ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
2012-04-11 الوطن السعودية المتأمل في تصريحات وزير خارجية النظام
السوري وليد المعلم خلال المؤتمر
الصحافي الذي عقده مع نظيره الروسي
سيرجي لافروف أمس، قد يصل إلى أن نظام
الأسد يعتقد أن الإعلام بوسائله كافة
لم يسلط الضوء على الجرائم التي
ارتكبها طيلة أسبوع مضى، حيث يقول: إن
الحكومة السورية تعاملت ب"حسن نية"
مع خطة كوفي عنان المكونة من 6 نقاط!!
والسؤال الملح هو: هل حسن النية يعني
قتل 1000 مواطن سوري خلال مدة لا تتجاوز
الأسبوع، قد تكون تلك هي حسن النية
فعلا في أبجديات النظام الأسدي. مشكلة الروس والسوريين، أن أحدهما يكذب
الكذبة والآخر يصدقها. فقبل أيام خرجت
الحكومة السورية بتصريحات غريبة من
نوعها، دعت خلالها السعودية إلى تقديم
ضمانات تكفل وقف إطلاق النار من قبل
المعارضة، وبالأمس خرج لافروف بتصريح
مماثل دعا فيه الدول صاحبة النفوذ على
جماعات المعارضة إلى ممارسة نفوذها
حسب وصفه وتشجيع المعارضة على وقف
إطلاق النار! إعلام الأسد الرسمي، يحاول كما النظام،
أن يحرف انتباه الرأي العام في سورية
عن حقيقة ما يجري على الأرض، ويكفي
للوقوف على هذه الحقيقة ربع ساعة من
المتابعة لإحدى القنوات التابعة
للنظام وخصوصا المستحدثة منها. ما يحدث في سورية اليوم، ليس كما يحاول
إعلام النظام تصويره بأنها حرب بين
سورية والدول التي تدعم المعارضة وعلى
رأسها المملكة، فما يحدث هناك عبارة عن
حرب إبادة ضد الشعب من قبل نظام فاقد
للشرعية والعقل معا، ومن الطبيعي أن
تسمى تلك الأعمال العسكرية المدعومة
من قبل الحليف الإيراني، عمليات
مقاومة.. وإذا ما تم التسليم بحقيقة ما
ذكره المعلم من أن الحكومة السورية
بدأت فعليا بسحب آليات الجيش من بعض
القرى والمحافظات، فيتعين أن يقابل
ذلك انخفاض في أعداد القتلى، والسؤال
الذي لا يرغب النظام وأتباعه سماعه
فضلا عن الإجابة عليه: لماذا تتزايد
أعداد القتلى من المدنيين على نحو مطرد
مع سحب آليات الجيش؟ انتهت مهلة عنان، والحال في سورية لم
يتغير، القتلى يزدادون، نظام الأسد
متعنِّت، الجيش الحر يصارع من أجل
البقاء، والمجتمع الدولي يتفرج. ================= سوريا.. العجلة لن تعود
إلى الوراء بقلم/ أنور صالح الخطيب: الراية 11-4-2012 تمر سوريا التي تشهد احتجاجات شعبية
مطالبة بالحرية والديمقراطية منذ أكثر
من عام في لحظة فاصلة في تاريخها قد
تحدد مصيرها ومستقبلها لسنوات طويلة
مقبلة. النظام السوري الذي تراجع عن وعوده في وقف
العنف وأعمال القتل في المدن والبلدات
السورية سيجد نفسه قريبا يرزح تحت ضغوط
دولية أكثر حزما وتصميما إن استمر في
إدارة ظهره لمطالب الشعب السوري
واستمر في قتل المدنيين واقتحام المدن
والبلدات واعتقال الناشطين وتعذيبهم.
الأمر المؤكد أن النظام السوري مازال
يعتمد "الحل الأمني" كطريقة لفض
الاحتجاجات وما زال يرفض الاعتراف
بوجود مطالب شعبية حقيقية تطالب
بالإصلاح والديمقراطية وهو يعتبر
المحتجين "مخربين" تحركهم أصابع
خارجية ويدفعون باتجاه التدخل الخارجي
في سوريا. وهي الرواية التي لا يمكن أن
يصدقها احد . لقد كان بإمكان النظام الذي أعلن عن
موافقته على خطة المبعوث الدولي
والعربي كوفي عنان ثم ما لبس ان تحدث عن
وجود تفسير خاطئ لها وحيث أصبح يطالب
بضمانات ممن يصفهم "بالإرهابيين "لوقف
إطلاق النار وتسليم أسلحتهم أن ينزع
فتيل الأزمة المشتعلة عبر اتخاذ موقف
واضح لا لبس فيه يتمثل بسحب الدبابات
والجيش من المدن والبلدات ووقف
التعامل الأمني مع الاحتجاجات والسماح
بالتظاهر السلمي لأبناء الشعب السوري
عندئذ يمكن الحديث عن مرحلة جديدة في
سوريا تبدأ بحوار وطني شامل وجامع مع
جميع أطياف ومكونات الشعب السوري يرسم
معالم حاضر ومستقبل سوريا. إن الشعب السوري الذي تسيل دماؤه منذ عام
وأكثر والذي اضطر جزء من أبنائه لحمل
السلاح للدفاع عن أنفسهم ومواطنيهم في
وجه آلة القتل التي خرقت كل الخطوط
الحمراء وارتكبت من الفظائع ما لا
يحتمله أحد لا يمكنه أن يقبل بعودة
الأمور إلى سابق عهدها وان يرضخ لحكم
نظام دموي رد على مطالبهم بالحرية
والديمقراطية بالرصاص. العجلة في سوريا لن تعود إلى الوراء أبدا
.. والمخرج الحقيقي والوحيد والذي يفتح
نافذة مشرعة للحل يتمثل أولا وأخيرا في
وقف القتل والعنف واقتحام المدن وحرق
المنازل وهدمها. إن محاولة النظام تصدير أزمته للخارج من
خلال افتعال الحوادث الأمنية سواء في
الأراضي اللبنانية أو الأراضي التركية
لن تجدي نفعا ولن توفر له فرصة لتخفيف
الضغوط الدولية عليه فالمجتمع الدولي
لا يمكنه أن يبقى منقسما طويلا أمام
شلال الدم السوري الذي لا يتوقف وهو
سيتوحد عاجلا أم آجلا في وجه النظام
السوري والدليل على ذلك دعمه لخطة
المبعوث الدولي والعربي كوفي عنان
الذي يحاول النظام الالتفاف عليها عبر
فرضه لشروط جديدة لا يمكن أن يقبلها
أحد فالمجتمع الدولي الذي صبر طويلا
على مراوغة ومماطلة النظام لا يمكنه أن
يمنحه أو يوافق على شروطه وأن يمنحه
رخصة للقتل. الساعات القليلة المقبلة ستكون حاسمة
وستحدد وجهة الأحداث في سوريا بل ستحدد
مستقبلها ووحدتها خاصة في ظل
سيناريوهات يجري الحديث عنها عن سعي
النظام في حال فشل في إخماد الثورة
للإعلان عن دويلة في جزء من الأراضي
السورية الساحلية وهو ما يعني أن
النظام قد كشف أوراقه كاملة وان "نظام
الممانعة والمقاومة"الذي حمى حدود
"إسرائيل" طيلة أكثر من أربعين
عاما ليس أكثر من وكيل سري للكيان
الإسرائيلي وانه بمخططه يسعى إلى منح
الشرعية "لإسرائيل" كدولة طبيعية
في الشرق الأوسط الجديد . إن المخرج الوحيد الذي سيحافظ على وحدة
سوريا يتمثل في النقاط الست التي طرحها
المبعوث الدولي والعربي كوفي عنان
ورفض النظام تطبيقها وتعطيلها بعد
موافقته عليها يعني أمرا واحدا أنه سعى
لكسب الوقت فقط لتمرير "سيناريو
الدويلة "هو القادم في سوريا وان ما
حدث من أعمال قتل مروعة وعمليات تهجير
استهدفت جزءا من أبناء الشعب السوري
كان مخطط له مسبقا ويهدف إلى تحقيق ما
أعلن عنه وحذر منه نائب الرئيس السوري
السابق عبد الحليم خدام مرارا وتكرارا
عن هدف النظام النهائي المتمثل بإقامة
دولة علوية في الساحل السوري.!! لكن
الأمل يكمن في الشعب السوري بكل
مكوناته الذي قدم الغالي والنفيس في
سبيل حريته بإحباط هذا المخطط وإفشاله
وهو قادر على ذلك فسوريا كانت وستظل
وطن الجميع والمنارة التي يهتدي
بنورها الجميع. _كاتب وصحفي أردني ================= النظام يخفق في امتحان
وقف العنف رأي الراية الراية 11-4-2012 أخفق النظام السوري في امتحان وقف العنف
الذي التزم به بحلول العاشر من أبريل
الجاري حسب مبعوث الأمم المتحدة
والجامعة العربية كوفي عنان الذي أبلغ
مجلس الأمن الدولي الثلاثاء أن سوريا
لم ترسل "إشارة السلام" التي ينص
عليها الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع
الرئيس السوري بشار الأسد لوقف العنف
في سوريا. القوات السورية النظامية كما جاء في
رسالة عنان "واصلت شن العمليات
العسكرية" ضد أهداف مدنية في الأيام
التي سبقت مهلة 10 أبريل حيث كان يجب أن
يتم سحب القوات والأسلحة الثقيلة من
المدن السورية بحلولها، مشيرًا في
الوقت نفسه إلى أن القوات السورية
انسحبت من بعض المدن قبل المهلة، ولكن
أصبح لها أهداف جديدة. لقد شكلت مبادرة مبعوث الأمم المتحدة
والجامعة العربية ذات النقاط الست وما
زالت فرصة للحكومة السورية أن ترسل إلى
المجتمع الدولي رسالة تؤكد رغبتها في
وقف العنف وإعادة الأمن والاستقرار
إلى الأراضي السورية وهو ما أخفقت فيه،
حيث استمرأت سياسة التسويف والمماطلة
عبر وضعها شروطًا جديدة لسحب الجيش
والأسلحة الثقيلة من المدن والبلدات
السورية. مهلة الثماني والأربعين ساعة التي منحها
عنان للنظام السوري قبل تغيير نهجه
بشكل جذري في التعامل مع الأحداث التي
تشهدها البلاد تبدو فرصة النظام
الأخيرة للخروج بسوريا من عنق الزجاجة
خاصة أن عنان اعتبر أنه من المبكر
القول إن الخطة فشلت فهي لا تزال
مطروحة على الطاولة، والجميع يسعى
لتطبيقها. صبر المجتمع الدولي الذي يراقب عن كثب
أعمال العنف لمستمرة في سوريا التي
أسفرت يوم أمس عن مقتل 52 شخصًا بدأ ينفد
بالفعل في ظل عدم التزام النظام بوقف
العنف وفي ظل استمرار سقوط الضحايا
وعدم القدرة على إيصال المساعدات إلى
المدن والبلدات المنكوبة وبالتالي فإن
مجلس الأمن الدولي يصبح مطالبًا
أخلاقيًا وحفاظًا على الأمن والسلم أن
يتصرف تجاه هذا الوضع المأساوي. الجديد في الموقف السوري ما أعلنه وزير
الخارجية وليد المعلم الذي اعتبر"أن
وقف العنف المستدام يجب أن يكون
متزامنًا مع وصول بعثة المراقبين
الدوليين" الذين تنيط بهم خطة عنان
مهمة مراقبة وقف إطلاق النار وهو ما
يعني أن النظام السوري يسعى لشراء مزيد
من الوقت آملاً في إخماد الثورة
الشعبية السورية. إخفاق خطة كوفي عنان يعني ببساطة أن
المجتمع الدولي بات مطالبًا بإلحاح
بإجراءات فورية توقف القتل وتجبر
النظام في سوريا على وقف العنف فورًا
وتنفيذ تعهداته. ================= الثورة السورية في عامها
الثاني د. عبدالله بن إبراهيم العسكر الرياض 11-4-2012 لقد تأملت في
المسألة السورية في عامها الثاني
ووجدتها تواجه صعوبات كثيرة، لكن ما
يؤلمني ما تواجهه من صعوبات داخلية ضمن
الأحزاب غير المتفقة بل والمتنافرة تطورات الأحداث في سورية تنذر بأخطار
واسعة تتعدى التراب السوري. القتل
اليومي لم يعد مقبولاً عند كل صاحب
ضمير حي. الإيغال الإيراني في الشؤون
السورية الداخلية يجب توقيفه. إيران
مسؤولة عن القتل اليومي في سورية. هذه
بعض من مئات افتتاحيات الصحف العربية
والأجنبية. لكن السؤال الذي يثور: ما
أثر مثل هذه المقالات والتحليلات التي
تملأ الصحف العربية والأجنبية؟ يؤسفني
أن أقول إنها ضئيلة جداً. أشعر أن
الضمير العالمي تبلد. أم نحن على أعتاب
حرب باردة جديدة، اتخذت من أرض سورية
منطلقاً لها. ما يؤلم الإنسان العربي أن الدول الكبرى
عبر مجالسها النيابية أو عبر
دبلوماسييها يتمتعون بطمأنينة عجيبة
تجاه ما يجري في سورية. لقد جرب المجتمع
الدولي كثيراً من الحلول السياسية
والاقتصادية. لم تنفع تلك الحلول لسبب
أو لآخر. جرب العرب عبر جامعتهم حلولاً
سياسية ولم تنفع. حاول الحكماء في
العالم من أصدقاء سورية الدفع بحلول
سياسية ولم تنفع. يا إلهي القيادة
السورية لا تستجيب لكل المشروعات
الإقليمية والدولية والفردية. لم لا تستجيب سورية للضغوط والحلول
المقترحة؟ على من تستند سورية في
رفضها؟ هل لديها معلومة سرية بأن تسير
في هذا الدرب الموغل والقمعي وتأمن
العواقب؟ هل روسيا وإيران سيستمران في
دعم النظام وحمايته وإسناده من
السقوط؟ لم اختارت روسيا وإيران
الوقوف صراحة وبكل بجاحة ضد رغبات
الشعب؟ قرأت عشرات التحليلات وسئمت من تكرار بعض
العبارات، وسئمت من اقتراح الحلول. سنة
مضت ولم تنفع الحلول. والدمار مستمر في
كل بقعة مأهولة في سورية. لابد من تفكيك
المسألة السورية بطريقة سهلة وغير
معقدة. تعبنا من التنظير والتدوير.
النظريات السياسية غير فعّالة في
سورية. يبدو أن هنا مشكلة عويصة تقف
صامدة أمام أعتى الأطروحات السياسية. المسألة السورية برمتها وبعبارة بسيطة
تتشكل من مادتين: الأولى نظام أسري
مغلف بغطاء سميك من الطائفية. والمادة
الأخرى زواج غير طبيعي بين النظام في
سورية وطموح سياسي ومذهبي إيراني..
لننس روسيا مؤقتاً. لا مجال في خضوع
النظام الأسدي إلاّ بتقليم أظافر
النظام الطائفي الإيراني. لم يعد سراً
أن النظام الإيراني رأى سورية معركته
الأخيرة مع العرب والمجتمع الدولي. يدعم النظام الإيراني النظام السورى
بالمال والسلاح والرجال.. لقد رهن
النظام مقدرات الشعب الإيراني لصالح
صمود النظام السوري، كما رهن شاه إيران
من قبل مقدرات شعبه لطموحه وأحلامه
الشاهنشاهية. لا فرق بين الاثنين. ومن
يدفع الثمن الآن هم الشعب الإيراني
المغلوب على أمره، والشعب السوري الذي
يقبع تحت وابل من الرصاص. الشعب
الإيراني يستحق ربيعاً يخلصه من نظام
العصور الوسطى. إذن عرفنا أن الوقود اللازم للعربة
العسكرية السورية إنما يأتي من إيران..
والطريق الذي تسلكه هذه العربة هو
الطريق العراقي. حدود سورية مع جيرانها
محكمة ما عدا ما يقارب ألف كيلو متر في
الجانب العراقي. المالكي في العراق مثل
حسن نصرالله في لبنان، يرفعون شعار
بقاء الأسد في سدة الحكم رغماً عن رفض
الشعب السوري له. طبعاً هما يغلفان
شعارهما بأسماء من مثل التدخل
الأجنبي، والصمود العربي، والوقوف في
وجه إسرائيل. ما علينا من التبريرات.
المهم هنا بعد تفكيك المسألة السورية..
ما الحل؟ الحل يكمن في ضبط الحدود العراقية
السورية بقوات دولية، والضغط على
الحكومة المالكية في بغداد لمنعها من
التدخل في الشؤون السورية. والحل يكمن
في تسليح المعارضة. نعم تسليح المعارضة.
وعلينا أن نُبعد الخوف من أنفسنا
والحجج غير المنطقية من مثل أن تسليح
المعارضة سيؤدي إلى حرب أهلية. لكن قل
لي بربك ماذا تسمي القتل والدماء التي
تسيل؛ أليست هي حربا أهلية؟! بل أشنع
وأنكى من الحرب الأهلية. أميل أن المجتمع الدولي وعلى رأسه
الولايات المتحدة الأمريكية لن ينفع
كثيراً في هذا الوقت. وهو وقت يمر
سريعاً والدماء تسيل في كل حدب وصوب.
لهذا كله على الشعب السوري ألاّ يعول
كثيراً على المجتمع الدولي. ولكن عليه
أولاً أن يوحد كلمته. جزء من عدم احترام
المجتمع الدولي للمعارضة السورية أنها
أحزاب عديدة، وكل حزب بما لديه فرح.
وحدة المعارضة على هدف واحد لا غير هو
إسقاط النظام بأي وسيلة. لن أدخل في
تنظيرات من مثل خطورة التدخل الأجنبي.
هذه مقولة لم تعد مقبولة، لأننا نعرف
أن التدخل الأجنبي أرحم ألف مرة من
القتل البارد. على الشعب السوري أن يوحد كلمته ويقاوم
داخلياً بكل وسيلة يسنده الشرفاء من
الشعب العربي ودوله. على الشعب السوري
أن يعرف أن معركته الفاصلة ليست مع
النظام السوري فقط، بل مع النظام
الطائفي في إيران. لهذا عليه أن يوطن
نفسه أنه أمام مساندة مادية ولوجستية
كبيرة تقدم للنظام السوري. لكن هذا
يعني أن يستمر الشرفاء من العرب في
تقديم العون المادي واللوجستي
والسياسي للمعارضة السورية. ويعني
أيضا أن يوحد العرب أمام الهجمة الشرسة
من إيران. لقد طالت يد إيران ووصلت
لمعظم الخريطة العربية. وعلى القيادة
الإيرانية أن تعرف أن هذه اليد لابد من
تحييدها، إن لم يكن بتر بعض أصابعها.
لقد أصبح من غير المعقول أن تتدخل
إيران بهذه الصورة البشعة والسافرة في
الشأن العربي، وتشجع على تفكيك العرب
ودولهم وإثارة الفتن والطائفية
والمذهبية وغيرهما. لقد تأملت في المسألة السورية في عامها
الثاني ووجدتها تواجه صعوبات كثيرة،
لكن ما يؤلمني ما تواجهه من صعوبات
داخلية ضمن الأحزاب غير المتفقة بل
والمتنافرة. في ظني أن اتفاق المعارضة
السورية على حد أدنى هو أمر أكثر من
لازم. في كل أدبيات السياسة ورد ما يشير
إلى ضرورة توحيد الهدف والرؤى في مرحلة
من مراحل الصراع والثورة. في كل دروس
التاريخ نقرأ أن الوحدة هي الأساس
الأول لكل مقاومة، وهي المفتاح الكبير
لكل ثورة ناجحة. لقد قرأت في الإعلام أن
النظام السوري ضخ مئات الملايين من
الدولارات لاختراق المعارضة وتفكيكها
وتحويلها إلى شراذم من الأفراد. هذا
أمر موجع. وهذه نهاية غير متوقعة.
وبالتالي فإن وحدة الهدف - إن لم تكن
الأهداف - هي المقدمة المنطقية لمعارضة
شريفة. ================= يوسف الكويليت الرياض 11-4-2012 الجريمة في
الوضع السوري، تآخي الأضداد على شعب
يُقتل، وكل يدّعي أنه «الدّيلر» على
طاولة القمار لا يمكن أن يخسر، فكل له
حساباته وتقديراته، لأن النظرة تتعدى
سوريا لما يجري لجيرانها لو سقط حكم
الأسد.. فإسرائيل لا تقبل طوقاً إسلامياً يمتد من
مصر للأردن ثم سوريا فحزب الله،
وأمريكا وحلفاؤها، يخشون كسر الهلال
الشيعي، المعادل للأكثرية السنية
عالمياً، وخاصة على العراق ولبنان،
وهم لا يمانعون رؤية تحالف دول الهلال
لأنها قاعدة لتمزيق المنطقة، وخلافهم
مع إيران يمكن تسويته بمقايضات كثيرة
وتحويلها من عدو إلى حليف، وتركيا
يخيفها أن تنشأ قوة موازية تدفع بها
إلى مغامرات سياسية، وإن كانت ضمن
المستفيدين من أوضاع المنطقة في
المستقبل البعيد.. إصرار النظام على عدم سحب قواته من شوارع
المدن والقرى وضع وفق تصورات دقيقة،
فأي هدنة مع الشعب ستجعله يرص صفوفه ثم
تبدأ معركة الاعتصامات والإضرابات
والتظاهر، وبناء حلقات سرية تقاوم
بالسلاح، وهنا تصبح المسألة مواجهة مع
مختلف قطاعات الشعب، بالمقابل هل يمكن
لدولة أن تقوم على حالة الطوارئ
باستمرار بشل حركة المجتمع وتعطيل
المؤسسات والعلاقات الاقتصادية
والتجارية مع الخارج وشل الإنتاج
لمجرد البحث عن البقاء بقوة ردع
السلاح؟ هوس الحكم يخلق اعتقادات جنونية، فالرئيس
يعتقد أنه هبة السماء للشعب، وهو
الشرعية والحق والحقيقة، ويتعالى
بفكره وإرادته، يأمر نيابة عن كل الشعب
بالتصرف بإدارة الدولة، وهو من يقرر
مصير وسلوك الآخرين، لكن عصر سقوط
الكهنوت انتهى مع الكشوفات العظيمة،
وأصبح العلماء هم من يكتشفون (هرطقة)
الكنيسة وإصدار أحكامها بالإعدام على
من يخالفها، وحرق المدن من عصر (نيرون)
إلى الأسد سوف ينتهي لنفس المصير، لأن
قاعدة الحق فوق سطوة الدكتاتور.. البحث عن منقذ ذهب بجيش الأسد إلى قتل بعض
الأتراك، ومصور لبناني، والهدف محاولة
خلق أزمات لهذه البلدان لتخفيف الضغط
على الحكم، ولبنان أقرب مواقع
التفجير، سواء بقتل رمز حزبي مسيحي، أو
سني، أو درزي، وتركيا تحاول أن توجد
صداماً بينها وبين إيران، وحتى الأردن
تبحث له عن مأزق يضعه على طريق الأزمات.. هناك فارق بين من يغرق بوحل الداخل،
وتصدير المشاكل، فالحالة السورية
قابلة للتدويل، وقد تكون الرؤى
المعارضة لوضعها، تنتظر المزيد من
التورط بالقتل مع حالة الاستنزاف
للسلطة ومن يتعاونون معها، وعندها قد
تبدأ حلقات الضغط المباشر وغير
المباشر، وتترك النهايات لتدخل عسكري،
أو تسليح الجيش الحر كخيارات مفتوحة،
والمهم في الأمر أن لا تسقط معنويات
الشعب في الحصول على حريته وإزالة
النظام، وهذه مسؤولية عربية، أي أن دعم
الداخل ضرورة تدخل في صلب الأهداف
العربية، لإسقاط أسوأ نظام فاسد.. ================= لماذا يُحذّر الروس من
سُنَّة سوريا؟ مهنا الحبيل الأربعاء 11/04/2012 المدينة البُعد الإستراتيجي في خطاب لافروف وزير
خارجية روسيا المهم في تحفيزه من أيّ
دولة تكون فيها قيادة الشعب السوري ولو
بثوب مدني بيد سُنّة سوريا، الذين
ينخرط فيهم تلقائيًّا مسيحيوها، وباقي
طوائفها بحسب البُعد التاريخي
الوجودي، يُذكّرنا بآخر حكم مدني
تمتعت بها سوريا إبان الاستقلال، وكان
عبر هذا المرجع الديمغرافي الأم
الحاضن، وكان مدنيًّا، وكان في طريقه
لبناء ديمقراطية توصل الشعب لقراره
المستقل..عن مَن؟! مستقل عن المعسكر الغربي والشرقي معًا،
ثم تدخلت الانقلابات في سوريا لتستدرج
الطائفية لاحتضان ذلك التقاطع لنموذج
العسكرة العنيف ضد الشعب السوري، وعبر
سلسلة من القهر والقتل حين استقر الحكم
بين العسكرة والطائفة من سوريا
للبنان، فخلق التقاطع الغربي الروسي
هذا النظام الذي أقيم على حدود مهمة
بين الشام، وبين فلسطين المحتلة، وبين
أركان الأقطار الشامية ذاتها، وبوركت،
أو مُررت حركة الدعم الطائفي الإيراني
الضخم الذي صُبت على عسكر الطائفة
المختطفة في سوريا، وأنجبت -مقاومة حزب
الله الإيراني- لكنها مقاومة تحت
الشروط والميزان التوافقي العام في
إدارة الصراع، هنا تبدو الرسالة واضحة
حين يُعلن لافروف ذات المنطق
الإيراني، ولكنّه يبعث الرسالة واضحة
للغرب: الكيان الذي يُهدد تل أبيب كيان
الثورة السورية، والذي بطبيعة تشكله
الديمغرافي لأكثرية الشعب نشأ في
محاضن سُنية كما نشأ بصورة أقل في
محاضن أخرى. لافروف الأعرق دبلوماسيًّا والذي أكدت
تصريحاته مكينة الإعلام الروسي كان
يُدرك أن هذه الرسالة في الأصل كانت هي
المنهج العملي الذي ترتب عليه موقف
الغرب الأخير بما فيها قصة مبادرة
عنان، التي تشترط على أطفال سوريا
وحُماتهم إلقاء السلاح أمام جيش لا
يَكف عن القصف، وأمام الشبيحة الذين لم
يتركوا حرمة أقرها الوجود الإنساني في
عالم الأرض إلاّ نقضوها، ومن الطرائف
أن أنصار النظام، وحزب الله كانوا ولا
يزالون يهتفون له علنًا في ميادين
موالاة النظام -للأسد.. للأسد.. شبيحة
للأبد-. المهم هنا الإستراتيجية التي عمل لافروف
أن تُقر على الأرض، وأن تُطرح أمام
المسرح الغربي الكبير حتى تؤكد حرص
روسيا على المشروع المطلق للقوى
الغربية، وهو حماية مصالحهم، وأمن
إسرائيل، وبالتالي كان لسان حال
لافروف يقول تلك مهمتنا جميعًا، فعلى
الغرب التزامها علنًا، هنا يبرز لنا
بأهمية قصوى تصريح المفكر اليساري
الأمريكي الذي لم يستمع لمواعظ اليسار
الممانع العربي نعومي شومسكي، وهو
قوله الصريح إشارته بأن (الفيتو الروسي
والصيني جاء برغبة أمريكية وغربية غير
معلنة، تكفيهم صد أي عون لمساعدة
الثورة السورية)، وهي إستراتيجية
معتمدة بكل تأكيد من تل أبيب. ممَ تخشى موسكو وتل أبيب؟ هنا القراءة الشاملة للمشهد تُعطي كل
المؤشرات بأن الحبكة الإيرانية
الروسية المباركة باهتمام من تل أبيب
قد اكتملت، وأن عواصم الغرب بالفعل
أعلنت رسميًّا رفضها لتسليح الضحية،
وهذا الأمر صداه بارز في واشنطن وباريس
وغيرهما من عواصم التأثير الغربي، في
حين الميليشيات، وجسر السلاح
الإيراني، والسلاح الروسي لا يتوقف،
والتواطؤ الغربي واضح.. فما الذي أفزع
لافروف من انتصار الثورة والمذابح في
أشدها؟ ولماذا يستعدي لافروف كل هذا
التحذير والإنذار؟ هنا ما يخشاه لافروف، وتل أبيب، وطهران،
وباقي المعسكر القلق من دولة الثورة
السورية، فلقد استيقظ العالم على
إصرار فريد معجز من المدنيين السوريين
للاستمرار بالثورة المدنية، وفي ذات
الوقت التحم المجلس العسكري والجيش
الحر في قيادة موحدة، والتحمت معهم
قيادات الحراك الثوري السلمي في
الداخل، وفي غضون ساعات تفاجأ العالم
بعمليات نوعية في محيط دمشق، وبحركة
انشقاق أكبر وأضخم متزايدة في أفرع
الجيش والأمن السياسي، وتشكل كتائب
جديدة من الجيش الحر، وإعلان غرفة
عمليات خاصة بدمشق، ومجلس عسكري مصغر
تابع للقيادة الموحدة.. فما هي
الدلالة؟ إنها قول واحد إن الثورة
مستمرة للنصر بدماء ضحاياها. ================= الوطن القطرية التاريخ: 11 أبريل 2012 ينتحر النظام السوري سياسيا وفعليا
بتكرار حنثه بالمواثيق والعهود التي
يكون طرفا فيها، وباستمرار عملياته
العسكرية، وبعدم سحب آلياته ومجنزراته
التي يستخدمها في قصف همجي لشعبه،
وأيضا بتمديده لجرائمه لتشمل دولاً
مجاورة، مثل إطلاقه النار على مواطنيه
اللاجئين في قرى تركية حدودية،
وإطلاقه النار أيضا على لبنانيين
وسوريين على الجانب الآخر من الحدود
اللبنانية، مما أسفر عن مقتل مصور
تليفزيوني لبناني. الحادثان الأخيران يطفحان بالدلالات
التي في صدارتها أن النظام لا يكتفي
بالتنكيل بشعبه داخل سوريا، بل إنه
أجاز لنفسه أن يقتل مواطنيه أيضا خارج
الحدود، وإن لجأوا إلى دول الجوار،
إفلاتا من بطشه. ومثل هذا الذي يحدث يقطع بأن القتل
والعربدة العسكرية غير المسؤولة
تحولاً إلى سلوك غائر يستمرئه النظام،
تماما ك«الدراكولية» التي يصاب مرضاها
بشهية مفرطة على امتصاص دماء البشر. الانتحار السياسي الذي يقدم عليه النظام
بعمى بصيرة، يأتي من أن جرائمه سوف تفض
عنه ألصق مؤيديه، ذلك لأن المجتمع
الدولي لن يظل صامتا، بل إن تدابير سوف
تتخذ، لإنقاذ الشعب السوري من نظام
يحكمه بالحديد والنار، ومن ثم فإن
الممرات الآمنة اللازمة لتوصيل
المساعدات للسوريين الذين يستبيح
النظام دماءهم، صارت ضرورة غير واجبة
التأجيل. ولعل الزيارة الخاطفة التي قام بها أمس
كوفي عنان للاجئين السوريين داخل
الحدود التركية، تكون قد وقفت على
ضرورات هذه الممرات الإنسانية الآمنة،
وأيضا لعل موسكو وبكين صاحبتي الفيتو
المزدوج تكتشفان أنهما أعطيتا
تأييدهما ودعمهما لنظام مراوغ،
ولتكتشفا الوجه الآخر لهذا النظام،
وذلك لأن مساوئه تخذل كل من يقتربون
منه. ومن ذلك فقد أصاب الجيش السوري الحُر
عندما أمهل النظام «48» ساعة فقط ليتوقف
عن جرائمه، وإلا عادت الأمور إلى
مربعها السابق. ================= الموقف الأميركي من
الأزمة السورية دويل مكمانوس محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة "إم.
سي. تي. إنترناشيونال تاريخ النشر: الأربعاء 11 أبريل
2012 الاتحاد الليبراليون من القائلين بضرورة التدخل
في النزاعات الأجنبية لاعتبارات
إنسانية داخل إدارة أوباما كانوا
حزينين الأسبوع الماضي الذي حلت فيه
الذكرى العشرين لحصار سراييفو، عندما
قام الجيش الصربي بضرب مدينة ملأى
بالمدنيين بالمدفعية في وقت أصدرت فيه
الولايات المتحدة نداءات تحذير غير
فعالة. غير أن المقارنة مع مذابح هذا
العام في سوريا كانت موفقة وصحيحة على
نحو مؤلم. فاليوم ومثل الأمس، طلب مجلس الأمن
الدولي من كلا الجانبين وقف إطلاق
النار، ولكن بدون جدوى عموماً. واليوم
مثل الأمس، ترفض الولايات المتحدة
وحلفاؤها فكرة التدخل العسكري
باعتبارها خطيرة جداً ومن المرجح أن
تؤجج العنف بدلاً من أن تنهيه. وللتذكير، فقد تطلب الأمر أكثر من ثلاث
سنوات والعديد من المذابح في البوسنة
حتى تقرر الولايات المتحدة أن الضغوط
الدبلوماسية والعقوبات ليست كافية،
حيث أمر بيل كلينتون- الرئيس الأميركي
آنذاك- بتنفيذ ضربات جوية ضد صرب
البوسنة في أغسطس 1995، وهو ما غير مجرى
الحرب وأفضى إلى مفاوضات سلام في غضون
أسابيع. غير أن ثمة فرقاً كبيراً بين الوضع في
البوسنة والوضع في سوريا، ويتمثل في
حقيقة أن الوقت هذه المرة يمر بسرعة
أكبر. فعلى رغم أن إدارة أوباما مازالت
تأمل في تجنب تدخل عسكري في سوريا
وتدعم علناً جهداً ترعاه الأمم
المتحدة لرعاية وقف لإطلاق النار هذا
الأسبوع، إلا أنها خطت خطوة عن قصد على
منحدر زلق من المرجح أن يؤدي إلى مزيد
من التدخل. وخلافاً للبوسنة، حيث سعت الولايات
المتحدة وحلفاؤها في البداية إلى تبني
موقفاً محايداً في حرب أهلية، فإن
الولايات المتحدة هذه المرة اختارت
الاصطفاف في صف معين، حيث دعت بشار إلى
التنحي عن الحكم، وتبنت المجلس الوطني
السوري المعارض. وفي هذا الإطار، أعلنت وزيرة الخارجية
الأميركية، في اجتماع عقد في اسطنبول
الأسبوع الماضي، عن زيادة المساعدات
الأميركية للمعارضة حيث أشارت علناً
إلى مضاعفة حجم المساعدات الطبية
والإنسانية، إضافة إلى توفير معدات
اتصال. وبشكل أقل علنية، أكد مسؤولون
أن الحزمة الجديدة تشمل أيضاً مساعدات
"غير مميتة" سيتم إرسالها إلى
الجيش السوري الحر - (القوات المسلحة
المعارضة التي شُكلت حديثاً) - وتشمل
معدات للرؤية الليلية ومعلومات
استخباراتية أميركية من قبيل الإشعار
المبكر بتحركات القوات السورية. ثم إنه إذا كانت الولايات المتحدة قد قررت
عدم تقديم أسلحة للثوار، فإنها لا
تعترض على التمويل العسكري أو إرسال
أسلحة من دول ترغب في رؤية سقوط الأسد. على المدى القصير، تقول الإدارة
الأميركية إنها مازالت تأمل في أن
يستطيع أمين عام الأمم المتحدة السابق
كوفي عنان التوصل إلى اتفاق لوقف
لإطلاق النار، وأن يقرر الأسد التنحي.
غير أنني لم أستطع الأسبوع الماضي
إيجاد أحد في إدارة أوباما يعتقد أن
تلك نتيجة محتملة. ولعل أحد أسباب ذلك
أن الأسد يعتقد أنه بصدد الفوز،
وبالتالي، فليس ثمة سبب حتى يستسلم
الآن. وعليه، فإن أفضل أمل الآن على ما
يبدو هو أن يصبح القمع الحكومي أقل
إماتة. وفي حال تباطؤ وتيرة القتل، فإن ذلك يمكن
أن يؤدي إلى كسب وقت: وقت للعقوبات
الاقتصادية حتى تُضعف النظام، ووقت
لإقناع روسيا بتغيير خندقها والتخلي
عن الأسد، ولكن أيضاً وقت للمعارضة
وجيشها الجديد حتى تنظم صفوفها وتتحول
إلى قوة أكثر فعالية. أما إذا فشلت هذه التدابير في إسقاط
الأسد، فإن الإدارة تبدو منقسمة حول
السرعة التي ينبغي الانتقال بها نحو
تدخل عسكري. ف"البنتاجون" متردد
في الانخراط في حرب أخرى، مثلما هو حال
"البنتاجون" دائماً. ومستشار
أوباما في الأمن القومي "توم
دونيلون" رمى بثقله أيضاً ضد أي
إغراء في مرحلة ما بعد التدخل في ليبيا
ل"عسكرة" مشكلة أخرى. هذا في حين
صدرت عن وزارة الخارجية الأميركية
التي تقودها كلينتون أكثر المواقف
تشدداً – ربما لأن كلينتون هي التي
صدرت عنها معظم تصريحات الإدارة التي
تدعو الأسد إلى الرحيل. غير أن حتى "الصقور" في الإدارة لا
يعتقدون أن لحظة التدخل العسكري
للولايات المتحدة أو "الناتو" قد
حلت بعد، ويرغبون في أن يقدم مجلس
الأمن الدولي مباركته لأي خطوة من هذا
القبيل أولاً، أو على الأقل "الناتو"
– إذا استمرت روسيا والصين في
المقاومة. كما يرغبون أن تكون المعارضة
السورية أحسن تنظيماً، مع ضمانات أكبر
على أن المساعدات العسكرية لن تقع بين
أيدي الإسلاميين المتشددين. ويرغبون
أيضاً في أن تقوم تركيا بإقامة مناطق
آمنة للمعارضة على طول الحدود مع سوريا. غير أن سؤال التدخل العسكري سيتغير في
الأخير من "إذا" إلى "متى"،
وذلك لأن الولايات المتحدة التزمت
أصلاًً بالمساعدة على إسقاط الأسد،
وتبحث فقط عن الطريقة الأقل عنفاً
وكلفة للوصول إلى هذا الهدف. لقد تطلب الأمر في البوسنة أكثر من ثلاث
سنوات حتى تتغلب الولايات المتحدة على
تحفظاتها وتلجأ إلى القوة العسكرية،
ولكن ذلك حدث قبل جيل من اليوم، عندما
كانت فكرة التدخل الإنساني في حرب
أهلية مازالت جديدة. ================= تاريخ النشر: الأربعاء 11 أبريل
2012 عبدالله عبيد حسن الاتحاد عقدت مجموعة "أصدقاء الشعب السوري"،
مؤتمرها الدولي في العاصمة التركية،
وفي ختامه أعلنت تأييدها ودعمها لخطة
الموفد الأممي والعربي (عنان) إلى
دمشق، لإنهاء الأزمة في سوريا، وذلك
باستعادة السلم والأمن، ثم التقدم
خطوة نحو المصالحة الوطنية، والتحضير
لمؤتمر وطني جامع بين كافة الأطراف
لإجراء استفتاء شعبي حول "دستور
ديمقراطي". وعقب انتهاء مؤتمر أصدقاء سوريا، قال
وزير الخارجية الفرنسي بكلمات قليلة
وصريحة إنه يشك شكاً يبلغ درجة اليقين
في أن الأسد لن يتراجع عن خطته القاضية
بسحق وإبادة معارضيه، وإن موافقته على
مبادرة عنان مجرد مناورة سياسية لكسب
الوقت ووضع المجتمع الدولي أمام أمر
واقع. هكذا كان الأمر دائماً، منذ قيام حزب "البعث"
بأول انقلاب له، وكانت انقلاباته
العسكرية العديدة تنجح حيناً وتفشل
حيناً آخر، إلي أن قام الفريق طيار
حافظ الأسد بآخر الانقلابات البعثية،
والذي كان من أول ضحاياه رفاقه من
أعضاء الحزب الذين انحازوا إليه ضد "القيادة
التاريخية" للبعث. وشرع الأسد
بهدوئه المعروف في تنفيذ مشروعه
الحقيقي لتحويل الجمهورية السورية إلى
ملكية عائلية. وقبل وفاته كان قد رتب
الأمور لصالح مشروعه التوريثي، فرحل
وهو مطمئن إلى أن ابنه بشار سيكون
الرئيس من بعده. إن الإنجاز الأكبر لبشار في بداية حكمه،
أنه نجح في تصوير نفسه أمام العالم
باعتباره ممثل التغيير والخروج بسوريا
من حكم الفرد وسلطة الحزب الأوحد، إلى
سوريا ديمقراطية ومنفتحة ومواكبة
للعصر. لكن كما يقول المثل الشعبي،
فالطبع يغلب التطبع، لذا كان أول
ضحاياه رفاق أبيه من قدامى البعثيين
الذين اختلفوا معه في بعض المواقف
والقرارات، فنحّاهم عن قيادة الحزب
والدولة بطريقة مهينة، حتى اضطر نائبه
الأول للهرب من سوريا واللجوء إلى
فرنسا. وما جرى لاحقاً تحت حكم الأسد اصبح
معروفاً... والثورة على حكمه، والتي
امتدت لأزيد من عام، ليست بداية
الدراما السورية، ولن تكون النهاية
فيما أتصور. أكتب هذا المقال وقد بقي من الزمن يومان
ليبدأ الأسد تنفيذ التزامه بخطة كوفي
عنان التي يبدأ العمل فيها بانسحاب
قوات الحكومة السورية من المدن والقرى
المدمرة، ويلقي المتمردون أسلحتهم
يومين بعد ذلك، وهي خطوة يُفترض أن
تفتح الطريق للتفاوض بين الحكومة
والمعارضة حول مستقبل سوريا السياسي. وعلى رأي وزير الخارجية الفرنسي، فإني
أيضاً أشك في التزام الأسد بما اتفق
عليه مع عنان. ومعرفتي بطبيعة
المستبدين تؤكد لي ذلك، فهم عندما
يملكون السلطة والقوة يصلون إلى
مرحلةٍ تصور لهم أنفسهم فيها أنهم
وحدهم الذين يملكون الحكمة والمعرفة
بمصالح الشعوب والأوطان دون بقية
البشر. هذا هو الوهم المرضي الذي خلق
الطغاة من أمثال هتلر وموسوليني
وموبوتو والقذافي وغيرهم كثيرون في
أنحاء العالم. ورغم غضب المجتمع الدولي من نظام الأسد
وتعاطفه مع الشعب السوري، فحاكم دمشق
سيمضي في طريقه المرسوم حتى ولو وصل
الأمر إلى تدخل المجتمع الدولي
عسكرياً في سوريا. ففي ذهن الأسد
والمحيطين به أنهم يخوضون معركتهم
الأخيرة مع معارضيهم، وهي معركة
سيتحقق لهم فيها النصر وسيرغمون
العالم على قبول الأمر الواقع... ولا
يتذكرون مصائر أمثالهم من الطغاة
المصابين بذلك "الوهم"، ولا
يتعظون بأحدث التجارب المأساوية
لبلدان الدكتاتوريات، والتي شهدوا
مصارعها عن قرب في الزمان والمكان. ===================== محنة النازحين السوريين
إلى لبنان عبد الوهاب بدرخان 2012-04-11 النهار ربما يكون لبنان البلد الوحيد في العالم
الذي لديه وزير الثقافة – ولا مؤاخذة! -
يسمح لنفسه بالقول ان النازحين من
سوريا هرباً من القمع الدموي هم "ارهابيون"،
وعلى هذا الاساس رفض ان تخصص الحكومة
مبلغاً مالياً لوزارة الشؤون
الاجتماعية كي تساعدهم. (ولعله الوزير
الوحيد الذي يجيز ازالة موقع اثري
تاريخي، وهو ما يعتبر بمثابة جريمة في
اعراف الثقافة). اما زميله وزير الدولة
بلا حقيبة فيريد ترحيل النازحين
وتسليمهم الى السلطات السورية او الى
السفير السوري في بيروت "ليتولى
الاهتمام بهم (!)". اينما سمع هذا الكلام او قرىء سيثير
الاشمئزاز، وسيأتي رد الفعل البشري
الانساني التلقائي: لا تساعدوهم لكن لا
تهينوهم. اذا كانت الضمائر خرساء
فالاحرى ان تصمت الألسنة. واذا كانت
المشكلة مالية، ولا يراد ان يتحمل
البلد عبئاً، فهناك ولله الحمد دول
وهيئات ومنظمات مستعدة بل راغبة بل
ملحة على المساهمة، ولم نفهم لماذا
تأخرت الحكومة في قبول الهبات. وما
رفضه هذا الوزير وزملاؤه (نحو 70 ألف
دولار) ليس شيئاً بالمقارنة مع ملايين
الدولارات التي عرضها الاتحاد
الاوروبي والبنك الدولي وسواهما. في
الخارج كانوا يتحدثون بذهول واستغراب،
وبقرف ايضا، عن بلد لا يساعد النازحين
ولا يريد مساعدة لمساعدتهم. في الازمات والحروب والكوارث لا يجوز لاي
سبب كان تسييس الاغاثة، واي تلكوء في
تقديمها هو انعكاس لسياسة ولانعدام
ارادة. والمشكلة في لبنان سياسية اولاً
واخيراً، بل اخضعت للانقسام القمعي
اياه، فأنصار النظام السوري فهموا انه
لا يحبذ الترحيب بالنازحين، يهمهم ان
يبيضوا وجوههم معه فلا يريدون نازحاً
واحداً ولا يبالون بان يقتل الاطفال أو
يموت الجرحى منهم اذا تأخر اسعافهم.
أما خصوم النظام فطالبوا بتغليب
الواجب الاخوي على اي اعتبار سياسي.
فما الفارق بين نازحي لبنان عام 2006
ونازحي سوريا في 2011 – 2012، لا هؤلاء
فروا من وحشية عدوان اسرائيلي ولا
اولئك هربوا من بطش "نظام" بيروت.
كانوا جميعا بشراً في محنة. من الواضح ان الحكومة ارادت ان تنأى
بنفسها ايضا عن النازحين، لأن دمشق
ضغطت عليها بلائحة مطالب. راحت المشكلة
تكبر واستمرت الحكومة تنكر وجودها،
والآن تتحدث المصادر الرسمية عن 16 الف
نازح، اما الحقيقة فهي اضعاف مضاعفة.
فأكثرية الهاربين تفضل أن لا تتسجل
خشية التعرض لملاحقات الجواسيس
المحليين، أو للخطف أو للتسليم الى
السلطات السورية. لم تتحرك الحكومة
لتفعيل عمل اللجنة العليا للاغاثة الا
بعدما كثرت الاستفسارات والتحذيرات
الدولية، لكنها اصطدمت بالواقع على
الارض الذي فرض عليها التمييز بين
النازحين الى البقاع والآخرين الى
الشمال، رغم انهم جميعا سوريون ولم يأت
أي منهم الا مضطراً. ================= راجح الخوري 2012-04-11 النهار ليس في العالم
غير بيانات الاسى والتنديد بالقتل
المتصاعد في سوريا وقد فاض ليتجاوز
الحدود الى الاراضي اللبنانية
والتركية، وهو ما اعتبره البعض رسالة
جديدة من النظام مفادها ان استمرار
الضغط عليه سيؤدي الى اشعال النيران
على مستوى اقليمي! ولكن اين هو هذا الضغط في وقت يتفرج
العالم على فصول الاقتحامات وحمامات
الدم، خصوصاً الآن، بعدما تراجعت
المطالب الدولية من الدعوة الى
الاصلاح وتغيير النظام الى المطالبة
بوقف الاقتحامات المدمرة وانهاء دورة
القتل وحماية المدنيين؟ ففي حين تذهب اميركا وفرنسا الى السبات
الانتخابي تنظر الدول الغربية الى
التطورات السورية بعين والى ثمار "الربيع
العربي" بالعين الاخرى، و لا شيء
يوازي صدمتها مما يجري الآن في تونس
ومصر وليبيا إلا خوفها مما قد يجري
غداً في سوريا، لكن هذا لا يجوز ان يشكل
قبولاً بطوفان القتل الذي تشهده سوريا
وان يشل اي تحرك جاد لوقف المأساة! واذا كان التدخل في ليبيا شكل درساً لدول
الاطلسي فإنه شكل دروساً لروسيا، التي
سبق لها ان عقدت رهاناً خاسراً هناك،
وقد بدا واضحاً منذ البداية انها قررت
ان ترد في سوريا. فبعد ارسال الاسطول
الى طرطوس وتعطيل مبادرة الجامعة
العربية باستعمال "الفيتو" في
مجلس الامن، يبدو الآن انها تستعد
لوراثة مهمة كوفي انان بما يعني الغاء
الدور العربي والدولي والقول: الامر
لنا في سوريا! في هذا السياق، يكفي ان يقرأ المرء
تصريحات غينادي غاتيلوف التي سبقت
وصول وليد المعلم الى موسكو لكي يكتشف
ان روسيا تريد الانفراد بفرض الحل في
سوريا، فهو يقول صراحة: "روسيا تعمل
مع دمشق لبدء عملية التسوية السياسية
بأسرع ما يمكن (...) وروسيا تقف ضد
التفسيرات الواسعة لقرارات مجلس الامن
وضد محاولات فرض وصفات خارجية لتسوية
النزاعات الداخلية"! امام هذا الكلام يجب السؤال: اين اصبح دور
انان المبعوث العربي- الدولي الذي سبق
لموسكو ان ايدته؟ اما عندما يقول
غاتيلوف انه "لا يجوز ان يتخذ مجلس
الامن قرارات غير واقعية (...) وانه لا
يجوز للاعضاء اعطاء تفسيرات واسعة
لهذه القرارات"، مذكراً بالازمة
الليبية وكيف تم "تفسير تفويض مجلس
الامن تفسيراً غير صحيح"، فانه يوحي
ضمناً بأن موسكو تتبنى الموقف السوري
المفاجئ الذي اسقط مهمة انان، وخصوصاً
بعدما اشترطت عليه كي تنفذ وعدها بوقف
النار في 10 نيسان، الحصول على تعهدات
خطية من المعارضة بوقف العنف وتسليم
السلاح وكذلك الحصول من تركيا
والسعودية وقطرعلى التزام خطي بوقف
التمويل والتسليح! والخلاصة: اذا كانت روسيا تتوهم فعلاً
انها قادرة على الاستئثار بالحل في
سوريا فانها ستكون اولاً شريكة النظام
بعدما وقفت حارسة لشريط القتل
المتصاعد، وستكون ثانياً المقاول
الدولي الذي ساهم في دفع سوريا الى
اتون الحرب الاهلية! ================= رضوان السيد الدستور 11-4-2012 لقد ثبت أنه لا ثورة أصعب من ثورة الشعب
السوري. ويرجع ذلك لثلاثة أمور: وقوع
سورية على الحدود مع فلسطين المحتلة؛
ما يجعل إسرائيل وحلفاءَها على
تمسُّكٍ وثيقٍ بالنظام القائم، الذي
أمَّنَ لها الحدود منذ العام 1973 رغم
احتلال الجولان والذي أضاعه النظام
هذا عام 1967. والأمر الثاني وقوع سورية
في بؤرة منطقة النفوذ الإيراني، والذي
تسبّب في ظهورها وظهوره وامتدادهما
الغزو الأميركي للعراق عام 2003 باتفاق
مُهادنةٍ بين أميركا وإيران وصل عام 2005
إلى حدود الشراكة في كلٍّ من أفغانستان
والعراق. وإيران تقول اليوم إنّ محورها
يمتد من طهران إلى بغداد ودمشق وبيروت،
وهي لن تتخلّى عن أيٍّ من تلك المناطق.
والأمر الثالث تحوُّل الجيش الوطني
السوري أيام الأسد الأب والابن إلى
كتائب مسلَّحة مهمتها الوحيدة حماية
حكم العائلة والطائفة، وتأمين السطوة
والخدمات للنظام الإقليمي والدولي
فيما بين العراق وفلسطين ووسورية
ولبنان. إنّ عظَمة الثورة، ثورة الشعب السوري من
أجل الحرية والكرامة، أنها أدركت منذ
الأيام الأُولى هذا الواقع المعقَّد،
وقررت التمرد عليه. ففي الأسبوع الثاني
لتمرد درعا العظيمة، كان شعار
المتظاهرين: لا إيران ولا نصر الله،
بدنا ناس بيخافوا الله! ومنذ تلك
الأيام الملحمية المستمرة لأكثر من
عام، أظهر الشعب السوري قدرةً هائلةً
على البذل والعطاء: من الدم والدموع
والمعتقلات والتهجير والاندفان تحت
أنقاض المنازل، والتركيز من جانب
الشبيح الأكبر على قتل الأطفال، وهتك
الأعراض. سمعتُ شاباً من حماة يقول على
إحدى القنوات قبل أسابيع: لا شيء أغلى
من الحرية إلاّ الحرية! والشعب
السوريُّ يشتري ذلك كلَّه ولا يملك أو
ما عاد يملك شيئاً للبيع. وقالت لي
نازحةٌ من دوما إلى إحدى قُرى البقاع
اللبناني ومعها بناتُها الأربع: تردد
زوجي وابني في الانضمام إلى الثورة
بسبب الخوف علينا، ولذلك قررتُ
تحريرهما من همّنا بالهرب لكي يقاتلا
وهما مطمئنان إلى أننا آمنون نسبياً،
فلا شيء يا أخي أغلى من الكرامة! إنّ المسألة الآن وفي كلِّ آنٍ هي مسألة
الشعب السوري، الشعب الذي أعطى ويُعطي
دون حدودٍ ومن كلّ غالٍ ونفيسٍ لا
يضحّي برخيصه بشرٌ إلاّ من أجل هذه
الاعتبارات العليا، التي تصنُع
إنسانية الإنسان ولا شيء غير! إنّ الشعب السوريَّ الذي يتقدم مع كلّ
شهيدٍ من منزلة الحرية، لا يحرر نفسَه
من العصابات التي حكمتْه على مدى عقودٍ
وحسْب؛ بل إنّ نضالَهُ إنما يحرر بلاد
الشام كلَّها والعراق وفلسطين من الذل
والهوان والاحتلال والاستقطاب. فالشعب
السوري يخرج بالدم من عقود الاستعباد،
والشعوب العربية الأُخرى تخرُج من
الرهانات والارتهانات، ومن مقايضة
الكرامة والحرية بالاستقرار
المزوَّر، والعبودية الحاثمة: فلا مَهْرَ أغلى من عليٍّ وإنْ غلا
ولا فتْكَ إلاّ دون فتْك ابن مُلجمِ التاريخ : 11-04-2012 ================= الحرص على سوريا يعني
حماية وحدتها رأي الدستور الدستور 11-4-2012 لم تتوقف دوامة العنف في سوريا، منذ بداية
مهمة السيد كوفي عنان مبعوث الأمين
العام للأمم المتحدة، والتي وضع عليها
الجميع آمالا عريضة، في التوصل إلى
نهاية مقبولة للعنف الذي يعصف بسوريا،
ويهدد وحدة الدولة وتماسك المجتمع
السوري. عملية توجيه التهم حول مسؤوليات العنف،
لا يمكن أن تحقق نتيجة مقبولة في إنهاء
حمام الدم، ولا يمكن لاي خيار ينحاز
إلى النظام أو المعارضة فقط، أن يكون
مقبولا من الطرف الآخر، ومن المؤكد أن
كلا الطرفين بحاجة إلى تقديم تنازلات،
للوصول إلى نقطة تفاهم في منتصف الطريق.
وحدة الدولة السورية جغرافيا، ووحدة
المجتمع السوري في خطر داهم، نتيجة
نوعية الجرائم التي تم ارتكابها في
الأشهر الماضية، ومشاعر الثأر
والانتقام المتبادلة، والتي لا تزال
تحت الرماد، ويتم تغذيتها بشكل
متواصل، نتيجة العنف اليومي وبعض
التصريحات والتدخلات الخارجية، التي
لا تخدم وحدة الشعب السوري. كل الجهات والتيارات والقوى المتناقضة في
مواقفها، تدعي أنها حريصة على سوريا
دولة وشعبا، ولكن الحرص الحقيقي على
سوريا، يجب أن يتمثل فقط في الدعوة إلى
السلم، وإنهاء العنف والتسلط وتحقيق
الإصلاح والديمقراطية، وعدم تقديم اي
مبرر سواء لدعم النظام في سياساته التي
تمارس العنف ضد المواطنين، أو دعم بعض
أطراف المعارضة التي تطالب بتدخل
خارجي، قد يكون كارثيا على الشعب
السوري. لا يمكن العودة في سوريا إلى واقع ما قبل
بدء الانتفاضة الشعبية، ولا يمكن
السماح بالقفز في المجهول، من خلال
الدعوة للتدخل الخارجي، والذي دائما
يؤدي إلى مستقبل أكثر إيلاما للدول، بل
والانزلاق نحو الحرب الأهلية بكل
تفاصيلها. على النظام والمعارضة،
وبالرغم من المسافات الشاسعة بينهما
والمغمسة بالدماء، أن يعيا أن لا حل
لمستقبل سوريا سوى الاتفاق على مجموعة
ثوابت لسوريا المستقبل، ومنها التحول
السريع نحو نظام ديمقراطي، يقوم فيه
الشعب باختيار من يقوده، والالتزام
بوقف العنف، وعدم الانزلاق نحو الحرب
الطائفية، واستعادة جزء من الثقة بين
مكونات الشعب السوري، وتنظيف النظام
من كافة المسؤولين الذين ارتكبوا
الجرائم بحق الشعب السوري، وكذلك
إبعاد كافة الجماعات المسلحة، التي
ارتكبت جرائم باستثناء حالات الدفاع
عن النفس المشروعة أخلاقيا وسياسيا. خطة كوفي عنان هي المقبولة دوليا، وتمثل
الحد الأدنى الممكن لإخراج الدولة
والشعب السوري من هذه المحنة الصعبة،
ولكن ذلك يتطلب الالتزام بما هو موجود
في الخطة، وخاصة من قبل الجهة المسيطرة
أمنيا وهي النظام، والذي بحاجة إلى
استعادة ثقة الشعب السوري بقدرته على
الاستمرار بطريقة حكم جديدة، تحترم
حقوق الإنسان وتقدم الخطوات المطلوبة
من التعاون الدولي، وعدم الاستمرار في
الاستهانة بالمجتمع الدولي، وبحقوق
المواطنين السوريين في مستقبل مختلف
يتناسب مع طموحاتهم المشروعة في
الديمقراطية والإصلاح. لا مخرج من الأزمة السورية، إلا بالوصول
إلى توافق حول إصلاح سريع، يحقق طموحات
الشعب السوري. لا توجد مؤشرات لسقوط
النظام عسكريا في الفترة القريبة، ولا
مؤشرات لقدرة النظام على سحق المقاومة
أمنيا، بالرغم من كل العنف، ولا توجد
قوى سياسية خارجية ترغب في التدخل ضمن
هذه الشروط الصعبة، وهكذا لن تتحقق
الحلول إلا من داخل سوريا، فمتى يسود
خطاب العقل؟ التاريخ : 11-04-2012 ================= رياض معسعس ' 2012-04-10 القدس العربي لم يتوقف وزير الخارجية الروسي سيرغي
لافروف عن التصريح لدعم النظام السوري
مؤكدا بأن النظام لن يهزم حتى ولو تم
تسليح المعارضة وأن مذبحة كبيرة ستمتد
لسنوات في سورية. في حين أن تصريحات أخرى لأكثر من جهة
ومنها رفعت الأسد عم بشار الأسد بأن
نهاية النظام باتت وشيكة وأن السؤال لم
يعد هل يسقط النظام السوري، بل متى
سيسقط هذا النظام. ومع سقوطه ستطرح
مسألة تسلم الحكم من قبل المعارضة
السورية. وكثر هؤلاء الذين يتخوفون من
فراغ سياسي، أو فوضى سياسية، أو صراع
على السلطة. ويذكي هذا التخوف أجهزة
النظام في سورية بالتحذير من وصول
الإخوان المسلمين إلى السلطة الذين 'سيستأثرون
بالسلطة ويحرمون الأقليات من حقوقها'،
ويضربون الأمثال بالحالة الليبية أو
اليمنية. أو أنهم يشوهون من رموز
المعارضة بشتى الوسائل باتهامهم '
بمغازلة إسرائيل، أو بيع أنفسهم
لأمريكا ودول الخليج'. ولو محص أحدنا وضع سورية بعد سقوط النظام
فإنه لا شك أنه سيضع جميع الاحتمالات
بالحسبان، فإن سقوط النظام لا يعني
بالضرورة سقوط أذياله، فنظام استمر في
الحكم لمدة نصف قرن تقريبا لن تسقط
مؤسساته بهذه السهولة، فسقوط حكم
مبارك لم يسقط نظامه كاملا، فالمجلس
العسكري ما زال هو الحاكم الفعلي في
مصر، وكثير من مؤسسات الدولة يسيطر
عليها رجال النظام المخلوع. وهذا ما
ينطبق أيضا على الحالة اليمنية. وإلى
حد ما في الحالة التونسية، فلن يكون
مستغربا بعد سقوط الأسد أن نشهد عمليات
إرهابية يقوم بها رجال المخابرات
والشبيحة لنشر الفوضى والذعر في قلوب
المواطنين، وإظهار أن المعارضة غير
مؤهلة لإحلال النظام والأمن في البلاد.
وربما تتطور الأمور إلى أكثر من ذلك
بالتخطيط والتحريض لإدخال سورية في
حرب طائفية بافتعال عمليات قتل طائفية
من شأنها تأجيج الشعور الطائفي وهذا
ليس غريبا على هذا نظام مارسها أكثر من
مرة خلال نهاية السبعينيات وبداية
الثمانينيات من القرن الماضي في
معركته ضد الأخوان المسلمين الذي
حملوا السلاح في وجهه. ويستخدمها حاليا
في أكثر من موقع في سورية. ويبدو حاليا
من خلال دراسة عميقة لأطراف المعارضة
السورية حاليا، بأن حزب الإخوان
المسلمين ورغم الضربة القاصمة التي
تلقاها من قبل حافظ الأسد في حماة في
العام 1982 يبقى الأكثر تنظيما، والأكثر
عددا من جميع أحزاب المعارضة التي لا
تعد بعضها سوى بضع مئات، أو حتى بضع
عشرات. وكردة فعل شعبية لن يستغرب أبدا
أن يلقى حزب الإخوان شعبية كبيرة في
الأوساط السورية المسلمة، على غرار ما
حصل في كل الدول مر عليها الربيع
العربي أو لم يمر، خاصة وأن السوريين
باتوا يرفضون الأحزاب القومية بعد ما
لاقوه من حزب البعث خلال فترة حكمه
الدموية. وكذلك الأحزاب اليسارية بشكل
عام بعد أن كانت التجربة 'الاشتراكية'
فاشلة بكل المقاييس. فالاسلاميون
يحكمون اليوم في تونس وليبيا ومصر،
وفازوا في المغرب والكويت أيضا، بمعنى
آخر أن هناك تسونامي إسلامي يهب على
العالم العربي، بعد الربيع العربي. ومن
المحتمل جدا أن سورية لن تشذ عن
القاعدة، خاصة وأن الغرب بمجمله يوطن
النفس على القبول بهم والتعامل معهم،
وهذا ربما من نكد الدنيا. وإزاء عمليات الترهيب والتخويف من وصول
الإخوان إلى السلطة من قبل آجهزة الحكم
في سورية، شعر الإخوان بأنه من الضرورة
بمكان توضيح موقفهم السياسي
واستراتيجيتهم التي سيبنون عليها
مستقبل وجودهم كقوة سياسة اساسية في
سورية المستقبل. فقام الحزب في الخامس
والعشرين من آذار (مارس) الماضي بوضع
وثيقة العهد والميثاق التي أكد فيها
على بناء 'دولة مدنية حديثة، تقوم على
دستور مدنيّ، منبثق عن إرادة أبناء
الشعب السوريّ، قائم على توافقية
وطنية، تضعه جمعية تأسيسية منتخَبة
انتخاباً حراً نزيها، يحمي الحقوقَ
الأساسية للأفراد والجماعات، من أيّ
تعسّفٍ أو تجاوز، ويضمن التمثيلَ
العادل لكلّ مكوّنات المجتمع' وأن كل
مواطن سوري ' له الحق ان يصل إلى أعلى
مراتب الدولة' وهذا يعني إلغاء لمادة
الدستور السوري التي مازالت قائمة منذ
الاستقلال إلى الآن وحتى في الدستور
المعدل الذي صدر أخيرا عن النظام بأن
رئيس الدولة يجب أن يكون مسلما. وهذا ما
من شأنه طمأنة المكونات الأخرى من
المجتمع السوري بحقهم في المساواة في
التمثيل السياسي على أعلى المستويات.
وقد ساق الكثير من قيادات الإخوان في
أحاديثهم، وأطروحاتهم، وتصريحاتهم من
الأمثلة على انفتاحهم على الآخرين دون
الدخول في حسابات الطائفية الضيقة
فمصطفى السباعي مؤسس حزب الإخوان
المسلمين في سورية كان يشترك في العمل
النيابي مترشحا كغيره من المرشحين في
المرحلة الديمقراطية التي عرفتها
سورية بعد الاستقلال، كما أن هناك
مرشحين مسيحيين كانوا يتقدمون
بترشيحاتهم على قوائم الإخوان، ولا
أحد ينسى فارس الخوري الذي انتخب رئيسا
للوزراء في العام 1944 وشكل توليه كمسيحي
لهذا المنصب سابقة في تاريخ سورية
الحديث عكست جليا ما بلغه الشعب السوري
الخارج من استعمار 'دولة مسيحية' من
نضوج قومي. وهذا النضج المبكر تكرس في
أذهان السوريين على مختلف انتماءاتهم
العرقية والطائفية. وهذا ما جعل القوى
السياسية السورية المعارضة اليوم تفكر
في وضع اللبنات الصحيحة في بناء سورية
الغد على أساس المواطنة والمساواة بين
جميع أفراد المجتمع. وهذا هو الأساس في
نظام ديمقراطي. ' كاتب سوري ================= عبد الباري عطوان 2012-04-10 القدس العربي يخادع نفسه، والآخرين، من يعتقد انه
يستطيع ان يتوقع ما يمكن ان تكون عليه
سورية بعد اسبوع او شهر او عام، ولكن ما
يمكن توقعه، او الجزم فيه، ان مبادرة
كوفي عنان المبعوث الدولي لن تكون افضل
من المبادرات السابقة، لان النوايا
لدى جميع الاطراف، ودون اي استثناء
ليست صادقة فيما يتعلق بتطبيقها
كاملة، وبما يؤدي الى الخروج من هذه
الازمة الدموية بأقل الخسائر. النظام السوري يريد اجتثاث المعارضة من
جذورها وفرض سلطته على جميع انحاء
البلاد بالقوة ومهما بلغ عدد الضحايا،
والمعارضة تريد اسقاطه سواء بتدخل
عسكري خارجي او ثورة مسلحة او الاثنين
معا، وكل ما يقال عن التزام الجانبين
بخطة المبعوث الدولي هو مجرد تضليل. السيد عنان يقول ان السلطات السورية سحبت
قواتها من مدن لتعيد تمركزها في اخرى،
ويطالب بالتريث وتمديد المهلة الى يوم
لو لزم الامر، ولكنه يرفض في الوقت
نفسه القول ان العنف يجب ان يتوقف من
دون شروط مسبقة في اشارة الى طلب
السلطات السورية بتطبيق جزئي وادخال
تعديلات على نقاط المبادرة الست. الادارة الامريكية ومعها دول الاتحاد
الاوروبي مجتمعة حكمت على مبادرة عنان
بالفشل منذ الصباح الباكر، وقالت ان
نظام دمشق لم يحترم تعهداته، اي
الانسحاب من المدن ووقف اعمال القتل،
وطالبت مجلس الامن الدولي بتقييم
الوضع على هذا الاساس والتدخل لوضع حد
لاعمال العنف. لا احد يعرف ما مغزى هذه التصريحات
الامريكية، فكيف سيتدخل مجلس الامن
ويتخذ اجراءات عقابية ضد النظام
السوري في ظل وجود 'الفيتو' الروسي
الصيني المزدوج المشهر في وجه اي
عقوبات اقتصادية او تدخل عسكري اقليمي
او دولي في هذه الازمة. رجب طيب اردوغان رئيس وزراء تركيا
واللاعب الاقليمي الابرز في الملف
السوري طار الى بكين، وحط الرحال بعدها
في العاصمة السعودية الرياض، وفي
العاصمة الصينية وقع عقودا تجارية
ضخمة تقدر بمليارات الدولارات، اما
محادثاته مع العاهل السعودي فقد تركزت
حول الاوضاع في سورية دون تقديم اي
معلومات اضافية. ' ' ' المملكة العربية السعودية هدأت قليلا
تجاه الازمة السورية او في العلن على
الاقل، وتراجعت بشكل ملحوظ عن حماسها
الذي عبر عنه بوضوح الامير سعود الفيصل
وزير الخارجية الذي انسحب على غير
العادة من اجتماع وزراء الخارجية
العرب في القاهرة، واكد ان بلاده ستسلح
المعارضة السورية للدفاع عن الابرياء
الذين يقتلهم النظام، وايدتها دولة
قطر دون تحفظ. بالامس نقلت صحيفة 'الشرق' السعودية عن
مصدر سعودي كبير لم تذكر اسمه، قوله ان
المملكة لم تقدم قطعة سلاح واحدة
للمعارضة السورية، وجاء هذا التصريح
المصاغ بعناية تأكيدا لنفي متحدث باسم
الجيش السوري الحر وصول اي سلاح من
السعودية او غيرها. التراجع السعودي ربما يكون راجعا الى
حسابات دقيقة في ظل الظرف الحرج الذي
تمر به المنطقة فمن يطالب بتسليح
معارضة الاخرين يعطي شرعية لمن
يتربصون لتسليح معارضته واذا لم تكن
هناك معارضة في الوقت الحالي فقد تجد
من ينشئها في المستقبل. وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كان
اول من التقط طرف الخيط، واتهم
السعودية بدعم الارهاب وتسليحه،
وبادرت محطات التلفزة السورية الى
استضافة معارضين سعوديين كان محرما
عليهم الظهور فيها ايام شهر العسل
السوري السعودي الذي امتد لعقود. اللافت ان الكثيرين يتحدثون عن انهيار
مبادرة كوفي عنان قبل ان تدخل حيز
التنفيذ، ولكن لم يتطرق احد الى
احتمالات نجاحها وهي اخطر من احتمالات
فشلها بكثير. النقطة الثالثة من هذه المبادرة تنص على
حق الشعب السوري في التظاهر سلميا دون
اي تدخل من الدولة وقوات امنها، لنفترض
ان السلطات السورية التي وافقت على هذه
المبادرة ونقاطها مجتمعة، انسحبت من
المدن المستهدفة، مثل حمص وادلب وحماة
ودرعا ودير الزور (القائمة تطول)
وانتشرت قوات المراقبة الدولية فيها،
وخرج مئات الالاف او الملايين في مختلف
هذه المدن للتظاهر ضد النظام، فهل ستقف
اجهزة الامن السورية مكتوفة الايدي،
او تقذف المتظاهرين الذين يطالبون
باسقاط النظام بالورود والرياحين؟ المرجح ان قوات الامن التي لا تستطيع تحمل
صوت واحد مخالف ستعود الى سيرتها
الاولى وتطلق النار على المتظاهرين،
وستدعو القيادة السياسية الجيش الى
التدخل بقوة مثلما فعل دائما، وهكذا
تعود الازمة الى المربع الاول. ' ' ' كوفي عنان، الذي ظهر فجأة دون اي مقدمات،
وبعد سنوات من البقاء في الظل، يعرف
جيدا ما يفعل، مثلما يدرك مسبقا ان
مهمته لن يكتب لها النجاح، او بالاحرى
لا يجب ان تنجح، فطرفا الازمة، النظام
والمعارضة، يريدان الفشل لا النجاح،
للاستعداد للمرحلة التالية. فالنظام
لا يريد الحوار مع معارضة لا يعترف بها
فقط بل يريد تصفيتها، والمعارضة لا
تريد الحوار مع نظام قتل اكثر من عشرة
الاف من السوريين ومستعد لقتل المزيد. النظام السوري يزداد تغولا في تطبيق
حلوله الامنية، ويحاول كسب اكبر قدر
ممكن من الوقت، وكذلك اعداؤه الذين
اجتمعوا في استانبول قبل اسبوعين تحت
عنوان 'اصدقاء سورية'، النظام يريد كسب
الوقت لانهاء المعارضة بالقوة
المفرطة، واصدقاء سورية يريدون كسب
الوقت حتى تحسم الولايات المتحدة
امرها تجاه الملف الايراني، الذي يشمل
الملف السوري في المعية (اشتر قطعة وخذ
الثانية مجانا). قصف معسكرات اللاجئين في تركيا ومقتل
اثنين واصابة ستة اخرين تطور استفزازي
لتفجير حرب، ربما مع تركيا، بصورة
استباقية، ولا نعتقد ان النظام السوري
الذي اقدم على هذه الخطوة (اذا تأكدت
الانباء في هذا الخصوص) لا يدرك
تبعاتها. فهل تركيا جاهزة، او راغبة،
لخوض حرب ضد سورية في الوقت الراهن؟ روسيا التي ساندت النظام السوري بقوة
عسكريا وسياسيا، هي الدولة الوحيدة
المؤهلة لكي تلعب دورا حاسما لايجاد
مخرج من هذه الازمة التي تهدد بتفجير
المنطقة بأسرها، تستطيع روسيا، لو
ارادت، ان تصيغ مبادرة مقبولة من
المجتمع الدولي، ويتم فرضها على
النظام والمعارضة معا، والدول العربية
التي تدعم الاخيرة خاصة. مبادرة عنان فاشلة، بل ميتة قبل ان تبدأ،
ولا بديل عن مبادرة روسية، والا فاننا
مقدمون على كارثة كبرى، ربما يذهب
ضحيتها مئات الالاف من الابرياء،
وعلينا الا ننسى ما حدث في الجزائر،
والنظام السوري يتصرف بعقلية
انتحارية، وقد يأخذ معه الكثيرين الى
هاوية بلا قرار، سواء اذا نجا او لم ينج.
Twitter:@abdelbariatwan ================= الاربعاء, 11 أبريل 2012 عبدالله إسكندر الحياة مَن علينا ان نصدّق: وزير الخارجية السوري
وليد المعلم او الناطق باسم وزارته
جهاد المقدسي؟ ومَن منهما يعبِّر عن
الموقف الرسمي للحكم السوري؟ اعلن الوزير امس من موسكو، أن الحكومة
سحبت بالفعل بعضاً من قواتها من مدن،
تماشياً مع خطة المبعوث الدولي-العربي
كوفي انان، أي أن دمشق موافقة على هذه
الخطة وملتزمة تنفيذها. اما الناطق باسم الوزارة، فأكد قبل ايام
أن دمشق لن توافق على الخطة إلا بعد
الحصول على ضمانات خطية من المعارضة
ودول عربية، أي أن دمشق ليست موافقة
على خطة انان. ما صرح به المعلم في موسكو يكذّب ما قاله
المقدسي. أما تصعيد عمليات قتل
السوريين بالأسلحة الثقيلة من مدفعية
ميدان ودبابات واقتحام مدن وبلدات
ورفع منسوب القتل والمجازر الى ما يصل
الى اكثر من مئة قتيل يومياً بفعل
القوات الحكومية، بما في ذلك يوم امس،
المفترض ان يكون يومَ بدء سحب الآليات
الثقيلة ووقف النار، فيكذّب ما قاله
المعلم. لكن، في كل الحالات، يتكامل دورا المعلم
والمقدسي في أداء مهمة الدفاع عن
استمرار الحل الامني والقتل. الاول بلغة ديبلوماسية تريد ان تخفف
إشارات الاستياء الروسي، كما بدا من
كلام الوزير سيرغي لافروف امس ودعوته
حكومة دمشق الى اجراءات أكثر حسماً في
اتجاه تطبيق خطة انان، وتقديم وعود (غير
صادقة) لتلافي انحياز روسي الى قرار في
مجلس الامن يفرض تطبيق بنود الخطة،
بعدما انضمت موسكو الى البيان الرئاسي. والثاني بلغة جافة تعبر عن حقيقة رفض
الخطة عبر الشروط («الضمانات الخطية»)
من الآخرين، وهي شروط لا يتوقع عاقل
تلبيتها، لاسباب كثيرة. فيكون -وفق
دمشق- الطرف الآخر هو الذي يعرقل تطبيق
الخطة، وبذلك يستمر تبرير القتل. ويُلاحظ هنا، أنه عشية زيارة المعلم الى
موسكو حصل تطوران ميدانيان ذوا اهمية
سياسية كبيرة: الاول اطلاق النار من
الاراضي السورية عبر الحدود التركية،
والآخر اطلاق النار ايضاً عبر الحدود
اللبنانية وسقوط قتلى وجرحى داخل
اراضي الدولتين المجاورتين. الحادثان
يوحيان أن الحكم السوري يريد ان يسخّن
الحدود مع تركيا ولبنان، اللذين
تتهمهما سورية بأنهما مصدر من مصادر
السلاح و «المجموعات الإرهابية»،
وبذلك يجري نقل البحث من إلزام دمشق
تنفيذ النقاط الست في خطة انان الى
الخطر على سورية القادم من وراء
الحدود، وما يستتبع ذلك من ضرورة
التصدي له والدفاع عن السيادة السورية.
ألم تؤكد الوكالة السورية الرسمية ان «المجموعات
المسلحة» هي التي قتلت المصور
التلفزيوني اللبناني في الوقت الذي
يؤكد شهود العيان ان اطلاق النار جاء
من القوات السورية؟ ألم تؤكد الوكالة
نفسها ان «المجموعات المسلحة» إياها
هي التي تتسلل من تركيا والقوات
الحكومية تتصدى لها، في الوقت الذي
تؤكد الهيئات الحقوقية ان المستهدفين
بالقوات السورية مدنيون فروا من القصف
الثقيل لمنازلهم؟ ربما يكون افتعال الحادثين يهدف الى
توفير حجة اضافية في يدي المعلم خلال
محادثاته في موسكو لتبرير تضخيم الخطر
القادم من وراء الحدود. ويُتوقع ان تتكرر مثل هذه الحوادث
المقصودة، وربما تتسع وتُسقط مزيداً
من الضحايا، لاستجلاب رد، خصوصاً من
تركيا، استباقاً لاحتمال الدفع بفكرة
المناطق الآمنة او الممرات الإنسانية،
بعد ان تتوافر عناصر القناعة الدولية
التامة بأن الحكم السوري لن يطبق بنود
خطة انان، وأن التلفيق والمراوغة لا
يزالان يفعلان فعلهما في المعارضة
الروسية لقرار دولي ملزم لدمشق. ================= الاربعاء, 11 أبريل 2012 رندة تقي الدين الحياة رحم الله شهيد الصحافة اللبناني الجديد
علي شعبان الذي كان يقوم بمهمته لنقل
صور مآسي الفارين من أهل سورية إلى
الأراضي اللبنانية من قتل وقمع جيش
نظام أخذهم رهينة. علي شعبان في سنه
الثلاثين كان يقوم بمهمته مع زملائه
بكل موضوعية عندما تعرضت سيارة
تلفزيون «الجديد» لصاحبه الزميل تحسين
خياط إلى أكثر من 40 رصاصة من الجيش
السوري إلى داخل الأراضي اللبنانية.
جريمة جديدة من النظام القمعي الذي لا
يتحمل نقل صور الحقائق وكتابتها لأنه
نظام ينكر الواقع المستمر من رأس
الدولة إلى وزير الخارجية الذي ادعى
أمام زميله الروسي أن النظام يستقبل «الصحافة
الموضوعية». إن المأساة الكبرى ليست
فقط أن النظام السوري يصدق ادعاءاته بل
أن الوزير لافروف يغطيها كما يغطي
جرائم النظام إزاء شعبه وإزاء
الصحافيين إن كانوا سوريين أو
لبنانيين أو بريطانيين أو أميركيين.
فكم علي شعبان وماري كولفن سقطوا شهداء
برصاص نظام لا يتحمل نقل الوقائع كما
هي. فهذا النظام الذي يدعي بلسان رئيس
ديبلوماسيته أو بالأحرى «معلم» نكران
الواقع والادعاء انه منفتح على
الصحافيين الموضوعيين وزيارتهم
لسورية، يدعي أن على الإرهابيين أن
يوقفوا القتل. والشعب السوري رهينة
إجرام نظام وجيش سوري تغطيه روسيا بكل
وقاحة وتفرض على الأسرة الدولية
موقفاً معطلاً يدفع إلى المزيد من
الإجرام. كم كان محبذاً أن يسأل أحد الزملاء الوزير
الروسي لافروف أين صور ضحايا
الإرهابيين في سورية؟ وماذا تفعل
دبابات ومروحيات ومدرعات النظام
بالشعب السوري الذي أصبح رهينة لنظام
سبق واختبر الوحشية وتصفية الصحافيين
في لبنان؟ ودم شهدائنا الأعزاء سمير
قصير وجبران تويني لم يبرد بعد. لا شك
أن الموقف الروسي معيب. فكيف يتسلم
الرئيس بوتين منصبه مجدداً في غضون
أسابيع قليلة وهو يدفع إلى المزيد من
الجرائم يرتكبها النظام السوري إزاء
شعبه وروسيا تشجعه بتغطية جرائمه؟ إن
الأسرة الدولية تتفرج على جريمة بحق
شعب وتكتفي بالتنديد والمؤتمرات
لأصدقاء شعب يقتل وأخبار قتله أصبحت في
الصفحات الأخيرة من الإعلام الغربي
المنهمك بحملات انتخابية في الولايات
المتحدة وفي فرنسا. ماذا يمنع الولايات
المتحدة وبريطانيا وفرنسا وبعض الدول
الغربية من فرض حظر جوي في الأجواء
السورية لحماية الشعب السوري؟ فهم
يقولون لا نريد تدخلاً عسكرياً. ولكن
الحظر الجوي لا يعني حرباً على الأرض.
فطالما أن الدول الغربية النافذة لن
تستخدم على الأقل مظاهر قوتها الجوية
سيبقى الجيش السوري متماسكاً أمام فشل
العمل الدولي. وان استمر تعطل الدول
الكبرى والتشجيع الروسي المعيب
فسيتراجع تدريجياً نقل الصحافة لجرائم
النظام لأن الكل سيصبح علي شعبان وسمير
قصير وجبران تويني وأبناء الشعب
السوري الشهداء في طليعتهم. فحان الوقت
للتحرك الدولي وكفى التصريحات
والكلمات. هناك حماية دولية مطلوبة
للشعب السوري. والنظام السوري اعتمد
منذ زمن طويل ديبلوماسية النفي والكذب
التي اعتمدها مع دول عربية شقيقة أعطته
أكثر من فرصة للصدق إلا أن هذه صفة
غريبة عنه. وخطة أنان هي برهان جديد على
ذلك. فلا حاجة للتحدث عنها لأنها أنشئت
ميتة. كان معروفاً أنها لن تطبق. وكان
الأفضل أن يسأل خبراء التفاوض العرب
والدوليون خلال الحرب الأهلية
اللبنانية عن مراوغة ومناورة وتلاعب
النظام السوري بالتزامات لم ينفذها
يوماً قبل إعطائه فرصة أخرى لكسب الوقت
والمزيد من القتل. ================= طارق الحميد الشرق الاوسط 11-4-2012 ها هي مهمة السيد كوفي أنان بسوريا تفشل
رسميا، كما قلنا أمس، حيث لم يلتزم
بشار الأسد بأي بند من بنود مبادرة
أنان، وبدلا من أن نرى مواقف دولية
حاسمة ضد الأسد نجد أن الجميع الآن،
سواء النظام الأسدي أو المجتمع
الدولي، يحاول التلحف ب«غطاء» أنان،
أي مبادرته، لكنه غطاء قصير، إن ستر
موقعا فضح الآخر. فأنان نفسه يقول إنه من المبكر الإعلان عن
فشل مهمته، مطالبا بالانتظار إلى يوم 12
أبريل (نيسان)، أي بعد يومين، للحكم على
مبادرته، بل ويقول إنه من الخطأ سحب
مبادرته الآن إلا إذا كانت هناك مبادرة
أخرى توضع على الطاولة. وهذا عبث،
فمهمة أنان كلفت السوريين قرابة ألف
قتيل في عشرة أيام، فهل على السوريين
اليوم تحمل معاناة أخرى حيث يتم
التمديد لمهمة أنان، أو من أجل طرح
مبادرة أخرى يقتل فيها ألف سوري آخر؟
حقا، إنه عبث، خصوصا أن عدد القتلى
السوريين قد شارف على الأحد عشر ألف
قتيل! ومن هنا يتضح أن «غطاء» أنان أقصر
من أن يغطي مهمته نفسها! أما دوليا، فالواضح أن الجميع يريد
التلحف أيضا بمهمة أنان؛ فواشنطن تقول
إنه «إذا» أعلن أنان عن فشل مهمته
فحينها لا بد أن تتحرك الأمم المتحدة،
وفرنسا تقول إن الحديث عن سحب القوات
الأسدية من المدن «كذب صارخ»،
والاتحاد الأوروبي أيضا يقول إن الأسد
لم ينفذ خطة أنان، الجميع يردد نفس
الأمر، لكن لا أحد يقول وماذا بعد، ليس
استعجالا، ولكن لأن هناك أبرياء
يقتلون كل يوم بسوريا. أوليس لحياة
السوريين قيمة؟ أمر محير، بل ومثير
للاشمئزاز! والأمر نفسه حاول أن يفعله وليد المعلم في
موسكو، خصوصا وهو يقول متبجحا، وبلا
حياء، إن النظام الأسدي قد بادر إلى
تقديم حسن النيات. والحقيقة لا نعلم
كيف سيكون سوء النيات من قبل النظام
الأسدي إذا كان حسن النيات هو قتل
النساء، والأطفال، والرجال، وهدم بيوت
الله! ولا يكتفي المعلم بذلك، بل إنه
يقول إن بلاده ملتزمة بتطبيق خطة أنان..
كان المعلم يردد تلك الأكاذيب بينما
كانت الفضائيات العربية تنقل أرقام
القتلى تتابعا في سوريا على أيدي قوات
الأسد، وقد بلغ عدد القتلى حتى وقت
كتابة المقال قرابة الخمسين قتيلا! ومن
هنا نجد أنه حتى المعلم أيضا كان يحاول
التلحف ب«غطاء» أنان، الذي من
المستحيل أن يغطيه، ليس فقط لضخامة
حجمه، بل ولضخامة «الكذب الصارخ»
لنظامه، حسب ما قاله الفرنسيون. ومن هنا نجد أن الجميع يحاول التلحف ب«غطاء
أنان»، لكنه، وكما أسلفنا، غطاء قصير،
إن ستر منطقة كشف الأخرى، ولذا فمن
المعيب أن يستمر المجتمع الدولي
بمجاراة النظام الأسدي بأكاذيبه
الصارخة، وجرائمه البشعة بحق
السوريين، فالمفروض اليوم هو التحرك
الفعلي على الأرض لإنهاء هذه الحقبة
السيئة في منطقتنا، ووضع حد لمعاناة
السوريين التي طالت على يد طاغية دمشق
الأسد. ================= عبد الرحمن الراشد الشرق الاوسط 11-4-2012 من يعرف سلوك القيادة السورية على مدى
اكثر من عقد مضى سيلحظ هيمنة الخداع في
اداء الدولة الداخلي والخارجي حتى
اصبحت سمة غالبة. ولا ادل من ذلك طريقة
إدارتها للأزمة الحالية حيث مر عام من
اختراع الحجج الملفقة، وإلتهم
المزخرفة. اخترعت معارضة سمتها مثلا
هيئة التنسيق الوطنية السورية
المعارضة مشابه لاسم خصومها
التنسيقيات الثورية. وفتحت الباب
لقيادات باسم حقوق الانسان قدمت نفسها
للغرب والجامعة العربية والمؤسسات
الدولية، بما فيها الامم المتحدة،
كممثلة للشعب الثائر وهم محسوبون على
النظام، والآن مشغولون يعدون انفسهم
للتفاوض نيابة عن الشعب! هذه سيرة طويلة لعقلية نظام مستعد لانفاق
الوقت والجهد من اجل المداورة
والتزييف للتهرب من التزاماته او
لأشغال المجتمع بوعود لم يكن ينوي ان
يحقق منها شيئا. مثلا، وباسم الاصلاح
ألهت الحكومة في عام 2005 الرأي العام
بإعلانات لا تتوقف عن تطورات جديدة.
رئيس الوزراء العطري حينها أذاع
اربعين قانونا جديدا, ونحو مائتين
مرسوما رئاسيا، واكثر من خمسمائة
مرسوما تنظيميا. معظمها كانت مجرد وعود
بلا نية لفعل شيء، فقط لاقناع المواطن
ان القادم افضل، وإيهام الخارج بان
سوريا تغيرت بعد اغتيالها الحريري
واصبحت دولة جديدة. والاحتيال للتكسب المالي ابرز سمة لها،
بغرض نهب الخزينة العراقية أقنعت
الحكومة السورية نظام صدام حسين في
السنوات الثلاث الاخيرة قبل الغزو
بالاتكال عليها بتصدير نفطها الرئيسي
من كركوك العراقية الى بانياس السورية
ولم تدفع له شيئا مقابله. وهي تفعل
الشيء نفسه الان مع حكومة نوري المالكي
الذي يغلق الحدود للتضييق على
المعارضة امام تهريب السلاح والغذاء
للمناطق الثائرة على النظام في جنوب
سوريا، ويقوم بتمويل كريم جدا لحاجات
النظام، نفس النظام الذي كان سببا في
سبع سنوات من الارهاب في العراق. وكانت
الحكومة السورية تتاجر على الجانبين،
بلا مباديء، تبيع خدماتها للجميع، حيث
باعت لايران تجارة ما يسمى حينها
بالمجاهدين العرب لارسالهم الى العراق
لنشر الارهاب. وفي نفس الوقت باعت
للأميركيين في عام 2005 بعض أقارب وأعوان
صدام، بعد ان منحتهم اللجوء، بينهم
سبعاوي ابراهيم، احد اخوة صدام. ومن اجل تهدئة الخواطر المحلية في الداخل
السوري تجاه الوضع المتردي في السنوات
العشر الماضية، وكذلك حيال التغلغل
الايراني في سوريا، كانت كل فترة وأخرى
تخترع قصة عن تعاون ضخم. فقد ردد
الاعلام الرسمي السوري حكاية ان
القطاع الخاص الايراني تعهد ببناء
مدينة صناعية فيها مصنع عملاق للحديد
بانتاجية سنوية تصل الى ثمانمائة الف
طن، ومحطات كهرباء عملاقة، ومصانع
اخرى، وسيبني الإيرانيون خمسين الف
وحدة سكنية للمواطنين السوريين. واعلن
ان ثمن تلك المدينة الأكذوبة ثمانية
مليارات دولار! طبعا لم يبن شيء مما
أوهمت به الحكومة السورية مواطنيها من
ان التعاون مع ايران يستحق المعارك
الخارجية. ولرفع توقعات الانسان السوري وقعت قبل
سبع سنوات حكومة الاسد اتفاقيات مع
الصين وروسيا وايران وفنزويلا لبناء
مصافي نفطية، ايضا لم يبن شي منها. ولان النظام يجيد التدليس اكثر من العمل
فقد قرر بعد وعود طويلة فتح بنوك خاصة،
أعطى اربع رخص لبنوك لبنانية مشتركة مع
سوريين، وبنك سعودي وآخر أظن انه
اردني، لكنها لم تفتح الاقتصاد كما
وعدت المستثمرين والمواطنين. ولو ان
الحكومة فعلا قررت الاصلاح الاقتصادي
لربما تغيرت أوضاعها وتحسن اقتصادها
لكنها لم تكن تعرف كيف تطور الاقتصاد
المحلي، فهي مثل تنظيم مافيا كل قدراته
تقوم على الخداع والمتاجرة بالأعمال
المحظورة. وفي محنتها الحالية لم تكف عن بيع الأوهام
للدول الكبرى محاولة تقليد نظام صدام
في خلال سنوات عزلته بتوقيع
بروتوكولات تجارية كريمة تمنح
المتعاملين معها صفقات مغرية ثمنا
لخرق العقوبات، الفارق ان سوريا ليست
بلدا نفطيا كالعراق. ولانها لا تبيع
نفطا باعت ديونا مستقبلية، يقال ان
الحكومة السورية باعت سندات مالية
هدفها استدانة نحو عشر مليارات دولار
من الصين وروسيا، والتي ستتحول الى
ديون ملزمة على النظام السوري
مستقبلا، سواء نجا هذا النظام ام سقط
وخلفه غيره. وما نراه حاليا من وعود وعهود ليست الا
حلقة اخرى من نظام احترف الاحتيال
طويلا، لكن حتى حبل الكذب الطويل ينتهي
في وقت ما. ================= ميشيل كيلو الشرق الاوسط 11-4-2012 بينما يدلي المسؤولون السوريون بتصريحات
متناقضة حول موقفهم من مهمة كوفي أنان،
وينشرون الكثير من الضباب حول نيتهم
تطبيق بندها الذي يلزمهم بوقف إطلاق
النار وسحب الأسلحة الثقيلة من المدن،
وفي حين تتعهد وحدات الجيش السوري الحر
بتطبيق وقف إطلاق النار في حال التزم
النظام فعلا بما تمليه مهمة أنان، تكثر
التكهنات حول ما يمكن للنظام أن يفعله،
وهل سيقبل حقا تطبيق مبادرة اعتمدها
بيان رئاسي صادر عن مجلس الأمن، الذي
جدد قبل أيام قليلة تأييده لها وطالب
النظام بتطبيقها من دون مراوغة أو
مماطلة. يتساءل العالم حول موقف النظام
الحقيقي، وهل سيقبل وقف إطلاق النار
بعد حملته المستمرة منذ شهرين، والتي
بلغ عنفها حدا يذكر بمجازر رواندا،
وبتلك العملية التدميرية الهائلة التي
قام بها شمال أميركا ضد جنوبها بعد
نهاية الحرب الأهلية وهزيمة الأخير،
وأعطيت اسما كوديا هو «الأناكوندا»،
وعملت على تدمير كل ما كان فوق الأرض من
منشآت الجنوب ومزارعه ومصانعه وسككه
الحديدية ومطاراته ومرافئه... إلخ. لا يوجد سؤال آخر على لسان المراقبين
والمهتمين ومواطنين عاديين في العالم،
غير السؤال التالي: هل حقا سيوقف
النظام حلا أمنيا تصاعد عنفه إلى أن
بلغ درجة التدمير الشامل لمناطق واسعة
من سوريا، وأخذ أكثر فأكثر شكل انتقام
منظم، منهجي ومخطط، طاول الشعب في
مختلف مناطق سوريا، التي تحولت خلال
عام واحد من بلد كانت أنحاء كثيرة فيه
بعيدة عن قبضة السلطة الباطشة، إلى بلد
منكوب، تشن عليه حملات عسكرية من طبيعة
حربية لا تعرف الرحمة، ترى فيه عدوا لا
بد من القضاء عليه، بأي قدر من الوحشية
وأي سلاح، لأن وجوده لم يعد يتفق، ولم
يعد يقبل التوفيق، مع وجود السلطة
ونظامها الأمني المافيوي الفاسد؟ يطرح العالم سؤاله وسط إحساس شديد بالذعر
من حجم الفظاعات التي تحدث، ومن نتائج
المعادلة التي نجح العنف الرسمي في
فرضها على المجتمع السوري والعالم،
وليس في نصها غير كلمات «إما نحن وإما
هم»، مع ادعاء كاذب يزعم أن قتل الشعب
يتم دفاعا عن الدولة، ويفخر بالنتائج
التي تحققت «على أرض الواقع وفي الفضاء
الافتراضي»، كما قال رئيس السلطة قبل
أسابيع، ووصلت إلى حد تكسير المجتمع
والقضاء على أجزاء كبيرة منه، وإلا ما
معنى أكوام الجثث المتراكمة في كل
زاوية وركن من زوايا وأركان المدن
والقرى؟.. وما معنى البيوت المحروقة
أمام ساكنيها في الأرياف النائية،
التي يبين وصول التمرد المجتمعي إليها
لأول مرة في تاريخها المدى الذي بلغه
انقطاع العلاقة بين الشعب والنظام،
وكم هو حقيقي انتفاء معنى الدولة
ووظائفها عن السلطة وأجهزتها؟.. وأخيرا
ما معنى انتقام النظام وجيشه من شعب
آمن، يتظاهر في قرى تقع فوق ووراء جبال
لا يصل إليها إعلام، فتفضح مظاهراتها
مزاعم النظام عن الشعب الموالي له،
ويفهم القاصي والداني أنه شعب فقد
الأمل بأهل الحكم ووعودهم، وبلغ حدا من
النضج يجعله يرى في الحرية مطلبا يستحق
أن يموت من أجل تحقيقه، وفي رحيل حكامه
غاية لا يتراجع عنها، مهما تطلبته من
التضحيات؟ وعد النظام كوفي أنان بوقف إطلاق النار،
لكنه كثفه خلال الأسبوعين الماضيين
إلى الحد الذي أثار شكوك العالم في صدق
وعوده. فهل صحيح أنه سيوقفه وسيعيد
الجيش إلى ثكناته؟.. لا أعتقد شخصيا أن
هذا صحيح أو أنه سيحدث فعلا، لكنني أظن
أن النظام وضع بديلين سيعتمد أحدهما في
المستقبل القريب، يقوم أولهما على
المنطق التالي: لقد أوقعنا قدرا من
الخراب في مناطق الاحتجاج يكفي لردع
المواطنين السوريين من جهة، ولإشغالهم
بإعادة إعمار مستلزمات وجودهم
الحياتية التي تم تدميرها من جهة أخرى.
لذلك، ستكون قوى وأسلحة أجهزة الأمن
والشبيحة ومن سيرتدون ملابس مدنية من
أفراد الجيش المنسحب من المدن كافية
لإبقاء هؤلاء تحت ضغط آني وشديد يكفي
لوقف حراكهم وتمردهم، عندئذ سيتحقق
هدف الحملة الأمنية: تقويض مقومات وجود
السكان أو من يبقى منهم حيا، ووقف
المظاهرات الشعبية الكثيفة، التي نجحت
طيلة نيف وعام في إقامة توازن عجز عن
كسره، جسّده بقاء المتظاهرين في
الشارع، وها هو يحاول كسره عن طريق
إخراج أعداد كبيرة جدا منه!.. بهذه
الحسابات، سيسحب قسما من الأسلحة
الثقيلة من قلب المدن ومناطق الصراع،
التي ستبقى في مداها المجدي، لكونها
ستوضع في أماكن قريبة منها، سيبلغ أنان
ومراقبه أنها معسكراتها الأصلية التي
كانت دوما. بذلك، سيكون ممكنا
استعمالها من جديد عند الضرورة، في حال
اتسع التمرد من جديد وصار من الصعب
احتواؤه بقوى الأمن والشبيحة، ويرجح
أن تنجح قوى القمع في تغطية البلاد وشل
حركة المواطنين بواسطة بنادقها
الرشاشة، حسب ما حدث في معظم الحالات
إلى الآن. إذا حدث هذا، أمكن إبلاغ كوفي
أنان بأن النظام ينفذ مهمته، بينما
يبقى الوضع تحت السيطرة وتتم تهدئته،
بعد أن تكفلت الحملات الأمنية بسحق
كتلة بشرية هائلة من المتظاهرين أخرجت
من الحراك، فلا شيء يمنع أعداد القوى
الأمنية الكبيرة وأسلحتها من السيطرة
على الناس وردعهم إن نجحوا في الوصول
إلى الشارع، بمعونة العساكر والجيش إن
كانت هناك حاجة إلى ذلك. لن يتقيد النظام بهذا البديل، لأنه سيجد
نفسه من جديد أمام الحركة الشعبية، كما
تؤكد أدلة كثيرة أهمها استمرار
المظاهرات والاحتجاجات في المناطق
التي احتلها النظام وروعها ودمر
مقومات وجود المواطنين فيها!.. إن تجدد
الحراك فلن يكون هناك وقف لإطلاق
النار، وسيقتصر الأمر على تعديل طريقة
تنفيذ الحل الأمني: وسيعتمد النظام حلا
أمنيا يقوم على إطلاق النار بشكل جديد. هناك سيناريو آخر، يأخذ في الاعتبار أن
النظام يركز في هجومه الراهن على الجيش
الحر وقواعده الاجتماعية ومصادر
تعبئته، واعتقاده أنه يحقق تقدما جديا
خلال القضاء على تشكيلاته الرئيسة في
مختلف مناطق انتشارها، وأن من غير
الجائز توقفه الآن، لأن ذلك سيمكن
الجيش الحر من إعادة تنظيم وحداته
وتطوير سلاحه وتوسيع عديده. في هذا
الحال لن يتوقف إطلاق النار أيضا، بل
سيتسع وسيستمر ويتصاعد. في الحالتين، يستبعد أن ينفذ النظام
تعهده تجاه أنان، وسيبذل جهدا إضافيا
لإفشال مهمته بعد أن أفشل في الماضي
المبادرة العربية ومحاولات المعارضة
إيجاد حل سياسي للأزمة. ما الذي سيحدث
بعد إعلان النظام رفض الالتزام بوقف
إطلاق النار؟.. هل سيذهب أنان مرة أخرى
إلى مجلس الأمن، لرفع سقف التفاهم
الأميركي - الروسي على خطوات دولية
مشتركة بصدد المسألة السورية؟.. هذا
الاحتمال هو الأرجح، ولعله مما سيعزز
دور أنان فيه قيام المعارضة السورية
باتخاذ موقف داعم لمهمته، وموقف آخر
يغري الروس بتصعيد تفاهمهم مع بقية
العالم، وممارسة ضغوط على النظام كي لا
يورطهم في حرب أهلية ستزداد ضراوة بينه
وبين شعبه، لا بد أن تشارك فيها ذات يوم
قوى إقليمية، بعد أن أعلن خاتمي أن
إيران لن تسمح بهزيمة الأسد، وهدد
الملا أحمد خاتمي بإحراق الخليج إن هو
سلح المعارضة السورية؟ ستكون الفترة القليلة القادمة نقطة
افتراق حقيقية في تطور الأزمة
السورية، وستبين ما إذا كانت ستتم
السيطرة عليها أم أنها ستذهب إلى مرحلة
جديدة لن تكون خطيرة على سوريا وحدها،
وإنما على العرب والعالم في آن معا! ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |