ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
د. محمد مصطفى علوش الرأي العام 15-4-2012 دخلت الأزمة السورية منعطفا جديداً، أقل
ما يقال فيه إنه مفصلي وخطير، وذلك بعد
انتهاء المهلة المضروبة لوقف القتال
التي وافقت السلطات السورية على
الالتزام بها، ابتداء من الخميس
الفائت، الثاني عشر من الشهر الجاري.
وبهذا الخصوص، يفترض ألا يكون وقف
اطلاق النار هدفاً بحد ذاته عند
الجميع، بقدر ما هو يدشن لمرحلة جديدة،
قطب رحاها البدء بمفاوضات مباشرة بين
النظام والمعارضة برعاية أممية، تفضي
الى انتقال ديموقراطي في سورية. والسؤال الأكثر خطورة : هل سينجح وقف
اطلاق النار أصلاً قبل الحديث عن بدء
المفاوضات؟ عملياً، لا يستطيع أحد
الجزم بإمكانية ذلك، إذا ما أخذنا
بالاعتبار المبادرتين السابقتين
للجامعة العربية. وفي استعراض سريع لمبادرة المبعوث الدولي
كوفي أنان الى دمشق نجد ان الحكومة
السورية اعلنت في مارس الماضي
التزامها بالمبادرة المكونة من ست
نقاط، والتي تتلخص في الوقف الفوري
لجميع أعمال العنف وانتهاكات حقوق
الإنسان، وتأمين دخول المساعدات
الإنسانية إلى الشعب السوري، وتسهيل
عملية الانتقال السياسي بقيادة سورية،
وبدء حوار بين الحكومة السورية وجميع
أطياف المعارضة السورية. ومن ضمن ما
نصت عليه المبادرة، التي لم تحدد مهلة
زمنية لتطبيق كامل بنودها، سحب الجيش
السوري قواته واسلحته الثقيلة من
المناطق السكنية وما حولها في وقت لا
يتعدى العاشر من إبريل الجاري على ان
تبدأ الأطراف المتصارعة بالتزام هدنة
انسانية يومية مدتها ساعتان افساحا في
المجال لأعمال الإغاثة وغيرها. وبالعودة الى تعاطي الحكومة السورية مع
المبادرة السداسية، نجد أنها تمكنت من
اقناع المجتمع الدولي قبل القبول
بالتفاوض معه على الإعتراف، ضمناً ومن
ثم تصريحاً، ان الصراع في سوريا يدور
بين طرفين مسلحين، وليست حرباً شاملة
يشنها طرف واحد ضد شعب أعزل، كما تعتقد
كل من الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا
والمجلس الوطني السوري. وبفضل الدعم الروسي في أروقة مجلس الأمن،
الرافض لاستصدار أي قرار ضد سورية،
نجحت الحكومة السورية قبل استقبال
كوني أنان في دمشق، أن تنتزع اعترافاً
آخر من مجلس الامن تضمنتها مبادرة أنان
تنص على الاعتراف بوجود، جماعات
مسلحة، يسميها النظام «عصابات ارهابية»
أو يسميها خصومه «المعارضة المسلحة»،
بكلا الحالتين، بات هناك اعتراف دولي
بوجود طرف آخر يمارس العنف الى جانب
النظام. كما نجح النظام بشطب أي
مبادرة، تنصّ على تنحي الرئيس السوري،
رغم كل التصريحات الغربية والعربية
الداعية الرئيس بشار الأسد للاستقالة. الخطوة الثانية التي تكتك لها النظام، هو
التفاوض على تفصيلات بنود المبادرة،
وقد نجح في حمل انان على التغاضي عن بند
«سحب الآليات العسكرية والأسلحة
الثقيلة من المدن والقرى الآهلة»،
والتركيز بدلاً من ذلك على بند «وقف
العنف المتبادل» مع انتزاع فقرة جديدة
لصالحه، تضاف الى الصيغة السابقة تفيد
ب «حق الجيش السوري في الردّ على أي
اعتداء أو خرق لاتفاق وقف اطلاق النار».
كما أن بند «البدء فوراً بمفاوضات
شاملة بين النظام والمعارضة بقيادة
سورية» كان طرحاً للنظام السوري منذ
اندلاع الأزمة إلا ان المعارضة لم تعره
اهتماما بحجة ان النظام غير مأمون
الجانب ولا يحترم العهود والمواثيق. ومن هنا فقد نجح النظام على المستويين
السياسي والعسكري أن يفرغ المبادرة من
مضمونها، وهو برع في ذلك مراهناً على
عامل القوة على الارض، وعجز المجتمع
الدولي عن فعل أي شيء أبعد من التهديد
وفرض مزيد من العقوبات التي تخنق
النظام ولا تقتله. ولعل البعض يقرأ أن
وعيا غربيا قائماً بخطوات النظام
السوري، وهو يسايره، وان لم يوافق على
سلوكه علناً، لأن القرار الغربي يقضي
بإصلاح النظام السوري، وليس بإزالته
واقامة نظام آخر جديد. وبعد سنة من تعميد الشارع السوري بالدّم،
يعيد النظام المجتمع الدولي والمعارضة
مهما شرقت أو غربت الى ساحته بل الى
المربع الأول، و«كأنك يا ابو زيد ما
غزيت»، في حين ان المعارضة تزداد شرخاً
وانقساماً ويوماً بعد يوم تتلاشى
قدرتها على التوحد في الرؤى والأهداف.
وبين هذا وذاك يبقى مستقبل سورية في
مهب الريح! ================= مجلس الأمن.. حل الأزمة
السورية أم إدارتها؟ 2012-04-15 الوطن السعودية جاء موعد الهدنة المفترضة حسب تفاهمات
المبعوث المشترك لسورية كوفي أنان مع
النظام السوري، ومضت بخروقات من قبل
نظام الأسد، ولا يزال القصف على حمص
وإدلب مستمرا بعنف وباستخدام الآليات
العسكرية الثقيلة رغم كل ادعاءات
النظام. واستمرار سقوط قتلى وجرحى من
المواطنين السوريين هو أبرز دليل على
أن النظام السوري كان ولا يزال يستخدم
كل خطوات وجهود الدبلوماسية الدولية
فقط لشراء مزيد من الوقت دون وجود نية
حقيقية لإيجاد حل للأزمة القائمة. الجهود الدولية في المقابل تتبع أجنداتها
الخاصة والتي تأتي في ذيلها حياة
المواطن السوري، فلا تزال خطوات مجلس
الأمن رغم كل ما يقال من كل الأطراف
قاصرة عن تحقيق الحد الأدنى المطلوب من
الجدية في التعامل مع النظام السوري. قرار مجلس الأمن الذي صدر بالأمس والقاضي
بإرسال مراقبين في سورية للإشراف على
وقف إطلاق النار يعني إحجام الدول
الرئيسية عن دعم فكرة تسليح المعارضة
أو التلويح بها، تعبيرا عن رغبة هذه
الدول في إدارة الصراع القائم لا في
حله، وهو فرق كبير، حيث إن الحديث الآن
تحول حول إرسال مراقبين لضمان وقف
إطلاق النار وإنهاء العنف، وربما فتح
ممرات إنسانية، وهي كلها أمور تتعلق
بمجرد تثبيت الوضع القائم لا محاولة حل
النزاع وإنهائه، وهو أمر لن يتم إلا
برحيل النظام، وحتى الآن يبدو أن
الحديث عن رحيل النظام غائب عن المشهد
العالمي بعد قرار مجلس الأمن الأخير
بإرسال المراقبين إلى سورية، فهذا
القرار وخلافه من التفاصيل يعطي نظام
الأسد الفرصة لإطالة أمد بقائه وتعقيد
القضية. الوضع السوري يحتاج خطوات جادة تتعلق
بمناقشة رحيل النظام كقاعدة أساسية،
يتم على أساسها الحل والنقاش، وأما ما
يتم الآن فهو مجرد الدوران في دوائر
حول الحل دون الولوج فيه. وبعيدا عن قرار مجلس الأمن فمن المفترض أن
تنعقد اللجنة الوزارية العربية
المعنية بسورية في الدوحة يوم
الثلاثاء المقبل، والمأمول أن ينتج عن
اللجنة توصية قوية يتم على أساسها تحرك
عربي ضاغط، وبالأخص على روسيا التي
نقضت تفاهماتها مع العرب بعد اجتماع
لافروف مع وزراء الخارجية، فما يحدث
الآن على صعيد الملف السوري خاصة في
مجلس الأمن هو مجرد إعطاء الأسد فرصة
لقتل المزيد من شعبه حتى في وجود
المراقبين الدوليين كما حصل سابقاً. ================= هل يضيّع المجلس الوطني
الفرصة تلو الأخرى.. إعمار سورية
مثالا لو خُدِم هذا المشروع إعلامياً
لكانت هذه من أهم الرسائل التي يجب أن
تصل إلى بعض السوريين المترددين في
الانضمام إلى الثورة د. وائل مرزا الأحد 15/04/2012 المدينة يظلم المجلس الوطني السوري نفسه والثورة
السورية بأكثر من طريقة. لكنه لايصل
إلى درجةٍ من الظلم أكبر من تلك التي
يمارسها حين يُغفل أهمية تسليط الضوء
على إنجازٍ قام به بعض أعضائه ويمكن أن
يُنسب إليه بشكلٍ أو بآخر. وتبلغ
المأساة قمّتها حين نرى كيف أن هذا
الإنجاز يمكن أن يُساعد على رفع
معنويات الشعب، وأن يُخاطب الشرائح
التي تبحث عن إجابات تتعلق بالمستقبل
ودرجة التخطيط والاستعداد له، من
السوريين أولاً، ومن أطراف النظام
الدولي بعد ذلك. حصل مثالٌ على هذا خلال الشهرين الماضيين.
فقد قامت مجموعةٌ من المختصين
السوريين العاملين في المجال
الاقتصادي بوضع ملامح خطةٍ أولية
للتعامل مع واقع سورية الاقتصادي بعد
سقوط النظام. تحرّكت المجموعة بالخطة
لتعرضها على بعض الدول والمنظمات
الإقليمية والدولية. وبعد شيءٍ من
الجهد، اقتنعت وزارة الخارجية
الألمانية بجدّية الخطة والقائمين
عليها، فقامت بدعوة عشر دول وخمس
منظمات عالمية لعقد مؤتمر خاص يناقش
الخطة المذكورة. حصل اللقاء في منتصف
شهر آذار / مارس الفائت واجتمع سفراء
ودبلوماسيون ومسؤولون من أهل الاختصاص
لمناقشة الخطة وإمكانيات تطويرها. لم يتمّ إقرار الخطة والاتفاق على
تطويرها فقط، بل حوّل المجتمعون
مؤتمرهم إلى مجموعة عمل دولية تم
الاتفاق على أن تتعهد بالمساعدة على
بناء الاقتصاد السوري بعد سقوط النظام
في مشروع يُذكّر بمشروع مارشال
الشهير، وتضم المجموعة إلى أمريكا أهم
الدول الأوربية والعربية. أكثر من هذا، تمّ الاتفاق على عرض الخطة
على مؤتمر أصدقاء سورية الذي انعقد في
اسطنبول في مطلع نيسان / أبريل الحالي
للحصول على تفويضٍ من الدول المشاركة
في المؤتمر بتبنّي الخطة والمجموعة من
قبل المجتمع العالمي. وفعلاً، تمّ عرض
الخطة على المشاركين في المؤتمر،
وتمّت مناقشتها والموافقة عليها، وقام
المؤتمر بتفويض المجموعة رسمياً للعمل
على تطوير الخطة وتطبيقها. ماذا يعني هذا؟ يعني أن هناك الآن أكثر من
ثمانين دولة ومنظمة عالمية ملتزمة
سياسياً بأن تُشارك وبشكلٍ رسمي في
إعادة إعمار سورية بعد سقوط النظام.
وأن المجتمع الدولي، بغضّ النظر عن كل
شكاوى السوريين منه، يمكن أن يلعب
دوراً إيجابياً في مرحلةٍ من المراحل
إذا عرفنا كيف نتعامل معه ونتكلم بلغته
ونستفرغ الوسع في استخدام المداخل
للاستفادة منه. ماذا يعني هذا أيضاً؟ لو تمّت خدمة هذا
المشروع إعلامياً كما يجب لكانت هذه من
أهم الرسائل التي يجب أن تصل إلى بعض
السوريين المترددين في الانضمام إلى
الثورة بسبب مايرون أنه المجهول
القادم. . وثمة فرقٌ كبيرٌ في طريقة
التفكير بالحاضر والمستقبل، وفي مصادر
اتخاذ قرار مثل قرار الوقوف مع الثورة،
ينتج عن المعرفة بوجود مثل هذا المشروع. هل يمكن لعاقلٍ أن يجهل تأثير العلم بمثل
هذا المشروع على كل فعاليات الاقتصاد
في سورية على صعيد الأفراد والمؤسسات
العاملة في قطاعات الصناعة والتجارة
والمال والأعمال وكل مايتعلقُ بها من
نشاطات؟ هل يمكن إغفال الاختلاف
الممكن في طريقة تفكير أهل تلك
القطاعات حين يعلمون أن لسورية
الجديدة أفقاً يمكن أن يكون في غاية
الازدهار؟ وأن بإمكانهم أن يكونوا
جزءاً منه إذا أرادوا؟. وهل يمكن لعاقلٍ أن ينكر تأثير العلم بمثل
هذا المشروع على عامة الناس ممن يخشون
من قادمٍ مجهول فيما يتعلق بخدمات
الناس وأرزاقهم؟ ألا يمكن لهؤلاء أن
يغيروا موقفهم إذا علموا بوجود خطةٍ
تأخذ في حسابها وتجهيزاتها إمكانية أن
يمارس النظام قبل سقوطه خيار نيرون
فيحرق الأخضر واليابس؟ وهذا فعلاً
ماتأخذه الخطة في حسابها. إذ تتطور
الخطة في تفاصيلها لتصل، على سبيل
المثال فقط، إلى عدد بواخر القمح
وكميات الحبوب وعدد المولدات
الكهربائية التي يجب أن تكون جاهزةً في
تلك المرحلة، ومن هي البلدان المانحة
التي ستقدمها، وغير ذلك من التفاصيل
الدقيقة. ألا يقتضي هذا أن تعلم الدنيا بأسرها بمثل
هذا المشروع وأن تُخصص له وحده حملةٌ
إعلامية ضخمة تُظهر أبعادهُ
الاستراتيجية ويكون لها تأثيرٌ نفسيٌ
وعمليٌ هائل في تغيير المواقف من
الثورة؟ ثمة حاجةٌ ماسة لأن يعيد كل من يريد أن
يخدم الثورة حساباته، ويعيد ترتيب
أولوياته بشكلٍ جذري. ثمة حاجةٌ لوقفةٍ جديّة مع النفس ليمنع
المرء ظلمَ هذه النفس قبل كل شيء، أما
الثورة فماضيةً لتحقق أهدافها في
نهاية المطاف ووفق كل المؤشرات، وستجد
دائماً أهلها، بنقاء أهلها وإخلاصهم،
المؤهلين لأداء هذه المهمة. ================= آخر تحديث:الأحد ,15/04/2012 حسام كنفاني الخليج بعد طول انتظار، بدأ تطبيق خطة المبعوث
الدولي والعربي كوفي عنان للوضع في
سوريا . الخطة ليست مثالية ودخولها حيز
التنفيذ ليس نموذجياً، لكن يعتقد
كثيرون أنها قد تشكل بداية مخرج للوضع
القائم في البلاد . غير أن الواقع قد
يكون مغايراً، فالخطة ليست مخرجاً
بقدر ما هي مدخل إلى مرحلة جديدة من
الأزمة، التي يبدو أن انتظار حلها
سيطول . انتظار متعدد المراحل، أقل قليلاً من
مراحل خطة عنان، غير أنه نابع منها . في
البدء انتظار تطبيق وقف إطلاق النار،
وهو البند الثاني في الخطة . الأمر بدأ
قبل أيام قليلة، يبدو إلى الان صامداً،
وإن كانت خروقاته تتصاعد من يوم إلى
آخر، غير أن القتل المجنون توقف مؤقتاً
. لكن هذا قد لا يكون كافياً لتحقيق وقف
شامل لإطلاق النار، الذي سيكون عليه
انتظار أول تقارير المراقبين
الدوليين، المزمع وصولهم إلى الأراضي
السورية في المقبل من الأيام . مرحلة تحقيق وقف إطلاق النار ستكون
طويلة، ومرحلة تحديد معاني ذلك
ومسؤولية الخروقات القائمة ستكون أطول
. ومن كان يترقّب تحقيق وقف القتل
للعودة إلى ساحات التظاهر، عليه
العودة عن رأيه مع قرار وزارة الداخلية
السورية بأن التظاهر يحتاج إلى ترخيص،
وهذا من الممكن أن يضرب خطة عنان في
مقتل . بعد هذا الانتظار، الذي ستكون خلاله
الأزمة مفتوحة على تصعيد وهدنة، يأتي
دور الحوار السياسي . ففي حال تسنى
الوصول إلى مرحلة الحل السياسي، كما
تنص عليه الخطة، فإن تحديد الأطراف
المتحاورة أو السقف المطلوب للحوار،
وهو أمر ليس بيسير، سيكون عليه
الانتظار طويلاً أيضاً، وسيكون خاضعاً
للعديد من التجاذبات التي من الممكن أن
تفجّر الخطّة من أساسها . بعد هذا وذاك، فإن الانتظار الأهم سيكون
ترقّب المتغيرات السياسية في العالم،
ولا سيما الانتخابية منها . الانتخابات
الفرنسية والأمريكية، وحتى الروسية،
كانت من ضمن سلسلة من الحسابات التي
أرجأت أي قرار حاسم في ما يخص الأزمة
السورية . فما بعد هذه الانتخابات قد لا
يكون كما قبلها، غير أنها أيضاً بحاجة
إلى انتظار . خطة عنان هي المدخل السحري لهذا
الانتظار، الذي قد لا يأتي بالحل،
وإنما سيفي بغرض تخفيف النزف قدر
الإمكان . من الصعب المراهنة على ما ستؤول إليه
الأوضاع السورية مستقبلاً، لكن خطة
عنان تشكل فرصة للجميع كي يأخذوا بها
من دون مواربة، أو رهانات على الخارج،
إذا ما أريد لها أن تنجح، خصوصاً أن هذا
الخارج له مآرب أخرى تتجاوز مصلحة
الشعب السوري، بل قد لا تكون هذه
المصلحة ضمن هذه المآرب . . وعندها
سوريا وحدها سوف تدفع الثمن وليس غيرها
. ================= رسالة قوية يجسدها قرار
«الأمن» حول سوريا الوطن القطرية التاريخ: 15 أبريل 2012 ظلت حالة الرصد والمتابعة لتداعيات
الأزمة السورية، منذ اندلاعها حتى
الآن، تؤكد بأن المجتمع الدولي لن يقف
مكتوف الأيدي أو صامتا، إزاء ما حدث من
انتهاكات بشعة لحقوق الإنسان من طرف
النظام السوري، عبر استهداف آلته
العسكرية والأمنية للمدنيين، في مختلف
المناطق التي شهدت احتجاجات، والتي
سقط فيها آلاف الضحايا بين قتيل وجريح،
إضافة إلى ما تسبب فيه القمع المنظم،
من قبل دمشق، من حالة أمنية متدهورة،
اضطر بسببها آلاف السوريين للنزوح
ليصبحوا لاجئين بدول مجاورة، مثل
تركيا ولبنان والأردن. في هذا السياق،
فإننا نرى بأن قرار مجلس الأمن الدولي
الذي صدر بإجماع أعضائه، أمس السبت،
يبعث برسالة قوية جديدة إلى دمشق، تؤكد
بأنه لا تهاون في تطبيق خطة كوفي عنان «المبعوث
العربي – الدولي المشترك». فقد أجاز
قرار المجلس إرسال مجموعة أولى من
المراقبين الدوليين إلى سوريا،
لمتابعة التنفيذ لخطة عنان. كما نص القرار
على إمكانية اتخاذ خطوات أخرى في
الفترة المقبلة، في حال ظهور أي إخلال
رئيسي من جانب النظام السوري،
بتعهداته بتطبيق «الخطة العربية –
الأممية». إننا نعتبر في هذا المنعطف
الصعب الذي تعيشه سوريا وشعبها، بأن
على النظام السوري أن يمضي قدما في
الإيفاء بتعهداته التي ألزم نفسه بها.
ونأمل في الوقت نفسه بأن يتزايد توحد
فصائل المعارضة السورية، ليتسنى تحقيق
الحلول الشاملة المنشودة، التي يتطلع
إليها الشعب السوري بأسره، لتجاوز ما
مر به من محنة غير مسبوقة، في تاريخه
الحديث، وللتوصل إلى الحل الملائم
للأزمة، بما يفي برغبة الشعب في امتلاك
إرادته السياسية الكاملة، ليقرر ما
يريده من معطيات سياسية واقعية، تعبر
عن كافة مكوناته وفئاته. ================= كريستوف أيّاد. ("لوموند" 9
نسيان 2012) المستقبل 15-4-2012 يطغى على العاصمة السورية مناخ ما قبل حرب
اهلية. فيما يؤكد احد مسؤولي النظام ان
"المعركة من اجل قلب نظام الحكم
انتهت"، تصف الشهادات التي جمعتها
صحيفتنا واقعا مغايرا تماما. اصحاب
الشهادات يتكلمون عن مواجهات ليلية،
عن الانعدام المتزايد للأمن، عن
التهديدات بالخطف، عن الخوف الذي يغزو
القلوب... اما ظروف الحياة، فهي نحو
المزيد ايضا من القساوة: ارتفاع
الاسعار، النقص في المحروقات، انقطاع
الكهرباء، تعطل شبكات الهاتف
والانترنت، والبؤس والفقر اللذان
ينضحان من وجوه اهل حمص المهجرين الى
العاصمة. لطالما اعتدّ النظام السوري بأن اهل دمشق
لن يتحركوا، شاهرين هذه الحجة التي
برأيهم تؤكد على ضعف الثورة ضده. هذه
فكرة مغلوطة. فسكان ضواحي دمشق ليسوا
وحدهم المعبئين ضده، انما قلب دمشق
نفسها صار تحت مجهر القوات الامنية.
برأي الجميع، فان الاحياء الاكثر
انخراطا في اعمال الثورة تقع في جنوب
غرب العاصمة، الضواحي الجنوبية، مثل
دوما وحرستا الواقعتين في الشمال
الشرقي منها واللتين ما زالتا تتعرضان
لهجمات بالدبابات، بعدما عرفت
شوارعهما تجمعات ضخمة. اما في وسط
البلد، فان الاحتجاجات اكثر تقطعا. يقول احد سكان دمشق: "ابن اخي تلميذ في
مدرسة الميدان. وها هو يلازم البيت
لمدة اسابيع احيانا. منذ ايام، في
المعظمية، منع الشبيحة التلاميذ من
الذهاب الى المدرسة. ورسالتهم واضحة،
كانوا يودون القول لهؤلاء المراهقين
بان لا يشاركوا في التظاهرات. بعد ذلك
سمعنا اطلاق رصاص بالقرب من المدرسة".
المدارس الرسمية صارت تغلق او تفتح
بحسب الجو في الشارع... "اذا اردت ان تتوجه الى حيّ المزة، عليك
عبور عدة نقاط تفتيش. بعض الطرقات
المفضية الى المزّة مقطوعة ايضا"،
تقول سوزان احمد، وهي شابة ناشطة ضد
النظام تتجول في شوارع دمشق يوميا بغية
جمع المعلومات التي تعود وتنشرها على
الشبكة لتوزعها على المجموعات الناشطة
الاخرى. وهي تتابع: "لطالما كان
الامن مسألة في غاية الاهمية في المزّة.
فهو حيّ غني، يقطنه السفراء
والمسؤولون الكبار في النظام، فضلا عن
اقارب الرئيس بشار نفسه. ولكن
الاجراءات الامنية في المزّة تعزّزت
مؤخرا، خاصة ان العديد من ابناء هذا
الحيّ بدأوا يتحركون". من المعروف ان
تظاهرات اندلعت في المزة في 19 من شباط
الماضي، رد النظام عليها بتقطيع أوصال
الحيّ ومحاصرته. نقاط التفتيش في مداخل العاصمة زاد عددها
بشكل ملحوظ. واذا وقع على حواجزها سوري
من مدينة حمص، تكون المعاملة في غاية
القساوة. تتابع سوزان احمد: "عندما
تنظم تظاهرات موالية للنظام في دمشق،
بساحة الامويين، لا يعود بوسع احد
الدخول الى العاصمة، فالنظام ترعبه
التظاهرات. الموظفون مرغمون على
المشاركة في هذه التظاهرات المنظَّمة
من قبل النظام". يسود في دمشق مناخ ما قبل حرب اهلية. مباني
القوات الامنية مسيجة باسوار من
الباطون المضادة للقنابل، وذلك بعدما
تكاثرت في الآونة الاخيرة عمليات
التفجير المنسوبة لمجموعات ارهابية
اسلامية. ولكن سكان دمشق يشكّون في
هوية المنفذين الحقيقيين لهذه الهجمات
العنيفة. التفجير الذي تعرض له احد
مراكز المخابرات الجوية في حي المزّة
في 17 آذار الماضي، والذي تسبب رسميا
بسقوط 27 قتيلا وحوالى مئة جريح، اثار
استغراب رياض وهو واحد من سكان الحي
الذين زاروا موقع المخابرات بعيد
الانفجار. يقول رياض: "حصل التفجير
في السابعة والنصف صباحا، في وقت تكون
فيه المكاتب خالية تماما من الموظفين.
معظم القتلى هم جنود يحرسونه". ولأن
رياض سجين سياسي سابق، فهو متأكد ان
الطوابق الواقعة تحت الارض من هذا
المبنى تضم سجناء، وهو يتابع حول هذه
النقطة: "تحت ارض مركز المخابرات
الجوية ثماني غرف من دون نوافذ، تتسع
لنحو 400 سجين. ماذا حصل لهؤلاء السجناء؟
هل أخلوهم ام أبقوهم تحت الانقاض، التي
لم ترفع بدورها الا بعد يومين من حصول
التفجير؟". ورياض مذهول ايضا من شدّة
الانفجار: "السور الذي يفترض به ان
يحمي مبنى المخابرات الجوية، وسمكه
خمسون سنتمترا انهار تماما، كل
الواجهة انهارت. انه عمل محترفين!". سوزان احمد من جهتها تتكلم عن "عملية
إخراج مسرحي". فيما العديد من
المعارضين يلاحظون بأن عملية التفجير
الاولى في 23 من كانون الاول الماضي في
دمشق، حصلت يوم وصول المراقبين العرب
ويوم الجمعة ايضا، وهو يوم يستحيل فيه
التنقل في المدينة بسبب التظاهرات. حيّ المزّة بدوره كان مسرحا لمواجهات
ليلية بالاسلحة الاوتوماتيكية. ينظر
رياض الى هذه الاشتباكات كما الى
التفجيرات. ويرى انها تحدث بين اجهزة
الامن المختلفة في جولة تصفية حسابات،
وليست كما يعتقد الكثيرون هجمات ل"الجيش
السوري الحرّ". اما راغدة حسن، وهي
مناضلة متوارية عن الانظار فتؤكد أن
مقاتلي "الجيش السوري الحرّ"
ينشطون داخل احياء العاصمة. في حرستا،
تقول، حيث هوجمت القوات الامنية،
تواجه السلطة حرب عصابات (..). الاسعار انفجرت والسوق السوداء ازدهرت.
في بداية آذار الماضي، واجهت العاصمة
نقصا في المحروقات، يقول "سامر"
وهو فنان لجأ الى بيروت مؤخرا: "اسعار
المواد الغذائية الاساسية تضاعفت، الا
اسعار الخبز. ولكن من الصعب شراء الخبز.
لا يمكننا القول بأن الحياة طبيعية في
المدينة القديمة. كل شيء يسير ببطء.
المحلات التجارية لا تفتح الا في نهاية
النهار. والمطاعم خالية من الزبائن".
اما الكهرباء فمقطوعة بين ثلاث ساعات و11
ساعة في اليوم، وقطع الكهرباء هو دائما
من نصيب الاحياء المتمردة. تقول سوزان
احمد: "العديد من التظاهرات تحصل
ليلا. عندما تنقطع الكهرباء بصورة
مفاجئة، هذا يعني بأن قوات الامن سوف
تتدخل". في ضواحي دمشق، يواجه السكان معضلة وصول
أعداد غفيرة من مهجري اهل مدينة حمص.
تقول سوزان احمد: "لا يملكون شيئا،
لا ثيابا ولا غذاء. عدد كبير من
العائلات يعيش في شقة واحدة. الحمد لله
ان التضامن قوي. ولكن حتى مساعدة
اللاجئين اصبحت امراً خطيراً" (...) ================= أسماء بشار الأسد، من
"وردة الصحراء" إلى "ماري
أنطوانيت الشرق" دلال البزري المستقبل 15-4-2012 ظهرت زوجة بشار الاسد، أسماء، على خشبة
الاعلام الغربي بعد تعافيها من انهيار
عصبي أوصلتها اليه كل من والدته ناعسة
وشقيقته بشرى، وهو انهيار كان يمكن
لأية حماة او "ابنة حماة" أن تسبّب
به ل"كنّة" جديدة، من خارج
القبيلة او من داخلها. ولكن في حالتنا
هذه بالذات، ارتدت حوافز الشرّ ضد هذه
"الكنّة" لبوس المذهبية، عائدة
الى كون العروس سنية فيما العريس علوي.
لذلك طبعت الطلّة الاولى لأسماء امام
الاعلام الغربي بذيول الخناقة
العائلية، وقد بدت فيها "متجاوزة
الفروقات المذهبية"، "متسامحة"،
"حداثية، داعية الى التعددية"...
بعدما تجرأت على الزواج من ابن طائفة
اخرى، باسم "الحب"، وخرجت من
الصراع الذي اشعله "قوية... فاهمة...
متماسكة". لكن هذه الصفات والقصة العائلية التي
نسجتها بقيت في خلفية المشهد، لم تكن
تذكر الا لماما. فالمهم بالنسبة
للاعلام الغربي كان مظهر اسماء الاسد:
مشيتها "المبهجة"، شبابها "المشرق"،
طولها "الفارغ"، قدّها "النحيل"،
قصَّة شعرها "المودرن"، اناقتها
"الراقية"... ثم، من ناحية اخرى:
مولودة في بريطانيا، من أب جراح قلب
معروف وأم ديبلوماسية، كانت تزور
سوريا اثناء العطل، تتكلم الانكليزية
باللهجة البريطانية، خريجة برمجة
مالية وعملت في اصعب الفروع المالية،
كانت ذات مستقبل مهني واعد... كُتب لها
ان يكون قدرها استثنائيا باقترانها
بوريث دولة سوريا. ولكنها لا تكتفي ب"جمالها"
و"سحرها" و"أناقتها"، انما
هي ايضا "متفانية في خدمة نساء سوريا
ولاجئيها"، وبرعايتها انشطة "المنظمات
غير الحكومية" التي تحرث ارض وطنها
من الاقاصي الى الاقاصي. وقد خصّص لها
البرلمان الاوروبي مبالغ هائلة
لتشجيعها على المضي في هذا "التفاني".
بعد إعادة العلاقات الطبيعة بين دمشق
وباريس في بداية عهد نيقولا ساركوزي،
قامت اسماء الاسد بزيارة الى باريس،
برفقة زوجها. سحرت الاعلام الفرنسي بكل
ما سبق، وردت على اسئلة الصحافة
الفرنسية الساذجة، باجابات "عاقلة
رزينة"، من نوع انها لا هي ولا زوجها
يهتمان بال"صورة" او بالمظهر بل
بجوهر الامور، او انها هي وزوجها
وابناؤها "فريق شديد الانسجام... نحن
نصوت على ما نرغب واين نرغب..."؛ أو،
"ان فرنسا وسوريا بلدان متطوران،
يعتزان بماضيهما، وهما ايضا علمانيان".
عشاء "حميم" مع زوجها في احد المطاعم
الباريسية الفاخرة، صُوِّر بقدرة
قادر، فنال "الكوبل" رتبة العشاق،
بسبب النظرات الرومنطيقية التي كانا
يتبادلانها أمام العدسة التي لم يكونا
يعرفان بوجود صاحبها... على هذا المنوال
الكثير، وأهمه الرقّة اللامتناهية
التي ابدتها اسماء الاسد تجاه أطفال
غزة اثناء عدوان نهاية 2009 الاسرائيلي.
قالت اشياء تضيف الحنان الى سحرها،
خصوصا انها كانت بالهندام الانيق
المبهج نفسه وقصة الشعر "المودرن"...
مجلة "فوغ" الاميركية خصصت لها ملفا
منذ عام ونيف، خلصت المجلة الى ان
سوريا هي "البلد الاكثر مدعاة للثقة
والاستقرار" ، وان "السوريات ينلن
حقوققهن بقدر ما ينال الرجال حقوقهم"،
وان اسماء الاسد "تشجع الشباب
السوري على الانخراط في الحياة
المدنية". فهي"السيدة الاولى التي
تجر بلادها من الديكتاتورية الى
التقدم والانفتاح"... الخ. المجلة
اطلقت عليها لقب "وردة الصحراء"،
ووصفتها بأنها "أكثر السيدات الاول
نداوة وجاذبية"، وقد اضافت اليها
لقباً آخر، بعد لقب "ديانا العرب":
لكن حظ مجلة "فوغ" لم يكن يسيرا:
فالمقابلة مع اسماء الاسد نشرت في ربيع
العام الماضي، وهو التاريخ الذي
اندلعت به الثورة السورية، من درعا.
فكانت اولى اشارات الانتكاسة ان
المجلة سحبت العدد الخاص باسماء الاسد
من الشبكة الالكترونية. فثار الذي ما
فتئ الاعلام الغربي يطرحه مع استمرار
حرب النظام على الشعب السوري: "ما هو
موقف وردة الصحراء مما يحصل في بلادها؟
كيف يمكن للطالبة التي درست في كوين
كولدج البريطانية العريقة، والتي كان
اصدقاؤها يلقبونها ب"إمّا" (Emma)
كيف يمكن لها ان تسكت امام مقتل كل
هؤلاء الشباب المطالبين بالحرية؟ كيف
يمكن لهذه المتخصصة اللامعة في الشؤون
المصرفية ان ترفض رؤية الامور كما هي
في الواقع؟". فكانت الاشاعات عن
هروبها مع اولادها الى خارج سوريا،
والذي لم يحصل بفضل جهود الامن.
واجابتها المكتوبة على سؤال من مجلة
"تايمز" عن موقفها مما يحصل: "الرئيس
هو رئيس كل سوريا، وان السيدة الاولى
تدعمه في هذا الدور"، وانها "في
هذه الايام مهتمة بالحوار. تصغي الى
العائلات التي تعرضت للعنف وتواسيها"...
اما الضربة القاضية فكانت تسرّب الرسائل
الالكترونية التي تبادلتها اسماء
الاسد مع زوجها خلال العام الاول من
الثورة السورية الى صحيفة "الغارديان"
البريطانية ، وبدت فيها سينيكية، غير
مبالية بمأساة شعبها، ساخرة بأبناء
مدينتها، حمص، متواطئة مع زوجها، ولا
يثير اهتمامها الا الشوبينغ
الالكتروني، حيث نعرف من هذه الرسائل
انها منكبة على شراء الاواني واللوحات
الشمعدانات المصنوعة في محلات "هارودز"
الفاخرة، فضلا عن احذية "لوبوتان"
(louboutin)
التي تعتز بأنها "ليست بمتناول
الجمهور الواسع"، وعقود من الالماس
من احد المحترفات الباريسية الفخمة. بعد هذا، يبدأ التشكيك: هل دقّق احدهم بال"سي
في" (CV) المهني الخاص باسماء الاسد؟
الا يمكن ان نكون قد خُدعنا ولم تكن لا
طالبة متفوقة ولا محللة لامعة ولا كانت
مقبلة على مستقبل باهر؟ والدتها التي
قلنا عنها ديبلوماسية، ألم تكن سوى
موظفة في سفارة سوريا في لندن؟ وعملنا
منها ديبلوماسية؟ والدها، هل هناك
قبول من اعضاء الجمعية السورية-البريطانية
برئاسته لها؟ هل يعقل اننا كنا نراها
وردة رقيقة نادرة قاطرة بلادها نحو
الحداثة والعلمانية والتعددية... تتحول
الى ماري انطوانيت الشرق؟ كل هذا طبعا
معطوف على عقوبات اقتصادية تطالها
شخصيا، واجراءات اخرى ترفقها بزوجها
وابيها الذي تبين بأنه يلعب دور الوكيل
المالي السري لآل الأسد. قد تكون هذه التساؤلات معبرة عن التشوش
الذي اصاب هذا الاعلام، نتيجة انخداعه
باسماء الاسد، وظهورها على حقيقتها
المرّة. لكن التشوش لا يكفي. او انه لا
يفسر شيئا. هناك عطب في الاعلام الغربي
ظهر بوضوح في حالة اسماء الاسد، ليس من
السهل عليه التنبه له، لشدة ما هو
موسوم بتصوراته الخاصة وعلاقته
بعالمنا. في الاعلام الغربي شيء من
السطحية؛ الصورة، المظهر، الهندام،
الهيئة، الوقفة... كلها عناصر حاسمة في
رسمه لملامح أصحابها. هذا مستوى مهم
عند كل سياسي او سياسية غربيين. الصورة
عندهم حاسمة في تشكيل الموقف من صاحبها.
ولكن هم لا يكتفون بها عندما يتعلق
الامر بشخصياتهم العامة؛ بل يبحرون في
اعماقها وتناقضاتها ومكرها وحماقتها،
في ثقافتها وجهلها، في سُباتها او
ديناميكيتها. وعندما يأتي دورنا، يكون
نصيبنا الصورة فحسب. خصوصا اذا كانت
صاحبتها امرأة. يكفي ان تكون شابة،
جذابة، نحيلة، بقصة شعر "مودرن"
وثياب "سينييه".... حتى تتبدد كل
الشكوك وتصبح صاحبة كل هذه الاوصاف
قاطرة الديموقراطية والتقدم في بلادها.
ليس هذا فحسب، لهذه الصورة المرغوبة
مواصفات "جمالية" محددة: هي كل تلك
التي تجذب الذوق الغربي، أو تسحره. الاعتماد على الصورة فحسب لا يكفي. اذ ان
اسماء "نشيطة" ايضا، ترعى "الجمعيات
غير الحكومية". هل يمكن ان نصدق أن
الاعلام الغربي والبرلمان الاوروبي،
وربما غيرهما من المؤسسات الداعمة،
صدّقوا اسماء الاسد حرفيا عندما قالت
لهم بانها صاحبة هكذا نشاط؟ من دون
تحقيق ميداني او اسئلة اقل سخافة من
تلك التي يطرحون؟ الارجح انهم يريدون
ان يصدقوا اكثر من انهم صدقوا. اما
الاسباب فشتى: اولها انهم ليسوا معنيين
تماما بموضوعهم، ولذلك لا يراجعون ما
كانوا اعتقدوه الا بعد ان تثار الفضيحة.
لا يهم الا الفضوليين من بينهم ان تكون
السياسة الرسمية لبلدانهم هي التغاضي
عن الديكتاتوريات بقدر ما يخدم ذلك
مصلحتهم، مصلحة بلادهم العليا. لا
يجدون غضاضة في هذا التواطؤ، ولا
تناقضا بين قناعاتهم وبين كسلهم
الفكري في البحث عما وراء تلك الصورة
التي لا تعكس شيئا غير صورتهم. الاعلام الغربي ملغوم. فيه الغث والنفيس.
فيه الشغف بالمعرفة واستسهال الحصول
عليها، فيه الرصين والخفيف، في
الصحيفة الواحدة، بل القلم الواحد،
احيانا (انظر الى ما يكتبه برنار هنري
ليفي، او توماس فريدمان في الصحافة). هو
مثل غيره من الاعلام تتجاذبه المصالح
الضخمة والعلاقات العامة الضرورية.
وتتفاوت وسائله بين ارقى التحليلات
واسفل ممارسات التنصت على الخصوصيات.
هو مثل اعلامنا يجب ان يخضع للتدقيق
والنقد. مثل الديموقراطية الغربية
نفسها. الاثنان تشوبهما الشوائب نفسها.
اما قصة اسماء بشار الاسد، فمتروكة
للتاريخ، الأعمق والاقل خفة واستخفافا
من الاعلام. حتى الآن، فهي، قبل
تسريبات الغارديان، زوجة ضعيفة تداري
زوجها، على مضض ربما. وبعد تسريبات
الغارديان، هي منافقة بخصوص أطفال
غزة، مستهترة بمصير ابناء شعبها (شعبها
اكيد؟)، مشغولة باقتناء ترفيات تأسف
صديقتها انه لن يكون ربما هناك فرصة
للتباهي بها، عاشقة لزوجها القاتل
السمِج... فلننتظر. ================= المنبر الديمقراطي: حالة
سورية أخرى فايز سارة الشرق الاوسط 15-4-2012 يكاد يتفق المتابعون للوضع في سوريا على
أن ثمة انسدادات في واقع المعارضة
السياسية هناك، وأحد تعبيرات الانسداد
يمثله انقسام المعارضة، وهو يوزعها
على أربع كتل سياسية، أولها المجلس
الوطني ثم هيئة التنسيق الوطنية،
والمجلس الوطني الكردي، ثم مجموعة
كبيرة من الأحزاب والجماعات السياسية
الموجودة داخل وخارج البلاد. وثمة تعبير آخر في انسدادات المعارضة
السورية يجسده عجز المعارضة بكتلها
وتنظيماتها المختلفة عن الاستجابة
لضرورات المرحلة السياسية الراهنة،
ليس باتجاه تحقيق وحدة سياسية لها
تتجاوز من خلالها واقع الانقسام الحاد
والوصول إلى صياغة توافقات تعزز دورها
في الحياة السورية وفي معالجة الأزمة
الحالية التي تصيب سوريا والسوريين،
وتجعلهم خارج ما صاروا إليه نتيجة
السياسات الأمنية - العسكرية التي
تتابعها السلطات السورية منذ أربعة
عشر شهرا. لقد استدعت انسدادات المعارضة جهودا
كثيرة في داخل البلاد وخارجها للخروج
من الوضع القائم، بما يفرضه من تحديات
تتعلق في الأهم من مستوياتها الداخلية
بمطالبة الحراك السوري بوحدة
المعارضة، وتقدم الأخيرة لمواجهة
مهماتها في التصدي للواقع السوري وما
يحيط به من تداعيات سياسية، تشمل
احتمالات سقوط النظام، وإعادة بناء
سوريا باتجاه نظام ديمقراطي تعددي،
يحقق للسوريين العدالة والمساواة
وتحديث الدولة والمجتمع، وهي مهمة تجد
في المحيط الإقليمي والدولي من يربطها
بضرورة وحدة المعارضة السورية،
باعتبارها مدخلا لدور تؤديه المعارضة
في المواجهة القائمة والمستقبلية مع
النظام ومن أجل إسقاطه، في حال قرر
المحيط الإقليمي والدولي الدخول في
عملية إسقاط النظام، سواء في إطار
عملية سياسية أو من خلال تدخل عسكري
يقارب التدخل الغربي في ليبيا. غير أنه ولأسباب متعددة تتعلق بواقع
المعارضة من جهة وبالظروف الإقليمية
والدولية المحيطة، فإن المعارضة لم
تتمكن من مواجهة انسداداتها
المستعصية، الأمر الذي شجع جهودا
سياسية ومدنية موزعة بين الداخل
السوري والمهجر للبحث عن حلول
ومعالجات، هدفها إعادة تحريك وتجديد
المعارضة، وهو سياق جاءت في مساره
ولادة المنبر الديمقراطي السوري في
فبراير (شباط) بهدف بلورة تعبير
ديمقراطي سوري، يمثل تجربة تكاد تكون
مختلفة عن معظم التجارب السياسية
الراهنة، تجربة تسعى إلى تكثيف وتوسيع
المشاركة السياسية والشعبية في الشؤون
العامة، لا سيما في الشأن السياسي، بما
يعنيه ذلك من تقوية لحس المواطنة
ومسؤولية المواطن في الاهتمام بشؤون
بلده، خصوصا في زمن الثورة. وشاركت في التجربة فعاليات من داخل سوريا
والمغتربات، وكثير من الأخيرين هاجروا
بفعل السياسات العسكرية - الأمنية،
ورسمت التجربة أسس قيام المنبر
باعتباره كيانا ديمقراطيا، تلتقي فيه
تيارات فكرية وسياسية وفعاليات
ميدانية، هدفها خلق وإشاعة خطاب سياسي
فاعل، يخدم أهداف الثورة وتحقيقها في
الحرية والكرامة والعدالة، وبناء دولة
ديمقراطية تعددية قائمة على سيادة
القانون والمساواة بين جميع السوريين
بلا تمييز، وإعلان دستور يؤكد تداول
السلطة والفصل بين السلطات التشريعية
والتنفيذية والقضائية، وحصر دور الجيش
وقوى الأمن في حماية البلاد وسلامة
ترابها ووحدة أراضيها، وإخضاعهما
للسيادة الشعبية والمحاسبة. وأكد المنبر عند إطلاقه مهمات مرحلية تقع
في صلب اهتمامه، في مقدمتها التأكيد
على ضرورة استمرار الحراك الشعبي
السلمي، وتوحيد قوى المعارضة وإيجاد
تحالفات سياسية، تتيح القيام بمهمات
مشتركة في السير نحو التغيير، والعمل
لإجبار النظام على وقف العمليات
العسكرية والأمنية في كل البلاد
وإطلاق المعتقلين في إطار حل سياسي
يوفر دماء السوريين ويحفظ كرامتهم
وممتلكاتهم، التي يتم التفريط فيها من
جانب النظام وبعض معارضيه. ووقف المنبر بوضوح في مواجهة العنف
الرسمي الذي أدى إلى التسليح والعسكرة
مع ما يترتب عليهما من نتائج، لعل
الأخطر فيها احتمالات حرب داخلية،
يمكن أن تتوسع إلى حرب إقليمية وتدخلات
دولية مسلحة من شأنها تدمير سوريا، كما
أعلن وقوفه في مواجهة أي دعوات
وممارسات طائفية من شأنها الإضرار
بالسلم الأهلي ووحدة المجتمع وحرف
الثورة عن أهدافها. ولعل الأهم في تجربة المنبر الديمقراطي،
ليس دخوله على خط محاولة خلق إطار نوعي
جديد داخل الحراك السياسي والاجتماعي،
يقارب ما فعلته لجان إحياء المجتمع
المدني في استنهاض الحياة السورية في
العقد الماضي، ودفعها نحو إعادة تأسيس
نشاط سياسي وثقافي سوري تحالفي، ولا في
تحديد المهمات الأساسية للحراك
السياسي والشعبي الراهن فقط، بل في
محاولتها خلق آليات تعزز النهوض
السياسي من جهة، وتقوي الحراك الشعبي
من جهة ثانية، وهو ما يجسد بالفعل خلق
حالة سورية جديدة. ================= أمل عبد العزيز الهزاني الشرق الاوسط 15-4-2012 منذ أثارت السعودية موضوع تسليح المعارضة
السورية دفاعا عن السوريين العزل أمام
وحشية نظام الأسد، لم يكف الإعلام
السوري والإيراني عن الهجوم على
المملكة واتهامها بانتهاز الأزمة
للثأر من سوريا بسبب اختلاف موقف
الدولتين الفكري والعقائدي في الكثير
من القضايا العربية. إعلام بشار الأسد
تفنن في فتح ملفات قديمة وحديثة للطعن
في مواقف الرياض حول سوريا ولبنان
والقضية الفلسطينية. ربما لا تكفي الأسطر المتاحة للرد الكامل
على أكاذيب إعلام التزييف فيما يخص
القضية الفلسطينية، ولا يحق لمن ارتكب
مذبحة مخيم تل الزعتر الفلسطيني في
لبنان نهاية السبعينات أن يزايد على
موقف المملكة من القضية الفلسطينية.
ولكن الأهم هو التأكيد على أن الاختلاف
الذي يلعب على أوتاره نظام بشار الأسد
بين السعودية وسوريا كان حاضرا منذ حكم
والده حافظ الأسد، وكان الأسد الأب
بالذكاء والدهاء الذي جعله يتجنب مع
السعودية الخلاف رغم الاختلاف، لعلمه
بأهمية إبقاء العلاقة مع المملكة وما
ستعود به عليه من الفائدة أو منع
الضرر، مهما تباعدت المفاهيم. مواقف السعودية من سوريا في عهد حافظ
الأسد محفورة في ذاكرة التاريخ ولا
يملك أحد محوها أو تشويهها، وهي لا تعد
ولا تحصى بدءا من الدعم المالي
والعسكري وحتى الذود عنها في المحافل
الدولية التي رأت في سوريا موطنا
لتربية العصابات الإرهابية المسلحة.
ومع عدوانية حافظ الأسد واستفزازه
لدول الجوار كالعراق الذي تضرر من
إنشاء «سد طبقة» وحجز مياه نهر الفرات
في بحيرة الأسد، كادت تنشب حرب بين
الدولتين، فتدخلت السعودية عام 1975
ورسمت اتفاقية أطفأت شرارة الحرب بين
الديكة البعثيين. وفي اتفاق الطائف
الذي كتب الحلقة الأخيرة من مسلسل تدفق
الدم اللبناني في عام 1989، والذي كان
ينص على انسحاب الجيش السوري من لبنان
خلال سنتين من توقيع الاتفاقية، لم
تمارس السعودية ضغوطا لتأليب
اللبنانيين بعضهم على بعض أو لتحريض
الغرب على إرغام حافظ الأسد على
الانسحاب، بل حفظت ماء وجهه وجعلت حالة
السلم في لبنان أولوية، ولم تخرج
القوات السورية إلا في عام 2005 بقرار من
مجلس الأمن بعد اغتيال الرئيس رفيق
الحريري. ولم يكن شيء ليردع الجيش
التركي في عام 1998 من اقتحام قلب سوريا
وانتزاع عبد الله أوجلان الزعيم
الكردي المطارد إلا وساطة سعودية،
فأمهلت تركيا حافظ الأقد يومين لتسليم
المطلوب، وهكذا كان. في عهد حافظ الأسد، لم تكن سوريا - رغم
تحالفها مع إيران في حربها ضد العراق،
ورغم ميلها للاتحاد السوفياتي على
حساب المصالح العربية - دولة مسلوبة
القرار، ولم تكن تابعة لأي من
الدولتين، بل حليفة. استطاع أن يحافظ
الأسد الأب على هيبة الدولة السورية
ومكانتها الإقليمية رغم كل الأزمات
والحروب الخاسرة، وكان له في كل عثرة
وثبة، ودعم كان ينتظره دائما من
المملكة، ولم يخب ظنه يوما. أما الأسد الابن، البسيط الشخصية، الفقير
سياسة وإدارة، فله أن يفاخر اليوم بأن
رعونته وتبعيته لإيران حجمت سوريا
وحولتها من دولة ذات سيادة، إلى مجرد
تنظيم، مثله مثل حزب الله وحماس. منذ تولي بشار الأسد السلطة، كانت
القيادة السعودية تجتهد بكل الوسائل
لاحتوائه بسيل من رسائل النصح
المكتوبة والمنطوقة، وبالدعم السياسي
والمالي، دعمته بعد سقوط بغداد في 2003
على يد الأميركيين الشرهين وقتها
لإسقاط كل الأنظمة التي تعاديها، وكان
بشار الأسد يرتعد خوفا من التفاتة
أميركية ضاقت ذرعا بنظامه. وحتى حينما
اغتيل رفيق الحريري في 2005، حليف
المملكة وصديق القيادة، وفاحت رائحة
شبهة القتل حول نظام الأسد، لم تقطع
السعودية علاقتها بسوريا، بل تجاوزت
هذه المحنة بكثير من الحكمة والهدوء،
وعادت لتحاول احتضان الأسد ونصحه
بتسليم المطلوبين للعدالة وأن لا يقف
في وجه المحكمة الدولية حتى لا يكسب
عداء العالم. كانت المملكة وكأنها تدس
ورقة الإجابة الصحيحة في يد الطالب
البليد في قاعة الاختبار، لكنه لم
يستطع حتى أن يتلقفها لأنه كان قد اتخذ
قراره بأن يتنازل عن كرسي السيادة
لصالح الإيرانيين، ولم يتبق من عروبته
أو حميته لها سوى عبارات القومية
المصابة بعوامل التعرية وانسلاخ اللون
في شوارع دمشق. في خطابه الشهير خلال حرب إسرائيل على
لبنان في 2006، تجاوز بشار الأسد الأعراف
الدبلوماسية وتهجم على المملكة بلغة
بعيدة عن التهذيب. تجاوز التعريض
بالمملكة مع أصدقائه إلى التعريض
العلني، بكل غرور وعنجهية، ومع ذلك قبل
العاهل السعودي اعتذاره واستضافه في
قمة الرياض في العام الذي يليه، ولم
يكد ينتهي العام نفسه حتى ابتدر نائبه
فاروق الشرع، الرجل الأول لإيران في
سوريا، بالهجوم صراحة على المملكة. ومع
هذا السلوك الشاذ، وإضافة إلى دور
سوريا السلبي في التقاتل العراقي،
ودورها السلبي في لبنان خاصة في فترة
احتلال ميليشيا حزب الله لبيروت في
مايو (أيار) 2008، دعا الملك عبد الله
بشار الأسد إلى قمة رباعية بالرياض في
2009 في محاولة لتنقية الأجواء ليكون
العرب متفقين، وإن لم يكونوا متحدين،
ضد جرّهم إلى صدام إيراني أميركي. وفي
بداية الأزمة السورية الحالية التي
يدعي النظام السوري أن السعودية
تستغلها للانتقام، أرسل الملك عبد
الله رسله لبشار الأسد يحذره من سوء
إدارة الأزمة بإراقة الدماء، ولكن
للأسف، سبق جنون العظمة العذل. باختصار نستطيع أن نقول إن علاقة
السعودية بسوريا في عهد بشار الأسد لم
تكن علاقة صداقة صحيحة، بل كانت في
حالة موت دماغي، ولم يكن يربطها
بالحياة سوى إمدادات الغذاء التي تحرص
عليها المملكة، أي إنها مبادرات
وخطوات إيجابية من طرف واحد، ولولا ذلك
لانتهت هذه العلاقة منذ سنوات. مهما جيّش النظام السوري من أقلام
وإعلام، لتشويه مواقف المملكة تجاه
سوريا فلن يقوى على إلغاء الوقائع أو
التشكيك في صدقها، وعلى بشار الأسد أن
ينشغل بإخراج نفسه من الحفرة التي أوقع
نفسه فيها بدلا من محاولة خلق معارك
كلامية. كما لا حيلة للسعودية فيما ترى
وتسمع من عقلية النظام الذي لا يفهم
سوى لغة التآمر والاحتيالات والخداع
إلا أن تتمسك بموقفها الأخلاقي تجاه
الشعب السوري، وتبقي على تاريخها
الناصع بعيدا عن المهاترات، ولا تعبأ
بأسد يزأر في غابة محترقة. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |