ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
تركي الدخيل الوطن السعودية 1102-2012 وجد مجلس الأمن لتحقيق الأمن للإنسان،
وتأسس في أجواء الحروب العالمية، من
عصبة الأمم إلى مجلس الأمن. كان الدور
المعول عليه أن يكون عوناً للإنسان لا
معولاً عليه، لهذا أخذ طريقته
التنظيمية والهيكلية على النحو الذي
هو عليه. خاض المجلس تجارب في محاولة
إرساء الأمن! ببساطة هو يعتبر أهم
أجهزة الأمم المتحدة والمسؤول عن حفظ
السلام والأمن الدوليين، طبقاً للفصل
السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وله
سلطة قانونية على حكومات الدول
الأعضاء، لذلك تعتبر قراراته ملزمة
للدول الأعضاء. مجلس الأمن حين نقرأ آليته والهدف منه
نشعر بالهيبة له، ونحسّ بقيمته في
تهيئة ظروف السلام، لأنه يعمل على
إنهاء الاقتتال بأسرع وقت ممكن، أو
هكذا يجب، ومن ثم يهيئ الظروف لفرض
التهدئة من خلال تدخل عسكري أو وساطة
سياسية أو إصدار أي قرار يحفظ السلم
والأمن الدوليين! لكن أحداث سورية
الأخيرة أثبتت أن المجلس يستخدم
للمصالح الاقتصادية أكثر من استخدامه
للمصالح البشرية. الفيتو الروسي
الصيني كان مخيفاً وصادماً لبني
الإنسان، لأنهم يرون إخوتهم في
البشرية وهم يذبحون ويسلخون بالحديد
والنار والمجلس لا يستطيع اتخاذ أي
قرار حول سورية بسبب فيتو روسيا
والصين، هنا أصبح مجلس الخوف لا مجلس
الأمن، وصارت المصالح والعداوات بين
الدول هي التي تحكم المجلس وليذهب
الإنسان إلى الجحيم. الملك عبدالله بكلمته كان واضحاً وحاسماً
في نقده للفيتو الظالم حين قال:" إن
العالم لا يمكن أن تحكمه عدة دول،
ومعتبراً أن ما حدث أخيراً بشأن القرار
السوري بادرة غير محمودة كنا نعتقد أن
الأمم المتحدة تنصف، ما حدث لا يبشر
بالخير، ثقة العالم بالأمم المتحدة
اهتزت. لا يصلح أن تحكم عدة دول العالم،
وأنه يجب أن يحكم العالم العقل
والأخلاق والإنصاف من المعتدي، وليس
من قام بمثل هذه الأعمال". قال أبو عبدالله غفر الله له: على العالم
أن يبحث عن بدائل جديدة لفرض الأمن في
العالم، الشعب السوري يعاني الأمرّين
بسبب مجلس الأمن الذي لم يعد مصدر أمنٍ
بل مصدر خوف، وقد قال الملك إننا نعيش
أياماً "مخيفة" وهي بالفعل كذلك!
مخيف أن تعجز البشرية كلها عن إنقاذ
شعب من جزّاريه. نأمل أن يوجد العالم
فكرة أخرى غير هذه الفكرة التي تحيل
مصير شعبٍ إلى أصوات دول تريد مصالح
وصفقات وتوغّل مقابل أن تصوت لصالح
الإنسان.. كما هو التفكير الصيني
والروسي. ================= 2012-02-11 الوطن السعودية كلمة خادم الحرمين الشريفين أمس خلال
استقباله لضيوف مهرجان الجنادرية في
قصره بالرياض التي أشار فيها إلى أن
ثقة العالم اهتزت في الأمم المتحدة،
وأنه لا يصلح أن تحكم عدة دول العالم،
هو تصريح في غاية القوة، ويأتي في وقت
يحتاج فيه العالم فعلا لإعادة إطلاق
الدعوات بخصوص واحدة من أهم القضايا
العالمية وهي قضية إصلاح منظومة الأمم
المتحدة. فسورية أظهرت مجددا كما أظهرت عدة قضايا
من قبلها مدى عجز مجلس الأمن عن
التعامل مع هذه الأحداث المهمة، وكيف
عجز المجلس عن القيام بالدور الوحيد
المنوط به، وهو حفظ الأمن والسلام
العالميين. مجلس الأمن ومن خلال حق النقض (الفيتو)
الذي تتمتع به خمس دول جعل الأمم
المتحدة وسياساتها رهينة تجاذبات
ومحاصصات هذه الدول تجاه الأحداث
المختلفة، وهي غالبا تجاذبات تعتمد
على المصالح الذاتية لهذه الدول،
تماما كما تفعل الولايات المتحدة مع
إسرائيل وكما فعلت روسيا والصين اليوم
مع سورية، وهذا الفيتو الذي يشكل حماية
لهذه النظم أصبح بمثابة رخصة للقتل،
كما نشهد ونرى من صور دامية للوضع في
سورية، وخاصة حمص التي تستغيث ويقتل
فيها الأطفال والنساء والشيوخ. الوضع السوري اليوم هو أبلغ تعبير عن فشل
الأمم المتحدة، وما يجري على الصعيد
العالمي من تجاذبات سياسية حول الملف
السوري لا تبشر بخير، فما يجري اليوم
ليس جهودا من أجل معالجة المسألة بل
جهود من أجل إيجاد تنازلات وضغوط، وكأن
قتل الأطفال لعبة سياسية بين أطراف
وليست جريمة أخلاقية كبرى يحمل العالم
وزرها، وبالأخص مجلس الأمن الذي فشلت
كل جهوده في إصدار قرار يتبنى المبادرة
العربية التي هي أقل ما يمكن تقديمه
بشأن ما يحدث في سورية. آن الأوان أن يُطرح وبقوة مرة أخرى موضوع
إصلاح الأمم المتحدة، بحيث يكون
تعبيرا عن واقع هذا العالم وليس تعبيرا
عن واقع عالم ما بعد الحرب العالمية،
فكثير من المفاهيم والأوضاع السياسية
تغيرت، وكما قال خادم الحرمين
الشريفين فإنه لا يصلح أن تحكم عدة دول
العالم، وأن ما يجب أن يحكمه هو العدل
والأخلاق والإنصاف ================= رأي الراية الراية 11-2-2012 إن نصرة الشعب السوري الذي يُواجه نظاماً
باطشاً ومتعطشاً للدماء أصبحت واجباً
شرعياً وضرورة ملحة خاصة بعد ما تزايدت
عمليات البطش والقتل اليومي المحروس
بالفيتو الروسي - الصيني المزدوج الذي
وضع الأمم المتحدة أمام محك وامتحان
حقيقي رغم أنها تُدرك أنه لا وقت
للتأخير وأن المسؤولية تُحتّم عليها
التحرّك العاجل لمواجهة هذا الواقع
الذى يُشكّل فضيحة عربية قبل أن تكون
فضيحة دولية. فليس من المعقول أن يتفرّج المجتمع
الدولي على هذا الوضع اللا إنساني
واللا أخلاقي والذي يزداد في كل يوم
سوءاً بسبب عدم رغبة النظام السوري
أصلاً في التوصّل لأي حل سلمي يُنهي
الأزمة سلميّاً. إن الشعب السوري الأعزل الذى يُواجه
النظام الجائر ببسالة منقطعة النظير
رغم المحنة التي يعيشها يُدرك أن النصر
حليفه وأصبح وشيكاً ولذلك فإنه لن
يتخلى عن ثورته المشروعة وإنهاء حالة
الظلم والقهر والقمع وإنه لن يقبل إلا
بذهاب هذا النظام ومحاكمة قادته على
الجرائم التى ارتكبوها بحق السوريين
خاصة بعد ما قدّم أكثر من 6 آلاف شهيد و100
ألف معتقل ولذلك فإن المطلوب من
المجتمع الدولي أن يتحرّك وإن هذا
التحرّك لن يتم إلا بتحرّك عربي
وإسلامي سريع بفرض منطقة عازلة وممرات
آمنة لحماية الشعب السوري من بطش
النظام خاصة في مدينة حمص التي يتعرّض
سكّانها للإبادة. إن الإخفاق الدولي في إدانة ممارسات
النظام السوري ضدّ شعبه لا يعني بأي
حال من الأحوال انتهاء مهمّة العرب
والأمم المتحدة في سوريا فإن المطلوب
من العرب الضغط على المنظمة الدولية
بشتى الوسائل للتحرّك العاجل والسريع
لإجبار هذا النظام لقبول المقترحات
العربية والتي أصبحت مقترحات دولية
رغم الفيتو الروسي والصيني. ولا شك أن نظام الأسد الدموي يحثّ كل يوم
الخطى نحو الزوال والاندثار، بسبب
جرائم النظام، وهذا ما أكّده نخبة من
العلماء المسلمين على رأسهم العلامة
يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي
لعلماء المسلمين خلال مهرجان جماهيري
حاشد احتضنته الدوحة أمس والذين
طالبوا فيه الجميع بتحمّل مسؤولياتهم
أمام الله وأمام الشعب السوري لإيقاف
آلة القتل والبطش الممنهجة، والتي
زادت في الأيام الأخيرة. والتي قاربت
حصيلتها ألف قتيل منذ الفيتو المزدوج
المشين. ================= عبدالله ابو السمح عكاظ 11-2-2012 في كل مرة يرفع خطيب جمعتنا الدعاء إلى
الله بأن ينصر الشعب السوري على نظام
الأسد القاتل والمتسلط تصدر منا نحن
المصلين كلمة آمين عالية مبتهلة
بمشاعر مكلومة، وأعرف أن الدعاء
الصادق والمجاب هو المصحوب بالعمل
المخلص، لابد مع الدعاء ونصرة إخواننا
السوريين المرابطين طلبا للعدل
وللحرية بأن نمدهم بما يشد أزرهم
بالتبرعات المالية وبإيصال الغذاء
والدواء وما يحتاجونه، ولا يكفي أن
نبتهل بصادق الدعاء لهم بالنصر.. بل لا
بد من المؤازرة ولا بد للسوريين من
مواجة الظلم، فالنظام الأسدي الباطش
في سورية لن يخفف من جبروته إلا
بمقاومته وجيشه الانكشاري بالقوة
والسلاح ليعرف أن حملاته الدموية لن
تكون نزهة بل ستواجه بقوة وسلاح وعزيمة
مدعمة بالإيمان والذود عن الكرامة
والعرض، وأغلب المراقبين في الإعلام
صاروا يتجهون إلى ضرورة دعم الثوار
ماديا لوجستيا ويطلبون من الدول
الصديقة بذلك الدعم اللوجستي، وفي
جريدة الفاينانشيان التايمز اللندنية
قبل أيام مقال لكاتبين مهمين هما
مالكوم ريفند النائب في مجلس العموم
البريطاني ومستر جوشى الباحث في
المعهد الملكي للقوات المتحدة
ويعتبران أن ما يجري في سوريا حرب
حقيقية بين الثوار ونظام دموي تمده
إيران بالمال والسلاح حتى لا تخسر
حليفا يمكنها في المنطقة، وروسيا باعت
للنظام الأسدي سلاحا بخمسة مليارات
دولار ولها قاعدة بحرية، ورغم أنها
روسيا وافقت على المبادرة العربية،
وما استخدامها والصين للفيتو إلا
لإثبات وجودهما ومحاولة للتمرد على
النظام الأحادي الأمريكي. إننا نطالب حكوماتنا العربية بمزيد من
الدعم اللوجستي للثوار والاعتراف بجيش
الثوار ودعمه ماليا بكل أنواع
المساعدات.. المسألة واضحة فإما
العدالة والكرامة أو البطش والعدوان،
والشعب العربي مع الحق والكرامة. ================= مساندة الجامعة العربية
للشعب السوري في ظل الفيتو أ.د. سامي سعيد حبيب السبت 11/02/2012 المدينة أثبت الفيتو الروسي الصيني المزدوج الذي
لجأت إليه الدولتان الشرقيتان الأسبوع
الماضي ضد قرار مجلس الأمن عن جرائم
النظام السوري المتجددة يوميا ضد
الشعب السوري المسلم العربي الشقيق،
أثبت للمرة المليون بأن الأمم المتحدة
ومجلس أمنها العتيد لا يمثل من قريب أو
بعيد الغيرة على حقوق الإنسان أو القيم
العليا كمثل الحق والعدالة
والأخلاقيات وتحقيق مصالح الشعوب أو
حتى الحفاظ على الأمن والسلام
العالميين كما يزعم ميثاق الأمم
المتحدة بقدر ما يمثل مصالح الدول
الخمس الكبرى ذات الأحقية في استخدام
حق النقض (الفيتو)، وهي الولايات
المتحدة، وروسيا، وبريطانيا، وفرنسا،
والصين، وأنه ساحة استعراض كبرى
لتصارع القوى والتكتلات الشرقية
والغربية. رأى النظام الطائفي السوري في الفيتو
الروسي - الصيني عجزا للكتلة الغربية
برئاسة الولايات المتحدة وحلفائها
الأوربيين عن المساس به أو ردعه عن
ارتكاب المجازر اليومية ضد أهلنا
بالشام مضافاً بالطبع إلى عجز الجامعة
العربية وتخبطها في المسألة السورية،
ورأى النظام السوري كذلك في الفيتو
المشترك ضوءا أخضراً من حلفاءه
الشرقيين للاستمرار في سياسات البطش
الدموية بالشعب السوري التي لم يزل
يتبعها نظام البعث السوري منذ عقود
وبلغت ذروته في تطويق مدينة حماة لمدة
27 يوما وقصفها بالمدفعية ثم اجتياحها
عسكريا في فبراير 1982م في مجزرة تاريخية
مروعة في عهد حافظ الأسد أودت بحياة
عشرات الآلاف (تتراوح التقديرات ما بين
10,000 - 40,000 قتيل)، وما أشبه اليوم
بالبارحة فها هي قوات الابن بشار الأسد
العلوية تحاصر حالياً مدناً كحمص
وتقصفها بالمدفعية وتقتل المئات يوميا. الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها
الغربيون يرون في الفيتو الروسي
الصيني تمرداً على مبدأ أحقية الدول
الاستعمارية الغربية الكبرى في التدخل
في الأنظمة الحاكمة للمستعمرات
السابقة وتغير الأنظمة الحاكمة فيها
إن هي انتهكت «حقوق الإنسان»، وتمرداً
على الأحادية القطبية التي سادت
العالم منذ التسعينات في القرن الماضي
لصالح المشروع الإمبريالي الغربي
وأساطين الرأسمالية الغربيين، وعودةً
إلى نظام تعدد القطبية الذي ساد العالم
بعد الحرب العالمية الثانية وبزوغا
لفجر تكتل شرقي جديد يشمل كل روسيا
والهند والصين. وترى أيضا فيه إجهاضاً
للجهود الأمريكية لاحتواء إيران «سلمياً»
أي بتغيير نظامها الحالي الحاكم بدلاً
من الدخول مع إيران في حرب قد لا تحمد
عقباها من وجهة النظر الأمريكية،
وتقليم أظافر إيران ونظامها الحاكم من
خلال تغير النظام الحاكم في الدولة
العربية الحليفة لإيران بإرادتها
سوريا. بالنسبة لروسيا والصين فدوافعهما في
اللجوء إلى الفيتو جلية ومن منطلقات
مصالحهما الذاتية لا مصالح الشعب
السوري المنكوب. فكل من إيران وسوريا
اللذين يريد التحالف الغربي تغيير
الأنظمة الحاكمة فيهما كلاهما شريك
تجاري واستراتيجي لا غنى عنه لروسيا
التي تشكل سوريا مثلا لها الدولة
العربية الوحيدة الحليفة المتبقية من
زمن الاتحاد السوفيتي السابق وتمثل
لها أيضا الزبون الذي يشترى منها صفقات
السلاح بالمليارات سنويا كما تمثل
موانئها المنفذ البحري الوحيد لروسيا
على البحر الأبيض المتوسط. بينما ترى
الصين في مشروع تغير النظام الحاكم
السوري جزءًا من مؤامرة أكبر تهدف
لتغير النظام الحاكم في إيران حليفة
الصين المهمة في مجال التزود بالطاقة
وترى في ذلك امتداداً لبسط الهيمنة
الأمريكية على الدول المنتجة للطاقة
في الخليج وجنوب غرب آسيا. قامت دول مجلس التعاون الخليجي برئاسة
المملكة العربية السعودية الأربعاء
الماضي باتخاذ قرار جماعي بطرد
السفراء السوريين من العواصم الخليجية
واستعادة سفرائها من سوريا نظرا (لتزايد
وتيرة القتل والعنف في سوريا الذي لم
يرحم طفلاً ولا شيخا ولا امرأة في
أعمال شنيعة أقل ما يمكن وصفها به
بالمجزرة الجماعية ضد الشعب السوري
الأعزل...)، وتأتي هذه الخطوة تمهيدا
لاجتماع وزراء الخارجية العرب المزمع
انعقاده الأحد القادم في مقر الجامعة
العربية بالقاهرة، فهل ستخرج الجامعة
من دائرة ضعفها ووهنها وترددها لتقف
موقفا تاريخيا مشرفا إلى جانب الشعب
السوري المضطهد منذ زمن بعيد، وتتخذ
خطوات عملية ملموسة على الأرض ربما
بالتعاون مع تركيا كأعمال الإغاثة من
دول الجوار والمساعدة في تسليح الجيش
السوري الحر المساند للثورة... الخ،
لتسد الخلل الواقع بسبب العجز العالمي
أمام الفيتو الروسي الصيني المشترك،
خطواتٍ تتوافق مع مستجدات المنطقة ومع
تطلعات وتوقعات شعوبها، أم أن الجامعة
العربية ستوقع صك وفاتها إذ ستثبت
بلسان حالها لا مقالها أنه لا فائدة
عملية ترجى من استمراريتها إن هي أخفقت
في دعم الشعب السوري المسلم الشقيق
المنكوب منذ عام؟!. ================= الأحرار لن يتركوا
السوريين لوحدهم الوطن القطرية التاريخ: 11 فبراير 2012 دخلت الأزمة السورية، في ظل تصعيد نظام
الأسد للوحشية والفظائع في حمص، ومدن
سورية أخرى، منعطفا مخيفا، يتطلب
بالضرورة، هبة شجاعة من أنصار الحياة
والكرامة، في العالم، لاستنقاذ
السوريين- رجالا ونساء وأطفالا- من
النيران الثقيلة، والرصاص الأعمى،
والموت بالعشرات في كل يوم جديد. إرادة العالم، في حماية المدنيين في
سوريا، لن يفت من عضدها- بالطبع- الفيتو
المزدوج المشين.. ولن يضعفها بالتأكيد
التهديدات التي يطلقها- من وقت لآخر-
الذين يكررون تعهداتهم بحماية نظام
القتل والترويع. أيضا، لن يثني هذه الإرادة، التعهدات
التي يطلقها الأسد، بإيقاف العنف في
الصباح، ليعود ليدوس عليها، بعد ساعات
ب «البوت» ويفتح المزيد من نيران
الترويع والقتل. لا.. لا مصداقية للأسد. هذا ماقال به كل
المعنيين في العالم، بنوبة الجنون
والدم، في سوريا.. وهذا ما تقول به
الوقائع على الأرض، وما أفظع الوقائع،
تلك التي تتكلم بدم الأطفال الرضع،
والأطفال الذين لما يبلغوا الحلم،
والنساء الحوامل. مفيد جدا، أن يلتقي المجلس الوطني
السوري، في دوحة الحرية والكرامة
والحق، لترتيب بيت الثوار، والانطلاق
برؤية واضحة، وعزيمة، وشجاعة، لمجابهة
تحديات تصعيد الوحشية والترويع، تستمد
إرادتها وثباتها، من إرادة السوريين
في الشوارع، أولئك الذين ما أن يسقط
منهم شهيد، حتى يأخذ مشروع شهيد جديد
مكانه، بكل الجسارة، ونكران الذات.أيضا،
من المفيد جدا، أن تسارع تركيا، إلى
تنظيم مؤتمر دولي حول الأزمة، ففي ذلك،
حشد للطاقات، والإرادات، التي ستعجل
حتما بوضع النهاية، لمسلسل الدم، الذي
يستغيث منه السوريون. العالم لن يترك السوريين لوحدهم.. ولن
يترك لنظام تجاوزته إرادة شعبه، أن
يوغل أكثر.. وأكثر في الفظاعات
والجنون، ويستمد شرعيته من الدم. ================= الجزيرة السعودية التاريخ: 11 فبراير 2012 لإعطاء غطاء لعملياته الإجرامية في المدن
السورية، كرر النظام الأسدي جريمتيه
الإرهابيتين في دشق، ونفذ عمليتين
إرهابيتين في حلب. ودائماً الأهداف
مراكز المخابرات ومقرات القوات
الأمنية، لأنَّ هدف النظام منح قوات
الجيش النظامي وأجهزة الأمن رخص قتل
للمواطنين، باعتبار أنَّ مقرات
المخابرات والأجهزة الأمنية لا يمكن
أنْ تُهاجم من قِبَل الأجهزة نفسها،
وأنَّ «الإرهابيين» المسلحين هم الذين
ينفذون مثل هذه العمليات، مما يعطي
المبرر لهذه الأجهزة لاستباحة المدن
السورية وتنفيذ المجازر المروعة التي
يتابعها العالم والتي زادت أرقام
ضحاياها منذ الفيتو الروسي الصيني
المزدوج، إذ تجاوزت الأرقام المئة
ضحية فأكثر، وأمس الخميس تجاوز العدد
140 ضحية بينهم عدد كبير من الأطفال. ولم يعد الجيش السوري النظامي يقتصر على
الدبابات في قصف وتدمير المدن
السورية، إذ انضمت راجمات الصواريخ
إليها لتدك المنازل، حيث هدمت
الصواريخ 80 منزلاً في ريف دمشق
والزبداني وحمص، ولا تزال الحصيلة في
ارتفاع في ظل أجواء شتوية وبرد قارس،
وأصبح سكان هذه المدن يلتحفون السماء،
مما يستدعي تدخلاً دولياً يكون العرب
في طليعته لإغاثة هؤلاء المدنيين
الذين لا حول لهم ولا قوة. غداً يلتقي وزراء الخارجية العرب في
القاهرة لمتابعة بحث الوضع في سورية.
والمطلوب أن يتقدم توفير الإغاثة
والدعم للشعب السوري على ما عداه. صحيح
أن مواصلة حصار نظام الأسد دبلوماسياً
وسياسياً واقتصادياً باتخاذ خطوة
إبعاد سفراء النظام من العواصم
العربية وتشديد الإجراءات الاقتصادية
مطلوب ومُلِحٌّ في هذا الوقت، إلا أن
الأكثر إلحاحاً هو بحث سبل إنقاذ الشعب
السوري من عمليات الإبادة الجماعية
التي ترتكبها قوات الأسد قتلاً
وتجويعاً وتشريداً. ولهذا فإنَّ بحث كيفية إيصال مساعدات
الإغاثة للمواطنين المحاصرين في حمص
وريف دمشق ودرعا عن طريق فرض طرق آمنة
أمر لا يقبل التأجيل. وعلى الدول
العربية أن تكثف حضورها في المؤتمرات
الدولية التي ستُعقد لهذا الغرض، إذ لا
يمكن أن يتحرك العالم من حولنا لإنقاذ
السوريين والعرب لا يزالوا يناقشوا
جدوى إرسال مراقبين لا فائدة من وجودهم
إلا للقيام بسياحة على حساب دم الضحايا
السوريين. ================= الاتحاد تاريخ النشر: السبت 11 فبراير 2012 د. سعد بن طفلة العجمي الثورة السورية مستمرة منذ ما يقارب
السنة تقريباً، وقد حصدت آلاف الأرواح
وجرحت أعداداً هائلة تشير كافة
المصادر إلى أنها أكبر بكثير من
الأعداد التي أعلنتها تنسيقيات الثورة
أو مصادر المعارضة ناهيك عن الأرقام
الحكومية الرسمية التي تخدش الكذب
حياء بكذبها. ووقت كتابة هذا المقال،
لا يزال الجيش السوري يدك المدن
السورية وبالذات حمص ودرعا وإدلب
والزبداني، ومبرره الإعلامي الرسمي لا
يزال القضاء على "الجماعات
الإرهابية المسلحة"، يتردد هذا
المبرر بشكل سمج ووقح يستفز مشاعر
المراقبين، فكيف بالضحايا الذين
يموتون قهراً من الكذب والتلفيق ما لم
تقتلهم دبابات الجيش "العربي السوري"؟. المجزرة مستمرة بعد عرقلة "الفيتو"
الروسي والصيني لقرار مجلس الأمن
بإدانة المذابح، بل زادت حدة ودموية
لسببين أساسيين: الأول أن نظام الأسد
يفهم أن المواقف السياسية تتبدل بين
يوم وليلة، والثاني أن حلفاءه -أو من
بقي منهم- وتحديداً إيران وروسيا نصحوه
بضرورة الحسم والقضاء على الثورة
بأسرع وقت ممكن لأن استمرارها يفقدهم
الكثير بين العرب والمسلمين، فإيران
التي تتبجح بأنها حامية حمى المقاومة،
مستمرة في تبرير ما يجري بنفس أكاذيب
الإعلام السوري الرسمي: مؤامرة على
سوريا بسبب مقاومتها للشيطان الأكبر
وإسرائيل، لكن الأكيد أنها استثمرت في
العلاقة الاستراتيجية مع النظام
السوري، وسقوطه يعني ضربة موجعة
لاستراتيجيتها في الهيمنة والإمساك
بأوراق التفاوض مع الغرب مستقبلاً.
وجاء موقف "حزب الله" -مخلب إيران
وقاعدتها على البحر المتوسط- في خطاب
زعيمه بذكرى المولد النبوي الشريف
ليردد نفس الأكاذيب: اتصلنا بحمص نسأل
عن صحة أعداد القتل والدمار هناك
وقالوا لنا "ما فيه شي"! مخجل
استغلال المناسبات الدينية لتبرير
سياسات القمع والقتل بخطابات يكررها
رجال دين-السياسة والمصالح! أما روسيا -التي تحكمها مصالح مراكز القوى-
فترى في فقدانها للنظام السوري
فقداناً لآخر حليف معلن لها في الشرق
الأوسط، والصين تخشى من نهج التدويل
لقضايا حقوق الإنسان بشكل عام، مما قد
يثير مطالب الحريات وحقوق البوذيين في
التبيت والمسلمين في إقليم سينكيانغ. إذن، المجزرة مستمرة والثورة مستمرة،
وخيارات النظام السوري أصبحت محصورة
في كيفية الاستمرار أحياء، فهو يدرك
قبل غيره أنه نظام سقط عمليّاً أو هو
ساقط لا محالة، وأن المسألة مسألة
تدبير الأمور ضمن سيناريو فوضى يراهن
على أن يكون أكبر لاعبيها داخل سوريا،
بتعبئة الأقليات من العلويين
والمسيحيين والدروز وتخويفهم من "بعبع"
السنة القادمين لذبحهم، وهو "بعبع"
لو تحقق يوماً، فإن نظام الأسد هو
مهندسه وصانعه، فقصف حمص يتم من مناطق
علوية ومسيحية لتوريط الأقليات
ومحاولة تلويثها بدم الأبرياء. لم يعد النظام السوري يسيطر على مناطق
كثيرة من البلاد، فالجيش الحقيقي في
الثكنات، وخروجه يعني تمرده، والقتال
يتم بفرق خاصة منتقاة على أساس طائفي،
وهيبة النظام التي كان يفرضها البطش
والاستبداد تلاشت إلى غير رجعة، ولا
بديل سوى الاستمرار في نفس النهج
الدامي، وعلى نفس هذا الطريق ذي
الاتجاه الواحد الذي لا مخرج فيه ولا
يسمح بالاستدارة والعودة من حيث أتى،
فلقد تلطخ بالدم والمذابح، وتلوث
بالقهر والبطش، ولم يعد لديه خيار سوى
خيار الدمار. وسياسيّاً، يعيش نظام
الأسد حالة حصار خانقة، وعلى الصعيد
الاقتصادي تتدهور الليرة السورية
يوماً بعد يوم، ويعيش الناس حالة من
التردي اليومي في حياتهم المعيشية،
ويستشعرون حالة الخناق الاقتصادي
والمقاطعة العالمية لهم. هل من أمل عاجل؟ كل شيء ممكن، فقد تستمر
المجزرة شهوراً، وربما أياماً، ومن
يدري قد تكون أقل من ذلك بكثير... لكن الحتمية في الثورة السورية، أن نظام
الأسد قد سقط وإن بقي في السلطة. ================= تاريخ النشر: السبت 11 فبراير 2012 د. صالح عبد الرحمن المانع الاتحاد أثار الفيتو الروسي- الصيني ضد قرار مجلس
الأمن الذي تبنته المجموعة العربية،
وقدّمه السفير المغربي في مجلس الأمن
يوم الرابع من فبراير الجاري، استياء
كثيرين في جميع أنحاء العالم. وقد
قابلت حكومة الأسد هذا "الفيتو"
بزيادة حملتها العسكرية على المدن
السورية، وقتلت في حماه وحدها أكثر من
ثلاثمائة وخمسين شخصاً، ولا زالت
تحاصر حي بابا عمرو في المدينة وتضربه
بالصواريخ. ولكن ما الذي دفع بكل من روسيا والصين إلى
اتخاذ مثل هذا القرار في مجلس الأمن؟
فعلى ما يبدو أن أعراض حمى الحرب
الباردة قد عادت لتظهر من جديد، حيث
انتقدت الدول الغربية قبل شهرين نتائج
الانتخابات النيابية في روسيا، وشجعت
بعض المظاهرات المعادية لإعادة تدوير
السلطة بين الرئيس ديمتري ميدفيديف،
ورئيس الوزراء الحالي فلاديمير بوتين. ويريد بوتين أن يدخل الانتخابات القادمة
بصفته الزعيم القومي الذي يدافع عن
مصالح روسيا، ويريد استعادة ملامح
الإمبراطورية السوفييتية القديمة. وقد
فقدت روسيا مواقع قوية لها في العالم
العربي، خاصة في ليبيا، التي كانت
سوقاً للسلاح وموطئ قدم لروسيا في
المياه الدافئة. وتخشى موسكو أن تخسر
أيضاً قاعدتين بحريتين لها في طرطوس
على الشاطئ السوري، كما قد تخسر بعض
التسهيلات اللوجستية الأخرى على
الأراضي السورية. كما أنّ كلاً من الصين وروسيا تخشيان
تزايد النفوذ الغربي والأميركي في
المنطقة، وخاصة أنّ أكبر مستفيد من
حركة التغيير الحالي في العالم العربي
هو الولايات المتحدة وأوروبا. وتريد
الدولتان، عبر مساندتهما لموقف حكومة
الأسد، أن ترسلا رسالة مهمة إلى
الولايات المتحدة وإسرائيل، بأنهما لن
تقفا مكتوفتي الأيدي أمام أية ضربة
عسكرية إسرائيلية محتملة ضد المواقع
الإيرانية. فإيران، كما سوريا، وربما
أكثر، هي منفذ مهم للصادرات العسكرية
والمدنية الروسية، ومجال عمل مهم
للشركات النفطية في البلدين. ويحتمل دخول عامل ثالث على الخط أيضاً، هو
أنّ معظم الحركات التي استفادت مما
يسمى بالربيع العربي، هي حركات
إسلامية، حيث انتزعت انتصار الشباب في
مصر وتونس وليبيا، وجيّرته لحسابها
الانتخابي. وتخشى كل من الصين وروسيا،
أن يتم استبدال حكومة الأسد بحكومة
إسلامية يقودها "الإخوان المسلمون"
في سوريا. وعلى رغم اختلاف النهج
السياسي، على الأقل في السياسة
الإقليمية والخارجية، لجماعة "الإخوان
المسلمين" في سوريا عن شقيقتها في
مصر، إلا أنّ هذه الدول الآسيوية تخشى
من تأثير الإسلام السياسي على
أقلياتها المسلمة في وسط آسيا، ومناطق
تركستان الصينية. وكل هذه الحسابات وغيرها من حسابات
انتخابية وجيواستراتيجية ربما دخلت في
بلورة الموقفين الروسي والصيني.
ولطالما كانت منطقة المشرق العربي
منطقة تنافس بين الدول الكبرى، سواءً
في الغرب أو في الشرق، وهي تعود اليوم
مجدداً يحفزها ويدعمها عطش هذه الدول
المتزايد لنفط الشرق الأوسط، الذي
أصبح جائزة يحاول الجميع اقتطاف
ثمارها. وتحاول روسيا اليوم الاستفادة من موقفها
السياسي وتصويتها في مجلس الأمن، كما
تحاول تعزيز مواقعها الاستراتيجية في
سوريا، عبر زيارة كلٍّ من وزير
خارجيتها ورئيس جهاز الاستخبارات فيها
إلى دمشق يوم الثلاثاء الماضي. وسيحاول
الروس زيادة حجم مبيعات أسلحتهم إلى
حكومة الأسد لتقوية قبضته الأمنية على
مناطق باتت تنازعه فيها القوات
المنشقة من الجيش النظامي، التي تسمي
نفسها بالجيش السوري الحر. وفي مواجهة الأزمة السورية الراهنة هناك
مساران محتملان للدبلوماسية العربية،
أحدهما هو مواصلة الحوار والضغط على
الحكومة السورية بكل الطرق الممكنة،
ومثل هذا المسار لن يكون كافيّاً
لتحقيق نتائج سريعة. وفي المقابل،
ينبغي العمل على تفعيل تشكيل محور عربي-
أوروبي- تركي- أميركي مفتوح لجميع
الدول، عبر ما سمّاه الرئيس الفرنسي،
نيكولا ساركوزي، بمحور أصدقاء سوريا. ويمكن لهذا المحور العمل على إعلان بعض
مناطق سوريا مناطق منكوبة، وإرسال
معونات عربية طبية وإنسانية عاجلة
لهذه المناطق في حمص وريف دمشق
والزبداني وغيرها من المدن التي
تقصفها قوات النظام السوري. كما يمكن
إعلان بعض المناطق السورية في الشمال
والجنوب والغرب مناطق يمنع على
الطيران السوري التحليق فيها. ومن بين
هذه المناطق المرشحة مثلث (إدلب- جسر
الثغور- معرة النعمان) في الشمال،
ومحور (حمص- حماه) في الوسط، ومحور (درعا-
داعل- الشيخ مسكين وحتى مدينة "إنخل"
جنوب دمشق). وإعلان مثل هذه المناطق كمناطق يمنع على
الطيران السوري التحليق فيها، يعني
أنها ستكون مناطق آمنة يمكن أن يحتمي
فيها السكان المدنيون، وتلجأ إليها
القوات العسكرية المنشقة عن الجيش
السوري. وكلما زادت المناطق التي لا يمكن لسلطة
بشار الأسد بسط نفوذها عليها، فإنّ
احتمال بقائه سيتراجع بشكلٍ كبير، مما
يعطي فرصة أكبر لتغيير في السلطة يسمح
ببروز قوى ديمقراطية بديلة في البلاد. وفي الجانب الآخر مفهومٌ أيضاً أن الدعم
الروسي لبشار الأسد لن يكون مجانيّاً،
فستعني العودة إلى الحرب الباردة أن
تحكم روسيا قبضتها على الأجهزة
الأمنية والعسكرية في سوريا. ويمكن أن
يمثل ذلك تهديداً للأسد وزمرته
الحاكمة، أن تلجأ الحكومة الروسية
مستقبلاً إلى استبدال الأسد بقيادة
عسكرية جديدة موالية لها في دمشق،
وخاصة إذا ازداد توتر الأمور، وزادت
حدة العنف بين السلطة والمعارضة. وهنا يمكن لروسيا الادعاء بأنّ مثل هذا
الانقلاب العسكري المحتمل هو طوق
النجاة المقبول سوريّاً وعالميّاً
لنظام باتت أيامه معدودة. ================= سوريا من مجلس الأمن الى
الحرب الأهلية؟ د. نقولا زيدان المستقبل 11-2-2012 لم يكن مفاجئاً قط للشعب السوري ولا
للشعوب العربية ولا الأوساط الدولية
عجز مجلس الأمن عن اتخاذ قرار بالنسبة
للوضع السوري المأسوي، فرفع ملف سوريا
إليه من قبل الجامعة العربية كان أشبه
منه بالموقف المبدئي من أي شيء آخر،
ذلك أن الجميع كانوا يعلمون أن روسيا،
من خلال تصريحات كبار مسؤوليها ووسائل
إعلامها الرسمية، لا بل من خلال سلوك
قادة النظام السوري اليومي أنفسهم
ونسبة تزايد وتيرة القمع الوحشي
للتظاهرات السلمية وارتفاع عدد
الشهداء والضحايا في صفوفها، قد أعدّت
العدة لتعطيل اي قرار يشكّل إدانة
لنظام دمشق أو يشتمل على بنود تطاول
قادة هذه النظام. وكان يسود رأي بأن الصين بدورها قد تحذو
حذو روسيا، بالرغم من رواج مناخ سياسي
غير واضح أن الصين أصبحت أكثر تفهماً
لمطالب المعارضة السورية وممتعضة
لتصاعد عدد الضحايا اليومي. الصدمة
المباغتة كانت في رفض هاتين الدولين
المبادرة العربية برمّتها، ومشروع
القرار نفسه. المندوب السوري حاول بلغة خشبية تعود الى
عقود مضت عفا عليها الزمن، أن يروج في
كلمته بسلسلة من العبارات الفخمة ذات
العلاقة بقضية فلسطين والمقاومة
والممانعة في الوقت الذي تعلم فيه
الشعوب العربية منذ عام 1972 لم تسجل
هضبة الجولان المحتل طلقة واحدة قط. لا بل عندما يتحدث عن الممانعة يظن أن
الشعوب العربية لا تعلم أن نظام دمشق
كان يلهث وراء محادثات سلام سرية مع
إسرائيل وذلك عبر الوسيط التركي. لقد أطلق الواقع المأسوي القائم يد حكام
دمشق لتمعن قصفاً وتدميراً في حمص (حي
الخالدية) فكانت الأبنية تشتعل
والقذائف تنهمر والشهداء بالمئات
والجرحى بالألوف، في اللحظة ذاتها
الذي كان ينعقد فيه مجلس الأمن دون
جدوى. من منا قرأ بتمعن كتاب "باتريك سيل"..
وهو صحافي بريطاني متزوج من سورية
ويتقن العربية جيداً وعنوانه "الأسد"
يتذكر جيداً ثلاث مسائل رئيسية:
الأولى، ان حافظ الأسد كوريثه بشار، في
المنطق والعقلية والأسلوب، كان آخر
همّ لديه حيال تحقيق غاياته هو عدد
الضحايا، فلا عجب والحالة هذه أن يسقط
خلال عشرة أيام في حماه وحدها ما يناهز
آلاف الشهداء (عام 1982). الثانية: ان حرب تشرين 1973 لم تكن سوى حرب
تحريكية بهدف الدخول في مفاوضات لائقة
مع إسرائيل، وان القضية الفلسطينية
وحرب التحرير الطويلة الأمد الخ.. ليست
سوى بضاعة إعلامية مناسبة للترويج
الدعائي. الثالثة ان حافظ الأسد كان يسعى وراء
الامساك بثلاث أوراق في آن معاً:
سوريا، وقد تحقق ذلك له فعلاً عام 1971
بانقلابه العسكري المسمى ب"الحركة
التصحيحية"، لبنان، حيث استطاع
اراسل قواته اليه بذريعة الدفاع عن
المسيحيين ومنع تقسيمه، حيث تدفقت
دباباته عبر "شتورة" في الوقت
الذي كان فيه الكسي كوسيغين رئيس
الوزراء السوفياتي يزور دمشق، وما لبث
لبنان أن خضع بكامله للوصاية السورية
دون أي اعتراض أميركي. وفلسطين: التي عيل صبره وهو يحاول الامساك
بها سواء عبر لبنان، أو مباشرة فلم
يستطع تحقيق غايته فقضى نحبه دونها. وهكذا سوف يضطر بشار نفسه فيما بعد لسحب
قواته من لبنان (نيسان 2005) بعد زلزال 14
آذار، مكرهاً، وذلك تحت الضغط الشعبي
اللبناني والانذارات الدولية التي
نقلها اليه العاهل السعودي. لا بل اضطر
بعد استضافته لحركة "حماس"
وقيادتها أن يتابع بأم العين مغادرة
هذه القيادات دمشق بعد رفضها أن تتحول
الى شهود زور أمام المذابح الدموية.
وعلى امتداد 11 سنة حاول الأسد الإبن
الحؤول دون قيام أية مصالحة بين "فتح"
و"حماس"، يسانده في ذلك النظام
الايراني بإمكانياته المالية
الوازنة، إلا أن المصالحة قد تحققت وإن
كانت ما زالت تتطلب جهوداً اضافية
لاستكمالها. اننا نتذكر تماماً أحد أركان البعث في
العراق المدعو "علي صالح السعدي"
عندما قال في منتصف الستينات: "لقد
جئنا الى الحكم في القطار الأميركي
ونرحل عنه في القطار الأميركي نفسه!".
ولولا الموافقة الأميركية لما استطاع
البعث ركوب السلطة في العراق، ولولاها
أيضاً لم استطاع النظام السوري فرض
وصايته على لبنان (1995)... وما لا شك فيه
أن القرار 1559 الذي كرس التفاهم
الأميركي الفرنسي حول مستقبل لبنان (بوش
شيراك) عام 2004 قد لعب دوراً رئيساً في
انهاء عهد الوصاية السورية. فالذي أعطى
هو الذي أخذ. إن ما يدور في اللحظة التاريخية الراهنة،
هو أخطر ما يمكن لنا تصوّره، بعد تكرار
فشل مجلس الأمن في وقت حمامات الدم في
سوريا، وهو، رغم تصور البعض امكانية
نجاح عرض الملف السوري على الأمم
المتحدة ومحاولة تكرار التجربة
الكورية (1949)، هو اندلاع الحرب الأهلية
هناك. ترانا نتساءل بحق: هل يملك نظام دمشق
خياراً آخر بعد إعلان إفلاسه النهائي
والمحتوم. ================= في دوما... رأيتُ الإيمان
يحرِّك السوريين المنتفضين إلهان تانير - دوما (سوريا) ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور» تاريخ النشر: السبت 11 فبراير 2012 الاتحاد إنها السادسة صباحاً في دوما، إحدى ضواحي
العاصمة السورية دمشق. القارئ يتلو من
مآذن المسجد الكبير، عبر مكبرات
الصوت، آيات من القرآن الكريم وأدعية
تستطيع المدينة كلها سماعها. وشخصياً،
أعلمُ أن سكان دوما يستمعون. خلال الأربعة عشر يوماً التي قضيتها في
سوريا بين الثاني عشر والسادس
والعشرين من يناير، والتي علقتُ خلال
جزء منها داخل منازل آمنة في دوما،
رأيتُ الأعمال الفظيعة التي يقوم بها
نظام في حق شعبه. وأعلمُ أن تلك الأعمال
لم تكن ترتكب في دوما فقط، وإنما في ست
من ضواحي دمشق أيضاً. وفي كل يوم كنت
أقف على وحشية قوات الأمن، حيث كنت
شاهداً على أعمال القتل وتوقيف
الأفراد في وسط دمشق بدون سبب واضح. كما
زرتُ بعض العائلات التي فقدت أبناء
لها، ورأيتُ أطفالاً صغاراً تيتموا،
لا يعرفون بعد ماذا حدث لآبائهم
وأعمامهم وأقاربهم. بحثتُ عن جواب لما يجعل هؤلاء الناس
ينتفضون كل يوم ضد نظامهم، ولماذا
يذهبون للمشاركة في مظاهرات الأحياء
كل ليلة، رغم أنهم يعلمون أن قوات
النظام التي يواجهونها لا تتردد في
إطلاق نيران أسلحتها عليهم بشكل
عشوائي. وكان السكان المحليون، ونشطاء
الثورة، وأعضاء "الجيش السوري الحر"...
يقدمون الجواب كل مرة. فالسوريون الذين
تحدثتُ إليهم لا يعقدون آمالهم في
الحرية على الجامعة العربية، أو
تركيا، أو أي حكومة غربية... لكني سمعتُ
مراراً وتكراراً أن أملهم الوحيد هو
إيمانهم بالحق والباطل، مثلما
يعلِّمهم الإسلام وحياة الرسول ذلك. وحسب هذا الاعتقاد، فإن من قتل شخصاً
بريئاً فكأنما قتل الناس جميعاً.
والإسلام، كما يقولون، يعلِّم الناس
احترام الحياة والحقوق الفردية. وهم
يرون "الحق" الذي يتحدثون عنه
مجسداً في كفاحهم من أجل الكرامة، كلمة
ترددت على مسامعي كثيراً عندما كنت
أسأل الناس: لماذا تثورون؟ ويرون "الباطل"
مجسداً في هجوم النظام على شعبه، إنه
انتهاك للحياة وقمع للحرية. أفراد المعارضة الذين تحدثتُ إليهم قالوا
إن هذا ليس قتالاً طائفياً أو انتفاضةً
ضد الأقلية العلوية من قبل الأغلبية
السنية، بل هو دفاع عن الحق في الحرية
وكرامة الحياة كما يدعو إليها الإسلام.
إنه كفاح من أجل الديمقراطية. ويقولون
إن كل السوريين، بخلفياتهم المتنوعة،
عاشوا معاً على هذه الأرض قروناً
طويلة، وسيظلون كذلك. معظم ضواحي دمشق، إن لم يكن كلها، تنظم
مظاهرات كل ليلة. وقد حضرتُ واحدة من
هذه المظاهرات لأول مرة في الرابع عشر
من يناير، بعد يومين على وصولي إلى
سوريا، في ضاحية القابون. يومها، قام
أفراد "الشبيحة" بمهاجمة محتجين
عزل أمام عيني. وبعد دقيقتين أو ثلاث
على بدء المظاهرة، عندما أخذ الناس
يهتفون "حرية"، بدأت قوات الأمن
إطلاق النار من بنادق "كلاشنيكوف"
على الحشود وبشكل عشوائي. وحاول
أصدقائي حمايتي عبر دفعي بسرعة إلى
داخل السيارة، لكن الأوان كان قد فات
حتى نبتعد عن المكان بسرعة. ورأيتُ أحد
أفراد "الشبيحة" يجر مصاباً من
المحتجين إلى داخل سيارة، وقيل لي
لاحقاً إن ذلك المحتج مات في الليلة
نفسها. كما رأيت عدداً من المحتجين
يُعتقلون ويتعرضون للضرب المبرح. أحد أفراد "الشبيحة"، وكان في منتصف
العمر، بشعر شائب ووجه محلوق، صاح فينا
بينما أطلق عيارات في الهواء: "بشرفكم،
مع من تقفون؟ الأسد أو الفاشلين؟".
ولم يتركنا نذهب إلا بعد أن شرح له
سائقنا بهدوء أننا كنا مارين من المكان
وتم إيقافنا من قبل المحتجين، وبالطبع
بعد أن هتفنا: "يحيا بشار الأسد!". كانت تلك تجربة فريدة لا تنسى بالنسبة لي،
لكنها شيء يعيشه المحتجون في سوريا
يومياً. وبعد بضعة أيام على ذلك، في
الحادي والعشرين من يناير، رأيتُ
استمرار الفظاعات. فعقب جنازة في دوما،
قام الجيش بمهاجمة المدنيين المشاركين
فيها بشكل وحشي، فقتلوا ستة أشخاص
وجرحوا آخرين كثيرين. لكن، ما الذي
دفعهم في ذلك السبت إلى مهاجمة مدنيين
عزل كانوا يذكرون مناقب "شهدائهم"؟
يقول بعض السكان المحليين الذين تحدثت
إليهم إن ذلك يعود إلى وعد "الجيش
السوري الحر" بحماية المشاركين في
الجنازة من جنود النظام. لكن، وفي ما
بدا محاولة لتقديم وجهة نظر معارضة،
قام الجنود السوريون بالإغارة على
المكان، وأخذوا في وضح النهار يطلقون
نيران أسلحتهم على المدنيين. المشهد
صُور بواسطة كاميرا وبُث عبر العالم،
وخلاله كنت وأصدقائي نحاول جاهدين
إيجاد مكان للاختباء فيه من إطلاق
النار. ولأول مرة، قام "الجيش السوري الحر"،
الذي يجند المنشقين عن الجيش السوري
إضافة إلى شبان سوريين وأفراد من
عصابات الشوارع لإسقاط نظام الأسد،
بالرد على الجيش النظامي في شوارع دوما.
وفي نهاية ذلك السبت، كانت قوات النظام
قد أُرغمت على التراجع والانسحاب من
الشوارع، ونقلت مواقعها إلى أطراف
المدينة. وبحلول صباح الأحد، كانت هذه
المدينة التي يبلغ عدد سكانها نصف
مليون نسمة، واشتهرت بانتفاضها على
الحكمين العثماني والفرنسي في الجزء
الأول من القرن العشرين، تبدو على شفا
انتفاضة أخرى واسعة النطاق. وبين ليلة
السبت وصباح الأحد، كانت شوارع دوما
خاضعة كلياً لسيطرة "الجيش السوري
الحر". تقطعت بي السبل في دوما لعدة أيام كنت
أتنقل خلالها من منزل إلى آخر، وذلك
لأن نقاط التفتيش في المدينة لم تكن
تسمح لنا بالمغادرة، والأعمال الوحشية
التي وقعت يوم الأحد خلال الجنازة زادت
التوتر حول المدينة. وحتى وسط الفوضى، رأيتُ قوة الإيمان
والروابط العائلية، ففي منتصف نهار
الأحد، كنا مختبئين في محل مجاور ل"ساحة
الحرية". ولأنه لم توجد ثمة إشارة
قوية للإنترنت في هذا المحل الواقع في
قبو البناية، اضطر صديق من "التنسيقيات"
للصعود إلى مستوى أعلى من أجل التقاط
إشارة أقوى عبر شبكة الهاتف النقال من
الجيل الثالث. وفي الطابق الثالث من
نفس البناية، فتح أحد الجيران باب بيته
لاستضافة هؤلاء الضيوف غير المدعوين
لمدة زمنية غير معروفة. قام الشاب المنتمي إلى التنسيقيات بربط
جهازه بالإنترنت بسرعة، وتسنى لنا
الحديث مع أصدقاء وأقارب، وإخبار
الجميع بحقيقة ما يحدث في المدينة. قاسم (7 سنوات) أكبر أبناء مضيفنا، بقميصه
الرياضي وعينيه السوداوين الجميلتين،
كان يجلس في غرفة الضيوف يحاول فهم ما
يفعله هؤلاء الغرباء في المنزل. وبينما
كانت الساعات تمر، كانت الاشتباكات في
الخارج تزداد قوة أحياناً وتتوقف
أحياناً أخرى. وفي هذه الأثناء، كان
المنزل يزداد اكتظاظاً بالجيران الذين
ينضمون إلى المجتمعين. ثم أخذ سائقنا،
الذي لديه صلات بالجيش السوري الحر،
يشرح كيف ولماذا يجب أن تستمر انتفاضة
المدينة، مستشهداً بآيات من القرآن
الكريم وأحاديث نبوية. في هذه الضاحية، وحتى بين الناس الأكبر
سناً، الأحاديث لا تتم في الغرفة فقط،
ولكن أيضاً عبر "سكايب" مع أجزاء
أخرى من العالم أو مع مدن سورية أخرى.
والجميع يتفقد آخر الأخبار من خلال
هواتفهم الذكية، معلقين على ما سيحدث
للثورة السورية أو إيمان الناس في
المدينة. وبينما كان أزيز الرصاص يزداد
قوة من جديد، طُلب منا الانتقال إلى
غرفة أخرى حيث كان بانتظارنا الأرز
السوري التقليدي بلحم الخروف المشوي،
والباذنجان، واليوغورت، والبصل
الأخضر، وأطباق شهية محلية أخرى. وكانت
شاشة التلفزيون المسطحة الكبيرة تبث
مباراة من الدوري الإنجليزي الممتاز
لكرة القدم. لقد رأيتُ عن كثب أن أوقاتاً مثل هذه، أي
الجو العائلي المريح والروابط مع
الجيران، هي التي تجعل الأسوأ في سوريا
قابلاً للتحمل قليلاً. ولم أرَ في
الشوارع السورية شيئاً يمكن أن يمنح
السوريين المنتفضين قدراً أكبر من
الأمل من إيمانهم وعائلاتهم. ربما
سيتطلب الأمر بضعة أسابيع أو أشهر أو
سنة، لكن ذلك لا يهمهم. ففي كل يوم
يربطون مستقبلهم في الشوارع: الناس
يحتجون، والميليشيات تقاتل، وعباقرة
الكمبيوتر ينشرون الأخبار. خطوة واحدة ومئات القتلى في اليوم. ================= راجح الخوري 2012-02-11 النهار لا شيء يوازي التصعيد الناري ضد المعارضة
السورية إلا التصعيد الكلامي الدولي
ضد النظام. لكن التصعيد الميداني يأخذ
الضحايا الى المقابر بينما ينتهي
التصعيد الكلامي دخاناً يرتفع في
الهواء مثل دخان الاحياء المقصوفة
بالمدافع! كان واضحاً ان "الفيتو" الروسي اعطى
النظام السوري الضوء الاخضر للاندفاع
في الحل العسكري الذي رفع عدد القتلى
يومياً الى اكثر من مئة، وامام هذا
المشهد المخيف الذي يدفع سوريا اكثر
الى الحرب الأهلية ليس هناك إلا
المواقف الخشبية الدولية تتكرر في
بيانات تذكّر بالقول: قفا نبك. بعدما أقفلت روسيا مجلس الأمن ولم تتوان
عن الدعوة الى تطبيق المبادرة العربية
التي لم يطبقها النظام قبل اربعة اشهر
ولم تعد صالحة بعد اتساع حمامات الدم،
تبدو واشنطن في عالم آخر عندما يجترّ
باراك أوباما مواقفه ويندد ب"حمام
الدم الرهيب" وهو التصريح الرقم 40 في
مسلسل يكرره اسبوعياً منذ عشرة اشهر. وفي حين لم يظهر شيء من نتائج دعوة نيكولا
ساركوزي الى تشكيل "مجموعة أصدقاء
الشعب السوري"، وتنهمك كاثرين آشتون
في دعوة الروس الى"الاعتراف بوقائع
الامور على الارض حيث لا يجوز ان نسمح
باستمرار حمامات الدم"، يرتفع صوت
بان كي - مون ضد"الوحشية الفظيعة
التي يمارسها النظام في قمعه للمعارضة". اما تركيا التي تقول "لا يمكننا ان
نتفرج على المذبحة"، فقد اطلقت احمد
داود اوغلو في جولة لتحديد شكل المؤتمر
الذي تقترح عقده لإيجاد حل سلمي
للأزمة، لكن ليس من الواضح حتى الآن ما
الفرق بين "مجموعة اصدقاء سوريا"
و"المنصة الدولية" التي يقول
أوغلو إن انقرة تريد اقامتها، كما ليس
واضحاً عند واشنطن ما إذا كنا امام "مؤتمر"
او "اجتماع" وفي انقرة أم في الامم
المتحدة! ما مردود كل هذا؟ لا شيء حتى الآن إطلاقا، مجرد طوفان من
الكلام في موازاة طوفان الدم. ولكن ما
لا يصدق انه إذا كان العالم يراوح حتى
الآن عند حدود "قفا نبك"، فإن نبيل
العربي [ويا نبيل يا عربي] يريد الرقص
مجدداً على قبور السوريين عندما يسعى
لإعادة بعثة المراقبين الى سوريا
بعدما كانت ثماني دول عربية قد انسحبت
منها. طبعاً من الجنون الحديث عن إعادة
المراقبين ربما تلبية لدعوة لافروف
بعد سحبهم، وكذلك بعد سحب عدد من
السفراء العرب والاجانب من دمشق. ان
اعادتهم ستجعل الرقص على القبور اكثر
اثارة وخصوصاً ان بان كي - مون يدرس
المشاركة الدولية في البعثة وفرنسا
ترحب "شرط ان يتمكنوا من ممارسة
عملهم بحرية"... حرام سوريا... وحرام
المراقبين ================= الياس الديري 2012-02-11 النهار بعد الفيتو الروسي - الصيني الذي أنقذ
النظام السوري في مجلس الأمن من
المحاسبة والعقوبات، تتّجه الأحداث
السوريّة، وربما المنطقة العربيّة
بأسرها، ولبنان ضمنها، نحو احتمالات
تصعيديّة متعدّدة. والانفجاران "الملتبسان" اللذان
أيقظا أهالي مدينة حلب صباح أمس على
دويّ ونار ودخان ودماء، قد يحملان
بدورهما مؤشّراً إضافيّاً للتطوّرات
العاصفة التي لم تعد سوريا والنظام
بعيدين عنها. من الطبيعي والبديهي تذكير اللبنانيّين
وافرقاء الصراع على المكاسب والمسالب
بما بدأت الحدود الشماليّة، ومنطقة
وادي خالد تحديداً، تعيشه وتتعرّض له
من الجانب السوري، والدبابات
السوريّة، والجنود السوريّين. وقد يكون لبنان أكثر معرفة وإدراكاً بما
تعنيه هذه التحرّكات والعراضات
والاستعراضات في المنطقة الحدوديّة
الشديدة الحساسيّة، باعتبارهم ذاقوا
المغراية، وذاقوا الأمرَّين، وذاقوا
كل أنواع الذعر والترهيب والتعذيب،
خصوصاً في تلك المنطقة. غير أن هذا الأمر لا يعدو كونه تفصيلاً
شبه طبيعي وسط إعصار بحجم الإعصار
السوري الدموي والتدميري، الذي أخذ
يتصدّر الاهتمامات السياسيّة
والاعلاميّة والرسميّة في عواصم الدول
الكبرى. حتى أن محلّلين فرنسيّين وبريطانيّين لم
يستبعدوا، في أحاديثهم أمس، عودة
الصراع بين الغرب والشرق، وعودة الحرب
الباردة بين واشنطن وموسكو... التي "تتسلّح"
هذه المرّة بدعم مباشر وقوي من الصين
بكل وزنها السياسي ودورها الاقتصادي
حتى على صعيد دول الغرب واقتصاداته. وإذا ما طرحت أسئلة عادية على مسؤولين
كبار في العالم العربي وعالم الغرب حول
التصوّرات لديهم بالنسبة إلى
الاحتمالات والحلول والعلاجات
الممكنة للجحيم السوري، فإن أحداً لم
يسمع حتى الآن جواباً واضحاً، أو
اقتراحاً محدّداً. واللافت في هذا الصدد أن العاهل السعودي
الملك عبدالله بن عبد العزيز جاهر أمس
بانتقاده المباشر للفيتو الروسي –
الصيني في موضوع سوريا، معتبراً ما جرى
في الأمم المتحدة في هذا الصدد "بادرة
غير محمودة العواقب". في هذا الوقت تستمرّ المواجهة القاسية
جداً، ويستمرّ النزف الذي شمل معظم
المدن والمناطق السوريّة، ويستمرّ
القتل والتدمير في التنقّل والتوسّع.
ومن دون بروز أيّة بارقة جديدة، أو
أيّة مبادرة جدّية، لا عربيّاً ولا
دوليّاً. سوى أن بعض المحلّلين أمس اقترح إحاطة
الوضع السوري بفيض من الاهتمامات
والمساعي الحميدة، تشترك فيها تجمّعات
عربيّة ودوليّة، وحالاً وسريعاً. غير أن ذلك كلّه لم يمنع المتحدّثين
والخبراء من القول إن الآتي قد يكون
أعظم بكثير. ================= سميح صعب 2012-02-11 النهار لن يكون كلاماً مجافياً للواقع اذا ما فسر
البعض الفيتو الروسي - الصيني المزدوج
في مجلس الامن لاجهاض قرار يندد
بالنظام في سوريا، بأنه رسم خطاً أحمر
أمام حقبة امتدت منذ انهيار الاتحاد
السوفياتي عام 1991 وقادت أميركا خلالها
العالم بلا منازع، فانشأت تحالفات
وخاضت حروباً وفرضت حلولاً في مناطق
عدة من العالم، وأدارت أزمات وصراعات،
من غير ان يكون حتى لحلفائها ولا سيما
منهم الاوروبيين دور سوى التأييد
واللحاق بركب السياسة الاميركية. ويصح
ذلك في المجالات السياسية والعسكرية
والاقتصادية. أما الاعداء السابقون لاميركا ممن كانوا
يسمون الدول الدائرة في الفلك
السوفياتي، فإنهم في معظمهم قد دخلوا
العباءة الاميركية. وبقيت روسيا وحيدة
تنتظر الساعة التي سيبدو فيها الارهاق
على الولايات المتحدة. وعام 2008 بدأت
علائم التعب تظهر على وجه اميركا. أزمة
مالية لم تعرف لها مثيلاً ربما منذ
الكساد الكبير عام 1929، فضلاً عن هزيمة
في العراق وافغانستان، بينما الحلفاء
الاوروبيون يغرقون في أزمة الاورو
التي تنعكس على مجمل المشروع الاوروبي
الذي انطلق بعد الحرب العالمية
الثانية أملاً في تحقيق وحدة تبعد شبح
الحروب عن القارة. وفي ظل ظروف اميركية واوروبية كهذه، وجد
الروس ان لحظتهم قد حانت للعودة
والانتقام من سنوات التهميش. ورب قائل
إن روسيا ليست بعد من المناعة
الاقتصادية بحيث تستطيع النهوض
لمواجهة اميركا. لكن الحجة المقابلة هي
ان اميركا، باعتراف علماء السياسة
فيها، لم تعد قوية كما كانت بحيث تكون
قادرة على خوض الحروب والحفاظ على اقوى
اقتصاد في العالم، وان زمن التراجع
الاميركي قد بدأ فعلاً من غير ان يحسم
حتى الآن شكل النظام الدولي الجديد
الذي سيبرز في السنوات المقبلة. لكن معادلة "توازن الضعف" بين القوى
العالمية كفيلة بأن تضمن لروسيا ان
تقول كلمتها من الآن فصاعداً في
القضايا الدولية. ومن هنا ان الفيتو
الروسي - الصيني في مجلس الامن يتعدى
سوريا بالذات ليعطي مؤشراً لرؤية
روسيا لنفسها في عالم تتراجع فيه
اميركا. وليس أدل على المأزق الاميركي من التخبط
الذي تعانيه واشنطن من حيث السياسة
الواجب اتباعها حيال سوريا. فبينما
يبدو محسوماً ان لا تدخل عسكرياً
اميركياً، هل يمكن المساعدات
الانسانية ان تحسم الوضع؟ وعندما
تتهيب اميركا التدخل فكيف يكون حال
أوروبا أو تركيا؟ ومسألة المساعدات الانسانية للسوريين
التي تبحث فيها واشنطن اليوم شبيهة
بالمساعدات الانسانية التي ارسلتها
الى جورجيا يوم كانت تجتاحها القوات
الروسية عام 2008. أليس من المفارقة ان تكتفي اميركا
بالمساعدات الانسانية عندما تكون
روسيا حاضرة بقوة؟! ================= ياسر الزعاترة الدستور 11-2-2012 وحده جنون السلطة هو ما يمكن أن يقنع بشار
الأسد بأنه باق في موقعه بعد كل هذا
الذي جرى ويجري داخل سوريا وخارجها،
وقد نضيف إليه جنون الطائفة التي تعتقد
(مخطئة) بأن نهايتها مرتبطة برحيل
النظام، وأن عليها التشبث ببقائه حتى
الرمق الأخير. في داخل سوريا، لا يُعتقد أن أحدا يحمل في
داخله مشاعر الإنسانية يمكن أن يواصل
تأييد النظام بعد هذا المسلسل الرهيب
من المجازر التي ارتكبها، حتى لو ارتبط
معه ببعض المصالح، وليس بوسعنا تبعا
لذلك أن نصدق أن ثمة فئات كبيرة ما زالت
تؤيد النظام، لاسيما أن ملامح سقوطه قد
باتت واضحة للعيان، ليس في المدى
البعيد أو المتوسط، بل في المدى القريب. ما يجري في حمص وعدد كبير من المدن
السورية يشكل جرائم حرب لا يمكن أن تمر
من دون عقاب، وليس بوسع السوريين أن
يقبلوا بعدها بهذا النظام، ولا مناص من
رحيله، بل سقوطه المدوي. والحق أن هذا المستوى من العنف الدموي
الذي يمارسه النظام ضد الثورة السورية
إنما يؤكد إحساسه بقرب النهاية،
وتعويله على أن المزيد من العنف يمكن
أن يسكت الثائرين، ولعل لسان حاله يقول
إن هزيمة حمص قد تؤدي إلى بث الرعب في
أوصال المدن الأخرى، وبالتالي النجاح
في وأد الثورة. من الصعب القول إن النظام قد يئس تماما من
إمكانية البقاء، ليس تبعا للموقفين
الروسي والصيني فحسب، وإنما بسبب
المدد الإيراني والعراقي، إلى جانب
اللبناني (حزب الله)، لكن شعور بشار
الأسد بقرب النهاية لا يعني بالضرورة
قدرته على حسم الموقف، إذ يرجح أن
تتدخل القيادة الطائفية المتورطة في
المجازر لمنعه من إعلان النهاية أو
الفرار بنفسه وعائلته، هو الذي قدمت له
عروض لجوء عديدة من هنا وهناك. هي منظومة شيطانية تحكم سوريا، وهي ذاتها
التي سبق أن حولتها من جمهورية إلى
ملكية وراثية في مسرحية هزلية تابعها
العالم أجمع بكثير من السخرية، فيما
تابعها السوريون بكثير من المرارة
والقهر. اليوم وبعد بيانات علماء المسلمين
المتتالية (ردَّ عليها النظام ببيان
سخيف لعلمائه)، وهي بيانات وقعها خيرة
علماء الأمة من شتى التيارات، حتى لا
يقال إن تيارا بعينه هو الذي يتبناها. بعد هذه البيانات لم يعد ثمة عذر لمعتذر،
ونتوقع أن يبادر سائر أركان الجيش
والأجهزة الأمنية من خارج المنظومة
الطائفية إياها إلى الانشقاق، بل إلى
القتال إلى جانب الشعب. وفي اعتقادي أن البيانات المذكورة سيكون
لها وقع كبير، وستؤدي بالفعل إلى كتابة
الفصل الأخير من فصول هذه المعركة
العظيمة التي خاضها السوريون الشرفاء
بدمائهم وتضحياتهم. أما الذين يصطفون إلى جانب الطاغية
فسيعلمون أي منقلب ينقلون، وسيرون كيف
تقف الأمة بأسرها ضدهم، أكانوا من
المحسوبين على أمة الإسلام، أم كانوا
من الدول التي تنكرت لعذابات الشعب
السوري، ولا نعرف كيف سيكون موقف إيران
وحلفائها أمام غالبية الأمة بعد هذا
الذي يجري. ولا نعرف كيف سيكون موقف
أمثال الشيخ البوطي بعد هذه المذابح،
وحين يسقط الطاغية غير مأسوف عليه!! لقد فقد النظام شرعيته كاملة، ولم يعد
أمامه غير السقوط، بل إننا نعتقد أن
فرص حل الأزمة عبر مسار سياسي لم تعد
ممكنة، أيا كان ذلك الحل، ولا مناص من
أن يواصل الشعب السوري ثورته وتضحياته
حتى إسقاط منظومة الحكم كاملة. والذي
يسعون هنا وهناك من أجل حل يحفظ بعض
وجود للنظام مما يعرف بمعارضة الداخل
لا بد أن يحسبوا عليه، ولن يشفع الناس
لهم إلا أن يعلنوا اليوم قبل الغد
براءتهم التامة من كل أشكال الحوارات
السياسية، واصطفافهم إلى جانب شعبهم
في معركته لنيل الحرية. لا لوم على الثائرين، فمن يجرُّ البلاد
إلى الحرب الأهلية هو النظام. ومن
ينشرون الاصطفاف الطائفي هم الذي
يشجعون النظام على مواصلة القتل. لقد
حسم الشعب السوري أمره، كما حسمت الأمة
موقفها ولم يعد ثمة مكان للمواقف
الرمادية. النظام يعيش لحظاته الأخيرة. ليس لدينا شك
في ذلك، أكانت تلك اللحظات أياما أم
أسابيع، بل حتى لو كانت شهورا، فمعركة
الحرية لها ثمنها وشعب سوريا العظيم
جاهز للعطاء، وهو في طريقه لتحقيق
الانتصار ونيل الحرية. النصر لشعب سوريا الأبي، والخزي والعار
لمن يقفون في صف الطغيان. ولا نامت أعين
الجبناء. ================= الأزمة السورية بعد
الفيتو الروسي سمير سعيفان 2012-02-10 القدس العربي بانتقال الأزمة السورية لتصبح قضية على
طاولة مجلس الأمن وبغطاء عربي، ينخرط
المجتمع الدولي دون رجعة في هذه الأزمة.
في البداية اطلق بشار الأسد جملة من 'مبادرات
الحوار' التي ما لبث ان اجهضها واحدة
تلو اخرى. في كلمته الأخيرة ثبت بشار الأسد جملة من
القضايا حول تصوره لمخارج الأزمة
اهمها: - ان حلها بيده وبمنطقه، - ثانيها ان ما تم من اصلاحات على الورق هو
سقف ما يمكن ان يقدمه النظام، - ثالثاً، هزأ بشار بكل المعارضة وهزأ
بقوى الحراك الثوري في الشارع. أي هو يضع نفسه كسقف لأي إصلاح وأن هذه
الإصلاحات لا تمس جوهر النظام السابق
ولا يستجيب ولو بحد أدنى لأدنى مطالب
الشعب السوري.أي هو لم يفهم جوهر ما
يجري. وبذلك اسقط من يده أي حل داخلي
سوري. ثم جاء قبول النظام السوري بالتفاوض مع
الجامعة العربية حول مخارج الأزمة،وهو
تنازل لم يكن من الوارد التفكير فيه
لشهور سابقة، ليكون مؤشراً على بداية
خروج الأزمة من يد النظام.فعلى عتبة
تلك المرحلة كانت السيناريوهات
السائدة هي اما تغيير من داخل النظام
يأتي نتيجة انفكاك كتلة هامة من
مكوناته، لتفتح الطريق امام تغيير
النظام دون الحاق ضرر كبير في بنية
الدولة، أوالحرب والاقتتال الأهلي
بالطبع. وبدا انه مع اصرار بشار الأسد
على القتل واشعال البيدر واستمراره في
التجييش الطائفي من جهة، وعناد الثوار
من جهة اخرى، لا يمكن تفادي الانزلاق
إلى الكارثة إلا بإحتضان عربي لمخرج
تفاوضي يضمن ويحمي كل طوائف المجتمع
ومكوناته في اطار عملية انتقالية طرية
نسبياً. وبالمقابل، كان منطق العملية السياسية في
حينه، من وجهة نظر المعارضة السورية،
تجاه المبادرة العربية يهدف إلى اتاحة
نافذة زمنية للحراك الثوري لالتقاط
الأنفاس. وكان هذا المنطق يعمل على
مستويين: فان كانت مبادرة الجامعة
قادرة على ضبط وادارة عملية هبوط طري
لتغيير النظام والانتقال نحو التغيير
الديمقراطي فليكن وهذا احسن الأحوال،
وإما ان يستمر النظام في مراوغته
ومنطقه، ليعطي ذلك فرصة لقوى الثورة
والحراك المجتمعي في الداخل بالتقاط
انفاسها ولتكون النتيجة عندئذ، انفضاح
اكبر ليس فقط للخطاب السياسي للنظام،
بل ولخطابه الاعلامي والدبلوماسي
الدولي. بالمراوغة والمخاتلة، أخرج بشار الأسد
الأزمة من يد الجامعة العربية، ملقناً
درساً قاسياً لذلك البعض من العرب
الذين اعتقدوا بصدقه اوعلى الأقل،
بقدرته على استنتاج الدروس. ومع بدء تعثرالمبادرة كان المجتمع الدولي
يحاول لملمة مواقفه من أجل إنضاج جملة
من العوامل. فلقد كانت الولايات
المتحدة والغرب عامّة راغبة في تشكيل
موقف دولي معتدل يفتح الطريق أمام
إنتقال هادئ للسلطة مع تصميم واضح على
سحب شرعية بشار الأسد وتغيير بنية
النظام دون تعريض الدولة السورية
للتفكك أو التداعي. وكان هذا أهمّ
الدروس التي استقتها الولايات المتحدة
من عدوانها على الشعب العراقي. كما أنّ الوضع السياسي داخل الولايات
المتحدة وباقي الدول الغربية لم يكن
جاهزاً بعد لتورط مجهول الأفق في
مغامرة خارجية خاصة أنّ تأكيدات
المعارضة السورية بقدرتها على ضبط
الأوضاع الداخلية، بما يضمن مشاركة
كافة مكونات الشعب السوري في المرحلة
الإنتقالية ناهيك عن قدرتها على تحقيق
تمثيل جامع لهذه المكونات لم يكن مقنعا.
ومع إصرار النظام على سياسته باستخدام
العنف الأقصى، وافقت الولايات المتحدة
على دور روسي تسعى روسيا من ورائه إلى
ضمان مصالحها الاستراتيجية في سوريا
مع النظام المقبل مقابل دعم عملية
التغيير الكامل للنظام الحالي،وتركت
الولايات المتحدة وباقي الدول الغربية
فسحة لروسيا لعلها تتمكن بعلاقاتها مع
إيران ومع مكونات سورية مختلفة إضافة
لعلاقاتها المتجذرة في الجيش من تحقيق
التغيير المطلوب. وعلى التوازي كانت الجامعة العربية تسير
قدماً في إنضاج موقف عربي يحتضن مبادرة
دبلوماسية تمهد لانتقال آمن للسلطة
وتحقيق تطلعات الشعب السوري. وبذلك كان
يفترض أن يحصل تقاطع بين دور الجامعة
العربية والدور الروسي في لحظة معينة
تمهيداً لإطلاق عملية سياسية في هذا
الإتجاه تتبناها الأمم المتحدة
والجامعة العربية. لكنّ تعنت الأسد من جهة ورفضه في اللحظات
الأخيرة القبول بالتعديلات التي وافقت
عليها روسيا لقرار مجلس الأمن ناهيك عن
استمرار الأجهزة الروسية في تقديراتها
بانّ نظام الأسد يستطيع الصمود لفترة،
و تقديراتها بانّ روسيا لم تتمكن بعد
من ضمان مصالحها، أدى إلى تراجع روسيا
عن موافقتها. الموقف بعد الفيتو الروسي في مجلس الأمن: أصبحت المعركة بين الغرب وروسيا تجاه
سورية معركة 'كسر عظم'. فسوريا أصبحت
حجر الصدام بين الطرفين حيث تسعى روسيا
لتأكيد دورها. وأصبحت، حتى بعد زيارة
لافروف إلى سورية،دولة وحيدة تتعامل
مع النظام السوري، فالصين تتبع موسكو
برخاوة كما يبدو. وقد فقدت روسيا
قدرتها على التفاوض مع الحراك الثوري
وقوى المعارضة السورية وأخرجت نفسها
من المعادلة السياسية للحل السوري،
لكن في المقابل لا تزال روسيا مصرة على
لعب دور يتمّ إخراجه من قبلها وقد يكون
هذا الدور متمحورا حول العمل على تشكيل
حكومة إنتقالية وتحقيق بعض من
الإصلاحات، لكنها ماتزال تعمل من داخل
النظام الأمر الذي وضعها أمام مسؤولية
مباشرة عن الأعمال الإجرامية التي
يرتكبها النظام في وقت لم تستطع فيه
الدبلوماسية الروسية تحقيق أي تقدم
حقيقي مع بشار الأسد الذي لم يواجهها
إلا بالمماطلة والمخاتلة وبذلك يصبح
معيار أي وزن للدور الروسي هو مدى
قدرته على تحقيق تغيير حقيقي في سلوك
النظام فلقد بدأ النظام يتشرنق حول
نفسه ليختنق بخيوط سياساته الصماء. وإذ يحاول الروس بأشكال مختلفة إتهام
تركيا بالمسؤولية عن العنف المضاد
للنظام فإن تركيا التي اتخذت في الأشهر
الأخيرة موقفاً أقل انكشافاً على
الصراع تعود لتدخل في إطار تحالف دولي
أصبح يجد لنفسه كل الغطاء الأخلاقي
والسياسي والدبلوماسي لتجاوز
الارتهان لمجلس الأمن. وإذ يتدهور الوضع الإنساني والمعاشي وإذ
تتصاعد أعمال القتل والتدمير بشكل
منقطع النظير يفتح هذا السلوك الباب
عريضاً لتشكل 'التحالف الدولي لأصدقاء
سورية' وهاهو يضم إلى جنباته قوى كانت
أصلا متناقضة ومتصارعة بما فيها فرنسا
وتركيا. ثمّة سؤالان يسودان المناخ الدولي في هذه
المرحلة كيف ؟ ومتى؟ فكيف يمكن الخروج من الحالة الراهنة؟
ومتى يصبح التدخل الدولي ضرورة لدرء
المخاطر الإقليمية الناجمة عن إنفلات
الوضع السوري، مجمل هذه المخاطر
يدفعنا لاستنتاج السيناريوهات
التالية: 1 دعم دولي سياسي وعسكري للشعب السوري
مقابل استمرار دعم روسي للنظام:فعلى
افتراض استمرار الموقف الروسي
واستمرار النظام في منطق العنف الأقصى
وقيام المجتمع الغربي والعربي وتركيا
بتقديم الدعم السياسي والإغاثي دون
تدخل عسكري.حيث من الممكن تصور بقاء
الدور الدولي عاطلاً بكفاءته ومعطلا
بعوامل داخلية وخارجية في بعض الدول
الغربية، فإن ترافق ذلك باستمرار
الموقف الروسي ستسير الأزمة السورية
باتجاه المجابهة الشاملة وستتصاعد
مخاطر اندلاع الحرب الأهلية إضافة إلى
مخاطر تداعي بنية الجيش والدولة.
وستصبح، للأسف، سورية ساحة مفتوحة
لصراع دولي في وقت تخرج الأزمة السورية
من يد روسيا لتفقد تدريجياً أي سهم في
تشكيل الحل النهائي. وسيؤسس هذا
الموقف، ليس فقط لتدهور موقع روسيا في
العالم العربي والشرق الأوسط، بل وعلى
مستوى مصداقيتها الأخلاقية وقدرتها
على أن تشكل قطباً بديلا أخلاقيا لتعسف
الغرب تجاه المنطقة وتجاه الشعوب. هذا
السيناريو يعني تدهور البلاد نحو حرب
أهلية قد تستغرق أكثر من سنة لحسم
الموقف ولكنه سيحسم وسيسقط بشار الأسد
ونظامه ولكن بتكاليف كبيرة. 2- تطوير السيناريو الأول باتجاه تدخل
لحماية المدنيين:قد يدفع تزايد عنف
النظام ووحشيته في قمع المتظاهرين إلى
تزايد الضغط الدولي بشكل هائل لقطع
دابر تدهور الأوضاع وفي رأينا أن هذا
التدهور سيجبر المجتمع الدولي على
تجاوز الاستعصاء في الأمم المتحدة،
وتجاوز التعسف الروسي في حق الفيتو.
وفي هذا المنحى سيتم، إضافة للدعم
السياسي والإغاثي الغربي والعربي
وتركيا، قد يتطور إلى اتخاذ قرار من
قبل تحالف دولي 'تحالف أصدقاء سورية'
بالتدخل لحماية المدنيين وفرض منطقة
حظر جوي وملاذات آمنة وتوجيه ضربات
للقوى الجوية وللمدرعات والمدفعية
التي تتحرك باتجاه المدن والبلدات.
وهذا قد يساعد على الحسم بسرعة أكبر من
السيناريو الأول. 3- دعم غربي وعربي سياسي ومادي مع تحول
إيجابي في الموقف السوفيتي:من الممكن
تصور أن الروس يعرفون الوضع جيداً
ويعرفون أن لا مستقبل لبشار الأسد
ونظامه ولا يمكن إنقاذهما مما يؤدي
لتراجع الموقف الروسي لاستدراك الخطأ
الفادح الذي ارتكبه الروس نتيجة
لحساباتهم بإدارة ظهرهم لإرادة الشعب
السوري والمجتمع الدولي، هذا التحول
سيؤدي لتزايد الانشقاق وتدهور الوضع
الاقتصادي وزيادة العزلة إلى حد الخنق
قيام مجموعة كبيرة من ضباط الأسد
والمولين له بالضغط على الأسد. وفي
النهاية سيشعر الأسد بالضعف ويضطر
لقبول التخلي عن السلطةوستتاح فرصة
هامة لتحقيق منعطف في الأزمة وتأمين
عملية انتقال سلمي وتغيير للنظام.
فالمطلوب هو تأمين حاضنة دولية تكفل
مصالح ودور كافة فئات الشعب السوري
سواء في مرحلة الانتقال أم في مرحلة
التغيير. ===================== تداعيات «الفيتو»
الروسي الصيني السبت, 11 فبراير 2012 علي العنزي * الحياة عارضت روسيا والصين قرار مجلس الأمن
الدولي يوم السبت الماضي (4 شباط/
فبراير)، باستخدام حق النقض (الفيتو)
للمرة الثانية خلال أربعة أشهر، مسقطة
بذلك قراراً أممياً يدين أعمال القمع
في سورية ويؤيد المبادرة العربية لحل
الأزمة السورية المتفاقمة، التي تهدد
الاستقرار في سورية والمنطقة. وأبدت
الدولتان بذلك عدم اهتمام بما يحصل
للشعب السوري من تزايد وتيرة العنف
والبطش من قبل النظام، ما أثار غضب
الكثير من الدول والشعوب والمنظمات
الإقليمية والمحلية. تميز الموقف العربي من الفيتو الروسي-الصيني
بالإحباط وردِّ الفعل القوي تجاه ما
يحصل للشعب السوري، بأن اتخذت دول مجلس
التعاون الخليجي قراراً فورياً بسحب
سفرائها من دمشق، والطلب من سفراء
سورية في هذه الدول المغادرة إلى
بلادهم فوراً لزيادة الضغط السياسي
على النظام السوري، وقبلها تم سحب
المراقبين الذين نشرتهم جامعة الدول
العربية، ما يجعل التكهن بما ستؤول
إليه الخطوات السياسية التي تقوم بها
الدول العربية تجاه ما يحدث في سورية
صعبة التخيل والتوقع. أما ما يتعلق بالموقف الدولي، فقد قام
الكثير من الدول الأوروبية والولايات
المتحدة الأميركية باستدعاء سفرائها
للتشاور من أجل زيادة الضغط، ومن
الممكن أن يتطور الموقف إلى أكثر من
استدعاء، وهذه الدول هي: أميركا
وبريطانيا وإيطاليا وبلجيكا
وإسبانيا، إضافة إلى إقرار حزمة من
العقوبات الجديدة لتضييق الخناق على
النظام السوري اقتصادياً وسياسياً، من
أجل لجمه عن قمع الانتفاضة الشعبية
التي يقودها الشعب السوري. لقد ظهرت انعكاسات الفيتو الروسي-الصيني
على الوضع الداخلي المتأزم أصلاً، بأن
تزايدت وتيرة العنف من جانب النظام،
الذي قرر الحسم الأمني، بحسب قول وزير
خارجيته وليد المعلم في آخر مؤتمر
صحافي عقده، للرد على المبادرة
العربية وقرار سحب المراقبين من جانب
دول مجلس التعاون الخليجي، ما يجعل
الحل السياسي والديبلوماسي، ومسألة
الحوار الوطني والتقاء مختلف الفرقاء،
أمراً في غاية الصعوبة، نظراً لما
يسببه النهج الذي سلكه النظام من ضحايا
وكوارث على المستويين الإنساني
والاجتماعي، ولذلك يعتقد الكثير من
الخبراء والمحللين، أن الموقف الداخلي
سيزداد تعقيداً وعنفاً، وتنسد أفق
الحلول في وجه كل من يريد الخير لسورية
وشعبها، وسوف نشهد تصعيداً غير مسبوق
في الأيام المقبلة. لم يكن التبرير الروسي والصيني
لاستخدامهما الفيتو في مجلس الأمن
مقنعاً، لا للجانب العربي ولا للجانب
الدولي، ولذلك حاولت الدولتان إيجاد
صيغة لتبرير مناسب لموقفيهما، وهو ما
جعل القيادة الروسية توفد وزير
خارجيتها سيرغي لافروف، ورئيس
استخباراتها ميخائيل فرادكوف، إلى
دمشق، في حركة ظاهرها أنها للتنسيق
والتشاور مع القيادة السورية وحثها
على تسريع الإصلاح، وباطنها -بحسب
اعتقاد كثير من الخبراء والمحللين- أن
القيادة الروسية ستضغط على الأسد
لإيجاد مخرج للأزمة، حتى وإن كان أحد
بنودها تنحي الرئيس وتشكيل قيادة
وطنية لإدارة البلاد والحفاظ على
وحدتها. إن الانعكاسات النفسية لفشل القرار
الأممي بسبب الفيتو الروسي الصيني على
الشعب السوري ستكون كارثية، فسوف يشعر
بأنه تُرك لوحده في مواجهة آلة القمع
العسكرية، ولذلك لن يكون له ثقة بأحد،
بعد أن رأى كيف وقف العالم مع الشعب
الليبي في مواجهة القذافي، وسوف لن
يغفر للدول التي ساهمت في فشل الحلول
التي حاول البعض تقديمها لحل الأزمة
بشكل سلمي يحفظ دماء السوريين وكينونة
البلد. من يقرأ قرارات مجلس الأمن الدولي، منذ
تأسيسه بعد الحرب العالمية الثانية،
يجد أن هناك قراراً بمساعدة كوريا
الجنوبية عام 1950، اتخذ في غياب الاتحاد
السوفياتي في ذلك الحين، بسبب مقاطعته
المجلس احتجاجاً على إعطاء مقعد الصين
لجمهورية الصين الوطنية، وليس
لجمهورية الصين الشعبية، ما جعل
القرار ينفذ، وتتولى الأمم المتحدة
إدارة القوات في كوريا الجنوبية، ولكن
حتى هذه اللحظة لم يتخذ قرار خارج مجلس
الأمن الدولي، إلا قرار الولايات
المتحدة الأميركية غزو العراق عام 2003،
ما يجعل اتخاذ قرار أممي في ظل معارضة
روسية صينية في غاية الصعوبة للتدخل في
سورية، إلا إذا اتجه المعنيون بالشأن
السوري إلى الجمعية العامة للأمم
المتحدة، لاتخاذ قرار بخصوص مساعدة
الشعب السوري، ولا أعرف مدى فاعلية
القرار من ناحية التنفيذ من الأمم
المتحدة. هناك أيضاً مشكلة في المعارضة السورية،
من ناحية عدم اتفاقها على موقف موحد،
ولذلك نرى أن تهجُّم بعضها على البعض
الآخر عبر وسائل الإعلام، هو سيد
الموقف، ما يعوق الأطراف التي تحاول
المساعدة، فقد وجه قائد «الجيش السوري
الحر» العقيد رياض الأسعد عبر محطة
تلفزيون «بي بي سي» الإثنين الماضي،
انتقادات لاذعة إلى «المجلس الوطني»،
واصفاً إياه ب «المجلس الفاشل» الذي لم
يقدم أي دعم إلى الشعب السوري. إن تبني النظام الحل الأمني لم يأتِ
بنتائج ناجعة وجيدة لحل الأزمة، بل على
العكس، توسعت رقعة الأزمة وبدأت تنتشر
في مناطق لم تكن مرشحة لانتشار الأزمة
فيها، ولذلك نرى أن رهان النظام على
احتواء الأزمة والقضاء عليها بواسطة
القوة المفرطة من الأجهزة الأمنية لن
ينجح، وسيكتشف لاحقاً مدى الخطأ الذي
ارتكبه لحل هذه الأزمة، ما يجعل الجميع
يعتقد أن فرصة التوافق على حل داخلي
معين من الأطراف كافة قد انتهت، وأصبح
المطروح الآن هو التدخل الخارجي، سواء
عربياً أو غير عربي، بسبب تعنت النظام
في بداية الأزمة، واستمراره في السير
في الحلول الأمنية والفوضى التي نتمنى
ألا تحدث. إن عدم حل الأزمة السورية وتركها من دون
أي تدخل، سيرفع من درجة التوتر في
المنطقة، سواء على المستوى السياسي أو
على المستوى الاجتماعي والطائفي،
نظراً لما تشكله سورية من تجمع كبير
لعدد من الطوائف، بدأت تنتشر بينها
المشكلات والانتقامات الطائفية،
وكذلك موقعها في المنطقة، لذلك على
الجميع، وعلى رأسهم روسيا والصين، أن
يدرك مدى خطورة وتعقيد الموقف في
سورية، وانعكاسه على دول المنطقة
وشعوبها من دون استثناء. * أكاديمي سعودي وعضو مجلس
الشورى. ===================== السياسة الدولية
والثورة السورية بين التصريح
والتأويل منذر عيد الزملكاني الشرق الاوسط 11-2-2012 ما كانت يوما دراسة وتحليل السياسة
الدولية تعتمد على التصريح وظاهر النص
بل على باطنه والتأويل، وما كانت يوما
وزارة الخارجية في بلد ما أشد ارتباطا
بأي مؤسسة حكومية مما هي عليه بمؤسسة
المخابرات الخارجية. ولعلنا نتذكر كيف
أن وزير الخارجية البريطاني السابق
روبن كوك قد احتج على الحرب الأميركية -
البريطانية على العراق عام 2003، ولم
يصدق رواية أسلحة الدمار الشامل،
بدليل أن ملفات المخابرات التي اطلع
عليها عندما كان وزيرا للخارجية تثبت
عكس هذه الرواية المزعومة. إذن
فالسياسة الدولية ظاهرها إعلامي
ودبلوماسي وباطنها مخابراتي
ومؤامراتي، ويتكامل الظاهر مع الباطن
نحو هدف واحد، هو خدمة المصالح الوطنية
للدولة. ونبقى في سوريا، مركز الصراعات في الشرق
الأوسط، لنرى كيف أن التعامل الدولي مع
الأزمة فيها له ظاهر وباطن أيضا، خصوصا
بعد الفيتو الأخير لكل من روسيا
والصين، حيث ظهرت الأبعاد الدولية
للأزمة السورية جلية أكثر من أي وقت
مضى. فالظاهر أن روسيا والصين هما
الداعمتان الدوليتان لنظام بشار
الأسد، وتشكلان حجر العثرة في وجه
الأمم المتحدة لاتخاذ ما يلزم في
معاقبة النظام في سوريا، ورفع
المعاناة عن الشعب السوري، وأصبح
العالم أجمع يحمّل روسيا والصين
مسؤولية الإجرام غير المسبوق للنظام
السوري وتماديه العجيب في قتل الشعب،
بينما الولايات المتحدة، ومن ورائها
الاتحاد الأوروبي، تتصنع دور العاجز
والملتزم بالشرعية الدولية، وأصبحت
تهتم أكثر بالمساعدات الإنسانية عن
الحلول السياسية، مما أشعر الجميع
بأجواء الحرب الباردة، وربما الحنين
إليها، لتبرير الفيتو الروسي، طبعا
هذا هو ظاهر الأمر في المحافل الأممية
والإعلام، لكن ما هو باطنه وحقيقته؟ لقد انتهت الحرب الباردة منذ أكثر من
عشرين سنة، وانتصر حلف الغرب على حلف
الشرق، وتحول العالم من ثنائي القطبية
إلى عالم أحادي القطبية، مركزه
الولايات المتحدة الأميركية، ومنذ ذلك
اليوم لا صوت يعلو فوق صوت أميركا، لا
في الشرق ولا في الغرب. القواعد
العسكرية الأميركية غطت العالم،
والميزانية العسكرية الأميركية في
تزايد مستمر. وتدخلت الولايات المتحدة
عسكريا بلا تفويض من الأمم المتحدة في
كل من يوغوسلافيا والعراق دون رادع من
أحد. لقد تحدت الولايات المتحدة روسيا
في عقر دارها، عندما تدخلت في
يوغوسلافيا وقسمتها إلى دويلات،
واعتقلت زعماءها الحلفاء الأقرب دوما
لروسيا. وما كان من روسيا وقتها إلا
الشجب والإدانة، هذه هي الحقيقة
الأولى اللازمة دائما في تأويل
الأحداث الدولية، وهي المعرفة الحقة
بمكانة الولايات المتحدة وقوتها دوليا.
وهذا لا يعني أنها القوة الوحيدة في
العالم، أو أنها ستنتصر دائما، بقدر ما
يعني أنها القوة الطاغية، وأنها
تستطيع أن تفعل ما تريد. أما الحقيقة الملازمة في هذا السياق فهي
الأهمية الكبرى والمنفردة لسوريا في
العالم وفي الشرق الأوسط خاصة؛ ففي
سوريا تتشابك الجغرافيا مع التاريخ مع
السياسة، وعلى أعتابها تنقلب موازين
السياسة الإقليمية والدولية. كان الشرق الأوسط، وما زال، عين المصالح
الوطنية الأميركية منذ نهاية الحرب
العالمية الثانية وحتى اليوم.
فبالنسبة للولايات المتحدة، الشرق
الأوسط يعني الطاقة وإسرائيل، تحيا
بهما وتموت من دونهما، لذلك كان الصراع
على الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية
الثانية مهما جدا للولايات المتحدة،
وانتزعت السيطرة عليه من الحلفاء قبل
الخصوم، وكانت سوريا قلب هذا الصراع،
وهذا ما يفسر الانقلابات العسكرية
المتعددة منذ 1949 وحتى 1970، حينما أحكم
العلويون السيطرة على سوريا، وعندها
فقط توقفت التغذية الأميركية
للانقلابات في سوريا، وبدأت علاقات
متميزة بين سوريا والولايات المتحدة،
ظاهرها العداء وباطنها الولاء
والاتباع، فكان التنسيق المستمر
بينهما بشأن لبنان، ودخول الحرب جنبا
إلى جنب ضد العراق، في حرب تحرير
الكويت، والقيام بخدمات أمنية سرية في
تعذيب المعتقلين في الحرب على
الإرهاب، وكان تسليم سبعاوي، الأخ غير
الشقيق لصدام حسين، للأميركيين ونهب
أمواله، والأهم من هذا وذاك، هو أن
وزيرة الخارجية الأميركية السابقة
مادلين أولبرايت هي التي جاءت إلى دمشق
عند وفاة حافظ الأسد، وباركت سلمية
انتقال السلطة من الأب إلى الابن، وليس
المسؤولين الروس. وهذا لا نفي وجود
مصالح حيوية متبادلة بين سوريا
والاتحاد السوفياتي، أو روسيا حاليا،
لكن اليد العليا كانت، وما زالت،
للولايات المتحدة. الحالة الاستثناء
كانت ما بين عامي 2004 و2006 عندها فعلا
تدهورت العلاقات السورية - الأميركية،
وأحس بشار الأسد بالخطر الشديد، وقال
وقتها للولايات المتحدة مستجديا بأنه
ليس مثل صدام حسين، وأنه مستعد
للتعاون، عندئذ لم تتدخل روسيا
لحمايته من احتلال أميركي كان وشيكا. ونبقى في الربيع العربي، حيث كانت الثورة
السورية الأخطر من مثيلاتها على
المصالح الوطنية للقوى الدولية
والإقليمية والعربية، والكل لا يريد
إسقاط نظام بشار الأسد، أعداؤه قبل
أصدقائه، فماذا يمثله سقوط النظام في
سوريا؟ ينطوي سقوط نظام بشار الأسد في سوريا (النظام
العلوي) واستقرار الحكم لنظام سني على
مخاطر كثيرة للمصالح الأميركية
والدولية والإقليمية، لا مجال لذكرها
جميعا، ولعل أخطرها على الإطلاق،
ويمكن أن يحدث على المدى المتوسط، هو
احتمال انهيار اتفاقية «سايكس بيكو»
التي تمت في عام 1916، وزوال الحدود
المصطنعة التي بين سوريا وكل من العراق
ولبنان مكونة دولة جديدة بمعالم
جيوسياسية خطيرة، مستفيدة بذلك من
الصراعات الطائفية في تلك الدول،
وأيضا مستفيدة من الصلات العشائرية
والعائلية المتشابكة بين كل من سوريا
ولبنان من ناحية الغرب، وسوريا
والعراق من ناحية الشرق. فالعراق تحول إلى دولة فاشلة بعد
الاحتلال الأميركي، والعقد الاجتماعي
بين المواطنين انفرط وحلت مكانه
العصبية الدينية والطائفية والعرقية.
أما لبنان، فقد تحول إلى دولة طوائف لا
ترتبط بعقد اجتماعي وطني وثيق يجمعها،
بل ترتبط بولاءات خارجية تستقوي بها
على بعضها البعض. وعلى لسان الشيخ صبحي
الطفيلي، أصبح لبنان طوائف يضرب بعضها
بعضا، وبالمعنى السياسي دولة فاشلة
أيضا. بالنسبة للبنان، إمكانية
الانضمام إلى سوريا فيه أكبر بسبب
القرب الجغرافي من دمشق، وعلاوة على
ذلك، فإن بذور هوى ورغبة أهل السنة في
لبنان بالانضمام موجودة منذ
الأربعينات من القرن الماضي، إضافة
إلى كل ما ورد، فإن سوريا تحت الحكم
العلوي وبعد احتلال العراق أصبحت جسرا
للترابط الشيعي الممتد من طهران إلى
لبنان، الذي سماه الملك عبد الله بن
الحسين، الهلال الشيعي، لكن هذا الجسر
ممكن أن يكون رابطا للمد السني من
بغداد إلى لبنان فيما لو تغيرت هويته.
وعليه، فإن سقوط الحكم العلوي في سوريا
يمكن أن يؤدي على المدى المتوسط إلى
شكل جغرافي وسياسي جديد لمنطقة الشرق
الأوسط، وهذا ما يفسر لنا عسر مخاض
الثورة السورية، فهي تفتح على مآلات
غير محدودة المعالم وذات تأثير إقليمي
ودولي كبير إذن اجتمعت الإرادة الدولية ضد الثورة
السورية، ولكن بفيتو روسي وصيني، لكن
تبقى إرادة الشعب السوري ومدى تضحياته
وحدها من يقبل أو يرفض أي تسوية تنطوي
على تنحية بشار الأسد مع بقاء نظام
الحكم العلوي، أو إسقاط النظام برمته. * باحث في مركز الدراسات
السورية في جامعة سانت أندروز -
المملكة المتحدة ===================== «مقاتل السوريين» في «سفر
الجريمة» عبد الله بن بجاد العتيبي الشرق الاوسط 11-2-2012 كانت الحقب الأكبر من تاريخ البشرية
مليئةً بالوحشية والدماء، وكانت الحقب
الأقل وادعةً مسالمةً، والتاريخ
العربي أو الإسلامي ليس بدعاً من ذلك
التاريخ فقد اشتمل بدوره على الكثير من
الوحشية. جاء عنوان المقال من كتاب أبي الفرج
الأصفهاني «مقاتل الطالبيين» وهو
كتابٌ جمع فيه مقاتل آل البيت في
العهدين الأموي والعبّاسي، ومن هنا لم
يجد كاتب هذه السطور بعد رصدٍ لتاريخ
آل الأسد في سوريا من حافظ لبشّار
تسميةً أبلغ لهذه المرحلة الدموية في
تاريخ سوريا إلا «مقاتل السوريين». بين مجازر دمويةٍ ومذابح إنسانية تستمر «مقاتل
السوريين» في «سفر الجريمة» الذي خطّه
الأسد الأبّ ولا يريد الأسد الإبن سوى
استمراره وتضخّمه، فمن مجزرة حماة
مروراً بمجزرة تدمر وصولاً لمجزرة حمص
كان تعداد القتلى يفوق في معناه وحجمه
ورقمه حجم التنمية وأرقام الاقتصاد. من
يقرأ في التاريخ العربي أو الإسلامي
يجد الكثير من الأهوال، سواءً في كتب
التاريخ العام حيث الحروب المتبادلة
بين دولٍ وكياناتٍ سياسيةٍ أم تلك
المختصة بالمحن والنكبات والعذابات
داخل كيانٍ سياسيٍ واحدٍ، ومن آخرها
كتاب «موسوعة العذاب» الذي ألّفه
البحّاثة العراقي عبّود الشالجي وكان
يجمع مادّته من خلال تحقيقاته
التراثية الواسعة، وهو كتابٌ مؤثرٌ
بألمٍ على قارئه السويّ لحجم ما احتواه
من صنوف الظلم والعذاب والقتل، غير
أنّه في مجمله لا يصل لما وصل إليه
النظام الأسدي من بشاعةٍ وآلة قتلٍ
منظمةٍ يقودها نظامٌ ضد شعبه. ولئن لم تسعفنا كتب التاريخ العربي
والإسلامي المتخصصة بمثل هذا الحجم من
الدمويّة المنظّمة التي تمارس عنف
الدولة ضد مواطنيها فإنّ كتب التاريخ
الحديث تمنحنا النماذج الواضحة لنظامٍ
سياسيٍ يقتل شعبه، وأوضحها نازية هتلر
في ألمانيا التي غطّت عليها شيوعية
ستالين كأبرز الأمثلة التي حصدت
ملايين الأرواح، ومثلها مجازر ماو تسي
تونغ في الصين، والقرن العشرين يمنحنا
أمثلة أخرى وإن كانت أصغر فإنها تصبّ
في ذات السياق الدامي. إنّ الذاكرة الروسية التي يدعم قادتها
النظام الأسدي في سوريا متخمةٌ في هذا
السياق بارتكاب المجازر أو الدفاع
عنها، أما ارتكابها فتاريخ الشيوعية
السوفيتية خير شاهدٍ، وأما الدفاع
عنها فليس ببعيدٍ موقفها من الدفاع عن
مجازر الصرب بعد تفكك دولة
يوغوسلافيا، وربما كان في استحضار هذا
التاريخ ما يمنح إجابةً لمن يتساءل:
كيف تستطيع روسيا تحمّل كل هذه الجرائم
وكيف تمتلك القدرة على الدفاع عنها؟
وذاكرة الصين الحديثة تمتلك نفس
الاستطاعة وذات القدرة. من الفوارق المهمة التي تغيّرت بين مجازر
الأب ومجازر الإبن ضمن متغيراتٍ
كثيرةٍ هو الإعلام وسلطته وقوّته، ففي
عهد الأب لم تكن وسائل الإعلام تملك من
القدرة والانتشار ما تملكه وسائل
الإعلام المعاصرة، وقد أمدّها التطوّر
التقني بكل ما تحتاجه من صورٍ ومقاطع
فيديو وإرسالٍ مباشرٍ من مواقع
الأحداث، فقد جاءت مجازر حمص والنظام
يعلم أنّ كل حمصيٍ بإمكانه أن يكون
مراسلاً إعلامياً فهاتفه المتنقل
يستطيع من خلاله التقاط الصور
والمقاطع وإرسالها للعالم في ثوانٍ،
ومن هنا سعى لقطع كل وسائل الاتصال عن
المدينة. حين تعيا الكلمات عن شرح الألم وحين تعجز
الألفاظ عن نقل المعاناة يلجأ
الكثيرون لإبداعات الأدباء
الإنسانية، ولذلك نرى كم تضخّم
التوظيف السياسي والإنساني لقصائد
الشاميّ نزار قبّاني من النخب ومن
الناس، وذلك لعجز مفردات اللغة
البسيطة عن وصف الأحداث. في مجالات التعبير الأدبي التي تتناول
أوجاع البشر فإن للشعر قوته وبقاؤه،
وتميّزه وأثره، وللرواية قوّةٌ أخرى
وتأثيرٌ آخر، وربما تبادلا التأثير
بينهما بين بيتٍ خالدٍ وروايةٍ مبدعةٍ
وهما يخلّدان الوجع والألم ويحفظان
الجرائم حاضرةً لا يمحوها التقادم،
ويمكن هنا أن نتذكّر ما كتبته الروائية
الصينية يونغ تشانغ عن تاريخ الصين
الحديثة الداعمة للأسد في روايتها
المهمّة «بجعاتٌ بريةٌ»، وما كتبه
عربياً عبدالرحمن منيف في روايته «شرق
المتوسط« وروايته الأخرى «الآن هنا: أو
شرق المتوسط مرةً أخرى»، حيث تفاصيل
مؤلمةٌ تحكي عن دول الانقلابات
العربية العسكرية والآيديولوجية في
منتصف القرن العشرين وهو وإن لم يحدّد
البلد فقد كان يحكي كما هو الأقرب عن
سوريا أو العراق أي عن حكم حزب البعث
العربي الإشتراكي. لست مطلعاً بما يكفي على الأدب الروسي
لأستحضر روايةً تخدم هذا السياق وتروي
جرائم الحقبة الشيوعية، ولكنني متأكدٌ
أنّ من أتو بعد تولستوي وديستوفسكي
قادرون على إبداع الكثير حول مجازر
ستالين. من هنا فإنّه حين «تزعم قلةٌ أن تاريخ
القرن العشرين –والفكر السياسي فيه-
هو قصة نجاحٍ أو تقدّمٍ، بينما العكس
هو الصحيح، لقد كان القرن العشرين
زمناً للفوران والاضطراب والحركات
الجماهيرية والقتل الجماعي» (الفكر
السياسي في القرن العشرين: 1/15)، يصبح من
الأجدر إعادة القراءة المتأنية
والصبورة لاكتشاف منحىً جديدٍ أو
رؤيةٍ مختلفةٍ لإدراك ورواية ما يجري،
ذلك أنّ التاريخ يأخذ منعرجاته صعوداً
وهبوطاً بناء على عوامل متعددةٍ
ومعطياتٍ شتّى، وهو بالتأكيد لا يسير
نحو الأفضل دائماً كما يعتقد البعض،
ولن يسير نحو الماضي مستقبلاً كما يؤمل
بعض آخر على رأسهم بشار الأسد. تسعى الدول العربية وعلى رأسها دول
الخليج مع تركيا والدول الغربية لبناء
تحالفٍ دوليٍ لأصدقاء سوريا، يضمن
استمرار الضغط على نظام الأسد
ديبلوماسياً من خلال الأمم المتحدة أو
من خلال العودة لمجلس الأمن كرةً أخرى،
وسياسياً من خلال تصعيد العقوبات وفرض
مزيدٍ من العزلة على النظام وحبذا لو
اتخذت تلك الدول نفس الخطوة الخليجية
وطردت ممثلي النظام، كما باستطاعتها
دعم تركيا دولة الجوار السوري الوحيدة
القادرة على فرض منطقةٍ عازلةٍ لحماية
المدنيين السوريين، وقد حان أوان
الاعتراف بالمجلس الوطني السوري
ممثلاً للشعب السوري. سلوك النظام بعد
الفيتو الروسي- الصيني المزدوج آخذّ
بالتصعيد في العنف، فأرقام القتلى
اليومية صعدت للضعف، وأصبح النظام لا
يكتفي بالشبيحة والعسكر بل يستخدم
المعدّات الثقيلة فيرجم المنازل
والأحياء بقذائف الدبابات والصواريخ،
ويخلق نموذجاً صادماً في حمص يرهب به
المواطنين الآخرين لمجرد اقتراب
آلياته منها تماماً كما فعل والده في
حماة. يسعى نظام الأسد بكل قوّته لأن يعيد
التاريخ نفسه في سوريا، ولكنّه يغفل
أنّ منطق التاريخ أقوى من قوّته
ونظامه، وأنّ سفر الجريمة الذي يسعى
لجعل صفحاته مفتوحةً ليضيف إليها
فصولاً كلّما شاء سيغلقه الشعب السوري. ===================== نشر : 10/02/2012 موفق ملكاوي الغد الاردنية الفرضيات التي جاءت حذرة في تفاؤلها حيال
زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجى
لافروف، برفقة مدير جهاز الاستخبارات
الخارجية ميخائيل فرادكوف، إلى دمشق،
سرعان ما تهاوت أمام اكتظاظ الشوارع
السورية بالجثث الآدمية. ناشطون سوريون اتهموا المسؤولين
الروسيين بأنهما صاحبا "خطة الإبادة
الجماعية" التي ينفذها نظام بشار
الأسد في حمص منذ زهاء أسبوع. اتهامات السوريين قد لا تكون دقيقة، غير
أن لها ما يبررها في ظل تشبث روسيا ب"رئيس"
لم يعد يمثل الوطن بترابه ومجاميعه
البشرية، في حين تتغاضى عن نسبة كبيرة
من الشعب السوري المطالبة برحيل
النظام. والأخطر أن روسيا تتغاضى، أيضا، عن حمام
الدم والمجزرة التي يرتكبها نظام
الأسد، وتؤمّن تغطية دبلوماسية مشفوعة
ب"فيتو" قوي وقادر على إحباط أيّ
مسعى دولي للتخفيف عن السوريين، أو
لتقليل أعداد المقتولين على أقل تقدير. وفي ظل التصعيد العسكري الأخير من النظام
تجاه مدينة حمص، وقراره استخدام
الطائرات بعد المدفعية ضد أهلها، يحق
للسوريين أن يعلنوا أن روسيا باتت
اليوم ترعى المجزرة الرسمية ضدهم،
وأنها منحت نظام الأسد رخصة للقتل بدون
أي خوف من المحاسبة الدولية. غير أن الأزمة لا تتحدد بالمعضلة الروسية
فحسب، بل تتعداها نحو النوايا غير
المعلنة للقوى الغربية، والتي يبدو
أنها تحاول استغلال الظرف التاريخي
الحالي من أجل تطبيق نظريات سابقة حول
منطقة الشرق الأوسط؛ وهي الرؤى التي لا
تحفل أصلا بالإنسان العربي، وإنما
بالمصالح الغربية التي تسعى أيضا إلى
تهيئة بيئة مناسبة لتمدد إسرائيل
وتوسعها. وفي ظل هذه المعادلة الصعبة، يعيش
السوريون تحت وطأة نظام فقد ما كان
تبقى من بشريته، وقرر أن يحافظ على
نفسه حتى لو تطلب الأمر أن يقتل نصف
الشعب، ما دام أن إرادة دولية حقيقية،
وخالية من الغرضنة، غير متوفرة حتى
اليوم لإيقاف جرائمه. التقارير تقول إن هناك زهاء ألف شخص قتلوا
خلال الأسبوع الماضي فقط، وأن هناك
عشرات الآلاف من المعتقلين
والمفقودين، فضلا عن تقارير اللجوء
التي تبين أن هناك زهاء ألف لاجئ سوري
يدخلون الأردن يوميا، وأن عددا مشابها
يدخلون إلى الأراضي التركية، وآخرين
يلجأون إلى لبنان. ومع ذلك، ما يزال
حلفاء نظام الأسد في المحافل الدولية
وفي العالم العربي من التنظيمات "القومجية"
المؤمنين بمقولة "عنزة ولو طارت"،
يوفرون أرضية مناسبة لرواج مقولات
النظام السفاح، ويضفون على وجوده
شرعية زائفة، لا بد سيطيح بها السوريون
قريبا. المعادلة السورية صعبة بلا أدنى شك، ولكن
الحقيقة الدائمة والصالحة لكل زمان
ومكان هي أن الأنظمة لا يمكن أن تنتصر
على إرادة الشعوب. لعل في هذا القول بعض
عزاء لنا نحن الذين نراقب حمام الدم
السوري بدون أن نتمكن من عمل أي شيء،
خصوصا أننا لسنا من أبواق الأنظمة
ومروجي نظرية "العصابات المسلحة"،
لذلك نقف مع الشعب المطالب بحريته
وكرامته، مع اعترافنا أن للعالم
أطماعه ومشاريعه في أرضنا. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |