ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
رأي الراية الراية 19-5-2012 من الواضح أن النظام السوري لم يدرك حقيقة
المأزق الذي وقع فيه بسبب سياساته غير
المبررة تجاه شعبه وتجاه العالم أجمع
ولذلك فهو بدلا من الرضوخ للواقع
والرجوع للحق بتسليم السلطة للشعب
الذي رفضه والامتثال للقرارات الدولية
التي كانت تمثل مخرجا له، يعمل بإصرار
شديد على إفشال خطة كوفي عنان ولذلك
واصل سياسة القتل والتنكيل اليومي
بشعبه على مرأى ومسمع من المراقبين
الدوليين الذين لم تظهر لهم بصمات
إيجابية على أرض الواقع حتى الآن. فهذا الواقع المأزوم على المشهد السوري
أصبح لا يحتمل وأن الأمر يقتضي التحرك
الدولي الجماعي السريع لردع النظام
وأن اللقاء الثلاثي الذي جمع معالي
الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس
الوزراء وزير الخارجية ودولة السيد
رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا
ودولة السيد بويكو بور يسوف رئيس وزراء
بلغاريا يأتي في إطار هذا التحرك والذي
يؤكد على وجود جدية إقليمية تقودها
الدول الثلاث لمواجهة تداعيات الأوضاع
بسوريا وإصرار النظام على السير في
الطريق الخطأ بشكل يومي. إن المطلوب إلزام النظام السوري كما أكد
معالي الشيخ حمد بن جاسم بالتقيد
بالنقطة الأولى من خطة عنان وهي قرارات
دولية ملزمة حتى يتمكن المجتمع الدولي
من مناقشة النقاط الخمس الأخرى في
الخطة والتي تهدف أساسا لإيجاد حل ناجع
للأزمة السورية والتي لن تحل إلا بتقيد
النظام بجميع بنود الخطة، فالمجتمع
الدولي مطالب بعدم الوقوف دون مبالاة
تجاه ما يحدث في سوريا وبسقوط أكثر من 10
آلاف قتيل سوري يجب أن يحرك الضمير
العالمي لحسم النظام الذي وضح أنه غير
جاد حتى الآن لحل الأزمة سلميا. من المهم أن يدرك المجتمع الدولي وخاصة
العرب والمسلمين أن استمرار المجازر
بسوريا وصمة عار في جبين الجميع وأنه
لابد كما أكد معالي رئيس مجلس الوزراء
من وجود مخرج وأن هذا المخرج يكمن في
إلزام النظام بوقف المجازر وأن ذلك
مرهون بإجباره على الامثتال، بالتنفيذ
الحرفي لخطة عنان بجميع بنودها ومنح
المراقبين الدوليين سلطات أوسع ليس
لمراقبة الأوضاع وإنما لحماية الشعب
السوري الذى يتعرض للإبادة. إن الأزمة السورية التي نتجت عن إصرار
نظام الأسد على الحل العسكري والتمسك
بسياسة القتل والتنكيل ضد الشعب
السوري وإجهاض خطة عنان تقتضي من
المجتمع الدولي مراجعة جميع القرارات
والخطوات التي تمت في السابق لإلزام
النظام بالتطبيق الحرفي للخطة وإجباره
على تنفيذها، فليس من المقبول أن
يتجاهل المجتمع الدولي حمّام الدم
اليومي في سوريا والجميع يدرك أن
النظام يتحدى القرارات الدولية ويعمل
بإصرار شديد على إجهاض الخطة وتفريغها
من محتواها بسياسات قمعية يومية رغم
وجود المراقبين الدوليين. ================= د.مطلق سعود المطيري الرياض 19-5-2012 ماذا تعني
تصريحات وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود
باراك في زيارته الحالية لواشنطن؟ حين
ذكر بانه أصبح من المطلوب على مستوى
المنطقة والعالم التخلص من النظام
السوري، إن هذا التصريح يضعنا في منطقة
التقديرات العسكرية الاسرائيلية
للوضع في سوريا، وهي تقديرات تحدد
الخطر على أمن إسرائيل الذي إنحصر فقط
في السلاح النووي الإيراني، ولهذا
الخطر حسابات استراتيجية دقيقة قد
تجعل من دمشق ممرا مشتعلا لضرب برنامج
طهران النووي.. الجنرال الإسرائيلي الذي فشل في مفاوضات
السلام عام 2000م "كامب ديفيد الثانية"،
أمام إصرار الرئيس الفلسطيني الراحل
ياسر عرفات على التمسك بالقدس عاصمة
لدولة فلسطين، هذا الفشل الذي استثمره
جيدا خصمه السياسي بنيامين نتنياهو،
وأسقطه مع حزبه العمل لصالح حزب
الليكود، هذا المنافس العنيد هو رئيسه
اليوم الذي حمله رسالة عسكرية
لإبلاغها سيد البيت الأبيض ومعاونيه،
وليس من القبول أن تكون رسالة وزير
الدفاع سياسية تقبل النقاش وطرح
الاختلاف معها، وعندما يصل الأمر
للحسابات العسكرية فتكون تل أبيب قد
حسمت أمرها الذي بات جليا في هذا
التصريح بأن الدولة العبرية تساند
الجهود التي تسرع بإسقاط نظام الأسد،
ويعني هذا وبكل وضوح أن أية فرصة
سياسية لم تغد متاحة أمام النظام
السوري ولم يتبق أمامه وقتا للمناورة
السياسية لكسب عام جديد يضاف للعام
الذي مضى بالحيل والقتل والتشريد
لشعبه، ولم تعد ورقة القاعدة والجولان
اليوم سلاحا نافذا يصطاد به نظام البعث
القوة المترددة لضمان حيادها وإبعادها
عن ساحة الأحداث في سوريا، كانت فترة
عام تعد وقتا كافيا لتضع إسرائيل
تصوراتها للكيفية التي يجب أن تكون
عليها معالجتها السياسية والأمنية
للثورة في سوريا، فبهذا الموقف الذي لم
يكن مفاجئا زادت قناعة أصحاب القرار في
تل أبيب بأن الجولان التي كانت آمنة
بوجود الجيش السوري على حدودها لن تكون
أبدا في خطر في غيابه، والجديد بتوجه
اسرائيل هذا أنه حرك موقفها من الحياد
والحذر إلى مناصرة حق الشعب السوري،
وهو موقف لم يتوقعه نظام الأسد ولم يكن
مقبولا قبل عام عند الشعب السوري، فبين
عدم التوقع وعدم القبول، أصبحنا أمام
حسابات سياسية خاسرة للنظام، وأمام
قوة شعبية جديدة أتيحت لها للمرة
الأولى منذ 40 عاما حرية التعامل مباشرة
مع تعقيدات السياسة. هل قدمت تل أبيب حلا لواشنطن للوضع في
دمشق، يتضمن اسما لرئيس أو حزب تستطيع
أن تتعايش معه سياسيا جميعها خيارات
تتقدمها كلمة "ربما" التي لا تميل
إلى أية اتجاه، ولكنها تقبل كل اتجاه. إسرائيل بهذا الموقف أعطت واشنطن تقريرها
الميداني والنهائي عن الوضع في سوريا،
والذي لن يتقدم عليه تقرير آخر حتى لو
كان هذا التقرير من واشنطن ذاتها،
فربما بعد زيارة وزير الدفاع
الاسرائيلي لواشنطن سنشهد اجتماعا بين
المعارضة السورية وموسكو وقد تتفق
بعدها هذه الأخيرة مع طهران على طريقة
آمنة لخروج حليفهما الأسد نهائيا من
سوريا، وغير ذلك ربما تلتحق لبنان
بربيع طائفي وليس عربيا يتبعه تدخل
عسكري اسرائيلي مدعوم من واشنطن
وعندها سوف نشاهد صورة حسن نصرالله
بجوار بشار الأسد، ولكن كيف سيكون وضع
هذه الصورة؟ قد تكون صورة مشابهة تماما
لصورة نهاية أسامة بن لادن. ================= يوسف الكويليت الرياض 19-5-2012 لم يعد الشعب
العربي يصدق المفاهيم التي ظلت ذرائع
بقاء السلطات العسكرية وسر وجودها،
فدولة الممانعة والمقاومة، والتي لم
تبعث حتى احتجاجات للأمم المتحدة على
احتلال الجولان أو مطاردة الطائرات
الإسرائيلية التي حامت على قصر الرئيس
الصيفي بحماة، أو ضرب القواعد
العسكرية في البقاع اللبناني، لتقرن
الفكر بالحقيقة وتكون بالفعل دولة
مواجهة.. دولة الممانعة تريد إشعال طرابلس في
مواجهة بين السنّة والعلويين لأنها
تزعم أن سنّة لبنان داعمون أساسيون
للثوار في الداخل السوري ويأوون عشرات
الآلاف من الهاربين من جحيم
المواجهات، وحكومة لبنان واقعة بين
اختراق السوريين لأجهزتها وتوظيف
وزراء يقومون بكل الأدوار نيابة عنها،
يساعدها حزب الله، الذي يكمل حلقة
الصراع والضغط على جميع مكونات الشعب
اللبناني، بمعنى أن تفجير هذا البلد
أصبح رهن الحلفاء في داخله والذين
يدينون، بشكل مطلق للسوريين وفق مصالح
شخصية أو تبعية مذهبية.. حكومة العلويين استعانت بقوات سرية مدربة
من الحرس الثوري الإيراني، وكذلك
عناصر من حزب الله، وتجنيد علويين من
لبنان، وعملاء من السنة السورية ممن
وضعوا أنفسهم تحت امرة السيد لتلاقي
مصالح طبقة التجار والموظفين وبعض
العسكريين، وهي صيغة أي نظام يحاول،
بطرقه الخاصة، الاستعانة بالمرتزقة من
أي جهة كانت، وقد شهدنا كيف استعان
القذافي بمرتقة أفارقة قبض عليهم
وحكوموا كشواهد على الأنظمة التي لا
تثق في مواطنيها، غير أن الصورة تظل
منكسرة، فالشعب السوري لم يعد تخيفه
السطوة العسكرية، وأصبح يتخذ أساليب
المقاومة الطويلة، واستحداث طرق بدأت
توجع النظام.. الأمم المتحدة لا يعول عليها، بل أصبحت
جزءاً من الأزمة في الصمت على
الممارسات اللا إنسانية، والتي طالت،
حتى مراقبيها، وكذلك الأمين العام (بان
كي مون) لا ندري على أي مستند اعترف بأن
التفجيرات الأخيرة في سوريا من صنع
وتنفيذ القاعدة، وفيما إذا اعتمد على
أقوال أو وثائق سورية مزيفة، أم طرف
ثالث محايد؟ وهو ما كان مفترضاً أن
يصرح ويجيب عنه بالوثائق الأمين العام..! نريد من قادة دولة الممانعة والمقاومة،
والوحدة العربية، رأيهم في قول
حليفتهم إيران: إن البحرين المحافظة
الرابعة عشرة، وأن الخليج فارسي لا
عربي، وأن جزر الإمارات إيرانية، وأن
جنوب العراق محافظة شيعية تسعى إلى
ضمها إليها، هل يتّسق ذلك مع دولة
القومية العربية أن تسمع صوت إيران
وأفعالها، ولا تتحول إلى دولة مقاومة
لحكم فارسي لا يختلف بمطامعه عن
إسرائيل، بأن لا يصدر حتى احتجاج أو
مقالة صغيرة في أحد جرائد الظل
السورية، أم أن الحقائق تكشف الأكاذيب
وأن حكومة الأسد، هي من تريد إخلاء
المواطنين السوريين في مدن الساحل
السوري لإقامة دولتهم العلوية،
وبمعونة من إيران؟! سقوط الحلف الثلاثي الإيراني العراقي،
السوري مطلب قومي لأننا نعيش أجواء حرب
ومطامع تهدد وجودنا العربي واستقلال
بلداننا.. ================= عامر أرناؤوط عكاظ 19-5-2012 شكل المشهد الروسي الرئاسي المتمثل
بتكليف الرئيس فلاديمير بوتين لسلفه
ديمتري مدفيديف رئاسة الوزراء ظاهرة
سياسية غير مسبوقة، فالرجلان تبادلا
قبلا المواقع عينها لما تعذر بحسب
القانون على القيصر الروسي بوتين
التجديد لولاية ثالثة ما استدعى إخضاع
الرئاسة « لمحلل شرعي» يساعد على تجاوز
هذه الإشكالية القاهرة، وإن باستحداث
بدعة تولي الرئيس يومها لمنصب رئيس
الوزراء شكلا والرئيس الفعلي واقعا .بوتين
القادم من عالم الجنرالات
الاستخباراتية الروسية السوفياتية
يدرك تماما حساسية هذه الخطوة في بلد
اعترض بحماسة على توليته سدة الرئاسة
وما زال غير راض عنها، ويعبر عن ذلك
بشتى الوسائل، وهو الذي نفض عنه في
ثورة بيضاء غبار الديكتاتورية
السوفياتية لينتهي به المطاف بنظام
آحادي الرأس أشد ضراوة وقساوة
وديكتاتورية ومحاربة للتعددية
السياسية .النظام الروسي الجديد الذي
يتزعمه القيصر الروسي بوتين لم يجد له
في العالم حلفاء إلا مشابهين له في
التركيبة والرؤية والأداء فشكل لهم
درعا واقية جعلت إيران تقهر شعبها،
وتعبث بإرادته وتقمع ثورته الخضراء
ومثلها باقي الحلفاء من كوريا
الجنوبية إلى الصين وكوبا وغيرها من
الدول المعادية للحريات وحقوق الإنسان
والمساواة لينتهي الأمر بنظام البعث
في سورية الذي أعلن رئيس اللجنة
الانتخابية فيه المستشار خلف العزاوي
عن نتائج « الطبخة» التوليفة غير
الموفقة لمجلس الشعب السوري في نتائج
تأخر صدورها عن إجرائها تسعة أيام
انتهت بإعلان العزاوي أن نسبة
الاقتراع بمجملها وفق تقديره طبعا
بلغت 51.26 في المئة ما يشير رسميا أن نصف
الشعب السوري لا يريد الأسد بحسب
إعلانه المزور بطبيعة الحال وثانيا
تكريس الأسد أن حزب البعث هو الحزب
القائد الوحيد في سورية بعدم مشاركة
وانسحاب من شارك من المعارضين .بوتين
وجد قامة يشاركها القرار على المستوى
النظري وعلى الأسد أن يتبع معلمه ويجد
له « مدفيديف» سورية من أجل اكتمال
المسرحية هناك. ================= «المنبر الديموقراطي
السوري».. إما إضافة حاسمة أو دكان
جديد ميشيل كيلو 19-5-2012 السفير لا يستقيم أي عمل ديموقراطي في سوريا
الحالية والمستقبلية من دون الاستناد
إلى مسلمات، لا قيام ل«المنبر
الديموقراطي السوري» من دونها: أ - استمرار التظاهر من أجل الحرية كمبدأ
جامع لتنتهي أزمة سوريا القائمة إذا لم
ينعم به جميع المواطنين، مع تأكيد
طابعه السلمي، والعمل بدأب وإصرار
لتوسيعه ونشره في جميع مناطق البلاد،
ليكون تعبيرا عن وحدة المجتمع السوري
ورفضه للنظام الحالي، وعن التفافه حول
هدفه المنشود: إقامة نظام ديموقراطي
بديل. ب - زيادة أعداد المتظاهرين عبر استعادة
من تركوا الشارع، وإقناع المترددين
والمحايدين والمخوفين بحتمية
انضمامهم إلى النضال في سبيل الحرية،
إن كانوا يريدون نيل حريتهم الخاصة،
والحفاظ على حياة المواطنين السوريين
وصيانة دمائهم وممتلكاتهم، وإنهاء
نظام لا يرى غير العنف المتصاعد وسيلة
للتعامل مع مواطنات ومواطنين عزل
ومسالمين، يتظاهرون في معظم قرى
وبلدات ومدن سورية من أجل أن يعاملوا
كبشر، ويعيشوا في نظام ركيزته الحرية
والكرامة، وتحقيق العدالة لجميع
السوريين والمساواة بينهم من دون
تمييز أو استثناء، علما بان السوريين
لا يريدون ولا ينوون التوقف عن
المطالبة بما هو حق لهم، بعد ما قدموه
من تضحيات جسيمة، وما عانوه من قتل
وجراح وملاحقة واعتقال وإخفاء
واختفاء، لاقتناعهم أنه ليس فقط حقا
يكفله لهم دستور بلادهم، وإنما كذلك
لأن حياتهم لن تكون جديرة بالبشر، بل
حياة حيوانية، إن استمر حرمانهم منه. ج- إضعاف النظام وتفكيكه من خلال الضغط
بجميع السبل والوسائل الممكنة
والمطلوبة، لكسر الاستعصاء القائم
اليوم، الذي يعبر عن نفسه في عجز قواته
وأمنه وشبيحته عن إخراج الشعب من
الشارع، وعجز الحراك الشعبي عن إسقاطه
طيلة اربعة شهرا إلى الآن. سيفعل
المنبر الديموقراطي السوري كل ما
يلزمه واجبه الوطني بفعله من أجل ترجيح
كفة الشعب على كفة النظام، عبر الخطوات
التالية: 1- بلورة أسس ومشتركات وطنية جامعة تتصل
بوحدة الدولة وسيادتها على كامل
أراضيها، وبوحدة الشعب والمجتمع
السوري، وبالحرية كمبدأ ترتكز عليه
الدولة وترعاه في علاقاتها مع
مواطنيها، وبالمواطنة كحامل وحاضنة
للنظام العام، وبحقوق الإنسان
والمواطن كأساس للنظام القانوني
وللعدالة الاجتماعية والمساواة
العامة في الحقوق والواجبات، على أن
تقدم لجميع أطراف السياسة السورية،
لمناقشتها والوصول منها إلى أسس
تعتمدها في مواقفها من مختلف المسائل
الراهنة والمستقبلية، سواء كانت على
صلة بالنظام القائم أم النظام البديل،
على أن ينتج توافقها عليها الوحدة
المطلوبة بين فصائلها، التي ستكون
وحدة موقف ونظر، أكثر مما ستكون وحدة
تنظيم وقيادة. لتحقيق هذا الهدف، يجب
أن يشكل المنبر لجنتي تشاور وتعاون:
واحدة في الداخل وأخرى في الخارج،
يكلفهما بتطوير الحوار والتنسيق مع
مختلف أطياف المعارضة بغض النظر عن
الإطار الذي اختارت لنفسها العمل فيه،
فضلا عن تقريب وجهات نظرها وتقديم
مقترحات ملموسة وعملية تقلص أو تزيل
خلافاتها، وتقديم بدائل في حالة وقوع
استعصاء ما بينها، واقتراح سياسات
وحلول تتيح تجاوز تناقضات المواقف
والرؤى، ضمن نشاط تفاعلي مع الجميع
يقيم بينهم جسورا للتوافق والتكامل. لن
يتهاون المنبر في مقاومة أي سعي لتفتيت
المعارضة أو لتمزيق ما هو قائم من
مكوناتها، ولن يقبل أية خطة تعتمدها
أية جهة منها لا تجعل التناقض مع
النظام دليل عملها وواجبها الذي لا
تحيد عنه، لأي سبب أو هدف كان، ولن تقبل
المعارك الجانبية والخطط الخاصة التي
تحيد عن هذا المبدأ، كما سترفض بتصميم
أية محاولة يقوم بها أي طرف معارض
لتطييف النضال الوطني، ولن يوقف جهوده
لتوحيد صفوف الشعب من خلال حوار
التنسيقيات، الذي يجب أن يقود إلى وحدة
مواقفها ونضالاتها، ووحدة مواقف
ونضالات المعارضة على أرضية وحدتها،
التي يجب أن تكون راسخة في الوعي
والواقع الشعبيين. وسيقاوم محاولات
النظام لجر الشعب إلى ما يخالف هدف
الحرية والعدالة والمساواة، مهما كانت
الصورة التي تأخذها، وسيفعل وسعه
لإقامة «لجان عمل وطني» متنوعة بتنوع
مشكلات البلاد والعباد، تنتشر في كل
مكان، وتضم مواطنين من مختلف
الانتماءات السياسية والعقائد
الدينية والأيديولوجية وشتى مناطق
البلاد، من مهامها حماية الوحدة
الوطنية من العبث الرسمي، وتأسيس نمط
جديد من وحدة الشعب والمجتمع يقوم على
تقويض العصبيات والنزعات التفريقية
والتمزيقية، التي دأب النظام على
رعايتها وتغذيتها خلال العام الماضي
بصورة خاصة. ستغطي «لجان العمل الوطني»
سائر الأنشطة العامة في كافة تجلياتها
القانونية والإنسانية والمجتمعية
والاقتصادية والثقافية، وستركز على
مواكبة هموم المواطنين وإيجاد حلول
لها، من دون أن تتجاهل القضايا التي
تتصل بإعادة ترميم ما مزقه الحل الأمني
من لحمة وطنية ونسيج اجتماعي/ إنساني
في المناطق التي استهدفها بعنفه
الأعمى، على أن يتم ذلك بالتعاون مع كل
من يريد التصدي، أو يتصدى بالفعل،
لسياسات النظام في هذه المجالات، ومن
يكرس نفسه لهذه المهام، بغض النظر عن
هويته السياسية. لقد مزق الحل الأمني بلادنا إنسانيا، وهو
يكاد يمزقها جغرافيا، ولا بد ان يولي
المنبر هذه النتائج المأساوية بالنسبة
لمجتمعنا ودولتنا ما تستحقه من اهتمام
عملي وتوعية عامة، سواء في عمله أم
بالنسبة إلى علاقاته . 2- دعم الجهود، التي تبذلها مؤسسات وهيئات
الشرعية الدولية، أو الدول مجتمعة
ومتفرقة، في سبيل إيجاد حل سياسي لأزمة
سوريا يوقف العنف الرسمي ويفرض مرحلة
انتقالية تأخذ بلادنا إلى نظام
ديموقراطي بديل لنظامها الراهن، الذي
فقد شرعيته الشعبية بعد ان فقد منذ وقت
طويل مسوغات وجوده، وكشفت نتائج
سياساته خلال السنوات الأربعين
الماضية كم استهتر بالمصالح العليا
للدولة والمجتمع، واستهان بالشعب
وأهانه، وكم عمل بروحية الفئة المغلقة
المعادية لمحيطها الوطني، وركض وراء
مصالح خاصة خربت علاقاته مع الشعب
وأفقدته أية صدقية. لا بد أن يسعى
المنبر كذلك إلى توحيد المواقف
الدولية من الانتقال الديموقراطي ومن
تصعيدها، للحيلولة بين النظام وبين
الإفادة من خلافات وتناقضات الدول
الكبرى، ولمنعه من إطالة عمره عبر
تصعيد حلوله الحربية، التي اعتمدها
طيلة ثلاثة عشر شهرا مضت، بعد أن زاد «الفيتو»
الروسي فرص تحويل الصراع الخارجي إلى
إطار تتصارع فيه وعبره الأطراف
السورية الداخلية، لكنه ما لبث أن تطور
بشكل مغاير خفف من حدة خلافاتها مع
أميركا، عبر عنه بيان مجلس الأمن
الرئاسي، الذي تمت ترجمته إلى مهمة
تتضمن ست نقاط كلف الأمين العام السابق
للأمم المتحدة السيد كوفي أنان
بالإشراف على تنفيذها، طبقا لأهداف
واضحة تلتزم بتحقيقها هي: وقف إطلاق
النار وسحب الجيش إلى ثكناته... وصولا
إلى إقامة نظام ديموقراطي، وذلك
استنادا إلى مبادرة جامعة الدول
العربية، التي سبق للنظام والمعارضة
أن قبلا بها. من الطبيعي أن تنال مهمة
أنان دعم «المنبر»، وأن يؤيد تطبيق
بنودها بندا بندا: بدءا بوقف إطلاق
النار ونشر مراقبين يسهمون في
استتبابه، إلى حماية التظاهر السلمي
والإشراف على إطلاق سراح المعتقلين،
وصولا إلى النظام الديموقراطي البديل،
الذي لا محيد عنه. 3- وضع مخططات تفصيلية تتضمن الخطوات
التكتيكية المطلوبة لتنفيذ هذا
البرنامج ببنوده الداخلية والخارجية،
يكون محورها رؤية الخارج بدلالة
الداخل وليس العكس، ورؤية الادوار
الحزبية والجماعية بدلالة الداخل وليس
الخارج، والتركيز على استقلالية قرار
المعارضة الوطني في اتصالها مع سلمية
ومجتمعية الحراك وحدهما وليس في
علاقاتها بهذه الجهة الاجنبية أو تلك،
وانتهاج سياسة ترى في الشعب قوة جبارة
يمكنها حسم الصراع لصالح الحرية
والعدالة والكرامة، وجهة وحيدة يجب أن
تنصب جهودنا جميعها على تحصينها
سياسيا، وتوطيد حراكها تنظيميا،
وتعزيز قدرتها على حماية نفسها
ومقاومة القتل والتدمير السلطوي،
لكونها القوة التي تستطيع كذلك حماية
الوطن من ألاعيب الخارج وأخطار
الداخل، فمن الضروري والحتمي أن تكون
قادرة دوما على التدخل للحفاظ على
استقلال الدولة وسيادتها، والحيلولة
دون نجاح النظام في أقلمة الصراع أو
تطييفه، ولتحصين المجتمع في وجه
تكسيره بالعنف السلطوي . 4- اتباع سياسة إعلامية تعبر عن سياسة
المنبر ومصالح الشعب الوطنية وحراكه
الثوري، تركز على الصلة بين الحرية
وبين حقوق الإنسان والمواطن، وتفضح أي
انتهاك يطاولها، وتواكب تطورات الأزمة
الراهنة وملابساتها المحلية
والإقليمية والخارجية، وتسهم في رص
صفوف المواطنين وفضح ألاعيب النظام،
وتشرح بموضوعية ولغة صريحة ما يراه
المواطن من أحداث ويواجهه من تحديات،
دون كذب أو مبالغة، أو التفاف على
الحقائق والوقائع. بهذا يمكن ل«المنبر» أن يكون إضافة
سياسية جدية إلى واقع سوري متهتك على
كافة صعده، وأن يصير جهة مفصلية في
سوريا اليوم والغد. بغير ذلك، لا يجوز
أن يستمر يوما واحدا في الوجود، ومن
الأفضل له أن يعلن حل نفسه من أن يتحول
إلى دكان جديد في بازار السياسات
السورية والعربية والإقليمية
والدولية المفتوح على مصراعيه لكل من
يريد أن يرتزق!. كاتب وناشط سياسي سوريا ================= هل تتولّى إيران حلّ
الأزمة في سوريا .. كما تولّت سوريا
حلّ الأزمة في لبنان؟ اميل خوري 2012-05-19 النهار السؤال الذي لا جواب عنه حتى الآن هو: ماذا
تعدّ الولايات المتحدة الأميركية
ومعها دول أوروبية لمواجهة مرحلة ما
بعد خطة كوفي أنان في حال إعلان فشلها؟ ثمة من يتحدث عن اتصالات غير رسمية تجرى
مع كل من روسيا وإيران توصّلاً إلى
اتفاق على حل مشترك للأزمة السورية، أو
استدراج عروض روسية وايرانية لاختيار
العرض الأقل ثمناً وكلفة لتلزيمه هذا
الحل، وأن اجتماع مجموعة الدول الست في
بغداد مع ايران سيكون تحت المجهر
لمعرفة كيف ستسير الامور بالنسبة الى
البرنامج النووي الايراني، فإذا تم
التوصل الى اتفاق على هذا البرنامج
يرضي هذه الدول وتطمئن اليه دول الخليج
من جهة واسرائيل من جهة اخرى، فإن
ايران قد تصبح الدولة المؤهلة لحل
الازمة السورية إذا تقدمت بشروط أقل
ثمناً من شروط روسيا. واذذاك تتكرر مع
ايران الصفقة التي عقدت في الماضي مع
سوريا لوقف الاقتتال في لبنان، والتي
جعلت سوريا زمن الرئيس حافظ الاسد
تتخلى عن صداقتها لا بل عن تحالفها مع
الاتحاد السوفياتي وتعقد تلك الصفقة
مع الولايات المتحدة الاميركية
بموافقة عربية وعدم ممانعة اسرائيل
التي ضمنت هدوء جبهة الجولان ووضع
الجنوب اللبناني تحت رقابة الوصاية
السورية على كل لبنان. وبالعودة الى عقد تلك الصفقة يتبين ان هدف
الحروب في لبنان كان إلحاق الهزيمة
بالفلسطينيين المسلحين على أرضه بحيث
يرتاح لبنان من انتهاك سيادته والتعدي
على سلطاته، وترتاح اسرائيل من
عملياتهم الفدائية المزعجة لها.
وعندما استمرت تلك الحروب وكانت سجالا
بين أطراف لبنانيين وأطراف فلسطينيين
يدعمهم أطراف لبنانيون من دون أن يتمكن
أحدهم من التغلب على الآخر، كانت سوريا
زمن الرئيس حافظ الأسد جاهزة لحسم تلك
الحروب من طريق إرسال قوة من جيشها الى
لبنان تحت مسمى "قوة ردع عربية"
بموافقة قمة عربية عقدت في الرياض، ولم
يستمع الأسد لنصيحة السوفيات
بالامتناع عن ذلك لأن هذه القوة سوف
تصطدم في لبنان بالأحزاب الحليفة لهم،
وكانت منضوية تحت اسم "الحركة
الوطنية"، وهو ما حصل لأن العرض
الاميركي كان مغريا لسوريا وهو أن تبسط
وصايتها على لبنان مدة سنتين بموجب
اتفاق الطائف، واذ بها تصبح ثلاثين سنة
كان نقص الحرية والسيادة والاستقلال
ثمنا لوصاية تحفظ الأمن والاستقرار
وعدم مواجهة اجتياحات اسرائيل لأراضيه
رداً على عمليات تقوم بها المقاومة
اللبنانية والفلسطينية، حتى ان حرب
تموز 2006 التي كانت لايران اليد الطولى
فيها من خلال "حزب الله" لم تشارك
فيها سوريا رغم ان ثمة اتفاقاً دفاعياً
بينها وبين لبنان يفرض ذلك ترجمة لمبدأ
"أمن لبنان من أمن سوريا وأمن سوريا
من أمن لبنان"... والولايات المتحدة الاميركية المعروفة
بممارسة السياسة البراغماتية خدمة
لمصالحها والتخلي من أجل ذلك حتى عن
أصدقائها عندما تفشل في ممارسة سياسة
أخرى بفعل تقديرات خاطئة، لا شيء
يمنعها من التخلي كل مرة عن اصدقائها
والعودة الى السياسة البراغماتية
ووضعهم أمام الأمر الواقع، ما دامت هذه
السياسة تخدم مصالحها الحيوية في أي
منطقة. لذلك لا بد من انتظار تلزيم حل الأزمة
السورية لروسيا او لإيران إذا اخذت هذه
الأزمة تتفاقم وتتفاعل داخل الدول
المجاورة ولاسيما منها لبنان الذي لم
يعد يتحمل مزيدا من الحروب وزعزعة
للأمن والاستقرار فيه. فكما أدى تلزيم
سوريا وقف الاقتتال في لبنان وإخراج
الفلسطينيين المسلحين من أرضه إلى
تونس وإبقاء جبهة الجولان هادئة
التزاماً باتفاق فك الاشتباك مع
اسرائيل، فإن تلزيم إيران إخراج سوريا
من مأزقها الدموي بموافقة عربية
وغربية وعدم ممانعة اسرائيلية قد يكون
هو الحل عندما يستحيل التوصل الى حل
آخر. وعندما تتخلى ايران عن برنامجها النووي
بحيث لا يكون هدفه انتاج اسلحة نووية،
فإن اسرائيل لا يعود يهمها أن تتولى
ايران الحل في سوريا كما لم يهمها في
الماضي ان تتولى سوريا الحل في لبنان
بعدما استمرت الحروب فيه 15 سنة من دون
ان يتغلب فيها طرف على آخر، وربما كان
ذلك مقصودا ومدروسا من خلال وضع خطوط
تماس للمتحاربين حالت دون انتصار طرف
على طرف وذلك توصلا الى عقد الصفقة مع
سوريا. قد يكون ما يجري في سوريا شبيها
بنتائجه بما جرى في لبنان لجهة التوصل
الى عقد صفقة مع صاحب العرض الافضل أي
روسيا أو إيران. فهل هذا هو المنتظر إذا
فشلت خطة أنان؟! إن نتائج لقاء مجموعة الدول الستّ مع
إيران في بغداد قد ترسم خط سير للأزمة
السورية، فإما تكون خطة أنان قد توصلت
الى حل لها أو تكون روسيا قد توصلت الى
عقد صفقة مع الولايات المتحدة
الاميركية في المنطقة، او تكون ايران
قد نجحت في عقد هذه الصفقة بعرض افضل
بفرض شبه وصاية ايرانية على سوريا كما
فرضت سوريا وصايتها كاملة على لبنان
ثمناً لإنهاء الحروب المدمّرة فيه. ================= علي حماده 2012-05-19 النهار فيما كانت جماعات تابعة للنظام في سوريا
تحاول اشعال مدينة طرابلس في الشمال
اللبناني، وفيما كان احد الوجوه
اللبنانية السيئة للنظام ينظر في عودة
جيش بشار الى لبنان بطلب من المجتمع
الدولي، اشتعلت سوريا البارحة بعشرات
التظاهرات الضخمة من اقصاها الى
اقصاها تحت شعار رائع: "جمعة ابطال
جامعة حلب". فحلب التي لطالما اعتبر
بشار والبطانة انها ودمشق لن تنتفضا ضد
النظام، وستبقيان في يد النظام،
انتفضت البارحة بشكل لم يسبق له مثيل
منذ بداية الثورة قبل اربعة عشر شهرا.
ولعل جامعة حلب التي سقط فيها الاسبوع
الماضي طلاب ثوار برصاص الشبيحة
والمخابرات اثبتت ان عاصمة الاعمال
والتجارة والشمال ما كانت طيّعة بيد
النظام بالشكل الذي اراد ان يصوره
للداخل والخارج على حد سواء. وهكذا
تنضم الشهباء الى ركب الثورة على "جمهورية
حافظ الاسد" واولاده ليكتمل المشهد
الثوري الذي ما كانت دمشق يوما بعيدة
عنه على الرغم من تحويلها معسكراً يعج
بعشرات الآلاف من العسكر والعسس
والشبيحة. الى اين يقودنا هذا المستجد في حلب؟ بكل
بساطة ووضوح الى الاستنتاج أن الحل
العسكري الدموي والوحشي الذي أطلقه
اولاد حافظ الاسد في كل مكان في سوريا
لم يؤت أكله، ولن يؤتي. وكل ما قيل في
الاسابيع الماضية أن النظام انتصر،
وانه خرج من مرحلة خطر السقوط ليس
صحيحاً، بل ان العكس صحيح. والمهم هنا
ان السوريين الثائرين الذين انتظروا
شهورا طويلة تدخلا من المجتمع الدولي
والاسرة العربية لانقاذهم من براثن
النظام على غرار ما حصل في ليبيا،
توصلوا الى اقتناع مفاده ان العالم لن
يتدخل لاسباب كثيرة ليس اقلها الجبهة
التي تقودها روسيا والصين دفاعا عن
بشار في مواجهة المجتمع الدولي،
وبالتالي بات على السوريين ان يعتمدوا
اولا وقبل اي شيء آخر على انفسهم في
معركة الحرية والكرامة التي تقوم
اساسا على المواجهة بكل الوسائل
المتاحة، والصمود مهما كلف الامر في كل
مكان أياً تكن الاثمان التي سيدفعونها.
ومن هنا اهمية الدور الذي يؤديه "الجيش
السوري الحر" وقوى الثورة المقاوِمة
في القرى والمدن والاحياء، بحيث ترسخت
حقيقة على الارض تفيد بعجز النظام
وآلته العسكرية الضخمة عن الحسم في اي
مكان. فحمص لا تزال تقاوم، ومثلها
حماه، وادلب ودرعا وريف دمشق ودير
الزور وريف حلب. بمعنى آخر، ان الثورة
تقاوم وتزداد صلابة من الناحية
العسكرية. وما حصل قبل ايام في الرستن
عندما فوجئ جيش بشار بكثافة النيران
ونوعية التسليح أدى الى منعه من اجتياح
المدينة وتكبيده خسائر كبيرة في
الافراد والعتاد المدرع. ثمة تحول، ولو
بطيئا، في نوعية تسليح "الجيش الحر"،
الامر الذي بدأ ينعكس تدريجا على الارض.
وفي الخلاصة، فإن المعركة في سوريا آيلة
الى مزيد من الصدام، وموازين القوى
متغيرة، لا بل انها تتغير يوما بعد يوم. ================= سورية: الشعب اليتيم
ضحية الفيتو الإسرائيلي ومحور موسكو
طهران فهد المصري 2012-05-18 القدس العربي ومر أكثر من عام على الثورة السورية، ثورة
شعب يقودها الشباب، ثورة لا تقارن إلا
بالثورة الفرنسية، ثورة مخضبة بالكثير
من الدماء، مليئة بالآلام،
بالتضحيات،بالمعاناة. ثورة ستدرس في
كتب التاريخ وسيكتب عنها آلاف القصص،
وسيرويها هذا الجيل وتتناقلها أجيال
كثيرة قادمة، ثورة شعب أعزل ليس فقط في
مواجهة عصابة حاكمة تمثل منبعاً
للجريمة، بل في مواجهة محور مارق سوري
إيراني روسي، مدعم بتخاذل عربي دولي. ليس غريباً أن تدافع النظم الديكتاتورية
والشمولية عن بعضها الآخر وتشد من
إزرها، ومن دون أدنى شك أن الموقف
الانتهازي واللاأخلاقي واللاإنساني
للقادة الروس والصينين لعب دوراً في
إطالة عمر الأزمة، وفي حشر الهيئة
الأممية في خانة اليك وجعلها عاجزة عن
استخدام حق النقض لهذه الدولة أو تلك
في مجلس الأمن، وأن القانون الدولي
ثمنه قشرة بصلة عفنة عندما يعجز عن فرض
ذاته وحمايته لشعب يقتل. المؤكد أن ماهو أقوى من فيتو روسيا
والصين، والذي وقف عقبة أساسية أمام
سقوط الأسد وحكمه بل وحمايته هو الفيتو
الإسرائيلي، فالنظام الحاكم في سورية،
جار لإسرائيل وسورية ليست دولة نفطية. الفيتو الإسرائيلي رغم أن إسرائيل ليست دولة عضواً في مجلس
الأمن الدولي، إلا أن قوة اللوبي
الإسرائيلي حتى داخل قصر الكرملين،
قوة مهيمنة وفاعلة على مراكز صناعة
القرار الدولي السياسي والاقتصادي
والسلاح الإعلامي، وقرار اسقاط الاسد
وحكمه موجود في تل أبيب. إسرائيل تدافع عن حكم الأسد لأنها لن تجد
أفضل منه، كحام لحمى حدودها الشمالية
وليس الجبهة معها، حتى الولايات
المتحدة الأمريكية تتمنى لو أن حدودها
مع المكسيك، بمدى الأمن والهدوء
والاستقرار والانضباط الذي تعيشه
الحدود 'جبهة الجولان' بين إسرائيل
وسورية منذ 1974. إسرائيل تفضل ألف مرة بقاء الأسد
مهلهلًا، ضعيفا، يفك تحالفه مع طهران،
ويمنع إيواء بعض المنظمات الفلسطينية،
ويعدل من سلوكياته (كما كانت تطالب
كوندليزا رايس) على أن يكون البديل
مجهولاً. إسرائيل والتي وافقت، و سمحت، وتركت
الأسد يرسل دباباته، وجحافل من قواته
إلى الجنوب السوري، للقيام بمجازر في
حوران في مناطق ممنوع عليه أصلاً إرسال
الدبابات والمدرعات إليها على مقربة
من حدودها، منحته أكثر من فرصة لينقذ
نفسه ونظامه، بل وضغطت على العالم ليغض
الطرف عن مجازره وجرائمه، وحتى أنها
تركته وغضت الطرف عنه، ليرسل العشرات
من الشبان للشريط الحدودي معها، لعل
وعسى أن تنفع مجدداً وتنطلي الأكذوبة
الكبرى في المقاومة والممانعة. علينا أن نقرأ جيداً مايقوله
الإسرائيليون حول المساعدات
الإنسانية وترحيبهم باللاجئين من لون
معين في الجولان، وأن نتابع خط سير
العمليات العسكرية الوحشية في حمص
وريفها، ومناطق حماة وإدلب، وأن نبحث
في أسباب إرسال كامل السلاح والعتاد
العسكري الاستراتيجي الذي يمتلكه
الجيش إلى مناطق الساحل السوري، في
الوقت الذي بدأ فيه الأسد ببناء جدار
للفصل العنصري في مناطق محددة في مدينة
حمص انطلقت عملية بنائه منط قرابة
شهرين. زواج متعة أم كاثوليكي؟ فيما كانت العلاقة الاستراتيجية بين
طهران دمشق في عهد الأسد الأب علاقة
مبنية على التوازن، تحولت هذه العلاقة
إلى تبعية في فترة الأسد الابن، ترسخت
من أوائل 2003 وحتى الآن، وحققت الأجهزة
الأمنية الإيرانية اختراقات كبيرة
للقيادات الأمنية والعسكرية السورية،
وبسطت إيران نفوذها على الساحة
السورية على كافة الصعد، وحتى أن
مشروعها لبناء 'ضاحية جنوبية' على طرف
دمشق الأموية في منطقة السيدة زينب
نجح، وقطع أشواطاً في بناء وافتتاح
الحوزات والحسينيات، واستقطاب
المريدين، لتتحول في مرحلة لاحقة نواة
لتأسيس ميليشيا عسكرية، على شاكلة
ميليشيا حزب الله في لبنان، وجيش
المهدي في العراق. العلاقة بين طهران ودمشق أصبحت علاقة
عضوية، ولا يمكن للأسد أن يتخلى عن
طهران، حتى أنه لا يستطيع مجرد التفكير
في ذلك، وطهران التي يسرح ويمرح
مستشاروها السياسيون والأمنيون
والعسكريون في ردهات القصر الجمهوري
السوري، والقطع العسكرية في ضواحي
دمشق، لن تتخلى عنه، لأن سقوطه يعني
بالنسبة لها سقوط مشروعها في الشرق
الأوسط، والخليج العربي فكسر نظام حكم
الأسد، سيكسر حكم طهران، وربيع إيران
على الأبواب. سقوط الأسد يعني لإيران انحسار ثم تلاشي
دور حزب الله في لبنان، ويعني تراجع
وانحسار نفوذها في العراق، وتبدد دور
الميليشيات الشيعية هناك، ويعني ضياع
الورقة الفلسطينية، وتلاشي دور
الخلايا الإيرانية النائمة في الخليج
العربي. سورية تعني لإيران نافذتها، وجبهتها
المتقدمة على شواطئ المتوسط، وحليفتها
على حدود إسرائيل، التي تتنافس معها
على النفوذ في المنطقة. إيران ستدافع عن الأسد وحكمه حتى الرمق
الأخير، وقدمت وستقدم له كل أنواع
الدعم، واستخدمت وستستخدم كل أدواتها
في المنطقة لمساعدته (حزب الله جيش
المهدي الخلايا النائمة الخ...) لكن
إيران لن تدخل حرباً مباشرة لحماية
الأسد من السقوط، فإيران لا تحارب خارج
حدودها الوطنية الحالية(رغم كل
التهديدات التي يطلقها المسؤولون
الإيرانيون وارتباطهم باتفاق دفاع
مشترك). القيصر يحكم من جديد ونجح بوتن في تمرير رغبته في العودة إلى
سدة الكرملين، لكنه لم يتمكن من إخماد
النار تحت رماد الربيع الروسي الذي
سينتفض دون ريب، وهذا أحد الأسباب في
دفاع موسكو المستميت عن الأسد وحكمه،
فالخوف من انتقال عدوى الربيع العربي
إلى موسكو، ودول الاتحاد السوفيتي
السابق، تسبب أرقاً مزمناً للقادة
الروس، إلى جانب أن الحلف والمصالح
الروسية الإيرانية في المنطقة تقتضي
الدفاع عن الأسد وحكمه، ولأن إيران
تشكل لروسيا نافذتها على المياه
الدافئة في الخليج العربي، كما أن
المصالح الحيوية لروسيا في آسيا
الوسطى والشرق الأوسط تقتضي الحفاظ
على الأسد الذي يشكل لموسكو آخر
حلفائها على ضفاف المتوسط، فسورية
موطئ قدم روسيا الأخير في العالم
العربي روسيا التي تعمل على منع مرور مشروع أنبوب
الغاز القطري عبر سورية إلى أوربا،
نجحت في إذكاء نيران الحرب الباردة من
جديد، لتعود من البوابة السورية وعلى
حساب دم الشعب السوري، إلى لاعب في
إطار التوازنات الدولية، ولتطلق
العنان لكل أشكال الانتهازية،
للمقايضة على بعض التنازلات، مقابل
عقود تجارية واقتصادية مهمة، ولتعمل
على خلع شبح الدرع الصاروخية المنتشرة
في البلقان، ومناطق متفرقة من فضائها
الاستراتيجي . واهم من يتصور من أطياف المعارضة السورية
أن روسيا ستتخلى عن الأسد دون صيد
استراتيجي كبير وثمين، وواهم من يتصور
أن موسكو يرف جفنها لمشاهد القتل
والتدمير، والمجازر التي يرتكبها
الأسد، وقواته بالسلاح والذخيرة
الروسية، فموسكو التي ارتكبت مجازر في
الشيشان وغيرها، لا تختلف بنية نظامها
كثيراً عن بنية نظام الأسد الذي سيسقط
سقوطاً مدوياً وسريعاً، مع البدء
بالتدخل الدولي. الشعب السوري الذي سيخلع، ويقتلع الأسد
اقتلاعاً، سيشكل انتصاره دفعاً
لانتصار الشعب الروسي في خلع واقتلاع
القيصر. إلى متى وكيف ؟ لا شيء يبرر التردد والصمت العربي
والإسلامي والدولي حيال مايجري من
مجازر ضد الإنسانية وجرائم الإبادة
الجماعية في سورية وعجز هيئة الأمم
المتحدة وجامعة الدول العربية عن
اتخاذ قرارات شجاعة لانقاذ سورية
وشعبها (على عكس ما فعلت مع الشعب
الليبي) بل وإنقاذ منطقة الشرق الأوسط
برمتها، يؤكد أن لا قيمة للمنظمتين
الإقليمة والدولية أمام تصادم المصالح
الإقلمية والدولية عند الزاوية
السورية، التي وقع فيها ضمير العالم في
موت سريري أوغيبوبة طويلة الأمد. لولا موقف المملكة العربية السعودية،
ودولة قطر، لما تحرك الموقف العربي،
ولولا الموقف الفرنسي، لما تحرك
الموقف الأوربي والغربي . السوريون يعولون على تفعيل المواقف،
ويتطلعون أن تقوم دول مجلس التعاون
الخليجي، وعلى رأسها المملكة، بالضغط
الكافي على الولايات المتحدة
الأمريكية، وفرنسا، وبريطانيا،من أجل
تشكيل ائتلاف عسكري دولي، خارج مجلس
الأمن الدولي، للتدخل الفوري في سورية. ' كاتب واعلامي سوري مقيم في
باريس ================= رأي القدس 2012-05-18 القدس العربي عندما يعترف بان كي مون امين عام الامم
المتحدة بان العمليات الانتحارية
الاخيرة التي وقعت في دمشق وحلب وادت
الى مقتل العشرات هي من تنفيذ تنظيم 'القاعدة'
فان هذا الاعتراف يجب ان يقلق النظام
اكثر مما يجب ان يقلق المعارضة وانصار
الثورة السورية في الداخل والخارج،
لان وصول هذا التنظيم الاسلامي
المتشدد سيلحق ضررا كبيرا بالنظام
وهيبته الامنية. المعارضة السورية الخارجية ظلت وعلى مدى
اشهر تنفي وجود التنظيم وجماعات
اسلامية متشددة اخرى في سورية، وتتهم
النظام في بياناتها بالوقوف خلف
التفجيرات الاخيرة، الامر الذي ادى،
وبعد اعتراف امين عام الامم المتحدة
الاخير، الى الحاق الكثير من الضرر في
مصداقيتها الاعلامية. معركة المعارضة مع النظام شرسة للغاية،
وموازين القوى تميل حتما لصالح النظام
الذي يملك ترسانة عسكرية جبارة، وآلة
قمع امنية لا يوجد لها مثيل في اي دولة
عربية اخرى، ولكن المصداقية في القول،
والاعلام خاصة، تظل اقوى الاسلحة في
هذه المعركة، لان الحقائق على الارض
فيما يتعلق بنتائج عمليات القتل التي
ترتكبها قوات النظام لا تحتاج الى
تبهير او تزوير. هناك فرق شاسع بين المتحدثين باسم
الانتفاضة السورية في الداخل وبين من
يدعون تمثيلها في الخارج، من حيث
المصداقية والعمل على الارض وتقديم
التضحيات، وضعف اداء الخارج هو الذي
ادى بلجان التنسيق الى المطالبة
باستقالة الدكتور برهان غليون رئيس
المجلس الوطني السوري، واتهام مجلسه
بعدم بذل الجهد المطلوب للارتقاء الى
مستوى رجالات الثورة في الداخل. الساحة السورية باتت مفتوحة امام مختلف
المشارب والاتجاهات السياسية
والعقائدية، ولا نعتقد ان الجماعات
المسلحة التي تشارك في التصدي للنظام
تحتاج الى تصريح للدخول الى هذه
الساحة، سواء من النظام او المعارضة. وزير الداخلية التونسي علي العريض الذي
ينتمي الى حزب النهضة زعيم الائتلاف
الحاكم في البلاد اعترف بالامس ان
مقاتلين تونسيين يقاتلون الى جانب
الثوار السوريين، كما ضبطت السلطات
اللبنانية سفينة محملة بالاسلحة قادمة
من ليبيا وبهدف ايصال حمولتها الى
المعارضة السورية المسلحة في الداخل. التقارير الامريكية تحدثت اكثر من مرة عن
انتقال مقاتلي القاعدة من العراق الى
الاراضي السورية، مثلما تحدثت عن قيام
الولايات المتحدة بتنسيق عمليات جمع
الاسلحة والعتاد الحربي الذي ترسله
دول خليجية والمملكة العربية السعودية
خاصة الى الثوار داخل سورية. المعارضة السورية انتقدت بشدة وبسخرية
شديدة اعلام النظام واتهمته بالكذب
وانعدام المصداقية، وركزت بالذات على
القنوات التلفزيونية، ولذلك هي مطالبة
بعدم الوقوع في المصيدة نفسها، مصيدة
المبالغة ولي عنق الحقائق اذا ارادت ان
تكسب ثقة انصارها ومؤيديها داخل سورية
وفي المحيط العربي. ================= المريض الروسي في
الأزمة السورية فايز سارة * السبت ١٩ مايو
٢٠١٢ الحياة يقوم الموقف الروسي من الأزمة في سورية
وفق ما تعلنه الإدارة الروسية على مبدأ
حماية سورية والحفاظ على الشعب
السوري، وتحت هذا العنوان تدعم
الحكومة الروسية السلطات السورية في
سياساتها الأمنية – العسكرية التي
تتابعها في إطار معالجتها للأزمة
القائمة في البلاد منذ آذار (مارس) 2011،
باعتبار أن ما يحصل في سورية هو صراع
بين النظام ومجموعات أصولية إرهابية
مسلحة، وأن ذلك يتم في إطار مؤامرة
دولية، تستهدف الاستيلاء على سورية. وفي إطار هذا الفهم لما يجري في سورية،
فإن موسكو قدمت على مدى أربعة عشر
شهراً دعماً غير محدود للسلطات
السورية، لعل الأبرز فيه يمثله الدعم
السياسي للموقف السوري في المستويات
كافة، وفي مقدم تجلياته استخدام
الفيتو في مجلس الأمن الدولي ضد إدانة
السياسات والممارسات السورية، ودفع
الصين لاتخاذ الموقف ذاته. وعلى رغم أن جوانب كثيرة من الدعم الروسي،
لا سيما التكنولوجي والاقتصادي
للسلطات السورية، غير مكشوفة وبعضها
غير واضح، فإن ملامح من الدعم العسكري
الروسي، تظهر في شكل آليات عسكرية
روسية جديدة من سيارات ودبابات
وناقلات جند مدرعة، تجوب الطرقات،
وتتمركز في محيط مدن وقرى، ويطلق بعضها
نيران مدافعه على التجمعات السكنية،
وغالبية قذائفها ذخائر روسية الصنع،
أو موادها الأولية مستوردة من روسيا،
كما هي غالبية الأسلحة السورية. ومما لا شك فيه أن الموقف الروسي وما
يقدمه من دعم ومساندة للسلطات
السورية، عزز موقف الأخيرة في متابعة
الحل الأمني العسكري للأزمة، وهو أمر
منع السلطات السورية من التفكير
والتوجه إلى حل سياسي للوضع من جهة،
وأدى إلى وقوع خسائر كبيرة، لم تصب
السوريين وحدهم أو معارضي النظام، بل
هي أصابت الكيان السوري كله في حاضره
ومستقبله. إن قائمة الخسائر المباشرة، تتمثل في
عشرات آلاف القتلى والمفقودين، وهناك
قائمة بنحو خمسة عشر ألف قتيل، وثمة
تقديرات بنحو سبعين ألف مفقود، وعشرات
آلاف الجرحى وكثير منهم تحول إلى معاق
بصورة مقصودة، وبخاصة داخل المعتقلات،
التي يقدر عدد الذين دخلوها في أشهر
الأزمة بمئات الألوف. ووفق التقديرات،
فإن أكثر من مليون سوري، تحولوا إلى
نازحين داخل سورية لاستحالة إقامتهم
في بيوتهم المدمرة كلياً أو جزئياً أو
لخوفهم من البقاء فيها، وهناك عشرات
آلاف السوريين النازحين إلى دول
الجوار والأبعد منها، ولو أن
التقديرات تقول، إن عدد النازحين إلى
خارج سورية بلغ مئات آلاف الأشخاص. والمحصلة العامة للأرقام السابقة في
معناها الرئيس، تؤكد خراب الأحوال
الاقتصادية لملايين السوريين الذين
فقدوا المعيلين، ودمرت بيوتهم ومحالهم
التجارية وورشهم المهنية ومصادر
عيشهم، وكثير منهم دمرت أو سرقت
مدخراتهم، أو اضطروا إلى صرف قسم منها
في أربعة عشر شهراً استثنائية، ووسط
تلك الظروف مع حراك الهجرة والتهجير،
فإن ملايين السوريين صاروا بلا موارد
عيش، وتحولوا إلى عالة أو أصحاب حاجة،
يستحقون المساعدة، وقد قدرت مصادر
دولية، أن نحو مليون سوري بحاجة إلى
دعم لاحتياجاتهم الأساسية. إن خسائر كبرى أصابت سورية بفعل الأزمة
وتداعياتها، وهي خسائر تتجاوز
المعطيات السابقة إلى الأعم والأشمل.
ففي بعض المدن والقرى أصاب التدمير
معظم البنى التحتية من مساكن وأسواق
وشبكات المياه والكهرباء والهاتف
والصرف الصحي، وحصل توقف كلي أو جزئي
في القطاع الصناعي والحرفي، وخراب
واسع في القطاع الزراعي والإنتاج
الحيواني، وتدهور القطاع السياحي إلى
مستواه الأدنى، وتردى الوضع الاقتصادي
بصورة لم يسبق لها أن حصلت، بسبب
مجريات الحل الأمني العسكري وتداعياته
من جهة وبسبب العقوبات الدولية التي
تواصلت على سورية. ولا تقل الخسائر السياسية التي أصابت
سورية خطورة عن الخسائر الاقتصادية.
ففي الجانب السياسي، تحولت سورية من
قوة إقليمية ذات تأثير بمحيطها إلى
موضوع لتدخلات إقليمية ودولية، وصار
نظامها محط تشكيك بشرعيته في مستويات
مختلفة، وتبدل الاستقرار الظاهر
للنظام وللمجتمع إلى انقسامات
واختلاطات وصراعات سياسية وعنفية،
وقلق على المستقبل والمصير. إن أوضاع سورية على نحو ما تبدو، ليست
خفية عن العيون الروسية، التي لا تملك
سفارة هي الأكبر بين السفارات
الاجنبية في دمشق فقط، بل تملك صداقات
مع عشرات آلاف السوريين الذين درسوا في
الجامعات الروسية والسوفياتية
السابقة، ويحتلون كثيراً من المواقع
السياسية والإدارية في البلاد، وزوجات
روسيات لسوريين قيل إن عددهن يزيد عن
خمسين ألفاً، يضاف إلى أن لروسيا جهاز
أمن قديم في صلاته وله تشعبات عميقة في
الواقع السوري. خلاصة الأمر، إن الروس ليسوا عمياناً
إزاء ما تتركه الأزمة وتداعياتها في
سورية، بل هم يعرفون التفاصيل الدقيقة
لأخطار الأزمة على سورية والسوريين
بما فيها خطر الحرب الداخلية، وهي
أخطار يفترض أن تدفع روسيا باتجاه
إقناع النظام في دمشق بوقف الحل الأمني
العسكري والذهاب بجدية إلى حل سياسي
جذري، وما لم يقم الروس بخطوة كهذه فلا
شك أنهم مرضى نفسيين أو مجانين، هذا إن
لم يكونوا كما همس لي ديبلوماسي عربي
ذات يوم، بأنهم غير معنيين بسورية في
شيء، وأن عيونهم فقط على بعض مال
السوريين من أصدقائهم ليس إلا! ================= فشل خطة أنان يفتح الباب
ل«مبادرة كوسوفو» سليم نصار * السبت ١٩ مايو
٢٠١٢ الحياة سقطت هذا الأسبوع في طرابلس الفيحاء،
سياسة تحييد لبنان عن مجريات الأحداث
في سورية، الأمر الذي أعاد الى الأذهان
شعار «وحدة المسارين والمصيرين». وتبين من حصيلة نزاعات الحدود بين
البلدين، أن الدولة اللبنانية عاجزة
عن وقف تدفق النازحين والمتسللين منذ
انفجار الأزمة ضد نظام بشار الأسد في
آذار (مارس) السنة الماضية. كما تبين
أيضاً أن هموم دمشق منصبة على منع تدفق
السلاح الى المعارضة عبر مدينة طرابلس
والمنطقة الحدودية في عكار. وقد وظفت
دمشق بعض هذه العناصر سابقاً للقيام
بعمليات انتحارية ضد الاحتلال
الأميركي في العراق. أحداث طرابلس هذا الأسبوع، حققت لدمشق
الهدف الذي تريده من وراء استغلال
الاشتباكات بين الجماعات العلوية في
جبل محسن وأخرى سنّية في باب التبانة.
أي هدف انتشار الجيش اللبناني
المطالَب بمصادرة الأسلحة من
المتقاتلين والمهربين معاً. وبهذا
تضمن الدولة السورية عدم وصول السلاح
الى «الجيش السوري الحر». ومعنى هذا أن
الجيش اللبناني النظامي تحول الى حارس
للنظام السوري الذي يواجه معارضة
داخلية شرسة في مختلف المحافظات
والمدن. وبهذا يكون هذا الجيش قد حقق
مطالب البطريرك الماروني بشارة الراعي
وجماعة 8 آذار (مارس) الداعية الى تأييد
النظام في سورية. أفراد «القاعدة» الناشطون في طرابلس
ومحيطها، باشروا حملتهم ضد الجيش بغرض
منعه من تنفيذ مهمته. ومع أن سورية لا
تعترف بوجود أكثر من 150 جهادياً غريباً
فوق أرضها، بينما تتبجح «القاعدة»
بإنشاء قاعدة تدريب تضم نحواً من ألف
عنصر تسللوا الى شمال لبنان من ليبيا
وتونس والسعودية واليمن وأفغانستان
ومصر والسودان والأردن. وقد ساعدهم
مخيم نهر البارد على عملية التخفي
والاختباء في أحضان «فتح الإسلام». في كتابه «الوجه الآخر للقاعدة»، يستعرض
الزميل كميل الطويل، إطلالة «القاعدة»
على لبنان عبر نشاط أبو مصعب الزرقاوي
الذي حاول استغلال الساحتين اللبنانية
والسورية لمصلحته في أواخر التسعينات.
وقد جنّد من أجل هذه المهمة شاباً
لبنانياً يدعى حسن نبعة، المعروف بين
مجاهدي هرات في أفغانستان ب «أبي مسلم».
واعترف هذا المجاهد بأنه التحق بمعسكر
الزرقاوي عقب أحداث الضنية (شمال لبنان)
التي وقعت بين الجيش اللبناني وجماعات
إسلامية كانت تتدرب في غابة نائية.
وسقط في تلك المعركة ضابط برتبة نقيب
مع أكثر من عشرين جندياً. وبعد عملية
تطويق طويلة نجح الجيش في اعتقال عدد
من المقاتلين. ثم أطلقت الدولة سراحهم
مقابل إطلاق سراح الدكتور سمير جعجع،
الأمر الذي أثار في حينه استنكار كبار
الضباط الذين استهجنوا تلك المقايضة! تقول مصادر الجيش اللبناني إن عمليات
القنص استؤنفت ضد الجنود بهدف دفعهم
الى مغادرة طرابلس. وقد اتُهمت «القاعدة»
بافتعال أعمال القنص والتفجير لعل
الاحتقان الشعبي يمنع وقف إطلاق
النار، ويمهد لاستئناف الاشتباكات من
جديد. وهي تراهن على استثارة الجماعات
الفقيرة المسلحة التي تمثل شريحة
كبيرة من مدينة عُرفت بسلبيتها نحو
الدولة بسبب الإهمال والبطالة، خصوصاً
أنها تشكل أكبر نسبة من العاطلين من
العمل في كل الجمهورية اللبنانية. وكان
من الطبيعي أن يفرز هذا الوضع المجحف
عدداً كبيراً من المتمردين والعصاة من
أمثال محمد القدور. يقول المؤرخون إن طرابلس لا تمثل ظاهرة
فريدة في تاريخ المدن المعروفة
تاريخياً بكثرة الاحتجاجات
والتظاهرات مثل حماة في سورية والبصرة
في العراق وبنغازي في ليبيا. وربما
ساعدها على اتخاذ هذا المنحى إهمال
الدولة لمطالب زعمائها. فالمعرض الذي
شيّد لاجتذاب السياح، ليس فيه ما يعرض
سوى الحشيش وخيوط العناكب. والمدينة
التي تضم نحواً من نصف مليون نسمة، ليس
فيها سوى فندق واحد «كواليتي – إن» من
دون نزلاء طبعاً. والنواب الذين
يمثلونها لا ينتخبون وفق مواقفهم
السياسية في البرلمان، بل وفق الخدمات
التي يقدمونها للمحتاجين. فالنائب
الراحل موريس فاضل كافأه الطرابلسيون
على إنارة الشوارع المظلم. لذلك بقي
يتمتع بشعبية نادرة أورثها لنجله من
بعده. ويرى التجار والصناعيون في العاصمة
اللبنانية الثانية، أن حرب 1975 – 1989،
شكلت ضربة موجعة للصناعات والحاجات
المحلية. فقد أحرق مصنع عريضة في محلة
البحصاص، وحرم أكثر من ألفي عامل فرص
العمل، كما دمرت مصانع آل الغندور
للخشب المضغوط ومعامل السكر وقضبان
الحديد. وأقفلت معامل نجم للمشروبات
الغازية. وبوحي من تلك السابقة
المتكررة، يحاول الرئيسان عمر كرامي
ونجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي،
معالجة الأوضاع المتوترة بانتظار مصير
«الملك الكبير» في دمشق. الصورة السياسية القاتمة التي ترسمها
الصحف الخارجية لا تشير الى ظهور أي
انفراج في الأفق. ومع أن الولايات
المتحدة عززت علاقاتها بالمعارضة، إلا
أن هذه الخطوة لا يمكن أن تعجل في إسقاط
النظام. والسبب أن وزير الدفاع ليون
بانيتا، ألقى أمام الكونغرس سلسلة
ذرائع تحول دون التدخل الخارجي. وقال
إن الإجماع الذي حصل تجاه نظام القذافي
في ليبيا، لا يمكن تكراره في ظل الخلاف
القائم بين الدول الغربية من جهة...
وروسيا والصين من جهة أخرى. وزير خارجية فرنسا السابق ألان جوبيه،
لمّح الى استخدام خطة بديلة في حال
تعذر تنفيذ خطة كوفي أنان. وقال إن حال
المراوحة لن تدوم، مذكراً بأن التدخل
في كوسوفو عام 1999، لم يخضع لتفويض مجلس
الأمن. وهذا ما ردده رئيس وزراء
بريطانيا ديفيد كاميرون، عندما أعلن
أن سابقة كوسوفو تظهر أن الفيتو الروسي
لن يمنع إصدار مبادرة تحت عنوان «حل
عادل أخلاقياً». وفي رأيه، أن مجلس
الأمن ليس وحده الجهة المخولة اجتراح
قانون إقرار التدخل العسكري، وذكر في
هذا السياق أن المأساة السورية لم
تتوقف منذ 14 شهراً، وقد حصدت أكثر من 11
ألف قتيل. كما ارتفع عدد المعتقلين الى
أكثر من 25 ألف نسمة. ووصل عدد النازحين
الى مليون شخص، نصفهم في الداخل بينما
لجأ النصف الآخر الى تركيا ولبنان
والأردن. وزيرة خارجية أميركا هيلاري كلينتون، دعت
الى زيادة العقوبات التجارية والمالية
بحيث تؤدي الى إرهاق النظام السوري
وزعزعة قواعده. علماً أن وزير النفط
سفيان العلا، أعلن أن الإجراءات التي
اتخذها الاتحاد الأوروبي، تسببت في
حصول أزمة اسطوانات للغاز المستخدم في
المنازل. لذلك اضطرت الحكومة الى توقيع
أربعة عقود جديدة مع إيران، وأخرى
مثلها مع فنزويلا. وقد وصل تأثير هذه
الأزمة الى قطاع الزراعة، لأن
المزارعين أصبحوا عاجزين عن توفير
الوقود للجرارات والآلات الزراعية. على صعيد آخر، قامت الحكومة السورية
باستيراد كميات ضخمة من الحبوب من طريق
لبنان، بهدف الالتفاف على العقوبات
الغربية وتدبير الإمدادات الحيوية. وتعتبر هذه العمليات مشروعة لأن واردات
الأغذية لا تدخل ضمن العقوبات التي
فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات
المتحدة. وقدرت منظمة الأغذية التابعة للأمم
المتحدة، أن سورية تحتاج الى استيراد
أكثر من أربعة ملايين طن من الحبوب
خلال هذا الصيف، أي بزيادة مليون طن عن
السنة الماضية نتيجة ضعف المحصول في
صيف 2011. بقي السؤال المتعلق بمصير النظام السوري،
وما إذا كانت العقوبات التجارية
والمالية، زائد القتال الدموي الذي
تشهده المدن، ستؤدي كلها إلى إسقاط
نظام استمر خمسين سنة تقريباً؟! يقدر الخبير الإسرائيلي في الشؤون
العربية، عاميت كوهين، أن الرئيس بشار
الأسد يستطيع حماية نظامه من
الانهيار، على رغم شيوع نظريات تفيد
بعكس ذلك. وهو يتصور أن اليوم التالي
لنهاية الأسد، سيتأخر قليلاً. وأن
التحول الذي يريده الأميركيون
والأوروبيون لم ينضج بعد. والسبب أن
سيد النظام يصارع من أجل حماية نفسه،
وحماية الطائفة التي تدافع عنه. وهو
يستخدم منظومة متفرعة عن أجهزة
الاستخبارات، تتولى حماية النظام.
إضافة الى استنفار 9 فرق مخصصة لقمع
الانتفاضة، زائد 4 فرق للمدرعات
الموالية لماهر الأسد. وتساند هذه
القوات فرق تابعة للحرس الجمهوري
والقوات الخاصة. المعارضة من جهتها تراهن على ظهور شروخ
داخل صفوف الجيش القابع في الثكنات.
وقد تبنت استراتيجية اقتحامية تمددت
حتى حلب والعاصمة. وهي تدعو الى قيام
خمسين تظاهرة يومياً، توزع العنف في كل
أرجاء البلاد. والهدف من كل هذا إرهاق
النظام وتوريطه بعمليات قتل يصعب
محوها من ذاكرة 23 مليون سوري. وتدعي
الصحف الأجنبية أن النظام حريص على منع
النازحين من الانتقال الى تركيا
والأردن ولبنان لأن النزوح الجماعي
يشوه صورته ويحرجه. وتكمن مخاوفه
الجدية في هذه الأيام من متسللي «القاعدة»
الذين زعزعوا الاستقرار في العراق. يقول المراقبون إن قوات النظام لم تهزم
حتى الآن، وأن احتمالات تفكك الجيش
النظامي تبدو ضئيلة وصعبة. وهم يقدرون
أن المشاكل ستزداد بسبب الطابع الواسع
لأعمال العنف، الأمر الذي يحول دون حشد
القوات الخاصة في أماكن متباعدة... كما
يحول دون استنزافها في معارك قد تطول
الى آخر السنة قبل أن تتفق إيران
والدول الكبرى على مستقبل النظام في
سورية. في مقابلة مع التلفزيون الروسي، قال
الرئيس بشار الأسد إن الدول التي تنشر
الفوضى في بلاده، يمكن أن تعاني هي من
نتائجها. وانتقد «الربيع العربي» لأنه
نقل الفوضى الى سورية، الأمر الذي
ستعاني من عواقبه كل الدول الأوروبية. وأعلن الأسد أنه يأمل بأن يفكر الرئيس
الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند،
بمصالح بلاده، داعياً إياه الى تغيير
سياسة ساركوزي حيال سورية والمنطقة. مراقبو الأمم المتحدة يتوقعون من قوات
الأسد القيام بقمع بؤر التمرد على نحو
لا يسمح للمعارضة بنقل أعمالها الى
العاصمة. وهو يرى أن الاحتفاظ بأمن
دمشق يمنحه الشرعية التي يتوق الى
استخدامها لتأمين خروج مشرف. وفي سبيل إسقاط هذه الشرعية، ستشدد
المعارضة حصارها على العاصمة، ولو أدى
ذلك الى استخدام أقصى وسائل العنف! ================= تحويل مجرى التيار
ليصبح ضد بشار الأسد الشرق الاوسط جوزيف ليبرمان 19-5-2012 بعد أكثر من تسعة أشهر من إعلان الرئيس
أوباما ضرورة تنحي الرئيس بشار الأسد،
بات من الواضح عدم قدرة الدبلوماسية
وحدها أو العقوبات وحدها على خلع
الحاكم السوري المستبد. على الجانب
الآخر، لا يزال قتل الأسد للشعب
مستمرا، ولا يلوح أي أمل في تسوية
دبلوماسية، مما يدفع سوريا نحو حرب
أهلية طائفية طويلة دموية إلى أن يتحول
ميزان القوى داخل البلاد ليصبح ضده.
للأسف لم تتخذ الولايات المتحدة أي
إجراء حاسم لتأليب الجيش ضد الأسد، ولا
تقوم أي دولة أخرى أو تحالف من الدول
بما يكفي في ظل غياب القيادة الأميركية. وفي ما يلي استنتاجاتي بعد زيارتين للشرق
الأوسط خلال الشهر الماضي، تقابلت
خلالهما مع قادة من المجلس الوطني
السوري المعارض والجيش السوري الحر،
ولاجئين سوريين هربوا مؤخرا إلى تركيا
ولبنان، وشباب سوري شجاع يشارك في
تنظيم المقاومة في بلدهم، وقادة دول
كبيرة في المنطقة. من الرسائل التي
تلقيتها من المعارضة السورية وشركاء
الولايات المتحدة على حد سواء إحباطهم
من عدم قيام الولايات المتحدة، التي
دعت الأسد إلى التنحي، بالكثير لتحقيق
ذلك. وتساءلوا عما إذا كان ذلك يرجع إلى
استعداد واشنطن إلى التوصل إلى اتفاق
مع إيران لوقف برنامجها النووي في
مقابل الإبقاء على الأسد في السلطة،
وهل من أسباب ذلك الضغط الإسرائيلي
لحماية الأسد على أساس أن الشيطان الذي
يعرفونه خير من الذي لا يعرفونه.
نظريات المؤامرة هذه لا تمت للحقيقة
بصلة، كما أوضح مسؤولون أميركيون
وإسرائيليون رفيعو المستوى، لكنها
توضح مدى عمق شعور السوريين بأن العالم
تخلى عنهم. ما يحدث في سوريا كارثة
إنسانية، حيث بلغ عدد القتلى 10 آلاف
على الأقل، وجاوز عدد النازحين
المليون، ويتم ارتكاب انتهاكات سافرة
لحقوق الإنسان يوميا، منها استخدام
الاغتصاب المنتشر المتعمد وأشكال
العنف الجنسي الأخرى كأسلحة. تتسم الأحداث التي تشهدها سوريا بأهمية
استراتيجية بالنسبة إلى المنطقة، حيث
سيمثل سقوط الأسد أكبر نكسة شهدتها
إيران خلال ربع قرن. على الجانب الآخر، تشعر المعارضة السورية
بالقلق من أن يؤدي امتداد الصراع في
هذا الاتجاه إلى المزيد من التكتل
والتطرف داخل المجتمع السوري، ويفتح
الباب لتنظيم القاعدة وفروعه، وينذر
بتحويل الدولة إلى دولة فاشلة تتسبب في
تقويض الاستقرار في الشرق الأوسط. إنه
سيناريو مخيف بالنظر إلى مخزون سوريا
الهائل من الأسلحة الكيميائية. لهذا لا
تمثل الحيلولة دون انزلاق سوريا إلى
حرب أهلية وفوضى مهمة إنسانية فحسب، بل
أيضا ضرورة للأمن القومي الأميركي. أولا يجب أن نزيد من جهودنا الرامية إلى
تزويد المعارضة السورية بما يمكنها من
الدفاع عن نفسها أمام الأسد، بحيث يصبح
من الواضح أنه غير قادر على الفوز
بالمعركة، وأن عليه التفاوض على كيفية
الخروج. ومثلما حدث في ليبيا لا ينبغي
أن تدخل قوات أميركية سوريا، ولا ينبغي
لها أن تتدخل وحدها. لدى شركائنا في
المنطقة الأموال والأسلحة والأراضي
اللازمة لبذل جهود واسعة النطاق في
تدريب وتجهيز المقاومة ضد الأسد وضمان
استمراريتها وقدرتها ومهنتيها
وشموليتها. وتبدو تلك الدول على
استعداد للقيام بذلك، لكن ما نفتقر
إليه، وما تعتقد كل من المعارضة
السورية وحلفاؤنا الإقليميون أن
الولايات المتحدة هي وحدها القادرة
على تقديمه، هو القيادة والتنظيم
والاستراتيجية. أعلنت إدارة أوباما
العام الحالي التزامها بتقديم دعم «غير
مميت» للمعارضة. ومع ذلك فإن الدعم «غير المميت» وحده لا
يكفي. هناك حاجة إلى تنسيق الجهود مع
شركائنا الإقليميين وجعلها أكثر شمولا
لدعم المقاتلين من المعسكر المناهض
للأسد بالأسلحة والمعلومات
الاستخباراتية المرحلية والمساعدات
القتالية الأخرى. وتشير بعض التقارير
إلى أن الجهود تتجه نحو تكثيف هذه
المحاولات على الأقل. وسيمثل هذا في
حال حدوثه تطورا مرحبا به جديرا بدعم
الكونغرس. وستسهم مهمة التدريب
والتجهيز، التي تتولى الولايات
المتحدة تنسيقها، في تحسين توحيد صفوف
المعارضة وجعلها أكثر اتساعا، بحيث
تشمل كل الأطراف الفاعلة في المجتمع
السوري وتؤثر على سلوكها. يجب على المقاتلين السوريين الذين يريدون
المساعدة رفض «القاعدة» والإرهاب،
والامتناع عن ارتكاب انتهاكات لحقوق
الإنسان وأعمال القتل الثأرية،
والامتثال لقيادة المعارضة المدنية
وتسليم أي أسلحة تقع عليها أيديهم. وفي
الوقت الذي ينبغي أن تكون الأولوية فيه
لتقوية وتوحيد المعارضة المسلحة على
الأرض، ربما لا يكفي ذلك لتغيير ميزان
القوى ضد الأسد بالسرعة المطلوبة. لهذا
ينبغي على الولايات المتحدة أن تبدأ
مناقشات مع شركائنا حول شن حملة جوية
لمنع الأسد من قيادة قواته وإقامة
مناطق آمنة على طول الحدود مع سوريا،
بحيث تتمكن المعارضة من تنظيم صفوفها
داخل بلدها. سيكون الطريق صعبا، فهناك العديد من
العقبات التي تحول دون توفير المساعدة
لمقاتلي المعسكر المعارض داخل بلادهم.
ومن المؤكد أن سوريا ستواجه الكثير من
المشكلات السياسية والاقتصادية خلال
حقبة ما بعد الأسد. وسيتضمن أي تدخل
مخاطر، لكن من الواضح أنه من دون تدخل
أكبر، سوف يقودنا المسار الحالي إلى
خطر أكبر متمثل في كارثة إنسانية
واستراتيجية تتعلق بقيمنا الأخلاقية
ومصالح أمننا القومي. ويمكن تفادي هذه
النتيجة من خلال تغيير ميزان القوى
العسكري داخل سوريا سريعا، ويعتمد هذا
بالأساس على القيادة الأميركية. * عضو مستقل في مجلس الشيوخ عن
ولاية كونيتيكت الأميركية * خدمة «واشنطن بوست» ================= عبدالرحمن الراشد الشرق الاوسط 19-5-2012 ليس من طبع المؤسسة الإسرائيلية، سياسية
وعسكرية، أن تجلس متفرجة على الأحداث
والنيران على حدودها. وخلال عام لم
تصدر عن الحكومة الإسرائيلية مواقف
واضحة حيال الثورة السورية، مع أنها
أهم حدث يواجه إسرائيل منذ حرب عام 1973.
أما لماذا نصنفها أخطر مما يحدث في
مصر، أو ما حدث في لبنان لسنين من
أزمات، فالسبب يعود إلى أن النظام بقي
في مصر وسقط حكم مبارك، حيث إن الجيش هو
عموده الأساسي. ولبنان كانت أزماته
وتهديداته تزعج إسرائيل، لكنها لم تكن
قط تمثل خطرا على أمنها القومي. في
سوريا الحال مختلف، حيث توجد ثورة
كاملة هدفها اقتلاع كل النظام المهم
لإسرائيل، الذي لعب دورين في أربعين
عاما، في صورتي الشرطي والمشاغب. وهناك من يؤكد أن إسرائيل أسهمت في إقناع
الجانبين الأميركي والروسي بعدم دعم
الثورة، أي أنها عمليا ساندت نظام
الأسد في دمشق، وأنا أعتقد أن لها فضلا
كبيرا في إذكاء الحماس الروسي الداعم
للأسد الذي لم ينقطع، عسكريا
ودبلوماسيا. والمنطق الإسرائيلي حيال
أحداث سوريا ليس صعبا علينا فهمه، وهو
يقوم على أن إسرائيل أكثر أمنا في ظل
نظام الأسد من نظام سوري جديد مجهول
الملامح، أو نظام إسلامي متطرف يفتح
جبهات حرب مع الدولة اليهودية. اللافت أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود
باراك خرج بتصريح قوي تحدث فيه بشكل
واضح هذه المرة معبرا عن قناعته بحتمية
سقوط نظام الأسد. والأهم من تحليل
باراك العسكري أو السياسي هو تبديل
اللغة الإسرائيلية بإعلانه أن سقوط
نظام الأسد أمر يخدم المصالح
الإسرائيلية ضد إيران. وكما هو متوقع، أسعدت تصريحات باراك
وسائل الإعلام المحسوبة على النظام
السوري، لأنها اعتبرتها شهادة حسن
سيرة وسلوك لنظام الأسد الذي انحدرت
سمعته في العالم العربي إلى درك أسوأ
حتى من إسرائيل. والماكينة الدعائية
السورية تظن أنها لو أقنعت ملايين
العرب بما قاله باراك فإنهم مستعدون
للعفو عن جرائمها، على اعتبار أن
الجماهير العربية ستقف ضد أي فريق
يؤيده الإسرائيليون. فقد وقفت مع صدام
وإيران وحزب الله من قبل رغم ما
ارتكبوه من جرائم بشعة في حق شعوبهم
بحجة أنهم عدو لإسرائيل. وباسم العداء
لإسرائيل منحت البطولة والشعبية
لأنظمة مجرمة مثل إيران وصدام
والأسدين والقذافي. وهذه الأنظمة لا
تزعج إسرائيل لأنها أنظمة تقوم على
أكاذيب وبطولات زائفة لم ولن تتجرأ على
مقاتلتها فعليا أو تهديد أمنها. أما لماذا غيرت إسرائيل موقفها وتخلت عن
دعم النظام السوري، هذا إذا كانت
قراءتي صحيحة، فإن ذلك يعود لسبب
أساسي، وهو أن النظام عاجز عن النجاح
في مكافحة الثورة. خلال الأسبوع الماضي
بلغ عدد المظاهرات السلمية التي خرجت
في أنحاء سوريا نحو ثمانمائة، وهو رقم
أعلى من المظاهرات في مطلع أيام الثورة.
أي أن الناس لم تيأس ولم تقهر ولم تعد
تخاف. وما نراه من تعاظم القتل
والتدمير بصورة لم نعرف لها مثيلا في
أي حروب أهلية من قبل يبين لنا مسار
الثورة، ويوحي بشكل أكيد بأن النظام
ساقط. والإسرائيليون الذين يجلسون على
الطرف الأعلى من هضبة الجولان أكثر
الأطراف الإقليمية اطلاعا على ما
يحدث، ولا بد أنهم يدركون أن العدو
الحليف، نظام الأسد، لا مستقبل له.
وبالتالي ما قاله باراك قد يرضي
الإعلام السوري دعائيا، لكنه سيقلق
كثيرا القيادة السورية. باراك، وهو
وزير الدفاع، أعلنها في الولايات
المتحدة بعد صمت إسرائيلي طويل، بأن
الأسد محكوم عليه بالسقوط، وتحدث عن
أهمية الدور الروسي في إخراج عملية
تغيير الحكم في سوريا بإسقاط الأسد مع
الحفاظ على المؤسسات السورية الكبيرة،
بما فيها الأمن والجيش. إن قدرة الشعب
السوري على اقتلاع الضرس الحاكم لم ولن
تكون سهلة. والحقيقة الأعجوبة ليست
صمود النظام الأمني العسكري السوري،
بل الأعجب إصرار الشعب السوري لأنه هو
الذي يتلقى الضربات الموجعة.. وقد ظهر
أكبر من كل توقعاتنا. ما يواجهه الشعب
السوري ليس الكارثة المروعة وحسب، بل
إنه يخوض حربا على جبهات متعددة اتفقت
جميعها ضده. ومهم أن يدرك العالم
أكاذيب النظام الذي يريد تصوير أن
الثورة ليست إلا عملا مدبرا من الخارج،
وأنها جماعات إرهابية، وعلى الجميع أن
يدرك أن ثورة بهذا العمق والاتساع
والإصرار لن تتوقف إلا في دمشق بعد
إسقاط النظام. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |