ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ما الذي يجعل الموقف
الروسي يتغير؟ زين
الشامي الرأي العام 24-3-2012 قد يعتقد البعض ان المواقف الروسية
المؤيدة والمدافعة عن النظام السوري
هي مواقف ثابتة غير قابلة للتغيير وذلك
نظرا لأهمية سورية من الناحية
الجيواستراتيجية بالنسبة للمصالح
الروسية في منطقة الشرق الاوسط،
وتكتسي هذه النقطة اهمية خاصة فيما لو
اخذنا في عين الاعتبار النزوع الروسي
التاريخي «للمياه الدافئة» في البحر
الابيض المتوسط، وأيضا بسبب الخسارتين
الاستراتيجيتين التاريخيتين لموسكو
في كل من العراق وليبيا بعد سقوط نظام
صدام حسين والعقيد معمر القذافي، حيث
كانت لروسيا مصالح عسكرية وتجارية في
كلا البلدين. ضمن هذا المنطق الجيوسياسي والمصلحي، فإن
روسيا لا تبدو مستعدة ابدا للتنازل او
لخسارة ما تبقى لها من نفوذ في الشرق
الاوسط، ونقصد هنا سورية أو «قلعتها
الاخيرة» المتبقية في مواجهة الهجمة
الاميركية التي تجلت في أبرز نجاحاتها
وطغيانها منذ بداية احداث الربيع
العربي، حين استعادت «اميركا-اوباما»
ما خسرته «اميركا-بوش» بعد حربي
افغانستان والعراق وبعد حربها على
الارهاب في اعقاب هجمات الحادي عشر من
سبتمبر. لكن ذلك، نقصد موقف موسكو المؤيد والداعم
لنظام الرئيس بشار الأسد، ووفقا لمنطق
التاريخ والجيوبولتيك نفسه، لا يبدو
انه موقف نهائي أو ثابت، فالدول الكبرى
اولا واخيرا تتعامل وفق منطق المصالح
وليس وفقا للمواقف الشخصية او
الاخلاقية. وعليه، وفيما لو وجدت موسكو في القريب
العاجل ان مصالحها في سورية صارت مهددة
فعليا وانها على وشك خسارة «قلعتها
الاخيرة»، فإنها ستعمل من دون ريب على
استدراك الموقف واحداث تغيير جوهري
ونهائي في موقفها من النظام السوري.
لكن ذلك لن يتحقق اذا لم تتغير بعض
الوقائع في الفضاءين المحلي السوري
والاقليمي وفضاء العلاقات الدولية
أيضا، ولعل الفضاء السوري القابل على
احتمالات التغيير الدراماتيكي كل لحظة
هو الاهم من كلا الفضاءين الاقليمي
والدولي. نقصد هنا ان اي وقائع ميدانية، عسكرية
جديدة، على سبيل المثال، قد تجعل
الموقف الروسي يأخذ في عين الاعتبار
تلك التطورات ويعمل على التكيف وفقا
لمقتضياتها، وللتوضيح أكثر نقول، ان
زيادة كمية ونوعية في تسليح الجيش الحر
ونوعية في طبيعة العمليات العسكرية
التي قد ينفذها ضد النظام قد تجعل
روسيا تأخذ ذلك في عين الحسبان وتبتعد
عن النظام قليلا. لنتخيل ان الجيش الحر
قام بعملية عسكرية كبيرة في قلب
العاصمة دمشق او قرب القصر الجمهوري
ادت الى تكبيد النظام خسائر كبيرة، او
لنتخيل حصول الجيش الحر على اسلحة اكثر
فعالية ضد الدبابات، فماذا سيكون عليه
الموقف الروسي في هذه الحالة؟؟ او
لنتخيل ان محاولة انقلابية، حتى لو
كانت فاشلة، قد حصلت، فهل سيبقى الموقف
الروسي على حاله ام انه سيعيد الاعتبار
لموقفه من الرئيس الأسد ومن المعارضة
على حد سواء؟ من ناحية اخرى، فإن هناك عاملا أساسيا قد
يساعد في حصول تغيير في موقف روسيا،
الا وهو وحدة مجموعات المعارضة ولو
بالحد الادنى. ان ذلك من شأنه ان يدفع
موسكو لتعيد التفكير في مصالحها في
سورية من جديد بناء على هذا المعطى
المهم، فموسكو الى اليوم ورغم خطورة
الوضع على النظام السوري ما زالت تعتقد
انه الاقوى من بين كل اللاعبين على
الارض. في هذا السياق فإن تطمينات حول
مستقبل العلاقات ومصالح روسيا في
سورية تعطيها المعارضة لموسكو ربما
تلعب دورا مهما على هذا الصعيد. ثالثا، ان حصول انشقاقات سياسية وعسكرية
من داخل النظام ذات وزن واهمية، تعطي
اشارة الى موسكو الى ان الامور في
سورية تمضي باتجاه مسار واحد لا رجعة
عنه، الا وهو ان النظام السوري يتجه
نحو مزيد من الضعف والوهن، وهذا ما
سيدفعها للتفكير في المستقبل ولاتخاذ
مواقف جديدة تواكب ما يجري او تحاول
اللاحق بما يجري حرصا على مصالحها. ورابعا، يجب ان نأخذ في عين الاعتبار
البعد الديني الاقلوي في الموقف
الروسي حتى نفهمه جيدا، ونقصد هنا،
العلاقة التي تربط الكنيسة
الارثوذكسية الروسية مع كنيسة انطاكية
وسائر المشرق ومقرها في دمشق، وهما
الكنيستان الاكثر اهمية بالنسبة
للارثوذكس في العالم كله. ان موسكو،
وعلى خلفية هذه العلاقة، ما زالت تجد
في النظام السوري «الأقلوي» اي
المستند لدعم الاقليات الطائفية
والدينية والاثنية في سورية، هو
النظام الاكثر ضمانة للمسيحيين
الارثوذكس خصوصا والمسيحيين عموما في
منطقة الشرق الاوسط بعد ما حصل من مآس
للمسيحيين في العراق. لذلك فإن اعلان
قيادات وكوادر ونخب ثقافية مسيحية
انضمامها للثورة ومباركتها لها سيلعب
دورا حاسما في هذا المجال. وفي ما يخص الفضاء الاقليمي، لا بد من
القول ان ضغطا ديبلوماسيا واقتصاديا
تلعبه كل من الدول العربية وخصوصا
الخليجية منها اضافة الى تركيا سيجبر
موسكو على ان تفكر في تبعاته مليا في ما
لو قررت الاستمرار في دعم النظام
السوري. واخيرا، فإن مفاوضات مؤثرة وذات «نفس
طويل» وذات نتيجة مع كل من اسرائيل
وواشنطن يطمئن موسكو، ويقنعها بحتمية
زوال نظام الاسد، سيكون من شأنه ان
يدفع روسيا الى احداث التغييرات
المطلوبة. نقول ذلك، ونحن نعرف تماما ان موسكو تسجل
خطأ استراتيجيا كبيرا حين تسكت
اخلاقيا عما يجري في سورية وحين تساهم
من خلال دعمها السياسي والعسكري
للنظام بقتل مزيد من السورييين، لكن
كما قلنا سابقا فإن الدول الكبرى لا
تتعامل او تختار سياساتها الخارجية
وفقا لاعتبارات الاخلاق... مع الأسف. ================= تركي عبدالله السديري الرياض 24-3-2012 أسهل مهمة
تمارسها القوى الدولية إما تحقيقاً
لأهدافها أو استمرارية لتدخلاتها
تتواجد في عالمنا العربي.. والمؤسف ألا
يكون عالمنا هذا في حاجة إدراك لأبعاد
هذه الممارسة، أو ذو سلوكية وطنية
واعية تجعل الشأن المحلي مسؤولية
وطنية لا تقبل مؤثرات غيرها.. والشواهد
كثيرة.. ليس من قوة دولية واحدة فقط؛ لكن لأن
أمامنا تصريحات وزير الخارجية الروسي
سيرغي لافروف، فإننا نتوقف عند هذه
التصريحات، وهي بعدم موضوعيتها شاهد
تبرير غير منطقي للتدخل في أوضاع العرب
والبحث عن منفذ من خلال سوريا، فلا
نستطيع أن نفهم ما هو مبرر أن تطرح
الأوضاع المأساوية القائمة في سوريا
على أنها مظاهر صراع بين فئات إسلامية..
وكأن روسيا تجهل بأن أكثرية الدول
العربية محكومة بشخصيات سنة التي هي
تمثل الأكثرية الإسلامية في العالم
العربي.. وأيضاً هذه الأكثرية لم تسعَ
إلى صراع طائفي، وتم أيضاً رفض محاولات
التدخل من قبل إيران بتحريضها
المبررات الطائفية.. سوريا ليس فيها اقتتال ديني، ومضحك جداً
أن يعتبر المسؤول الروسي ضرورة التدخل
على أنها دفاع عن النظام العالمي وليس
عن النظام الروسي.. سوريا تحدث فيها
يومياً مواجهات قتل بين مواطنين لم
يرفعوا أي شعار طائفي ديني لكنهم
يطالبون بمعادلة حكم منصفة بين فئات
المواطنين وليس بين فئات الأديان.. هذه
المواجهات لا تتم بين قوى متماثلة
القدرات، لكن لأنها تحدث بين مختلف
قدرات الدولة العسكرية وبين مواطنين
لا يفعلون إلا التظاهر ولغة المطالبة
بالحقوق، فإن ما عرفه الوزير الروسي
بالنظام العالمي يقتضي أن يتم وجود
موقف إنقاذ لهؤلاء المواطنين وليس
افتعال صراع فئوي ديني غير صحيح..
يستطيع الوزير الروسي أن يجد في مظاهر
الحكم داخل سوريا تشابه تسلطات محلية
تقوم باستبداد كل إيجابيات لأقليتها
ضد أكثرية المواطنين مثلما كان الحكم
الشيوعي يفعل في روسيا، واستطاع
المواطن الروسي أن يسقطه.. هل من المنطق أو المعقولية أن تناقش أوضاع
اجتماعية قاسية الظروف والنتائج بمثل
هذه اللغة البعيدة تماماً عن أي
مصداقية وضوح أو مبررات تدخل.. وهل
بمقدور الوزير الروسي أن يقدم لنا
شواهد تدخلات دينية سورية أدت إلى
اغتيالات، في الوقت الذي تكشف لنا
مختلف قدرات الإعلام آلاف المواطنين
وهم يعلنون فقط مطالبتهم بالحقوق التي
لم تحمل أي شعارات انتماءات دينية أو
أخرى سياسية وطنية، كل الذي نشاهده هو
تورّط المواطنين بحكم استبدادي نعرف
أنه لم يحترم أي رقابة دولية، ولعلم
الوزير الروسي هناك توجهات مصالح
دولية وليس توجهات ضوابط حقوق.. ================= 7 أيار سورية... والقدر
المحتوم عامر أرناؤوط عكاظ 24-3-2012 شكل إعلان الرئيس بشار الأسد عزمه إجراء
الانتخابات التشريعية القادمة في
سورية في السابع من أيار (مايو) 2012 محطة
تأملية عميقة طرحت التساؤل التالي: هل
من قبيل الصدفة التقاء 7 أيار سورية
بالذكرى الرابعة للسابع من أيار
اللبناني يوم انتهكت قوات وميليشيات
حزب الله وحركة أمل حرمة الأراضي
اللبنانية،وقتلت وعاثت في أراضيها
فسادا فيما اصطلح عليه «باليوم الأسود»؟
أم أنها الأيام دارت لتستقر على نفس
اليوم في مشهد متجانس متشابه بين فعل
الماضي واليوم حيث تقوم شبيحة النظام
السوري ومرتزقته من بعض الدول «الصديقة»
للأسد بانتهاك الحرمات، فتقتل وتغتصب
وتحتل وتدمر وتخرب وتسرق، وكأن قدر «أيار»
الزاخر أن يضم في مطلعه الأسود فعل
الجريمة وتجاوز حقوق الإنسان فضلا عن
انتهاك الحرمات والتعدي على حق الحياة
والحرية والتعبير. إعلان بشار الأسد يشكل تعاميا منه عما يلف
بلده من ثورة أقل ما تريده أن يكف هذا
الديكتاتور القاتل عن سفك دمائها، وأن
يغرب عنها راحلا عن الحكم تاركا وراءه
تركة فساد تحتاج إلى ثورة ليست أقل مما
تمر به سورية اليوم تهدف إلى إعادة
الاعتبار للحياة الكريمة الحرة الأبية. سيأتي السابع من أيار 2012، وقد يمر
الاستحقاق الانتخابي في سورية كما حصل
مع الاستفتاء على التعديلات الدستورية
ليضيف بشار الأسد إلى خزائنه دمى جديدة
لا تعمل هذه المرة بالريموت كونترول أو
بمقتضى التعميم والأمر، بل هذه المرة
عبر اتقان الفن المسرحي والصنعة
الأدائية في مسرحية مملة. لعل أهم ما سيميز أيار 2012 إن حدث أن
الدراما السورية الناطقة فيه ستختبر
في قاعات مجلس الشعب الذي سيضج
بالممثلين القادرين على أداء الأدوار
المرسومة المعارضة منها والموالية
والوسطية. سورية مقبلة على تغيير حقيقي لا محال، ومن
شأن هذا التغيير أن يطيح بمعظم رموز
مجلس الشعب المزمنين فيه لصالح نماذج
إعلامية موهوبة ستؤدي دورها الذي يليق
بسورية الحقيقية، بدلا من مجلس شعب
مازال ينام نوما عميقا وطويلا. 7 أيار لبنان يقول ل 7 أيار سورية وضعت لي
بحصة تماما كما الرئيس السوري الحالي
بشار الأسد الذي «استجلب الرحمة لأبيه». ================= قوات خاصة روسية على
الأراضي السورية أ.د. سامي سعيد حبيب السبت 24/03/2012 المدينة من بين أخطر الأخبار التي تناقلتها
وكالات الأنباء عن سوريا الأسبوع
الماضي لما تحمله من دلالات التداعيات
خبر رسو سفينة ( آمان ) الحربية الروسية
في ميناء طرطوس السوري و على متنها
قوات بحرية روسية خاصة بمكافحة «الإرهاب»
ذلك المصطلح المشوه فاقد المعالم الذي
يستخدمه كل من شاء على ما يوافق هواه. و
لخطورة الحدث على المنطقة و العالم
وصفته جهات في مجلس الأمن بأنه قنبلة
موقوتة. و بالرغم من تأكيد العديد من
وكالات الأنباء العالمية بما فيها
وكالة الأنباء الروسية ( الأنتر فاكس )
للخبر إلا أن كلاً من الجهات الرسمية
لنظام بشار الأسد الإرهابي الحقيقي و
للحكومة الروسية ممثلة في وزير
الخارجية الروسي ( لافاروف ) ووزير
الدفاع الروسي ( سيرديكوف ) قد أنكروا
وجود قوات روسية خاصة على الأراضي
السورية و إن كان الأخير قد اعترف
بوجود مستشارين روس تدعم قوات الأسد
إلا أن الأحداث قد علمتنا أن إنكار
الساسة يدل أحياناً على الإثبات إذ أن
السياسة الحديثة مبنية في غالبيتها
على الأكاذيب. الهدف بالطبع من وجود
تلك القوات الخاصة الروسية هو مساعدة
قوات الأسد الطائفية المجرمة في
القضاء على رجال المقاومة السورية
المسلحة ممثلة في الجيش السوري الحر
بعد أن قويت شوكته وقام بعدد من
العمليات النوعية و أوقع في قوات الأسد
الخسائر البشرية الكبيرة بعد أن كانت
الساحة أمامها خالية لمدة سنة كاملة
تعربد كما تشاء و تقتل و لا تقتل. من بين تناقضات الموقف الروسي-السوري هو
لجوء سوريا بالتعاون مع روسيا لذات
المحذور الذي كانا يحذران الجميع منه
ألا و هو التدخل الخارجي في سوريا ، و
كما قال الشاعر العربي : لا تنه عن خلق و
تأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم. و
لكن هل هذه القوات الخاصة غير بشرية ؟
حتى يخفى أمرها طويلاً أم أنها ستحارب
رجال المقاومة السورية عن بعد. ستضطر
إلى مجابهة الأبطال وجهاً لوجه و سيعود
بعض أفرادها جثثاً هامدة إلى روسيا
التي يبدو أنها لم تستفد كثيراً من
دروس أفغانستان في مقاتلة المجاهدين. و كما استعان الهالك معمر القذافي
بإسرائيل و اليهودية العالمية في
تأمين الأعداد الغفيرة من المرتزقة
ليقاتلوا في صفه ضد الثوار الليبيين و
أنفق في سبيل ذلك الأموال الطائلة ، و
قاتلوا في صفوفه و دارت بينهم و بين
الثوار المعارك الطاحنة التي لم تزد
الثوار إلا صلابة إلا أنه في المحصلة
النهائية قد خسر الحرب التي انتهت
بتصفيته الجسدية على يد الثوار أولاً
لأن ذلك هو قدر الله في أعداء دينه ثم
لأن المرتزقة كانوا من عبدة الدينار و
الدرهم و ليسوا من أصحاب المبادئ
يدافعون عنها ، و لن تكون القوات
الخاصة الروسية في سوريا بأحسن أداءً
من ذلك ، بل إن وجودها فوق الأراضي
السورية سيشكل مبرراً قوياً لحالة جذب
لحركة جهادية شعبية للقتال ضد النظام
الطائفي و حليفه الدب الروسي الذي لا
شأن له في التدخل في الشأن الداخلي
السوري. فمساندة روسيا في مجلس الأمن
بالفيتو الشائنة شأن و مساندتها
بالجنود المقاتلين على الأرض شأن آخر
سيجر المنطقة إلى تداعيات كثيرة ، و قد
يقود إلى تدخلات عالمية إذ إن الكثيرين
يقرأون في الموقف الروسي رسالة تحذير
لقيادات العالم الغربي من التدخل
الغربي في سوريا و أن روسيا على
إستعداد لخوض غمار الحروب للدفاع عن
حليفها السوري يصعب التكهن كيف ستكون
ردود الفعل الغربية عليها. ================= الراية القطرية التاريخ: 24 مارس 2012 ليس المطلوب من المجتمع الدولي الإدلاء
ببيانات إدانة أو شجب للحالة السورية
التي وصلت إلى وضع ميؤوس بسبب ممارسات
النظام وإنّما المطلوب قرار واحد
وشجاع هو إنقاذ الشعب السوري من هذا
النظام الذي ضرب أسوأ الأمثلة عربيًّا
ودوليًّا في التعامل مع شعبه وهذا لن
يتمّ إلا بموقف دولي موحّد وشجاع
يُلبّي تطلعات هذا الشعب في الحرية
ويردع النظام ويمنعه من إبادة شعبه. لقد وضح أن العقوبات الدولية والأوروبية
قد فشلت في التعامل الجاد مع هذا
النظام ولذلك فإن العقوبات الأوروبية
الجديدة ضدّ النظام السوري والتى شملت
12 شخصية سورية من بينها زوجة الأسد
وثلاثة آخرون من أفراد أسرته بينهم
والدته ما هي إلا إطالة لعمرالنظام
علمًا بأن العقوبات الأوروبية شملت
حتى الآن 126 شخصية و41 شركة وأن المطلوب
تغييرهذه السياسات التي لا تُجدي تجاه
النظام بإيجاد بدائل ناجعة تُرغمه
للامتثال لقرارات الشرعية الدولية
ولرغبة الشعب السوري. إن المجتمع الدولي مطالب بأن يتخذ قرارات
شجاعة في مواجهة هذا النظام الذي
يُحاول شراء الزمن والاستفادة من
الخلافات في مجلس الأمن بين الغرب
وروسيا والصين ووفقًا لذلك فقد سعى بكل
قوّة لإفشال مهمّة المبعوث الدولي
والعربي كوفي عنان الذي لم يجد إلا
إطلاق التحذيرات والمناشدات فيما أن
النظام ظلّ يتلكأ في القبول باستقبال
بعثات المراقبة الدولية وعرقلة مهمّة
بعثات الإغاثة الإنسانية. إن التحذير الذي أطلقه مجلس حقوق الإنسان
بخصوص إمكانية وقوع حرب أهلية في سوريا
يتطلب من المجتمع الدولي التحرّك
العاجل لردع النظام ومنعه من جرّ سوريا
لهذه الحرب خاصة أنه يستفيد من مثل هذه
التحذيرات في تشديد قبضته ضدّ الثورة
السورية وممارسة المزيد من القتل
والتنكيل لأنه يُدرك عدم امتلاكه
البديل للخروج من هذا المستنقع
المُؤلم ولذلك فهو يستفيد من مثل هذه
التحذيرات التي تُظهر مدى عجز المجتمع
الدولي في مواجهته. من المؤسف أن يفشل المجتمع الدولي في ردع
النظام السوري ومن المُؤسف حقًّا أن
يتفرّج الجميع على هذا الواقع المُؤلم
وما يُحاك ضدّ هذا الشعب. إن المطلوب
ليس إصدار بيانات إدانة أو شجب أو
رجاءات أو زيارات مكوكية يقوم بها كوفي
عنان لروسيا أو سوريا وإنما قرارات
واضحة تُنقذ الشعب السوري من هذا
النظام الذي تسبّب في إحراج العرب
أولاً بكشف عجزهم الجماعي في مواجهته
وثانيًا في فضحهم بممارساته التي
أساءت لهم أمام المجتمع الدولي
باعتبار أنه مصنّف من العرب. إن نصرة الشعب السوري الذي يُواجه هذا
النظام الباطش والقمعي والمتعطش
للدماء أصبحت واجبًا شرعًا للجميع
وضرورة ملحّة عربيًّا وإسلاميًّا خاصة
بعد ما تزايدت عمليات البطش والقتل
اليومي وبعدما أعلن المجتمع الدولي
فشله في وضع حدٍّ لممارساته، ومن هذا
المنطلق فإن الإجماع الدولي يُشكّل
أهمية مفصلية في الأزمة السورية، إمّا
إنهاؤها بقرار شجاع دولي بمواجهة
رادعة للنظام وإمّا التخاذل وترك
سوريا تُواجه حربًا أهلية بدأت نذرها
تبدو على الساحة كما حذّرمجلس حقوق
الإنسان وهذا ما يُريده النظام الذي هو
المستفيد الأول من هذا الوضع ويستثمره
خير استثمار. ================= مبادرات ومبادرات
والطريق مسدودة حسين العودات التاريخ: 24 مارس 2012 البيان أرسل كوفي عنان
الأمين العام السابق للأمم المتحدة
وفداً إلى دمشق يوم الاثنين الماضي
لمناقشة مبادرة قدمها للسلطات
السورية، تمهيداً للوصول إلى حل
للأزمة. وكانت جامعة الدول العربية تقدمت بدورها
بمبادرة في نهاية شهر يناير الماضي
للهدف نفسه، هذا إضافة إلى مبادرة
روسية ومبادرة من الجمعية العامة
للأمم المتحدة ومبادرة صينية،
ومبادرات عديدة أخرى من جهات أقل
أهمية، وتهدف جميعها إلى وضع الأزمة
السورية على طريق الخلاص والوصول إلى
تسوية. تتضمن هذه المبادرات المتعددة في طياتها
أهدافاً ثلاثة رئيسة هي: وقف العنف
والعمليات العسكرية، وعقد الحوار بين
السلطة السورية والمعارضة، وحل
القضايا الإنسانية لسكان البلدات
والمدن وللمدنيين المحتاجين للمساعدة
الغذائية والطبية والأمنية. إضافة إلى مطالبتها بتحقيق أهداف أخرى
جزئية أو أقل أهمية. ولدى التدقيق في
هذه المطالب التي تضمنتها معظم
المبادرات يستنتج المحلل صعوبة وصولها
إلى هدفها بل استحالة هذا الوصول، لأن
المطلب الرئيس فيها هو وقف أعمال
العنف، وهو في الواقع مطلب متعذر
التحقيق، ذلك لأن السلطة السورية
ترفضه رفضاً مطلقاً، لأنها تصر على
وجود عصابات مسلحة تستخدم العنف ضدها. وتشترط وقف العنف من قبلها أولاً، بينما
ترى المعارضة عدم وجود أية مجموعات
مسلحة، وأن استخدام العنف من قبل
المتظاهرين هو للدفاع عن النفس، ولذلك
لابد من أن تبدأ السلطة بوقف مسبق
لاستخدام السلاح وقصف القرى والمدن
والسكان المدنيين الآمنين. وسحب الجيش المنتشر في كل مكان، وإعادته
إلى ثكناته، وترى المعارضة أن إصرار
السلطة على مزاعمها بوجود عصابات
مسلحة هو شعار تستخدمه لتبرر عنفها
معتمدة على أنه أمر لا يمكن نفيه،
وتستخدم السلطة هذا الشعار لتبرر
ممارساتها العسكرية. وعلى ذلك فإن الهدف الرئيس لكل هذه
المبادرات هو هدف متعذر التحقيق، خاصة
وأن السياستين الروسية والصينية
تشاركان النظام السوري رأيه هذا.
وبالتالي يسقط أي احتمال للوصول إلى
تسوية منذ الخطوة الأولى. أما الموضوع الثاني الذي تضمنته
المبادرات جميعها فهو عقد الحوار بين
السلطة والمعارضة، وهذا الموضوع يلاقي
بدوره صعوبات كبيرة في تعريف مضمونه
وأهدافه وأساليب تحقيقه، فالسلطة
يشاركها الروس والصينيون، تقترح أن
تتحاور هي والمعارضة دون أية شروط
مسبقة، ودون أية خارطة طريق . ولا أهداف محددة، وترى أن يجتمع الطرفان،
ويبحثان شؤون الأزمة فهذا هو مفهومها
للحوار، بينما ترى المعارضة السورية
أنه لابد من تحقيق أمرين رئيسيين قبل
عقد أي حوار: أولهما إيجاد مناخ ملائم
للحوار، يتمثل في إطلاق عشرات آلاف
المعتقلين، وسحب الجيش من القرى
والمدن وإعادته إلى ثكناته، والسماح
بالتظاهر السلمي. وإحالة المرتكبين إلى المحاكمة، وهم
أولئك الذين قتلوا ما يقارب عشرة آلاف
متظاهر وجرحوا عشرات الآلاف الأخرى،
فضلاً عن ممارستهم التعذيب والإهانة
وحرق البيوت وسرقتها، وعندما يتحقق
ذلك تكون الطريق، برأي المعارضة،
سالكة للحوار. أما الأمر الثاني فينبغي أن يتركز الحوار
حول كيفية تغيير النظام إلى نظام
ديمقراطي تعددي تداولي، وتحديد
المرحلة الانتقالية اللازمة لذلك،
وشكل حكومة الوحدة الوطنية التي تشرف
على هذه المرحلة، والصلاحيات التي
ستمنح لها والتي تعود الآن لرئيس
الجمهورية، تمهيداً لانتخاب هيئة
تأسيسية تعد دستوراً جديداً للبلاد،
وإقامة الهيئات الدستورية والتشريعية
اللازمة. ترفض السلطة السورية أيضاً رفضاً مطلقاً
هذا المقترح، كما ترفض التنازل عن أي
من صلاحياتها الحالية لأي جهة كانت،
وترى أن القوانين التي صدرت منذ بدء
الثورة والتي تسميها قوانين إصلاحية
هي إصلاحات كافية، وهذا الرفض بدوره هو
سبب جدي لفشل المبادرات المقدمة
جميعها. لهذا، ودون الدخول في التفاصيل، فإنه
يتعذر الوصول إلى حل للأزمة السورية
بطريق هذه المبادرات، حتى لو تدخل
الروس والصينيون وغيرهم، لأن السلطة
السياسية السورية مقتنعة بأن الحل
الأمني الذي تتبعه حالياً سيوصلها إلى
القضاء على الثورة، فهي واثقة من
فعالية هذه السياسة وهذا الخيار
وإمكانياته، مع أن واقع الحال يشير إلى
أنه كلما ازدادت السلطة في ممارسة
العنف تزداد الثورة اشتعالاً، ويؤدي
هذا العنف إلى تسلح الثائرين، وممارسة
عنف مضاد، مما يصعد وسائل العنف إلى
مواجهات عسكرية، وقد تتطور لتحرق
الأخضر واليابس. إن عدم قبول السلطة السورية هذه
المبادرات الإقليمية والدولية يبقي
الجرح مفتوحاً، ويزيد الأمور تعقيداً،
خاصة بعد أن انشق آلاف الجنود والضباط
عن الجيش السوري النظامي وشكلوا ما سمي
جيش سورية الحر، وهناك محاولات من بعض
البلدان لتسليح هذا الجيش وتمويله
وتأهيله لبدء صراع عسكري مع الجيش
النظامي. وهذا يؤدي، بطبيعة الحال، إلى تنحية الحل
السياسي جانباً وإلغاء دور التيارات
السياسية المعارضة القائمة حالياً،
وتحويل الأزمة إلى صراع بين جيشين
سوريين، من شأنه، إذا طال، أن يدمر
الدولة السورية بكاملها بمنشآتها
ومؤسساتها وليس السلطة القائمة فقط،
أو النظام السياسي فقط، ويعيد سوريا
عقوداً إلى الوراء. من غير المتوقع إذن وصول أي من هذه
المبادرات إلى حل جدي وشامل ونهائي،
وبالتالي فإن عمر الأزمة السورية
سيطول، وستزداد عنفاً وتعقيداً، كما
تزداد عسكرتها وتحولها إلى صراع مسلح
بين طرفين سوريين، مما يفتح الباب
لجميع دول العالم للتدخل في شؤون
سوريا، ويخرجها من أيادي شعبها،
ويجعلها ميداناً لتصفية الحسابات بين
الدول الكبرى، ويبقى الحل أولاً
وأخيراً بيد السلطة السورية الحاكمة. ================= علي حماده 2012-03-24 النهار كان لتسمية هذه الجمعة الثورية في سوريا ب"جمعة
قادمون يا دمشق" ابلغ الدلالات مع
وصول الثورة و"الجيش الحر" الى
قلب دمشق نفسها، وسيطرته المتقطعة على
معظم المناطق المتاخمة للعاصمة من
ضواح ومدن في ريف دمشق. فالعاصمة صارت
في قلب المعركة، والنظام ورئيسه
يشهدان يوميا على تضاؤل هوامش
المناورة والتحرك العسكري. فما سمّي ب"الحسم
العسكري" لم ينجح بدءا من حمص نفسها
بعدما استوعب الثوار ومعهم الجيش الحر
نتائج سقوط حي بابا عمرو بنقلهم
المعركة الى كل مدينة حمص التي تحتاج
لكي يحتلها جيش بشار الاسد الى خمسين
الف جندي يرابطون فيها على مدار السنة،
وهذا بالطبع مستحيل. اضف الى ذلك ان
جميع المناطق التي حاول فيها بشار
الحسم عسكريا ما سقطت وما خرج منها "الجيش
الحر". بل بالعكس، مدينة ادلب واقعة
تحت سيطرة الاسد نهارا وليلا، يسيطر
عليها "الجيش الحر". ومثل ادلب
الكثير من المناطق، من درعا الى دير
الزور وصولا الى جبل الزاوية. من هنا يتضح ان شعار "قادمون يا دمشق"،
وهو يذكر البعض منا بشعار ثوار ليبيا
"جايينك يا معمر" واقعي اكثر من
مزاعم نظام وحلفائه في لبنان امثال
الجنرال ميشال عون ان الحسم ممكن وان
النظام انتصر. فالانتصار مستحيل في ظل
انعدام البيئة الحاضنة للنظام في كل
مكان تقريبا. وحدها المناطق ذات
الغالبية العلوية تؤمن بيئة حاضنة
لبشار وبطانته. اما في بقية سوريا
فالموازين مختلفة تماما، الامر الذي
يحول دون سيطرته على سوريا مهما تفوق
من الناحية العسكرية الصرفة. فجيش
النظام صار في عيون غالبية ساحقة من
السوريين جيش احتلال يفوق الاسرائيلي
وحشية واجراما، مما يجعله هدفا لعداء
حاسم من الشعب. لا يمكن أي جيش في العالم، مهما بلغ شأوه،
ان يمسك بالارض طويلا ما دامت البيئة
الشعبية معادية، لا بل انها حاضنة لجيش
ثوري جل ما يحتاج اليه اليوم هو
التنظيم والتمويل والتسليح النوعي لكي
يواجه بفاعلية قتلة الاطفال. لقد حان الوقت لكي يضطلع المجتمع الدولي
بواجباته حيال السوريين. فهم لا ينشدون
التدخل الخارجي بعدما تبين لهم ان
العالم يتفرج على مأساتهم من دون ان
يحزم أمره لوقف أكبر مجزرة في المشرق
العربي. هذا ما يحتم على النظام العربي
الداعم لثورة السوريين ان يعجلوا في
خطوات دعم "الجيش الحر" لأن
الاخير هو الوسيلة الوحيدة متضافرا مع
الحراك الشعبي لاسقاط. لقد انتهى النظام، وانتهى بشار كرئيس،
وانتهت كذبة الممانعة والمقاومة،
وسقطت الروايات المضحكة المبكية التي
يرويها داعمو النظام امثال السيد حسن
نصرالله الذي بدل ان يدعو طرفي صراع في
سوريا الى رمي السلاح، عليه ان يعيد
الى لبنان عناصره التي تقتل اطفال
سوريا جنبا الى جنب مع جيش بشار
وشبيحته. وسيأتي يوم يحاسب فيه "حزب
الله" قبل غيره من التنظيمات على قتل
اطفال سوريا. فحذارِ. ================= سميح صعب 2012-03-24 النهار تهيّب الغرب الموقف في سوريا، فاتجه الى
روسيا باحثاً عن حل عنوانه المبعوث
المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول
العربية كوفي أنان مع نقاطه الست. ولم
تعترف الولايات المتحدة واوروبا بدور
لموسكو في سوريا إلا بعدما تبين ان
الخيارات الاخرى التي جربت في تونس
ومصر وليبيا واليمن، صعبة التحقيق في
سوريا. فالداعون الى الحل العسكري من
العرب والمعارضة لا يملكون مقوماته،
في حين ان الغرب القادر على تنفيذ الحل
العسكري، ليس راغباً فيه. لا يعني ذلك
ان اميركا والاتحاد الاوروبي سيكفان
عن المطالبة باسقاط النظام السوري،
لكنهما لن يذهبا الى النهاية لتحقيق
هذا الهدف لانهما يخشيان عواقب خطوة
كهذه. وبعد الوصول الى المأزق، اتجه الغرب نحو
الخيار الروسي، لأن موسكو، بفضل
احتفاظها بعلاقة جيدة مع النظام
السوري، هي الوحيدة اليوم القادرة على
التأثير في مواقفه، في حين ان الغرب
يستخدم لغة العقوبات والضغوط وتحديد
المهل وتوجيه الانذارات. وبصرف النظر
عن القاعدة التي تنطلق منها روسيا في
مقاربة الازمة السورية، فإن اصرارها
على ايجاد حل سياسي ورفض الحل العسكري
في مجلس الامن، هو الذي وفر المناخ
لمهمة أنان. لقد اقتضت الغرب سنة كي يقتنع بعدم جدوى
الاستمرار في خياراته حيال سوريا
واعادة النظر في مواقفه وفي مقدمها
اشراك روسيا في الحل عكس ما حصل في تونس
ومصر وليبيا واليمن، واستبعاد اللجوء
الى الخيارات العسكرية، والتحذير من
ان حرباً اهلية في سوريا ستمتد الى
الدول المجاورة، او تجبر واشنطن على
التورط في حرب اخرى في المنطقة وقت
تسعى الى اقفال ملف حربي العراق
وافغانستان، وتحاول عدم التورط في حرب
مع ايران. وأياً تكن الخصائص التي مكّنت النظام
السوري من البقاء سنة في المواجهة، فإن
خطأ الغرب منذ البداية كان تجاهل هذه
الخصائص واستسهال التغيير. ومن هنا
دفعه معارضة الخارج والداخل الى رفع
سقف المطالب وعدم القبول بما هو دون
اسقاط النظام، من غير ان يأخذ في
الاعتبار الموانع الداخلية
والاقليمية والدولية التي تحول دون
ذلك. بعد اكثر من سنة على الازمة، اقتنع الغرب
ان الحلول العسكرية في سوريا تزيد
الازمة تفاقماً ولا تحلها. ولم يقل
الروس منذ سنة غير ذلك. فمن الذي غير
موقفه، روسيا ام الغرب؟ واذا كان من
المسلم به ان اميركا لا تتنازل لروسيا
عن أي امر او مسألة، سخاء او مكرمة، فإن
ما حدث بالنسبة الى سوريا يدل على ان
اميركا اليوم ليست اميركا التي غزت
العراق وافغانستان وقصفت صربيا، كما
ان روسيا لا تشبه روسيا قبل عشرة اعوام
او قبل عشرين عاماً. ================= هل يصلح السيناريو
اليمني لسورية ؟ ريا أحمد* 2012-03-23 القدس العربي ما عدد الشهداء الذي يجب ان يسقطوا في
سورية لكي يمنح العالم حصانة لبشار
الأسد؟ وما هي الثروة التي يجب أن
يجمعها لكي يتدخل العالم ويقنعه
بالتوقيع على مبادرة تقضي بتسليم
السلطة لنائبه فاروق الشرع وإجراء
انتخابات رئاسية مبكرة. لربما كان نظام الأسد من أبشع الأنظمة
العربية في قمع الشعوب فالشهداء الذين
يسقطون بالعشرات يوميا في عموم
المحافظات السورية تشهد قطعا بأن رأس
النظام لا يملك أي مقومات إنسانية حيال
شعب اعزل خرج سلميا لرفض ممارسات اقل
ما يمكن وصفها بأنها (وقحة). السيناريو اليمني لا يجب أن يتكرر في
سورية فأعداد الشهداء في اليمن اقل
بكثير منهم في سورية فمن الظلم ان يشعر
الأشقاء هناك بالظلم والغبن الذي نشعر
به نحن هنا كون من ارتكب الجرائم
البشعة في حق ابنائنا ما يزال حرا
طليقا يمارس السياسة بكل جرأة و وقاحة
يتدخل في أدق التفاصل لليمن الجديد
محاولا إفساد البلاد تارة بالقاعدة
الذي هو أميرها في اليمن وتارة
بالحوثيين الذي صنعهم لإبادة الجيش
اليمني ليتسنى له بناء جيش أسري بديلا
عن الجيش الوطني وعمل كسمسار من تحت
الطاولة بينهم-الحوثيين-وبين ايران.وتارات
اخرى بالحراك الجنوبي المطالب
بالانفصال. يجب أن لا يٌمنح الأسد أي حصانة بعد
المجازر شبه اليومية والاعتدءات على
حرائر سورية من قبل الشبيحة وغيرها من
الممارسات اللا إنسانية التي يمارسها
النظام وشبيحته ضد الشعب السوري
العظيم. هل يجب أن يتكرر حادث دار الرئاسة الذي
كان في صنعاء في 3 يونيو/حزيران2011 والذي
أحرق صالح حينذاك،هل يجب ان يتكرر في
سورية لكي تأخذ الامور منحى اخر في خط
الثورة السورية؟ يتحدث الأسد في كل خطاب له عن مؤامرة ضد
سورية ويتحدث عن مجاميع إرهابية
ومسلحة كلامه ليس بعيدا عن الواقع
فالمؤامرة موجودة فعلا من النظام ضد
الشعب الثائر،والمجاميع الارهابية
المسلحة موجودة بتمويل من نظام الأسد
نفسه وما عدا هذا فليس ثمة سوى شعب
انتفض ضد حاكم جائر جاء إليه مدعيا
العلم والديمقراطية بيد انه لا يختلف
ابدا عن زملائه من الحكام العرب وان
كانوا من جيل مختلف تماما عن جيل الأسد
الذي تعلم واصبح طبيبا ليمارس عوضا عن
طب العيون مجازر بشعه بحق ابناء سورية
الحبيبة. يدرك العالم كله أن الأسد يسند ظهره إلى
ايران وقد صدق نفسه بأنه الزعيم القومي
الذي لم يخضع لاسرائيل قط ويوهم نفسه
بأنه الزعيم العربي الوحيد الذي يضع
قضية القدس في اولويات مهامه كزعيم
بليغ في الخطابة ومبدع في الإبادة
الجماعية لشعب مهما اراق من دمه لن
يرجع عن ثورته فهي ثورة شعب وما من ثورة
شعبية تخرج للشارع لتعود خائبة لحظيرة
الحاكم. السناريو اليمني لا يمكن أن يتكرر في
سورية فيظل الرئيس رئيساً وأن وضع غيره
على الكرسي،ليظل يحكم عبر ابنائه
واقاربه وحزبه،ليظل حزب البعث هو
الحاكم الفعلي بعد رحيل الرئيس ويدعي
بعدها بأنه معارض للحكم بينما الرئيس
الجديد ما يزال ينتمي لنفس الحزب. لا يمكن أن يتكرر السيناريو اليمني في
سورية ليتنحى الرئيس عبر انتخابات(هزلية)ليأتي
الرئيس الجديد كظل للرئيس القديم ،لا
يمكن أن يتخذ خطوات تتناسب مع ما
تستحقه المرحلة لا يجرؤ على إقالة اياً
من أقارب الرئيس السابق أو منعه من
دخول القصر الرئاسي من البوابه
الخلفية ليلتقي بالبلاطجة أو بالشبيحة
حسب الاشقاء في سورية. اخيرا لا يمكن للسيناريو اليمني أن يتكرر
في سورية فيمنح العالم حصانة للأسد
وأقاربه وكل من عملوا معه ليهنأ وإياهم
برغد العيش وقد نهبوا خزينة الدولة
وقتلوا خيرات الشباب ودمروا اقتصاد
البلاد ليكون بعد ذلك في نظر البعض
الزعيم الذي لولاه لما تم التداول
السلمي للسلطة. *باحثة وصحافية يمن ================= السبت, 24 مارس 2012 علي العبدالله * الحياة مرّ عام على ثورة الحرية والكرامة في
سورية، فما المحصلة الميدانية التي
نجمت عن مواجهاتها؟ في الرد على هذا
التساؤل يمكن إيراد الملاحظات الآتية:
الأولى، اتساع نطاق التظاهرات لتشمل
معظم المحافظات بما فيها قرى نائية لم
تكن حاضرة في وعي السوريين من قبل،
وتزايد مشاركة المواطنين باضطراد،
ونشوء حالة تضامنية بين المحافظات عبر
ترديد الهتافات والأهازيج التي تعلن
التضامن مع المدن والبلدات والقرى
التي تتعرض للقصف والحصار والتنكيل.
وكذلك تنظيم عمليات المواجهة بحيث
تشتمل على إغاثة المدن والأحياء
والبلدات المتضررة وتوفير مستشفيات
ميدانية لإسعاف الجرحى في جهد هدفه
تلافي وقوع الجرحى بأيدي الأمن
والشبيحة الذين قاموا بقتل وتعذيب
الجرحى في المستشفيات. الملاحظة الثانية، رفض النظام فكرة
الإصلاح، وتبنيه، من اليوم الأول
للثورة، للخيار الأمني الذي تحول مع
صمود الثورة واتساع نطاقها إلى خيار
عسكري/ حربي، واستثماره للتحركات
السياسية والديبلوماسية، وبخاصة
الفيتو الروسي - الصيني، واستغلالها في
تصعيد عمليات القتل والتنكيل
بالمواطنين والمدن والبلدات والقرى.
لقد اعتبر هذه التحركات مهلاً للقتل
عله يغير الوقائع على الأرض وينجح في
سحق الثورة فتوسع في عمليات القتل
والتنكيل والاغتصاب بالتزامن مع كل
تحرك سياسي وديبلوماسي. وقد كان لافتاً
تزايد عمليات القتل الجماعي وبطرق
بشعة، ذبح بالسكاكين لنساء وأطفال
وشيوخ ورجال، في محاولة لاستدراج
المواطنين إلى ردود فعل عصبية وارتكاب
جرائم مماثلة كمدخل لإشعال صراع
طائفي، غير أنه لم ينجح نتيجة حصافة
المواطنين ووعيهم السياسي. الملاحظة الثالثة، عمل النظام على تقطيع
أوصال البلاد والمدن الكبيرة ليمنع
حصول تظاهرات مليونية تبرز ضعف شعبيته
وتآكل شرعيته وقد نجح إلى حد كبير في
تحقيق هدفه عبر استخدام القوة المفرطة
وكل أصناف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة
والخفيفة. الملاحظة الرابعة، النزوح الواسع من
المدن والبلدات التي تتعرض للقصف
والتنكيل حيث نزح من حمص وحماة وإدلب
وأريافها وبعض بلدات ريف دمشق آلاف
المواطنين وتحولوا إلى مشردين في دول
الجوار (تركيا، الأردن، لبنان) وفي مدن
دمشق وحلب في شكل خاص، يبحثون عمن
يساعدهم على تأمين سكن ومأكل. الملاحظة الخامسة، توسع النظام في
استخدام الأسلحة الثقيلة: دبابات،
هاونات، راجمات صواريخ، مدافع، ميدان
طائرات هيلوكبتر والطائرات من دون
طيار التي زودته بها إيران وروسيا
للرصد وتحديد الأهداف استخدمت في حمص
وحماة وإدلب ودير الزور وريف دمشق (الزبداني
ومضايا ورنكوس وسقبا وحمورية ويبرود)
ودرعا وريفها وريف حلب (إعزاز، الاتارب). الملاحظة السادسة، بروز ظاهرة الانشقاق
عن الجيش النظامي وبدء تشكل كتائب
عسكرية تحت اسم الجيش السوري الحر
والذي كسب تأييد الثوار وتحول إلى مركز
جذب للمتطوعين من المدنيين وازدياد
المراهنة عليه وعلى دوره في الدفاع عن
المواطنين العزل ولجم وحشية النظام. الملاحظة السابعة، ميل المواطنين للدفاع
عن النفس وبروز ظاهرة التسلح في شكل
واسع نتيجة يأس المواطنين من حل سياسي
والخطر الداهم والمتصاعد على حياتهم
وأسرهم. الملاحظة الثامنة، حصول قطيعة نفسية
عميقة بين الشعب والنظام بحيث غدا
التفاهم بين الجانبين مستحيلاً، وهذا
قطع الطريق على فكرة الحوار بين
المعارضة والنظام. الملاحظة التاسعة، حالة إحباط في الشارع
سببها تراخي المجتمع الدولي والنتائج
الهزيلة التي صدرت عن مؤتمر أصدقاء
الشعب السوري. الملاحظة العاشرة، انزياح مواقف
السوريين بعامة والدمشقيين بخاصة
وميلهم إلى جانب الثورة والذي بدأ من
خلال الاهتمام بالأحداث وهيمنتها على
حديثهم اليومي مع ميل لتصديق رواية
المعارضة، وتطور ليأخذ شكل دعم إغاثي
ومالي لينتقل إلى المشاركة في
التظاهرات المناوئة للنظام ومقاطعة
المسيرات الموالية له. الملاحظة الأخيرة تراجع شعبية النظام كما
يظهر من تراجع أعداد المشاركين في
المسيرات الموالية حيث تناقص العدد
كثيراً ولم تعد السلطة تستطيع حشد
الآلاف كما كانت تفعل في بداية الثورة (في
المسيرة الأخيرة، الخميس 15/3، وحرصاً
من النظام على تعظيم الحشد، جرى قسر
الموظفين على المشاركة وإجراء تفقد
اسمي في مقرّ العمل وفي ساحة الأمويين
مركز التجمع). لم تستطع الثورة تحقيق هدفها الرئيس:
إسقاط النظام، نتيجة عوامل كثيرة لعل
أبرزها البنية الأمنية التي عمل
النظام على إقامتها منذ انقلاب 1963
وتعمّقت بعد انقلاب 1970 بتدعيمها
بعصبية طائفية. لكن في المقابل عجز
النظام عن هزيمة الثورة وإعادة
المواطنين إلى بيت الطاعة وما زالت
الاحتمالات مفتوحة. * كاتب سوري ================= عبد الله بن بجاد العتيبي الشرق الاوسط 24-3-2012 لا تزال روسيا تبدي موقفا يزداد تعنتا في
الدفاع عن ماكينة القتل النظامية التي
تجري في سوريا، ولا تزال تسير على ذات
السياسة التي اتبعتها منذ بدء الأزمة؛
دعم غير محدود للأسد ونظامه سياسيا في
كافة المحافل الدولية، مع دعم لوجيستي
على الأرض، بما يشمله ذلك من تسليح
وتدريب لعناصر النظام وكوادره
العسكرية والأمنية. الجديد في خطاب وزير الخارجية الروسي
سيرغي لافروف هو حديثه عن الطائفية في
سوريا، وتبنيه لخطاب نظام الأسد، الذي
لا يزال يسعى للتأكيد أنه الحصن الحصين
تجاه تفجر العنف الطائفي بين شرائح
الشعب السوري، بيد أن الذي يغفله
لافروف في هذا السياق هو أن النظام
الأسدي يقتل كل معارضيه من شتى الطوائف
كل يوم وبالعشرات. لقد دخلت المفردات الطائفية في المنطقة
على خطاب لافروف السياسي، ويكفي
التركيز على هذا المقطع من حديثه حول
أنه إذا سقط نظام الأسد «فستنبثق رغبة
قوية وتمارس ضغوط هائلة من جانب بعض
بلدان المنطقة من أجل إقامة نظام سني
في سوريا، ولا تراودني أي شكوك بهذا
الصدد.. ويقلقنا في هذا الوضع مصير
المسيحيين وهناك أقلية أخرى كالأكراد
والعلويين وكذلك الدروز.. وفي لبنان..
ستكون الأمور سيئة جدا، لأن البلاد
متعددة الطوائف والأقليات القومية..
ونظام الدولة هش جدا. كما أن العراق
ستمسه هذه العمليات في أغلب الظن، حيث
يهيمن في العراق الآن الشيعة في كافة
المناصب القيادية»، «الشرق الأوسط»،
الخميس الماضي. حديث لافروف هنا يشي بأن مواقف روسيا التي
يقود دبلوماسيتها تستحضر في مواقفها
وقراراتها الأبعاد الطائفية في
المنطقة، وهو وعي مطلوب لمن أراد
التعامل مع المنطقة بكافة أبعادها،
غير أن لافروف يتناقض حين ينحاز لطائفة
ضد أخرى، ويفقد توازنه حين يخشى على
أقلية هنا ولا يخشى عليها هناك، وكذلك
حين يخشى من أكثرية هنا ولا يخشى منها
هناك، وللتوضيح، فهو تحدث عن خشية من
قيام نظام «سني» في سوريا ونسي أن
السنة بالمنطق الطائفي هم الأكثرية من
الشعب السوري، وأنهم محكومون من أقلية
عائلية تسعى لاستجلاب دعم طائفة واحدة
ضد بقية الطوائف. وحين تحدث عن لبنان وطوائفه وأقلياته نسي
أن النظام الأسدي الحالي والسابق هو
أكبر من فتك بطوائف لبنان وأقلياته، إن
بالتدخل العسكري المباشر وإن
بالتفجيرات والاغتيالات وممارسة
الضغوط حد الإذلال والتهديد تجاه رموز
الطوائف اللبنانية بأكثريتها
وأقلياتها، وأن نظام الدولة الهش جدا -
حسب تعبيره - في لبنان تمت صياغته على
يد النظام الأسدي الذي يدافع هو عنه
الآن، كما أنه حين تحدث عن العراق «حيث
يهيمن الشيعة في كافة المناصب
القيادية» لم يبد قلقا مماثلا لما يجري
في سوريا، ونسي الخشية من طغيان
الأكثرية على الأقلية. إن الحديث الطائفي مقيت دائما، والطائفية
خطر محدق في المنطقة بأسرها، وهذا معطى
واقعي يجب أخذه بالاعتبار عند النظر
لكافة جوانب الأزمات الكبرى والصغرى
في المنطقة لا للخضوع للمنطق الطائفي
بل لتجنبه عبر الوعي به وإدراكه، غير
أن إصرار لافروف على الحديث الطائفي
يأتي تبعا لسياسة النظام الأسدي التي
لا تزال تسعى منذ بدء الأزمة من أجل
تحويلها لنزاعات طائفية تأكل الأخضر
واليابس، ولافروف حين يتحدث عن دعم بعض
دول المنطقة للسنة في سوريا ينسى الشعب
السوري نفسه بكافة طوائفه الذي وعلى
الرغم من كل ما يمارسه نظام الأسد ضده
من جرائم لا يزال متشبثا بحريته
واستقلاله، وأن الدم الجاري على تراب
سوريا تختلط فيه جميع الطوائف. والأغرب من هذا هو حديث لافروف عن أن «الأسرة
العالمية يمكن أن تتدخل فقط في
النزاعات بين الدول حين يكون المقصود
وقوع عدوان وحين تهاجم بلاد بلادا أخرى»،
ونسي أن مجلس الأمن سبق له التدخل في
رواندا بعد جرائم الإبادة الجماعية
هناك وأنشأ محكمة جنائية دولية خاصة
برواندا، وقبل هذا أيضا تدخل مجلس
الأمن في يوغوسلافيا السابقة بعد
المجازر الكبرى التي ارتكبت هناك
وأنشأ محكمة جنائية دولية خاصة بها،
فلماذا يتناسى لافروف هذه المواقف
والقرارات الدولية السابقة عندما جاء
الحديث عن نظام الأسد؟ ألا يعتبر
لافروف أن مقتل ما يزيد على أحد عشر
ألفا من المواطنين السوريين جريمة
جديرة بالتدخل الدولي عبر محكمة
جنائية دولية خاصة بسوريا؟ في ظل هذا التعنت الروسي، فإن جميع
المواقف والتصريحات الدولية تكتفي
برفع نغمة لهجتها، فهي قد تعبر عن «بالغ
القلق إزاء تدهور الأوضاع في سوريا مما
أدى إلى أزمة خطيرة لحقوق الإنسان» وقد
تعرب عن «الأسف العميق إزاء وفاة
الآلاف من الناس في سوريا»، كما جاء في
نص البيان الرئاسي لمجلس الأمن الداعم
لبعثة كوفي أنان، وتفعل الشيء ذاته عدد
من الدول الغربية، ولكن أحدا لا يضع
يده على الجرح مباشرة، ولا يقول إن
نظام الأسد مسؤول عن هذا التدهور
والأزمة الخطيرة لحقوق الإنسان، كما
الأسف على وفاة الآلاف في سوريا فيه
مغالطة صريحة، فهؤلاء الآلاف لم
يتوفوا جراء زلزال أو بركان أو مرض ولم
يموتوا حتف أنوفهم دون تدخل من أحد،
ولكنهم كما يعلم الجميع قد قتلوا قتلا
مع سبق الإصرار في سلسلة من جرائم
الإبادة المستمرة، ومن قبل جهة معروفة
هي قوات الأسد النظامية وجيشه. أما حين يتحدث لافروف عن وجود ل«القاعدة»
في سوريا فهو يتناسى أن من فتح أبواب
البلاد لتنظيم القاعدة قبل سنوات كان
نظام الأسد نفسه، حيث استخدمه
بالتنسيق مع إيران لضرب استقرار
العراق خلال الوجود الأميركي هناك،
وبالتالي فإن كان ثمة وجود حقيقي ل«القاعدة»
في هذا الوقت فإن بذرته الأساسية تمت
زراعتها ورعايتها على يد نظام الأسد
نفسه، ولا يمنع هذا من إمكانية دخول «القاعدة»
أو غيرها من التنظيمات الدينية
المسلحة لسوريا في ظل اضطراب الأوضاع
السياسية والأمنية، حيث تجد «القاعدة»
دائما مكانا للتوالد والتكاثر. أخيرا، لئن كان من الجيد لروسيا وغيرها
ممن يريد الدخول في صراعات المنطقة أن
يدرك الأبعاد الطائفية فإن من السيئ أن
تتأثر هذه الدول بالبعد الطائفي
لتنحاز لطرف دون غيره. ================= طارق الحميد الشرق الاوسط 24-3-2012 قال وزير الخارجية الروسي ما قاله عن
الازمة السورية، ودشن الطائفية
الصارخة بتصريحاته الكارثية تلك التي
قال فيها بانه مع سقوط الاسد ستتحرك
دول بالمنطقة لوضع نظام سني بسوريا،
وعليه فان السؤال الان هو: ما الذي
ستفعله الاقليات بسوريا؟ فمنذ اندلاع الثورة السورية العام الماضي
لم يتحدث احد، على مستوى الثورة، او
العرب، بلغة طائفية، فلم يقل احدا بان
الهدف هو اسقاط العلويين، او
المسيحيين، او غيرهم، بل ان زعيم
الدروز وليد جنبلاط كان قلبا وقالبا مع
الثورة السورية، وان كان هناك من اصوات
نشاز فهي تدخل باطار الشاذ الذي لا
يحسب، لكن حديث الوزير لافروف يعد اول
حديث يشرع للطائفية بسوريا والمنطقة
بهذا الشكل السافر، ولو تم استطلاع رأي
حتى الاسد نفسه، او ايران، لابدوا
امتعاضهم من تلك التصريحات الكارثية.
فما الذي ستفعله الاقلية بسوريا؟ هل
تصدق وهم لافروف، وتكرر الخطاء الذي
ارتكبه شيعة العرا بعشرينات القرن
الماضي يوم اعلنوا رفضهم التعامل مع
الملك فيصل بحجة أنه ممثل للمستعمر
الإنجليزي، ام انهم سيكررون خطاء سنة
العراق يوم قاطعوا العملية السياسية
بعد صدام حسين على اعتبار انها امتداد
للمستعمر الاميركي؟ ام ان الاقليات السورية تريد تكرار خطاء
مسيحيي لبنان يوم صدقوا الوهم
الاميركي والغربي القائل حينها، عبر
تسريبات، بان تهميش مسيحيي لبنان غير
مقبول، فقرر حينها المسيحيين مقاطعة
الانتخابات النيابية بعد اتفاق
الطائف، فحرموا انفسهم قرابة عشرين
عاما من المشاركة بالحكم؟ فهل تقبل
الاقليات السورية اليوم الوهم الروسي،
او قل وهم لافروف؟ اذا حدث ذلك فهذا امر
محزن، ومحبط، لان من لا يستفيد من
الاخطاء، والتجارب التاريخية، يعتبر
هو العدو الحقيقي لنفسه. والامر الاخر
الذي يجب ان تتنبه له الاقليات السورية
هو ان من يضيع اللحظة يخسر المعركة،
والمرحلة، وقد يكلف ذلك عقود من الزمان. ولذا فان افضل ما تفعله اقليات سوريا
اليوم هو ان تحسم امرها وتنظم للثورة،
وتكون شريكة حقيقية فيها، وتساهم في
رسم مساراها، بدلا من ان تكون تابعة،
اي الاقليات، لاي متغير سياسي بسوريا،
خصوصا وانه امر واقع، فلا يمكن ان
تتذرع الاقليات السورية اليوم بخوفها
من الغد، وتطلب تطمينات، بينما تقتل
الاقلية وينكل بها اشر تنكيل، فهذا امر
لا يستقيم اطلاقا. فافضل ما يحمي
الاقليات السورية، بكل انواعها، بل قل
سوريا كلها، وطن ونسيج، هو المشاركة
بالثورة، ووضع اسسها، ورسم مستقبلها،
من اجل الوصول الى سوريا الحلم، وليس
الانسياق خلف اوهام لافروف، او اكاذيب
الاسد. المهم اليوم ان تتنبه الاقليات السورية
الى انها باتت ضحية الاسد مرتين،
الاولى حين اصبحت رهينته وكانها توافق
على قمع الاغلبية، والاخرى حين صدقت
كذبة انه حامي الاقلية، فلو تذكرت
الاقلية السورية من كان المستفيد من
اغتيال مسيحي لبنان، ومن كان خلف
استهداف مسيحي العراق، وهي القاعدة
التي كانت تتسلل للعراق عبر الحدود
السورية، وتحت اعين النظام الاسدي،
فحينها ستعرف الاقليات السورية انها
ضحية الاسد، وانه ليس حامي الاقليات
ابدا! ================= حسين شبكشي الشرق الاوسط 24-3-2012 دخل النظام السوري الآن في دائرة التخبط
الذاتي بامتياز، فمع ثبوت الفشل
الذريع لخطته الأمنية وعجزه عن قمع
الثورة السورية الكبيرة والمستمرة
بتواصل لأكثر من عام الآن، عجز النظام
عن قمع الثورة بالجيش وعجز عن قمع
الثورة بالأمن. وإصرار الشعب والثوار
لا يزال متواصلا على الاستمرار حتى
النهاية وتحديدا حتى إسقاط نظام بشار
الأسد وزمرته. وكذلك ثبت الفشل الذريع
للخطاب الإعلامي الرسمي للنظام السوري
والذي كان أشبه بحلقات كوميدية رديئة
تعتمد على سيناريوهات لمؤلفين بلا
خيال كاف، فتحولت قصص وتفسيرات النظام
الرسمية لأحداث وحوادث الثورة السورية
إلى مواد خصبة للنكتة والطرف والتهكم
بامتياز، ولم يجد من يقتنع بقصصه
ووجهات نظره سوى مجموعة ضيقة جدا من
وسائل الإعلام التابعة للنظام
والمحسوبة سياسيا عليه في ثلاث دول على
أكثر تقدير. وطبعا لا يمكن إغفال الفشل
المهول في الخطاب الدبلوماسي والسياسي
للنظام مع كيانات إقليمية ودولية مثل
الجامعة العربية ومجلس التعاون
الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي
والأمم المتحدة ولجنة حقوق الإنسان
وغيرها، حتى سلم النظام أمره السياسي
كاملا إلى روسيا وباتت هي التي تحدد ما
هو الأصلح والأنسب والأهم بالنسبة
للنظام ولجيرانه وللثوار والمنطقة.
وحاولت روسيا مرارا وتكرارا أن تفلسف
وتوضح وتبين وتفسر موقفها المدافع عن
النظام السوري وطاغيته الحاكم بشار
الأسد، فتارة كان الدفاع الروسي عن
نظام الأسد يكون بصيغة المحافظة على
النظام الدولي ومنع التدخل في الشؤون
الداخلية للدول وسيادتها، وتارة
للوقوف أمام أطماع الدول الغربية
ومخططاتها، وتارة أخرى للحفاظ على
الصداقات القديمة والعلاقات الخاصة
لروسيا مع الحليف السوري القديم. كل
ذلك كان بغض النظر عن مطالب الشعب
وشرعية هذه المطالب وسط أعداد القتلى
الهائلة والدم السائل الذي يسيل
كالأنهار حتى تلفظ وزير خارجية روسيا
بحقيقة مخاوف بلاده وسر حمايتها لنظام
الأسد على الرغم من كل شيء معروف وأسوأ
من هذا النظام الدموي هو أن بلاده تخاف
وتخشى وتحذر من سقوط نظام الأسد ووصول
نظام سني إلى سدة الحكم، وكأن روسيا
تحولت إلى منظر الخطابات الطائفية في
العالم الثالث اليوم وتحديدا في
العالم العربي منه، وهو يصدر من دولة
علمانية وشيوعية سابقا. هذا هو ما
يستند إليه اليوم بشار الأسد، وشبيحة
الداخل وشبيحة الخارج يقتلون لأجله
بلا رحمة ويقاتلون لأجله بلا منطق، وفي
الحالتين النتيجة لن تتغير؛ فكل
مكونات النظام زالت منها الهيبة
والاحترام والمكانة والجدارة
والمصداقية والأمانة والشرعية،
جميعها اختفى وبسرعة وبلا خط عودة ولا
منطق رجوع. إنها السياسة الحمقاء التي
اعتمدها نظام الأسد وجعلت كل أفراد
الحكم العائلي فيه في دائرة الشك
والاتهام لتطال لائحة العقوبات زوجة
الرئيس وأم الرئيس وغيرهما من العناصر
المشكوك فيها. إنه نظام (حيص بيص) جاء
بلا شرعية ولا مصداقية وهو الآن يتجرد
منهما قطعة قطعة في مشهد «ستربتيز»
سياسي ساخر لن ينساه التاريخ وسيكون
عبرة بليغة لمن يأتي بعده. الثورة لن
تسكت ولن يعود الثوار دون إسقاط النظام
الذي أذلهم وأرعبهم لعقود من الزمن
وبيان مجلس الأمن الأخير هو اتفاق دولي
أولي للخلاص من النظام. ==================== روسيا تريد بديلاً من
الأسد تطمئن إليه ...هل يصير اتفاق
على الخلف قبل إزالة السلف؟ النهار اللبنانية 23/3/2012 اميل خوري هل يمكن القول إن البيان الرئاسي الذي صدر
باجماع أعضاء مجلس الأمن كاف لدعم خطة
كوفي أنان، وهل سيتجاوب الرئيس الأسد
مع مضمون هذا البيان بحيث تبدأ
العراقيل عند مباشرة تنفيذ بنود الخطة
ولا يأبه للتلويح له باجراءات إضافية،
أنه يخشى أن يخسر سنده الدولي الوحيد
وهو روسيا فيلتزم تنفيذها؟ في معلومات لمصادر ديبلوماسية أن روسيا
بالاتفاق مع دول عربية وغربية ستتولى
معالجة الأزمة السورية على أساس أن لا
بحث في تنحي الرئيس الأسد ولا تحديد
مهلة لذلك قبل أن يتحقق وقف تام لاطلاق
النار، وتمكين المنظمات الانسانية من
إيصال مساعداتها الى جميع السوريين
المحتاجين إليها في كل المناطق،
وينسحب الجيش من المدن الى ثكنه، ويتم
اطلاق المعتقلين الذين لا ذنب لهم سوى
أنهم شاركوا في التظاهرات المناهضة
للنظام السوري. وعندها يبدأ الحوار مع كل الأطراف
للاتفاق على بديل من هذا النظام وعلى
الحكم البديل من الحكم الحالي. ذلك ان
روسيا تعارض إسقاط النظام في سوريا
وحمل الرئيس الأسد على التنحي قبل أن
يكون حصل اتفاق بين المعارضين
السوريين على اختلاف اتجاهاتهم
ومشاربهم ومذاهبهم على أن يتم انتقال
السلطة بسلاسة ومن دون مشاكل وتوترات
كما هو حاصل في غير دولة من الدول
العربية التي اتفقت فيها المعارضة
بتنوعها على إسقاط النظام والحكام ولم
يتفقوا حتى الآن على البديل... ولا يزال
الصراع على السلطة قائماً في مصر
وليبيا واليمن والأمن فيها غير مستتب،
وهذا ما ينبغي تدارك حصوله في سوريا. وتخشى روسيا ومعها دول غربية أن تسود في
سوريا بعد سقوط النظام وتنحي الرئيس
الأسد فوضى عارمة كالتي تسود حالياً في
العراق بسبب الصراع على السلطة وعلى
المناصب وعلى الصلاحيات، حتى ان نتائج
الانتخابات النيابية لم تحسم ذلك. فاذا
ظلّت المعارضات في سوريا التي يزداد
عددها غير موحدة الرأي في موضوع النظام
البديل وفي من يخلف الحكم الحالي، فقد
يستولي عليه الاسلاميون الأصوليون
فتصبح الأقليات في خطر، لا بل يصبح
الأمن القومي بالذات في روسيا في خطر
إذا ما نشط هؤلاء الاسلاميون داخل دول
في روسيا الاتحادية بحيث تنتقل أعمال
العنف إليها فيسبب ذلك مزيداً من
التدهور في الأوضاع الاقتصادية
والمالية وتتوقف حركة الاستثمار التي
تخلق فرصاً جديدة للعمل لتحد من تزايد
معدلات البطالة ونسبة الفقر والعوز
وهو ما يستغله الأصوليون ويوظفونه ضد
كل حكم معتدل. وقد أعرب وزير الخارجية
الروسي سيرغي لافروف عن هذه المخاوف في
حديث له قال فيه: "إن سقوط الأسد قد
يؤدي الى حكم السنّة". وما دامت المعارضات في سوريا متفقة على
اسقاط النظام فيها لكنها غير متفقة على
النظام البديل وعلى الحكم البديل، فمن
الخطأ المميت السير بسوريا نحو
المجهول. لذا تعارض روسيا تحديد مهلة
لتنحي الرئيس الأسد حتى إذا ما انتهت
وصار التنحي، فان الفوضى قد تدبّ ويصبح
الوضع في سوريا شبيهاً بالوضع في
العراق أو في اليمن، ويتكرّر عندئذ
الخطأ الذي ارتكبته الولايات المتحدة
الأميركية عندما اسقطت نظام صدام حسين
وفكّكت الجيش قبل أن يتم التوصل الى
اتفاق على البديل. لهذه الأسباب وغيرها
تعارض روسيا إسقاط النظام في سوريا قبل
أن يصير اتفاق على النظام البديل، وهو
نظام تريده أن يكون معتدلاً لتطمئن
اليه إن لم يكن صديقاً لها كالنظام
الحالي ويحافظ على مصالح الجميع
ومستعد للسير في تحقيق سلام شامل في
المنطقة ينهي النزاع المزمن بين العرب
والفلسطينيين من جهة واسرائيل من جهة
أخرى. والسؤال المطروح هو: هل يستجيب الرئيس
الأسد لمطلب وقف القتال ولو من جانبه
ليكشف موقف الجانب الآخر إذا لم يفعل
مثله، وان يبدأ توزيع المساعدات
الانسانية على كل من يحتاج اليها من
السوريين ويفرج عن المعتقلين السوريين
حتى إذا ما تحقق ذلك يصبح الجو مؤاتياً
لحوار يشارك فيه كل الأطراف، موالين
ومعارضين من أجل التوصل الى اتفاق على
انتقال هادئ وسلس للسلطة. وروسيا تدرك
تماماً أنه لم يعد ممكناً بعد كل
المجازر التي وقعت ان يبقى النظام
ويبقى حكم الرئيس الأسد، لكنها تريد ان
يتم ذلك بالحوار والتفاهم وبحفظ ماء
وجوه الجميع ولئلا يقوم في سوريا حكم
إسلامي أصولي يعرّض أمن دول المنطقة
للخطر. ورشح أن دول الغرب ودولاً عربية ومجلس
الأمن باتت مقتنعة باعطاء رسويا فرصة
لتحقيق ذلك حتى إذا عجزت عن تحقيقه
وكان الرئيس الأسد هو السبب، فإن روسيا
تنضم عندئذ إلى المطالبين بتنحيته. فهل
يسمع كلمة صديقه الروسي أم يظل يعاند
ولو دخلت سوريا والمنطقة المجهول؟ ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |