ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ما بعد إغلاق السفارات
الخليجية في دمشق 2012-03-17 الوطن السعودية مع دخول الثورة السورية عامها الثاني، لا
تزال أعمال القتل والعنف والقصف
مستمرة بذات الوتيرة، وهو ما يبرر فعلا
عنوان جمعة الأمس التي أطلق عليها
السوريون "جمعة التدخل العسكري"
في إشارة واضحة لمستوى الأزمة
الداخلية التي وصلت لها سورية،
فالنظام السوري أحرق كل مراكبه
السياسية في نظر الشعب، وبروز عنوان
التدخل هو أبلغ دليل على أنه لم يعد من
الممكن بعد مرور عام على انتفاضة الشعب
السوري وثورته أن يستمر الوضع كما هو
عليه. إن الحقيقة الجلية هي أن هذه
الثورة التي بدأت منذ عام ببعض
المظاهرات الأسبوعية أيام الجمعة
تحولت لمظاهرات يومية في كل أنحاء
سورية، وأن آلة القتل التي بدأت ببعض
الأشخاص أسبوعيا أصبحت سمة يومية
للحياة في سورية، هذه الحقيقة غنية عن
أي تأويل. الوضع في سورية يتطور بشكل لافت وإعلان
دول الخليج مجتمعة إغلاق سفاراتها في
دمشق بشكل نهائي هو رسالة واضحة بأن
دول الخليج فقدت تماما ثقتها بأن
الخطوات التي تتخذ الآن لإيجاد حل
سياسي سوف تثمر عن شيء، فرغم الدعم
الدولي لجهود المبعوث الخاص لسورية
كوفي عنان والترقب الدولي لتقريره إلا
أن المؤشرات الأولية الصادرة تشير إلى
أن عنان سوف يمضي إلى طريق مسدود، ورغم
ذلك سيظل العالم واقفا خلف جهوده إلى
آخر الطريق، ولكن السؤال الملح هو:
ماذا بعد في حالة فشلها؟ مجلس التعاون الخليجي بإغلاق سفاراته
أرسل رسالة واضحة للنظام السوري أن
علاقته انتهت تماما ولم يعد أمام الأسد
ونظامه سوى الرحيل، وتركيا من جهتها
بدأت بالتلميح جديا بإقامة منطقة
عازلة داخل سورية، حيث تزداد التوقعات
بارتفاع أعداد اللاجئين السوريين في
ظل العنف الكبير الذي تشهده مناطق
سورية، فتركيا بدأت فعلا بإنشاء مزيد
من المخيمات على حدودها، وهذه كلها
مؤشرات يجب أن تسترعي انتباه العالم
وبالأخص النظم التي لا تزال داعمة
للأسد وعلى رأسها روسيا. الحل اليوم لا يكمن سوى في التنفيذ الكامل
والفوري للخطة العربية وعلى رأسها
تنحي الرئيس ونظامه، وإلا فإن الخيار
العسكري سيصبح واقعا وفي وقت قريب،
فالضمير العالمي لن يقبل أن يستمر
النظام السوري على نهجه في آلة القتل
ضد شعبه، فهذا النظام السوري الذي
يتغنى بالعروبة والمقاومة أصبح اليوم
يصدر لاجئين من أبناء شعبه للدول
المجاورة. ================= رأي الراية 17-3-2012 الراية لقد وضح جليًّا أن النظام السوري لا يزال
يتمسّك بالحل الأمني للأزمة وأنه غير
مبالٍ بالدعوات الإقليمية والدولية
لوقف المجازر التي يرتكبها ضدّ شعبه
الأعزل وأن التقرير الذي قدّمه
المبعوث الدولي والعربي كوفي عنان
لمجلس الأمن أمس قد كشف عن هذه الحقيقة
خاصة بعد اعتراف عنان بأن الردّ السوري
لمقترحاته تجاه الخروج من هذا النفق
المظلم جاء مخيّبًا للآمال ولذلك فليس
أمام المجتمع الدولي أمام هذا الطريق
المسدود إلا التحرّك العاجل بالتدخّل
مهما كانت العواقب لإنقاذ الشعب
السوري من الإبادة والمحرقة. فليس من المعقول أن يصمت المجتمع الدولي
على جرائم النظام بعد هذا التقرير الذي
أكّد عدم تعاونه خاصة أن كل القرائن
تُؤكّد أنه لا يملك النيّة لحلّ الأزمة
سلميًّا ولا يرغب في أي حوار مع
المعارضة السورية وأنه يرغب فقط في
الحل العسكري حتى ولو أدّى ذلك لإبادة
الشعب السوري بأكمله لأن رئيس النظام
شخصيًّا يعتبر أن المسألة بالنسبة له
قضية حياة أو موت وأنه لن يستجيب
لمطالب الشعب وبالتالي فإن المجتمع
الدولي خاصة الدول العربية يجب أن
يُدركوا هذه الحقيقة ويعملوا وفقًا
لمقتضياتها من أجل إنقاذ هذا الشعب. إن تقرير عنان يجب أن تتبعه خطوات عربية
ودولية جادّة لردع النظام السوري
وحماية الشعب من الإبادة فالقضية أكبر
من سحب السفراء وإغلاق السفارات
فالمطلوب تحرّك عربي جماعي بعد قرار
مجلس التعاون الخليجي إغلاق سفارات
دوله بدمشق من أجل توحيد المواقف ومنع
النظام السوري من الاستفادة من تباعد
المواقف العربية حاليًا وكسب المزيد
من الوقت لتنفيذ جرائمه. فالمطلب الأول والأبرز عربيًّا ودوليًّا
حاليًا هو تشكيل موقف موحّد عاجل كما
دعا لذلك كوفي عنان من أجل وقف جرائم
الإبادة التي ظلّ يرتكبها النظام
يوميًّا بحق شعبه وأن ذلك لن يتحقّق
إلا بإيجاد خريطة طريق جديدة عربية
ودولية واضحة لردع النظام عبر تزويد
المعارضة بالسلاح والعتاد والعمل
الجاد لتوحيد صفوف المعارضة السورية
وإقامة مناطق عازلة لحماية النازحين
واللاجئين . إن دعوة عنان لمجلس الأمن بالتحرّك
العاجل بموقف موحّد يجب ألا تذهب أدراج
الرياح لأن القضية لا تتحمّل التسويف
والمماطلة خاصة أن عنان قد كشف أن
النظام غير متعاون وأن ردّه على
المقترحات التي حملها جاء مخيّبًا
للآمال، فالقضية أصبحت واضحة أمام
المجتمع الدولي، إمّا القيام بواجبه
في حماية الشعب السوري وإمّا التفرّج
عليه وهو يُواجه مصيره المحتوم. ================= عامر أرناؤوط 17-3-2012 عكاظ توقع العالم عندما كلف كوفي عنان بمهمة
دولية عربية تخص الواقع السوري أن ينجح
هذا الدبلوماسي الهادئ في إحداث
اختراق ما في جدار الأزمة السورية.التفاؤل
الذي يلفه الحذر من تاريخ النظام
السوري المراهن دوما على الزمن، وعلى
التحايل وفن الجدل والتراجع عن
الاتفاقات دفع بكوفي أن ينصح بشار
بتغيير في اتجاه أشرعته «لأن العاصفة
قوية» وقد أخذت النظام إلى حيث ما لا
يريد. أشرعة الأسد المفترضة لا يمكنها أن تكون
خشبة خلاص نظامه المتداعي أصلا فلا هو
بحق ربان السفينة، ولا أشرعته في مأمن
من التمزق إن لم تكن قد تمزقت بالفعل. نصيحة عنان تصلح أن تكون خارطة طريق
للأزمة السورية عندما كانت أزمة أطفال
عذبوا وأهالٍ ذلوا على لسان عاطف نجيب
أحد رموز النظام الأمني السوري. لكن إنهاء الثورة لعامها الأول وبذلها
لما يقرب من عشرة آلاف شهيد وعشرات
آلاف المعتقلين إضافة إلى الآلاف من
الشهداء الأحياء المصابين تجعل من
نصيحة عنان نصيحة من لا يعلم لمن لا
يملك. الواجب على عنان أن يعطي بشار طوق نجاة
ليكون مستعدا في لحظة الحقيقة الشعبية
الثورية فعبثا المحاولات المتتالية
للإصلاح فقد فات أوانها. التركيز يجب أن ينصب على حماية الشعب،
وليس حماية النظام ولا رئيسه
الدكتاتور، وأن تستغل اللحظة
التاريخية الداعمة لمهمة هذا المبعوث
في الضغط على النظام السوري كي يتوقف
عن تدمير بلده، ودفعه باتجاه حرب
طائفية إلغائية. المجموعة العربية مدعوة إلى وقف الرهان
على هذه المبادرة وفي الحدود الدنيا
العمل معها دون التوقف عن واجبات تأمين
حماية الشعب السوري، وحفظ كيان بلده،
وأن المراهنين على الحلول السلمية
يفترضون أنهم يتعاملون مع نظام صاغ
برنامجه على أساس عقيدة اجتماعية
إنسانية. نظام الأسد نظام وحشي لا إنساني قدم نفسه
تاريخيا على أنه ضمانة من يريد .. لقهر
ما يريد.. وما شهادة الحق الأخيرة
للنائب وليد جنبلاط إلا تأكيد متكرر
لوحشية ومادية هذا النظام وكذبه
الأبدي. كوفي عنان... قل خيرا أو اصمت. ================= مجتمعاً ودولة.. متحدون
مع السوريين مهنا الحبيل السبت 17/03/2012 المدينة مشهدٌ لا يطيقه بشر..لا يتصوره إنسان..
خارج سياق التاريخ ويتصدر كل
الإحصائيات العالمية لفظاعة المذابح
ووحشية جرائم الاغتصاب التي جرت بعد
الحرب العالمية الثانية وقد تجاوزت
مذبحة سربنيتسا بأرقام المراقبين , فقط
جرائم رواندا المروعة تكررت هنا في
سوريا تحت عنوان حي كرم الزيتون وباقي
أحياء حمص وهاهي تترى , هي فظائع لا
تفضح النظام الإرهابي وحليفه الإيراني
وفروعه الطائفية في لبنان والعراق
وحسب , بل كل تلك الوجوه من مثقفي
الخيانة العرب المتواطئين على أهل
سوريا حدباً على النظام الممانع!! الذي
يدعم بقاؤه العدو الصهيوني ويستفيد من
نماذجه لينقل بعضاً منها إلى غزة
مقتدياً بحليفه حارس حدود الجولان
المحتل. ولسنا هنا نُعيد ونزيد لأجل إقامة دورة
منائح جديدة لشعبنا العظيم المصابر في
سوريا المحتلة لكنّها لحظة تذكير كبرى
وتاريخية بضرورة التقدم نحو محور
الإنقاذ لأجل هذا الشعب في أقدس معركة
لأرض الشام لحرية رباط بيت المقدس
وبوابته الكبرى وهي دمشق , وقرار الجيش
الحر بالتحول إلى حرب العصابات بصورة
شاملة إنما يهدف لتحقيق أكبر قدر من
الخسائر في صفوف المحتل الإرهابي في
كتائب الأسد ومحاولة تجنيب أكبر قدر
ممكن من الضرر للمدنيين بعد الخذلان
المنظم من المعسكر الدولي , وانقل هنا
تصريحاً مهماً وتاريخياً للمفكر
اليساري الأمريكي نعومي شومسكي وهو ما
ذكرناه على صفحات المدينة في مقالات
سابقة نثبت به تواطؤ الأمريكيين مع
قرار اسرئيل دعم بقاء النظام - يقول
شومسكي : (( لقد كان الفيتو الروسي الصيني إنقاذاً
لواشنطن التي كانت تعارض بقوة قيام
سورية ديمقراطية – فكفاها الروس هذه
المهمة )) وهذا التصريح من المفكر
الكبير رد قوي على رهط الشبيحة من
مثقفي المهجر والداخل العربي من بعض
القوميين واليساريين الذين طعنوا في
الثورة واصطفوا مع حليفهم حدباً على
رمز العلمانية الاستئصالية وحليف
الطائفية الإيرانية , وكالوا طعنات
الغدر لشعبنا السوري . إن المدار الآن قد وصل إلى عنق الزجاجة
الأخير واختصر الأمير سعود الفيصل
توصيف المشهد والمخرج حين ذكر بان
النظام لن يخضع مادام الشعب أعزل وهو
يقتله ويذبحه برخصة دولية وأول
ضروريات الإنقاذ تسليح الضحية لإنقاذ
أهله وأطفاله قبل أي مفاوضات وهاهو
كوفي عنان يفشل بعد مناورات د. نبيل
العربي التي خدمت النظام , والتي تُقدم
الدليل تلو الدليل على استثمار النظام
لكل المبادرات السياسية للمزيد من
الذبح والقتل والاغتصاب , وقد تعزز
الأمر حتى درجة اليقين بان انتصار هذا
النظام وشريكه الإيراني كارثة على
العرب ومنطقة الخليج العربي وبالتالي
اُتخذ قرار إعلان مناصرة الشعب السوري
الذبيح . ولا يزال الشعب العربي في المملكة متحداً
مع موقف الدولة المعلن مندمجاً معه
ينتظر بكل تلهف تحقيق برنامج النصرة
التنفيذي الذي تحدث عنه الأمير , وهذه
الوحدة الوطنية الجامعة تشجع الدولة
وتعضد التحرك المطلوب حين يصطف الشعب
معها بقوة في مشروع تحرير سوريا , إن
المدخل الذي حدده الأمير هو ما ينتظره
العرب من المملكة وليس الشعب السعودي
فقط وهو تحقيق الدعم العسكري
واللوجستي للجيش الحر وتسليمه السلاح ,
خاصة بعد إعلان الجيش الحر والمجلس
الوطني عن الاتفاق لقيام الاتحاد
التنفيذي والبرنامج الموحد لتلقي
الدعم وتنظيمه , وموقف المملكة المشكور
تتوجه الأنظار إليه في هذه الساعة
ليتوجه إلى الحدود التركية أيضاً
للمزيد من التنسيق مع أنقرة لتوسيع
منطقة الاحتواء للاجئين بعد سلسلة
المذابح وزحف الشعب المدني إلى الحدود
لإنقاذ أرواح الأطفال والنساء
والعجائز , إنها لحظة الموقف التاريخي
التي ننتظرها وندعمها ونساندها متحدين
مع الدولة فلنعلنها تنفيذياً وفعلاً
على الأرض قبل القول..لبيك سوريا . ================= الشرق القطرية التاريخ: 17 مارس 2012 في أول تقرير له منذ تكليفه مبعوثاً
مشتركاً للأمم المتحدة والجامعة
العربية لسوريا، أبلغ كوفي عنان أعضاء
مجلس الأمن بأنه تلقى ردوداً مخيبة
للآمال من النظام الحاكم في دمشق على
مقترحاته المكونة من ست نقاط لحل
الأزمة السورية التي باتت تهدد الأمن
والسلم الدوليين. وبدا واضحاً من افادات كوفي عنان، ان
عمليات الخداع والمراوغة التي يمارسها
نظام الرئيس بشار الأسد إزاء كل
المبادرات المطروحة اقليميا ودوليا
واستمراره في اعمال القمع واسعة
النطاق ضد المدنيين بما يرقى الى حد
ارتكاب جرائم ضد الانسانية، تتم في ظل
الانقسام الذي يشهده مجلس الامن
الدولي بعد فشله مرتين بسبب الفيتو
الروسي الصيني المزدوج في استصدار
قرار بشأن الاوضاع في سوريا. حيث يستغل
نظام البعث الدموي هذا "الفيتو"
كغطاء لمواصلة عملياته القمعية التي
تهدف لسحق الثورة الشعبية بدباباته
وآلته العسكرية الثقيلة. لقد وجه المبعوث المشترك للجامعة العربية
والامم المتحدة كوفي عنان دعوة واضحة
الى اعضاء مجلس الامن، مفادها ان اهم
العوامل التي قد تساعد على انجاح مهمته
هي اتفاق أعضاء مجلس الأمن على توحيد
موقفهم حيال نظام الرئيس بشار الأسد،
حيث شدد بعبارات واضحة على اهمية ان
يكون موقف المجلس قويا وموحدا، وانه
كلما زادت قوة رسالة المجتمع الدولي في
دعم جهوده ، كانت فرص الحل أفضل، مذكرا
بان الضغط الموحد من قبل مجلس الامن
الدولي على سوريا نجح في السابق ودفع
دمشق الى سحب قواتها من لبنان. ان هذا التقرير الاولي الذي قدمه كوفي
عنان امس يضع الدول الاعضاء في مجلس
الامن امام مسؤولياتها، بعد ان ثبت ان
ما حدث من انقسام شجع النظام على تفعيل
آلة القتل والقمع التي لم ترحم البشر
والحجر في حمص وادلب وريف دمشق وحلب
وغيرها من المدن الثائرة منذ اكثر من
عام وأدى الى سقوط أكثر من تسعة آلاف
قتيل ولجوء ونزوح عشرات الآلاف من
السكان الذين أجبرتهم آلة النظام
العسكرية على الفرار. ================= سوريا...وموقف "البنتاجون
الفاتر" تاريخ النشر: السبت 17 مارس 2012 ماكس بوت زميل في "مجلس العلاقات
الخارجية" الأميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة "واشنطن
بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس" الاتحاد من السهل معرفة الأوقات التي تكون فيها
"البنتاجون" معارضة للتدخل
العسكري، حينها نسمع بتسريبات تتحدث
عن صعوبة مثل هذا التحرك والأخطار
المترتبة عنه، فقد سمعنا كلاماً
مشابهاً في التسعينيات تتعلق بالبوسنة
وكوسوفو، وسمعناه أيضاً في السنة
الماضي بشأن ليبيا، وها نحن نسمعه
اليوم عن سوريا. فتقارير الأخبار تنقل تصريحات لمسؤولين
مجهولي الهوية في وزارة الدفاع تقول إن
سوريا تملك أنظمة دفاعية متطورة،
ولديها جيش كبير قوامه 330 ألف رجل يصعب
هزيمتهم في أرض المعركة، كما يضيفون
أيضاً أننا لا نعرف بما فيه الكافية
الكثير عن المعارضة لبدء تسليحها،
فضلاً عن تشرذمها وعدم خضوعها لقيادة
موحدة، ثم ينتقل هؤلاء المسؤولون
للحديث عن مخاطر التدخل في سوريا،
واحتمال إطلاق حرب أهلية وجر الولايات
المتحدة إلى حرب بالوكالة مع إيران
وربما مع روسيا. وأخيراً يقولون إن التدخل يفتقد لحد الآن
إلى إجماع دولي وتأييد واسع من القوى
العالمية الفاعلة، كل ذلك، حسب نفس
المسؤولين، يُفترض به أن يحول دون
القيام بسلسلة من الخطوات التي تدخل في
إطار التدخل العسكري ومنها تسليح
المعارضة السورية على الأرض، وفرض
مناطق لحظر الطيران، وشن ضربات جوية
على أهداف عسكرية تابعة للنظام، إضافة
إلى الحديث عن إقامة ممرات إنسانية،
حيث يمكن للسوريين الهاربين من جحيم
العنف وويلات القتل والتنكيل اللجوء
إليها احتماء من نظام لم يتردد حتى
الآن في قتل عشرة آلاف مدني على الأقل. وإذا كان من المفهوم والمنطقي أن يبدي
القادة العسكريون تحفظهم إزاء إرسال
جنودهم إلى الخطر، وبما أن التحذيرات
المغلوطة السابقة للقادة العسكريين لا
تعني أنهم على خطأ في جميع الأحيان
والحالات، إلا أنه في الحالة السورية
يتعين التفكير جدياً في التدخل. فحتى إذا كان من الضروري التفكير ملياً في
الحالة السورية وعدم التسرع، فضلاً عن
حساب جميع الاحتمالات، إلا أن ذلك عليه
ألا يدفعنا إلى رفض نهائي للتدخل
العسكري في سوريا فقط لأن "البنتاجون"
تثير السيناريوهات الأكثر رعباً. ولنبدأ أولًا بالأنظمة الدفاعية
الموجودة لدى النظام السوري التي
يتحدث عنها القادة العسكريون، فبالنظر
إلى السهولة واليسر الذين اخترقت بهما
الطائرات الإسرائيلية تلك الأنظمة في
1982 خلال الحرب اللبنانية، ومرة أخرى في
2007 عند قصف المفاعل النووي في الصحراء
السورية، فمن غير المرجح أن تشكل تلك
الدفاعات عائقاً كبيراً أو تحدياً
جسيماً أمام أكبر قوة جوية في العام
وأكثرها تطوراً. فسلاح الجو الأميركي
لم يواجه أية مشاكل تذكر في القضاء على
دفاعات صدام حسين مرتين، تلك الدفاعات
التي على غرار نظيرتها السورية كانت من
صنع روسي، لكن ماذا عن الجيش الجرار
الذي يبلغ قوامه 330 ألف رجل؟ الحقيقة أن أغلب أفراد الجيش ليسوا
مدربين تدريباً جيداً، كما أن معظمهم
من المجندين السُنة غير المتحمسين
كثيراً للدفاع عن نظام يهيمن عليه "العلويون"،
ولا يمكن للنظام سوى الاعتماد فعلاً
على 30 ألف من الجنود العلويين، وهو ما
يفسر لجوء النظام إلى نفس الوحدات لشن
حملاته على مناطق المعارضة واحدة تلو
الأخرى، أما احتمال إشعال حرب
بالوكالة في المنطقة مع إيران وروسيا،
فيجب أن نعرف بأن إيران كانت تشن
حروباً ضدنا سواء بالوكالة، أو مباشرة
منذ احتجازها للرهائن الأميركيين داخل
السفارة الأميركية في 1979، لذا لو
استطعنا إطاحة أصدقاء إيران في دمشق،
فإن الأمر لن يعدو هجوماً مضاداً نظير
كل الاعتداءات الإيرانية السابقة على
الولايات المتحدة. أما روسيا فهي بالفعل تملك قاعدة بحرية في
سوريا، لكن على الأرجح لن تقترب
الولايات المتحدة من تلك القاعدة ولا
من المنشآت الروسية الأخرى. وفي غياب أي استهداف لتلك المنشآت، من
الصعب تخيل كيف يمكن لنزاع أن ينشب مع
روسيا بسبب دمشق، فالأمر هنا لا يتعلق
بأزمة الصواريخ الكوبية، كما أن روسيا
لن تذهب إلى الحرب للدفاع عن نظام
الأسد، فماذا عن انقسام المعارضة
السورية؟ الواقع أنه لا يمكن إخفاء هذه
المشكلة، لكن يمكن التخفيف منها
بتقديم الدعم والتدريب، ويمكن
للولايات المتحدة أيضاً استخدام
نفوذها لدعم العناصر المعتدلة في
المعارضة وقطع الطريق على تلك
الراديكالية، التي تتلقى أموالًا من
جهات أخرى. وحول المخاوف التي تثار بشأن الحرب
الأهلية في حال تسليح المعارضة يجب أن
نعي بأن سوريا تشهد حالياً حرباً
أهلية، وهي مرشحة للتصاعد أكثر إذا ظل
الوضع على ما هو عليه، وكلما ضغطنا
أكثر لإنهاء حكم الأسد أسهم ذلك في وقف
الحرب، وأعطى الولايات المتحدة حيزاً
أكبر لممارسة نفوذها مع النظام
الجديد، لكن في المقابل إذا اتخذنا
موقف المتفرج ستتحقق السيناريوهات
السيئة مثل وقوع الأسلحة الكيماوية
للنظام في أيدي الجماعات المتطرفة مثل
"القاعدة وغيرها، أو تحول سوريا
نفسها في ظل استمرار الفوضى والعنف إلى
ملاذ آمن للجماعات المتشددة بسبب فشل
الأسد في السيطرة على أرضي بلاده. وفي حال استمرار المعارضة الروسية
والصينية للتدخل بعد استخدامهما لحق
النقض سابقاً حينها يمكن لواشنطن حشد
تحالف الراغبين على غرار ما قام به
كلينتون في كوسوفو. وإن كان ذلك لن يحصل إلا إذا قرر أوباما
بأن الوقت قد حان للتدخل وبعدم السماح
لموقف "البنتاجون" المتحفظ بشل
إدارته. ================= أيتها الممانعة كم
ارتكبت باسمك من جرائم!! د. أكرم سكرية المستقبل 17-3-2012 باسم الممانعة يقتل الشعب السوري كما قتل
الشعب الفلسطيني. انتهت حرب تشرين عام 1973 على فراق بين
الرئيسين المصري والسوري. الرئيس
المصري جنح للصلح والرئيس السوري
التزم مبدأ فصل القوات على جبهة
الجولان عام 1974 الذي ما يزال ساري
المفعول حتى اليوم. أما الساحة المتاحة
للمواجهة العسكرية بين سوريا وإسرائيل
فكانت الساحة اللبنانية حصراً. وبفعل قراءته التاريخية المعلنة، اعتمد
الرئيس السوري استراتيجية تقوم على
مبدأين: أولاً: أن فلسطين هي الجزء الجنوبي لسوريا
وبالتالي فلا توقيع لأي صلح مع العدو،
وذلك تحت عنوان "الحل العادل
والشامل"، وهو موقف عقائدي مبدئي. ثانياً: الاستعاضة عن خروج مصر من
المواجهة مع العدو الإسرائيلي
بالإمساك بأوراق الجبهة الشرقية:
لبنان، فلسطين، العراق والأردن. وبناء عليه: حضّر بشكل جيد
دخول الجيش السوري الى لبنان عام 1976
للإمساك بالورقة اللبنانية والورقة
الفلسطينية معاً. وقع ميثاق العمل
القومي مع الرئيس العراقي عام 1979 ثم
عمل على القيام بانقلاب عسكري من قبل
بعض الضباط في الجيش العراقي على
الرئيس صدّام حسين. فشلت محاولة
الانقلاب وسقط ميثاق العمل القومي
وذرّ الصراع المستحكم بقرنه بين
الطرفين. وبعد دخول الجيش السوري الى لبنان برز
تناقض رئيسي بين استراتيجية الرئيس
حافظ الأسد بعدم توقيع أي صلح مع العدو
واستراتيجية أبو عمار التي تقول
بالعودة بالصراع الى بعده الفلسطيني
الإسرائيلي على قاعدة القرار الوطني
الفلسطيني المستقل وهو موقف براغماتي
واقعي. وبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران
عام 1979 تكرّس الصراع العربي العربي بين
خطين: أولاً: خط الممانعة الذي تمثله القيادة
السورية والمدعوم من إيران. ثانياً: خط التضامن العربي على قاعدة دعم
استقلالية القرار الوطني الفلسطيني
وهو ما عرف خطأ بخط الاعتدال العربي،
لأن التطرّف الوحيد في المنطقة هو
الاستراتيجية الصهيونية. أما في الجانب الإسرائيلي فكان الانقسام
أيضاً بين خطين: أولاً: خط اليمين الإسرائيلي الذي يرفض
إعطاء الشعب الفلسطيني أية دولة
مستقلة ويطرح حلاً بقيام كونفدرالية
أردنية/فلسطينية لن يكون فيها وجود
لهوية فلسطينية أو علم فلسطين الذي
يمثله نتنياهو الآن. ثانياً: خط حزب العمل الإسرائيلي الذي يقر
بمبدأ الدولة الفلسطينية المستقلة
والذي مثله أيهودا باراك في المفاوضات
الفلسطينية الإسرائيلية برعاية
الرئيس الأميركي بيل كلينتون، حيث
وافق باراك ورفض أبو عمار دولة
فلسطينية على مساحة 97% من أراضي الضفة
الغربية حسب ما ورد في كتاب وزيرة
الخارجية الأميركية آنذاك مادلين
أولبرايت. الاستنتاج: تلاقٍ غير مباشر بين
استراتيجية خط الممانعة العربي الذي
يرفض أي شكل من أشكال الصلح مع العدو
الصهيوني وبالتالي فإنه يرفض مبدأ
استقلالية القرار الوطني الفلسطيني
وخط اليمين الإسرائيلي الذي يرفض
الاعتراف بهوية الشعب الفلسطيني. وعليه كان ما كان: دخول الجيش السوري الى لبنان عام 1976
والمواجهة العسكرية مع المقاومة
الفلسطينية من أجل مصادرة القرار
الوطني الفلسطيني. الحرب على المخيمات من قبل حركة أمل،
بقرار سوري. العدوان الإسرائيلي المتكرر ضد المقاومة
الفلسطينية في لبنان. الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982
وإخراج منظمة التحرير الفلسطينية من
بيروت. الاجتياح السوري لطرابلس وإخراج أبو عمار
منها بهدف مصادرة القرار الفلسطيني. الفعل، هو ضرب وتدمير بنية منظمة التحرير
الفلسطينية من قبل العدو الإسرائيلي
من أجل إلغاء هوية الشعب الفلسطيني ومن
قبل الجيش السوري من أجل مصادرة القرار
الفلسطيني. الفعل هو نفسه، تدمير منظمة التحرير
الفلسطينية وإن اختلف التبرير بين عدو
وأخٍ شقيق. المنطق هو نفسه والمشهد هو نفسه مع الشعب
السوري اليوم. فباسم الممانعة يقتل
الشعب السوري من قبل "الأخ الشقيق
نفسه" لا من قبل عدو محتل والهدف
مصادرة القرار الوطني السوري المستقل
ومنعه من بناء ديموقراطيته. إن التحول الديموقراطي في العالم العربي،
بما فيه سوريا هو الرد العملي الحاسم
على مقولة نتنياهو "إن الشعب العربي
غير ديموقراطي". وهو المقدمة
الضرورية للدولة الفلسطينية. وهذا ما
تسعى القيادة الإسرائيلية الى منعه
بالمراهنة على "ممانعة" النظام
السوري وصموده في وجه هذا التحوّل
الديموقراطي العربيّ. ================= الوقائع المخيفة التي
تبقي نظام الأسد في السلطة روبرت فيسك () المستقبل 17-3-2012 بغضّ النظر عن المزاعم التي يطلقها
المنظرون خلف المكاتب ونفاق القادة
الغربيين، هذه هي حقيقة ما يحصل في
سوريا في دليل "بايديكير" (نسبة إلى الناشر
الألماني الشهير فيرلاغ كارل بايديكير
الرائد في طبع ونشر كتيبات السياحة
والسفر) الذي يعود إلى العام 1912، خصصت
صفحة ونصف منه للحديث عن مدينة حمص.
وجاء فيه بحروف صغيرة "في السعل إلى
الجنوب الشرقي، تصل إلى قرية بابا عمرو.
من الجيد زيارة البازار (السوق الشعبي)
تحت القناطر- حيث تجد أجمل أنواع
الحرير. إلى الشمال من حمص، وعلى
مستديرة، توجد ثكنة مدفعية...". وأزيل
البازار منذ زمن طويل في حين أن الثكنة
انتقلت بوضوح من أيدي العثمانيين إلى
الفرنسيين ومن ثم إلى البعثيين. وخلال
الأيام أل 27 الأخيرة، كانت هذه الثكنة
تلقي جحيم حممها على ما كانت في الماضي
قرية بابا عمرو. وبعدما كانت مدينة رومانية، حيث ارتكب
الصليبيون أول أعمالهم الوحشية أكلوا
لحوم أعدائهم المسلمين- احتل صلاح
الدين حمص في العام 1174. وفي المرحلة
الأولى لحكم الانتداب الفرنسي بعد
الحرب العالمية الأولى، أصبحت حمص
مركزاً للتمرد، ثم بعد استقلال سوريا،
تحولت إلى نواة المقاومة البعثية
للحكومات السورية الأولى. وفي مطلع
العالم 1964، دارت معارك في حمص بين
السنة والعلويين الشيعة. وبعد عام، بدأ
قائد الجيش في حمص المقدم البعثي الشاب
مصطفى طلاس اعتقال رفاقه الحزبيين
المؤيدين للنظام. هل أصبح تاريخ
المدينة أكثر وضوحاً الآن؟ وكونه أحد الأثرياء السنة الجدد الذين
يدعمون النظام العلوي، أصبح طلاس
وزيراً للدفاع في حكومة (الرئيس السوري
الراحل) حافظ الأسد البعثية. وخلال
مرحلة الانتداب التي بدأت في العام 1919،
أنشأ الفرنسيون وحدة من "القوات
الخاصة" أعطي فيها البعثيون مراكز
مهمة؛ وأهم مراكز قوتهم كانت
الأكاديمية العسكرية في حمص. وأحد أشهر
طلاب الأكاديمية خلال مرحلة حكم حافظ
الأسد كان ابنه (الرئيس السوري الحالي)
بشار الذي تخرج منها في العام 1994. وتخرج
معه خاله عدنان مخلوف الذي يعتبر اليوم
أحد العناصر الأكثر فساداً في نظام
الأسد. بعدها أصبح بشار طبيباً في مستشفى "تشرين"
العسكري في دمشق (حيث يخضع اليوم معظم
آلاف الضحايا من الجيش للتشريح قبل
دفنهم). بشار لم ينس حمص وزوجته السنية
البريطانية المولد ابنة إحدى عائلات
هذه المدينة. وإحدى أقرب مساعداته (المستشارة
الإعلامية والسياسية) بثينة شعبان من
حمص أيضاً. والمدينة كانت منذ العام
الماضي مكاناً خطيراً بالنسبة إليها
إلى درجة أنها لم تتمكن من زيارة قبر
والدتها في الذكرى السنوية لوفاتها.
ولحمص مكانة خاصة في قلوب جميع
السوريين السنة والعلويين على السواء.
فهل كان مفاجئاً أن تكون حمص على درب
جلجلة الانتفاضة ضد النظام؟ أم أن
السلطات السورية قررت أن إعادة
السيطرة على المدينة سيكسر ظهر
الثورة؟ إلى الشمال من المدينة، وقبل
ثلاثين عاماً، أوقع حافظ الأسد أكثر من
10 آلاف "شهيد" في حماه؛ في الأسبوع
الماضي، تحولت حمص إلى حماه مصغّرة،
كما كان ينبئ بذلك ماضيها الاستشهادي. إذن لماذا تفاجأنا إلى هذا الحد عندما فر
"الجيش السوري الحر" من المدينة؟
هل كنا نتوقع حقاً أن يغلق نظام الأسد
بضعة محال والهروب من المدينة فقط لأن
بضع مئات من الرجال مزودين ببنادق
كلاشنيكوف أرادوا تقليد انتفاضة مصغرة
عن انتفاضة وارسو (نسبة إلى انتفاضة
المقاومة البولونية في الحرب العالمية
الثانية) في حمص؟ هل كنا نعتقد حقاً أن
مقتل النساء والأطفال والصحافيين-
سيمنع أولئك الذين لا يزالون يزعمون
حمل مشعل القومية العربية من سحق
المدينة؟. بالنسبة للمروجين في واشنطن، وللمتوهمين
في مجلس العلاقات الخارجية ومؤسسة
راند (مركز الأبحاث الشهير في العاصمة
الأميركية) وكل باقي المراكز
والمؤسسات الأميركية الأخرى التي
تروّد لافتتاحيات صحيفة نيويورك
تايمز، فإن حمص أصبحت بنغازي الجديدة،
خط بداية الانطلاق نحو دمشق. لقد كان الحلم الأميركي القديم نفسه: إذا
كان النظام البوليسي وحشياً، لئيماً
وفاسداً- وليس علينا أن نتوهم خلاف ذلك
بالنسبة للنظام البعثي وشخصياته- فإن
معارضي النظام وبغض النظر عن ضعف
تسليحهم، سوف يفوزون، لأنهم الأشخاص
الجيدون. وتعود الكليشيهات القديمة
إلى الواجهة: البعثيون هم النازيون،
وبشار ألعوبة بيد عائلته؛ زوجته أسما
نموذج معين من (عشيقة الزعيم النازي
الراحل أدولف هتلر) أيفا براون أو (زوجة
الملك الفرنسي لويس السادس عشر) ماري
أنطوانيت، أو (الشخصية النسائية في
مسرحية وليم شيكسبير) اللايدي ماكبث.
وعلى كل هذا الهراء، بنى الغرب وبعض
العرب آمالهم. وكلما استشاط ساركوزي، كاميرون وكلينتون
غضباً ضد الفظائع السورية، زاد
تصميمهم على رفض أي تدخل عسكري لمساعدة
الثوار. هناك شروط يجب تلبيتها. على
المعارضة السورية أن تتوحد قبل أن
تتوقع أي مساعدة. عليهم التحدث بصوت
واحد- كما لو أن معارضي القذافي فعلوا
أي شيء قبل أن يقرر الناتو قصف مراكزه
للإطاحة به. نفاق ساركوزي كان واضحاً
جداً بالنسبة للسوريين. لشدة حرصه على
تعزيز حظوظه في الانتخابات الرئاسية
الفرنسية المقبلة، أوفد ساركوزي مئات
الديبلوماسيين و"الخبراء" بهدف
"إنقاذ" الصحافية الفرنسية أديث
بوفييه، معيقاً كل محاولات الجمعيات
والمنظمات غير الحكومية لتحريرها.
وقبل أشهر قليلة كان هذا الرجل يدين
صحافيتين فرنسيتين قال عنهما إنهما
متهورتان- أمضتا أشهراً عديدة
محتجزتين لدى الطالبان في أفغانستان. الانتخابات الفرنسية، الانتخابات
الروسية، الانتخابات الإيرانية،
الاستفتاءات السورية وبالطبع
الانتخابات الأميركية: من المدهش كيف
يمكن لكثير من "الديموقراطية" أن
تعرقل السياسات العاقلة في الشرق
الأوسط. يدعم (رئيس الوزراء الروسي
الفائز بالانتخابات الرئاسية
فلاديمير) بوتين زعيماً عربياً (الأسد)
قال إنه قام بما بوسعه من أجل "حماية
شعبي، لذا ليس هناك ما يلومونني عليه...
لا تشعر أنك ستلام عندما لا تقتل شعبك".
أفترض أن هذا العذر الذي استعمله بوتين
بعدما ذبح جيشه سكان الشيشان. وفي هذا
المجال، لا أتذكر أن رئيس الوزراء
البريطاني قال الشيء نفسه عن
الكاثوليك الأيرلنديين في يوم الأحد
الدموي في العام 1972- لكن ربما كاثوليك
أيرلندا الشمالية لم يكونوا يعدون في
حينها من "شعب" بريطانيا؟ لست هنا أقارن الأمور ببعضها. (العاصمة
الشيشانية) غروزني تملك من القواسم مع
بابا عمرو أكثر بكثير من (ثاني أكبر مدن
أيرلندا الشمالية) ديري. لكن هناك عادة
أليمة بإدانة كل من يحاول الحديث عن
الواقع. أولئك الذين زعموا أن الجيش
الجمهوري الأيرلندي سوف يتحول إلى
السياسة ويشق طريقه إلى الحكومة في
ايرلندا الشمالية- وكنت من بينهم-
كانوا يتعرضون بشكل مستمر إلى التنديد
على أنهم "متواطئون مع الإرهابيين".
وعندما قلت في مدينة اسطنبول التركية
قبل عيد الميلاد الماضي إن نظام الأسد
لن يسقط بالسرعة نفسها لباقي الأنظمة
الديكتاتورية العربية التي انهارت وإن
المدنيين المسيحيين والعلويين
يتعرضون للقتل بدأ شاب سوري بالصياح في
وجهي ويسأل "كم تدفع لي شرطة الأسد
السرية"؟ هذا غير صحيح لكن يمكن فهمه.
الشاب السوري جاء من درعا وكان تعرض
للتعذيب على يد المخابرات السورية. الحقيقة هي أن السوريين احتلوا لبنان
لحوالي ثلاثين عاماً، وبعد مضي وقت
طويل على خروجهم في العام 2005، لا زلنا
نجد مخالبهم السياسية متجذرة عميقاً
في تراب بيروت الأحمر. لا تزال اجهزتهم
الاستخبارية تعمل بشكل كامل وقدرتهم
على القتل لم ترتدع، وحلفاؤهم
اللبنانيون في البرلمان. وإذا تمكن
البعثيون من خنق لبنان "أخوياً"
لفترة طويلة، فما الذي يجعل أي شخص
يعتقد أنهم سيتخلون عن سوريا نفسها
بسهولة؟ وطالما أن الأسد قادر على
الاحتفاظ بدمشق وحلب، فهو قادر على
البقاء. وفي النهاية، تمسك الرئيس السابق للشرطة
السرية الأفغانية السادية (محمد أحمد
زاي) نجيب الله بزعامة أفغانستان
لسنوات طويلة عندما كان بمقدوره فقط
الانتقال بين كابول وقندهار. ويمكن
القول إنه مع جميع أحصنة (الرئيس
الأميركي باراك) أوباما وجميع رجاله
إلى جانبه، فإن الوضع الآن هو نفسه
بالنسبة (للرئيس الأفغاني) حميد قرضاي،
وهو ما يمكنه أن يفعله اليوم. لكن هذه
ليست مقارنة لكي تثني واشنطن، باريس،
لندن، الدوحة أو الرياض، أوحتى
اسطنبول، على نفسها. إذن ماذا عن بشار الأسد؟ هناك من يعتقد
أنه لا يزال يريد حقاً أن يذكره
التاريخ أنه الرجل الذي أعطى سوريا
حريتها. أمر غير منطقي بالطبع. المشكلة
هي أنه حتى لو كان ذلك صحيحاً، فهناك
الذين يشكل أي تغيير سياسي جذري
تهديداً على سلطتهم وعلى حياتهم.
سيقاتل جنرالات الشرطة السرية (المخابرات)
والنواب البعثيون حتى الموت دفاعاً عن
الأسد، وهم أوفياء للرجل حتى لو أنهم
غير معجبين به- ويعرفون أن الإطاحة به
تعني موتهم. أما إذا ألمح الأسد إلى
نيته "الإطاحة" بنفسه إذا أصبح
الاستفتاء والدستور الجديد وجميع
التغييرات "الديموقراطية" التي
يتحدث عنها واقعاً- فهؤلاء الرجال
الشريرون سيشعرون في الوقت نفسه
بالخوف والغضب. ولماذا في مثل هذه
الحالة، عليهم أن يظلوا أوفياء؟ كلا، بشار الأسد ليس ألعوبة. إنه يأخذ
قراراته بنفسه. لكن والده، حافظ، جاء
إلى السلطة في العام 1970 من خلال "ثورة
تصحيحية"؛ "التصحيحات" يمكن
إحداثها مرة جديدة: باسم البعثية، باسم
القومية العربية، باسم سحق العدو
القاعدة- الصهيونية- الإسلاميين-
والإرهاب وباسم التاريخ. ترجمة: صلاح تقي الدين ()عن "الاندبندانت" ================= نظام الأسد إذ يلوِّح
بخطر البديل الإسلامي (السني)!! ياسر الزعاترة الدستور 17-3-2012 لن يترك النظام السوري أية وسيلة يمكنه من
خلالها استجلاب رضا الغرب كي يكف عن “التآمر
على سوريا” إلا ويستخدمها، بدءً
بالتلويح بورقة الأمن الإسرائيلي (تصريحات
الأسد وابن خاله رامي مخلوف)، وليس
انتهاءً بالتلويح بورقة “التشدد
الإسلامي” البديل، كما في تصريحات
الأسد التي تضيف إلى دغدغة مشاعر الغرب
والكيان الصهيوني، إثارة لحساسية بعض
الأقليات التي ينبغي عليها أن تنحاز
للنظام خوفا من البديل المذكور. وأضاف النظام إلى التلويح الإعلامي
ممارسة عملية بدأت منذ الأسابيع
الأولى للثورة، حين رتب لعمليات
عسكرية ضد بعض الأهداف من اللون الذي
تنفذه السلفية الجهادية، الأمر الذي
رجحنا أن يكون نتاج اختراق في تلك
المجموعات أحدثه النظام من أيام
تعامله معها في السياق العراقي. آخر ما تابعناه على هذا الصعيد يتمثل
بتصريحات فيصل المقداد، نائب وزير
الخارجية السوري التي نشرتها جريدة
الوطن المقربة من السلطة، والتي قال
فيها إن الأحداث التي تشهدها بلاده
تهدف إلى “وصول الإسلاميين المتشددين
إلى الحكم”. مضيفا “إنهم يدركون تماما أنهم إذا نجحوا
في سورية فبإمكانهم أن يسيطروا على
جنوب شرق آسيا”، ما يعني برأيه أنه “إذا
لم يستطع المتشددون الإسلاميون الوصول
إلى الحكم في سوريا فلن يوفقوا في بقية
الدول”، وذلك بعد نجاحهم في بعض دول
المغرب العربي الذي جاء برأيه “بدعم
مالي من بعض الدول العربية مثل
السعودية وقطر”. ولم ينس المقداد اتهام “أطراف مختلفة مثل
القاعدة والإخوان المسلمين و”مجرمين
آخرين بارتكاب” عمليات خطيرة يحملون
الحكومة السورية مسؤوليتها”. اللافت في تصريحات المقداد أنها جاءت
أمام وفد إعلامي إيراني، وهو للتذكير
وفد من “الجمهورية الإسلامية
الإيرانية”، ما يعني أنه يمثل حكومة
إسلامية، فكيف يمكن للمراقب تفسير
التحذير خارج سياق استثارة البعد
المذهبي الإيراني، إلى جانب البعد
المتعلق باستثارة الحساسيات الغربية
من “البعبع” الإسلامي. لا شك أن البعد الأهم في تصريحات المقداد
هو ذلك المتعلق بالغرب الذي لا يبدي
أدنى ارتياح حيال الصعود الإسلامي عقب
الثورات العربية، الأمر الذي لا تنفيه
تلك الحوارات التي تجري بين الطرفين،
والتي تأتي في سياق الاضطرار، وضمن
رؤية تقوم على الاستدراج والتدجين. ليس للغرب أدنى مصلحة في الثورات
العربية، ولو كان الأمر بيده لمنعها
بكل ما أوتي من قوة، هي التي تهدد وضعا
رسميا عربيا مريحا إلى حد كبير، أكان
على صعيد الأيديولوجيا، أم (وهو الأهم)
على صعيد المواقف السياسية الداخلية
والخارجية، لكن الدنيا لم تعد كما
كانت، وأمريكا لم تعد بقوتها القديمة،
فيما أثبتت الشعوب العربية قدرتها على
الثورة والانتصار. اليوم لا يبدو التحذير الذي أطلقه الأسد
مفيدا لجهة الحفاظ على النظام، وهو لم
ينفع في حالة حسني مبارك الذي طالما
استخدمه في سياق استجلاب الدعم
الخارجي والسكوت على فساد حكمه
وتزويره الدائم للانتخابات، لاسيما أن
الحالة السورية لا تقدم بديلا “إسلاميا”
على نحو واضح كما كان يتبدى في نظيرتها
المصرية، حتى لو قيل إن الإسلاميين
سيسجلون حضورا كبيرا في أية انتخابات
حرة قادمة. الثورة السورية هي ثورة حرية يخوضها شعب
مقدام، ولن يكون بوسع النظام إجهاضها
عبر تحذير الغربيين منها، لكنه يأبى
إلا أن يفضح تناقضه السافر مع مقولات
المقاومة والممانعة التي تستدعي
المؤامرة عليه، لكأن الشعب السوري قد
تلقى الأوامر من الخارج بالثورة على
النظام ولم يتحرك بدوافع ذاتية كما
فعلت الشعوب الأخرى. في البعد الآخر الطائفي، أبى النظام أيضا
إلا أن يفضح نفسه، فها هو يحذر من القوى
الإسلامية (السنية طبعا)، بينما يعلم
الجميع أن حزب الله (الإسلامي الشيعي)
يسيطر على لبنان، فيما تسيطر أحزاب (إسلامية
شيعية) على العراق، وتتصدر جماعة (إسلامية
شيعية) الحراك الشعبي في البحرين. بعد ذلك يأتي من يسألك: لماذا تنحاز
الغالبية الساحقة من المسلمين السنّة (وليس
الإسلاميين) لصالح الثورة في سوريا وضد
النظام؟! ================= رفض العالم تسليح الشعب
السوري.. فكيف يدفع عدوان كتائب بشار
أسد؟ طاهر إبراهيم 2012-03-16 القدس العربي عندما اندلعت الثورة في سورية لم يكن عند
المواطنين السوريين وَهْمٌ فيما سيكون
عليه رد فعل النظام الذي خبروه على مدى
أربعة عقود من القمع والتنكيل،
والاعتقال حتى من دون شبهة. لكنها كانت
الفرصة التي قد لا تتكرر، وقد رأوا
انتصار ثورة إخوانهم في تونس وفي مصر
وإرهاصات الثورة في ليبيا وفي اليمن،
فلم يكن أمامهم إلا النهوض، وقد شعروا
أن حياتهم ليست أفضل من الموت بكثير في
ظل قمع بشار أسد واستبداده وقمع أبيه
واستبداده. لم يكن هناك وهمٌ عند الشعب السوري، فيظن
أن رد فعل بشار أسد سيكون كرد فعل 'حسني
مبارك' في مصر، ولا كرد فعل 'زين
العابدين بن علي' في تونس، حيث اختصرا
المسافة عليهما وعلى شعبيهما وانسحبا
من السلطة بهدوء. عندي أن هذا الانسحاب
يحسب لهما رغم ما ذاق الشعبان من ويلات
تحت حكميها. وقد سبقهما إلى ذلك الرئيس
السوري 'أديب الشيشيكلي'، الزعيم القوي
الذي أمسك بسورية على مدى خمس سنوات. مع
ذلك حقن دماء الجيش السوري عندما ثار
عليه بعض الضباط البعثيين في حلب،
وكانت القوة معه، لكنه آثر ترك منصبه
في 25 شباط عام 1954، حيث قال: (أتقدم ا ...
اتخدم يسير ). كما لم يكن غير محسوب عند السوريين ما
واجههم به النظام وهو يزج بالدبابات
والمدفعية بعيدة المدى وراجمات
الصواريخ، التي بخل بها حافظ أسد عن
جبهة الجولان في حرب عام 1967 وحرب عام1973.لأن
السوريين يعرفون أنه لم يكن مسموحا
لحافظ أسد أن يستعمل تلك الأسلحة إلا
ضد السوريين عندما اجتاح حماة في عام
1982، واليوم في كل المحافظات السورية
يواجه بها الشعب السوري لأن حياة هذا
الشعب رخيصة. لكن الذي لم يحسبه السوريون أن يروا
العالم الذي وقف إلى جانب شعبي مصر
وتونس سوف يتخلى عنهم. حتى الرئيس
التونسي 'المنصف المرزوقي' الذي جاءت
به ثورة تونس، وقد نسي أيامه في
المنفى، وهو يستضيف مؤتمر أصدقاء
سورية، يقف ليقول: 'إنه لا يوافق على
تقديم السلاح للمعارضة السورية، لأنه
سيثير حربا أهلية في سورية' وكأن ما
تفعله في سورية كتائب بشائر أسد ليست
حربا أهلية، بل نوعا من العراضة
الشامية مما كان يظهر في مسلسل 'باب
الحارة'. هذا يذكرنا بما جرى في حرب
البلقان عندما أصدر مجلس الأمن قرارا
يحظر توريد السلاح للمتقاتلين في
جمهورية البوسنة والهرسك. وقد كانت
صربيا تمد صرب البوسنة بالسلاح، ولا
يصل إلى المسلمين إلا النذر اليسير
بسبب قرار مجلس الأمن. لم يكن 'المرزوقي' الوحيد في طرحه ذاك. فقد
تناوب زعماء كثيرون دوليون وعرب على
رفض تسليح الشعب السوري، حتى الأمين
العام للجامعة العربية رفض تزويد
المعارضة في سورية بالسلاح. ومن العجيب
أن وزير الخارجية الفرنسي 'آلان جوبيه'
أكثر المتحمسين الأوربيين لرحيل 'بشار
أسد' يقول في 15 آذار الجاري: 'إن تسليح
المعارضة السورية ضد نظام الرئيس بشار
الاسد أمر خطير ويهدد بنشوب حرب أهلية'. وهنا نتساءل: أليس ما يحصل في سورية حربا
أهلية؟. ماذا نسمي ما تفعله كتائب بشار
أسد في المحافظات السورية من قتل على
الهوية المذهبية؟ وماذا نسمي المذابح
التي جرت بكرم الزيتون في حمص حيث
مُثّلَ بأكثر من خمسين امرأة وطفلا؟،
وماذا نسمي إعدام أكثر من 40 رجلا أمام
جامع 'شعيب' في إدلب بعد اجتياحها يوم 13
آذار الجاري؟ وماذا نسمي ألف ومائة
وخمسين جثة في مستشفى في حمص وثّقتها
منظمة حقوق الإنسان ؟ شيء مهم لم أستطع تفسيره وفهمه: إذا حجب
السلاح عن الشعب السوري فهل سيوقف نظام
بشار استهداف المدنيين والنساء
والأطفال، وقد رآه العالم وهو يخوض في
دماء السوريين؟ وإذ عجز مجلس الأمن عن
إصدار قرار ضد بشار أسد عندما استعملت
موسكو وبكين حق النقض ضد ذلك القرار،
فما الذي سيمنع ذبح الشعب السوري؟ بل
إن موسكو ما تزال تورد السلاح إلى بشار
أسد ليقتل السوريين. حتى الآن لا يظهر أن حلف الناتو سيقوم بما
قام به في كوسوفو، ما يعني أنه، وحتى
إشعار آخر، قد سمح إلى بشار أسد بذبح
السوريين وقتل أطفالهم وهتك أعراض
النساء ثم ذبحهن، وكأن حياة السوريين أرخص من ورق الفجل
الأخضر. ================= قراءة خليجية في ملف
التطورات السورية ناصر العبدلي 2012-03-16 القدس العربي رغم قناعتي أن الشعب السوري كغيره من
الشعوب العربية يطمح إلى دولة
ديمقراطية قائمة على العدالة
الإجتماعية والمساواة بين مكونات
المجتمع السوري وتكون فيها السلطة
خيارا شعبيا نابعا من صناديق الإقتراع
إلا أن قناعتي الأخرى هي أن تدخل
الولايات المتحدة وبعض حلفائها في
المنطقة الخليجية لم يخدم هذا الطموح . موقف الولايات المتحدة الأمريكية وبعض
دول أوروبا من النظام السوري يمكن فهمه
في إطار حقيقتين أولهما أولويات الغرب
عموما في منطقة الشرق الأوسط وهي ضمان
تدفق النفط لإستمرار الرفاه للشعوب
الغربية وأمن إسرائيل والحيلولة دون
نهوض عربي إسلامي فيما يتعلق الأمر
الثاني بإرتباط ذلك النظام بتحالفات
خارج أطار التحالفات الغربية في
المنطقة وليس كما يعتقد البعض أن لديه
مشروعا لتحرير فلسطين أو حتى الجولان . الصراع في منطقة الشرق الأوسط ليس صراعا
من أجل تحرير أو من أجل تطوير بل هو
صراع نفوذ وأقتصاد يتمحور حول
الأولويات الثلاث التي ذكرتها آنفا
أطرافه الولايات المتحدة الأمريكية
ودول الناتو من جهة وتحالف روسيا
والصين وبعض الدول القريبة منهما
كالهند وفنزويلا وإيران وربما
البرازيل بإعتبارها جزءا من تحول
صناعي ضخم يبحث عن أسواق له في المنطقة
الغنية بالنفط وليس للمثالية وجود ضمن
هذا الصراع بل هو مصلحة بحتة وحسابات
دقيقة . في إطار هذا الصراع هناك شعوب 'تهرس' بكل
وحشية في ليبيا وحدها قتل مايقارب 70
ألف مواطن تحت قصف 'الناتو' وفي السودان
قتل أكثر من هذا العدد بكثير من أجل
السيطرة عليه ولما أخفقت الولايات
المتحدة وحلفاؤها هناك عملوا على
تقسيمه ليكون سودانين أحدهما سودان
صيني بقيادة عمر البشير وآخر أمريكي
بقيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان. هناك شعوب أفريقية 'هرست' هي أيضا في ظل
هذا الصراع الدولي على القارة السوداء
وكان الضحايا بالملايين كما في رواندا
وغيرها من الدول الأفريقية كل ذلك في
إطار البحث عن مواقع نفوذ يمكن تحويلها
إلى حياة أكثر رفاهية للشعوب الغربية
على حساب شعوب تلك البلدان الغارقة في
الجهل والتخلف وفي كل مرة يجدون شعارا
يرفع للتغطية على حقيقة ذلك الصراع
فتارة يفتعل بإسم الحرية وحقوق
الإنسان وأخرى يفتعل بإسم إنقاذ
الشعوب من ديكتاتور لكن الحقيقة هي أن
القضية بئر نفط أو منجم أو طريق لأنبوب
نفط . ما يثير الإستغراب في تلك الأجواء هو موقف
الدول الخليجية المؤيدة للتغيير في
سوريا فهي بالطبع ليست على وفاق مع
المشروع الديمقراطي حتى يكون موقفها
نابعا من رغبتها في رؤية مثل ذلك
المشروع يجتاح المنطقة وخاصة في سوريا
فلو كانت كذلك كان الأحرى بها أن تبدأ
بنفسها أولا، كما أنها لا تملك رؤية
خارج أطار الأولويات الغربية الثلاث
وقد أثبت ردود أفعالها حيال بعض
الأحداث في المنطقة أنها لا تملك مثلها
. اذن ما قصة ذلك الموقف من جانب الدول
الخليجية ولماذا تدفع بكل قواها خلف
مشروع ربما يحمل في طياته خطورة أكبر
بكثير على الشعوب الخليجية وربما
الأنظمة مما لو بقي النظام السوري في
موقعه الحالي على الأقل في ظل الصراع
العربي الإسرائيلي، هل القضية هي
الخوف من التمدد الإيراني في المنطقة
الخليجية بالطبع لا فالولايات المتحدة
الأمريكية والغرب عموما لن يسمحا
لإيران بالتمدد الجغرافي وهذه هي
قواعده تملأ المنطقة. ماهي خلفيات ذلك الموقف الخليجي هل
القضية إنسياق خلف الولايات المتحدة
والغرب عموما وفقا لنظرية السيد
والعبد تلك التي نصح بها الفيلسوف
اليوناني الشهير ارسطو تلميذه
الأسكندر المقدوني دون أن يكون خلفها 'أجندات'
محلية ؟ لا .. هذا الأمر يكذبه الدور
الخليجي في اليمن عندما أجهضت الثورة
الشعبية هناك من خلال دفع الأموال
للمفاصل المؤثرة في النظام وإعادة
ترتيب السلطة وفقا للمصلحة الخليجية
وكذلك في البحرين. ليس هناك ما يؤشر على إمكانية تفسير
الحالة الخليجية تجاه ما يجري في سوريا
وهناك الكثير من المواقف المتناقضة
والملتبسة سبقت تلك الحالة فهناك موقف
من الثورة التونسية وآخر من الثورة
المصرية وثالث مما جرى في ليبيا ورابع
تجاه اليمن وخامس تجاه البحرين الأمر
الذي يربك أكثر المحللين قدرة على
تفسير المواقف وفهمها، هل يمكن ان يكون
الموقف مما يجري في سوريا أمرا شخصيا
يقوده وزير خارجية هنا أو وزير خارجية
هناك؟! أم أن الأمر أكبر من ذلك. الحقيقة التي يمكن رؤيتها بسهولة أن هناك
إخفاقا ضخما في تحريك الواقع السوري
بغض النظر فيما إذا كان التحريك من أجل
إسقاط النظام وتسليم السلطة إلى
مقربين من المشروع الغربي أم أن القضية
فعلا تحتمل مشروعا ديمقراطيا مميزا في
المنطقة كما حدث في المشروع
الديمقراطي المميز في العراق، وهذا
الإخفاق كما أتوقع لمشروعين مختلفين
فهناك مشروع غربي واضح ومحدد تجاه
سوريا ويمكن فهمه في إطار الصراع بين
الدول المتصارعة دوليا، وهناك مشروع
خليجي غير واضح ولا يمكن فهمه مهما طرح
من المبررات . كل ما قامت به الولايات المتحدة والغرب
عموما والدول الخليجية في سوريا هو 'تسمين'
الأرنب وأقصد به كل تلك التحالفات
السياسية والعسكرية المناهضة للنظام
السوري حتى يكون لقمة سهلة الإبتلاع
والهضم بالنسبة لنظام الرئيس السوري
بشار الأسد وبتلك الخطوة ربما نكون
خسرنا فرصة تاريخية لإصلاح الوضع
السوري دون عنف وقتل من جانب طرفي
الأزمة المحليين في سوريا حيث كان يمكن
ممارسة ضغوط شعبية حقيقية على النظام
من أجل الإصلاح وإذا لم يستجب هناك من
الأدوات غير العنيفة التي يمكن
إستخدامها . ================= عزت القمحاوي 2012-03-16 القدس العربي عام على ثورة الشعب السوري. أكثر من
ثمانية آلاف وخمسمائة شهيد ومائة ألف
معتقل شهيد وما لا يمكن إحصاؤه من
أعداد الجرحى. وبحسبة بسيطة، إذا وضعنا
متوسط عشر علاقات قرابة وصداقة حميمة
لكل شهيد ومعتقل شهيد وجريح شهيد فنحن
بصدد بلد حزين، لم ينج من مرارة الحزن
فيه إلا العصابة الحاكمة وقلة من
النفوس الميتة التي تمثلها في القنوات
الفضائية. لكن فراغ قلوب هذه العصابة وموتى الضمير
من الحزن لا يعني أنها مطمئنة كقلب أم
موسى؛ بل محتلة بالقلق وإن بدت على غير
ذلك؛ حيث لا وجود لشيء اسمه الفراغ في
هذا العالم. الفداحة الإنسانية لكل ما جرى خلال العام
في سورية جعلت من ثورتها الثورة الأقوى
بين ثورات العرب، ولم يكتمل العام إلا
وقد تأكدت الفرادة التاريخية لهذه
الثورة؛ حيث عرف العالم ثورات تحسمها
العواصم أو الأطراف، الفقراء أو
البرجوازية، الشعب أو حفنة عسكر
يؤيدها الشعب لاحقًا. كما عرف العالم
ثورات قائمة على توازن القوى الداخلي
وأخرى تتعرض لبعض التداخلات الخارجية،
بينما تشمل الثورة السورية كل الخريطة
وكل القوى ويعرقلها العالم مجتمعًا. بالأمس كتب عبدالوهاب بدرخان بجريدة
الحياة عن هذا العام الثقيل، وهل بقي
حامل قلم لم يكتب في هذه المناسبة
التعيسة؟! حتى أصحاب النفوس الميتة يكتبون عن ثقل
العام. بدرخان ليس من بينهم بالتأكيد،
وبرأيه أن العام لم يجعل الشعب السوري
يتعلم جديدًا أكثر مما كان يعرفه عمن
يحكمونه، لكن النظام تعلم خلال هذا
العام الكثير عن شعب لم يكن يعرفه.
الجملة جميلة والمفارقات والتضادات
تضيء الأسلوب، لكن الواقع يضعنا أمام
تساؤل المعنى في نصف المفارقة التي
اجترحها بدرخان. نعم. الشعب كان يعرفهم تمامًا، ومن المؤكد
أن الذين ثاروا يعرفون أية عصابة تختطف
بلادهم، وإذا جاز أن نحسب المشاعر
كميًا فإن أحزان السوريين خلال عام
ليست أكبر من رعبهم طوال حكم الأب
والإبن. ولهذا يستمر السوريون في دفع
الثمن على فداحته. ما لا يمكن أن نوافق
بدرخان عليه هو اعتقاده بأن عصابة
الحكم تعلمت شيئًا. لو تعلمت ما واصلت
العيش في رواية خيالية وما ضاعفت من
جرائمها التي تقلل فرص نجاتها يومًا
بعد يوم. ليست للنظام عين فترى، ولا لذراعه
اللبنانية التي أصابها الخدر جراء
المعضلة السورية، إذ لا يزال حسن نصر
الله يصر على أن سقوط النظام رهان
مستحيل! ' ' ' الطغاة في العادة لا يتعلمون. بعد التأله
لا يعودون يحسون بالخطر في مواجهة شعب
أو في مواجهة عدو متفوق. وبعد الصعود
إلى سلم المشنقة لا تمكننا إعادتهم إلى
الحياة لكي نسألهم إن كانوا قد خافوا
موتهم أم لا، مثلما لا يمكننا أن
نسترجع شهيدًا أو نعيد الأعضاء
المبتورة من جسد مصاب بمجرد التفاف
الحبل على رقبة طاغية مجنون أو انطلاق
رصاصة باتجاه رأسه أو انتصاب خازوق
باتجاه دبره. ولكن السبب الأهم من جنون التأله، الذي
يمنع الطغاة من الفهم، هو كونهم لم
يكونوا في يوم من الأيام ثوارًا،
وبالتالي فهم يجهلون نفسية الإنسان
الثائر. يصل بعضهم إلى الحكم بالغلبة لأنهم
مغامرون، يقامر الواحد منهم بحياته
مرة واحدة فيكسب مثلما كسب صدام والأسد
الأب والقذافي، ويصل بعضهم بالميراث
والأيلولة، مثلما ورث مبارك سلفه
العسكري السادات ومثلما ورث بشار أباه.
وليس لدى المقامر الغالب ولا للوارث
الكسول ما لدى الإنسان الثائر من إحساس
بالتسامي يجعل مصافحة أخطر متعة تشبه
متعة التصعيد الجسدي. هذه الطاقة
النفسية لا توصف بل تعاش. وهي التي
ستمضي بالثورة السورية في طريقها. وإذا كان عام من الثورة قد مضى دون أن
يزداد الشعب السوري معرفة بحكامه ودون
أن يزداد الحكام جهلا بشعبهم؛ فإن ما
يجب أن تكون الشعوب العربية قد تعلمته
هو ضرورة الالتفاف حول ثوراتها لحماية
حلم الحرية في عالم ليس أفضل حالاً
منا؛ إذ تحكمه القبضات العارية في
الصين وروسيا والقبضات المخفية داخل
قفازات الحرير في الغرب. ' ' ' درس الدم الحار في سورية الآن، هو درس
نزيز الدم الهادىء والتهريج السياسي
اللئيم في مصر واليمن وتونس وليبيا وهو
درس الإظلام التام في البحرين. لا أحد
سيحمل عن الشعوب أحلامها. ومن يرى
مشاورات في مجلس الأمن أو مندوبًا
أمميًا في دمشق عليه أن يفهم أن
القطران الذي يسكبون هدفه مزيد من
إحراقنا بسخونته وإعاقتنا بلزوجته
وليس تمهيد الطريق. ================= عبد الباري عطوان 2012-03-16 القدس العربي اربعة مواقف مهمة طفت على السطح يوم امس
تتعلق بتطورات الوضع السوري تستحق
التوقف عندها لكل من يريد استقراء ما
يمكن ان يحدث في المستقبلين: البعيد
والقريب، وهي مواقف ستصيب الشعب
السوري، او القطاع الثائر منه
بالاحباط مع بدء دخول انتفاضته ضد
النظام عامها الثاني: الاول: حض ليون بانيتا وزير الدفاع
الامريكي الداعين الى توجيه ضربة
عسكرية الى سورية على التفكير في
العواقب المترتبة على ذلك، وان افضل
عمل يمكن القيام به هو الحفاظ على
الضغط الدولي على النظام السوري. وقال
في مقابلة مع قناة 'الحرة' ان لسورية
منظومة دفاع جوي قوية علينا تدميرها
ولكنها منتشرة داخل احياء سكنية،
وتدميرها سيسفر عن خسائر كبيرة. الغريب ان تصريحات وزير الدفاع الامريكي
هذه جاءت وكأنها رد على تظاهر عشرات
الآلاف من المحتجين، ومطالبتهم بأن
تكون 'جمعة امس' جمعة 'التدخل العسكري
الفوري'. الثاني: تحذير السيد كوفي عنان مبعوث
الامم المتحدة والجامعة العربية الى
سورية من اي سوء تقدير للموقف، مما قد
يؤدي لتصعيد سيكون من الصعب السيطرة
عليه، واعادته التأكيد على الحل
السياسي للأزمة، مما يوحي انه يرد بشكل
مباشر على المطالبات بتسليح المعارضة
السورية. الثالث: تأكيد المستر ميخائيل بوجدانوف
المبعوث الروسي الى الشرق الاوسط
ونائب وزير الخارجية، ان التصريحات
التي تصدر من دول عربية وغربية بأن
الحكم في سورية غير شرعي، وان الرئيس
بشار الاسد يجب ان يرحل من الحكم، هي
تصريحات غير بناءة، لانها تبعث اشارات
خاطئة الى المعارضة بأنه ليس هناك منطق
في بدء الحوار. وزاد الكسندر لافيتيش
المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية 'الطين
بلة' عندما قال ان معارضة روسيا للتدخل
في سورية وللضغوط الخارجية لتنحي
الاسد ما زالت ثابتة، ومشددا ان بلاده
لن تكون من الدول التي تتدخل في شؤون
الآخرين، وتحاول تغيير الانظمة وفقا
لرغباتها، او تعليم الشعوب الاخرى كيف
تبني مستقبلها. الرابع: تصريحات الفريق ضاحي خلفان تميم
رئيس شرطة دبي التي اعرب فيها عن
مخاوفه من تولي حركة الاخوان المسلمين
الحكم في سورية في حال سقوط النظام،
وهو موقف يعكس المزاج العام لمعظم حكام
الخليج العربي المعارض لتغيير الانظمة
في دول الربيع العربي، وخاصة في مصر
وتونس، وترسيخ ديمقراطيات ادت الى
وصول الاسلاميين الى السلطة عبر
صناديق الاقتراع في انتخابات حرة
نزيهة. ' ' ' القاسم المشترك في المواقف الاربعة هذه
انها تصب في مصلحة بقاء النظام السوري،
ومعارضة التدخل العسكري، وضرورة
اللجوء الى حل سياسي للأزمة الراهنة في
سورية، الامر الذي يشكل انقلابا في
صفوف دول وقوى كان من المفترض ان ترسل
قواتها (ما عدا روسيا) لإسقاط النظام في
دمشق، على غرار ما فعلت في كل من ليبيا
والعراق وافغانستان، لنصرة مطالب
الشعوب في التغيير الديمقراطي ونشر
الحريات، مثلما كانت تطرح من عناوين
وشعارات. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة عن اسباب هذا
التغيير المفاجئ وفي الموقف الامريكي
خاصة. فواشنطن كانت تتوعد الرئيس
السوري بالاطاحة، والرئيس باراك
اوباما قال اكثر من مرة ان أيامه في
السلطة باتت معدودة، فلماذا يلجأ وزير
دفاعه بانيتا الى التحذير من عواقب
التدخل العسكري بمثل هذا الوضوح؟ هناك احتمالان: الاول واقعي يمكن
استخلاصه من قراءة منطلقات السياسة
الخارجية الامريكية في المنطقة على
مدى السنوات الستين الماضية، والثاني
افتراض له علاقة بالمخططات الامريكية
المتعلقة بالتعاطي مع ملف المنشآت
النووية الايرانية. بالنسبة الى الاحتمال الاول يمكن القول
ان واشنطن لا تريد التدخل العسكري في
سورية لأنه لا يوجد فيها نفط مثل
العراق وليبيا، ولأنها يمكن ان تخسر
بعض جنودها، مضافا الى ذلك ان المزاج
الامريكي العام لا يمكن ان يقبل خوض
حرب ثالثة بعد العراق وافغانستان
وليبيا يمكن ان تستنزف قدراته
المالية، في وقت تعاني البلاد من ازمة
اقتصادية حادة. الادارة الامريكية الحالية التي يتطلع
رئيسها اوباما الى الفوز بولاية ثانية
في الانتخابات الرئاسية في تشرين
الثاني (نوفمبر) المقبل، لا تريد
الاقدام على اي مغامرة عسكرية او
سياسية يمكن ان تكلفه غاليا في هذا
الصدد، وهذا ما يفسر تملقه المخجل
للوبي اليهودي الاسبوع الماضي،
واستجداءه لتأييده بالحديث عن قداسة
الامن الاسرائيلي واعتباره جزءا من
الامن الامريكي. الاحتمال الافتراضي الثاني المتعلق
بإيران يمكن تلخيصه بالتكهن بأن
الادارة الامريكية ربما تكون رحّلت
التدخل في الشأن السوري عسكريا ريثما
تقرر كيفية التعاطي مع الملف
الايراني، فإذا ارادت توجيه ضربات
لتدمير المنشآت النووية الايرانية بعد
الانتخابات الرئاسية، فربما تكون
سورية جزءا من هذه الحزمة، بحيث تشمل
الضربات ايضا حلفاء ايران في المنطقة
مثل حزب الله وحركة حماس الى جانب
سورية. الهجوم الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة
كان مجرد 'بروفة' في هذا الاطار لاختبار
'القبة الحديدية' الاسرائيلية المضادة
للصواريخ ومدى فاعليتها، خاصة في حال
فتح 'حزب الله' مخازنه واطلق صواريخها
بالآلاف على تل ابيب وما بعد تل ابيب. ' ' ' وما يعزز الاحتمال الثاني الموقف الذي
اعلن عنه السيد رجب طيب اردوغان رئيس
الوزراء التركي، وهو دراسة امكانية
انشاء منطقة عازلة لاستيعاب اللاجئين
السوريين، وسحب السفير التركي من
دمشق، ومطالبته الرعايا الاتراك
بمغادرة سورية فورا. اقامة منطقة عازلة داخل الاراضي السورية
ستفسر في دمشق على انها 'اعلان حرب'
وليست خطوة انسانية، فسورية التي
استقبلت مليونا ونصف مليون عراقي في
ذروة الحرب الاهلية العراقية وما
رافقها من تفجيرات عام 2006 لم تقم مثل
هذه المنطقة، وكذلك فعل الاردن
بالنسبة الى اللاجئين العراقيين،
ويفعل حاليا بالنسبة الى اللاجئين
السوريين. السيد اردوغان اطلق تصريحات كثيرة بشأن
الملف السوري تضمنت مواقف شرسة، بل
ومطالبات بإطاحة النظام، ولكنها ظلت
في هذا الاطار طوال الاشهر العشرة
الماضية، ولا نعرف كم ستستغرق دراسته
لمسألة اقامة هذه المناطق العازلة،
وما اذا كان سيتخذها او سيعلن عن
نتائجها اثناء اجتماع اصدقاء سورية في
الثاني من نيسان (ابريل) المقبل في
اسطنبول. لا احد يستطيع ان يتنبأ بالمستقبل، ولا
نملك بلورة سحرية، ولكن ما نستطيع قوله
ان الشعب السوري يتعرض لعملية تضليل
غير مسبوقة من قبل من يدعون انهم
اصدقاؤه، وقادة معارضته، فقد امّلوه
كثيرا بالتعويل على التدخل العسكري
الخارجي، خاصة من قبل الولايات
المتحدة الامريكية، وبدعم من حلفائها
العرب، لتأتي النتائج مخيبة للآمال.
ولعل الانقسامات المتفاقمة في صفوف
المعارضة، واتهامات 'التخوين' و'العمالة'
المتبادلة، والانشقاقات المعلنة،
تلخص الموقف بكل صراحة ووضوح. انها 'لعبة امم' جديدة تدور في منطقتنا حيث
تتصارع الفيلة من اجل النفط وعوائده
واقتسام مناطق النفوذ، ونحن العرب
ضحاياها، نقولها وفي الحلق مرارة. ================= حسين شبكشي الشرق الاوسط 17-3-2012 منذ عام، وفي مثل هذه الأيام، انطلقت
الثورة السورية، وهي بذلك تكون الأطول
مدة في ثورات الربيع العربي والتي
يتحمل لأجلها الشعب السوري العظيم
التكلفة الأبهظ ثمنا بسبب أعداد
القتلى المهولة، وأرقام المصابين
والجرحى والمعتقلين والمفقودين
واللاجئين.. إنها الثورة الأكثر دموية،
لأنها تواجه النظام الأكثر دموية أيضا. الثورة السورية هي الثورة الأكثر تعقيدا
أيضا، كونها تفك الكثير من العقد
والطلاسم والأساطير والأكاذيب
السياسية التي رُوج لها لعقود طويلة
جدا من الزمن حتى رسخت في الأذهان صورة
مغايرة تماما للحقيقة. لم تكن صدفة أن يكون مطلقو الثورة السورية
هذه هم حفنة من الأطفال في إحدى مدارس
مدينة درعا، وكأن في ذلك رمزية واضحة
أن الأجيال الجديدة القادمة لن تكون
أسيرة، كغيرها، لسلاسل القمع، ولا إلى
قيود الوهم. انطلقت الشرارة لتشعل كافة
المناطق في سوريا تباعا وبالتدريج
لتلحق بدرعا عن قناعة تامة بأن أوان
الحرية قد حل، وأن وقت الكرامة قد أزف. ولكن الصمت العالمي والعربي إزاء آلة
القتل والقمع الأسدية بحق الشعب كان
مريبا وغامضا، خصوصا في ظل المشاهد
المذهلة والمروعة للمذابح والمجازر
التي كان أفراد الجيش الأسدي وأمنه
يقومون بها في حق الشعب، وبالتدريج
وقليلا قليلا بدأت الدول الواحدة تلو
الأخرى تلوم الرئيس السوري بشار الأسد
شخصيا وبشكل مباشر عن كافة هذه
التجاوزات، وبدأت تطالب بوقف المذابح
هذه ولكن دون فائدة لأن وعود الرجل
تبين أنها كانت مجرد محاولات لكسب
الوقت والاستمرار في النهج القمعي
الذي لم يعرف النظام يوما غيره، لأنه
اللغة الوحيدة التي يتقنها. النظام الأسدي في سوريا كان دوما لغزا
أسود، وسرا قذرا، فالكل كان يعلم أنه
نظام طائفي وقمعي بامتياز، وينكل
بشعبه بأسوأ الطرق وأقبح الأساليب،
ولعل في مذبحته الشهيرة التي قام بها
على مدينة حماه وأدت إلى سقوط 45 ألف
قتيل في مدة لا تتجاوز ال28 يوما أبلغ
وأدق دليل على ذلك، حتى النظام الذي
روج لنفسه بشكل مركز على أنه هو الذي
يصون ويدعم وينمي فكرة المقاومة عجز عن
إقناع شعبه والعالم لماذا لم يستطع
القيام بأي نوع من المقاومة يذكر لأجل
تحرير الجولان السورية المحتلة منذ
أكثر من أربعين عاما، واكتفى بدعم
مقاومة تحرير الجنوب اللبناني وبعض
أطياف المقاومة الفلسطينية. الجولان، تلك الهضبة السورية التي سقطت
بشكل غامض ومريب في حرب 1967، بسبب
معلومات مغلوطة سربت من السوفيات لعبد
الناصر ومصر عن وجود حشود عسكرية
إسرائيلية كبيرة على الحدود، مما
استدعى تأهب مصر وإعلانها للحرب،
وكانت الضربة الإسرائيلية
الاستباقية، وهزم العرب، وانسحبت
القوات السورية من الجولان بشكل يبقى
لليوم لغزا محيرا جدا. ولكن يبدو أن سقوط الجولان المحير يساوي
لغزا محيرا آخر وهو الصمت عن المقاومة
لأجل تحرير الجولان، فالعالم لم يسمع
أبدا بفيلق الجولان ولا كتائب الجولان
ولا حزب الجولان تحت راية السوريين ولا
حزب الله ولا إيران، وكان دائما هذا
مثار قلق واستغراب، بعكس ما كان يحدث
من ترويج باسم فلسطين والقدس طبعا، ومن
الواضح أن كل ذلك كان لأجل عدم إحراج
نظام دمشق بشكل واضح وجلي، فلا يمكن
وقتها أن يدافع النظام الأسدي عن هذا. الثورة السورية لا تزال مستمرة وبزخم
متواصل، وهناك دعم وتعاطف وقناعة
عالمية بها، والموقف الروسي والصيني
الداعم لنظام الأسد، بالإضافة لبعض
الدول الأخرى، هو بالتأكيد في خانة
الأقلية التي لن تصمد أمام رغبة الشعب
الحر الأبي الذي أعلن رغبته بشكل مستمر
ومتواصل ولن يعود عن رغبته حتى يتحقق
له مراده. المنطقة العازلة تقترب من فكرة التحقق،
وتسليح المعارضة السورية بات أمرا
واقعيا، والخروج الجماهيري في كل
سوريا بشكل يومي بات مسألة لا يمكن
إنكارها. لم يتعظ بشار الأسد من دروس من
رحلوا قبله، وبالتالي عليه انتظار نفس
المصير الذي حدث لمن سبقه. الثورة
السورية تشهد مخاضا أليما عظيما، لأن
المولود الآتي يستحق، فالحرية
والكرامة ثمنهما عظيم. ================= بعد أن تسكت المدافع.. ما
هو مستقبل سوريا؟ زين العابدين الركابي الشرق الاوسط 17-3-2012 سيأتي يوم - قرب أم بعد - تسكت فيه المدافع،
ويخنس فيه صوت الرصاص في سوريا.. هذه هي
نهايات الحروب في الغالب: إذا صح تسمية
ما يجري في سوريا (حربا): بالمعنى
العسكري العلمي للمصطلح. فكيف يمكن تصور مستقبل سوريا بعد أن تسكت
المدافع؟ إن الاقتتال الدامي الذي وقع، لا بد أن
يكون له أثره في رسم مستقبل سوريا.
فالناس هناك لم يموتوا من أجل أن يكون
مستقبلهم المأمول مثل حاضرهم الكئيب،
أو امتدادا له. من القدر المتفق عليه بين الأطراف جميعا
بشأن تصور مستقبل سوريا: أن تنتهي
وصاية حزب البعث على المجتمع والدولة،
وهي وصاية مؤصلة دستوريا. وهذا من
غرائب السياسة وأنظمة الحكم في عالمنا
وعصرنا، إذ كيف يتقبل - عقلا ومصلحة -:
أن تزعم شريحة صغيرة من الشعب لنفسها
حقا خاصا من دون الناس تبيح لها أن تنص -
في الدستور - على أن حزب البعث هو
القائد السياسي للمجتمع والدولة؟! (وهل
هي كهانة سياسية)؟! وبالاتفاق على إنهاء هذه الوصاية
الديكتاتورية، ينفتح الأفق لأحزاب
أخرى تتسابق على الحكم من خلال
انتخابات برلمانية (يشترط لنزاهتها أن
تخضع لإشراف دولي محايد ونزيه أيضا). فإذا جرت انتخابات برلمانية بهذه الشروط،
فإنه من المستبعد جدا أن يفوز فيها حزب
البعث بالأغلبية. لماذا؟ 1- لأنه حزب فشل في الحرب (احتلت الجولان في
ظل هيمنته الشاملة)، ثم بقيت محتلة حتى
الآن لعجزه التام عن تحريرها. 2- لأنه حزب فشل في السلم أو في الحياة
المدنية العامة، فقد كانت سوريا قبل
مجيئه مزدهرة تجاريا واقتصاديا، وكان
الشعب السوري ينعم - من ثم - برغد العيش،
وحلو الحياة، وهي حالات تبددت وتبخرت
في ظل حكمه. 3- لأن حزب البعث شريك، بل هو الفاعل الأول
لمصائب سوريا جميعا، بما في ذلك مصيبة
ما يجري اليوم. وليس من السلوك السياسي للناس العقلاء
المستنيرين: أن يعطوا أصواتهم
للفاشلين: في الحرب والسلم!!.. فهل سيعمد النظام إلى إنشاء حزب جديد يخوض
به الانتخابات المحتمل إجراؤها؟.. هذه
محاولة غير مستبعدة نظريا، بيد أن
الشعب السوري يدرك - بوعيه السياسي
المعروف -: أن هذه المحاولة ستكون مجرد
طلاء سياسي وفكري لكيان قديم مكروه وهو
فلول حزب البعث.. أما إذا كانت المحاولة
جادة من حيث المضامين والأهداف
والأشخاص، فقد يكون لها نصيب ما في
نتائج الانتخابات. والمعول في ذلك كله
على الوعي الشعبي، أي على مناعته
الفكرية والسياسية ضد الاستغلال
والالتفاف والابتزاز والتغرير
والخداع. ومما يعزز هذا الوعي: إدراك أن سوريا
الجريحة في حاجة إلى الخروج من (بيئة
مريضة) إلى (بيئة صحية)، ومناخ صحي
يتنفس فيه الناس من خلال أوكسجين نظيف
ونقي: سياسي واجتماعي وفكري جديد. هذا كله، لا يتصور وجوده في ظل أصوات
الرصاص، ودوي الدمار. وإنما يتصور
بالكف الناجز عن العنف والقتل
والتدمير، لا سيما من قبل النظام الذي
يملك من القوة والإمكانات ما لا يملكه
خصومه بحكم التفاوت في موازين القوى. وبمناسبة خصوم النظام، أي المعارضة، فإن
مستقبل سوريا المشرق - بعون الله - يوجب
عليها، أن تسارع إلى إنهاء خلافاتها
وصراعاتها التي قادت إلى الانشقاقات
المتتابعة في كيانها الأم - كما قيل -
وهو (المجلس الوطني). فهذه الخلافات الحادة في صفوف المعارضة
تخدم النظام خدمة عظمى من جهة، وتفقد
الناس الثقة بالمعارضة من جهة ثانية،
وتدفع مستقبل سوريا إلى حفر الظلام من
جهة ثالثة، بحسبان أن المعارضة شريك أو
ينبغي أن تكون شريكا قويا وفاعلا في
صياغة مستقبل سوريا.. وإلا لماذا تعارض
وتناضل؟! ومهما يكن من أمر، فإن الركائز المعقولة
لمستقبل سوريا هي: أ- كسر احتكار السلطة بصفة نهائية، بمعنى
إنهاء أن يكون حزب البعث - وحده - هو
القائد السياسي للمجتمع والدولة.. ومما
لا ريب فيه أن كسر الاحتكار هذا يوجب
إعادة هيكلة الدولة في المجالين
الحيويين: المدني والعسكري. ولا بد من جبهة أو هيئة وطنية مستقلة
لإعادة هذه الهيكلة، حيث إن حزب البعث
غير مؤتمن على ذلك لأسباب عديدة، على
أن يكون للقضاء دوره الفاعل في هذه
الهيئة الوطنية. ب- الحفاظ الجماعي على (وحدة) سوريا:
وحدتها الجغرافية والسياسية
والسكانية. ج- التوافق على إنقاذ سوريا من الدمار
الذي لحق بها وذلك من خلال برنامج وطني
خلاق ل (إعادة بناء سوريا) في المجالات
كافة. د- ترميم العلاقة مع العالم العربي. فلقد أصيبت هذه العلاقة بصدوع واسعة
وحادة، وبضغائن لا ندري كيف تتحقق
النقاهة منها؟. والحق أننا لا ننظر إلى (قيمة) سوريا
ومكانتها من خلال النظام الذي يحكمها
اليوم - والذي سيزول في يوم ما -. وإنما
ننظر إلى قيمتها ومكانتها عبر التاريخ
العربي، والحضارة الإسلامية. فليس
ينكر امرؤ- معه عقله وضميره - ما كان
لسوريا من أدوار بارزة في بناء الحضارة
العربية والإسلامية. ويقتضي مستقبل سوريا في السياسة
الخارجية، خاصة في محيطها العربي،
يقتضي إزاحة الرموز التي تسببت في هذا
الكم الهائل من الأضغان والحزازات
والخلافات الشديدة العاصفة. نعم. لا بد من إزاحة هذه الرموز لتحل محلها
رموز سياسية جديدة لم تكن طرفا في هذه
الأضغان والنزاعات، وإلا فإن مستقبل
سوريا في الإقليم العربي سيظل شديد
الاضطراب، معتكر الظلام. خلاصة المقال هي: أنه يتوجب وقف إراقة
الدماء: اليوم قبل غدا، وأن يبدأ
النظام بالخطوة أو الخطوات الأولى في
هذا الميدان.. وأن تنتهي - إلى الأبد -
وصاية حزب البعث على الدولة السورية..
وأن تهيئ - من ثم - الأجواء النظيفة
لانتخابات عامة نظيفة وهي انتخابات
ستحرر سوريا - بالتوكيد - من الوصاية
الكهنوتية لحزب البعث، وذلك لأسباب
عديدة في طليعتها الفشل الموثق في
الحرب والسلم.. وأن تنهي المعارضة
السورية خلافاتها العابثة وأن تتحد في
جبهة واحدة ذات أهداف واضحة، وقيادة
نزيهة ومقتدرة وحاصلة على أكبر قدر من
الإجماع أو التوافق.. وأن ينظر إلى
سوريا من خلال مكانتها العربية
الإسلامية الأصيلة لا من خلال نظام حكم
البعث.. وأن ترمم العلاقة السورية
العربية عبر تدابير ناجعة في مقدمتها
إزالة الرموز المتسببة في تأزيم علاقة
سوريا مع العالم العربي. ================= طارق الحميد الشرق الاوسط 17-3-2012 أكتب هذا المقال قبل أن يقدم المبعوث
الأممي لسوريا كوفي أنان تقريره لمجلس
الأمن، فكل المؤشرات تقول إن بشار
الأسد بات واقعا بين العصا والجزرة،
فحتى مع غموض المطالب التي قدمها أنان
للأسد، فإن هناك شبه إجماع على أن مهمة
أنان هي الفرصة الأخيرة للأسد. بالطبع لم يتوعد أحد بالحرب علنا، لكن
مؤشراتها واضحة، فالأتراك يشيدون
بحديث الأمير سعود الفيصل عن أن تسليح
المعارضة السورية فكرة ممتازة، بل إن
أنقرة أعلنت أنها تدرس إقامة منطقة
عازلة داخل الأراضي السورية، وهذا أمر
لا يمكن أن يتم بالتراضي بين تركيا
والنظام الأسدي، بل يتطلب عملا عسكريا
ضخما، وهو بالطبع عمل مبرر، فمع تدفق
اللاجئين السوريين على تركيا، وتلغيم
النظام الأسدي للحدود، فمن حق أنقرة أن
تقوم بعمل ما لحماية حدودها التي
انتهكتها القوات الأسدية مرارا،
وتأمين أماكن للاجئين السوريين. والقصة ليست تركيا وحدها، فها هي دول
الخليج جميعها تغلق سفاراتها إغلاقا
تاما، وتسحب كل العاملين فيها، والأمر
نفسه تفعله دول غربية، وهناك مطالبات
بصدور قرار أوروبي جماعي لفعل نفس
الأمر، وهذا مؤشر على أن الأمور تسير
إلى تصعيد، وليس تهدئة، فإذا قيل إن
جزءا من مهمة أنان التهدئة والحوار
السياسي الذي قد يقود لخروج الأسد على
الطريقة اليمنية، كما يفترض البعض،
فإن التحركات الدولية في الوقت نفسه
متشددة، وأشبه بإعلان حرب، مما يجعل
الأمر يبدو وكأن الأسد قد بات بين
العصا والجزرة، وهذه بالطبع رسالة
للأسد نفسه، ولمن هم حوله، خصوصا عندما
يقول كل من أوباما ورئيس الوزراء
البريطاني للأسد إن يد العدالة
ستطاله، فهذا ليس حديث تهدئة بالطبع! وهذا الأسبوع شهد تحركات مهمة بالمنطقة،
من زيارة رئيس الاستخبارات الأميركية
لتركيا، إلى زيارة قائد الأركان
الفرنسية لأنقرة، كما أن المعلومات
تقول إن رئيس الاستخبارات التركية
سيقوم بزيارة قريبة للسعودية، وهذه
ليست تحركات عبثية على الإطلاق. والأهم
من هذا وذاك، هو الموقف الروسي، الذي
بدأ البعض يروج إلى أنه يتحول ضد
الأسد، بل هناك من يقول إنه تحول فعلا،
والمسألة مسألة إخراج فقط. فقد استمعت
لمعلومات من مصادر مطلعة تقول إن
مسؤولا روسيا أبلغ مسؤولا بنظام طاغية
دمشق مساء الخميس الماضي، وباتصال
هاتفي، أن على الأسد تغيير إجابته على
طلبات أنان، وأنه إن لم تكن إيجابية
فإن موسكو لا تستطيع أن تظهر بمظهر
حامي القاتل أكثر مما مضى! وإن صدقت
الرواية - ولا شك لدي براويها، خصوصا أن
علينا تذكر انتقاد لافروف للأسد
بالدوما قبل يومين - فإن ذلك سيكون
انقلابا في الأزمة السورية، وربما لذا
تجرأ حسن نصر الله بطلب وقف إطلاق
النار بسوريا، وبشكل متزامن من جميع
الأطراف، وكأن نصر الله اليوم هو الأسد
بعام 2006. وعليه فكل المؤشرات تشي بأن الأسد بات بين
العصا والجزرة، وأن هناك تحركات من
اتجاهات مختلفة، قد تكون بطيئة، لكنها
ليست بمصلحة الأسد، وهذا هو المطلوب
بالطبع. ================= أمل عبد العزيز الهزاني الشرق الاوسط 17-3-2012 منذ اليوم الأول للثورة السورية ينادي كل
مناصري الحق السوري بتوحيد معارضتهم،
التي حشدت أسماء من معارضين تاريخيين
أو فارين تنقلوا باجتماعاتهم بين
إسطنبول وباريس والدوحة والقاهرة،
شكلوا شبكة علاقات واسعة مع الدول
المؤيدة والداعمة لهم سياسيا، حضروا
في الإعلام الفضائي في كل مواقيت
العالم من غرينتش حتى أستراليا. اليوم،
مع حصول انشقاقات في هذه المعارضة،
يعود الإلحاح على أهمية توحيد الصف،
خاصة في هذه المرحلة التي تعد نقط تحول
خطيرة في مسار الثورة السورية. البعض
رأى في توحيد المعارضة شرطا للتعاون
معها وتغطية ظهرها سياسيا ودبلوماسيا. المجلس الوطني السوري، الذي أوشك على
اقتناص الاعتراف السياسي به كممثل
شرعي للشعب السوري من دول فاعلة في
الحراك السياسي، انسحبت منه أسماء
تاريخية مؤثرة احتجاجا على إدارة
المجلس والأزمة، منهم هيثم المالح،
شيخ المعارضين، الذي بكى وهو يردد في
أول اجتماع للمعارضة في إسطنبول: «أسير
على ضفاف قبري ولا أعرف متى سأسقط فيه». ليس من المهم توحيد المعارضة في ظروف
الإبادة والقتل الجماعي والتنكيل، ما
أهمية المعارضة إن توحدت أو تشعبت
وبنات الشام يُغتصبن ويتعرين على
الملأ ويُذبح الأطفال بالسكاكين داخل
بيوتهم؟ المجلس الوطني ليس برلمانا يحكمه نظام
معلوم الطقوس، بل هو تجمع طارئ فرضته
الظروف على عجل، وأعضاؤه خليط من
التوجهات الفكرية المتناقضة التي لا
يجمعها سوى الانتماء الوطني. وحتى وإن
اتحد الهدف في إسقاط النظام، فإن توحيد
المعارضة في استراتيجياتها يجب ألا
يكون شرطا للتعاطي معها من الدول
الداعمة. ربما كان هذا الشرط مشروعا في
بدايات الثورة حينما كان معدل القتل
اليومي لا يتجاوز العشرين ضحية
والنشاط الدبلوماسي محموما لحل
الأزمة، أما وقد قرر بشار الأسد أن
يتعامل مع شعبه بسياسة النحر وهتك
الأعراض، فيجب ألا يحمل المجلس الوطني
أكثر مما يستطيع، والتدخل المستحق
لإنقاذ السوريين لا تفرضه وحدة
المعارضة، بل تفرضه الأخلاق والأعراف. لا تزال الولايات المتحدة وإسرائيل
ترجوان حتى الآن أن يقوى النظام
الإيراني والروس على إنقاذ بشار الأسد
من السقوط، خوفا من البديل الذي
يخيفهم؛ بأن يستولي الإسلاميون
المتطرفون من «القاعدة» أو «السلف»
على سوريا، فأمن المواطن الإسرائيلي
واستقراره أكثر أهمية من المواطن
السوري، هذا مفهوم، فأميركا تجدد
عهدها في كل مناسبة بالالتزام بأمن
إسرائيل ومصالحها، ولكن على إسرائيل
أن تعيد التفكير في أن السوريين الذين
نكل بهم بشار الأسد على مرأى وترحيب
منهم ومن الأميركيين لن يغفروا لهم،
وربما لا تدري إسرائيل أنها تبني لها
عداوة أكثر شراسة من السلفيين و«القاعدة». فهل ستصبح إسرائيل وأميركا والروس وإيران
ضد السوريين، ونضيف لهم من الضفة
المقابلة شرطا تعجيزيا عن وحدة
المعارضة؟ أين سيفر السوريون بأنفسهم؟ لست وحدك يا هيثم المالح، اليوم الشعب
السوري كله يسير على ضفاف قبورهم ولا
يعرفون متى سيسقطون فيه. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |