ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 14/03/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

سورية.. قتل وتضليل

2012-03-13

الوطن السعودية

تتآزر تخبطات النظام السوري في التعامل الميداني مع أزمته، مع تخبطات خطابه الإعلامي، تآزراً يظهر بأكثر من طريقة، ففي البدء ابتكر النظام مصطلحات مختلفة لوصف المحتجين، ثم بدأ في الحديث عن مجموعات إرهابية تقوم بقتل المدنيين بهدف تأجيج الأزمة، ومن ثم تدويلها، ليصل إلى توزيع الاتهامات توزيعا عشوائيا، في محاولة يائسة لإيهام العالم بأن القتل والترويع والتدمير والتعذيب صادر عن جماعات إرهابية، بينما يعلم العقلاء أن النظام هو من يمارس القتل الممنهج، حتى تحولت بعض أحياء حمص مثلا إلى خرابات، وهو ما تعجز عن فعله أي مجموعات مسلحة، مهما كان حجم الانفلات الأمني.

آخر التهويمات الإعلامية للنظام، كانت الاتهامات المجانية التي وزعها وزير الإعلام السوري عدنان محمود، أمس حين اتهم مجموعات إرهابية بارتكاب مجزرة حي كرم الزيتون في حمص، بهدف الضغط لاستدعاء مواقف دولية، قبل اجتماع لمجلس الأمن الدولي أمس، وهو في ذلك يتجاوز كل الحدود المعلومة للمنطق، عندما يتهم دولا بعينها بذلك، لمجرد أن هذه الدول آمنت بمسؤولياتها الأخلاقية، ورفضت ممارسات النظام السوري ضد الشعب الأعزل.

هذه المزاعم تتطابق مع المزاعم الروسية تطابقا كاملا، ومثلها تأكيدات إيران على "دعمها الكامل" للحكومة السورية، وتحميلها الدول الغربية والعربية مسؤولية تفاقم الأزمة السورية، مما يعني أن النظام ومؤيديه يسيرون في خط واحد.. وهي في حقيقتها مزاعم غير جديرة بالرد أو تفصيل التفنيد، ودليل ذلك أن وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل لم يزد في تعليقه على تلك المزاعم على أن قال: "أما بالنسبة لنا فموقفنا من الإرهاب لا يحتاج إلى إثبات"، وهو تعليق يحيل المتلقين إلى سجل المملكة الناصع في هذا الصدد، ويعيد إلى الأذهان سجل النظام السوري الحافل بالدعم المنظم والمعلن لعدد من الجماعات الإرهابية، فضلا عن الإسهام المباشر في بعض هذه العمليات.

محاولات التضليل الإعلامي، واستمرار القتل والتدمير، تعني الحد الأقصى من تفاقم الأزمة، وهو ما جعل مجلس الوزراء، أمس، يؤكد على أن الوضع "بلغ حدودا تحتم على الجميع التحرك بسرعة وجدية، وعلى النحو الذي يعطي للشعب السوري الأمل في إمكانية إنهاء محنته القاسية والمتفاقمة يوما بعد يوم".

=================

الثورة.. والنظام.. وحكم الزمن!

يوسف الكويليت

الرياض

13-3-2012

 نفاق دولي، عجز عربي، بطش هستيري داخلي، هذه مجموعة الصور التي نراها كل لحظة في سوريا، ولم يعد القتل بالعشرات بل بالمئات، ولا يعلم أحدكم عدد السجناء ومَنْ تعرضوا للتصفية ومَنْ يعيشون في أقبية السجون في الطريق إلى الموت، ومجلس الأمن خارج دائرة ما يجري لأن سوريا تحولت إلى ميدان تصفية حسابات مابين شرق روسي- صيني، وأمريكي - أوروبي غربي فقد أخرجت الأزمة الملفات السرية بين الطرفين إلى العلن، ومحاولة روسيا تجميل صورتها مع العرب ما هي إلا هدنة معهم تطلق يد السلطة هناك باستعمال أسلوب المجازر والإبادة..

عنان يركض بين دمشق وعواصم عربية ودولية، ومساعيه أيضاً ليست إلا تبريداً لموقف المعارضة، وطرحها على نفس المسئولية مع السلطة، وإذا كان شخصاً يملك خبرة في ادارة الأزمات فالنظام السوري لديه القدرة على المناورة، لأنه حكم لم يسمع للعرب، ولا من يهدده من جيرانه معتمداً على مد عسكري ومادي من ثلاث دول ترتبط به مصلحياً واستراتيجياً، لا يجعل أنان قادراً على خلق فرص سلام، أو قبول بإصلاحات أساسية ضمن نطاق يحمي الشعب من الإبادة المنهجية..

الحكم يملك القوة، وسيستمر بأسلوب القتل، لكنه لا يستطيع أن يعود مسيطراً على بلد تضاعف فيه عدد الضحايا وتحدى القوة بالتظاهر علناً، ودعنا نقول إن الآلة العسكرية وتشكيلها من الضباط والجنود وجميع الأسلحة تصل إلى ثلاثمائة ألف عنصر، هذا العدد لو ضاعفناه خمس مرات لا يمكنه السيطرة على مدن وقرى، وشعب ذهب إلى أقصى التضحيات، وبالتالي فعامل الزمن هو الحكم، والمرعب لبشار الأسد وحكومته..

السلطة تروج للقاعدة، والإسلاميين، والبديل عنها حرب أهلية طائفية، وأن أمن إسرائيل معرض للخطر، وكذلك لبنان والعراق والأردن، وتصف نفسها بالضمانة المطلقة بينما ظلت أحد أهم مرتكزات الطائفية التي هي أحد أسباب الانتفاضة الشعبية، ولم يكن هذا الحلم في تاريخه قادراً أن يسير مع حركة التغيير في المنطقة وخارجها، وهي بأفعالها الباطشة تستعيد نهايات القذافي الذي صار النموذج للزعيم الذي مزق جسده شعبه..

نعرف أن الدول الخارجية لا تتعامل مع كوارث الحروب والبطش بالعواطف وما تروج له من حقوق إنسان لم تمنع مجازر (التوتسي والهوتو) التي راح ضحيتها الآلاف ولم تعط أي اهتمام لما يجري في الصومال، وسوريا تدخل هذه السلسلة، أي أنها لا تؤثر على أمنها وتبقى معالجة القضية تأتي حسب ما تسمح به الظروف..

صحيح أن روسيا انتهت من انتخابات جديدة سيطر عليها بوتن، وهو شخص لديه طموح رفع مستوى بلده إلى القوى العظمى، والهاجس لم يولد اليوم، وإنما مع بدايات حكمه وقد تكون عائدات النفط الكبيرة أحد مرتكزات سياسته، بينما أمريكا على موعد مع انتخابات وسط ظروف مالية حادة، وقضايا سياسية وأمنية ساخنة مثل المناكفات مع إيران..

في هذه الأجواء ستترك سوريا لشأنها، وينصب الاهتمام على لغة الدبلوماسية المائعة، أو إرسال مندوبين، وفي أقصى الأمور اتفاق بين طرفي النزاع في مجلس الأمن على ترضيات لا تصل إلى الحسم لكنها تسوية تجعل المواقف بلا حلول..

=================

الموقف الروسي والموقف السوري.. لا فرق

نصوح المجالي

الرأي الاردنية

13-3-2012

لم يتراجع وزير الخارجية الروسي عن موقف بلاده الداعم للنظام السوري, كما أنه لم يقبل المبادرة العربية كسقف للحل في الازمة السورية, بل يسعى الى تفكيكها. ففي حديثه لمجلس الجامعة العربية أكد وزير الخارجية السوري على مبدأ السيادة وعدم التدخل العسكري, والسيادة لديه سيادة النظام على شعبه, وليس سيادة الشعب وحريته في وطنه ومنع التدخل العسكري يعني منع تسريب السلاح والرجال الى الساحة السورية من اطراف اقليمية, وعدم تدخل حلف الاطلسي في الازمة السورية على غرار ما حدث في ليبيا، وهذا يعني حماية النظام.

في حديثه طالب وزير الخارجية الروسي بانسحاب الجيش السوري من المدن السورية وكذلك انسحاب المسلحين من المدن والمناطق المأهولة, وبذلك يثبت مقولة القوى المسلحة والعصابات الخارجة على القانون التي تستهدف النظام السوري وينزع عن هذه القوى المعارضة التي تدافع عن نفسها في مواجهة آلة عسكرية تقوم بتصفية جماعية لمعارضيها وبشكل ممنهج.

ثم الى اين ستنسحب العناصر الأهلية المسلحة, اذا انسحبت خارج البلاد لا يعود هناك مشكلة واذا انسحبت الى العراء يسهل تصفيتها عسكرياً, ليس هناك محامي دفاع عن النظام السوري أفضل من الجانب الروسي.

لم تقدم روسيا تنازلات، ولم تطلب من النظام السوري تنازلات، اما آلية المراقبة المحايدة، فلن تكون افضل حالا من آلية المراقبة العربية، التي سبقتها ومع ان آثار الدمار في المدن السورية نتيجة القصف بارزة للعيان الا انه يمكن للجانب السوري ان يقنع لجنة المراقبة المحايدة ان الدمار والقتل كانا بفعل العصابات المسلحة الخارجة على القانون، فجيش النظام لا يقصف شعبه كما نسمع في وسائل الاعلام السورية رغم ان شعبه يقول العكس.

بعد ذلك يصبح لب المسألة، المساعدات الانسانية حيث تتعاون السلطات السورية في ايصال المساعدات لجميع المناطق السورية، سواء التي تضررت والتي لم تتضرر، أما الفصل الاخير في المقترحات الروسية فهو مساعدة كوفي عنان في الوصول الى حوار سياسي، لا تشارك فيه العصابات المسلحة، أي اعادة العملية السلمية تحت سيطرة النظام السوري ويصبح الحوار حول كيفية الحاق المعارضة بالنظام السوري وليس تغيير بنية النظام السوري ليكون اكثر ديمقراطية وتوافقاً مع شعبه.

لم يذكر وزير الخارجية الروسي الشعب السوري في حديثه لمجلس الجامعة العربية ولم يتطرق للمجازر التي ما زالت ترتكب في مناطق آهلة بالسكان وضد سوريين عزل، ولم يتطرق للمبادرة العربية التي عطلها الفيتو الروسي الصيني من مجلس الأمن.

هناك مبادرة صينية اخرى قبلتها الحكومة السورية قبل ان يعلن عن مضمونها، مما يؤكد ان ما يجري هجوم سياسي معاكس من الفريق السياسي الدولي المؤيد للنظام السوري، لادخال القضية السورية في دهاليز المساومات وعزل المعارضة الحقيقية في سوريا، وتحويل الازمة السورية الى ازمة مساعدات انسانية واحتواء سياسي، دون الالتفات الى الجهة التي تسببت في هذه الأزمة، والاضرار التي لحقت بالشعب السوري.

على العرب التمسك، بالمبادرة العربية كسقف لحل الازمة السورية، وان يتم الحل بضمانات من مجلس الامن والاسرة الدولية، وان يكون مضمون الحل سياسي هو الجوهر، يليه الجانب الإنساني، لأنه ذيل من ذيول الازمة، ونتيجة من نتائج تفاقمها، فالأزمة السورية مرتبطة بالبعد السياسي، وحق الشعب السوري في اصلاح نظامه السياسي بما يحقق حريته وحقه في الاعتراض على الممارسات الخاطئة التي حولت الدولة السورية الى نظام تستأثر به فئة بالحكم وتفرض نفسها وخياراتها على الشعب السوري بالقوة وبمنأى عن ارادته.

=================

ابادة جماعية ودمار شامل في سورية

د. محمد صالح المسفر

2012-03-12

القدس العربي

اجتمع وزراء خارجية الدول العربية في القاهرة في مطلع هذا الاسبوع وشاركهم في اجتماعهم وزير خارجية روسيا الاتحادية، في الوقت ذاته زار بعض العواصم العربية وفد من الصين وعقدنا الامال على تغير مواقف القوتين الاعظم في مجلس الامن الدولى الصين وروسيا تجاه الابادة الجماعية للشعب السوري التي يرتكبها الجيش وقوى الامن والشبيحة السورية الى جانب ايران وبعض الاحزاب والمنظمات القتالية في المنطقة، الى جانب السيد كوفي عنان الامين العام السابق للامم المتحدة بصفته منتدبا من الامانة العامة للمنظمة الدولية محاولا ايجاد الحلول لحقن الدماء والخروج من الكارثة التي سببها النظام السياسي القائم في دمشق .

نتيجة لتلك الجهود العربية والدولية عادت مأساة الشعب السوري الى النقطة صفر عشية قرار الحكومة السورية اللجوء الى الحلول الامنية ولو عن طريق الابادة الجماعية، لحس العرب قراراتهم السابقة المطالبة بحماية الشعب السوري من جبروت النظام الحاكم في دمشق، واصبحت المطالب وقف اطلاق النار بين الشعب المدافع عن نفسه والحكومة التي تملك كل وسائل القوة والاكراه، واعطاء السيد عنان الوقت الكافي لانجاز مهمته، وايصال المساعدات الانسانية والحوار بين الشعب والحكومة القاهرة الباغية على شعبها .

السؤال يا عرب ويا دعاة الحلول السلمية كيف يتم الحوار بين القاتل عن سبق اصرار وجثث القتلى تملأ كل شوارع المدن السورية المطالبة بالحرية والكرامة ناهيك عن الجرحى والمعاقين والمعتقلين في سجون النظام الحاكم. وسؤال اخر هل اقترح احد وزرائنا الميامين على وزير خارجية روسيا والصين تشكيل وفد مشترك للذهاب الى دمشق ليروا الصورة الحقيقية للواقع على الارض في ميادين القتال في كل انحاء سورية وسماع صوت الشعب مباشرة بدلا من ارسال مراقبين محايدين كما قيل .

كوفي عنان المندوب الاممي لم يكن متفائلا بنتائج زيارته ومقابلة للرئيس بشار الاسد مرتين. والحق ان بشار الاسد واركان اسرته في سباق مع الزمن وهو في طريقه لاخضاع المدن السورية الثائرة واحدة بعد اخرى عن طريق القوة الجبارة التي يملكها. انه من وقت الى اخر وليس باستمرار خوفا من فرض حظر جوي لحماية المدنيين يستخدم سلاح الجو لاخماد ثورة الشعب في مناطق متعددة الى جانب جميع الاسلحة الاخرى الخفيف منها والثقيل البعد المدى والقريب كالصواريخ ومدافع الهاون والمدفعية الثقيلة. انه على استعداد لابادة ثلثي الشعب السوري من اجل البقاء في الحكم ولو قاطعه العرب والمسلمون كلهم عدا ايران وبعض احزاب المنطقة وكذلك الصين والروس. هل ينتظر العرب حتى ترضى روسيا والصين وتنضم الى جهودهم لاسقاط النظام في دمشق ام يبادرون الى تفعيل مبادرتهم الاولى؟

بعض الكتاب العرب اصحاب النوايا الحسنة في النظام السياسي في دمشق يعتقدون ان هناك مؤامرة على 'دولة المقاومة والممانعة' ولا بد للتصدي لتلك المؤامرة بكل السبل. لنفترض ان هذه المقولة صحيحة الا يستطيع بشار الاسد وعائلته الحاكمة افشال تلك المؤامرة، مرة والى الابد؟ وذلك عن طريق الاستجابة لمطالب الشعب في اقامة النظام الديمقراطي الحر لكل الناس بدلا من المواجهة المسلحة؟ واعلان تشكيل حكومة انتقالية تضم اطراف المعارضة والموالاة، حل جميع اجهزة الامن التي ارتكبت جرائم ضد الشعب عبر اشهر مطالبته بالحرية واصلاح المسار السياسي، وحل مجلس الشعب الذي شكل بطريق التزكية، واصدار عفو عام شامل مضمون دوليا وعربيا عن كل المعتقلين والملاحقين، واصدار اوامر سيادية بعودة جميع القوات المسلحة الى ثكناتها قبل بدء مسيرات الاحتجاج، وامعانا في الشفافية اخراج كل من له علاقة عائلية بالرئيس من جميع اجهزة الدولة والتعامل معهم بصفتهم مواطنين لا حكاما وارثين .

ان اعتماد الرئيس بشار الاسد على روسيا والصين في حماية الحكومة السورية القائمة اليوم اقول: انها مراهنة فاشلة فالدول تتبع مصالحها واعتقد ان مصالح الدولتين الاعظم تتعاظم مع دول اخرى في الوقت ذاته لا تستطيع الدولتان روسيا والصين حماية جرائم النظام السياسي في سورية الى الابد، والتاريخ مملوء بالعبر فهل يعتبر بشار الاسد وافراد عائلته من سير الاولين واذكر منهم في التاريخ القريب حسني مبارك، وزين العابدين، ومعمر القذافي وغيرهم من أمثال شاه ايران؟

اننا ندعو كل انصار 'دولة الممانعة والمقاومة' للذهاب الى حمص وحماة ودرعا ليشهدوا بام اعينهم الخراب والدمار الذي لحق بالناس كلهم وممتلكاتهم ان سير الدبابات السورية في شوارع المدن الرئيسية والدمار الذي تلحقه بالحياة يذكرنا بسير الدبابات الاسرائيلية في غزوها للبنان والدمار الذي لحق بالمدن يذكرنا بالدمار الذي سببه الجيش الاسرائيلي في مدينة القنيطرة السورية وغزة او اشد وطأة.

اخر القول: الشعب السوري يريد الحرية والكرامة واختيار نظام حكمه وحكومته فهل يحق له ذلك؟

=================

مجزرتا حمص

رأي القدس

2012-03-12

القدس العربي

الصور التي بثتها القنوات الفضائية لضحايا مجزرتي كرم الزيتون والعدوية في منطقة حمص تقشعر لها الابدان من شدة الوحشية والدموية التي استخدمت في تنفيذهما.

ما لا يقل عن 26 طفلا و21 امرأة تعرضوا للذبح بالسكاكين من قبل مجموعات من الشبيحة دون اي رحمة او شفقة، وسط تقارير عن تعرض بعض الفتيات للاغتصاب قبل اعدامهن.

اتهام وزير الاعلام السوري السيد عدنان محمود 'مجموعات ارهابية' بارتكاب هذه المجازر وغيرها غير مقنع على الاطلاق، لانها ارتكبت في تزامن مع دخول قوات النظام الى هذين الحيين وسيطرتها على معظم احياء مدينة حمص.

قوات الامن السورية ليست معروفة بتعاطيها الانساني مع معارضي النظام حتى قبل اندلاع فعاليات الانتفاضة المطالبة بالتغيير الديمقراطي، ولذلك لا نستغرب ان تكون اكثر وحشية بعدها في ظل غياب اي رقابة مستقلة لما يجري على الارض حاليا.

لا ننكر مطلقا ان هناك جماعات مسلحة، وان هناك جيشا سوريا حرا بات يتلقى اسلحة من دول عربية واجنبية للدفاع عن المدنيين العزل، مثلما نقر بان هذه الجماعات وهذا الجيش يقوم بعمليات عسكرية ضد القوات السورية، ولكن هذا لا يعفي السلطات السورية من المسؤولية عن هذه المجازر التي تقع في مناطق باتت تحت سيطرتها، ومفتوحة على مصراعيها امام مجموعات من الشبيحة والميليشيات المعروفة بممارساتها الدموية التي تستهدف العزل والابرياء.

اننا نطالب السلطات السورية باثبات اتهاماتها للجماعات المسلحة بتنفيذ هذه المجازر من خلال السماح للجنة دولية مستقلة بزيارة المنطقة والتحقيق لمعرفة الجهة التي ارتكبت هذا العمل الوحشي في حق الابرياء.

عمليات القتل التي تستهدف ابناء الشعب السوري يجب ان تتوقف ايا كان مصدرها، في اطار تطبيق كامل للنقاط الخمس التي جرى الاتفاق عليها اثناء اللقاء بين وزراء الخارجية العرب ونظيرهم الروسي سيرجي لافروف في القاهرة يوم السبت الماضي.

الحكومة الروسية التي تساند النظام السوري مطالبة بتحمل مسؤولياتها كاملة من خلال التدخل لحماية المدنيين ايضا. حتى لا تؤدي هذه المساندة، وهذا الدعم، وهذه الحماية الدبلوماسية في الامم المتحدة، الى تشجيع النظام وقواته الامنية على ارتكاب مجازر اخرى.

الشعب السوري، وفي مناطق تشتعل فيها الاحتجاجات المناهضة للنظام خاصة، يواجه حلولا امنية دموية، ويعيش ظروفا معيشية صعبة حيث تنعدم الاحتياجات الضرورية من ماء وكهرباء وطعام ودواء وامن، وفوق كل هذا وذاك اعمال قتل انتقامية، وهذا وضع لا يجب ان يستمر تحت اي ظرف من الظروف.

اتفاق القاهرة يجب ان ينتقل الى حيز التنفيذ فورا دون ابطاء، وخاصة البند المتعلق بوقف اعمال العنف من جميع الاطراف وارسال فريق من المراقبين الدوليين، والافراج عن جميع المعتقلين، ووصول المساعدات الانسانية للاهالي في المناطق المنكوبة، وحتى يتم تطبيق هذا الاتفاق لا بد من التعاون الكامل والحاسم من قبل كل من روسيا والصين الدولتين الداعمتين للنظام السوري، وغياب هذا التعاون، او التلكؤ فيه، ستترتب عليه خسارة كبيرة لما تبقى من احترام لهما في اوساط الامتين العربية والاسلامية.

=================

سورية... والحل الأخير

الإثنين, 12 مارس 2012

جميل الذيابي

الحياة

عندما ذاع خبر انشقاق 10 ضباط كبار من الجيش السوري بينهم 4 عمداء وعقيدان ولجوئهم إلى تركيا، بالتزامن مع إعلان انشقاق مساعد وزير النفط السوري، اتصلت بصديق في المجلس الوطني السوري، وهذا الصديق الثائر مصاب بالمرارات والإحباطات من سنوات، لكنه لا يزال يجيد التواصل والتحليل والتفاؤل، ويُبدي شجاعة في مواقفه ضد نظام الأسد. يرى أن نظام الأسد سيرحل وأن نسبة كبيرة جداً من الشعب السوري أصبحت ثائرة وستحطم الأصنام قريباً. يتساءل كيف أن الأسد يصر على مخالفة حقيقة الشارع، وحجم المتظاهرين وانشقاق ضباط الجيش، على رغم أنه يعلم أن الثورة السورية ليس لها من أب إلا الشعب الباحث عن الكرامة والحرية والحقوق المفقودة. يقول إن الثورة صمدت عاماً وستصمد أكثر وأكثر، ولو قتل الشعب كله وتخلى العالم كله. يقول لا أستغرب تصريحات الأسد الأخيرة التي يؤكد فيها أن أي حوار سياسي أو عملية سياسية لن تنجح طالما هنالك مجموعات إرهابية وعصابات مسلحة تعمل على إشاعة الفوضى، متسائلاً بسخرية: أليس من يقصف الشعب بالدبابات والصواريخ، ويهدم المنازل ويقتحم المدن ويمنع عن الناس الماء والغذاء ويقطع عنهم الكهرباء هو شبيحة النظام وعصابته. ثم يتعجب كيف لا يخجل هذا النظام من بث إشاعة «المندسِّين»، حتى إنه يحاول إلى اليوم أن يصور الشعب السوري بأنه «مسلح ومندس». يبشر هذا الصديق الفاعل بأن المعلومات التي لديه تشير إلى أن نظام الأسد ورجال القصر بدا الذعر يدب في قلوبهم بعد أن شعروا باقتراب الحبل من غاربهم ووصول التظاهرات إلى حدود القصر الجمهوري.

وليل أمس، اتصلتُ بمسؤول في الأمم المتحدة سبق أن التقيته أخيراً في عاصمة خليجية، وكتبت ما دار بيني وبينه على حلقتين في مقالة بعنوان: «دردشة ليست للنشر». هذا المسؤول مشكلته أنه لا يتحدث إلا قليلاً، ويفضل عدم ذكر اسمه. استنتجت هذه المرة من حديثه أن «الحل الأخير» يلوح في الأفق، وأن الضغط العربي على روسيا، ولا سيما الخليجي بدأ يؤثر فيها ويقلقها مع تزايد الكراهية لها في الشارع العربي، مؤكداً ما ورد عن أن وزير الخارجية الروسي لافروف في لقائه الأخير بوزراء الخارجية العرب في القاهرة، أشار إلى أن بلاده تعتمد المبادرة العربية التي تنص على نقل صلاحيات الأسد إلى نائبه ضمن مهمة كوفي أنان، معتبراً هذا تقدماً عملياً ملموساً.

مطالب الشعب السوري واضحة. والمطالب العربية والدولية واضحة. وأكاذيب النظام السوري ومكابرته وجرائمه واضحة. الحل لم يعد وقف العنف والوحشية فقط، وإنما المطلب الأساس رحيل نظام الأسد ومحاسبة عصابته، حتى تنعم سورية بالهدوء والاستقرار.

الجامعة العربية حتى الآن لم ينجح فيها أحد، حتى رئيس فريق المراقبين العرب المرسل إلى سورية الفريق الدابي ما إن وصل إلى دمشق حتى أصبح يدعى ب «الشبيح»، إذ تحولت مهمته من المراقبة لمصلحة الشعب إلى المنافحة عن النظام. وهناك مواقف دول عربية، مثل العراق ولبنان والجزائر خائبة، ودول عربية أخرى مثل مصر تائهة!

يحسب للسعودية وشقيقاتها دول مجلس التعاون الخليجي صرامة خطابها منذ البداية، وشجاعة مواقفها في مواجهة موقف روسيا والصين من الأزمة السورية. في القاهرة اتهم سعود الفيصل مجدداً موسكو وبكين، بأنهما يمنحان النظام السوري رخصة القتل ضد الشعب من دون شفقة أو رحمة، من خلال مواقفهما المتراخية والمتخاذلة تجاه وحشية النظام. كما يحسب لقطر أيضاً دورها وتبنيها مقترحات قوية، مثل دعوتها إلى إرسال قوات عربية ودولية إلى سورية.

اليوم في نيويورك يعود الملف السوري بقوة إلى مجلس الأمن مع اجتماع وزراء خارجية الدول الدائمة العضوية، في جلسة مخصصة لبحث «الشرق الأوسط: تحديات وفرص»، وستكون الأزمة السورية على رأس أولوياتها. لا شك في أن الموقف الروسي طرأ عليه بعض التغير، لكن ينتظر من موسكو اتخاذ خطوات إنسانية جادة لإنهاء الأزمة الحالية، لا الاستمرار في ترخيص القتل والدفاع عن نظام مجرم سقط في عيون شعبه ولم يعد يعترف به، بعد أن اتسعت رقعة التظاهرات وتزايدت الانشقاقات جراء جرائم القتل والتعذيب.

الأوضاع في سورية بالنسبة إلى النظام بين التعقيد والتصعيد، أما الثوار فتبدو كل الحلول بالنسبة إليهم متساوية، ولم يعودوا يخشون شيئاً بعد أن شهدوا القتل، وقرروا الثأر بعد أن جمعوا أشلاء شهدائهم وأعلنوا أنهم للموت فداء.

والحقيقة أن المسألة السورية لم تعد تحتاج إلى حل معادلة رياضية معقدة. ولن تعود سورية مستقرة إلا برحيل نظام الأسد وزمرته، وهو ما يجب أن يكون عليه موقف مجلس الأمن الدولي خلال اجتماعه اليوم في نيويورك.

الأكيد أن خريطة الحل السياسي أو الحل الأخير التي تساعد الشعب السوري، يجب أن تبدأ من الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ومساندة المعارضة بالمال وتسليحها علناً في حال إفشال النظام لمهمة أنان، واستمراره في رفض اعتماد المبادرة العربية التي تنص على نقل صلاحيات الرئيس لنائبه.

=================

لتتنحَّ الدبلوماسية جانبا

أمل عبد العزيز الهزاني

الشرق الاوسط

13-3-2012

حتى يتنحى بشار الأسد، على الدبلوماسية العربية والدولية أن تتنحى أولا، ليس لأنها فشلت فشلا ذريعا في معالجة الأزمة السورية فحسب، بل لأنها وصلت إلى حد الإفلاس في خطابها الدبلوماسي. الخارجية الأميركية تقول إن بشار وقح ومجرم حرب ووحش، وساركوزي وصف ما حصل في حمص ب«الفضيحة»، وكاميرون رئيس الوزراء البريطاني نعت النظام السوري بالمجرم، أما الرئيس الأميركي أوباما فلا تزال دعوته الرقيقة للأسد بالتنحي قائمة منذ عشرة أشهر، وانتهى قبل أيام بوصف بشار بالديكتاتور. هذه المفردات هي آخر مآل العمل الدبلوماسي، ودليل على فشل كل الجهود الدبلوماسية التي لم تتوقف منذ عام، ودليل آخر على أن حل الأزمة بعيد عما يحصل من اجتماعات سرية وعلنية ومبادرات معقولة وسخيفة، وأسماء نفضت الغبار عن نفسها وخرجت لتكون حمامة سلام إلى أسد.

لا أحد يستطيع اليوم أن يلوم الجامعة العربية على خيبة عملها وسوء إدارتها للملف السوري، لأن القوى الغربية الأكثر تأثيرا في صنع القرار الدولي فشلت هي الأخرى في إحراز أي تقدم، ولم تملك سوى رمي الشتائم على النظام في وسائل الإعلام، ظنا منها أن ذلك سيطهر يدها من آثامه.

الملف السوري منذ الفيتو الروسي - الصيني في الرابع من فبراير (شباط) الماضي تحول من أزمة بين الشعب ونظام الأسد إلى أزمة بين الروس ودول الخليج العربي، والقاهرة التي فشلت في إحداث أي تأثير بين طرفين ضعيفين؛ أي الشعب السوري الأعزل، والنظام الحاكم الآيل للسقوط، تتدخل بلا حيلة في محاولة للوصول إلى تسوية بين الخليجيين والروس، القوى المؤثرة اليوم على القرار الدولي.

لقد نجحت روسيا في ثلاثة أمور حتى الآن؛ إفشال مشروع أممي يدعو الأسد للتنحي، وإطالة أمد الأزمة لمنح الجيش النظامي المزيد من الوقت للقضاء على رموز المعارضة في الداخل، ونجحت أخيرا في جرح علاقتها بدول الخليج، وخاصة السعودية، مع التذكير بأن العلاقة السعودية - الروسية نمت نموا بطيئا ولكن حثيثا خلال العقدين الماضيين، ووصلت في السنتين الأخيرتين إلى أعلى نقطة في تاريخ البلدين، ومن المؤسف حقا أن تتراجع أو تتضرر هذه العلاقة التي كانت ذات بعد استراتيجي لكليهما مهما كانت القضية محل النزاع. العلاقة السعودية - الروسية ليست فقط لمصالح اقتصادية متبادلة، بل كانت تشكل للسعودية نقطة اتزان بين الشرق والغرب، وكان لروسيا أن تجهد لتعزيز هذه الصداقة الوليدة لتتقاسم ميزاتها التي كانت دائما ما تمنح للغرب، ولكن في القضية السورية من الواضح أن الروس دفعوا ثمنا باهظا مقابل بضاعة لا تستحق. العنصر المهم منذ بداية الأزمة السورية وحتى اليوم هو عنصر الوقت، الزمن الذي يمضي هباء بلا فائدة ولا فرصة للحل، كل ما منحه الوقت هو رفع منسوب الدماء والآلام والمآسي عند شعب أعزل. المسألة لا تحتاج لوسطاء، فالذين جلسوا على طاولة القاهرة (الخليجيون والروس) قبل أيام مختلفون في زاوية رؤيتهم للوضع السوري، وقد بدا أن الهدف من هذا التجمع ليس تكرار عرض وجهات النظر لأنها باتت معروفة ومفهومة، إنما إعادة تجميع المتخاصمين في محاولة لإنقاذ العلاقة الخليجية - الروسية من الانهيار.السوريون يأملون كثيرا في الموقف الخليجي، فهو الموقف الوحيد الداعم لهم حقا مع تردد الموقف الأوروبي وتراجع التركي، وغياب الدور الأميركي الذي ظهر كوصمة عار في تاريخ دولة الحريات وحقوق الإنسان، مع سعادة لا يخفيها الأميركيون بالاختلاف السعودي - الروسي. هذا العشم من الشعب السوري يدركه الخليجيون، الذين يرددون الدعوة إلى تسليح «الجيش السوري الحر» ويبدون استعدادهم لذلك.

إن التأخر في تسليح المعارضة في الداخل والمراهنة على الوقت لحل الأزمة سيزيد الوضع الداخلي السوري تعقيدا، ويؤخر الحسم وإسدال الستار، ولكن من أهم سلبيات التأخير التي تظهر أمام هذا الواقع هو تقطيع أوصال العلاقات بين الدول الصديقة. فإن كل ساعة تمر في وضع معلق تزيد الشرخ الحاصل بين الأصدقاء، قد ينتهون إلى قطيعة، ويعطي كل واحد منهم ظهره للآخر، وسيكون هذا الملف مثل الوشم، كلما حاولوا نسيان خصومتهم سيذكرهم بها.

* كاتبة سعودية

=================

قاتل الأطفال

طارق الحميد

الشرق الاوسط

13-3-2012

مجزرة كرم الزيتون الجديدة بحمص محزنة، ومخزية، مجزرة قام بها النظام الأسدي بحق الأطفال والنساء السوريين أمام أعين المجتمع الدولي، العاجز والصامت. مجزرة تؤكد أن التقاعس الدولي ستكون كلفته عالية جدا في سوريا، والمنطقة ككل، ولن يكون المجتمع الدولي بمعزل عنها.

فتفاصيل المجزرة الأخيرة مخزية بكل معنى الكلمة، حيث تظهر رغبة النظام الأسدي في الانتقام من السوريين والتنكيل بهم بشكل بربري، وهمجي، حيث الاغتصاب، والتمثيل بالجثث، وقتل الأطفال بأبشع أنواع القتل. وبالطبع لا شيء يبرر الجرائم، لكن المجزرة الأخيرة تظهر جليا انعطاف الأحداث بسوريا إلى منعطف طائفي خطير من قبل النظام الأسدي، فطبيعة القتل ليست قتال معارك، بل هي عمليات تدل على حقد، ورغبة عارمة في القتل والتشفي، وبشكل بشع، حيث لا حرمة لأطفال، أو نساء.

كل ما سبق من شأنه أن يؤجج المشاعر ليس بسوريا وحدها، وإنما بالمنطقة برمتها، فالنظام الأسدي يقوم بأعمال وحشية بحق السوريين الذين لا يملكون أي وسيلة للدفاع عن أنفسهم، فالمواجهة ليست متكافئة، فنحن أمام نظام يستخدم كل ما لديه من أسلحة للفتك بالمدنيين العزل، وأمام أعين المجتمع الدولي، بل إن المجزرة وقعت بعد تصريحات السيد كوفي أنان عن تفاؤله بإنجاز أمر ما في سوريا، بعد لقائه الأسد. وهنا ربما على السيد أنان، ومن هم متفائلون مثله بالتوصل إلى حل دبلوماسي في سوريا، أن يقرأوا ما نشرته «الشرق الأوسط» أمس نقلا عن وزير الخارجية التركي الذي يقول بأنه قد زار دمشق، منذ توليه منصب مستشار رئيس الوزراء التركي، اثنتين وستين مرة، وبالطبع لم يفِ بشار الأسد بأي عهد قطعه، أو قطعه نظامه، للأتراك، فما الذي ينتظره أنان، أو غيره من نظام لم يلتزم قط بوعد قطعه، ومنذ عشرة أعوام، أو أكثر؟

فالنظام الأسدي قرر أن يبقى بالحكم ولو بقتل السوريين، واليوم تأخذ الأمور بسوريا منحى طائفيا خطيرا، وإذا لم يتدخل المجتمع الدولي تدخلا فاعلا يغير قواعد العملية كلها بسوريا، فإن الثمن يكبر يوما بعد الآخر، وسيدفعه الجميع، وليس السوريون وحدهم، أو المنطقة، فالنظام الأسدي يراهن على البعد الطائفي، بل ويتصرف وفق ذلك، وها هي إيران تعلن، ثاني يوم مجزرة الأطفال والنساء بحمص، وبلا حياء، دعم طهران الكامل لبشار الأسد ونظامه، فما الذي ينتظره المجتمع الدولي؟ القصة ليست قصة مجلس الأمن، فحماية المدنيين جزء من واجب المجتمع الدولي، وهذا أمر يمكن أن يتم خارج مجلس الأمن، طالما باتت مهمة هذا المجلس هي حماية قاتل الأطفال بدمشق.

ولذا فلا بد من التدخل العسكري الآن، ولا بد من تحرك تحالف الراغبين دوليا لإنقاذ السوريين، فكل يوم يمر دون موقف دولي حاسم يعني أن الأزمة السورية ستطول، وستكون تبعاتها كارثية على كل المنطقة. وعلى المجتمع الدولي، والمؤثرين فيه أن يتذكروا أن ما يحدث بسوريا لا يدين الأسد وحده، بل إنه يدين كل من هو قادر على فعل شيء ولم يتحرك للآن من أجل إنقاذ المدنيين العزل.

=================

مصارحة حول مأساة بابا عمرو

غسان الإمام

الشرق الاوسط

13-2-2012

في الاستراتيجية، الحروب النظامية تدور بين جيوش شبه متكافئة، في القوة البشرية. العتاد. التموين. ثم تلعب عبقرية القيادة في التكتيك. أي في اختيار الموقع. ثم في المناورة، الدور الأكبر في حسم المعركة أو الحرب.

في الحرب غير المتكافئة، يلجأ الجانب الأضعف، وغالبا هو الجانب الأخف والأسرع في الحركة، إلى استراتيجية «الكر والفر». وخز الإبر. المفاجأة. الالتفاف. الضرب هنا. وهناك. باختصار، يلجأ إلى «حرب الاستنزاف».

لم تنقلب حروب التحرير في القرن العشرين، حروبا نظامية، إلا عندما استنزف الأضعف الأقوى. فبات قادرا على مواجهته وجها لوجه، وإلحاق الهزيمة به. نزل فيدل كاسترو من الجبال. زحف إلى هافانا عندما شعر أنه بات قويا. وكفؤا للجيش النظامي. وهكذا فعل الفيتناميون بالفرنسيين. ثم بالأميركيين. وها هي طالبان لا تتموقع في مدينة. أو إقليم. تظل شبحا أعيا مائة ألف جندي أميركي، وقدر ضعف عددهم من قوات حليفة ونظامية.

في خط صحراوي شاقولي يمتد من وسط سوريا إلى دمشق جنوبا، استنزف خالد بن الوليد جيش الإمبراطورية البيزنطية، بقواته الخفيفة والقليلة. وعندما أوهى الاستنزاف معنويات القوى النظامية، انقض خالد على دمشق. ففتحها عنوة ومواجهة. في التاريخ، كانت الأسوار، بقلاعها وحصونها، خط الدفاع عن المدن. الحروب الحديثة شقاء مروع وموت مليوني للمدنيين. فقد تقدمت لتدور داخل المدن. حسم ستالين الحرب مع ألمانيا في موسكو. جاع المدنيون المحاصرون. ثم ماتوا تحت أنقاض القصف الهائل المتبادل.

كنت في بيروت خلال سني الحرب الأهلية الثلاث الأولى. بيروت بعماراتها الشاهقة. وزواريبها الضيقة. المتعرجة، مدينة مثالية للدفاع. لا للهجوم. باستثناء عبقرية تسلل «القوات اللبنانية» عبر أنفاق المجاري، إلى فندق «هوليداي إن» الضخم، في المنطقة الإسلامية، بقيت الحرب أشبه ب«دق» في لعبة «الطاولة»: شيش. بيش. قنبلة هاون من هنا. وقنبلة من هناك.

وحتى شارون، لم يتمكن من دخول بيروت الغربية بقواته (1982)، إلا تسللا من بيروت الشرقية. فاستقبله عرفات، مختفيا في أنفاق أرض يستحيل اقتحامها. ولم ينقذ شارون من حرب الاستنزاف سوى الوساطة الأميركية التي أقنعت عرفات بالانتقال من تحت الأرض إلى تونس. لكن بعدما قتل عشرون ألف إنسان فلسطيني. لبناني. سوري. من كل ما قدمت وعرضت، أضع القارئ، ولا سيما الأشقاء الخليجيين، أمام حقيقة مؤلمة من حقائق مجزرة بابا عمرو. نعم، كانت هناك بطولة في صمود المقاتلين ثلاثة أسابيع في الحي. لكن كانت هناك أخطاء في الاستراتيجية والتكتيك.

المدن السورية غير بيروت. المباني أقل ارتفاعا. الشوارع الحديثة أوسع. السكان أقل كثافة. وبالتالي، فهي لا تصلح مناطق «محررة»، لانعدام التكافؤ بين قوات النظام، وقوى الانتفاضة المسلحة، في العدد. العتاد. التموين.

ليس معروفا، بعد، من هو المسؤول عن الكارثة. هل هي قيادة الجيش الوطني الحر؟ أم الإخوان المسلمون؟ أم وجود انتحاريين، قيل إنهم مرتبطون ب«القاعدة»؟! الجيش الوطني الحر ليس جيشا نظاميا، بعد، لكن الضباط الأبطال المنشقين عن الجيش النظامي يقاتلون وفق العقيدة القتالية للجيوش النظامية، أي الدخول غالبا، في مواجهة خاسرة وجها لوجه ضد قوات الأسد النظامية، كتلك المواجهة في حمص. بدلا من الاعتماد والتركيز أكثر على تكتيك الكر والفر، لاستنزاف القوات النظامية، وحفز مزيد من عشرات ألوف المجندين على الانشقاق.

لا أحمل العقيد رياض الأسعد المرابط في تركيا كل المسؤولية. فليس كل من يقاتل باسم الجيش الوطني الحر ينضوي تحت لوائه، أو يأتمر بإمرته. لكنه يبدو أنه يرتكب، في محافظة إدلب المجاورة لتركيا، الخطأ الذي ارتكب في بابا عمرو. فقواته تتموقع في مدن وقرى صغيرة نسبيا، بدلا من الانتشار على مستوى أوسع في المحافظات السورية. وها هي قوات النظام تتقدم بسرعة لمحاصرتها في مواقعها الثابتة، ولارتكاب المجازر التي ترتكبها في حمص، بعدما حسمت لصالحها معركة حي بابا عمرو.

بل أذهب إلى الاعتقاد بأن ظهور المسلحين إلى جانب تظاهرات المحتجين المدنيين السلميين، بحجة «حمايتهم»، هو أيضا خطأ استراتيجي وتكتيكي كبير. فالمسلحون عمليا يضعون عشرات ألوف المدنيين رهائن محاصرين بينهم وبين قوات النظام التي تقصفهم وتنكل بهم، بالزعم أنهم مسلحون.

والدليل على الخطأ أن المسلحين اضطروا إلى الانسحاب من بابا عمرو أمام تقدم القوات الخاصة (نخبة القوات النظامية)، تاركين ما تبقى من مدنيين (أربعة آلاف ساكن) فر بعضهم بعد انسحاب المسلحين. واحتجز شباب ورجال أسر مدنية لم يشاركوا في القتال. وتم إعدامهم بلا تحقيق. وبلا رحمة.

لم يتم بعد فرز تحليلي نوعي لمسلحي بابا عمرو. لكن لا شك أن مقاتلي الإخوان المسلمين شاركوا في المعركة. هم أيضا يرتكبون اليوم الخطأ الاستراتيجي الفادح الذي ارتكبه آباؤهم، قبل ثلاثين سنة بالضبط في حماه. فقد تخلوا آنذاك عن حرب الأشباح، ليتجمعوا في المدينة/ الضحية. فكان سهلا على قوات «سرايا الدفاع» و«القوات الخاصة» اقتحام المدينة. وهدمها فوق الإخوان وعشرات ألوف المدنيين. وتم قتل وإعدام كل ناج من الموت تحت الأنقاض.

قوى المعارضة السياسية، في الداخل والخارج صامتة عما حدث. ربما غيرة. وحماية. وخوفا على الانتفاضة التي تحولت فعلا إلى ثورة. أو ربما لا تعرف. أو تعرف. لكنها تخشى الفصائل المسلحة. وبالتالي، فهي ليست قادرة على تقديم تحقيق أو تحليل للتخطيط والتطبيق، وصولا إلى تأكيد أو نفي ما أقول. مع قبولي سلفا بنتائج تحليل موضوعي وميداني.

كسوري، كنت بحكم مهنتي كصحافي شاهدا على تاريخ أعترف بأني لم أشارك في صنعه. لكن أعرف خفاياه وملابساته. لست سياسيا. لكن غياب السياسة. وحرية الصحافة. والقانون، حال دون المصارحة والمكاشفة. المصارحة قبل الحوار هي التي تقدم صورة قريبة للحقيقة والواقع. وعليها يمكن الاستنتاج وإصدار حكم صحيح. بلا مجاملة. بلا تلفيق. لا تكفي إدانة نظام لم يعد يقاتل كدولة لها قانون. وشرف. وأخلاق. ونبل. فهو يقاتل كعيلة. وطائفة. وهو يعرف أن ما يفعله جرده من شرعيته أمام العرب والعالم. وبات محكوما عليه بالسقوط عاجلا. أو آجلا. في المقابل، وعلى المستوى ذاته، لا بد أيضا من المصارحة والمكاشفة، مع الساسة الجدد الهواة. ومع الفصائل المسلحة التي تتصدى ببطولة وشجاعة للنظام، إذا كان السوريون حقا راغبين في تجنب الأخطاء، ولو في ذروة المعركة. وإذا كانوا حقا جديرين بحرية حقيقية. وديمقراطية جديدة.

القيادتان السياسيتان السعودية والقطرية تتمتعان في سوريا بثقة وشعبية كبيرتين. وهما تساهمان، لأول مرة في التاريخ الخليجي، في تدخل مباشر. مرغوب. ومشروع، في قضية قومية، لإنقاذ مجتمع شقيق.

من هنا، أضع أمامهما ما قلت. وما كتبت، في غياب قيادة سياسية سورية محترفة وواعية. فالسعودية وقطر مؤهلتان لتفادي الخطأ باكرا. ولتقييم وتقويم العمل الميداني للقوى السياسية والمسلحة. إذا كان ما قلت صحيحا، فقد أديت واجبي كصحافي وكعربي. وإذا كنت قد بالغت، فما يغفر لي أني اجتهدت. وحذّرت سلفا.

=================

تحركوا أيها الجاهزون.. سوريا تغرق!

مشاري الذايدي

الشرق الاوسط

13-3-2012

لست أدري في أي عالم يعيش كوفي أنان، مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، بعد تصريحاته الأخيرة من دمشق!

الرجل يبدو تائها. تخيل.. إنه قال هذا الكلام أثناء قيام شبيحة الأسد بمجزرة بشعة ووقحة في حمص مؤخرا ذهب ضحيتها تحديدا هذه المرة الأطفال والنساء، في مشهد علني فاجر وغير مبال بالإعلام العالمي.

أنان يقول إنه «متفائل بعد جولة ثانية من المحادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد يوم الأحد». لكنه اعترف بأنه «سيكون من الصعب التوصل إلى اتفاق لوقف إراقة الدماء». وأضاف للصحافيين في دمشق «سيكون الأمر شاقا. سيكون صعبا لكن علينا التحلي بالأمل». وتابع مستشهدا برغبة عامة لإحلال السلام في سوريا «أشعر بتفاؤل لعدة أسباب».

لست أدري من أين يجلب أنان هذا التفاؤل، ولست أدري أيضا من أين يستقي الأمين العام للأمم المتحدة استبشاره بمهمة أنان في سوريا!

الواقع الذي يهرب منه الجميع، باستثناء السعودية وأغلب دول الخليج، هو أنه يحدث في سوريا ثورة لطرد النظام الشرير، وليس مجرد «خلاف» في وجهات النظر، أو مطالب إصلاحية محدودة.

الروس يقولون بالمساواة بين الضحية والجلاد في سوريا، بل ويميلون لصالح الجلاد، وهذا كلام وقح أخلاقيا، وكاذب ومزور للواقع. المؤسف أن تجاري الجامعة العربية مؤخرا هذه المساواة في اجتماع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مع الوزراء العرب في القاهرة، وتسويق نبيل العربي، تلميذ محمد حسنين هيكل، لهذه الاتفاقية المهينة بين الروس والعرب حول الكارثة السورية!

لا مساواة بين شبيحة الأسد الذين يغتصبون النساء، ويقتلون الأطفال بالضرب على رؤوسهم في حمص وحماه.. فهذه المساواة بحد ذاتها جريمة أخرى.

هناك من يقول إن ما جرى في القاهرة بين الروس والعرب يعتبر اختراقا للموقف الروسي الصلب في مساندة نظام الأسد، باعتبار أن القرارات العربية والأممية هي المنطلق في حل الأزمة السورية، وهي قرارات تقضي في نهاية الأمر برحيل النظام أو بشار الأسد وزبانيته تحديدا، على غرار النموذج اليمني، لكن في تقديري أن هذا قد يعتبر تفاؤلا مسرفا، الروس يقاتلون الغرب على جثث السوريين، بالنسبة لهم سوريا هي مسرح حرب وصراع مع الغرب حتى لو كان ذلك على دماء وأشلاء السوريين، هي معركة نفوذ وصراع مصلحي وأمني وليست قضية إنسانية أو أخلاقية.

قيل إن الموقف الروسي هو موقف خاضع للمزايدات الانتخابية الرئاسية، وإنه إذا فاز بوتين فستهدأ لغة التصعيد المعتادة على إثارة النعرة القومية الروسية ومقارعة الغرب، طبقا للخطاب القومي الروسي لبوتين، لكن سارع الروس أنفسهم إلى إعادة التأكيد على الموقف «العميق» تجاه الأزمة السورية، والذي لم يخرج عن مبادئ الموقف الأول، وجوهر الموقف الروسي هو إسعاف النظام الأسدي للصمود، وتسويق النظرية الخاصة للنظام في دمشق، حول وجود حرب متساوية بين النظام والشعب الثائر، أو «الجماعات» المسلحة حسب ثرثرة الإعلام الأسدي.

الحق أن الانهماك في الحصول على موقف روسي متناغم مع الموقف العربي، الخليجي منه تحديدا، من أجل إنقاذ السوريين من جرائم الأسد، هو سعي وراء السراب.

فلسفة الخطاب السياسي الروسي، ومثله الصيني، لا تولي كبير اهتمام للجانب الإنساني والأخلاقي، هي ترى المشهد بشكل جيوسياسي بحت، وترى في المشهد السوري مجرد معركة من معارك الحرب الباردة، ولا يلامون في هذا، فلا تطلب من الغريب أن يشاطرك الألم!

أعتقد أن «إهمال» الروس والصينيين هو الحل الأمثل، لا أقول معاداتهم، بل السعي لحل الأزمة من دون وضع اعتبار للروس وأتباعهم في بكين.

قد يرى البعض أن هذه الفكرة مبالغ فيها لكن الواقع يقول إن ثمة ثلاث دول لو قررت التضافر، بصدق، والتنسيق بعمق مع بعضها لتم ترحيل النظام الشرير في سوريا، في مدة أوجز وبثمن أقل.

السعودية وتركيا والأردن، في الإقليم المحيط بسوريا، هي الدول القادرة على تعديل كفة الميزان وتأديب شبيحة الأسد.

الحل ليس معجزة ولا معجزا، فقط توفير عمق سياسي ودولي للمعارضة السورية، من خلال الاعتراف الصريح بالمجلس الوطني، ثم توفير أرض لمنطلق المقاومة في الأردن وتركيا، وتطويق عصابات الأسد من الشمال والجنوب، من باب الهوى وجسر الشغور شمالا، إلى درعا جنوبا.

تسليح الجيش الحر وكل المقاتلين ضد عصابات الأسد، تسليحا بسيطا، من خلال توفير مضادات الدروع وصواريخ محمولة على الكتف للتصدي للطائرات العمودية.. وهو تسليح ليس معقدا ولا مكلفا.

فقط توفير الدعم السياسي الصريح والسلاح الذي يعوق «عربدة» دبابات الأسد وطائراته، هو الحل. فستتعادل الكفة حينها، ويزداد التقافز من سفينة النظام الدموي.

ليس المطلوب الحصول على «إجماع» دولي وإقليمي لمناصرة الشعب السوري، هذا لم يحصل من قبل ولن يحصل من بعد.

في غزو صدام للكويت لم يحصل إجماع دولي لطرد جيش صدام من الكويت، ومن يراجع السجالات والخلافات حينها سيدرك ذلك، وحينما فتك الصرب بالمسلمين في البوسنة، لم يحصل إجماع دولي على مناصرة البوسنيين، بل الروس أنفسهم كانوا من أنصار بلغراد ضد المسلمين، ولو تمت المحاولات حينها لإقناع الروس بتعديل موقفهم لكنا ما زلنا في عمق الأزمة البلقانية، ولاستمرت الدماء تنزف والمجازر تتوالى في ربوع البوسنة والهرسك.

الذين يخشون من نشوب الحرب الأهلية في سوريا إن تم تسليح المعارضة، أو وصول المتطرفين السنة، مثل الرئيس الأميركي باراك أوباما أو وزير الخارجية المصري وغيرهما، هم في الحقيقة يعطون رخصة قتل لبشار الأسد، وضوءا أخضر لمواصلة الحملات العسكرية وقتل الأطفال والنساء كما جرى مؤخرا في حمص.

يجب عليهم إدراك ذلك، لأن نظام الأسد لن يرحل ببعثة الدابي أو بعثة الدابي الثاني، كوفي أنان، كما وصفه بحق الزميل إياد أبو شقرا في هذه الجريدة.

على العكس، فإن التأخير الدولي في ضربات جوية محكمة - كما دعا السيناتور الأميركي جون ماكين - سيزيد من تطرف الثورة السورية، لأنها ستقرر الرد بعنف وحدة على مجازر النظام، وأخذ حقها بيدها من هذا النظام، الذي يكرس هو نفسه التمييز الطائفي وإثارة أحقاد الأقليات.

السوريون لن يتوقفوا عن الاحتجاج، مهما طال الوقت، ولكن سيكسب الصوت الأكثر تطرفا تجاه خذلان العالم لمآسي الشعب السوري.

بدأت المعارضة سلمية في سوريا، ولكن بسبب مرور سنة من التآمر والمماطلة الدولية والبعثات المتتالية، وتفاهة حلول الجامعة العربية، نشأ الجيش الحر ودخل البعد العسكري في المسألة.

وإذا استمر هذا النهج المتخاذل والاستهانة بفاجعة الشعب السوري، فلا لوم حينها إن تحولت المعارضة إلى التصعيد العسكري والأمني، بل وربما الخطاب السياسي المتطرف الذي قد يتجاوز حدود القطر السوري.

باختصار، لا يظن طرف ما في العالم أو الإقليم، أن الزمن كفيل بإجهاض الثورة السورية، لا، ستزداد صلفا وحدة بسبب الخذلان نفسه والحلول الهزيلة.

استعدوا لفصل آخر من فصول كتاب الدم والدموع والغرق في سوريا، وربما ستكون البعثات والحلول السياسية بعد بضعة أشهر مجرد ثرثرة سياسية تجاوزها الواقع.

بقي الآن «شيء» من المبادرة بيد دول الإقليم والعالم، لكن قد تفلت الخيوط كلها قريبا ونبكي على اللبن المسكوب حينها.

صفوة القول.. دعونا من الروس والصينيين، ودعونا من تردد أوباما وتآمر بعض العرب، وليتحرك الجاهزون والمقتنعون بالثورة السورية: السعودية وقطر والكويت والإمارات والأردن وتركيا، أو حتى من هو فقط جاهز للعمل من هؤلاء!

الإجماع ضرب من المحال، فليتحرك الجاهز فقط.

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ