا انه يعلم
جيدا ان هناك نوايا حقيقية لدى الرئيس
الامريكي بالتدخل عسكريا، وبطرق غير
مباشرة، في الازمة السورية. النظام
في سورية المدعوم روسيا وصينيا يعرف
هذه الحقيقة جيدا، ولذلك اراد حسم
الامور عسكريا في حمص بارتكاب مجازر
دموية، على امل ان يؤدي هذا الحسم الى
اغلاق الباب امام هذه المخططات
الامريكية في حال حدوثها. سورية ستكون
في الاشهر المقبلة حلبة صراع للدببة
الروسية والامريكية، ستتضرر منها
المنطقة العربية باسرها، بما في ذلك
جيران سورية في كل الاتجاهات، فالمثل
الانكليزي يقول عندما تتصارع الفيلة
يكون العشب هو اكبر الضحايا. ================= الاربعاء,
08 فبراير 2012 مارك
لينش * الحياة حق
النقض «الفيتو» الذي استخدمته روسيا
والصين، حال بين الأمم المتحدة وبين
دعمها مبادرة جامعة الدول العربية
الرامية الى وقف القتل وتسهيل انتقال
سياسي في سورية. وجاء «الفيتوان» على
رغم الجهد المنسق الذي بذله رعاة
القرار للاستجابة لأكثر الاعتراضات
مغزى، خصوصاً لناحية تكرار تأكيد
استبعاد التدخل العسكري. لم يكن «الفيتو»
ثأرَ مجموعةِ دول «بريكس» (التي تضم
روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب
افريقيا) على ما اعتقد بعضهم، حيث أيدت
الهند وجنوب أفريقيا الاكثريةَ، التي
بلغت 13 صوتاً ضد صوتين (وكانت البرازيل
لتفعل الامر ذاته لو كانت لا تزال في
المجلس). ووصفت السفيرة الاميركية
سوزان رايس الفيتو الروسي والصيني ب «المُعيب»،
وأنا أوافقها في ذلك. لم يكن
القرار الدولي مثالياً، بيد أنه وفّر
الأمل الأفضل في حشد ضغط دولي دائم على
نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، وكان
ليوجه إشارة قوية الى السوريين من كل
الاتجاهات في شأن وجود إجماع دولي
ينطوي -على الأقل- على بعض الأمل بظهور
مسار سياسي، ورقابة تحظى بالتفويض على
فرض وقف النار وتقديم تقارير منتظمة
الى مجلس الأمن. ورأى مساندون كثر
للمعارضة السورية، أن القرار أسوأ من
عدمه، بما أنه لم يسمح بالتدخل
العسكري، ولأن صيغته الأخيرة لا تدعو
الأسد صراحة الى التنحي، لكنهم
مخطئون، وأعتقد بأن العديد منهم يلاحظ
ذلك الآن. سيقلص
الفيتو دور الأمم المتحدة، وسيزيد
احتمالات انحدار السوريين نحو حرب
أهلية تغذيها الدماء التي تسفكها
الأسلحة والأموال التي تتدفق على جميع
الأطراف. وقبل التصويت، حذّرت وزيرة
الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من
ان «المرحلة الأخيرة من اللعبة، وفي
غياب عملنا معاً كمجموعة دولية، ستكون
حرباً أهلية». هي على صواب، ففشل الأمم
المتحدة لن ينهي الجهود الإقليمية
والدولية للحد من الوحشية المتفاقمة،
لكنه سيرغم مَن يبذل الجهود تلك على
اتباع أقنية أقل شرعية من الناحية
الدولية وأقل فاعلية. والفرص الضئيلة
الحالية ل «هبوط سلس» في سورية، والتي
تتضمن انتقالاً سياسياً يضع حداً
للعنف، تقترب الآن من الانهيار الكامل. لا
أعتقد اننا نتجه الى تدخل عسكري أميركي
مباشر تدعو اليه مجموعة صغيرة من
الصقور الليبراليين، ولا ينبغي ان
يحصل تدخل، ولم يقدِّم أي مناصر للتدخل
العسكري الأميركي أيَّ اقتراح
بالكيفية التي يمكن ان تسفر فيها أعمال
محددة عن النتائج المرجوة، أخذاً في
الاعتبار طبيعة القتال. فلا يمكن ضربات
جوية ومنطقةَ حظرٍ جوي أن تغير موازين
القوى في بيئة حرب أهلية تخاض في مناطق
كثيفة السكان، تفتقر فيها الولايات
المتحدة الى مصادر استخبارات بشرية
يمكن الاعتماد عليها. تذكروا ان حملة
جوية احتاجت ستة أشهر لتنجح في ليبيا،
وفي ظروف أحسن بكثير من السائدة سورية
ومحيطَها اليوم. إن اقتراحات إنشاء
المناطق الآمنة وفتح الممرات
الإنسانية تظل غير صالحة للتطبيق
العملي، بل ينبغي عدم السماح لمناصري
العمل العسكري بنقل المسألة عند حصول
التصعيد المتوقع، إلى التدخل البري -الذي
يتفق الجميع على انه سيكون كارثياً على
الأرجح- بعد فشل كل البدائل الأخرى.
الشهية السياسية إلى التدخل العسكري
تساوي صفراً، ويعسر عدم ملاحظة أن جميع
المتحدثين في الأمم المتحدة، بمن فيهم
مَن تكلم باسم الجامعة العربية وقطر،
رفض التدخل العسكري رفضاً صريحاً. إنني
أتوقع دعوات الى تزويد «الجيش السوري
الحر» بالسلاح، أو أن يجري ذلك من دون
ضجيج، ولكن لا ينبغي لأحد أن يُخدع
بالاعتقاد بأن هذا الامر بمثابة
البلسم الشافي من كل العلل. فتسليح
الطرف الضعيف في حرب أهلية شاملة تعرضت
للتدويل، يشبه المساهمة في تجميد
الوضع أكثر مما يشبه فرْضَ نهاية سريعة
وحاسمة. الدعم هذا، مضاف اليه وجود جيش
واضحٌ بقاؤه موالياً وراغباً في
القتل، الى جانب تكثيف الديناميات
الطائفية التي يمكن المتفرجين البقاء
بسببها على تأييدهم للنظام، سيجعل
الحرب الأهلية تستمر طويلاً. ويمكن
سورية التحول دوامةً إقليمية، على
غرار لبنان في الثمانينات بعد مدّه
بالمنشطات: حرب أهلية مديدة تغذيها
شحنات أسلحة وتدخلات سرية من كل
الأطراف وبالوكالة عنها. هل يعتقد أيٌّ
كان بأن هذا مسار طيب؟ وبصرف النظر عن
نتيجة المعركة في الميدان، لن تكون
إعادة تأهيل سورية ممكنة في ظل نظام
الأسد، لا إقليمياً ولا في المجتمع
الدولي. *
استاذ مساعد للعلوم السياسية في جامعة
جورج واشنطن، عن «فورين بوليسي»
الأميركية، 5/2/2012، إعداد حسام عيتاني ================= الاربعاء,
08 فبراير 2012 أوس
مبارك * الحياة لعلّ
الأسئلة حول دور المساجد والأئمة في
دمشق، كان يجب أن تنال نصيباً أوفرَ من
البحث، بعيداً عن بداهة فكرة أنها
الأماكن الوحيدة التي يمكن التجمع
فيها، في ظلّ السيطرة الأمنية على
ساحات دمشق وشوارعها الرئيسة. ولعلّنا
نتذكر أنّ المساجد التي خرجت منها
التظاهرات مع بدايات الثورة كالجامع
الأموي، لم تعد تخرج منها، واستقرّت
اختيارات المتظاهرين على مساجد بتنا
نحفظ أسماءها لتكرارها أسبوعياً. فلمَ
هذه المساجد دون غيرها تخرج منها
التظاهرات؟ ولمَ هؤلاء الأئمة دون
غيرهم؟ لا
نبالغ إن قلنا إنّ الأمر يعود الى
حوالى القرن، فمعظم هذه المساجد
يؤمّها تلامذة لتلامذة الشيخ بدر
الدين الحسني، الذي كان شيخ زمانه، في
وقتٍ اتّسم بتراجع في العلوم الدينية
وجميع العلوم والفنون بعد عصر
الانحطاط الذي رافق نهاية الحكم
العثماني، وقد خرّج الشيخ عدداً من
التلاميذ أصبحوا من أهمّ مشايخ دمشق،
وأسسوا ما سموه «رابطة العلماء». وعاش
الشيخ ليشهد الثورة ضد الاستعمار
الفرنسي، ويكون تلميذاه محمد الأشمر
وحسن الخراط من قادة الثورة. أما
تلميذه حسن حبنكة الميداني، الذي دعا
عام 1967 لإسقاط حكم البعث عبر الإضراب
والعصيان المدني من منبر الجامع
الأموي قبل أن يقتحمه الجيش بدباباته،
فكان معلماً لكريّم راجح، إمام مسجد
حسن حبنكة الميداني في الميدان، الذي
مُنع من الخطابة أثناء الثورة بعد
تحوّل مسجده مركزاً للتظاهر. وبذلك
نلحظ أنّ هذا حال معظم «مساجد الثورة»
في دمشق. مسجدا عبد الكريم الرفاعي
وعلي الدقر في كفرسوسة، والدقاق في
الميدان، والحسن في أبو رمانة الذي
خرجت منه التظاهرات قبل منع شيخه محمد
أبو الهدى اليعقوبي (ابن أحد تلامذة
الشيخ بدر الدين) من الخطابة فيه، وكذا
حال الشيخ معاذ الخطيب وعبد العزيز
الخطيب وغيرهم. لم تكن
هذه الجماعة المتأصّلة في المجتمع
الدمشقي المتديّن على قرب من حكم الأسد
الأب، ولا الابن بطبيعة الحال، بما
فيها أولئك الصامتون الآن، رغم
محاولات النظام استمالتها، لكنه
استطاع استمالة بعضهم مثل حسام الدين
الفرفور ابن محمد صالح الفرفور تلميذ
الشيخ بدر الدين ومؤسس معهد الفتح،
ومفتي سورية السابق أحمد كفتارو. لكن
ظلت أغلبية هذه الجماعة على حال أقرب
للخصام مع حكم الأسد، وكانوا سنداً
خلال الثورة للشباب الراغبين في
الخروج من مساجدهم للتظاهر، حتى إن
بعضهم ساعد في تخليص الثوار من قبضة
الأمن أثناء محاصرتهم، وساعد في
الإفراج عن معتقلين، فضلاً على خطبهم
التي كانت تعطي معنويات أعلى للشباب،
فكان بذلك مشايخ رابطة العلماء
ومساجدهم أشبه بما يسمى «بيئة حاضنة»
للشباب الحالم بالحرية وبالدولة
المدنية الديموقراطية. *
كاتب سوري ================= الاربعاء,
08 فبراير 2012 زياد
الدريس * الحياة وصفت
وزيرة الخارجية الأميركية الفيتو
الروسي والصيني ضد قرار إدانة نظام
سورية بأنه «مخزٍ»، والحقيقة أن هذا
الوصف الأميركي غير دقيق إذ إن المخزي
ليس الفيتو الروسي أو الفيتو الصيني. «المخزي»
الحقيقي هو مبدأ (الفيتو) نفسه! وإذا
نظرنا إلى المسألة من خلال هذه النافذة
الأوسع سنجد مريعاً تعليق المندوبة
الدائمة الأميركية لدى الأمم المتحدة
حين تتحدث بصوت الذئب الوديع معبرة عن
اشمئزازها من الفيتو «الروصيني»: «الولايات
المتحدة تأسف أن أعضاء في هذا المجلس
يستمرون في منعنا من تحقيق هدفنا وهو
التطرق إلى أزمة عميقة في سورية وتهديد
متنام للسلام الاقليمي والأمن
الاقليمي، ولأشهر مضت احتجز هذا
المجلس رهينة من قبل بعض الأعضاء ممن
يقفون وراء حجج فارغة ومصالح بينما
يعطلون ويحبطون أي مشروع قانون يضغط
على الأسد لتغيير سلوكه». وُضع
نظام (الفيتو) بعد نهاية الحرب
العالمية الثانية بيد المنتصرين
الخمسة، الولايات المتحدة والاتحاد
السوفياتي وبريطانيا وفرنسا والصين،
مكافأة لهم على انتصارهم وامتيازاً
لهم عن المهزومين. هذا الوضع كان عام 1945
فهل ما زلنا حتى الآن نعيش تحت (قانون
طوارئ عالمي) يفرضه المنتصرون؟! خلال 67
عاماً مضت تغيرت موازين واضمحلت قوى
وانشطرت دول إلى دويلات وخرج الكثير من
المواثيق والاتفاقيات حول المساواة
وحقوق الانسان وتكريس الديموقراطية
وتعميمها بين الجميع دولاً وشعوباً
وأفراداً من دون تفرقة .. أو هكذا فهمنا! كل هذه
التحولات في القوى والقيم، وما زالت
خمس دول تتحكم بضمير ومصير العالم ضمن
صيغة ديكتاتورية أحادية لا تمت لأسس
الديموقراطية وقيم المساواة بصلة. حقاً،
الفيتو الروسي الصيني ضد قرار إدانة
وحشية النظام السوري مخزٍ ويدعو الى
الاشمئزاز، نحن نقول هذا .. لكن لا يحق
لأميركا أن تقوله لأننا لا ننسى
القرارات المخزية والمثيرة للاشمئزاز
التي اتخذتها أميركا ضد حقوق الشعب
الفلسطيني الذي يتعرض أيضاً لوحشية
نظام عدواني صهيوني محتل، حمته
الولايات المتحدة طوال تاريخه الوحشي
ب 40 قرار فيتو أميركي! نظام (الفيتو)
نظام أحادي استبدادي مستحلب من أدبيات
القرون الوسطى ولا ينسجم أبداً مع
أدبيات عصرنا الذي نعيشه، إذا كان
مطلوباً منا بالفعل أن نصدق هذه
الأدبيات المزوّقة بالمساواة وحقوق
الانسان وحرية الرأي والتعددية. من
خلال فحص لقرارات (الفيتو) التي
اتخذتها الدول الخمس منذ عام 1945 حتى
العام 2012، كانت كلها ضد الانسانية
والحقوق الشرعية لمستضعفين، وهذا
استنباط بديهي لأن لا يمكن أن تتوافق
كل الدول ال 14 الأعضاء في مجلس الأمن
على قرار غير إنساني، لتأتي بعد ذلك
إحدى الدول الخمس الدائمة العضوية
لتنقضه بفيتو ينقذ البشرية! لكن العكس
يمكن أن يحدث، ويحدث كثيراً، أن تتفق
الدول الأعضاء على قرار إنساني ثم تأتي
إحدى الخمس لتنقضه لأنه يتعارض مع
مصالحها التي لا تأبه عندها بحقوق أو
شعوب. آن
الأوان أن تتحرك الدول والمؤسسات
الحقوقية والانسانية لتسقط هذا الحق
الرجعي (الفيتو) من رفوف مجلس الأمن،
ولتكن مناسبة مرور 70 عاماً على قيام
الأمم المتحدة، في عام 2015، هي الموعد
المضروب لإسقاط هذا النظام العنصري
غير العادل. وليكن
شعار حملة إسقاط (الفيتو) هو: الدول
متماثلة والشعوب متساوية بحسب مقتضى
إعلان حقوق الإنسان العالمي .. وكفى. *
كاتب سعودي =================== طارق
الحميد الشرق
الاوسط 8-2-2012 ما
أشبه الليلة بالبارحة، لكن الأمس هنا
ليس قريبا، ولا بعيدا أيضا، وإنما نحن
نستحضر اليوم أحداثا دارت في عام 1990،
لفهم ما يحدث اليوم في عام 2012، وتحديدا
في سوريا، وإثر زيارة كل من وزير
خارجية موسكو ورئيس استخباراتها لدمشق
والتقاء بشار الأسد. في عام
1990 أرسل الاتحاد السوفياتي، وقتها،
وزير خارجيته السياسي المخضرم يفغيني
بريماكوف، لمقابلة صدام حسين، في ما
كان يعرف بدبلوماسية اللحظات الأخيرة،
على أن تقوم موسكو وقتها بممارسة
محاولة أخرى لإقناع صدام بالانسحاب من
الكويت، اليوم تقوم موسكو بالمهمة
نفسها، مهمة اللحظات الأخيرة، والفارق
هنا هو ليس إقناع الأسد بسحب قواته من
دولة أخرى، وإنما ليوقف قتل شعبه،
ويشرع بإصلاحات حقيقية، بحسب ما يقوله
الروس. وأيًّا كان ما دار في لقاء أمس
بدمشق، فإن أفضل طريقة لمحاولة فهمه
هنا هي استحضار قصة ذات مغزى كبير من
لقاء بريماكوف بصدام حسين في عام 1990؛
فتفكير روسيا اليوم هو تفكير الاتحاد
السوفياتي نفسه بالأمس، كما أن بشار
الأسد اليوم مثل صدام حسين بالأمس، بل
أسوأ. يقول
السيد بريماكوف في كتاب «سنوات
السياسة الكبرى» إنه التقى صدام حسين
أثناء زيارته بغداد، وكان صدام وقتها
محاطا بكل أعضاء مجلس قيادة الثورة
العراقي، وحينها قال صدام لبريماكوف: «أريدك
أن ترى بنفسك أنه في القيادة العراقية
لا يوجد الصقور فقط، بل يوجد الحمائم
أيضا». فردَّ بريماكوف على صدام معلقا
بالقول إن عمله ومهمته سيكونان «مع
الحمائم فقط»، فانبرى له على الفور
نائب الرئيس، وقتها، طه ياسين رمضان،
قائلا: «معنى هذا أننا سنخرج جميعا من
هنا، ونتركك وحدك مع قائدنا الحبيب»! حسنا،
طبق هذه القصة الآن على لقاء وزير
خارجية روسيا ورئيس استخباراتها مع
بشار الأسد، وتساءل في نفسك ما الذي
سيقوله طاغية دمشق لضيفيه الروسيين؟
بكل تأكيد سيقول الأسد إنه هو من يريد
القيام بالإصلاح، وإنه يعمل على ذلك،
وإنه لم يأمر بقتل شعبه، كما قالها من
قبلُ بالمحطة التلفزيونية الأميركية،
التي قال فيها أيضا إن من يقتل شعبه
مجنون! كما سيقول الأسد ما كان يقوله
نفسه منذ وصوله للحكم في سوريا عام 2000،
وكل ما قاله في خطبه الأربع الأخيرة،
وسينتهي الأسد في الأخير إلى أنه هو
المحسوب على «الحمائم» في سوريا، وليس
مثل الصقور الآخرين، مثل وليد المعلم،
الذي يقول إن الشعب السوري يريد الحل
الأمني، أو وزير الداخلية الأسدي الذي
تعهد بتطهير سوريا! وكما بدأنا بقصة عن
لقاء بريماكوف - صدام لنفهم لقاء الأسد
بالروس، فلا بد أن نختم بقصة أيضا من
كتاب بريماكوف نفسه؛ حيث يقول في كتابه
إن لقاءاته بصدام وقت الأزمة لم تكن
كلها «خائبة تماما؛ فقد تمكنَّا في
المقام الأول من ترحيل 5 آلاف خبير
سوفياتي مع عائلاتهم»! وعليه،
فهل تنتهي مقابلة الروس بالأسد نهاية
مقابلة بريماكوف بصدام نفسها؟ أغلب
الظن أنها كذلك، وستكون بمثابة قبلة
الوداع، خصوصا أن التاريخ في منطقتنا
دائما يعيد نفسه. =================== عندما
قال الأسد إن السوريين غير ناضجين عثمان
ميرغني الشرق
الاوسط 8-2-2012 يقول
إدوارد جيرجيان، مساعد وزير الخارجية
الأميركي الأسبق لشؤون الشرق الأدنى،
إنه من خلال تعامله مع الرئيس السوري
بشار الأسد تبين له أنه يتحدث بلغة
مزدوجة، وأنه وجد فيه التردد والكلمات
الجوفاء والوعود التي لا غطاء لها. أما
لماذا يقول جيرجيان هذا الكلام الآن؟
فلأنه، كما يروي، سمع من الأسد كلاما
كثيرا عن الإصلاح والانفتاح، بينما
كان الزمن يمضي والوعود تتكرر من دون
أن يتحقق منها شيء. ويتذكر المسؤول
الأميركي الأسبق الذي عمل أيضا سفيرا
لبلاده في دمشق كلاما دار بينه وبين
الأسد بعد ثلاث سنوات من توليه الرئاسة
خلفا لأبيه، فيقول: سألته ماذا يحدث مع
خطط تحسين الحياة اليومية في سوريا،
والاهتمام بالمواطن ومنح قدر أكبر من
الحرية والحقوق، ففاجأني بقوله إن
مواطنيه ليسوا ناضجين بعدُ ولا
مستعدين لهذه الإصلاحات. الكلام
السابق جزء من حوار مع جيرجيان نشرته
قبل بضعة أيام سمدار بيري، محللة
الشؤون العربية في صحيفة «يديعوت
أحرونوت» الإسرائيلية، التي التقت
المسؤول الأميركي الأسبق على هامش
مؤتمر هرتسليا السنوي الذي خصص قسما من
جلساته لمناقشة الربيع العربي والوضع
في سوريا. ويبدو من سياق الحديث أن
الرجل ازداد قناعة منذ ذلك التاريخ،
وبالنظر إلى الأحداث الجارية في سوريا
اليوم، بأن الأسد غير جاد في وعود
الإصلاح. قد لا
يكون هناك جديد في كلام جيرجيان عن
ازدواجية خطاب الأسد؛ لأن هذا الأمر
قاله مسؤولون آخرون عرب ودوليون عن
تعاملهم مع الرئيس السوري، كما أن عدم
جديته في تنفيذ الإصلاحات أمر بات
واضحا لرجل تولى السلطة قبل أكثر من
أحد عشر عاما ولم يحقق من هذه الوعود
شيئا، وتقوم قواته اليوم باستخدام
البطش والعنف لقمع السوريين المطالبين
بالحقوق والتغيير. الجديد في ما قاله
جيرجيان هو أن الأسد يعتبر أن السوريين
غير ناضجين، وبالتالي غير مستعدين
للإصلاحات، وهي نظرة - لو صح الكلام
بالطبع - تعكس استخفافا لا يصدق بالشعب
وتترجم رفضا متجذرا لإعطائه حريات أو
حقوقا ما دامت النظرة إليه تقوم على
أنه قاصر وغير ناضج. هذه
اللهجة المتعالية سمعناها من قبل
وبشكل فج من القذافي، مع فارق وحيد هو
أن العقيد نطقها علنا وأمام الكاميرات
والميكروفونات عندما قال في فورة غضبه
على المنتفضين ضد حكمه: من أنتم؟ ثم رد
على تساؤله بوصفهم بالجرذان والكلاب
الضالة، وبنعوت أخرى كثيرة. لكن
الرسالة تبقى واحدة، سواء أقيل الكلام
في السر أم في العلن، وهي أن هناك أنظمة
لا تأبه بشعوبها ولا بآمالها
وطموحاتها وتعتبرها غير مؤهلة لنيل
الحقوق والحريات. وما دامت هذه هي
العقلية فإن الذين ما زالوا يروجون أن
النظام السوري يمكن أن ينفذ إصلاحات
حقيقية إنما يتشبثون بالوهم أو
يحاولون تسويق التضليل. فالنظام لو كان
يريد الإصلاح لما مارس كل هذا القتل
والبطش لقمع الانتفاضة والتشبث
بالسلطة غير آبه بأعداد الضحايا
المتزايدة يوما بعد يوم. الغريب
أنه بعد النتيجة المتوقعة في مجلس
الأمن الذي منى الكثيرون أنفسهم بأن
الحل سيكون على يديه، نسمع اليوم كلاما
كثيرا عن حل سحري سيأتي به الروس وأنهم
سيستخدمون نفوذهم للضغط على نظام
الأسد للقبول به، وتحقيق إصلاحات
سريعة والتفاوض مع المعارضة لوضع هذه
الإصلاحات موضع التنفيذ. الذين يقولون
هذا الكلام يصمون آذانهم عن أصوات
القصف العنيف على المدن السورية،
ويتعامون عن أن روسيا هي التي أحبطت،
ومعها الصين، مشروع القرار العربي
المدعوم غربيا في مجلس الأمن، وهو أمر
فهمته دمشق على أنه ضوء أخضر لتصعيد
عملياتها العسكرية على أساس أن
المجتمع الدولي لن يكون قادرا على فعل
شيء في ظل «الفيتو» المزدوج. الحقيقة
أن روسيا، التي يشكك كثيرون في
دوافعها، لن تأتي بالإصلاح إلى سوريا؛
ففاقد الشيء لا يعطيه، ونظام بوتين -
ميدفيديف، الذي يواجه انتقادات شديدة
في الداخل بأنه يلتف على الإصلاح
والديمقراطية ويقمع المعارضة ويزوِّر
الانتخابات ويحاول إعادة حكم قيصري
جديد إلى الكرملين، لا يمكن أن يصبح
الطرف الذي يحقق الإصلاح والتغيير
اللذين ينشدهما السوريون. موسكو تريد
إنقاذ النظام لا تحقيق مطالب الشعب
السوري المنتفض، وتستخدم الأزمة كورقة
انتخابية داخلية يبدو معها بوتين
باعتباره الرجل القوي الذي يدافع عن
مصالح روسيا في الخارج، ويقف في وجه
الضغوط والمصالح الغربية. أما الثورة
السورية المظلومة فإنها مثلما وقعت في
مطب الصراع الإقليمي، تجد نفسها الآن
ضحية الصراعات والتجاذبات الدولية. في ظل
هذا الوضع إلى أين تتجه الأمور؟ الواقع
أنه لا المبادرة العربية في شكلها
الحالي، ولا التحركات التي جرت في مجلس
الأمن كانت ستقنع النظام السوري
بإحداث تغييرات تعني عمليا تسليمه
للسلطة، وتحركات موسكو لن تفعل هذا
الأمر قطعا، بل إنها ترمي إلى الالتفاف
على المبادرة العربية، وربما كسب
المزيد من الوقت للنظام المكشر عن
أنيابه لقمع الانتفاضة. الغريب أن
موسكو تقول إن مشروع المبادرة العربية
أمام مجلس الأمن كان سيقود إلى حرب
أهلية؛ لأنه ينص على سحب القوات
السورية من المدن والمراكز الرئيسية،
مما سيعني وضعها في أيدي الجماعات
المسلحة وبالتالي يدفع الموالين
للنظام لحمل السلاح حماية لأنفسهم. هذا
هو المنطق الذي تتحرك به موسكو، وهو
منطق يتجاهل حقيقة أن استخدام موسكو
ومعها الصين ل«الفيتو» أوجد وضعا
قاسيا على الأرض سينجم عنه تصعيد
متزايد في العنف، وهو الخطر الأكبر
الذي يمكن أن يقود إلى عسكرة الانتفاضة
وحرب واسعة لا يريدها غالبية السوريين
والعالم. من
الصعب تصور أن التحرك الروسي الراهن
سيقود إلى حل الأزمة السورية بما يحقق
مطالب الانتفاضة، خصوصا إذا وضعنا في
الاعتبار أن في النظام السوري من يرى
أن الشعب ليس ناضجا ولا جاهزا
للإصلاحات ====================== الثورة
السورية وتاجر البندقية الروسي محمد
بن المختار الشنقيطي المصدر:
الجزيرة نت 6/2/2012 من
أعظم مسرحيات الأديب العالمي وليم
شكسبير مسرحية بعنوان "تاجر
البندقية"، وهو تاجر إيطالي يهودي
يدعَى شايلوك. اقترض منه منافسه التاجر
أنطونيو ثلاثة آلاف جنيه، لكن شايلوك
اشترط في العقد بينهما شرطا غريبا، وهو
أن يقتطع رطل لحم من جسد أنطونيو إذا لم
يسدد له المبلغ في الأجل المتفق عليه.
وقد فشل أنطونيو في التسديد في الوقت،
وانتهت القصة بمحاكمة درامية أوشك
فيها شايلوك على الحصول على مبتغاه من
اقتطاع رطل اللحم من جسد أنطونيو، لولا
أن الفتاة الذكية بورشيا تنكرت في ثوب
محام، ودافعت ببراعة عن أنطونيو، حتى
أنقذته من مصاص الدماء الجشع. تذكرتُ
مسرحية "تاجر البندقية" وأنا
أتابع ما فعلته روسيا في مجلس الأمن
منذ أيام. فقد استعملت حق النقض –وجرت
معها الصين- بوقاحة لتمكين السفاح بشار
الأسد من الإيغال في دماء شعبه، رغم أن
كل الدول الأخرى الأعضاء في مجلس الأمن
صوتت لصالح القرار، ووراءها جميع
الدول العربية والأوروبية، كما أعربت
أكثر من مائة وعشرين دولة في العالم عن
تأييدها لاتخاذ إجراءات لوقف سفاح
دمشق عند حده. وقد نقل أحد أعضاء المجلس
الوطني السوري عن دبلوماسي روسي قوله
له "فلتكن حرب أهلية في سوريا، ذاك
شأنكم وليس شأننا". ولو
كان الدبلوماسي الروسي صادقا مع نفسه
وتجرد من نفاق الدبلوماسية لأضاف "نحن
سنفعل ما في وسعنا لإشعالها حربا أهلية
في بلدكم، لنبيع بشارا سلاحا أكثر". لقد
تصاغرتْ في عيني جريمة التاجر شايلوك
ودمويته وجشعه أمام جريمة القيادة
الروسية وجشعها ودمويتها، وبدا لي أن
المقارنة تجعل التاجر الإيطالي ذا
القلب المتحجر رحيما جدا مقارنة مع
تاجر البندقية الروسي فلاديمير بوتين
وغلامه دميتري مدفيدف الذي يحكم من
خلاله روسيا تحت غلالة شفافة من
ديمقراطية ال كي جي بي الزائفة. وهاكم
ملامح من هذه المقارنة: أولا:
لم يكن شايلوك على جشعه وحرصه "تاجر
بندقية"، أي بائع سلاح لقتل البشر،
وإنما سماه شكسبير تاجر البندقية نسبة
إلى مدينة البندقية في إيطاليا، أما
بوتين فهو تاجر بندقية بالمعنى الحرفي
للكلمة، فتسويق أطنان من السلاح
الروسي المتخلف أهم عنده من أرواح
الشباب السوريين الذين تحصدهم آلة
الموت الأسدية حصدا كل يوم. ثانيا:
طالب شايلوك برطل واحد من لحم رجل
واحد، بينما يطالب بوتين بأطنان من لحم
السوريين، وبحار من دمائهم، مقابل بيع
سلاحه الرديء، وهذا وحده يكفي ليضع
العالم تاج تكريم لإنسانية تاجر
البندقية الإيطالي، مقارنة مع تاجر
البندقية الروسي. ثالثا:
لم يكن يهم تاجر البندقة الإيطالي سوى
المال فقط، أما تاجر البندقية الروسي
فهو –إلى جشعه للمال- يتباكى على
الأمجاد الغابرة، ويعيش أوهام الهيمنة
الدولية والنفوذ السياسي، ويسعى إلى
بناء سلم إلى هذه الأوهام بأشلاء العرب
وعلى شواطئ بلاد العرب، بعد أن انحسرت
أمجاده على تخوم بلاده. إن
تاجر البندقية الروسي فلاديمير بوتين
لا يزال يتغذى على عقلية الحرب
الباردة، ويحلم بالمياه الدافئة على
ضفاف البلاد العربية (ومن هنا حرص
روسيا على القاعدة العسكرية في طرطوس).
وهو جاهل تماما بمغزى الربيع العربي
وتأثيره على استقلال القرار السياسي
في الدول العربية. فالذي يريد نفوذا أو
مكانة في بلاد العرب في المستقبل لن
يكون له من منفذ إلى ذلك سوى احترام
إرادة الشعوب العربية، وفك العرى مع
الحكام الذين يستعبدون الشعب ويذبحونه. ومن
الواضح أن الأميركيين والفرنسيين
كانوا أحسن فهما من الروس لهذه
المعادلة الجديدة التي أسفر عن وجهها
الربيع العربي. فقد قبل الفرنسيون
بسقوط طاغية تونس بروح رياضية، وأشاد
الأميركيون بإسقاط مبارك على الملأ،
رغم أن خسارة الدولتين أكبر من خسارة
روسيا في حالة سقوط الأسد. لكن
القوى الغربية أدرى بواقع المنطقة
وأبعد نظرا من تاجر البندقية الروسي.
ولذلك قررت أميركا وأوروبا أن ترحب بما
لا تستطيع دفعه، وأن تقبل بما ليس منه
بد. أما بوتين ورهطه –وقد استعبدتهم
عقلية الحرب الباردة العتيقة- فهم
يظنون أن في وسعهم إيقاف الفجر العربي
المطل، وحرمان شعوبنا من الحرية بدعم
سفاح لم يعد له مكان أو مكانة في قلوب
شعبه. لقد
تبدل الزمان العربي في بلدة سيدي بوزيد
التونسية منذ عام، وأدرك الأميركيون
والأوربيون أن الدول العربية لن تكون
أداة لنفوذ الكبار بعد اليوم، إلا بقدر
ما تستلزمه مصالح شعوبها. وأصبح
الأميركيون والأوروبيون مستعدين لعقد
جديد مع دولنا يتأسس على إرادة الشعوب
لا على نزوات المستبدين، ويؤسس
لعلاقات جديدة بين أنداد، بعيدا عن
الصلات القديمة المجحفة. لكن تاجر
البندقية الروسي جاهل بهذا التحول
العظيم في نظرة الإنسان العربي لنفسه
وللآخرين، وفي سعيه إلى الحرية من نير
الاستبداد الداخلي والاستعباد
الخارجي، وهو سعي لا رجعة عنه مهما تكن
التضحيات. ولا
ننسى أن موقف تاجر البندقية الروسي
فلاديمير بوتين من الربيع العربي يحمل
في ظلاله شيئا من هموم الداخل، ففي
الوقت الذي كان مجلس الأمن الدولي
يناقش مسودة القرار العربي الأوروبي
حول سوريا، كان عشرات الآلاف من
المواطنين الروس يتجمعون في قلب موسكو
المتجمد (أربع درجات تحت الصفر) في
مظاهرات شجاعة، تسعى إلى منع بوتين من
الفوز بولاية جديدة الشهر القادم. وليس
خفيا أن الربيع العربي كان ملهما للشعب
الروسي كما ألهم كل الشعوب التي تعاني
من الاستبداد. فعداوة بوتين للربيع
العربي عداوة شخصية إلى حد بعيد، إذ هو
لا يريد أن يصدر عنه ما يضفي أي شرعية
على مطالب الحرية في البلاد العربية،
حتى لا يضعف ذلك موقفه المتزعزع داخل
روسيا. لقد
حكم بوتين روسيا اثني عشر عاما رئيسا،
ثم وضع غلامه مدفيدف في الكرسي، وظل
بجنبه رئيسا للوزراء. وها هو بوتين
يعود اليوم حالما باثني عشر عاما أخرى
من حكم روسيا. وهو ما يدل على هشاشة
التجربة الديمقراطية الروسية، ويفضح
برقعها الشفاف الذي يخفي وراءه
استبدادا مقنَّعا. فليس غريبا أن يوالي
تاجر السلاح الروسي السفاح السوري،
وهما يحملان نفس الأوهام والأحلام
الدكتاتورية في زمن الحرية. إن من
الضروري أن تحمل الشعوب العربية رسالة
لا لبس فيها إلى روسيا، وهي أن مصالحها
المستقبلية في الدول العربية مرهونة
بدعمها لتطلعات الشعوب العربية إلى
الحرية، وفك الارتباط مع بشار الأسد.
وما أحرى أن تكون الجمعة القادمة "جمعة
نصرة الشعب السوري" في كل الحواضر
العربية، وأن تستمر الجمعات متواليات
حتى تسحب كل الدول العربية اعترافها
بسلطة الأسد، ويتم طرد سفراء الأسد
وبوتين من كل العواصم العربية، ويفهم
تاجر البندقية الروسي أنه أساء إلى
الشعب العربي كله من المحيط إلى
الخليج، وأن لتلك الإساءة ثمنا. لقد
فتح بوتين وزمرته ثغرة خطيرة في علاقات
الشعوب العربية بروسيا، وهم يكادون
اليوم يجتثون ما تبقى من تركة الشراكة
القديمة التي ترجع إلى منتصف القرن
العشرين. لكن الشعب الروسي سيظل شريكا
سياسيا وثقافيا وإستراتيجيا مهما
للشعوب العربية. وهو شعب يعيش بواكير
ربيع ديمقراطي يحاول بوتين ورهطه وأده
في مهده. فالشعوب
العربية والشعب الروسي في الهم سواء،
وواجب الطرفين السعي لنسج صلات وثيقة
لا يكون السفاح بشار ولا تاجر السلاح
بوتين جزءا منها. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |