ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الطاغية:
إما أنا... وإلا الموت! تركي
الدخيل الوطن
السعودية 12-2-2012 استغرب
من هؤلاء الثوار في سورية، بكل هذه
الشجاعة والبسالة وانكسار حاجز الخوف،
بل وتفتت كل شيء له صلة بالخوف أو
الذعر، رجالا ونساء وأطفالا يجوبون
الشوارع، وسط رائحة الموت، وأزيز
الرصاص وسحق الدبابات، تتساءل عن هذه
"الحرية"، المعشوقة التي تستحق
دفع الحياة لها ثمنا! من كان
يصدّق أن الشعب السوري الذي حُكم
بالاستخبارات والسجون على مدى أربعين
عاما سيكون بهذه الشجاعة التي هو عليها
الآن؟! كان
السوريون يخافون من أقل رجل أمن من أن
يودي بحياتهم! كانوا يعيشون بحالة
طوارئ ورعب وخوف، حتى إن سائق التاكسي
ليثبت ولاءه يضع صورة الأسد على
السيارة وربما على المحفظة، فقط
لإثبات الولاء والنجاة من نيران
الاستخبارات السورية الآثمة. لعل
الوصف الدقيق للحالة السورية يكمن
بمقولة مولانا الدكتور رضوان السيد أن
الشعب السوري على "حد السيف"، وهو
كذلك من دون تهيّبٍ أو تخوف. جميل تحليل
رضوان، إذ يقول: "ليست هذه هي المرة
الأولى التي تنتصب فيها سورية الحبيبة
والمناضلة على حدّ السيف. فقد كانت
دمشقُ كذلك عندما انطلقت لفتح
الأندلس، وكانت كذلك عندما تصدّت
لبيزنطة والصليبيين، وكانت كذلك في
الأزمنة الحديثة عندما خاضت غمار
الثورة من أجل الاستقلال والوحدة في
عشرينات القرن العشرين، وكانت كذلك
عندما جرى التصارُع عليها بين
الخمسينات والستينات من القرن العشرين"!
قلتُ:
سورية اعتادت أن تخرج من الأزمات
مرفوعة الرأس، فهي بئر الثقافة
الإسلامية، وهي مأوى الخلافة، ولن
تُسلم إلى ميليشيات البعث، وإن احتلت
سورية لأربعين سنة، فالثورة السورية
تحرر الأرض من نظام هو ضد الثقافة
الإسلامية والعربية، نظام سرق معنى
القومية الجميل فجعلها كذبة للإبقاء
على نظامه، وسرق الثروات، وسرق حريات
الناس، وإنسانية الفرد السوري، وأفسد
يمينا وشمالا، بل لقد دمر العراق، وقسم
فلسطين، فضرره على الناس لا يمكن وصفه،
ولو لم يكن من هذا الضرر، إلا هذا
القتل، وهذه المجازر، لكفى لبيان سوئه
وسوأته! قال
أبو عبدالله غفر الله له: ستنجو سورية
من الأزمات، كما خرجت من حالات حد
السيف الكثيرة التي مرت بها طويلا،
والطريق صعبة لكنها ستوصل الناس إلى
أرض أخرى، والإنسان السوري يعلم جيدا
أنه ذاهب إلى الحرية، الحالة صعبة
لكنها ليست غريبة على الشعب السوري
الذي تدرّب كثيرا على الخروج من أنفاق
المعاناة، والنجاة من طاغية يخيرهم
بين أن يحكمهم بالحديد والنار، أو أن
يسلمهم للموت! ================= 2012-02-12
الوطن
السعودية الفيتو
الروسي والصيني في مجلس الأمن كان
بمثابة رخصة قتل للنظام السوري وهو ما
بدا واضحا في الهجمات السورية
العسكرية الأخيرة من قبل النظام
وبالأخص في مدينة حمص التي تعاني من
وضع مأساوي مع استمرار عمليات القصف
بالمدفعية الثقيلة وسقوط ضحايا من
الأطفال والنساء والشيوخ. المملكة
وانطلاقا من دورها ومسؤوليتها لن تسكت
على مثل هذا العدوان السافر على
المدنيين الآمنيين في سورية، وخاصة
بعد قرار الفيتو الروسي والصيني والذي
استهدف الورقة العربية التي أقرتها
الجامعة العربية للتعامل مع الوضع
السوري، وهي ورقة أقل ما توصف به أنها
متوازنة وتمثل الحد الأدنى المقبول
لدى الشعوب العربية، فالمبادرة
العربية تعرضت لانتقاد شعبي عربي كبير
كونها لا ترقى لتطلع الرأي العام
العربي تجاه ما يجب فعله مع النظام
السوري. المملكة
وعلى لسان خادم الحرمين الشريفين خلال
استقباله للمشاركين في مهرجان
الجنادرية وجهت انتقادا قويا للأمم
المتحدة التي اهتزت ثقة العالم بها بعد
عجزها عن التعامل مع الوضع السوري،
واليوم تبدأ المملكة تحركات جديدة في
الأمم المتحدة من خلال الجمعية العامة
وذلك بتوزيع مسودة قرار سيتم مناقشتها
غدا الاثنين، وهي ورقة تحوي نص
المبادرة العربية مضافا إليها تعيين
مبعوث خاص بسورية، ورغم أن الجمعية
العامة ليس بها حق نقض لأي دولة مما
يعني تمرير القرار بتصويت الأغلبية
إلا أنه في المقابل لا تحظى قرارات
الجمعية العامة بنفس الإلزام القانوني
لقرارات مجلس الأمن. إذا ما
تم التصويت بالأغلبية لصالح مشروع
القرار السعودي فهذا ولا شك سيشكل ضغطا
حقيقيا على النظام السوري وعلى دول
العالم للوقوف خلفه، وهناك سوابق في
الأمم المتحدة وبخاصة قرار الاتحاد من
أجل السلام رقم ٣٧٧ والذي يخول
الجمعية العامة في حال فشل مجلس الأمن
عن أداء دوره في حفظ الأمن والسلام
العالميين أن تضطلع الجمعية العامة
بدور المجلس بما في ذلك اتخاذ ما
يتطلبه الموقف من قرارات. المملكة لم
ولن تقف مكتوفة الأيدي أمام إراقة الدم
السوري. ================= رأي
الراية الراية 12-2-2012 يستحق
الشعب السوري الذي يواجه حرباً دموية
تشنها عليه قوات النظام السوري من أمته
العربية موقفاً موحداً تجاه الأحداث
المؤلمة التي تجري في سوريا الأمر الذي
سيساهم في تبلور موقف دولي حاسم وحازم
يضغط باتجاه وقف العنف وإراقة الدماء
ويبحث في الحلول. من
المقرر أن تشهد العاصمة المصرية
القاهرة اجتماعين مهمين للنظر في
تطورات الأزمة السورية، الأول لدول
مجلس التعاون الخليجي الست التي قررت
طرد سفراء سوريا على خلفية استمرار
النظام السوري في اتباع الخيار
العسكري لإنهاء الاحتجاجات الشعبية
المطالبة بالتغيير في سوريا والثاني
لوزراء الخارجية العرب الذين تقع
عليهم مسؤولية كبيرة في الخروج بموقف
عربي موحد يساهم في وضع حد لعذابات
الشعب السوري. لقد
ارتفعت حدة العنف في المدن والبلدات
السورية خلال الأيام القليلة الماضية
بطريقة غير مسبوقة، كما ارتفعت حصيلة
الضحايا المدنيين الذين يسقطون برصاص
أجهزة الأمن والشبيحة وبقذائف الأسلحة
الثقيلة التي تحاصر وتقصف عدداً من
المدن والبلدات السورية موقعة مئات
الضحايا بين المدنيين وخاصة الأطفال
والنساء. إن
استمرار العنف بهذه الصورة التي باتت
تهدد حياة المدنيين الآمنين يستدعي من
الجامعة العربية التي تصدت لمعالجة
جذور الأزمة السورية أن تتخذ قرارات
عاجلة توفر الحماية للمدنيين وتسهل
وصول المواد والفرق الطبية والإسعافات
الأولية لمعالجة الجرحى والمصابين
والضغط باتجاه توفير ممر آمن لنقل
الجرحى للعلاج ممن تستدعي حالاتهم ذلك. الإدانات
التي تطلقها بعض الدول ضد ما يجري في
سوريا من عنف طال المدنيين، والحديث عن
المأساة الإنسانية التي تشهدها سوريا
لا تكفي وحدها لوقف إراقة الدماء هناك
فالمطلوب من المجتمع الدولي الضغط
السياسي على النظام السوري والمبادرة
إلى إجراءات عملية ملموسة على الأرض
تسمح لمنظمات الإغاثة الإنسانية
القيام بواجبها الإنساني تجاه الشعب
السوري والسعي لتوفير الاحتياجات
العاجلة للمدنيين وخاصة في المناطق
التي تتعرض للحصار والقصف كمدن حمص
ودرعا والذبداني. الشعب
السوري يحتاج من أمته العربية الآن
أكثر من أي وقت مضى أن يجدها إلى جانبه
تعمل على بلسمة جراحه وتوفير المواد
الإغاثية والغذائية له، ويحتاج أيضا
إلى الضغط على النظام السوري لكي يكف
عن استخدام الخيار الأمني في مواجهة
مطالب الحرية والديمقراطية والتغيير،
وهو الخيار الذي أوقع آلاف الضحايا
المدنيين وحول المدن والبلدات السورية
إلى ساحة حرب حقيقية، والمهم أيضا أن
يخرج الاجتماع الوزاري العربي بمواقف
واضحة تجاه الأحداث لا تحتمل اللبس أو
التأويل لوقف المأساة في سوريا. ================= الرسم
بالكلمات / ثمن الفيتو «المزدوج» في
سوق النخاسة الأممي وضحة
أحمد جاسم المضف الرأي
العام 12-2-2012 كانت
عيون العالم شاخصة تترقب قرار مجلس
الأمن المتعلق بشأن مشروع القرار
العربي - الغربي حول سورية الذي يتبنى
المبادرة العربية لحل الأزمة السورية
على الطريقة اليمنية التي يراها
الكثير أنها خارطة طريق للخروج من
الأزمة السورية التي تطالب بالانتقال
السلمي للسلطة مع بقاء بعض رموز النظام
«مع تحفظي على هذا الجزء من المبادرة
فإسقاط رأس النظام وإبقاء جسمه في
الحكم لن تقبل به الثورة السورية
اليتيمة بعد إراقة كل هذه الدماء». على
كلٍ في 4 فبراير تعرض الشعب السوري
الأعزل لخيانة بدم بارد بعد استخدام حق
النقض «الفيتو» الروسي - الصيني
المزدوج لحماية النظام السوري من
العقاب الأممي، وقد يصعب على البعض
تخيل أن هناك من يمنع المجتمع الدولي
من ادانة العنف، هذا ما قالته وزيرة
الخارجية الاميركية «كلينتون»،
والمضحك حقيقة هي تعلم يقينا أن الفيتو
الحقيقي بيد اليهود الذين يعملون على
حماية آل أسد خادمهم المخلص، لكن لو
كشف الستار عن كواليس أسرار البازار
المقام في سوق النخاسة الأممي ستتساقط
كل علامات التعجب، فالعرض والطلب في
البازار الروسي - الصيني - السوري جاء
متوافقا بين المشتري والبائع، وصمود
الشعب السوري الثائر مع الاستمرار في
تقديم المزيد من الدماء المسالة وحده
فقط من سيسقط لعبة المصالح ويحدد
الخيارات الأممية بالانحياز للشعب
السوري المنكوب. في
قناعتي أن روسيا تحملت كل الانتقادات
الدولية الرسمية والشعبية لأنها لم
تجد من يدفع لها ثمن الصفقة الخاسرة
فانتهزت المأزق السوري ووظفته
لمصالحها بشكل جيد لتثبت لنفسها قبل
العالم أنها مازالت قوة عظمى، فقد
تناقلت الأخبار عن عقد صفقات التسلح
بين الجانبين، وحسب شهود عيان من
الداخل السوري نزول دبابات عسكرية
روسية تستخدم لقمع الثوار السوريين تم
استعمالها في حرب الشوارع بالشيشان
بالاضافة الى تحويل أموال الأسد ورامي
مخلوف من دبي الى روسيا ونقل جزء كبير
من احتياط النقد السوري والتوصيل كان
مجانا عبر الطائرات، كما تواترت
الأنباء أن حق النقض الفيتو كان مقابل
10 مليارات دولار قدمتها سورية لموسكو
وعقود نفط وغاز، بالمناسبة «الخرائط
الايرانية والروسية لأنابيب الغاز تمر
عبر حمص»، بالاضافة الى تسهيلات
عسكرية في ميناء طرطوس السوري لصالح
روسيا، وهذا ما كشفه نائب وزير الدفاع
الروسي أناتولي أنطونوف حين قال «ان
روسيا تسيطر تماما على الأسلحة التي
تصدرها الى سورية ولدينا اتفاقيات مع
سورية تخص السيطرة على الأسلحة
الروسية التي ترد الى أراضيها ونملك
وثائق خطية بهذا الشأن»، والمتابع
لمجريات الأحداث يعرف الثمن الذي
تطلبه روسيا من العرب للتخلي عن دعم
النظام السوري والذي جعل وزير
الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» ترك
باب البازار موارباً لمن يدفع أكثر
عندما صرح قائلا «لسنا أصدقاء ولسنا
حلفاء للرئيس الأسد ولم نقل ان بقاء
الأسد في السلطة هو الحل للأزمة
السورية وان بلاده لا تشترط بقاء
الرئيس بشار في أي تسوية في مجلس الأمن»،
أما مصنع مصانع العالم الوحش الصيني
فهو غير متضرر لأنه لم يجد البديل على
الساحة خصوصا بعد ضم سورية الى الدائرة
الصينية - الايرانية المغلقة بإيعاز من
طهران للالتفاف على الحظر ضد ايران بعد
الاتفاق على تحييد الدولار عن
التعاملات اليومية بين دول الغرب وبين
الصين، هذا الحظر الذي يعتبر نعمة على
ايران لأنه لم يحقق على أرض الواقع أي
انجاز يذكر للغرب وقد سجّلت وثائق
الأمم المتحدة مئات الخروقات للحظر
الايراني، فالتعاون مع سورية فتح أمام
الشركات الصينية سوقا واسعة نظرا
لموقع سورية المتميز، والوحش الصيني
تاجر سياسي لا يريد أن يخسر السوق
السوري قبل ايجاد البديل ليلفظه. خلاصة
الكلام بعد أن سلطنا الضوء على البازار
الأممي فالثمن الباهظ للفيتو «المزدوج»
الروسي - الصيني سيكلف بشار ما تبقى له
من ثروة وسيسهم بشكل كبير في تقويض حكم
آل أسد في الأيام المقبلة، ولكن السؤال
الأهم هنا هل تسبق مفاجأة نيكولا
ساركوزي رئيس فرنسا التي أطلقها في 5
فبراير لإقامة «مجموعة أصدقاء الشعب
السوري» التي ستحشد الدعم الدولي
لتنفيذ الخطة العربية في اجهاض الفيتو
الروسي - الصيني أم سيسبق التدافع
العربي لدفع الفدية لإنقاذ الشعب
السوري أم سيترك كالعادة مع اشراقة كل
صباح يشيع جثامين جديدة تدفعه أكثر
لعسكرة ثورته اليتيمة بكل ما أوتي؟!
ويظل العرب يتسابقون بتصريحات الشجب
والاستنكار التي لا تسمن ولا تغني من
جوع رضيع سوري تفيض روحه الى بارئها
قبل أن يراق دمه في شوارع سورية
الجريحة... ننتظر
فالأيام حبلى بالمفاجآت خصوصا بعد
قرار أميركا يوم الجمعة الفائت 10
فبراير رفع استعداداتها العسكرية
لتنفيذ تدخل عسكري أحادي لقصف مركّز
لمواقع عسكرية سورّية للحد من عمليات
القمع الذي تنفذه القوات العسكرية
التابعة للنظام السوري، وبرداً
وسلاماً على سورية. ================= تداعيات
«الفيتو» المزدوج على الملف السوري مها
بدر الدين رأي
العام 12-2-2012 مع سبق
الإصرار والترصد وبنية مبيتة أطلقت
روسيا وشريكتها الصين قنبلة الفيتو في
أروقة مجلس الأمن ضد الشعب السوري
الساعي بتصميم منقطع النظير نحو
اقتلاع الحرية من براثن الأسد في عرينه
المحصن بالأسلحة الروسية وعناصر الحرس
الثوري الإيراني وميليشيات حزب الله. هذا
الفيتو المزدوج الذي أعطى بشكل صريح
الضوء الأخضر للنظام السوري المحتل
ليبدأ سباقه المحموم مع الزمن في
محاولة لوأد الثورة السورية التي لا
تزال تستعر نارها كلما سالت دماء
الشهداء والضحايا الذين يسقطون يومياً
في مختلف المدن السورية بيد عصابات
الطاغية وجيشه الغاشم، لم يكن سوى
توثيق تاريخي للتشبيح السياسي الذي
تنتهجه مجموعة دول الشر المتمثلة
بروسيا والصين وإيران وتابعها
اللبناني (حزب الله) تجاه الأزمة
السورية. فرغم
أن موسكو أكدت أن استخدامها حق الفيتو
كان لرفضها سياسة التدخل الخارجي في
الشأن الداخلي السوري نجد أن سفنها
المحملة بالأسلحة الداعمة للنظام
السوري دائمة الزيارة للموانئ
السورية، كما أن زيارة وزير الخارجية
الروسي لدمشق برفقة رئيس المخابرات
الروسية لم يكن تأكيداً على التدخل
الروسي السافر فحسب بل دليل قاطع على
التورط الروسي الفاضح في ما يجري على
الأراضي السورية من حرب إبادة يشنها
الأسد على السوريين المسالمين، وقد
أصبح واضحاً أن الدعم الروسي لا يقف
عند حد توريد الأسلحة الروسية الصنع
للنظام لاستخدامها ضد الشعب السوري بل
يتعداه إلى تقوية شوكة هذا النظام
الدموي أمام المجتمع الدولي أجمع بتحد
وقح للرغبة الدولية في احتواء الازمة
السورية وإيجاد مخرج لها يضمن سلامة
الشعب السوري. قد
نفهم هنا ما يقال حول تمسك روسيا
بمنطقة نفوذها الوحيدة في منطقة الشرق
الأوسط بعد أن بسطت الولايات المتحدة
الأميركية والدول الغربية سيطرتها على
مناطق الربيع العربي، وقد نتفهم أن
بوتين يريد أن يعيد أجواء الحرب
الباردة بشكل غير مباشر على الساحة
السورية ليكون بطلها الهمام وهو
القادم على انتخابات رئاسية في الشهر
القادم، وربما ندرك أن القيادة
الروسية بفكرها الشيوعي المتقارب مع
الفكر البعثي تريد أن توصل رسالة مبطنة
لمواطنيها بخطورة الاقتراب من الساحة
الحمراء بعد ظهور بوادر تذمر شعبي
روسي، لكن ما لا يمكن فهمه هذا الاصرار
اللاأخلاقي على تقويض عمل هيئة الأمم
المتحدة وإظهارها بمظهر العاجز عن
اتخاذ القرارات الكفيلة بحماية الشعوب
المضطهدة، وتفعيل القوانين الدولية
التي تكفل حق هذه الشعوب بالحماية
الدولية والتدخل الإنساني، حيث لم تقف
تداعيات الفيتو الروسي الصيني عند حد
إفشال اتخاذ قرار أممي بشأن النظام
السوري، بل أنه شجع الأطراف المؤيدة
للأسد على إعلان تأييدها له عملياً
فأرسلت إيران خمسة عشر ألفاً من الحرس
الثوري الإيراني للعمل تحت امرة
القيادة السورية دون أن يحمر وجهها
خجلاً، وسارع حسن نصر الله بعد فترة من
الصمت الحذر إلى إعلان دعمه المطلق
للنظام الأسدي وإمداده بالميليشيات
دون أن يندى له جبين، كما دفع هذا
الفيتو اللعين النظام السوري إلى
الجنون العسكري فسارع إلى استعراض
مهاراته الإجرامية وإشباع غرائزه
الدموية بقصف المدن السورية الثائرة
منها والصامتة لترويع السكان الآمنين
وإسكات صوت الثائرين، فكان ما كان من
مجازر بشعة ارتكبت بأحياء حمص الذبيحة
التي ما برأت من جرح غائر إلا ونزفت من
طعنة غادر. لكن
رغم جميع هذه التداعيات السلبية
والآثار القاسية التي خلفها هذا
الفيتو على الشارع السوري، إلا أن
استخدامه كان أفضل عند الكثير من
السوريين من اتخاذ قرار أممي هش ضد
النظام السوري يشوبه الكثير من
التشويه والضعف بعد التنازلات التي
قدمتها الجامعة العربية لتلقى
مبادرتها الرضا والقبول من الدب
الأبيض، وهو ما لم يكن سيصل لمستوى
تطلعات الشعب السوري ويرضي طموحه في
التخلص من حكم بشار الأسد بأي وسيلة
كانت، وربما لم تفطن موسكو وبكين إلى
أن أسوأ ما في الفيتو من تعنت وعناد
وتحد سياسي للمجتمع الدولي، كان أفضل
ما فيه حيث دفع هذا المجتمع إلى البحث
عن حلول جذرية خارج نطاق الأمم المتحدة
ربما يكون تطبيقها أكثر مرونة وأقل
حرجاً من التقيد بروتين الأمم المتحدة
أو مجلس الأمن، كما أنه أعطى الجيش
السوري الحر الفرصة للعب الدور
الرئيسي على مسرح الأحداث خاصة وأن
الأنظار الدولية قد اتجهت إليه بقوة
الآن كونه أحد الاختيارات المتاحة
والأساسية التي يمكن الاعتماد عليها
لإنقاذ الشعب السوري من الكارثة
الأسدية. وتحررت الجامعة العربية من
وجوب إيجاد حل عربي خالص بعد أن أفشل
هذا الفيتو مبادرتها اليتيمة التي
استطاعت أن تقدمها بعد جولات كر وفر مع
النظام السوري، وهو ما دفع بعض الدول
العربية أن تتخذ موقفاً منفرداً ضد هذا
النظام، فكان قرار دول مجلس التعاون
الخليجي بطرد السفراء السوريين من
أراضيها مسماراً جديداٌ في نعش النظام
الذي لن يحمله لمثواه الأخير إلا صمود
الشعب السوري وإصراره على بناء مستقبل
جديد بعيد عن أيدي الأسد وعصابته. لقد
أعاد الفيتو الروسي الصيني الكرة إلى
ملعب المجتمع الدولي، لكن يبدو أن
المجتمع الدولي ينوي أن يغير من خطة
اللعب بعد أن رأى أن فريق دول الشر
يعتمد في تحركاته على الملعب السوري
قواعد سياسية مخالفة في أغلبها
للدوافع المنطقية والمسؤولية
الإنسانية التي يجب أن تخذ بعين
الأعتبار عندما تتعلق الأمور بدماء
بريئة تسيل يومياً جراء مواقف أقل ما
توصف أنها مواقف غير أخلاقية. ================= سلمية
الثورة السورية.. وعسكرتها د.
وائل مرزا الأحد
12/02/2012 المدينة يعرف
العالم بأسره أن الثورة السورية بدأت
سلميةً خالصة. لم يكن ثمّة أسلحة لدى
الثوار سوى الحناجر والصدور العارية
يستخدمونها ليطالبوا بحريتهم
وكرامتهم. بدأ
البطش منذ اللحظة الأولى من قبل النظام
السوري بالرصاص الحي، ورافقه الاعتقال
والتعذيب والقمع بكل أنواعه وأشكاله.
لكن الشعب بقي مصراً على سلمية ثورته
بكل المعاني. وعلى مدى شهور طويلة، لم
يُرتكب أي عملٍ يتسم بالعنف، ولم تُطلق
رصاصة واحدة في أي منطقة من قبل الثوار. لكن
وحشية النظام تصاعدت بشكلٍ رأى العالم
ملامحه التي لا تحتاج لوصف أو تفصيل.
وفي مواجهة هذا الوضع لم يكن ثمة بدٌ من
أن يلجأ الشعب إلى الدفاع عن نفسه بعد
أن وجد العالم يتفرج على ما يجري دون أن
يفعل شيئاً عملياً في نهاية المطاف. بحث
السوريون ابتداءً عن حدٍ أدنى من
الإنسانية يدعم حقوقهم المشروعة التي
يرفع العالم شعارات تأييدها في كل مكان:
حقوق الشعوب في تقرير مصيرها وفي العيش
بحرية وكرامة في ظل نظامٍ سياسي
ديمقراطي عادل. لكن هذا البحث ذهب
هباءً منثورا. تصاعد القمع وتزايد حتى
دخل في خانة الجرائم ضدّ الإنسانية،
وبقي العالم يكتفي بالبيانات
والتصريحات، وبعض القرارات التي لا
تُساعد فعلياً في وقف آلة القتل
والتدمير على أرض الواقع. لهذا،
لم يكن بدٌ من أن ينبري الشعب للدفاع عن
نفسه ويمارس حقاً تكفلهُ له كل الشرائع
والقوانين. فكان طبيعياً أن تخرج إلى
الواقع ظاهرة الجيش السوري الحر الذي
يدافع، بكل تشكيلاته وفصائله على
اختلاف تكوينها، عن شعبٍ أعزل يستحق
أولاً أن يبقى حياً وألا يُقتل دون ذنب
اقترفه، ويستحق ثانياً أن يُطالب بحقه
في إقامة سورية الديمقراطية التعددية
التي دفع من أجلها حتى الآن عشرات
الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين
والمفقودين. وفي
مواجهة هذه القضية يمكن للسياسي أن
يتخذ واحداً من موقفين تجاه موضوع (السلمية)
و(العسكرة). فإما أن يعيش في برجه
العاجي ويتجاهل أصل المشكلة، دافناً
رأسه في الرمل ومصراً على التخندق وراء
شعار (السلمية)، بحيث يُدخل بالضرورة
كل عملية دفاع عن النفس والشعب في خانة
(العسكرة). ويستخدم هذا المنطق سيفاً
معنوياً وإعلامياً وسياسياً للتخويف
والاتهام يُشهره في وجه الثورة
والثوار ومن يؤيدونهم. أو يلجأ إلى
الخيار الآخر: خيار الواقعية السياسية
التي ترفض النظر إلى الموضوع بشكلٍ يضع
الدفاع عن النفس في خانة عسكرة الثورة
ويحشر تلك العملية حشراً على أنها
نقيضٌ للسلمية. يمكن
للسياسي من النمط الأول أن يمارس موقفه
دون أي عناء، فيقف نظرياً ضدّ موقف كل
الأعراف والشرائع في هذا المجال،
ويفتح الباب عملياً لمزيد من المذابح
ضد شعبه وأهله بدعوى مثاليةٍ تفتقر إلى
أي صدقيةٍ أو مضمون في مثل هذه الأحوال.
بل يمكن له أن يعطي شرعيةً ويُوفّر
غطاءً لمن يرتكب تلك المذابح. أما
السياسي من النمط الثاني فإنه يشعر
بمسؤوليته وينظر إلى المسألة كلها
بشكلٍ أكثر شمولاً. فهو يُدرك أولاً أن
المرحلة الجديدة التي تمرّ بها الثورة
السورية تُمثّل واقعاً لا يمكن إنكاره
والتهرب منه بأي دعوى وتحت أي شعار. لأن
هذا التهرّب هو أسهل ما يمكن أن يقوم به
في هذه المرحلة. لكنه يُدرك فوق ذلك أن
الاهتمام بالظاهرة الجديدة ومحاولة
التعامل معها واستيعابها بحكمةٍ
ودراية في الإطار السياسي الواسع
يُمثّل في الحقيقة محاولةً للحفاظ على
أهداف الثورة الأصلية. والتي تتمحور
حول تجنّب الفوضى التي يحاول النظام أن
يخلقها قبل سقوطه وبعد سقوطه، والأهم
من هذا في أن يكون ضبط أي احتمال لحصول
تلك الفوضى هو المدخل لاستعادة زمام
المبادرة سياسياً، واتخاذ كل
الإجراءات الكفيلة بإعادة توجيه
البوصلة باتجاه تحقيق الأهداف الأصلية
المذكورة. هكذا،
يستوعب السياسي المحترف المهموم بهمّ
المستقبل كل معطيات المرحلة الجديدة
من الثورة.. ويتعامل معها دون مداورةٍ
أو تردد. فيرسم مع جميع الأطراف
الفاعلة طبيعة هذه المرحلة، ويحدد
أهداف أدواتها الجديدة، ويضبط سياقها
المكاني والزماني وملامح مرحليّتها
الراهنة، بأقصى ما يستطيع من دقّة
وإتقان.. لم
يقصد السوريون حين باشروا ثورتهم أن
يكون السلاح عنصراً فيها بأي درجةٍ من
الدرجات. كان هذا آخر ما يفكرون فيه،
هذا لو أنهم فكروا فيه أصلاً. بل إن
صبرهم لشهور طويلة، رغم كل تضحياتهم
الكبيرة في مواجهة آلة التدمير
الشامل، يؤكد صدقية الحقيقة السابقة.
ولو أن النظام السياسي الدولي قام بما
يجب أن يقوم به وفق قوانينه وسوابقه
المعروفة في هذا المجال لما وصلنا
جميعاً إلى هذه الحال. لكن ما
يبعث على الطمأنينة هو طبيعة الشعب
السوري العظيم. فهذا شعبٌ يُحبّ الحياة
الطيبة، ولم يكن في يومٍ من أيام
تاريخه من النمط الذي يؤمن بثقافة
الموت. والشعب الذي يُحبّ الحياة
الطيبة يُضحّي بالكثير حتى يصل إلى ذلك
النوع من الحياة. وهو يدافع عن شرفه
ونفسه بجرأة وبسالة نادرة، وبكل ما
يُتاح له من وسائل، حين يقتضي الأمر،
لتحقيق نفس الهدف: أن يعيش حياة طيبة.
لكنه يعرف عندما يفعل هذا أنه يقوم به
استجابةً لظروف مرحلةٍ قاهرة لها
خصوصيتها التي يجب أن يتعامل معها.. دون
أن تُغير بالضرورة طبيعته المسالمة
الأصيلة، ودون أن تُطفئ بأي درجةٍ من
الدرجات جذوةً تشتعل في أعماق شخصيته
وثقافته، تدفعه على مرّ القرون لإعمار
الأرض وإقامة الحضارات وبنائها في
جميع المجالات. ================= آخر
تحديث:الأحد ,12/02/2012 حسام
كنفاني الخليج بعد “الفيتوين”
الروسي والصيني في مجلس الأمن الدولي
ضد القرار العربي الغربي الخاص
بسوريا، بدأت عمليات البحث عن بديل
دولي يسمح بالتدخل في الأراضي السورية
ل “حماية المدنيين”، تماماً كما كان
عليه الوضع في ليبيا، والذي أدى في
النهاية إلى إسقاط الزعيم الليبي معمر
القذافي، ومن ثم مقتله . وتماماً كما هي
الحالة الليبية، فإن الاقتراح المقدم
الخاص بلجنة اتصال أصدقاء سوريا، يذكر
بتلك الخاصة بليبيا، والتي سبقت
القرار الدولي الذي سمح بالتدخل
العسكري تحت مسمى فرض حظر الطيران . ما بين
سوريا وليبيا في المرحلة الحالية يبقى
القرار الدولي غير المتوافر، ولهذا
فإن من يقترح مجموعة اتصال، يسعى إلى
تأمين شرعية بديلة لأي عمل من شأنه أن
يؤدي إلى تدخل في ما يتعلق بحماية
المدنيين أو إنشاء ممرات إنسانية، أو
ربما إنشاء منطقة عازلة، وهو أمر لم
يعد بعيداً في ظل المساعي الدولية،
وخصوصاً التركية، إلى التحرك سريعاً
لوقف حمام الدم في الأراضي السورية . ما
ينتظر الملف السوري في مقبل الأيام قد
يكون حاسماً، ولا سيما إذا انطلق العمل
فعلياً على إنشاء مجموعة الاتصال هذه
التي قد تتحرك من دون قرار دولي، الأمر
الذي يذكر بالحالة العراقية، حين تم
تشكيل ما يسمى “تحالف الراغبين”،
الذي أدى إلى شن الحرب على العراق
وإسقاط الرئيس صدام حسين . وبغض
النظر عن أي من الاحتمالين قد يحدث،
سواء النموذج الليبي أو النموذج
العراقي، فالواضح أن الخيار العسكري
ضد سوريا بدأ يطرح وبصوت مرتفع في
الأوساط الدولية التي لم تعد تجد بداً
من التدخل مباشرة على الأرض . هذا ما
بدأ يتحدث به صراحة المسؤولون
الدوليون، وأصبح يتسرب بشكل دائم إلى
الصحف الغربية التي تنشر سيناريوهات
مختلفة لإمكانية التدخل العسكري، منها
إرسال فرق كوماندوس لمساعدة المنشقين،
ومنها القيام بممرات إنسانية، وأخرى
تشير إلى مناطق عازلة لتسهيل عمليات
انشقاق واسعة في صفوف الجيش السوري،
وبالتالي التحول إلى نقطة انطلاق في
الهجمات المفترضة على النظام، سواء من
قبل المنشقين فقط أو هؤلاء المدعومين
بقوات خاصة أجنبية، وربما عربية . تسريبات
كثيرة وأحاديث كثيرة باتت تضع التدخل
العسكري في سوريا في أولوية الخيارات
تمهيداً لنيل المشروعية الشعبية في
الغرب، وهو ما بدأ فعلاً مع الاستطلاع
الفرنسي المؤيد للتدخل العسكري في
بلاد الشام، باعتباره الخيار الوحيد . ================= الشرق
القطرية التاريخ:
12 فبراير 2012 تتجه
أنظار الشعب السوري والأمة العربية
والاسلامية وكل شعوب العالم المحبة
للحرية والديمقراطية اليوم باتجاه
القاهرة التي تشهد نشاطا دبلوماسيا
عربيا مكثفا حيث تعقد أربعة اجتماعات
وزارية متتالية، ثلاثة منها تتعلق
بالوضع المأساوي والدامي في سوريا على
رأسها اجتماع مجلس الجامعة على
المستوى الوزاري برئاسة معالي الشيخ
حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس
الوزراء وزير الخارجية. ومع
تصاعد اعمال العنف والقمع الذي تشنه
قوات نظام الرئيس بشار الاسد بشكل مروع
في معظم المدن والبلدات في سوريا،
وخصوصا ما يجري في حمص التي تتعرض منذ
اسبوع للقصف بالدبابات والمدفعية
والصواريخ، تبدو الاهمية المتزايدة
لنتائج هذه الاجتماعات والتحركات
المكثفة في القاهرة، حيث يعلق الناس
آمالا كبيرة على وزراء الخارجية العرب
في اتخاذ ما يلزم لتوفير الحماية
المطلوبة للشعب السوري. إن
الأولوية القصوى التي يجب على الوزراء
العرب وضعها نصب اعينهم اليوم، هي
القيام بكل ما يلزم من اجراءات تكفل
توفير الحماية الكاملة والفورية للشعب
السوري ووقف حمام الدم المتواصل
والهجمات الوحشية التي يرتكبها جيش
النظام الذي صعد حملته العسكرية ضد
المدنيين تحت غطاء الفيتو الروسي
الصيني. إن
الأحداث الميدانية الدامية التي تجري
على الارض في سوريا تتحرك بسرعة أكبر
من الجهود العربية والدولية، حيث باتت
اعداد الضحايا تتزايد بشكل مخيف كل يوم
بجانب مئات الآلاف من المدنيين
المحاصرين في الاحياء والبلدات وهم
يستنجدون بكل أحد لانقاذهم من آلة
القمع. إن
العرب والعالم مطالبون اليوم وفي ظل
هذا الوضع الحرج والبالغ الدقة،
بالعمل على ابقاء كل الخيارات على
الطاولة من اجل إنقاذ النساء والاطفال
المهددين بالموت تحت الحصار والقصف
بشكل فوري وعاجل. ================= مساعدة
الثوار السوريين... دون مشكلات! تاريخ
النشر: الأحد 12 فبراير 2012 دانييل
بايمان الاتحاد "إن
المرء يشم رائحة الموت في كل مكان"،
هكذا قال ناشط مصاب الأسبوع الماضي،
واصفاً مدينة حمص السورية، حيث قام
نظام الأسد بصب جام غضبه على سكانها.
الفظاعات في حمص ومدن أخرى تزداد، لكن
المعارضة لم تتراجع. غير أن شجاعتها لا
تكفي: فرغم عام تقريباً من الاحتجاجات
والتقارير الدورية حول السقوط الوشيك
للأسد، فإن الرئيس السوري مازال في
السلطة. الجامعة
العربية حاولت رعاية تسوية تسهِّل
للأسد الخروج، لكنها فشلت رغم أنها قد
تعيد الكرة مرة أخرى. وجزء كبير من
العالم وافق على فرض عقوبات على سوريا،
لكن تأثيرها الاقتصادي حتى الآن لا
يكفي لإقناع أنصار الأسد بالتخلي عن
النظام. وبينما تزداد حصيلة القتلى
والجرحى، بدأت المعارضة السورية تطلب
المساعدة. لكن ماذا يمكن للولايات
المتحدة فعله؟ المعارضة
السورية كانت في البداية متحفظة وحذرة
في طلب مساعدة أميركية، لكن مع ازدياد
وتيرة العنف أصبحت أكثر انفتاحاً على
المساعدة الخارجية، حيث بدأت تطلب "الحماية
الدولية"، ودعت بنبرة حزينة هذا
الشهر "الجميع عبر العالم إلى
التحدث والقيام بشيء ما لوقف إراقة
دماء السوريين الأبرياء". بل إن
البعض في المعارضة بدؤوا يدعون إلى
تدخل دولي على غرار ما حدث في ليبيا. غير
أنه حتى يكون ذات قيمة وفائدة، يتعين
على أي تدخل أن ينهي إراقة الدماء، أو
على الأقل أن يحد منها بشكل كبير؛ لكن
يجب في الوقت نفسه أن تظل سوريا دولة
سليمة وقادرة على مراقبة حدودها، ووقف
الإرهاب، وتوفير الخدمات لشعبها. كما
يجب ألا تتحول إلى دولة فاشلة، أو أن
تستبدل الأسد بدكتاتور آخر، أو أن تصبح
بيدقاً لقوى أجنبية مثل إيران. ومثلما
تُظهر التدخلات الأميركية الأخيرة،
فإن الولايات المتحدة يمكن أن تساعد
وتسهم في الدفع بالحرية وبمصالحها في
الشرق الأوسط، ولكنها أيضا قد تزيد
الطين بلة، أو تواجه نتائج غير متوقعة.
غير أن هذه الأمور ينبغي ألا تشكل
ذريعة للوقوف موقف المتفرج بينما
يرتكب الأسد مذابح بحق شعبه، بل ينبغي
أن تشكل ملامح الطريقة التي سيرد بها
العالم على ما يجري في سوريا. إن
سوريا ليست ليبيا. وعلى الأقل، فإن
الناتو لن ينفذ عملية قصف هناك. فقد
أوضحت روسيا والصين معارضتهما لذلك،
حيث صوتت ضد مشروع قرار لمجلس الأمن
يطالب الأسد بالتنحي وبسحب قواته من
المدن. وبغض
النظر عما ستقرر الولايات المتحدة
القيام به، فإنه لن يعني سوريا فحسب،
بل سيعني روسيا وإيران أيضاً، وهما
بلدان يمدان الأسد بالدعم العسكري. وإذ
لم يتوافر القذافي في ليبيا على
أصدقاء، بعد أن استعدى الجميع، فإن
التدخل العسكري الغربي في سوريا لن
يؤدي إلا إلى زيادة تعلق موسكو وطهران
بالأسد. ثم إنه
علينا أن نتذكر أنه عندما قامت
الولايات المتحدة بغزو العراق، سارع
جيران هذا البلد نحوه؛ حيث قامت إيران
بإرسال موظفين استخباراتيين وشبه
عسكريين من أجل تنظيم السكان المحليين
وفي بعض الأحيان محاربة القوات
الأميركية. وفي سوريا، يمكن أن تسعى
إيران، وبتعاون مع "حزب الله"،
إلى تقديم المساعدة للأسد، أو في حال
سقوطه لأي حلفاء ناجين من النظام. ومن
أجل تقليص هذه الأخطار، يتعين على
الولايات المتحدة وحلفائها بناء
المعارضة السورية وجعلها جسماً
متماسكاً وتمثيلياً وشرعياً. ذلك أن
معارضة أقوى تزيد من احتمال سقوط
الأسد، وتضع أميركا في وضع أفضل في حال
وقوع ذلك. بل إن بناء المعارضة قد يكون
أكثر أهمية بالنسبة لمستقبل سوريا
والمصالح الأميركية من التركيز على
خلع الأسد كهدف وحيد. ومن
الناحية العسكرية، يتعين على المعارضة
أن تثبت أنها تتمتع بما يكفي من
الكفاءة للوقوف في وجه دبابات الأسد
ومدفعيته، وهي مهمة صعبة بالنسبة
لمقاتلين غير مدربين ومسلحين بأسلحة
خفيفة. ولعل الأهم من ذلك هو حاجة
الحركة إلى الوحدة. وبموازاة مع توحيد
صفوفها وتنظيمها، يتعين على الولايات
المتحدة أن تعمل وتتعاون مع حلفائها من
أجل تسليح المعارضة وتدريبها. فمع
تركيا والسعودية وآخرين، يتعين على
الولايات المتحدة أن تشكل جبهة منسجمة
ومتماسكة؛ باستعمال "الحب الصارم"
لاستمالة المعارضة ومكافأتها على
الوحدة والتعاون. إن
سوريا ليست سوى أحدث نظام تهزه
الانتفاضات العربية التي جلبت الحرية
والابتهاج، لكن أيضاً القمع والطغيان.
غير أن النجاح في سوريا يمكن أن يكون
أكثر أهمية بالنسبة لأميركا من بلدان
أخرى. فالحكومات الأخرى، بما فيها نظام
القذافي، كانت حلفاء لواشنطن بدرجات
متفاوتة. وعلاوة على ذلك، فإنه لا يوجد
نزاع استمر طويلاً، مثل النزاع السوري
حيث لا تلوح نهاية لإراقة الدماء في
الأفق. والحال أن الفشل في سوريا سيشكل
انتكاسة لمصالح الأمن الأميركي،
وسيوجه ضربة للديمقراطيات الفتية في
أماكن أخرى من المنطقة. وبذلك، يستطيع
الحكام المستبدون أن يكونوا واثقين
مرة أخرى من أن القوة ستنتصر في الشرق
الأوسط. ================= من
2 شباط 1982 (حماة) إلى 3 شباط 2012 (سوريا)
.. عشرة آلاف يوم ومئة وثلاثة أيام ويوم
واحد وضاح
شرارة المستقبل 12-2-2012 "عذراً
حماة"، كان وسم الجمعة السورية (الواقعة)
في 3 شباط 2012. وصادف اليومُ انقضاءَ 30
سنة تامة ويوم على والمرء في حيرة من
تسمية هذا اليوم وحوادثه، جميعا أم
فرادى، مجزرة مذبحة ملحمة مقتلة، من
غير قيد غير ذاك الذي تقيد التسميةَ به
أصداء الاسم وترجيعاته، وقربه أو بعده
من أسماء حوادث "تشبه" الحادثة
التي يسميها الاسم: مجزرة مذبحة ملحمة
مقتلة . ويضيف: حماة. ولا بأس بالاقرار
بأن اسم جمعة التذكر، مرة أخرى "عذراً
حماة"، استغلق فهمه، على بداهته.
فمتظاهرو اليوم يعتذرون من قتلى مجزرة
مذبحة ملحمة مقتلة حماة، بعد قبل، على
ما كان ليكتب باول تسيلان (نوافذ-
المستقبل 5 أيار 2011، ص 14، التصفح على
مدونة الكاتب waddah-charara.blogspot.com)،
ثلاثين سنة. فعمَّ يعتذرون؟ عن أنهم لم
يقتلوا يذبحوا يجزروا يلحموا معهم؟
وهم، معظمهم الساحق، لم يكن ولد في عام
الشؤم ذاك؟ وبعضهم من أولاد من قتلوا
ذبحوا لحموا ورمى آباؤهم بأنفسهم على
الموت- القتل تفادياً لموتهم قتلهم هم.
أم يعتذرون عن نسيانهم المقتولين
المذبوحين المجزورين الملحومين، وعن
توسيدهم الغيم (تسيلان) الخفيف
والبعيد، وعن سكوتهم المتمادي عنهم
ومجاراتهم القتلة الجزارين الذباحين
اللحامين على انكار الحادثة
واستحقاقها التذكر فيمر الثالث من شهر
شباط في 1983 1984 1985 1986... وحتى في 2011 من غير
أن يرفع أحد من الذين شهدوا سمعوا
يومها أم من بعد صوته أو صمته أو دمعه
أو دقات قلبه في هيكل صدره العريض
الخاوي الموحش، وينعطف إلى اطياف
المتدافعين من غير وجه مضرج رأس مضرجة
دماغ مضرج عين مضرجة خد مضرج كتف مضرجة
رئة مضرجة ذراع مضرجة يد مضرجة حوض
مضرج بطن مضرجة ذكر مضرج حر مضرج فخذ
مضرج ركبة مضرجة عقب مضرجة اصبع مضرج،
على بوابة دار الموت، ويسألهم عن
أسمائهم اسماً اسماً: حمزة رؤى هيثم
عليا ابراهم أسماء اسامة جمانة أحمد
حسانة؟ أم يعتذرون عن ترك حمزة رؤى
هيثم عليا ابراهيم أسماء جمانة أحمد
حسانة في عراء عام الشؤم "يحفرون،
يحفرون، على هذا (ي)مضي يومهم، ليلهم
(...) يحمدون الله الذي فهموا- شاء هذا
كله، الذي فهموا- علم هذا كله" (تسيلان
"كان فيهم تراب و/كانوا يحفرون.)؟
يعتذرون عن طاعة الجزار اللحام القاتل
الذباح طوال ثلاثين سنة شباط 1982 شباط
1983 1983- 1984 1984 -1985 2010 -2011 في أثنائها أمر
الجزار اللحام القاتل الذباح من
اتخذهم التراب بيتاً مسكناً منسىً-
منفى بحفر قبور أهل - حماة في جبانات
عام الشؤم؟ فكيف رجع المقتولون
المذبوحون الملحومون المجزورون
واجتمعوا على بوابات أيام الوقفة
الكثيرة، وعلى وجوههم وجباههم
المغسولة أسماء من غير أكفان ولا تراب؟
"كانوا
يحفرون، ولم يفهموا من بعد شيئاً" (تسيلان).
من يحفرون، جباناتهم الفسيحة تملأ
الارض، والتراب فيهم وهم "يحفرون،
يحفرون،" لا يفضي بهم حفرهم الى
الفهم أو الحكمة أو ابتكار اغنية أو
تخيل صنف واحد من اللغات. وفي وسع
الهدوء والعاصفة والبحار كلها المجيء
والتعاقب والرواح، فلا تنم صدىً أو
معنىً غير الحفر. وهذا حال الدودة،
الموقوفة على دورٍ يدور، ولا يصنع
فعلاً ولا عملاً. والدور يدور، و"يفضي...
لا إلى جهة". وصاحبه، أي دودته،
يَعرى من الجهات، ويخرج من التعريف
والماهية الى النفاية والاغفال. وفي
مراثينا (من تكون "نا" هو السؤال
أو المسألة)، وتآبين موتانا وقتلانا،
وأسفار محننا ونكباتنا، لا يرضى
الشاعر المنشد المغني المقرئ الجالس
المحنةَ التي يصفها الشاعر الروماني
الألماني اليهودي الكتابي، محنةَ
الدودة. بلاء الدور من غير جهة ولا حكمة
ولا لغة ولا توقيع ولا فرقٍ ("وما
يغنّي هناك يقول: إنهم يحفرون").
فيسرع المعنى، وفي ركابه وموكبه
المَلَكيّيْن الحكمة واللغة والتوقيع
والفرق، الى القتل والموتى، والى
القتلة والموت. ويحسب المنشد المغني
المقرئ الجالس أن الحكمة واللغة
والعلم والفهم والغناء هي التراب الذي
ينبغي أن يواري مقتولينا مجزورينا
ملحومينا مذبوحينا. وهي ما يليق بهم
وبنا. وهذا
إنكار لدور الدودة القتل ودورانه لا
إلى جهة. فنكاد نصدق صاحب القتل أو "رجله"
حين يزعم وهو لم ينفك يزعم هذا منذ
استوائه قتّالاً جزّاراً ذبّاحاً
لحاماً أن مقاتله مذابحه مجازره
ملاحمه ليست حفر دودة، بل هي ثمرة حكمة
وفهم وعلم ولغة وغناء. ونصدق هذا، أو
نكاد (هل نكاد وحسب؟)، لأن حمل صاحب
القتل، فرداً فرداً وجماعة أو جميعاً،
على غير الدودة يجنب مقتولينا وموتانا
محنة الدودة، على وجهها السالب، أو
يخيل لنا ذلك. فهم كذلك خاضوا في حكمة
وفهم وعلم ولغة وغناء، تفوق تلك التي
يزعمها صاحب القتل لنفسه، فرداً فرداً
وجماعة أو جميعاً، حقيقة وصدقاً.
فتخليص من قضوا من غير وجه مضرج رأس
مضرجة دماغ مضرج من حَفر أو قتل لا ينتج
فهماً ولا استواء على كرسي الحكمة،
يدعو الشاعر المنشد المغني المقرئ
الجالسَ الى تنكب محنة الدودة، وإثبات
نقيضها وخلافها. ولم يمسك تسيلان نفسَه
عن إثبات النقيض والخلاف. فيكتب بعد
"آه":" أنت تحفر وأنا أحفر".
والحفار الجديد هو غير الحفارين
القدامى. فهم "أنا"، ويسعه قولها
وتدبرها واختبارها ما شاء وأراد. وهو
يحفر في نفسه. "أحفر فيَّ". ويحفر
على قصد غاية يقصد إليها، ويريد
بلوغها، هي أنت. والحفر، اللفظة، يقال
على وجه الاشتراك. فالحفر في النفس،
والقول أنا، وقصد الغير، وجواز بلوغه،
تؤول الى تتويج: "على إصبعنا الخاتم
يستفيق." والاصبع في الخاتم او
التختم بالخاتم، علامة، في القول
العامي، على قران وعهد، وعلى اجتماع
"نحن" من أنا وأنت. وإفاقة الخاتم
والعهد والنحن ابتداء عالم واحد هو
عالم اليقظة، على قول الحكيم
اليوناني، أو عالم "الشريعة"
وعروتها والاجتماع عليها، على القول
النبوي. والليل،
قبل الافاقة على التعاهد وخاتمه، كان
بهيماً. وتحوم البهيمة حول المدينة،
وتستدخلها وتُعمل فيها، وفي أطفالها
ونسائها وشيوخها وشبانها العزَّل وغير
المسلحين، السيف الذابح والقنابل
الجزارة واللحامة والكذب القتَّال.
وتجدد عملَ الدودة وحفرها الأعمى.
وتحمل هذا على السياسة، وتدعو الى حمله
على السياسة، والمجادلة فيها.
والتسليم للاشتباه، أو للتشابه
ولتطاوله الى اختلاط رعاية خاتم
التعاهد بعمل الدودة القتّال الجزّار
الذبَّاح، من مراوغة الدودة الآمرة
بالحفر. ويغزو التشابهُ النفيُ
الإغفالُ الحكمةَ الفهمَ الاغنيةَ
اللغةَ. ويجرها الى محاكاته المقلوبة
والمعكوسة، ويكرهها على ترك إيجاب
الفهم، وإيقاع الغناء والانشاد
والرقص، الى الرد الواحد والسوي، على
سوية واحدة، إلى نفي النفي وإغفال
الاغفال وحفر الحفر. وكتابة
تسيلان الشعرية، على مثال أو شاكلة لحن
الاوغاد والشطار الذي غناه أمبريه
بونتواز بباريس (على مسمع) باول
تسيلان، من تشيرنوفيتش بساديغور، على
مثال أو شاكلة كتابة هنري هاينه، في
أوقات مظلمة، بآدوم، تقترح على حماة
حمص درعا ادلب بانياس الزبداني بنش
الرستن دوما ريف ريف ريف ابتكارَ
أغنيةٍ لغةٍ فهمٍ حكمة. وليس "فناً
شعرياً". والحق ان المغنين الراقصين
العازفين الاوغاد والشطار بحماة حمص
درعا ادلب، وبعضهم استعجل القتَّالون
الجزارون الذبَّاحون اللحامون
الحفارون على أبواب المدن على باب
الليل البهيم ذبحهم من غير كناية ولا
استعارة ولا طباق ولا جناس- المغنون
الاوغاد الشطار والراقصون ابتكروا
الاقتراح الآتي من بعيد وقديم. فهم
التمسوا وحدهم "خروجاً من نفسهم"،
"مؤتلفاً"، وسألوا: "ألم يكن
ذلك/ إذا جاز القول اسماً؟" -ابراهيم
حمزة- هيثم-. والاسماء،
أسماء المغنين الشطار الراقصين
الاوغاد، مؤتلفة ومركبة ومفردة. وهي،
في أحيان كثيرة، أضداد، ومؤتلفة من
أضداد وأفراد آحاد. "الطفل العين"
("جليد، عدن"). "البعيد القريب"
("والنبيذ والخسارة، و") "الصحراء
السموات" ("مزمار") المضيَّع
القريب ("كيميائية"). ولكل مركب
حكاية. وحكاية "الطفل العين" تبدأ
ببلد: "هناك بلد"، أو كان يا ما كان
كان "في" (هناك) بلد. والبلد كان
"ضائعاً" . ومن أمارات ضياعه أن
"قمر(ه) يطلع في القصب"، على ضفاف
نهر، ربما وحول نواعير ربما. والبلد
"ميت من البرد"، "معنا"،
مثلنا، من عدوى البرد في السهول
الداخلية؟ أم مؤاخاةً وتقرباً
وتدويناً ونماً "بأنيننا"/ في
واحدة/ من لغتهم ذات الصور")؟ والبلد
ضياعه وقمره وقصبه وبرده ومعيته، "يشع
في الجوار" العريض: بين ماردين
وحوران، وبين الجزيرة والمتوسط، و"يرى"
وعيونه الكثيرة (هي) "أراضيه المضيئة".
المضيئة في "الليل، الليل". الليل
الأليل، الليل الذي "يقلي" (بالسمن
الحموي؟ بالنار السماقية؟) أرض الضوء
والقصب والضياع والموت والبرد. و"الطفل
العين" هو هذه جميعاً من غير كيف. و"الطفل
العين" هو هذا في هذه الحكاية، هذا
البلد، البرد، الجوار، الارض، الليل.
وهو في بلد غيره، وبرد وليل وجوار
وأرض، "طفل- عين" (مفقؤة)، "طفل
أنف" (مجدوع)، "طفل ذَكَر" (مكلوم)،
"طفل قصبة هوائية" (مقصبة)، "طفل-
اصابع" (مجرومة)، طفل قلب، طفل بطن... ================= وماذا
نفعل للأسد إن نزع الله الرحمة من
قلبه؟! الأحد،
12 شباط 2012 02:14 د.ديمة
طارق طهبوب السبيل قال
ابن المبارك، وهو مع جيش المسلمين في
إحدى الغزوات: (أتعلمون عملاً أفضل مما
نحن فيه؟) قالوا: (ماهو؟) قال: (رجل ذو
عائلة قام من الليل فنظر إلى صبيانه
نياماً متكشفين فغطاهم بثوبه). موجعة
هذه القصة أمام منظر الأطفال السوريين
الخدج الثمانية عشر الذين قُطعت عنهم
الكهرباء في الحاضنات ليموتوا في
مهدهم دون ذنب اقترفوه إلاّ أنّ آباءهم
قالوا ربّنا الله. لن
يعيش هؤلاء الآباء والأمهات هذا الفرح
والأجر المذكور في القصة الذي يساوي
بين أجر تربية الأولاد والجهاد في سبيل
الله، لن يحسّوا بمعنى الأبوة
والأمومة فقد قُتل قرة عيونهم شر قتلة
بعد أن كتب الله لهم الحياة فأبى
شياطين الأنس إلاّ أن ينتزعوها منهم
ويمارسون حقا لا يملكه إلاّ رب
الأرباب، دون خوف أو وجل من عقاب! كم حلم
بدفء العائلة قد وُئد في هؤلاء الأطفال
وأجسادهم متراكمة فوق بعضها وكأنّهم
قمامة وليسوا روحا من روح الله أوصى
بالرحمة بها والشفقة عليها، فجاء في
الحديث النبوي "ليس منّا من لم يرحم
صغيرنا". كانوا
أطفالا مثل أطفالنا وكان آباؤهم
وأمهاتهم مثلنا إلاّ أنّ منسوب
الكرامة كان أكثر ارتفاعا لديهم، وقد
يجري على أطفالنا ما جرى على أطفال
سوريا من بطش الطغاة المؤهل للتصاعد
والاستمرار ما دامت الشعوب تطالب
بحريتها، بطش لا يفرّق بين طفل بالكاد
يتنفس أنفاسه الأولى وبين رجل أو شيخ
قد تجرّع مرارة الحياة سنينا في ظل
النظام الأسدي. ولكنهم
كانوا محقين في الخوف منهم، فأمهات
وآباء أحرار سينقلون العزة والإباء
إلى دماء أولادهم وسيخلُف الصغار
الكبار في حب الوطن والتضحية من أجله. هؤلاء
الأطفال كانوا جزءا من المستقبل،
والأرحام التي ولدتهم قادرة بأمر الله
أن تنجب غيرهم، وكأنى بأجسادهم
الطاهرة الغضة تنظر إلى الأمهات
والآباء وتستدعي موقف حق آخر نظر فيه
طفل إلى أمه أمام الأخدود وأنطقه الله
في مهده بالحق ليشجّعها على المضي قدما
ولو كان الثمن احتراقهما في سبيل الله
قائلا "يا أمي اصبري إنّك على الحق". يجب أن
يكون لنا ثأر خاص مع النظام السوري
لأنّه جعلنا نستشعر أنّ العدو
الإسرائيلي، وكنّا نظنّه أبشع وأقسى
وأظلم من على وجه الأرض، رحيما إذا ما
قورن بهم وبطغاة العرب أجمعين، لنا ثأر
خاص معه لأنّه جعلنا نوسّع دائرة دعاء
كنّا نخصصه لأعدائنا فقط ليشملهم "اللهم
يتّم أطفالهم كما يتّموا أطفالنا
ورمّل نساءهم كما رمّلوا نساءنا ودمّر
بيوتهم فوق رؤوسهم كما دمّروا بيوتنا". لا بد
أن عيونكم ستدمع لمنظر الخدج القتلى إن
كان بك أيّ قطرة من إنسانية، وإن كان
حالنا الآن كحال سيدنا موسى يوم استنكر
قتل الرجل الصالح للطفل بغير جريرة أو
إثم أو جناية إلاّ أننا نرجو أن يثمر
الصبر مع الله وبالله عن ذات الجزاء
لأهل سوريا أجمعين، "فأراد ربهما أن
يبدلهما خير منه زكاة وأقرب رحما رحمة
من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما
لم تستطع عليه صبرا". ================= التدخل
الاجنبي و«التشبيح الروسي» في سورية! الأحد,
12 فبراير 2012 خالد
الحروب * الحياة تتدخل
روسيا وإيران والعراق بكل الطرق في
سورية لحماية نظام الأسد من السقوط.
بكل صلافة ومن دون اي تردد تقدم هذه
الاطراف للنظام الذي يقوم بإبادة شعبه
دعماً متواصلاً ومتزايداً بالسلاح
والمال والاستخبارات والديبلوماسية،
وتوفير مظلة حماية يواصل تحتها حملة
القتل الدموي اليومية في شكل مريع وعلى
مرأى ومسمع كل العالم. البوارج الروسية
ترسو في ميناء طرطوس، و «الحرس الثوري»
الايراني يشارك في قتل السوريين في
الشوارع والمدن السورية الثائرة،
وأنباء عن مشاركة «حزب الله» ايضاً في
توفير خط دعم امني وعسكري متصل عبر
الحدود مع لبنان. وعراق المالكي الذي
اصبح ساحة نفوذ ايرانية ينصاع لأوامر
طهران ويفتح حدوده على مصاريعها
لتأمين شريان حياة لوجستي للنظام
الفاشي. اذا كان هذا كله لا يعتبر
تدخلاً عسكرياً اجنبياً، فما هو شكل
وتعريف التدخل الاجنبي والخارجي؟ كل
هذا ليس سوى انحطاط اخلاقي وانساني
وسياسي تحت اسم «مصالح استراتيجية»،
وهو يعكس عبث هذه الاطراف في حاضر
ومستقبل سورية والاصطفاف الجبروتي إلى
جانب عصابة حاكمة تعتبر سورية وشعبها
ومستقبلها حكراً على عائلة الأسد،
وتنظر إلى البلد بكونه احد ممتلكاتها
التي لا يمكن التنازل عنها. التدخل
الاجنبي العسكري والامني المُتعدد
الاطراف، الروسي، الايراني، العراقي،
في سورية يطرح اسئلة عدة بحاجة إلى
إجابات من جانب الذين يقفون ضد فكرة
التدخل الاممي لوقف المجزرة المتواصلة
التي تكاد تكمل عامها الاول مُطبقة على
أنفاس السوريين. اهم هذه الاسئلة
وأولها: لماذا يُقبل التدخل الاجنبي
العسكري والامني والمالي
والديبلوماسي ويرحّب به عندما يكون
الى جانب النظام الباطش الذي تدك
دباباته أحياء وبيوت المدنيين العزّل
في حمص وحماة والزبداني وتبيد كل من
تصل إليه حتى لو كانوا اطفالاً حديثي
الولادة ما زالوا في حاضانات
المستشفيات؟ ولماذا يُرفض ويُدان هذا
التدخل ويعتبر اعتداء على سيادة سورية
وتدخلاً في شؤونها عندما يكون هدفه وقف
آلة المجازر الدائرة ضد الشعب الاعزل؟ روسيا
المتوترة استراتيجياً تطحن سورية
وشعبها الآن بسبب تخبط سياستها
ونظرتها الى ذاتها ومستقبلها في المدى
القصير. بوتين القادم لا يرى في نفسه
سوى قيصر وامبراطور، ويرى في روسيا
امبراطورية يجب ان تنهض لتفرض هيبتها
وحضورها على العالم. يضع نصب عينيه هدف
مناكفة الغرب لتعزيز موقعه في عيون
القوميين الروس وتيارات التشدد
العنصري، ولفرض سطوته وتكريس احلامه
في الاستبداد بروسيا. في السنوات
المقبلة ستتحول روسيا في قبضة بوتين
إلى ديكتاتورية قريبة من النسخة
الستالينية. والمشكلة الكبرى هنا هي
انه في عقل منفوخ بأوهام
الامبراطوريات والعظمة المتخيلة لا
يهم ان يُطحن الآلاف من السوريين، وأن
تستبد بهم حفنة من عائلة حاكمة تعاملهم
والبلد من منطلق الملكية الخاصة
والاقطاعية. وليس هناك اية اهمية لقيم
وطموحات مثل حرية الشعب وكرامته
وإرادة الناس والديموقراطية. أما
الاعلام المعولم والاجتماعي الذي
بوجوده ما عاد في إمكان احد ان ينكر
الحقائق على الارض، فإنه لا يستحق إلا
الازدراء. وليس مهماً ان تُرى روسيا
منحازة إلى جانب نظام تشهد كل الحقائق
على وحشيته. الاكثر اهمية هو ان تثبت
روسيا البوتينية للعالم انها «عظيمة».
ليس مهماً ان تصبح مكروهة من قبل
الغالبية الكاسحة من السوريين والعرب،
المهم هو الشعور بالامتلاء الزائف.
الامتلاء الزائف ليس استراتيجية
نافعة، بل تدوير للستالينية
والبريجينيفية التي تعلي من «صورة
العظمة» الخارجية فيما الإنهاك
والهشاشة يأكلان الداخل ويأتيان على
أسسه. عندما
تسيطر مثل هذه الاوهام على صانعي
السياسة تضيع بوصلة المصالح
والعقلانية. لنتأمل الفرص التي
اضاعتها موسكو خلال سنة الربيع العربي
المنصرمة حتى نرى غياب البراغماتية
والعقلانية لمصلحة التكلس والإنشداد
الى لعبة «الصورة الاستراتيجية».
عندما اندلعت الثورات في تونس ومصر ثم
ليبيا ارتبكت الولايات المتحدة والغرب
كله لأن نظامين على الاقل، من اشد
الانظمة تحالفاً مع الغرب وأميركا قد
ينهاران، فيما الثالث كان قيد «التغربن».
وعندما تسارعت الامور في هذه البلدان،
وبدأت الأنظمة تترنح، كان من المفترض
ان تقف موسكو بقوة إلى جانب الثورات
وتساند الوضع الجديد لتحاول القفز إلى
مناطق نفوذ جديدة على حساب واشنطن
والغرب الخاسرين. وكان من المتوقع ان
نرى منحيين للسياسة والنفوذ يسيران
بإتجاهين متعاكسين في المنطقة: نفوذ
اميركي في أفول، ونفوذ روسي متزايد
يعظم المكاسب ويرث ما يفقده الغرب. لكن
بطء الحركة، والتلكؤ، والحيرة،
وانعدام المرونة، معكوساً على، او
ربما نابعاً من، استراتيجية «الصورة»،
التي اتبعتها موسكو ادهشت الجميع
وأضاعت على نفسها الفرص. لقد بقيت
موسكو تراقب انهيار الانظمة من دون ان
تفعل شيئاً يذكر يُحسن مواقعها
الاستراتيجية، فيما الغرب والولايات
المتحدة يغيران في شكل دراماتيكي
وجذري من تحالفهما مع الانظمة
المنهارة، على رغم عمق التحالف القديم.
خلال ثلاثة اسابيع على الاكثر غيرت
واشنطن موقفها بالكامل من التأييد
المطلق لنظامي زين العابدين ومبارك
إلى المطالبة بتنحيهما، فيما الدب
الروسي يراقب ببلادة وبطء حركة
مذهلين، ويراكم خسائره. ما هي
«المكاسب الاستراتيجية» التي حققتها
موسكو بعد ان استخدمت حق النقض (الفيتو)
مرة اخرى ضد الشعب السوري، وجرجرت
وراءها الصين ايضاً؟ موسكو (وبكين)
تراكمان الآن وعلى خلفية المشهد
السوري خسائر طويلة المدى في المنطقة،
وهذه المرة ليس على مستوى الانظمة وحسب
بل والشعوب ايضاً. وكيف يمكن ان نفهم
العناد الروسي المدهش وإدارة الظهر
لما يراه العالم كله من بطش وعنف من
جانب النظام السوري بشعبه في طول سورية
وعرضها؟ الفصل الاخير من أداء موسكو هو
تأكيد لنمط اعرض من المواقف الروسية في
المنطقة خلال العام الماضي، برهنت
انها تفتقد الكثير من البراغماتية
والمرونة والاستجابة السريعة. وبسبب
ذلك فقد خسرت ولا تزال تخسر. وكأن ذلك
القصور البراغماتي المشهود لم يكن
كافياً، فانتقلت تلك المواقف الآن إلى
مرحلة جديدة تتفاقم فيها الخسائر
ويمكن تسميتها ب «التشبيح السياسي» –
لأنها منسجمة مع «التشبيح الامني» و»الإجرامي»
الذي يقوم به نظام الأسد. «التشبيح
السياسي» هو تبني موقف ضجيجي يجلب
الكثير من الإثارة والخلافية والأضواء
والتغطية الإعلامية، ويُشعر الخصوم
بالأهمية، لكنه يجلب معه خسائر محققة
من ناحية استراتيجية ومصلحية، على
المدى القصير والطويل. «التشبيح
السياسي»، في طبيعة الحال، وفي نسخته
الروسية الحديثة، يفتقد الحد الادنى
من الاخلاقية والانسانية، ولا يهمه
موت البشر. تهمه «صورة روسيا العظيمة»
وهي تقف في وجه الغرب. لا يهم كيف
ولماذا وأين وحول اي قضية. المهم
العنترية ذاتها. وهذا البعد الاخير،
انعدام الاخلاقية السياسية في مقاربات
روسيا والصين للعلاقات الخارجية،
يستحق فتح قوسين موسعين. موسكو وبكين
لا تعنيهما اية اجندات لها علاقة
بالديموقراطية وحقوق الانسان
والانفتاح السياسي، او مواجهة الانظمة
الديكتاتورية والقامعة لشعوبها، سواء
في الشرق الاوسط او اية منطقة من مناطق
العالم. يتعامل البلدان مع «الانظمة
القائمة» ويرفضان فكرة «تغيير النظام»
من الخارج، من ناحية نظرية. من ناحية
عملية، روسيا غيرت انظمة بكاملها في
جمهوريات آسيا الوسطى حفاظاً على
مصالحها في الجوار الاستراتيجي،
وتدخلت في اوكرانيا، ابخازيا، روسيا
البيضاء، جورجيا، وغيرها. حلفاء روسيا
والصين في العالم قائمة من الانظمة
الديكتاتورية التي تطحن شعوبها، من
كوريا الشمالية، إلى موزامبيق، الى
اوزبكستان. المهم هنا، عربياً، ان كلا
البلدين وعلى المدى البعيد ليس لديهما
ما يقدمانه للعرب ومستقبلهم، وليس ثمة
نموذج اساني وحضاري وتعددي مغرٍ. ما
يقدمانه لا يتعدى صيغاً متنوعة من
الديكتاتورية والرطانة. لا يعني هذا
القول أن عكس ذلك موجود عند الغرب،
فتاريخ الغرب طافح هو الآخر بالجرائم
منذ عهود الاستعمار وحتى الوقت الراهن.
لكن الفرق الجوهري والمهم، والذي
يخصنا في المنطقة العربية وربما
العالم الثالث كله إزاء العلاقة مع
الغرب وسياساته، هو وجود معايير وقيم
حقوقية لها علاقة بالديموقراطية وحقوق
الانسان والحرية الفردية يمكن العودة
إليها ومحاسبة الغرب والسياسات
الغربية إزاءها. صحيح ان كثيراً من تلك
المعايير والقيم يتم دوسها في
السياسات والحروب الغربية، لكن على
الاقل تبقى هناك وتشكل مرجعية تتم
العودة إليها وكشف اية سياسة او ممارسة
زائفة او منافقة بناءً عليها. من هنا
نشأ تعبير «المعايير المزدوجة»، ذلك
ان الغرب يدعو الى قيم ويطبقها هنا،
لكنه لا يدعو إليها ولا يطبقها هناك،
لكن يُحاسَب عليها من جانب هيئات
ومنظمات مجتمع مدني معولم يتزايد
نفوذه. مع روسيا والصين ليس هناك «معايير
مزدوجة». هناك معيار واحد: تأييد
الانظمة القائمة الباطشة علناً
وباطناً، ولتذهب الشعوب وحقوقها
وحرياتها إلى الجحيم. *
محاضر واكاديمي - جامعة كامبردج ================= الأحد,
12 فبراير 2012 عبدالله
إسكندر الحياة حتى لو
لم يعلن وزراء الخارجية العرب اليوم
اعترافهم بالمجلس الوطني السوري
ممثلاً شرعياً وحيدا للشعب في سورية،
بما ينزع الاعتراف الديبلوماسي
بالنظام في دمشق، فان المجلس الوطني
بات معترفاً به، بحكم الأمر الواقع،
ممثلاً للمعارضة والمحاور الوحيد في
أي مفاوضات أو مساومة. وهذا الواقع لا
ينطبق على الاعتراف العربي فحسب،
وإنما أيضاً على المستوى الدولي، بما
في ذلك روسيا والصين على رغم
استخدامهما حق النقض ضد مشروع القرار
في مجلس الأمن. وهذا
يعني أن الأزمة السورية دخلت في مرحلة
سياسية جديدة، تتخذ منحى متزايداً من
الدور الخارجي في مجرياتها من جهة،
ومنحى متزايداً من الإفراط في القوة
الحكومية في مواجهة الحركة الاحتجاجية. ومع
القرارات التي يتخذها الوزراء العرب
اليوم، بعد إبعاد السفراء السوريين في
دول مجلس التعاون ودول عربية أخرى، ومع
تقديم المملكة العربية السعودية مشروع
قرار يتضمن الآليات التي وردت في مشروع
القرار أمام مجلس الأمن، إلى الجمعية
العامة للأمم المتحدة، حيث من المتوقع
أن يحوز على غالبية كبيرة، تنحسر
كثيراً رقعة التحرك الديبلوماسي
للنظام السوري. ولذلك نرى قوات هذا
النظام، في مسعى إلى إحداث انقلاب في
ميزان القوى على الأرض، تعتمد كل أشكال
العنف من أجل القضاء على الثورة. لقد
اعتمد النظام هذا الأسلوب منذ اندلاع
الحركة الاحتجاجية قبل نحو عام
تقريباً. لكنه كان يعول، في مرحلة
أولى، على إمكان القضاء على الاحتجاج
عبر استخدام القوة والتلويح بإصلاحات،
عله يتمكن من شق الحركة الاحتجاجية
واستعادة صورته كضابط بيد قوية للوضع
الأمني وإرهاب المحتجين. ولما
لم تنفع هذه السياسة، انتقل في مرحلة
ثانية إلى الحل الأمني المحض، وهي
المرحلة التي ترافقت مع وجود
المراقبين العرب. وهذا عنى الضرب بعرض
الحائط لكل محاولات التسوية الممكنة،
باستثناء بقاء الوضع على حاله. ولعل
الفيتو الروسي - الصيني الذي جاء
تتويجاً لهذه المرحلة هو المؤشر إلى
الانتقال إلى المرحلة الراهنة: تخلي
النظام عن كل احتمال تسوية، بغض النظر
عن شكلها ومآلها، والدفع بكل ما يتوافر
من إمكانات حربية لإنزال أقسى الخسائر
المادية والبشرية في أماكن تجمعات
المحتجين أو الأماكن التي يمكن أن
ينتقل إليها الاحتجاج. أي الدفع إلى
تعميم الحرب الداخلية إلى كل المناطق
عملياً. في
موازاة ذلك، ينتقل الوضع العربي، ومعه
الوضع الدولي، من المساعي الحميدة بين
المعارضة والنظام لإيجاد تسوية، إلى
مرحلة انقطاع الأمل بإمكان هذه
التسوية وتحميل النظام مسؤولية الفشل،
بما يعنيه من استمرار الدمار والقتل،
والى دعم المعارضة في مسعاها إلى
التغيير. أي أن النظام بات يواجه حال
عزلة خارجية، إقليمية ودولية، في
الوقت الذي تتسع دائرة التأييد والدعم
للمعارضة. وبالتأكيد،
ساهمت طريقة النظام في معالجة الأزمة
منذ اندلاعها بالوصول إلى هذه النتيجة.
إن لم يكن النظام سعى منذ البداية من
أجل الوصول إليها، خصوصاً أنه أرسى كل
حركته السياسية على روايته للأحداث
ومن ثم اتهامه للخارج بدعم الثوار.
وهذا ما عبر عنه عبر رسالته الأخيرة
إلى الأمم المتحدة. بكلام
آخر، حقق النظام غرضه بالدفع إلى مرحلة
التدخل الخارجي الذي اتخذ في السابق
شكلاً سياسياً، وسيتخذ شيئاً فشيئاً
شكل الدعم المادي. بما يضع البلاد في
الطريق الذي حذر الجميع منه وهو مرحلة
الانتقال إلى اقتتال باتت تتوافر له
مقومات الاستمرار، مع كل ما يعنيه ذلك
ليس من قتل ودمار وإنما أيضاً من نكوص
في المطالب الإصلاحية، مع اتخاذ
الاقتتال شكلاً طائفياً متزايداً،
واستقطاباً إقليمياً في الاتجاه ذاته. ================= خالد
القشطيني الشرق
الاوسط 12-2-2012 في
محاولتهما للحد من النفوذ الأميركي في
الشرق الأوسط أعطت روسيا والصين
الولايات المتحدة فرصة لم تحلم بها في
كسب صداقة كل من عادوها بيننا،
وإقناعهم بأنها القوة الوحيدة التي
يمكنهم الاعتماد عليها حتى ولو كانوا
من الإسلاميين. بالطبع لم يكن من السهل
لموسكو التخلي عن الأسد كما تخلى
الأميركان عن الشاه. فالصديق يعرف في
اليمن والضيق. علينا أن نسجل ذلك للروس.
وفوق ذلك، لهم مصالحهم في سوريا، فهم
من يبيعونها السلاح. ولكن موقفهم
المخزي في مجلس الأمن سيعرض، أو ينبغي
أن يعرض، مصالحهم للخطر في المستقبل.
لا أدري شيئا عن المحاولات العربية
الدبلوماسية في تحذير موسكو وبكين من
موقفهما هذا، وما سيكون له من أثر سيئ
في البلاد العربية. ولكن الفرصة ما
زالت سانحة. لقد ناشدت السيدة كلينتون
حلفاء سوريا الاتحاد ضد نظام الأسد
الذي أثبت الآن أنه أكثر وحشية حتى من
نظام صدام حسين ولم تشهد المنطقة
العربية مثيلا له منذ دخول هولاكو إلى
بغداد.. ما الذي قصدته كلينتون؟ علينا
أن نعطي درسا لروسيا والصين لم
يستوعبوه بعد. علينا أن نفهمهم أننا
نعيش الآن في عالم جديد أصبحت فيه
لحقوق الإنسان أيضا مصالحها. لم يعد من
السهل الاعتداء على الإنسان وحقوقه في
عيش حر كريم. ومن يفعل ذلك يتلقى عقابه
ويخسر. وهو ما اكتشفه البيض في جنوب
أفريقيا. علينا أن نرد على الروس
والصين. أدنى ما يمكن عمله تخفيض
علاقاتنا الدبلوماسية معهم وترحيل
سفرائهم وتعليق أي مفاوضات جارية معهم.
علينا الاقتداء بمبادرة العاهل
السعودي عندما أمر بإلغاء أوبريت «الجنادرية»
احتراما وتضامنا مع مشاعر السوريين.
هناك كثير من المهمات الروسية
والصينية التي يمكننا إلغاؤها. على
المنظمات الشعبية أن تفكر بشن حملة
لمقاطعة البضائع الروسية والصينية. كانت
الحرب العالمية الثانية امتحانا عسيرا
للإسلاميين واللاعنفيين. كيف تلتزم
باللاعنف وترفض حمل السلاح وهتلر يسوق
يوميا ألوف الأبرياء إلى أفران الغاز
ويطحن ملايين الشباب في حملاته
العسكرية؟ لقد بدأت انتفاضة الشعب
السوري بداية سلمية لا عنفية في إطار
الجهاد المدني غير المسلح. ولكن بشار
الأسد ما زال يبيد شعبه بالعشرات أو
المئات يوميا ولا يعنيه الأمر قط. لا بد
من تحييد سلاحه وإسكات نيرانه، كما جرى
في ليبيا. هذا موضوع يهم أرواح الناس.
لا مجال فيه للتسويف والانتظار. ولا
نريد حربا أهلية تتحول إلى حرب طائفية،
تبتلع حياة ألوف من الشباب وتدمر سائر
مدن سوريا. هذه مسؤولية تقع بصراحة على
القوة الوحيدة التي تستطيع إسكات
مدافعه.. حلف الناتو الذي تحولت
مسؤولياته الآن إلى حماية أرواح الناس
(أرواح المسلمين بالمناسبة!)، في
البلقان، وفي أفغانستان، وفي ليبيا. الدولة
الأخرى التي تلعب دورا قذرا في الموضوع
هي إيران. وهو دور قذر لأنه يكشف عن
انتهازية إسلاميتها. فالمفروض أن تؤيد
الجمهورية الإسلامية انتفاضة يقودها
إسلاميون ضد حكم علماني. ولكن العكس هو
ما جرى.. أي نعم. نفس الحكاية.. المصلحة
قبل الديانة! فنظام الأسد جسر إيران
لجنوب لبنان والبحر المتوسط. ================= طارق
الحميد الشرق
الاوسط 12-2-2012 يلتئم
اليوم في القاهرة اجتماع خليجي وزاري،
يليه اجتماع عربي، وزاري أيضا،
لمناقشة الأعمال الإجرامية للنظام
الأسدي بسوريا، وتأتي هذه الاجتماعات
بعد فشل تمرير قرار أممي ضد طاغية دمشق
في مجلس الأمن، مع استمرار القوات
الأسدية في أعمالها الإجرامية بحق
السوريين العزل. والمطلوب
من الخليجيين، والعرب، أن يتذكروا وهم
يدلفون إلى اجتماعيهم، أننا نقف اليوم
في مشهد غير مألوف عربيا، حيث نشهد
شعبا عربيا أعزل يستغيث على التلفاز،
وطوال أحد عشر شهرا، دون أن يجد له
ناصرا يحميه من نار العدوان، ويوقف آلة
القتل الإجرامية. شعب أعزل يستغيث من
دبابات النظام الأسدي التي تقصفه أمام
أنظار العالم، بلا رحمة أو هوادة. وهذا
ليس كل شيء؛ فالتقارير تشير إلى تورط «فيلق
القدس» الإيراني في نصرة طاغية دمشق ضد
الشعب السوري الأعزل، كما تشير إلى أن
قاسم سليماني نفسه، قائد «فيلق القدس»،
وجد في غرفة عمليات النظام الأسدي
بدمشق، هذا ناهيك عن عمليات إمداد
إيران لطاغية دمشق بالأسلحة والمعدات
الكفيلة بقمع الشعب السوري، والعالم
لا يزال يتفرج، رغم القتل والعنف. هذه هي
الصورة أمام الخليجيين، الذين قاموا
بخطوات مهمة، ومطلوب منهم المزيد. وهذه
هي الصورة أيضا أمام العرب، وخصوصا
المتخاذل منهم، أو المتقاعس، أو من
يحاول التواري خلف أعذار واهية،
ومخجلة، ورغم وقوع ما يزيد على ثمانية
آلاف قتيل سوري إلى الآن. صحيح أن البعض
يقول إن الأزمة السورية تجاوزت
الجامعة العربية، لكن المطلوب من
الجامعة اليوم هو اتخاذ خطوات أخرى،
حتى لو كانت متأخرة. فالمطلوب
من الجامعة اليوم اتخاذ ثلاث خطوات
رئيسية؛ الأولى طرد النظام الأسدي من
الجامعة العربية. والثانية الاعتراف
بالمجلس الوطني السوري. والخطوة
الثالثة الدعوة لإنشاء «مجموعة أصدقاء
الشعب السوري»، لتكون الداعمة
للسوريين العزل، وتضطلع بالجهد
الدبلوماسي المتعلق بكل ما له علاقة
بمجلس الأمن، على أن يكون كذلك من مهمة
ذلك التحالف - تحالف أصدقاء الشعب
السوري - اتخاذ كل ما هو كفيل بإنقاذ
الشعب السوري، ودون تحفظات. فعلى العرب
أن يتذكروا أنه عندما اندلعت حرب
إسرائيل على لبنان، وغزة، التي راح
ضحيتهما قرابة الثلاثة آلاف، واستغرقت
كل منهما قرابة الشهرين، أو أقل، فإن
العالم كله هب بوجه إسرائيل لوقف آلة
القتل والدمار، وحتى عندما لوحت
أميركا باستخدام «الفيتو» بمجلس الأمن
فإنها لم تتأخر عن وقف آلة القتل
الإسرائيلية، أما اليوم فإن آلة القتل
الأسدية مستمرة لمدة أحد عشر شهرا، بل
ها هو طاغية دمشق يعمل على إشعال النار
بلبنان، ويستعين بإيران، ولا يزال
السوريون يستغيثون بكل من له ضمير. وعليه؛
فإن على العرب أن يحكّموا ضمائرهم
اليوم، وهم يجتمعون في القاهرة،
ويقوموا باتخاذ خطوات حقيقية ضد هذا
النظام المجرم بدمشق، وذلك لا يتم إلا
بطرد النظام الأسدي من الجامعة،
والاعتراف بالمجلس الوطني، ومطالبة
المجتمع الدولي بإشهار مجموعة أصدقاء
الشعب السوري، وأي أمر أقل من ذلك يعد
خيانة بحق السوريين الذين يستغيثون في
منظر محزن، وأليم. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |